‫اجلمعة‪ 23 :‬ذو احلجة ‪1443‬‬ ‫دولـة اإلمـارات العـربية المتحـدة‬

‫الموافق‪2022/7/22 :‬‬ ‫اهليئة العامة للشؤون اإلسالمية واألوقاف‬

‫استثمار الوقت‬
‫احلمد لله الذي جعل الليل والن هار آي ت ي ألول األبصار‪ ،‬وحث‬
‫عباده على اغتنام األعمار‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك‬
‫له‪ ،‬وأشهد أن سيدنا ونبي نا ُممدا عبد الله ورسوله‪ ،‬فاللهم صل‬
‫وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أْجعي‪ ،‬وعلى من تبعهم‬
‫بإحسان إَل ي وم الدين‪ .‬أوصيكم عباد الله ون فسي بت قوى الله‪ ،‬قال‬
‫ت عاَل‪( :‬يا أيـها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من‬
‫قـبلكم لعلكم تـتـقون)(‪ .)1‬أيـها المؤمنون‪ :‬أق ب لت اإلجازة الصيفية‪،‬‬
‫وهي ف رصة عظيمة لغتنام وقتها فيما ي عود بالن فع على أب نائنا‬
‫ومتمعنا‪ ،‬فالوقت أغلى نعم الرحن‪ ،‬وأن فس ما يلكه اإلنسان‪ ،‬وقد‬
‫أقسم به رب نا سبحانه ف القرآن‪ ،‬ف قال‪( :‬والعصر* إن اإلنسان لفي‬
‫خسر* إّل الذين ممنوا وعملوا الصالحات وتـواَوا بالحق وتـواَوا‬
‫بالصبر)(‪ .)2‬فالوقت هو حياة المرء وعمره‪ ،‬وفيه سعيه وعمله‪ ،‬وعنه‬
‫يسأل عند ربه‪ ،‬قال ‪ّ« :‬ل تـزول قدما ابن مدم يـوم القيامة من‬

‫(‪ )1‬البقرة‪.21 :‬‬

‫(‪ )2‬العصر‪.3-1 :‬‬
‫عند ربه؛ حتى يسأل عن خمس» وذكر أوهلا‪« :‬عن عمره فيم‬
‫أفـناه‪ ،‬وعن شبابه فيم أباله»(‪ .)1‬وما أْجل ق ول الشاعر(‪:)2‬‬
‫والوقت أنـفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع‬
‫ف يا ف وز من أدرك قيمة الوقت ف بادر إَل اغتنامه‪ ،‬قال النب ‪:‬‬
‫«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس‪ :‬الصحة والفراغ»(‪.)3‬‬
‫ف لنساعد ب ناتنا وأب ناءنا على ت نظيم أوقاتم‪ ،‬واستثمارها با ي عود‬
‫عليهم بالي‪ ،‬مستفيدين من األماكن الكثية الت وف رت ها الدولة‬
‫لتسهم ف تأهيل النشء‪ ،‬وإكسابم المهارات المختلفة‪ ،‬فاللهم‬
‫بارك ف أوقاتنا وأعمارنا واجعلها نافعة لنا‪ ،‬ووف قنا لطاعتك أْجعي‪،‬‬
‫وطاعة رسولك ُممد ‪ ‬وطاعة من أمرت نا بطاعته‪ ،‬عمال بقولك‪:‬‬
‫(يا أيـها الذين ممنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي المر‬
‫منكم)(‪.)4‬‬
‫أقول ق ول هذا وأست غفر الله ل ولكم‪ ،‬فاست غفروه إنه هو الغفور الرحيم‪.‬‬

‫(‪ )1‬الرتمذي‪.2416 :‬‬

‫(‪ )2‬شذرات الذهب ف أخبار من ذهب (‪.)325/6‬‬
‫(‪ )3‬البخاري‪.6412 :‬‬
‫(‪ )4‬النساء‪.59 :‬‬

