Summary of Earth Winds Ed 2024

2024
Summary of Earth Winds
CAPT/ A.ELEMARY
2024
‫‪1|Page‬‬
‫الفهرس‬
‫الصفحه‬ ‫الموضوع‬
‫‪1‬‬ ‫الرياح‬
‫‪1‬‬ ‫الدورة العامه للرياح‬
‫‪2‬‬ ‫الخليه‬
‫‪2‬‬ ‫انواع الخليه‬
‫‪3‬‬ ‫الخليه التصاعديه‬
‫‪3‬‬ ‫هادل ‪Hadley‬‬ ‫ي‬ ‫نظريه‬
‫‪4‬‬ ‫هادل والحمل الحراري‬ ‫ي‬ ‫خليه‬
‫‪5‬‬ ‫نظريه فريل‬
‫‪5‬‬ ‫روسب‬
‫ي‬ ‫نظريه‬
‫‪6‬‬ ‫قانون انحراف االجسام ‪Bullet Buys‬‬
‫‪7‬‬ ‫منطقه الجبهه المداريه ‪ZCIT‬‬
‫‪8‬‬ ‫الجبهه المتموجه‬
‫‪8‬‬ ‫الدورة الهوائيه الطوليه يف نصف الكرة االرضيه‬
‫‪9‬‬ ‫خليه ولكر‬
‫‪10‬‬ ‫الخليه االطلسيه‬
‫‪10‬‬ ‫الخليه الهنديه واالفريقيه‬
‫‪12‬‬ ‫الرياح‬
‫‪12‬‬ ‫مقياس الرياح‬
‫‪12‬‬ ‫انواع الرياح‬
‫‪14‬‬ ‫الرياح الموسميه‬
‫‪15‬‬ ‫الرياح المحليه‬
‫ر‬
‫الرياح الرئيسيه يف استاليا‬
‫‪19‬‬
‫‪29‬‬ ‫رياح المونسون‬
‫‪40‬‬ ‫ظاهرة النينو والنينا‬
‫‪42‬‬ ‫الجنوب‬
‫ي‬ ‫دورة وولكر والتذبذب‬
‫‪43‬‬ ‫ماحل ظاهرة النينو‬
‫‪46‬‬ ‫االعاضت‬
‫‪51‬‬ ‫مقياس االعاصت‬
‫‪57‬‬ ‫العواصف الرعديه‬
‫‪Summary of Earth Winds‬‬
‫‪CAPT/A.ELEMARY‬‬
‫‪2|Page‬‬
‫‪60‬‬ ‫تكنولوجيا التنبؤات الجويه‬

‫‪66‬‬ ‫التنبؤات الجويه يف اليابان‬
‫‪66‬‬ ‫نماذج الطقس‬
‫‪68‬‬ ‫االورب ‪ECMWF‬‬ ‫ي‬ ‫النموذج‬
‫‪71‬‬ ‫رشح الرموز الخاصه بخرائط الطقس‬
‫‪72‬‬ ‫رموز التغت يف الضغط الجوي‬
‫‪68‬‬ ‫الدوامات القطبيه‬
‫‪011‬‬ ‫ملحق ‪ 2‬انواع الرياح المحليه يف العالم (جدول توزي ع )‬

‫‪3|Page‬‬
‫‪------------------------‬مقدمة‪-------------------------‬‬
‫ار َوا ْل ُف ْل ِك‬ ‫ي ِل َوالنهَ ِ‬‫ف الل ْ‬ ‫ض َو ْ‬

‫اختِ ََل ِ‬ ‫ت َو ْ َ‬
‫اْل ْر ِ‬ ‫قال هللا تعإلى( إِن فِي َخ ْلق ِِالس َم َ‬
‫اوا ِ‬
‫اء ِم ْن َماء َف َأ ْحيَاب ِ ِه‬ ‫التِي تَ ْج ِري فِي ا ْلب َ ْح ِر ب ِ َما ي َ ْن َف ُع الن َ‬
‫اس َو َما َأ ْنزَ ل َِّللا ُ ِمنَ الس َم ِ‬
‫الريَاح ِِ َوالس َحابِ ا ْل ُمسَخ ِر‬ ‫يف ِ‬ ‫ص ِر ِ‬‫ض ب َ ْعد َ َم ْوتِهَا َوبَث فِيهَا ِم ْن ُك ِل دَابة َوتَ ْ‬ ‫َْ‬
‫اْل ْر َ‬
‫ض ََليَات ِل َق ْوم ي َ ْع ِق ُلونَ ( سورة البقرة‪.) ٤٦١‬‬ ‫اْل ْر ِ‬ ‫بَيْنَ الس َماء ِِ َو ْ َ‬
‫ترتبط حياة الكائنات الحية ارتباط وثيق بدورة الهواء على سطح االرض والتى تتمثل فى‬
‫اتجاهات الرياح واحزمة المطر واشكال الغطاء النباتى من غابات إلى صحارى على‬
‫كوكب االرض وبدوره أدى إلى تنوع النشاطات البشرية وأماكن تجمعها وجودة الحياة‬
‫والوصول الكتفائها من الماء العذب والغذاء‪.‬‬
‫‪-------------------------------------------------------‬‬

‫‪4|Page‬‬
‫‪ ‬تعريف الرياح‬
‫يشير مصطلح الرياح إلى تدفق الهواء فوق سطح اْلرض بشكل أفقي تقريباً‪ ،‬والمسبب الرئيسي للرياح هو‬
‫التسخين غير المتكافئ لسطح اْلرض‪ ،‬اْلمر الذي يُحدث اختَلفاً في مستويات الضغط الجوي بين المناطق‬
‫المختلفة‪ ،‬مما يسبب بالتالي حركة الرياح‪.‬‬
‫‪ ‬تحدث الرياح بشكل عام بسبب قيام الشمس بتسخين اْلرض ورفع درجة حرارتها‪ ،‬بحيث يسخن كل من‬
‫اْلرض‪ ،‬الماء‪ ،‬التربة بدرجات متباينة مسببا ً عدم‬
‫تكافؤ في درجات الحرارة‪ ،‬ويؤدي بدورة لتسخين‬
‫الهواء المَلمس لسطح اْلرض والقريب منه‬
‫باإلضافة لحدوث اختَلفات في الضغط‪ ،‬حيث‬
‫يرتفع الهواء الساخن لألعلى مسببا ً ضغطا ً عاليا ً‬
‫ليحل محلة الهواء البارد في منطقة الضغط‬
‫المنخفض‪ ،‬وهكذا باستمرار لضمان تحقيق‬
‫التوازن في الضغط على سطح اْلرض‪ ،‬مما‬
‫يسبب حركة الهواء وتدفقه التي تسمى بالرياح و‬
‫هناك عوامل تغير من اتجاه الرياح بحيث ال‬
‫تجعلها تسير مع االنحدارات العامة للضغط‬
‫الجوي‪.‬‬

‫‪5|Page‬‬
‫وتتخلص هذه العوامل في ما يلي ‪-:‬‬
‫اختَلف مقدار اإلشعاع الشمسي‬ ‫‪‬‬

‫حركة دوران اْلرض حول محورها‬ ‫‪‬‬
‫وقوة احتكاك الهواء عند سطح اْلرض‬ ‫‪‬‬
‫باإلضافة إلى تضاريس سطح اْلرض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الدورة العامة للهواء‬
‫الغَلف الجوي عبارة عن وسط مائع ( سائل ) يخضع لقانون " ﺁلية الميوعة و لقانون الحركية‬
‫الحرارية ‪.‬و على هذا اْلساس‪ ،‬فالحركات الهوائية العامة مرتبطة من جهة بالطاقة الشمسية التي‬
‫يستقبلها سطح اْلرض‪ ،‬و من جهة ثانية بالحركة المحورية لألرض أي دوران الكرة اْلرضية حول‬
‫نفسها‪ .‬فالتوزيع الغيرمتكافئ لﻺشعاع الشمسي يؤدي إلى نشأة تباينات على مستوى الحرارة الموزعة‬
‫فوق سطح اْلرض‪ ،‬و بالتالي على مستوى توزيع المجاالت اإلنضغاﻃية حيث نجد أن المناﻃق الواقعة‬
‫بين خطي ‪ 53°‬شماال و جنوبا تتميز بفائض ﻃاقي على مستوى الطاقة الشمسية الواردة ‪ ،‬في حين‬
‫تعتبر المناﻃق ﺫات العروض العليا مناﻃق عجز‪.‬‬
‫إﺫن و بناﺀا على قانون الحركية الحرارية‪ ،‬فإن عملية نقل الحرارة من مناﻃق الفائض إلى مناﻃق‬

‫‪6|Page‬‬
‫العجز تعد عملية حتمية لتحقيق نوع من التوازن الطاقي بين هاتين المنطقتين‪ ،‬و إال سوف ترتفع حرارة‬
‫المناﻃق االستوائية باستمرار و تصبح حرارة المناﻃق القطبية أكثر انخفاضا مما هي عليه اليوم‪.‬‬
‫‪ ‬انطَلقا من هذا المبدأ‪ ،‬ﻇهرت عدة نﻈريات أو نماﺫﺝ قصد تفسير الدورة الهوائية العامة التي يمكن تقسيمها‬
‫إلى قسمين‪:‬‬
‫ا ‪ -‬حركة هوائية ﻃولية ( شمال – جنوب ) حسب خطوط الطول‪ ،‬وهي اْلكثر شيوعا‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حركة هوائية نطاقية ( شرق – غرب ) حسب خطوط العرض‪.‬‬
‫و الحركتان معا تكونان الدورة الهوائية العامة‬
‫تطور نﻈريات الدورة الهوائية الطولية‬

‫تنبني جميع النﻈريات التي حاولﺖ تفسير الدورة الهوائية العامة‪ ،‬بما فيها النﻈريات القديمة أو الحديثة‪ ،‬على‬
‫مفهوم الخلية ‪ .‬و قبل التطرق إلى مختلف النﻈريات‪ ،‬ال بد من إعطاﺀ تعريف موجز للخلية‪.‬‬
‫تعريف الخلية‪-:‬‬
‫الخلية في علﻢ المناﺥ‪ ،‬دورة هوائية متولدة عن الفرق في توزيع الطاقة الشمسية على سطح اْلرض تنتﺞ عنها‬
‫حركات رأسية و أفقية داخل ﻃبقة التروبوسفير‪.‬‬

‫‪7|Page‬‬
‫تتميز الخلية بمنطقة التصاعد الحراري في النطاقات اْلكثر سخونة في المستويات السفلى للتروبوسفير‪ ،‬و‬
‫بمنطقة النزول في النطاقات اْلكثر برودة‪ .‬هاتان الحركتان الراسيتان مرتبطتان بالحركات اْلفقية التي تتميز‬
‫بانعراﺝ الرياح على مستوى السطوح الباردة نحو المناﻃق اْلكثر سخونة‪ ،‬وبافتراق الرياح في اْلجواﺀ‬
‫العليا لمناﻃق التصاعد في اتجاه مناﻃق النزول‪.‬‬
‫خلية تصاعدية‬
‫نﻈرية المدخنة االستوائية‪:‬‬
‫تعتمد هذه النﻈرية على أساس أن كمية الطاقة الشمسية التي‬
‫تتلقاها اْلرض تتفاوت حسب خطوط العرض و حسب‬
‫الفصول ‪ .‬لكن بالنسبة للكرة اْلرضية‪ ،‬و في المتوسط العام‬
‫للسنة‪ ،‬فإن ميزانية الطاقية على مستوى منﻈومة القارات و‬
‫المحيطات والغَلف الجوي هي في حالة توازن‪.‬‬
‫حقيقة‪ ،‬إن المناﻃق المدارية تتلقى قدرا أكبر من الطاقة‬

‫مقارنة مع ما تفقده عن ﻃريق االنبعاثات الطاقية نحو‬
‫الفضاﺀ الخارجي‪ ،‬بينما يحدث العكس تحﺖ خطوط العرض‬
‫الوسطى والعليا ‪.‬‬
‫ومن ثﻢ تجري عملية تبادل الطاقة عن ﻃريق نقل الفائض من‬

‫المناﻃق المدارية في اتجاه العروض العليا أي في اتجاه‬
‫المناﻃق القطبية‪.‬‬
‫في غياب عملية التبادل لن تتوقف المناﻃق المدارية عن‬

‫التسخين‪،‬في حين ستبرد المناﻃق القطبية باستمرار‪ .‬أكثر من‬
‫ثلثي هذه التبادالت تتﻢ بواسطة التيارات الهوائية‪ ،‬والباقي يتﻢ‬
‫بواسطة التيارات البحرية‪.‬‬
‫تعد هذه النﻈرية من أقدم النﻈريات التي حاولﺖ تفسير‬
‫الدورة الهوائية الطولية‪ ،‬و تعود إلى سنة ‪ 6161‬وتنبني‬
‫على خلية ﻃولية واحدة تقوم بعملية التبادل الحراري بين‬
‫المناﻃق االستوائية الحارة من جهة‪ ،‬و التي تشبهها بمدخنة ‪-‬‬
‫و المناﻃق القطبية الباردة من جهة ثانية‪.‬‬

‫‪8|Page‬‬
‫‪ ‬نﻈرية هادلي‪( Hadley ) :‬‬

‫هو عالﻢ أرصاد بريطاني‪ ،‬تعتبر نﻈريته من بين النﻈريات القديمة أيضا‪ ،‬حيث تقدم سنة ‪ 6353‬بنموﺫﺝ‬
‫لدورة هوائية عامة تعتمد في مبدئها على خليتين ﻃوليتين مردها عملية التصاعد أو ما يعرف ب "‬
‫الحمل الحراري‪Convection‬‬
‫‪ ‬خلية هادلي و عملية الحمل الحراري‬
‫يعتبر هادلي أن الرياح ال تكمل دورتها أو ﻃريقها‬

‫كما رسمته نﻈرية المدخنة االستوائية ‪ ،‬بل هناك‬
‫ضغط مرتفع في الوسط يوافق المناﻃق المدارية‬
‫يقسﻢ الخلية إلى قسمين و يرغﻢ الكتل الهوائية على‬
‫النزول‪ ،‬بمعنى ﺁخر‪ ،‬فإن الكتل الهوائية التي تبعث‬
‫من الجنوب أي من المناﻃق االستوائية ال تصل إلى‬
‫القطب لتنزل من جديد إلى المناﻃق االستوائية‪ ،‬بل‬
‫تبرد عند خط عرض ‪ 53°‬تقريبا‬
‫‪ ‬المناﻃق المدارية و الشبه مداريه‬
‫لتنزل إلى سطح اْلرض و تأخذ مسارها نحو‬

‫المناﻃق االستوائية لتسخن من جديد ‪ .‬و هذا ما‬
‫يفسر ‪ ،‬حسب هادلي‪،‬تواجد الرياح التجارية‬
‫التيارات الهوائية الناتجة عن هاتين الخليتين‪،‬‬
‫شمالية شرقية في النصف الشمالي من الكرة‬
‫اْلرضية وجنوبية شرقية في النصف الجنوبي‪،‬‬
‫بسبب تدخل قوة كوريوليس ‪.‬‬
‫نَلحﻆ هنا أن الجديد بالنسبة لنﻈرية المدخنة‬

‫اإلستوائية‪ ،‬و التي تحدثنا عنها سالفا‪ ،‬يكمن في‬
‫كون اتجاه الرياح غير مرتبط بحرارة اْلرض‬
‫فقط‪ ،‬و إنما أيضا بدوران اْلرض حول نفسها‪.‬‬

‫‪9|Page‬‬
‫نﻈرية هادلي ‪ ،‬تؤكد بعض المَلحﻈات على مستوى خَليا الضغط القطبية و االستوائية‪ ،‬التي أتﺖ بها‬
‫نﻈرية أقدم منها و هي نﻈرية المدخنة االستوائية‬
‫لكنها ال تفسر سبب وجود حزام الضغط المرتفع بالمناﻃق المدارية و التيارات الهوائية الغربية عند‬
‫العروض الوسطى ‪ - °40 .53°‬هذه النﻈرية سيتﻢ تطعيمها و تطويرها فيما بعد من ﻃرف العديد من علماﺀ‬
‫الفيزياﺀ وعلماﺀ اْلرصاد الجوية مثل ِفريل ‪ Ferrel‬الذي أضاف خلية أخرى عند خطي عرض ‪ 53°‬و ‪°‬‬
‫‪. 13‬‬
‫‪ ‬نﻈرية ِفريل‪:Ferrel‬‬
‫فريلعالﻢ أرصاد أمريكي‪ ،‬في منتصف القرن ‪ 61‬و‬

