oooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo

1
 ‫سورة الطور‬
‫ج‪1‬‬

‫الحمد هلل واشهد ان ال اله اال هللا وحده ال شريك له واشهد ان محمدًا عبده‬
‫ورسوله ﷺ ‪.‬‬
‫اما بعد ‪ ،،‬اهالً ومرحبًا بكم في لقاء جديد‪ .‬في مدرسة الذاريات زي ما اتفقنا‬
‫ان احنا بنتعلم ونتأدب ونتربى بجزء الذاريات ‪ ،‬سور الذاريات ‪ ،‬والطور ‪،‬‬
‫والنجم ‪ ،‬والقمر ‪ ،‬والرحمن ‪ ،‬وكل سور جزء الذاريات الى اإلنتهاء بسورة‬
‫الحديد ‪..‬‬
‫فعال اللي هيكمل معانا سيجد انها مدرسة تربوية متكاملة فعالً يعني مش‬
‫هتعرفوا حجم الفوايد اللي فيها إال لما نوصل آلخر درس فالزم إن احنا نكمل‬
‫مع بعض آلخر درس ‪.‬‬

‫اتعودنا خالص عرفنا إن احنا المنهج بتاعنا بناخد كل مرة صفحة كاملة من‬
‫جزء الذاريات ُمدارسة ‪ ،‬تالوة ونتفق مع بعض على إن احنا نع َمل بها‬
‫نتدبرها كويس نحولها الى عمل ناخد قرارات على اساسها نصلي بها طبعا‬
‫بعد ما نحفظها ‪.‬‬
‫هنحفظ ‪ ،‬ونصلي ‪ ،‬ونتدبر ‪ ،‬ونعمل ‪ ،‬ونتغير‪.‬‬
‫ونسأل هللا سبحانه وتعالى التوفيق وان يجعل القرآن العظيم فعالً ربيع قلوبنا‬
‫وحجة لنا ال علينا‪.‬‬

‫المرة اللي فاتت خدنا الصفحة التالتة من جزء الذاريات وبدأنا في اول سورة‬
‫س طُ ٍ‬
‫ور‬ ‫ب َم ْ‬ ‫ور َو ِك ت َا ٍ‬ ‫الطور واخدنا اول سورة الطور مجرد القسم { َو الطُّ ِ‬
‫ور‬ ‫ف الْ َم ْر ف ُوع ِ َو الْ بَ ْح ِر الْ َم ْ‬
‫س ُج ِ‬ ‫ت الْ َم عْ ُم ِ‬
‫ور َو السَّ قْ ِ‬ ‫ور َو الْ بَيْ ِ‬ ‫ق َم نْ شُ ٍ‬‫فِي َر ٍ‬
‫ور ‪]8‬‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫اب َر ب ِ َك لَ َو اقِ ٌع َم ا لَه ُ ِم ْن د َافِعٍ﴾‬
‫إِ َّن عَ ذ َ َ‬

‫‪2‬‬
‫وقفنا عند قوله تعالى ﴿ َم ا لَه ُ ِم ْن د َافِعٍ﴾ وهنبدأ باذن تعالى النهاردة ناخد‬
‫الصفحة الرابعة من هذه السورة المباركة والجزء المبارك وهي الصفحة‬
‫التانية في سورة الطور‬
‫ور ‪ ]9‬الى قوله تعالى‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫هنبدأ من قوله تعالى ﴿يَ ْو َم ت َ ُم ُ‬
‫ور السَّ َم ا ُء َم ْو ًر ا﴾‬
‫ور ‪]28‬‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫﴿ إِنَّه ُ هُ َو الْ بَ ُّر َّ‬
‫الر ِح ي ُم ﴾‬

‫كالعادة هنبدأ بقراءة اآلية اللي علينا النهاردة ونستعين باهلل سبحانه وتعالى‬
‫ونتوكل عليه في تدبر الفوائد واستخراج العمل وده اهم حاجة هنقرأ باذن هللا‬
‫تعالى دلوقتي بمد المنفصل عشان الناس اللي بتحفظ يبقى معاها التالوة مع‬
‫التفسير وربنا يتقبل منا ومنكم اعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ‪:‬‬
‫ير الْ ِج بَا ُل سَ ي ًْر ا (‪ )10‬فَ َو يْ ٌل يَ ْو َم ئِ ٍذ‬ ‫ور السَّ َم ا ُء َم ْو ًر ا (‪َ )9‬و ت َ ِس ُ‬ ‫{ يَ ْو َم ت َ ُم ُ‬
‫ض يَلْ عَب ُو َن (‪ )12‬يَ ْو َم ي ُد َعُّ و َن إِلَ ٰى ن ِ‬
‫َار‬ ‫لِ لْ ُم كَ ِذ بِي َن (‪ )11‬الَّذِي َن هُ ْم فِي َخ ْو ٍ‬
‫ار الَّتِي كُ نت ُم بِ َه ا ت ُكَ ِذ ب ُو َن (‪ )14‬أ َفَ ِس ْح ٌر هَ ٰـ ذ َا أ َ ْم‬ ‫َج َه نَّ َم د َعًّ ا (‪ )13‬هَ ٰـ ِذ هِ النَّ ُ‬
‫ص بِ ُر وا سَ َو ا ٌء عَ لَيْ كُ ْم ۖ‬ ‫ص بِ ُر وا أ َ ْو َال ت َ ْ‬ ‫ص لَ ْو هَا فَا ْ‬‫ْص ُر و َن (‪ )15‬ا ْ‬ ‫أ َنت ُ ْم َال ت ُب ِ‬
‫ت َو نَ ِع ٍيم (‪)17‬‬ ‫إِنَّ َم ا ت ُ ْج زَ ْو َن َم ا كُ نت ُ ْم ت َعْ َم ل ُو َن (‪ )16‬إِ َّن الْ ُم ت َّقِ ينَ فِي َج نَّا ٍ‬
‫اب الْ َج ِح ِيم (‪ )18‬كُ ل ُوا‬ ‫عذَ َ‬ ‫فَا ِك ِه ي َن بِ َم ا آت َاهُ ْم َر بُّ ُه ْم َو َو قَاهُ ْم َر بُّ ُه ْم َ‬
‫ص ف ُوفَ ٍة ۖ‬ ‫ع لَ ٰى سُ ُر ٍر َّم ْ‬ ‫ش َر ب ُوا هَ نِيئ ًا بِ َم ا كُ نت ُ ْم ت َعْ َم ل ُو َن (‪ُ )19‬م ت َّ ِك ئِي َن َ‬ ‫َو ا ْ‬
‫ور ِع ي ٍن (‪َ )20‬و الَّذِي َن آ َم ن ُوا َو ات َّبَعَتْ ُه ْم ذ ُ ِر يَّت ُ ُه م بِإ ِي َم ا ٍن‬ ‫َو زَ َّو ْج نَاهُ م بِ ُح ٍ‬
‫ئ بِ َم ا‬ ‫ي ٍء ۚ كُ ُّل ا ْم ِر ٍ‬ ‫أ َلْ َح قْ نَا بِ ِه ْم ذ ُ ِر يَّت َ ُه ْم َو َم ا أ َلَتْنَاهُ م ِم ْن عَ َم لِ ِه م ِم ن شَ ْ‬
‫ش ت َ ُه و َن (‪)22‬‬ ‫ب َر ِه ي ٌن (‪َ ) 21‬و أ َ ْم د َدْ نَاهُ م بِ فَا ِك َه ٍة َو لَ ْح ٍم ِم َّم ا يَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫كَ َ‬
‫ع لَيْ ِه ْم‬ ‫وف َ‬ ‫يَت َنَازَ عُ و َن فِي َه ا كَ أ ْسً ا َّال لَغْ ٌو فِي َه ا َو َال ت َأ ْثِي ٌم (‪َ ۞ )23‬و يَطُ ُ‬
‫ض‬ ‫ض ُه ْم عَ لَ ٰى بَعْ ٍ‬ ‫ِغ لْ َم ا ٌن لَّ ُه ْم كَ أ َنَّ ُه ْم ل ُؤْ ل ُ ٌؤ َّم ْك ن ُو ٌن (‪َ )24‬و أ َقْ بَ َل بَعْ ُ‬
‫ع لَيْ نَا‬ ‫ش فِ قِ ينَ (‪ )26‬فَ َم َّن َّ‬
‫َّللا ُ َ‬ ‫يَت َسَ ا َء ل ُو َن (‪ )25‬قَال ُوا إِنَّا كُ نَّا قَبْ ُل فِي أ َ ْه لِ نَا ُم ْ‬
‫الر ِح ي ُم‬‫وم (‪ )27‬إِنَّا كُ نَّا ِم ن قَبْ ُل نَدْ عُ وه ُ ۖ إِنَّه ُ هُ َو الْ بَ ُّر َّ‬ ‫اب السَّ ُم ِ‬ ‫عذَ َ‬‫َو َو قَانَا َ‬
‫(‪] )28‬سورة الطور ‪ 9 :‬إلى ‪] 28‬‬

‫هذه اآليات الكريمة التي قرأناها كنا توقفنا في القسم المرة اللي فاتت‪.‬‬
‫وذكرنا الكالم في مسائل تفسير اهل العلم والخالفات في بعض الطور ونحو‬
‫‪3‬‬
‫ور السَّ َم ا ُء َم ْو ًر ا﴾ هنا انتقل الكالم الى‬ ‫ذلك‪ .‬وقفنا عند قوله تعالى ﴿يَ ْو َم ت َ ُم ُ‬
‫وصف للدار اآلخرة واالحوال اللي بتحصل فيها‪.‬‬
‫احنا قولنا إن السورة مكية يعني عادة هيكون مدارها حوالين المواضيع‬
‫األساسية في السور المكية زي إثبات البعث ‪ ،‬وإثبات العقائد ‪ ،‬والرد على‬
‫المشركين ‪ ،‬وإثبات الرسالة وإثبات القرآن والكالم ده وطبعا المقدمة اللي‬
‫بدأت بها السورة كلها حاجات عظيمة‪ .‬ربنا بيبين قدرته في خلق الطور‬
‫والبحر ونحو ذلك من األمور اللي اقسم ربنا بها‪ .‬اللي هي تدل على قدرة هللا‬
‫اب َر ب ِ َك لَ َو اقِ ٌع ﴾‬
‫عذَ َ‬
‫تعالى على البعث‪ .‬لذلك انتقل الى اإلقرار الحقيقة ﴿إِ َّن َ‬
‫ثم بدأ الكالم على تصوير ما سيحصل في هذا اليوم‪ .‬فقال تعالى ﴿يَ ْو َم ت َ ُم ُ‬
‫ور‬
‫السَّ َم ا ُء َم ْو ًر ا﴾‬

‫س َما ُء َم ْو ًرا‪ .‬البعض قال يوم تمور يعني‬ ‫‪ -‬عندنا هنا كالم السلف يَ ْو َم تَ ُم ُ‬
‫ور ال َّ‬
‫يوم تتحرك ‪..‬‬
‫‪ -‬والبعض قال يوم تمور يعني يوم ان تتحرك حركة فيها دوران‬
‫واضطراب‪ .‬يبقى زود كلمة هنا‬
‫‪ -‬القول التالت يوم تمور يعني يوم تتشقق ‪.‬‬

‫يبقى احنا عندنا ثالث أقوال قول قال تتحرك بس ‪ ،‬والقول التاني قال تتحرك‬
‫حركة فيها اضطراب ودوران ‪ ،‬القول التالت ان تمور بمعنى تتشقق‪.‬‬

‫احنا عندنا دلوقتي اقوال األول دائما ً لما يحصل خالف بين اقوال السلف‪.‬‬
‫بنسأل نفسنا األول هل الخالف ده خالف تنوع وال خالف تضاد ؟‬

‫هو‬ ‫يعني كل االقوال مفيش تعارض اصال ما بينها ‪ ،‬واما‬

‫الخالف اللي بيكون فيه تعارض بين االقوال وبالتالي هاحتاج ان انا اقول‬
‫‪4‬‬
‫وهللا الراجح كذا و القول ده هو الصواب والقول ده أل ‪ ،‬ففي راجح ‪،‬‬
‫ومرجوح‪ .‬لكن اما يبقى الخالف خالف تنوع ما يلزمش ان انا ارجح احيانا‬
‫بيبقى االقوال آية تحتمل جميع االقوال ‪.‬‬

