Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

‫حقوق االنسان والحرٌات العامة‬

‫تلخٌص فوزي أكرٌم‬


‫حسب تحدٌد الدكتور عبد القادر مساعد‬
‫كلٌة الحقوق ‪ -‬طنجة ‪4102/4102‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫كل الحقوق تمر بثالثة مراحل ‪ :‬السخرٌة منها وثانٌا معارضتها وثالثا قبولها واعتبارها شٌئا بدٌهٌا‬
‫آرثر شوبنهتور‬
‫كل المجتمعات تمر بمراحل أساسٌة ‪ :‬الفوضى ‪ ،‬االستبداد ثم الدٌمقراطٌة ‪.‬‬
‫وكل مرحلة منها تتمٌز بأدوات وآلٌات ممٌزة لها ‪ ،‬فٌرى فٌها البعض تعسفا بٌنما ٌراها البعض ضرورة ‪،‬‬
‫و نراها نحن فلسفة لها عالقة بتطور قواعد العٌش الجماعً فال ؼرابة أن تنبح السلطة وال عجب أن تؽرد‬
‫الحرٌة ‪ ،‬وبٌهما حراك مجتمعً ‪ ،‬صراع مجتمعً قبل أن ٌكون بٌن أفراد قبل أن ٌكون بٌن مؤسسات ‪،‬‬
‫وٌطرح السؤال الفكري القائم على المواطنة ‪ ،‬من أنا ؟ وأٌن أنا ؟ ولماذا؟‬
‫تجٌب السٌاسة بلؽة المصالح وٌجٌب االقتصاد بالمال وتجٌب االخالق بالخٌر فال تصارع وال وحشٌة إنما‬
‫هو عٌش مشترك فً ظل اختالؾ دون حقد فً نشدان لمجتم راق ‪ ،‬مجتم الحقوق والحرٌات ‪.‬‬
‫وإذا كان الجمٌ ٌتحدث الٌوم لؽة واحدة وهً لؽة حقوق االنسان والدٌمقراطٌة ودولة الحق والمؤسسات‬
‫وٌردد مفاهٌم وأفكار حقوق االنسان والحرٌات العامة والحرٌات االساسٌة ‪ ،‬فما السبب ٌا ترى وراء هذا‬
‫الحراك الفك ري ؟ لكن الحرٌات العامة ال تحتاج إلى من ٌتحدث باسمها ‪ ،‬أو ٌستؽلها ‪ ،‬كما تتباهى بعض‬
‫السلطات باحترامها ‪ ،‬ألنها ولدت م االنسان ‪ ،‬وتطورت مجتمعٌا ‪ ،‬وهً ضرورٌة لٌطمئن المحكوم إلى‬
‫الحاكم ‪ ،‬وعلى أساسها ٌحاكم المستبد وبفضلها تسقط أو تقوم الدول ‪ ،‬وبفضلها ٌتعاٌش الناس ‪ ،‬فٌتعلمون‬
‫مبادئ االحترام المتبادل والعٌش المشترك ‪.‬‬
‫وٌبقى هاجس االعتداء على الحقوق والحرٌات العامة قائما فالسلطة دائما تنزع إلى تقٌٌدها وانتزاعها وم‬
‫ذلك فالسلطة ضرورٌة لقٌام الدولة ‪ ،‬وهً أي السلطة تظل مبعث الفوضى واالضطراب عندما تجنح‬
‫لالستبداد والقم والتعسؾ فتضٌ الوظٌفة االساسٌة لها وتصبح مبعثا لإلرهاب واالفزاع والطؽٌان انطالقا‬
‫من الطبٌعة البشرٌة لممارسٌها ‪ ،‬كما قال مونتٌسكٌو ‪ :‬كل فرد ٌملك السلطة ٌكون محموال على إساءة‬
‫استعمالها ‪.‬‬
‫وهذا ما ٌبرر االهتمام الكونً الٌوم بحقوق االنسان كمبدأ أصبح ٌمثل قٌمة مستهدفة للنظام القانونٌوحتى‬
‫النظام أصبحت خاضعة لهذاالمبدأ عند تقٌٌم تقدمها وتطورها ‪ ،‬فهً الٌوم تمثل رمزا للتطور واالرتقاء‬
‫وعالمة من عالمات التحضر ‪ ،‬لذلك وجدت لها مكانا فً أؼلب الوثائق الدستورٌة المعاصرة ‪ ،‬والمقررات‬
‫الدراسٌة فً كلٌات الحقوق ‪ ،‬تدرس بشكل علمً ‪ ،‬تشمل دراسة كل الحقوق والحرٌات التً ٌخولها‬
‫الدستور للمواطن وٌصونها ضد التجاوزات سواء من قبل االفراد أو السلطة ‪ ،‬حتى ٌتسنى إرساء ثقافة‬
‫حقوق االنسان ونشر الوعً بهذه الحقوق وتنوٌر االفراد والمؤسسات من أجل احترام حقوقهم وحقوق‬
‫ؼٌرهم والدفاع عن ذلك ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ماهٌة حقوق االنسان والحرٌات العامة والحرٌات االساسٌة‬
‫الفصل األول ‪ :‬تعرٌف حقوق االنسان‬

‫مكونة من كلمتٌن الحقوق واالنسان ‪ ،‬سنقؾ عند المعنى اللؽوي لكلمة حق ‪ ،‬ثم المفهوم االصطالحً قبل‬
‫أن نعرج على المفهوم االسالمً لحقوق االنسان ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬المفهوم اللغوي للحق‬
‫المطلب األول ‪ :‬الحق فً المعاجم العربٌة‬

‫ٌقال فً اللؽة حق إذا وجب وثبت ‪ ،‬و ٌأتـً بخمسة مفاهٌم ‪ -1 :‬نقٌض الباطل ‪ -2‬الٌقٌن ‪ -3‬حقوق العباد‬
‫‪ -4‬واجب شرعً وقانونً ‪ -5‬المباح سواء أخالقً أو قانونً ‪.‬‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬الحق فً المعاجم األجنبٌة‬

‫تدل أحٌانا على القانون ‪ right‬أو ‪ law‬و تعنً فً االصل الالتٌنً للكلمة السٌر بصورة مستقٌمة وحسب‬
‫قاعدة معٌنة ‪ ،‬فكلمة ‪ droit‬تعنً مجموعة القواعد التً تنظم عالقات الناس فً المجتم وتعنً أحٌانا‬
‫حقوق االنسان ‪.‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬المفهوم االصطالحً لحقوق االنسان‬

‫تأتً بثالثة تعارٌؾ أساسٌة ‪ :‬تعرٌؾ تقنً وتعرٌؾ علمً وتعرٌؾ عام‬
‫المطلب األول ‪ :‬التعرٌف العلمً‬

‫عرفه برونً كاسان الحائز على نوبل لحقوق االنسان ‪ 1968‬بقوله ‪ :‬هو فرع خاص من فروع العلوم‬
‫االجتماعٌة موضوعه هو دراسة العالقات القائمة بٌن االشخاص وفق الكرامة االنسانٌة م تحدٌد الحقوق‬
‫والخٌارات الضرورٌة لتفتح شخصٌة كل كائن انسانً ‪ .‬نستنبط من هذا التعرٌؾ ثالثة عناصر أساسٌة‬
‫لمفهوم حقوق االنسان ‪ -1 :‬ضرورة إضفاء الطاب العلمً على كل تعرٌؾ لحقوق االنسان ‪ -2‬ضرورة‬
‫اعتبار الكرامة االنسانٌة معٌارا أساسٌا فً وجود هذا العلم ‪ -3‬ضرورة تمٌز اي تعرٌؾ بالبحث عن‬
‫الخٌارات التً من شأنها ضمان هذه الكرامة االنسانٌة ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬التعرٌف التقنً‬

‫ذهب بعض الباحثٌن وعلى رأسهم كاؼل فاسال إلى إعطاء مقاربة تقنٌة لعبارة حقوق االنسان من خالل‬
‫إدخال ‪ 550555‬كلمة فً الحاسوب واستخراج تعرٌؾ جام مان تقنً لكلمة حقوق االنسان جاء كالتالً‬
‫"حقوق االنسان علم ٌهم كل شخص وال سٌما االنسان العامل الذي ٌعٌش فً إطار دولة معٌنة والذي إذا ما‬
‫كان متهما بخرق القانون أو ضحٌة حالة حرب ٌجب أن ٌستفٌد من حماٌة القانون الوطنً والدولً وأن‬
‫تكون حقوقه خاصة الحق فً المساواة مطابقة لضرورات المحافظة على النظام العام"‬

‫ٌستشؾ من هذا التعرٌؾ ثالثة نقط ‪ -1 :‬ارتباط الحدٌث عن حقوق االنسان بوجود دولة وسلطة ‪ -2‬ال‬
‫ٌتصور الحدٌث عن حقوق االنسان إال إذا كان هناك خرق لحماٌة قانونٌة وطنٌة أو دولٌة ‪ -3‬ضرورة‬
‫األخذ بعٌن االعتبار عند الحدٌث عن حقوق االنسان متطلبات الحفاظ على النظام العام ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التعرٌف العام‬

‫ارتبط هذا التعرٌؾ بالفرنسً اٌؾ مادٌو الذي عرفه بأنه " دراسة الحقوق الشخصٌة المعترؾ بها وطنٌا‬
‫ودولٌا والتً فً ظل حضارة معٌنة تضمن من جهة الجم بٌن تأكٌد الكرامة االنسانٌة وحماٌتها ومن جهة‬
‫أخرى المحافظة على النظام العام "‬

‫نستنتج من هذا التعرٌؾ ‪ -1 :‬وجود بعدٌن لحقوق االنسان بعد وطنً وآخر دولً من المفروض أن ال‬
‫ٌتعارضا استنادا إلى كونٌة وشمولٌة حقوق االنسان وعدم قابلٌتها للتجزئة ‪ -2‬ضرورة األخذ بعٌن االعتبار‬
‫حدود الحقوق والحرٌات الشخصٌة المتمثلة فً المحافظة على النظام العام ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬تعارٌف أخرى‬
‫أمام تعدد التعارٌؾ كان ال بد من الخروج بتعرٌؾ خاص مبسط وشامل ‪.‬‬

‫‪ ‬أوال تعرٌؾ لٌا لٌفٌن ‪ :‬وٌرى أن له تعرٌفان ‪ -1 :‬أن االنسان لمجرد أنه إنسان له حقوق ثابتة‬
‫وطبٌعٌة وهذه هً الحقوق المعنوٌة النابعة من إنسانٌة كل كائن بشري تستهدؾ ضمان كرامته‬
‫‪ -2‬هً الحقوق القانونٌة التً أنشئت طبقا لعملٌات سن القوانٌن فً المجتمعات الوطنٌة والدولٌة ‪.‬‬
‫‪ ‬ثانٌا ‪ :‬تعرٌفنا الخاص ‪ ،‬حقوق االنسان تنصرؾ للداللة على كل ما ٌسهم فً سمو االنسان سواء‬
‫كانت ذا مصدر طبٌعً أو دٌنً أو وضعً بشكل ٌحافظ على الكرامة االنسانٌة وٌدعم العٌش‬
‫المشترك الذي ٌستلزم فً نفس الوقت مراعاة قواعد النظام العام ‪.‬‬

‫هذا التعرٌؾ ٌركز على ثالثة عناصر أساسٌة ‪ -1 :‬عنصر سمو االنسان وتعزٌز المبادئ االنسانٌة كمن‬
‫الرق أو عبادة البشر وحرٌة التصرؾ والحق فً العٌش الكرٌم ‪ -2 ،‬مصدر حقوق االنسان هو القانون‬
‫سواء كان طبٌعٌا أو وضعٌا ‪ ،‬وطنٌا أو دولٌا ‪ -3‬موضوع حقوق االنسان مفتوح على جمٌ االدٌولوجٌات‬
‫ما دامت تتوخى ضمان سٌادة مظاهر االنسانٌة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬المفهوم االسالمً لحقوق االنسان‬

‫تمٌز مفهوم حقوق االنسان فً االسالم بتركٌزه على مفهوم الحق بشكل مستقل عن صاحبه ‪.‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم الحق فً القرآن الكرٌم‬

‫بمعنى هللا سبحانه ‪ ،‬ذلك بأن هللا هو الحق ‪ ،‬االنعام ‪63‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بمعنى العلم ‪ ،‬إن الظن ال ٌؽنً من الحق شٌئا ‪ ،‬النجم ‪28‬‬ ‫‪-2‬‬
‫بمعنى نقٌض الباطل ‪ ،‬وال تلبسوا الحق بالباطل ‪ ،‬البقرة ‪41‬‬ ‫‪-3‬‬
‫بمعنى كتب هللا ‪ ،‬وال تتب أهواءهم عما جاءك من الحق ‪ ،‬المائدة ‪85‬‬ ‫‪-4‬‬
‫بمعنى العدل ‪ ،‬قال ربك احكم بالعدل ‪ ،‬االنبٌاء ‪111‬‬ ‫‪-5‬‬
‫بمعنى الصدق ‪ ،‬وهللا ال ٌستحًٌ من الحق ‪ ،‬االحزاب ‪53‬‬ ‫‪-6‬‬
‫بمعنى النصٌب أو الحصة ‪ ،‬فً أموالهم حق للسائل والمحروم ‪ ،‬الذارٌات ‪19‬‬ ‫‪-7‬‬
‫بمعنى الهداٌة والصواب ‪ ،‬فماذا بعد الحق إال الضالل ‪ٌ ،‬ونس ‪55‬‬ ‫‪-8‬‬

‫‪3‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬مفهوم الحق فً السنة النبوٌة‬

‫‪ -1‬بمعنى حق المسلم على المسلم ‪ ،‬وهً رد السالم و عٌادة المرٌض واتباع الجنازة وإجابة الدعوة‬
‫وتشمٌت العاطس‬
‫‪ -2‬بمعنى حق الولد على والده أن ٌعلمه السباحة والكتابة والرماٌة وأن ال ٌطعمه إال حالال‬
‫وبالتالً مفهوم حقوق االنسان فً االسالم ٌدخل فً مجال الضرورٌات والواجبات ابتداء من محاسبة أولً‬
‫االمر وحفظ النظام العام و مرورا بحرٌة الفكر واالعتقاد والتعبٌر ثم انتهاء بواجبات الملبس والمأكل‬
‫والمسكن واألمن ‪ .‬وهكذا نظر االسالم إلٌها باعتبارها واجبات وضرورٌات ولٌست حقوقا فقط ‪.‬‬
‫نخلص إلى أن مفهوم حقوق االنسان ٌتأرجح بٌن خطابٌن ‪ ،‬الخطاب الطبٌعً ذو المصدر الؽربً الذي‬
‫ٌركز على ذاتٌة االنسان والخطاب الدٌنً الذي ٌستند إلى التكرٌم االالهً لإلنسان وهو ال ٌتعارض فً‬
‫مضمونه م المذهب الطبٌعً الؽربً ‪.‬‬

‫الفصل الثانً ‪ :‬تعرٌف الحرٌات العامة والحرٌات االساسٌة‬


‫لفظ مركب من كلمتٌن حرٌة ثم عامة ‪ ،‬نتطرق اوال إلى مفهوم الحرٌة ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬المفهوم للغوي للحرٌة‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الحرٌة فً المعاجم العربٌة‬
‫المقصود من كلمة الحرٌة هو ‪ :‬االباحة القانونٌة التً تعطً لإلنسان فعل ما ٌرٌد أو ترك ما ٌرٌد شرٌطة‬
‫عدم االضرار بالؽٌر ‪.‬‬
‫فً المعاجم العربٌة ال ٌخرج مفهوم الحرٌة عن معنٌٌن اثنٌن ‪:‬‬

‫‪ -1‬انعدام كل شكل من اشكال االكراه البدنً أو المعنوي المباشر أو الؽٌر المباشر‬


‫‪ -2‬السلطة التً ٌملكها شخص فً مجتم منظم للقٌام أو عدم القٌام بعمل ما ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬الحرٌة فً المعاجم االجنبٌة‬
‫الحرٌة فً المعجم الفرنسً تعنً حالة الشخص الذي ال ٌوجد فً وضعٌة تبعٌة تامة لشخص آخر أي أن‬
‫الشخص لٌس فً حالة عبودٌة ‪.‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬المفهوم االصطالحً للحرٌة‬

‫ٌختلؾ المفهوم االصطالحً للحرٌة باختالؾ المبادئ التً ٌقوم علٌها كل من المبدأ الفردي واالشتراكً ‪،‬‬
‫فكلمة حرٌة تظل معقدة التعرٌؾ وؼٌر واضحة ممارسة وؼٌر محددة أسلوبا وقد عرفها الرئٌس االمرٌكً‬
‫لنكولن فً أحد خطاباته ‪ :‬إن العالم لم ٌصل أبدا إلى تعرٌؾ كلمة حرٌة ‪ ،‬األمر الذي ٌجعلنا نتناولها من‬
‫الوجهة المذهبٌة المتعارؾ علٌها عالمٌا ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الحرٌة من منظور المذهب الفردي‬
‫حسب جون ستٌوارت مٌل فإن الحرٌة هو عدم االضرار بالؽٌر ‪ ،‬فهو ٌقول ‪ :‬أنت حر ما لم تضر ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫إال أن هذا المعٌار ٌبقى قاصرا ألنه لم ٌض حدا فاصال بٌن أثر تصرفات الشخص على نفسه وؼٌره وقد‬
‫ضربوا مثال بشخص ٌشرب الخمر فهو ٌضر نفسه وربما ٌضر ؼٌره ألنه ٌصبح طاقة معطلة وعالة على‬
‫المجتم ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬الحرٌة من منظور المذهب االشتراكً‬
‫تتحقق فقط فً المرحلة الشٌوعٌة التً تختفً فٌها ظاهرة السلطة فتتحقق الحرٌة ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تعارٌؾ أخرى‬
‫تعرٌؾ لٌنز ‪ :‬هً قدرة االنسان على فعل ما ٌراه ‪ ،‬والذي ٌملك الوسائل أكثر تكون له حرٌة أكثر فاألؼنٌاء‬
‫أكثر حرٌة من الفقراء وهو تعرٌؾ مادي وهو تعرٌؾ ؼٌر مقبول ألن الحرٌة إحساس وشعور و ممارسة‬
‫تعرٌؾ فولطٌر ‪ :‬عندما أقدر على ما أرٌد فتلك حرٌتً ‪ ،‬وهو تعرٌؾ ؼٌر مقبول ألنه قد ٌتجاوز قواعد‬
‫الجماعة فٌجب األخذ بعٌن االعتبار إرادة اآلخرٌن ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬المفهوم االصطالحً للحرٌات العامة‬
‫كلمة عامة ٌتماشى م القانون العام والمرفق العام والقطاع العام فهو ٌحٌل إلى تدخل الدولة وأجهزتها لكن‬
‫الفقه اختلؾ فً ذلك ‪:‬‬

