Professional Documents
Culture Documents
اتصال البيداغوجي و اطره النظرية مزيان نجية
اتصال البيداغوجي و اطره النظرية مزيان نجية
حمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاضرات
االت ـصال البيداغوجي وأط ـره الن ـظ ـرية
مطبوعة بيداغوجية موجهة لطلبة السنة األوىل دكتوراه
* بيداغوجيا األهداف
* نموذج التدريس باألهداف
1
المحور الثالث :نظريات التعلم اإلنساني
2
مقدمة:
يعتبر العمل البيداغوجي عملية منظمة مخطط لها ،نظام يجمع العالقة بين الثالثي التربوي
المعلم ،المتعلم والمادة التعليمية ،وتتحدد طبيعة هذه العالقة وفقا ألهمية كل عنصر من
السيكولوجية.
فمشروع التعليم الذي أنشئ في الكليات والمعاهد يسعى إلى الحصول على شكل من أشكال
األخيرة هي بمثابة نافذة تفتح المدرسة للعالم وكذا مصدر من مصادر التحفيز للتالميذ.
ولتنفيذ هذا المشروع يمكن استلهام الوسائل المستخدمة التي أنشأها المعلم من خالل مختلف
الطرق واآلليات ،فقط يجب أن تكون مبررة في المقام األول فيما يتعلق بالنتائج وأن يكيفها
مع الهدف المسطر .ويعتبر االتصال أحد هذه اآلليات باعتبار التعلم عملية اتصالية تعتمد
بالدرجة األولى على التواصل والتفاعل بين المعلم والمتعلم نتيجة التعامل المباشر في
الموقف التعليمي.
وتعتبر مهارات التعليم باعتباره صورة من صور االتصال من الركائز األساسية التي تستند
عليها البيداغوجيا إذ يتوجب على المعلم اإللمام بها بما يؤمن التفاعل بين المعلم وتالميذه
كما يؤمن عرض المادة العليمة بشكل متسلسل ومنطقي وبما يتناسب مع الخبرات الضرورية
3
للتفاعل مع البيئة التعليمية بشكل أوسع ،ولكي يتحقق ذلك التفاعل يجب أن يكون المعلم
نسعى من خالل هذه المطبوعة التركيز على االتصال البيداغوجي لما له من أهمية في
تمرير المادة التعليمية وتأثيراته في تنمية شخصية المتعلم واستعداداته وقدراته والكشف عن
فعملية االتصال البيداغوجي معقدة وتتدخل في نجاحها عدة عوامل ،فقد حاولنا تأكيد فاعلية
نفسو اجتماعية (دافعية الطالب واالحترام المتبادل) ،لكن رغم أهمية هذه العوامل في
المساعدة على االتصال البيداغوجي الفعـال ،وتم تأكيد ذلك ميدانيا ،إال أنها يصعب
توافرها كلها مجتمعة في الجامعة الجزائرية ،فهناك عوامل أخرى تعيق نجاح هـذه العملية،
كالجوانب الشخصية لألستاذ والطالب ،وكذا عدم توفر الوسائل التعليمية ،ومشاكل إعداد
و حتى يتمكن الطلبة في الجامعة و على وجه الخصوص طلبة دكتوراهمن االستفادة من
التكوين الفعال ،فعلى الطاقم البيداغوجي ما أساتذة و اإلدارة تكثيف الجهود بتوفير الوسائل
الالزمة لتحقيقها ،و يكفي كخطوة أولى تزويد الطلبة برصيد معرفي نظري يحمل في طياته
4
له و المقاربات التي يعتمد عليها األستاذ المكون و التي تتماشى و طبيعة العناصر المكون
للثالثي البيداغوجي ،الى جانب معرفة شروط عملية االتصال البيداغوجي ،و أيضا
قنوات االتصال التي يمكن استخدامها خالل المواقف التعليمية ،وكيفية تحقيق الهدف من
االتصال في العملية التعليمية بالتركيز على نظريات االتصال ،وإضافة الى تحديد معوقات
كما انه من األفضل ان يمارس طالب الدكتوراه المتكون التدريس بعد عامه النظري تحت
5
الــــمـــحـــور األول
6
المحور األول:مدخل الى االتصال البيداغوجي
تمهيد:
نتطرق في هذا المحور الى ماهية االتصال البيداغوجي أهميته في العملية التعليمية
التعليمية ،كما انه يتم تحديد خصائصه و اركانه الى ان نصل الى التطرق الى اهم عنصر
و هو الثالثي البيداغوجي الذي يوضح كيف تجري العمليات و طبيعة العالقات بين الثالثي
-1-Iتحديد المفاهيم:
ا-مفهوم التواصل :جاء في لسان العرب ،وصلت الشيء وصال ،والوصل ضد الهجران،
1
الوصل خالف الفصل ،وصل الشيء بالشيء يصله وصال وصلة.
جاء في المعجم الوسيط في مادة وصل "يصل فالن وصوال ويصل الشيء وصوال ،ووصله
2
وصال ،أي بلغه وانتهى إليه ،والوصلة من االتصال ويقال بينهما وصلة"
ورد في قاموس المصطلحات اإلعالمية أن االتصال هو :انتقال المعلومات أو األفكار أو
- 1ابن املنظور ،لسان العرب ،دار صادر1300،هـ ،بيروت ،ص ص.626-627
- 2إبراهيم ،مصطفي وآخرون ،املعجم الوسيط ،ط ،2دار املعرفة ،القاهرة ،2002،ص .247
7
الرموز ،واالتصال هو أساس كل تفاعل اجتماعي فهو يمكننا من نقل معارفنا وييسر التفاهم
1
بين األفراد.
ب-مفهوم البيداغوجيا
وهي كلمة ذات أصل يوناني متكون من كلمتين paidosوتعني الطفل وgogia
وتعني فعل التوجيه والقيادة والتنمية والتربية .يرجع معجم ليتري أول استخدام لمصطلح
بيداغوجيا إلى سنة 1535م ،فيما لم تعتمدها األكاديمية الفرنسية إال ابتداء من سنة
1762م .والبيداغوجي قبل التطور الداللي للفظ كان يطلق على العبد الذي يسوق الطفل
للدرس.
من هذا المنطلق فإن كلمة بيداغوجيا من الجانب اللغوي تعني تربية الطفل أو فن تربية
2
األطفال
وتعني البيداغوجيا عند الفالسفة القدامى أمثال أرسطو وافالطون «وسيلة في خدمة األهداف
األخالقية والسياسية في المجتمع" واستمر هذا المفهوم يحدد صورة أو نمط العالقة
التواصلية بين المعلم والمتعلم إلى غاية عصر االنوار وظهور فكر جون جان روسو في
كتابه الشهير "إيميل " والذي يدعو فيه بتغيير نظرتهم للطفل وأنه ليس وعاء أو صفحة
- 1دمحم فريد عزت ،قاموس املصطلحات إلاعالمية ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،مصر ،2006،ص68
- 2أ.روبول ،لغة التربية :تحليل الخطاب البيداغوجي ،إفريقيا الشرق ،الدار البيضاء ،املغرب ،2002،ص11
8
بيضاء ،كما تصوره البيداغوجيا التقليدية في فلسفتها المثالية يكتفي باالستقبال والتلقي ،إذ
1
ينبغي مالحظة استعدادات الطفل وحاجاته وضرورة العمل على تطويرها وإشباعها.
هذه األفكار ساهمت بشكل كبير في تطور مصطلح البيداغوجيا حيث اثرت في أفكار بعض
العلماء على غرار فريديريك فروبل ( )1852-1782الذي أسس حدائق لألطفال األولوية
فيها للعب العفوية في إطار العملية التربوية وكذا أعمال فريديريك هربرت جون (-1776
)1841الذي اعتبر البيداغوجيا " موضوع علم يجعل غايته تكوين الفرد من أجل ذاته بأن
2
نوقظ فيه ضروب ميوله الكثيرة
التي يقوم بها األستاذ في الحقل التربوي والمتمثلة في الوضعية التدريسية التي تترجم أساسا
في العالقة الديناميكية بين األستاذ والتلميذ" أو هي " نظرية التعلم التي يتم فيها تلقي المعرفة
بمحتواها وتقييمها ،وبالدور الذي يقوم به كل من األستاذ والتلميذ في العملية التربوية وكذا
3
باألهداف التعلم التي ال يمطكن فصلها عن القيم االجتماعية والثقافية
أو كما يطلق عليها دوركايم متجاو از الفهم التقليدي لالصطالح في العصر اإلغريقي بأنها
نظرية عملية موضوعها التفكير في نظم التربية وطرائقها من أجل تحسين نتائجها وتوجيه
- 1روبول ،لغة التربية :تحليل الخطاب البيداغوجي ،إفريقيا الشرق ،الدار البيضاء ،املغرب ،2002،ص11
2بلحسن مخلوف ،العالقة التربوية بين ألاستاذ و التلميذ داخل الصف الدراس ي ،جامعة الجزائر ،2،2006ص03
3بلحسن مخلوف ،املرجع نفسه ،ص.00
9
نشاط المربين وتقييمه" وهو ما ذهب إليه مياالري وهو يميز بين التربية والبيداغوجيا من
1
زاوية الممارسة والنظرية ،فاألولى ممارسة والثانية تنظير لتلك الممارسة.
التفاعل بين المعلم والمتعلمين أو بين المتعلمين أنفسهم كونها اعتبا ار بالمجموعة في إطار
تفاعلها ،فهي ال تعترف بالنمط التقليدي الذي يعتمد التلقين واإللقاء حيث يكون المعلم أساس
تلخيصا لما سبق ذكره ،يمكن القول بان البيداغوجيا مفهوم مرتبط بميدان التربية والتعليم
يشمل كافة أشكال الممارسات التي يقوم بها األستاذ خالل العملية التعليمية في إطار
الدراسية.
ج-االتصال البيداغوجي
يعتبر الوسط التعليمي من أهم المجاالت التي تعتمد في نشاطها وبدرجة عالية على عملية
االتصالية وأحسن نظريات االتصال البيداغوجي وأكثرها تأثي ار .إن العالقة بين المدرس
11
والمتعلم أساسها عملية التفاعل الصفي اإليجابي الذي يجعل من المتعلم عنص ار نشيطا يدال
من اعتباره مجرد مستقبل مهمته حفظ أكبر قدر من المعلومات ،التي يسترجعها يوم
االمتحان ثم ينتهي دورها و عليه فإن عملية التدريس التي يقوم بها األستاذ في األساس
عملية تواصلية بامتياز بمعنى أن كل أشكال الممارسات التي يقوم بها األستاذ خالل عمليات
التعليم تعتبر أفعال اتصالية مقصودة وواعية مرهونة بأهداف واضحة ومخطط لها ،ويعتبر
1
السلوك االتصالي في صورته البيداغوجية وسيلة أساسية لنجاح العملية التربوية التدريسية
يعرف االتصال التربوي بأنه "نقل األفكار والمعلومات التربوية والتعليمية بصفة خاصة ،من
الناظر أو المدير إلى المعلم والعكس ،سواء باألسلوب الكتابي أو الشفهي أو بوسائل أخرى
مختلفة؛ بحيث يتحقق الفهم المتبادل بين أسرة المدرسة ،وينتج عنه اقتناع من جانب المتصل
به؛ مما يؤدي إلى وحدة الهدف الفصل الثاني االتصال البيداغوجي وعوائقه 29والجهود
بحيث تتحقق في النهاية أهداف المدرسة وفلسفتها التربوية والتعليمية ،ويهدف إلى التحكم في
2
سلوك الفرد عن طريق تنظيم بيئته
وبهذا المعنى ،فإن االتصال التربوي يمتد مفهومه باتجاهات متعددة ومتنوعة ،ليشمل نشاط
قطاعات واسعة من مؤسسات الدولة والمجتمع ،والتي تتصل بصورة أو بأخرى بالبناء
1لكحل وهيبة ،الاتصال البیداغوجي استاذ-طالب .قسم علم النفس ,كليـة آلاداب و العلـوم الاجتماعيـ ة و الانـسانية ,جامعة باجي مختار –
عنابة،2012،ص.11
.مجلـ ـ ــة أبحـ ـ ــا نفسـ ـ ــية و ربويـ ـ ــة ،جامعـ ـ ــة أم نظريا ا ااات الاتصا ا ااال يا ا ااي الوسا ا ااط التعلي ا ا ااي - 2وسـ ـ ــيلة زرقـ ـ ــا ،رزقيـ ـ ــة بـ ـ ــن ـ ـ ــي ،
البواقي،جوان ،2001ص.21
11
التربوي لإلنسان ،والرغبة في تطوير قدراته العقلية والوجدانية والمهارية ،وهي كل القطاعات
1
العام
من أهم التعريفات التي وردت في أدبيات االتصال البيداغوجي أنه "كل أشكال سيرورات
ومظاهر العالقة التواصلية بين المدرس وتالميذه أو بينهم أنفسهم كما أنه يتضمن نمط
اإلرسال اللفظي وغير اللفظي ،كما يتضمن الوسائل التواصلية والمجال والزمان ،يهدف إلى
تبادل أو تبليغ ونقل الخبرات و التجارب و المواقف مثلما يهدف الى التأثير في سلوك
2
المتلقي"
وعرف االتصال البيداغوجي أيضا بأنه "فهم آليات نقل الخبرات و التعلمات و القيم و
األنشطة الحركية من المدرس إلى المتعلم و العمل على تفسيرها وضبط طرائق التفاعل و
التبادل و الحوار ،و يتخذ التواصل البيداغوجي مظاهر ثالثة :التواصل المعرفي ،التواصل
3
الوجداني ،التواصل الحسي/الحركي.
وعرفه حسن شحاتة وزينب النجار بأنه عملية يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص
آلخر ،حتى تصبح تلك المعرفة مشاعا بينهما وتؤدي إلى التفاهم فيما بينهما ويعرف أيضا
بأنه عملية يقوم المعلم فيها بتبسيط المهارات والخبرات لطالبه ،مستخدما كل الوسائل
- 1ماجدة لطفي السيد ,تقنيات إلاعالم التربوي والتعلي ي ،دار أسامة للنشر و التوزيع ،عمان-ألاردن،2011،ص.21-24
عبود زار ،الاتصال التربوي ،دار وائل للنشر ،عمان
- 2نرجس مجدي وآخرون ،تكنولوجيا التربية ،الشبكة العربية للتسويق والتوريدات ،القاهرة ،2001،ص57
3زمداوي جميل ،التواصل اللفظي وغيراللفظي يي املجال البيداغوجي ،مطبعة النجاح الجديدة ،املغرب،2001،
12
المتاحة إلى تعينه على ذلك ،وتجعل المتعلمين مشاركين للمعلم في غرفة الدراسة ،ويمكن
تعريفه أيضا بأنه تفاعل لفظي أو غير لفظي بين معلم ومتعلم أو بين متعلم ومتعلم أو بين
معلم ومتعلمين.1
مما ال شك فيه أن لالتصال البيداغوجي أـهمية بالغة في المؤسسات التعليمية على اختالف
أـنواعها ومستوياتها ،فاالتصال البيداغوجي في إطار هذا النوع من التنظيمات ال يمارس فقط
في إطار العالقة المباشرة بين األستاذ وطلبته وإنما يتجاوز ذلك ليشمل أيضا االتصال
اإلداري ،وعليه تكتسي أهمية االتصال البيداغوجي في المؤسسات التعليمية صفة تعدد
*االتصال وسيلة فعالة في إحداث التأثير المطلوب على الفئة المستهدفة من أجل إنجاز
األهداف المطلوبة.
*يمثل االتصال جزءا رئيسيا من مهام المسؤولية في الجهاز اإلداري داخل المدرسة مما
تنشأ عنه الحاجة إلى تدريب القيادات اإلدارية على مهارة االتصال.
-15زسن شحا ة ،زينب النجار ،معجم املصطلحات التربوية والنفسية ،الدار املصرية اللبنانيةنمصر ،2000،ص.11
13
*االتصال وسيلة مهمة إلبالغ القيادات العليا بما تـم إنجازه من أهداف ،وما هي المشكالت
التي ظهرت أثناء تنفيذ الخطط اإلدارية والتعليمية ،أو االنحرافات التي لـم تكن متوقعة
*االتصالؿ يعتبر الوسيلة الضرورية لتوحيد الجهود المختلفة في التنظيم أنماط سموؾ
*عملية االتصال داخل المدرسة تحتوي على جانب انفعالي وآخر نفسي ،مما يكون له أكبر
في ضوء التعريفات السابقة لالتصال البيداغوجي ،يحدد 1الخصائص التي تميزه ،وهي :
*أن هذا النظام يتكون من ستة مكونات متفاعلة هي :المصدر ،الرسالة ،القناة أو الوسيلة،
- 1دمحم خميس ،منتجات تكنولوجيا التعليم ،جامعة عين مس ،مصر ،2000 ،ص01
14
*أنه عملية كاملة ،حيث ال ينظر إلى هذه المكونات كأشياء موجودة في المجال إنما إلى
العملية الكاملة التي يتـم عن طريقها نقل المعلومات من المصدر إلى المستقبل.
*هذه العملية تتصف بالتفاعل الديناميكي ،بمعنى أن هناك حركة نشطة مستمرة وعالقات
* المصدر ال يقتصر على مدير المدرسة والمعلم فقط ،وإنما يتسع ليشمل جميع مـصادر
التعلم األخرى.
*قنوات االتصال ال تقتصر على األذن والعين فقط وانما يتسع ليشمل جميع الحواس
مجتمعة.
*أن بيئة االتصال هي أحد المكونات األساسية للعملية ألنها تؤثر في طرق العرض ونوعها
ونوع االستجابات.
*هادف ،بمعنى أنه يسعى إلى تحقيق األهداف التعليمية المحددة والمخطط لها مسبقا.