‫الخالف هنا خالف تنوع يعني األقوال دي مش متعارضة اصال ألن الحركة‬
‫هي واحد قال تتحرك‪ .‬التاني قال تتحرك حركة فيها اضطراب ودوران ان‬
‫هو زود في المعنى شوية‪ .‬والقول التالت قال تتشقق ‪ ،‬فأكيد بعد الحركة اللي‬
‫فيها اضطراب ودوران دي هيحصل نوع من التشقق ‪.‬‬

‫سبب الخالف ان كل قول من اقوال المفسرين كان له نظرة ‪ ،‬يعني اللي قال‬
‫تتحرك اتكلم عموما عن الحركة ألن تمور بمعنى تتحرك ‪ ،‬واللي قال‬
‫تتحرك حركة فيها اضطراب وفيها دوران بص ألن كلمة تمور فيها معنى‬
‫زائد عن مجرد الحركة‪ .‬يعني تمور مش معناها تتحرك بس‪ .‬ال ال حاجة‬
‫زيادة عن مجرد الحركة‪ .‬يعني حركة مش تبقى حركة بس ال حركة فيها‬
‫اضطراب ودوران ‪ ،‬بيشبهوها بحركة النخلة لما ريح تحركها‪ .‬النخلة تنزل‬
‫كده وترجع تتكفأ كده‪ .‬ترجع وتنزل وترجع ‪ ،‬ممكن نخلة تتكسر في الحالة‬
‫دي صح ؟ وده اللي حصل في القول التالت ؛ القول التالت هو الحقيقة اللي‬
‫قال تتشقق ‪ ،‬وتتشقق مش المعنى اللغوي لتمور الكن الي قال تتشقق فسرها‬
‫تفسير باللوازم‪.‬‬

‫يعني هي هتتحرك حركة فيها اتضطراب ودوران طيب متوقع يحصل ايه ؟‬
‫متوقع يحصل أن هي تتشقق ف هنا ده مش تفسير بمعنى تمور في اللغة ألن‬
‫تمور في اللغة مش معناها تتشقق الكن يلزم من هذه الحركة السماوية الي‬
‫فيها اتضطراب ودوران وتكفأ أن هي هتتشقق في النهاية خاصة أن فيه آيات‬

‫‪5‬‬
‫تانية ذكرت التشقق خصوصا ً في قوله تعالى ﴿ إِذ َا السَّ َم ا ُء‬
‫ق ‪]1‬‬ ‫ت ﴾ [االن ِشقَا ِ‬ ‫انْ شَ قَّ ْ‬
‫ان ‪ ]25‬ده‬ ‫﴿و يَ ْو َم ت َشَ قَّ ُق السَّ َم ا ُء بِالْ غَ َم ِام َو ن ُ ِز َل الْ َم َال ئِكَ ة ُ ت َنْ ِز ً‬
‫يال ﴾ [الفُ ۡرقَ ِ‬ ‫َ‬
‫معنى يوم تمور السماء مورا‪.‬‬

‫ور ‪ ]10‬بص هنا تسير الجبال‬ ‫ُّ‬

‫[الط ِ‬ ‫ير الْ ِج بَا ُل سَ ي ًْر ا﴾‬ ‫﴿و ت َ ِس ُ‬
‫ثم قال تعالى َ‬
‫سيرا ده اسمه مفعول مطلق ليؤكد أن هو سير حقيقي مش مجرد مجاز ال‬
‫س َر ابًا﴾ [النَّ َبإِ ‪]20‬‬ ‫ت الْ ِج بَا ُل فَكَ ان ْ‬
‫َت َ‬ ‫﴿و سُ ي ِ َر ِ‬ ‫فعال سيرا ً حقيقيا ً كما قال تعالى َ‬
‫الحقيقة الموضوع ده بيفتحلنا كالم على موضوع الجبال ألن الجبال بالذات‬
‫ذكرت في القرآن في عدة مواقع وبيحصل دايما نوع من ان انت بيلتبس‬
‫عليك الفهم ألن ربنا سبحانه وتعالى‬
‫•ذكر أن الجبال في موضع تُدك‬
‫يال ﴾ [ال ُم َّز ِم ِل ‪]14‬‬ ‫•وفي موضع ان هي تكون ﴿كَ ثِيبًا َم ِه ً‬
‫[الواقِعَ ِة ‪]6‬‬ ‫•وفي موضع ان هي ﴿هَ بَا ًء ُم نْ بَث ًّا﴾ َ‬
‫ت ﴾ [النَّ َبإِ ‪]20‬‬ ‫﴿و سُ ي ِ َر ِ‬ ‫•وفي موضع ان هي َ‬
‫ع ِة ‪]5‬‬‫ار َ‬‫وش ﴾ [القَ ِ‬ ‫•وفي موضع ان هي ﴿كَ الْ ِع ْه ِن الْ َم نْ ف ُ ِ‬
‫ت ‪]10‬‬ ‫س َال ِ‬
‫ت ﴾ [ال ُم ۡر َ‬ ‫•وفي موضع ان هي ﴿ن ُ ِس فَ ْ‬

‫ف انت يعني هو ايه الي هيحصل في الجبال يعني هي تنسف وال تدك وال‬
‫هتكون هباء وال هتكون كثيب وال هتكون عهن منفوش خد بالك اآليات الي‬
‫ربنا ذكر فيها هي الكالم مفيهوش مشكلة اصال وال فيه أي تعارض ألن كل‬
‫آية بتتكلم عن أحد المراحل يعني مجموع اآليات الي اتكلمت عن الجبال هي‬
‫بتصورلك المراحل الي هتحصل فيها الجبال تعالوا نمسك مرحلة مرحلة‪.‬‬

‫المرحلة األولى الي ذكرت في سورة الحاقة كما قال سبحانه وتعالى‬
‫ض َو الْ ِج بَا ُل فَد ُكَّ ت َا د َكَّ ة ً َو ِ‬
‫اح د َة ً﴾ [ال َحاقَّ ِة ‪]14‬‬ ‫ت ْاأل َ ْر ُ‬
‫﴿و ُح ِم لَ ِ‬
‫َ‬
‫•تبدأ أول مرحلة تُدك األرض وتُدك الجبال‪ .‬يبقى دي المرحلة االولى‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ت الْ ِج بَا ُل كَ ثِيبًا‬‫﴿و كَ انَ ِ‬‫المرحلة التانية في سورة المزمل قوله تعالى َ‬
‫يال ﴾ [ال ُم َّز ِم ِل ‪ ]14‬يعني الدك يستمر الدك لغاية ما يبدأ ان الجبال تتفت‬ ‫َم ِه ً‬
‫الى قطعة صغيرة‪ .‬لغاية ما توصل ان هي تتفتت لدرجة ان أكبر حتة فيها قد‬
‫الرملة‪ .‬يعني ايه كسيب مهيل الكسيب عارف لما يبقى في جبل رملة كده‪.‬‬
‫وتحط ايدك كده فيها تالقي رملة نزلت كده‪ .‬ده بيسموه كثيب يعني رمل مهيل‬
‫يعني بيهيل كده يعني بينزل‪ .‬فالجبل اللي انت شايفه ده يفضل يُدَك لغاية ما‬
‫تبقى اكبر حتة منه قد الرملة‪ .‬وبالتالي بقى هو شكله جبل‪ .‬بس هو في الحقيقة‬
‫لو انت بس عملت كده هتالقيه نزل معاك زي الكثيب المهيل‪ .‬يبقى ده‬
‫المرحلة التانية‪.‬‬
‫المرحلة التالتة ال ان يستمر الدك اكتر يعني هي كمان هيوصل اقل من كده‬
‫اه المرحلة اللي ذكرت في سورة الواقعة ودي هتيجي معانا إن شاء هللا قوله‬
‫[الوا ِق َع ِة ‪]6‬‬ ‫ت الْ ِج بَا ُل بَسًّ ا﴾ ﴿فَكَ ان ْ‬
‫َت هَ بَا ًء ُم نْ بَث ًّا﴾ َ‬ ‫﴿و ب ُسَّ ِ‬
‫تعالى َ‬
‫ياه يوصل للدرجة دي ان اكبر قطعة في الجبل هتبقى زي الهباءة ‪ ،‬ايه‬
‫الهباءة دي؟ حاجة أصغر من الرملة‪ .‬حاجة اصغر من حبة الرمل‪ .‬عارف‬
‫لما تفتح الشباك كده الصبح ويخش كده شعاع الشمس بتالقي في حاجات‬
‫بتلعب كده في شعاع الشمس‪ .‬دي مش بتشوفها بالعين المجردة‪ .‬يعني مش‬
‫بتشوفها من غير الشعاع‪ .‬هي بتبان بس جوة شعاع الشمس من دقة هزة‬
‫االشياء‪ .‬بتالقي حاجات كده ماشية كده بشعاع الشمس‪ .‬الواحدة من هذه‬
‫االشياء بيسموها هباءة تخيل إن الدك يوصل للجبل ان أكبر قطعة فيه تكون‬
‫زي الهباءة دي ! وبعد كده طبعا لما الجبل بقى كده بقى خالص يعني هو‬
‫شكله لسه جبل بس في الحقيقة بقى وال حاجة‪.‬‬

‫﴿و ت َكُ و ُن الْ ِج بَا ُل كَ الْ ِع ْه ِن‬

‫عشان كده ربنا وصفه بقى في سورة القارعة قال َ‬
‫ع ِة ‪ ]5‬العهن اللي هو الصوف المنفوش يعني فبقى الجبل‬ ‫ار َ‬ ‫الْ َم نْ ف ُ ِ‬
‫وش ﴾ [القَ ِ‬
‫يعني انت لو حطيت ايدك فيه يبقى عامل زي ما تحط ايدك في صوف هو‬
‫مفيش حاجة هو منفوش بس زي ما بنقول كده منفوش عالفاضي لكن مبقاش‬
‫قوي مبقاش صلب زي األول بقى عامل زي الصوف كده بقى فيه رخاوة‬
‫زي الصوف من ِشدة الدك اللي حصل فيه‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫س َر ابًا﴾ [النَّ َبإِ‬
‫َت َ‬ ‫ت الْ ِج بَا ُل فَكَ ان ْ‬‫﴿و سُ ي ِ َر ِ‬
‫المرحلة اللي بعد كده قال تعالى َ‬
‫‪]20‬‬
‫سير من مكانها‪ .‬وتبقى انت شايفها كأنها فعال‬ ‫سيرت يعني تبتدي الجبال ت ُ َ‬
‫﴿و ت َ َر ى الْ ِج بَا َل‬
‫سراب‪ .‬تحسه جبل بس هو خالص لم يعد‪ .‬لم يعد فعال جبل‪َ .‬‬
‫َّللا ِ الَّذِي أ َتْقَ َن كُ َّل‬
‫ص نْ َع َّ‬‫ب ُ‬ ‫س ب ُ َه ا َج ا ِم د َة ً َو ِه َ‬
‫ي ت َ ُم ُّر َم َّر السَّ َح ا ِ‬ ‫ت َ ْح َ‬
‫ي ٍء ﴾ [النَّمۡ ِل ‪]88‬‬ ‫شَ ْ‬

‫ور‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫ير الْ ِج بَا ُل َ‬
‫س ي ًْر ا﴾‬ ‫﴿و ت َ ِس ُ‬ ‫وهنا ربنا قال ﴿يَ ْو َم ت َ ُم ُ‬
‫ور السَّ َم ا ُء َم ْو ًر ا﴾ َ‬
‫‪ ]10‬دي المرحلة‪.‬‬