‫بالضبط سنة ‪ ، 6631‬قسﻢ خلية " هادلي " إلى قسمين‬
‫معتمدا في ﺫلك على التيارات الهوائية عند العروض‬
‫الوسطى و العروض الدنيا من جهة ( ‪ 53°‬إلى ‪- 13°‬‬
‫الرياح التجارية و الرياح الغربية ) و على الحركة‬
‫المحورية لألرض من جهة ثانية ‪ .‬حيث أثبﺖ أن اْلخيرة‬
‫لها تأثير مباشر ال على الحركات الهوائية فحسب‪،‬وإنما‬
‫أيضا على حركات التيارات البحرية‪.‬‬
‫بالنسبة لفريل‪ ،‬فإن الرياح الغربية هي نتيجة الحركة‬
‫المحورية لألرض‪ ،‬ﺫلك أن حركات الهواﺀ تتبع بصفة‬
‫عامة حركة اْلرض حسب " قانون الميوعة"‪.‬‬
‫ينص قانون فرل على أنه “إﺫا تحرك جسﻢ في أي اتجاه على سطح اْلرض‪ ،‬فهناك قوة انحراف تنشأ من دوران‬
‫اْلرض‪ ،‬والتي تحرفه إلى اليمين في نصف الكرة الشمالي‪ ،‬وإلى اليسار في نصف الكرة الجنوبي”‬

‫‪10 | P a g e‬‬
‫نﻈرية ِفريل كانﺖ منطلقا للنﻈريات الحديثة التي تلتها كنﻈرية‬

‫روسبي ) ‪ ( Rossby‬سنة ‪ 6153‬و نﻈرية بالمين ) ‪( Palmen‬‬
‫سنة ‪.6136‬‬
‫نﻈرية روسبي‪( Rossby ) :‬‬

‫بناﺀا على نﻈرية ِفريل‪ ،‬قدم روسبي سنة ‪ ( 6153‬و هو عالﻢ أمريكي‬
‫ﺫو أصل سويدي ) نﻈرية تعتمد على سﺖ خَليا ‪ :‬ثَلث في كل نصف‬
‫من الكرة اْلرضية‪ ،‬و تفسر بطريقة أفضل الﻈواهر التي يتﻢ‬
‫مَلحﻈتها على مستوى الحركات الجوية العامة‪.‬‬
‫بعض هذه الخَليا احتفﻈﺖ بأسماﺀ أصحابها الذين تعرفوا عليها مثل هادلي و فريل‪ ،‬هذه الخَليا هي‪:‬‬
‫‪-1‬خلية هادلي ‪ :‬عند خطي عرض ‪ 3°‬إلي ‪53°‬‬
‫‪-2‬خلية فريل ‪ .‬عند خطي عرض ‪ 53°‬إلى ‪13°‬‬
‫‪-3‬الخلية القطبية ‪ :‬عند خطي عرض ‪ 13°‬إلى ‪13°‬‬

‫‪11 | P a g e‬‬
‫‪Ballot Buys‬‬
‫انحراف الرياح نحو اليمين في النصف الشمالي و اليسار في النصف الجنوبي ناتﺞ عن قوة كوريوليس‬
‫أو قانون اتجاه الرياح حسب مراكز الضغط الجوي‬

‫يقول بويز بالوت العالﻢ إﺫا وقف راصد وظهره إلى الرياح فإن الضغط المنخفض يكون إلى يساره في نصف‬
‫الكرة الشمالي‪ ،‬وإلى يمينه في نصف الكرة الجنوبي"‪ ،‬وهذا بالطبع ناتﺞ من تأثير قوة كوروليوس على حركة‬
‫اْلجسام المتحركة فوق سطح االرض‪ ،‬فالهواء يتحرك في نصف الكرة الشمالي حول مناطق الضغط المنخفض‬
‫بعكس حركة عقارب الساعة‪ ،‬وحول مناطق الضغط المرتفع باتجاه موافق التجاه حركة عقارب الساعة‪ ،‬وعكس‬
‫ﺫلك في نصف الكرة الجنوبي‬
‫قانون انحراف اْلجسام ل‪Bullot Buys -‬‬

‫ا ‪ -‬في العروض االستوائية ‪ :‬نجد منطقة الجبهة المدارية ) ‪، ( Zone de convergence tropicale ) (Z.C.I.T‬‬
‫تمتاز بحركات هوائية تصاعدية نتيجة عملية الحمل الحراري ) ‪ ( Convection‬و التقاﺀ الرياح التجارية الشمالية‬
‫مع الجنوبية‪ .‬زاوية سقوط اْلشعة في هذه العروض كبيرة ‪ ،‬مما يجعلها تكتسب قسطا كبيرا من الطاقة الشمسية‪ ،‬جزﺀ‬
‫من اْلخيرة يعمل على تسخين سطح اْلرض و الهواﺀ ‪ ،‬يعرف بالحرارة المحسوسة ) ‪ ( La chaleur sensible‬و‬
‫الجزﺀ المتبقى يتحول إلى حرارة كامنة في بخار الماﺀ ‪( La chaleur latente ) .‬وبحيث الرﻃوبة النسبية مرتفعة‬
‫جدا ‪ ،‬و بمجرد ما يرتفع هذا الهواﺀ المشبع بالرﻃوبة على شكل حركات هوائية تصاعدية تعرف بعملية الحمل‬
‫الحراري ) ‪ ، ( Convection‬فإنه يبرد ثﻢ يتكاثف فيعطينا سحب و تساقطات مهمة‪ .‬عملية التساقط تؤدي إلى تحرير‬
‫الحرارة الكامنة ‪،‬داخل جزيﺌات بخار الماﺀ‪ ،‬و‬
‫تحويلها إلى حرارة محسوسة تعمل على تسخين الهواﺀ ‪،‬‬
‫فيزداد ارتفاعا‪ .‬عندما يصل هذا الهواﺀ الساخن إلى مستوى‬
‫التروبوبوز‪ ،‬تتفرع نحو القطب الشمالي و الجنوبي‪،‬إال‬
‫أنه يبرد ‪ -‬قبل أن يصل إلى القطبين – عند مستوى‬
‫العروض الشبه مدارية ( ‪ 53°‬تقريبا ) فيبدأ بالهبوط‬
‫إلى السطح‪ ،‬ومع عملية الهبوط يزداد حرارة و‬
‫جفافا‪ ،‬فتتشكل على مستوى هذه العروض سلسلة‬
‫من الضغوط المرتفعة حيث تكون السماﺀ صافية و‬
‫يسود نوع من االستقرار الجوي‪ ،‬عكس المناﻃق‬
‫االستوائية‪.‬‬

‫‪12 | P a g e‬‬
‫ب‪-‬منطقة الجبهة المدارية ‪ ،‬حيث تتقابل خليتا هادلي ( اْلولى في النصف الشمالي من الكرة اْلرض والثانية في‬
‫النصف الجنوبي منها ) تتجسد في صور اْلقمار االصطناعية على شكل شريط سحبي سميك يحيط بكوكب‬
‫اْلرض‪،‬نتيجة وجود سلسلة من الضغوط المنخفضة‪.‬‬
‫منطقة الجبهة مدارية ‪ ZCIT‬على صور اْلقمار االصطناعية‬

‫في العروض المداريه ‪ ،‬نجد مناﻃق النزول ) ‪ ( Zones de subsidence‬تفصل بين منطقتين تصاعديتين ‪ :‬شبه‬
‫قطبية شماال و استوائية جنوبا‪ ،‬و هي توافق مجاالت الضغط المرتفع حيث السماﺀ صافية و التساقطات قليلة أو‬
‫منعدمة‪.‬‬
‫عند خط عرض ‪ 53°‬تقريبا‪ ،‬نَلحﻆ حركات هوائية تنازلية جافة ( نﻈرا لكون الرﻃوبة تنخفض مع النزول في‬
‫الوقﺖ الذي ترتفع فيه الحرارة ) ‪ .‬عند السطح‪ ،‬يتجه جزﺀ من هذا الهواﺀ الهابط نحو العروض العليا مشكَل الرياح‬
‫الغربية و الجزﺀ اَلخر يعود إلى العروض االستوائية مشكَل الرياح التجارية ) ‪ ، ( Les Alizées‬و بهذا تكون خلية‬
‫هادلي قد أكملﺖ دورتها‬
‫‪.‬‬
‫نسبة التبخر في العروض الشبمدارية مرتفعة جدا ‪ ،‬خصوصا‬
‫فوق المسطحات المائية كالبحار و المحيطات‪ ،‬في هذه الحالة‬
‫يزود المحيط الجو بالحرارة الكامنة داخل جزيﺌات الماﺀ‬
‫المتبخرة ِ ) ‪، ( Chaleur latente‬و التي تحمل إلى الشمال‬
‫بواسطة الرياح الغربية‪.‬‬
‫ﺝ ‪ -‬في المناﻃق ﺫات العروض المعتدلة‪ : 53°-53° ،‬حركات‬

‫الهواﺀ على مستوى السطح غربية‪ ،‬الرياح الغربية الدافﺌة‬
‫واَلتية من المناﻃق المدارية تلتقي مع الرياح الباردة القادمة من‬
‫المناﻃق القطبية عند مستوى خط العرض ‪ 13°‬تقريبا ‪ ،‬هنا‬

‫‪13 | P a g e‬‬
‫تكون التغيرات الحرارية و اإلنضغاﻃية كبيرة نتيجة تدافع الرياح القطبية الباردة نحو الجنوب و الرياح المدارية‬
‫الدافﺌة نحو الشمال‪ ،‬فينتﺞ عن ﺫلك جبهة تعرف ب " الجبهة شبه القطبية " ‪،‬حيث يتشكل على ﻃول الجبهة حزام من‬
‫الضغوط المنخفضة‪ ،‬تﻈهر فوق صور اْلقمار االصطناعية على شكل غطاﺀ سحبي كثيف‪.‬‬
‫‪ ‬المنخفض االسَلندي جزﺀ من حزام الجبهة القطبية ‪.‬‬

‫تنتقل هذه الجبهة نحو الجنوب أو الشمال تبعا للفصول‪ ،‬فهي منطقة اضطراب بامتياز‪ ،‬و تكون مسؤولة عن‬
‫التساقطات التي تعرفها كل الدول اْلوربية و كذلك المغرب في فصل الشتاﺀ‪.‬‬
‫للتذكير‪ ،‬فالجبهة هي منطقة التقاﺀ تيارات هوائية ﺫات خاصيات متناقضة من حيث الحرارة والرﻃوبة‪ ،‬ترسﻢ فوق‬
‫الخرائط الجوية على شكل خطوط متموجة تحمل مثلثات ( باللون اْلزرق ) ترمز إلى الكثل الهوائية الباردة و‬
‫نصف دوائر ( باللون اْلحمر ) ترمز إلى الكثل الهوائية الدافﺌة‪.‬‬
‫جبهة متموجة‬
‫د ‪ -‬في المناﻃق القطبية‪ ،‬يوجد ضغط مرتفع ﺫو أصل حركي ‪ -‬حراري‪،‬حيث تتضافر الحركات الهوائية الهابطة مع‬
‫البرودة الشديدة‪ ،‬لتعطينا على مستوى السطح ضغطا مرتفعا تتولد عنه رياح شمالية شرقية باردة وجافة تتجه نحو‬
‫العروض شبه القطبية ≈) ‪ ، ) 13°‬و التي يمكن أن تتجاوز سرعتها ‪ 033‬كلﻢ في الساعة عندما تنزلق فوق المناﻃق‬
‫المنبسطة و المتجمدة للقطب الجنوبي مثَل‪.‬‬
‫تتحرك الخَليا السﺖ ‪،‬التي قمنا بدراستها و تحليلها ( ثَلث في كل نصف من الكرة اْلرضية ) ‪ ،‬نحو الشمال أو‬
‫الجنوب تبعا للحركة الﻈاهرية للشمس‪ ،‬أي حسب الفصول‪ ،‬فتؤثر كثيرا على التقلبات المناخية و تعد المسؤولة عن‬
‫تعاقب الفترات الجافة أو الرﻃبة على منطقة معينة‬
‫‪.‬‬
‫الدورة الهوائية الطولية التي تطرقنا إليها تتﻢ على مستوى سطح اْلرض بطبيعة الحال‬
‫فماﺫا يحدث في اْلجواﺀ العليا؟‬

‫في اْلجواﺀ العليا و بالضبط عند مستوى التروبوبوز‪ ،‬توجد منطقة التقاﺀ الرياح فوق خط عرض ‪ 53°‬تقريبا‪ ،‬هنا‬
‫االختَلفات و التباينات الحرارية مفاجﺌة جدا و سرعة الرياح قوية جدا ‪ .‬هاته الوضعية ينتﺞ عنها تيار هوائي ملتو‬
‫يتجه من الغرب إلى الشرق‪ ،‬يعرف بالتيار النفاث شبه المداري ) ‪ ، ( Le jet Stream subtropical‬سرعة هذا‬
‫التيار قد تصل إلى ‪ 533‬كلﻢ في الساعة‪ ،‬أي أقوى من التيار القطبي الذي يﻈهر فوق خط عرض ‪ 13°‬تقريبا ‪ ،‬و‬
‫الذي تصل سرعته إلى ‪ 033‬كلﻢ في الساعة‪.‬‬
‫الدورة الهوائية الطولية في نصف الكرة اْلرضية‬

‫نﻈرية روسبي تفسر الدورة الهوائية العامة على اعتبار أن اْلرض سطح متجانس ‪ ،‬و االختَلف مع الدورة الهوائية‬

‫‪14 | P a g e‬‬
‫الفعلية يكمن في التوزيع غير المتجانس بين اليابس و المسطحات المائية‪ ،‬أي بين القارات من جهة و البحار و‬
‫المحيطات من جهة أخرى‪ ،‬إضافة إلى عامل التضاريس الذي يؤثر على قوة الرياح و اتجاها‪.‬‬
‫في سنة ‪ ، 6136‬اقترح العالﻢ اْلمريكي بالمين ) ‪ ( Palmen‬نموﺫجا أكثر واقعية‪ ،‬بعد إدخال بعض التعديَلت على‬
‫نموﺫﺝ روسبي‪ ،‬لكنه ال يختلف معه من حيث المبدأ مرتكزا على خليتي " هادلي " و " ِفريل"‪.‬‬
‫فتحليل الوضعية الوسطى لمراكز الضغط الفعال ( الضغوط المرتفعة و الضغوط المنخفضة ) على مستوى الفصول‬
‫و كذا للرياح السائدة‪ ،‬على الخرائط الجوية‪ ،‬يﻈهر توزيعا نطاقيا شبه متوازي مع خط االستواﺀ ‪ .‬و االختَلفات ‪،‬‬
‫الكبيرة أحيانا‪ ،‬للدورة الهوائية تنتﺞ أساسا عن وجود التضاريس الكبرى كالجبال‪ ،‬وعن التوزيع غير المنتﻈﻢ لقارات‬
‫والبحار‪.‬‬
‫تتحرك مراكز الضغط الفعالة والرياح السائدة الناتجة عنها‪ ،‬نحو الشمال في فصل الصيف و نحو الجنوب في فصل‬
‫الشتاﺀ تبعا للحركة الﻈاهرية للشمس‪.‬‬
‫الدورة الهوائية النطاقية‪:‬‬

‫بموازاة مع الدورة الهوائية الطولية‪ ،‬هناك دورة هوائية نطاقية تتﻢ على المستوى اْلفقي‪.‬‬
‫ففي العشرينيات من القرن الماضي‪ ،‬و بالضبط سنة ‪ ، 6103‬أثبﺖ عالﻢ اْلرصاد البريطاني ولكر ‪( Walker‬‬
‫) ‪1868- 1958‬أن هناك عَلقة مباشرة بين الضغوط الجوية المقاسة شرق المحيط الهادي‪ ،‬و بين الضغوط المقاسة‬
‫في الغرب ( من مميزات هذا العالﻢ‪ ،‬أنه كان يأخذ بعين االعتبار في دراساته المعطيات المناخية العالمية )‪.‬‬
‫االختَلف على مستوى الضغط هذا‪ ،‬كان من أهﻢ بوادر إثبات وجود دورة هوائية نطاقية بالمناﻃق االستوائية‪ ،‬تعرف‬
‫ب " خلية ولكر‪" .‬‬

‫‪15 | P a g e‬‬
‫‪ ‬خلية ولكر‪:‬‬
‫هي عبارة عن خلية جوية فوق المحيط الهادي ‪ ،‬تتميز‬
‫بتيارات هوائية صاعدة مسؤولة عن تكون السحب‬
‫التصاعدية اإلندونيسية و تيارات هوائية نازلة مسؤولة عن‬
‫ضعف التساقطات أو انعدامها في وسط المحيط الهادي و‬
‫شرقه ( بيرو و الشيلي )‪.‬‬
‫خلية ولكر فوق المحيط الهادي‬

