Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

2023 - ‫ يوليو‬- 99 ‫العدد‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫ دورالدرايات الهيدروزراعية في ضمان استدامة املوارد الطبيعية والتأقلم مع‬:‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‬


‫ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺪﺭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﻳﺔ‬
‫ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ‬- ‫ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻃﺎﻃﺎ‬- ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺎﺕ ﻓﻢ ﺯﻛﻴﺪ‬
‫ املغرب‬-‫ إقليم طاطا‬- ‫التغيرية املناخية في واحات فم زكيد‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ :‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‬
The role of the hydroculture to guarantee the natural resources’sustainability according
‫ﻣﺮﻛﺰ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬ :‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‬
9 the climate changes in the Oases of FoumZguid, Tata province
‫ ﻣﺤﻤﺪ‬،‫ﻧﺒﻮ‬ :‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‬
‫ املغرب‬،‫ﻣﺸﺎﺭﻙ(الحسن الثاني الدارالبيضاء‬
‫جامعة‬/‫الدين‬ ‫محي‬،‫ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
.‫ﻣﺤﻤﺪ)ﻡ‬ ‫ﻣﺤﻰمحمد‬
.‫د‬.‫ أ‬- ‫ محمد نبو‬:‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ‬
Mohamed Nebbou• Mohamed Mouhiddine/Hassan II University 99‫ﻉ‬ of Casablanca, Morocco
:‫ﺍﻟﻌﺪﺩ‬/‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‬
‫ﻧﻌﻢ‬ :‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‬
2023 :‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‬
‫ﻳﻮﻟﻴﻮ‬ :‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‬
9 - 26 :‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‬
10.33685/1316-000-099-001 :DOI
Abstract: 1416040 :MD ‫ﺭﻗﻢ‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ :‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‬
This article seeks to determine the impact of the hydroculture slipped on the scarcity of natural
Arabic :‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‬
resources ; within Foumzguid oases/Tata region, for a better HumanIndex
understanding of the current crisis‫ﻗﻮﺍﻋﺪ‬
:‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬
context among
‫ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ‬Moroccan oases dealing
‫ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ‬،‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ‬ ‫ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬with climate
،‫ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻲ‬ changes
‫ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ‬ to meet
،‫ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ‬ the benchmark of faced
‫ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ‬ :‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‬

challenges (Economically, http://search.mandumah.com/Record/1416040


socially, environmentally and climatically).It aims to identify the:‫ﺭﺍﺑﻂ‬
important of accumulated local knowledge as a significant dimensions to face difficult climatic
conditions and the scarcity of natural resources, via ensuring its sustainability over centuries. This
local agricultural knowledge is in fact a result of human adaptation to climatic conditions of the
natural landscape and the absent of such local best practices affect strongly / negatively on these
oases current crisis according to previous posted reports and field studies results leads to
participate in direct interviews & observations and adopted technical forms.
Keywords: hydroculture, Adaptation, Oasis, Sustainability, FoumZguid, Natural Resources,
Climate Change
.‫ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬.‫ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‬2023 ©
‫ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬.‫ ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬،‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‬
‫ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬،‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‬
.‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‬
2023 - ‫ يوليو‬- 99 ‫العدد‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫والتأقلم مع‬
:‫الطبيعيةﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‬
‫ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ‬‫املوارد‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ‬‫استدامة‬
‫ضمانﺣﺴﺐ‬ ‫ﺑﻨﺴﺦراعية في‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‬ ‫الهيدروز‬ ‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩرالد‬
‫ﺑﻬﺬﺍرايات‬
‫ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ‬ ‫دو‬
‫ املغرب‬-‫ إقليم طاطا‬- ‫التغيرية املناخية في واحات فم زكيد‬ APA ‫ﺇﺳﻠﻮﺏ‬
‫ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺪﺭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ‬.(2023) .‫ ﻣﺤﻤﺪ‬،‫ ﻭ ﻣﺤﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬،‫ ﻣﺤﻤﺪ‬،‫ﻧﺒﻮ‬
The‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬
role of the hydroculture to guarantee the natural resources’sustainability according
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬.‫ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ‬- ‫ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻃﺎﻃﺎ‬- ‫ﻭﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺎﺕ ﻓﻢ ﺯﻛﻴﺪ‬
9 the climate changes in the Oases of FoumZguid,
1416040/Record/com.mandumah.search//:http ‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬ Tata.26province
- 9 ،99‫ ﻉ‬،‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
MLA ‫ﺇﺳﻠﻮﺏ‬
‫املغرب‬
‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ‬ ،‫البيضاء‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ‬ ‫الدار‬
‫ﺍﺳﺘﺪﺍﻣﺔ‬ ‫ﺿﻤﺎﻥ‬‫الثاني‬
‫الحسنﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺍﻳﺎﺕجامعة‬
‫ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﺯﺭﺍﻋﻴﺔ‬ /‫محي الدين‬
‫محمد "ﺩﻭﺭ‬ .‫د‬.‫ أ‬- ‫نبو‬
.‫ﻣﺤﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ‬‫محمد‬
‫ ﻭ‬،‫ ﻣﺤﻤﺪ‬،‫ﻧﺒﻮ‬
‫"ﻣﺠﻠﺔ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬.‫ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ‬- ‫ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻃﺎﻃﺎ‬- ‫ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺎﺕ ﻓﻢ ﺯﻛﻴﺪ‬
Mohamed Nebbou• Mohamed Mouhiddine/Hassan II University of Casablanca, Morocco
1416040/Record/com.mandumah.search//:http ‫ ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬.26 - 9 :(2023) 99‫ﻉ‬

Abstract:
This article seeks to determine the impact of the hydroculture slipped on the scarcity of natural
resources ; within Foumzguid oases/Tata region, for a better understanding of the current crisis
context among Moroccan oases dealing with climate changes to meet the benchmark of faced
challenges (Economically, socially, environmentally and climatically).It aims to identify the
important of accumulated local knowledge as a significant dimensions to face difficult climatic
conditions and the scarcity of natural resources, via ensuring its sustainability over centuries. This
local agricultural knowledge is in fact a result of human adaptation to climatic conditions of the
natural landscape and the absent of such local best practices affect strongly / negatively on these
oases current crisis according to previous posted reports and field studies results leads to
participate in direct interviews & observations and adopted technical forms.
Keywords: hydroculture, Adaptation, Oasis, Sustainability, FoumZguid, Natural Resources,
Climate Change
.‫ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬.‫ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‬2023 ©
‫ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬.‫ ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬،‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‬
‫ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬،‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‬
.‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‬
2023 - ‫ يوليو‬- 99 ‫العدد‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫دورالدرايات الهيدروزراعية في ضمان استدامة املوارد الطبيعية والتأقلم مع‬


‫ املغرب‬-‫ إقليم طاطا‬- ‫التغيرية املناخية في واحات فم زكيد‬
The role of the hydroculture to guarantee the natural resources’sustainability according
9 the climate changes in the Oases of FoumZguid, Tata province
‫ املغرب‬،‫جامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء‬/‫ محمد محي الدين‬.‫د‬.‫ أ‬- ‫محمد نبو‬
Mohamed Nebbou• Mohamed Mouhiddine/Hassan II University of Casablanca, Morocco