‫‪ -1‬اتجاه أول فوصؾ الحرٌة بالعامة ٌعنً أن تترتب واجبات على الدولة القٌام بها ‪ ،‬وقد تكون سلبٌة‬
‫كعدم المساس بسالمة المواطن أو تكون إٌجابٌة كخلق فرص العمل ‪.‬‬
‫‪ -2‬اتجاه ثانً ٌشٌر الى تدخل السلطة اي انه ال توجد حرٌة خاصة فاألفراد ملزمون باحترام حرٌات‬
‫االخرٌن والدولة ملزمة بتقنٌن ممارسة الحرٌات وضبط احترامها وهنا ٌحضر مفهوم عامة أي أن‬
‫الدولة تتدخل لالعتراؾ بها وتنظٌم ممارستها عن طرٌق القانون الوضعً تجنبا للفوضى ‪.‬‬
‫‪ -3‬االتجاه الثالث ٌذهب إلى أن عامة تحلق بكلمة الحرٌة عندما تتقرر الحرٌة للجمٌ فتكون ممارستها‬
‫لجمٌ االفراد فهً للجمٌ ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬التعرٌؾ االنطولوجً والتعرٌؾ السٌاسً‬
‫الفرع األول ‪ :‬التعرٌف االنطولوجً‬
‫ٌتوضح هذا التعرٌؾ من خالل عالقة االنسان بالعام ‪ ،‬فهو ٌعرؾ الحرٌة كسلطة ذاتٌة ٌتمت بها الشخص‬
‫لتقرٌر مصٌره فاالنسان بهذا المبدأ هو سٌد نفسه فهو حر ‪ ،‬و نالحظ هنا أن مفهوم الحق له مفهوم أوس‬
‫من مفهوم الحرٌة ‪ ،‬فالحرٌة هً سلطة لتقرٌر المصٌر ٌمارسها االنسان على نفسه كحرٌة التنقل والتجول‬
‫والمظهر ‪ ..‬دون انتظار تدخل الؽٌر بخالؾ الحقوق التً لها وجهان فمرة تشمل سلطة تقرٌر المصٌر‬
‫ومرة تعنً السلطة التً ٌمارسها على الؽٌر ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬التعرٌف السٌاسً‬
‫التعرٌؾ السٌاسً ٌتطرق للعالقة القائمة بٌن االنسان والسلطة فهو ٌحاول تقدٌم الحرٌة كمجال لألنشطة‬
‫التً تظل بعٌدة عن االكراهات المجتمعٌة فهو ٌشمل ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -1‬تعرٌؾ الحرٌة كمجال للمشاركة وهً امكانٌة المحكوم فً أن ٌصبح حاكما ‪ ،‬كما تضم حرٌة‬
‫التصوٌت وحرٌة الترشح واالنتخاب ‪.‬‬
‫‪ -2‬اعتبار الحرٌة بالمفهوم السٌاسً حرٌة مستقلة وهو مفهوم لبرالً ٌقوم على استقاللٌة المحكومٌن‬
‫كالحق فً التنقل واالمن والتعبٌر ‪.‬‬
‫نستنتج أن الحرٌات العامة والحرٌات السٌاسٌة كل له مجاله الخاص وم ذلك ال ٌتعارضان ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬التعرٌف الفقهً والقضائً‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعارٌف فقهٌة‬

‫‪ -1‬تعرٌؾ بؽود ‪ :‬الحرٌات العامة عبارة عن واجبات أو التزامات قانونٌة اتجاه الدولة والتً توض‬
‫على شكل قواعد لها قٌمة دستورٌة تشمل حقوق االفراد ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعرٌؾ لبرتون ‪ :‬الحرٌات العامة هً سلطات تقرٌر المصٌر تتوخى تأمٌن استقالل الشخص‬
‫والمقررة فً القواع التشرٌعٌة وتستفٌد من نظام قانونً ذو حماٌة قوٌة حتى فً مواجهة السلطة‪.‬‬
‫‪ -3‬تعرٌؾ روش ‪ :‬الحرٌات العامة هً مجموع الحرٌات االساسٌة السائدة فً دولة عصرٌة لٌبٌرالٌة‬
‫والتً تعتبر ضرورٌة للحرٌة الحقٌقٌة ‪ .‬هذا التعرٌؾ ال ٌمٌز بٌن الحرٌة العامة والحرٌة االساسٌة‬
‫ٌتبٌن أن الحرٌات العامة هً حقوق أساسٌة بٌنما الحقوق االساسٌة لٌست بالضرورة حرٌات عامة ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬التعرٌف القضائً‬

‫تعرٌؾ مجلس الدولة الفرنسً ‪ 1947‬الذي عرفها كما ٌلً ‪ :‬الحرٌات العامة تشمل نوعان من الحرٌات ‪،‬‬
‫من جهة الحرٌة الكالسٌكٌة المرتبطة بالمفهوم الفردي وهً حرٌة التجول واالمن ‪ ...‬ثم الحقوق الكبرى‬
‫وهً تتعلق بالتعامل م الؽٌر ولٌس فقط بشخص واحد كحرٌة التجمهر والتحزب وتأسٌس األحزاب‬
‫والجمعٌات والنقابات وحرٌة الصحافة وحرٌة الرأي والعقٌدة التعلٌم ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬الحرٌة فً االسالم‬
‫جعل هللا الحرٌة أمرا فطرٌا تولد م اإلنسان ‪ .‬ففً القرآن الكرٌم لم ترد كما هً فً العلوم السٌاسٌة‬
‫المعاصرة لكن مضمونها ثابت فالجزاء مثال مقترن بحرٌة االنسان فً االختٌار ‪ ،‬وأن لٌس لإلنسان إال ما‬
‫سعى ‪ ،‬النجم ‪ .‬أما فً السنة النبوٌة فنصارى نجران آمنهم رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم على أموالهم‬
‫وعقٌدتهم وأطفالهم ومتاعهم ولم ٌمسسهم بسوء بل كفل لهم كل الحقوق المدنٌة والحماٌة وحرٌة التعبد‬
‫واالعتقاد ‪.‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬الحرٌات االساسٌة‬

‫ٌعتبرها البعض هً الحقوق الدستورٌة وٌعتبرها البعض حرٌات عامة ‪.‬‬


‫ل كن الواق أن الحرٌات االساسٌة مفهوم خاص مرتبط بالجماعة وطبٌعة العالقة القائمة بٌن السلطة والحرٌة‬
‫وبوظائؾ الفرد والدولة داخل الجماعة فالحرٌات االساسٌة لها معانً بقواعد العٌش المشترك ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحرٌات األساسٌة هً الواردة فً الدستور أما الحرٌات االخرى فهً حرٌات عامة‬
‫‪ -2‬الحرٌات االساسٌة تمثل قٌدا على الجمٌ افرادا و مؤسسات فال ٌحق ألحد مصادرتها فهً مستلقة‬
‫عن السلطة واالفراد فالتدخل ال ٌمكن أن ٌكون إال من أجل توسٌ وضمان ممارستها ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫الحرٌات االساسٌة مرتبطة بتعزٌز قواعد العٌش المشترك وبالتعاٌش بٌن مكونات المجتم افرادا‬ ‫‪-3‬‬
‫وسلطة ومؤسسات ولٌس فقط بالثنائٌة سلطة حرٌة ‪.‬‬
‫الحرٌات االساسٌة ال تعنً فقط التنصٌص على الحقوق والحرٌات بل االستمتاع بها وتوفٌر‬ ‫‪-4‬‬
‫المستلزمات الالزمة لها كاإلنارة و النظافة والطرق والمناطق الخضراء ‪...‬‬
‫الحرٌات االساسٌة تنقلنا من منطق الصراع بٌن السلطة والحرٌة إلى منطق التعاٌش بأدوات ناعمة‬ ‫‪-5‬‬
‫مبنٌة على الحقوق والواجبات بٌن الطرفٌن م ربط الحق بالواجب للفرد وربط الواجب قبل الحق‬
‫بالنسبة للسلطة ‪.‬‬
‫الحرٌات االساسٌة ترتبط بترسٌخ مجتم الحقوق والحرٌات ودولة القانون والمؤسسات والمساواه‬ ‫‪-6‬‬
‫بٌن افراد المجتم قائمة على التنظٌم والتوجٌه ال على االمر والنهً والزجر ‪.‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬عالقة الحرٌات العامة بفروع القانون‬

‫القانون ٌنظم ممارسة الحرٌات العامة لالفراد ثم أنه ٌقٌدها بؽٌة السمو بالسلوك االنسانً نحو التحضر‬
‫والتمدن والتنظٌم ‪ ،‬فالقانون سٌؾ ذو حدٌن فهو ٌمكن ان ٌستعمل كأداة للقم والطؽٌان وٌمكن أن ٌكون‬
‫ضامنا للحرٌات العامة فٌمجتم راقً وحداثً تتحقق فٌه الكرامة االنسانٌة والحٌاة االنسانٌة الكرٌمة ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬عالقة حقوق االنسان بالحرٌات العامة‬
‫الحرٌات العامة شكل من أشكال حقوق االنسان التً ترتبط بحرٌة االنسان فهً فرع متفرع من مبادئ‬
‫حقوق االنسان المتعارؾ علٌها عالمٌا وٌتجلى الفرق بٌن الحرٌات العامة وحقوق االنسان فً نقطتٌن ‪:‬‬

‫‪ -1‬الصورة التقلٌدٌة ‪ :‬فحقوق االنسان مستمدة من تصورات القانون الطبٌعً الذي ٌعطً االنسان‬
‫مجموعة من الحقوق كإنسان ٌحمٌها القانون الوضعً وٌضمنها أما الحرٌات العامة فهً تلك‬
‫الحقوق المعترؾ بها من طرؾ السلطة العامة بمعنى أن السلطة تصرفت فً القانون الطبٌعً‬
‫ومررته لٌصبح قانونا وضعٌا بتصرؾ منها ‪ ،‬كما أن كلمة حقوق االنسان لها معنى طبٌعً واس‬
‫بٌنما الحرٌات مقٌدة دائما بالنصوص القانونٌة ونوع النظام السٌاسٌا القائم والظرؾ االقتصادي‬
‫واالجتماعً فً كل دولة ‪ .‬وعلٌه فالحرٌات ولدت من رحم حقوق االنسان ‪ ،‬الذي ٌبقى أوس‬
‫مفهوما وداللة من الحرٌات العامة التً تتظور دائما م تطور المجتم بٌنما تظل فلسفة حقوق‬
‫االنسان هً االصل ومادة أعمق والٌنبوع الذي تستقً منه الحرٌات العامة مفاهٌمها المتجددة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصورة الحدٌثة ‪ :‬تحاول هدم الفرق بٌن حقوق االنسان والحرٌات العامة انطالقا من كون كالهما‬
‫ٌسعى للسمو االنسانً وتحقٌق الكرامة االنسانٌة فالؽاٌة واحدة فقط أن حقوق االنسان تستدعً‬
‫تنزٌال لها ‪ ،‬فحقوق االنسان مرتبطة بشخص االنسان بٌنما الحرٌات العامة تصل إلى تحدٌد طبٌعة‬
‫النظام السٌاسً السائد وعالقته بالمشروعٌة وحماٌة الحرٌات العامة لالفراد والجماعات ‪.‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬عالقة الحرٌات العامة بفروع القانون‬

‫الحرٌات العامة ملتقى العدٌد من المعارؾ القانونٌة التً تدرس بكلٌات الحقوق ‪ ،‬فهً تضرب بجذورها فً‬
‫مواد القانون العام كما تعد مصبا لمواد القانون الخاص حٌث كانت تدرس ضمن مواد القانون الدستوري‬
‫والجنائً والمدنً لكن ابتداء من الستٌنات اصبحت مادة مستقلة ذلك أن تدرٌس الحرٌات العامة ضمن مواد‬
‫ال قانون العام أو الخاص أدى إلى إهمال الكثٌر من الحرٌات كحرٌة الصحافة واالجتماع ‪ ..‬كما أن التطور‬
‫الدولً الحاصل جعل حماٌة الحقوق تخرج من إطارها الوطنً وهكذا أصبحت مادة بحد ذاتها ثم تم الفصل‬
‫‪7‬‬
‫بٌن مادة حقوق االنسان ومادة الحرٌات العامة اللتٌن أصبحتا ضمن مواد القانون العام ثم خرجتا إلى‬
‫فضاءات اوس شملت مراكز التكوٌن والمعاهد المتخصصة فً حقوق االنسان ودخلت إلى مواد كلٌات‬
‫االداب والعلوم االنسانٌة لتشمل الكثٌر من المستوٌات التعلٌمٌة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الحرٌات العامة ومواد القانون العام‬

‫‪ -1‬الحرٌات العامة و القانون الدستوري ‪ :‬الذي ٌعطً للحرٌات العامة إطارها القانونً من خالل‬
‫دٌباجة الدستور أو من المواد بداخله‬
‫‪ -2‬الحرٌات العامة والقانون االداري ‪ :‬ألن االدارة تمارس عملها فً جو االفراد فٌدخل عنصر‬
‫الشرعٌة والطعن امام القضاء االداري والعقوبة على الشطط فً استعمال السلطة ‪...‬‬
‫‪ -3‬الحرٌات العامة وعلم السٌاسة ‪ :‬كنظرٌة العقد االجتماعً و نناقش هنا االفكار السٌاسٌة مثال أفكار‬
‫جاك روسو و هوبز و مونتسٌكٌو و هٌؽل و جون لوك ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬الحرٌات العامة ومواد القانون الخاص‬

‫الحرٌات العامة والقانون الجنائً ‪ :‬المتهم بريء حتى تثبت إدانته ‪ ،‬الشك ٌفسر لصالح المتهم ‪ ،‬هذه‬ ‫‪-1‬‬
‫بعض عناوٌن الحرٌات العامة التً تجد اصلها فً الفكر القانونً الحدٌث وأصبحت من أركان‬
‫المحاكمة العادلة ‪ ،‬فالقانون الجنائً والمسطرة الجنائٌة لهما عالقة بالحرٌات العامة كما هو الفعل‬
‫بالنسبة الختصاصات الشرطة القضائٌة أو االعتقال التعسفً ‪.‬‬
‫الحرٌات العامة والقانون المدنً ‪ :‬نتطرق هنا إلى حق الملكٌة وحماٌتها‬ ‫‪-2‬‬
‫الحرٌات العامة والقانون التجاري ‪ :‬نتحدث هنا عن حرٌة التجارة والصناعة‬ ‫‪-3‬‬
‫الحرٌات العامة و القانون االجتماعً ‪ :‬عندما ٌتعلق االمر بالحق فً الشؽل أو حق االضراب أو‬ ‫‪-4‬‬
‫الحرٌة النقابٌة ‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬تصنٌف الحرٌات والحقوق‬
‫المبحث األول ‪ :‬تصنٌف الحرٌات العامة‬
‫تصور مجلس الدستور الفرنسً ‪.‬‬ ‫ٌختلؾ تصنٌؾ الحرٌات العامة حسب الزاوٌة المنظور منها ‪ :‬ثنائً ‪ ،‬ثالثً ‪،‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬التصنٌؾ الثنائً‬
‫وٌقوم على اساس التمٌٌز بٌن نوعٌن من الحرٌات العامة ‪ ،‬ونشٌر هنا إلى أنه ال ٌنبؽً التمت بنوع دون‬
‫آخر أو إلؽاء االنواع االخرى فالحرٌات العامة فً مضمونها متكاملة وممارسة حرٌة تقتضً ضمان‬
‫حرٌات أخرى ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الحرٌات الفردٌة والحرٌات الجماعٌة‬

‫من رواد هذا التقسٌم مٌدٌوت فالحرٌات الفردٌة هنا هً التً ٌمكن للفرد ممارستها بمفرده دون توقؾ على‬
‫الؽٌر كالحق فً الحٌاة واالمن والتجوال وابداء الرأي ‪ ،‬أما الحرٌات الجماعٌة فهً تلك التً ال ٌمكن‬
‫ممارستها ؼلى بصفة جماعٌة كتاسٌس االحزاب والجمعٌات وحق ا لتجم والصحافة والنقابة واالضراب‬

‫‪8‬‬
‫سلبٌات وإٌجابٌات هذا التقسٌم ‪:‬‬

‫تصنٌؾ بسٌط ٌسهل عملٌة التصنٌؾ من حٌث طبٌعة ممارستها فردٌا أو جماعٌا‬ ‫‪-1‬‬
‫تصنٌؾ ؼٌر موفق ألنه ٌجعل الحرٌات ذات الطبٌعة المتلطة خارج التصنٌؾ كحرٌة العقٌدة‬ ‫‪-2‬‬
‫ٌوضح هذا التصنٌؾ النزعة الفردٌة لواضعً اعالن حقوق االنسان الفرنسً لسنة ‪ 1979‬حٌث لم‬ ‫‪-3‬‬
‫ٌتضمن سوى حرٌة جماعٌة واحدة هً حرٌة الصحافة‬
‫اعطاء االولوٌة للحقوق الفردٌة التً ٌعتبرها اساس الحرٌات الجماعٌة وهذا مكون للدٌمقراطٌة‬ ‫‪-4‬‬
‫للبرالٌة ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬الحرٌات السلبٌة و الحرٌات االٌجابٌة‬
‫ارتبط هذا التقسٌم بـ لٌون دوجً ‪ ،‬فتظهر عنده الحرٌات السلبٌة كقٌود على السلطة الحاكمة فتفرض علٌها‬
‫عدم التدخل خالل ممارستهم لحرٌاتهم أما االٌجابٌة فهً الخدمات االٌجابٌة التً على السلطة أو الدولة أن‬
‫توفرها لألفراد لٌمارسوا حرٌاتهم فً أحسن وجه ‪ .‬نالحظ على هذا التقسٌم ‪:‬‬

