Professional Documents
Culture Documents
كتابي
كتابي
حرية بوداد
دراسة ميدانية
اهداء
إلى أبي الغالي رحمه هللا ،إلى حبيبتي أمي ،إلى جدتي الحنون رحمها هللا،
حرية
2
كلمة شكر
3
الفهرس:
مقدمة .....................................................................................................................
6
القسم النظري
اإلشكاليـــة8 ...................................................................................................... : .1
دوافع اختيار البحث 11 ............................................................................................. .2
دوافع ذاتية ............................................................................................... : 2.1
11
دوافع موضوعية 12 .........................................................................................: 2.2
أهداف البحث 12 .................................................................................................... 3
أهمية البحث 13 ..................................................................................................... 4
الفصل األول :مقاربات مفاهيمية حول المدرسة واضطراب عسر القراءة14 .......................... .
مقاربات سوسيولوجية حول المدرسة14 .................................................................: 1
اإلطار المفاهيمي الضطراب عسر القراءة 23 ............................................................. 2
علم النفس المدرسي 23 ...............................................................................: 2.1
اضطرابات التعلم 25 ....................................................................................... : 2.2
عسر القراءة ............................................................................................... 2.3
29
الذكاءات المتعددة 31 ........................................................................................ 2.4
البيداغوجيا الفارقية 33 ..................................................................................... 2.5
التربية الدامجة رهان جديد للمدرسة العمومية المغربية 35 .......................................... 3
تعريف التربية الدامجة 35 .................................................................................. 3.1
السياق العام العتماد التربية الدامجة في المغرب 37 ........................................... 3.2
االنتقال من اإلدماج المدرسي إلى التربية الدامجة :القوانين المرجعية في المغرب 3.3
38
القسم التطبيقي
الفصل الثاني :منهجية البحث وأدواته 43 .........................................................................
الفرضيات 43 ........................................................................................................ : 1
مونوغرافيا المجال 44 ............................................................................................ : 2
منهج البحث 47 ...................................................................................................... 3
4
األدوات والتقنيات المستعملة 48 .............................................................................. 4
عينة البحث 50 ....................................................................................................... 5
الفصل الثالث :عرض نتائج البحث وتفسيرها 52 ................................................................
األجرأة الفعلية للمشروع الرابع المندمج 52 .............................................................. . 1
أثر برامج قاعة الموارد على تعلم أطفال عسر القراءة 58 ............................................ 2
مدى وعي األساتذة بإمكانية تأهيل ذوي صعوبات التعلم بشكل عام وبأطفال عسر القراءة 3
بشكل خاص 66 ............................................................................................................
المجتمع المدني ووزارة الصحة شريك فعال في المكونات التربوية للمشروع الرابع المندمج: 4
71
استنتاج عام77 .............................................................................................................
خاتمة82 .................................................................................................................... :
الئحة المراجع83 ......................................................................................................... :
.1باللغة العربية 83 .....................................................................................................
. 2باللغة الفرنسية 86 ................................................................................................
المالحق
Erreur ! Signet non défini.
5
مقدمة
باعتبار النظام التعليمي مدخال للتنمية البشرية ،فقد سعى المشرع المغربي عبر المقتضيات
الدستورية إلى إرساء برامج إصالحية تعاقبت على المنظومة التربوية ،والتي كان أهمها الميثاق
الوطني للتربية والتكوين ( ،)2009/1999وآخرها ِ
الرؤية االستراتيجية ( )2030/2015التي ترجمت
مشارعها إلى قانون إطار 51-17وهو يجسد تعاقدا وطنيا يلزم الجميع ،ويلتزم الجميع بتفعيل
مقتضياته ،مستندا على ركيزتي المساواة وتكافؤ الفرص من جهة ،والجودة للجميع من جهة أخرى،
بغية تحقيق الهدف األسمى المتمثل في االرتقاء بالفرد وتقدم المجتمع ،وتفعيال للرافعة الرابعة من
رافعات القانون اإلطار :ضمان الحق في ولوج التربية و التعليم و التكوين لفائدة األطفال في وضعية
إعاقة أو وضعيات خاصة (اضطرابات التعلم نموذجا) .تبنت و ازرة التربية الوطنية مشروع التربية
الدامجة في المدارس المغربية ،لمواصلة الجهود الهادفة إلى التصدي للهدر واالنقطاع المدرسيين
خاصة بعد نتائج التقييمات الوطنية التي أبرزت أن عددا من التالميذ يعانون من صعوبات في التعلم،
رغم قضائهم لسنوات عدة بالمدرسة .فأدرجت عنصر اضطرابات التعلم ضمن أولويات التربية
الدامجة ،التي صدر في شأنها القرار الوزاري 047-19بيونيو ،2019لتفعيلها وتعميمها في
المدارس العمومية.
في ظل هذا االختيار الوطني ،فقد ارتأينا دراسة مدى حضور ذوي اضطرابات التعلم في برنامج
مشروع التربية الدامجة بالمديرية اإلقليمية بمكناس ،نظ ار لما لإلشكال من تأثير سلبي على التحصيل
الدراسي.
ولقد قسمنا دراستنا إلى شقين ،يخص األول منه الجانب النظري ،الذي استهل بإشكالية
البحث ،ليشمل مقاربات سوسيولوجية حول المدرسة ،والتي تتقاطع مع تيمة دراستنا ،إضافة إلى
اإلطار المفاهيمي الضطراب عسر القراءة ،فذيل هذا القسم بالسياق العام العتماد التربية الدامجة
بالمغرب .ثم الشق الثاني الذي خصصناه للقسم التطبيقي ،يشمل الفصلين :الثاني (منهجية البحث
و أدواته) والثالث الذي سلطنا فيه الضوء على تجليات عنصر اضطرابات التعلم عامة واضطراب
عسر القراءة خاصة في المدارس الدامجة بمديرية مكناس ،وذلك للتحقق من الفرضيات التي طرحنا
مسبقا ،وحاولنا بقدر المستطاع مالمسة دور الفاعلين في المشروع من جمعيات المجتمع المدني،
والطاقم الطبي والشبه الطبي.
6
القسم النظري
7
.1اإلشكاليـــة:
ظلت المدرسة حلم األفراد الدائم لتملك المعرفة وفهم الذات واآلخر ،ومكان لتحويل المنطوق
إلى رموز ومكتوب ،عن طريق لغة مقننة بقواعد تخصص لكل كلمة موقعها ،ليستطيع الفرد بعدها
قراءة تلك الرموز الدالة على خطاب معين ،وفي سياق معين ،لكن من األفراد من يصطدم بواقع بعيد
عن التمثل والمبتغى في ولوج أسوار المدرسة كهدف أول ،وهو تحقيق األمر اإللهي "اقرأ" فإذا به ال
يستطيع أن يقرأ ،هي معضلة تشهدها المدرسة المغربية ،وتقرها األبحاث والدراسات والتقييمات الوطنية
والدولية ،والتي تعد من األسباب الرئيسية في عدم تحقق التحصيل الدراسي والمؤدي إلى الفشل
الدراسي.
باعتبار عسر القراءة اضطرابا مرتبطا بتعلم اللغة المكتوبة ،وأيضا باعتبار القراءة مركز
التعلمات األساسية ،فهي تحتل مرتبة الصدارة وكفاءة قاعدية تتأسس عليها باقي التعلمات التي من
دونها ال يمكن للفرد أن يستمر في التعلم" ،فقد أظهرت األبحاث منذ سنوات أن تعلم اللغة يلعب دو ار
أساسيا ليس في التحكم اللغوي فحسب ،ولكن أيضا في اكتساب باقي المواد الدراسية (البرنامج الوطني
لتقييم المكتسبات لتالمذة السنة السادسة ابتدائي والسنة الثالثة ثانوي إعدادي.)PNEA 2019 ،
وقد أفاد تقرير المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي لسنة 2019حول البرنامج
الوطني لتقييم المكتسبات ،أن بعض التالميذ يصلون إلى السنة السادسة من التعليم دون أن يكونوا
قد استوفوا مكتسبات السنوات السابقة ،وتصدق نفس المالحظة على تالمذة السنة الثالثة ثانوي
إعدادي" .وهو األمر الذي ينجم عنه هدر مدرسي تؤثر كلفته المالية واالجتماعية سلبيا على المنظومة
التربوية وعلى المجتمع في كليته "(تقرير المجلس األعلى للتربية والتكوين .)2019 ،فنقص
المكتسبات لدى التالميذ وصعوبات التعليم ،من بين األسباب التي دفعت 128ألفا و 195من تالميذ
8
السلك االبتدائي ،و 212الفا و 132من تالميذ السلك الثانوي اإلعدادي إلى هجر الدراسة والتخلي
عنها.
وتعد هذه التقييمات التي يقوم بها المجلس األعلى آلية لتتبع أجرأة تنفيذ اإلصالح وتقييم
التقدم الحاصل في تعلمات التالميذ طوال سيرورة البرامج اإلصالحية ،والتي من بينها القانون اإلطار
17.51الذي يفعل توصيات الرؤية االستراتيجية لإلصالح 2015ـ ،2030والذي خصص المشروع
رقم 4من حافظة المشاريع ،لتمكين األطفال في وضعية إعاقة ووضعيات خاصة (صعوبات التعلم،
وضعيات هشة ،األجانب )...من التمدرس واعتماد مبدأ أو تكييف التعلم بدل تكييف المتعلم وتيسير
اندماج الفئات ذات الصعوبات وتأهيلهم وتمكينهم من االكتساب ،بتوفير الشروط الداعمة داخل البيئة
المدرسية التي ينتمي إليها هؤالء األطفال من أجل تحقيق النجاح الدراسي.
وفي هذا اإلطار صدر القرار الوزاري رقم 047.19في شأن التربية الدامجة بتاريخ 24
يونيو ،2019من أجل تعميم وتفعيل هذا المشروع في المؤسسات التعليمية لتحقيق اإلنصاف
والمدرسة المواطنة الدامجة ،فكان شعار الموسع الدراسي 2019ـ 2020بعد اإلعالن عن المشروع
وبعدما كانت البرامج السابقة قد تبنت تربية متخصصة وتربية إدماجية ،فقد استجد في
المشروع الرابع أو ما سمي بالتربية الدامجة ،شموليته لجميع التالميذ ذوي احتياجات خاصة بما فيهم
ذوي اضطرابات التعلم ،الذي يعد اضطراب القراءة أحد عناصرها ،فشكل فرصة إليالء االهتمام لهذه
الفئة والذي يقر ضمن طياته أنها تحتاج إلى التفاتة خاصة ،تساعد على الرقي بمستوى التحصيل
9
لهذا ولكل األسباب السالفة الذكر ،فقد ارتأينا في دراستنا هاته التركيز على المديرية اإلقليمية
للتربية والتكوين بمكناس ،وإجراءات تنزيلها لمشروع التربية الدامجة في شقه المتعلق بذوي
االضطرابات القرائية ،واالعتماد في الدراسة على المدارس الدامجة التابعة للمديرية ،لإلجابة عن
السؤال المركزي لدراستنا :كيف سيتمكن مشروع التربية الدامجة من رفع التحصيل وااللتفاتة لتالميذ
عسر القراءة بالمدرسة العمومية بمكناس؟ ومن أجل التفصيل وتوضيح هذا اإلشكال المركزي سنحاول
• ما هي اإلجراءات التي اعتمدتها المديرية اإلقليمية بمكناس لتنزيل مشروع التربية الدامجة ؟
• ما مدى تأثير أنشطة قاعة الموارد على التحصيل لدى تالميذ عسر القراءة؟
• هل شمل المشروع الرابع جميع المدارس وما مدى وعي األساتذة بخصوصية حالة عسر
القراءة؟
• هل استطاع المشروع ضمان انخراط الفاعلين من المجتمع المدني وأطر المجال الطبي والشبه
10
.2دوافع اختيار البحث
أي بحث علمي ال يأتي من فراغ أو بشكل عشوائي ،فلكل بحث واختيار دوافع تعد انطالقة
وبداية لمحاولة تفسير وتوضيح الظواهر االجتماعية ،بالبحث في حيثياتها لمعرفة أسبابها وطرق
تجاوزها أو التخفيف من حدتها .ويمكن تقسيم دوافع اختيارنا لموضوع بحثنا إلى نوعين:
2.1دوافع ذاتية:
أول دافع :أحد المقربين من أم حريصة على متابعة التحصيل الدراسي لدى أبنائها ،وأب
مشجع ،يدرس لمدة ثمان سنوات في المدرسة االبتدائية ليغادرها وهو ال يستطيع قراءة جملة ،يغادرها
ألصادف في مسيرتي المهنية أمثاله ،تالميذ يصلون إلى المستوى الخامس وال يجيدون
القراءة ،أمر مخجل بأن يقصد الفرد المدرسة لسنوات ويغادرها وهو ال يملك كفاية أساس ،تساءلت
عن السبب ،وحاولت البحث في الموضوع ،ألن األمر يحتاج إلى تفسير منطقي ،خاصة وأن فئة
كبيرة من هؤالء تغادر أسوار المدرسة ،إن لم تجد من يفهمها ويلتفت لمشكلتها ،كانت محاوالتي في
المساعدة والتفريد تبرز نوعا من التحسن ،لكنه غير كاف لذا فاألمر يستلزم دراسة علمية محضة،
ألعرف فيما بعد بأن المشكلة مرتبطة بما سماه المتخصصون بعسر القراءة :وهي حالة تستدعي
اعتمدت تجربتي على محاوالت بسيطة ،وإن كانت في النهاية إيجابية ،إال أن األمر يستوجب
تدخال أكاديميا محضا إلنقاذ هذه الفئة من األمية رغم أنهم عرفوا الفصل الدراسي والكتاب والمدرسة
لسنوات.
11
2.2دوافع موضوعية:
-ـ تتجلى هذه الدوافع في كون المدرسة وما يتجلى فيها من ظواهر موضوعا خصبا في المجال
التربوي والسكوسوسيولوجي.
-تجربتي المهنية ،وتكويني األكاديمي في مجال المدرسة والتغير االجتماعي كان كافيا لمعرفة
-ـ التربية الدامجة كمشروع تبنته و ازرة التربية الوطنية والرياضة والتعليم األولى ،شكل فرصة
إلثارة مدى أهمية األخذ بعين االعتبار فئة ذوي عسر القراءة لما لألمر من تأثير على التحصيل
الدراسي.
-ـ التربية الدامجة مبادرة ألقت الضوء على ضرورة االلتفاتة إلى كل الحاالت داخل المدرسة ،
-ـ الدور الذي يلعبه جميع المتدخلين في المشروع للتصدي لمعيقات إصالح المنظومة التربوية.
-ـ إضافة علمية للبحوث االكاديمية المهتمة بالمدرسة وباحتياجات األفراد وخصوصياتهم في
-ـ الوقوف عند مدى شمولية المشروع الرابع المندمج لفئة التالميذ الذين يعانون اضطراب عسر
القراءة.
3أهداف البحث
نهدف وراء هذا البحث ،إبراز مدى االلتفاتة األكاديمية لتالميذ اضطراب القراءة ضمن
مشروع التربية الدامجة ،خاصة وأن هذا المشروع ،حسب ما نظر به ،يهدف تحقيق الدمج المدرسي
والنهوض بالمنظومة التربوية ،عبر الرفع من التحصيل الدراسي لفئات المتعثرين لبلوغ اإلنصاف
12
وتكافؤ الفرص المنشودين في برامج اإلصالح المعتمدة في السنوات األخيرة ،من طرف المنظومة
4أهمية البحث
تتجلى أهمية البحث في تقديم مساهمة في مجال سوسيولوجيا المدرسة ،وإبراز أهمية انفتاح
المدرسة على المحيط (األسرة ،الصحة ،المجتمع المدني) لتجاوز معيقات التحصيل ومحاربة الهدر
المدرسي .إضافة إلى اإلشارة إلى ضرورة االلتفاتة لفئات اضطراب عسر القراءة ودمجهم في برامج
مشروع التربية الدامجة ،لما سيكون لألمر من إيجابية مع أهمية إشراك جميع الفاعلين التربويين
وتوعيتهم عبر توسيع نطاق التحسيس العلمي بالظاهرة وما يترتب عنها من آثار سلبية على الفرد
13
الفصل األول :مقاربات مفاهيمية حول المدرسة واضطراب عسر
القراءة.
الحضارية ذات الطابع اإلنساني" ،فهي كانت وما تزال البوتقة التي يتشكل فيها اإلنسان ،ويتكون
تربويا" (علي أسعد وطفة ،)2004وهي ليست مجرد مكان يجتمع فيه األطفال أو الناشئة من أجل
اكتساب المعرفة ،بل هي تكوين معقد وبالغ التعقيد من تكثيفات رمزية ذات طابع اجتماعي وهي
كينونة من اإلبداعات التاريخية لإلنسان واإلنسانية في مجال العطاء وفنون اإلبداع اإلنساني.
فقد تحول دور المدرسة الوظيفي من عملية تعليم اإلنسان إلى تشكيل اإلنسان وبناء المجتمع
وإعادة إنتاجه حضاريا وأيديولوجيا" .لقد تحولت المدرسة باختصار من ظاهرة تربوية بسيطة إلى
ظاهرة اجتماعية بالغة التعقيد" (المرجع السابق) .وبدأت تتحول في دائرة عالقاتها التكوينية مع
المجتمع إلى مؤسسة التكثيفات الرمزية المثقلة بوشائج عالقات عضوية مع مختلف التكوينات
االجتماعية والثقافية والروحية في المجتمع .وإزاء هذه التحوالت بدأ العقل السوسيولوجي المغامر يشد
الرحال في طلب هذا التكوين التربوي الفائق التعقدي ،وبدأت الدراسات السوسيولوجية تتزايد للكشف
عن الحياة الداخلية للمدرسة ووشائج عالقاتها التكوينية مع المجتمع والحياة .إذ اهتمت سوسيولوجيا
التربية بدراسة األنظمة التربوية والتفاعالت االجتماعية داخل المحيط األسري والمدرسي وأدوار
المدرسة ،مع التركيز على مجموعة من الظواهر االجتماعية التربوية ،مثل :سلطة المدرسة ،الفوارق
االجتماعية والطبقية داخل المؤسسة ،وقضية تكافؤ الفرص ،وتحقيق العدالة االجتماعية ،والهدر
14
لقد ظهرت سوسيولوجيا المدرسة في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على
"جون ديوي " DIOUI jeanبالواليات المتحدة األمريكية ،و"اميل دوركايم Emile
،"Durkheimلتتطور سوسيولوجيا المدرسة في سنوات الستين من القرن الماضي ،وعرفت ازدها ار
كلها أعمال سوسيولوجية في مجال التربية سنتطرق لها في دراستنا كأرضية نظرية لما نؤسس له
من خالل بحثنا الميداني داخل فضاء المدرسة ،وتجليات المظاهر والظواهر التي وضع فيها هؤالء
السوسيولوجيون بصمتهم كل من زاويته .إضافة إلى دراسة أخرى تفرض نفسها في مجال اشتغالنا
وهي مجال اشتغال السوسيولوجي الفرنسي "برنار اليير" الذي عمل على الكشف عن بعض
الظواهر المتفشية داخل المدرسة االبتدائية التي من بينها الفشل الدراسي.