Abstract:
This article seeks to determine the impact of the hydroculture slipped on the scarcity of natural
resources ; within Foumzguid oases/Tata region, for a better understanding of the current crisis
context among Moroccan oases dealing with climate changes to meet the benchmark of faced
challenges (Economically, socially, environmentally and climatically).It aims to identify the
important of accumulated local knowledge as a significant dimensions to face difficult climatic
conditions and the scarcity of natural resources, via ensuring its sustainability over centuries. This
local agricultural knowledge is in fact a result of human adaptation to climatic conditions of the
natural landscape and the absent of such local best practices affect strongly / negatively on these
oases current crisis according to previous posted reports and field studies results leads to
participate in direct interviews & observations and adopted technical forms.
Keywords: hydroculture, Adaptation, Oasis, Sustainability, FoumZguid, Natural Resources,
Climate Change
‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫ملخص ‪:‬‬
‫تبحث هذه املقالة في موضوع مدى مساهمة تراجع الدرايات الهيدروزراعية املتأقلمة مع التغيرية املناخية‬
‫واملراعية لندرة املوارد الطبيعية وهشاشتها بواحات فم زكيد إقليم طاطا‪ ،‬بغرض فهم األزمة الراهنة التي تعيشها‬
‫الواحات املغربية والتحديات التي باتت تواجهها اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا ومناخيا‪ .‬وتهدف املقالة الوقوف‬
‫‪10‬‬ ‫على ما تراكم من درايات محلية متعددة ملواجهة الظروف املناخية الصعبة وندرة املوارد الطبيعية وضمان‬
‫استدامتها عبر قرون من الزمن في هذه الواحات‪ ،‬وتبيان كيفية مساهمة التخلي عن هذه الدرايات تحت تأثير‬
‫أسباب ومسببات مختلفة ومتنوعة في الوصول إلى األزمة الحالية لهذه الواحات‪ .‬وألجل ذلك تماالعتماد على‬
‫تقارير ونتائج دراسات وأبحاث سابقة ونتائج أبحاث ميدانية اعتمدت تقنية املالحظة املباشرة واملالحظة‬
‫باملشاركة واملقابلة واالستمارة‪ .‬وقد استخلص عقب الدراسة والتحليل أن الدرايات الزراعية بالواحات موضوع‬
‫هذه الدراسة هي محصلة لتأقلم اإلنسان مع طبيعة الظروف املناخية ملجاله ومع خصائص الندرة والشح التي‬
‫تميز موارده الطبيعية‪ ،‬وأن التراجع املستمر عن اعتماد هذه الدرايات سواء بالواحات األصلية أو الجديدة‬
‫ساهم في األزمة التي تعيشها هذه الواحات اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الدرايات الهيدروزراعية‪ ،‬التأقلم‪ ،‬الواحة‪ ،‬االستدامة‪ ،‬فم زكيد‪ ،‬املوارد الطبيعية‪،‬‬
‫التغيرية املناخية‪.‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫كانت أزمة الواحات املغربية وسبل تجاوزها والتأقلم مع التطورات املناخية موضوع دراسة وتحليل عدد من‬
‫األبحاث والدراسات الجغرافية‪ ،‬ومن ضمنها واحات فم زكيد‪ ،‬حيث وقفت هذه األعمال عند تحليل العوامل‬
‫واألسباب التي أدت إليها ومظاهرها املركبة وآثارها االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪ ،‬كما وقفت أخرى عند‬
‫البدائل املمكنة للتخفيف من هذه األزمة ومسبباتها واالستثمار في املوارد التي تزخر بها هذه املجاالت الواحية‪،‬‬
‫بما في ذلك تلك التي املوارد واملؤهالت لم تحظ باهتمام حتى اآلن كاملؤهالت السياحية والتراثية وغيرها‪.‬‬
‫ويالحظ أن هذه األعمال انشغلت في فهمها لألزمة الواحية بالعوامل الطبيعية والتحوالت البشرية التي همت‬
‫استعماالت األرض‪ ،‬كما أولت االهتمام في بحثها عن البدائل لتجاوزها والتأقلم مع التغيرية املناخية إلى استثمار‬
‫املؤهالت الطبيعية والبشرية في تنويع االقتصاد الواحي والنهوض بالسياحة الواحية‪.‬‬
‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫غير أن موضوع الدرايات املحلية املتأقلمة مع الظروف املناخية وندرة املوارد الطبيعية‪ ،‬وبشكل خاص‬
‫الدرايات الهيدروزراعية‪ ،‬لم تحظى باهتمام سواء في فهم وتفسير جزء من األسباب التي أدت إلى ما تعيشه هذه‬
‫الواحات من أزمات أو في طروحات النهوض بها وإعادة إحيائها كمدخل من بين مداخل أخرى الستعادة التوازنات‬
‫البيئية لهذا املجال‪ ،‬ومن تمت تجاوز األزمة االقتصادية واالجتماعية التي يعانيها‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫وتهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على هذا الجانب الذي مايزال في الحاجة إلى الدرس والتمحيص‪،‬‬
‫وذلك من خالل البحث في مدى مساهمة الواقع الحالي لهذه الدرايات املحلية في األزمة التي تعرفها الواحات‬
‫موضوع الدراسة‪ ،‬وتبيان صيرورة تشكل هذه الدرايات عبر زمن طويل من تفاعل اإلنسان الواحي مع خصائص‬
‫الندرة والشح الذي يعرفه املجال‪ ،‬وتوضيح حدود مساهمة انقطاع توارثها مابين األجيال في وضعية االختالل‬
‫البيئي الحالي جراء عوامل متعددة‪.‬‬
‫ولهذه الغاية تمت دراسة حالة واحات فم زكيد التي تقع ضمن املجال الترابي لجماعة فم زكيد بإقليم طاطا‬
‫التي يحدها من الشرق والشمال الشرقي والجنوب الشرقي جماعة ألوكوم‪ ،‬ومن الجنوب الغربي جماعة تيسنت‪،‬‬
‫فيما يحدها من الواجهة الشمالية الغربية جماعة تليت‪.‬‬
‫الخريطة (‪ :)1‬التحديد اإلداري للمجال املدروس‬

‫املصدر‪ :‬مونوغر افية طاطا ‪ 2013‬بتصرف‬


‫وقد اعتمد في تحقيق أهداف هذه املقالة‪ ،‬واإلجابة عن إشكاليتها‪ ،‬على منهجية جمعت بين البحث النظري‬
‫ومراجعة الدراسات السابقة من جهة‪ ،‬والعمل امليداني القائم على جمع املعطيات من املصالح اإلدارية‬
‫واالستطالع واملالحظة املباشرة ثم االستمارة واملقابلة‪ 1‬من جهة ثانية‪.‬‬

‫‪ 1‬العمل امليداني تم خالل الزيارات املتكررة للميدان في الفترة املمتدة من ‪ 2019-2016‬واعتماد استمارة حول املوضوع شملت عينة تضم ‪ 78‬فالحا‬
‫بهذه الواحات‪.‬‬
‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫‪ – 1‬تندرج واحات فم زكيد ضمن مجال يتسم ببنيوية قساوة املناخ وندرة املوارد الطبيعية‬
‫يسود بواحات فم زكيد مناخ شبه جاف يقوم على ضعف التساقطات وعدم انتظامها ومعدالت حرارة‬
‫مرتفعة‬
‫يسود بواحات فم زكيد مناخ شبه جاف يقوم على ضعف التساقطات املطرية السنوية‪ ،‬إذ ال يتعدى معدل‬
‫التساقطات السنوية ‪ 100‬ملم في السنة‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫كما يتميز بالتغيرية البيسنوية‪ ،‬يتضح ذلك من خالل املعطيات الواردة في الشكل (‪ )1‬بحيث يزيد في بعض‬
‫السنوات عن ‪ 100‬ملم في السنة كما حدث في موسم ‪ 2015/2014‬وموسم ‪ ،2010/2009‬فيما تعرف أغلبية‬
‫املواسم تساقطات مطرية تقل عن هذا املعدل كما هو واضح في الشكل بحيث تشهد بعض املواسم انعدام في‬
‫التساقطات‪.‬‬
‫الشكل (‪ :)1‬معدالت التساقطات المطرية البيسنوية بفم زكيد مابين ‪1990‬‬
‫و‪ 2016‬ب "الملمتر"‬