‫َك‬‫س أ َل ُون َ‬‫﴿و يَ ْ‬

‫بعد كده آخر مرحلة اللي ربنا وصفها في سورة طه‪ .‬قال تعالى َ‬
‫س فًا﴾ [طه ‪]105‬‬ ‫ع ِن الْ ِج بَا ِل فَق ُ ْل يَنْ ِس ف ُ َه ا َر ب ِي نَ ْ‬ ‫َ‬
‫المرحلة اللي بعد كده أن الجبل يتنسف تماما ً ويتساوى بقى باالرض‪.‬‬
‫عا‬ ‫ص فًا﴾ [طه ‪ ]106‬خالص الجبل يتساوى باالرض قا ً‬ ‫ص فْ َ‬ ‫﴿فَيَذ َ ُر هَا قَاعً ا َ‬
‫﴿ال ت َ َر ى فِي َه ا ِع َو ًج ا َو َال أ َ ْم ت ًا﴾ [طه ‪ ]107‬ال فيه حتة مرفوعة وال‬ ‫صفصفًا َ‬
‫حتة نازلة وال حتة طالعة‪ .‬كله اتساوى بكله‪ .‬وهذا يدل على القدرة الرهيبة‬
‫يعني كل المعاني دي يا جماعة المفروض بتتحول عندك الى يعني خوف من‬
‫هللا سبحانه وتعالى الى رهبة من هللا سبحانه وتعالى الى إعداد لهذا اليوم‬
‫الرهيب الذي تمور فيه السماء وتتشقق فيه السماء وتتحرك فيه الجبال وتدك‬
‫الجبال انت اضعف من انت تعصي ربنا انت اضعف من إن انت تقف أمام‬
‫هللا موقف صعب يوم القيامة‪ .‬انت اقل بكتير من الجبل ومن السما ﴿إِنَّ َك لَ ْن‬
‫[اإل ۡس َر ِ‬
‫اء ‪]37‬‬ ‫ض َو لَ ْن ت َبْ ل ُ َغ الْ ِج بَا َل طُ ً‬
‫وال ﴾ ِ‬ ‫ت َ ْخ ِر َق ْاأل َ ْر َ‬
‫وتسير الجبال سيرا عشان كده ربنا بعدها خوف قال ﴿فَ َو يْ ٌل يَ ْو َم ئِ ٍذ‬
‫ور ‪]11‬‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫ِل لْ ُم كَ ِذ بِي َن ﴾‬

‫ض‬‫اه اللي كدبوا بالبعث اللي اعمالهم كانت فاسدة‪﴿ .‬الَّذِي َن هُ ْم فِي َخ ْو ٍ‬
‫ور ‪ ]12‬وصفهم ان سبب تكذيبهم ان هم في لهو دائم‪ .‬وباطل‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫يَلْ عَب ُو َن ﴾‬
‫دائم‪ .‬وخوض دائم في الباطل‪ .‬وبالتالي عاب عليهم هذا اللهو واللعب الذي‬
‫‪8‬‬
‫صدهم عن الحق‪ .‬وهنا ذم اللعب اللي بيصد عن الحق‪ .‬اللي بيلهي االنسان‬
‫عن الحق‪ .‬وليس كل لعب‪ .‬وإال ففيه لعب مباح‪ .‬وفيه لعب كمان ممكن بالنية‬
‫يبقى لعب ُمستحب زي لعب اإلنسان مع اوالده‪ .‬لعب اإلنسان مع زوجته ‪،‬‬
‫ونحو ذلك‪ .‬أما اللعب الذي يلهي عن هللا يلهي عن الدار اآلخرة يلهي عن‬
‫العبادة يلهي عن الصالة يلهي عن ذكر هللا هذا لعب مذموم‪ .‬الذين هم في‬
‫خوض ‪ ،‬باطل يعني او يكون اللعبة نفسها حرام او يكون اللعبة فيها فساد او‬
‫اللعبة تؤدي الى الغفلة او تؤدي الى اإلفساد بين الناس‪ .‬الذين هم في خوض‬
‫يلعبون هيحصل فيهم ايه دول يارب؟‬
‫ور ‪]13‬‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫قال ﴿يَ ْو َم ي ُد َعُّ و َن إِلَى ن ِ‬
‫َار َج َه نَّ َم د َعًّ ا﴾‬
‫نسأل هللا السالمة والعافية‪ .‬الدع يا جماعة هو الدفع بشدة وقوة‪ .‬يعني يوم‬
‫القيامة هيتعامل معاملة يعني صعبة جدا‪ .‬الماليكة تمسكه تدفعه ‪ ،‬تسحبه ‪،‬‬
‫تسوقه بص المتقين ﴿يَ ْو َم نَ ْح شُ ُر الْ ُم ت َّقِ ي َن إِلَى َّ‬
‫الر ْح َم ِن َو فْ د ًا﴾ [ َم ۡر َي َم ‪]85‬‬
‫ماشي كده ومتشال كده عن النجائب والماليكة بتقوله هذا يومكم الذي كنتم‬
‫توعدون‪.‬‬
‫﴿و نَسُو ُق الْ ُم ْج ِر ِم ي َن إِلَى َج َه نَّ َم ِو ْر د ًا﴾ [ َم ۡريَ َم ‪ ]86‬يوم يدعون‬ ‫التاني بقى َ‬
‫الى نار جهنم دعا الدع هو الدفع بقوة وشدة‪ .‬لذلك ربنا سبحانه وتعالى قال‬
‫ون ‪ ]2‬يعني يدفعه بقوة وشدة‪ .‬نفس الكالم‬ ‫ع ِ‬ ‫﴿فَذ َلِ َك الَّذِي يَد ُعُّ الْ يَتِ َ‬
‫يم ﴾ [ال َما ُ‬
‫يحصل في يوم القيامة بس من الماليكة وما أدراك ما دع المالئكة‪.‬‬
‫ع تِل ُوه ُ إِلَى سَ َو ا ِء‬ ‫كما قال سبحانه وتعالى في سورة الدخان ﴿ ُخ ذ ُوه ُ فَا ْ‬
‫َان ‪ ]47‬يعني الى وسط الجحيم‪ .‬يعني ايه فأعتلوه قالوا العتل‬ ‫الْ َج ِح ِ‬
‫يم ﴾ [الدُّخ ِ‬
‫هو األخذ بقوة وشدة يتشال زي ما بنقول كده يتمسح به األرض سبحان هللا‬
‫يعني‪ .‬فنسأل هللا السالمة والعافية‪ .‬يوم يدعون يدع يعني ايه ؟ يعني يا ريت‬
‫هو دفع بقوة بس هو الدفع بقوة ده رايح فين في اآلخر؟ يوم يدعون الى نار‬
‫عا‪ .‬يعني مش بس يعني يا ريته بيتشد بقوة ويتمسح به‬ ‫الى نار جهنم د ً‬
‫األرض‪ .‬ولكن بعد كده يلقى إلقاء في الجحيم‪.‬‬
‫نسأل هللا سبحانه وتعالى السالمة والعافية‪.‬‬
‫ثم يقال لهم على سبيل االستهزاء وعلى سبيل التوبيخ والتقريع‪ .‬هذه جهنم‪.‬‬
‫يقول لهم المالئكة ويوبخونهم ويقرعونهم‪ .‬هذه جهنم التي كنتم بها تكذبون‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫اه‪ .‬اآلن انت تصالها اآلن‪ .‬انت تذوقها اآلن‪ .‬هي دي جهنم اللي انت كذبت‬
‫بيها‪ .‬يا جماعة يا اللي مصدق ان في جهنم ما يعصيش ربنا‪ .‬اللي مصدق في‬
‫جهنم المفروض يبان عليه‪ .‬لكن اللي بيكدب بجهنم هو ده اللي بيكفر وبيفجر‬
‫ويعمل اللي هو عايزه خالص بقى‪ .‬بل يريد االنسان ليفجر امامه‪ .‬يعمل ايه؟‬
‫يسأل ايان يوم القيامة يستبعد يوم القيامة وبالتالي هيعمل اللي هو عايزه‪.‬‬

‫أما المؤمن كما سيأتي اآلن في اآليات ﴿‪ ...‬إِنَّا كُ نَّا قَبْ ُل فِي أ َ ْه لِ نَا‬
‫ور ‪ ]26‬الخوف من النار جعل اإلنسان يستقيم‪﴿ .‬إِنَّا كُ نَّا ِم ْن‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫ش ِف ِق ي َن ﴾‬‫ُم ْ‬
‫ور ‪ ]28‬يعني نعبده يعني نعمل‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫قَبْ ُل نَدْ عُ وه ُ إِنَّه ُ هُ َو الْ بَ ُّر َّ‬
‫الر ِح ي ُم ﴾‬
‫الصالحات‪.‬‬
‫هل انت مؤمن فعال بالدار اآلخرة إيمان قوي حقيقي؟ وال كالم واالفعال‬
‫متدلش على كده !‬
‫س ت َ ْو ف ُو َن ﴾‬
‫اس يَ ْ‬ ‫ع لَى النَّ ِ‬ ‫﴿و يْ ٌل لِ ْل ُم طَ فِ فِ ي َن ﴾ ﴿الَّذِي َن إِذ َا ا ْك ت َال ُوا َ‬ ‫ربنا قال َ‬
‫﴿و إِذ َا كَ ال ُوهُ ْم أ َ ْو َو زَ ن ُوهُ ْم ي ُ ْخ ِس ُر و َن ﴾ ثم قال ﴿أ َ َال يَظُ ُّن أ ُولَئِ َك أ َنَّ ُه ْم‬ ‫َ‬
‫ط ِف ِفينَ ‪]4‬‬ ‫َم بْ ع ُوث ُو َن ﴾ [ال ُم َ‬
‫يعني اللي بيطفف في الميزان اللي بيكدب اللي بيغش اللي بيخدع‪ .‬انت مؤمن‬
‫باهلل والدار اآلخرة ؟ مش باين عليك ! أفعالك ال تدل على ذلك‪﴿ .‬فَ َو يْ ٌل‬
‫[الطو ِر ‪]11‬‬ ‫ُّ‬ ‫يَ ْو َم ئِ ٍذ لِ لْ ُم كَ ِذ بِي َن ﴾‬
‫[يس ‪ ]63‬ثم يقال‬ ‫ثم قال سبحانه وتعالى ﴿هَ ِذ هِ َج َه نَّ ُم الَّتِي كُ نْ ت ُ ْم ت ُوعَ د ُو َن ﴾ ٓ‬
‫ور ‪ ]15‬اسحر هذا ؟ لما كنتم‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫ْص ُر و َن ﴾‬ ‫لهم ﴿أ َفَ ِس ْح ٌر هَ ذ َا أ َ ْم أ َنْ ت ُ ْم َال ت ُب ِ‬
‫تقولون على كالم النبي عليه الصالة والسالم سحر كنتم بتقولوا على الوحي‬
‫سحر هو ده ايه رأيكم سحر ده وال حقيقة ؟ هذا سحر ام هو واقع حقيقي؟‬
‫افسحر هذا ام انتم ال تبصرون؟ ما انتم اصابكم العمى فصرتم ال تبصرون ام‬
‫انتم ال تبصرون؟ الحقيقة انهم عميت ابصارهم بل عميت بصائرهم وعموا‬
‫عن رؤية الحق‪ .‬وكانوا في عمى في الدنيا عن رؤية الحق حتى ادركوا الحق‬
‫في وقت ال ينفعهم فيه إدراك الحق‪.‬‬
‫ص ْر نَا َو سَ ِم عْ نَا‬ ‫﴿ر بَّنَا أ َبْ َ‬
‫هم هيقولوا زي ما ربنا قال في سورة السجدة َ‬
‫س ۡجدَ ِة ‪]12‬‬ ‫ص ا ِل ًح ا إِنَّا ُم وقِن ُو َن ﴾ [ال َّ‬ ‫ار ِج ْع نَا نَ ْع َم ْل َ‬ ‫فَ ْ‬
‫‪10‬‬
‫مينفعش خالص اآلن ال ينفعك اإلدراك‪ .‬ال ينفعك البصيرة وال البصر‪ .‬ال‬
‫ينفعك ان انت تؤمن اآلن‪.‬‬
‫َت ِم ْن قَبْ ُل أ َ ْو كَ سَ بَ ْ‬
‫ت فِي إِي َم انِ َه ا‬ ‫﴿يوم َال يَنْ فَ ُع نَفْ سً ا إِي َم ان ُ َه ا لَ ْم ت َكُ ْن آ َم ن ْ‬
‫َخ ي ًْر ا ق ُ ِل انْ ت َ ِظ ُر وا إِنَّا ُم نْ ت َ ِظ ُر و َن ﴾ [األَن َع ِام ‪]158‬‬