شكل جون ديوي 1859( Jean Diouiـ )1952المنطلق األساسي لوالدة علم االجتماع
المدرسي الحديث في بداية القرن ،20إذ نشر عدة أعمال في مجال التربية .فالمدرسة عند "ديوي"
مؤسسة اجتماعية بالدرجة األولى ويجب أن تعكس صورة الحياة االجتماعية ،وهي بيئة ديمقراطية
تسعى إليجاد المواطن الديمقراطي ،والتربية عملية دائمة للفرد ليساهم في بناء المجتمع مع مراعاة
الفروق الفردية في التدريس ووضع المنهج الدراسي .اهتمام جون ديوي بالفروق الفردية مسألة تصب
في مجال بحثنا فقد كان سباقا لما يتم التغني به في برامج اإلصالح األخيرة خاصة فيما يتعلق
ببيداغوجيا المشروع ،منتقدا التربية التقليدية السائدة في عصره وعلى مر العصور ،والتي تعتمد على
حفظ المعلومات عن ظهر قلب ،مرحلة تعد المتعلم للمستقبل مع تجاهل المرحلة التي يعيشها ،كان
15
حينها المعلم هو أساس العملية التعليمية التعلمية ،وجاء ديوي ليقلب الموازين وينقل الفكر التربوي
إلى المتعلم واحتياجاته ،معتمدا فكرته الجديدة وهي طريقة المشروع " "method projectويقصد بها
أن يتم االكتساب المعرفي وفق مناوالت يشارك المتعلم فيها عبر المالحظة المباشرة وجمع المعطيات،
أو خرجات ميدانية لمعاينة الظاهرة واستخالص النتائج عبر المشاهدة المباشرة ،وفق خطة يضعها
المتعلم بإشراف األستاذ ،وهي طريقة تشبع حاجة المتعلم النفسية ألنها تراعي الفروق الفردية ،وتدفعه
"فعندما نجعل حياة الطفل متمركزة ومنظمة على هذه الصورة فال نجد الطفل مخلوقا
لإلصغاء بالدرجة األولى ،بل نجده على النقيض من ذلك على أن التعبير الذي كثي ار ما نسمعه ،وهو
التعبير القائل بأن التربية معناها "االستخراج" تعبير ممتاز إذا أردنا أن نعارضه بسهولة مع عملية
"السكب" (أحمد حسن الرحيم )1978 ،وهي طريقة تنبني كما قلنا سابقا على توجيه المعلم للمتعلم
في كسب المعرفة بدل اإللقاء والشحن السلبي ،ويعد تبني فكرة المشروع مسألة لها دور في اإلشراك
والتفاعل واالندماج داخل جماعة الفصل ،وبالتالي داخل المجتمع بدل العزلة واالنطواء الذي يسببه
عدم تملك وفهم المعرفة .فالمدرسة وكما هو متفق عليه تشكل الوكالة االجتماعية الثانية بعد األسرة،
إذ تقوم بإعداد األجيال الجديدة روحيا ومعرفيا وسلوكيا وبدنيا وأخالقيا ومهنيا ،حسب ما ينسجم مع
التوجهات السياسية واالقتصادية للمجتمع المعني "ويتم ذلك كله عبر منظومة من الخطط
واالستراتيجيات المتكاملة والموجهة" (علي أسعد وطفة ،علي جاسم الشهاب .)2004
وقد شكل علم االجتماع التربوي محط اهتمام العديد من المفكرين ،فتقاطرت األبحاث
السوسيولوجية في ميدان المدرسة ،وتعتبر أعمال "دوركايم "Durkheimالتي كرسها للتربية المخاض
األول لوالدة سوسيولوجيا التربية ،إذ اهتم في توجهه بالنظام التربوي ووظائفه في تحقيق التجانس في
16
المجتمع الذي يرتبط بقاؤه بوجود هذا التجانس بين أعضائه وكذلك المهارات الخاصة التي تشكل
التنوع الضروري للتعاون االجتماعي الذي تتطلبه وحدة المجتمع المركب وتماسكه ،على أساس
االتفاق القيمي والتقسيم المتخصص للعمل في الحياة االجتماعية .وقد لخص دوركايم تعريفه للتربية
في كونها "الفعل الذي تمارسه األجيال الراشدة على األجيال التي لم ترشد بعد من أجل الحياة
االجتماعية ،وهي تعمل على خلق مجموعة من الحاالت الجسدية والعقلية واألخالقية عند الطفل
وتنميتها ،وهي الحاالت التي يتطلبها المجتمع بوصفه كال متكامال" (علي أسعد وطفة .)1996وهي
نظام اجتماعي يؤثر ويتأثر بالنظم االجتماعية األخرى بالمجتمع .مؤكدا (أي دوركايم) على دور
التربية في استدماج الفرد للقيم واألفكار والمعتقدات والمعايير االجتماعية األساس لمجتمعه من خالل
التنشئة االجتماعية .كما تسعى إلى "تكريس عناصر التشابه األساسية في نفوس األطفال ،وهو
التجانس الذي تقتضيه طبيعة الحياة االجتماعية ،كما تسعى إلى تعزيز األفكار والمشاعر المشتركة
عند األطفال ،وتعزيز الروح القومية الوطنية" (ترجمة علي أسعد وطفة .)1996
ومن أبرز اهتمامات إميل دوركايم Emile Durkheimبالمتعلم هو ما ركز عليه في
كتابه التربية األخالقية حول األخذ بعين االعتبار استعدادات الطفل" ،والواقع أن النشاط التربوي ال
يبدأ من العدم بل يجب أن يبني قواعده على أصول في نفسية الطفل .وللطفل طبيعة خاصة ولما
كان الغرض هو تقويم تلك الطبيعة فيجب أن نبحث أوال لنعرفها حتى نستطيع أن نؤثر فيها عن خبرة
تامة (محمد بدوي .)1886تلكم إشارة هامة من دوركايم لألخذ بعين االعتبار قدرات المتعلم ،وميوله
في عملية التعليم والتعلم ،لما للمسألة من أهمية في الكشف عن استعداداته ،وإمكانياته قصد توجيهها
واستثمارها في البناء الفعال ،وعلى ذلك يجب أوال أن نكشف إلى أي حد وبأي وسيلة تسمح قدرات
الطفل أن تستوعب وتتقبل ما نريد أن نغرسه فيها من حالة خلقية جديدة" (محمد بدوي ،)1886
17
وذلك وفقا لنظام أخالقي يكتسبه الطفل عبر االحتكاك باآلخر ،من األسرة إلى النظام المدرسي وفقا
لقواعد تعد الفرد إعدادا أوليا الحتمال أداء ما يتطلبه الواجب من ثبات ،وسط جماعة يتربى فيها وفقا
لمعايير تدمجه في حياته الخاصة وتشعره بالرغبة ألن يؤدي دوره في األعمال الجماعية التي تنتظره
خارج المدرسة ،ألن أخالقية اإلنسان تتمظهر في كينونته االجتماعية ،والميل إلى تحقيق المصلحة
العامة ،بدل االنطواء واألنانية التي تدخل في المشاعر الالأخالقية ،ألن هذا النظام يمكن الفرد من
تحقيق أهدافه ،بدل العيش في عبودية لألهواء والرغبات .وهي تربية يكتسيها من خالل التنشئة
وبالتالي فالتربية حسب دروكايم أداة ووسيلة يستطيع المجتمع عبرها أن يفرض ويحدد شروط
وجوده باستمرار ،فالمجتمع ال يستطيع أن يتجاوز االختالالت واألنوميا بالمفهوم الدوركايمي ،التي قد
تهدد أو تدمر وحدته واستق ارره ،إال إذا كان هناك تجانس وتكامل وتماسك كاف بين أعضائه وأفراده،
لذلك يهدف النظام التربوي إلى تأصيل هذا التجانس وتعزيزه عن طريق تكريس عوامل ذلك التجانس
إضافة إلى االهتمام الدوركايمي بمجال التربية ،هناك دراسات وأبحاث قام بها "بيير
بورديو "Pierre Bourdieuفي الموضوع خالل النصف الثاني من القرن العشرين ،مع باحثين
آخرين ،من أبرزهم "جان كلود باسرون ،" Jean Claude Passeronوتعد مرحلتهما والدة ثانية
لسوسيولوجيا التربية ،إذ انطلقا من فرضية سوسيولوجية أساسية هي :ال يملك المتعلمون الحظوظ
نفسها في تحقيق النجاح المدرسي ،إذ حدد السوسيولوجيان من خالل أبحاثهما الميدانية ،أربعة أنواع
من المستويات والتي حددها في كتابهما "الورثة" وهي " :الفئة األولى غير محظوظة ،ال يستطيع
أبناؤها الوصول إلى التعليم العالي بنسبة ،5 %الفئة الثانية وهي الفئة المتوسطة الدنيا يمثلها أبناء
18
العمال ،والصناع التقليديون والتجارالصغار ،تتراوح نسبتهم ما بين 10و 15في المائة ،الفئة
المتوسطة العليا بنسبة حظهم تصل إلى ،30 %بينما الفئة األخيرة تبلغ ،60 %وهي التي تتموضع
في الطبقة العليا والتي تتميز بكونها تمتهن المهن الحرة الليبرالية وتتقلد مستويات من الوظائف العليا
وقد ترتب عن هذا االختالف في الحظوظ تنوع طبقي ومجتمعي ،ووجود فوارق فردية داخل
الفصل الدراسي نفسه .ومن ثم فقد قادت األبحاث السوسيولوجية واإلحصائية التي أجراها كل من
المتعلم ،في المدرسة الفرنسية الرأسمالية ،ليست ثقافة موضوعية ومحايدة ،بل هي تعبير عن الثقافة
المهيمنة أو الطبقة الحاكمة .ومن ثم فالتنشئة االجتماعية ليست تحري ار للمتعلم ،بل إدماجا له في
المجتمع في إطار ثقافة التوافق والتطبيع واالنضباط المجتمعي ،ومن ثم تعيد لنا المدرسة الطبقات
االجتماعي نفسها عن طريق االصطفاء واالنتقاء .وبه فهي مدرسة الالمساواة االجتماعية بامتياز.
"فالحقل المدرسي أكثر الحقول إبداعا للتفاوت االجتماعي ،بل يعتبر هو سنده الممأسس له والمنظم.
إن الطقوس تفرزه لتتمعش منه وتضمن ديمومتها من شرعية هذا التفاوت ،فتقيم توزيعا المتكافئا
للجزاءات الثقافية ،وتمنح رأس المال الثقافي للبعض بما أنهم الشرعيون الكتسابه ،وتحرم البعض
اآلخر لمهانة جدرانهم ...إن المؤسسة المدرسية هي التي تسند هذه الجدارة حين ترمزها في الشهادات
العلمية ،وتشيؤها حين تعتبرها استحقاقا عادال وطبيعيا لقدرات ومواهب فطرية ،بذلك تكون المدرسة
ضامنة المتيازات رأس المال الثقافي ومعيدة إنتاجه عبر اصطفاء صفوتها لتكون الناطقة بمنطقها
والمترجمة لمعقوليتها ،ثم عبر تبني خطاب "علموي" تكنوقراطي محايد ،واحتكاره يجد أسسه في اعتبار
المؤسسة المدرسية هي المجسدة للعلم والساهرة عليه ...هكذا تعيد المدرسة إعادة إنتاج شرعيتها
19
عبر إنتاج المميزين اجتماعيا ،أولئك الذين يرثون مزاياها كما لو أنهم يستحقونها وتسبغ عليهم شرعية
وفي دراسات أخرى نجد للفرد مكانة هامة اعتبا ار لخصوصياته ،بناء على فكرة امتالك
اإلنسان وحدته الداخلية ،يتميز عن الجماعة واآلخرين بطرق تفكيره وعمله ونظرته للوجود .ويعد عالم
االجتماع الفرنسي "ريمون بودون "Boudon Raymondأول مؤسسي تيار الفردانية المنهجية،
الذي يولي أهمية قصوى للفرد وكل ما يقوم به من سلوكيات على أنها المؤثرة في الظواهر االجتماعية،
ومن ثم في التغير االجتماعي ،يقول في هذا اإلطار "شرح ظاهرة اجتماعية يعني األخذ بعين االعتبار
وقد أكد بودون Boudonفي مقاربته على أن كل التحاليل السوسيولوجية تحمل في طياتها
بشكل أو بآخر مبدأ الفردانية ،إذ بين كيف أن مختلف أعمال المقاربة الماكروسوسيولوجية ،كمقاربة
شمولية في دراسة المجتمعات تحتوي بشكل ظاهر أو خفي على مبدأ الفردانية التي ال شيء يثبت
نفيهم لها أو إنكارهم للبعد الفردي ،وقد عبر عن ذلك إميل دوركايم في قوله "أنه داخل كل كائن،
هناك كائن فردي يعبر عن منظومة الميول الفردانية ،وكائن اجتماعي يمثل جميع المواقف واالتجاهات
والقيم التي يشترك فيها مع الجماعة التي ينتمي إليها" (علي وطفة .)1990
وقد شكل الفعل الفردي الدعامة المنهجية في المنهج الفرداني البودوني ،إذ يعتبر الفرد
الفاعل الرئيسي في حدوث التغير االجتماعي في سياق نسق التفاعالت االجتماعية ،وهو األمر الذي
دفع بريمون بودون إلى التأكيد على ضرورة تبني طرح منهجي جديد يعطي األولوية لألفراد في تحليل
النظام موضوع االشتغال .طرح يقوم على "االرتقاء بالتحليل السوسيولوجي إلى مستوى من الذكاء،
20
الذي يسمح بتجاوز التحليالت الماكروسيولوجية إلى مستوى آخر من التحليل ،يسمح بإقامة عالقة
ربط بين هذه الظواهر ومتغير األفراد بحيث تتغير المعطيات والنتائج بتغير األفراد" (رايمون بودون
.)1992
وفي مقاربة سوسيولوجية أخرى تخدم دراستنا وتوجهها فيما يتعلق بتعميم الخدمات لتجاوز
التفاوتات وتحقيق العدالة االجتماعية ،نقف عند "فرنسوا دبي "François Dubetالسوسيولوجي
الفرنسي في أطروحته المواقع والحظوظ ،الذي تحدث عن المساواة وتجلياتها ،بما فيها توفير الخدمات
للعموم هو عمل تدريجي لبلوغ مساواة المواقع ،إذ آنذاك يمكن لألفراد االستفادة منها ،هذا القول يؤكد
بما ال يدع أي مجال للشك على أن "مجانية الخدمات العمومية شرط لمساواة المواقع (كنزة قاسمي
.)2016كما أن تمكين األطفال من نفس الثقافة داخل مؤسسة المدرسة ،أمر في عمقه إحدى
فمن الصعب للغاية حسب "دبي "Dubetتحقيق المساواة التامة في الفرص داخل المدرسة،
في الوقت الذي يهيمن فيه الالتكافؤات االجتماعية والثقافية على مستوى إنجازات التالميذ .فالمدرسة
تتعامل بشكل أفضل مع المتعلمين المحظوظين فتخصص لهم الكثير من اإلمكانيات والوسائل ،في
مقابل ذلك ،فإن تكافؤ الفرص على مستوى الجدارة واالستحقاق ال يمكن أن يحقق بمفرده العدالة
المدرسية في شموليتها ،ألن انتقاء نخبة بكيفية عادلة ال تخلق بالضرورة عدالة اجتماعية في الحالة
التي يتم فيها نعت المتعلمين بالجهل ويتعرضون فيها لسوء المعاملة واالحتقار .إن هذا المنطق هو
الذي حذا ب"فرنسوا دبي "François Dubetإلى الدفاع عما يسمى بـ"مبدأ االختالف" ،أي أن
المدرسة ينبغي أن تضمن مستوى من المهارات والمعارف العالية للمتعلمين األكثر ضعفا.
21
فقد أثبتت الدراسات عواقب الفشل الدراسية على نفسية المتعلمين ،إذ "تبين حملهم لتداعيات
هذا الفشل لمراحل متقدمة من عمرهم ،فهم يرفضون إصالح ذواتهم ،كما أنهم ال يحسون بالراحة
ومن هذا المنطلق اهتمت السوسيولوجيا المعاصرة بالفرد باعتباره حامال لمجموعة من
االستعدادات الثابتة والمتغيرة ،وذات فاعلة يمارس أنشطة الفعل والحركة وقادر على استثمار نفسه
داخل المجتمع الذي ينتمي إليه .وهذا ما نجده عند" برنار اليير ،" Bernard Lahireالذي اهتم
في دراساته بالمدرسة االبتدائية والفشل الدراسي ،والذي بلور فكرة جديدة عن وجود فاعلين غير
متجانسين ومتناقضين ،بسبب تعدد التجارب التي يحملونها معهم ،فهو يرفض وحدة الذات لدى الفرد
ويقول " :المشاهدة تبدي أن الفاعلين يدمجون مبادئ مختلفة للفعل ،بل ومتناقضة أحيانا. ".
يمكن للفرد ذاته أن يكون خالل مدة حياته على التالي ،أو بشكل متواقت حسب السياق،
طالبا في المدرسة ،ابنا ،أبا ،صديقا ،عشيقا ،حارس مرمى ،صبيا ،مديرا ... ،إن هذا التباين يحيل
إلى تنوع التنشئة االجتماعية (إياس حسن .)2010ف"اليير" يقترح ضمن رؤية مجددة لسوسيولوجيا
بورديو أن تقوم على التعددية ،ال تقبل بالمنطق الواحد في التفسير ،بمعنى "أن تأخذ بعين االعتبار
أحكاما وسياقات الكشف عن االختالف والتمايز أثناء تفسيرها للممارسة وفق المعادلة التي وضعها
اليير" :استعدادات +السياق = الممارسة .ويقول في هذا الصدد بأن "فهم الممارسات أو أشكال
السلوك (اإلشارات ،المواقف ،األقوال) عبر إعادة بناء ألنماط االستعدادات الذهنية والسلوكية المختزنة
التي يحملها الفاعلون (وهي نتاج االستبطان خبرات اجتماعية ماضية) ولخصائص السياقات الخاصة
(طبيعة الجماعة أو المؤسسة أو مجال النشاط ،نمط التفاعل أو العالقة) التي يتطورون ضمنها،
22
هو ،في رأيي ،السبيل األصوب واألكثر تركيبا واألكثر إثما ار من الناحية العلمية الذي يسع الباحثين
تستهدف المدرسة الفرد من شتى الجوانب ،بهدف صقل المواهب ،وإعداده للمستقبل عبر
برامج ومناهج ،يتم تمريرها بناء على مقاربات عدة تتداخل في تنشئة األفراد ،بما فيها ما هو اجتماعي،
أو سيكولوجي ،فهدف التربية "إعداد الفرد لمستقبل حياته من خالل عمليات التعليم التي يتلقاها في
المدرسة ،وال يقتصر التعليم على العمليات العقلية فقط ،بل يستهدف النمو الشامل للشخصية،
ويشكل علم النفس المدرسي أحد مجاالت الخدمة اإلنسانية في علم النفس ،تهدف إلى
مساعدة المتعلمين والمدرسين ،وأولياء األمور وغيرهم على فهم بعضهم البعض ،وعلى إدارة
االختبارات وتفسيرها ومساعدة المدرسين ،الذين يعانون من مشاكل متعلقة بالفصول الدراسية
وصعوبات التعلم .وقد ظهر علم النفس المدرسي بين القرنين السابع عشر والحادي والعشرين على
ويعد (أي علم النفس المدرسي) أحد فروع علم النفس التربوي ،يستخدم األخصائيون فيه
مبادئ علم النفس والمناهج الخاصة به وأساليبه في عالج المشاكل المدرسية ،لتحسين األداء
المدرسي ،كما أنه يدرس العالقات في المؤسسات التربوية ،يقوم األخصائيون المدرسيون باختبارات
االستعدادات الدراسية ،إلى جانب استخدام اختبارات الذكاء ،ويدرسون أسباب الفشل الدراسي .