‫‪300‬‬
‫‪200‬‬
‫‪100‬‬
‫‪0‬‬

‫املصدر‪ :‬مركزاالستثمارالفالحي بفم زكيد ‪2019‬‬


‫ويسري عدم انتظام التساقطات املطرية في هذا املجال على توزيعها الشهري والفصلي أيضا‪ ،‬بحيث تتركز‬
‫معظم التساقطات خالل فصلي الخريف والشتاء‪ ،‬السيما شهور شتنبر‪ ،‬أكتوبر‪ ،‬نونبر‪ ،‬دجنبر ويناير‪ ،‬فيما‬
‫تبقى التساقطات التي تعرفها الشهور األخرى ضعيفة إلى منعدمة مما يجعل الفترة املطيرة باملنطقة ال تتعدى ‪4‬‬
‫شهور في السنة مقابل ‪ 8‬شهور جافة‪ ،‬وهو ما يعادل ‪ 3/2‬من السنة تعيش جفاف مناخيا في حيث ال تتجاوز‬
‫الفترة الرطبة مناخيا ‪ 3/1‬في أقص ى الحاالت‪.‬‬
‫كما يتميز مناخ املجال بارتفاع درجات الحرارة التي تصل أحيانا ‪ 50‬درجة في فصل الصيف‪،‬خاصة خالل‬
‫شهري يوليوز وغشت‪ ،‬فيما تنزل إلى ‪ 6‬درجات خالل فصل الشتاء‪ ،‬وبشكل خاص خالل يناير‪.1‬‬
‫وترتب عن هذه الخصائص ارتفاع في معدل التبخر السنوي بهذا املجال إذ يتراوح هذا املعدل في مجال درعة‬
‫التي تنتمي إليه هذه الواحات ما بين ‪ 2500‬و‪ 3900‬ملم في السنة‪.2‬‬

‫‪1Oudada .Mohamed‬‬ ‫‪, Désenclavement et développement dans le sud du Maroc : le cas des pays du BANI Thèse de doctorat en‬‬
‫‪Géographie ;université Aix-Marseille-Université de Provence . 2004 , p32.‬‬
‫‪2‬ا الحافيظ إدريس ‪ ،2015 ،‬املوارد املائية باملغرب‪ ،‬اإلمكانيات والتدبير والتحديات‪،‬ص ‪.224‬‬
‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫وقد سجل املعدل السنوي للتبخر‪ 2590‬ملم في السنة بمحطة طاطا الواقعة جنوب هذه الواحات خالل‬
‫الفترة ما بين ‪ ،2000-1994‬مع تفاوت في املعدالت املسجلة حسب الشهور بحيث سجل أعالها خالل شهري‬
‫غشت ويوليوز وأدناها في شهر نونبر بـ ‪70‬ملم‪ ،1‬ويزيد من حدة التبخر وارتفاع درجات الحرارة بهذه الواحات‬
‫هبوب رياح الشركي التي تهب على املنطقة خالل فصل الصيف‪ .‬وتعود هذه الخصائص املناخية السائدة‬
‫باملنطقة إلى عوامل طبيعية متعددة منها الوضع الطبوغرافي واملوقع الجغرافي وطابع القارية‪.2‬‬
‫‪13‬‬ ‫وانعكست طبيعة املناخ السائد بهذه الواحات على باقي الخصائص الطبيعية األخرى‪ ،‬السيما املوارد املائية‬
‫السطحية والباطنية والتربة والغطاء النباتي‪.‬‬
‫تتميز واحات فم زكيد بندرة املوارد املائية وضعف تجددها وشح في األراض ي الصالحة للزراعة‬
‫يهيمن على املوارد املائية السطحية بواحات فم زكيد طابع املوسمية من خالل فيضانات وادي زكيد ومياه‬
‫روافده املحلية املتمثلة في الشعاب واملسيالت التي تنحدر من سفوح األطلس الصغير الواقع شماال‪ ،‬ومن‬
‫سلسلة جبل باني الذي يخترق الحوض النهري لفم زكيد‪.‬‬
‫وتشكل هذه املوارد املائية مصدرلسقي األراض ي الزراعية بهذه الواحات‪ ،‬ومزودا للفرشات الباطنية‬
‫بمنخفض باني الشستي في عالية حوض فم زكيد‪.‬‬
‫ويطبع هذه الفيضانات التي تعرفها املنطقة‪ ،‬الفجائية وقصر مدة الجريان الذي يمتد لبضع ساعات من‬
‫الزمن بشكل عام مع بعض الفترات االستثنائية التي تدوم لبضعةأيام‪.‬‬
‫أما املوارد املائية الباطنية‪ ،‬فتتشكل من سدم مائية مطابقة للركيزة الجيولوجية األولية‪ ،‬فهي مياه موروثة‬
‫عن فترات زمنية مناخية رطبة وغير قابلة للتجدد وعميقة يتطلب استغاللها تكاليف باهضة‪ ،‬ومن سدم مائية‬
‫بليورباعية متجددة وتتطابق مع التشكيالت البليورباعية وتتميز بنفاذية بطيئة وطويلة املدى‪.‬‬
‫ويتأثر هذا النوع من السدم املائية بعامل النفاذية الضعيفة بحيث ال تتعدى نسبتها ‪ 7‬باملئة مع تفاوتات بين‬
‫املناطق‪ ،‬إذ تسجل إلى حدود ‪ 12‬باملئة باملنخفضات وتتراوح ما بين ‪ 2‬و ‪ 3‬باملئة في املجاالت املتضرسة‪.3‬‬
‫كما تتميز واحات فم زكيد بسيادة تربة فقيرة وضعف في عملية التترب جراء الظروف الطبيعية واملناخية‬
‫غير املساعدة‪ ،‬وقد أدت هذه الخصائص التي تميز أتربتها وعملية التترب بها إلى محدودية في األراض ي الصالحة‬

‫‪1Oudada .Mohamed‬‬ ‫‪, Désenclavement et développement dans le sud du Maroc : le cas des pays du BANI Thèse de doctorat en‬‬
‫‪Géographie ;université Aix-Marseille-Université de Provence;2004 ;p33.‬‬
‫‪2‬السلوي(عبد املالك)‪ ،‬السامي(عبد املجيد)‪ ،‬أوالطالب (أحمد)‪ ،‬أثر ظاهرة الجفاف والضخ املفرط للمياه على الفرشة الباطنية بواحات طاطا ورد‬
‫في تنسيق‪ :‬حسن رامو‪ ،‬عبد املجيد السامي‪ ،‬بوجمة بوتوميت‪ ،‬مصطفى ندرواي‪ ،‬سعيد توتاي" واحات املغرب الصحراوي ‪ :‬التراث الطبيعي والثقافي‬
‫وآفاق التثمين"‪ ،‬مركز الشباب الصحراوي لإلبداع االجتماعي‪ ،2017،‬ص ‪.181‬‬
‫‪3‬محي الدين (محمد)‪"1999 ،‬النظام الواحي بين تدهور املوارد الطبيعية وضعف املؤهالت البشرية والسياحية‪ :‬حالة واحات فم زكيد بدرعة السفلى‬
‫ورد في "السياحة في امليزان" سلسلة الندوات رقم ‪ ،11‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية مكناس‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫للزراعة التي تنتشر كأشرطة ضيقة على ضفتي وادي زكيد حيث على أساسها تشكالت هذه الواحات‪ ،‬فضال عن‬
‫أراض ي املعادير (مجاالت فيضية) التي تستغل خالل الفترات املطيرة‪.‬‬
‫‪-2‬الدرايات الهيدروزراعية بواحات فم زكيد محصلة لتأقلم اإلنسان مع قساوة املناخ وندرة املوارد‬
‫الطبيعية‬