‫‪ٌ -1‬مٌز بٌن الحرٌات االٌجابٌة والسلبٌة على اعتبار أن المظهر السلبً ٌمثل فلسفة الضبط االداري‬
‫بٌنما المظهر االٌجابً ٌمثله المرفق العام ‪.‬‬
‫‪ -2‬هذا التقسٌم ٌؤدي إلى ابتالع الحرٌات السلبٌة لإلٌجابٌة على اعتبار تراج دور الدولة فً الكثٌر‬
‫من مناحً الحٌاة عندما تصبح على قدم المساواة م األفراد‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬التصنٌف الثالثً‬
‫تبناه بوردو ‪ ،‬وٌقوم على التمٌٌز بٌن الحرٌات الطبٌعٌة أو المادٌة والفكرٌة‬
‫الفرع األول ‪ :‬مضمون التصنٌف الثالثً‬

‫الحرٌات الطبٌعٌة أو المادٌة هً فً مقابل الحرٌات الفكرٌة أو الروحٌة وٌمكن أن تكون ‪:‬‬

‫الحق فً التصرؾ فً الجسد ‪ :‬الحق فً منح الجسد ‪ ،‬الحق فً الموت ‪ ،‬الحرٌة الجنسٌة‬ ‫‪‬‬
‫الحق فً السالمة الطبٌعٌة ‪ :‬عدم االضطهاد ‪ ،‬عدم العبودٌة ‪ ،‬عدم القتل ‪ ،‬المعاملة االنسانٌة‬ ‫‪‬‬
‫الحق فً األمن‬ ‫‪‬‬
‫الحق فً التجول والتنقل‬ ‫‪‬‬
‫الحق فً الحٌاة الخاصة كالمسكن و التراسل‬ ‫‪‬‬
‫الحرٌات الفكرٌة أو الروحٌة فتشمل ‪:‬‬

‫حرٌة ابداء الرأي وحرٌة التعبٌر‬ ‫‪‬‬


‫حرٌة االعتقاد‬ ‫‪‬‬
‫حرٌة التعلٌم‬ ‫‪‬‬
‫حرٌة الصحافة‬ ‫‪‬‬

‫‪9‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬تقدٌر نظام التصنٌف الثالثً ‪ ،‬اٌجابٌاته ‪:‬‬

‫‪ٌ -1‬مٌز بٌن الحرٌات الطبٌعٌة المادٌة و الحرٌات الفكرٌة والحرٌات العالئقٌة‬
‫‪ٌ -2‬تمائى م االبعاد الثالثٌة للشخصٌة االنسانٌة‬
‫‪ -3‬ؼنً فً معانٌه مقارنة م التصنٌؾ الثنائً‬
‫سلبٌاته ‪:‬‬

‫ؼٌر دقٌق فالحق فً حٌاة خاصة قد ٌشمل الجانب المادي والروحً‬ ‫‪-1‬‬
‫ؼٌر قادر على تجمٌعجمٌ الحرٌات المتعارؾ علٌها فهناك حرٌات لٌست طبٌعٌة وال فكرٌة‬ ‫‪-2‬‬
‫كالحرٌات النقابٌة مثال والتجم وحق الملكٌة والحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة‬
‫التمٌٌز بٌن الحقوق المادٌة والروحٌة ٌجد فلسفته فً الفكر الكنسً بوجود البعد المادي والروحً‬ ‫‪-3‬‬
‫والمجتمعً ‪.‬‬
‫ٌذكرنا بتقسٌم اسمٌان الذي اعتمد المساواة المدنٌة والحرٌة الفردٌة ‪ ،‬فالمساواة المدنٌة ٌندرج فٌها‬ ‫‪-4‬‬
‫المساواة أمام القضاء والقانون وتولً الوظائؾ العمومٌة وامام الضرائب أما الحرٌة الفردٌة فقسمها‬
‫إلى ذات مشمون مادي وتشمل حق االمن والتنقل والتملك والمسكن والعمل والتجارة ثم أخرى ذات‬
‫مدلول معنوي وتشمل حرٌة العقٌدة واالجتماع والصحافة والجمعٌات والتعلٌم ‪ ،‬إذن نفس سلبٌات‬
‫اسمٌان ٌمكن اسقاطها على التقسٌم الثالثً فالتمٌٌز بٌن المادي والعضوي لٌست له أي نتائج قانونٌة‬
‫او عملٌة ثم أن بعض الحرٌات تمثل حرٌة مادٌة وفكرٌة فً نفس الوقت كحق االمن ثم ان هذا‬
‫التقسٌم تجاهل بعض الحرٌات كالعمل والتأمٌن الصحً و الضمان االجتماعً وحق االضراب ‪..‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تصنٌف المجلس الدستوري الفرنسً‬

‫‪ 1984‬حٌث مٌز بٌن الحرٌات العامة االساسٌة التً تحظى بكل االهمٌة وتحظى بحماٌة خاصة من قبل‬
‫المجلس الدستوري ثم الحرٌات العامة العادٌة ‪ .‬الحماٌة الخاصة للحرٌات العامة االساسٌة لها ‪ 3‬مبادئ‬

‫‪ -1‬االمتناع عن إخضاع الحرٌات االساسٌة ألي نظام ترخٌصً مسبق مثال ذلك تأسٌس الجمعٌات‬
‫فحرٌة تأسٌس الجمعٌات هً حرٌة عامة أساسٌة ال تحتاج أي ترخٌص ‪ :‬قرار المجلس الدستوري‬
‫الفرنسً ‪1971‬‬
‫‪ -2‬ال ٌمكن للمشرع التدخل إال من أجل توسٌ دائرة التمت بالحرٌات العامةولٌس التضٌٌق علٌها‬
‫‪ -3‬تطبق على مجموع التراب الوطنً الفرنسً دون تمٌٌز بٌن المناطق‬
‫انطالقا من هاذا التحدٌد ٌصعب حصر الحرٌات العامة االساسٌة لكن ٌمكن إدراج بعض منها كحرٌة‬
‫تأسٌس الجمعٌات وحرٌة الصحافة والتجول و التعلٌم واللجوء ‪.‬‬
‫بٌنما تعتبر حرٌة التملك مجرد حرٌة عادٌة وافق المجلس الدستوري على التدخل من أجل تقٌٌد ممارستها‬
‫بعض المالحظات حول تصنٌؾ المجلس الدستوري الفرنسً ‪:‬‬

‫‪ -1‬اضفاء صفة أساسٌة على بعض الحرٌات من شأنه تقٌٌد ممارسة الحرٌات العادٌة‬
‫‪ -2‬ق د ٌفهم من صراع بٌن الحرٌات االساسٌة والعادٌة أي قد ٌتم التضحٌة بالثانٌة لصالح االولى‬

‫‪10‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬تصنٌف حقوق االنسان‬

‫تقسم الى ‪ 3‬اقسام ‪ :‬حقوق مدنٌة وسٌاسٌة ‪ ،‬حقوق اقتصادٌة واجتماعٌة وثقافٌة ‪ ،‬حقوق مشتركة‬

‫المطلب األول ‪ :‬الحقوق الكالسٌكٌة‬


‫هً تلك الحقوق الواردة فً العهد الدولً الخاص بالحقوق المدنٌة والسٌاسٌة والعهد الدولً بالحقوق‬
‫االقتصادٌة واالجتماعً والثقافٌة ‪.‬‬
‫النوع األول ‪ :‬وٌسمى بحقوق الجٌل األول أي الحقوق الطبٌعٌة الواردة فً االعالنات القانونٌة والسٌاسٌة‬
‫والتً نجد أهم صورها فً العهد الدولً الخاص بالحقوق المدنٌة والسٌاسٌة وهً المرحلة االولى فً‬
‫تعرٌؾ حقوق االنسان حٌث تقوم باالساس على الحقوق الفردٌةمن أهم صورها الحق فً االمن والمساواة‬

‫النوع الثانً ‪ :‬ما ٌسمى بحقوق الجٌل الثانً التً تستقً فلسفتها من أفكار الثورة الصناعٌة فً ق‪19‬‬
‫وأفكار الثورة السوفٌٌتٌة ‪ 1917‬حٌث ساهم االعالن السوفٌاتً لحقوق الشعب العامل المضطهد فً بلورة‬
‫حقوق جدٌدة تجلت فً العهد الدولً بالحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬الحقوق الجدٌدة‬

‫وهً حقوق الجٌل الثالث وهً حقوق حدٌثة تعبر عن عالمٌة حقوق االنسان أهمها الحق فً التنمٌة وبٌئة‬
‫سلٌمة والسلم واالمن الؽذائً والكسب المشترك للثروات االنسانٌة وعدم ملكٌة القمر واالجرام السماوٌة‬
‫وتؤكد فً مجموعها على ضرورة التضامن البشري والتشارك من أجل عٌش مشترك ومواجهة التحدٌات‬
‫التً ربما تعترض الحٌاة االنسانٌة المشتركة خصوصا م تطور الطب وتقنٌات التواصل ‪.‬‬

‫القسم األول ‪ :‬نشأة وتطور الحقوق والحرٌات العامة‬


‫تارٌخ حقوق االنسان والحرٌات العامة واحد ‪ ،‬وهو عبارة عن نضال بشري ضد االستبداد والتسلط من‬
‫أجل الحرٌة والكرامة االنسانٌة ‪ ،‬فالثقافة الحقوقٌة لها أصول فلسفٌة و سٌاسٌة واجتماعٌة وهً لٌست ولٌدة‬
‫حقبة معٌنة أو إٌدٌولوجٌة واحدة بل هً نتاج تراكمات تارٌخٌة متعاقبة أؼنتها الدٌانات السماوٌة ‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬دور الحضارات القدٌمة فً بلورة حقوق االنسان والحرٌات العامة‬

‫من الباحثٌن من ٌعترؾ للحضارات السابقة باالسهام فً بلورة ٌقافة حقوق االنسان ومنهم من ٌجعلها‬
‫قاصرة على المصدر الؽربً متجاهال دور الحضارات السابقة ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬حقوق االنسان فً الحضارة االغرٌقٌة‬
‫االنسان الحر عند االؼرٌق هو الشخص الذي له الحق فً الكالم والتعبٌر والمساهمة فً تسٌٌر المدٌنة‬
‫والحكم وخصوصا المشاركة فً األمور السٌاسٌة أي أنه ٌكتسب صفة المواطنة بٌنما المزارعون والعمال‬
‫واالجانب والنساء فكانوا كما ٌقول أفالطون وأرسطو عبٌدا بطبٌعتهم فقد كانوا ال ٌطالبون بأي حرٌة‬
‫وكانوا ٌعتبرون كاالالت مسخرٌن لخدمة االسٌاد ‪ .‬فال ٌمكن اعتبار الفكر الٌونانً مرجعٌة لحقوق االنسان‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬حقوق االنسان عند الرومان‬

‫استعمل الرومان كلمة حرٌة للتخلص من الطؽاة لكن تطبٌقه على الواق ظل بعٌدا من خالل ما ٌلً ‪:‬‬

‫‪ -1‬عدم اعترافهم بالمساواة بٌن سكان الرومان االصلٌٌن واالجانب بل كانوا ٌستعبدونهم‬
‫‪ -2‬اباحتهم للرق‬
‫‪ -3‬التفرقة حتى بٌن الرومان االشراؾ وعامة الشعب الرومانً‬
‫خالصة القول أن الحرٌة لم تكن معروفة فً االزمنة القدٌمة خصوصا أن االنظمة السٌاسٌة أنذاك كانت ال‬
‫تعترؾ سوى بالحقوق بٌن المواطنٌن وال حق للمواطن على السلطة وبقً االمر على ما هو علٌه حتى‬
‫جاءت الدٌانة المسٌحٌة التً أقرت من الناحٌة العملٌة الكرامة االنسانٌة والمساواة ‪.‬‬
‫الفصل الثانً ‪ :‬حقوق وحرٌات االنسان فً الدٌانات السماوٌة‬

‫ساهمت الدٌانات السماوٌة فً بلورة ثقافة حقوق االنسان عكس المدنٌات القدٌمة ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الدٌانتٌن الٌهودٌة والمسٌحٌة‬
‫تمٌزت كل دٌانة بنظرتها الخاصة وباسلوب متفرد وبسٌاسة تفسٌرٌة لمواضٌ حقوق االنسان وحرٌاته‬
‫المطلب األول ‪ :‬الدٌانة الٌهودٌة‬

‫جاءت رسالة نبً هللا موسى علٌه السالم إلخراج بنً اسرائٌل من ظلم فرعون وجاءت الوصاٌا العشر‬
‫االالهٌة التً كلم هللا بها نبٌه موسى والتً تضمنت عشر حقوق من حقوق االنسان كالحق فً الحٌاة‬
‫و الملكٌة وؼٌره وٌمكن اعتبار الوصاٌا االهٌة لنبً هللا موسى علٌه السالم بمثابة إعالن لحقوق االنسان لما‬
‫تضمنته من مبادئ انسانٌة وتوجٌهات ربانٌة لبنً االنسان لٌتخلصوا من استعباد البشر وعبادة هللا وحده‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬الدٌانة المسٌحٌة‬

‫سارت المسٌحٌة على نفس الن هج حٌث اعتبرت عبادة البشر وثنٌة وشركا باهلل ونادت بالحرٌة العقدٌة‬
‫وأن االنسان خلق على شاكلة هللا ألنهم انحدروا من انسان واحد وهو آدم علٌه السالم ‪.‬‬

‫‪ -1‬التأكٌد على الكرامة االنسانٌة اعتبارا أن هللا هو من خلق االنسان وخصه بهذه الكرامة‬
‫‪ -2‬رسمت حدود السلطة الدنٌوٌة بمقتضٌات تناسب طبٌعة االنسان والمجتم كما خلقه هللا سبحانه‬
‫‪ -3‬اعتبار الفرد ؼاٌة التنظٌم االجتماعً والزام الجماعة بالحفاظ على حقوقه‬
‫وهكذا حرمت الدٌانة المسٌحٌة اإلكراه فً الدٌن ونادت بحرٌة الفكر والعقٌدة ‪ ،‬لكن رجال الكنٌسة تورطوا‬
‫من بعد فً االستبداد والتحكم فً البالد باسم السلطة الدٌنٌة و ساندوا الطؽاة والملوك بل اوؼلوا فً الدماء‬
‫والتعسؾ ومحاكم التفتٌش واالرهاب ‪ .‬حتى ظهر مارتن لوثر فً حركته االصالحٌة للكنٌسة ‪.‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬حقوق االنسان فً الدٌانة االسالمٌة‬

‫اعترؾ االسالم بحرٌة االنسان وحارب الرق والعبودٌة وجعل مقابل ذلك أجرا وثوابا وجعل مبدأ الحرٌة‬
‫وثٌق الصلة بالعقٌدة االسالمٌة مدقا لقوله سبحانه وتعالى ‪ :‬ولقد كرمنا بنً آدم ‪ ،‬االسراء‪. 17‬‬

‫‪12‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مبادئ حقوق االنسان فً الشرٌعة االسالمٌة‬
‫الفرع األول ‪ :‬تكرٌم االنسان‬

‫لقد سخر هللا الكون لالنسان ‪ ،‬حٌث قال سبحانه ‪ :‬إنً جاعل فً األرض خلٌفة ‪ ،‬وقوله ‪ :‬وسخر لكم ما فً‬
‫السماوات واالرض جمٌعا منه ‪ ،‬سورة الجاثٌة ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬نماذج من الحقوق والحرٌات فً االسالم‬

‫مبدأ الحرٌة ‪ :‬حرٌة االنسان فً االسالم مقدسة اعتبارا أنها صفة تولد م االنسان مصدقا لقول‬ ‫‪-1‬‬
‫عمر رضً هللا عنه ‪ :‬متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟‬
‫مبدأ المساواة ‪ :‬مصدقا لما ورد عن النبً صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬ال فضل لعربً على عجمً وال‬ ‫‪-2‬‬
‫لعجمً على عربً وال ألحمر على أسود وال ألسود على أحمر إال بالتقوى ‪ .‬ثم اقر المساواة بٌن‬
‫الرجل والمرأة فً ق وله تعالى إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن‬
‫أكرمكم عند هللا أتقاكم ‪ ،‬ولقوله صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬النساء شقائق الرجال ‪ .‬فمبدأ االسالم هو‬
‫المساواة فً الحقوق والواجبات م أحكام جزئٌة على حسب الخصوصٌة وذلك من قمة العدل‪.‬‬
‫الحق فً العدالة ‪ :‬سعتب رالعدل أساس استمرار المجتمعات واألنظمة وقد وردت آٌات كثٌرة تأمر‬ ‫‪-3‬‬
‫بالعدل منها قوله سبحانه وتعالى ‪ :‬إن هللا ٌامر بالعدل واالحسان وإٌتاء ذي القربى وٌنهى عن‬
‫الفحشاء والمنكر والبؽً ‪.‬‬
‫حق المشاركة فً الحٌاة العامة حٌث نبذ االسالم الحكم الفردي المستبد الذي كان ٌسود أنذاك فً‬ ‫‪-4‬‬
‫ملكٌات هرقل والفرس واعتبر الحكم الفردي من الظلم ورسخ مبادئ المشاركة الجماعٌة فً تسٌٌر‬
‫الشأن العام عن طرٌق آلٌة الشورى بٌن المسلمٌن مصداقا لقوله تعالى ‪ :‬وأمرهم شورى بٌنهم‪.‬‬
‫الحق فً الحٌاة ‪ :‬حٌث كان متداوال أنذاك قتل االسرى وإعدام العبٌد ووأد البنات وجاء االسالم‬ ‫‪-5‬‬
‫وحرم قتل البنات واالسرى واالقلٌات واعتبر من قتل نفسا بؽٌر نفس فكأنما قتل الناس جمٌعا‬
‫حرٌة العقٌدة ‪ :‬ومنه قوله تعالى ‪ :‬ال إكراه فً الدٌن قد تبٌن الرشد من الؽً ‪ ،‬البقرة‪ 256‬باستثناء‬ ‫‪-6‬‬
‫المرتد الذي ٌعدم لقوله تعالى ‪ :‬من ٌشاقق الرسول من بعد ما تبٌن له الهدى وٌتب ؼٌر سبٌل‬
‫المؤمنٌن نوله ما تولى ونصله جهنم وسائت مصٌرا ‪ ،‬حٌث أنها كانت عادة المشركٌن إلدخال روح‬
‫الفشل فً المسلمٌن بالدخول فً االسالم ثم الخروج منه ‪ ،‬فكأنه اللعب بالدٌن ‪ٌ ،‬سلم ثم ٌكفر ‪ .‬لكن‬
‫االسالم حافظ بالمقابل على حقوق االقلٌات المسٌحٌة والٌهودٌة وعاشت هذه االقلٌات فً ظل‬
‫االسالم قرونا طوٌلة دون أن ٌمسها من المسلمٌن أي اضطهاد أو اكراه على الدخول فً االسالم‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬بعض حقوق االنسان فً االسالم‬