23
فاإلخصائي النفسي المدرسي ال يعمل في المدرسة فقط ولكنه يعمل من خاللها ،فهو يقدم
الخدمة النفسية على النطاق المدرسي الكلي ،ويستفيد من البيئة المدرسية كوسيط عالجي ،بتوظيف
مبادئ علم النفس وأساليبه في معالجة المشكالت المدرسية بهدف تحسين مستوى األداء المدرسي
بوجه عام ،إذ تبدأ المتابعة بتشخيص المشكالت المدرسية للتالميذ مثل :العجز المتعلم أو المكتسب،
التأخر الدراسي ،مشكالت االغتراب النفسي (الوحدة النفسية) ،دراسة المناخ المدرسي ...وغيرها من
العالقات بين الفاعلين داخل المؤسسات التربوية ،إضافة "إلى التوجيه التعليمي والمهني لمختلف فروع
التعليم وأنواع المدارس ألن هناك من التالميذ من يصلحون للعلوم النظرية ،وهناك من يصلحون
للعلوم المهنية ،وهناك من يصلحون لمتابعة الدراسات الفنية ،أي أن التوجيه التعليمي يقوم على
"أسس ونتائج البحوث النفسية ،ومبادئ ونظريات الفروق الفردية" (فاطمة زيات.)2021 ،
وقد أسهمت عدة مدارس من علم النفس في تشكيل علم النفس المدرسي بما فيها المدرسة
السلوكية ،الذي يعد كل من ثورندايك ،وواطسن وباقلوف أهم روادها ،وقد اعتبرت هذه المدرسة علم
ثم هناك أيضا علم النفس المعرفي وإسهاماته في تشكيل علم النفس المدرسي ،حيث تعتبر
السلوك وحدة كلية وليس أجزاء منفصلة ،ومن أهم روادها "كهلر" و"كوفكا".
إضافة إلى أهمية علم النفس االجتماعي في تحليل العالقات االجتماعية بين األفراد وآثارها
ونظ ار لما لهذا االتجاه من أهمية كبرى في ترشيد العملية التعليمية التعلمية ،فاعتماده وتبني
ما جاء به في مجال المدرسة ،خاصة فيما يتعلق بمسألة التأخر الدراسي ،وصعوبات التعلم ،ومحاولة
24
تفسير وإيجاد األسباب والحيثيات لهذه الظواهر ،أصبح ضرورة خاصة ،وأنه في الخمسينيات من
القرن العشرين" ،زاد االهتمام بعملية التعلم داخل غرفة الصف ،والعالقات بين الطلبة وزمالئهم
ومعلميهم ،فبدأ معه علم النفس المدرسي يزداد ظهورا ،ثم أدخلت الجوانب التطبيقية على موضوع
هذا العلم وأصبح مصنفا بين العلوم األساسية والعلوم التطبيقية (أمل البكري ،ناديا عجوز .)2011
وإجماال ،فإن هذا الفرع من علم النفس له عالقة مباشرة بمهن التربية والتعليم والتدريس
وبتأهيل وتكوين المدرسين ،ويشتغل على جميع الطرق المؤهلة لنجاح العملية التعليمية التعلمية ،وهو
تخصص قائم بذاته ومهم لقطاع التربية والتعليم في جميع جهاته وقطاعاته وأقطابه ،بل خادم حتى
التي تظهر على شكل صعوبات ذات داللة في اكتساب واستخدام مهارات االستماع ،والكالم ،والقراءة،
والكتابة ،والتعليل ،والمفاهيم والرموز الرياضية .وهذه االضطرابات نابعة من داخل الفرد ،قد تظهر
في أي مرحلة من حياته .وهي بين الذكور أعلى منها بين اإلناث ،وقد تالزمها مشكالت في السلوك
وقد عرف القرن 19تطورات مهمة في ميدان صعوبات التعلم نظ ار لزيادة الوعي لدى
األفراد بأحقية التعلم وتوفير فرص تعليمية متكافئة لجميع األفراد .فبدأت األبحاث والدراسات في مجال
علم األعصاب خاصة تتكاثر لتفسير وربط الصعوبات بأسبابها الخفية من بينها :أبحاث األلماني
"فرانسيس كال ،)1802( " Francis Kalالذي تحدث في العالقة بين اإلصابات المخية
واضطرابات اللغة والكالم ،ثم اكتشاف العالم الفرنسي "بروكا )1860( " Brocaللمنطقة المسؤولة
25
عن الكالم وأعمال "ويرنيك ،)1872( " Wirnikالذي حدد منطقة في العضو الصدغي األيسر من
المخ والمسؤولة عن فهم األصوات وربطها باللغة المكتوبة .إال أن تلك الدراسات كانت تقام على
الراشدين .لتبدأ األبحاث في مجال األطفال خالل القرن العشرين ،من بينها أعمال "هينشل وود"
( )1917الذي أكد أن الصعوبات القرائية ال تعود إلى مشكالت بصرية فيزيولوجية.
وقد شهد مطلع الستينات من القرن الماضي ،تقديم اقتراح من جانب "صامويل كيرك
"Samuel Kerkوهو صعوبات التعلم بدل التسميات المتنوعة التي استخدمت من قبل لوصف
أولئك األفراد الذين يتسمون بمعدل ذكاء متوسط أو فوق المتوسط ولكنهم يواجهون العديد من
فتمت إعادة صياغة لما كان يسمى "بصعوبات التعلم المحدد" واستعمل بدله مصطلح
"اضطرابات التعلم المحدد ،حيث أنه في سنة 2013استخدم هذا المصطلح الجديد في متن الدليل
في ثالث مجاالت أكاديمية محددة هي القراءة ،الكتابة و الحساب ،بما يعني أنه في وقت تقييم
حاالت اضطراب التعلم النوعي يجب أن يبدي المتعلم اختالال جوهريا في اثنين على األقل في هذه
المجاالت الثالث .ويمكن تعريف اضطرابات التعلم المحدد باضطرابات نمائية عصبية عادة يتم
تعرفها وتشخيصها لدى أطفال مرحلة المدرسة ،رغم أنه قد يتأخر تشخصيها لدى البعض ربما إلى
سنوات الرشد .وتتصف هذه االضطرابات بمعاناة المصاب بها من صعوبات أو إعاقة مستمرة أو
تم تصنيف هذه الصعوبات إلى صعوبات أكاديمية كما أشرنا قبله "وهي مشكالت تظهر
من قبل أطفال المدرسة وتتعلق بالموضوعات الدراسية األساسية ،وتشمل أنواعا فرعية مثل صعوبات
26
القراءة والكتابة والحساب والتهجي .ثم صعوبات التعلم النمائية التي تشير إلى تلك الصعوبات التي
تتعلق بالوظائف الدماغية والعمليات العقلية المعرفية ،وهذه الصعوبات ترجع إلى اضطرابات وظيفية
في الجهاز العصبي المركزي وتشتمل على صعوبات تعلم تلقائية أولية تتعلق بعمليات االنتباه واإلدراك
والذاكرة ،وصعوبات تعلم نمائية ثانوية مثل التفكير والكالم والفهم" (بن يوسف حنان .)2017
وتعد اضطرابات التعلم النوعية حسب معايير الدليل الشخصي واإلحصائي لالضطرابات
النفسية الخامس ( )DSM5صعوبات تعلم شديدة ومستمرة للغة المكتوبة أي القراءة (عسر القراءة)،
والكتابة (عسر الكتابة) ،والحساب (عسر الحساب) ،هذا طبعا في غياب التخلف العقلي واإلعاقات
وقد تحدث المهتمون بالمجال عن تصنيفات دقيقة بين صعوبات التعلم واضطرابات التعلم،
إال أن هذا التصنيف والتمييز يعد تميي از في حدة وشدة التعثر ،وإمكانية تجاوزه ،إذ أن الصعوبة تم
ربطها بمشاكل نفسية واجتماعية يمكن تجاوزها ،في حين أن االضطراب يعد حالة مزمنة وتأطيرها
ومعالجتها ال يحظى بمستوى القطيعة مع المشكل ،وإنما المسألة مسألة تخفيف حدة التعثر بهدف
المسايرة ،وهذا ما أكده أيضا الدكتور عبد اإلله المدني من خالل المقابلة الشفوية التي أجريتها معه
لكن هذا ال يعني أن الصعوبة ال تستدعي التفاتة كما هو الشأن لالضطراب ،بل يجب أن
تدمج في برامج التربية الخاصة خاصة وأن بعض الحاالت إذ لم يتم احتضانها ،فإن الحاالت تتطور
إلى حالة االضطراب خاصة إذا كبرت الهوة بين المتعلم المتعثر واألقران .فكيفما كان الوضع،
فاألمران سيان يجتمعان في عدم التمكن من تملك ملكات أساسية لتحقيق االستم اررية في التعلم بدل
27
فحين نتحدث عن الصعوبة فهذا يعني أن المهارات األكاديمية المتأثرة أدنى بشكل هام
ونوعي من تلك المتوقعة بالنسبة للعمر الزمني للفرد" ،وتتسبب في حدوث تداخل كبير مع األداء
األكاديمي أو المهني ،أو مع أنشطة الحياة اليومية ،وهو ما أكدته المقاييس المعيارية الفردية والتقييم
وقد حدد الدليل التشخيصي لالضطرابات النفسية والعصبية أربعة معايير لتحديد اضطرابات
✓ مشكل في القراءة :التحدث بصوت منخفض ،التهجي صعوبة فهم المقروء ،مجهود كبير في
القراءة ،صعوبات في الكتابة ،صعوبات في اتقان معنى األرقام ،ثم صعوبة االستدالل
الرياضي.
✓ ال يجب أن ترتبط عناصر المعيار األول بإعاقة ذهنية أو إعاقة حركية أو سمعية أو بصرية
وليس له اختالل بيئي ثقافي اجتماعي(.عن األستاذ الهاللي في مداخلته في الندوة ب "
مدرسةاميل" .)2022
28
2.3عسر القراءة
باعتبار القراءة الركيزة األساسية في تحقق عملية التعلم ،وباعتبارها كفاية عرضانية ،مرتبطة
بباقي المكونات التي قد يستعصي تحصيلها في حالة عدم تملك كفاية القراءة وبالتالي عائقا أمام
االكتساب واستيعاب التعلمات ،مما يجعلنا أمام اضطراب مرتبط بالتحصيل الدراسي وهو :اضطراب
القراءة أو ما سمي أيضا بعسر القراءة ،وقد عرفه اإلطار المرجعي للتربية الدامجة لفائدة األطفال في
وضعية إعاقة "كمجموعة من الصعوبات الدائمة في تعلم اللغة المقروءة والمكتوبة عند األطفال ذوي
ذكاء عاد ،بدون أية أسباب أو اضطرابات حسية أو اختالالت وجدانية حادة" (مديرية المناهج
.)2019
وقد حدده الدكتور عبد اإلله المدني ضمن اإلعاقات غير المرئية "،فعسر القراءة والكتابة
هو مجموعة من صعوبات التعلم الدائمة في القراءة على الرغم من الذكاء الطبيعي ،وحسن البصر
والسمع ،وعدم وجود اضطرابات نفسية أو نفسانية أو عصبية عند الطفل الذي يتطور في بيئة
وتتمثل هذه اإلعاقة بوضوح في اإلكثار من األخطاء على مستوى القراءة ،مثل :األخطاء
السمعية (عدم تبين األصوات والحروف بشكل جيد) ،واألخطاء البصرية (عدم التمييز بين ب و ت
و ث) ،وأخطاء قلب الحروف (جلس ،لجس) ،وقراءة جزئية للحروف (كتا ،بدال من كتاب) ،وقراءة
سيئة للمقاطع (يلعبون يق أر :يل ـ ع ـ ب ـ ون) ،وبطء في قراءة المكتوب ،ناهيك عن إعاقة فونولوجية،
29
وعليه ،فعسر القراءة "هي بطء في القراءة ،وصعوبة في التمييز بين الحروف والكلمات
والجمل ،وعجز عن فهم دالالت المكتوب والمقروء ،وعجز المتعلم عن معرفة هوية الكلمات المنعزلة
عن بعضها البعض ،وعدم قدرته على القراءة المجهورة" (جميل حمداوي .)2014
وقد حدد أحد األخصائيون في صعوبات التعلم مشكالت المعسرين قرائيا في ما يلي :
المشكالت المرتبطة بالفونولوجيا (أي النظام الصوتي للغة) وإدراك أن اللغة مكونة من كلمات ومقاطع
وأصوات ،و"امتالك القدرة على معرفة أماكن إنتاج األصوات اللغوية ،وكيفية إخراجها" (الجمعية
ثم هناك مشكالت مرتبطة بفك الشفرة ،وتكون واضحة لكل من يستمع إلى أولئك التالميذ
وهم يصارعون عندما يقرؤون بصوت مرتفع .إضافة إلى المشكالت المرتبطة بالطالقة والفهم ،وقد
تبدأ مشكالت القراءة قبل تعلم القراءة ذاتها ،على سبيل المثال ربما يعاني األطفال من صعوبات في
تجزئة أو تقسيم الكلمات المنطوقة إلى مقاطع صوتية ،فضال عن متاعب وصعوبات في إدراك
وتجدر اإلشارة إلى أن ذوي اضطراب عسر القراءة بما فيهم المراهقون والراشدون يحاولون
تجنب األنشطة التي تتطلب القراءة بصفة عامة وال يميلون إلى القراءة ال من أجل التعلم وال من أجل
االستمتاع ،وتراهم في حالة من االنجذاب للمواد التعليمية األخرى مثل الصور ،الفيديوهات ،والمواد
التعليمية السمعية.
30
2.4الذكاءات المتعددة
حديثنا عن فصل به أفراد لديهم استعدادات وقدرات مختلفة في ظل الفروق الفردية ،يستوقفنا
عند أهم نظريات الذكاء وهي نظرية الذكاءات المتعددة لـ"هاورد غاردنر "Howard Gardnerعام
1983م ،جاءت هذه النظرية لتنتقد ،اختزال الذكاء في ذكاء واحد ،إذ يرى غاردنز أن اإلنسان لديه
مجموعة من الذكاءات التي توجد لدى األشخاص بنسب متفاوتة ،كما تعتبره شكال من أشكال حل
المشكالت أو اإلنتاج ،إذ تحدث عن وجود عدة أنواع من الذكاءات لدى األفراد يستطيعون تطويرها،
وأن هناك اختالف بين األفراد في القدرات ،وفي درجة المهارات ،وهذا يرجع إلى أنواع الذكاء المتوفر
لدى األفراد ونسبة تفعيل كل منهما وهي تؤدي إلى تشكيل لمحة معرفية إدراكية فردية ،أي أن لكل
فرد بصمة ذكاء ،لذلك يجب استثمار هذه النظرية في الفصول الدراسية من خالل الوعي بأن المتعلمين
يختلفون في اهتماماتهم باختالف أنواع الذكاء لديهم .وقد قدم "غاردنر" Gardnerثمانية أنواع من
الذكاء وهي:
• الذكاء اللغوي :والذي يرتبط بالتعرف على الكلمات ،وإنتاجها شفويا وكتابيا ،والقدرة على
استعمال اللغة في التواصل ،بل أكثر من ذلك إلى التمكن من إبداع أعمال أصيلة واستعمال
• الذكاء المنطقي الرياضي الذي يصل في مستواه األعلى إلى النبوغ أي "القدرة على توظيف
العمليات الرياضية وإيجاد المقادير المجهولة أثناء حل مسائل معقدة ،وفهم واستعمال سيرورات
وأنشطة فوق معرفية ،مع استعمال التفكير المنطقي والقيام في نفس الوقت بالعمليات االستقرائية
31
• الذكاء الموسيقي يتجلى في مستواه الراقي في "القدرة على استعمال الموسيقى للتعبير عن
األفكار والمشاعر ،وتقاسم الحس الموسيقي مع اآلخرين ،وفهم مختلف القوالب واألشكال
الموسيقية والبنيات اإليقاعية ،والتمكن من فهم الرموز والمفاهيم الموسيقية" (عبد الواحد أوالد
الفقيهي .)2012
لكن نجد أن هذا النوع من الذكاء ال يؤخذ بعين االعتبار في المدارس المغربية ،ويعتبر
نشاطا ترفيهيا ال يتجاوز استثماره في اإلعداد للحفالت" .فالمدارس ال تعطي األهمية الالزمة للتربية
الموسيقية ،فإن جهل األطفال بهذا الفن تشكل النتيجة الحتمية لذلك الغياب (هاورد غاردنر .)1996
• الذكاء البصري ـ الفضائي :الذي يتجلى في فهم كيفية إنجاز مهام معينة أو ترميز أماكن
محددة ،وإبداع أعمال فنية" ،وفهم الرسوم أو الصور الفضائية (المكانية) المجردة ،كالرسوم
الهندسية ،ومعرفة وإنتاج عالقات بصرية فضائية معقدة بين األشكال" (عبد الواحد أوالد الفقيهي
.)2012
• الذكاء الجسمي ـ الحركي يتمثل في القدرة على عرض حركات جسدية مبتكرة ،والعرض الدرامي
للمشاهد المعقدة والمعبرة عن األفكار والقيم والمفاهيم ،واإلنجاز الرشيق لحركات لها هدف
محدد .كما يتجلى في القدرة على معالجة الموضوعات المادية التي تتطلب حركات جسدية
ويدوية دقيقة ومحكمة ،وتنفيذ أنشطة إبداعية وإنجاز اختراعات مادية جديدة.
• الذكاء التفاعلي :وقد وصفه "غاردنر" بالذكاء الشخصي كما هو الحال بالنسبة للذكاء الذاتي.
إذ يتجلى الذكاء التفاعلي في قدرة الفرد على إقامة عالقات متميزة مع اآلخرين ،وفهم وتفهم
وجهات نظرهم ،واعتماد آليات المشاركة والتفاعل االجتماعي ،مع القدرة على حل صراعات
32
• الذكاء الذاتي :يتجلى في مستواه األعلى في القدرة على التحكم في االنفعاالت والمشاعر
والميول الذاتية ،والتعبير من خالل قواعد أو شفرات رمزية مختلفة ،وتوظيف هذه األخيرة
كوسيلة لفهم وتوجيه الفرد لسلوكه الذاتي .واالهتمام بأسئلة الذات ،وفحص التصورات
الصعبة.