‫‪14‬‬ ‫تشكل الواحات املغربية التي تعد واحات فم زكيد جزء ال يتجزا منها‪ ،‬ثمرة تفاعل بين اإلنسان الواحي‬
‫ومحيطه البيئي‪ ،‬فقد تمخض عن إدراك اإلنسان لخصائص مجاله الطبيعي بمقدمة الصحراء عبر قرون من‬
‫الزمن كسب معارف ومهارات وخبرات متعددة ومتنوعة مكنته من درايات هيدروزراعية ساعدته على االستثمار‬
‫في خاصيات الشح والندرة من أجل تلبية حاجياته وضمان استمراريتها عبر األجيال‪.1‬‬
‫وتكمن هذه الدرايات الهيدروزراعية التي كسبها اإلنسان بواحات فم زكيد في ما تراكم من تقنيات وأساليب‬
‫للتأقلم مع قساوة الظروف املناخية‪ ،‬كالشح في التساقطات املطرية والتغيرية السنوية والفصلية والشهرية في‬
‫كميات هذه التساقطات وتذبذب الحرارة بين فصل وآخر‪ ،‬وكذا ما يتولد ذلك من قوة معامل التشميس‬
‫والتبخر والنتح إلى جانب عدوانية الرياح‪ ،‬خاصة ما يعرف برياح الشركي التي تهب على املجال خالل فصل‬
‫الصيف بشكل أساس‪.‬‬
‫كما تبرز هذه الدرايات في ماتراكم من مهارات ومعارف في التأقلم مع ندرة املوارد الطبيعية وموسمية املوارد‬
‫املائية السطحية وفجائيتها وشح املياه الباطنية وضعف تجددها وعدم انتظامها املجالي وضعف التربة‬
‫الصالحة للزراعة وعطوبيتها إلى جانب ندرة الغطاء النباتي وعدم انتظامه في الزمان واملكان وهيمنة التشكيالت‬
‫النباتية الجفيفية واإللفحجرية‪.‬‬
‫وتنقسم هذه الدرايات املكتسبة في التأقلم مع هذه الظروف املشار إليها سلفا بواحات فم زكيد إلى درايات‬
‫زراعية وأخرى هيدروفالحية‪.‬‬
‫‪ -‬غراسة شجر النخيل دراية زراعية للتأقلم مع قساوة املناخ وندرة املوارد الطبيعية بالواحات وخلق‬
‫منيخات محلية‬
‫استطاع اإلنسان الواحي نتيجة الخبرة والدرية بظروف مجاله أن يدخل شجر النخيل ضمن املغروسات‬
‫بعدما كان هذا النوع يندرج ضمن التشكيالت النباتية الطبيعية‪ ،‬بل مثلت شجرة النخيل الركيزة األساسية‬

‫‪1‬الفاس ي (إدريس )‪،2016،‬التوازنات البيئية بواحات الجنوب املغربي ورد في 'تنسيق ‪:‬املختار األكحل‪ ،‬عبد العالي فاتح‪ ،‬محمد حنزار' تنظيم وتهيئة‬
‫املجال الريفي باملغرب‪ :‬تدخالت وأبحاث‪ ،‬منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط‪ ،‬املعهد الوطني للتهيئة والتعمير‪ ،‬معهد الدراسات‬
‫اإلفريقية‪، .‬ص‪.209‬‬
‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫لبنية املزروعات بالواحات ودعامة داخلية لتوزانها البيئي‪ ،‬فباإلضافة إلى الوظيفة االقتصادية واالجتماعية‬
‫لشجرة النخيل‪ ،‬فهي تؤدي وظيفة إيكولوجية بالغة األهمية من خالل مساهمتها في التخفيف من قساوة‬
‫العوامل املناخية‪ :‬الحرارة املرتفعة والتبخر القوي وقوة التشميس والرياح الحارة أو الجافة التي تتردد على‬
‫املجال‪.‬‬
‫وقد ساعدت عملية إدخال غراسة النخيل وإدماجها ضمن بنية املزروعات الواحية على خلق منيخات‬
‫‪15‬‬ ‫محلية مكنت منتوفير ظروف بيئية وايكولوجية لتشكل األتربة الصالحة للزراعة واملحافظة عليها واملساهمة في‬
‫التأقلم مع ندرتها وعطوبيتها وكذا ندرة املياه وعدم انتظامها‪.‬‬
‫كما أن الفالح الواحي عبر درايته تمكن من التخفيف من اآلثار املترتبة عن شيخوخة هذه الشجرة والحرائق‬
‫وآثار الفيضانات واألمراض الطفيلية التي تصيبها كالبيوض وغيره اعتمادا على ما اكتسبه من تقنيات في عمليات‬
‫تجديد وتشبيب حضيرة النخيل لتعويض التراجع الناجم عن ذلك‪ ،‬الش يء الذي ساهم في جعل الواحات في‬
‫توزان مستدام لعقود من الزمن‪.‬‬
‫‪-‬الطباقة النباتية دراية زراعية للتخفيف من حدة التبخروعدو انية الرياح‪:‬‬
‫اعتمد اإلنسان الواحي على نظام نباتي قائم على ثالث طبقات‪ :‬األولى تتألف من النخيل‪ ،‬الثانية تتشكل من‬
‫األشجار املثمرة األخرى‪ ،‬والثالثة تقوم على املزروعات الفصلية من حبوب وقطاني وخضروات ومزروعات‬
‫علفية‪.‬‬
‫وقد لجأ إلى ذلك ملواجهة ندرة األراض ي الصالحة للزراعة كخاصية بنيوية لهذه األوساط ما قبل الصحراوية‪،‬‬
‫بحيث تم االعتماد على البناء العمودي للمشارات الزراعية بدل االمتداد األفقي حتى يتمكن اإلنسان من تلبية‬
‫حاجياته اليومية والفصلية والسنوية‪ ،‬مع مراعاة إكراه ندرة التربة الصالحة للزراعة بهذه املجاالت وللتخفيف‬
‫من اآلثار السلبية لقوة التشميس الذي يؤدي إلى تملح األراض ي الزراعية نتيجة التبخر القوي الناجم عن‬
‫درجات الحرارة املرتفعة‪.‬‬
‫كما تكمن أهمية الطباقة النباتية في الدور الهام الذي تلعبه للمحافظة على مياه السقي النادرة والتخفيف‬
‫من تبخرها جراء قوة التبخر‪ ،‬فضال عن أهميتها في الحد من اآلثار السلبية لهبوب الرباح‪ ،‬السيما القارة والحارة‬
‫خالل فصلي الشتاء والصيف على املزروعات التحتية وحمايتها وكذا حماية األتربة من التدرية والتراكم‬
‫الريحيين‪.‬‬
‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫‪-‬التدبير الجماعي ملياه الري دراية هيدروفالحية للتأقلم مع ندرة املوارد املائية ومع الالنتظامها املجالي‬
‫والزماني‪:‬‬
‫دفع إدراك اإلنسان الواحي لندرة املوارد املائية وضعف تجددها وتباينها املجالي وتذبذبها الزمني إلى إبداع‬
‫أساليب للتأقلم معها كإكراه طبيعي بنيوي في املجاالت قرب صحراوية عموما‪ ،‬مما تولدت عنه درايات‬
‫‪16‬‬ ‫هيدروفالحية في إدارة وتدبير ندرة مياه الري وتدبدب صبيبها الفصلي والسنوي تم توارثه وتطويرها عبر األجيال‪.‬‬
‫وقد شكل التدبير املشترك والجماعي للموارد املائية بهذه الواحات صورة عن هذه الدرايات املكتسبة في‬
‫التعامل مع ندرتها وعدم انتظامها‪.‬‬
‫ويرتكز هذا التدبير الجماعي املشترك للموارد املائية بواحات فم زكيد على عدة عناصر هي‪:‬‬
‫‪ -‬تبني وسائل جماعية مشتركة في تعبئة املياه الجوفية املوجهة للري التي تبرز أساسا في الخطارات والعيون‪.‬‬
‫‪ -‬مد قنوات جماعية لنقل مياه الري من مجاالت الوفرة بعالية األحواض إلى مجاالت الندرة بالسافالت عبر‬
‫تشييد السواقي الرئيسية على امتداد عشرات الكيلومترات من املنبع إلى املشارات الزراعية‪ ،‬وبناء صهاريج لجمع‬
‫وتوزيع املياه على املشارات حسب حاجتها للماء‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد أعراف وتقاليد جماعية في ضبط وتقنين استعمال املاء وتوزيعه‪ ،‬وبناء السواقي وصيانتها بشكل‬
‫دائم‪ ،‬وتهيئة قنوات ري املشارات الزراعية لتأقلم مع ندرة املوارد املائية وضعف تجددها وتغيريتها الفصلية‬
‫والسنوية‪.‬‬
‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫إن الحفاظ على هذه الدرايات الزراعية املتراكمة عن اختبار اإلنسان الواحي لطبيعة ظروف مجاله مناخيا‬
‫وطبيعيا‪ ،‬وإدارة الندرة في املوارد الطبيعية من ماء وتربة نبات وقساوة في الظروف املناخية‪ ،‬وإدراكه إلكراهاتها‬
‫على حاجياته اليومية والفصلية والسنوية‪ ،‬وما يقتضيه ذلك من مراعاة لها في تهيئة املجال الواحي‪ ،‬وفي اختيار‬
‫‪17‬‬ ‫املزروعات املالئمة واملتأقلمة وإبداع التقنيات والوسائل املتماشية معها في حصاد مياه الري وتوزيعها‪ ،‬هو ما‬
‫جعل واحات فم زكيد تضمن استدامتها وتحافظ على توازنها البيئي الهش على مدى عقود من الزمن‪.‬‬
‫‪ -3‬دورتراجع الدرايات الهيدروزراعية في األزمة السوسيو اقتصادية والبيئية بواحات فم زكيد‪:‬‬
‫تبرز العديد من الدراسات واألبحاث أن الواحات املغربية تعيش أزمة متعددة األبعاد االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبيئية وغيرها‪ ،‬وتذهب في تفسيراتها لذلك إلى تقاطع عوامل متعددة ومتنوعة‪ ،‬وتركز أساسا على‬
‫اإلكراهات املناخيةكتردد ظاهرة الجفاف املناخي وحدته ومرض البيوض وآثاره السلبية‪ ،‬ومنها ما يرتبط باألزمة‬
‫الهيكلية املترتبة عن آثار الضغط الديمغرافي على املوارد الطبيعية بهذه الواحات في مقابل مجهرية األراض ي‬
‫الزراعية ونقص املوارد املائية وضعف تجددها وما تولد عن ذلك من اتجاه نحو استنزاف الفرشات الباطنية‬
‫والتوسع على املحيط الحيوي لهذه الواحات ثم مفعول التصحر واإلرمال‪.‬‬
‫غير أن هذه األطروحات التفسيرية ألزمة الواحات باملغرب‪ 1‬لم تولي األهمية بشكل كاف إلبراز محورية التخلي‬
‫عن الدرايات املحلية الهيدروزراعية في تفسير هذه األزمة‪ ،‬بالنظر للدور املحوري الذي لعبته في تشكل الواحات‬
‫واستدامتها‪ ،‬من خالل تأقلم اإلنسان الواحي مع الظروف الطبيعية بشكل عام‪ ،‬ومع التغيرية املناخية وضمان‬
‫استدامة املوارد الطبيعية لقرون من الزمن‪ ،‬حيث يتضح من دراسة وتحليل األزمة التي تعيشها واحات فم‬
‫زكيد‪ ،‬أن تردي وضعية منظومة الدرايات الهيدروزراعية وتراجع مكانتها ساهم في األزمة االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبيئية التي تعانيها معظم هذه الواحات في الوقت الراهن‪.‬‬