‫كيف تشتغل خلية ولكر ؟‬
‫مثل الخَليا الطولية التي رأيناها ‪ ،‬تفسر الخَليا النطاقية‬
‫بالتوزيع غير العادل للطاقة الحرارية‪ ،‬ﺫلك أن هناك‬
‫تباينات حرارية بين شرق المحيط الهادي وغربه‪،‬حيث‬
‫تتحرك الرياح التجارية من الشرق نحو الغرب عند‬
‫السطح‪ ،‬و عند اْلجواﺀ العليا يحدث العكس حيث تتحرك الرياح من الغرب نحو الشرق‪.‬‬
‫إضافة إلى هاته الحركية اْلفقية‪ ،‬تتميز خلية " ولكر " بتصاعد التيارات الهوائية غرب المحيطات ( مصدر الحرارة )‬
‫‪ ،‬و تيارات هوائية نازلة شرق المحيطات مصدر البرودة ( وجود تيارات بحرية باردة )‪.‬‬
‫‪ ‬خلية ولكر‬
‫الرياح التجارية هنا تحمل كميات كبيرة من الحرارة الكامنة ) ‪ ( Chaleur latente‬من الهوامﺶ االستوائية‬
‫للضغوط المدارية‪ ،‬انطَلقا من المناﻃق الشرقية للمحيط الهادي‪ ،‬في اتجاه المناﻃقالغربيه حيث تعتبر هذه الوضعية "‬
‫حالة عادية " تتميز بالقحولة في المناﻃق الشرقية‪ ،‬وهذا ما يفسر وجود بعض الصحاري كصحراﺀ كاليفورنيا و‬
‫أﻃاكما ) ‪( Atacama‬شمال الشيلي ( يعتمد سكانها أكثر على الصيد البحري و ليس على الزراعة )‪.‬‬
‫في الواجهات الغربية للمحيط الهادي‪ ،‬نجد مناﻃق مطيرة جدا مثل اندونيسيا و الفلبين‪.‬‬
‫في مقابل الحالة العادية‪ ،‬يحدث أن تعرف هذه الخلية دورة عكسية تماما قي بعض الفترات ‪ ،‬خاصة عند حدوث‬
‫ﻇاهرة " النينيو‪ " ( EL NIŇO ) .‬هذا يعني أن تقلبات خلية ولكر مرتبطة ارتباﻃا مباشرا بحرارة المياه السطحية‬
‫للمحيط الهادي‪.‬‬
‫‪ ‬الخلية اْلﻃلسية‬
‫تتﻢ في نفس اتجاه خلية المحيط الهادي‪ ،‬حيث تساهﻢ كل من غابة اْلمازون و جبال اْلنديز ) ‪ ، ( Andes‬و هي‬
‫سلسلة جبلية بأمريكا الجنوبية يصل ﻃولها إلى ‪ 6333‬كلﻢ ‪ ،‬في ارتفاع حدة التصاعد أو ما يعرف بعملية " الحمل‬
‫الحراري‪" ( Ascendances convectives) .‬‬
‫‪ ‬الخلية الهندية والخلية اإلفريقية‬

‫تشتغَل في اتجاه معاكس للخَليا السابقة‪ ،‬و هما أقل أهمية و ديمومة من سابقاتها ‪ ،‬كونهما توجدان فوق اليابسة (‬
‫‪16 | P a g e‬‬
‫اْلولى فوق القارة الهندية و الثانية فوق القارة اإلفريقية ) و يطلق على هذا النوع من الخَليا ب " الخَليا غير‬
‫المباشرة‪" ( Les cellules indirectes ) .‬‬
‫خَلصة‪:‬‬
‫يمكن تلخيص العوامل المتحكمة في الدورة الهوائية العامة في ثَلثة عوامل رئيسة‪ ،‬حسب اَلليات المتحكمة‬
‫فيها‪ ،‬و هي‪:‬‬
‫ا ‪ -‬اْلشعة الشمسية التي تمد كوكب اْلرض بالطاقة الحرارية‪.‬‬

‫ب ‪ -‬شكل اْلرض الكروي الذي يعتبر مسؤوال أساسيا عن الفوارق الحرارية التي يعرفها سطح اْلرض‬
‫وبالتالي على توزيع المجاالت اإلنضغاﻃية ( الضغوط المرتفعة و الضغوط المنخفضة ) ‪ ،‬و التي تعتبر على‬
‫التوالي مراكز ﻃرد الرياح و مراكز استقبال الرياح‪.‬‬
‫ﺝ ‪ -‬الدورة المحورية لألرض على نفسها ‪،‬و التي تولد قوة كوريوليس ‪،‬تؤثر على اتجاه الرياح التي تنحرف‬
‫يمينا في النصف الشمالي من الكرة اْلرضية و يسارا في النصف الشمالي‪.‬‬
‫هذه الدورة الهوائية العامة ال تتﻢ عن ﻃريق تبادل التيارات الهوائية الدافﺌة و التيارات الهوائية الباردة‪،‬بين‬
‫مناﻃق الفائض الطاقي ( المناﻃق االستوائية الحارة ) إلى مناﻃق العجز ( المناﻃق القطبية الباردة ) ‪ ،‬مباشرة‬
‫على شكل خلية واحدة‪ ،‬بل تنقسﻢ إلى ثَلث خَليا ‪ ،‬اثنتان تحمَلن اسﻢ مكتشفيهما‪،‬ففي كل نصف من الكرة‬
‫اْلرضية‪،‬و انطَلقا من المناﻃق االستوائية في اتجاه المناﻃق القطبية نجد‪:‬‬

‫‪17 | P a g e‬‬
‫ا ‪ -‬خلية هادلي ‪ :‬تقع بين خط االستواﺀ و خط عرض ‪، 53°‬تعرف الرياح حركة دائرية تصاعدية في المناﻃق‬
‫االستوائية و تنازلية في المناﻃق الشبمدارية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬خلية ِفريل ‪ :‬تقع بين خطي عرض ‪ 53°‬و ‪ 13°‬تقريبا‪ ،‬تكون حركة الرياح الرأسية تنازلية في المناﻃق‬
‫الشبمدارية و تصاعدية بالمناﻃق شبه القطبية‪.‬‬
‫ﺝ ‪ -‬الخلية القطبية ‪ :‬تقع بين خطي عرض ‪ 13°‬و ‪ ، 13°‬تعرف التيارات الهوائية حركات رأسية تصاعدية‬
‫في المناﻃق شبه القطبية و هبوط في المناﻃق القطبية‪.‬‬
‫بموازاة هاته الحركات الهوائية الرأسية‪ ،‬هناك حركية هوائية سطحية تتﻢ على مستوى السطح انطَلقا من‬
‫مناﻃق الضغوط المرتفعة ( ‪ 53°‬و ‪ ) 13°‬في اتجاه مناﻃق الضغوط المنخفضة ( ‪ 13°‬و ‪.) 3°‬‬
‫هاته الدورة الهوائية يطلق عليها الدورة الهوائية الطولية ‪ْ،‬لنها تتﻢ حسب خطوط الطول‪ ،‬و ال يمكن الحديث‬
‫عن الدورة الهوائية العامة إال إﺫا أخذنا بعين االعتبار جميع اَلليات المتحكمة فيها ‪ ،‬خصوصا الدورة الهوائية‬
‫اْلفقية‪ ،‬التي تتﻢ حسب خطوط العرض‪ ،‬و أشهرها خلية ولكر فوق المحيط الهادي بين القارة اْلمريكية والقارة‬
‫اْلسيوية‪.‬‬
‫هﺫه الدورة تعرف وضعيتين حسب السنوات‪.‬‬

‫ا ‪ -‬وضعية عادية ‪ .‬تتميز بتيارات هوائية رأسية نازلة شرق المحيط الهادي و صاعدة في الغرب‪ ،‬توازيها‬
‫حركة أفقية من الشرق إلى الغرب على مستوى السطح ‪ ،‬ينجﻢ عن هذه الوضعية جفاف شرق المحيط الهادي (‬
‫الشيلي و البيرو ) ‪ ،‬و أمطار غزيرة في الغرب جنوب شرق ﺁسيا ( الفلبين و إندونيسيا )‬
‫ب ‪ -‬وضعية غير عادية حيث تنعكس هاته الدورة‪،‬فيطبع الجفاف بعض دول شرق أسيا و أستراليا مما قد‬
‫يتسبب في حدوث حرائق بغابات بعض هذه الدول‪ ،‬في حين تعرف بعض البلدان المطلة على المحيط الهادي‬
‫كالشيلي و البيرو فيضانات استثنائية تنجﻢ عنها خسائر بشرية و مادية جسيمة ‪..‬‬
‫يطلق على هاته الوضعية في وسائل اإلعَلم " ﻇاهرة النينيو ‪ " - El Niño -‬و تعرف عند علماﺀ المناﺥ ب "‬
‫اإلنزو ) ‪ ENSO (El Niño Southern Oscillation‬أي التذبذب الجنوبي لﻈاهرة النينيو‪.‬‬
‫و لفهﻢ و استيعاب الدورة الهوائية العامة‪ ،‬يجب اْلخذ بعين االعتبار الحركات الهوائية في أبعادها الثَلث‪:‬‬
‫ا ‪ -‬الحركات الهوائية الطولية السطحية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الحركات الهوائية الطولية في اْلجواﺀ العليا‪.‬‬
‫ﺝ ‪ -‬الحركات الهوائية النطاقيه‬

‫‪18 | P a g e‬‬
‫قياس سرعة الرياح‬

‫أعد القائد فرانسيس بوفورت من البحرية البريطانية في العام ‪5081‬م جهاز ًا لقياس سرعة الرياح في البحر‬
‫يعرف باسﻢ مقياس بوفورت‪ ،‬ثﻢ تﻢ تعديل الجهاز لمراقبة حاالت البحر المختلفة‪ ،‬وكذلك مراقبة الﻈواهر‬
‫الطبيعية على سطح اْلرض‪ ،‬وفي العام ‪5081‬م اعتمدت اللجنة الدولية لألرصاد الجوية الجهاز في مجال‬
‫اْلرصاد الجوية‪ ،‬وتمﺖ معايرة الجهاز ليقيس من ‪ 58-8‬حالة من سرعات الرياح‪ ،‬ومؤخر ًا أصبح من‬
‫النادر استخدام هذا الجهاز حيث استُبدل بطرق قياس أكثر دقة مثل رادار دوبلر المستخدم لتتبع تردد الرياح‪،‬‬
‫ومقياس اْلنيموميتر‪ ،‬ومراقبة انحراف بالونات الطقس المرتفعة‪.‬‬
‫تقسﻢ الرياح الدائمة إلى عدة أقسام هي‪:‬‬
‫الرياح التجارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرياح العكسية‪/‬الغربية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرياح القطبية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪19 | P a g e‬‬
‫ما هي الرياح التجارية؟‬

‫سميﺖ الرياح التجارية بهذا االسﻢ ْلن التجار كانوا يستفيدون منها بتحريك السفن التجارية‪ ،‬والرياح التجارية‬
‫هي الرياح التي تهب من منطقتي الضغط المرتفع فيما وراء المدارين إلى منطقة الضغط المنخفض (الرهو‬
‫أو الركود االستوائي)‪ ،‬وتكون الرياح التجارية منتﻈمة طوال السنة في اتجاهها وقوتها‪ ،‬وقد تقتصر على‬
‫طبقات الجو السفلى‪ ،‬والرياح التجارية ﺫات سرعة معتدلة تتراوح بين ‪ 05 -61‬كيلو مترا ً في الساعة‪،‬‬
‫ويكون اتجاهها شمالية شرقية في نصف الكرة الشمالي‪ ،‬وجنوبية شرقية في النصف الجنوبي‪.‬‬
‫ما هي الرياح العكسية‪/‬الغربية؟‬

‫تهب الرياح العكسية‪/‬الغربية من منطقتي الضغط المرتفع وراء المدارين إلى منطقتي الضغط المنخفض عند‬
‫الدائرتين القطبيتين‪ ،‬يكون اتجاه الرياح العكسية عادة جنوبية غربية في النصف الشمالي للكرة االرضية‬
‫وشمالية غربية في النصف الجنوبي للكرة اْلرضية‪.‬‬
‫ما هي الرياح القطبية؟‬

‫تهب الرياح القطبية من القطبين الى منطقتي الضغط المنخفض عند الدائرتين القطبيتين‪ ،‬ويكون اتجاه الرياح‬
‫القطبية شمالية شرقية في نصف الكرة الشمالي‪ ،‬وجنوبية شرقية في النصف الجنوبي‪ ،‬تتميز الرياح القطبية‬
‫بكونها باردة وجافة وعادة ما تكون ضعيفة‪.‬‬

‫‪20 | P a g e‬‬
‫ما هي الرياح الموسمية؟‬
‫الرياح الموسمية (أو الموسميات) نوع من الرياح يتشكل بسبب‬

‫ظروف الضغط الجوي التي تتعرض إلى تحوالت كبيرة ما‬
‫بين الصيف والشتاء‪ ]5[]0[]6[.‬تهب الرياح الموسمية في مواعيد‬
‫معينة على أقاليﻢ محصورة في المناطق المدارية‪ .‬تتميز الرياح‬
‫الموسمية بأمطارها الصيفية الغزيرة وبجفاف معﻈﻢ مناطق‬
‫هبوبها في فصل الشتاء وباختَلف اتجاهاتها في الصيف عن‬
‫الشتاء‪.‬‬
‫يسود هبوب الرياح الموسمية جهات مختلفة داخل المنطقة‬

‫المدارية‪ ،‬ومن أهﻢ هذه المناطق جنوب وشرق ﺁسيا حيث تهب‬
‫على كل من الهند والباكستان وبنغَلدش وسلطنة عمان والهند‬
‫الصينية والصين واليابان وكوريا ومنشوريا‪ .‬ففي فصل‬
‫الصيف ترتفع درجة الحرارة كثيرا في أواسط ﺁسيا مما يؤدي‬
‫إلى نشوء منطقة ضغط منخفض تنجذب الرياح إليها من‬
‫المحيط الهادي والهندي المجاورين‪.‬‬
‫تمثل الموسميات دورة منتﻈمة للهواء المتحرك ما‬

‫بين اليابس والماء خَلل نصفي السنة الصيفي والشتوي‪ ،‬إﺫ‬
‫تنتﺞ الرياح الموسمية عن اختَلف درجة تسخين اليابس والماء‬
‫في المناطق التي فيها تداخل كبير بين كتلتي اليابس والماء‪،‬‬
‫ففي فصل الشتاء تكون أواسط ﺁسيا مركزا ً لضغط جوي مرتفع‬
‫ناجﻢ عن التبرد الشديد للقارة‪ ،‬على حين تكون البحار الحارة‬
‫مشغولة بضغط منخفض( المحيط الهادي والهندي)مركزة‬
‫جنوبي خط االستواء‪ ،‬وهذا يجعل الهواء يندفع من القارة‬
‫الباردة نحو البحار الحارة على شكل تيارات أفقية باردة جافة‬
‫أصَلً‪ ،‬تترطب إﺫا ما مرت فوق البحار‪.‬‬
‫أما في فصل الصيف فيحدث العكس‪ ،‬إﺫ تكون ﺁسيا الوسطى والجنوبية مركزا ً لضغط جوي منخفض‬
‫حراري‪ ،‬على حين يكون الضغط الجوي المرتفع شبه المداري متمركزا ً عند خط عرض ‪ ِْ 53‬جنوباً‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى اندفاع الهواء منه شماالً تجاه الضغط المنخفض اَلسيوي واصَلً جنوبي ﺁسيا على شكل رياح‬
‫جنوبية غربية حارة رطبة مؤدية إلى هطول أمطار غزيرة‪ ،‬هي الموسميات الصيفية التي تعاكس في‬
‫اتجاهها وصفاتها الموسمية الشتوية السابق ﺫكرها‪.‬‬
‫‪21 | P a g e‬‬
‫وتﻈهر الموسميات بشكل واضح في جنوبي ﺁسيا وجنوبها الشرقي وشرقيها‪ ،‬كما نجدها في بقاع أخرى من‬
‫العالﻢ‪.‬‬
‫موسميات شتوية‬
‫تتمثل الموسميات الشتوية في الهواء القاري البارد الجاف المتدفق شتاء ‪-‬في المستويات المنخفضة‬
‫من الجو القريب من سطح اْلرض ‪-‬من الضغط المرتفع السيبيري تجاه لجنوب نحو الضغط المنخفض‬
‫المتمركز جنوبي خط االستواء‪ -‬حيث الصيف في جنوبي الكرة اْلرضية‪ -‬ويتخذ هذا الهواء أثناء‬
‫عبوره َلسيا الجنوبية الشرقية شكل رياح شمالية عند السواحل الشرقية للصين الجنوبية والهند الصينية‪،‬‬
‫وشمالية شرقية فوق خليﺞ البنغال وجنوب شرقي الهند‪.‬‬
‫ما هي الرياح المحلية؟‬

‫أن هبوب الرياح حول المنخفضات الجوية له نﻈام خاص قد ال يتمشى مع الدورة الهوائية العامة للرياح فوق‬
‫سطح الكرة اْلرضية‪ ،‬ففي نصف الكرة الشمالي تهب الرياح في مقدمة المنخفض من االتجاهات الجنوبية‬
‫بصفة عامة‪ ،‬ولهذا فإنها غالبا دافﺌة أو حارة‪ ،‬خصوصا في نصف السنة الصيفي‪ ،‬أما في مؤخرة المنخفض‬
‫فتهب الرياح من الشمال‪ ،‬وتكون باردة خصوصا في نصف السنة الشتوية‪.‬‬