• الذكاء الطبيعي وهو ذكاء أضافه غاردنر إلى قائمة الذكاءات سنة ،1996ويتحدد في القدرة
على معرفة مختلف خصائص األنواع الحيوانية والنباتية واألشياء المعدنية ،والقدرة على تصنيف
وتحديد األشكال والبنيات الموجودة داخل الطبيعة ،والسعي نحو استكشافها وفهمها.
• الذكاء الوجودي :ويتجلى في قدرة اإلنسان على طرح ومحاولة اإلجابة على األسئلة الكبرى
المتعلقة بالوجود الذاتي واإلنساني والمعنى العميق للحياة الشخصية والعامة .وحسب غاردنر
فهو "إمكانية لم يحسم في أساسها العصبي (عبد الواحد أوالد الفقيهي .)2012
وقد تحدث الباحثون عن الخيارات المهنية المتاحة في كل ذكاء ،وهذا ما يستدعي استثماره
تربويا في إطار المشاريع الفردية للمتعلمين بتوجيههم بعد تحديد ميوالتهم .ونظرية الذكاءات المتعددة
ال تختزل الفرد في ذكاء واحد بل كل األفراد يتوفرون على هذه الذكاءات لكن بدرجات متفاوتة.
2.5البيداغوجيا الفارقية
استخدم هذا المفهوم ألول مرة سنة 1973م من طرف الفرنسي "لويس لوغران Louis
،"Legrandفي سياق البحث عن آليات جديدة لتطوير التدريس ومحاربة الفشل الدراسي ،وهي
طريقة تربوية تستخدم مجموعة من الوسائل التعليمية التعلمية قصد مساعدة األطفال المختلفين في
القدرات والسلوكات ،والمنتمين إلى فصل واحد ،على الوصول بطرق مختلفة إلى األهداف نفسها.
33
وبما أننا في صدد الحديث عن اضطراب من اضطرابات التعلمات في موضوعنا ،فهي األنسب في
هذه الحالة ،باعتبارها تؤمن بوجود فروق فردية بين المتعلمين ،وتكييف عملية التعليم والتعلم حسب
خصوصياتهم ،بغية جعل كل فرد داخل الفصل يحقق األهداف المحددة له.
وتعد الفارقية مقاربة تربوية مبنية على أساس االختالفات التي قد يبرزها المتعلمون في
وضعية التعلم ،وقد تكون هذه الفروق معرفية أو وجدانية ،أو سوسيوثقافية مرتبطة بالتنشئة
االجتماعية ،وبذلك فهي بيداغوجيا تشكل إطا ار تربويا مرنا وقابال للتغيير حسب خصوصيات المتعلمين
والمتعلمات ومواصفاتهم.
وقد تم استخدامها منذ القدم في "المسيد" ،الذي يجتمع فيه أطفال من مختلف األعمار،
ويوظف فيه األستاذ تقنيات تقليدية تكيف التعليم مع خصوصية كل مرحلة عمرية أو دراسية.
وقد استعمله "لويس لوكرون " Louis Legrandفي السبعينات من القرن العشرين خالل
تقديم مشروعه إلى و ازرة التربية الفرنسية لحل معضلة الفشل الدراسي ،وتتجلى أصولها النظرية في
علم النفس البنائي مع "جان بياجي "Jean Piagetالذي قسم عملية نمو الطفل إلى عدة مراحل
تبين أن القدرات الذهنية للطفل تبنى تدريجيا وبشكل كامن ،بل قد ترتد إلى الوراء ،ألن التطور ال
يكون بشكل كرونولوجي حسب السنوات ،وإنما حسب وثيرة الطفل وإيقاعه الخاص ،وتبعا لمتغير
داخلي (تطوره الذاتي ،إدراكه لذاته) ومتغير خارجي (السياق االجتماعي المحيط به) .مما يعني
ضمنيا أن الفئة العمرية أو السن الذي يعتمد حاليا كمعيار لتوزيع التالميذ ،ال يخول بشكل كاف
اإلجابة عن الحاجيات الخاصة للتالميذ ،وال يحقق اإلنصاف وتكافؤ الفرص ،نظ ار الختالف
االستعدادات ،ولما لألمر من ارتباط بالتركيبة الذهنية والعصبية لألفراد الذين يملكون ذكاء متوسطا
أو كبيرا ،ويعانون داخل فصولهم ومع أقرانهم نظ ار لعدم قدرتهم على مسايرة التعلمات الفصلية مع
34
مجموعة األقران ،رغم أنهم أسوياء ،وال يعانون إعاقة ظاهرة معينة ،بل لديهم خصائص فردية مميزة
لتفكيرهم ،وطريقة تعاملهم مع التعلمات" ،فالمالحظة في خصائص تفكيرهم فبعضهم يتميز بسرعة
التفكير ومرونته وعمقه ،وبعضهم اآلخر يتميز ببطء التفكير وعدم القدرة على تجاوز األطر والقوالب
التي حفظها وبالتالي يعجز عن إدراك العالقات الجوهرية في ظواهر متشابهة مع أنها ترتبط فيما
وقد اكتست البيداغوجيا الفارقية أهمية قصوى في الخطاب التربوي المغربي ،حيث أكد
الميثاق الوطني للتربية والتكوين على ضرورة اعتماد التعددية في شتى العناصر المكونة للتعليم،
حيث ورد في المادة ،29الدعامة األولى ،ما يلي :تيسي ار لتعميم تعليم جيد ،وسعيا لتقريب المدرسة
من روادها وإدماجها في محيطها المباشر ،خصوصا في األوساط القروية وشبه الحضرية ،ينبغي
القيام بما يلي :تمكين المدرسة الجماعية من ترجمة تعدديتها في مختلف العناصر المكونة للتعليم
في استعماالت الزمن ،والبرامج والمناهج البيداغوجية والوسائل الديداكتيكية ( "...الميثاق الوطني
للتربية والتكوين ،)1999كما نجد في الكتاب األبيض ،إشارات واضحة للفارقية وأسسها ،وضرورة
التوظيف في الفصول الدراسية" ،اعتماد حلول تربوية تسمح بالعمل بإيقاعات متفاوتة ،تناسب مستوى
المتعلمين ووتيرة التعلم لديهم" (و ازرة التربية الوطنية ،الكتاب األبيض .)2002
شكل مفهوم اإلدماج التربوي في مرحلة زمنية الوسيلة المفضلة لالستجابة لالحتياجات
التربوية الخاصة للتالميذ في وضعية إعاقة ظاهرة ،إذ أن قسم اإلدماج المدرسي كان يحتضن هذه
الفئات فقط وفق برنامج خاص ،لكن هذا اإلدماج يترجم في طياته بعض الممارسات التمييزية للفصل
35
داخل نفس المدارس بين التالميذ ،إضافة إلى أنه كان ضيقا في مجال اإلعاقات الظاهرة ،ليبدأ مفهوم
اإلدماج بعدها في اتخاذ معنى جديدا ،أي "معنى الدمج ،وهو معنى يحيل إلى التربية الدامجة
والشاملة" (أحمد آيت إبراهيم ،سعيد الحنصالي )2021لجميع التالميذ في وضعية إعاقة ،وفي
وضعيات خاصة ،إضافة إلى أطفال اضطرابات التعلم ،وهنا موضوع اشتغالنا ،باعتبار هذه الفئة
حاضرة وبامتياز داخل الفصول الدراسية ،وتستدعي تدخال يتجاوز الطريقة الشاملة لكل تالميذ
الفصل ،والبحث في أسباب التعثر ،ولعل المشروع المتبنى من طرف الو ازرة الوصية دليل على
االلتفاتة لهذه الفئة ،التي غالبا ما كان يعزى فشلها في التحصيل إلى أسباب اجتماعية واقتصادية،
ليتم إعادة النظر في األسباب التي أسفر عنها التوجه نحو ضم هؤالء األطفال ضمن قائمة المستفيدين
من التربية الدامجة ،واستنادا إلى المرجعيات المؤسساتية والحقوقية التي تدعو إلى الحق في التعليم،
فقد أرست المادة 24من اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة ،مرتكزات ومعايير التعليم الجامع
والدامج ،الذي ييسر ولوج األشخاص إلى التعليم العام ،من خالل مراعاة االحتياجات الفردية بصورة
معقولة ،وتقديم الدعم الالزم ،في بيئات تربوية تسمح بتحقيق أقصى قدر من النمو األكاديمي
وقد عرفت منظمة اليونسكو التربية الدامجة بأنها " :تربية مبنية على حق الجميع في تربية
ذات جودة تستجيب لحاجيات التعلم األساسية ،وتثري وجود المتعلمين وألنها تتمحور بالخصوص
حول الفئات الهشة ،فهي تحاول أن تطور بالكامل إمكانات كل فرد .ولذلك يكون الهدف النهائي
للتربية الدامجة ذات جودة هو إنهاء جميع أشكال التمييز وتعزيز التماسك االجتماعي (مديرية المناهج
.)2019
36
وتعرفها منظمة إعاقة دولية بأنها " :تعني نظاما تربويا يأخذ بعين االعتبار في مجال التعليم
والتعلم ،االحتياجات الخاصة لكل األطفال واليافعين الموجودين في وضعية تهميش وهشاشة ،بمن
فيهم األطفال في وضعية إعاقة .إنها تستهدف إزاحة التهميش عن الجميع وتحسين شروط التربية
-ـ مبدأ المدرسة للجميع :على المدرسة أن تتسع لكل األطفال بتنوعهم وتعددهم وأن تنأى بنفسها
العدالة االجتماعية سنة ،2018إلى أن السياسات العمومية التربوية بالمغرب لم تتمكن بعد من أن
تشمل كل األطفال الذين يعانون من صعوبات اجتماعية ،ولم تستوعب كل أصناف الهشاشة.
سنة بعد ذلك ،أصدر المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي (الهيأة الوطنية
للتقويم )2019تقريره الموضوعاتي حول وضعية تعليم األطفال في وضعية إعاقة حيث أكد التقرير
أن هاته الوضعية هي نتاج لمجموعة من العوامل واالختالالت ،همت أساسا صعوبة الولوج لمختلف
أسالك ومسارات التعليم ،كما بين نفس التقرير أن المغرب سجل تأخ ار في تيسير ولوج آالف األطفال
37
في وضعية إعاقة ،لمنظومة التربية و التكوين مقارنة مع العديد من الدول األخرى .ليخلص نفس
التقرير إلى مالحظات مفادها أن األشخاص في وضعية إعاقة يشكلون الفئة االجتماعية األقل استفادة
من الخدمة التربوية والتكوينية ،وأنها األكثر عرضة لإلقصاء بما فيهم اإلناث في العالم القروي وأطفال
في وضعية إعاقة سمعية ،أو صعوبة في اإلدراك والفهم والتواصل أو التوحد.
وفي ذات اإلطار نظم المجلس األعلى للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي في المغرب
ندوة وطنية بتاريخ 26يونيو 2019من أجل االهتمام بتلك الفئة داخل المؤسسات التعليمية ،حيث
تم اعتماد شعار "من أجل مدرسة مواطنة ودامجة" في الدخول المدرسي .2020/2019وقد جاء
هذا التطور نتيجة اللتزامات المغرب الحقوقية اإلقليمية والدولية وكذلك من أجل تنفيذ مختلف المواثيق
سبق وأن فصلنا فيه سابقا .هذا االنتقال يشير إلى وجود أنماط تربوية سابقة لنمط التربية الدامجة،
والجدول أسفله يبين الفرق بين هذه النماذج المدرسية للتربية بحسب نوعية التعامل مع األطفال
38
التربية الدامجة التربية اإلدماجية التربية الخاصة التربية العادية
هذه األنماط التربوية تطورت بهدف إرساء حق التعليم للجميع في ظل الفروقات الفردية،
فقد نصت الرؤية االستراتيجية 2015ـ 2030التي وضعها المجلس األعلى للتربية
والتكوين على وضع مخطط وطني لتفعيل التربية الدامجة ،إذ اعتمدت ستة تدابير تتوخى تكوين
مدرسين متمكنين من التربية الدامجة .إضافة إلى توفير مساعدين للحياة المدرسية وتكييف االمتحانات
وظروف اجتيازها لفائدة التالميذ في وضعية اإلعاقة ،وتعزيز الشراكة مع القطاع الحكومي المكلف
بالصحة مع المجتمع المدني ،واالنفتاح على مؤسسات أجنبية إلرساء تكوينات في هذا المجال ومع
39
يأتي القانون اإلطار 51.17الذي صدر في الجريدة الرسمية تحت عدد 6805وبتاريخ
ملزمة تضع التعليم ضمن األولويات الوطنية واالستراتيجيات الكبرى .وتعتبر المادة 6من القانون
اإلطار ،51.17تحقيق أهداف إصالح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي وتحديدها المستمر
مسؤولية مشتركة بين الدولة واألسرة وهيئات المجتمع المدني ،والفاعلين االقتصاديين واالجتماعيين
كما يعتبر في مادته 19الولوج إلى التعليم المدرسي من قبل جميع األطفال البالغين سن
التمدرس إلزاميا ،ويقع هذا االلتزام على عاتق الدولة واألسرة وأي شخص مسؤول على رعاية الطفل
قانونيا.
وتؤكد المادة 20على أن تعميم التعليم اإللزامي بالنسبة لجميع األطفال البالغين سن
التمدرس يستلزم تعبئة الدولة لجميع الوسائل الالزمة وتعزيز شبكة الدعم لضمان مواصلة تمدرس
المتعلمين إلى نهاية التعليم اإللزامي ووضع برامج متكاملة ومندمجة للتمدرس االستدراكي لفائدة جميع
األطفال المنقطعين عن الدراسة ألي سبب من األسباب ،وسعيا باالرتقاء بالمنظومة التربوية وجعلها
منظومة دامجة وشاملة ،وتعزي از للجهود الهادفة إلى تحقيق المساواة في الولوج إلى المدرسة ،ودعم
تمدرس التلميذات والتالميذ في وضعية إعاقة وتأهيلهم وتيسير اندماجهم ،وتمكينهم من اكتساب
المهارات ،ووضع برنامج وطني يتمحور حول إجراءات وتدابير على الصعيدين المؤسساتي
والبيداغوجي .وفي هذا اإلطار صدر القرار الوزاري رقم 047.19في شأن التربية الدامجة بتاريخ
24يونيو .2019
40
وتهدف التربية الدامجة حسب القرار المذكور إلى تمكين كافة األطفال ذوي اإلعاقة من
االلتحاق بمؤسسات التربية والتعليم التي يرتادها أقرانهم والتعلم ضمن البيئة المدرسية التي توفر لهم
شروط النجاح ،من خالل تكييف التعلمات وطرائق وتقنيات العمل ،واالمتحانات اإلشهادية ،مع
قدراتهم وخصوصيات كل صنف .فضال عن توفير التأهيل المواكب في فضاءات متخصصة يرتادها
وقد حدد القرار الوزاري إحداث قاعة الموارد للتأهيل والدعم لتأمين خدمات خاصة للتالميذ
في وضعية إعاقة بهدف دعم تعلماتهم األساسية وإمدادهم ببعض العادات الفكرية والمهارات السلوكية
التي تؤهلهم أكثر لمتابعة األنشطة التربوية ،باإلضافة إلى الدعم الطبي والشبه طبي والسيكولوجي
والدعم البيداغوجي.
المشروع البيداغوجي الفردي :وهو أداة تعاقدية بين المتعلم والمدرس ،وباقي األطراف
األخرى المتدخلة ،ويحتاج بناؤه إلى عدد من اإلجراءات العملية والتقنية يقوم بها المدرس بمساعدة
جميع أعضاء الفريق التربوي وشبه الطبي المتعدد االختصاصات وهو يتضمن تعلمات أساسية مرتبطة
بما ينبغي اكتسابه ،وتعلمات داعمة ترتبط بما ينبغي تطويره لدى نفس المتعلم (أحمد آيت إبراهيم
.)2021
قاعة الموارد للتأهيل والدعم ،عبارة عن قاعة بالمدرسة يرتاده المتعلمات والمتعلمون في
وضعية إعاقة أو في وضعيات خاصة لفترة ال تزيد عن نصف اليوم الدراسي ،وتنطلق منها الخدمات
المتخصصة الداعمة بما يتناسب واحتياجاتهم وهي مجال داعم أساسي ،ألن األساسي هم قسم التربية
41
القسم التطبيقي
42
الفصل الثاني :منهجية البحث وأدواته
1الفرضيات :
من خالل هذه الفرضيات أود اإلجابة بشكل أولي عن األسئلة المطروحة سلفا ضمن فحوى
نفترض أن التربية الدامجة كمشروع ذا أهمية للنهوض بالمنظومة التربوية ،تبنته الو ازرة
الوصية لتحقيق اإلنصاف وتكافؤ الفرص في المدرسة العمومية ،قد شمل عنص ار مهما لمحاربة الفشل
الدراسي والرفع من التحصيل لدى فئات اضطرابات التعلم ،خاصة ذوي االضطرابات القرائية ،الذين
يعانون بصمت بين أقرانهم ويصارعون عدم قدرتهم على التمكن من كفاية تعد أساس التحصيل على
الفرضيات الفرعية:
الفرضية األولى :نفترض أن اضطرابات التعلم أدرجت في برنامج المشروع الرابع المندمج
الفرضية الثانية :نفترض أن المدارس الدامجة بالمديرية ،وضعت ضمن أنشطتها ،استفادة
الفرضية الثالثة :نفترض أن األساتذة واعون بسلبيات وتأثير عسر القراءة على التحصيل
الدراسي.
43
الفرضية الرابعة :نفترض أن جمعيات المجتمع المدني واألخصائيون الطبيون انخرطوا في
44
تبين الوثيقتين موقع مدينة مكناس ،وعدد سكانها الذي بلغ 835.695نسمة بعدما كان
سنة 520.428 ،2014نسمة ،ويرجع ارتفاع عدد سكانها لموقعها االستراتيجي الذي يجعلها قبلة
للوافدين من عدة مدن من المغرب ،فهي تقع في هضبة سايس على علو خمس مئة متر ،بين
األطلس المتوسط إلى الجنوب وتالل ما قبل الريف إلى الشمال .يعبر المدينة نهر بوفكران ،الذي
يفصل المدينة القديمة عن المدينة الجديدة ،وهي تتوسط منطقة فالحية خصبة ،وتعد من أكثر المدن
إنتاجا للمحاصيل الزراعية ،نظ ار لمناخها المناسب .كما تقع في ملتقى الطرق التجارية التي كانت
تربط بين عدة جهات مما جعل منها منطقة عبور واستقرار منذ عهد قديم.