‫‪1-Bentaleb .Aziz ,2008,La dynamique de la désertification dans le bassin du draa moyen : analyse et perspectives de réhabilitation‬‬

‫‪(non pub) pp306.‬‬


‫; ‪-lekbirouhajou, 1996 : La gestion de l’eau : de l’ordre local a l’ordre régulateur : cas de la valle du Draa moyen pub. FSLH‬‬
‫‪AGADIR .‬‬
‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫‪ - 1-3‬تراجع اعتماد أسلوب التدبير الجماعي للموارد املائية بواحات فم زكيد ساهم في هدر املاء واستنزاف‬
‫الفرشات الباطنية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ضعف االهتمام والعناية املستدامة بالسواقي والعيون والخطارات ساهم في تراجع فعاليتها ونجاعتها في‬
‫النشاط الزراعي‬
‫ظل تدبير املوارد املائية السطحية منها والجوفية‪ ،‬خاضعا ألسلوب التدبير الجماعي بين مختلف األفراد‬
‫‪18‬‬ ‫والجماعات سواء في عملية 'حصاده" تعبئتها أو نقله من املنبع نحو الحقول واملشارات الزراعية بهذه الواحات‪.‬‬
‫فقد ظلت املؤسسات االجتماعية التقليدية" أجماعة"تسهر على ضمان هذا التدبير بناء على السلطات املخولة‬
‫لها من قبل أفراد القبيلة أو الفخدة‪ ،‬وباالعتماد على ما استقر من أعراف وتقاليد في تعبئة املياه وتوزيعها على‬
‫مستحقيها وضمان استدامتها والحفاظ عليها من قبل القبيلة‪.‬‬
‫لقد جسد التعاون بين الساكنة على مد السواقي والخطارات وحفر العيون وترميمها وصيانتها من فيضانات‬
‫واد فم زكيد وفق قواعد مضبوطة وبناء "إكوك" أو "الربط" لتحويل مياه الفيض واستثمارها في ري الحقول‬
‫خالل الفترات الرطبة صورة عن التدبير الجماعي لهذه املوارد بالواحات املدروسة‪ ،‬غير أن وضعية هذه‬
‫التجهيزات الهيدروفالحية اليوم يبرز التدني الذي بات يعرفه األسلوب الجماعي في تدبير املوارد املائية بهذه‬
‫الواحات‪.‬‬
‫ويتجلى هذا التدني من خالل مستويات عدة في هذه الواحات ‪:‬‬
‫* سواقي وخطارات مغمورة باألتربة والحص ى جراء اإلهمال وانعدام ديمومة الصيانة من قبل فالحي‬
‫الواحات كما كان األمر من ذي قبل‪.‬‬
‫* سواقي تعرضت لالنجراف بفعل فيضانات وادي فم زكيد جراء غياب الحماية من قبل الفالحين وانعدام‬
‫الترميم والصيانة التي كانت تعقب كل فيضان من فيضانات الوادي قبل عقود‪.‬‬
‫* عيون مغمورة بالحص ى والطمي الذي تراكم لسنوات في غياب الصيانة والتهيئة من قبل املستفيدين من‬
‫مياهها‪.‬‬
‫الصورة ‪ :1‬حالة تردي سواقي واحات فم زكيد (واحة السميرة)‬

‫املصدر‪ :‬عمل شخص ي ‪2017‬‬


‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫إن اإلهمال الذي تعرضت له التجهيزات الهيدروفالحية (العيون‪ ،‬السواقي‪ ،‬الخطارات) جراء تراجع التدبير‬
‫الجماعي في إدارة املوارد املائية بهذه الواحات ترتب عنه ضعف في نجاعتها وفعاليتها‪ ،‬ويتجلى ذلك في تدني صبيبها‬
‫وعلى مردوديتها الضعيفة ما بين املنبع والحقول الزراعية نتيجة ضياع كميات مهمة تكون املشارات في حاجة‬
‫إليها‪.‬‬
‫ومن أجل التخفيف من اآلثار السلبية الناجمة عن إهمال هذه التجهيزات السيما ضعف عائدها من املياه‬
‫‪19‬‬ ‫على مستوى املشارات‪ ،‬فقد بذلت مجهودات لترميم وصيانة العديد من السواقي والخطارات في إطار مشروع‬
‫تبليطها من قبل مركز االستثمار الفالحي لورزازات وجهات أخرى قبل ‪.2009‬‬
‫الشكل (‪: )2‬مساحة تهيئة وتبليط السواقي والخطارات بواحات فم زكيدب"املتر"‪.‬‬

‫‪3000‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪0‬‬
‫السميرة‬ ‫المحاميد‬ ‫ام حنش‬ ‫تمزوروت‬ ‫بودالل‪-‬بوكير‬
‫‪-‬تابية‬

‫‪Source : O.R.M.V.A.OUARZAZAT ; Etude de la situation actuelle et schéma directeur des‬‬