*أنه يؤكد على أثر الرسالة ،واستجابة الفئة المستهدفة ليا ،وتقويـم هذه االستجابة ،وتعديل
*أنه دائري ،يسير في اتجاهين متفاعلين ،وحركة ذهاب واياب مستمر بين المصدر
15
-4-Iمكونات عملية االتصال البيداغوجي
مما ال خالف حوله أن العملية التعليمية لها ثالث مكونات أساسية تشمل المدرس
والمتمدرس والمنهاج أو المادة الدراسية و هذه العناصر الثالث التي تكون المثلث
البيداغوجي ،ما ينظم اإلطار العالئقي لهذه المكونات الثالث هو عملية التواصل إذ بها
تحصل الدينامية والجدلية داخل الفصل الدراسي ،ويعتبر المدرس في الغالب هو
المحرك الذي يغلب عليه دور المرسل ،هذا اإلرسال الذي لبه نقل المعارف والخبرات
وتبادل األفكار والتجارب مثلما أشار إلى ذلك عاطف عدلي العبد حين عرفه بأنه” نقل
للمعلومات واألفكار واالتجاهات من طرف إلى آخر من خالل عملية ديناميكية مستمرة
*األستاذ والطالب /طرفي االتصال :األستاذ بوصفه قائما باالتصال ومنشئ الرسالة،
والمرسل الذي يبادر باالتصال ويعتبر الركن األساس في العملية التواصلية ،ويعرف على انه
كل من يبعث بمجموعة من المعلومات لفظية وإيمائية تحمل معنى محددا أو أكثر بقصد
إثارة سلوك محدد لدى طرف خارجي .وكل مصدر يبث معلومات ليس فيها قصد التواصل
16
و الطلبة على اعتبارهم المتلقين المستهدفين من العملية التعليمية ،في إطار التفاعالت التي
تتم بينما في ضوء محددات و بنود العقد البيداغوجي ،سواء تعلق األمر بنمط العالقة
الخطية أحادية االتجاه و التي يعكسها النموذج المتمركز حول األستاذ و التي تقوم في
جوهرها على وظائف تبليغ المعارف و المعلومات من األستاذ إلى الطلبة ،أو تلك العالقة
الدائرية التي تتمركز حول الطلبة و حاجاتهم و اهتماماتهم و التي يمكن أن نطلق عليها
أيضا متعددة األقطاب أين تتأسس على المناقشات و الحوارات األفقية و العمودية بين
ويقصد به المادة الدراسية بما يمكن أن تشتمل عليه من معلومات ومعارف وخبرات وتجارب
تستهدف المقررات والمناهج نقلها وتبليغها للمتعلمين في مختلف صورها وأشكالها (الكالم
المنطوق كالتعليمات والتوجيهات اللفظية التي يصدرها األستاذ لتالمذته أو طلبته أو الكالم
المكتوب والصور والرموز المختلفة ،مالمح الوجه ،تعابير الجسد ،مختلف اإليماءات
واإلشارات.
كما تم تعريفها على أنها كل ما يتم تقديمه للطالب المتعلم من معلومات ومفاهيم ومهارات
وقواعد وقوانين ونظريات ،وما يرجى إكسابه لهم من قيم واتجاهات وميول.1
- 1زمد هللا جبارة ،التواصل البيداغوجي الصفي :ديناميته ،أسسه ومعوقاته ،منشورات مجلة علوم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة،
الدار البيضاء ،املغرب ،2002،ص17
17
وهذه العناصر الثالثة ذاتها هي التي تشكل أقطاب المثلث البيداغوجي الذي أشار إليه فليب
،Meirieu.PHكوسيلة مثلى لفهم طبيعة ونوع العالقة القائمة بين المتعلم والمادة مرييو
واألستاذ ،ومن ثم الوقوف على فهم سليم لسمات هاته المتغيرات في ضوء نظريات أو نماذج
اإلعالم واللسانيات ،بما تحدده من مهام للطرف وكيف يجب أن ينظروا ويتعاملوا في إطار
الضوابط التي تجمع بينهما ،ويتحقق التواصل الفعلي .وألح على ضرورة تجنب الوقوع في
بعض االنزياحات واالنزالقات التي يتعرض لها المدرس خالل عمليات التخطيط واإلنجاز
كأن يركز في هذا المثلث ،على المادة الدراسية فيسقط في االنزياح المقرراتي
،Dérive programmatiqueأو يركز على ذاته كمدرس وناقل للمعرفة وهذا ما يسمى
1
اآلخرين وهذا ما يسمى االنزياح السيكولوجي .dérive psychologique
*الوسائل التعليمية :تشمل كل الوسائط والقنوات التي توظف لشرح محتوى الرسالة ونقل
مضمونها إلى الطلبة خالل الموقف التعليمي .وتتعدد أنواع الوسائل ،فهناك الوسائل الشفوية
المكتوبة كالكتب والمطبوعات والتقارير ...كما أن هناك الوسائل السمعية كالهاتف والبصرية
كالرسوم و السمعية البصرية كالتلفزيون ،هذا وقد أضاف التقدم العلمي والتكنولوجي الكثير
1-مختار بروال ،التواصل البيداغوجي ومتغيراته :مقاربة تحليليةيي ضوء نظريات الاعالم واللسانيات ،مجلة علوم الانسان و املجتمع،
سبتمبر ،2011ص72
18
كالوسائل اإللكترونية الحديثة البريد اإللكتروني والناسخ والفاكس ،األنترنت .كما تصنف
1
حسب درجة رسميتها ،فهناك الوسائل الرسمية والوسائل غير الرسمية.
* السياق االتصالي البيداغوجي :والذي نشير من خالله إلى مختلف الظروف التي تتم في
إطارها العملية التعليمية أي البيئة المكانية والزمانية والهيكلية التي يقدم فيها األستاذ
محاضراته ودروسه للطلبة بمعنى أبسط تنظيم الحصص ،القاعات وهيكلتها والتوقيت الزمني
هذه السياقات هي التي تشكل ما يسمى "الشكل/القسم المدرسي" الذي هو عبارة عن أغلفة
مكانية وزمنية ورمزية ثقافية ووفق طقوس معينة 2هذا فالسياق يمكن تصوره من زوايا
متعددة:3
*فهناك السياق السوسيو وجداني ،ذلك أن وقع األمان واالرتياح الناتج عن سلوك األستاذ
ينعكس على عمل الجماعة ،وإحساس الطلبة بأن األستاذ واع بمشاكلهم ينمي ويسهل عملية
الفهم لديهم.
2عبد الرزيم الضاقية ،أدوات عمل املدرس :مساهمة في مهين فعل التعليم والتعلم ،آفاق للدراسات والنشر والتوزيع ،مراكش-
املغرب ،2002،ص.101
21-جاك إبسون ,و آخرون ،رجمة خطابي عز الدين; زوتي زهور ،التواصل نظريات و مقاربات ،منشورات مجلة العلوم التربوية ،مطبعة
النجاح الجديدة ،الدار البيضاء-املغرب،2006،ص244
19
*وهناك سياق العناصر البيداغوجية األخرى حتى يحصل االنسجام بين المضمون المعرفي
والدعامات البيداغوجية.
*وسياق الحياة العامة ،اذلي يمنح للرسالة البيداغوجية قيمتها وتأثيرها وبعدها.
*التغذية الراجعة /العكسية :يطلق عليه أيضا رجع الصدى وهو نتيجة التفاعالت التي تتم
خالل العملية التعليمية بين األستاذ وطلبته حيث يقوم المتلقي بناء على المعلومات التي
تلقاها وادراكه وتفسيره لفحوى الرسالة التي استلمها بالرد عليها وينقلب إلى مرسل والمرسل
إلى متلقي .ويقصد بالتغذية المرتدة "اإلجابة او الرسالة التي يرسلها المستقبل ردا على رسالة
المرسل او هي االستجابة التي تبدو على المستقبل نتيجة لوصول الرسالة التي يرغب
المرسل في توصيلها له ،ويظهر الرجع في انساق حركية او لفظية كأن يقول المستقبل نعم.
1
هذا صحيح او يهز رأسه عالمة على الموافقة
إذا فهي عملية تعبير متعددة األشكال تبين حجم تأثر المستقبل برسالة المرسل ،كما تعكس
مدى وضوح الرسالة ،وصالحية قنوات االتصال ،بمعني آخر فإن التغذية الراجعة تعبر عن
حجم تفاعل المستقبل مع رسالة المرسل ،والكيفية التي يرد بها على تلك الرسالة ،والتي
يمكن من خاللها تحديد مدى استيعاب المستقبل لها ،أو إخفاقه في حل رموزها ،وتعد بمثابة
1خيري خليل جميلي ،الاتصال ووسائله يي املجتمع الحديث ،املكتب العالمي للكمبيو ر والنشر و التوزيع ،القاهرة-مصر ،1226،ص02
21
عملية تقييم فوري لمدى نجاح عناصر عملية االتصال والوصول إلى غاياتها وهناك بعض
-حسن اختيار توقيتها باختيار الزمن المناسب حتى يكون اآلخر مستعدا لتلقيها وقبولها.
التبادل :حيث ال يكتفي االتصال البيداغوجي بنقل المعلومات واألفكار والخبرات إلى المتعلم
فقط في إطار ما يسمى بالتلقين و إنما أيضا تبادلها بالنظر إلى الطبيعة التفاعلية للعملية
التعليمية و التي يمكن اعتبار المتعلم فاعال محوريا يمكنه المشاركة في صياغة الدروس و
سيرورة إلقائها.
التبليغ :و نقصد المهام و الوظائف التي يقوم بها المدرس في القسم ،من تبليغ المادة
21
التأثير :و يقاس بالتغذية الراجعة التي تحدد مدى استيعاب المتعلمين للدرس وقياس درجة
تعد عملية االتصال البيداغوجي أداة هامة ،وعملية رئيسة تسهم في تحقيق أهداف المؤسسة
التعليمية أيا كان نوعها ،وعن أهداف االتصال البيداغوجي داخل المنظمات التربوية
1
والتعليمية نذكر:
*أساسية إلتمام وانجاز جميع جوانب العملية التربوية والتعليمية داخل المؤسسة ،من خالل
تبادل المعلومات والبيانات واألفكار ...من اإلدارة إلى األستاذ ومن األستاذ إلى الطلبة في
المواقف التعليمية المختلفة ،ولهذا يكون حجـم االتصال في أي مؤسسة تعليمية أكثر ضخامة
وتعقيدا من حجمه في أي مؤسسة غير تعليمية ،فاالتصال البيداغوجي يعد الوسيلة الرئيسة
التي يمكن بها تحقيق اإلدارة واألساتذة أدوارهم في الميادين المختلفة باعتبار االتصال
البيداغوجي األداة الوحيدة النتقال أية أفكار أو آراء أو معلومات أو تعليمات أو خبرات ...
*ضرورية إلنجاز جميع جوانب العمل اإلداري داخل الفصل والمدرسة خالل القيام بإنجاز
العمليات اإلدارية المختلفة مثل التخطيط والتنظيم والتقويم ...فيعتمد إنجاز جميع األعمال
والمهام اإلدارية والفنية داخل كل من الفصل والمدرسة على االتصال البيداغوجي في بعده
1زرا فطيمة ،معوقات الاتصال التربوي يي املؤسسات التعليمية ،مجلة العلوم الانسانية ،ديسمبر ،2021ص472-471
22
اإلداري ،كما أن الرقابة تقوم على األنواع المختلفة من االتصال من أجل تقييم أداء المدرسة
والعاملين بها ،كما يعتبر االتصال أساس عملية المشاركة الجماعية في عمليات التخطيط
والتنفيذ والتقويم.
*عملية مهمة لتعريف العاملين بأهداف المؤسسة وواجباتها ودور األستاذ اتجاهها ،فيساعد
االتصال التربوي البيداغوجي العاملين على فهم أبعاد العمل ،والتعرف عمى األهداف
*تحليل المشكالت والصعوبات التي تواجه المؤسسة من أجل العمل على مواجهتها. 1
*توفير المناخ التعليمي المالئم الذي تسوده العالقات االجتماعية السليمة داخل العمل،
فاالتصال البيداغوجي أداة فعالة لتحفيز العاملين على بذل المزيد من الجهد لتحقيق األهداف
المرغوبة بأفضل صورة ممكنة ،وعلى العكس من ذلك فقد يكون أداة احباط وإعاقة للعاملين
فيها ،وال يشجع على بذل الجهد يكون االتصال السلبي أداة إحباط والمطلوب من أجل تنفيذ
*عملية رئيسية لرفع كل من الكفاءة الداخلية والخارجية للنظام التعليمي ،فاالتصال المدرسي
الجيد يلعب دو ار مهما في توفير المناخ التعليمي المالئم في المدرسة ،وبالتالي فهو يعمل
على رفع مستوى الكفاية التعليمية للمدرسة ،فالمستوى التعليمي المرتفع يتوفر من
خاللَ األداء المميز لألستاذ وهذا ال يمكن إال بتوفر اتصال بيداغوجي جيد.
على ضوء ما سبق ذكره حول مفهوم االتصال التعليمي ،وعناصره ،يمكن استخالص نوعين
وفي هذا النوع يقوم األستاذ بإرسال الرسالة التعليمية ،وتوجيه المتعلم والرد على استفساراته
وتساؤالته من خالل الحديث المباشر ،وتكون قنوات االتصال في هذا النوع تشمل :الوسيط
المطبوع الذي يحمل الرموز اللفظية بين المعلم والمتعلم ،واألجهزة واألدوات والمواد التعليمية
التي تساعد في تبليغ الرسالة التعليمية اللفظية واستقبالها ،وكذلك حاسة السمع لدى كل من
ولما كان االتصال البيداغوجي اللفظي يمثل أكثر أنماط االتصال التي تغلب على أي
موقف تعليمي ،خصوصاً في تعليم المقررات والموضوعات ذات الطابع النظري ،فإن نجاح
*سالمة النطق.
24
*الوضوح و تجنب استخدام لهجات أو كلمات غامضة في حديثه إلي المتعلم.
*التشويق و جذب المستمع من خالل تنويع األستاذ في طبقات صوته خالل حديثه بين
*القدرة على التمهيد للمحاضرة بشكل وبأسلوب مشوق يجذب انتباه المتعلم.
*أن يكون القائم باالتصال متمكناً من رسالته /مادته العلمية وقاد اًر علي تبسيط المعلومات
*المعاني الموحدة و المشتركة لدى طرفي االتصال ،أي أن تكون داللة الرموز اللفظية
*انعدام التشويش حيث تكون وسائل االتصال السمعي بين المعلم والمتعلم سليمة.
*أن تكون أدوات الكالم واالستماع التي قد يستخدمها المعلم والمتعلم ،ذات كفاءة عالية.
*قدرة المتعلم على سماع األستاذ ،والرد على رسالته ،والتفاعل معه حول ما يقوله،
25
*أن يكون المعلم قاد اًر على تقويم ناتج اتصاله اللفظي بالمتعلم ،والحكم على مدى تحقيق
*أن يبلغ المتعلم عن أي خلل أو عائق يمنع متابعته وتلقيه لكالم المعلم.
ال يقل أهمية عن االتصال التعليمي اللفظي ،رغم أنه ال يشكل سوى جزءا بسيطا من عملية
االتصال ،حيث يؤثر بشكل فعال وأساسي في تحقيق أهداف العملية التعليمية ،وال نبالغ إذا
قلنا إن االتصال غير اللفظي يكون – أحياناً – أكثر فعالية في بعض المواقف التعليمية،
وفي أحيان أخرى يكون هذا النوع من االتصال هو الوحيد الفعال مع بعض فئات المتعلمين،
فكما أن االتصال اللفظي هو األكثر فعالية في تعليم فئات المكفوفين وضعاف البصر ،فإن
االتصال غير اللفظي هو األكثر فعالية في تعليم فئات الصم وضعاف السمع.
واالتصال التعليمي غير اللفظي هو ذلك النوع من االتصال الذي يرسل فيه المعلم رسالته
التعليمية عن طريق رموز غير لفظية ،أي بطرق ال يستخدم فيها الكلمات المنطوقة ،حيث
يمكن للمعلم االعتماد على الكلمات المكتوبة ،والرسوم ،واللوحات ،والصور ،والرموز البصرية
عموماً " إلشارات " وحركات الجسم ،وتعبيرات الوجه ،واإليماءات ونظرات العينين.
26
ويؤدي االتصال غير اللفظي دو اًر مهماً في تنويع المثيرات المرتبطة بأي وقف تعليمي ،مما
يزيد فعالية هذا الموقف ،ويزيد من تفاعل المتعلم ومشاركته بصورة أكثر إيجابية في العملية
التعليمية ،غير أن هذا الدور ال يمكن أن يتحقق إذا لم يكن المعلم متقناً ألساليب هذا النوع
من االتصال وقاد اًر على استخدام كل منها في المكان والتوقيت المناسب خالل الموقف
التعليمي ،وإذا لم يكن المتعلم قاد اًر على فك تلك الرموز غير اللفظية ،وفهم دالالتها.
إن المعلم الجيد هو الذي يتقن وسائل وأساليب االتصال اللفظي ،وغير اللفظي بالمتعلمين
في أي موقف تعليمي ،وهو الذي يعرف كيف؟ ومتى؟ يستخدم كل أسلوب من هذه
األساليب ،ومجمل القول إن االتصال التعليمي الناجح يقوم على كال النوعين /اللفظي وغير
اللفظي.
وعلى جانب آخر يمكن أن نستخلص ثالث صور لالتصال التعليمي هي:
-اتصال تعليمي بشري :وهو صورة من صور االتصال التعليمي ،تتم بين طرفين من
البشر ،أي أن االتصال هنا يكون بين إنسان وآخر ،كاالتصال بين معلم ومتعلم ،أو متعلم
ومعلم ،أو معلم ومعلم ،وهذه الصورة من صور االتصال هي األكثر شيوعاً في مؤسساتنا
التعليمية.
-اتصال تعليمي نصف بشري :ويمثل صورة أخرى من صور االتصال التعليمي ،الذي يتم
بين طرفين احدهما إنسان واآلخر آلة تعليمية ،كاالتصال بين :معلم وآلة تعليمية ،أو متعلم
وآلة تعليمية ،أو بين المعلم والمتعلم من جهة ،واآللة التعليمية من جهة أخرى.