‫طالت حقوق االنسان فً االسالم كل الحقوق المدنٌة والسٌاسٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة بل فصل‬
‫هذه الحقوق بشكل جزئً معطٌا كل ذي حق حقه انطالقا من الجار والمرأة والطفل والرضٌ والكهل‬
‫والمطلقة والعجزة والضعٌؾ وعابر السبٌل والٌتٌم واألسٌر إلى ؼٌر ذلك ‪ ،‬وساهم االسالم فً بناء منظومة‬
‫حقوق االنسان بشكل كبٌر بل ربما بشكل ٌفوق بعض ما جائءت به بعض مواثٌق حقوق االنسان منها‪:‬‬

‫حق االنسان فً الترفٌه مصداقا لقوله تعالى ‪ :‬ال تحرموا طٌبات ما أحل هللا لكم‬ ‫‪-1‬‬
‫حق االنسان فً عدم التجسس علٌه ‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى ‪ :‬وال تجسسوا وال ٌؽتب بعضكم بعضا‬ ‫‪-2‬‬
‫حقوق االبناء ‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى ‪ :‬وبالوالدٌن إحسانا وقوله تعالى ٌوصٌكم هللا فً أوالدكم‬ ‫‪-3‬‬
‫حق الٌتٌم ‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى ‪ :‬إن الذٌن ٌاكلون أموال الٌتامى ظلما إنما ٌاكلون فً بطونهم نارا‬ ‫‪-4‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -5‬حق ذوي القربى والمساكٌن و ابن السبٌل ‪ ،‬لقوله تعالى ‪ :‬وبالوالدٌن إحسانا وبذي القربى والٌتامى‬
‫والمساكٌن والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن ا لسبٌل وما ملكت أٌمانكم‬
‫‪ -6‬حق االنسان فً العفو ‪ ،‬لقوله تعالى ‪ :‬وأن تعفوا أقرب للتقوى ‪ ،‬سورة البقرة ‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحقوق والحرٌات فً المذاهب المعاصرة‬
‫المبحث األول ‪ :‬فً المذهب الفردي‬
‫ساد هذا المذهب فً أروبا الؽربٌة كرد فعل اتجاه المظالم التً مارسها الثالثً المتكون من الملك والكنٌسة‬
‫والطبقة االقطاعٌة حٌث ظلوا قرونا طوٌلة ٌمارسون االستبداد والظلم والفساد حٌث كان الحكم فردٌا‬
‫ومطلقا للملك وكان االقطاع ٌسن القوانٌن وٌتحكم فً االقتصاد واالرض بٌنما راحت الكنٌسة تضفً على‬
‫ذلك صبؽة دٌنٌة إلقناع الناس أنها شرٌعة االهٌة وهكذا كان القوانٌن تنقسم إلى قسمٌن قوانٌن ٌسنها‬
‫االقطاع وشرٌعة دٌنٌة تسنها الكنٌسة ‪ ،‬فما هً إذن المصادر الفكرٌة للمذهب الفردي وما تأثٌرها على‬
‫إعالنات حقوق االنسان والمواثٌق الدولٌة ؟‬
‫المطلب األول ‪ :‬المصادر الفكرٌة للمذهب الفردي‬
‫بهدؾ الخروج من الوضعٌة المتأزمة فً أوروبا الؽربٌة ظهر مفكرون وفالسفة اهتموا بالبحث عن طرق‬
‫للخروج من ظلمة االستبداد والحكم الفردي والجهل المتفشً فً الناس إلى نور الحرٌة والعلم وهكذا ظهر‬
‫فكر االنوار والحرٌة وتم تبنً نظرٌة العقد االجتماعً بٌن الحاكم والمحكوم لتقٌٌد الحاكم وإلزامه باحترام‬
‫العقد االجتماعً بٌنه وبٌن الشعب وراجت هذه االفكار فً الشعوب االروبٌة طٌلة القرن ‪ 17‬و ‪ 18‬و ‪19‬‬
‫فقامت الدٌمقراطٌة التقلٌدٌة التً حظٌت بتقدٌر الشعب واستحسانه للخروج من العبودٌة وإطالق الحرٌات‪،‬‬
‫ومن ثم فالمذهب الفردي قام على تمجٌد الفرد واعتباره محور النظام السٌاسً والدولة لٌست إال إداة لخدمة‬
‫المواطن فتتكفل بضمان حقوقه وحرٌاته فالمذهب الفردي ٌركز على حل إشكالٌة الصراع بٌن السلطة‬
‫والحرٌة و أوجد لها آلٌات للخروج من هذه االزمة ولعل الفضل الكبٌر ٌعود إلى نظرٌة العقد االجتماعً‬
‫التً نادى بها كل من جون لوك و جون جاك روسو والمدرسة الطبٌعٌة فً ق‪ 17‬و‪ 18‬ثم الدٌانة‬
‫المسٌحٌة التً تدعو إلى احترام االنسان وكرامته ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الفكر المسٌحً‬

‫ساهمت باعتبار عبادة البشر شركا و وثنٌة مقٌتة فنادت بالحرٌة وازواجٌة السلطة‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬مدرسة الطبٌعٌٌن‬

‫مبادؤها من روافد المذهب الفردي حٌث دارت مفاهٌم هذه المدرسة حول الفرد واعتبرته حجر الزاوٌة فً‬
‫هذا الوجود ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬نظرٌة العقد االجتماعً‬
‫بعد العصور الوسطى التً ساد فٌها الحكم الملكً المطلق حسب نظرٌة " الحق االالهً للملوك " جاءت‬
‫نظرٌات العقد االجتماعً التً تعتبر من المصادر الحقٌقٌة لفلسفة المذهب الفردي والتً أكدت على وجود‬
‫عقد بٌن الحاكم والمحكوم خاض لإلرادة الجماعٌة والعٌش المشترك ومن رواد هذه المدرسة هوبز و لوك‬
‫و روسو فاتفقوا على دولة خاضعة لعقد اجتماعً ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفقرة ‪ : 0‬توماس هوبز ‪ ،‬نادى بالعقد االجتماعً وهو عبارة عن اتفاق بٌن الحاكم والمحكوم بمقتضاه‬
‫ٌفوضه على السلطة والتعبٌر عن إرادته فالمحكوم ٌتخلى عن بعض حرٌته لصالح الحاكم مقابل أن ٌضمن‬
‫هذا األخٌر األمن والمصالح الفردٌة للمحكومٌن وبمجرد توقٌ العقد ٌصبح الكل مقٌدا بما التزم به ‪.‬‬

‫الفقرة ‪ : 4‬جون لوك ‪ ،‬من واجب الحاكم احترام حقوق المحكوم وعدم المساس بها وفً حالة إخالل‬
‫الحاكم بااللتزامات الملقاة على عاتقه أو جنوحه إلى الحكم المطلق ٌجوز للمحكومٌن مقاومته وطرده وعلٌه‬
‫قرر جون لوك أن الحرٌات والحقوق هً الؽاٌة من السلطة السٌاسٌة وهً تبعا لذلك تقد السلطة وتحدها‬
‫فالدولة حسب لوك تكونت للدفاع عن الحقوق الطبٌعٌة للناس ولٌس بوسعها أن تنتهك تلك الحقوق ‪.‬‬

‫الفقرة ‪ : 3‬جون جاك روسو ‪ٌ ،‬عتبر كتابه العقد االجتماعً سنة ‪ 1762‬إنجٌل الحرٌة وهو من أنفس الكتب‬
‫التً نشرت فً عهد كثر فٌه الظلم واالستبداد وتقٌٌد الفكر والتعبٌر فالحالة الطبٌعٌة عنده هً الحرٌة‬
‫والمساواة واالستقالل عن السلطة فاإلنسان بطبعه ٌحب الحرٌة والمساواة وشًء واحد ٌعكر هذه الحٌاة‬
‫هو الكوارث الطبٌعٌة كالزالزل والفٌضانات وٌجب علٌه التعاون م بنً جنسه للتؽلب علٌها ‪ ،‬هكذا ٌقرر‬
‫روسو أن األفراد بمقتضى العقد االجتماعً ٌتنازلون عن بعض حقوقهم للجماعة وٌحصلون بالمقابل على‬
‫حقوق وحرٌات تقررها لهم الجماعة التً اقاموها بمحض إرادتهم واختٌارهم ٌسمٌه العقد االجتماعً الذي‬
‫ٌ طً الكٌان السٌاسً سلطة على أعضائه لتوجٌه االرادة العامة ‪ .‬وٌبٌن روسو أن ال تعارض بٌن سٌادة‬
‫الدولة و حرٌة االفراد وأن الحرٌة الحقٌقٌة هً سٌادة القانون الذي هو إرادة األمة وتصدره االؼلبٌة‬
‫المطالبة بتطبٌقه بعد التصوٌت علٌه ‪ .‬تجلت بوضوح مبادئ روسو فً إعالن حقوق االنسان الصادر عن‬
‫الثورة الفرنسٌة وتأكدت بعد ذلك فً إعالنات حقوق االنسان االنجلٌزٌة واألمرٌكٌة ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬تطبٌقات تعالٌم المذهب الفردي فً إعالنات الحقوق والوثائق الدستورٌة‬

‫قدمت الشعوب األوربٌة تضحٌات كبرى ضد الحكم المطلق حتى حصلت على الحرٌة والحقوق وتم‬
‫إخراجها من حٌز النظري إلى النطاق العملً تجسد فً وثائق مكتوبة تسمى إعالنات حقوق الحقوق ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬إعالنات الحقوق االنجلٌزٌة‬
‫تحتل األعراؾ مكانة ال ٌستهان بها فً التارٌخ الدستوري االنجلٌزي وم ذلك تخللته وثائق دستورٌة‬
‫مكتوبة أعطت طابعا عملٌا للحرٌات العامة أهمها ‪:‬‬

‫‪ -1‬العهد األعظم أو العهد األكبر صدر فً ‪ 1215‬بسبب استٌاء طبقة النبالء من الضرائب المفروضة‬
‫علٌهم لتموٌل الحروب التً كان ٌشنها الملك جون ‪ .‬وهً أهم وثٌقة مكتوبة فً تارٌخ إنجلترا‬
‫الدستوري فقد ضمت الكثٌر من الضمانات للحرٌة الشخصٌة وتحدٌد سلطة الملك ‪ ،‬وهً لم تأت‬
‫نتٌجة ضؽوط شعبٌة بل استجابة لضؽوط النبالء ورجال الدٌن لذلك كان العهد األكبر ٌنص على‬
‫حقوق النبالء أكثر مما ٌحض على حقوق البسطاء لكنه انتقل بنظام الحكم من ملكٌة مطلقة إلى‬
‫ملكٌة دستورٌة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ملتمس الحقوق وصدر سنة ‪ 1628‬عندما دخل البرلمان فً صراع م الملك الذي كان ٌعتقد‬
‫بنظرٌة الحق االالهً للملوك كأساس لسلطتهم فكان الملك ٌقوم بالتشرٌ وٌفرض الضرائب دون‬
‫احترام لوثٌقة العهد األكبر ‪ ،‬هذا االستبداد من طرؾ الملك أدى إلى نشوب حرب أهلٌة انتهت‬
‫بإعدام الملك شارل األول ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -3‬قانون الحقوق ‪ ،‬صدر سنة ‪ 1688‬وشكل قٌدا من القٌود المفروضة على الملك حٌث قضى على‬
‫الحكم الفردي المطلق وقد نص على من الملك من اٌقاؾ القوانٌن أو االعفاء من تطبٌق القوانٌن أو‬
‫فرض الضرائب أو االحتفاظ بالجٌش زمن السلم ‪.‬‬
‫‪ -4‬األمر القضائً الصادر سنة ‪ 1679‬ضد القبض التعسفً دون سند قانونً واعتبر كضمان‬
‫للمواطنٌن االنجلٌز وفً حالة المخالفة ٌتم معاقبة المسؤول عن القبض التعسفً والحكم علٌه ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬إعالنات الحقوق االمرٌكٌة‬
‫تعتبر حرب االستقالل األمرٌكٌة أهم حرب تحررٌة سجلها التارٌخ الحدٌث دفاعا عن حرٌة االنسان‬
‫وحقوقه حٌث اشتعلت ثورة مسلحة فً سنة ‪ 1775‬قادها جورج واشنطن انتهت بتحرر أمرٌكا من النفوذ‬
‫االنجلٌزي وانتخب هذا األخٌر كأول رئٌس للوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ‪ ،‬بعدها أعلنت الوالٌات ‪13‬‬
‫إعالنات الحقوق تضمنت نصوصا تؤكد على حقوق االفراد السابقة على حقوق الدولة اقتبست مبادئها من‬
‫قانون الحقوق االنجلٌزي ومن أفكار جون لوك و جاك روسو ومونتٌسكٌو مؤسس نظرٌة فصل السلط‪.‬‬

‫‪ -1‬إعالن والٌة فرجٌنا ‪ ،‬صدر سنة ‪ 1767‬وٌعتبر أول إعالن حقوق لإلنسان فً الوالٌات المتحدة‬
‫األمرٌكٌة واقتدت به سائر الوالٌات األمرٌكٌة وقد تضمن العدٌد من الحقوق أهمها المساواة بٌن الم‬
‫واطنٌن وحق الملكٌة واالعتراؾ بالشعب كمصدر للسلطة وفصل السلط واالمن والمحاكمة العادلة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬إعالن االستقالل األمرٌكً ‪ ،‬صدر سنة ‪ 1776‬حٌث تنفصل بموجبه الوالٌات المتحدة عن برٌطانٌا‬
‫وقد نص على جمٌ الحقوق الواردة فً إعالن فرجٌنٌا وما ٌمٌز هذا االعالن ذكره ألول مرة‬
‫عبارة حقوق االنسان فاستهل إعالن االستقالل فً دٌباجته بعبارة جاك روسو ‪ :‬إن جمٌ الناس‬
‫ولدوا متساوٌن ولهم حق ؼٌر متنازع علٌه فً الحرٌة " وهو تقرٌبا نفس الكالم الذي قاله عمربن‬
‫الخطاب رضً هللا عنه ‪ :‬متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " ‪ ،‬وقد اعتبر‬
‫األمرٌكٌون هذا اإلعالن بمثابة وثٌقة لحرٌة مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وال سبٌل للتخلً عن مبدأ‬
‫الحرٌة مهما كلفهم ذلك من ثمن وقد استهل االعالن بالفقرة التالٌة ‪ :‬إن الباري خلق الناس متساوٌن‬
‫ومنحهم حقوقا ال تنتزع أبدا كالحق فً الحٌاة والحرٌة والسعً من أجل السعادة وأن ضمان هذه‬
‫الحقوق رهٌن بتكوٌن حكومات تستمد سلطتها العادلة من موافقة الشعب وإذا ما وق سوء استعمال‬
‫للسلطة أو اؼتصابها من لدن حكومة تبٌن أنها ترمً إلى االستبداد وإهدار الحقوق المشروعة‬
‫للشعب فمن حق هذا األخٌر بل من واجبه إسقاط هذه الحكومة وإقامة مكانها نظاما جدٌدا كفٌال‬
‫بتأمٌن سعادته ومستقبله "‬
‫‪ -3‬التعدٌالت على دستور الوالٌات المتحدة ‪ ،‬دستور ‪ 1776‬اكتفى بتنظٌم المؤسسات الفدرالٌة ولم ٌهتم‬
‫بالحقوق والحرٌات لكن ابتداء من سنة ‪ 1789‬سٌنكب على االهتمام بضرورة حماٌة حقوق‬
‫المواطنٌن مما سٌدف السلطات إلى إعداد تعدٌالت على الدستور ‪ ،‬وأهم ما جاءت به تعدٌالت‬
‫‪ 1789‬هً الحرٌة الدٌنٌة أو حرٌة العقٌدة وحرٌة التعبٌر والرأي والصحافة والتجم واألمن‬
‫الشخصً وحرٌة الملكٌة بلؽت فً مجموعها ‪ 26‬تعدٌال ‪.‬‬

‫التصرٌح األمرٌكً كان جد واقعً وال ٌطمح إلى تجاوز حدود الوالٌات المتحدة عكس االعالن الفرنسً‬
‫وكان هدؾ رجال الثورة االمرٌكٌون إقناع االنسانٌة بعدالة قضٌتهم وإقناع الرأي العام الدولً بأسباب‬
‫قٌامهم بالثورة وكسب تعاطؾ المجتم الدولً معهم وقد اقترب كثٌرا من إعالن الحقوق الفرنسً من حٌث‬
‫التأثٌر دون أن ٌصل إلى مستواه التأثٌري ودرجة سموه باالنسان ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬إعالنات الحقوق الفرنسٌة‬

‫تعد فرنسا مهد الثورة المحملة بمبادئ الفكر الحر المتحرر التً جرفت العالم وأرؼمته على تبنً تعالٌم‬
‫حقوق االنسان والحرٌات العامة والسٌادة الشعبٌة ‪ .‬فقد عاشت فرنسا كباقً دول أوروبا تحت سلطة النظام‬
‫الملكً اإلقطاعً فً جمٌ مظاهر الحٌاة السٌاسٌة ومؤسسات الحكم حٌث كان الحكم مطلقا وكان الملوك‬
‫ٌرون طاعتهم واجبة وأن كلمتهم هً القانون وأنهم هم الدولة وكان لهم كامل التصرؾ فً المال العام‬
‫والعفو ومصادرة االراضً واالمالك والسجن دون محاكمة حتى قال جونسون مقولته الشهٌرة ‪ " :‬إن بالط‬
‫الملوك قبر الشعوب " ‪.‬‬
‫مصادر التصرٌح الفرنسً ‪:‬‬