‫قبل الموت‪.‬‬

‫الحق انت فيك حياة اآلن‪ .‬الحق في وقت اآلن اعمل صالحاً‪ .‬قبل اال تعمل ‪،‬‬
‫وقبل اال يُقبل عملك اليوم يقبل مثقال الذرة‪ .‬وغدا ً لن يقبل ملء األرض ذهبا ً‬
‫اذا افتدى به يعني اإلنسان يوم القيامة ‪..‬‬
‫افسحر هذا؟ ده سحر ام انتم ال تبصرون؟ اصلوها‪ .‬الصلي هو إن االنسان‬
‫يخش بكله كله كله كده يخش النار‪ .‬يُقال يصلى عندما النار تغطيه وتحيط به‬
‫من كل جانب يعني يشوى فيها يعني يحرق فيها إحراقا ً‬
‫ص بِ ُر وا سَ َو ا ٌء عَ لَيْ كُ ْم إِنَّ َم ا ت ُ ْج زَ ْو َن َم ا كُ نْ ت ُ ْم‬ ‫ص بِ ُر وا أ َ ْو َال ت َ ْ‬
‫ص لَ ْو هَا فَا ْ‬ ‫﴿ا ْ‬
‫ور ‪]1‬‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫ت َ ْع َم ل ُو َن ﴾‬
‫يعني سواء صبرت او لم تصبر وطبعا ال أحد يصبر وال يستطيع أحد أن‬
‫يصبر على نار جهنم اصلوها فاصبروا او ال تصبروا سواء عليكم‪ .‬يعني‬
‫عذابكم ال ينتهي ‪ ،‬عذابكم ال ينقطع‪ .‬التجلد ال يفيدك‪ .‬بمعنى اإلنسان في الدنيا‬
‫ممكن يتعرض لنوع من العذاب‪ .‬فيصبر عليه او يتجلد يحاول ان هو يبان‬
‫قوي‪ ،‬ويحاول ان هو ميتألمش قدام اللي بيظلمه‪ .‬لكن في النار مش هيقدر‪.‬‬
‫لكن في النار محدش يقدر يتجلد على عذاب هللا تعالى‪ .‬يكون قوي قدام عذاب‬
‫هللا او يتحمل او ان هو يبين ان هو مستحمل‪.‬‬
‫ان ‪]14‬‬ ‫ير ا﴾ [الفُ ۡرقَ ِ‬ ‫ور ا كَ ثِ ً‬ ‫اح د ًا َو ادْ عُ وا ث ُب ُ ً‬ ‫﴿ال ت َدْ عُ وا الْ يَ ْو َم ث ُب ُ ً‬
‫ور ا َو ِ‬ ‫َ‬
‫اصلوها فاصبروا او ال تصبروا سواء عليكم في جميع االحوال انتم خالدون‬
‫فيها‪ .‬لن تخرجوا منها ابدًا‪ .‬دائمين العذاب دائم ال ينقطع عنكم‪ .‬وال يفتر‪ .‬بل‬
‫اء ‪ ]97‬سواء عليكم انما تجزون‬ ‫[اإل ۡس َر ِ‬
‫ير ا﴾ ِ‬ ‫ت ِز دْ نَاهُ ْم سَ ِع ً‬‫يزداد ﴿كُ لَّ َم ا َخ بَ ْ‬
‫ور ‪]17‬‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫يم ﴾‬
‫ت َو نَ ِع ٍ‬ ‫ما كنتم تعملون ثم قال تعالى ﴿إِ َّن الْ ُم ت َّ ِق ي َن فِي َج نَّا ٍ‬
‫‪11‬‬
 ‫في جنات ونعيم جنات يا جماعة مش جنة واحدة‪ .‬اوالً ادي اول طالعة كده ‪.‬‬