‫‪22 | P a g e‬‬
‫وللرياح التي تهب في مقدمة المنخفضات الجوية أو في مؤخرتها أهمية خاصة بالنسبة لبعض المناطق‪ ,‬وﺫلك‬
‫على حسب ما تتميز به من صفات خاصة‪ ,‬وما يمكن أن يكون لها من أثر في حياة السكان‪ ،‬ولكل نوع من هذه‬
‫الرياح أسماء محلية يشتهر بها في المناطق التي يﻈهر فيها‪ .‬ففي مصر مثَل يطلق اسﻢ رياح الخماسين على‬
‫الرياح الحارة التي تهب في الصحراء في مقدمة المنخفضات الجوية في فصل الربيع‪ ،‬وقد تعبر هذه الرياح‬
‫البحر المتوسط وتصل إلى جنوب أوروبا حيث يطلق عليها اسﻢ السيروكو‪ ،‬ويطلق اسﻢ رياح الفهن في منطقة‬
‫جبال اْللب على الرياح الدافﺌة التي تﻈهر على السفوح الشمالية للجبال‪ ،‬وهي رياح تهب من الجنوب في‬
‫مقدمة المنخفضات الجوية التي تمر على شمال أوروبا ويطلق اسﻢ المسترال في جنوب فرنسا على رياح‬
‫شديدة البرودة تهب على وادي الرون من الشمال‪ .‬وﺫلك في مؤخرة المنخفضات الجوية التي تغزو البحر‬
‫المتوسط من الغرب‪ ،‬وتﻈهر في شبه جزيرة البلقان رياح من نفس نوع المسترال يطلق عليها اسﻢ البورا‪،‬‬
‫ويطلق على جميع هذه الرياح وأشباهها اسﻢ الرياح المحلية "‪ "Local Winds‬وﺫلك ْلن تأثيرها ال يﻈهر‬
‫غالبا إال في مناطق محدودة من العالﻢ‪ ،‬فضَل عن أنها ال تهب إال في فترات متقطعة وال يستمر هبوبها أكثر‬
‫من بضعة أيام كلما توفرت أسباب هبوبها‪.‬‬
‫ويمكننا أن نقسﻢ الرياح المحلية المشهورة التي تسببها المنخفضات الجوية إلى ثَلث مجموعة رئيسية هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬رياح حارة تهب في مقدمة المنخفضات الجوية‪ :‬ومن أشهر أنواعها رياح الخماسين في مصر والسموم في‬
‫صحاري شمال إفريقية وبَلد العرب والسيروكو على الساحل الجنوبي ْلوروبا‪.‬‬
‫ب‪ -‬رياح حارة يهب معﻈمها في مقدمة المنخفضات الجوية‪ :‬ولكنها ال تﻈهر إال في بعض اْلقاليﻢ الجبلية حيث‬
‫تكتسب معﻈﻢ حرارتها نتيجة النضغاطها على سفوح الجبال‪ ،‬ومن أهمها رياح الفهن في جبال اْللب في‬
‫أوروبا والشنوك في جبال الروكي بأمريكا الشمالية‪.‬‬
‫ﺝ ‪ -‬رياح باردة تهب في مؤخرة المنخفضات الجوية‪ :‬ومن أهمها رياح المسترال في حوض الرون‪ ،‬ورياح‬
‫البورا في شمال البحر اْلدرياتكي‪.‬‬
‫‪23 | P a g e‬‬
‫وفيما يلي وصف مختصر ْلهﻢ الرياح المحلية التي تنتمي إلى هذه المجموعات الثَلث‪:‬‬
‫أوال‪ -‬المجموعة "أ" "نوع الخماسين"‪:‬‬
‫الخماسين‪:‬‬
‫هي رياح صحراوية شديدة الحرارة والجفاف تهب علي القسﻢ الشمالي من مصر في فصل الربيع‪ ،‬وﺫلك في‬
‫مقدمة المنخفضات الجوية التي تمر بالقرب من الساحل الشمالي للبَلد في هذا الفصل‪ ،‬وهي تهب من ناحية‬
‫الجنوب بصفة عامة‪ ،‬ونﻈرا ْلنها تأتي من الصحراء فإنها كثيرا ما تكون محملة باْلتربة والرمال‪ .‬وقد يحدث‬
‫أن تصل درجة الحرارة في أثناء هبوبها إلى حوالي ‪ 53‬درجة مﺌوية ولكنها ال تلبث أن تنخفض بنحو ‪63‬‬
‫درجة أو أكثر عندما تمر الجبهة الباردة من المنخفض الجوي وتتحول الرياح إلى شمالية أو شمالية غربية‪.‬‬
‫وتعتبر رياح الخماسين من أقسى الﻈاهرات المناخية التي تشوب مناﺥ القسﻢ الشمالي من مصر في فصل‬
‫الربيع‪ .‬وﺫلك على الرغﻢ من أنها ال تهب إال في أيام معدودة‪ .‬ويعتبر شهر مارس وأبريل أكثر اْلشهر تعرضا‬
‫لهبوبها ويتضح ﺫلك من اْلرقام اَلتية التي تبين متوسط عدد اْليام التي تهب فيها رياح الخماسين في اْلشهر‬
‫المختلفة‪ .‬فبراير ‪ ،1‬مارس ‪ ،3‬أبريل ‪ ،3‬مايو ‪ ،3‬يونيو ‪.0‬‬
‫السموم‪:‬‬
‫هي صورة أخرى من رياح الخماسين‪ ،‬فهي رياح حارة جافة محملة باْلتربة تهب من الجنوب بصفة عامة‬
‫وتشتهر بها صحاري بَلد العرب وشمال الصحراء الكبرى في ليبيا وبَلد المغرب‪ ،‬وهي تهب كذلك في مقدمة‬
‫المنخفضات الجوية‪ ،‬خصوصا في فصل الربيع‪ .‬وقد تكون اْلتربة التي تحملها من الكثرة بحيث تقلل مدى‬
‫اإلبصار أحيانا إلى بضع ياردات‪ .‬وهذه هي نفس الرياح التي تشتهر في ليبيا باسﻢ "القبلي"‪.‬‬
‫والسيروكو ‪:Sirocco‬‬
‫هي رياح حارة رطبة تهب على جنوب أوربا وخصوصا‬
‫على البلقان وإيطاليا من ناحية الجنوب‪ .‬وهي في الواقع‬
‫امتداد لرياح الخماسين "أو السموم" التي قد تعبر البحر‬
‫المتوسط فتحمل عند عبورها كميات كبيرة من بخار‬
‫الماء‪ .‬ويكون الجو عند هبوبها حارا رطبا ﺫا أثر سيئ في‬
‫النفوس‪ ،‬وقد يتسبب عنها ظهور ضباب كثيف على‬
‫السواحل‪.‬‬
‫ويكون اتجاهها على إيطاليا جنوبيا شرقيا في غالب‬
‫اْلحيان‪ .‬وكلمة سيروكو مأخوﺫة من كلمة "الشرق"‬
‫العربية(‪.)6‬‬

‫‪24 | P a g e‬‬
‫‪ ‬الليفاتنو ‪" Levanter‬أو السوالنو ‪:"Solano‬‬

‫وهي رياح حارة رطبة من نوع السيروكو‪ ،‬تهب من ناحية‬
‫الشرق على منطقة جبل طارق‪ ،‬وكثيرا ما يؤدي هبوبها إلى‬
‫حدوث دوامات في مياه البحر تكون خطرا على المَلحة‪،‬‬
‫وتﻈهر هذه الدوامات بصفة خاصة على الجانب الغربي من‬
‫بوغاز جبل طارق‪ .‬وقد سميﺖ هذه الرياح بالليفانتر ْلنها‬
‫تهب من الشرق‪ ،‬أي من ناحية الليفانﺖ "‪ "Levant‬وهو‬
‫اسﻢ تاريخي يطلق على القسﻢ الشرقي من البحر المتوسط‪.‬‬
‫‪ ‬الهارمتان ‪:Harmattan‬‬
‫هي رياح صحراوية شديدة الجفاف‪ .‬وتهب من الصحراء‬
‫الكبرى على البَلد الممتدة على طول ساحل غانة في‬
‫غرب إفريقية ويكون اتجاهها شماليا شرقيا أو شرقيا‪.‬‬
‫ورغﻢ شدة حرارتها وجفافها وما تحمله أحيانا من أتربة‬
‫فإن السكان يرحبون بها ويحبونها ْلنها تنقذهﻢ ولو لفترة‬
‫محدودة من الرطوبة الشديدة التي تتميز بها هذه‬
‫المناطق‪ ،‬وهي على كل حال ﺫات تأثير حسن على صحة‬
‫السكان بصفة عامة‪ .‬ويتفق موسﻢ هبوبها إجماال مع‬
‫أشهر الشتاء والربيع‪ ،‬وكثيرا ما تحمل مقادير كبيرة من‬
‫اْلتربة التي تنتشر على شكل ضباب يمتد أحيانا مسافات‬
‫بعيدة قد تبلغ مﺌات الكيلو مترات فوق المحيط اْلطلسي‬
‫مما يسبب كثيرا من اْلخطار على المَلحة‪.‬‬

‫‪25 | P a g e‬‬
‫فيما يل بعض الرياح الرئيسية ف ر‬

‫أستاليا‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫)‪Fremantle Doctor (WA‬‬ ‫‪‬‬
‫دكتور فريمانتل‪ ،‬أو دكتور فريو‪ ،‬أو‬

‫ببساطة الطبيب‪ ،‬هو المصطلح العامي‬
‫في غرب أستراليا لنسيﻢ البحر البارد‬
‫بعد الﻈهر الذي يحدث خَلل أشهر‬
‫الصيف في المناطق الساحلية الجنوبية‬
‫الغربية من غرب أستراليا‪ .‬يحدث نسيﻢ‬
‫البحر بسبب االختَلف الكبير في‬
‫درجات الحرارة بين اْلرض والبحر‪.‬خَلل أشهر الصيف‪ ،‬تهب رياح فريمانتل دكتور باستمرار من الجنوب‬
‫الغربي على طول النصف الجنوبي من الساحل الغربي‪ ،‬بد ًءا من الساعة ‪ 63‬صبا ًحا حتى ‪ 5‬مسا ًء‪ .‬يمكن أن‬
‫يخترق مسافة تصل إلى ‪ 633‬كيلومتر (‪ً 13‬‬
‫ميَل) ويصل إلى يورك في وقﺖ مبكر من المساء‪.‬‬
‫في بيرث‪ ،‬عاصمة غرب أستراليا‪ ،‬تُسمى الرياح بـ "دكتور فريمانتل" ْلنه يبدو أنها تأتي من مدينة فريمانتل‬
‫الساحلية القريبة‪ ،‬وهي تجلب الراحة من درجات الحرارة المرتفعة في الصيف‪.‬‬
‫غالبًا ما يقوم طبيب فريمانتل بتبريد ضواحي بيرث بعدة درجات‪ ،‬بينما بالقرب من الساحل يمكن أن تكون‬
‫الرياح قوية جدًا‪ ،‬وغالبًا ما تهب ما بين ‪ 63‬و‪ 03‬عقدة (‪ 06‬و‪ 53‬كﻢ‪/‬ساعة؛ ‪ 63‬و‪ 05‬ميَلً في الساعة)‪.‬‬
‫في اْليام التي تهدأ فيها الرياح‪ ،‬تكون درجات الحرارة بعد الﻈهر في ضواحي بيرث أعلى بكثير‪ ،‬وغالبًا ما‬
‫تتجاوز ‪ 53‬درجة مﺌوية (‪ 635‬درجة فهرنهايﺖ)‪ ،‬على الرغﻢ من أن هذا يعزى أي ً‬
‫ضا إلى تأثير الرياح‬
‫الشرقية القوية التي تهب في الهواء الصحراوي الحار من المناطق الداخلية القاحلة‪ .‬للوالية‪.‬‬
‫يكون "دكتور فريمانتل" أقوى في شهري ديسمبر ويناير‪ ،‬عندما يكون الفرق في درجات الحرارة بين‬
‫اْلرض والمحيط أكبر‪ .‬في شهري فبراير ومارس‪ ،‬ال يكون النسيﻢ قويًا‪ْ ،‬لن المحيط يكون أكثر دفﺌًا قليَلً‪.‬‬
‫على الرغﻢ من أن شهري أكتوبر ونوفمبر ليسا دافﺌين‪ ،‬إال أن المحيط يكون أكثر برودة‪ ،‬مما يؤدي إلى نسيﻢ‬
‫البحر في هذه اْلشهر‪.‬‬

‫‪26 | P a g e‬‬
‫اْلشهر اْلخرى بها طبيب فريمانتل ضعيف أو غير موجود‪ .‬في أشهر الشتاء‪ ،‬تكون اْلرض عادة ً أكثر‬
‫برودة من المحيط‪ ،‬ويؤدي هذا أحيانًا إلى ضعف نسيﻢ اْلرض في الصباح الباكر‪.‬‬
‫عندما يصل طبيب فريمانتل ْلول مرة يكون من اتجاه الغرب والجنوب الغربي‪ .‬وفي وقﺖ الحق عندما‬
‫تكون في أقصى قوة‪ ،‬بحلول وقﺖ مبكر من المساء‪ ،‬يكون االتجاه من الجنوب‪ .‬هذا التغير في اتجاه الرياح‬
‫ضا‬
‫يرجع إلى تأثير كوريوليس‪.‬هناك عوامل أخرى‪ ،‬مثل الرياح السائدة في يوم معين‪ ،‬يمكن أن يكون لها أي ً‬
‫تأثير على االتجاه‪.‬‬
‫)‪Southerly buster (NSW‬‬ ‫‪‬‬
‫تغير مفاجئ للرياح الجنوبية في المناطق الجنوبية من نيو ساوث ويلز وفيكتوريا‪ ،‬أستراليا‪ ،‬والتي تقترب‬
‫من الجنوب الشرقي‪ ،‬بشكل رئيسي في يوم حار‪ ،‬مما يؤدي إلى طقس بارد وقاسي عادة و انخفاض كبير‬
‫في درجة الحرارة‪ ،‬وبالتالي استبدال وتخفيف الظروف الحارة السابقة في نهاية المطاف‪.‬عند تحديد الحدود‬
‫بين الكتل الهوائية الحارة والباردة‪ ،‬يتم تمثيل العاصفة الجنوبية أحيانًا بسحابة متدحرجة متعامدة مع‬

‫‪27 | P a g e‬‬
‫الساحل‪ ،‬والتي تظهر من الجنوب وتتعايش مع تغير الرياح‪ ،‬على الرغم من وجود إشارة مرئية قليلة في‬
‫بعض األحيان لوصول الجنوب ‪.‬‬
‫تحدث الرياح الجنوبية في الجزء الخلفي من حوض الضغط المنخفض‪ ،‬يليها تقدم سريع لإلعصار المضاد‬
‫من غرب أستراليا‪ .‬وهي ناجمة عن تفاعل الجبهة الباردة الضحلة مع سلسلة الجبال المحجوبة التي تحاذي‬
‫الساحل‪ ،‬والتناقضات االحتكاكية على البر الرئيسي والمحيط التي تقطع التدفق‪ .‬تحدث حوالي ‪ 50‬مرة كل‬
‫عام على ساحل جنوب شرق أستراليا‪ ،‬بقوة متفاوتة‪ ،‬عادة في فصلي الربيع والصيف وغالبًا ما تحدث هذه‬
‫ضا على الساحل الشرقي لتسمانيا‬
‫الرياح ايضا بواليتي نيو ساوث ويلز وفيكتوريا‪ ،‬إال أنه يتواجد أي ً‬
‫ونيوزيلندا واألرجنتين وتشيلي‪.‬‬
‫في يوم حار‪ ،‬تهب عاصفة بحرية قوية من الجنوب عادة في وقت متأخر بعد الظهر وبداية المساء‪ ،‬مما‬
‫ضا سريعًا في درجة الحرارة عند وصولها‪ ،‬وفي بعض األحيان قد يصاحبها أمطار قصيرة‬ ‫يسبب انخفا ً‬
‫و‪/‬أو عاصفة رعدية‪ ،‬خاصة إذا كانت تابعة لـ جبهة باردة قادمة من الجنوب ‪ ،‬وتكون قوى الرياح عند‬
‫الحافة األمامية للباستر‪ .‬الرياح الجنوبية‪ ،‬التي عادة ما تتبع طبقة سميكة من السحب الطبقية المنخفضة التي‬
‫تجلب رذاذًا عرضيًا‪ ،‬تتجه نحو سلسلة التقسيم الكبرى‪ ،‬مما يؤدي إلى انتقال الهواء البحري البارد بالقرب‬
‫من الجزء الجنوبي الشرقي من السالسل وعرقلة تدفق الهواء على الجانب الغربي للجبال‪ .‬يتقدم باستر إلى‬
‫طبقة حدودية مستقرة بقوة مع هواء دافئ أمامي يتراوح عمقه بين ‪ 633‬و‪ 033‬متر وينتقل فوق المياه‬
‫الباردة‪.‬‬
‫في بعض المناسبات‪ ،‬قد تتفاعل الجبهة الباردة في المحيط الجنوبي مع نطاق التقسيم العظيم وتتطور إلى‬
‫منطقة جنوبية‪ .‬تجدر اإلشارة إلى أن بعض رياح الجنوب ليسوا جبهات للمحيط الجنوبي‪ ،‬حيث تطوروا‬
‫على حوض ما قبل الجبهي جنوب أستراليا أو ربما نشأت على الساحل الجنوبي لنيو ساوث ويلز‬
‫باالشتراك مع تطور منخفض ضحل متوسط النطاق‪ .‬مع تقدم المدمر الجنوبي إلى الشمال‪ ،‬ستنخفض قوته‪،‬‬