‫قاومت الثورة الفرنسٌة االنحرافات واالستبدادات وقد قاد هذه الحركة الثورٌة العدٌد من الفالسفة المتأثرٌن‬
‫بحرب التحرٌر االمرٌكٌة خاصة بعد ترجمة الدساتٌر االمرٌكٌة إلى اللؽة الفرنسٌة ‪ ،‬من بٌن هؤالء‬
‫المفكرٌن ‪ :‬مونتٌسكٌو صاحب كتاب روح القوانٌن الذي جم فٌه الكثٌر من أنظمة الحكم ودرس أنواعها‬
‫وبٌن عٌوبها ومحاسنها وإلٌه ٌرج الفضل فً مبدأ فصل السلط وهو صاحب ا لمقولة الشهٌرة ‪ :‬إذا‬
‫تجمعت السلطات الثالث فً ٌد شخص واحد فإن كل شًء ٌضٌ ‪ٌ .‬وجد أٌضا فولطٌر ‪ :‬الذي تناول‬
‫الملكٌة ونظام الحكم الملكً بالنقد والسخرٌة والتهكم ‪ ،‬أٌضا نذكر فٌلسوؾ الحرٌة روسو صاحب كتاب‬
‫العقد االجتماعً الملقب إنجٌل الثورة وهو القائل ‪ :‬إن الحكومات لٌست إال ممثلة إلرادة الشعب وعلٌها أن‬
‫تكون فً خدمة الشعب ومنفذة إرادته فإذا أساءت استعمال سلطاتها وانحرفت عن واجباتها وجب عزلها‬
‫وإحالل ؼٌرها محلها ‪ .‬من بٌن الفالسفة أٌضا دٌدرو ‪ :‬الذي جم األفكار الحدٌثة فً موسوعته التً كان‬
‫النتشارها التأثٌر البالػ من شفاء الناس مما تعانٌه من ظلم وعٌاب الحرٌة والمساواة ‪ .‬وبالتالً فإن الثورة‬
‫الفرنسٌة قد أعادت التوازن للخلل المتجسد فً الوضعٌة المتخلفة حٌث ٌسود االقطاع والملك ورجال الدٌن‬
‫واألشراؾ والنبالء وتضٌ حقوق المواطنٌن فنادى الثوار باحترام حقوق االنسان وصون كرامته واحترام‬
‫حرٌته واعتبار الدولة حارسة فقط للدفاع الوطنً واالمن الداخلً والقضاء ‪ ،‬واستطاع الشعب الفرنسً‬
‫برمته أن ٌض حدا للنظام الملكً وأقاموا الجمهورٌة الفرنسٌة سنة ‪ 1792‬كما قضوا على المجتم الطبقً‬
‫وما كان ٌسوده من تفاوت وجاءت وثٌقة حقوق االنسان مؤكدة على حقوق االنسان وآدمٌته وكرامته ‪.‬‬
‫إعالن حقوق االنسان‬

‫صدر سنة ‪ ، 1789‬وتجلت أهمٌته فً عالمٌته ألنه ٌعلن حقوقا ال تهم المواطن فقط بل باعتباره إنسانا‬
‫ٌرفض كل أشكال التمٌٌز وٌالحظ أن استعمال مصطلح إعالن الحقوق كان الؽرض منه صفة االعالنٌة ال‬
‫االنشائٌة وأن دوره كان مجرد االعتراؾ بحقوق االنسان المالزمة للفرد والسابقة على وجود الدولة‬
‫والسلطة فمجهودهم انحصر على سرد الحقوق والتذكٌر بها بعد أن كانت مجهولة وتم التصوٌت على‬
‫االعالن من قبل الجمعٌة الوطنٌة فً ظروؾ سرٌعة فجاء على شاكلة دٌباجة و ‪ 17‬مادة كلها تؤكد على‬
‫الحقوق الطبٌعٌة التً ٌتمت بها االفراد ومن ضمن هذه الحقوق ‪ :‬المساواة ‪ ،‬عدم االعتقال التعسفً ‪،‬‬
‫الحرٌة ‪ ،‬البراءة إلى أن تثبت االدانة ‪ ،‬حرٌة الرأي والتعبٌر ‪ ،‬الشعب مصدر السلطة ‪ ،‬حق االنتخاب ‪،‬‬
‫حق المشاركة السٌاسٌة ‪ ،‬حق تقلد الوظائؾ العمومٌة ‪ ،‬حق مراقبة صرؾ الضرائب ‪ ،‬وأكد الفصل ‪ 16‬أن‬
‫كل مجتم ال ٌحمً هذه الحقوق ٌعتبر ؼٌر دستوري ‪ .‬هكذا اهتم االعالن الفرنسً بالحقوق الفردٌة دون‬
‫الحقوق الجماعٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة جاعال من عدم تدخل الدولة الهدؾ الرئٌسً لحماٌة حقوق‬
‫االفراد مصورا بالتالً معالم مجتم لبرالً فردانً تنافسً مالئم للمجتم الرأسمالً ؼٌر أن االعالنات‬
‫الالحقة ستعمل على سد الثؽرات بالنص الصرٌح على الحرٌات الجماعٌة واالهتمام بالحقوق االقتصادٌة‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أزمة المذهب الفردي‬

‫تعرض المذهب الفردي لهجمات ألنه سقط فً فخ الربح و استؽالل العمال فاتسعت الهوة بٌن الطبقة‬
‫المالكة والطبقة العاملة فنادى العمال بتدخل الدولة من أجل حماٌة حقوق العمال من االستؽالل البورجوازي‬
‫وتحقٌق نوع من المساواة الفعلٌة مما هٌأ المجال لظهور أفكار اشتراكٌة مطالبة بالعدالة االجتماعٌة ‪.‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬المذهب اإلشتراكً‬

‫تبٌن أن الحرٌات فً النظام اللبرالً زائفة وخادعة عند تطبٌقها حرفٌا ‪ ،‬فالحرٌة المطلقة فً االقتصاد أدت‬
‫إلى فوارق اجتماعٌة هائلة مما جعل الحرٌة السٌاسٌة حبرا على ورق وتأكد عدم المساواة بٌن المواطنٌن‬
‫فسلبٌة الدولة فً النظام اللبرالً الحر نتج عنها أزمات اقتصادٌة وظهور احتكارات وطبقات اجتماعٌة‬
‫فكان ال بد من ظهور أفكار اشتراكٌة ‪ ،‬كانت على مرحلتٌن المرحلة االولى هً االشتراكٌة المثالٌة أو‬
‫الطوباوٌة وامتدت حتى القرن ‪ 19‬حٌث كانت قائمة على مخاطبة الناس باالحاسٌس والضمائر قصد تحقٌق‬
‫مجتم مثالً خال من الظلم والطبقٌة لكنها لم تبٌن الوسائل من أجل بلوغ هذا الهدؾ فقد كانت عاطفٌة‬
‫أكثر منها عملٌة ‪ ،‬وقد نادى بهذه الفكرة العدٌد من الفالسفة على سبٌل المثال ‪ ،‬كونفوشٌوس الذي ظهر فً‬
‫الصٌن الذي نظر للفرد على أساس قٌمته ولٌس على أساس المٌالد واعترؾ له بإمكانٌة االنتقال من طبقة‬
‫اجتماعٌة ألخرى ‪ ،‬ثم أفالطون الذي دعى فً كتابه الجمهورٌة إلى الشٌوعٌة بإقامة المدٌنة الفاضلة على‬
‫أساس مبادئ االشتراكٌة فألؽى الملكٌة واالسرة ألن الملكٌة تعتبر أداة خالؾ بٌن الناس ‪ ،‬ثم طوماس مور‬
‫فً كتابه ٌوتوبٌا حٌث اقترح نظاما ٌماثل جمهورٌة أفالطون المثالٌة واستبدال الملكٌة الفردٌة بالملكٌة‬
‫الجماعٌة اعتبارا أن العدل ال ٌمكن تحقٌقه فً ظل الملكٌة الفردٌة ‪ .‬المرحلة الثانٌة هً االشتراكٌة العلمٌة‬
‫أو الماركسٌة ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬االرهاصات االولى لظهور مفهوم حقوق االنسان فً المنظومة االشتراكٌة العلمٌة‬

‫بدأت منتصؾ القرن ‪ 19‬م صدور البٌان االشتراكً لكارل ماركس الذي أضحى إنجٌل الحركة العمالٌة‬
‫الماركسٌة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الظروف التارٌخٌة‬

‫انتقلت أفكار فولطٌر وروسو إلى روسٌا سرٌعا ورافقتها اصالحات قام بها الملك ‪ -‬القٌصر ‪ -‬لتؽطٌة الحكم‬
‫المطلق ‪ ،‬لكن انكشؾ عوار هذه االصالحات الهشة م الخسا\ر الكبٌرة فً الحرب العالمٌة االولى مما‬
‫ساهم فً الثورة البولشفٌة بزعامة فالدٌمٌر لٌنٌن المنادٌة بالحقوق المتساوٌة والعدالة االجتماعٌة‬
‫واالعتراؾ بحقوق العمال فتطور التمرد إلى ثورة حقٌقٌة أدت إلى سقوط القٌصر ‪.‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬الثورة الروسٌة وصدوربٌان حقوق الشعب العامل المستغل‬

‫سنة ‪ 1917‬وق االعالن عن أول حكومة حرة فً روسٌا بزعامة لٌفوؾ التً قامت بمجموعة من‬
‫االصالحات كالمساواة أمام القانون وإصدار بٌان سمً حقوق الشعب العامل المستؽل سنة ‪ 1918‬حٌث‬
‫جاء بمفهوم جدٌد للحرٌات حٌث تتدخل الدولة فً النشاط الفردي كوسٌلة ناجحة للحد من الفوارق‬
‫االجتماعٌة ‪ .‬فً هذا ا لمضمار قال لٌنٌن ‪ :‬ال ٌمكن أن تك ون حرٌة فً مجتم قائم على سلطة المال حٌث‬
‫الطبقة الكادحة فً فقر وفئة طفٌلٌة من االؼنٌاء ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬المفهوم االشتراكً للحقوق والحرٌات‬

‫ال ٌعترؾ واضعو البٌان الشٌوعً بالحقوق فً ظل المجتم البورجوازي ‪ ،‬فقط انتصار البرولٌتارٌا من‬
‫سٌحقق الكرامة االنسانٌة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬التمٌٌز بٌن الحرٌات الشكلٌة والحرٌات الواقعٌة‬

‫مٌز ماركس بٌن الحرٌات الشكلٌة فاصبحتتدعى الحرٌات الكالسٌكٌة وحلت محلها الحرٌات الواقعٌة وهً ا‬
‫لحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة التً ال ٌمكن أن ت وفرها سوى الدولة ‪ ،‬فـ ماركس ٌرى أن رجال المال‬
‫فً الحرٌة الشكلٌة ٌتحكمون فً المال وبالتالً ٌتحكمون فً الصحافة واالعالم والحكومات إذن هذه‬
‫الحرٌة صورٌة وشكلٌة ومزٌفة ‪.‬‬

‫الفرع الثانً ‪ :‬انتقاد اعالنات القرن ‪ 01‬و ‪01‬‬

‫ٌرى ماركس أن اعالنات القرنٌن ‪ 18‬و ‪ 19‬ما هً إال أدوات فً ٌد البورجوازٌة استعملتها للقضاء على‬
‫االقطاعٌة ثم استعملتها بعد الثورات للقضاء على حقوق العمال وبالتالً هذه االعالنات ما هً إال نفاق‬
‫سٌاسً ‪ ،‬وٌطرح أسئلة من قبٌل " ما فائدة حرٌة السكن لشخص ال ٌملك سكنا ؟ ما قٌمة حرٌة الصحافة إذا‬
‫كانت الصحؾ بٌد رؤوس االموال ؟ ما قٌمة االمن لشخص ٌموت جوعا ؟‬
‫وهكذا رفض ماركس مفهوم الحرٌات فً العالم الؽربً وطرح بدٌال تمثل فً حرٌات فً ظل مجتم‬
‫اشتراكً تنعدم فٌه الطبقات وتشرؾ فٌه الدولة على حقوق االنسان ‪ ،‬وقال بـ " أولوٌة الجماعة على الفرد‬
‫ثم التضحٌة بحقوق الفرد من اجل حقوق الجماعة ‪ ،‬الدولة هً تدخلٌة ترتكز على الهٌمنة السٌاسٌة عن‬
‫طرٌق الحزب الواحد ثم الهٌمنة االقتصادٌة الممارسة من خالل المخططات االقتصادٌة ‪ ،‬وهكذا ظهرت‬
‫حقوق جدٌدة لم تكن فً إعالنات الحقوق الفرنسٌة واالنجلٌزٌة واالمرٌكٌة من قبٌل الحق فً العمل والحق‬
‫فً الراحة والحق فً التامٌن والحق فً التعلٌم ‪ ،‬والحقوق والواجبات فً المذهب االشتراكً وجهان لعملة‬
‫واحدة فمن ٌطالب بالحق فً الطعام والكساء علٌه واجبات العمل ومن ٌطالب بالحرٌة علٌه أن ٌحترم‬
‫حقوق االخرٌن ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أزمة المذهب االشتراكً‬

‫تركت النظرٌة الماركسٌة أثرا بالؽا فً تارٌخ االنسانٌة ولعبت دورا كبٌرا فً تطور الفكر والسٌاسة فً‬
‫العصر الحدٌث ‪ ،‬واستطاعت الثورة االشتراكٌة فً روسٌا أن تطٌح بالحكم الفردي المتمثل فً القٌصر‬
‫وتؤسس دولة اشتراكٌة قوٌة واصبحت قوة عظمى عالمٌا قبل أن تعصؾ بها رٌاح التؽٌٌر فً ‪ 1989‬أدت‬
‫إلى إعادة النظر فً الكثٌر من مبادئ االشتراكٌة وتجلت أزمة المذهب االشتراكً فً حماٌة حقوق‬
‫وحرٌات الفرد وثانٌا من خالل ظهور مذهب التدخل الجزئً ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬على مستوى حماٌة حقوق وحرٌات االفراد‬

‫حققت االشتراكٌة بعض العدل فً العمل وتوزٌ الثورات لكن الفرد المسكٌن حوصر من كل جانب‬
‫فالسلطة والمال واالعالم والثورة والثقافة تركزت كلها بٌد الدولة وهذه الدولة ٌسٌرها بشر فالسلطة إذن لم‬
‫تتالشى ولم تتكون المدٌنة الفاضلة وسٌطر الحزب الواحد ولم ٌفسح المجال للرأي اآلخر وصودر الحق فً‬
‫العمل السٌاسً الحر والمشاركة فً الحكم والتداول على السلطة وساد الحرمان فً حٌن كان االنسان‬
‫االوروبً ٌنعم بكامل حقوق االنسان وبالمشاركة السٌاسٌة الحرة وتطورت مسٌرة االنتاج والرخاء ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬ظهور مذهب التدخل الجزئً‬

‫م ضؽط المبادئ االشتراكٌة اضطرت النظم اللبرالٌة إلى القبول بمبدأ تدخل الدولة جزئٌا بدل الدولة‬
‫الحارسة وبدأت الدولة تضمن حقوق االفراد كالتعلٌم والتطبٌب والكفالة االجتماعٌة فاقتبست النظم ا لؽربٌة‬
‫من االشتراكٌة بعض االفكار من قبٌل تدخل الدولة لتنظٌم لحقل االقتصادي واالجتماعً و تؽلٌب المصحلة‬
‫الجماعٌة على المصلحة الفردٌة و احترام الملكٌة الفردٌة ثم تطور األمر حتى تدخلت الدولة فً تحدٌد‬
‫االجور وساعات العمل وتأمٌن العمال فتم إقرار فً فرنسا مثال الحق بالعمل لكل فرد ومن االساءة للعمال‬
‫وتعوٌض العمال فً حاالت الحوادث أو البطالة وتم استصدار قانون الضمان االجتماعً ‪ ،‬هكذا نالحظ أن‬
‫الحقوق جاءت نتٌجة تراكمات فلسفٌة وفكرٌة أسهمت فٌها جل الحضارات فاستفاد الالحق من السابق‬
‫مؤكدة أن الزبد ٌذهب جفاء وأن ما ٌنف الناس ٌمكث فً االرض ‪.‬‬

‫القسم الثانً ‪ :‬النظم الدولٌة لحماٌة حقوق وحرٌات االنسان‬


‫مباشرة بعد الحرب العالمٌة الثانٌة وبعد الخسائر الجمة التً تكبدها العالم ‪ ،‬أدرك الجمٌ ضرورة هٌئة دلٌة‬
‫ٌكون من مهامها حماٌة حقق االنسان السعً وراء عالم ٌسوده السلم السٌاسً واالجتماعً دن اعتبار‬
‫للحدود الجؽرافٌة ومتجاوزا للسٌادة الوطنٌة ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مٌثاق االمم المتحدة‬

‫حلت منظمة األمم المتحدة محل عصبة األمم سنة ‪ 1945‬وكان أهم دور لها هو ترسٌخ عالمٌة حقوق‬
‫االنسان فكانت منبرا دولٌا تتظافر فٌه الجهود لتجنٌب األجٌال المقبلة وٌالت الحروب وفرض تدخل‬
‫المجتم الدولً من أجل حماٌة حقوق االنسان فً حالة انتهاكها حفاظا على السلم الدولً ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مٌثاق األمم المتحدة ‪ ،‬المضمون والطبٌعة القانونٌة‬
‫الفرع األول ‪ :‬مضمون حقوق االنسان فً مٌثاق األمم المتحدة‬