‫ليه‬
‫البعض بيقول كالم مهم جدا‪ .‬بيقول ألن الجنة مش بس هي الجنات ألن كلمة‬
‫جنات هتوحي لك بالنعيم المادي اكتر الي هي البساتين بقى والحدائق‬
‫واألنهار والكالم ده ‪ ،‬لكن في حاجة في الجنة اسمها النعيم بقى‪ .‬يعني يعني‬
‫نعيم امر اوسع من مجرد الجنات المادية‪ .‬هناك انواع من النعيم عند اهل‬
‫الجنة قد يفوق‪ .‬بل يفوق فعالً النعيم المادي الحسي ‪.‬‬
‫•نعيم اهل الجنة بلذة النظر الى وجه هللا تعالى هذا أعلى نعيم اهل الجنة ‪.‬‬
‫•نعيم اهل الجنة برؤية االنبياء‪ .‬ورؤية محمد عليه الصالة والسالم‬
‫•نعيم اهل الجنة بانه نزع من قلوبهم الغل والحسد والتباغض‪.‬‬
‫•نعيم اهل الجنة بأنهم يلتقون في سوق الجنة‪.‬‬
‫﴿و الَّذِي َن آ َم ن ُوا‬
‫•نعيم اهل الجنة بأنهم يرون أوالدهم في الجنة زي ما هيأتي َ‬
‫ور ‪]21‬‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫َو ات َّبَعَتْ ُه ْم ذ ُ ِر يَّت ُ ُه ْم بِإ ِي َم ا ٍن أ َلْ َح قْ نَا بِ ِه ْم ذ ُ ِر يَّت َ ُه ْم ﴾‬
‫•نعيم اهل الجنة بإنه ذهب عنهم الحزن‪ .‬وذهب عنهم الكدر‪ .‬وذهب عنهم‬
‫اط ٍر‬ ‫ور ﴾ [فَ ِ‬ ‫ش كُ ٌ‬ ‫ع نَّا الْ َح زَ َن إِ َّن َر بَّنَا لَغَف ُ ٌ‬
‫ور َ‬ ‫َب َ‬ ‫التعب‪﴿ .‬الْ َح ْم د ُ ِ َّّلِل ِ الَّذِي أ َذْ ه َ‬
‫ب َو َال يَ َم سُّ نَا‬‫ص ٌ‬‫ض ِل ِه َال يَ َم سُّ نَا فِي َه ا نَ َ‬ ‫ار الْ ُم قَا َم ِة ِم ْن فَ ْ‬ ‫‪﴿] 34‬الَّذِي أ َ َح لَّنَا د َ َ‬
‫اط ٍر ‪]35‬‬ ‫وب ﴾ [فَ ِ‬ ‫فِي َه ا ل ُغ ُ ٌ‬
‫•نعيم اهل الجنة بأنهم آمنون من الموت وهذا وهللا نعيم ‪.‬‬
‫•نعيم اهل الجنة ان مفيش حاجة خايف منها‪ .‬ال خايف من المستقبل وال‬
‫خايف من الموت وال قلقان على والده وال قلقان على اكل عيشه‪ .‬وال قلقان‬
‫َان ‪ ]51‬االمن التام‬ ‫على رزقه وخالص‪﴿ .‬إِ َّن الْ ُم ت َّ ِق ينَ فِي َم قَ ٍام أ َ ِم ي ٍن ﴾ [الدُّخ ِ‬
‫األمان التام لهم دار السالم‪.‬‬
‫•نعيم اهل الجنة بأنهم يسلموا من التعب والمرض‪ .‬والكبر والهرم كل بقى‬
‫المشاكل دي‪ .‬عشان كده الموضوع اكبر من مجرد الجنات الحسية‪﴿ .‬إِ َّن‬
‫ور ‪ ]17‬ثم قال سبحانه وتعالى ﴿فَا ِك ِه ي َن بِ َم ا‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫ت َو نَ ِع ٍيم ﴾‬ ‫الْ ُم ت َّقِ ي َن فِي َج نَّا ٍ‬
‫‪12‬‬
‫ور ‪ ]18‬فاكهين قالوا فيها‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫اب الْ َج ِح ِيم ﴾‬
‫عذَ َ‬ ‫آت َاهُ ْم َر بُّ ُه ْم َو َو قَاهُ ْم َر بُّ ُه ْم َ‬
‫قولين‪ .‬فاكهين القول االول فاكه يعني مسرور سعيد‪ .‬كما قال سبحانه وتعالى‬
‫ط ِف ِفينَ ‪ ]31‬يعني مسرورين‬ ‫﴿و إِذ َا انْ قَلَب ُوا إِلَى أ َ ْه لِ ِه ُم انْ قَلَب ُوا فَ ِك ِه ي َن ﴾ [ال ُم َ‬
‫َ‬
‫سعداء ف فاكه بمعنى مسرور وسعيد‪ .‬ده المعنى االول ‪.‬‬
‫فاكهين المعنى التاني فاكه يعني عنده فاكهة كثيرة‪ .‬كما يقال تامر لمن عنده‬
‫تمر‪ .‬والبن لمن عنده لبن‪ .‬فيقال فاكه لمن عنده فاكهة‪ .‬فإما يكون المعنى بس‬
‫االشهر األول يعني فاكهين بمعنى سعداء مسرورين والمعنى التاني الي هو‬
‫أقل في الشهرة يعني فاكه بمعنى عنده فاكهة‬
‫فاكهين بما آتاهم ودي قرينة بتقول ان المعنى األول اقرب يعني مسرورين‬
‫سعداء بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم هللا بص هنا فاكهين قصاد‬
‫ايه‬
‫قصاد إنا كنا من قبل في اهلنا مشفقين ف لما كانوا في الدنيا خائفين مشفقين‬
‫كانوت في اآلخرة سعداء مسرورين ‪.‬‬
‫ال اجمع على عبدي امنين وال خوفين كما جاء في الحديث القدسي إن خافني‬
‫في الدنيا أمنته في اآلخرة وإذ أمنني في الدنيا خوفته في اآلخرة ‪.‬‬
‫الجزاء من جنس العمل الي يخاف ربنا هنا يكون مسرور هناك ‪.‬‬
‫لكن بص العكس كما قال سبحانه وتعالى عن الفاجر والكافر في سورة‬
‫ُ‬
‫ور ا‬‫ف يَدْ عُ و ث ُب ُ ً‬ ‫ي ِك ت َابَه ُ َو َر ا َء ظَ ْه ِر هِ فَسَ ْو َ‬ ‫﴿و أ َ َّم ا َم ْن أ وتِ َ‬ ‫االنشقاق َ‬
‫ق ‪]12‬‬ ‫ير ا﴾ [االن ِشقَا ِ‬ ‫ص لَى سَ ِع ً‬ ‫َو يَ ْ‬
‫ق ‪﴿ ]13‬إِنَّه ُ ظَ َّن أ َ ْن لَ ْن‬ ‫ور ا﴾ [االن ِشقَا ِ‬ ‫س ُر ً‬‫﴿إِنَّه ُ كَ ا َن فِي أ َ ْه ِل ِه َم ْ‬
‫ق ‪ ]14‬يعني السرور الي هو فيه كبر وطغيان وغفلة عن هللا‬ ‫ور ﴾ [االن ِشقَا ِ‬ ‫يَ ُح َ‬
‫سبحانه وتعالى فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم يعني هللا‬
‫أمنهم من عذاب الجحيم ودي لوحدها نعيم كفاية يعني يكفي لإلنسان النعيم أن‬
‫ع ذ َابَ َه ا‬
‫اب َج َه نَّ َم إِ َّن َ‬ ‫عذَ َ‬‫ع نَّا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ِر ْ‬ ‫يأمن من عذاب جهنم ‪َ ...﴿ .‬ر بَّنَا ا ْ‬
‫ان ‪]65‬‬ ‫كَ ا َن غ ََر ا ًم ا﴾ [الفُ ۡرقَ ِ‬
‫فكرة بس اهل الجنة انهم مش هيخشوا النار ابدا هذا وهللا من أعظم النعيم ألن‬
‫اإلنسان مجبول على أن هو يحب يندفع عنه الضرر والشر والسوء ويجلب‬
‫له الخير ف مجرد إحساسه بس إن الضرر بعد عنه دي لوحدها نعيم غير‬
‫‪13‬‬
‫بقى انك تديني حاجة زيادة بقى دي زيادة ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ﴿كُ ل ُوا‬
‫ع لَى سُ ُر ٍر‬
‫ور ‪ُ ﴿ ]19‬م ت َّ ِك ئِي َن َ‬ ‫[الط ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ش َر ب ُوا هَ نِيئ ًا بِ َم ا كُ نْ ت ُ ْم ت َعْ َم ل ُو َن ﴾‬‫َو ا ْ‬
‫ور ‪]20‬‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫ور ِع ي ٍن ﴾‬ ‫ص ف ُوفَ ٍة َو زَ َّو ْج نَاهُ ْم بِ ُح ٍ‬ ‫َم ْ‬
‫فإنتقل بنا الكالم اآلن في السورة الى متعة جديدة‪ .‬يعني خالص طلعنا‬
‫الجنات‪ .‬النعيم المعنوي بكل صوره اللي احنا اتكلمنا فيه‪ .‬انتقل بقى الى‬
‫تفاصيل‪ .‬األول هيبدأ باالكل‪ ،‬والشرب هيشوف الزوجات‪ ،‬الذرية‪ ،‬الخدم‬
‫واحدة واحدة‪.‬‬
‫ور ‪]19‬‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫ش َر ب ُوا هَ نِيئ ًا بِ َم ا كُ نْ ت ُ ْم ت َ ْع َم ل ُو َن ﴾‬ ‫اوال ﴿كُ ل ُوا َو ا ْ‬ ‫قال تعالى ً‬
‫يعني كلوا واشربوا أكل بال كدر‪ .‬ألن طبيعي األكل يا جماعة لما الواحد ياكل‬
‫كتير ممكن يصاب بكدر‪ .‬ممكن يصاب بتخمة ممكن يصاب بأمراض ممكن‬
‫يتخن ممكن يعني يجي له عسر هضم ممكن موضوع الخالء ده يكون شاغله‬
‫‪ ،‬لكن األكل في الجنة كل واشرب هنيئا‪ .‬مفيش اي كدر‪ ،‬مفيش اصال جوع‪،‬‬
‫انت بتاكل لمجرد التمتع‪ ،‬وبتاكل كتير جداً‪ ،‬بدون اي قلق النبي عليه الصالة‬
‫والسالم قال إن الرجل في الجنة يؤتى قوة مئة رجل؛ قوة مئة رجل في‬
‫الطعام‪ ،‬والشراب‪ ،‬والجماع‪ .‬فأنت بتاكل عشان تاكل‪ .‬يعني مش بتاكل‬
‫علشان تشبع حتى ما هو مفيش شبع‪ ،‬مفيش ال جوع وال شبع‪ .‬انما هي عملية‬
‫تلذذ فقط‪ .‬تقعد تاكل وخالص‪ .‬مجرد ان انت بتتلذذ‪ .‬وتأمن من اي عاقبة‬
‫لألكل دايما انسان في الدنيا يفكر يقولك ال ده ‪ Fats‬كتير ال هنا في‬
‫‪ Calories‬كتير هنا ممكن اتخن أل انا عامل رجيم ال ده األكل ده مش‬
‫صحي ده مش كويس ده كويس وده بحبه ده مبحبوش مفيش الكالم ده انت‬
‫آمن تماما من اي عواقب سيئة للطعام فأنت بتاكل لمجرد عملية تلذذ‪ .‬ومش‬
‫بتاكل االكل بتاع الدنيا ال واتوا به متشاب ًها اسمها لحمة اسمه موز اسمها‬
‫فاكهة اسمه عصير برتقان لكن مختلف تماما‪ .‬اإلسم هو اإلسم لكن الطعم‬
‫مختلف تماما ً بل الطعوم تتنوع وتتجدد حتى ال يحصل ملل‪ .‬كلوا واشربوا‬
‫هنيئا يعني بال كدر‪ .‬بما كنتم تعملون هنا قوله بما كنتم تعملون الباء دي مهمة‬
‫جدا‪ ،‬بيقولك الباء دي باب السببية‪ ،‬وليس باء المقابلة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫يعني ايه باء السببية يعني بما كنتم تعملون يعني بسبب ما كنتم تعملون‪،‬‬
‫وليس بما كنتم تعملون يعني مقابل ما كنتم تعملون ودي مهمة جدا النبي عليه‬
‫الصالة والسالم قال في حديث‪:‬‬
‫"اعلموا انه لن يدخل احدكم الجنة بعمله "‬
‫يعني ايه اللي ال يدخل أحدكم الجنة بعمله ايه الباء دي قالوا إن الباء دي‬
‫بيسموها باء المقابلة‪ .‬بمعنى ايه؟ يعني النبي عليه الصالة والسالم مش بينفي‬
‫أثر العمل على دخول الجنة‪ .‬ال بينفي إن العمل يكون يساوي الجنة‪ .‬مفيش‬
‫كده يعني عملك مهما كان ما يساويش الجنة‪ .‬لكن عملك يكون سبب في‬
‫دخولك الجنة مش يساوي مش مقابل‪ .‬وانما سبب فالنبي عليه الصالة والسالم‬
‫بيقول محدش هيدخل الجنة مقابل عمله يعني عملك يساوي اللي هتشوفه في‬
‫الجنة‪ .‬طبعا اللي هتشوفه في الجنة حاجة خيال يا جماعة فوق كل العمل اللي‬
‫انت عملته وفوق عمل االنبياء نفسهم‪.‬‬
‫ولكن قوله بما كنتم تعملون يعني بسبب وكأن الفكرة ايه؟ إن العمل النبي‬
‫عليه الصالة والسالم قال لن يدخل احدكم الجنة قالوا وال انت يا رسول هللا؟‬
‫قال وال انا أن يتغمدني هللا برحمته‪.‬‬
‫يبقى هنا نفهم منها ان العمل بيوصلك للرحمة‪ ،‬والرحمة بتوصلك للجنة‪ .‬لكن‬
‫العمل يوصلك للجنة على طول؟ ال‪ .‬العمل يوصلك للرحمة والرحمة هي‬
‫اللي توصلك للجنة‪ .‬فالعمل مهم جدا‪ .‬ومش هتخش الجنة إال بعمل ولكن مش‬
‫مقابل العمل ولكن بسببب العمل وده فارق كبير‪ .‬عشان تعرف في اآلخر انك‬
‫دخلت بفضل ربنا ومنته مش تقول انا اللي عملت وسويت هو في اآلخر‬
‫فضل من هللا‪ .‬ده لو عملك مقابل النعم اللي عليك اصال انت طالع مديون‪ .‬فما‬
‫بالك بقى ان انت بتطلب كمان اجر وجنة‪ .‬بما كنتم تعملون قال تعالى‬
‫{متكئين} بص كلمة متكئين دي اصال لوحدها ريحتك يعني‪ .‬يعني وانت‬
‫بتسمعها استريحت {متكئين على سرر مصفوفة} طيب انا دلوقتي كلت‬
‫وشربت‪ .‬طب انا وانا باكل واشرب عامل ازاي؟ متكئين‪ .‬يعني انا مش بقوم‬
‫اجيب اكل مش بقعد كده واقعد تعبان ال انت متكئ‪ .‬األكل جنى الجنتين دان‪.‬‬
‫الشجر بينزل لما انت تعوز تاكل فاكهة‪ .‬الولدان المخلدون بيجروا في كل‬
‫حتة علشان يجيبوا لك األكل والشرب اللي انت عايزه‪ .‬كل حاجة بتوصلك‬
‫‪15‬‬
‫في مكانك مش محتاج ان انت تبذل أي أي مجهود عشان توصلها‪ .‬انت في‬
‫حالة من الراحة زي ما تعبت في الدنيا بتستريح هنا‪ .‬عشان كده قالوا من‬
‫ترك الراحة طلب الراحة يعني اللي يترك الراحة في الدنيا يستريح في‬
‫اآلخرة الكن الي مستريح في الدنيا وواخد راحته ومش بيشتغل ميزعلش بقى‬
‫اذا تعب يوم القيامة ‪.‬‬
‫متكئين يا جماعة وهللا هنستريح هي الدنيا ساعة وهتعدي وهللا هنستريح‬
‫راحة ابدية‪ .‬في الجنة اسأل هللا ان يجعلنا وإياكم من اهل الفردوس األعلى‪.‬‬
‫س ُرر مصفوفة‪ .‬سرر جمع السرير‪ .‬سرر اللي هي لها قباب كده‬ ‫متكئين على ُ‬
‫عارف السرير اللي له قبة كده ومزين سرر مصفوفة‪.‬‬
‫س ُرر بس ال كمان مصفوفة‬ ‫يعني ايه مصفوفة؟ يعني متقابلة يعني مش ُ‬
‫الصفوف وأهل الجنة بيلتقوا على هذه السرر ويكونوا في حالة تقابل وتآلف‬
‫صحبة جميلة في الجنة‪ .‬يعني انا متكئ ومستريح وباكل‬ ‫يعني كمان في ُ‬
‫وبشرب ووقيت الجحيم وانا في جنات ونعيم‪ .‬طب انت عايز ايه تاني؟‬
‫الزوجة بقى اه انت طماع بقى اه ما هو كده اطمع اطمع رحمة ربنا واسعة‬
‫وربنا قال لهم فيها ما يشاؤون‪ .‬قال تعالى عشان انت سؤالك اللي جاي طب‬
‫دي الصحبة واألكل والشرب واأل ِس َرة والجنات والنعيم المعنوي‪ .‬الزوجة ؟‬
‫قال تعالى وزوجناهم بحور عين‪ .‬هللا اكبر‪ .‬الحور قالوا من ال َح َور والحور‬
‫هو شدة البياض‪ .‬يعني شدة البياض قالوا بياضها يعني هي بيضاء الحور‬
‫بيضاء جدا‪ .‬وقيل البياض المقصود به بياض العين يعني العين بتكون سودا‬
‫جدا وحول العين ابيض جدا‪ .‬فالعين واسعة‪ ،‬سوداء جدا وحولها ابيض جدا‪.‬‬
‫وده من جمال المرأة تكون صاحبة عين واسعة وان تكون حدقة العين سوداء‬
‫وما حولها شديد البياض‪ .‬هذا من كمال جمال المرأة‪ .‬او يكون الحور‬
‫المقصود به بياضها هي نفسها‪ .‬وده ال تعارض هي بتكون بيضاء‪ .‬ويكون‬
‫عينها على الصفة الي انا قولتهالكم عين يعني واسعة العين وحور يعني‬
‫بيضاء حول الحدقة السوداء‪ .‬وربنا وصف الحور العين بأوصاف كتير في‬
‫القرآن كأنهن الياقوت والمرجان‪ .‬ربنا وصفهم بأوصاف كتير بحيث اإلنسان‬
‫يشتاق الى الجنة‪ .‬حور عين‪ .‬وذكر الحور العين محفز للرجل وللمرأة ليه ؟‬
‫البعض يفتكر ان ده محفز للرجل بس ال بل من المرأة ايضا‪ .‬ألن كل وصف‬
‫‪16‬‬
‫الحور العين يجعل المرأة تسرح بخيالها اومال انا هبقى عاملة ازاي يوم‬
‫القيامة ؟ وده بيحفزها جدا ً ألن المرأة تميل الى الجمال‪ .‬يعني الحافز للمرأة‬
‫دايما ان هي تبقي جميلة شكلي عامل ازاي‪ ،‬هبقى جميلة جمالي هيبقى عامل‬
‫ازاي‪ ،‬هلبس ايه‪ ،‬هيبقى لوني ايه‪ ،‬هيبقى شكلي عامل ازاي‪ ،‬زي ما المرأة‬
‫في الدنيا دي من الحاجات اللي بتحفزها‪ .‬بتحب اوي شكلها‪ .‬ممكن تقعد قدام‬
‫المراية كتير جدا علشان تبقى جميلة وتغير في ثيابها وتبدل فساتين وتحط‬
‫ميك اب وتشيل ميك اب وتعمل وتهتم بجسمها وبشعرها ده بالنسبة للمرأة‬
‫موضوع كبير ممكن الراجل ما بيهتمش في نفسه بكده‪ .‬تمام هو يحب المرأة‬
‫اللي بتعمل كده بس هو مبيعملش في نفسه كده‪ .‬ألن دي فطرة يا جماعة‬
‫فطرة ربنا فطر اإلنسان عليها‪ .‬فطر المرأة ان هي بتحب هذا النوع من‬
‫التجمل والتزين‪ .‬وفطر الرجل انه يحب المرأة الجميلة المتزينة‪ .‬فكل واحد له‬
‫حافز‪ .‬فالمرأة لما بتسمع عن وصف الحور العين في الجنة هي نفسها بتقول‬
‫اومال انا هبقى عاملة ازاي اذا كان اللي ربنا انشأهم من غير عمل عاملين‬
‫كده‪.‬‬