قربها من عدة مدن كبرى جعلها قاطبة للمغاربة من جميع أنحاء البالد ،إضافة إلى كونها
مدينة تستقطب العائالت المهاجرة من القرى المجاورة بحثا عن فرص الشغل ،وبهدف القرب من
المؤسسات العمومية ،خاصة منها المؤسسات التعليمية التي تتوفر عليها المدينة من مدارس ابتدائية
إلى مؤسسات التعليم العالي .وتعد المدرسة العمومية موضوع اشتغالنا في هذا المشروع ،وغير خفي
عن البيان لما لالنتماءات الثقافية واالجتماعية من تأثير على تحقيق الجودة التي تنشدها برامج
المنظومة التربوية ،عبر المشاريع اإلصالحية التي تبنتها الو ازرة الوصية ،في مراحل متتالية تستحضر
الطفل كأساس العملية التعليمية التعلمية ،وسعيا لتحقيق هدف النهوض به والرفع من مردوديته ،عن
طريق تكييف التعليم وليس المتعلم ،وبلوغا لهدف المشروع موضوع دراستنا "لن نترك طفال خلفنا".
ويمثل الجدول أسفله معطيات مرتبطة بالمؤسسات التعليمية االبتدائية بمديرية مكناس برسم الموسم
الدراسي الحالي 2021ـ .2022
45
عدد أطر هيأة
اإلناث منهم عدد التالميذ عدد المؤسسات الوسط
التدريس
4841 27913 57894 102 حضري
(بوابة شفافية ،المديرية اإلقليمية لو ازرة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة بمكناس –
ما يهمنا أكثر في هذه الدراسة هي المدارس الدامجة بالمديرية ،والتي حددت إلى غاية شهر
ماي في 13مؤسسة عمومية موزعة بين أحياء مدينة مكناس ،ومدرسة واحدة بمدينة بوفكران .حيث
تقع إحداهن (مدرسة ابن رشد) بحي حمرية ،وأخرى حداة ضريح موالي إسماعيل (ابن عاشر) والتي
تقرب منها مدرسة اإلمام البخاري بالمشور الستينية ،اللة عودة ،ثم مدرسة عبد هللا الشفشاوني بحي
الزيتون ،قرب محطة سيارات األجرة المؤدية إلى "الهديم" ،مدرسة األندلس الواقعة بمنطقة الروامزين،
مدرسة موالي علي الشريف بحي صوريا طريق الحاج قدور ،مدرسة المسيرة الخضراء بحي سيدي
بابا ،مدرسة توالل بمنطقة توالل ،مدرسة الليمون الواقعة بالحي العسكري :البساتين ،مدرسة عبد هللا
كنون وعمر الخيام بحي السالم ،ويسالن ،مدرسة فاطمة الفهرية بحي كومباطا ،وأخي ار المدرسة
الدامجة ببوفكران :مدرسة زيري بن عطية بشارع الزالقة(.وثيقة من مكتب التربية الدامجة بالمديرية
46
3منهج البحث
يقوم البحث العلمي على أسس منهجية توخاها الباحث من بداية البحث إلى نهايته من أجل
تحري الموضوعية والدقة في النتائج ،وهو نشاط إنساني يأخذ صورة التقصي أو الفحص الدقيق بهدف
التوصل إلى حقائق أو قواعد عامة ،أو إلى تحقيق غايات وأهداف ،أي أن البحث العلمي بهذا يشترط
فيه االتسام "بالدقة والحياد وعدم التحيز وااللتزام بقواعد المنهج والموضوعية والوضوح والبساطة ،وهي
شروط يجب أن يلتزم بها كل من يحاول القيام بمثل هذا النشاط اإلنساني ،حتى يحتفظ لنفسه بالفارق
الذي يميز الباحث العلمي عن رجل الشارع( .علي عبد الرزاق جلبي.)2012 ،
وهذا ما أكد عليه "دوركايم " Durkheimفي كتابه قواعد المنهج في علم االجتماع إذ
يجب على الباحث عند دراسته لظاهرة اجتماعية ما ،أن يبذل قصارى جهده في مالحظة هذه الظواهر
من الناحية التي تبدو فيها مستقلة عن مظاهرها الفردية (محمود قاسم.)1977 ،
وبما أن مجال بحثي محدد مسبقا فإني التزمت بمنهجية وخطة تتماشى وطبيعة موضوع
البحث أال وهو المنهج الكيفي بمنطلق أن المنهج الكيفي يستقرئ الواقع ،ويق أر المستقبل ،ويدرس
اإلنسان ويفتح معه اتصاال مباش ار دون مسافات .يتسم هذا النوع من المنهج بالمرونة في البحث
واختيار األدوات المناسبة في الفهم والتفسير والتأويل ،وهو أكثر تأثي ار في الجهاز المفاهيمي والنظري
وقد اعتمدنا المنهج الكيفي في بحثنا لما تستدعيه الظاهرة المدروسة من المعاينة المباشرة،
قصد التحقق من الفرضيات ،لكن لمعرفة مدى شمولية وتوسيع المشروع موضوع الظاهرة ،فإننا ارتأينا
اعتماد المنهج الكمي باعتباره منهجا يمكن من اإللمام والدراسة في مجال موسع ،ويكسب الواقعة
47
االجتماعية عن طريق أدوات مضبوطة ،ويحول ما تم جمعه إلى أرقام ومعدالت إحصائية ،تمكننا
وإن كان المنهج الكيفي هو الطاغي في دراستنا الميدانية ،ألنه كما هو معروف له قدرة
الغوص والولوج في ذاتية المبحوثين لفهم وجهات نظرهم المختلفة ومتحكمات الوقائع االجتماعية.
فإننا ارتأينا مع التركيز على المنهج الكمي ،اعتماد المنهج الكمي لما استلزمه األفراد المبحوثين الذين
تم انتقاؤهم بطريقة عشوائية للتحقق من مدى صحة الفرضية المطروحة أو عدم صحتها.
واحدة أو أكثر ،وذلك مرهون بصالحية بعض هذه األدوات لبعض المواقف والبحوث عنها في غيرها،
وبالنواحي التي يدرسها في الظاهرة وأيضا وفقا لألسلوب أو الطريقة أو المنهج المستخدم في الدراسة.
وبما أننا اعتمدنا المنهجين :الكيفي والكمي ،في بحثنا ،مع التركيز على األول ،فإن أدوات
جمع المعطيات والبيانات تنوعت بين المالحظة المباشرة سعيا في التقرب من الجماعة المدروسة
أكثر ،وبالتالي الدخول في أدق التفاصيل في ممارسات أفراد هذه الجماعة .ثم هناك المقابلة باعتبارها
حسب موريس أنجرس " Morrisتقنية مباشرة تستعمل من أجل مساءلة األفراد ،ومساءلة الجماعات
بطريقة تسمح بأخذ معلومات كافية تهدف إلى التعرف على األشخاص المبحوثين" (موريس ،2006
ص.)97 .
48
وفيما لي دليل المالحظة:
بالرباط
زيارة المدارس الدامجة ومعاينة أنشطة قاعة الموارد للتأهيل والدعم الفعل
49
وقد اعتمدنا في بحثنا المقابلة الموجهة اعتمادا على دليل أعددناه سلفا ،خصصناه ألطر
المؤسسات الدامجة عبر أسئلة محدودة ومفتوحة قصد التوسع في دراسة التيمة .وبما أننا أردنا معرفة
مدى اهتمام الجهة المسؤولة ،بذوي الصعوبات التعلمية ومدى تفعيلها إلجراءات توسيع المشروع على
صعيد المؤسسات العمومية ،فقد ارتأينا اعتماد استبيان ورقي وزعناه على أربعين أستاذا في مختلف
المدارس العمومية بمديرية مكناس ،شملت أساتذة المجالين :القروي ( 18استمارة) والحضري (22
استمارة).
5عينة البحث
إن استخدام العينات في البحوث االجتماعية يتطلب االنتباه إلى عدة نقاط نظامية تتعلق
بأطر ووحدات وأنواع وأحجام العينات والمنطقة ،مع تحديد درجة تمثلها لمجتمع البحث الذي اختيرت
منه .وتصميم العينة يعتمد على موضوع البحث الذي يعزم الباحث القيام به ويعتمد على دقة
المعلومات التي يقوم الباحث بتحقيقها في بحثه .إضافة إلى اعتمادها على طبيعة المبحوث
فضال عن ذلك ،يجب على الباحث وهو يحدد حجم عينة "أن يأخذ بعين االعتبار درجة
الخبرة التي يتوفر عليها المستجوبون بخصوص الموضوع ،فكلما زادت خبرتهم بالموضوع إال وتقلص
وبما أن إشكالية بحثنا في موضوع محدد وفي مجال بارز وواضح ،فإن العينة بارزة ومحددة
مسبقا في دراستنا الكيفية ،لكن وفي ظل قياس مدى نجاعة البرامج المسطرة قصد الشمولية والتوسع،
50
فقد اضطررنا إلى اعتماد عينة عشوائية ،وزعت عليها استمارات ورقية لمقارنة ما نظر له بما هو
واقعي.
األطر التربوية بالمدارس الدامجة(التركيز على أساتذة المستويين الخامس و السادس) ،اعتمادا -
وإلغناء البحث اعتمدت مقابلتين مع أسرتي تلميذين من ذوي اضطراب القراءة. -
40أستاذ يشتغلون بمدارس عمومية بالمديرية اإلقليمية بمكناس ،وزعت عليهم استمارات من -
بينهم ثمانية عشر أستاذا يعملون بالمجال القروي ،واثنان وعشرون منهم في المجال الحضري.
مقابلة عن بعد بواسطة الهاتف ،مع أخصائية في تقويم النطق ،اللغة والصوت .تمت المقابلة -
بواسطة رسائل صوتية تتضمن األسئلة المطروحة ثم اإلجابات أيضا عبارة عن "أوديوهات"
في تطبيق "الواتساب" ،إضافة إلى مكالمة هاتفية مطولة أغنت الحوار مع األخصائية التي
مقابلة مباشرة مع الدكتور عبد اإلله المديني بمدينة الرباط ،وهو طبيب مختص في األمراض -
العصبية عند األطفال بمدينة الرباط .وسبب اختياري لهذا الطبيب لم يكن عشوائيا ،وقد كان
نتيجة الهتمامي المسبق بفئة اضطرابات التعلم خاصة عسر القراءة ،وسبق وأن قرأت له كتاب
صدر في السنة الماضية والذي عرفت من خالله أنه كان من ذوي عسر القراءة ،لذا كانت
51
مقابلتي معه كمختص شكال لكن ضمنيا استهدفته كمعسر قرائيا سابقا ،ألستشف من أجوبته
التجربة والتخصص.
تمت صياغة هندسة منهاجية سهرت عليها و ازرة التربية الوطنية والرياضة والتعليم األولي ،تهدف إلى
إرساء مقاربة بيداغوجية ناجعة لتدبير سيرورات التعلم والتلقين ،التي تالئم خصوصيات وحاجيات كل
حالة تخص األطفال في وضعيات خاصة ،بهدف تحقيق العدالة االجتماعية ونبذ اإلقصاء ،واحترام
االختالف ،وتحقيق المساواة وبالتالي النبل اإلنساني :أنسنة اإلنسانية التي تحدث عنها "ادغار موران
"Edgard morinفي كتابه تربية المستقبل ،أي تقبل اآلخر ،واعتباره باختالفاته" ،من المفروض
أن تشتمل التربية على تعليم أولي وكوني يختص بالشرط اإلنساني ...عليهم (أي البشر) أن يتبادلوا
االعتراف بإنسانيتهم المشتركة كإطار موحد لهم .عليهم أيضا أن يأخذوا بعين االعتبار ويحترموا
تنوعهم الفردي والثقافي .أن تعرف اإلنسان هو أن تموضعه داخل الكون ال أن تفصله عنه" (ادغار
موران .)1999
لهذه األسباب وبناء على عدة إحصائيات قام بها المجلس األعلى للتربية والتكوين ،تبنت
الو ازرة الوصية برنامج إصالح وفق الرؤية االستراتيجية 2015ـ ،2030والتي تمت ترجمتها إلى
مشاريع مندمجة في قانون إطار 51.17شملت ثالث مجاالت :اإلنصاف وتكافؤ الفرص (7
مشاريع) ،االرتقاء بجودة التربية والتكوين ( 7مشاريع) ،ثم التعبئة والحكامة ( 4مشاريع) (المذكرة
.)047 × 20ويشكل مشروع التربية الدامجة ،المشروع الرابع من حافظة المشاريع الو ازرية
52
المندمجة ،وكما سبق وأن أشرنا إليه مسبقا ،فقد تم اإلعالن عن تعميمه وتفعيله ،بقرار وزاري صادر
هذا المشروع يحمل في طياته دمج األطفال ذوي االحتياجات الخاصة ،وذوي صعوبات
التعلم ،والمنتمين إلى الفئات الهشة ،واألجانب ،ضمن برنامج دامج يهدف الرفع من مستواهم
التحصيلي على المستوى القريب وتحقيق االندماج االجتماعي على المستوى البعيد .وبناء على ما
وددنا دراسته في بحثنا حول حضور ذوي اضطرابات التعلم في برامج المشروع الرابع ،ارتأينا العمل
في مجال المديرية اإلقليمية بمكناس ،وإجراءات التفعيل والتنزيل بالمدارس الدامجة بداية وباقي
وهي األستاذة (كـ) رئيسة البرنامج منذ ثالث سنوات ،كما أقرت هذه األخيرة فإن المديرية عملت على
أجرأة هذا المشروع بداية ،استنادا إلى ما كانت تتوفر عليه من قاعات اإلدماج المدرسي (أنظر
الهامش)( ،)1وهي 17قاعة (تقول رئيسة المشروع) في المديرية اإلقليمية ،تتوزع بين المجالين
الحضري والقروي ،تستقبل ذوي االحتياجات الخاصة ،في قاعة داخل المؤسسة التعليمية ،لكن بمعزل
عن باقي المتعلمين ،ووفق برنامج خاص في إطار الشراكة مع جمعيات تهتم بهذه الفئات والتي تمول
من طرف و ازرة التضامن واألسرة ،لإلشراف على ذوي االحتياجات الخاصة ،فيما يتجلى دور المديرية
( )1اإلدماج المدرسي :هو االنتقال من نظام العزل لألطفال ذوو اإلعاقات إلى نظام اإلدماج
في المؤسسات العمومية في قاعة خاصة ووضع برنامج دراسي خاص بهم حتى
يتسنى لهم العيش في الحياة المدرسية والحياة العامة (الشافعي إسماعيل.)2010 ،
53
لكن بعد تنزيل المشروع الجديد ستتنقل الو ازرة الوصية من التربية اإلدماجية إلى التربية
الدامجة ،وصدرت مذكرة في الموضوع لتنزيل المشروع الرابع المندمج ،فانتقلت المديرية من قسم
اإلدماج المدرسي إلى قاعة الموارد للتأهيل والدعم تشرف عليها أستاذة تعينها اإلدارة ،كما توفر
التجهيز الديداكتيكي والمنهجي والمكتبي والمعلوماتي (رئيسة المشروع) ،ويبقى دور الجمعيات هو
توفير مربيات والمعالجة الطبية والشبه طبية للمتعلمين .لقيت المديرية اعتراضا من طرف الجمعيات
الشريكة التي قامت بعدة وقفات احتجاجية أمام المديرية اإلقليمية كما عملت على تعبئة اآلباء لمنعهم
من تسجيل أبنائهم في المدارس (حسب ما قالته المسؤولة) ،ألنها غير كفء لتأطير ابنائهم بمبرر
أن المسألة اقصاء وتمييز بدل الدمج الذي يتحدث عنه ،لكن بعدما اقتنعت أن المسألة مرتبطة
بمشروع وطني يهدف إلى توفير التمدرس لكل طفل ،كحق من حقوقه الذي أقرت بها المراسيم الدولية
(اليونسيف لرعاية الطفولة مثال) والوطنية (الدستور ،أطر مرجعية لو ازرة التربية الوطنية )...اضطرت
الجمعيات إلى تقديم مشاريعها وفقا لإلعالن الذي نشرته المديرية والذي يتضمن شروط قبول الشراكة،
والتي يشكل شرط االهتمام بذوي االحتياجات الخاصة بندا أساسيا .فعقدت المؤسسة 7شراكات مع
54
الجمعية المغربية ألطفال الثالثي الصبغي. •
فتم توزيع المؤسسات الدامجة على هذه الجمعيات حسب المدارس التي تتوفر على قاعة
الموارد للتأهيل والدعم ،إذ أنه خالل الموسم الدراسي السابق 2020ـ 2021جهزت 13قاعة،
وخالل هذا الموسم ( 2021ـ " )2022فنحن في طور تأهيل 13قاعة أخرى" (األستاذة رئيسة
المشروع) ،وفي كل موسم دراسي سيتم إضافة 13مؤسسة أي بمعدل 13قاعة في كل سنة لتوسيع
المشروع في جميع المدارس العمومية ،أو حسب األحواض في حالة تعذر توفير القاعة في بعض
المؤسسات.
وبالنسبة لألجرأة واستفادة األطفال قامت المديرية بحمالت داخل المؤسسات عبر مدراء
المدارس ،مع مطالبة األسر بتوفير ملف طبي ألبنائها ،ولمساعدة األسر المعوزة قامت المديرية
بحمالت طبية إذ بلغ عدد الحمالت 3حمالت في الموسم الماضي ،وحملة واحدة خالل هذا الموسم.
فقد شهدت العملية تعث ار لسببين :جائحة "كورونا" وعرقلة أما الموسم الدراسي 2019ـ 2020
الجمعيات التي حالت دون تحقيق تسجيالت كبيرة من هذه الفئة في المؤسسات العمومية ،لكن بعد
الحمالت التوعوية والطبية تمت عدة تسجيالت ،لكن فيما يخص عنصر اضطرابات التعلم خاصة
وعسر القراءة لم تشر األستاذة إلى تكوين خاص بالموضوع ،ما تم تسجيله في إحصاء ذوي
االحتياجات الخاصة هو أن عدد المسجلين في صفوف ذوي صعوبات التعلم لم يتجاوز 10تالميذ.