27
وقد بدأ االهتمام بتلك الصورة من صور االتصال التعليمي في اآلونة األخيرة بمؤسساتنا
التعليمية ،خصوصاً مع تطور تقنيات اآلالت التعليمية وظهور أجهزة الحاسب اآللي
التعليمي واستخدامها كوسيط تعليمي فعال وتعميم هذه األجهزة بكثير من مؤسسات التعليم.
-اتصال تعليمي آلي :في هذه الصورة من صور االتصال التعليمي ،يتم االتصال بين
طرفين غير بشريين ،أي أن االتصال يحدث بين آلة تعليمية وأخرى ،خصوصاً بين اآلالت
التعليمية التي يمكن االعتماد عليها كوسائط تعليمية فعالة كجهاز حاسوب.
وهذه الصورة ال يعتمد عليها كثي اًر في نظامنا التعليمي ،إال في حاالت خاصة ولخدمة
العنصر البشري ( معلم أو متعلم) ،فدخول الحاسوب الشخصي على شبكة المعلومات
اإللكترونية المعروفة بشبكة اإلنترنت للحصول على معلومات لخدمة موضوعات وقضايا
تعليمية ،يمثل اتصاالً بين آلة وآلة يمثل مرحلة جزئية في منظومة االتصال التعليمي،
28
وفقا لهذا المخطط ،يتم االتصال التعليمي بأنواعه وصوره على مستويات عدة ،تلك
أ-االتصال التعليمي الذاتي :هو أول مستويات االتصال التعليمي ،ويتم داخل الفرد سواء
كان معلماً أو متعلماً ،فالمعلم مثالً عندما يخلو بنفسه ليفكر في موضوع تعليمي معين قبل
تدريسه ،ويقلب هذا الموضوع على جوانبه المختلفة ،ويحدد النقاط التي ينبغي التركيز عليها
خالل تدريس الموضوع ،والمدخل المناسب لتدريسه والتساؤالت المتوقع إثارتها حول
الموضوع ،واألسلوب المناسب للرد عنها فهو في كل ذلك يجرى اتصاالً ذاتياً مع نفسه.
وفي المقابل عندما ينشغل المتعلم بموضوع تعليمي محدد أو مشكلة علمية يريد حلها ،فهو
يفكر ويقلب فيما لديه من معلومات سابقة كامنة في ذاكرته حتى يصل إلى استراتيجية لحل
وبعيداً عن المتعلم نرى كثي اًر من األفراد في الحياة اليومية يحدثون أنفسهم عندما يكونون
بصدد مشكلة معينة ،أو مواقف تحتاج ألخذ ق اررات مصيرية ،فهم يفكرون مع أنفسهم،
ويقبلون كل االحتماالت قبل أخذ القرار ،وأحياناً يحدث ذلك بصوت مسموع فيقال فالن
يحدث نفسه ،وفي القرآن الكريم دالئل على الحوار مع النفس كقوله تعالي " :وكذلك سولت
لي نفسي " (سورة طه ،اآلية )66و " إن النفس ألمارة بالسوء إال ما رحم ربي" (سورة
يوسف ،اآلية )53و " فال تلوموني ولوموا أنفسكم " (سورة إبراهيم ،اآلية .)22
29
ب-االتصال التعليمي الشخصي :وهو مستوى آخر من مستويات االتصال التعليمي،
ويحدث بين شخصين أو ثالثة أشخاص بشكل فردي ،كما يحدث بين شخص وآلة تعليمية
فالتلميذ عندما يسأل المعلم في موضوع معين ،والمعلم حينما يكلف التلميذ بنشاط معين،
والتلميذ حينما يتعلم موضوعاً معيناً من خالل الحاسب التعليمي الشخصي ،كل ذلك ينتمي
ويأخذ هذا المستوى موقعاً مهما بين مستويات االتصال التعليمي ،حيث يمتاز بالحوار
المباشر بين المعلم والمتعلم ،مما يتيح تغذية راجعة فورية لمدى وضوح الرسالة التعليمية،
ومدى تحقيق الهدف منها ،كما أن هذا المستوى يتيح مزيداً من التفاعل بين المعلم والمتعلم
في الموقف التعليمي ،ولنا أن نتخيل الفارق بين معلم يعلم تلميذاً واحداً ،وآخر يعلم مائه
تلميذ في وقت واحد !.وتدخل أساليب التعليم والتعلم الفردي ،وأساليب تعليم المجموعات
ج-االتصال التعليمي الجمعي :ويطلق عليه البعض " االتصال المجتمعي Sociétal
" Communicationوهو أحد مستويات االتصال التعليمي الذي يتم بين المعلم أو غيره
من الوسائط التعليمية ،ومجموعة محددة من المتعلمين ،في مكان معين وفي وقت محدد
حيث يمكن للمعلم تحديد مدى تفاعل المتعلمين معه بشكل مباشر.
ويتفق االتصال التعليمي الجمعي مع نظيره الشخصي في أن كليهما يعتمد على الحوار
المباشر بين المعلم والمتعلم وجهاً لوجه ،وفي تحديد مدى تفاعل المتعلمين مع المعلم خالل
31
الموقف التعليمي ذاته ،لكنه يختلف عنه في عدد األفراد ،فإذا زاد عدد األفراد المتعلمين عن
أثنين أو ثالثة انتقل االتصال من دائرة االتصال الشخصي إلى دائرة االتصال الجمعي .كما
ويمثل هذا المستوى محور االرتكاز لنظام التعليم في معظم– إن لم يكن كل– مؤسساتنا
التعليمية ،لجميع مراحل التعليم ،حيث يسمح بتعليم مجموعة كبيرة من األفراد في وقت واحد،
مما يخفض تكلفة العملية التعليمية ،لكن الزيادة في الكم تؤثر– حتماً – على الكيف.
د-االتصال التعليمي الجماهيري :وهو أكثر مستويات االتصال التعليمي التي تتيح مشاركة
مجموعات غير محددة من المتعلمين ،في أماكن متفرقة في آن واحد ،فالبرامج التعليمية التي
تبثها القنوات التليفزيونية أو اإلذاعية العامة تخاطب جمهو اًر من المتعلمين في أماكن مترامية
األطراف في وقت واحد ،والقنوات التعليمية الفضائية من أمثلة " قنوات النيل التعليمية " لهي
خير مثال على االتصال التعليمي الجماهيري ،كذلك الكتب والمجاالت والصحف العلمية
والتعليمية التي تصل إلى جمهور من القراء في كل أنحاء العالم ،لهي مثال آخر على وسائل
31
وال يمكن االعتماد على هذا المستوى فقط في عمليات االتصال التعليمي المنظم داخل
المؤسسات التعليمية ،لكن يمكن االعتماد على بعض وسائله في تحقيق مزيد من الخبرات
وإذا كان محور ارتكاز االتصال التعليمي الجماهيري هو بث برامج تعليمية عبر وسائل
اتصال جماهيري تخاطب جمهو اًر من المتعلمين ،فإن هذا المستوى قد ازداد فعالية وانتشا اًر
في اآلونة األخيرة ،بما أفرزته التكنولوجيا المعاصرة من وسائل وأجهزة االتصال الجماهيري
الحديثة.
لالتصال التربوي مجاالته المتعددة ،وهذه المجاالت تشمل جوانـب العمليـة التعليمية
*الجوانب اإلدارية :االتصال باألجهزة القيادية واإلدارات اإلشرافية والدوائر المسئولة عن
التعليم والتخطـيط والتنظيم المدرسي ،اللوائح والق اررات والمنشورات المنظمة للعمل المدرسي،
الـشئون الماليـة المتعلقة بالمدرسة ،السجالت والعهد المدرسية ،الجداول المدرسية بأنواعهـا،
*الجوانب الفنية :العملية التعليمية وشئون التدريس ،مدى كفاءة المعلمين في أعمـالهم،
التالميـذ ومـدي ممارستهم لألنشطة المدرسية ،االختبارات ووسائل التقويم المختلفة ،الكتب
32
المدرسـية ومكتبـات الفصول ،المعينات السمعية والبصرية ،المختبرات والمرافق ،التقارير
الفنية.
خدمة البيئة والمجتمع المحلي :االتصال والتواصل بأولياء أمور الطالب ،االتصال
والتواصل بالمهتمين بـشئون التعلـيم ،االتصال والتواصل بالمهتمين بخدمة البيئة ،االتصال
1
والتواصل باألهالي من أجل خدمة المجتمـع
2
أن استمرار المدرسة في أداء مهامهـا الرئيـسة ،يعتمد بدرجة كبيرة على مقدرة ويؤكد كرافت
مدير المدرسة على إرساء روح الثقة المتبادلـة بـين العـاملين ،وتطوير العالقة االجتماعية،
وتشجيع روح الزمالة فيما بينهم .وتبرز أهمية االتصال والتواصـل التربوي في مختلف
*عملية تحديد أهداف المدرسة :عندما تكون اإلدارة المدرسية واعية باألهداف التربوية التي
ترمي إلى تحقيقها ،ويتطلب هذا الوعي معرفة العوامل االجتماعية واالقتصادية والثقافية،
اآلنية والمستقبلية ذات التأثير فـي العملية التربوية ،واإلحاطة التامة باألهداف العامة للدولة
وسياستها ،ومن ثم إطالع العاملين فـي المدرسة على هذه األهداف ،وال شك في أن هذه
العملية تتطلب اتصاالً وتواصالً عديداً ومتنوعاً مع شرائح مختلفة من أفراد المجتمع.
1عرفات ,سليمان ،إلادارة املدرسية فاي ضاوء الفكارإلاداري إلاساالمي ،مكتبة ألانجلو املصرية ،القاهرة-مصر،1211 ،ص.211-210
33
* اختيار مدخالت العملية التعليمية :االشتراك في تطوير المناهج والتقنيات التربوية
وأمناء المخازن والمكتبات ،كل هذه العناصر تتطلـب من مديري مدارس التعليم العام مهارات
خاصة باالتصال والتواصل بالجهات المختصة للـتمكن من اختيار مدخالت ذات كفاءة
عالية لمدارسهم ،إلى جانـب اإلحاطـة بكيفيـة اسـتخدام هـذه المدخالت ،وفي الوقت نفسه
تتطلب إعالم المعلمين بالتعليمات الخاصة بتعديل المنهج أو تطويره أو تغييره ،وطريقة
استخدام الكتاب المدرسي وأدلة المعلمين والتقنيات التربوية ،وكيفية الحصول على كل هذه
* القيام بالمهام والوظائف اإلدارية الفنية :مثل التخطيط والتنظيم والتنسيق والمتابعة
والتقويم ،حيـث تحتـاج كـل هـذه المهـام والمسؤوليات إلى اإلحاطة بالعوامل الفنية الخاصة
باألسس النظريـة لعمليـة اإلدارة والتنظـيم الداخلي للمدرسة ،وكفاية الموارد المالية ،ومراعاة
العوامل اإلنسانية مثل :تشجيع العاملين على العمل وإثارة رغباتهم به ،وما يتعلق بكل هذا
من إصدار الق اررات ،وال شك فـي أن كـل هـذه الوظائف والمهام تتطلب مهارات اتصال
* مخرجات العملية التعليمية وقياس كفاءتها :تحتاج هذه العملية إلى فهم المستوى األدائي
للمعلمين والعاملين فـي المـدارس علـى اختالف تخصصاتهم ،ومستوى تحصيل التالميذ،
34
كل حسب تخصصه بالمشكالت
ونسب التسرب والرسوب ،ومـن ثـم إعـالم المسئولين ٌ
والمعوقات التي ظهرت خـالل العمليـة التربويـة ،واالنحرافات التي لم تكن في الحسبان مع
إن مهارات االتصال تعتبر عامالً مهماً لتحديد نجـاح عمليـة االتصال من عدمه هذا ما يفسر
مدى أهمية مهارات االتصال البيداغوجي ،ومن هذه المهارات االتصالية نذكر 1ما يلي:
*مهارات الحديث :بحيث يستطيع المرسل عرض موضوعه أو مادة حديثه بشكل واضح
وبلغة سليمة ال تحتمل تأويالً أو غموضاً ألن غموض الرسالة يؤخر إنجازها ،وتجدر اإلشارة
في هذه النقطة الى شرطين أساسين هما :الوضوح وجذب المستمع ،إضافة الى توفر شروط
-اإلدراك الشامل للقواعد :إذ البد للمدرس من معارف تؤطر إلمامه بالمادة المدرسة ،كما
يستوجب عليه اإلحاطة بجل قواعدها ،فبدون اكتساب المدرس لهذه الكفاءة سيتعرض
لصعوبات تتطلب منه وقت إضافيا لحل إشكاالتها ،مما سيكون بال شك على حساب
- 1أميل فهمي ،الاتصال التربوي عند معل ي وماديري املادارس الثانوياة ،مكتبة الانجلو املصرية،القاهرة-مصر،1267،ص.61
35
-البناء المنطقي للموضوع :فالمدرس مطالب بنهج عملية التدرج؛ حيث ينطلق من
التمثالت فيعزز الصائب منها ،ويصحح الخاطئ ليرتقي بعد ذلك في سلم الدرس من
-األسلوب البسيط والمتين :فمراعاة قدرات ومهارات التلميذ المعرفية والوجدانية والحس حركية
تساعد المدرس على اختيار األسلوب المناسب ،وأحسن هذه األساليب ما كان سهال بسيطا
-اللحظة المناسبة :هذا الشرط له من الدور المهم ما يميزه عن غيره ،إذ أن إحسان المدرس
له يؤهله بشكل كبير إلى تحقيق أهدافه و غاياته التعليمية والتربوية بأبسط جهد وفي وقت
وجيز.
-مهارات اإلنصات :يعتقد البعض أن اإلنـصات عمليـة تلقائية ذلك أن اإلنصات ال يتم إال
بتركيز المتلقي لكالم المرسل ،ألن اإلنصات مثله مثل الحديث الموضوعي يفضي إلى
اللبس والغموض والتأويل في الفهم ،إضاف ًة إلى أن اإلنصات الجيد يجعل المتصل به
يستوحي المعنى مـن تعبيـرات وجه المتكلم وحركاته إضافة إلى كلماته.
تمكن الفرد من استيعاب *مهارات القراءة السريعة :التي ال تستغرق وقتاً طوي ً
ال والتي ّ
36
*مهارات الكتابة :نظ اًر لما لوحظ من أن أكثر النشرات والتقارير والخطابات وغيرها تخرج في
أحياناً غير واضحة وغير سليمة وهذا يعيق عملية االتـصال والتواصل.
*مهارة التفكير :ولعل ما يساعد في تحقيق هذه المهارة لـدى المعلمين أن المواد التي
يقومون بتدريسها من أهم أهدافها تكوين التفكير الناقـد ،إن تنميـة التفكير السليم تساهم في
فعالية االتصال والتواصل ،ألن التفكير محك أساسي في كل عمليـة االتصال والتواصل،
-الرغبة والدافعية :فالمتعلم الراغب في تطوير ذاته واالرتقاء بمعارفه يجعله دائم
الحرص على تنمية مكتسباته وتطوير ذاته عن طريق التفاعل داخل الفصل والتعبير عن
-االنسجام التام :هذا الشرط يطلب من المدرس أكثر منه من التلميذ ،فاالنسجام والتفاهم
ولإلشارة فإن هذين الشرطين إذا فقدا لدى المتعلم ،يصبح إنشاؤهما وتنميتهما من مهام
المدرس قصد أن يبثها في ذات المتلقي ،حتى يتسنى له التبادل المستمر والمشاركة في
37
و الى جانب كل هذه الشروط هناك شروط أخرى تدخل في نجاح العملية التعليمية –
تلعب البنية التحتية للمؤسسة و إمكانات الفصل من حيث التجهيزات و الوسائل التعليمية
دو ار مهما في تسهيل عملية التواصل التربوي ،و من ثم تحسين المردودية التعليمية.
يتوقف نجاح االتصال والتواصل التربوي على توافر مجموعة من المقومات أهمها:
*التكامل مع نظام المعلومات :تتوقف فاعلية هذا النظام على وجود نظام شامل للمعلومات
يغطي المجاالت المختلفـة ،وأن يكون هناك تكامل وتناسق بينه وبين نظام االتصال
والتواصل في المدرسة ،ويمكن القـول أنه من الصعب توافر الكفاءة االتصالية مع قصور
نظام المعلومات أو تخلفـه ،ولـذلك يعتبـر تطويره وتدعيمه باإلمكانات المادية والبشرية
المناسبة خير عون فـي نجـاح وفاعليـة شـبكة االتصال والتواصل المدرسية.
*مراعاة االحتياجات الحقيقية للمدرسة :يجب أن يعد نظام االتصال والتواصل طبقاً
لالحتياجات األساسية للمدرسة حتى يحقـق أهدافها ويؤدي إلى سرعة االتصال والتواصل
المطلوبة ،وأن ذلك يتطلب إجراء د ارسـة دقيقـة الحتياجات المدرسة االتصالية كافة ،وأن يتم
38
مراجعة النظام بصفة مستمرة حتى يمكن تطـويره بما يتالءم مع الظروف المستحدثة ،ويتحقق
له الواقعية والمرونة الالزمة لبقائـه مـع الـشمول الالزم لتحقيق الفاعلية التنظيمية.