‫ورد في بعض اآلثار ان كان فيها مقال أن فضل المرأة من الدنيا على الحور‬
‫العين كفضل الظهارة على البطانة‪.‬‬
‫عارف لما تبقى تجيب فرش كده للكنب وال حاجة أهم حاجة عندنا الوش‬
‫الظهارة الي الناس هيشوفوه عامل ازاي ‪ ،‬من جوه بقى مش مشكلة اي حاجة‬
‫ف في الرواية إن فضل المرأة الصالحة من أهل الدنيا على الحور العين في‬
‫جمالها وشكلها وكل حاجة كفضل الظهارة على البطانة ف هي ملكة وهن‬
‫وصيفات حول الملكة ليه ؟ ألنها دخلت الجنة بعمل ‪ ،‬والحور العين مدخلوش‬
‫الجنة بعمل ف ربنا بيخاطب كل واحد بما يناسب فطرته‬

‫فطرة الرجل أنه يحب المرأة الجميلة وفطرة الرجل أنه يحب أن يكون له‬
‫عدة نساء‪ .‬هللا فطر الرجل على ذلك‪ ،‬يعني مش احنا الي اخترنا كده‪ ،‬وما‬
‫عنده مشكلة يعني ما عنده تعارض ميحسش ان هو عنده تعارض‪ ،‬ممكن‬
‫فعال يكون لكذا إمراة بال أي تقصير وبال أي إشكال عنده ميحسش ان فيه‬
‫‪17‬‬
‫مشكلة مش حاسس إن ده شئ مش طبيعي بس يشعر إن ده شيئ طبيعي‬
‫خالف المرأة ‪..‬‬
‫المرأة ربنا لم يخلقها مفطورة على ذلك ‪ ،‬بفطرتها إذا مالت تميل إال رجل‬
‫واحد وال تتصور نفسها لعدة رجال ‪ ،‬المرأة ال تتصور نفسها كذلك ومجرد‬
‫تصور أن هي لعدة رجال في وقت واحد االحساس عندها ( المرأة السوية‬
‫طبعا ) بتحس إن فيه حاجة غلط بتشعر إن هي ال مش المفروض اكون كده‬
‫تمام انتوا متخيلين التفكير عامل ازاي ؟‬
‫•اللي انا بقوله ده اسمه فطرة‬

‫يعني ربنا يجبل اإلنسان على حاجة معينة‪ .‬حاجة كود كده معين في شخصه‬
‫بيخليه بيحدد تصوراته‪.‬‬
‫•اديك مثال »» اآلن األسد يقتل صح ؟ هل األسد بيعتبر ان القتل جريمة؟‬
‫ال يعتبر ان ده عادي ده اكل عيشي يعني‪ ،‬انا بالنسبة لي لما اشوف مثالً‬
‫األسد بيفترس انا نفسي بقول يع ليه؟ انا بفطرتي بحس اللي حصل ده وحشية‬
‫وجريمة‪ .‬هو مش حاسس كده دي فطرته كده‪ .‬وانا فطرتي إن انا بشوف إن‬
‫دي حاجة فيها وحشية فيها اعتداء‪ .‬فمينفعش تقيس فطرتك على فطرة غيرك‪.‬‬
‫مينفعش إن إحنا نحاكم األسد‪ .‬الن هي فطرته كده ‪.‬‬
‫•كذلك الرجل مثال مش من فطرته ان هو بيهتم بجماله عشان كده ربنا‬
‫مفصلش في جمال الرجال في الجنة‪ .‬ألن الراجل مش هي دي الحاجة‬
‫بالنسباله الحافز ‪.‬‬
‫•وانما وصف له زوجته من الحور العين هتبقى عاملة ازاي وبين ليه إن‬
‫هيبقى ليه ِعدة زوجات‪ .‬زي ما كان في الدنيا ربنا أباح له عدة زوجات‬
‫•ولم يبح للمرأة عدة ازواج ألن هي الفطرة كده ‪.‬‬
‫•وفي نفس الوقت وصف الحور العين بحيث المرأة تتحفز للعمل تقول يا‬
‫سالم! اومال انا هبقى عاملة ازاي؟‬

‫‪18‬‬
‫•في نفس الوقت المرأة متشغلش نفسها بقصة ان الرجل في الجنة يكون له‬
‫عدة زوجات مفيش غيرة في الجنة‪ ،‬مفيش حزن‪ ،‬مفيش نكد‪ ،‬مفيش مشاكل‬
‫مش هيبقى حد حاسس بأي مشكلة‪ .‬الجميع هيكون في نعيم كل واحد ُمنعم بما‬
‫يناسبه وبما يليق به‪ .‬وهللا تعالى سيرضي الجميع‪ .‬وزوجناهم بحور عين ‪.‬‬

‫•بعد كده انتقل بنا الكالم الى بقى ايه نعلى بقى شوية ‪.‬‬
‫طيب بالنسبة دي الزوجة واألكل والشرب واإلتكاء وعرفنا الكالم ده كله‪.‬‬
‫طب بالنسبة ألوالدي انا احب ابقى معايا أوالدي‪ .‬ربنا طمنك قال ‪:‬‬
‫﴿و الَّذِي َن آ َم ن ُوا َو ات َّبَعَتْ ُه ْم ذ ُ ِر يَّت ُ ُه ْم بِإ ِي َم ا ٍن أ َلْ َح قْ نَا بِ ِه ْم ذ ُ ِر يَّت َ ُه ْم َو َم ا أ َلَتْنَاهُ ْم‬
‫َ‬
‫ور ‪]21‬‬ ‫ُّ‬
‫ب َر ِه ي ٌن ﴾ [الط ِ‬ ‫س َ‬‫ئ بِ َم ا كَ َ‬ ‫ي ٍء كُ ُّل ا ْم ِر ٍ‬ ‫ع َم ِل ِه ْم ِم ْن شَ ْ‬‫ِم ْن َ‬

‫هللا اكبر ! وما التناهم يعني ما انقصناهم من عملهم من شيء ‪.‬‬

‫دي نعمة من هللا إبن عباس بيقول إن هللا تعالى ليرفع ذرية العبد المؤمن في‬
‫درجته‪ .‬لكي ينعم بهم ويسعد بهم‪ .‬ان هللا يرفع ذرية المؤمن أوالده يرفعهم‬
‫اليه الى درجته‪ .‬حتى يتنعم بهم‪ .‬انا عايز اشوف والدي نفسي يكونوا معايا‪.‬‬
‫طب وهللا إبني اقل مني في العمل‪ .‬معملش نفس العمل اللي انا عملته‪ .‬فاهلل‬
‫تعالى يرفع األدنى الى األعلى عشان يتنعم الرجل‪.‬‬

‫ذريتهم بإيمان‪.‬‬
‫هنا اختلف المفسرون‪ .‬قالوا هو الكالم ده في الصغار وال الكبار؟‬
‫اختلفوا قالوا ألن اآلية ربنا قال واتبعتهم ذريتهم بإيمان‪ .‬اتبعتهم البعض قال‬
‫الكالم على الكبار‪ .‬اللي هم اتبعوا آبائهم في اإليمان‪ .‬يعني كان ليهم عمل ‪.‬‬
‫عشان كده في أثر ابن عباس قال ‪ :‬إن هللا ليرفع ذرية المؤمن اليه وإن كانوا‬
‫دونه في العمل‪ .‬فالناس مسكوا في موضوع العمل وقالوا طالما ربنا بيتكلم‬
‫على العمل يبقى بيتكلم على الشخص اللي له عمل واللي له عمل هو الكبير‪.‬‬
‫فالكالم هنا على الكبار‪ .‬هما دول اللي يلحقوا بآبأهم ده قول ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫•القول التاني قال أل الكالم على الصغار‪ .‬ألن ده فضل من هللا‪ .‬يعني انهي‬
‫اولى؟ الكبير يلحق بأبيه وال الصغير اللي هو أصال ربنا أدخله الجنة ابتداء؟‬
‫يعني ربنا أدخله الجنة فضل‪ .‬طب خالص طالما أدخله الجنة من غير عمل‬
‫اصالً فما المانع إن هو يلحق الصغير ده بأبيه‪.‬‬
‫•ولذلك القول الوسط إن فضل ربنا واسع‪ .‬وكلمة الذرية دي تشمل الصغير‬
‫والكبير‪ .‬عشان كده اآلية دي فيها قراءتين‬
‫•القراءة األولى {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم}‬
‫•القراءة الثانية {والذين آمنوا واتبعناهم ذرياتهم} واتبعناهم ربنا قال احنا‬
‫عملنا كده اتبعناهم ذريتهم خد بالك من فرق القراءتين‬
‫•القراءة األوالنية بتقول هم اتبعوا ‪.‬‬
‫•والقراءة التانية بتقول احنا عملنا ‪.‬‬
‫بمعنى ربنا قال في األوالنية والذين آمنوا وإتبعتهم ذريتهم‪ .‬فقالوا إن‬
‫األوالنية دي تحمل على الكبار ألن الكبار هما اللي اتبعوا هما اللي عملوا‬
‫عمل اهو اتبعتهم ذريتهم بإيمان‪ .‬بس عملوا في اآلخر كان أقل من ابيه فلحق‬
‫األدنى باألعلى ‪.‬‬
‫•القراءة التانية بتقول ايه ؟ {والذين آمنوا واتبعناهم} يعني احنا اللي‬
‫عملنا كده‪ .‬احنا اتبعناهم ذرياتهم‪ .‬بإيمان‪ .‬فقالوا إن القراءة التانية إن ربنا‬
‫بينسب األمر لنفسه اتبعناهم ذرياتهم‪ .‬فده يُحمل على الصغار‪ .‬هللا تعالى أعلم‬
‫ربنا فضله كبير وإن مفيش مانع إن اآلية تكون في الصغار والكبار ويبقى‬
‫دي ِمنة من ربنا إن ينعم اآلباء بإن يكون معهم ابنائهم سواء الصغير او‬
‫الكبير يرتفع األدنى الى األعلى ‪.‬‬

‫وعلى فكرة في قاعدة مهمة‪ .‬إن مش معنى إن إحنا في مكان واحد في الجنة‬
‫ان إحنا بنفس النعيم‪ .‬برضو هيكون للي عمله اعلى نعيم اكتر شوية ‪.‬‬

‫مثال»»» النبي عليه الصالة والسالم وزوجاته مش هما في مكان واحد؟‬

‫اكيد ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫اكيد النبي عليه الصالة والسالم معه زوجاته في الجنة هل نعيم النبي عليه‬
‫الصالة والسالم زي نعيم زوجاته ؟ ال‪ .‬اكيد ال طبعا ‪.‬‬

‫فالمنة من‬
‫وبالتالي ممكن أكون انا وانت في مكان واحد لكن نعيمنا مختلف‪ِ .‬‬
‫ربنا ان بيرفع األدنى لألعلى علشان األب يُنعم بإن هو بيخالط إبنه وبيكلمه‬
‫وبيشوفه على طول‪ .‬لكن وارد يكون يظل إن األب له نعيم أعلى من ابنه‪.‬‬
‫علشان هو عمل اكتر منه‪ .‬وهللا تعالى اعلم لكن الفكرة إن يرتفع األدنى الى‬
‫األعلى سواء بعد كده استووا في النعيم‪ .‬او ماإستووش في النعيم بس الفكرة‬
‫إن انت مع ابنك على طول شايفه على طول طبعا احنا سننا واحد مبقاش فيه‬
‫اب وابن يعني مفيش حد اكبر من حد هو كله سن واحد بس كوني بشوف‬
‫ابني مثال او بنتي او اإلبن بقى يشوف والده حاجة جميلة جدا‪.‬‬

‫طب لو العكس لو االبن هو اللي أعلى من األب ؟‬

‫ورد في بعض اآلثار أن رجل تُرفع درجته في الجنة‪ .‬فيقول يا ربي بما‬
‫ُرفعت؟‬
‫فيقال بإستغفار ولدك لك ‪.‬‬
‫"اذا مات ابن ادم انقطع عمله إال من ثالث ذكر ولد صالح يدعو له"‬
‫فلما الولد يدعي ألبوه في الدنيا األب يرتفع‪ .‬وفي النهاية حسب بقى لو كان‬
‫األب منزلته أعلى من اإلبن ربنا يرفع اإلبن الى األب ‪.‬‬
‫•طبعا ممكن واحد يتخيل يقول طب ما ممكن ياخد من األب ويدي اإلبن‬
‫ويبقوا في منزلة متوسطة‪ .‬ال اآلية قالت وما التناهم من عملهم من شيء‪.‬‬
‫يعني ما انقصناهم مبناخدش من األعلى حاجة احنا بنرفع الي تحت للي فوق‬
‫بس من غير ما ناخد حاجة من اللي فوق‪ .‬وما التناهم يعني انقصناهم من‬
‫عمل من شيء ‪.‬‬