تم توزيع الجمعيات على المدارس الدامجة التي تشرف على قاعة كل منها أستاذة تعينها المديرية
بجدول زمني :ثالث حصص في األسبوع ،في حين تتكلف الجمعية بتوفير المربيات(ذوات تكوينات
في كيفية التعامل مع هذه الفئة ،حسب ما أدلت به إحدى المربيات بمدرسة عبد هللا الشفشاوني)
55
خالل الموسمين السابقين تقول الرئيسة أنه استطاعت المديرية توفير مرافق لتالميذ
المستويات اإلشهادية حسب الطلب المشروط بملف طبي يعرض على لجنة مختصة قصد الرفض
أو القبول طبعا بعد الفحص المضاد ،لمعاينة مدى حاجة المتعلم للتكييف ،تخصص لجنة محلية في
المؤسسة تتكلف بالمسألة ولجنة إقليمية بالمديرية تتدخل في حالة تعذر األمر للجنة المحلية .فيما
يخص التكوينات قامت المديرية بتكوينات لفئة من األساتذة في التربية الدامجة ،لكن لم يكن هناك
تكوينا خاصا بفئة أطفال (عسر القراءة) .أما تفاصيل الرقي بمستوى ذوي صعوبات التعلم فكان هناك
وقد قامت المديرية بتحديد الحصيلة المرحلية لتنفيذ المشروع برسم السنة المالية 2021
56
57
: 2أثر برامج قاعة الموارد على تعلم أطفال عسر القراءة
خصصت الو ازرة الوصية عبر الفاعلين في مشروع التربية الدامجة ،قاعة لموارد التأهيل
()2
الستقبال األطفال في وضعية إعاقة أو وضعيات خاصة من والدعم ،داخل كل مؤسسة دامجة
التمدرس ،وبما أن إشكاليتنا تصب في العنصر السادس من عناصر التربية الدامجة أال وهو
اضطرابات التعلم وحضورها في القسم الدامج ،دعت الضرورة إلى معاينة األمر مباشرة في المدارس
الدامجة بمكناس ،والتي كان عددها 13مؤسسة ،حسب ما حصلت عليه من معلومات من طرف
تتجلى أنشطة المؤسسة الدامجة ،حسب ما قاله المبحوث األول السيد (م) مدير مؤسسة
"ابن رشد" الدامجة ،في بعض األنشطة التي تقوم بها ممثلة جمعية أمل لتأهيل المعاق في إطار
الشراكة مع المديرية ،يستفيد منها تالميذ ذوو إعاقات بارزة ،تتجلى في بعض األنشطة الموازية ،إلى
جانب التأطير الطبي والعالجي الذي تقوم به طبيبة أخصائية في تقويم النطق ،والتي تتكلف الجمعية
الشريكة بإحضارها.
أما فيما يخص تالميذ اضطرابات التعلم فيقول السيد (م) إن المشروع ال زال فتيا وحاليا
الرؤية غير واضحة ،كما أن احصاء تالميذ ذوي اضطراب القراءة مسألة لم يتم التركيز عليها خالل
يوم التكوين الذي حظي به المدير ،تقول األستاذة (ش) أستاذة المستوى السادس "هناك حالة استعصت
معها جميع السبل ،يبلغ عمره 14سنة وال يستطيع قراءة كلمة ،ينتمي إلى فئة اجتماعية هشة اقتصاديا
( )2المؤسسة الدامجة :هي مؤسسة تتوفر على قاعة الموارد للتأهيل والدعم تستقبل
فيها ذوي االحتياجات الخاصة ثم ذوي االضطرابات التعلمية.
58
تقول األستاذة (م) :التلميذ (ع) ذو إعاقة فطرية وسيكولوجية فهو بليد ،ال ينتبه في القسم،
ربما ألنه ينتمي إلى عائلة فقيرة تعيش في غرفة واحدة ،أسرة غائبة عن المدرسة رغم تكرار االستدعاء،
بل أكثر من ذلك فهي تدفع ابنها إلى العمل بعد الخروج من الدرس".
تقول األستاذتين "ال دراية لنا بوجود إعاقات غير مرئية ،نصف ما نالحظه مباشرة ونحاول
بالنسبة لألستاذة (د) فقد ربطت أيضا الحاالت التي عاينتها من ذوي اضطرابات القراءة
بمسألة االنتماء االجتماعي واالقتصادي والثقافي ،بمبرر أن هناك فرق بين تالميذ درستهم في حي
شعبي بمكناس ،وتالميذ األحياء الغير شعبية ،تحضر الحاالت بكثرة في الصنف األول أي ذوي
االنتماء الشعبي ،الذين تغيب أسرهم عن المدرسة ،كما يغيب دورها في متابعة التحصيل لدى ابنها
خارج أسوار المدرسة .في حين أن األسرة المتوسطة تراقب واجبات أبنائها وتتواصل مع األساتذة مما
يؤثر باإليجاب على نتائجهم (المبحوثة أستاذة في المدرسة) .عرفت األستاذة تالميذ نجباء في الحساب
األستاذة (إ .ش) أستاذة من األساتذة الذين اهتموا في السابق بذوي االحتياجات الخاصة
في نظام اإلدماج المدرسي ،لتتوقف عن المهمة بعد تنزيل المشروع الرابع المندمج ،الذي سيشمل
جميع المؤسسات ،رغم تجربتها مع حاالت اإلعاقات البارزة ،إال أنها تقر بوجود ثالث تالميذ في
قصلها لم تستطع إخراجهم من اضطراب عسر القراءة ،التواصل مع األسر يقتصر على حضور األم
التي تشتكي قلة حيلتها ،وتربط مشكل ابنها بال مباالة األب" :هو قاري وسامح" (تقول إحدى األمهات
بنقل عن األستاذة) .الحاالت الثالث حضورهم في األنشطة الشفوية بارز ،يحفظون ما يتم ترديده
جماعيا.
59
أكد كل المبحوثين أن المشرفين على المشروع الدامج ،لم يثيروا مسألة إحصاء هذه الفئة
رغم أن المؤسسة ضمن الئحة المدارس الدامجة ،لم يستفد األساتذة من تكوينات في الموضوع ،ما
عدا األستاذة (أ .ش) التي حضرت ثالث أيام من التكوين في التربية الدامجة ،لم تتم فيها إشارة
نفس الشيء أدلى به مدير مدرسة "ابن عاشر" ،وكما سبقت اإلشارة إليه ،فالمؤسسة كانت
تتوفر على قاعة اإلدماج المدرسي ،تحولت بعدها إلى قاعة الموارد للتأهيل والدعم ،تشرف عليها
الجمعية المغربية ألطفال ثالثي الصبغي ،21التي عقدت شراكة مع المديرية اإلقليمية منذ سنة
،2007توفر مربيات طاقما طبيا للمعالجة ،إضافة إلى المشرفة المكلفة من طرف المديرية ،والتي
وجدتها يومها بالقاعة التي عاينتها مباشرة ،وما أثارني هو وجود فئات من األطفال ذوي الثالثي
الصبغي ،وارتكان الطبيبة المختصة أحد أركان القاعة مع أحد األطفال ،وباقي األطفال يتكلف بهم
المربيات تحت إشراف األستاذة المشرفة ،التي تقول بأن تجربتها مع هذه الفئة بدأت منذ 11سنة في
إطار اإلدماج المدرسي ،كلفت هذه السنة باإلشراف على بعض قاعات الموارد للتأهيل والدعم ،تلقت
تكوينا واحدا في التربية الدامجة ،تجربتها كانت من محض اجتهاداتها الشخصية ،فيما يخص
اضطراب عسر القراءة ،تقول إحصاء هذه الفئة العادية غير وارد حاليا ،والمشروع مختصر على ما
هو بارز فقط ،خاصة وأن أزمة" كوفيد "19أعاقت التنزيل الجيد للمشروع (تقول المشرفة ف) ،كما
أن األطفال المستفيدين من القاعة تتكلف الجمعية المشرفة بإحضارهم إلى المؤسسة ،باعتبارهم
منخرطون مما خول لهم التوفر على ملف طبي يسمح لهم بدخول هذا الفصل الدامج ،أما ذوو عسر
القراءة العاديون ال يمكن دمجهم في غياب ملف طبي الذي يعد شرطا أساسيا ،ما يعني مسؤولية
األسرة في عرض ابنها على مختص ،وهي مسألة تحتاج إلى وعي لتخويل الطفل حق االستفادة من
60
المشروع البيداغوجي الفردي وهو " :مشروع ينبني على خطوات ،يستهل بالتشخيص والتخطيط والتدبير
ثم التقويم ،يشارك في العملية كل من المدرس والفريق المتعدد االختصاصات ،واألسرة وجمعيات
المجتمع المدني ،ومدير المؤسسة ،والمفتش التربوي ،يتم تشخيص حالة المتعلم طبيا لتحديد نوع
القصور ،وما يمتلكه من إمكانيات ومعارف ومهارات ،قصد تحديد الكفايات واألهداف التعلمية المؤطرة
للتعلمات داخل كل مشروع بيداغوجي فردي .ثم ترجمة هذه الكفايات إلى مضامين مالئمة وتقنيات
متكيفة حسب صنف اإلعاقة ثم تقويم مدى تحقق النتائج للتدخل للمعالجة في حالة ظهور خلل"
بالنسبة لألستاذة (ف) تقول بأن األمر سيان ،حتى هذه الفئة ذات الثالثي الصبغي لديها
صعوبات قرائية( ،انت كتقلبي على أصحاب الدسيليكسيا ،راه حتى هاذو عندهم دسيليكسيا) ،من
خالل إجابتها يتضح أن الرؤية غير واضحة لألستاذة المشرفة ،والفصل واجب في الحالتين ألن
الفرق يتجلى في نوع الفئة ،فال يمكن االقتصار على ما هو ظاهر ،وعدم اعتبار الفئة األخرى التي
تكون مبهمة لدى جل األساتذة ،ولدى البعض مرتبطة باالنتماء األسري ،أو بالدة المتعلم.
استفادت األستاذة (م) كأستاذة في نفس المؤسسة من تكوين في التربية الدامجة ليوم واحد،
وهي مدة غير كافية للوقوف عند تفاصيل المشروع (تقول األستاذة) ،تقر بأن لديها 3تالميذ فشلت
معهم جميع المحاوالت ،وال يزالون يعانون مشكل القراءة ،رغم أنها حاولت استثمار تجربتها السابقة
في قسم اإلدماج المدرسي ،إال أنها لم تستطع الرفع من التحصيل لدى هؤالء التالميذ ،األسرة تخلي
نفسها من المسؤولية ،وأحيانا تربط فشل ابنها بعدم كفاءة األستاذ السابق .كما ال تلتزم بشروط العقد
البيداغوجي ،األم أحيانا هي من يجيب الدعوة ،لكن تقول "أنا معندي مندير لو ،باه ممسوقش".
61
هؤالء التالميذ ال يستفيدون من قاعة الموارد ،رغم أنهم يعانون اضطراب تعلم ،لم يتم اإلشارة
إلى إحصائهم رغم أنهم ينتمون إلى مؤسسة دامجة ،تقول األستاذة "خصهم ملف طبي" ،لكن دون أن
تتحمل المؤسسة مسؤولية التوعية ،خاصة وأن القاعة يقصدها ضيوف الجمعية المشرفة ،في حين
أنها مخصصة لدمج أطفال نفس المؤسسة مع االنفتاح على مدارس الحوض.
تعتبر األستاذة خطة الدعم األسبوعي الحل الوحيد لمحاولة إنقاذ هذه الفئة ،وإن استدعى
األمر تطوعا من طرف األستاذة للقيام بالدعم المؤسساتي خارج أوقات العمل ،ألن االكتظاظ يعوق
االهتمام بهذه الفئة داخل الفصل ،لذلك يجب تفريدهم بحصص إضافية (تقول األستاذة).
لألسرة كمؤسسة أولى في التنشئة االجتماعية أهمية ،وضرورة قصوى في مسايرة التربية
األكاديمية ،ألن دورها ال ينتهي بدخول ابنها باب المدرسة ،فاإلصالحات التربوية تستدعي الحضور
في مقابلة شفوية مع والدة التلميذ صالح الذي يدرس بالمستوى الخامس وهو يعاني كما
جاء على لسان األستاذة (ح) :اضطراب عسر القراءة رغم ذكائه ،أما والدته فهي تقول "ابني دائما
تتواصل األم باستمرار مع األساتذة ،دائما يسجلون نفس المالحظات عن ابنها الذي ال يساير
التحصيل الدراسي كأقرانه ،رغم أنه مكرر .حاولت األم التدخل بالخروج إلى العمل ،قصد تسجيله في
حصص الدعم الخارجي " ،كنخدم فالفارم ،وندابز جبتهم من زيان باش يقراو ،باه ممسوقش ،حيت
حلف كون ا دوبل هاد العام ،يخرجو أنا ضوبلت السوايع في الخدمة باش نخلص عليه السوايع ب
مائة درهم " .أما أستاذته فتؤكد بأنه ذكي ،مخترع صغير لكن عائق القراءة والكتابة أثر على تحصيله
62
الدراسي وأعاق تطوير قدراته داخل فصل يتعامل فيه مع جميع التالميذ بنفس الطرق ،يشارك في
األنشطة الشفوية ،خاصة في مادة النشاط العلمي ،حدثث األستاذة والدته وأخبرتها بأن ابنها ربما
لديه حالة تستدعي متخصصا ،وقد يكون من اطفال الديسليكسيا(االستاذة على علم بالعبارة لكن
تفاصيل التشخيص تجهلها ) ،لكن األم لم تستوعب األمر وتعاملت مع المعلومة باستغراب أو
استهزاء.
األم تطمح أن يحصل صالح على أدنى شهادة مدرسية ،ليتمكن من التسجيل في التكوين
المهني " ،مبغيتش يخرج من المدرسة يبقا ضايع راه كيكبر 14سنة".
أم تحلم بأبسط الشواهد ألنها تعتبر ابنها ليس من ذوي التميز ومتابعة الدراسة للحصول على
أعلى الدبلومات " ،نحن نحلم بأن يلتحق بالجيش"(،عن االم) حلم بسيط في ظاهره لكن ذو قيمة
لألسرة فهو منقذ لألسرة التي تعيش الفقر والهشاشة ،أسرة تعيش ضغوطات توفير المأكل و ايجار
المسكن ،فالرقي بالنسبة لها أن يحصل ابنها على الشهادة اإلعدادية ،ألنها تعترف بأنه أعلى ما
يجب أن يحصل عليه ألنه "مكلخ" ليس كأقرانه .يرى "روبيرت دريبن" بأن المواقف والوضعيات
المدرسية تمرر القيم األساسية أكثر من محتويات البرنامج وبالتالي تحقيق االستقاللية في تحمل
مسؤولية األفعال لدى األفراد .كما حدد كل من "بوولز وجينتيس" وظيفة المدرسة في :غرس التصرفات
األخالقية التي يتطلبها نظام انتاج هرمي غير متكافئ ،وانتاج قوة عمل قادرة على االنحناء لمتطلبات
النظام االقتصادي المبني على استقالل العامل ،وبالتالي اضفاء الشرعية بتعليم الصبر وااللتزام
والخضوع الذي يبرر التراتبية .هنا نقف عند ما سماه "فيليب جاكسون" بالمنهاج الخفي ،أي كل ما
يدرس في المدرسة دون أن يكون مدرجا في البرامج أو أن يشكل هدفا بيداغوجيا معتمدا بل هو وجه
للواقع المدرسي الذي تم تحديده مسبقا فكل سوسيولوجيا مدرسية باعتبارها تنشئة اجتماعية تعد
63
سوسيولوجيا منهاج خفي(.فوركان .)2008 ،Forquinفالمدرسة تعمل على تقوية فكرة أن هناك
مجاالت تكون حك ار على فئة معينة وميادين خاصة بالفئة الشعبية ،هذا الميز الذي تتعرض له هذه
الفئة الشعبية والطبقة العاملة ،يسمح بإنتاج وتعميق ثقافة معادية للمدرسة ،سماها " يول ويليس
"Paul willisب "ثقافة الورشة" ،التي تختلف عن ثقافة المدرسة التي تنبني على فكرة االستحقاق
الفردي وعلى النجاح الذاتي ،في حين أن ثقافة الورشة تنبني على التضامن الجماعي وعلى فكرة
القطيع ،إذ تدفع بالطبقات الشعبية إلى دفع أبنائها إلى الدخول الطوعي للعمل بدل متابعة الدراسة.
هذا االختالف ال يعوزه "ويليس" إلى الطبقة العاملة وأبنائها وإنما إلى النظام االجتماعي
والبيئة المدرسية التي تساهم فيها عوامل مختلفة ،منها غياب تكافؤ الفرص والعدالة االجتماعية ،وهي
فكرة متناسبة مع نظرية العدالة االجتماعية عند راوول " : Raoulالعدالة في مجتمع مبني على
فرق كبير بين والدة صالح وخطابها العامي ،ووالدة علي ،ذات المستوى الجامعي خطابها
كما قال " برنشطاين بازل "Basil Bernsteinيشبه خطاب المدرسة ،فأبناء الطبقات الوسطى
والعليا لغتهم منسجمة مع لغة المدرسة ،مما يسمح لهم باالبداع وبتطوير الرموز اللغوية ،عكس
الطبقات الشعبية فهناك فارق معرفي شاسع بين ما يتعلمونه في مؤسسة المدرسة وما يتداول في
مؤسسة األسرة .اكتشفت أم علي حالة ابنها بعد االمتحان الموحد اإلقليمي للمستوى السادس ،الذي
فشل فيه ابنها رغم أنه ذكي ،ويستوعب ما تشرحه له في المنزل ،ايقاعه مختلف عن زمالئه ،وهذا
( تقول األم) " ماال يفهمه األساتذة ،ابنها متفوق في التقويم الشفهي ،لكن المدرسة ال تراعي حالته
والتقويمات تكون كتابيه ،ايعقل لتلميذ يعاني عسر القراءة أن يطلب منه كتابة نصوص طويلة في
المنزل ،بدل من البحث على صيغ تناسب تفرده " .األسرة ميسورة ماديا ،حاولت البحث عن حلول،
64
لتعرف بعد زيارة مختص بالدار البيضاء أن األمر يتعلق بإعاقة غير مرئية بعد التشخيص ،مما
ساهم في ارتفاع المستوى الدراسي لالبن ،إنسانية األستاذ " تؤكد المبحوثة" ضرورية في هذا الوضع،
حدثتني إحدى األستاذات بكالم لن أنساه" تقول األم" عن ابني " مفشش ،كسول مبغاش يقرا ،أنا
ممشروطش علي ،أنا كنتخلص باش نقري ماشي باش نخدم شي خدمة كثر من هكاك".
اختزلت األستاذة قدرات االبن في االضطراب األكاديمي ونفت باقي علي :وهو ما تحدث
عنه ادغار موران بالفكر االختزالي "إن اختزال معرفة ما هو مركب في واحد فقط من عناصره ،نعتبره
وحده داال عليه ،يؤدي إلى نتائج وخيمة في المجال األخالقي أكثر من المجال الفيزيائي .والحالة
هذه ،يمكن القول بالتحديد إن هذا النمط المهيمن من المعرفة ،االختزالي والتبسيطي هو الذي يؤدي
إلى اختزال شخصية متعددة بطبيعتها في أحد خاصياتها .فإذا كانت هذه الخاصية إيجابية ،فمعنى
ذلك أنه سيتم تجاهل الخاصيات السلبية لهذه الشخصية .وإذا كانت سلبية ،فمعنى هذا أنه سيتم
تجاهل خصائصها اإليجابية .وفي كلتا الحالتين نحن أمام عدم الفهم(".ادغار موران .)1999،
ايقاع التحصيل الدراسي يختلف من شخص لآلخر ،ولكل فرد ميوله وتميزه في مكون دون
اآلخر ،مسألة التشخيص البيداغوجي قبل الصحي ،من أولى األولويات ،وإن استعصى األمر وتعقد
هنا يطرح السؤال أين؟ وكيف؟ ،أي تحديد موضع المشكل ونوع االضطراب ،وكيف يتم تجاوزه ،أو
التخفيف منه ،ومن يتكلف في حالة عجز إمكانيات األستاذ عن الكشف .تلكم أهم النقط التي وجب
65
3مدى وعي األساتذة بإمكانية تأهيل ذوي صعوبات التعلم بشكل
عام وبأطفال عسر القراءة بشكل خاص.