‫‪28 | P a g e‬‬
‫على الرغم من أنه في حاالت نادرة يمكنه التحصين شمال وادي هانتر بسبب الحركة الصعودية في شمال‬
‫الوادي‪ ،‬مما يسمح للتدفق بإنتاج دوامة مضادة لألعاصير تشبه العائق‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ال يتسبب اإلعصار الجنوبي دائ ًما في هطول األمطار‪ ،‬باستثناء الرذاذ الخفيف واألمطار‬
‫الخفيفة‪ ،‬والتي تميل إلى الحدوث بعد يوم من وصول اإلعصار الجنوبي حيث قد تستمر آثاره لمدة ‪05‬‬
‫ساعة‪ ،‬يُقترح أن يكون التيار الجنوبي في األساس عبارة عن تيار ساحلي يتم احتجازه مقابل الجبال‬
‫بواسطة قوة كوريوليس وفي التوازن الجيوستروفي المستعرض‪ ،‬ويتم إنشاؤه عندما يتم إعاقة جبهة باردة‪،‬‬
‫ً‬
‫شماال كطائرة ساحلية‬ ‫وتعاني من تشوه مضاد لألعاصير بالقرب من نطاق التقسيم العظيم‪ ،‬وتنتشر‬
‫محاصرة‪.‬‬
‫ينجم اإلعصار الجنوبي عن تفاعله مع سلسلة جبال غريت ديفايدينغ‪ ،‬حيث يصبح الهواء البارد محصورا ً‬
‫أثيرا‬
‫في مقابل النطاقات‪ ،‬في كثير من األحيان في منطقة جيبسالند في فيكتوريا‪ ،‬حيث تخلق الجبال ت ً‬
‫توجيهيًا حيث تتحرك الرياح الجنوبية عبر ساحل نيو ساوث ويلز‪ . .‬عندما يكون الجزء الداخلي من الجبهة‬
‫الباردة ملتصقًا بالجبال‪ ،‬فإن الجزء الموجود فوق البحر يستمر في التحرك على طول الشاطئ‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى التواء الجبهة إلى شكل "‪ ."S‬ويستمر هذا النشاط على الساحل الجنوبي لنيو ساوث ويلز‪ ،‬بينما ال تزال‬
‫المناطق التي تقود الجبهة تشهد ريا ًحا شمالية غربية حارة ومن الظواهر األخرى التي تؤدي إلى التدرج‬
‫الحراري بين الكتلة الهوائية الدافئة وتيار الكثافة الباردة؛ رياح شمالية غربية حارة أو رياح جافة دافئة‬
‫تسبق العاصفة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬قد تأتي العواصف الرعدية الشديدة نتيجة االرتفاع القسري للهواء الدافئ‬
‫الرطب‪.‬‬
‫)‪Brickfielder (SE Australia‬‬ ‫‪‬‬
‫يسبق الرياح مرور منطقة أمامية من نظام الضغط‬

‫المنخفض الذي يمر به‪ ،‬ويسبب عواصف ترابية‬
‫شديدة غالبا ما تستمر أليام وأدت إلى تسميته حيث‬
‫تهب الرياح على غبار الطوب األحمر‪ .‬ويهب على‬
‫المناطق الساحلية في الجنوب من المناطق النائية‪،‬‬
‫ويصل إلى عواصم أديليد وملبورن إلى الجنوب‪،‬‬
‫وسيدني إلى الشرق‪ .‬ينقل الهواء الصحراوي‬
‫الشمالي الغربي الجاف من داخل أستراليا سحبًا‬
‫متربة إلى جانب فترات حارة مفاجئة تتجاوز عادة‬
‫‪ 56‬درجة مئوية (‪ 633‬فهرنهايت) إلى األماكن‬
‫التي تتميز بمناخ معتدل نسبيًا‪ .‬قد ترتفع درجة‬
‫الحرارة بمقدار ‪ 63‬إلى ‪ 03‬درجة مئوية خالل‬
‫ساعات‪.‬‬
‫دئ ًما ما يتبع ‪ " Southerly buster " Brickfielder‬قوي‪ ،‬غائم وبارد من المحيط‪ .‬تمتد هذه األنظمة‬
‫في كثير من األحيان إلى الداخل على شكل منخفض ضيق على شكل حرف ‪( V‬القمة باتجاه الشمال)‪،‬‬
‫تجلب الرياح من الشمال على جوانبها الشرقية ومن الجنوب على جوانبها الغربية‪ .‬ومن ثم‪ ،‬عندما يمر‬

‫‪29 | P a g e‬‬
‫النظام الضيق شرقًا‪ ،‬تتغير الرياح فجأة من الشمال إلى الجنوب‪ ،‬ومن المعروف أن مقياس الحرارة‬
‫ينخفض إلى ‪ 63‬درجة فهرنهايت (‪ 1-‬درجة مئوية) في عشرين دقيق‬
‫)‪Ekka winds (Qld‬‬ ‫‪‬‬
‫ضا باسم معرض كوينزالند الملكي‪ ،‬هو معرض زراعي سنوي يقام في جنوب‬ ‫معرض إيكا‪ ،‬المعروف أي ً‬
‫ضا هو الوقت من العام الذي تهب فيه الرياح الغربية‬
‫شرق كوينزالند خالل شهر أغسطس‪ .‬ولكن هذا أي ً‬
‫الجنوبيه ‪.‬‬
‫عادة ً ما يتسبب وصول الرياح الغربية الجافة والباردة إلى بريسبان خالل شهر أغسطس في حدوث ظروف‬
‫مليئة بالغبار والرياح في أرض معارض إيكا‪ ،‬والتي أطلق عليها السكان المحليون اسم رياح إيكا‪.‬‬
‫تشهد منطقة بريسبان عمو ًما الرياح القوية من الغرب إلى الجنوب الغربي خالل هذه األشهر‪.‬‬
‫في أغسطس‪ ،‬يبلغ متوسط هطول األمطار في بريسبان ‪ 51.0‬ملم‪ ،‬ومتوسط درجة الحرارة القصوى‬
‫‪ 05.5‬درجة مئوية‪ ،‬ومتوسط سرعة الرياح (عند الساعة ‪ 1‬صبا ًحا) تبلغ ‪ 6.3‬كم ‪ /‬ساعة‪ .‬وتأتي الرياح‬
‫من اتجاه جنوبي غربي لنحو ‪ 13‬في المائة من الوقت لذلك الشهر‪ .‬في حين أن متوسط درجة الحرارة‬
‫الدنيا في بريسبان في أغسطس هو ‪ 63.6‬درجة مئوية‪ ،‬إال أنها قد تشعر بالبرد الشديد‪ ،‬خاصة في ظل‬
‫الرياح القوية والعاصفة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬عند درجة حرارة ‪ 63‬درجات مئوية وسرعة رياح تبلغ ‪03‬‬
‫كم‪/‬ساعة‪ ،‬ستكون درجة الحرارة الظاهرية ('اإلحساس') حوالي ‪ 3‬درجات مئوية‪.‬‬
‫)‪Gully winds (SA‬‬ ‫‪‬‬
‫تعد منطقة ‪ Mount Lofty Ranges‬بجنوب أستراليا موطنًا لرياح كاتاباتيكية ليلية قوية تسمى ‪Gully‬‬
‫‪.Wind‬‬
‫تحدث رياح الوادي في الصيف وحوله عندما يتسبب نﻈام الضغط العالي الموجود جنوب الوالية في تدفق رياح‬
‫جنوبية شرقية فوق سلسلة جبال ‪ .Mount Lofty Ranges‬في الليل‪ ،‬عندما يبدأ الهواء بالبرودة‪ ،‬يتسارع‬
‫الهواء أسفل المنحدرات الغربية لجبل لوفتي ويصل عادة إلى سرعات أكبر بكثير من الرياح السائدة‪.‬‬
‫يمكن أن تحدث الرياح العاتية فجأة وتتسبب في أضرار للمباني واْلشجار والبنية التحتية اْلخرى‪ ،‬إلى جانب‬
‫التسبب في اضطرابات خطيرة في مطار أديليد‪.‬‬

‫‪30 | P a g e‬‬
‫ثانيا‪ -‬المجموعة "ب" "نوع الفهن"‪:‬‬

‫الفهن ‪:Fohn‬‬
‫تﻈهر هذه الرياح في الوديان التي توجد‬
‫في شمال جبال اْللب خصوصا في‬
‫سويسرة‪ ،‬وهي رياح جنوبية دافﺌة‬
‫شديدة الجفاف‪ ،‬تهب في مقدمة بعض‬
‫المنخفضات الجوية التي تمر على‬
‫شمال أوروبا‪ ،‬وعند هبوبها ترتفع‬
‫درجة الحرارة ارتفاعا سريعا‪ ،‬ويشتد‬
‫الجفاف فتنصهر الثلوﺝ التي تغطي‬
‫منحدرات الجبال بسرعة ينجﻢ عنها‬
‫أحيانا حدوث فيضانات خطيرة‪ .‬وهي‬
‫تﻈهر بصفة خاصة في نصف السنة‬
‫الشتوي‪ .‬وتختلف مدة هبوبها من بضع‬
‫ساعات إلى عدة أيام‪ ،‬وهي تبدأ على‬
‫شكل هبات حارة متقطعة‪ ،‬ولكنها‬
‫تستمر بعد ﺫلك في هبوب شديد‬
‫متواصل لبضع ساعات أو بضعة أيام‪ .‬ونﻈرا لشدة حرارتها وجفافها فإنها تساعد على انتشار الحرائق التي‬
‫تحدث ْلقل اْلسباب وﺫلك فضَل عن أنها تكون ﺫات أثر سيئ في نفوس السكان‪ ،‬ولكن رغﻢ هذه المساوئ فإن‬
‫الفهن لها فوائد اقتصادية عﻈيمة من أهمها أنها تساعد على نضﺞ الفاكهة التي تزرع في هذه الوديان ومنها‬
‫التفاح والكمثرى‪ ،‬ويتراوح متوسط عدد اْليام التي تﻈهر فيها هذه الرياح ما بين ‪ 53‬و‪ 53‬يوما في السنة‪.‬‬
‫وتكتسب الفهن قسما كبيرا من حرارتها نتيجة النضغاطها عند هبوطها بشدة على المنحدرات الشمالية للجبال‪.‬‬
‫ومم ا يساعد على سرعة ارتفاع درجة حرارتها عند الهبوط أنها تكون قد فقدت معﻈﻢ بخار الماء الذي كانﺖ‬
‫تحمله بالتكثف على المنحدرات الجنوبية‪ .‬وتكون لهذا السبب جافة نسبيا عند هبوطها على المنحدرات الشمالية‪.‬‬
‫الشنوك ‪:Chinook‬‬
‫وهي رياح دافﺌة من نفس الفهن ولها نفس صفاتها تقريبا‪،‬‬
‫وتﻈهر على المنحدرات الشرقية لجبال الروكي في‬
‫الواليات المتحدة وكندا‪ ،‬حيث تعبر الرياح الرطبة اَلتية‬
‫من المحيط الهادي سَلسل هذه الجبال وتنحدر بشدة على‬
‫جوانبها الشرقية‪ ،‬وهي رياح محبوبة عند الرعاة؛ ْلنها‬
‫تؤدي إلى انصهار الثلوﺝ التي على منحدرات الجبال‬
‫وقممها فتساعد المياه الناتجة من هذا االنصهار على‬
‫ظهور المراعي‪ .‬وموسﻢ هبوب الشنوك هو فصَل الشتاء‬
‫والربيع‪ ،‬وﺫلك عند مرور المنخفضات الجوية نحو‬
‫الشرق‪ ،‬ويكون اتجاهها جنوبيا غربيا بصفة عامة‪.‬‬

‫‪31 | P a g e‬‬
‫سانتا ﺁنا ‪:Santa Ana‬‬

‫هي رياح صحراوية حارة شديدة الجفاف تهب على جنوب كاليفورنيا من الصحاري الواقعة إلى الشرق من‬
‫سَلسل جبال سيرا نيفادا عند مرور أحد المنخفضات‬
‫الجوية‪ ،‬وقد تحمل معها كثيرا من اْلتربة والرمال‪،‬‬
‫وهي في الحقيقة نوع من الرياح تجمع بين مميزات‬
‫نوعي الخماسين والفهن‪ ،‬وﺫلك ْلنها فضَل عن كونها‬
‫رياحا حارة بطبيعتها لهبوبها من إقليﻢ صحراوي حار‬
‫كما هي الحال في الخماسين‪ ،‬فإنها تكتسب مقادير‬
‫أخرى من الحرارة عند هبوطها بشدة على المنحدرات‬
‫الغربية لجبال سيرا نيفادا كما يحدث تماما لرياح‬
‫الفهن‪ ،‬وموسﻢ هبوبها هو الشتاء والربيع‪ ،‬وهي تسبب‬
‫أضرارا كثيرة للمحصوالت‪ ،‬خصوصا إﺫا ظهرت في‬
‫الربيع عندما تكون أشجار الفاكهة قد بدأت تخرﺝ‬
‫براعمها وتكون اْلشجار الصغيرة قد بدأت نموها‬

‫‪32 | P a g e‬‬
‫وإلى جانب ﺫلك فإنها تسبب مضايقات كثيرة للسكان‪ ،‬وقد سميﺖ بهذا االسﻢ نسبة إلى وادي سانتا ﺁنا الذي تهب‬
‫على امتداده‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬المجموعة "ﺝ" "نوع المسترال"‪:‬‬

‫المسترال ‪:Mistral‬‬
‫وهي رياح شمالية شديدة البرودة تهب في‬
‫فصل الشتاء على وادي الرون بسرعة عﻈيمة‬
‫تتراوح بين ‪ 33‬و‪ 13‬كيلو مترا في الساعة‪،‬‬
‫ولكنها تصل في بعض اْلحيان إلى ‪633‬كﻢ في‬
‫الساعة‪ ،‬وفي هذه الحالة قد ينتﺞ عنها غرق‬
‫بعض السفن واقتَلع بعض اْلشجار‪ ،‬ولهذا‬
‫السبب نجد أن المنازل في هذا الحوض تبنى‬
‫بحيث تتجه أبوابها ونوافذها بصفة عامة نحو‬
‫الجنوب وسبب هبوب المسترال هو ظهور‬
‫منخفض جوي على القسﻢ الغربي من البحر‬
‫المتوسط‪ ،‬مما يؤدي إلى اندفاع الرياح الباردة‬
‫في مؤخرته من داخل قارة أوروبا‪ ،‬ونﻈرا‬
‫لوجود حواجز جبلية مرتفعة تحول بين هذه‬
‫الرياح وبين الوصول إلى البحر المتوسط فإنها‬
‫تتجمع في وديان اْلنهار المتجهة جنوبا‪ ،‬ومن‬
‫أهمها وادي الرون الذي تندفع على طوله بقوة‬
‫عﻈيمة‪ ،‬ومما يساعد على ازدياد قوة المسترال‬
‫أن الهواء الذي يبرد على قمﻢ الجبال المجاورة وجوانبها ينحدر باستمرار نحو قاع الوادي فيضيف هواء جديدا‬
‫إلى هوائها‪.‬‬