*تقسيم العمل :يعد هذا المبدأ من المبادئ التي أدت إلى فاعلية التنظيم وتطوير مهـام
اإلدارة ،بجانـب النتائج االقتصادية الناجمة عن تطبيقه في مجاالت العمل المختلفة ،كما
أن هذا المبدأ يعاون فـي فاعلية نظام االتصال والتواصل ،لوضوح خطوطه لتمشيها مـع
*تدعيم النظام باإلمكانات المناسبة :يتوقف نجاح هذا النظام على وفرة اإلمكانات
المادية والبشرية المناسبة ،وبالتـالي فـإن القصور في هذه اإلمكانات قد يؤدي إلى فشله في
أغلب األحوال ،خصوصاً أن أساليب االتصال الحديثة تحتاج إلى مزيد من األموال ،وإلى
*وضوح خطوط االتصال والتواصل :تعد من المقومات األساسية لنجاح النظام حيث إن
وضوح خطوط االتصال ومعرفتها من كل أعضاء التنظيم أو فئات الجمهور التي تتعامل
مع المدرسة يعد من المقومات األساسية لنجاح هذا النظام ،كما يجب أن تتميز بالقصر
بما يحقق سرعة االتصال ،وعدم إغفالها في أي عمليـة اتصالية ،مهما كان الغرض منها،
*سياسة االتصال والتواصل مع العاملين :ازدادت أهمية سياسة االتصال والتواصل بعد
نقص العمالة الفنية في أسواق العمل بعـد الحرب العالمية الثانية ،وأصبحت اإلدارة
39
تستخدم األساليب المختلفة لجذب العمالـة والمحافظـة عليها عن طريق تنمية العالقة
الطيبة بينها وبين العاملين تدعيماً لمفهـوم العالقـات اإلنـسانية ،والعمل على تحسين
ظروف العمل لزيادة حالة الرضا عن العمل ورفع الروح المعنويـة ،كمـا ترى اإلدارة في
الوقت الحاضر أن تدعيم عمليات االتصال والتواصل مع العاملين يعـاون فـي تقليل الفجوة
الناجمة عن بعد اإلدارة العليا من قاعدة التنظـيم ،وتنميـة العالقـات االجتماعيـة المفقودة
بسبب كبر حجم المدارس وزيادة عدد العاملين بها واتساع نشاطها في مناطق جغرافيـة
1
متعددة.
صنفها العديد من الباحثين وفقا لمعايير مختلفة إلى عوائق داخلية و خارجية ،عوائق
خاصة بالقائم باالتصال أي األستاذ ،عوائق متعلقة بالرسالة ،عوائق متعلقة بالمتلقي أي
المتعلم ،عوائق خاصة بوسيلة التعليم ،وأخرى خاصة بالبيئة .إلى جانب ذلك هناك من
صنها إلى عوائق بشرية ،تقنية ،تنظيمية ...نسرد فيما يلي بعض تلك العوائق دون اعتماد
أي تصنيف مما سبق ذكره نظ ار للتداخل الكبير بين العناصر حسب تلك المعايير:
- 1دمحم العجمي ،إلادارة املدرسية ،دار الفكر العربي للطبـع وللنـشر ،القاهرة-مصر ،2000،ص117-111
41
-الصورة الخاطئة التي يحملها المدرس عن نفسه ،وما يترتب عنها من خجـل و اضطراب
و ضعف شخصيته ،أو من غرور و مبالغة في الثقة بالنفس يفـضيان إلى سوء التقدير و
1
سوء التصرف في العالقات.
-الصورة التي يحملها المدرس عن تالميذه كلهم أو بعضهم مما يقضي به إلى البعض و
اإلقبال عليهم ،و النفور من البعض و اهمالهم ،أو يحمله على التبـسيط المفـرط أو على
الصعوبة المفرطة التي تجعله يطلب من تالميذه ما يتجاوز امكانياتهم الذهنيـة و هو ما
2
يكون عادة نتيجة حداثة عهد األستاذ بمهنة التدريس.
-المزاج الشخصي للمدرس ،فقد يكون حاد الطبع سريع الثورة و الغضب متسرعا فـي ردود
فعله ،مما يحمله التالميذ على االنكماش إذ يفقدون الشعور بـاألمن و يحرمـون اإلحساس
3
بالحرية و التلقائية
-غياب التشويق والتحفيز إلى عدم تنظيم العمل بكيفية تضمن له التدرج و الوضـوح ،إلى
التقصير في النقل البيداغوجي إلى االحقاق في تخير المعينات و البدائل التشخيصية أو عدم
استعمالها أصال ،يضاف إلى ذلك عامل آخر قوى التأثير هو ركود األسـتاذ و تجافيه عن
1
41
-عوائق ذات صلة بالرسالة االتصالية وهي جملة المعوقات التي تتعلق بعدم مالءمة الرسالة
من حيث الشكل أو الحجم أو المضمون ،فالرسالة االتصالية :هي ترجمة لما يرغب المرسل)
المعلم أو التلميذ (في توصيله إلى المستقبل) التلميذ أو المعلم ( ،من خبرات ومهارات
وحقائق وقيم وعادات واتجاهات ،بشكل لفظي أو مكتوب أو مرسوم أو صور أو حركات أو
عوائق ذات صلة بوسيلة االتصال وهي جملة المعوقات التي تتعلق بعدم مالءمة وسيلة
االتصال المستخدمة مع محتوى الرسالة وطبيعة المرسل إليه ،فوسيلة االتصال هي القناة
عوائق ذات صلة بالمتعلم :وهي جملة المعو ات التي تتعلق بشخصية المتعلم نفسه)
المستقبل( ،وما قد يتصل بها من وضع مزاجي أو تشويشات عقلية أو نفسية أو جسدية د
تؤثر على حسن استقباله للرسالة وفهمها ومن ثم االستجابة إليها ،حيث يقع المستقبل في
الخطأ عند استقباله لمعلومات مشابهة لتلك التي عند المرسل ،لذا يجب أن يشعر المستقبل
بأهمية الرسالة وأن يتوافر لديه خبرات سابقة تمكنه من فهم الرسالة ،وأن يكون ايجابيا فعال.
*أحد أطراف االتصال أو كالهما على غير علم أو ال يفهم األهداف المشتركة بينهما.
*أحد أطراف االتصال أو كالهما ال يفهم وظيفته أو وظيفة اآلخر على خير وجه.
*أحد أطراف االتصال أو كالهما ال يفهم الفوائد التي ستعود عليه من جراء االتصال.
42
*أحد األطراف أو كالهما ال يفهم العواقب السيئة التي ستصيبه من جراء سوء االتصال.
*ضعف النقل البيداغوجي وإخفاق األستاذ في تحديد النوافذ الواجب فتحها في النص
* إخفاق األستاذ في تحديد الكفايات األساسية للدرس وضبط المعارف أو المهارات الواجب
*فهم المربي طبيعة التواصل البيداغوجي ،وعدم وعيه بأن التواصل ال يمكن أن يتم في
إطار وحدة متماسكة تستمر عبر وحدة زمنية تستغرق كامل الحصة أو تستغرق وقتا طويال
منها .وإنما يتحتم تجزئة التواصل إلى وحدات صغيرة متنوعة في وسائلها ،مختلفة في
مضامينها تتخللها لحظات فراغ هي بمثابة محطات االستراحة ،وأن هذه الوحدات التواصلية
تتوقف على مدى توفق المدرس في تفكيك المعاني واألفكار وتجزئة األسئلة لضمان التقدم
في سير درسه وفق خطوات منهجية واضحة يفضي بعضها إلى بعض وتفضي في جملتها
43
*القصور أو التقصير في استخالص المعلومات
المعيقة.
44
المحور الثاني:
*التدريس باألهداف
*بيداغوجيا األهداف
45
المحور الثاني:
تمهيد :
نتناول في هذا المحور المقاربات التي اعتمدتها السيرورة التعليمية –التعلمية ،من منهاج
تقليدي كالسيكي الذي كان دور المعلم هو األساس دوره ينحصر في التلقين للمعارف دون
اشراك المتعلمين و هذا ما يدعى بالتدريس باألهداف الى ان وصلنا حديثا الى االعتماد
بالمقاربة بالكفاءات التي تعطي للمتعلم دو ار أساسيا في الحصة لتفجير قدراته و مهاراته ،كما
اننا سنتطرق الى نظريات التعلم االنساني التي هي أساس تأصيل للعملية التعليمية-
التعلمية.
-1تحديد المفاهيم:
ِ ِ
يب َ ،ق َار َب *المفهوم اللغوي للمقاربة :قرب قراباَ و أقربه َعمَل ُه و الُقر ُ
اب و القرَابة :القر ُ
ِ
السير"1
الم ِزل ،و أَصلُ ُه من الُقرب َ
وهو َ ُ المق ُربة َ
صد َ
ُفالن في ِ
أموره اذا اقتَ َ
1ابن منظور ،لسان العرب ،دار صادر ،بيروت ،لبنان ،املجلد ، 1ط1220 ، 1
46
*المفهوم االصطالحي للمقاربة
-كلمة مقاربة الذي يقابله المصطلح الالتيني Approcheفإن معناه هو االقتراب من
الحقيقة المطلقة و ليس الوصول اليها ألن المطلق أو النهائي يكون غير محدود في المكان
و الزمان كما أنها من جهة أخرى خطة عمل أو استراتيجية لتحقيق هدف ما 1يقصد بها
-أما في معجم علوم التربية تعرف المقاربة بأنها " :كيفية دراسة المشكل أو معالجة أو بلوغ
"-وللمقاربة تصور و بناء مشروع عمل قابل لالنجاز على ضوء خطة تأخذ في الحسبان
كل العوامل المتداخلة في تحقيق األداء الفعال و المردود المناسب الطريقة و الزمن و المكان
3
المعارف ،خصائص المتعلم ،الوسط ،النظريات البيداغوجية ،الكفاءة المستهدفة ) " ...
1وزارة التربية الوطنية ،املركز الوطني للوثائق التربوية ،الكتاب السنوي ، 2000 ،زسن داي ،الجزائر ،ص 10
2عبد الكريم غريب و آخرون ،معجم علوم التربية ،سلسلة علوم التربية ،ط ، 1الرباط ، 2001 ،ص 41
3وزارة التربية الوطنية ،مديرية التعليم ألاساس ي ،اللجنة الوطنية ملنهاج السنة الخامسة من التعليم الابتدائي ،الديوان الوطني
للمطبوعات املدرسية ،جوان ، 2011 ،ص 202
47
* الكفاءة :
*المفهوم اللغوي :جاء في لسان العرب مادة { ك ،ف ،أ } :كافأه على الشيء مكافأة ،و
كفاء :جازاه و الكفيء :النظير ،و الكفء كذلك ...ومنه الكفاءة في النكاح هو أن يكون
1
الزوج مساويا للمرأة في دينها
تعددت التعاريف حول مصطلح الكفاءة و لعل ذلك يرجع الى حداثة المفهوم ،فالكفاءة في
المجال التعليمي هي :مصطلح يشير الى التمكن من حاسة معينة أو مهارة ما توضع
التكيف االجتماعي و
كوسيلة معيارية للنجاح في جانب معين ،مثل القراءة و السباحة ،و ّ
2
ما الى ذلك من موضوعات
بمعنى أن الكفاءة حسب هذا المفهوم تشير الى تمكن الفرد من مهاالة معينة تمكنه من
النجاح في مجال معين و تعني كذلك " مدى قدرة النظام التعليمي على تحقيق األهداف
48
* المقاربة بالكفاءات :
المقاربة بالكفاءات مذهب بيداغوجي حديث يسعى الى تطوير كفاءات المتعلمين و التحكم
فيها من مواجهة التحديات في وضعيات مختلفة و االنتقال من مفهوم البرنامج الى مفهوم
المنهاج ،وعليه فالمقاربة بالكفاءات هي :التعليم في " تعبير عن تصور تربوي بيداغوجي
المدرسة من حيث مقاربة التدريس و الوسائل التعليمية و أهداف التعليم و انتقاء المحتويات
1
و أساليب التقويم و كيفية انجازها و غير ذلك من األدوات
لتؤكد األهداف التي تأخذ بعين االعتبار تطور المدرسة و المجتمع و هدفها التعرف على
النتائج التي تبرهن على التنفيذ الفعال للمهام و تعتبر أيضا :
" بيداغوجية وظيفية تعمل على التحكم في مجريات الحياة بكل ما تحمله من تشابك في
العالقات و تعقيد في الظواهر االجتماعية ومن ثم فهي اختيار منهجي يمكن المتعلم من
النجاح في هذه الحياة على صورتها و السعي الى تثمين المعارف المدرسية و علها صالحة
2
لالستعمال في مختلف مواقف الحياة "
1ابرهيم قاسمي ،دليل املعلم بالكفاءات للسنة الاولى من التعليم املتوسط ،دار هومة للطياعة و النشر و التوزيع ،ط { ، 1د ت } ،ص
10
2فريد زاجي ،املقاربة بالكفاءات كبيداغوجيا ادماجية ،املركز الوطني للوثائق التبوية ،زسن داي ،الجزائر ، 2001 ،ص 2
49
ومنه فالمقاربة تهدف الى تعليم المتعلم االعتماد على نفسه و التعرف على قدراته الكامنة و
و ذكر فيليب بيرنو Philip pernioأن " المقاربة بالكفاءات تحدد مكانة المعارف في
الفعل ،هذه المعارف تشكل موارد حاسمة لتحديد طبيعة المشاكل و حلها و اتخاذ الق اررات و
1
الموقف "
انطالقا مما سبق فإن المقاربة التدريس بالكفاءات هي تصور بيداغوجي ،تتمحور حول
المتعلم الذي يعد محور العملية التعليمية بحيث تسعى الى تطوير قدراته و امكانياته و
يعبر االستاذ روجيس Reagiesعن الكفاءة بالمفهوم المدرسي على أنها " مكسب كامن
بحيث يلجأ صاحبها الى ممارستها كلما كان في حاجة اليها و يشير الى ذلك بقوله :أنا
2
كفء اذا كنت أستطيع في كل وقت أن أبرهن على أنني كفء "
وهذا يعني أن روجيس يريد أن يؤكد أن الكفاءة دائما في خدمة الفرد وفي خدمة ما يريد
القيام به كفرد ،وبالتالي تكون الكفاءة بالمفهوم المدرسي بعيدة عن الكفاءة بالمفهوم المهني
51
و يذهب فيليب بيرينود Pernoudالى أن الكفاءة المدرسية هي :قدرة عمل فاعلة في
مجال مشترك من الوشعيات تتحكم فيها ألننا نتوفر على معارف ضرورية و القدرة على
ومن الدراسات التي تناولت مفهوم الكفاءة التعليمية ،حيث عرفت بأنها قدرة المربين على
مل شيء يتصل بعملية التعليم بمستوى معين من األداء يتم بالكفاءة و الفاعلية
1
ثم فهي قدرة على عمل شيء أو احداث نواتج متوقعة
ومن ّ
إن المقاربة بالكفاءات ليست مفهوما جديدا لكنها تختلف عن قطاع التعليم ،ألنها كان
معمول بها في التكوين المهني ،حيث ينظر اليها على أنها وظيفة انتاجية لكنها في التعليم
تعني المعلم و المتعلم الذي ينبغي أن تكون الكفاءة باالضافة الى المعرفة في خدمته و لكي
يكن المعلم كفء يجب أن يوظف عددا من القدرات كالتحليل و التعبير و التعمق في تناول
بعض الوضعيات ،التواصل مع زمالئه حول ما يقوم به من األعمال ،كذلك القدرة على
مراجعة نفسه عندما يتعين التكيف مع األوضاع كما يجب على المعلم التأكد من المكتسبات
القبلية قبل الشروع في الدرس الجديد و القدرة على التعامل البيداغوجي مع الفروق الفردية
الموجودة بين التالميذ و غيرها من الشروط التي يج أن تكون لدى المعلم لكي نقول عنه
معلم كفء ،أما بالنسبة للمتعلمين المطلوب منهم تعلم كيفية استخدام مختلف المعارف و
القدرات في وضعية ما ،إذ ينبغي االكتفاء بتعليمهم كتابة الكلمات فقط ،ب يجب ان
1طاهر عمر عبد الرزاق ،مستوى معلم املرحلة األوىل ،حبث بتمويل البنك الدويل ،جامعة عني الشمس ،كلية الرتبية ، 1462 ،ص 00
51
يتعداها الى كتابة النصوص هذا يعني أن الكفاءة تتجلى في استعمال عدة معارف و قدرات
و مهارات في نسق يؤدي الى نتيجة معينة ،كحل مشكلة أو االجابة على سؤال .
يسمح هذا المبدأ بالتحقق من قدرة التلميذ على تجميع مكونات الكفاءة التي تتمثل في السياق
-2البناء :أي تفعيل المكتسبات القبلية و بناء مكتسبات جديدة و تنظيم المعارف ،و يعود
أصل هذا المبدأ الى المدرسة البنائية ،حيث يتعلق األمر بعودة المتعلم الى معلوماته السابقة
-4التطبيق :بمعنى التعلم بالتصرف يسمح هذا المبدأ بممارسة الكفاءة بغرض التحكم فيها
بما أن الكفاءة تعرف على أنها القدرة على التصرف ،يكون من المهم للمتعلم أن يكون
نشطا في تعلمه
52
-5التكرار :أي وضع المتعلم عدة مرات أمام نفس المهام االدماجية التي تكون في عالقة
-6االدماج :بمعنى ربط العناصر المدروسة الى بعضها البعض ،ألن إنماء الكفاءة يكون
بتوظيف مكوناتها بشكل ادماجي ،يعتبر هذا المبدأ أساسا في المقاربة بالكفاءات و ذلك ألنه
-7التمييز :أي الوقوف على مكونات الكفاءة من سياق ،و معرفة ،و معرفة سلوكية ،
ومعرفة فعلية و داللية ،يتيح هذا المبدأ للمتعلم التمييز بين مكونات الكفاءة و المحتويات ،
-8المالءمة :اي ابتكار وضعيات ذات معنى و محفزة للمتعلم ،حيث يسمح هذا المبدأ
باعتبار الكفاءة أداة إلنجاز مهام مدرسية من واقع المتعلم المعيش ،األمر الذي يسمح له
-9الترابط :يتعلق االمر هنا بالعالقة بين أنشطة التعليم و أنشطة التعلم يسمح هذا المبدأ
لكل من المعلم و التلميذ بالربط بين أنشطة التعليم و أنشطة التعلم و أنشطة التقويم التي
53
11-التحويل :أي االنتقال من مهمة أصلية الى مهمة مستهدفة ،باستعمال معارف و
قدرات مكتسبة في وضعية مغايرة ،ينص هذا المبدأ على وجوب تطبيق المكتسبات في
1
وضعيات مغايرة لتلك التي تم فيها التعلم .
