Professional Documents
Culture Documents
كتب مشتاق أحمد يوسفي صاحب
كتب مشتاق أحمد يوسفي صاحب
أنا دائًم ا أشرب كوًبا من الشاي بمجرد وصولي إلى المكتب .في ذلك اليوم ،كنت قد تناولت أول رشفة عندما وصلتني رسالة :هناك من
يريد مقابلتي ،فقلت :أرسلها .بعد فترةُ ،فتح الباب ودخل رجل شبه أسود يرتدي شالوار قميص ،وفك أزرار طوقه ،ووضع الكثير من
بودرة التلك على رقبته ،ويرتدي أنواًع ا مختلفة من الخواتم في يديه وخواتم في أذنيه .استقبلني وجلس في المقدمة .كانت صفقته جيدة ،لذا
سيطرت على نفسي وتساءلت عن غرض المجيء .نظر حوله بحذر ،ثم انحنى إلى األمام على الطاولة وقال" :وأنا أيًض ا" .أنا ماراثي.
لقد شعرت بالملل ،ماذا تقصد؟ اقترب قليًال وقال" :موال ،كن سعيًدا ،لقد كنت أرغب في مقابلتك لفترة طويلة ،وسمعت أنك مثلي...
"أعني ،أنت أيًض ا تجعل الناس يضحكون؟
قلت بسرعة نعم ولكني لست ماراثية .قال بارتياح" :إنه أمر جيد ،لم أخبر أحدًا بحقيقتي قط" .دمي يغلي .أنت رجل غريب ،هل
تعتقد أنني أكذب؟ أنظر إلى هذه ،بطاقة هويتي ...نحن يوسفزاي ،ضحك بمجرد أن رأى البطاقة" .كن سعيًدا يا موال ...لم يكن
األمر كما هو ..أراد قلبي أن يقفز ويكسر رقبته" لكنني لم أتمكن من السيطرة عليه في ظل الحظ المنخفض ديل دول .قال مرة
أخرى" :أريد وظيفة" .لقد صدمت في البداية ثم غضبت" :هذا ليس مكتب مسرح تجاري .كيف تعتقد أنه يتم تجنيد األشخاص
"الماراثيين هنا؟
حدق بي لبعض الوقت ،ثم أدار رأسه وقال" :ليس هنا ،أنجز المهمة في مكتب آخر" .كنت على وشك إعطاء إجابة صارمة عندما
خطرت في ذهني فجأة فكرة ال يمكن المساس بها وابتسمت .طلب من موظف المكتب أن يحضر له الشاي أيًض ا ونهض بنفسه وجلس
على الكرسي المجاور له .كان هناك ارتباك في عينيه .وضعت يدي على كتفه وقلت اسمع! يمكنك الحصول على وظيفة جيدة جًدا إذا
أظهرت لي ابتسامة .بدأ ينظر إلى وجهي مثل البومة .مستمتًعا بحالته ،هززته بقوة" ،مرحًبا! انتبه قل لي هل هذا التحدي مقبول؟؟
استدار حول المعبد لفترة من الوقت وهز رأسه بالسلب .لقد فوجئت بأنه كان يتخلى عن شخص جيد ومحترم مثلي على الرغم من كونه
ماراثًيا .وعندما سألته عن السبب ،أجابني بإجابة غريبة" :لقد توقفت عن إضحاك الناس" .قفزت "كيف يمكن أن يكون هذا؟" أخذ نفسا
عميقا وقال باشمئزاز" :لقد توقف الناس عن الضحك اآلن .ضحكت بصوت عاٍل "هذا سوء فهمك ..العالم ما زال يضحك ،ويقرأ الكتب
المصورة ،ويشاهد المسرحيات الكوميدية ،ويحب النكات" .أخرج صدغه ووضعه على اإلصبع اآلخر .وقال وهو يحك لحيته المتضخمة:
"".العالم ال يضحك ،إنه يفرح بإذالل اآلخرين
ضحكت مرة أخرى ،كيف يمكن ذلك؟ أخرج علبة سجائر صغيرة رخيصة الثمن من الجيب الجانبي لقميصه ونظر إلي بعينين مستنكرتين،
.ووضعت المنفضة أمامه
قال شكرًا وأشعل سيجارة وأخذ نفسًا عميقًا .كنت أنتظر إجابته ،وساد الصمت لفترة ،ثم جاء صوته :فمك مثل الثعلب الفلسطيني .شعرت
وكأنني أتعرض لصدمة كهربائية وسقطت من الكرسي .عاصفة مألت عروقي .كان يجلس في مكتبي ويناديني بالثعلب ،كان هذا صحيحًا،
لكنه كان مشينًا .تحول وجهي إلى اللون األحمر قبل أن أسكب له كوًبا ساخًنا من الشاي ،فقال بسرعة" :لديك صديق عزيز ،شاهزاد،
"أليس كذلك؟
صرخت بكل قوتي :نعم ،نعم ...إًذ ا؟ قال على الفور" :إنه يشبه جمادار بانكوك .سمعت جملته هذه وأنا في حالة صدمة ..فكرت
لفترة ثم لم أستطع التوقف عن الضحك ..انفجرت من الضحك .ترددت ضحكاتي في المكتب لمدة ثالث أو أربع دقائق ،وبصعوبة بالغة
تمكنت من السيطرة على نفسي وكشرت عن أسناني وقلت" :عار عليك ...إنه صديقي" .بعد االستماع إلى كالمي ،قال المهاراتي بكل
جدية" :لماذا لم تضحك بهذه الطريقة على العالم الذي تواجهه؟" لقد دهشت في الحال ،لقد فهمت األمر برمته ...في مجتمعنا ،ما
...يسبب المزيد من الضحك هو إذالل شخص آخر ،وهذا هو السبب وراء المسرحيات