‫‪aménagement de PMA.2009‬‬

‫ب‪ -‬التحول من التدبير الجماعي للموارد املائية نحو التدبير الفردي أدى إلى الضغط على الفرشات الباطنية‬
‫واستنزافها‪:‬‬
‫يتجلى ذلك في انتشار ظاهرة اآلبار الخاصة باملنطقة منذ ثمانينات القرن املاض ي‪ ،‬حيث انتقلت اآلبار من‬
‫وسيلة تكميلية يتم اللجوء إليها من قبل الفالحين أثناء انخفاض صبيب الخطارات والسواقي في فصل الصيف‬
‫أو أثناء فترات الجفاف إلى وسيلة رئيسية في عملية السقي سواء داخل الواحات أو باملجاالت املجاورة‪ ،‬كعالية‬
‫الحوض النهري لفم زكيد على سبيل املثال‪ ،‬وبدأ التخلي التدريجي عن تدبير الجماعي للموارد املائية "السواقي‬
‫والخطارات واآلبار الجماعية" في فترة التسعينات جراء توجه الفالح املحلي بعالية الحوض إلى الفالحة‬
‫التسويقية خاصة الخضروات واألعالف والحناء إلى جانب التمور‪.‬‬
‫وسيزداد التحول نحو التدبير الفردي للموارد املائية املحلية خالل العقدين األخيرين مع انتشار ظاهرة‬
‫البطيخ األحمر باملنطقة وفتح هوامش الواحات التقليدية لالستثمارات الزراعية الجديدة‪ ،‬مما سبب في ارتفاع‬
‫عدد اآلبار الخاصة وزيادة أعماقها جراء الطلب املتزايد على املاء املوجه لسقي ضيعات البطيخ األحمر جراء‬
‫االنتقال باآلبار الخاصة من وسيلة تكميلية إلى وسيلة رئيسية في النشاط الزراعي باملنطقة‪.‬‬
‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫لقد ترتب عن هذا التحول إنهاك للفرشات الباطنية باملجال‪ ،‬وخاصة بمنطقة الفايجة بعالية حوض فم‬
‫زكيد مابين جبل باني جنوبا‪ ،‬وسفوح األطلس الصغير شماال باعتبارها احتياطي مائي للمنطقة ومصدرا لتزويد‬
‫واحات سافلة الحوض بمياه السقي والشرب‪.‬‬
‫‪ -3-2‬ساهم تراجع الطباقة النباتية واملصدات الريحية في تسارع وتيرة االختالل البيئي بواحات فم زكيد‪:‬‬
‫تكمن مساهمة تراجع الدرايات الهيدروزراعية في أزمة واحات فم زكيد أيضا من خالل ما ترتب من آثار عن‬
‫‪20‬‬ ‫التخلي التدريجي عن الطباقة النباتية‪ ،‬إذ يالحظ أن الواحات األصيلة بفم زكيد صارت تتجه تدريجيا إلى التخلي‬
‫عن اعتماد ذلك‪ ،‬حيث نجد أن ‪ 3‬واحات من أصل الواحات السبعة هي التي مازالت تحتفظ نسبيا بوجود طبقة‬
‫النخيل وطبقة األشجار املثمرة‪ ،‬فيما اختفت هذه الدراية في باقي الواحات‪.‬‬
‫أما الواحات "الجديدة"‪ ،‬فتغيب فيها الطباقة النباتية بشكل عام حيث ال نجد شجرة النخيل واألشجار‬
‫املثمرة إال نادرا و يهيمن عليها املشارات الزراعية الخاصة بالخضروات والبطيخ األحمر واملزروعات العلفية‬
‫والحبوب‪.‬‬
‫ويتضح ذلك بشكل جلي في األراض ي الزراعية الجديدة بهوامش واحات عالية حوض فم زكيد (الصورة‪.)2‬‬

‫الصورة ‪ :2‬مشهد من واحات عالية حوض فم زكيد )الشمال الشرقي لواحة السميرة)‬

‫املصدر‪ :‬عمل شخص ي ‪2017‬‬

‫وينطبق وضع التراجع والتخلي عن الدرايات الهيدروزراعية‪ ،‬كذلك على وضعية املصدات الريحية التي ظلت‬
‫آلية مهمة لحماية األراض ي الصالحة للزراعة كمورد نادر من عدوانية الرياح وما ينجم عنها من تدرية وتراكم‬
‫ريحي يمس بخصوبتها ويؤثر على إنتاجيتها‪ ،‬فعلى مستوى الواحات األصيلة يالحظ أن املصدات لم تعد تحظى‬
‫بعناية الفالح واهتمامه وال تخضع للصيانة والترميم كما كان في السابق‪ ،‬ونجد ما يناهز ‪ 62‬باملئة من الفالحين‬
‫بالواحات األصيلة لم يعودوا يهتمون ببناء هذه املصدات أو ترميمها مقابل ‪ 38‬باملئة يولونها بعض االهتمام كما‬
‫يوضح الجدول (‪ )1‬ذلك‪.‬‬
‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫الجدول (‪ :)1‬وضعية املصدات الريحية بالواحات األصيلة بفم زكيد‬


‫املصدات الريحية باملشارات النسبة‪%‬‬
‫‪61.53‬‬ ‫منعدمة‬
‫‪38.47‬‬ ‫موجودة‬
‫‪21‬‬ ‫‪100‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر‪ :‬نتائج عمل ميداني ‪2018‬‬

‫‪– 3-3‬أدى تراجع غراسة وتجديد شجرة النخيل إلى املساهمة في اإلخالل بالتوزان البيئي داخل هذه الواحات‬
‫وتدني اإلنتاجية االقتصادية‪.‬‬
‫لم يعد اإلقبال على غراسة النخيل بواحات فم زكيد كما كان في السابق من العقود‪ ،‬كما أن عملية تجديده‬
‫وتشبيبه هي األخرى تراجعت بشكل كبير‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل املعطيات الواردة في الجدول (‪ )2‬حول التحول‬
‫الذي طال البنية الزراعية للواحات‪.‬‬
‫لقد تخلى الفالحون عن غراسة النخيل باملشارات الزراعية بهوامش الواحات األصيلة بعالية فم زكيد‪،‬‬
‫واتجه االهتمام أكثر بالخضروات والحبوب واملزروعات العلفية‪ ،‬كما غلب التعاطي لزراعة البطيخ األحمر‬
‫املوجه للتسويق خالل العقدين األخيرين‪.‬‬
‫كما يتضح من املعطيات الواردة في الجدول (‪ )2‬أن عملية تجديد وتشبيب حضيرة النخيل بالواحات األصيلة‬
‫ضعيفة إلى منعدمة‪.‬‬
‫الجدول(‪ :)2‬وضعية دراية تجديد النخيل بواحات فم زكيد‬