أ -الكفاءة القاعدية :وهي عبارة عن الكفاءة التي ترتكز عليها الكفاءات الالحقة مثل
القدرة على القراءة و الكتابة و الرسم و مبادئ الحساب فهي " كفاءة قاعدية بالنسبة لمن
سيكونون أشخاص في مجال التنشيط التربوي { المفتش مثال } و يتم التركيز في
2
ومنه فالكفاءة الكفاءة القاعدية على كل ماهو ضروري للمكتسبات الالحقة
القاعدية هي مجموع نواتج التعلم األساسية المرتبطة بالوحدات التعليمية و توضح ما
سيفعله المتعلم و ما يستطيع القيام به وهي األساس الذي يبنى عليه التَعلم
يراعي األداء الجيد مع فهم ما يق أر " والمرحلية هي تلك التي يمكن اقتراحها لكفاءة
االنتخابات الكتابية ومن ثمة انجاز ملخص و عرض وجهة نظر معينة حول حادثة ما
1محد الطاهر وعلي ،بيداغوجية الكفاءة كيف تصاغ الكفاءة ، 2007 ،ص 12-10
2محد الطاهر وعلي ،املرجع نفسه ،ص 06
54
و صياغة تقرير حول زيادة ميدانية ،وتحويل نص بتبديل الشخصيات و الراوي و
ه-الكفاءة الختامية :تصف عمال كليا منتهيا ،تتميز بطابع شامل و عام ،تتحقق
الكفاءات المرحلية ،يتم بناءها و تنميتها خالل سنة دراسية أو طور و مثالها :
" في اللغة العربية في نهاية السنة الخامسة من التعليم االبتدائي يكون التلميذ قاد ار على
مختلف المواد التي يجب اكتسابها و توظيفها أثناء اعداد مختلف المعارف " الكفاءة
المستعرضة أو األفقية تبنى من تقاطع المعارف و المهارات و السلوكات المشتركة بين كل
1
التعلمات أو الموارد و النشاطات "
ينتظر من المتعلم في المقاربة بالكفاءات القيام بجملة من المهام إلنماء الكفاءة المرصودة
-2اتخاذ ق اررات فيما يتعلق بطريقة عمله ،لتأدية المهمة أو النشاط أو المشروع وحل
1خير الدين هني ،مقاربة التدريس بالكفاءات ،مطبعة عين البنيان ،الجزائر ،ط ، 2001 ، 1ص 17
55
-3الرجوع الى عدد معتبر من الموارد
من جملة الميكانيزمات و األدوات التي تسخرها المنطومة التربوية الجزائرية في صوغ
*هيكلة و تنظيم التعلم ،و كذلك ضمان انسجام أكثر بين المواد.
56
ومنه فإن أهمية المقاربات بالكفاءات تجهل المنظومة التربوية تحقق الكفاءات المستهدفة في
المنهاج التربوي ،حيث تعمل على تحقيق مالمح خروج المتعلم من مرحلة تعليمية الى
اخرى األمر الذي يجعل المتعلمين عناصر فاعلة في المجتمع يؤدي أدوارهم الطالئعية في
1
التنمية الشاملة للبالد
من المعروف أن أحسن الطرائق البيداعوجية ،هي تلك التي تجعل المتعلم محور العملية
في أنشطة ذات معنى بالنسبة اليه ،منها على سبيل المثال انجاز المشاريع ،وحل
تبني الطرق البيداغوجية النشطة ،أن يتولد لدى المتعلم الدافع للعمل كونه
-3يترتب عن ّ
يعي ما تحمله وضعية التعّلم من معنى لربطها بواقعه المعيش ،و استغالل مكتسباته في
57
تبني هذه المقاربة التخفيف من حدة حاالت عدم انضباط التالميذ في القسم
ينجر عن ّ
كما ّ
أو قد تزول أحيانا ،ذلك ألن كل واحد منهم سوف يكل{ف بمهمة تناسب وتيرة عمله ،و
تعمل المقاربة بالكفاءات على تنمية قدرات المتعّلم ،العقلية المعرفية ،و العاطفية االنفعالية
و النفسية الحركية ،اعتمادا على الوضعيات المشكالت ،واعداد المشاريع التي ينبغي أن
إن المقاربة بالكفاءات ال تعني استعباد المضامين ،وانما سيكون ادراجها في اطار ما ينجزه
النتعلم لتنمية كفاءاته ،وذلك بجعلها قابلة لالستعمال ،األمر الذي يسمح برفع مدلولها ،
ألنها ترتبط بواقع المتعلم و حياته من كل جوانبها النفسية منها و االجتماعية و الثقافية
فالمحتويات ال تقدم الحلول للمشكالت ،وانما تساعد على طرح هذه االخيرة ،مع وضع
التكهن بالنتائج ،ومن ثم اتخاذ الق اررات المناسبة ،إن الكفاءة من هذا المنظور
الفروض و ّ
يعبر عن قيمتها بكمية المعارف و المعلومات التي يكتسبها التلميذ ،وانما بحصر
،ال ّ
58
-5اعتبارها معيا ار للنجاح المدرسي :
تعتبر المقاربة بالكفاءات أحسن دليل على أن الجهود المبذولة من أجل التكوين ستأتي
1
بثمارها ،وذلك ألخذها الفروق الفردية بعين االعتبار ،واعتمادها على بيداغوجيا التحكم .
تعمل هذه المقاربة على تحقيق جملة من االهداف االجرائية و السلوكية وهي كاآلتي :
2
*" تكريس حرية المتعلم و حتى المعلم "
بمعنى أن المقاربة بالكفاءات تعمل على تلقين المعارف النظرية و تحويلها الى معرفة نفعية
بحيث تجعل المتعلم قاد ار على مجابهة مشاكله اليومية عن طريق تثمين معارف المتعلم و
59
إذن فالمقاربة بالكفاءات تعمل على تنمية قدرات المتعلم في التفكير ،بحيث تجعله مفك ار و
إن الهدف من التدريس بالكفاءات هو خلق شخص قادر على مجابهة مشاكله اليومية و
االندماج و تطوير المجتمع و كذلك احداث تغيرات عديدة تمس المعلم و المتعلم معا .
الجزائر ارتأت أنه من الضروري اعادة النظر في منظومتها التربوية من حيث تغيير مناهجها
" البرامج التي كانت تطبق في مؤسساتنا يعود تصميم أهدافها و تحديد محتوياتها الى عقود
خلت وهي بذلك ال تواكب التقدم العلمي التي أحدثتها التقنيات الحديثة في االعالم و
االتصال.
-التغيرات السياسية و االجتماعية و الثقافية العميقة التي غيرت فلسفة المجتمع الجزائري
1
االجتماعية و قدحت أمامه طموحات مشروعة للتقدم و الرقي ،
-البرامج التي كانت تطبق قديما تعتمد على صب المعارف في صيغتها الخام بدل من
وزارة الرتبية الوطنية ،مديرية التعليم االساسي ،اللجنة الوطنية للمناهج ،مناهج السنة الرابعة من التعليم املتوسط ،الديوان الوطين للمطبوعات 1
61
-االنتقال من فكرة العلم من أجل العلم إلى العلم من أجل المنفعة
-مواكبة التطور الحاصل بكل متطلباته العلمية قصد إعداد قادرين على التكيف مع
يعد التقويم وفق المقاربة بالكفاءات هو القدرة على انجاز النشاطات بدال من استعراض
المعارف و يمكن حصر تقويم المتعليم بمنظور الكفاءات فيما يلي :
إن تقويم المتعلم بمنظور الكفاءات يتمثل في الوقوف على صعوبات التعلم و المشكالت التي
1
تواجه المتعلم و مدى تحقيق األهداف التربوية
و تقويم المتعلم يكون حسب قدراته و تقويم الكفاءة يتم عن طريق مايلي :
1فريد زاجي ،التدريس و التقويم بالكفاءات ،املركز الوطني للوثائق التربوية ،سلسلة موعدك التربوي ،العدد ، 12ديسمبر ، 2001ص
23
61
-إدماج التقويم في النشاط اليومي للمتعلم ،مهناه أن التقويم المستمر للمتعلم هو السمة
-قياس مدى قرب المتعلم من الملمح النهائي المحدد للمتعلم ،أي قياس مدى استطاعته من
-معيار النجاح أو االخفاق في هذه المقاربة ال يقوم على مقاربة نتائج المتعلم بنتائج
المتعلمين اآلخرين ،ألنه في هذه المقاربة ننظر الى المتعلم على اساس أنه وحدة مستقلة
عن غيره و منه التقويم وفق المقاربة بالكفاءات هو معاينة القدرة على انجاز نشاطات محددة
،بدال من استعراض المعارف الشخصية لذا يتم التقويم بالكفاءات في وضعية يحقق فيها
-وضع نشاطات من أجل هيكلة مكتسبات ما قبل التعلم مع منح المتعلم نقاط ترسيخ تسمح
-إعداد شبكة للمكت سبات المعرفية المختلفة بدال من فصلها عن البناء المعرفي للمتعلم
-العمل على ضوء مداخل عدة { اجتماعية اقتصادية فلسفية نفسية } لمواجهة وضعية ما
62
و بالتالي تعد المقاربة بالكفاءات مفهوما ادماجيا من منطلق أن الكفاءة قدرة المتعلم على
10-IIالكفاءة في اللسانيات الحديثة :ميز دي سو سور بين ثنائية اللغة و الكالم ،فاللغة
اجتماعية و ليست عمال للمتكلم ،بل انتاج تمثله بطريقة مجهولة ،اما الكالم فهو فردي
1
وهو الجانب األدائي التنفيذي الذي ينتجه الفرد
وقد التقى تشومسكي في مفهومه للكفاية و األداء مع دو سو سير في مفهومه للغة و الكالم
،و بخاصة لدى التحول من المستوى الثابت في اللغة الى المستوى المتحرك منها ،فعرفت
اللغة عنده بالكفاية Competenceوهي معرفة المتكلم بلغته ،والكالم باألداء و االنجاز
ملموسة ،ونجد " الموسى " قد اعطى الكفاية بعدا مراسيا و بعدا متلقيا يلتقيان في تحقيق
الوظيفة االتصالية للغة ،ولك يكتف بذلك بل بين الدواعي اآلليات الكفيلة لتحقيق أبعاد في
اللسانيات التبوية و آليات توظيفها و ذكر " الموسى " كذلك أن أبنية المعيار تصدر في
أ -البعد األول :االستفادة من علم اللسان الحديث و ذلك بالنظر الى اللغة من حيث
1دمحم سليمان ،النص و اخلطاب و االتصال ،االكادميية احلديثة للكتاب اجلامعي ،القاهرة ،ط ، 2331 ، 1ص 11
63
ب -البعد الثاني :االستفادة من علم اللسان التربوي ،وذلك بالنظر الى اللغة من حيث
ت -البعد الثالث :المطلب المنهجي الذي يقوم على حفز المتعلم على طلب المعرفة من
مصادرها المختلفة
ث -البعد الرابع :المطلب التطبيقي الذي يقوم على توظيف الحصيلة اللغوية في مسائل
ج -البعد الخامس :استثمار االمكانات الكامنة لدى بعض المتعلمين ذوي الملكات
االبداعية " االنشائية " و بذلك تمكن " الموسى " بطريقة وظيفية أن يخرج الكفاية من
1
اطارها الذهني الى الواقع األدائي .
تعد الكفاءة مفهوما جديدا ،سواء أكان ذلك في علم النفس أم علم التربية ،األمر الذي جعل
-يعرفها لوي دينو ،بأنها مجموعة من التصرفات االجتماعية الوجدانية ،ومن المهارات
1
النفسية الحس حركية ،التي تسمح بممارسة الئقة لدور ما ،أو وظيفة أو نشاط (53
1خالط بسندي ،مصطلح الكتابة و تداخل املفهوم يف اللسانيات التطبيقية ،اجمللة األردنية يف اللغة العربية و آدائها ، 2336اجمللد ، 1العدد 1
، 2334 ،ص 18
64
-تعريف كريه فليب " : Philip carreسلوك يتطلب قليال من المعارف و كثي ار من
المهارات " ،فهمو ينطلق من اعتقاد مفاده أن الكفاءة هي بمثابة مصطلح محوري بالنسبة
لعملية التفكير و الممارسة في مجال التربية و التكوين ،ومن حيث هي مفهوم يتم بواسطته
-و يعرفها عبد الكريم غريب بقوله :انها نظام من المعارف المفاهيمية و االجرائية التي
تكون منظمة بكيفية تجعل الفرد قاد ار على الفعل عندما يكون في وضعية معينة أو انجاز
2
مهمة من المهام أو حل مشكلة من المشكالت
2-IIالمقاربة باألهداف:
تعريف الهدف :الهدف لغويا معناه القصد أو المرمى أو الغرض الذي نسعى لتحقيقه،و
يعرفه بيري از : 3الهدف هو التخطيط للنوايا البيداغوجية و نتائج سيرورة التعليم
و يتضح مما سبق ذكره أن الهدف التربوي هو " التخطيط للنوايا البيداغوجية يتم من خالل
وصف دقيق للسلوكات و االنجازات المراد مالحظتها في فكر أو سلوك المتعلم عندما ينهي
عملية التعلم و الهدف على أساس أن يجعل التلميذ يفهم شيئا محددا فإن عملية الفهم تبقى
غامضة إذ لم تترجم الى افعال سلوكية و انجازات ملموية معبر عنها في صورة أهداف
اجرائية .
1شرقي رحيمة و بوساحة جناة ،بيداغوجية املقاربة ابلكفاءات يف املمارسة التعليمية ،جملة العوم االنسانية و االجتماعية ،عدد خاص ،جامعة
قاصدي مرابح ،ورقلة ، 2310 ،ص 10
بوعالق دمحم ،مدخل ملقاربة التعليم ابلكفاءات ،قصر الكتاب للنشر و التوزيع ،البليدة ،ط ، 2339 ، 9ص 22 2
3مادي لحسن ،الاهداف و التقييم يي التربية ،مطبعة املعارف الجديدة الرباط ، 1464 ،ث 29
65
-1التدريس باألهداف :
الهدف لغة " :هدف " تفيد الدقة و االصابة فحين نفكر يتبادر الى أذهاننا أن هناك نقطة
1
انطالق و نقطة نهاية ،هذه النهاية هي الهدف الذي نريد أن نصل اليه
أما في االصطالح التربوي فالهدف " سلوك مرغوب فيه يتحقق لدى المتعلم نتيجة نشاط
يزاوله كل من المدرس و المتمدرسين وهو سلوك قابل ألن يكون موضع مالحظة و قياس و
2
تقويم
و معنى ذلك ان التلميذ ال يراد من تعلمه اال تحقيق مجموعة من االهداف التي ينبغي أن
تظهر في ممارسات سلوكية على مستوى الفعل اللفظ و الحركة و تغيرات تحدث على
مستوى االتجاهات و المواقف و االفكار و القدرات المختلفة ، 3أو انجاز اعمال معينة تكون
في شكل آليات تكسبه خيرات تكون مستهدفة لكونها انماط من الممارسات التي تقوي دافعية
التفاعل مع مجموعة من الخبرات التي يتعامل بها ،فاألهداف جزء من النسيج التعليمي
العام.
زموش،قرين رشيدة ،درجة توافر النمو االجتماعي لتلميذ السنة الخامسة ابتدائي في منهاج التربية البدنية و الريلضيةالمطور في ظل المقاربة 2
بالكفاءات و اتجاهات المعلمين نحو المادة-مقارية فلسفية،معهد الرياضة البدنية ،سيدي عبد هللا ،جامعة الجزائر ،3الجزائر ،2112،ص66
3
جودت أزمد سعادة ،صياغة ألاهداف التربوية و التعليمية ،دار الشؤوق للنشر و التوزيع ،عمان ،الاردن ،ط ، 2001 ، 1ص 102
66
*بيداغوجيا األهداف :
،كلها أسماء لمسمى واحد ،ويعد نموذج التدريس باألهداف من النماذج التعليمية االكثر
تستند بيداغوجيا االهداف التي تتجه نحو قعالية التدريس و اكتساب مهارته الى ان يكون
الفعل التربوي خاضعا لجملة من المفاهيم ،تعرف بعناصر نموذج التدريس الهادف و فيها
يظهر لنا هذا الرسم بوضوح عناص التعلم بواسطة األهداف التي هي :
67
ماقبل الفعل التعليمي :البد أن نحدد منطلقات تخطيط هذا الفعل التعليمي اعتمادا
على صياغة أهداف واضحة تستجيب الى ما يحتاج اليه المتعلم ،ولما يتطلبه
المنهاج التربوي
خالل العملية التعليمية أول الفعل التعليمي :تنظم سيرورة هذا الفعل بناء على ثالثة
ما بعد الفعل التعليمي :عند نهاية العملية التعليمية ينبغي أن نتحقق من نتائج هذا
الفعل التي تحدده أساليب التقويم فنتساءل :ماهي النتائج التي وصلنا اليها ؟ هل
حقق الدرس أهدافه ؟ ماالسئلة التي نختبر و نقيس بها مجهود التالميذ ؟ ماهي
االنجازات التي سيقومون بها ليبرهنوا على أنهم فعال حققوا تغيي ار سلوكيا ؟ لماذا
من أبرز المصادر التي تشتق منها األهداف التربوية ما يلي :
68
*مكونات عملية التعلم و أشكال المعرفة و متطلباتها وما يواجه المجتمع من مشكالت نتيجة
1
التطور العلمي و التكنولوجي
اجتماعية فانتشار ظاهرة تناول المخدرات مثال بين التالميذ تحتم على خبراء التعليم و على
القائمين بالتعليم في الميدان االهتمام بهذا الجانب ،بإدراج أهداف قد تكون موجدة من قبل
2
لحمل التالميذ على انتهاج سلوك سوي نحو أنفسهم و مجتمعهم
*يجب أن يكون الهدف واضحا و محددا غير غامض ،حتى يسهل تحقيقه و يمكن تفسيره
3
مثال ذلك :أن يق أر الطالب قراءة صحيحة لنص دون أن تزيد أخطاؤه عن ثالثة
فالهدف في هذه الحالة يكون قد تحقق مالم يقع المتعلم في أكثر من ثالثة اخطاء :
*يجب أن تكون واقعية و يعني بالواقعية التأكد و التمكن ،أي أن تكون أهدافه ممكنة
1
التحقيق في ظل المدرسة العادية
1اخلطيب علم الدين عبد الرمحان ،األهداف الرتبوية تصنيفها و حتديدها السلوكي ،مكتبة الفالح ،الكويت ،ط ، 1463 ، 1ص24
2دمحم بن يحى زكرياء و عباد مسعود ،التدريس عن طريق املقاربة باألهداف و املقاربة الكفاءات املشاريع و حل املشكالت ،املعهد الوطني
لتكوين مستخدمي التربية و حسين مستواهم ،الجزائر ، 2007 ،ص 11
3ادمحم يغزى و آخرون ،قراءات يي ألاهداف التربوية ،جمعية الاصالح الاجتماعي و التربوي ،مطابع قرفي ،با نة ،ط ، 1224 ، 1ص 76
69
*أن يكون الهدف قابال للمالحظة و القياس ،بمعنى أن يتضمن نتائج تعلم يمكن قياسها
مثل :أن يميز الطالب بين االسم و الفعل في خمس جمل أو ست
*أن تكون األهداف نابعة من الدرس فال يمكن أنتتأثر بأهداف خارجة عن الدرس ،بحيث
*أن يكون هناك اتصال بين األهداف بحيث يخدم بعضها بعضا لتحقق الهدف الخاص من
الدرس .