‫ور ‪]21‬‬ ‫ُّ‬

‫[الط ِ‬ ‫ب َر ِه ي ٌن ﴾‬ ‫وبعد كده قال ﴿كُ ُّل ا ْم ِر ٍ‬
‫ئ بِ َم ا كَ سَ َ‬

‫‪21‬‬
‫هنا اآلية في موضوع السيئات عشان محدش يتخيل إن ممكن يحصل زي‬
‫كده في النار‪ .‬يعني لو مثال في النار حد في النار وإبنه في النار ال قدر هللا‪.‬‬
‫هل ممكن يحصل حاجة زي كده ان األدنى يطلع لالعلى؟ ال ‪.‬‬
‫ده يحصل في الحسنات بس‪ .‬يحصل في الجنة بس‪ .‬لكن ميحصلش في النار‪.‬‬
‫ألن في النار يقام العدل التام‪ .‬كل امرئ بما كسب رهين‪ .‬يعني لو حد بيعذب‬
‫في النار ف كل واحد بياخد اللي عمله بس مش هنزود على حد اي حاجة‬
‫في العقاب‪ .‬ولكن في الجنة والثواب ده فضل من ربنا يؤتيه من يشاء‪ .‬كل‬
‫امرئ بما كسب رهين ‪.‬‬

‫ور‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫﴿و أ َ ْم د َدْ نَاهُ ْم بِفَا ِك َه ٍة َو لَ ْح ٍم ِم َّم ا يَ ْ‬
‫ش ت َ ُه و َن ﴾‬ ‫ثم قال تعالى كمل بقى َ‬
‫‪]22‬‬
‫امددناهم تحس في مدد‪ .‬في زيادة هللا اكبر وده يدل ان فاكهين اللي ذكرت في‬
‫األول معناها سعداء‬
‫•ألن هو قال بعد كده وامددناهم بفاكهة‪ .‬ولحم مما يشتهون‪ .‬كل بقى زي ما‬
‫انت عايز‪ .‬عايزه مشوي عايزه بأي شكل‪ .‬عايز تاكل ماعز‪ .‬عايز تاكل‬
‫ضأن‪ .‬عايز تاكل حمام‪ .‬عايز تاكل محشي عايز تاكل مما يشتهون يا جماعة‬
‫تخيل كل اللي انت عايز تتخيله‪.‬‬
‫•الناس يا جماعة دلوقتي في الدنيا بتستمتع ان هي ترى بس فيديوهات‬
‫صناعة األكل ‪.‬‬
‫•ما بالك لو كلوه ؟ ما بالك لو في الجنة بقى؟ يعني إذا كان انا في الدنيا من‬
‫متع الدنيا بتتفرج على فيديوهات صناعة الطعام‪ .‬بس من غير ما تأكله فما‬
‫بالك لو انت بقى كلت في المطعم ده من أعلى متع الدنيا‪ .‬ما بالك بقى لو في‬
‫الجنة‪.‬‬

‫اومال لحم طيب مما يشتهون دي عاملة ازاي؟ وامددناهم بفاكهة ولحم مما‬
‫يشتهون‪ .‬طيب كلنا كويس وكلنا فاكهة وكلنا لحم ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫•طب عايزين نشرب بقى قال ﴿يَت َنَازَ عُ و َن فِي َه ا كَ أ ْسً ا َال لَغْ ٌو فِي َه ا َو َال‬
‫ور ‪]23‬‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫ت َأ ْثِي ٌم ﴾‬
‫وكلمة كأس في القرآن تطلق على الخمر‪.‬‬
‫العرب تسمي الحاجة اللي فيها خمر تسميها كأس فكلمة كأس اذا قيل كأس‬
‫يعني محتواها خمر عشان كده قال كأس ال لغو فيها وال تأثيم كأس يعني‬
‫كأس فيها خمر‪ .‬ال لغو فيها وال تأثيم‪.‬‬

‫•‬
‫يتنازعون من التنازع يعني قاعدين يضربوا بعض مثال على الكأس؟ ال‪ ،‬هنا‬
‫معنى يتنازعون يعني يتداولون ويتبادلون الكؤوس‪ .‬كأن الفكرة تخيل معايا‬
‫إن احنا قاعدين في الجنة أكل وشرب ولحم‪ .‬وبعد كده في كؤوس كتير فيها‬
‫انواع من الخمر؛ خمر الجنة انواع ما الخمر انواع واطعمة‪ ،‬وكلها اطعمة‬
‫هتبقى طبعا طيبة في الجنة ‪.‬‬
‫فكأن في كؤوس قدامنا كتير واحنا كلنا قاعدين بناكل ونشرب‪ .‬فأنا أشرب‬
‫وانت تشرب وبعد كده تقولي طب جربت ده؟ اقولك ال ما جربتش طب خد‬
‫انت جرب ده‪ .‬طب جربت ده؟ خد جرب ده طعمه مختلف ال ده طعمه احلى‪.‬‬
‫طب انت دوقت ده ؟‬
‫•قاعدين احنا مش بس بشرب ده انا بشرب وبيتعزم عليا ال جرب ده ال‬
‫سا‪.‬‬
‫دوق ده قاعدين نتبادل‪ ،‬نتداول الكؤوس‪ .‬جميلة الجنة يتنازعون فيها كأ ً‬
‫والكأس دي ال لغو فيها وال تأثيم ال لغو يعني ما تسببش ان انت عقلك يروح‬
‫فيحصل ان انت تتكلم كالم باطل زي اللي بيشربوا خمر بيشتم ويسب ويكفر‬
‫الخمر ام الخبائث ال الجنة ال لغو وال تأثيم ما بتعملش افعال فاحشة‪ .‬اللي‬
‫بيشرب خمر طبعا ممكن يضرب ممكن يقتل ممكن يزني ممكن يسرق ممكن‬
‫يغتصب واحدة ممكن يعمل مصيبة سودا‪ .‬ممكن يتبول على نفسه بيحصل‬
‫للي بيشربوا خمر‪ ،‬لكن دي ال تسبب لغو‪ ،‬ال تسبب تأثيم‪ ،‬وال تسبب صداع‪،‬‬
‫وال يغيب عقلك ‪.‬‬
‫ال لغو فيها‪ ،‬وال تأثيم ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وف عَ لَيْ ِه ْم ِغ لْ َم ا ٌن‬
‫﴿و يَطُ ُ‬
‫عايزين كمان نعيم تاني احكيلنا بقى عن ايه الخدم َ‬
‫ور ‪]24‬‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫لَ ُه ْم كَ أ َنَّ ُه ْم ل ُؤْ ل ُ ٌؤ َم ْك ن ُو ٌن ﴾‬
‫يطوف ‪ :‬الحركة‬
‫عندك الخدم غلمان ليه ؟‬
‫علشان ده مناسب للبيت‪ .‬ما انا البيت ده فيه حور وفيه امرأة وفيه نساء وفيه‬
‫زوجتي والكالم ده‪ .‬فاألطفال لما يبقوا خدم محدش بيتحرج منهم فربنا جعل‬
‫الخدم غلمان صغار‪.‬‬
‫طب الغلمان دول عاملين ازاي؟ يطوف يعني حركة طول النهار ليه؟‬
‫الطلبات كتير انا طول النهار بأطلب فالغلمان ال يتوقفوا عن الحركة‪ .‬لذلك‬
‫ربنا وصفهم ان هم زي اللؤلؤ منثور‬
‫عارف يعني ايه لؤلؤ منثور عارف لما تجيب آللئ وتروح راميها كده على‬
‫السيراميك مثال فتجري هما بقى حركتهم كده من كتر طلبات أهل الجنة‪.‬‬
‫رايح جاي رايح جاي رايح جاي ‪.‬‬
‫•وشكلهم جميل ربنا وصفهم ان هما لؤلؤ مكنون‪ .‬يعني ايه لؤلؤ؟ هما شبه‬
‫اللؤلؤ في ايه ؟‬
‫‪ -‬في البياض ابيض جدا ‪.‬‬
‫‪ -‬في الصفاء البشرة صافية جدا ‪.‬‬
‫‪ -‬في اإلستدارة وشهم مدور كده‪ .‬عارف الطفل اللي وشه مدور وابيض‬
‫وجميل كده وخدوده كبيرة كده وصافية جدا‪ .‬من أجمل ما ترى العين‪ .‬ابيض‬
‫مستدير شديد الصفاء‪.‬‬

‫ألن الخدام بيقولك من كتر الخدمة بيبهت عارف الخدامين بعد الخدمة تحس‬
‫خالص تعب‪ .‬بشرته بقى اصفرت‪ ،‬جسمه‪.‬‬
‫أل دول على طول زي لؤلؤ المكنون‪ .‬كأنك ما لمستوش‪ .‬يعني بيفضل في‬
‫حالة دائمة من النضارة والصفاء والبهاء واللمعان الجميل ده ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وربنا سبحانه وتعالى بيبين في الوصف ده حاجة مهمة جدا‪ .‬تدبرها‪ .‬ده‬
‫وصف مين يا جماعة وصف الخدامين‪ .‬فما بالك بالمخدوم إذا كان هذا‬
‫وصف الخادم فكيف الظن بالمخدوم؟ اومال احنا هنبقى شكلنا عامل ازاي؟‬
‫ت في الجنة هتبقي عاملة ازاي‬ ‫اومال النساء هيبقوا عاملين ازاي؟ اومال ان ِ‬
‫ع لَيْ ِه ْم ِغ لْ َم ا ٌن‬ ‫﴿و يَطُ ُ‬
‫وف َ‬ ‫إذا كان الخدام عندك عامل زي اللؤلؤ المكنون‪َ .‬‬
‫لَ ُه ْم كَ أ َنَّ ُه ْم ل ُؤْ ل ُ ٌؤ َم ْك ن ُو ٌن ﴾ اطلب زي ما انت عايز كل حاجة بتجيلك‪.‬‬

‫ثم قال تعالى وبين بقى حال من أحوال الجنة ان إحنا قاعدين مع بعض بقى‬
‫من الحاجات الجميلة متع الجنة إن إحنا بنقعد نفتكر‪ .‬وربنا يذكرنا بكل‬
‫ذكرياتنا الجميلة‪.‬‬

‫ذكرياتنا الجميلة هي عبادة ربنا‪.‬‬

‫كل حاجة هتعتبر بالنسبة لك ملهاش قيمة‪ .‬ألن انا لما دخلت الجنة انا عارف‬
‫انا دخلت ليه وبسبب ايه فالذكرى الجميلة في الجنة هو السبب اللي جابني‬
‫هنا‪ .‬لذلك أهل الجنة بيقعدوا مع بعض بقى خالص بقى ما احنا أكلنا وشربنا‬
‫والغلمان ومتكئين هندردش بقى‪.‬‬

‫يا ترى هندردش في ايه ونتكلم في ايه؟‬

‫هنتكلم في ذكرياتنا الجميلة هو يوم ما قعدنا ندعي ربنا‪ .‬ذكرياتنا الجميلة يوم‬
‫ما بكيت من خشية هللا‪ .‬ذكرياتي الجميلة السجدة اللي كنت خاشع فيها‪.‬‬
‫ذكرياتنا الجميلة اإلعتكاف اللي كنا فيه مع بعض‪ .‬ذكرياتنا الدرس اللي كنا‬
‫بنروحه مع بعض‪ .‬ذكرياتنا الجميلة هي حلقة القرآن والدار‪ .‬هي دي ذكرياتنا‬
‫ت ‪ ]27‬ها انت‬ ‫س ا َء ل ُو َن ﴾ [ال َّ‬
‫صافَّا ِ‬ ‫ض يَت َ َ‬‫ع لَى بَ ْع ٍ‬ ‫ض ُه ْم َ‬‫﴿و أ َقْ بَ َل بَ ْع ُ‬
‫الجميلة‪َ .‬‬
‫دخلت الجنة ليه؟ انت تفتكر ايه اللي جابنا هنا الجنة؟ قالوا ايه كلهم اتفقوا‬
‫ور ‪ ]26‬اللي‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫على اجابة واحدة ﴿‪ ...‬إِنَّا كُ نَّا قَبْ ُل فِي أ َ ْه لِ نَا ُم ْ‬
‫ش فِ قِ ي َن ﴾‬
‫جابنا الجنة هنا إن احنا كنا خايفين من ربنا‪ .‬بنخاف ربنا في الدنيا‪ .‬بنتقي‬