‫عالية فم‬
‫سافلة فم زكيد‬ ‫زكيد‬
‫التجديد‬ ‫العدد‬ ‫التجديد‬ ‫العدد‬
‫نعم‬ ‫‪12‬‬ ‫نعم‬ ‫‪8‬‬
‫ال‬ ‫‪18‬‬ ‫ال‬ ‫‪11‬‬
‫املجموع‬ ‫‪30‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪19‬‬
‫املصدر‪ :‬عمل ميداني ‪2018/2017‬‬
‫ولقد ظلت غراسة النخيل والعناية به وتجديد حضيرة النخيل باملشارات الزراعية وتوسيع مساحته من‬
‫العمليات األساسية عند الفالحين بالواحات األصيلة‪ ،‬كما كانت أشجار النخيل عماد البنية الزراعية داخلها‪.‬‬
‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫وقد أدت هذه التحوالت في مكانة شجرة النخيل داخل الواحات األصيلة‪ ،‬وفي املجاالت الفالحية الجديدة‬
‫إلى املساهمة في اختالل التوزان البيئي واملردودية الفالحية للمجال‪ ،‬إذ ترتب عن هذا التحول تراجع فيما كانت‬
‫تلعبه أشجار النخيل من وظائف بيئية مهمة تمثلت أساسا في توفير منيخات محلية مساعدة على النشاط‬
‫الزراعي والتخفيف من قساوة العوامل املناخية من معدالت حرارية مرتفعة وضعف التساقطات وعدم‬
‫انتظامها والتبخر القوي‪ ،‬وفي التأقلم مع محدودية املوارد املائية وعدم انتظامها وضعف مساحة األراض ي‬
‫‪22‬‬ ‫الصالحة للزراعة‪ ،‬فضال عن مواجهة عدوانية الرياح وخطر التدرية والتراكم الريحي وتملح األتربة جراء التبخر‬
‫القوي باملنطقة‪.‬‬
‫‪ -4‬ساهمت عوامل اجتماعية و اقتصادية في تراجع الدرايات الهيدروزراعية بواحات فم زكيد‬
‫‪-1‬انقطاع عملية توارث الدرايات الهيدروزراعية في واحات فم زكيد‬
‫يعد انقطاع توارث الدرايات الهيدروزراعية على مستوى واحات فم زكيد من العوامل املساهمة في أزمتها‬
‫الحالية‪ ،‬فقد كان لتناقل درايات التعامل مع ندرة املوارد الطبيعية وصعوبات الظروف املناخية عبر األجيال‬
‫دور في الحفاظ على استدامة الواحات‪ ،‬وتأقلمها مع قساوة الطبيعة وندرة املوارد املائية والنباتية ومحدودية‬
‫األراض ي الصالحة للزراعة‪.‬‬
‫إال أنه مع توالي األزمنة بدا توارث مهارات وخبرات التعامل مع خصائص املجال الواحي يعرف تراجعا‪ ،‬الش يء‬
‫الذي انعكس سلبا على التوزان الداخلي للواحات وساهم في إنهاك املوارد الطبيعية بهذا املجال وإطالق دينامية‬
‫التصحر‪.‬‬
‫ويعزى الضعف والتراجع في توارث الدرايات الهيدروزراعية املتأقلمة إلى عدة عوامل منها التحوالت‬
‫املجتمعية التي شهدتها الواحات‪ ،‬وهجرة الشباب نحو املدن الداخلية والخارج‪ ،‬مما يحول دون استمرارية‬
‫عملية التوارث‪.‬‬
‫كما أن فئة الشباب التي لم يتسنى لها املغادرة ال تولي اهتمام للشأن الفالحي خاصة بالواحات األصيلة‪.‬‬
‫ويتضح أن الحياة الفالحية بهذه الواحات من زراعة وصيانة وتهيئة‪ ،‬وغيرها من األنشطة الزراعية باتت‬
‫تقتصر على املعمرين والشيوخ فقط‪.‬‬
‫الشكل(‪ :)3‬بنية أعمارالفالحين بواحات فم زكيد بـ‪%‬‬
‫‪11%‬‬ ‫‪11%‬‬

‫‪77%‬‬

‫‪ 30-0‬سنة‬ ‫‪ 60-30‬سنة‬ ‫أكبر من ‪ 60‬سنة‬

‫املصدر‪ :‬عمل ميداني ‪2018‬‬


‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫لقد كان النقطاع توارث الدرايات الهيدروزراعية بواحات فم زكيد انعكاسات سلبية على استدامة املوارد‬
‫الطبيعية وعلى توزان الواحات وضمان استدامتها بشكل عام نجملها في أمرين‪:‬‬
‫* خفوت العمل الفالحي اليومي وعلى طول السنة بالواحات األصيلة أو التقليدية‪ ،‬ولم يعد يظهر إال خالل‬
‫فترات الفيض وفي السنوات املطيرة‪ ،‬كما لم يعد هناك اهتمام بعمليات الصيانة للتجهيزات الهيدورفالحية من‬
‫سواقي ومشارات زراعية وللمصدات الريحية ولم تصبح عمليات تشذيب النخيل وتلقيحه وتنقيته بالشكل‬
‫‪23‬‬ ‫املطلوب والدائم‪...‬مما جعل أراض ي هذه الواحات عرضة للتصحر واإلرمال‪ ،‬وسواقيها ومشاراتها مغمرة باألتربة‬
‫والحص ى واجتاحت بعض من أراضيها النباتات الطبيعية خاصة التشكيالت النباتية امللحية‪ ،‬كما تراجعت‬
‫مردودية نخيلها والعائد املائي لسواقيها‪ ،‬الش يء الذي ساهم في تأزيم وضعيتها االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪.‬‬
‫* بروز واحات جديدة في هوامش الواحات األصيلة بعالية حوض فم زكيد تفتقد للدرايات الهيدروزراعية‬
‫املتأقلمة‪ ،‬تقوم على بنية فالحية ال تتماش ى مع مقومات الهشاشة البيئية للمجال‪ ،‬وعلى تجهيزات هيدروفالحية‬
‫مستنزفة للموارد الطبيعية خاصة الفرشات الباطنية‪ ،‬الش يء الذي سيساعد في تقوية مسلسل التصحر‬
‫واختالل املنظومة البيئية الواحية بشكل عام‪.‬‬
‫تراجع مكانة املؤسسات التقليدية في املجتمع الواحي ساهم في التخلي عن الدرايات الهيدروزراعية‬
‫ظلت املؤسسات التقليدية بواحات فم زكيد ('اجماعة' أو الجماعات الساللية) تسهر على ضمان استدامة‬
‫واستمرارية هذه الدرايات املتاقلمة مع الندرة والشح في املوارد الطبيعية من خالل ما تطبقه من تقاليد وأعراف‪،‬‬
‫وما تقوم به من عمليات الستثمار مؤهالت املجال والحيلولة دون استنزافها أو ضياعها‪.‬‬
‫وقد كانت لها أدوار مركزية في تقسيم األراض ي الزراعية وقواعد توزيع مياه الري وتشييد السواقي والخطارات‬
‫وترميمها وصيانتها والعناية والصيانة العامة للواحة‪ ،‬من تشذيب أشجار النخيل وتلقيحها وجني التمور وكل‬
‫األعمال الفالحية من حرث وزرع وجني ودرس وغيرها‪ ،‬إال أن التحوالت االجتماعية والثقافية الطارئة غيرت من‬
‫مكانة هذه املؤسسات التقليدية 'اجماعة' بهذه الواحات في ضمان استمرارية هذه الدرايات املتوارثة‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص الوضعية الراهنة لهذه املؤسسات في‪:‬‬
‫‪-‬مؤسسات تقليدية لم يعد لها أي دور في تدبير املوارد الطبيعية أو تنظيم عمليات اإلعداد والتهيئة واألعمال‬
‫الفالحية وينطبق هذا بشكل كبير على "اجماعة" أو الجماعات الساللية بواحات السميرة والغوانم وأمزرو‬
‫واملحاميد بعالية حوض فم زكيد‪ ،‬بحيث أصبحت وظيفة هذه املؤسسات مقتصرا على توزيع رخص استغالل‬
‫األراض ي الصالحة للزراعة بهوامش الواحات فقط‪ ،‬وأصبح تدبير املوارد الطبيعية وخاصة املياه املوجهة للسقي‬
‫فرديا تبعا إلمكانيات األفراد املالية واللوجستيكية وتبعا لحاجيات السوق والرهانات املالية واالقتصادية‬
‫للمزارعين‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسات تقليدية أخرى تراجعت وظيفتها بشكل كبير وأصبح دورها يقتصر فقط على بعض الفترات‪،‬‬
‫السيما حينما تلحق بهذه الواحات أضرار كبيرة جراء الفيضانات مثال‪ ،‬فيما تقلص وجودها في السهر على‬
‫تنظيم الواحة والصيانة والعناية بمكوناتها ويندرج ضمن ذلك واحات‪ :‬واكروط‪ ،‬أم حنش‪ ،‬تمزوروت‪ ،‬بوكير‪،‬‬
‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫تابية‪ ،‬بودالل‪ ،‬بسافلة الحوض‪.‬‬