*ان تصاغ بفعل سلوكي اجرائي و يقصد به السلوك المتوقع من المتعلم اظهاره أو أن يقوم
به بعد انتهاء عملية التعلم مثل :ان يتعرف أن يعدد ،أن يقارن ...
*صياغة الهدف التعليمي بشكل يعكس ناتج التعلم وليس عملية التعلم ذاتها أو موضوع
2
التعلم ،ألن الموضوع ال يمثل الهدف المراد تحققه لدى المتعلم
*ان تحتوي عبارات بنود الهدف على " فعل سلوكي " أو اجرائي يشير الى نوع السلوك و
3
المستوى المعين المقصود تنفيذه من ذلك النوع ،والذي يريد أن يبلغه و يحققه التلميذ
*أن تصاغ األهداف التعليمية على أساس مستوى التلميذ ألنه هو محور العملية التعليمية
وليس على أساس مستوى المعلم ،ويجب ترتيبها و تصنيفها بناء على أنواع السلوك
1
المرغوب فيه
1صالح بن بلعيد ،دروس يي السياسات التطبيقية ،دار هومة ، 2000 ،ص 102
2ادمحم تيغزى و آخرون ،مرجع سابق ،ص 86
3عبد العزيز صاحل ،الرتبية و طرق التدريس ،دار املعارف ،ط ، 1مصر ، 1440 ،ص 08
71
5-IIخطوات صياغة األهداف
*تحديد نوع السلوك الذي يقوم به المتعلم لكي نتأكد من اكتسابه المعارف و المهارات
و بعد اجراء الخطوات السابقة يستطبع المعلم صياغة التعليمية بحسب الشروط الواجب
توفرها كما ذكرنا سابقا ،وهناك قاعدة معينة في صياغة األهداف التعليمية وهي :أن +
و تعتبر الصياغة الدقيقة للهدف هي تلك التي تستبعد أكبر عدد من البدائل و االحتماالت
الممكنة باستخدام أفضل وصف للسلوك النهائي المطلوب ،والذي ال يحتمل أي تفسير آخر
و لكن بعد أكثر من عشرين سنة من اعتمادها لم تعد المناهج القائمة على بيداغوجيا
األهداف تساير التطور االجتماعي و العلمي و الثقافي الذي عرفه المجتمع الجزائري ،وبات
ميدان تعليمية اللغة العربية يشكل قضية حساسة ،لها أهميتها و خطورتها في عصرنا الراهن
1عبد هللا عبد الدامي ،اتريخ الرتبية ،املطبعة اجلديدة ،دمشق ،ط ، 1481 ، 1ص 932
دمحم بن حيى زكرايء و عباد مسعود ،مرجع سابق ،ص 16 2
71
خصوصا و أن المجتمع قد شهد انفجا ار معرفيا و تكنولوجيا ،وتحديات ال متناهية و
وهذا ما كان له األثر العميق على كل األنظمة التربوية التي دأبت جاهدة الحتواء كل
التربوية الجزائرية لم تشذ عن القاعدة إذ حاولت تطوير أدائها مجاراة لركب الدول الرائدة
في حقل التربية و التعليم فراحت هي االخرى تغير مناهجها و برامجها و طرائق أدائها ،
وفق ما توصلت اليه آخر البحوث التربوية ،حيث بنيت مناهج اللغة العربية على غرار
المناهج الدراسية على منظور بيداغوجي جديد يجعل المتعلم في قلب العملية التعلمية
72
المحور الثالث :نظريات التعلم اإلنساني
73
المحور الثالث :نظريات التعلم اإلنساني
تمهيد:
يعتبر التعلم عملية أساسية في الحياة يسير معها ويمتد بامتدادها ،ألن كل فرد يكتسب
األنماط السلوكية التي يعيش فيها عن طريق التعلم القائم علي االتصال المباشر وغير
المباشر .األمر الذي ينتج عنه زيادة نمو الحصيلة المستمرة للمعرفة البشرية.
فالتعلم كمصطلح سيكولوجي ونفسي ال يتوقف عند مجرد اكتساب الوسائل وإنما يتعداها إلي
يلعب االتصال دائما الدور األساسي والذي بدونه ال يمكن أن يتم أي نوع من أنواع
االكتساب للمعلومات أو تجميع لالستجابات التي تصدر عن الكائن الحي .كما وبدون
االتصال بأنواعه المختلفة ال يمكن أن تتم عملية تثبيت المعلومات ألنه يتوجب أن يكون
هناك مرسل يقوم بإرسال المعلومات أو المواد التعليمية عبر وسيلة أو قناة اتصال معينة
التي تساعد علي وصول مضمون الرسالة الي المستقبل أو المستقبلين ويكون لها أثر معين
عليهم.
74
-1التعاريف األساسية للتعلم
*تعريف التعلم
يعرف التعلم على انه تغير طويل المدى(ليس فقط استخدام موجز و مؤقت للمعلومات )في
التمثيالت العقلية و االرتباطات ( يحدث أساسا في الدماغ ) نتيجة للخبرة (و ليس نتيجة
1
للنضوج الفيسيولوجي و التعب و استخدام المخدرات او بداية المرض العقلي او الخوف)،
يتناول معجم وارين المصطلحات السيكولوجية للتعلم في ،و ذكر ثالث معان منها :
-1التعلم عبارة عن عملية اكتساب لقدرة معينة التي تتيح للكائن الحي أن يستجيب لموقف
-2التعلم عملية تجميع لالستجابة الحركية األولية في كل حركة يقوم بها الفرد باعتباره
-3التعلم هو عملية تثبيت للعناصر في الذاكرة بحيث يمكن استعادتها أو التعرف عليها.
هناك ثالثة مفاهيم 2لعملية التعلم التي كان لها األثر الكبير ،و هي التدريس ،التخطيط
البيداغوجي والمناهج.
- 1جون اليس اوغمغود ،التعلم اال نساني ،ترجمة:فاضل محمود خشاوي و مفيد نجيب حواشين،ط،1دار الفكر ،عمان ،
،2116ص 27
وسيلة حرقاس ،نظرايت االتصال قي الوسط املدرسي ،جملة أحباث نفسية و تربوية،جامعة قاملة ،0202،ص65
75
-1التعلم كعملية تذكر يرتبط هذا المفهوم بنظرة هربارت إلي اإلنسان الذي يولد عقله صفحة
بيضاء نكتب فيها ما نشاء وأن الخبرة والتعلم اللذان يصل إليهما الفرد عن طريق قيامه
باالتصال باآلخرين يمدانه بكل مواد المعرفة ،وهذه النظرة تعتبران العقل مخزنا للمعلومات
وتعلمها عن طريق الحفظ ،لكي يقوم باستعمالها في وقت الحاجة .وعلي أساسه نقوم بعملية
ولكن معظم األبحاث والتجارب أثبتت أن الطالب ال يحتفظ بعد فترة من الحفظ للمادة معينة
إال بكمية معينة منها وهذه الكمية تنقص مع مرور الوقت أيضا أكدت األبحاث علي أهمية
الفهم في عملية التعلم بحيث يجب أن توضع موضع االعتبار األول ثم يليه التذكر .
-2التعلم كعملية تدريب للعقل :ويرتبط هذا التعريف بالنظرية السيكولوجية التي تدعي
بنظرية التدريب التي تعود إلي الفيلسوف اإلنجليزي لوك .وتقوم علي أساس أن العقل
الشكلي مقسم إلي عدد من الملكات مثل التفكير والتذكر والتخيل والتصور هي عمليات تؤثر
-3التعلم كتغير السلوك :التعلم عبارة عن عملية عقلية التي تتم داخل الفرد وينتج عنها
تغيير موجب شبه دائم في سلوك الفرد .وتتم هذه العملية عن طريق قيام الفرد باالتصال مع
ذاته ومع اآلخرين تفاعال عقليا في البداية ،متبوعا بالتفاعل السلوكي الذي يؤدي إلي تغير
76
3-IIIطبيعة االتصال و التعلم
نالحظ ان أي مجتمع في أي مكان من العالم يعتبر معلم ومتعلم ،مرسل ومستقبل في نفس
الوقت ،فنحن منذ الطفولة المبكرة وفي جميع مجاالت الحياة نتعلم عن طريق القيام
باالتصال مع االخرين ،حيث يبدأ التعلم واالتصال في التربية المنزلية التي تعمل فيها األسرة
علي تنشئة الطفل علي العادات والتقاليد والقيم واالتجاهات التي سيتعامل بها مع اآلخرين ،
أنه يتعلم كيف يتفاعل ويتصل مع اآلخرين من حوله .ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التعلم
واالتصال المنظم الذي يحدث داخل المدرسة والتي يكون فيها الطفل جزء من كل كبير
جدا .
وبعد االنتهاء من الدراسة والتعلم في المدارس والكليات يتعلم اإلنسان بصورة تلقائية من
خالل قيامه باالتصال المهني واالتصال العائلي ،ويتم هذا االتصال والتعلم عن طريق
وعليه يمكن القول بصورة قاطعة أن التعليم واالتصال مع اآلخرين ليس من وظائف
ومسؤوليات المعلمين وحدهم ألن األب يعتبر معلما قبلهم ،واألم واألخوة كذلك ،حيث يقوم
وفي هذا المجال يجب أن نذكر أن علم النفس التعليمي يعمل علي تأهيل المعلمين للتعلم
وكيفية القيام باالتصاالت المتعددة ، ،فهذا التخصص يقدم مقترحات لتحسين عملية
التدريس والتعليم التي تقوم علي عملية االتصال بأنواعه المتعددة والمتفرعة ،وأن سيكولوجية
77
التعلم تفيدنا في االبتعاد عن الطرق واألساليب غير الصحيحة والتي تؤدي إلي إضاعة
الوقت في تعلمنا ،أو حينما نقوم باالتصال مع اآلخرين ونعمل علي توجيه تعلمهم.
1
4-IIIالحاجات النفسية و االتصال
تعتبر الحاجات النفسية من المحددات الهامة جدا للسلوك وال يمكن أن يتم إشباعها اإلشباع
التام .تتم عملية إشباعها عن طريق القيام باالتصال مع اآلخرين والتفاعل الصحيح والناجح،
والحاجات النفسية تعتبر ذات أهمية والتي تفوق أهمية الحاجات البيولوجية ،أي أن االتصال
ومما يجدر ذكره هنا أن الحاجات النفسية خاضعة للتعلم ،وكل شيء خاضع للتعلم يحدث
عن طريق عملية اتصال معين يحدث بين األطراف المختلفة التي نطلق عليها اسم المعلم
والمتعلم ،المرسل والمستقبل ،ولكن يجب أن نذكر دائما أن الحاجات النفسية ألهميتها فهي
غير قابلة لإلشباع التام حتى ولو كانت عملية التعلم واالتصاالت التي تؤدي إلي هذا
اإلشباع تحدث علي أكمل وجه .وتنقسم الدوافع النفسية إلي :الحاجة إلي الحنان-الحاجة
78
5-IIIنظريات التعلم
تمهيد:
نظرية التعلم في األساس هي نظرية من نظريات علم النفس التي تناولها العديد من علماء
النفس من نواحي عديدة ومتنوعة ،وبالرغم من كونها تبحث في عملية التعلم وكيفية حدوثها
والشروط التي يتوجب أن تتوفر لكي يحدث التعلم ،إال أن لهذه النظرية عالقة وصلة قوية
بنظريات االتصال اإلنساني ،الذي يحدث فيه تعلم وتعليم في نفس الوقت الذي يحدث بأنواع
متعددة ،ويجب أن نؤكد هنا أن كل نظرية في علم النفس التعليمي تعطي أهمية كبيرة لعملية
الترابط ألنها تعتبر المبدأ األساسي الذي يقوم عليه االتصال الفعال..
نظريات التعلم كثيرة ،يصعب اإلحاطة بها جميعا ،سنركز على النظريات التي تتعلق
بالمهمة البيداغوجية فقط ،أي تلك التي تجيب على سؤال محوري هو :كيف يتم التعلم؟
ويحتاج فهمها الى التركيز و االهتمام بحكم طابعها الفلسفي و اآلراء المختلفة حولها .نبدأ
-1-5-IIIالنظرية السلوكية:
تمهيد:
يتفق علماء النفس على ان التعلم هو تغير طويل األمد في التمثيالت العقلية او
االرتباطات نتيج ة الخبرة ،اال انه يفضل بعض التربويين تعريف التعلم على انه تغير في
السلوك أكثر من كونه تغير في العقل ،وهذا ما استدعى استكشاف المبادئ و النظريات
79
عن التعلم من منظور السلوكيين و التركيز على العالقات بين االحداث البيئية ( المثيرات)
و السلوك( االستجابات )التي يكتسبها االفراد نتيجة لتلك االحداث ،و يظهر ذلك عن
طريق فحص االفتراضات العامة للنظريات السلوكية ،و بعدها نقدم نموذج التعلم األكثر
1
1-التعريف بالنظرية السلوكية
السلوكية هي المنظور النظري األول الرئيسي للتعلم الذي ظهر في القرن العشرين و تسمى
أيضا بالترابطية ،هناك من الباحثين من يعتبر النظرية السلوكية مدرسة اواتجاه سلوكي
سنة ،1612والتي ترى ن المعرفة الصادقة تنبع من التجربة والتطبيق ،وتسلم بأنه ال
استجابة(تعلم)من دون مثير ،وتركز على أن التعلم هو تغير في السلوك الخارجي للفرد،
وهو ناتج عن استجابة لمثيرات خارجية ،و تتميز باعتمادها على المنهج التجريبي،
فالعالقة التي تربط بين المثير واالستجابة لكل من عملية التعلم وعملية االتصال.
وعليه فأن العالقة التي تربط بين المثير و االستجابة لقد أصبح واضحا من أعمال علماء
النف س التجريبيين أن المعرفة التي لها عالقة باالرتباط الشرطي الكالسيكي والتي تهتم
81
بالمعالجة عن طريق استخدام الثواب والعقاب ،من الممكن أن تؤدي إلي نتائج تعليمية
وفي هذا المجال أكد معظم الباحثين وأصحاب النظريات في علم النفس علي أهمية وجود
العناصر المختلفة في عملية التعلم ،حيث ركز هل Hullفي نظرتين علي أهمية الحوافز
كعنصر من العناصر التي تؤدي إلي المعرفة أما سنكر Skinnerفقد اهتم بصورة واضحة
في عنصر التدعيم أو التعزيز التي تعمل علي مضاعفة قوة االستجابة التي تنتج مباشرة من
حدوث مثير معين ،وعلي هذا األساس نستطيع أن نقول بأن العقاب والمكافأة يعتبران
ومن الواضح أنهما يشتركان في إطار عام للمفاهيم التي يمكن اعتبارها إطا ار خاصا لفهم
كيفية حدوث االتصال وعمله .ويجب أن نذكر هنا أن اإلطار العام يتضمن االفتراض الذي
يقول بأن الكائن الحي يعتبر في عالقة منظمة مع بيئته ،وحدوث أي تغير في وضع
إحداهما يترتب عليه نتائج متبادلة وتؤدي إلي حدوث استجابات متبادلة .
وعلي هذا األساس يمكن النظر إلي أي فعل وإدراكه علي أنه استجابة لمثير موجود قبل هذا
الفعل ،ويؤدي إلي حدوث السلوك الذي يمثل استجابة مثل خفض التوتر والعودة إلي حالة
التوازن والتي تعتبر حالة طبيعة التي يتواجد فيها الكائن الحي أيضا للنسق األكبر الذي
وعليه فأن االتصال اإلنساني الذي يحدث بين أفراد المجتمع في المواقف المتعددة ومن هذا
81
المنظور بالذات يعتبر العملية التي تربط األفراد مع بعضهم البعض ومع البيئة التي يعيشون
فيها ويتفاعلون ويتأثرون بما يحدث فيها من أحداث عابرة أو مستقرة مقصودة وغير
مقصودة.