من خالل ما تم اإلدالء من طرف الجهة المسؤولة عن تنزيل مشروع التربية الدامجة ،فإن
المؤسسات التي تم تأهيلها خالل الموسم الدراسي ،2021هو ثالثة عشر مؤسسة ،مجال بحثنا والتي
اشتغلنا عليها في الدراسة ،وقد تم تحديد الحصيلة المرحلية إلى حدود 20نونبر ،2021في الوثيقة
التي حصلت عليها من المديرية( .الحصيلة المرحلية لتنفيذ المشروع برسم السنة المالية .)2021
وقد شملت أيضا برنامج العمل برسم السنة الدراسية ،2022الذي بني على أساس توسيع مجال
من هذا المنطلق ارتأينا توزيع استمارات على أربعين أستاذا ،في مختلف مدارس المديرية الغير
عدد سنوات عملهم عشر سنوات ،اآلخرون بين خمس سنوات وعشر سنوات أقدمية في العمل.
فيما يخص السؤال األول حول تمتالثهم حول عسر القراءة فيمكن توزيعها إلى فئات حسب
66
والجدول أسفله يبرز أهم التمثالث:
الفئة السادسة الفئة الخامسة الفئة الرابعة الفئة الثالثة الفئة الثانية الفئة األولى
9من المبحوثين. 6من المبحوثين. 3منهم. 9منهم . 3منهم(7,5 األغلبية (10
%22,5 %15 %7,5 22,5% (% أساتذة بنسبة
(25%
عدم فهم المقروء عدم القدرة على عدم القدرة على صعوبة في عسر القراءة عسر القراءة
والخلط بين الحروف تحويل المكتوب فك الشفرة القراءة رغم هو عدم قراءة هو صعوبة قراءة
إلى منطوق الذكاء الطبيعي الكلمة أو المكتوب
الجملة بشكل
سلس
الفئة األولى
الفئة الثانية
الفئة الثالثة
الفئة الرابعة
الفئة الخامسة
الفئة السادسة
من بين أربعين أستاذا وأستاذة ،ستة وثالثون منهم صادفوا تالميذ لم يتملكوا ،بعد سنوات من
الدراسة ،كفاية القراءة ،وباقي األساتذة أكدوا عدم مصادفتهم لمثل هذه الحاالت.
67
وقد أقر 32منهم بأن جميع السبل لم تنجح معهم لذلك صنفوهم ،ضمن الحاالت التي تحتاج
إلى تدخل مختص ،وباقي األساتذة ( )8استبعدوا ارتباط المشكل بحالة مرضية.
% 90 -من األساتذة أكدوا أنهم درسوا تالميذ ال يجيدون القراءة كأقرانهم.
-و % 80منهم أقروا بأن تلك الحاالت لم يفلح معها برنامج الدعم المسطر طيلة السنة داخل
الفصول الدراسية.
وفيما يخص السؤال المتعلق بتملك تلك الفئة من التالميذ لذكاء ملحوظ:
% 95 -من األساتذة ( 38أستاذ) سجلوا مالحظتهم حول أن هذه الفئة تملك ذكاء في مكونات
أطفال أذكياء
أطفال غير أذكياء
أكد أربعة منهم بأنهم استفادوا من تكوين حول التربية الدامجة .نظمته المديرية اإلقليمية .أي
بنسبة ،% 10أما % 90من األساتذة ينفون استفادتهم من أي تكوين أكاديمي في الموضوع.
68
نسبة تكوين األساتذة في التربية
الدامجة
أساتذة مكونون
أساتذة غير مكونين
وفيما يخص السؤال المتعلق بالتواصل والتفاعل بين األسرة والمدرسة لمعالجة المشكل:
واكد بعض األساتذة أن اهتمام األسرة لم يتجاوز توفير الساعات اإلضافية كحل تكميلي
للمدرسة.
أسرة مهملة
اهتمام بالساعات االضافية
عرض على أخصائي
لقياس مدى ارتباط العسر بالهدر المدرسي ارتأينا طرح التساؤل على األساتذة فأبرز االستبيان
مايلي:
69
21أستاذ عرفوا تالميذ غادروا المدرسة بسبب عدم تملكهم كفاية القراءة ،أي بنسبة % 25,5
وتسعة عشر أستاذ نفوا معرفتهم لتالميذ تركوا الفصول بسبب اضطراب القراءة أي بنسبة 47,5
.%
70
: 4المجتمع المدني ووزارة الصحة شريك فعال في المكونات
التربوية للمشروع الرابع المندمج:
االنفتاح على الشركاء من أساسيات األوراش اإلصالحية لمنظومة التربية والتكوين ،وذلك وعيا
منها بما لإلشراك من دور كبير في نجاح كل إصالح تربوي ،وعالوة على كون " هاته االستراتيجية
االنمائية سيساهم في التغلب على إكراهات إصالح النظام التربوي وفي ربح رهاناته ،والنهوض
وفي ظل المشروع الرابع المندمج من مشاريع القانون اإلطار ،51-17يستوجب انجاحه حضور
جمعيات المجتمع المدني ذات االهتمام بذوي االحتياجات الخاصة ،وبما أن موضوع بحثنا توجه نحو
موضوع اضطراب عسر القراءة باعتباره متضمنا ضمن عناصر المشروع كمستجد في الدمج
المدرسي ،فالجمعية المغربية للديسليكسيا ،كانت وجهتنا بهدف الوقوف عند دورها في المدرسة
تأسس الفرع في نونبر ،2020تجلت أنشطتها لحدود فترة المقابلة ،في القيام بحمالت
تحسيسية بالمدارس الخصوصية ،لتوعية األساتذة حول اضطراب عسر القراءة ،ومساعدتهم في اعتماد
المعايير الدقيقة التي وضعها المختصون ،لتحديد الفئة المعنية باإلعاقة الخفية ،والتواصل مع أباء
وأولياء أمورهم ،مما ساهم في تسجيل عدد ال بأس به في الجمعية التي مكنت األسر من التواصل
مع مختصين لتشخيص حالة ابنائهم ،ومتابعة الحصص العالجية ،بتكلفة مالية أقل من التعريفة
الرسمية للحصة ،خاصة وأن العالج يستوجب مصاريف مالية مهمة ،فبدل 2000درهم للحصة
71
األولى من التشخيص ،فالجمعية تساهم في تخفيضها إلى 1500درهم ،إضافة إلى 100درهم لكل
هدف الجمعية هو التعريف ب "الديسليكسيا " ،واضطرابات التعلم ،الذي لقي استحسانا من
البعض ورفضا من البعض اآلخر ،أحد اآلباء بعد إخباره بحالة ابنه كان رده" كفاش أنا طبيب ومراتي
معظم اآلباء يلجؤون إلى الساعات اإلضافية إال أنهم ال يحققون النتائج المرجوة ،والسبب هو عدم
وعي األسر باإلعاقة التي دائما تربط بما هو ظاهر ،وال يتقبل الحكم على سوي وذي ذكاء بارز بأنه
معاق.
أما فيما يخص المدرسة العمومية فالمشروع ال زال في طور التأسيس ،ألن الجمعية تواصلت
مع المديرية اإلقليمية بمكناس ،لكن وضعت شرطا لم تستحسنه وهو االشتغال في المؤسسات الدامجة
العائق الذي ال زال مطروحا هو أن الجمعية ال زالت في طور التشييد ،ولن تحصل على دعم و ازرة
بعد الحمالت التحسيسية ،الحظت الجمعية أن األمهات يشتكين معاناة أبنائهم من صعوبة
تعلمية ال يفهمونها ،رغم المجهودات ،أما بعض اآلباء فغير مبالين ،ومنهم من يرفض أن يقال عن
ابنه معاقا ،وهو في ظاهره سوي بل قد يكون ذكيا بشكل ملحوظ في مجال معين.
72
يجب توسيع نطاق التوعية في مجال المدرسة واألسرة وكل من له عالقة بالتربية والتكوين،
فيكفي أنه في االمتحان الجهوي للسنة الثالثة إعدادي ،استطاع أحد المنخرطين في الجمعية من
الحصول على مرافق في االمتحان ،بملف طبي بعد الفحص المضاد الذي قامت به اللجنة الطبية
في ال قبيبات ،تعرض هذا التلميذ للتعسف من طرف األستاذ المراقب ،الذي كان يحدث أحد زمالئه
على مسامع الطفل " ،راه معندو والو غير والديه شراولو المرافق ،والنقط فابور"...
ستعمل الجمعية على توسيع نطاق خدماتها في جميع المدارس العمومية مستقبال ،لتيسير
معالجة التالميذ خاصة بالنسبة لألسرة المعوزة ماديا ،وذلك بتوفير امكانية العالج بواسطة بطاقة
رامد ،حيث أن الجمعية تتعامل حاليا مع إخصائيين لتقويم النطق والحسي حركي " ،بيسيكولوك"
ونوروسيكولوك" .
عدد المستفدين من الخدمات 26تلميذا ،من بينهم حالة واحدة من المدرسة العمومية (االسرة
عن طريق قريب هو من تكلف بتسجيل التلميذ في الجمعية وليست المدرسة).إال أن العالج مكلف
جدا مما يعيق المواظبة على الحصص االسبوعية حتى في صفوف أبناء الطبقة المتوسطة ،وهذا
ما تهدفه الجمعية وهو التخفيف ماديا والتوعية باضطراب القراءة كإعاقة غير مرئية واضطراب من
اضطرابات التعلم.
حضور الطاقم الطبي ومجال الصحة ضروري لتفعيل برنامج التربية الدامجة ،وقد ارتأينا
73
ريم الزالغي أخصائية في المجال بمكناس تحدثت عن عسر القراءة :كاضطراب في التعلم
،والصعوبة على مستوى القراءة والكتابة والحساب ،وهو خلل على مستوى الدماغ في دراسة اللغة،
ويكون عند أطفال أسوياء ذوي ذكاء طبيعي ،وتابعوا دراستهم بانضباط .التشخيص يتطلب حضور
بالنسبة للحاالت الوافدة على العيادة ،تنتمي إلى أسر واعية بمشكل ابنها من خالل تحصيله
الضعيف ،أطفال المدارس الخصوصية كبيرة إضافة إلى بعض الحاالت التي يوجهها بعض األساتذة
الذين تكون لهم دراية بالدسليكسيا ،إلى أن اإلشكال هو التشخيص المتأخر وهو عائق أمام تسريع
العالج ،إضافة إلى قلة الوعي باالضطراب خاصة األستاذ الذي يعتبر عنص ار رئيسيا في التشخيص.
عسر القراءة ليس بإعاقة ،نعم تعيق التعلم ،لكن مع المعالجة تتالشى مع الزمن ،إال أن
بالنسبة لمدة العالج ال يمكن تحديدها ألنها مشروطة بمعايير :المتابعة وعدم التوقف عن
العالج ،سن اكتشاف العسر ،وقت التشخيص ،نوع االضطراب :اضطراب واحد أو متنوع ( قراءة
ضرورة احترام هذه المعايير ،ومسألة المتابعة والتكرار ضروري ألن هؤالء األطفال يتميزون
بالنسيان بسرعة النسيان وهذا ما أكدته التلميذة نورة التي تدرس بالمستوى الخامس "كيتنساو علي
الحروف".
ماديا المعالجة مكلفة حقا ،لكن حالة الطفل تستدعي تضحية األسرة إلنقاذ أبنائهم من معاناتهم
74
أطفال ترفضهم المدرسة أحيانا " ،تلميذ مكيقراش كيحطو االستاذ فالمقعد األخير ،وكيكلفو
بكتابة نص طويل وهو عندو مشكل ،المدرسة تضغط على األسرة ،بعض األساتذة كيقولوا لهم شوفو
لوالدكم مدارس خاصة ،حنا عندنا تالمذ كثار منقدروش نخدمو معهم بوحدهم ،أنا كنعذرهم نظ ار
لضغوطات االكتظاظ " (.ريم زالغي )2022يجب على األساتذة دعم هؤالء األطفال ولو بالقليل ،
نفسيا ،و بيداغوجيا بتكييف االمتحان حسب ايقاعه التعلمي ،اختيار امتحانات شفوية بدل الكتابية،
عدم اعتماد نفس المعايير في تصحيح االمتحانات ،تنويع طرق وتقنيات التنشيط...
التشخيص كما سبق وأن أشارت إليه األخصائية يحتاج إلى مبالغ مالية ما بين 1400درهم
تكلفة الحصة حسب الجهات بالنسبة لجهة فاس مكناس 150درهم للحصة وقد ترتفع في
بالنسبة للتربية الدامجة فهو مشروع يستوجب التوعية عبر تكوينات لألساتذة حول اضطرابات
التعلم ،وأن ال تقتصر على أساتذة المدارس الخاصة فقط التي تؤكد أن شاركت في دورات تكوينية
وبالنسبة للمقابلة الشفوية مع أخصائي في األمراض العصبية عند األطفال :الدكتور عبد
في تكوين الدماغ لدى الطفل منذ بداياته كجنين ،حيث عرف عسر القراءة "،باضطراب
تلتف خاليا الجهاز العصبي لتشكيل الدماغ .خالل هذا االنتقال يحدث ما لم يتم اكتشافه لحد اآلن،
75
فينجم عنه عسر القراءة .وهم أطفال لديهم إمكانيات للتعلم من رغبة وذكاء ،إال أنهم يعانون اضطراب
جهل األساتذة بالمشكل مسؤولية الدولة ألن %10من األطفال يعرفون عسر القراءة ،ومهمة
المعلم مهمة في التشخيص المبكر ،والتي بالطبع ال يجب أن تتجاوز تسجيل المالحظات المباشرة
وإخبار األسرة.
أما التكلفة المالية فال يجب أن تكون عائقا ،ألن األمر يستدعي المتابعة والتضحية كما هو
الديسليكسيا عسر يبقى مدى الحياة يتطلب التكيف وتوفير شروط تيسير التعليم عمال بشعار
الحاالت التي تقصد عيادة الدكتور يتم اكتشافها في المدرسة من طرف األساتذة ،لهذا يجب
على الجهة المسؤولة أن تعتمد مجزوءة في الموضوع خالل فترة تكوين األطر التربوية ،واألطباء ذوو
االختصاصات هم من يجب أن يتكلفوا بتدريسها ألنهم األدرى بالمعايير الدقيقة ليس من هب ودب
وبشهادة معينة يدعي كفاءة االلمام بتحديد االضطراب ونوعه(.عبد االله المدني ،الرباط ،يونيو،
.)2022
76
استنتاج عام
-التكوينات التي سهرت المديرية اإلقليمية للتربية والتكوين على القيام بها ،غير كافية ال زمنيا
و ال مفاهيميا ،لإللمام بالشكل الكافي بمشروع التربية الدامجة ،ألنها كانت عبارة عن عروض نظرية
لم توضح الرؤية للمدراء واألساتذة المرافقين ،كما لم يتم التفصيل في عنصر اضطرابات التعلم كفرع
من فروع المشروع الرابع المندمج ،فاقتصرت الرؤية لدى المكونين بأن المشروع موجه لذوي اإلعاقات
-قاعة الموارد والتأهيل ال ترقى إلى مستوى استقبال فئات تستدعي التفريد والتجريب ،ماعدا
شاشة التلفاز التي لم يتم وضعها بعد في كل القاعات الثالث عشر المحصية في الئحة المدارس
الدامجة ،ومن القاعات من ال تتوفر على وسائل تعليمية بسيطة ،خاصة القاعة الموجودة في مدرسة
عمر الخيام ،تجهيز ال يرقى إلى هدف الدمج المدرسي والرقي بمستوى المتعلمين المدمجين ،هناك
استثناء لوجود أركان المعالجة في مدرسة موالي علي الشريف .ووثيقة حصيلة 2021من المشروع
الى حدود شهر نونبر تثبث أن صفقة تأهيل قاعات الموارد غير مثمرة.
-المدراء الدامجون يعتبرون تفاصيل المشروع مبهمة وغير واضحة لدى البعض ،ولدى
البعض اآلخر يتعامل معها حسب ما فهم ،منهم من اعتبر الدمج هو اشراك التالميذ المدمجين وباقي
-الدورات التكوينية أكد جلهم بأنها لم تتجاوز لقاء تواصليا في السنة الماضية ،وخالل هذا
الموسم الدراسي االستفادة من ندوة علمية حول االضطرابات النمائية والتي أقر أحد المديرين بأن لغة
77
األساتذة المحاضرين معقدة ويصعب استيعابها(حسب قول أحد المدراء :مفهمناش الخطاب ديالهم
-األساتذة في المدارس الدامجة أغلبهم لم يتلقوا تكوينا في الموضوع ،قصد المساهمة في
التفعيل داخل المؤسسة ،ماعدا بعض األستاذات اللواتي رافقن المدراء في اللقاء السابق ذكره.
-لم يتم توجيه األساتذة إلى إحصاء تالميذ اضطرابات التعلم خاصة عسر القراءة لالستفادة
-الحمالت الصحية في مركز التفتح الفني من طرف المديرية ،لم تشمل سوى اإلعاقات
البارزة ،والسبب حسب الرئيسة المكلفة بالمشروع هو صعوبة التأطير الصحي الذي يشكل عائقا كبي ار
-المديرية اإلقليمية عقدت عدة شراكات مع جمعيات ذووي اإلعاقات الظاهرة (الئحة
-لم يتم عقد شراكة مع الجمعية المغربية للديسليكسيا ،والتي بدورها اقتصرت حمالتها
-أساتذة يجهلون أن تعثر المتعلم في القراءة رغم سنوات الدراسة ،قد يكون مرتبطا بمشكل
عصبي ،ولم يتلقوا أي تكوينات في الموضوع رغم وجود تلك الحاالت في جميع المدارس (عمرني
78
-اضطراب عسر القراءة سبب من أسباب الهدر المدرسي حسب ما أقر به األساتذة
-لجوء األساتذة للدعم المندمج كحل لعدم مسايرة هذه الفئة ،لم يحقق النتائج المرجوة عند
بعضهم.
-بعض األساتذة يعتبرون المعسرين قرائيا حاالت خاصة ،بعيدة عن مسؤولية األستاذ الذي
مهمته تمرير برنامج مسطر في المناهج الرسمية ،والو ازرة هي من يجب عليه التفكير في توفير فضاء
خاص بهم ،إذ ال يمكنهم كأساتذة تحديد سبب االضطراب في الحاالت التي يكون فيها المتعلم سويا
ذهنيا وجسديا.
-أسرة بين أم تحمل األب المسؤولية لعدم مباالته ،وأسرة تربط تعثر ابنها بالقدر(هادشي
اللي عطاه هللا) وأسرة غير مبالية وال تستجيب لنداء المدرسة ،وأخرى تحمل األستاذ والمدرسة
المسؤولية.