‫‪25‬‬
‫ربنا‪ .‬عشان كده قال في األول إن المتقين‪ .‬ما هو اللي بيتقي ربنا ده اللي‬
‫بيخاف منه‪ .‬كنا مشفقين تمام ‪.‬‬
‫﴿و الَّذِي َن ي ُؤْ ت ُو َن َم ا آت َ ْو ا َو ق ُل ُوب ُ ُه ْم َو ِج لَة ٌ أ َنَّ ُه ْم إِلَى‬
‫كما قال سبحانه وتعالى َ‬
‫اج ع ُو َن ﴾ [ال ُم ۡؤ ِمنُونَ ‪ ]60‬فكل ما االنسان يخاف ربنا‪.‬‬ ‫َر ب ِ ِه ْم َر ِ‬

‫عشان كده الحسن البصري قال كلمة مخيفة جدا قال‪ :‬ينبغي لمن لم يُش ِفق أن‬
‫يخاف أال يكون من اهل الجنة ألن هللا وصف اهل الجنة بأنهم كانوا قبل في‬
‫اهلهم مشفقين‪.‬‬
‫ت بتخافي من ربنا؟ انت حاسس إن انت في‬ ‫يا ترى انت بتخاف من ربنا؟ ان ِ‬
‫الدنيا مشفق؟ ماشي كده بتخاف من ربنا‪ ،‬بتفكر قبل ما تبص لواحدة؟ بتفكري‬
‫قبل ما تغشي في امتحان؟ بخاف إن انا اضيع صالة بخاف إن حاجة تبان من‬
‫جسمي حتى لو دراعي حاجة بسيطة على طول بتعدلي في شعرك عشان‬
‫ميبانش على طول بتتأكد انك انت كلمة منك مجرحتش حد على طول متأكد‬
‫إن انت صليت الصالة في وقتها عايش في حالة من الخوف الدائم إنك‬
‫تعصي ربنا‪ .‬مع رجاء إن انت تخش الجنة‪ { .‬انا كنا قبل في اهلنا‬
‫مشفقين} يبقى هما اول حاجة وصف من اوصافهم كانوا مشفقين من عقاب‬
‫هللا سبحانه وتعالى‪ .‬يخافون من لقاء هللا سبحانه وتعالى‪ .‬بص بقى الجمال الي‬
‫ور ‪ ]27‬يعني كمان‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫وم ﴾‬
‫اب السَّ ُم ِ‬‫َّللا ُ عَ لَيْ نَا َو َو قَانَا عَ ذ َ َ‬
‫جاي ده ﴿فَ َم َّن َّ‬
‫مش بس ليهم عمل هما طبعا لهم عمل واضح إن لهم عمل جامد دؤوب‬
‫رائع‪ .‬بس هل احنا بنقول احنا جامدين؟ ال‬
‫احنا اللي دخلنا الجنة بعملنا واحنا نستحق و و و أل متنساش‪ .‬لن يدخل احدكم‬
‫الجنة بعمله هما عارفين إن العمل ميساويش اللي احنا فيه قطعاً‪ .‬وانما كل ده‬
‫فضل من هللا‪ .‬عشان كده قالوا فمن هللا علينا‪.‬‬
‫•يعني كمان جمعوا بين العمل والتواضع ‪.‬‬
‫•جمعوا بين العمل واإلنكسار‪.‬‬
‫•جمعوا بين العمل وهضم الذات هللا اكبر ‪.‬‬
‫مفيش كبر‪ .‬مفيش عجم مفيش انا عملت‪.‬‬

‫‪26‬‬
 ‫والمنة ‪.‬‬
‫فمن هللا علينا هللا اكبر ! اعتراف هلل بالفضل ِ‬
‫دي وصف أهل الجنة يا جماعة‪.‬‬
‫•عمل شديد ‪.‬‬
‫•خوف ‪.‬‬
‫•تواضع ‪.‬‬
‫لكن كسل مع غرور مع يعني خالص إن انت ضامن ان انت من اهل الجنة‬
‫من غير خوف ده وصف منعرفش إن اهل الجنة كده خالص ‪.‬‬

‫والمنة ‪.‬‬‫أهل الجنة عمل خوف تواضع‪ .‬فمن هللا علينا‪ .‬اعتراف هلل بالفضل ِ‬
‫سموم يعني عذاب النار‪ .‬عذاب النار‬ ‫{ ووقانا عذاب السموم} قالوا عذاب ال َ‬
‫شديدة الحر‪ .‬تتسمى سموم ألن من ِشدة الحر الدخان بيخترق المسام‪ .‬فسميت‬
‫عذاب السموم من شدة الحرارة‪ .‬الحرارة تخترق المسام فسمي عذاب‬
‫السموم‪.‬‬
‫•وبعد كده من ذكرياتهم الجميلة قالوا ﴿إِنَّا كُ نَّا ِم ْن قَبْ ُل نَدْ عُ وه ُ إِنَّه ُ هُ َو الْ بَ ُّر‬
‫ور ‪]28‬‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫الر ِح ي ُم ﴾‬
‫َّ‬
‫هللا اكبر ! كنا من قبل ندعوه‪.‬‬
‫ندعوه تحتمل معنيين ‪.‬‬
‫‪ -1‬ندعوه يعني بندعي نرفع ايدينا بالدعاء ونقول يا رب‪ .‬وندعي ربنا‬
‫ونطلب منه‪ .‬يبقى ده كان حالهم دايما‪ .‬يبقى يا جماعة اوعى تكسل تدعي‪ .‬ما‬
‫تكسلش تدعي في سجودك اهل الجنة هيحكوا ان دي من ذكرياتهم الجميلة‬
‫إصنع ذكرياتك الجميلة في الدنيا‪ .‬من ذكرياتِك الجميلة الدعوة اللي هتقوليها‬
‫في السجود‪ .‬من ذكرياتك الجميلة الدعوة اللي هتقولها بعد ركعة الوتر او في‬
‫ركعة الوتر‪ .‬من ذكرياتك الجميلة الدعاء اللي قولته في الحرم واللي قولته‬
‫في يوم عرفة واللي قولتيه في المسجد واللي قولته في اإلعتكاف‪ .‬ادعي كتير‬
‫عشان هيبقى عندك ذكريات جميلة تحكيها‪ .‬ادعي لصاحبك واقعدوا اقعدوا‬
‫مع بعض ادعوا لبعض ‪.‬‬
‫{ انا كنا من قبل ندعوه} إصنع ذكرياتك الجميلة في الدنيا بالدعاء ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -2‬وقيل المعنى التاني ندعوه المعنى العام للدعاء‪ .‬الدعاء بمعنى العبادة يعني‬
‫وده طبعا مناسب جداً‪ .‬ألن اكيد اهل الجنة مكانوش في الدنيا بيدعوا ربنا بس‬
‫مش انا قاعد مبصليش ومبصومش وقاعد ادعي ربنا وخالص‪ .‬ال طبعا‪ .‬انما‬
‫ندعوه لي معنى اوسع وهو العبادة‪ .‬ألن الدعاء يسمى بالعبادة والعبادة في‬
‫القرآن تسمى بالدعاء‪.‬‬
‫{وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي }‬
‫فالدعاء بيسمى العبادة والعبادة تسمى بالدعاء ‪.‬‬
‫فلما اعتزلهم وما يعبدون‪ .‬فممكن نسمي الدعاء في القرآن يأتي بمعنى‬
‫العبادة‪ .‬المهم { انا كنا من قبل ندعوه} يعني كنا نعبده‪ .‬كل بقى حط تحت‬
‫نعبده دي كل العبادات ‪.‬‬
‫صالة ‪.‬‬
‫صوم‪.‬‬
‫زكاة ‪.‬‬
‫بر والدين ‪.‬‬
‫صلة رحم‪.‬‬
‫أمانة ‪.‬‬
‫صدق‪.‬‬
‫خشوع ‪.‬‬
‫تدبر قرآن ‪.‬‬
‫حفظ قرآن‪.‬‬
‫دعوة الى هللا‪.‬‬
‫كل حاجة دي ذكرياتنا الجميلة اصنع ذكرياتك الجميلة بالدعوة الى هللا‬
‫هتفتكر السجدة والركعة ويوم ما كلمت الشباب ويوم ما كلمتي صاحبتك‬
‫ودعتيها الى هللا هتفتكر العمرة واإلعتكاف ‪.‬‬
‫اي حاجة تانية بقى األكل والشرب واللعب والجيمز والموبايل والسوشيال‬
‫ميديا مش هي دي ذكرياتك الجميلة‪ .‬اصنع ذكرياتك الجميلة‬

‫‪28‬‬
‫{ انا كنا من قبل ندعوه} وبعد كده كملوا كالمهم بالجملة الجميلة العالية‬
‫اوي دي {انه هو البر الرحيم} مقالوش اننا نحن الجامدين العُباد اللي كنا‬
‫بنعمل أل انه هو البر ‪.‬‬
‫البر يعني كثير الخير واإلحسان‪ .‬كلمة البر يعني الذي بلغ المنتهى في الخير‬
‫واإلحسان‪ .‬البر هو الذي فاض بإحسانه وبخيره سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫البر الرحيم ياسالم اإلسمين دول بالذات وكأنهم بيقولوا احنا هنا بسبب خيره‬
‫وفضله علينا بسبب إحسانه وبسبب رحمته مدخلنهاش إال برحمته ووصلنا‬
‫هنا برحمته إنه هو البر الرحيم لذلك كان انسب اسمين فعال يتقالوا في المقام‬
‫ده أن يوصف هللا بالبر الرحيم ‪.‬‬
‫فنسأل هللا سبحانه وتعالى بإسمه البر الرحيم أن يلحقنا بأهل الجنة وأن يدخلنا‬
‫الفردوس األعلى بغير حساب وال سابقة عذاب‪.‬‬
‫ورد في بعض اآلثار أن رجل مر على بيت عائشة رضي هللا عنها فوجدها‬
‫تصلي فسمعها تقرأ هذه اآلية ‪:‬‬
‫وم * إِنَّا كُ نَّا ِم ْن قَبْ ُل نَدْ عُ وه ُ إِنَّه ُ هُ َو‬ ‫َّللا ُ عَ لَيْ نَا َو َو قَانَا عَ ذ َ َ‬
‫اب السَّ ُم ِ‬ ‫﴿فَ َم َّن َّ‬
‫ور ‪]28 - 27‬‬ ‫ُّ‬
‫[الط ِ‬ ‫الْ بَ ُّر َّ‬
‫الر ِح ي ُم ﴾‬
‫فقال يروح السوق ويرجعلها فراح السوق وقعد مدة طويلة في السوق ثم عاد‬
‫فوجد السيدة عائشة مازالت قائمة بهذه اآلية تصلي بها وصلت بها طوال‬
‫الليل وكانت تبكي طوال الليل بهذه اآلية‪.‬‬
‫فخلونا ناخد األثر ده ونقول يال بينا نحفظ الصفحة دي الي اتعلمناها ونصلي‬
‫بيها وكل ما مررت على اآلية دي افتكر إن السيدة عائشة قعدت ليلة كاملة‬
‫تصلي بيها وتبكي طوال الليل وهي تذكر المشهد ده يا ترى هنكون في‬
‫المشهد ده عاملين ازاي‪.‬‬

‫ياجماعة نسمع الحلقة كويس نتدبر الفوائد نفهم الفوائد ونحولها إلى‬
‫عمل ونحفظ الصفحة ونصلي بيها وننتظر الحلقة القادمة بإذن هللا تعالى‬
‫والصفحة الجديدة تقبل هللا منا ومنكم صالح االعمال وجزاكم هللا خيرا على‬
‫حسن المتابعة‪.‬‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال إله إال أنت أستغفرك واتوب اليك‪.‬‬
‫‪29‬‬