كما أن لالتصال آثاره أو تأثيراته وذلك حسب النموذج السلوكي الذي قدمه سكنر والذي عبر
عنه (مثير –استجابة) وعلي هذا األساس تعتبر األفعال االتصالية التلقائية العشوائية أمثلة
لالستجابات التعبيرية أو الفعالة بالرغم من كون المثير صعب المالحظة ،أو ال يمكن
مالحظته ،واالتصال من هذا المنطلق أما أن يكون عبارة عن استجابة لمثير سابق أو عبارة
عن عدد من المعطيات التي تكون بداية لمجموعة من الروابط من المثير واالستجابة وتظهر
األفعال االتصالية بصورة واضحة أنها تعبيرية لذا ينظر إليها علي أنها ردود أفعال وهناك
معاني أخرى لالتصال وضعها علماء النفس الذين يرون نظرية االرتباط التي تربط بين
المثير واالستجابة ،وعلي هذا األساس تعتبر عملية االتصال عملية رد فعل .
فقد قام ماسلو Maslowعالم النفس االجتماعي بالتمييز بين السلوك التوافقي Coping
والسلوك التعبيري فاألول يمثل عملية التفاعل التي تحدث بين الشخصية والعالم ومدى
تكيف كل واحد مع اآلخر بينما الثاني يمثل ظاهرة متابعة لعملية بناء الشخصية (والتي
تعتبر ظاهرة ثانوية التي تصاحب ظاهرة أخرى) ،وعندما نتحدث عن االتصال الذي يعتبر
موضوعا للتوافق ،فأن نموذج المثير واالستجابة يعتبر من النماذج المناسبة لهذا النوع من
82
-2المفاهيم المركزية للنظرية السلوكية
*االستجابة :كل نشاط عضوي يظهر نتيجة لتغير ما في المحيط لخارجي أو
*التعزيز :كل إجراء يستهدف دعم السلوك المرغوب فيه التعزيز اجراء يستهدف دعم
ايفان بافلوف :توفي ، 1636عالم امريكي فيزيولوجي ،حصل على جائزة نوبل في
موضوع الهضم عند الحيوان ،و هو صاحب نظرية االشراك الكالسيكي " الكلب"
83
يعتبر أحد الباحثين 1الذين فتحوا افاقا جديدة في تقاليد السلوكيين و الذي اقترح ان العديد
من االستجابات الالارادية تكتسب خالل عملية االشراط الكالسيكي ،و يحدث هذا االشراط
عندما يوجد مثيران مع بعضهما البعض في نفس الوقت ،احدهما مثير غير شرطي الذي
يستجر استجابة غير شرطية و ،و يبدا المثير الثاني من خالل ارتباطه بالمثير غير
2
الشرطي باستجرار إجابة كذلك ...
و هو عالم و صاحب نظرية التعلم بالمحاولة و الخطأ. تورندايك :توفي عام 1646
جون واطسون :توفي عام ، 1658عالم امريكي حصل على الدكتوراه سنة 1613في
بورهوس فريديريك سكينر :توقي عام ، 1661و كان له الفضل المبير في تطوير
النظريةالسلوكية.
-1المنهج السلوكي :ال تهتم النظريات بما يجري داخل االنسان من إحساس ،تفكير،وقيم
Jeanne Ellis ORMOND ,human learning,6th edition ;pearson education ,copyright,2012,p 911
- 2جون اليس اوغمغود ،ص 87
84
* تقلل من أثر الوراثة على االنسان :التؤمن بالوراثة في التعلم
* التعلم المقترن بالتعزيز هو تعليم إيجابي ،أما "التعلم المقترن بالعقاب فهو تعلم سلبي
القفص و خارجه يوجد طعام ،و حتى يصل القط الى الطعام عليه بتحريم مسمار ،فبعد
محاوالت عديدة ،تمنكن القط في فتح القفص و الحصول على الطعام ،فكرر ثرونديك
التجربة م ار ار و تك ار ار ،فالحظ انه كلما كررالتجربة ،استغرق القط الوقت اقل من
قانون األثر :التعلم يقوى كلما كانت النتيجة إيجابية و مرضية .
استنتاج :لم يهتم ثرونديك في تجربيته بالبعد االجتماعي في العملية التعليمية التعلمية ،
فالتعلم في نظره هي عملية فردية ،كان مايهم المدرس فس لقسم هو المثير و االستجابة و
ال يهمه التفاعل الذي يحدث بين المتعلمين لنفسهم في القسم ،و هذا غير صحصح ،
85
الن ما يحدث من تفاعل بين المتعلمين انفسهم و بينهم و المعلم ،و بينهم و الدرس
1
االفتراضات األساسية للنظرية السلوكية :
* يفترض السلوكيون عادة ان البشر و الحيوانات األخرى تتعلم بطريقة متشابهة ،و يسمى
هذا االفتراض " اإلمكانيات المتساوية " أي يجب ان تطبق مبادئ التعلم بالتساوي على
السلوكات المختلفة.
*تدرس عمليات التعلم بموضوعية أكثر عندما يكون تركيز الدراسة على المثير و
االستجابة .يعتقد ان علماء النفس يجب ان يدرسوا التعلم من خالل التحقق العلمي
الموضوعي ،بنفس الطريقة التي يدرس فيها الكيميائيون و الفيزيائيون الظواهر في العلم
العادي و بالتركيز على شيئين " المثيرات الموجودة في البيئة و االستجابات التي تقوم بها
* تستثنى العمليات الداخلية من اختبارات البحث ( يقصد العمليات العقلية مثل األفكار و
الدوافع التي يمكن مراقبتها و قياسها و كذلك عن تفسيرات كيف يحدث التعلم .
86
ال التعلم هو نتيجة لالحداث البيئية ن فبدال من استخدام المصطلح " تعلم "يتحدث
*تميل معظم النظريات المفيدة ألن تكون نظريات مختصرة جدا ،حيث يرى السلوكيون
ضرورة تفسير تعلم كل السلوكات ،من أبسطها الى أعقدها .و من األمثلة على هذا
تمهيد:
ان استخدام هذه النظرية تساعدنا فهم كيف يتعلم الناس استجابات الارادية متنوعة و
خاصة تلك المرتبطة بالوظائف النفسية او االنفعالية ،يستطيع الناس تطوير نفور من
يعتبر نموذجا نافعا لتفسير بعض المخاوف و الرهاب أثناء نمو األشخاص ،كما انه شكل
من أشكال التعلم االشاري ،يخدم المثير الشرطي على انه إشارة لقدوم المثير غير الشرطي
النه كان موجودا أوال ،مثلما تعلم كثير من كالب بافلوف بأن صوت الجرس يشير الى أن
1
مسحوق اللحم اللذيذ في الطريق اليهم .نفس
87
يتطلب االشراط الكالسيكي تعلم االستجابات الالارادية ( االستجابات التي ال يستطيع
المتعلم التحكم بها )أي االستجابات االلية بدون ان يكون ل دى المتعلم تأثير على حدوثها.
يحدث االشراط الكالسيكي عند تقديم المثير الشرطي فقط قبل المثير غير الشرطي
يزود االشراط الكالسيكي تفسي ار واحدا ممكن عن كيف يكتسب البشر استجابات
فسيولوجية معينة ( مثل :زيادة الحساسية لأللم مقل القلق ) و االتجاهات (مثل يحب و ال
يحب) نحو مثير معين و انها تقدم استراتيجيتين اللغاء مثل تلك االستجابات و هما
االنطفاء و االشراط المضاد ( بمعنى استبدال عالقات المثير و االستجابة غير المثمرة
يجدر الذكر هنا أن عملية التعلم التي تقوم في أساسها علي حدوث المثير واالستجابة ،أو ما
يدعي بالمذهب االرتباطي Connectionismالذي اشتهر بين الناس علي أنه ارتباط
شرطي تقليدي (أي عملية ربط بين مثير باستجابة ،والتي لم يكن بينها وبين المثير عالقة
من قبل وذلك عن طريق عملية التداعي) من النوع الذي قام بعرضه لصوت معين عندما
استطاع عالم النفس بافلوف أن يعلم الكلب أن يسيل لعابه يستجيب لصوت معين الذي له
عالقة أو ارتبط بالطعام الذي كان يقدم له .وبعد أن كان لعاب الكلب يسيل من أجل
الحصول علي الطعام أصبح يسيل لمجرد سماع الصوت الذي كان يسمع من الطعام.
88
مضمون التجربة :الحظ بافلوف في بداية تجربته أنه كلما يعطي الكلب الطعام يسيل
لما يضرب الجرس و يعطيه الطعام يسيل اللعاب ،فالكلب هنا تعود ضرب ا مع تقديم
الطعام في األول هو مثير طبيعي – و سيالن اللعاب كان استجابة طبيعية .
-مع التجربة الجرس أصبح مثي ار شرطيا -و سليان اللعاب أصبح استجابة شرطية
*التحيز المقترن :خصائص المثير المحايد الذي نرغب تحويله لمثير شرط يعتمد ي
بشدة على خصائصه الفيزيائية ن فكلما كان المثير ساطعا يكون احتمال تحوله من مثير
89
*أهمية التتابع :اقترح بافلوف ان االشتراط الكالسيكي يحدث عند حضور مثير غير
شرطي و مثير شرطي محتمل وجوده في نفس الوقت تقريبا بمعدى يجب توفر تواصل بين
المثيرين .
*مبدأ االنطفاء :كلما تغيب المكافاة تغيب االستجابة ،حيث اكتشف بافلوف بان
العروض المتكررة للمثير الشرطي بدون المثير غير الشرطي يقود الى استجابات شرطية
ضعيفة و ضعيفة على التوالي ،مما توصل انه لم تعد الكالب يسيل لعابها بسماع صوت
الجرس ،بعبارة أخرى ،اختفت االستجابة الشرطية ،لهذا سميت هذه الظاهرة باالنطفاء
عند بافلوف.
*مبدأ االسترجاع التلقائي :االسترجاع التلقائي هو تكرار لالستجابة الشرطية عندما تكون
فترة االنطفاء متبوعة بالفترة المتبقية ،مع ان بافلوف و بسرعة أطفأ االستجابات الشرطية
بسيالن لعاب كالبه من خالل تقديم الجرس م ار ار بغياب مسحوق اللحم ،اكتشف عند
دخول مختبره في اليوم التالي ب ان الجرس استجر اللعاب مرة ثانية ،كان االنطفاء لم
يحدث،فظهور استجابة اللعاب مرة ثانية بعد ان أطفئت سابقا هو شيئ سماه بافلوف
باالسترجاع التلقائي.
*مبدأ التعميم :استعمال مثيرات مشابهة يعطي نفس االستجابة ،بحيث ان المتعلمين ممكن
ان يستجيبوا للمثيرات األخرى بنف س الطريقة التي استجابوا للمثير الشرطي ،يحدث التعميم
،و كلما كان المثير مشابها للمثير الشرطي كانت احتمالية التعميم اكبر .
91
مبدأ تمييز المثير :حيث يستجيب الكلب للمثير الذي لحقه تدعيم ،و يكف عن
االستجابة للمثير الذي لم يلحقه أي تعزيز أو تدعيم ،الحظ بافلوف أن عند وجود الصوت
العالي تزامن مع مسحوق اللحم ،وان الصوت المنخفض للجرس تزامن بدون تقديم اللحم
حتى يعلم الكلب الفرق بين الصوتين ،و في مصطلح بافلوف التمييز بين الصوتين اللذين
حدثا ،استخدم علماء النفس اليوم مصطلح تمييز المثير لهذه الظاهرة .
جاءت النظرية كرد فعل للنظرية السلوكية ،فهي تخافها في كثير من األمور ،فالسلوكية
تنطلق من الجزء الى الكل ،اما النظرية االدراكية فتنطلق من الكل الى الجزء.
السلوكية تؤمن بكل ما هو قابل للقياس و قبل للمالحظة ،اما االدراكية فانها تؤمن
باالدراك أي كل ما هو غير ملموس ،غير قابل للقياس و ال للمالحظة ،بل يبقى عملية
91
1
*تعريف نظرية المعرفة االدراكية
وتسمى أيضا بنظرية الجشطلتية كلمة ألمانية و تعني الكل أو البنية أو الصيغة أوالشكل
الكلي ،و ترى أن التعلم يحدث من خالل اال نطالق من الكل الى الجزء.
تتلخص أهمية النظرية و خاصة عند عملية تنظيم كافة العناصر المساهمة في تشكيل
المكتسبات المعرفية و االدراكية للمعاني الكلية التي تضمنها الرسائل التعليمية ،ذات
رموزواضحة تساعد المتلقي على فهم داللتها او معانيها تفسرها بشكل ال يؤثر على
1ما هي النظريات املعرفية ؟ روادها ؟ و أهم اتجاهاتها ؟ -تعليم جديد2 https://www.new-educ.com . -10.02.202:
92
* المفاهيم األساسية للنظرية
الجشطلت :الكل المترابط األجزاء باتساق و انتظام ( الكل اكبر من مجموع اجزائه).
االستبصار :و هو لحظة االدراك المتدبر و التحليلي الذي يصل بالمتعلم الى فهم مختلف
التنظيم :و هو عملية الكشف عن الصيغ التنظيمية التي تحكم بنية الجشطلت.
إعادة التنظيم :يبنى التعلم على إعادة الهيكلة و التنظيم نحو تجاوزاشكال الغموض و
االدراك :قراءة للواقع الخارجي بواسطة الحواس و العقل و الدماغ حيث اإلحساس ثم
اال دراك ثم التأويل و المعالجة الذهنية العقلية ،و هو ليس تسجيل للمعلومات الواردة من
قانون التشابه
قانون االنغالق
قانون االتصال
93
1
*مرتكزات النظرية االدراكية
-2االستبصار حافز قوي للتعلم :و التعزيز الخارجي عامل سلبي ،المتعلم كل ما زاد فهمه
للدرس كلما زاد فضوله للتعلم أ ،فالفهم أو االستبصارهو بحد ذاته حافز للتعلم .
-3البناء المنطقي :أن تكون الدروس مبنية بطري قة منطقية ،أي أنه مثال الدرس الثاني
يكمل الدرس األول و ان الدرس الثالث مثال يكمل الدرس الثاني و األول و هكذا ،فبالناء
-4رفض الحفظ و التطبيق االلي للمعارف :ال تشتغل هذه النظرية بالمثير و االستجابة ،
بل انها تعطي االهتمام اكثر للعمليا ت العقلية و انها تعطي األولوية للفهم.
https://www.youtube.com/watch?v=yPg9rk2-pOo 1
94
3-5-IIIتعريف النظرية البنائية
النظرية البنائية هي نظرية تقوم على مبدإ أن التعلم فعل نشيط ،وأن بناء المعارف يتم
استنادا إلى المعارف السابقة( خبرات و تمثالت فالمتعلم محور العملية التعليمية
التعلمية،يبني المعرفة اعتمادا فالمتعلم محور العملية التعليمية التعلمية ،يبني المعرفة
اعتمادا على ذاته فقط ؛يالحظ ،ينتقي ،يصوغ فرضيات ،يحلل ،يتخذ ق اررات ،ينظم
ويستنتج ويدمج تعلماته الجديدة في بنيته المعرفية) .أو الذهنية الداخلية .كما أن سيرورة
تعلمه تمر بصراع بين المكتسبات السابقة والتعلمات الالحقة (التناوب بين التوازن و
الالتوازن).
-جان بياجيه :عالم نفس و فيلسوف سويسري و قد طور نظرية التطور المعرفي عند
-جون ديوي :هو مربي و فيلسوف و عالم نفس امريكي و زعيم من زعماء الفلسفة
95
1
* مفاهيم النظرية البنائية
*التعلم :عملية بناء إبداعية مستمرة يعيد خاللها المتعلم تنظيم ما يمر به من خبرات بحيث
يسعى لفهم أوسع وأشمل من | ذلك الفهم الذي توحي به الخبرات السابقة و التدريس :عملية
تنظيم المواقف التعلم في غرفة الصف وغيرها بما يمكن المتعلم من بناء معرفته بنفسه و
التمثالت :يقصد بها المعتقدات والتصورات التي تكون استراتيجية المتعلم ،وتحيل على
خصائص شخصيته.
*السيرورات اإلجرائية :هي الطريقة التي ينهجها المتعلم في التفكير و االستيعاب :آلية
سيكولوجية تسمح للفرد بإدماج معلومات المحيط الخارجي عن طريق الفهم والتنظيم والتخزين
و التالؤم :تغيير في استجابات الذات بعد استيعابها لمعطيات الموقف أو الموضوع باتجاه
تحقيق التوازن و التوازن :وضعية التناغم واالنسجام التفاعلي مع المحيط و التكيف :غاية
عدلية الموازنة بين الجهاز العصبي العضوي ومختلف حاالت االضطراب الموجودة في
الواقع.
1
https://www.youtube.com/watch?v=dp-8Y3H0LKs
96
1
*المبادئ األساسية النظرية البنائية
*المتعلم :هو من يبني معارفه من خالل نشاطه ومشاركته الفعالة في عمليتي التعليم
والتعلم -المعرفة القبلية والخبرات السابقة شرط أساسي لبناء التعلم الجديدة - .يبني المتعلم
معني ما يتعلمه بنفسه بناء ذاتيا حيث يتشكل المعنى داخل بنيته المعرفية بناء على رؤيته
الخاصة ،ألن األفكار ليست ذات معان ثابتة لدى المتعلمين المختلفين.
*المعرفة :منتج مبتكر موجود في دماغ المتعلم ومرتبط به وهي أساس نظرته إلى العالم
من حوله وبناء عليها يقوم بفهم وتفسير الظواهر من حوله ،المعرفة عملية وليست نتيجة
* التعلمات فيها مرتبطة بالحياة الواقعية للمتعلم .تساعد المدرس على التقليل من مشاكل
* تقديم التعلمات بطرق مختلفة ومتنوعة ،بناء على اختالف معارف المتعلمين السابق
2021/07
97
*أدوار المدرس في النظرية البنائية
* تشجيع أسلوب النقاش والحوار بين المتعلمين باستخدام أدوات متنوعة في التقويم
1
*تعريف النظرية المعرفية :
هي نظرية ينظر للتعلم من زاوية السياقات المعرفية الداخلية للمتعلم ،و تعطي أهمية
خاصة لمصادر المعرفة و استراتيجيات التعلم ( معالجة المعلومات و الفهم و التخزين في
الذاكرة و االكتساب و توظيف المعارف ) فوعي المتعلم بما اكتسبه من معرفة ،و بطريقة
1
:النظرية المعرفية 3نظريات التعلّم /032http://www.univ-oeb.dz › fll › uploads › 202
98
االنتباه-الفهم-التذكر-استقبال التعلمات –معالجة التعلمات –استرجاع التعلمات .
