Professional Documents
Culture Documents
Document
Document
Document
قرر المشرع المغربي عدة ضمانات حفاظا على حقوق األجراء من خالل ما حملته مدونة الشغل من نصوص لخلق نوع من التوازن
بين المصالح المتعارضة لكل من أرباب العمل واألجراء ،حيث يالحظ أنها حاولت توفير حماية لألجير في حالة الفصل التعسفي،
فجعلت أجل اإلخطار من النظام العام بحيث يجب أال يقل عن ثمانية أيام في كل األحوال ،وكذلك إلقاء عبء االثبات على عاتق المشغل
في حالة إنهاء العقد ،وأيضا عندما يدعي مغادرة األجير لشغله أو الفصل ألسباب تكنولوجية او هيكلية أو اقتصادية من خالل إلزام
المشغل بالتعويض عن فقدان الشغل ،وبخصوص التعويضات يالحظ أنه تم الرفع من مبلغ التعويض عن الفصل بالضعف بالنسبة لكل
مرحلة من األقدمية.
المشرع كذلك لم يترك مسألة حساب التعويضات لطرفي العالقه الشغلية أو أي جهة أخرى بل عمل على تنظيمها في نصوص قانونية
وفق قواعد مضبوطة ودقيقة ال تتيح المجال ألي تفسير آخر.
غير أن هذه الضمانات في شموليتها ال زالت ضعيفة ولم تكفل لألجير جميع حقوقه ،وبالرغم أن المشرع المغربي قد فرض مجموعة
من الغرامات المالية في حاله مخالفة القواعد اآلمرة التي أتت بها المدونة إال أنه يعاب عليه أنها ضئيلة ولن تضمن الحقوق التي تم
خرقها.
وال ننسى في األخير اإلشادة بالدور الفعال للقاضي االجتماعي الذي جعله المشرع المغربي الضامن األول لمراقبة حسن تطبيق مدونة
الشغل من طرف أرباب العمل وذلك في إطار مقاربة شمولية تتوخى حماية األجير باعتباره قوة إنتاجية من جهة ،وتوفير الظروف
الالزمة لضمان استقرار وتطور المقاولة كأداة فاعلة لتحقيق نهضة اقتصادية من جهة أخرى،وقد منحه المشرع المغربي سلطة الرقابة
على القرارات الصادرة عن المشغل عند ممارسته للسلطة التاديبية ،وذلك بصفة صريحة من خالل الفصل 42من مدونة الشغل.
فال ضيرأن نجد أنفسنا مستقبال أمام محاكم اجتماعية ومتخصصة ومستقلة على غرار المحاكم اإلدارية والتجارية غايتها اإلسراع
والبت في القضايا بشكل يحقق غايه المشرع والمواطن واالقتصاد وتجسيد معاملتنا مع القوانين الدولية للشغل وركب قطار التنمية
المستدامة.