-استثناء ضئيل لبعض األسر التي تتدخل لتجد في الساعات اإلضافية حال لمثل هذه الفئة
وتلميذ واحد من المدرسة العمومية" ،فاالنتماء االجتماعي يعد شرطا وتذكرة لتحديد األولوية"(ماري
79
-االستفادة من أنشطة القاعة يستوجب شرطي :التوفر على ملف طبي ،ثم االنخراط في
-القاعات تستقبل وافدين من خارج أسوار المؤسسة ومن منخرطي الجمعية ،مع إقصاء
تالميذ المؤسسة الدامجة ،ماعدا بعض الحاالت التي ال تتلقى أي دعم طبي ،إذ االستفادة ال تتجاوز
اإلشراف البيداغوجي.
-غياب أطفال عسر القراءة في برنامج المشروع ،ماعدا تلميذا واحدا في مدرسة عبد هللا
الشفشاوني وتلميذة واحدة في مدرسة توالل ،لكن الدمج ال يشمل المتابعة الطبية ،ألن األسرة هي من
-األخصائيون يؤكدون على ضرورة التحسيس والتوعية بين صفوف األساتذة واألسرة ،حول
المعالجة الطبية ألطفال اضطراب القراءة ،ويقرون أيضا بأهمية األستاذ في البدايات األولى
للتشخيص.
إلعادة االعتبار لهذه الفئة التي تتطلب تكييف التعلم بدل تكييف المتعلم.
-أساتذة آخرون يؤكدون على أن هؤالء التالميذ لديهم ذكاء قد يصل إلى مستوى عال عند
البعض.
80
-أسر ال تتقبل فكرة المرض أو اإلعاقة الخفية لطفل سوي.
-رئيسة المشروع والمديرون الدامجون يؤكدون أن مشروع التربية الدامجة ال زال فتيا وال زال
في بداياته.
-من خالل المعاينة ،األقسام لم تتجاوز بعد اإلدماج المدرسي في جلها القتصار أغلبها
-اضطرابات التعلم كعنصر من عناصر التربية الدامجة لم يحظ باالهتمام في المشروع الرابع
المندمج ،رغم وجود حاالت في المدارس التابعة للمديرية سواء الدامجة منها أو التي لم تدمج بعد.
-مخطط توسيع المشروع الذي تتبناه المديرية ،لم يأخذ في الحسبان التهييء النظري للفاعلين
-المستوى الثقافي واالجتماعي واالقتصادي لألسر يتحكم في النهوض بهذه الفئة ،ومحاولة إيجاد
الحلول ،والذي أكد المتخصصون أنه مجدي ومثمر على مستوى التحصيل الدراسي.
81
خاتمة:
مما ال شك فيه ،فإن أي مشروع من مشاريع اإلصالح التربوية ،ينبغي أن يوضع بتخطيط
واع ومسؤول وتهييئ الفرص المناسبة للتفاعل والتكامل بين جميع األطراف المتدخلة فيه من سلطات
تربوية ،وإداريين ،وأطر تربوية ،وأطقم طبية وأسر وشركاء معنيين من جمعيات المجتمع المدني.
ومما ال شك فيه أن تفريد األستاذ بمسؤولية التعامل مع ذوي اضطرابات التعلم عامة ،و
ذوي عسر القراءة خاصة ،سيكون خطوة في اتجاه فشل تحقيق تكافؤ الفرص والجودة والتحصيل لدى
جميع التالميذ.
ومشروع التربية الدامجة فرصة إلنقاذ هذه الفئة من الهدر المدرسي الذي يكون مصير أغلبهم،
خاصة أطفال المدارس العمومية ذوي االنتماء االجتماعي الهش ،لذلك فمسألة الدمج الفعال لهذه
الفئة سيكون له إيجابية في نجاح االستم اررية التعلمية ،خاصة وأنهم ال يعانون إعاقة ذهنية أو أي
إعاقة ظاهرة تتطلب جهدا أكبر .وحالتهم حسب األخصائيين تتحسن بالمعالجة والتفريد في التعامل
مع المعلومة ،ولعل نجاح الدكتور عبد اإلله المدني ،كأحد األشخاص المصابين ب":الديسليكسيا"
خير دليل على ذلك ،لذلك ،ولتحقيق النتائج المرجوة من مشروع الدمج ،ال بد من توافر مجموعة من
-التعبئة الشاملة من أجل تهييئ المجتمع المدرسي للتعامل مع ذوي اضطراب القراءة
-إعادة النظر في المناهج والبرامج التربوية بما يتالءم وحاجيات األطفال وفروقاتهم الفردية،
وتنويع األنماط التربوية وطرق التدريس "فرانسوا دبيي،ماري دورو بيال،انطوان فريتو."2010،
82
-اإلعداد والتأطير الالزمان والكافيان ألطر التدريس في المدارس الدامجة ،وتزويدهم بأكبر
-توفير الخدمات الطبية الوقائية والعالجية للمعسرين قرائيا داخل المدرسة العمومية،
-التشخيص الدقيق لتحديد درجة االضطراب ونوعه بوضع الخطط اإلستراتيجية المبنية على
– تفعيل الشراكة الرباعية بين :و ازرة التضامن واألسرة +و ازرة الصحة +و ازرة التربية
الوطنية والتعليم األولي والرياضة +مؤسسة محمد الخامس للتضامن ،ضرورة ملحة للتفعيل الفعال
للمشروع.
واعتبا ار لكون التربية الدامجة مشروعا مجتمعيا شامال ،ال بد من وضع تصور متكامل يتجاوز
ما هو تقني وديداكتيكي إلى انخراط واع وفاعل من المجتمع عبر مشاريع مهيكلية هرميا ،متكاملة
ومنسجمة صعودا ونزوال ،انطالقا من المشروع المركزي الوطني ،مرو ار عبر المشاريع الجهوية
واالقليمية و مشروع المؤسسة ،وصوال إلى المشاريع التربوية الفردية التي يجب أال تستثني أطفال
اضطرابات القراءة ،دون إغفال دور األسر وجمعيات المجتمع المدني طبعا.
الئحة المراجع:
.1باللغة العربية
• وطفة علي أسعد ،الشهاب علي جاسم "علم االجتماع المدرسي ،بنيوية الظاهرة المدرسية
ووظيفتها االجتماعية" ،الطبعة األولى.2004 ،
83
• المدني عبد هللا ،اإلعاقات غير المرئية بين التعليم والصحة ،الطبعة األولى.2020 ،
• ديبي فرانسوا"،المواقع والخطوط :إعادة تفكير التفاوتات االجتماعية" ،ترجمة قاسمي كنزة
.2016،
• دوركايم اميل "،التربية األخالقية" ،ترجمة بدري محمد.1886 ،
• بورديو بيير ،باسرون جان كلود"،إعادة اإلنتاج :في سبيل نظرية عامة لنسق التعليم"،
ترجمة ترميش ماهر ،الطبعة األولى ،بيروت.2007 ،
• احجيج حسن ،فزة جمال" ،البحث الكيفي في العلوم االجتماعية نظريات وتطبيقات"،
فضاء آدم للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى.2019 ،
• حمداوي جميل" ،سوسيولوجيا النسق التربوي المغربي ،المدخالت -العمليات –
المخرجات" ،الطبعة األولى.2020 ،
• حمداوي جميل ،لزرق أسماء" ،البيداغوجيا الفارقية" ،الطبعة األولى.2020 ،
• جيدنز أنتوني "،قواعد جديدة للمنهج في علم االجتماع" ،ترجمة محي الدين محمد،
.2000
• جسوس محمد "،قضايا منهجية في البحث السوسيولوجي" ،دار المنهل.2019 ،
• دوركايم اميل "،قواعد المنهج في علم االجتماع" ،ترجمة قاسم محمود ،دار المعرفة
الجامعية.1988 ،
• أوالد الفقيهي عبد الواحد" ،الذكاءات المتعددة" ،تقديم أحمد أوزي ،الطبعة األولى،
.2012
• جلبي علي عبد الرزاق "،المناهج الكمية والكيفية في علم االجتماع" ،دار المعرفة
الجامعية.2012 ،
• زيات فاطمة" ،معلومات عن علم النفس المدرسي" ،مجلة الرئيسية ،يونيو.2021 ،
• صالح احمد زكي" ،علم النفس التربوي" ،الطبعة العاشرة.1972،
• غريب عبد الكريم" ،علم النفس المعاصر التيارات والمدارس" ،الطبعة األولى.2012 ،
• الهراس المختار" ،المناهج الكيفية في العلوم االجتماعية" ،منشورات كلية اآلداب والعلوم
اإلنسانية ،الرباط ،سلسلة ندوات ومناظرات ،رقم ،100مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء.2002 ،
84
• أنجرس موريس" ،منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية" ،ترجمة صحراوي بوزيد
وآخرون.2006 ،
• اليير برنار" ،اإلنسان الجامع" ،كتاب جماعي "علم االجتماع :من النظريات الكبرى إلى
الشؤون اليومية ،أعالم وتواريخ وتيارات" ،كابان فيليب ،دورتيه جان فرانسوا ،ترجمة حسن
إياس ،الطبعة األولى.2010 ،
• اليير برنا" ،علم متعدد األبعاد :تأمالت في وحدة العلوم االجتماعية" ،ترجمة السباعي،
دار أفاق للنشر و التوزيع مصر ،الطبعة األولى.2015 ،
• محمد نبهان يحيى "،الفروق الفردية وصعوبات التعلم".2008 ،
• لكرمات عبد الصبور" ،المنهجية الفردانية في سوسيولوجيا رايمون بودون" ،مجلة العلوم
اإلنسانية واالجتماعية ،العدد .51
• دوركايم اميل "،التربية والمجتمع" ،ترجمة وطفة علي ،دار معد.1990 ،
• الدليل األمريكي لإلحصاء والتشخيص لالضطرابات العقلية الجمعية األمريكية للطب
العقلي ،ترجمة الحمادي أنور.
• بشير دجاري" ،معايير تشخيص اضطرابات التعلم بين الدليل التشخيصي واإلحصائي
الرابع ( )DSM4والخامس (.2020 ،")DSM5
• أبو حالوة محمد السعيد "،صعوبات تعلم أم اضطرابات تعلم :المجال بين التسمية
المتعارف عليها والتسمية الجديدة" ،مجلة عالم الثقافة .2022
• البكري أمل ،عجوز ناديا" ،علم النفس المدرسي" ،الطبعة األولى.2011 ،
• "اإلطار المرجعي للتربية الدامجة لفائدة األطفال في وضعية إعاقة" ،مديرية المناهج،
.2019
• و ازرة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي" ،المذكرة رقم 20
.2020 ،047/
• ملف الشراكة لمنتديات اإلصالح ،رسالة التربية والتكوين ،العدد ،22 ،ماي.2006 ،
• البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات لتالمذة السنة السادسة ابتدائي والسنة الثالثة ثانوي
اعدادي.2019 ،
• دليل قاعة الموارد للتأهيل والدعم ،مديرية المناهج ،دجنبر.2020 ،
85
• بن يوسف حنان " ،مفاهيم أساسية حول صعوبات التعلم النمائية واألكاديمية" ،مجلة
المستقبل االقتصادي ،العدد الخامس.2017 ،
• الناكوع محمد" ،سوسيولوجيا تكافؤ الفرص في التعليم اإلبتدائي".2018 ،
• المطيلي أحمد ،علم النفس المدرسي :معالم نظرية وتطبيقية ،البيداغوجي ،العدد ،2،ماي،
.2015
• ايت ابراهيم أحمد ،الحنصالي سعيد ،مجلة رباط الكتب 25 ،ابريل.2021 ،
• أحماد نضال" ،البيداغوجيا الفارقية بين الوثائق الرسمية وسبل التنفيذ" ،مجلة البيداغوجي،
العدد 6 ، 5 ،أبريل.2019 ،
• زيمل جورج" ،الفرد والمجتمع" ،ترجمة احجيج حسن ،رؤية للنشر والتوزيع.2017 ،
• عبد الرحيم الزعول عماد" ،مبادئ علم النفس التربوي" ،دار الكتاب الجامعي ،الطبعة
الثانية.2012 ،
• فروم أريك" ،مفهوم اإلنسان عند ماركس" ،ترجمة رصاص محمد سيد ،دار الحصاد
للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى.1998 ،
• األزرق مصطفى صالح" ،علم النفس االجتماعي :اتجاهات نظرية ومجاالت تطبيقية"،
دار الفكر العربي ،الطبعة األولى .2013
• حمداوي جميل" ،مجزوءات التكوين في التربية والتعليم" ،مطابع إفريقيا ،الدار البيضاء،
.2014
• الغيالني محمد" ،دليل الوثيق العملي"2 ،
. 2باللغة الفرنسية
86
• Dubet François, Duru-Bellat Marie, Vérétout, « les Sociétés et leur
école, Emprise du diplôme et cohésion sociale », éditions du seuil,
2010.
• Forquin Jean Claude, « Sociologie du Curriculum », collection
« Paideia » 2008.
• Cherkaoui Mohamed, « Sociologie de l’éducation », PUF, Paris
France, 1ére édition, 1986.
• Sprenger-Charolles Liliane, Cole Pascale, « lecture et dyslexie,
Approche cognitive », 2émé édition, 2013.
• Golliet Odile, « La dyslexie, prise en charge à l’école et à la
maison », Tome 1, 2009.
• Habile Michele, « Dyslexie et troubles Dys, une nouvelle donne qui
pourrait tout changer » ,2021.
• Lenoble Evelyne, Durazzi Dominique, « Trouble d’apprentissage
chez l’enfant, comment savoir ? écouter, observer, aider », 2014.
• Anonyme, « difficulté d’apprentissage »,plateforme pédagogique de
l’université, Sétif 2, 2022.
• Boudon Rymond, « la logique du sociale, introduction à l’analyse
sociologique », 3éme édition, Paris, 1997.
• Gardner Howard, « les intelligences multiples », traduit par Clark-
Evans et autres, Paris 1996.
• Morin Edgar, « les sept savoirs nécessaires à l’éducation du futur »,
UNESCO, 1999.
• GRINSCHPOUN Marie-France, « Construire un projet de recherche
en sciences humaines et sociales :Une procédure de mise en lien,
2éme édition, Paris, 2014.
87
• Campenhoudt Luc Van, Quivy Raymond,avec la collaboration de
Marquet Jacques, « Manuel de recgerche en sciences sociales »,
4éme édition, Dunod, Paris, 1995, 2006, 2011.
مواقع إلكترونية-1
• http://www.aljabriabed.net/n68_08/afkih.htm
• http://www.modars1.com
• http://ae.Linkedin.com
• http://www.diwanalarab.com
88
الملحق
89
الملحق رقم :1دليل المقابلة مع رئيسة المشروع الرابع +اطر المدارس الدامجة
.3المهنة:
المحور األول :التدابير المتخذة من المديرية اإلقليمية لتفعيل المشروع الرابع المندمج
.1هل شرعت المديرية االقليمية في التدابير مباشرة بعد اإلعالن الرسمي من طرف الو ازرة في
يونيو 2019بشأن تفعيل مشروع التربية الدامجة ؟
90
.10نعلم أن من مستجدات التربية الدامجة شموليتها لفئة ذوو اضطرابات التعلم ،هل نظمت
تكوينات في الموضوع لفائدة األساتذة؟
-هل تلقى اساتذة المؤسسة تكوينا لمعرفة معايير تحيد األطفال الواجب ادماجهم؟
-هل تمت االشارة في التكوينات على نوع اضطرابات التعلم التي ستستفيد من المشروع ،وكيفية
االنتقاء؟
-هل المؤسسة منفتحة على االسرة؟ وهل لألسرة حضور في المشروع الدامج؟
91
-ما هي األنشطة التي تقام في القاعة؟ ومن المشرف عليها؟
-هل طلبت منك ادارتك احصاء هذه الفئة لإلستفادة من أنشطة قاعة الموارد التي تتوفر عليها
مؤسستكم؟
-هل يستفيد من تقويم خاص يراعي وضعيته أم التقويم يكون مشتركا بين جميع تالميذ الفصل؟
-هل تحقق الطرق التي تتعامل بها مع هذه الفئة تحسن في مستواهم الدراسي؟
92
الملحق رقم :2دليل المقابلة مع الشركاء الفاعلون.
معلومات عامة:
.3المهنة:
المحور األول :الجمعية المغربية للديسليكسيا "فرع مكناس" ومشروع التربية الدامجة
-ماهي مهامها؟
-هل أنتم من يبحث عن أطفال عسر القراءة أم األسر التي تبحث عنكم؟
-ما نوع األسر التي تنخرط في الجمعية :المستوى االجتماعي ،الثقافي ،االقتصادي؟
-ما نوع االستفادة من االنخراط في الجمعية :الخدمات التي تقدمها لمعسري القراءة بمكناس،
تسهيالت المواكبة؟
93
-هل الجمعية ال تفكر في االنخراط في مشروع التربية الدامجة بالمدارس الدامجة الذي يشمل عسر
القراءة؟
-هل أسفرت مبادرات الجمعية عن تحقيق التحسن على مستوى التحصيل الدراسي ألطفال
اضطرابات التعلم؟
-ما نوع األسر التي تقصد عيادتكم لمعالجة ابنائها من عسر القراءة؟
94
-هل تشتغلون مع المدارس الدامجة في إطار الشراكة مع المديرية اإلقليمية وجمعيات المجتمع
المدني لتفعيل المشروع الدامج؟
-ما هي توصياتكم للجهات المسؤولة قصد النهوض بهذه الفئة ومحاربة الهدر المدرسي؟
استمارة بحث
يندرج هذا االستبيان في إطار بحث تخرج ماستر المدرسة والتغير االجتماعي،وهو موجه ألساتذة
التعليم االبتدائي بمديرية مكناس ،نلتمس منكم ملء هذه االستمارة.
معلومات عامة
95
كيف تتعامل معهم ؟
.......................................................................................
...................................................................................
ال هل لديهم ذكاء في مكونات اخرى ؟ نعم
هل سبق لك أن عرفت بأن االمر يمكن أن يكون مرتبطا بحالة مرضية أوما يسمى
بالديسليكسيا؟
ال نعم
ال هل طلبت منك ادارتك احصاءهم لالستفادة من برامج التربية الدامجة؟ نعم
ال نعم
اذا كان الجواب بنعم هل تم التفصيل في اضطرابات التعلم خاصة منها القرائية واثارها على
التحصيل الدراسي؟
ال نعم
ال في حالة وجود حالة في الفصل تعاني عسر القراءة ،هل تتواصل(ي) مع األسرة؟ نعم
هل االجراءات التي تقومون بها تساعد على الرفع من التحصيل لدى هذه الفئة أم ترون بأن األمر
يحتاج الى تدخل متخصصين؟
..............................................................................
هل صافت في مسيرتك المهنية تالميذ انقطعوا عن الدراسة بسبب عسر القراءة ؟
96
ال نعم
شك ار لكم
الملحق رقم :4الئحة الجمعيات والمؤسسات الدامجة والمزمع دمجها خالل هذا الموسم
97
98
الملحق رقم :6مراسلة إحدى األستاذات المشرفات الى المديرية قصد تفعيل قاعة الموارد
الملحق رقم :7مراسلة من المديرية ألحد المديرين لتسلم تجهيزات قاعة الموارد تتضمن نوع التجهيز
99