تعتبر النظرية المعرفية من أحدث النظريات السيكولوجية ،النها حاولت ان تستفيد من
-الموقف الكلي :الكل هو مدرك سابق منطقيا و معرفيا عن األجزاء التي تكونه
-المعنى :هو خبرة شعورية عقلية او معرفية كتمايزة بدقة و محددة بوضوح.
مشكلة ما.
معالجة المعلومات و المعارف:بناء تراكيب و أبنية معرفية تقوم على دمج الخبرات الجديدة
في المعلومات و المعارف و الخبرات السابقة ثم إعادة تشكيلها و تركيبها لتكون معارف
جديدة.
المتعلم :عنصر نشيط يستخدم استيرتيجية متنوعة لمعالجة المعلومات الجديدة و ترتيبها
ضمن تراكيب و أبنية معرفية توضح فهمه و استيع ابه للمعرفة الجديدة.
99
1
* عملية التعلم حسب االنظرية المعرفية :
* يرفع من سقف االكتساب التعليمي المتوقع منه* يسمح للفرد بتحقيق تنمية الخبرة في
* تعلم العالقة بين األفكار ،الخبرات و القدرات العقلية للسلوك ،مثل أساليب التفكير في
1 -سليمان ،ممدوح دمحم وآخرون ،نحو أداة موضوعية إلدارة الصف بالتعليم إلاعدادي بدولة البحرين ـ رسالة الخليج
العربي العدد ،2010، 08ص110
111
* يسمح للمتعلم بتقييم ذاته ،و فهم نقاط القوة و الضعف التي تساعده على تعزيز الذات
* يعتمد على تحديد أنماط الصور ،و تثبيت أشكال جديدة من المهارات و الخبرات الفادة
التقويم –التركيب-التحليل-التطبيق-الفهم-المعرفة
تمهيد:
المثلـ ــث البيـ ــداغوجي جـ ــاء نتيجـ ــة بحـ ــوث أكاديميـ ــة و تجـ ــارب ميدانيـ ــة قـ ــام بهـ ــا ب ـ ـاحثون
متخصصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم التربيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و البيداغوجيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و الديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداكتيك مثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل :
FAERBER-SEA KIM
بنـ ــاءا علـ ــى اتفـ ــاقهم ،كـ ــل مـ ــن مرجعيتـ ــه الخاصـ ــة ،علـ ــى معـ ــايير و أسـ ــس نظريـ ــة ،ممـ ــا
جعـ ـ ـ ــل هـ ـ ـ ــذا المثل ـ ـ ـ ــث يعتبـ ـ ـ ــر أنموذجـ ـ ـ ــا "براديغم ـ ـ ـ ــا"يقـ ـ ـ ــوم علـ ـ ـ ــى أساس ـ ـ ـ ــه بنـ ـ ـ ــاء النظري ـ ـ ـ ــة
الديدكتيكي ـ ــة العام ـ ــة ،حي ـ ــث س ـ ــيتتطور ه ـ ــذا المثل ـ ــث فيم ـ ــا بع ـ ــد ال ـ ــى مرب ـ ــع بي ـ ــداغوجي ،
111
و هذا المفهوم للمثلث البيداغوجي ينفي ما كان يعتقده الكثير من الفاعلين التربويين بان
المثلث الديدكتيكي او البيداغوجي مجرد شكل هندسي مستعار من علوم الهندسة ،أو الفن
التشكيلي ن و انه يختزل فقط مكونات الفعل البيداغوجي و العالقات القائمة بينها ،و
مهامها المختلفة.
1
*تعريف المثلت البيداغوجي:
هو نموذج تصوري يجسد بواسطة مثلث عمليات التعليم و التعلم و التكوين ،و العالقات
البيداغوجية ،و السيكولوجية ،و الديدا كتيكية القائمة بين المدرس و المتعلم و المادة
التدريسية ،باعتبارهم مكونات أساسية في الفعل البيداغوجي ،و لهم أدوار و تفاعالت
لقد استخدم مصطلح المثلث البيداغوجي و ليس المثلث الديدكتيكي النه هوساي كان
يستهدف فهم الوضعية البيداغوجية ،التي تصورها كشكل هندسي ثالثي المكونات ،تربط
1
Jean Foucambert, (1976), Apprentissage et Enseignement, in :
https://www.persee.fr/doc/colan_0336- 15/07/2021. P16.
112
بينهاعالقات ( ديدكتيكية ،سيكولوجية ،و بيداغوجية ) موزعة الى ثالث أقطاب ( قطب
1
*مكونات الثالثي البيداغوجي:
هناك المعرفة التي هي على رأس المثلث-المعلم – المتعلم ،الضافة الى عنصر اخر و هو
المحيط المؤسسي الذي يتم فيه عمليات التعليم و التعلم ،حسب وضعيات مختلفة:
-الوضعية األولى :تتطرق الى العالقة التي تربط بين المعرفة و المدرس ،و التي تترجم
" في محور " أعلم" ذو عالقة ديدكتيكية داخل القط ب االبستمولوجي ،و نتحدث هنا عن
الجانب المعرفي ،القائم أساسا على نقل المعارف ،و االلقاء ،و التلقين و توجيه األسئلة و
انتظار الجواب ،هذه الوظائف او المهام يقومبها المعلم خالل هذه السيرورة ،حيث ان
المدرس حين يقوم بنقل المعرفة عبر موارد ووسائل يجب ان تتناسب مع مستويات و
ادراك المتعلم ،و تصبح في متناوله ،يستطيع تلبية حاجاته منها ،و تكون تعلمات
2
جديدة على أساس متين و صحيح .
الوضعية الثانية :و هي عندما نربط العالقة بين المتعلم و المعلرفة ،و التي تترجم في
المحور الثاني الذي يفرز لدينا عمليات " أتعلم؟" ،فطبيعة العالقة هنا سيكولوجية تكون
في القطب السيكولوجي الذي يتميز ببروز تمثالت المتعلمين ال ن المتعلم عندما يواجه
113
لمعرفة يجهل عنها كل شيئ حسب نظرية البنائية لبيجيه ،يحاول بالتالي ان يكتسبها بناءا
على مكتسباته السابقة فيحيله هذا الى الى فهم او تمثل او تصور معين بهذه المعرفة التي
يعتبرها جديدة فأثناء تعامله مع هذه المعرفة تحضره هنا تمثالث معينة
حول المعرفة او حول المعطيات التي امتلكها في بيئته السوسيو ثقافية ،و عند اقتحامه
لهذه المعرفة يحاول فهمها بناء على هذه التمثالت ،حسب نظرية بياجيه المعرفية .
فهنا نجد المتعلم فبي حالة الالتوازن ،فهو يختاج الى تعديل تمثالثه او إعادة التوازن عن
طريق استيعاب هذه المعرفة الجديدة بالنسبة اليه و مالءمتها مع مكتسباته السابقة.
-الوضعية الثالثة :أما القطب الثالث و هو القطب البيداغوجي يقيم العالقة بين بين
المدرس و المت علم بناءا على عمليات التكوين التي تترجم بفعل " أكون" (الشدة على الواو )
و العالقة هنا هي عالقة بيداغوجية ينبغي التواصل و التفاعل من اجل تنشئة اجتماعية
وبناء شخصية المتعلم ،و ال يتحقق ذلك اال على أساس التعاقد بين المعلم و المتعلم .
فتحقيق الجانب الديداكتيكي مرهون بتحقيق الجانب البيداغوجي ،الن هذا األخي أشمل
الحتوائه على الجوانب التواصلية و التفاعلية في اطار عالقات بين المعلم و المتعلم
114
هذا النموذج التقليدي الذي كان سائداحسب ( جون أوسي) يعكس مجموعة عمليات التي
المحور الذي يترجم األفعال يتحدد بناءا على العالقة التي تربط بين مكوينين
المتعلم –بين المدرس و المتعلم) ،و منه تتحدد العالقة بينهما (اما ديداكتيكية-
1
السيكولوجي .كما توصلنا الى نتيجة مفادها ان " هوساي " ال يميز بين
1
-Bruner J.,(1970), Pour une théorie d`instruction, Rédaction Didactique et
115
خاتمة
بعد رصد كل المحاور التي تتماشى و المادة المدروسة لطلبة الدكتوراه في كلية علوم االعالم
و االتصال ،في جميع التخصصات ،في مقياس االتصال البيداغوجي و أطره النظرية ،و
بعد ترتيبها ترتيبا منطقيا حسب ما يتماشى و متطلبات السيرورة التعليمية –التعلمية ،على
الطلبة االستفادة من المطبوعة التي أنجزتها و أهدي ثمرة جهدي بكل حب لطلبتنا األفاضل
المقبلين على التكوين الفعال لممارسة مهنة التدريس التي أراها مهنة نبيلة تحمل رسالة
116
المراجع
-أميل فهمي ،االتصال التربوي عند معلمي ومـديري المـدارس الثانويـة ،مكتبة االنجلو
المصرية،مصر76،
-ابن منظور ،لسان العرب ،دار صادر ،بيروت ،لبنان ،المجلد ، 1ط1661 ، 1
-اسماعيل دمحم دياب و آخرون ،،منصة التعليم ،كلية التربية بدمنهور ،جامعة االسكندرية { د ،ت }
-الخطيب علم الدين عبد الرحمان ،األهداف التربوية تصنيفها و تحديدها السلوكي ،مكتبة الفالح ،
-السيد ماجدة لطفي ,تقنيات اإلعالم التربوي والتعليمي ،دار أسامة للنشر و التوزيع ،عمان-
األردن2111،
-أوحيدة علي ،التدريس الفعال بواسطة الكفاءات ،مطبعة الشهاب ،باتنة ،الجزائر ،دون سنة.
-اوغمغود جون اليس ،التعلم االنساني ،ترجمة:فاضل محمود خشاوي و مفيد نجيب حواشين،ط،1دار
-بروال مختار ،التواصل البيداغوجي ومتغيراته :مقاربة تحليليةفي ضوء نظريات االعالم واللسانيات،
-بسندي خالد ،مصطلح الكتابة و تداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية ،المجلة األردنية في اللغة
117
-بلحسن مخلوف ،العالقة التربوية بين األستاذ و التلميذ داخل الصف الدراسي ،جامعة الجزائر2117،
-بن يحى زكريا ادمحم ء و عباد مسعود ،التدريس عن طريق المقاربة باألهداف و المقاربة بالكفاءات
المشاريع و حل المشكالت ،المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية و تحسين مستواهم ،الجزائر ،
2116
-تيغزى ادمحم و آخرون ،قراءات في األهداف التربوية ،جمعية االصالح االجتماعي و التربوي ،مطابع
-جبارة حمد هللا ،التواصل البيداغوجي الصفي :ديناميته ،أسسه ومعوقاته ،منشورات مجلة علوم التربية،
-حاجي فريد ،التدريس و التقويم بالكفاءات ،المركز الوطني للوثائق التربوية ،سلسلة موعدك التربوي
-حاجي فريد ،المقاربة بالكفاءات كبيداغوجيا ادماجية ،المركز الوطني للوثائق التبوية ،حسن داي ،
-حراث فطيمة ،معوقات االتصال التربوي في المؤسسات التعليمية ،مجلة العلوم االنسانية ،ديسمبر
2121
حرقاس -وسيلة ،نظريات االتصال قي الوسط المدرسي ،مجلة أبحاث نفسية و تربوية،جامعةقالمة
2111،
118
-حرقاس وسيلة ،تقييم مدى تحقيق المقاربة بالكفاءات ألهداف المناهج الجديدة في إطار اإلصالحات
التربوية حسب معلمي ومفتشي المرحلة االبتدائية ،رسالة دكتواره غير منشورة ،جامعة منتوري،
قسنطينة،2118 ،.
-حرقاس ،وسيلة رزقية بن شيخ ،نظريات االتصال في الوسط التعليمي .مجلة أبحاث نفسية وتربوية،
-حمداوي جميل ،التواصل اللفظي وغير اللفظي في المجال البيداغوجي ،مطبعة النجاح الجديدة،
المغرب2118،
-خميس ،دمحم ،منتجات تكنولوجيا التعليم ،جامعة عين شمس ،مصر2113 ،
-خيري خليل جميلي ،االتصال ووسائله في المجتمع الحديث ،المكتب العالمي للكمبيوتر والنشر و
التوزيع ،القاهرة-مصر،1667،
-روبول ،لغة التربية :تحليل الخطاب البيداغوجي ،إفريقيا الشرق ،الدار البيضاء ،المغرب2112،
-زروق لخضر ،تقنيات التربوية مقاربة بالكفاءات للمعلمين و األساتذة و المدارس ،المكتبة الوطنية
-زموش،قرين رشيدة ،درجة توافر النمو االجتماعي لتلميذ السنة الخامسة ابتدائي في منهاج التربية
تربوية –أطروحة دكتوراه في نظرية و منهجية التربية البدنية و الرياضية ،معهد التربية البدنية و
-سعادة جودت أحمد ،صياغة األهداف التربوية و التعليمية ،دار الشؤوق للنشر و التوزيع ،عمان ،
119
-سعدون محمود لساموك ،هدى علي الجواد الشمري ،مناهج اللغة العربية و طرق تدريسها دار وائل
-سليمان دمحم ،النص و الخطاب و االتصال ،االكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي ،القاهرة
-سليمان ،ممدوح دمحم وآخرون ،نحو أداة موضوعية إلدارة الصف بالتعليم اإلعدادي بدولة البحرين ـ
-شحاتةحسن ،زينب النجار ،معجم المصطلحات التربوية والنفسية ،الدار المصرية اللبنانيةنمصر2113،
طاهر عمر عبد الرزاق ،مستوى معلم المرحلة األولى ،بحث بتمويل البنك الدولي ،جامعة عين الشمس
-عبد الجواد إياد خليل ،أنيسة عطية قنديل ،مهاارت االتصال والتواصل التربوي لدى مشرفي التربية
لألبحاث والد ارسات العملية في كلية التربية بجامعة األقصى،مجلة جامعة القدس المفتوحة
-عبد العزيز صالح ،التربية و طرق التدريس ،دار المعارف ،ط ، 1مصر 1663 ،
-عبد الكريم غريب و آخرون ،معجم علوم التربية ،سلسلة علوم التربية ،ط ، 1الرباط 2115 ،
-عبد هللا عبد الدايم ،تاريخ التربية ،المطبعة الجديدة ،دمشق ،ط1665 ، 1
-عرفات ,سليمان ،اإلدارة المدرسية فـي ضـوء الفكـر اإلداري اإلسـالمي ،مكتبة األنجلو المصرية،
القاهرة-مصر،1688 ،
-قاسمي ابرهيم ،دليل المعلم بالكفاءات للسنة االولى من التعليم المتوسط ،دار هومة للطياعة و
111
-لكحل وهيبة ،االتصال البيداغوجي استاذ-طالب .قسم علم النفس ,كليـة اآلداب و العلـوم االجتماعيـ ة و
-مادي لحسن ،االهداف و التقييم في التربية ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط 1686 ،
-مجدي نرجس وآخرون ،تكنولوجيا التربية ،الشبكة العربية للتسويق والتوريدات ،القاهرة،
-هني خير الدين ،مقاربة التدريس بالكفاءات ،مطبعة عين البنيان ،الجزائر ،ط2115 ، 1
-و ازرة التربية الوطنية ،المركز الوطني للوثائق التربوية ،الكتاب السنوي ، 2113 ،حسن داي ،
الجزائر
-و ازرة التربية الوطنية ،مديرية التعليم األساسي ،اللجنة الوطنية لمنهاج السنة الخامسة من التعليم
111
املصادرالالكترونية
https://www.new-educ.com10.02.2022- .
https://www.persee.fr/doc/colan, 15/07/202
https://www.persee.fr/doc/colan_0336-
https://www.starshams.com › 2021/07
https://www.starshams.com › 2021/07
www.annaba.org..
www.education.house.net/ showthereqd.php
www.shatharat.net/showthread=145
https://www.youtube.com/watch?v=dp-8Y3H0LKs
112
فهرس المحتويات
الصفحة المحتويات
2-1 برنامج المادة
3 مقدمة
7 مدخل الى االتصال البيداغوجي
7 ماهية االتصال البيداغوجي
11 تحديد المفاهيم
13 أهمية عملية االتصال البيداغوجي
14 خصائص عملية االتصال البيداغوجي
16 مكونات عملية االتصال البيداغوجي.
21 وظائف عملية االتصال البيداغوجي
22 أهداف عملية االتصال البيداغوجي
24 أنواع ووسائل عملية االتصال البيداغوجي
32 مجاالت عملية االتصال البيداغوجي
35 مهارات عملية االتصال البيداغوجي
38 مقومات نجاح عملية االتصال البيداغوجي
41 عوائق االتصال البيداغوجي
45 مقاربات االتصال البيداغوجي ودورها في السيرورة التعليمية
46 محور مفاهيمي للمقاربات التعليمية
46 مدخل عام الى المقاربة بالكفاءات
46 المقاربة بالكفاءات
55 مكانة المقاربة بالكفاءات في المنظومة التربوية التعليمية في الجزائر
65 المقاربة باألهداف
74 نظريات التعلم اإلنساني
75 التعاريف األساسية للتعلم
76 نظريات التعلم
113
76 النظرية السلوكية
87 االشراط الكالسيكي في التعلم اإلنساني
61 النظرية االدراكية
65 النظرية البنائية
68 النظرية المعرفية
111 المثلث الثالثي حسب الباحث هاوسي J.HOUSSAY
116 خاتمة
117 قائمة المراجع
113 فهرس المحتويات
114