‫حسب دٌباجة المٌثاق هناك تالزم بٌن الدٌمقراطٌة والسلم ‪ ،‬فأهم هدؾ هو ترسٌخ الدٌمقراطٌة وحقوق‬
‫االنسان والحرٌات العامة باعتبارهما ركٌزتٌن للنظام الدولً ‪ .‬جاء فً الدٌباجة ‪ " :‬إن شعوب األمم‬
‫المتحدة تؤكد إٌمانها بالحقوق االساسٌة وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء واألمم كبٌرها وصؽٌرها‬
‫من حقوق متساوٌة " وٌستطرد المٌثاق جاعال من مقاصد المنظمة الدولٌة ‪" :‬تحقٌق التعاون الدولً وحل‬
‫المسائل الدولٌة ذات الصبؽة االقتصادٌة واالجتماعٌة واالنسانٌة وعلىتعزٌز حقوق االنسان والحرٌات‬
‫االساسٌة للناس جمٌعا والتشجٌ على ذلك بال تمٌٌز بسبب الجنس أو اللؽة أو الدٌن ‪ .‬أما فً المجال‬
‫السٌاسً ‪ " :‬إن الحكومات الدٌكتاتورٌة التً تنكر حقوق االنسان تسبب الحرب فً حٌن أن النظم‬
‫الدٌمقراطٌة محبة للسالم " لذلك نصت على حق الشعوب فً تقرٌر المصٌر وربطت بٌن حقوق االنسان‬
‫وبٌن التقدم االقتصادي واالجتماعً على المستوى الفردي والجماعً ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬القٌمة القانونٌة لمٌثاق األمم المتحدة‬
‫وض المٌثاق توصٌات للنهوض بحقوق االنسان لكنه لم ٌحدد مفهوم هذه الحقوق رؼم اتفاق المجتمعٌن فً‬
‫سان فرانسٌسكو سنة ‪ 1945‬على هذه الحقوق لكن طرح التفاصٌل من شأنه أن ٌثٌر الخالفات فً وجهات‬
‫النظر مما سٌسبب فً افشال الجهود الهادفة إلى إخراج المنظمة إلى الوجود ‪ .‬مما دف الفقه إلى مناقشة‬
‫‪20‬‬
‫القوة القانونٌة لهذه المقتضٌات ‪ ،‬فالمٌثاق لم ٌنص على الوسائل وااللٌات لحماٌة الحقوق بل اكتفى باالشارة‬
‫إلى وظٌفة الجمعٌة العامة ودورها المتمثل فً االعداد والمصادقة على االعالن العالمً لحقوق االنسان‬
‫وعلى العهدٌن الدولٌٌن المكملٌن له باالضافة إلى البروتوكول االختٌاري ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬المشروعٌة الدولٌة فً مجال حقوق االنسان‬
‫نقصد بالمشروعٌة الدولٌة فً مجال حقوق االنسان المواثٌق الدولٌة المتعارؾ علٌها عالمٌا وهما االعالن‬
‫العالمً لحقوق االنسان والعهدٌن الدولٌان المتعلقان بحقوق االنسان ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬االعالن العالمً لحقوق االنسان‬

‫وصؾ هذا االعالن بالعالمً مقصود الهدؾ منه توسٌ دائرة العالمٌة حتى تتسم الحقوق بالشمولٌة فحقوق‬
‫االنسان من طٌننة واحدة وال فرق بٌن جنس وجنس أو اسود وابٌض بل هً حقوق لالنسان كل االنسان‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬ماهٌة االعالن العالمً لحقوق االنسان‬
‫ٌتكون االعالن من دٌباجة تؤكد الكرامة البشرٌة والحقوق المتساوٌة أساس الحرٌة والعدل والسلم فً العالم‬
‫ثم من ثالثٌن مادة ٌمكن تقسٌمها إلى ‪ 4‬اقسام ‪:‬‬

‫مجموعة أولى تتعلق بالحقوق الفردٌة كالحق فً الحٌاة والحرٌة ومن الرق والتعذٌب والمساواة‬ ‫‪-1‬‬
‫مجموعة ثانٌة تهتم بالحقوق الفردٌة الخاضعة للدولة كالحق فً الجنسٌة والحق فً اللجوء السٌاسً‬ ‫‪-2‬‬
‫مجموعة ثالثة تتطرق للحقوق السٌاسٌة كاعتراؾ بالشعب كمصدر للسلطة وحرٌة التعبٌر وحرٌة‬ ‫‪-3‬‬
‫العقٌدة وحرٌة تأسٌس الجمعٌات‬
‫المجموعة الرابعة تتعلق بالحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة كالحق فً الشؽل والضمان االجتماعً‬ ‫‪-4‬‬
‫والحق فً التعلٌم واالنتماء للنقابات ‪.‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬ممٌزات االعالن العالمً لحقوق االنسان‬

‫ساد التناقض بعض بنود االعالن وذلك لالتفاق الحبً بٌن المعسكرٌن الشرقً والؽربً فالمادة ‪ 17‬مثال‬
‫تقول ‪ :‬لكل فرد الحق فً التملك بمفرده أو باالشتراك م ؼٌره " فموقؾ اللبرالٌة هو التملك الفردي أما‬
‫موقؾ االشتراكٌة فهو التملك الجماعً ‪ .‬كما أن الدول لم ٌعد بمقدورها االنفراد بتنظٌم حقوق االنسان بعٌدا‬
‫عن المنظمات العالمٌة ‪ ،‬أٌضا المٌثاق ضمن عدم السقوط فً الحرٌة المطلقة والفوضى بل إن الدول‬
‫مسؤولة عن رعاٌة الحقوق وممارسة الحرٌات وطرق التعبٌر عن الرأي ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬القٌمة القانونٌة لإلعالن العالمً لحقوق االنسان‬

‫نطرح هنا سؤاال ‪ ،‬هل ٌتضمن االعالن العالمً لحقوق االنسان أي ا لتزام قانونً ؟ ٌجٌب الفقٌه الفرنسً‬
‫رٌنً كسٌه أن االمر ٌتعلق فقط بتوجٌه سٌاسً وتشرٌعً للدول فً مجال حقوق االنسان وال ٌتعلق األمر‬
‫باي قوة الزامٌة قانونٌة ‪ ،‬لكن االلتزام بالمٌثاق شرط من شروط االنضمام للمنظمة الدولٌة واكتسابها‬
‫العضوٌة فً المنتظم الدولً ‪ ،‬ومن ثمة نستخلص أن االعالن العالمً لحقوق االنسان من الناحٌة الحقوقٌة‬
‫النظرٌة ال مفعول له لكن تأثٌره على القرارات الدولٌة أصبح واضحا كما أن أؼلب دساتٌر العالم تبنته ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬العهدان الدولٌان المتعلقان بحقوق االنسان‬

‫ظل االعالن العالمً لحقوق االنسان ما بٌن ‪ 1948‬و ‪ 1966‬مجرد نص ذو قٌمة فلسفٌة أخالقٌة أكثر منه‬
‫ذا قوة قانونٌة وتلحقٌق نوع من االلزامٌة كان ال بد من اتفاقٌة تتقٌد بها الدول فً مجال تطبٌق حقوق‬
‫االنسان ‪ ،‬لهذا تم وض العهدان الدولٌان لحقوق االنسان ‪ ،‬هما العهد الدولً الخاص بالحقوق االقتصادٌة‬
‫واالجتماعٌة والثقافٌة و العهد الدولً الخاص بالحقوق المدنٌة والسٌاسٌة ‪.‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬طبٌعة العهدان الدولٌان لحقوق االنسان‬
‫ٌشكل العهدان وسٌلة لتقوٌة الطبٌعة القانونٌة لالعالن العالمً لحقوق االنسان باعتبارهما امتدادا له لكن‬
‫العمل بهما لم ٌبدأ سوى سنة ‪ 1976‬بعدما توفر النصاب للعمل بهما وٌرج السبب إلى إصرار دول العالم‬
‫الثالث على إضافة حق تقرٌر المصٌر الى الحقوق باعتبار أن الشعب المحروم من تقرٌر مصٌره ال ٌمكن‬
‫أن ٌتمت بالحقوق والحرٌات وهذا ما عارضته الدول االستعمارٌة ابعتباره حقا جماعٌا ولٌس حقا من‬
‫حقوق االنسان ‪ ،‬فإذا كان االعالن العالمً ٌنص على الحقوق الفردٌة لالنسان ولٌس حقوق الدولة فإن‬
‫العهدان ٌنصان على الحقوق الجماعٌة وحقوق الشعوب ‪.‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬مضمون العهدان الدولٌان‬

‫أوال العهد الدولً الخاص بالحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة ‪ٌ ،‬تكون من ‪ 31‬مادة تقر فٌها الدول‬
‫الموقعة بتوفٌر ظروؾ معٌشٌة أفضل لشعوبها من ذلك حق العمل وحق النقابة والضمان االجتماعً‬
‫والصحة والتربٌة والتعلٌم وحقوق الطفل وضرورة تقدٌم الدول تقارٌر إلزامٌة عن االجراءات التً اتخذتها‬
‫فً هذا المجال وتوضٌح الصعوبات التً وجدتها ‪.‬‬

‫ثانٌا العهد الدولً الحاص بالخقوق المدنٌة والسٌاسٌة ‪ ،‬وٌتكون من ‪ 53‬مادة ‪ ،‬وأهم مادة هً التً لم تذكر‬
‫فً االعالن العالمً لحقوق االنسان والتً تنص على ا حترام حق الشعوب فً تقرٌر المصٌر وهوما‬
‫ٌعكس انتصارات حركات التحرر الوطنً كما نص العهد على عالمٌة احترام حقوق االنسان ‪ ،‬ثم من‬
‫الحبس التعسفً أو االعتقال الؽٌر القانونً ومن التعذٌب والمحافظة على الكرامة االنسانٌة أو التدخل فً‬
‫خصوصٌات االفراد أو االطالع على مراسالته أو تلوٌث سمعته ‪ ،‬وٌتمٌز هذا العهد بقوة قانونٌة ملزمة‬
‫بحٌث تتعرض الدول المخالفة ألحكامه إلى مسائلة دولٌة ‪.‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬آلٌات األمم المتحدة لحماٌة حقوق االنسان‬

‫أناط المٌثاق بمنظمة األمم المتحدة مهمة حماٌة حقوق االنسان من خالل مجموعة من الهٌئات تدور كلها‬
‫فً فلك أجهزة األمم المتحدة بعضها له صالحٌات اتخاذ توصٌات والبعض اآلخر له اختصاصات التحقٌق‬
‫والحماٌة المباشرة ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬األجهزة الرئٌسٌة‬

‫الجمعٌة العامة و المجلس االقتصادي واالجتماعً ٌعتبران هٌئات شبه تقرٌرٌة لها اختصاصات حماٌة‬
‫حقوق االنسان ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الجمعٌة العامة‬

‫أنٌطت بها مهمة إنجاز الدراسات وإصدار التوصٌات بهدؾ تنمٌة التعاون الدولً فً ا لمٌادٌن الحقوقٌة‬
‫واالقتصادٌة والتعلٌمٌة والصحٌة واالجتماعٌة والثقافٌة حٌث تتخذ الجمعٌة العامة قراراتها على شكل‬
‫توصٌات وإعالنات ال تتمت بأي قوة قانونٌة إلزامٌة ‪،‬وقد اعتمدت كوسٌلة لذلك مجموعة من المواثٌق‬
‫الدولٌة والعهود واالتفاقٌات التً تهم الطفل والمرأة والتمٌٌز العنصري والتعذٌب والالجئٌن وؼٌره ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬المجلس االقتصادي واالجتماعً‬
‫ٌسهر على تقدٌم توصٌات للتوصل إلى احترام فعلً لحقوق االنسان ‪ ،‬وإعداد مشارٌ قوانٌن ومواثٌق‬
‫للجمعٌة العامة ‪ ،‬المطالبة بعقد الندوات والمؤتمرات لدراسة القضاٌا المتعلقة بحقوق االنسان ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬مجلس حقوق االنسان‬

‫وقد حل محل لجنة األمم المتحدة لحقوق االنسان وٌعد أعلى سلطة فً نظام األمم المتحدة حٌث ٌعتبر تابعا‬
‫مباشرة للجمعٌة العامة ولٌس للمجلس االجتماعً واالقتصادي وبذلك فهو جهاز فرعً تاب للجمعٌة العامة‬
‫لألمم المتحدة ‪ .‬وأهم اختصاصاته ‪ -1‬نشر االحترام العالمً بحقوق االنسان ‪ -2‬مراقبة انتهاكات حقوق‬
‫االنسان ‪ -3‬العمل على نشر ثقافة حقوق االنسان ‪.‬‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬الهٌئات الفرعٌة التابعة لهٌئة األمم المتحدة فً مجال حقوق االنسان‬
‫الفرع األول ‪ :‬المفوضٌة السامٌة لحقوق االنسان‬

‫تأسست سنة ‪ 1993‬وتضطل بمهام واسعة جوهرها توجٌه ومراقبة كل االنشطة األممٌة فً مجال‬
‫حقوقاالنسان ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬األجهزة الخاصة‬

‫وتشمل بعض اللجان الدولٌة المختصة بقضاٌا معٌنة وبمهام محددة‬

‫‪ -1‬منظمة العمل الدولٌة ‪ :‬تهتم بالحرٌة النقابٌة وتحسٌن شروط العمل واألجور وحماٌة العمال‬
‫‪ -2‬منظمة الٌونٌسكو ‪ :‬هدفها المحافظة على السلم واألمن بصفة عامة عن طرٌق التربٌة والتعلٌم‬
‫والثقافة ‪.‬‬
‫‪ -3‬توجد العدٌد من اللجان التابعة لألمم المتحدة والتً ولدت م االتفاقٌات الدولٌة لحقوق االنسان‬
‫أهم االتفاقٌات ‪:‬‬

‫‪ -1‬االتفاقٌة الدولٌة للقضاء على جمٌ أشكال التمٌٌز العنصري‬


‫‪ -2‬االتفاقٌة ضد التعذٌب‬
‫‪ -3‬منظمة العفو الدولٌة ‪ ،‬للدفاع عن المسجونٌن وضمان محاكمة عادلة واحترام حق اللجوء السٌاسً‬
‫ورفض عقوبة االعدام وأشكال التعذٌب وحرٌة الرأي ‪.‬‬
‫نخلص من النظم الدولٌة لحقوق االنسان إلى وجود ما أصبح ٌسمى بالقانون الدولً لحقوق االنسان الذي ٌتمٌز بمضمون خاص‬
‫وبقٌمة قانونٌة انبثقت عنه مبادئ دولٌة متفق علٌها فً مجال حقوق االنسان ٌتم تجاهلها أحٌانا خصوصا أن األمم المتحدة تظل‬
‫عاجزة على فرض مبادئ مٌثاقها فً بعض حاالت الحرب كماوقع فً العراق وفلسطٌن أو ما ٌتعلق بالحقوق والحرٌات واالعتدا‬
‫بشكل علنً كما ٌحدث فً غوانتانامو حٌث أن بعض الدول تسخر المنظمة لخدمة مصالحها بدل أن تكون فً خدمة السلم واألمن ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬حقوق االنسان والحرٌات العامة فً المغرب ‪ ،‬المصادر والنماذج‬
‫تتأرجح المصادر الحقوقٌة فً المؽرب بٌن ما هو قانونً وما هو اٌدٌولوجً كالمرجعٌة االسالمٌة‬
‫والؽربٌة وهً تطرح الكثٌر من الصدام بٌن ما هو اسالمً وما هو ؼربً ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬المصادر القانونٌة‬

‫ترج إلى بداٌة القرن ‪ 25‬وتشكل مدونة الحرٌات العامة أهم ما مٌز المصادر القانونٌة ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬المصادر القانونٌة السابقة على تبنً مدونة الحرٌات العامة‬

‫الفرع األول ‪ :‬مشروع دستور ‪0111‬‬

‫تضمن مجموعة من الحقوق حٌث مٌز بٌن الحقوق المدنٌة والسٌاسٌة والحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬الحقوق المدنٌة والسٌاسٌة ‪ ،‬مثل عدم الضرب بالعصً والجلد والتعذٌب والتشهٌر وإنشاء‬
‫مجالس منتخبة ومجلس لتمثٌل األمة ‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬الحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة ‪ ،‬مثل حق التعلٌم كإلزامٌة التعلٌم االبتدائً و حق الملكٌة‬
‫واصدار الصحؾ وتنظٌم التجمعات السٌاسٌة والنقابٌة حٌث ساوى بٌن المؽاربة واالجانب ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬مصادر أخرى‬

‫ونقصد به كال من القانون المتعلق بالحرٌة النقابٌة الصادر فً ‪ 1957‬و مرسوم ‪ 1958‬بشأن ممارسة‬
‫الموظفٌن للحق النقابً ثم العهد الملكً الصادر سنة ‪ 1958‬جاء على شكل خطاب ملكً تم االعتراؾ فٌه‬
‫بحرٌة التعبٌر والنشر والتعلٌم واالجتماع و التحزب وتكوٌن الجمعٌات شرٌطة احترام النظام الملكً ‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬المصادر الالحقة على مدونة الحرٌات العامة‬
‫الفرع األول ‪ :‬مدونة الحرٌات العامة‬

‫وٌطلق على أربعة قوانٌن أساسٌة باالضافة إلى القانون المتعلق بالحرٌة النقابٌة الذي ٌضٌفه البعض إلى‬
‫مدونة الحرٌات العامة ‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬القانون المتعلق بالجمعٌات ‪ ،‬صدر بظهٌر شرٌؾ رقم ‪ 10580376‬متضمنا ‪ 41‬فصال‬
‫موزعة على سبعة أجزاء تم تعدٌله سنة ‪ ، 1973‬لكن هذا القانون عرؾ تضٌٌقات كثٌرة حتى عرؾ باسم‬
‫القانون الج نائً للحرٌات العامة بل إن ممارسته أوجدت قانونا عرفٌا للحرٌات العامة تمثل فً منطق‬
‫التعلٌمات الشفوٌة و التهدٌدات البولٌسٌة والتعذٌب والترهٌب ‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬القانون المتعلق بالتجمعات العمومٌة ‪ ،‬صدر بمقتضى الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪10580377‬‬
‫وٌضم ‪ 26‬فصال تنظم االجتماعات العمومٌة والتجمهر وعقوبات حمل السالح فً وجه األمن ‪..‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬القانون المتعلق بالصحافة بالمغرب ‪ ،‬صدر بمقتضى الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪10580378 :‬‬
‫وٌضم ‪ 85‬فصال على ‪ 5‬ابواب تضمن قوانٌن الطباعة وتروٌج الكتب والصاق االعالنات والنشرات‬
‫والمتابعات وقد تم إدخال العدٌد من التعدٌالت علٌه بما ٌخص االعالم والصحافة والطب والنشر ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬مصادر أخرى‬