‫‪-2‬ساهم انتقال النشاط الفالحي من مصدر رئيس ي لدخل األسر الواحية إلى مصدر تكميلي في تراجع‬
‫الدرايات الهيدروزراعية‪.‬‬
‫طالت مصادر عيش ساكنة واحات فم زكيد تحوالت مهمة خالل العقود األخيرة بحيث لم تعد تقتصر فقط‬
‫على الزراعة وتربية املاشية بل شملت أنشطة أخرى‪ ،‬من قبيل التجارة والحرف والوظيفة اإلدارية أو الجيش‪...‬‬
‫‪24‬‬ ‫إلى جانب أسر أصبحت تحويالت املهاجرين سواء القاطنين في الداخل أو الخارج مصدرا مهما من مصادر‬
‫عيشها‪.1‬‬
‫كما أن جانب مهما من األسر التي مازال يشكل النشاط الفالحي مصدر عيشها الرئيس ي هاجرت النشاط‬
‫الزراعي داخل الواحات األصيلة واتجهت نحو االستثمار في األراض ي الصالحة للزراعة بهوامش هذه الواحات‬
‫كما يتضح ذلك باملجاالت الزراعية الجديدة بعالية حوض فم زكيد‪.‬‬
‫وقد ساعدت هذه التحوالت التي مست مصادر الداخل لدى األسر‪ ،‬بما في ذلك تراجع مكانة النشاط‬
‫الفالحي ضمن الئحة مصادر الدخل‪ ،‬على تراجع االهتمام بالدرايات الزراعية املتأقلمة بهذه الواحات‪.‬‬
‫‪-3‬ساهم تحول الفالحين نحو النمط الفالحي الجديد في تدني مستوى الدرايات الزراعية بهذه الواحات‬
‫ليست هجرة األراض ي الزراعية بالواحات األصيلة نحو األراض ي الصالحة للزراعة مجرد نتيجة من نتائج األزمة‬
‫التي لحقت هذه الواحات فقط‪ ،‬بل كانت سببا من األسباب التي ساهمت في تأزيم وضعها أيضا‪ ،‬ومساهما في‬
‫تراجع الدرايات الهيدروزراعية بهذا املجال‪.‬‬
‫ويتضح ذلك من خالل دراسة البنية الهيدروفالحية للمجاالت الزراعية الجديدة بهوامش واحات عالية‬
‫حوض فم زكيد‪ ،‬إذ يتبين أن هذه املجاالت أحدث قطيعة مع الدرايات الهيدروزراعية املتأقلمة مع ندرة املوارد‬
‫الطبيعية وهشاشتها بعدما ظلت سائدة لقرون من الزمن بهذا املجال‪ ،‬وحلت محلها وسائل وأساليب جديدة‬
‫تعتمد التدبير الفردي في استثمار املوارد املائية واألراض ي وال تراعي ندرتها وعطوبيتها وضعف تجددها‪.‬‬
‫خالصة ‪:‬‬
‫يستخلص مما سبق أن الدرايات الهيدروزراعية بواحات فم زكيد هي عصارة تأقلم اإلنسان الواحي مع‬
‫الظروف املناخية بمقدمة الصحراء املتسمة بالتغيرية املناخية السنوية والفصلية وباملدى الحراري املرتفع‬
‫وبالتبخر القوي‪ ،‬وأنها آليات للتدبير املحافظ واملستدام املوارد للموارد الطبيعية النادرة والعطوبة والضعيفة‬
‫التجدد عبر عقود من الزمن‪.‬‬

‫‪1PNUD2009. Diagnostic agro écologique et typologie des oasis.MAROC.‬‬


‫العدد ‪ - 99‬يوليو ‪2023 -‬‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

‫كما يستنتج أيضا أن انقطاع توارثها أو تراجع مكانتها ضمن منظومة الوسائل واألساليب املعتمدة في عمليات‬
‫التهيئة واإلعداد والتنمية الفالحية في الوقت الراهن ساهم في الوصول إلى األزمة التي تعيشها هذه الواحات وعلى‬
‫ضعف قدرتها على التأقلم مع خاصيات املجال املناخية والطبيعية‪ ،‬الش يء الذي يجعل من من أولى األولويات‬
‫إعادة االعتبار لها في بناء أي نموذج تنموي يتوخى تجاوز الوضع الحالي لهذه الواحات ويتطلع إلى تنمية مستدامة‬

‫‪25‬‬
‫بهذا املجال‪.‬‬

‫قائمة املراجع ‪:‬‬


‫‪ .1‬الفاس ي (إدريس)‪،2016،‬التوازنات البيئية بواحات الجنوب املغربي ورد في 'تنسيق ‪:‬املختار األكحل‪ ،‬عبد‬
‫العالي فاتح‪ ،‬محمد حنزار' تنظيم وتهيئة املجال الريفي باملغرب‪ :‬تدخالت وأبحاث‪ ،‬منشورات كلية اآلداب‬
‫والعلوم اإلنسانية بالرباط‪ ،‬املعهد الوطني للتهيئة والتعمير‪ ،‬معهد الدراسات اإلفريقية‪.‬‬
‫‪ .2‬محي الدين (محمد)‪"1999 ،‬النظام الواحي بين تدهور املوارد الطبيعية وضعف املؤهالت البشرية‬
‫والسياحية‪ :‬حالة واحات فم زكيد بدرعة السفلى ورد في "السياحة في امليزان" سلسلة الندوات رقم ‪ 11‬كلية‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية مكناس‪.‬‬
‫‪ .3‬مهدان (محمد )‪ ،2012‬املاء والتنظيم االجتماعي دراسة سوسيولوجية ألشكال التدبير االجتماعي للسقي‬
‫بواحة تودغى‪ ،‬منشورات جامعة ابن زهر ‪،‬طباعة ونشر سوس‪ ،‬أكادير املغرب‪.‬‬
‫‪ .4‬نبو( محمد)‪ ،‬محي الدين(محمد)‪ ،2018‬اإلعداد التقليدي للموارد املائية واألراض ي بالواحات األصيلة بين‬
‫تحدي الصون ورهان التنمية الفالحية –دراسة حالة واحات فم زكيد‪ ،-‬ورد في مجلة املجال والتنمية ‪:‬‬
‫املوارد الترابية بين الهشاشة وآفاق االستدامة‪ ،‬املركز املتوسطي لألبحاث والدراسات املجالية واالجتماعية‬
‫والبيئية‪ ،‬العدد ‪ 1‬سنة ‪.2017‬‬
‫‪ .5‬نبو( محمد)‪ ،‬محي الدين(محمد)‪ ،2019‬أي بدائل اقتصادية مستدامة للتخفيف من آثار التصحر والتأقلم‬
‫مع التغيرات املناخية بواحات طاطا؟ ورد في الجهة والبيئة وإعداد التراب‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬
‫بنمسيك‪ ،‬إشراف‪ :‬محمد األسعد‪ ،‬محمد محي الدين تنسيق الحسين بن األمين‪.‬‬
‫‪ .6‬السلوي (عبد املالك)‪ ،‬السامي(عبد املجيد)‪ ،‬أوالطالب (أحمد)‪،2017 ،‬أثر ظاهرة الجفاف والضخ املفرط‬
‫للمياه على الفرشة الباطنية بواحات طاطا ورد في تنسيق‪ :‬حسن رامو‪،‬عبد املجيد السامي‪،‬بوجمة‬
‫بوتوميت‪ ،‬مصطفى ندرواي‪ ،‬سعيد توتاي" واحات املغرب الصحراوي ‪ :‬التراث الطبيعي والثقافي وآفاق‬
‫التثمين"‪ ،‬مركز الشباب الصحراوي لإلبداع االجتماعي‪ ،‬دار أبو رقراق‪.2017 ،‬‬
‫‪7. -Bentaleb .Aziz ,2008,La dynamique de la désertification dans le bassin du draa moyen :‬‬
‫‪analyse et perspectives de réhabilitation (non pub) .‬‬
2023 - ‫ يوليو‬- 99 ‫العدد‬ ‫مركز جيل البحث العلمي‬

8. -lekbirouhajou, 1996 : La gestion de l’eau : de l’ordre local a l’ordre régulateur : cas de la valle
du Draa moyen pub. FSLH ; AGADIR .
9. -MouhiddineMohamed.2013.Protection et valorisation du patrimoine naturel du Bas Draa.
Coordonne par Mohamed Ait Hamza &El OUAFI Nouhi. Patrimoine culturel matériel de la
Région Souss-Massa-Draa. Pub.IRCAM.
26 10. -Oudada .Mohamed2004 , Désenclavement et développement dans le sud du Maroc : le cas
des pays du BANI Thèse de doctorat en Géographie ;université Aix-Marseille-Université de
Provence .(non pub) .
11. -PNUD2009. Diagnostic agro écologique et typologie des oasis.MAROC.
12. O.R.M.V.A.OUARZAZAT ; Etude de la situation actuelle et schéma directeur des
aménagement de PMA.2009.

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like