‫‪33 | P a g e‬‬
‫البورا ‪:Bora‬‬
‫ومعناها الشمالية‪ ،‬وهي رياح شديدة البرودة تشبه‬
‫المسترال وتهب في فصل الشتاء على البحر اإلدرياتي‬
‫من الشمال الشرقي بصفة عامة‪ ،‬ويكون هبوبها غالبا‬
‫في أعقاب المنخفضات الجوية التي تمر على شرق‬
‫البحر المتوسط‪ ،‬وكما هو الحال في المسترال نَلحﻆ‬
‫أن البورا تكتسب كثيرا من قوتها نتيجة لهبوط الهواء‬
‫الذي يبرد على قمﻢ جبال اْللب الدينارية وجوانبها نحو‬
‫البحر اإلدرياتي‪.‬‬
‫الهبوب ‪:HaBooB‬‬
‫ويطلق هذا االسﻢ على نوع من الزوابع الترابية المشهورة في شمال السودان وفي جنوب البحر اْلحمر‪ ،‬وهو‬
‫في الواقع نوع فريد في بابه من الرياح المحلية وسبب حدوثه‪ ،‬كما يبدو في الوقﺖ الحاضر‪ ،‬هو وصول جبهة‬
‫إحدى الكتل الهوائية الباردة إلى شمال السودان‪ ،‬فالذي يحدث عندئذ هو أن الهواء البارد يسخن في طبقاته‬
‫السفلى بسبب مروره على سطح أدفأ منه‪ ،‬ويترتب على ﺫلك حدوث حالة عدم استقرار في هواء الكتلة الباردة‪،‬‬
‫وما يؤدي إلى نشاط التيارات الهوائية الصاعدة نشاطا كبيرا يترتب عليه ارتفاع مقادير كبيرة جدا من اْلتربة‬
‫والرمال‪ ،‬التي توجد بكثرة فوق سطح المنطقة‪ ،‬فإﺫا ما وصلﺖ الرياح الشمالية التي تهب بعد ﺫلك فإنها تدفع‬
‫هذه اْلتربة والرمال أمامها نحو الجنوب أو الجنوب الشرقي وتلقي بها فوق المدن والقرى التي تصادفها‪،‬‬
‫وكثيرا ما تستمر سحب اْلتربة عالقة بالجو حوالي ثَلثة أيام أو أكثر‪ ،‬ويكون ظهور الهبوب مصحوبا في‬
‫بعض اْلحيان بسقوط اْلمطار وحدوث البرق والرعد ويعتبر شهرا مايو ويونيو الموسﻢ الرئيسي لحدوث هذا‬
‫النوع من الزوابع‪.‬‬

34 | P a g e

CAPT/A.ELEMARY
‫‪35 | P a g e‬‬
‫‪ ‬رياح المونسون‬
‫هو في اْلصل إخذ من الكلمة العربية “موسﻢ”‬
‫وسمي باالتينية “مونسون” وإستخدمﺖ كلمة‬
‫“موسﻢ” ْلول مره لوصف الرياح التي تهب‬
‫على بحر العرب حيث كانﺖ تهب من جهة‬
‫الشمال الشرقي عادة ً مابين شهري أكتوبر‬
‫وأبريل ويبرز نشاطها في شهر يناير بينما‬
‫في الفترة ما بين أبريل وسبتمبر يحدث‬
‫العكس حيث تهب من الجنوب الغربي بإتجاه‬
‫الشمال الشرقي ويعتبر شهر يوليو اْلكثر‬
‫نشاطا لتلك الرياح كما يعد شهري أكتوبر‬
‫وسبتمر من أشهر الفترة اإلنتقالية ما بين‬
‫والشتاء‪.‬‬ ‫الصيف‬
‫هذه الرياح سبقنا بمعرفتها العرب‬
‫والعمانيون بشكل خاص قديما حيث كانوا يستخدمونها في اإلبحار بسفنهﻢ الشراعية المسماة بـــــ “ الدهو”‬
‫فكانﺖ المونسون تدفعهﻢ من جهة الجزيرة العربية أو الخليﺞ للوصول لسواحل أفريقيا الشرقية وكان لنشاط‬
‫الرياح أثر واضح في تحديد سرعة وصولهﻢ لتلك المناطق فكانوا يعرفون فترات نشاطها وهدوئها حيث‬
‫كانو يستغرقون ‪ 53-53‬يوما في فترات الهدوء بينما في فترات النشاط تتراوح المدة بين ‪03-03‬يوما‪.‬‬
‫عندما نأتي لفترات هبوب الرياح الموسمية‬
‫“المونسون” سنجدها تختلف في مصدرها‬
‫أوإتجاهها في فصل الشتاء ونﻈيره فصل‬
‫الصيف ففي فصل الشتاء ومع حركة الشمس‬
‫الﻈاهرية للجنوب ومع سقوط أشعة الشمس‬
‫بزاوية مائلة ومع قصر ساعات النهار يقل‬
‫مستوى التسخين الشمسي وسرعان ما تفقد‬
‫اليابسة حرارتها كما هو الحال للمرتفع‬
‫السطحي العمَلق أو ما يسمى بــ “المرتفع‬
‫السيبيري” ومن المعروف بأن السعة‬
‫الحرارية لليابسة أقل مقارنة بالمسطح المائي‬
‫لـ تندفع الرياح الباردة والجافة من جهة الشمال‬
‫الشرقي “اليابسة” للجنوب الغربي المسطح‬
‫المائي”‬
‫بينما يحدث العكس صيفا فـ مع رحلة الشمس‬
‫الﻈاهرية للشمال وسقوط أشعتها بزاوية‬
‫عمودية على القارة الهندية لفترة طويلة مما‬
‫يؤدي إلكتسابها طاقة تسخين عالية ليسخن‬
‫الهواء المحيط بها ويتشكل منخفض سطحي‬
‫ضحل وواسع النطاق تزامنا مع ظهور ما‬
‫يسمى مرتفع مسكرينا قبالة مدغشقر حيث تتحرك الرياح من الجنوب الغربي نحو مناطق الضغط المنخفض‬
‫‪36 | P a g e‬‬
‫بالقارة اَلسيوية أو ما يسمى بمنخفض الهند الموسمي في الجانب الشمالي الشرقي‬

‫عندما نأتي للمناطق الواقعة ضمن نطاق ظاهرة الرياح الموسمية سنجد بأنها تتوزع على عدة أنحاء حول‬
‫العالﻢ وتتفاوت في مدى وضوح تأثيرها بين منطقة وأخرى حيث تتأثر كل من المناطق الساحلية في جنوب‬
‫غرب الهند وسريَلنكا وبنغَلديﺶ وميانمار وأفريقيا الجنوبية الغربية‪ ،‬غينيا‪ ،‬وشمال شرق وجنوب شرق‬
‫البرازيل بامريكا الجنوبية وكذلك بأجزاء من أجواء المكسيك بأمريكا الشمالية‪.‬‬
‫في حين أن بروز تاثير الرياح الموسمية بشكل مؤثر و واضح يتمثل بتلك المناطق الواقعة في نطاق‬
‫القارةاَلسيوية كالمناطق الساحلية لجنوب غرب الهند وسريَلنكا وبنغَلديﺶ وميانمار والصين ‪.‬‬

‫‪37 | P a g e‬‬
‫وفي الحقيقة أن الرياح الموسمية في جنوب القارة ليسﺖ إال الرياح التجارية الجنوبية الشرقية في‬
‫نصف الكرة الجنوبي‪,‬التي تتأثر بشدة انخفاض الضغط على قارة ﺁسيا كما ﺫكرنا ﺫلك في اْلعلى فتندفع‬
‫شماالً لتعبر خط االستواء وعندئذ تنحرف على يمين اتجاهها حسب قانون فرل فتصبح جنوبية غربية‬
‫وتلعب التضاريس دورا ً هاما ً في كمية اْلمطار بالجهات المرتفعة‪,‬من ﺫلك السفوح الجنوبية لجبال‬
‫الهمااليا حيث تضطر الرياح للصعود‪,‬فتبرد وتنتشر وتقل قابليتها على حمل بخار الماء فتهطل‬
‫اْلمطار التضاريسية الغزيرة‪,‬التي قد تسبب فيضانات عامة في بعض السنين‪,‬والمثال التقليدي على‬
‫ﺫلك بلدة تشيرا يونجي التي تسجل في المعدل السنوي ما يقرب من (‪ 66333‬مل) من اْلمطار‪,‬فهي‬
‫بذلك أغزر محطات اْلرض مطراً‪,‬ويستمر موسﻢ اْلمطار الغزيرة من شهر يونيو (حزيران) إلى‬
‫أكتوبر (تشرين أول)‪.‬ولكنه يقتصر بالتدريﺞ وتقل الكمية باإلتجاه شماالً‪.‬‬

‫‪38 | P a g e‬‬
‫نأتي اَلن للرياح الموسمية الشتوية بمناطق جنوب شرق ﺁسيا حيث تغلب عليها سمﺖ الجفاف كون مصدرها‬
‫جاف وبارد عادة وعندما نقارن قوة الرياح الموسمية بين الصيف والشتاء سنجدها أقل نشاطا في موسﻢ‬
‫الشتاء مقارنة بنﻈيره الصيف حيث تنطلق تلك الرياح من أجواء منغوليا وشمال غرب الصين لتصدم بجبال‬
‫الهمَليا التي تخفف من رتﻢ إندفاعها وبالتالي يقل نشاطها جزئيا وتعمل جبال الهمَليا كذلك عن حفﻆ‬
‫اْلجواء دافﺌة لمناطق جنوب الهند وسيريَلنكا طوال العام‬

‫‪39 | P a g e‬‬
‫وفي المقابل ليسﺖ كل الرياح الموسمية الشتوية جافة فـ على عكس الجزء الغربي من جنوب شرق ﺁسيا نجد‬
‫أن ساحل المحيط الهادئ في جنوب شرق ﺁسيا يواجه موسﻢ ممطر في فصل الشتاء حيث تقوم الرياح‬
‫الموسمية الشتوية الباردة بدفع الهواء الرطب المتواجد بأجواء بحر الصين الجنوبي إلى مناطق مثل‬
‫إندونيسيا وماليزيا وكما تتأثر عدة دول تقع ضمن مرور تلك الرياح بمسطح مائي قبل أن تصلها کعبورها‬
‫بأجواء بحر اليابان وخليﺞ البنغال ‪ ،‬لن تتطرق كثيرا في مجال الرياح الموسمية الشتوية ونكتفي بهذا القدر‪.‬‬
‫تعزى حركة المياه السطحية فى‬

‫المحيطات الى الريح ودوران االرض‬
‫فالريح التى تهب على سطح الماء‬
‫تدفعه فتجعله يتحرك وبهذه العملية‬
‫يتولد فى بادئ االمر تموجات ثﻢ تليها‬
‫االمواﺝ ’ وتكون الدورة التى تنشا‬
‫بهذه الطريقة ضحلة ال يتعدى عمقها‬
‫فى الغالب عدة مﺌات من االقدام‬
‫ويتحرك فيها الماء ببطء غالبا ما بين‬
‫جزء من الميل الى عدة اميال فى‬
‫الساعة ‪,‬وتكون حركة المياه دورانية‬
‫ْلن دوران االرض والقارات يغيران‬
‫اتجاه حركتها فدورة االرض تحرف اتجاه التيارات المائية الى اليمين فى نصف الكرة الشمالية والى اليسار‬
‫فى نصف الكرة الجنوبى ‪ ,‬وتصبح دورة المياه فى الجزء الجنوبى من نصف الكرة الجنوبى باتجاه خطوط‬
‫العرض لعدم وجود قارات تتدخل فى مسيرتها ‪ .‬وتحدث الدورة العميقة الى حد كبير من اختَلف الكثافات‬
‫النوعية لمياه المحيط‪.‬‬
‫فالمياه القطبية الباردة الثقيلة وبالذات مياه القطب الجنوبى تهبط قريبا من القاع باتجاه خط االستواء واحيانا‬
‫الى مناطق ابعد وعلى النقيض من ﺫلك فان مياه البحر االبيض المتوسط الدافﺌة العالية الملوحة بسبب التبخر‬
‫تجرى الى المحيط االطلسى على اعماق متوسطة‪.‬‬
‫ولكن وقبل الخوض لﻈاهرة الخريف لماﺫا تنحرف تلك الرياح الجنوبية الغربية باإلتجاه الشمالي الشرقي قبل‬
‫أو مع وصولها ْلجواء بحر العرب ولماﺫا ال تندفع نحو أجواء شبه الجزيرة العربية ?? عندما نأتي لتفسير‬
‫ﺫلك سنجد بان هنالك عدة عوامل تتحكﻢ بهذا الشأن سنستخلصها بالتالي‪.‬‬

‫‪40 | P a g e‬‬
‫نَلحﻆ من الصورة أعَله أن حركة تلك الرياح المتجهه نحو مناطق الضغط المنخغض شماال تكاد تكون‬
‫مستقيمة أو عمودية عند وصولها خط اإلستواء و كما تطرقنا بموضوعنا السابق “عوامل تشكل الحاالت‬
‫المدارية” يعزى ﺫلك بعد قدرة هللا لقوة كوريوليس حيث ان هذه القوة تحدث نتيجة لدوران أْلرض حول‬
‫نفسها وتؤثر فقط على أْلجسام المتحركة وهذه القوة تكون عمودية على اتجاه الحركة والى اليمين من هذا‬
‫االتجاه في النصف الشمالي للكرة اْلرضية والى اليسار منه في النصف الجنوبي للكرة اْلرضية حيث إن‬
‫هذه القوة معدومة عند خط االستواء وتزداد كلما اتجهنا باتجاه القطب لذلك تعد قوة كوريولس أحد العوامل‬
‫التي تتسبب بإنحراف تلك الرياح تدريجيا لليمين “الشمال الشرقي” بعد عبورها خط اإلستواء‪.‬‬

‫‪41 | P a g e‬‬
‫اْلشكال التالية على اليمين توضحان حركة الرياح في حال عدم دوران اْلرض “إنعدام قوة كوريولس”‬
‫بينما الصور على اليمن توضح إتجاه الرياح في ظل تواحد قوة كوريولس “دوران االرض حول نفسها”‬
‫العامل اَلخر وهو معروف لدى معﻈمنا بأن المساحة الكبيرة جدا المتمثلة كما يسميها البعض القارة الهندية‬
‫تستحوﺫ على طاقة حرارية عالية تترجﻢ بإنخفاض كبير للضغط السطحي والذي يتغلب في مساحته على‬
‫المنخفضات المتكونة بأجواء شبه الجزيرة العربية فمن الطبيعي أن تتوجه تلك الرياح نحو المناطق االكثر‬
‫اْلكبر مساحة في إنخفاض الضغط وهي مناطق جنوب شرق ﺁسيا كما هو واضح في الصورة المرفقة أدناه‬

‫‪42 | P a g e‬‬
‫بعد ما أخذنا نبذة مختصرة لعوامل إنحراف تلك الرياح ودورة مياه المحيطات نعود مجددا ً للﻈاهرة المعروفة‬
‫محليا في ظفار بالخريف حيث سنشرح تاثير حركة التيارات البحرية والتضاريس المواجهة لها على حدوث‬
‫تلك الﻈاهرة ولماﺫا ال نشاهد التكونات الرعدية الماطرة بغزارة بأجواء جبال ظفار‪.‬‬
‫وفق ما ﺫکرنا فـ االعلى بأن التيارات البحرية تتاثر بحركة الرياح السطحية فإن الشكل المرفق في االسفل‬
‫يوضح لنا إتجاه او حركة الرياح السطحية والتيارات البحرية الباردة المصاحبة لها من قاع البحر والقادمة‬
‫من القطب الجنوبي وكما أن الرياح تنحرف لليمن في القسﻢ الشمالي من االرض فإن التيارات بما أنها‬
‫جزيﺌات متحركة فإنها كذلك تتبع نفس النهﺞ الذي تحدثنا عنه باالعلى إال أنه ليس هنالک تطابق تام في‬
‫اإلتجاه مقارنة بحركة الرياح السطحية حيث أن ما يعرف بالتوتر السطحي ينخفض كلما زاد عمق البحر‬
‫‪43 | P a g e‬‬
‫وبذلك تتناقص سرعة إنحراف التيارات البحرية كلما تعمقنا لألسفل مع صعود التيارات المائية أو ما يسمى‬
‫بـ"دوامة إيكمان" حيث يبلغ متوسط إنحراف التيارات السطحية بزاوية ‪ °53‬للقسﻢ الشمالي من الكرة‬
‫االرضية حيث تحدث إزاحة لمياه السطح وتستبدل بمياه قادمة من قاع البحر أو ما يسمى بـ “الموجات‬
‫المتقلبة”‬
‫الشكل المرفق في االسفل يوضح لنا كيف تتاثر دورة مياه المحيطات مع تضاريس قاع البحر والحدود‬
‫الجانبية بسواحل سلطنة عمان الجنوبية بما فيها سواحل ظفار حيث يبلغ متوسط درجة حرارة الرياح‬
‫الموسمية حوالي ‪ 03-06‬درجة مﺌوية بينما متوسط نقطة الندى حوالي ‪ 00-03‬درجة مﺌوية وكشرح بسيط‬
‫نَلحﻆ إتجاه الرياح السطحية باالسهﻢ العريضة البرتقالية والتي تبلغ سرعتها ما بين ‪ 53‬و ‪ 53‬عقدة حيث‬
‫تقوم بإزاحة مياه البحر في المستوى السطحي لليمين"الشمال الشرقي" والمتمثلة بﻈاهرة إيكمان حيث تشير‬
‫االسهﻢ الحمراء لحركة تلك المياه حيث تبتعد المياه السطحية الدافﺌة عن الساحل وتحل محلها التيارات‬
‫المتقلبه حيث اإلختَلف في الرياح السطحية يقود إلختَلف تيارات إيكمان المتحركة مما يؤدي إلختَلف مياه‬
‫السطح وهبوط تيارات بحرية بعيدا عن الشاطئ وفي المقابل صعود تيارات بحرية أخرى على الشواطئ‬
‫والتي توضحها االسهﻢ الزرقاء‪.‬‬