‫‪2‬‬
 ‫الخطبة الثانية‬
‫احلمد لله وحده‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا ونبي نا ُممد وعلى آله‬
‫وصحبه‪ ،‬وعلى من تبع هديه‪.‬‬
‫أيـها المصلون‪ :‬قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه‪ :‬إّن ألكره‬
‫أن أرى الرجل فارغا‪ ،‬ل ف عمل الدن يا‪ ،‬ول ف عمل الخرة(‪،)1‬‬
‫ف لن غتنم العطلة الصيفية ف ت عليم أولدنا القرآن الكري‪ ،‬لي قرب هم إَل‬
‫ربم‪ ،‬وي هذب أخالق هم‪ ،‬وي قوي لغت هم العربية‪ ،‬ولنحرص على‬
‫ت زويدهم بهارات وأنشطة مفيدة‪ ،‬كالقراءة الت ت غذي عقوهلم‪،‬‬
‫وت وسع مداركهم‪ ،‬وتزيد ث قاف ت هم‪ ،‬والرياضة الت ت قوي أجسامهم‪،‬‬
‫وت بن شخصيت هم‪ ،‬وتكسب هم الث قة ف أن فسهم‪ ،‬وغي ذلك من‬
‫األعمال الت ت عود على الوطن بالت قدم والي‪ .‬ومن مسؤولية‬
‫األمهات والباء متاب عة أب نائهم وت وجيههم إَل حسن استخدام‬
‫وسائل الت واصل المختلفة‪ ،‬حفاظا على أفكارهم وأخالقهم‪ ،‬وقيمهم‬
‫وسلوكهم‪ .‬هذا وصلوا وسلموا على من أمرت بالصالة والسالم عليه‪،‬‬
‫قال ت عاَل‪( :‬إن الله ومالِئكته يصلون على النبي يا أيـها الذين‬
‫ممنوا َلوا عليه وسلموا تسليما)(‪ .)2‬اللهم صل وسلم وبارك على‬
‫(‪ )1‬حلية األولياء‪.130/1 :‬‬
‫(‪ )2‬األحزاب‪.56 :‬‬

‫‪3‬‬
‫سيدنا ونبي نا ُممد وعلى آله وصحبه أْجعي‪ ،‬وارض اللهم عن‬
‫اللفاء الراشدين‪ :‬أِب بكر وعمر وعثمان وعلي‪ ،‬وعن سائر‬
‫الصحابة األكرمي‪ ،‬والتابعي هلم بإحسان إَل ي وم الدين‪.‬‬
‫اللهم احفظ دولة اإلمارات قيادتـها وشعبـها‪ ،‬وبـرها وبحرها‪،‬‬
‫وأرضها وسماءها‪ ،‬من شر كل ذي شر أنت مخذ بناَيته‪ ،‬إنك‬
‫على كل شيء قدير‪ .‬اللهم اجعل دولة اإلمارات بـلدا ممنا‬
‫مطمئنا‪ ،‬سخاء رخاء‪ ،‬واحفظها بحفظك‪ ،‬واحرسها برعايتك‪،‬‬
‫وأدم اّلستقرار عليـها‪ .‬اللهم وفق رِئيس الدولة الشيخ محمد بن‬
‫زايد وناِئبه وإخوانه حكام اإلمارات لما تحبه وتـرضاه‪.‬‬
‫اللهم ارحم الشيخ زايد‪ ،‬والشيخ مكتوم‪ ،‬والشيخ خليفة بن‬
‫زايد‪ ،‬وشيوخ اإلمارات الذين انـتـقلوا إلى رحمتك‪ ،‬وأدخلهم‬
‫بفضلك فسيح جناتك‪ .‬وارحم شهداء الوطن وضاعف أجرهم‪،‬‬
‫وارفع في الجنة درجتـهم‪ ،‬وشفعهم في أهلهم‪.‬‬
‫اللهم ارحم المسلمي والمسلمات‪ :‬األحياء من هم واألموات‪.‬‬
‫عباد الله‪ :‬اذكروا الله العظيم يذكركم‪ ،‬واشكروه على نعمه يزدكم‪.‬‬
‫وأقم الصالة‪.‬‬

‫‪4‬‬