‫نختزلها فً القانون االساسً للمملكة الصادر فً ‪ 1961‬و الدساتٌر المؽربٌة‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬القانون االساسً للمملكة ‪ ،‬وقد أصدره الملك الحسن الثانً تمهٌدا إلصدار أول دستور‬
‫فشكل بذلك مرجعٌة قانونٌة لحقوق االنسان والحرٌات نظرا لما تضمنه من مبادئ عامة للمساواة بٌن‬
‫المواطنٌن فً الحقوق والواجبات وصٌانة كرامة االنسان واقرار نظام اقتصادي بهدؾ تحقٌق العدالة‬
‫االجتماعٌة وحاول إرساء دعائم مجال سٌاسً قانونً ٌساعد على ممارسة هذه الحقوق منها دعامتٌن‬
‫مهمتٌن هما فصل السلط و استقالل القضاء ‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬المصدر الدستوري ‪ ،‬حٌث عرؾ المؽرب ‪ 5‬دساتٌر ‪1996-1992-1972-1975-1962‬‬


‫فكانت مجرد تؽٌٌرات على الدستور األم وهو دستور ‪ 1962‬ثم آخر تعدٌل وهو دستور ‪ 2511‬الذي نص‬
‫على مجموعة من الحقوق والحرٌات االساسٌة لالفراد والجماعات فً الباب الثانً تحت اسم الحرٌات‬
‫والحقوق االساسٌة من الفصل ‪ 19‬إلى الفصل ‪ 45‬أي حوالً ‪ 22‬فصال ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الحقوق المدنٌة والسٌاسٌة‬

‫المساواة ‪ :‬نص علٌها الفصل ‪ 19‬من دستور ‪ 2511‬على الرجل والمرأة على حد سواء والحقوق‬ ‫‪-1‬‬
‫والحرٌات المدنٌة والسٌاسٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة والبٌئٌة الواردة فً الدستور‬
‫واالتفاقٌات الدولٌة التً و ق علٌها المؽرب كل ذلك تحت ثوابت المملكة وقوانٌنها ‪.‬‬
‫الحق فً الحٌاة ‪ :‬الفصل ‪ 25‬تحدث أول حق وهو الحق فً الحٌاة وٌحمً القانون هذا الحق‬ ‫‪-2‬‬
‫الحق فً السالمة الشخصٌة ‪ :‬حٌث تطرق إلى سالمة االشخاص والممتلكات و التراب الوطنً‬ ‫‪-3‬‬
‫من االعتقال التعسفً والحق فً الصمت حتى الحصول على مساعدة قانونٌة ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الحق فً المحاكمة العادلة‬ ‫‪-5‬‬
‫الحق فً ظروؾ اعتقال انسانٌة واالستفادة من برامج التكوٌن والتأهٌل‬ ‫‪-6‬‬
‫من العنصرٌة والكراهٌة والعنؾ والتحرٌض‬ ‫‪-7‬‬
‫من جرائم الحرب والجرائم ضد االنسانٌة‬ ‫‪-8‬‬
‫حرمة المنزل ‪ ،‬واالتصاالت الشخصٌة والمال الشخصً‬ ‫‪-9‬‬
‫حرٌة التنقل واالستقرار‬ ‫‪-15‬‬
‫حرٌة الرأي والتعبٌر‬ ‫‪-11‬‬
‫الحق فً المعلومة الموجودة فً حوزة اإلدارة العمومٌة والمؤسسات المنتخبة والهٌئات التً تسٌر‬ ‫‪-12‬‬
‫المرفق العام‬
‫حرٌة الصحافة فال ٌمكن تقٌٌدها بموجب الفصل ‪ 28‬م وض القوانٌن المنظمة لذلك‬ ‫‪-13‬‬
‫الفصل ‪ 29‬المنظم لالجتماعات العمومٌة والتجمهر وتأسٌس الجمعٌات والنقابات واالحزاب‬ ‫‪-14‬‬
‫الحقوق المرتبطة باالنتخابات سواء بالتصوٌت أو الترشح والتمت بالحقوق السٌاسٌة والمدنٌة و‬ ‫‪-15‬‬
‫تكافؤ الفرص ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬الحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫كما نص دستور ‪ 2511‬على مجموعة من الحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة المرتبطة باالفراد والجماعات‬

‫الحقوق المرتبطة بالفرد ‪ :‬من خالل الفصل ‪ 31‬لالستفادة من العالج والصحة العمومٌة والضمان‬ ‫‪-1‬‬
‫االجتماعً والتؽطٌة الصحٌة والتعلٌم والتكوٌن المهنً والتربٌة البدنٌة والسكن الالئق والشؽل‬
‫والوظائؾ العمومٌة والماء والتنمٌة المستدامة ‪.‬‬
‫الحقوق المرتبطة باالسرة ‪ :‬من خالل الفصل ‪ 32‬فاالسرة هً الخلٌة االساسٌة للمجتم وتعمل‬ ‫‪-2‬‬
‫الدولة على ضمان حماٌة االسرة واالعتبار المادي والمعنوي للطفل ‪.‬‬
‫حقوق الشباب ‪ :‬من خالل الفصل ‪ 33‬فٌشج على التنمٌة االجتماعٌة ومساعدة الشباب على‬ ‫‪-3‬‬
‫االندماج فً الحٌاة العملٌة النشٌطة وتٌسٌر ولوج الشباب لعالم التكنولوجٌا و االنشطة الترفٌهٌة‬
‫والفن والرٌاضة م توفٌر االجواء المناسبة لذلك فتم استحداث مجلس استشاري للشباب ‪.‬‬
‫حقوق ذوي الحاجات ‪ :‬من خالل الفصل ‪ ، 34‬من خالل إعادة تأهٌلهم واالعتناء بهم ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫حق الملكٌة ‪ ،‬حٌث نص الفصل ‪ 35‬علٌه وممارسته بموجب القانون وتضمن الدولة حق المبادرة‬ ‫‪-5‬‬
‫والتنافس الحر والحفاظ على الثورات الطبٌعٌة وعلى حقوق االجٌال القادمة ‪.‬‬
‫التشرٌع الدستوري المغربً فً مجال حقوق االنسان ٌتمٌز بما ٌلً ‪:‬‬

‫ٌمٌز بٌن الحقوق المدنٌة والسٌاسٌة والحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة والحقوق الفردٌة والجماعٌة‬ ‫‪-1‬‬
‫الباعث من دسترة بعض الحقوق فً دستور ‪ 2511‬باالسم هو امتصاص الؽضب الشعبً وتحسٌن‬ ‫‪-2‬‬
‫صورة المؽرب فً المنتظم الدولً‬
‫توسٌ مضمون الحقوق والحرٌات لٌتم االنتقال إلى المفهوم الحدٌث لها‬ ‫‪-3‬‬
‫تطرق الفصلٌن ‪ 41‬و ‪ 42‬إلى الحقوق الدٌنٌة والحقوق الفردٌة والجماعٌة‬ ‫‪-4‬‬
‫انتقال المؽرب من مجال الحرٌات العامة إلى مجال الحرٌات االساسٌة مراهنا بذلك على االنخراط‬ ‫‪-5‬‬
‫فً المنظومة الدولٌة لحقوق االنسان‬
‫التناقض القائم فً عملٌة السرد الدستوري للحقوق والحرٌات وكذلك تعدد المرجعٌات االدٌولوجٌة‬ ‫‪-6‬‬
‫توسٌ مجاالت الحقوق والحرٌات الواردة فً الدستور وتسمٌتها باالساسٌة فضال عن طابعها العام‬ ‫‪-7‬‬
‫والكونً ‪.‬‬
‫تسمٌة الحقوق والحرٌات فً الباب الثانً باالساسٌة ٌجعلنا نؤكد وجود حقوق عادٌة ؼٌر اساسٌة‬ ‫‪-8‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬المصادر االدٌولوجٌة‬
‫المطلب األول ‪ :‬المرجعٌة االسالمٌة‬

‫وتتبدى لنا من خالل الخطب الملكٌة و الدستور المؽربً و االتفاقٌات والمعاهدات الدولٌة‬
‫الفرع األول ‪ :‬الخطب الملكٌة‬

‫‪ -1‬من خالل طبٌعة النظام السٌاسً القائم فً المؽرب أي النظام الملكً القائم على البٌعة التعاقدٌة‬
‫‪ -2‬االحالة الملكٌة فً الخطب على المرجعٌة االسالمٌة‬

‫‪26‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬من خالل الدستور‬

‫من خالل الفقرة ‪ 2‬من التصدٌر " المملكة المؽربٌة دولة اسالمٌة "‬ ‫‪-1‬‬
‫ما نص علٌه الفصل ‪ 3‬من أن االسالم دٌن الدولة‬ ‫‪-2‬‬
‫ما نص علٌه الفصل ‪ 41‬من أن الملك أمٌر المؤمنٌن وحامً حمى الملة والدٌن‬ ‫‪-3‬‬
‫ما نص علٌه الفصل ‪ 42‬من أن أولوٌة الشرٌعة االسالمٌة على ما عداها من الشرائ‬ ‫‪-4‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬من خالل االتفاقٌات والمعاهدات‬

‫وتظهر من خالل التحفظظات التً ٌسلكها المؽرب كأسلوب للمصادقة علٌها‬

‫‪ -1‬تحفظ المؽرب على حرٌة الدٌن للطفل نظرا أن االسالم هو دٌن الدولة‬
‫‪ -2‬تحفظ المؽرب عل مقتضٌات كل اتفاقٌة تتعارض م أحكام الشرٌعة االسالمٌة‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬المرجعٌة الغربٌة‬

‫أوال ‪ :‬ما نصت علٌه الفقرة ‪ 3‬من تصدٌر الدستور من أن المؽرب عضو نشٌط فً إطار المنظمات الدولٌة‬

‫ثانٌا ‪ :‬فً عملٌة تنظٌم مختلؾ أنواع الحرٌات العامة‬


‫ثالثا ‪ :‬فً عملٌة تصنٌؾ الحقوق الواردة فً الدستور المؽربً حٌث نجد تصنٌفا ؼرٌبا خالصا حٌث قسم‬
‫إلى الحقوق المدنٌة والسٌاسٌة كالحق فً الحٌاة والمساواة وتحرٌم االعتقال التعسفً وحرٌة التعبٌر والعبادة‬
‫واالنتخاب والتشرح والفكر والصحافة والتنقل ثم الحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة كالحق فً‬
‫الشؽل والتعلٌم واالضراب والعالج والسكن والتجارة والمنافسة الشرٌفة وحق الملكٌة وتكافؤ الفرص ثم‬
‫الحقوق البٌئٌة وهً الحق فً الماء والعٌش فً بٌئة سلٌمة والتنمٌة المستدامة ثم الحقوق الخاصة كحقوق‬
‫الطفل والمرأة واالسرة والشباب واالشخاص ذوي االحتٌاجات الخاصة واالشخاص المسنٌن ‪.‬‬
‫الفصل الثانً ‪ :‬دراسة نماذج من الحقوق والحرٌات‬
‫المبحث األول ‪ :‬نماذج من حقوق االنسان‬
‫المطلب األول ‪ :‬حق الشعب فً تقرٌر المصٌر‬

‫هو مبدأ واس وموضوع شائك ٌجم بٌن ممٌزات الحقوق الفردٌة والجماعٌة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مضمون حق الشعب فً تقرٌر المصٌر‬

‫ظهر فً القرن ‪ 25‬بعد كفاح طوٌل وأكد علٌه العهد الدولً للحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة‬
‫"لكافة اشعوب الحق فً تقرٌر المصٌر ولها أن تقر بحرٌة كٌانها السٌاسً وتواصل بحرٌة نموها‬
‫االقتصادي واالجتماعً والثقافً ‪ ،‬وللشعوب الحق فً التصرؾ بحرٌة فً ثرواتها ومواردها الطبٌعٌة"‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬المغرب ومبدأ الحق فً تقرٌر المصٌر‬
‫رؼم أن المؽرب حصل على استقالله لكن هناك إشكالٌات فً التصرؾ بحرٌة فً الثروات الطبٌعٌة‬
‫والموارد البشرٌة وحرٌة االختٌار السٌاسً والحرٌة فً اختٌار المناهج االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة‬

‫‪27‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬الحق فً التنمٌة‬

‫ال بد للحقوق من توفر التنمٌة فالجائ ال ٌمكنه أن ٌفكر فً ؼٌر الخبز فأكبر عقبة أمام الحقوق هو التنمٌة‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعرٌف الحق فً التنمٌة‬
‫هو الحق فً العٌش الكرٌم وهو حق مختلؾ عن باقً الحقوق فهو حق فردي جماعً ومتعدد االبعاد‬
‫وٌقتضً اتخاذ تدابٌر اقتصادٌة وسٌاسٌة ضرورٌة كتوزٌ الثروات والخٌرات بشكل عادل ‪.‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬الحق فً التنمٌة من خالل االلٌات الدولٌة‬

‫نظرا لمكانته المهمة نصت علٌه الكثٌر من المؤسسات والمواثٌق أهمها مٌثاق االمم المتحدة ولجنة االمم‬
‫المتحدة لحقوق االنسان والمؤتمر العالمً لحقوق االنسان ‪ ،‬وهو مختلؾ عن باقً الحقوق االخرى فهو‬
‫ٌنتمً إلى الجٌل الثالث من الحقوق ومبنً أساسا على الجٌل األول المرتكز على الحقوق الفردٌة المدنٌة‬
‫والسٌاسٌة والجٌل الثانً المعتمد على الحقوق الجماعٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة والمساواة ‪.‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬نماذج من الحرٌات العامة‬
‫الحرٌات العامة فً المؽرب حلٌب بال زبد والتشرٌعات الداخلٌة ال تكؾ من محاولة تحدٌد نطاقها ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الحق فً تأسٌس الجمعٌات‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعرٌف الجمعٌات‬

‫عرفها ظهٌر ‪ " 1958‬هً اتفاق لتحقٌق تعاون مستمر بٌن شخصٌن أو عدة أشخاص الستخدام معلوماتهم‬
‫أو نشاطهم لؽاٌة ؼٌر توزٌ االرباح فٌما بٌنهم "‬

‫أركان قٌام الجمعٌة ‪ -1 :‬االتفاق فً االرادة واالهداؾ ‪-2‬المرونة والتعاون المستمر ‪ ،‬فمن حٌث العدد‬
‫شخصٌن كاؾ فإمكان زوج و زوجته إنشاء جمعٌة ‪ -3‬المعٌار ؼٌر توزٌ االرباح بصفة ؼٌر مقاوالتٌة‬
‫لكن المشرع ٌجٌز تحقٌق الربح لكن لفائدة الجمعٌة وتجهٌز الجمعٌة وتموٌل االنشطة ولٌس لفائدة االعضاء‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬تأسٌس الجمعٌات‬
‫إذا كان الحق فً تأسٌس الجمعٌات مطلقا فً تعرٌفه فإنه مقٌد فً ممارسته بشروط موضوعٌة وأخرى‬
‫إجرائٌة توفق بٌن الحرٌة والسلطة ‪ .‬فالمؽرب مثال لم ٌتبنى مبدأ اإلقلٌمٌة واشترط على المستوى العضوي‬
‫ضرورة أن ٌكون أعضاء المكتب المسٌر منتمون لنفس االقلٌم أو الجهة أما على المستوى الوظٌفً‬
‫فاشترط أن ٌشمل نشاط الجمعٌة سكان الجماعة مقر الجمعٌة وفً حدود ضٌقة استثنائٌة امكانٌة تمدد نشاط‬
‫الجمعٌة على مجموع التراب الوطنً أو خارج الوطن ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬حرٌة تأسٌس الجمعٌات‬

‫الفصل الثانً من ظهٌر تأسٌس الجمعٌات ٌسمح بتأسٌس الجمعٌة دون سابق إذن أو تصرٌح من السلطات‬
‫بشرط أن تقدم تصرٌحا إلى االدارة المحلٌة القائد أو الباشا وإلى وكٌل الملك لدى المحكمة االبتدائٌة بالدائرة‬

‫‪28‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬كٌفٌة تأسٌس الجمعٌات‬

‫تقدم الجمعٌة تصرٌحا لدى االدارة المحلٌة القائد أو الباشا مباشرة أو بواسطة عون قضائً ٌسلم عنه وصل‬
‫اٌداع مؤقت مختوم ومؤرخ ثم توجه السلطة المحلٌة المذكورة إلى النٌابة العامة نسخة من التصرٌح قصد‬
‫تمكٌنها من إبداء رأٌها فً الطلب ثم ٌسلم الوصل النهائً وجوبا داخل أجل أقصاه ستون ٌوما وؾ ٌحالة‬
‫عدم تسلٌمه داخل أجل ‪ٌ 65‬وما جاز للجمعٌة أن تمارس نشاطها ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬أنواع الجمعٌات‬


‫منظومة الجمعٌات فً المؽرب جد واسعة ما بٌن المنفعة العامة والسٌاسٌة واالجنبٌة واالتحادٌة ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الجمعٌات الحاملة لصفة المنفعة العامة‬

‫هً كل جمعٌة ما عدا الجمعٌات السٌاسٌة ٌعترؾ لها بالمنفعة العمة بعد إجراء بحث وٌتم الرد علٌه فً‬
‫أجل ال ٌتعدى ‪ 6‬أشهر وٌترتب على االعتراؾ بالجمعٌة مجموعة من الحقوق وااللتزامات ‪.‬‬

‫الشروط الالزمة لقبول طلب الحصول على صفة المنفعة العامة‬

‫أن تكون مؤسسة طبقا ألحكام الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪10580376‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن تتوفر على القدرات المالٌة إلنجاز المهام المحددة فً نظامها االساسً‬ ‫‪-2‬‬
‫أن ٌكون لها نظام أساسً ونظام داخلً ٌضمن لالعضاء المشاركة الفعلٌة فً تدبٌر الجمعٌة‬ ‫‪-3‬‬
‫أن ٌكون الهدؾ هو المصلحة العامة محلٌا أو جهوٌا أو وطنٌا‬ ‫‪-4‬‬
‫محاسبة مضبوطة توضح الوضعٌة المالٌة‬ ‫‪-5‬‬
‫أن تخض للمراقبة االدارٌة وتقدٌم المعلومات للجهات االدارٌة‬ ‫‪-6‬‬
‫مسطرة اكتساب صفة المنفعة العامة‬