‫‪44 | P a g e‬‬
‫عموما مثل ما ﺫكرنا سابقا بأن التيارات المتواجدة في قاع البحر هي تيارات باردة قادمة من مناطق القطب‬
‫الجنوبي ووفق الشرح باالعلى نستنﺞ بأن درجة حرارة المياه قرب الشواطئ بطول سواحل عمان الجنوبية‬
‫هي ضمن قيﻢ درجات حرارة منخفضة وهذا واضخ من خَلل الصورة المرفقة لدرجة حرارة سطح البحر‬
‫‪MODIS‬وﺫلك بفعل الموجات المتقلبة‪.‬‬
‫ما أردت ان اوضحه في الشرح السابق بأن سطح المياه القريبة من السواحل يعتبر باردا ً بفعل التيارات‬
‫الصاعدة من قاع البحر ونحن نعرف بأن مرور كتلة هوائية دافﺌة ورطبة والمتمثلة بالرياح الموسمية‬
‫الجنوبية الغربية الرطبة فوق مسطح بارد تكون نتيجته تكاثف الرطوبة أو بخار الماء السفلي لتتكون على‬
‫إثره السحب المنخفضة أو الضباب بشكل كثيف ثﻢ تندفع تبعا لحركة الرياح من على سطح البحر نحو‬
‫السواحل وصوال للجبال حيث تقوم اْلخيرة بعملية رفع تلك الرطوبة لتﻈهر سحب تضاريسية منخفضة يقدر‬
‫إرتفاعها بحوالي ‪ 6033‬إلى ‪ 6333‬متر‪.‬‬
‫دائما يتسائل البعض لـماﺫا ال نشاهد تكونات رعدية ماطرة بغزارة بأجواء جبال ظفار وعلى النقيض من ﺫلك‬
‫نَلحﻆ وجود تلك التكونات بجبال الحجرين شماالً??‬
‫نعﻢ قد يكون لغياب التيارات الحملية الصاعدة دورا في هذا المجال ولكنها ليسﺖ السبب الوحيد لذلك وقد‬
‫يتسائل البعض لماﺫا ال تﻈهر تلك التيارات الحملية الصاعدة بشكل قوي بأجواء الشريط الساحلي لﻈفار في‬
‫معﻈﻢ اوقات السنة ‪ ،‬السبب في ﺫلك بعد قدرة هللا هو ما يسمى باإلنقَلب الحراري الناتﺞ عن إستقرار الكتل‬
‫الهوائية الدافﺌة في المستويات المنخفضة نتيجة التبريد السفلي المستمر “برودة المستويات المنخفضة مقارنة‬
‫بالمستويات اْلولية التي تليها” هذا يعد أحد اْلسباب ولكن هنالك سبب ﺁخر أيضا وهو رياح القص الجافة‬
‫القادمة من الصحاري والتي تكون معالمها واضحة في ما بعد إرتفاع ‪6033‬متر حيث تعمل تلك الرياح على‬
‫تشتيﺖ الرطوبة عند إصطدامها وإرتفاعها بجبال ظفار لتمنع فرص أي نمو رأسي للسحب التي تتعدى‬
‫المستويات شماال بأجواء‬ ‫المستوى المنخفض بينما على النقيض من ﺫلك فإن الرياح في معﻈﻢ‬
‫‪45 | P a g e‬‬
‫الحجرين تكون شرقية وشمالية شرقية هادئة صيفا تعمل على سهولة الصعود الراسي للرطوبة او بخار الماء‬
‫بفعل التضاريس أو الطاقة الحملية الصاعدة وبالنﻈر لباقي السواحل الجنوبية الشرقية نجدها تفتقد لعامل‬
‫تضاريس الرفع فنَلحﻆ فقط اإلستفادة تكون بالنسمات المنعشة مع تدفقات بسيطة للسحب المنخفضة أحيانا‬
‫في الصباح الباكر وهللا أعلﻢ‪.‬‬
‫تستفيد جبال الحجرين من الرياح الموسمية التي تهب بأجواء بحر العرب لتنجذب نحو مناطق اإلنخفاض‬
‫المحلي البسيط لقيﻢ الضغط خصوصا لمناطق شرق ووسط الحجر لتتشكل نقاط إلتقاء تصعيدية مع الهبات‬
‫الرطبة لبحر عمان حيث عند إصدامها بالمرتفعات الجبلية ترتفع رأسيا وفي ظل إرتفاع الطاقة الحملية أو‬
‫درجات الحرارة العالية ييتمر تمدد الهواء الرطب رأسيا حتى يبرد وينتشر وبالتالي وتقل قابليه على حمل‬
‫بخار الماء فتﻈهر السحب الركامية أو ما تسمى محليا “التكونات المحلية” فتهطل اْلمطار التضاريسة بشكل‬
‫متفاوت وتتسبب أحيانا التيارات الصاعدة القوية بتساقط حبات البرد وتستبدل بتيارات هابطة نشطة أحيانا‬
‫وتتحرك خَليا تلك التكونات من مواطن النشوء نحو مناطق أخرى تبعا لحركة الرياح في المستويات‬
‫المتوسطة والعالية‪.‬‬
‫أخيرا الحﻈو من خَلل الشكل المرفق كيف تقوم التضاريس المتمثلة بالمرتفعات الجبلية بمناطق جنوب‬
‫شرق ﺁسيا والتي تقوم بعملبة صعود إجبارية لبخار الماء وإرتفاعه لَلعلى أثناء إصدامه بها لتعمل على‬
‫تكاثف السحب الركامية الماطرة بغزارة عوضا عن بقية العومل المساعدة وهللا أعلﻢ‬
‫في نهاية هذا الموضوع يعتبر جميع ما ﺫكر في اْلعلى مجرد جزء بسيط من ما تحمله كلمة ‪ monsoon‬أو‬
‫ما يعرف بالرياح الموسمية من معنى ‪ ،‬فَل تزال هنالك العديد من المعلومات المتعلقة بهذا الصدد حيث أنني‬
‫فقط وضحﺖ بعض االساسيات المندرجة تحﺖ مﻈلة هذه الﻈاهرة فهذا الموضوع يحتاﺝ الكثير من التعمق‬
‫والبحث ‪.‬‬

‫‪46 | P a g e‬‬
‫‪ ‬ما هي ظاهرة النينو والنينا‬
‫النينو هي ظاهرة مناخية عالمية وهي من العوامل المسﺌولة عن ظاهرة إرتفاع درجة الحرارة والجفاف في مكان ما‬
‫واْلمطار الغزيرة الفجائية في مكان أخر وقد أهتﻢ عدد من الباحثين بدراسة هذه الﻈاهرة ْلهميتها البالغة كﻈاهرة عالمية‬
‫وتأثيرها علي المناﺥ العالمي‬
‫أسبابها‪:‬‬
‫اختلف الباحثون حول تشخيص السبب المؤدي إلي نتيجة حدوث هذه الﻈاهرة ﺫات اْلثار المناخية المهمة‬
‫عالميا ً ‪ ،‬وْلهمية هذا اْلثر فَلبد من ﺫكر أهﻢ النﻈريات التي تفسر الﻈاهرة ومنها‪:‬‬
‫‪ ‬نﻈرية تراخي أو ظهور الرياح التجارية‪:‬‬
‫ويقصد بها اإلستجابة الحركية من المحيط الهادي الي الغَلف الغازي مسببة انطَلق التيار االستوائي أثناء‬
‫هبوب الرياح التجارية الجنوبية الشرقية بقوة فتزداد دورة وولكر نشاطا ً حول الضغط العالي لجنوب المحيط‬
‫الهادي وال سيما التيار االستوائي الجنوبي مسببة تكدس الماء في غرب المحيط الهادي االستوائي لذلك‬
‫يحدث انحدار في مستوي الماء من الغرب الي الشرق ‪ ،‬وحالما تضعف التجاريات الجنوبية الشرقية فان‬
‫الماء المتكدس في غرب المحيط الهادي يبدأ بالحركة شرقا ً مما يؤدي الي وصول كميات كبيرة من الماء‬
‫الدافي الي سواحل اإلكوادور وبيرو ‪ .‬وبذلك يبدأ النينو نتيجة ضعف التجاريات الجنوبية الشرقية والتي ينتﺞ‬
‫عن نشاطها تكدس الماء وارتفاعة في غرب المحيط الهادي‪.‬‬

‫‪47 | P a g e‬‬
‫بينما يتكدس الماء الدافئ قرب سواحل شمال بيرو كَل النصفين مع ازاحة موقع المنخفض اإلستوائي‬
‫اإلكوادوري جنوب موقعه في الصيف ‪ ،‬فيزيح الرياح التجارية الجنوبية االعتيادية التي ينتﺞ عنها تصاعد‬
‫الماء البارد في االعماق فيقطع تصاعدها مؤديا الي تسخين مستمر يمتد الي اْلكوادور حتي دائرة عرض‬
‫‪ 65‬درجة جنوبا ً ‪ ،‬لذلك فان انتقال الحرارة المحسوسة والكامنة في المحيط الهادي تصبح دون معدلها‬
‫فيختزن المحيط الطاقة اكثر من المعدل مسببا ً رفع حرارة المياة‪.‬‬

‫‪48 | P a g e‬‬
‫‪ ‬دورة وولكر والتذبذب الجنوبي‪:‬‬
‫تهب الرياح التجارية فوق المحيط الهادي‬

‫المداري من مراكز الضغوط الجوية‬
‫المرتفعة شبه المدارية نحو خط االستواء‬
‫علي شكل رياح تجارية جنوبية شرقية‬
‫وشمالية شرقية وعلي خط االستواء تهب‬
‫هذه الرياح الي جهة الغرب ‪ ،‬وبما أن‬
‫هناك حركة لرياح عكسية من الغرب الي‬
‫الشرق في طبقة التروبوسفير يسمي هذا‬
‫النﻈام للرياح بدورة ولكر ‪ .‬يتكون مفهوم‬
‫دورة ولكر من خليتين حراريتين فوق‬
‫المحيطيطين الهندي والهادي اْلستوائيين‬
‫فتتراكﻢ المياة الدافﺌة والتي تزيد درجة‬
‫حرارتها عن ‪ 03‬درجة في شرق المحيط‬
‫الهادي بسبب الرياح الشرقية في المحيط الهادي والرياح الغربية في المحيط الهندي اَلستوائي علي التوالي‬
‫والتي تؤدي الي تسخين الهواء وارتفاعة عاليا ً ثﻢ هبوطه علي غرب المحيط الهندي عند داروين وشرق‬
‫المحيط الهادي عند جزيرة تاهيتي بمسافة فاصلة تصل الي ‪1333‬كﻢ ‪ ،‬والضغط الجوي بين الموقعين ليس‬
‫ثابتا ً وانما في حالة تغير تذبذب ويعرف هذا التغير والتذبذب باسﻢ الذبذبة الجنوبية‪ .‬وقد عدت تلك الذبذبة‬
‫دليل علي التغير في حركة وخصائص مياة المحيط الهادي اْلستوائي ‪ ،‬وقد ربط هذا بﻈاهرة النينو التي‬
‫تبرز وبشكل واضح عندما يصبح الفرق الضغطي بين المنطقتين مرتفعا ً‪.‬‬
‫ويعتبر مؤشر الذبذبذة الجنوبية دليل علي مقدار التغير في الضغط الجوي سواء كان عاليا أم منخفضا ‪ ،‬إﺫ‬
‫يعد مؤشرا ً يستدل به علي حدوث ظاهرة النينو أو تَلشيها وعودة اْلمور الي طبيعتها أو برودة الماء والتي‬
‫تسمي بﻈاهرة النينا ولما كان النينو يرنبط بالذبذبة الجنوبية لذا أصبح من الضروري أن نتحدث عن ظاهرة‬
‫اْلينسو والتي تعني النينو والذبذبة الجنوبية ‪ ،‬والذبذبة الجنوبية ال تربتط مع النينو علي سواحل أمريكا‬
‫الجنوبية ولكنها ترتبط أيضا ً مع التذبذبات المحيطة الجوية التي تعتبر أساسا ً في تذبذبات المناﺥ من سنة الي‬
‫اخري لذلك نستطيع أن نتكلﻢ عن اإلينسو كما نتكلﻢ عن النينو والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪49 | P a g e‬‬
‫مراحل ظاهرة النينو‪:‬‬
‫تمر بأربعة مراحل هي‪:‬‬
‫النذير حيث يزداد ارتفاع الضغط في شرق المحيط‬ ‫‪‬‬

‫الهادي وانخفاضه في غربه لذلك تنشط الرياح‬
‫التجارية الشرقية مما يؤدي الي ازاحة المياة‬
‫السطحية باتجاه اندونسيا فيرتفع مستوي سطح‬
‫البحر عند اندونسيا وينخفض في سواحل امريكا‬
‫الجنوبية كذلك ترتفع درجة الحرارة في الغرب‬
‫وتنخفض في شرق المحيط الهادي‪.‬‬
‫االنطَلق ‪ ،‬حيث تنخفض درجة حرارة سطح الماء غرب المحيط الهادي وترتفع شرقا ً أما الضغط‬ ‫‪‬‬
‫فيرتفع فوق اندونسيا وشمال استراليا وينخفض فوق سواحل امريكا الجنوبية فتتباطئ الرياح‬
‫التجارية التي تهب من الشرق ثﻢ بعد ﺫلك تهب من الغرب عبر المحيط الهادي مما يؤدي الي زيادة‬
‫ملحوظة في اْلمطار فوق وسط المحيط والمنطقة الساحلية ْلمريكا الجنوبية ‪ ،‬وكل ﺫلك يحدث‬
‫طوال شهر ديسمبر‪.‬‬
‫النمو ‪ ،‬حيث يستمر ارتفاع درجة الحرارة عند سواحل امريكا الجنوبية ويصل اقصي ارتفاع في‬ ‫‪‬‬
‫شهر يونيو فينساب الماء الدافئ من غرب المحيط الهادي الي شرقه فيرتفع مستوي سطح البحر في‬
‫الشرق حتي يصل الي سواحل امريكا الجنوبية فينقسﻢ الي قسمين احدهما شمالي واْلخر جنوبي ‪،‬‬
‫لذلك ترتفع درجة حرارة مياة المحيط علي معﻈﻢ أجزائه الشرقية بعذ ﺫلك تستمر الرياح بالهبوب‬
‫من الغرب الي الشرق فتقل اْلمطار علي اندونسيا وتسقط بغزارة فوق وسط وشوق المحيط‬
‫وسواحل امريكا الجنوبية وهذه الحالة تستمر لمدة سنة ثﻢ تبدأ الرياح الغربية بالضعف‪.‬‬
‫اإلنحَلل ‪ ،‬فبعد أن تضعف الرياح التجارية الغربية يحصل معها إرتفاع ثانوي في درجة حرارة‬ ‫‪‬‬
‫المياة في سواحل أمريكا الجنوبية وخَلل الستة أشهر التالية تعود الي طبيعتها بشكل تدريجي حيث‬
‫ارتفاع الضغط والرياح التجارية الشرقية وانخفاض درجة الحرارة لسواحل امريكا الجنوبية بعد‬
‫سنة ونصف من مرحلة اإلنطَلق ليعود المحيط الهادي الي طبيعته‪.‬‬