‫نسخة من الوصل النهائً إلٌداع ملؾ تأسٌس الجمعٌة‬ ‫‪-1‬‬


‫نسختٌن من النظام االساسً والنظام الداخلً‬ ‫‪-2‬‬
‫نسختٌن من قائمة االعضاء فً المكتب المسٌر‬ ‫‪-3‬‬
‫تقرٌر عن أنشطة الجمعٌة وبرنامج عملها لـ‪ 3‬سنوات القادمة‬ ‫‪-4‬‬
‫الوضعٌة المالٌة للجمعٌة وقٌمة الممتلكات المنقولة وؼٌر المنقولة‬ ‫‪-5‬‬
‫نسخة من محضر المداوالت للجهاز المختص فً الجمعٌة الذي ٌأذن بتقدٌم طلب االعتراؾ بصفة‬ ‫‪-6‬‬
‫المنفعة العامة لفائدة الجمعٌة المعنٌة‬
‫نتائج االعتراؾ بصفة المنفعة العامة‬

‫االمتٌازات المصاحبة لصفة المنفعة العامة ‪ -1 :‬االمتالك ضمن الحدود المبٌنة فً مرسوم االعتراؾ‬
‫‪ – 2‬االقتناء بدون عوض بموجب عقود ‪ -3‬االلتزام باستعمال النقود فً االهداؾ المخصصة لها ‪-4‬‬
‫اإلشارة إلى المبلػ التقدٌري من عملٌة التماس االحسان العمومً ‪ ،‬أما االلتزامات المصاحبة لالعتراؾ‬
‫فهً ‪ -1‬ضرورة التزام الجمعٌة بما ورد فً قانونها االساسً ‪ -2‬االمساك بالمحاسبة المالٌة واالدالء‬
‫بالقوائم التركٌبٌة للذمة المالٌة وقٌمة الممتلكات ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬األحزاب السٌاسٌة‬

‫تنظم األحزاب بموجب الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 10110166‬الصادر ‪ 2511‬بتنفٌذ القانون التنظٌمً ‪29011‬‬

‫تعرٌف الحزب السٌاسً‬

‫عرفته المادة ‪ 2‬من القانون السالؾ الذكر بأنه تنظٌم سٌاسً دائم ٌتمت بالشخصٌة االعتبارٌة ٌؤسس طبقا‬
‫للقانون بٌن أشخاص ذاتٌٌن ٌتمتعون بحقوقهم المدنٌة والسٌاسٌة وٌتقاسمون نفس المبادئ واالهداؾ ‪.‬‬
‫وٌعمل على تأطٌر المواطنٌن وتكوٌنهم السٌاسً وانخراطهم فً الحٌاة الوطنٌة وتدبٌر الشأن العام والتعبٌر‬
‫عن إرادة الناخبٌن و المشاركة فً ممارسة السلطة على أساس التعددٌة والتناوب وفً نطاق المؤسسات‬
‫الدستورٌة ‪.‬‬
‫تأسٌس األحزاب السٌاسٌة‬

‫نصت المادة ‪ 5‬من قانون األحزاب السٌاسٌة على جملة من الشروط‬

‫أن ٌكون المؤسسون بالؽٌن ‪ 18‬سنة شمسٌة كاملة‬ ‫‪-1‬‬


‫أن ٌكون المؤسسون والمسٌرون مسجلٌن فً اللوائح االنتخابٌة العامة‬ ‫‪-2‬‬
‫أن ٌكون المؤسسون والمسٌرون متمتعٌن بالحقوق المدنٌة والسٌاسٌة‬ ‫‪-3‬‬
‫أن ٌكون المؤسسون والمسٌرون حاملٌن للجنسٌة المؽربٌة وؼٌر متحملٌن ألي مسؤولٌة سٌاسٌة‬ ‫‪-4‬‬
‫فً دولة أخرى قد ٌحملون جنسٌتها ‪.‬‬
‫مسطرة تأسٌس حزب سٌاسً‬

‫نصت على ذلك المادة ‪ 6‬من قانون األحزاب‬

‫‪ -1‬ضرورة اٌداع الملؾ لدى السلطة الحكومٌة المكلفة بالداخلٌة عن طرٌق مفوض قضائً مقابل‬
‫وصل مؤرخ ومختوم ٌسلم فورا ‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة توجٌه السلطة الحكومٌة المكلفة بالداخلٌة نسخة من ملؾ التأسٌس الى النٌابة العامة‬
‫‪ٌ -3‬نشر بالجرٌدة الرسمٌة مستخرج من ملؾ التصرٌح بتأسٌس الحزب بمبادرة من الحكومة‬
‫مبادئ تنظٌم األحزاب السٌاسٌة وتسٌٌرها‬

‫أن ٌسٌر وفق مبادئ الدٌمقراطٌة ‪ ،‬ومراعاة مبادئ الحكامة والشفافٌة والمسؤولٌة والمحاسبة‬ ‫‪-1‬‬
‫تعمٌم مشاركة النساء والشباب‬ ‫‪-2‬‬
‫تحدٌد نسبة الشباب الواجب اشراكهم فً االجهزة المسٌرة للحزب‬ ‫‪-3‬‬
‫التوفر على هٌاكل تنظٌمٌة وطنٌة وجهوٌة وفروع فً الجماعات الترابٌة‬ ‫‪-4‬‬
‫تقدٌم مرشحٌن نزهاء وأكفاء ومؤهلٌن‬ ‫‪-5‬‬
‫النظام األساسً للحزب‬
‫ٌجب أن ٌتوفر النظام االساسً للحزب على البٌانات لتالٌة ‪:‬‬

‫‪ -1‬تسمٌة الحزب ورمزه و مقره المركزي‬


‫‪ -2‬اختصاصات وتألٌؾ مختلؾ األجهزة‬

‫‪30‬‬
‫‪ -3‬حقوق وواجبات االعضاء‬
‫‪ -4‬طرٌقة ومسطرة تزكٌة مرشحً الحزب لمختلؾ العملٌات االنتخابٌة‬
‫‪ -5‬دورات انعقاد اجتماعات االجهزة‬
‫‪ -6‬مدة انتداب المسؤولٌن‬
‫‪ -7‬شروط انخراط االعضاء وشروط اقالتهم أو استقالتهم‬
‫‪ -8‬العقوبات المطبقة على االعضاء وأجهزة الحزب المكلفة بذلك‬
‫‪ -9‬كٌفٌة االنضمام للحزب وكٌفٌة االنسحاب‬
‫التوفر على أجهزة ‪ :‬المراقبة المالٌة ‪ ،‬التحكٌم ‪ ،‬المناصفة ‪ ،‬الترشٌحات ‪ ،‬المؽاربة بالخارج‬ ‫‪-15‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الجمعٌات األجنبٌة وما فً حكمها‬

‫عرفها المشرع المؽربً فً الفصل ‪ 21‬من قانون الجمعٌات األجنبٌة بأنها الهٌئات التً لها ممٌزات جمعٌة‬
‫ولها مقر فً الخارج وٌكون مسٌروها أجانب أو ٌدٌرها أجانب ومقرها فً المؽرب وهً تخض إلى‬
‫شروط الجمعٌات فً المؽرب م شروط إضافٌة تتعلق بعدم مباشرة أي نشاط فً المؽرب إال بعد تصرٌح‬
‫سابق كما ٌمكن للحكومة أن ترفض تأسٌس الجمعٌة أو عند طارئ على المسٌرٌن أو االدارة أو عند إحداث‬
‫فروع أو مؤسسات أخرى تابعة للجمعٌة األجنبٌة بالمؽرب ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الجمعٌات االتحادٌة والجامعات‬
‫ٌمكن للجمعٌات المصرح بها أن تكون اتحادٌات وجامعات وٌجب أن ٌقدم فً هذا الخصوص تصرٌح‬
‫محتوي على الجمعٌات المنضوٌة تحته وكذا على االهداؾ من تأسٌسه وٌطبق علٌه نفس قانون الجمعٌات‪.‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬التجمعات العمومٌة‬

‫نفرق بٌن االجتماعات العمومٌة والمظاهرات بالطرق العمومٌة و التجمهر‬


‫الفرع األول ‪ :‬االجتماعات العمومٌة‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬التعرٌؾ ‪ ،‬عرفه المشرع فً الفصل ‪ 1‬من ظهٌر ‪ 1958‬المتعلق بالتجمعات العمومٌة ‪:‬‬
‫هو كل جم مؤقت مدبر مباح للعموم وتدرس خالله مسائل مدرجة فً جدول أعمال محدد من قبل ‪.‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬شروط عقد االجتماعات العمومٌة ‪ٌ ،‬مكن أن تعقد دون اذن مسبق وفق شروط ‪:‬‬

‫‪ -1‬ان ٌسلم تصرٌح لالدارة العمومٌة المسؤولة ٌبٌن المكان والزمان‬


‫‪ -2‬التصرٌح بموضوع االجتماع‬
‫‪ -3‬التصرٌح موق من طرؾ ‪ 3‬اشخاص ٌقطنون فً نفس العمالة م عناوٌنهم ونسخ من البطاقة‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬الموان الواردة على االجتماعات العمومٌة‬

‫عدم عقدها فً الطرق العمومٌة‬ ‫‪-1‬‬


‫عدم تمدٌد وقتها إلى ما بعد ‪ 12‬لٌال‬ ‫‪-2‬‬
‫ان ٌكون لالجتماع رئٌس مكلؾ ٌحافظ على النظام واحترام القانون‬ ‫‪-3‬‬
‫ٌمن أن ٌكون فً االجتماع شخص ٌحمل سالحا‬ ‫‪-4‬‬
‫‪31‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬المظاهرات بالطرق العمومٌة‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬ماهٌة المظاهرات المباحة ‪ ،‬نص ظهٌر التجمعات العمومٌة أنها تخض لوجوب تصرٌح‬
‫مسبق ‪ ،‬جمٌ المواكب واالستعراضات والمظاهرات بالطرٌق العمومٌة وٌعفى من ذلك التً تجري طبقا‬
‫للعادات و التقالٌد ‪.‬‬

‫الجنائز ‪ :‬من منزل المٌت إلى المقبرة وتعتبر من المتعارؾ علٌها شعبٌا‬ ‫‪-1‬‬
‫االحتفاالت بالمولود‬ ‫‪-2‬‬
‫االحتفاالت بالزواج‬ ‫‪-3‬‬
‫استعراضات القوات العمومٌة مثل الجٌش أو الدرك تسري علٌها عدم الحصول على التصرٌح بل‬ ‫‪-4‬‬
‫ٌكتفى باالخبار واإلشعار للسلطات المحلٌة ‪.‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬شروط التظاهر فً الطرق العمومٌة‬

‫‪ -1‬تسلٌم التصرٌح بالتظاهر إلى االدارة المحلٌة فً ظرؾ ‪ 3‬اٌام قبل تارٌخ المظاهرة‬
‫‪ -2‬التصرٌح ٌتضمن االسماء للمنظمٌن وٌوق علٌه ‪ 3‬افراد على االقل ممن ٌسكنون فً نفس المنطقة‬
‫‪ -3‬التصرٌح بالمكان والساعة والتارٌخ والطرق المنوي المرور منها‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬التجمهر ‪ ،‬وٌندرج ضمن التجمعات العمومٌة‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬تعرٌؾ التجمهر ‪ ،‬تجم بدٌهً عارض ؼٌر منظم ٌسعى إلى تحقٌق ؼاٌة ؼٌر مشروعة‬
‫ومن شأنه أن ٌؤدي إلى اضطرابات أو المس باألمن العام ‪ ،‬نصت علٌه الفصول ‪ 17‬إلى ‪ 25‬من ظهٌر‬
‫التجمعات العمومٌة ‪ ،‬وٌمن التجمهر سواء كان سلمٌا أو مسلحا إال بشرطٌن وهما عدم المساس بالنظام‬
‫العام وأن ال ٌكون مسلحا ‪.‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬حاالت التجمهر المسلح ‪ ،‬وٌعتبر مسلحا فً حالتٌن إذا كان أشخاص ضمن المتجمهرٌن‬
‫مسلحا ولم ٌق اقصاؤهم من طرؾ المتجمهرٌن ‪ ،‬وٌتم االعالن عن طرٌق مكبر الصوت عن تفرٌق‬
‫المتجمهرٌن وإال تتدخل القوة العمومٌة بالقوة حماٌة للممتلكات العامة ‪ .‬وتق المسؤولٌة على المنظمٌن‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬الوقفات االجتجاجٌة‬
‫تتمٌز عن المظاهرات العمومٌة بكونها ‪:‬‬

‫‪ -1‬الثبات والسكون‬
‫‪ -2‬التحدٌد الزمنً‬
‫‪ -3‬التحدٌد المكانً أمام مبنى حكومً أو خصوصً‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬تعرٌؾ الوقفات االحتجاجٌة‬
‫هً تطور ناتج عن مفهوم النضال الدٌمقراطً وتعنً المطالبة بحق من الحقوق أو التندٌد بأمر ما سلمٌا‬
‫فتكون معا رضة أو مناصرة ولم ٌتطرق إلٌها ظهٌر التجمعات العمومٌة لكننا نحٌلها إلى االجتهاد القضائً‬
‫لمأل الفراغ التشرٌعً الناتج عن هذه الممارسة ‪.‬وهً اجتماع عارض وتلقائً محدد من الناحٌة الزمنٌة‬
‫والمكانٌة ٌنبؽً أن ٌخض لتصرٌح مسبق من الجهات المعنٌة ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬شروط ممارسة الوقفات االحتجاجٌة‬

‫أن ال ٌكون االعتداء على حق خاص أو عام‬ ‫‪-1‬‬


‫ان ال ٌكون فً زمن ومكان ؼٌر مناسبٌن‬ ‫‪-2‬‬
‫تقدٌم طلب تصرٌح إلى السلطة المحلٌة‬ ‫‪-3‬‬
‫المدة الزمنٌة للوقفة‬ ‫‪-4‬‬
‫مكان الوقفة االحتجاجٌة‬ ‫‪-5‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬حرٌة الصحافة‬
‫وٌراد بها قدرة الصحفٌٌن على استعمال حقهم فً التعبٌر واالبداء عن رأٌهم فً الصحؾ والمجالت‬
‫والمطبوعات ومواق االنترنٌت ‪ ،‬فحرٌة الصحافة تساعد على إقامة حكم سٌاسً دٌمقراطً ‪ .‬فهً من‬
‫الحرٌات العامة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الصحافة والطباعة والنشر وتروٌج الكتب‬

‫نص الفصل ‪ 1‬من قانون الصحافة على ما ٌلً ‪:‬‬

‫‪ -1‬حرٌة الصحافة مضمونة بنص القانون‬


‫‪ -2‬لوسائل اإلعالم الحرٌة فً الوصول إلى المعلومة من مختلؾ مصادرها ما لم تكن سرٌة بنص‬
‫القانون وتمارس فً إطار مبادئ الدستور وأحكام القانون المنظم للمهنة واحترام أخالقٌات المهنة‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬الصحافة الدورٌة‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تعرٌؾ الصحافة الدورٌة ‪ ،‬عرفها الفصل ‪ 11‬من قانون الصحافة انها تصدر فً فترات‬
‫منتظمة‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬شروط النشر‬

‫‪ -1‬أن ٌقدم كل مطبوع دوري فً نسختٌن إلى النٌابة العامة لدى المجممة االبتدائٌة‬
‫‪ -2‬تعٌٌن مدٌر للنشر‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬حرٌات أخرى‬
‫الفرع األول ‪ :‬حرٌة التجول والتنقل‬

‫تعتبر حرٌة التجول والتنقل من الحرٌات العامة التً نص علٌها الدستور‬


‫الفقرة األولى ‪ :‬تعرٌؾ حرٌة التجول والتنقل‬
‫هً حرٌة االفراد فً االنتقال من مكان إلى مكان آخر فً ظل القانون المعمول به وحق الفرد فً الهجرة‬
‫من الوطن ومؽادرته ‪ ،‬المادة ‪ 13‬من االعالن العالمً لحقوق االنسان ‪ :‬لكل فرد الحق فً حرٌة التنقل وفً‬
‫اختٌار محل إقامته داحل حدود الدولة أو المؽادرة إلى أي بلد بما فً ذلك حق الرجوع إلى بلده ‪.‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬مظاهر التمت بحرٌة التنقل ‪ٌ ،‬ضمن الدستور حرٌة التنقل واالستقرار فً أي مكان داخل‬
‫المؽرب وهً خاصٌة دستورٌة ال تعنً المؽرب فقط‬

‫‪33‬‬
‫الفرع الثانً ‪ :‬حرٌة الرأي والتعبٌر‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬وهً قدرة الفرد على التعبٌر عن رأٌه بكل حرٌة بؽض الوسٌلة اتً ٌسلكها سواء بالنشر‬
‫أو الكتابة أو االتصال بالناس أو بواسطة البرٌد أو االذاعة أو المسرح أو االفالم أو التلفزٌون أو الصحؾ ‪.‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬مظاهر وقٌود حرٌة الرأي والتعبٌر‬

‫‪ -1‬اذا ما انصبت على عالقة االفراد فٌما بٌنهم أو عالقتهم بالسلطة‬


‫‪ -2‬احترام حقوق االخرٌن وسمعتهم‬
‫‪ -3‬حماٌة األمن الوطنً والنظام العام والصحة العامة واالخالق‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬حرٌات أخرى‬

‫‪ -1‬حرٌة الحٌاة الخاصة ‪ ،‬فالمادة ‪ " 9‬لكل فرد الحق فً احترام حٌاته الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -2‬حرمة المسكن ‪ ،‬ضد اقتحامه دون رضاه وحرٌة استخدامه وتعدٌله وتشكٌله وتنظٌمه وتمتد إلى‬
‫ملحقاته كالسور والحدٌقة وقد نص على ذلك الفصل ‪ 15‬من الدستور ‪ :‬المنزل ال تنتهك حرمته وال‬
‫تفتٌش وال تحقٌق إال طبق الشروط واالجراءات المنصوص علٌها فً القانون ‪.‬‬
‫‪ -3‬حرٌة التعلٌم وتقوم على ‪ 3‬محاور ‪:‬‬
‫‪ -1‬حق نشر ا لمعلومات واالفكار والرأي والنشر‬
‫‪ -2‬حق الفرد فً التعلٌم وولوج المؤسسات التعلٌمٌة‬
‫‪ -3‬حق الفرد فً اختٌار المعلمٌن والمدارس‬

‫‪ -4‬حرٌة العقٌدة وهً حرٌة الشخص فً اختٌار الدٌن الذي ٌرؼب فٌه بكامل الحرٌة ‪.‬‬

‫االهدا إلى االمام المجدد عبد السالم ٌاسٌن رحمه هللا‬

‫‪34‬‬

You might also like