‫‪50 | P a g e‬‬
‫النتائﺞ المترتبة علي ظاهرة النينو‪:‬‬
‫يترتب علي هذه الﻈاهرة نتائﺞ مهمة من حيث اْلثر العالمي ْلنﻈمة المناﺥ ؛ حيث ان هذا اْلثر ال يتوقف في‬
‫حدود موقع الﻈاهرة فحسب بل ان هناك عَلقة ارتباط بين النينو وظواهر مناخية بعيدة لتشمل نطاق‬
‫العروض الوسطي ‪ .‬ومن فكرة اإلرتباط عن بعد والتي تشير الي ترابط خَليا الدورة العامة ‪ ،‬وان أي تغير‬
‫يحصل في احداها ينتقل ليﻈهر علي شكل مﻈاهر مختلفة في الخَليا اْلخري فلو حدث تغيير في مواقع‬
‫الجبهة اإلستوائية فوق مكان ما ‪ ،‬فإن هذا التغيير في خلية هادلي سينقل ليؤثر علي موقع الخلية الثانية‬
‫والثالثة ‪ ،‬مما سيؤدي الي ظهور مﻈاهر طقسية شاﺫة في مناطق مختلفة من العالﻢ تبعد عن مكان الﻈاهرة‬
‫بعدة ﺁالف من الكيلومترات ‪ .‬ومن أهﻢ تلك النتائﺞ‪:‬‬
‫ميل غاز اْلوزون الي النضوب في الوسط خصوصا ً عند الدائرة القطبية الشمالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جعل انﻈمة الحرارة المطول ﺫات صور مختلفة من واحد ْلخر نتيجة سلسلة الحرارة لﻈاهر‬ ‫‪‬‬
‫اْلينسو إﺫ تعمل المياة الحارة غير الطبيعية في مركز المحيط الهادي الشرقي علي زيادة كمية‬
‫الهطول لألمطار بالقرب من أمريكا الجنوبية ودوائر العرض شبه اْلستوائية ْلمريكا الشمالية‬
‫والجنوبية‪.‬‬
‫زيادة اْلمطار الغزيرة والفجائية في دولتي بيرو وشيلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قلة اْلمطار في استراليا واندونسيا والبرازيل ‪ ،‬حيث تقل كمية التساقط أقل من المعدل الطبيعي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪51 | P a g e‬‬
‫تأخر اْلمطار الموسمية وإنخفاض معدالت المطر اإلعصاري الهندي في الصيف الشمالي الغربي‬ ‫‪‬‬
‫الذي يكون شديد بحيث يسقط ‪ 633‬الي ‪ 033‬ملﻢ في اليوم الواحد ‪ ،‬ثﻢ ينتهي مبكرا ً مما أدي الي‬
‫التأثير السلبي علي الزراعة‪.‬‬
‫التغيرات السريعة في درجة الحرارة لسطح البحر في شرق المحيط الهادي نتيجة اإلرتفاع في‬ ‫‪‬‬
‫درجة حرارة المياة بين درجة ودرجتين فوق المعدل‪.‬‬
‫إن ارتفاع درجة الحرارة لسطح البحر للمحيطين الهندي واْلطلسي يمنع تطور العواصف واْلعاصير‬
‫المدارية ( الهريكين) في حين يساعد الوجه الثاني للَلنينا في المحيط الهادي اْلستوائي علي تطور الهريكين‬
‫فوق شرق ووسط المحيط الهادي وعمل النينو علي زيادة‬

‫‪52 | P a g e‬‬
‫ما هي االعاصير ؟‬
‫تعريف االعصار ‪ :‬يُعرف اإلعصار بأنه إحدى الﻈواهر المناخية التي يتشكل فيها نﻈام دائري من الغيوم‬
‫والعواصف الرعدية ﺫات الدوران ال ُمغلق وال ُمستوى ال ُمنخفض‪ ،‬وتتشكل اْلعاصير فوق مناطق المياه‬
‫المدارية أو شبه االستوائية‪ ،‬وتختلف التسميات التي تُطلق على اْلعاصير في العديد من الدول حول العالﻢ‬
‫ولكنها تُشير جميعها إلى نفس الﻈاهرة المناخية التي تحدث عبر أرجاء العالﻢ ال ُمختلفة؛ ففي الدول التي تقع‬
‫غرب المحيط الهادئ؛ كالصين واليابان والفلبين فإنه يُطلق على اإلعصار ما يُعرف بالتيفون (باإلنجليزية‪:‬‬
‫‪ ،)Typhoon‬كما تُسمى هذه الﻈاهرة في مناطق شمال المحيط اْلطلسي وشمال شرق المحيط الهادئ باسﻢ‬
‫(‪ ،)Hurricanes‬بينما يتﻢ تسميتها في دول جنوب غرب المحيط الهادئ والمحيط الهندي باسﻢ اْلعاصير‬
‫المدارية (باإلنجليزية‪ )Tropical cyclones :‬أو اْلعاصير (باإلنجليزية‪.)Cyclones :‬‬
‫كيفية تشكل اإلعصار‪-:‬‬
‫يتطلب حدوث اْلعاصير توافر ظروف محددة في المياه والغَلف الجوي‪ ،‬فهي تتشكل عندما تكون مياه‬
‫المحيط دافﺌةً‪ ،‬وبشكل عام عندما تكون درجة حرارة ال ُمحيط السطحية ال تقل عن ‪ 03‬درجة مﺌوية؛ ويعود‬
‫السبب في ﺫلك إلى أن الحرارة الدافﺌة لمياه المحيطات باإلضافة إلى كميات التبخر فوق سطحها تؤدي إلى‬
‫تزويد اإلعصار بالطاقة الَلزمة الستمراره وبقائه‪ ،‬وال يتطلب تحرك اْلعاصير بعد نشوئها وجود المياه‬
‫الدافﺌة‪ ،‬حيث يستطيع اإلعصار التحرك عبر المياه الباردة‪ ،‬كما أن حركة اْلعاصير فوق المياه الدافﺌة يؤدي‬
‫إلى تبريدها نتيجة امتصاص الحرارة منها‪.‬‬

‫‪53 | P a g e‬‬
‫يتطلب تكون اْلعاصير وجود ظروف ُمعينة في الغَلف الجوي تتمثل في أن تكون الرياح ﺫات خصائص‬
‫قادرة على تقوية اإلعصار‪ ،‬وتتمثل هذه الخصائص في كون سرعة الرياح السائدة عبر الجو ُمتماثلة‬
‫و ُمتساوية على جميع االرتفاعات‪ ،‬وكذلك اْلمر بالنسبة إلى اتجاهها‪ ،‬باإلضافة إلى كونها دافﺌة قرب سطح‬
‫مياه المحيطات وباردة في المستويات اْلعلى ارتفاعاً‪ ،‬وقد يتعرض اإلعصار لما يُطلق عليه خبراء اْلرصاد‬
‫الجوية بقطع الرأس (باإلنجليزية‪ )Head cut off :‬وﺫلك في حال افتقار الرياح السائدة عبر الغَلف الجوي‬
‫لخاصية السرعة واالتجاه ال ُمتماثل وال ُموحد للرياح السطحية والرياح الموجودة على ارتفاعات عالية‪.‬‬
‫يتطلب حدوث اإلعصار نشوء بعض االضطرابات الجوية التي تسبقه‪ ،‬وتُعرف هذه االضطرابات‬
‫باالضطرابات اْلولية (باإلنجليزية‪ )Initial disturbance :‬وهي حالة كثيفة من الضغط الجوي‬
‫ال ُمنخفض وال ُمنبثقة عن مراكز الضغط ال ُمنخفض السائدة عبر الجو‪ ،‬كما تُسبَق اْلعاصير بحدوث مجموعة‬
‫من العواصف الرعدية فوق المحيطات تنشأ من خَلل العديد من الطرق المناخية‪ ،‬ومنها التقاء ما يُعرف‬

‫‪54 | P a g e‬‬
‫بالرياح التجارية اْلفقية (باإلنجليزية‪ )Horizontal trade winds :‬القادمة من نصفي الكرة اْلرضية‬
‫الشمالي والجنوبي ضمن ما يُعرف بمنطقة التقاء المناطق المدارية (‪ ،)ITCZ‬وينتﺞ عن هذا االلتقاء إجبار‬
‫الهواء على االرتفاع لطبقات أعلى من الجو ما ينتﺞ عنه حدوث تجمعات للعواصف الرعدية‪ ،‬وقد تتشكل‬
‫العواصف الرعدية السابقة لنشوء اْلعاصير من خَلل ما يُعرف باْلمواﺝ الشرقية (باإلنجليزية‪easterly :‬‬
‫‪ )waves‬التي تتحرك عبر ارتفاع ال يتجاوز ثَلثة كيلو مترات فوق مستوى سطح البحر‪.‬‬
‫أجزاء اإلعصار‪-:‬‬
‫عين اإلعصار‪-:‬‬
‫تُعرف عين اإلعصار (باإلنجليزية‪ )The Eye :‬بأنها منطقة مركز اإلعصار‪ ،‬وتمتاز هذه المنطقة بهدوئها‬
‫النسبي وصفائها وخلوها من الغيوم‪ ،‬فعند قدوم عين اإلعصار على منطقة ما تتوقف اْلمطار وتُصبح السماء‬
‫صافيةً‪ ،‬لكن هذا الهدوء سرعان ما يزول وينقلب ليبدأ هطول اْلمطار وهبوب الرياح مرة ً أخرى ولكن من‬
‫االتجاه ال ُمغاير لﻺعصار هذه المرة‪ ،‬ويتراوح قطر منطقة عين اإلعصار ما بين ‪ 50‬إلى ‪ 15‬كيلو متراً‪.‬‬
‫جدار العين‪-:‬‬
‫يُحيط جدار العين (باإلنجليزية‪ )The Eyewall :‬لﻺعصار بمنطقة عين اإلعصار‪ ،‬ويُعد هذا ال ُجزء أقوى‬
‫وأشد اْلجزاء التي يتكون منها اإلعصار‪ ،‬ووفقا ً السمه فإن جدار العين يتكون من جدار كثيف من العواصف‬
‫الرعدية والرياح الشديدة التي تكون أقوى ما يُمكن داخله‪ ،‬ويرتبط جدار عين اإلعصار بعين اْلعصار‪،‬‬
‫حيث إن انكماش أو حتى نمو عين اإلعصار يُمكن أن يؤدي إلى تشكيل جدار ُمزدوﺝ من جدار العين‪ ،‬ويؤثر‬
‫هذان الجزءان معا ً على سرعة الرياح عبر اإلعصار‪ ،‬وهي السرعة التي يُمكن من خَللها قياس شدته‪.‬‬
‫الدوامات الماطرة‪-:‬‬
‫تُعرف الدوامات الماطرة (باإلنجليزية‪ )The Spiral Rainbands :‬بأنها موجات من العواصف الرعدية‬
‫ال ُممطرة وال ُمصاحبة غالبا ً للرياح العاصفة‪ ،‬وتمتد هذه الموجات من خارﺝ جدار العين‪ ،‬حيث يصل امتدادها‬
‫إلى بضعة كيلومترات بعيدا ً عن عين اإلعصار؛ وقد يصل عرض تلك الدوامات إلى عشرات الكيلومترات‬
‫بينما قد يتراوح طولها ما بين ‪ 63‬إلى ‪ 565‬كيلو مترا ً من عين اإلعصار‪ ،‬ومن اْلمثلة على ﺫلك تلك‬
‫الدوامات المطرية التي حدثﺖ في إعصار أندرو (‪ )Andrew‬عام ‪6110‬م‪ ،‬حيث امتدت تلك الدوامات إلى‬
‫ما يُقارب ‪ 613‬كيلو مترا ً من عين اإلعصار‪ ،‬وقد استطاعﺖ تلك الدوامات الوصول إلى أبعد من ﺫلك في‬
‫إعصار جيلبرت (‪ )Gilbert‬الذي حدث عام ‪6166‬م‪ ،‬حيث تمكنﺖ الدوامات المطرية ال ُمصاحبة لهذا‬
‫اإلعصار االمتداد إلى مسافة ‪ 635‬كيلومتر خارﺝ عين اإلعصار‪ ،‬وتدور الدوامات المطرية بشكل بطيء‬
‫وباتجاه ُمعاكس التجاه حركة عقارب الساعة‪ ،‬وقد يتعذر على ُمتنبﺌي اْلرصاد الجوية استخدام صور‬
‫اْلقمار الصناعية لمراقبة حالة اإلعصار وتطوره‪ ،‬وﺫلك في حال كانﺖ أجزء اْلعصار ُمغطاة ً بغيوم على‬
‫ارتفاع عال‪.‬‬

‫‪55 | P a g e‬‬
‫مخاطر اْلعاصير‪-:‬‬
‫تُشكل اْلعاصير خطرا ً داهما ً على المناطق التي تحدث فيها‪ ،‬حيث إنها تُلحق الضرر بال ُممتلكات وتُدمر‬
‫البيﺌة الطبيعية خاصةً في ال ُمدن والقرى الساحلية‪ ،‬كما تتسبب اْلعاصير بما يُقارب عشرة ﺁالف حالة وفاة‬
‫كل عام نتيجة كل من اْلعاصير والعواصف االستوائية المصاحبة لها‪ ،‬وتتسبب حركة العواصف ال ُمرافقة‬
‫لألعاصير باتجاه السواحل في ارتفاع مستويات مياه المحيط إلى ارتفاعات عالية قد تصل إلى ستة أو تسعة‬
‫أمتار‪ ،‬وقد ينتﺞ هذا االرتفاع في منسوب المياه بسبب الضغط ال ُمنخفض الذي تتسبب به العاصفة‪ ،‬وتندفع‬
‫تلك المياه إلى اليابسة بفعل الرياح القوية حيث قد تتسبب بغمر المناطق ال ُمنخفضة التي تقع على طول‬
‫الساحل‪ ،‬وقد يؤدي هذا اْلمر إلى إلحاق الضرر بالبنية التحتية؛ كالطرق‪ ،‬واْلرصفة‪ ،‬فضَلً عن خطر هدم‬
‫المنازل‪.‬‬
‫تتسبب اْلمطار الغزيرة ال ُمصاحبة لحدوث اْلعاصير بفيضان اْلنهار وحدوث االنهيارات الطينية‪ ،‬وعلى‬
‫الرغﻢ من أن الفيضانات التي تنتﺞ عن اْلعاصير قد ال تستمر لفترة طويلة إال أنها قد تتسبب بقدر كبير من‬
‫الدمار‪ ،‬ويعتمد ﺫلك على قوة العاصفة وطبيعة المناطق التي تضربها‪ ،‬وقد يمتد تأثير اْلعاصير إلى ما بعد‬
‫المناطق الساحلية‪ ،‬ولكن هذا االمتداد عادة ً ما يكون تأثيره خفيفا ً وال يُلحق الضرر الجسيﻢ‪ ،‬وال تقتصر‬
‫أضرار اْلعاصير على اْلضرار المادية التي قد تلحق بالممتلكات والبنى التحتية‪ ،‬حيث تؤثر اْلعاصير‬
‫على البيﺌة الطبيعية الموجودة في السواحل‪ ،‬حيث يُمكن أن تتسبب في تآكل الشواطىء وﺫلك من خَلل نقل‬
‫كميات كبيرة من الرمال الشاطﺌية إلى مكان ﺁخر‪.‬‬
‫مناطق حدوث اْلعاصير‪-:‬‬

‫‪56 | P a g e‬‬
‫تتوزع اْلعاصير عبر العديد من مناطق العالﻢ ال ُمختلفة‪ ،‬ويُبين الجدول اَلتي مناطق وأوقات حدوثها عبر‬
‫العالﻢ‪ ،‬باإلضافة إلى معدل حدوثها خَلل العام الواحد‪:‬‬
‫موسﻢ حدوث اْلعاصير معدل حدوث اْلعاصير خَلل العام الواحد خليﺞ المكسيك‪ ،‬وشمال المحيط‬
‫اْلطلسي‪ ،‬والبحر الكاريبي من بدايات شهر حزيران إلى أواخر شهر تشرين ثاني‪ ،‬ويبلغ اإلعصار ﺫروته‬
‫خَلل ُمنتصف شهر أيلول ‪ 1.5‬إعصار خَلل العام أجزاء من المكسيك وشمال شرق المحيط الهادئ أواخر‬
‫شهر أيار إلى بدايات شهر تشرين ثاني‪ ،‬ويبلغ اإلعصار ﺫروته في نهايات شهر ﺁب وأوائل شهر أيلول ‪6.1‬‬
‫إعصار خَلل العام شمال غرب المحيط الهادئ‪ ،‬وأجزاء من ﺁسيا بدايةً من ما يُعرف بخط التاريخ الدولي‬
‫(باإلنجليزية‪ )Date Line :‬ولغاية بحر الصين الجنوبي تستمر على مدار العام‪ ،‬وتتركز في الفترة ما بين‬
‫شهري تموز وتشرين ثاني‪ ،‬وتبلغ أوجها خَلل أواخر شهر ﺁب وبدايات شهر أيلول ‪ 61.3‬إعصار خَلل‬
‫العام منطقة شمال المحيط الهندي بما فيها خليﺞ البنغال وبحر العرب تمتد فترة حدوث اْلعاصير من شهر‬
‫نيسان إلى شهر كانون أول‪ ،‬وتبلغ هذه اْلعاصير أوجها خَلل شهر أيار باإلضافة إلى فترة ﺫروة أخرى‬
‫خَلل شهر تشرين ثاني ‪ 6.3‬إعصار خَلل العام منطقة جنوب غرب المحيط الهندي من أفريقيا إلى حوالي‬
‫مﺌة درجة شرقا ً تمتد فترة حدوث اْلعاصير من أواخر شهر تشرين أول إلى شهر أيار‪ ،‬وتبلغ هذه‬
‫اْلعاصير أوجها خَلل منتصف شهر كانون ثاني باإلضافة إلى فترة ﺫروة أخرى خَلل منتصف شهر شباط‬
‫حتى بدايات شهر ﺁﺫار ‪ 3‬أعاصير خَلل العام منطقة جنوب شرق المحيط الهندي بما فيها الساحل الشمالي‬
‫ْلستراليا‪ ،‬والمنطقة التي تقع ضمن ‪ 633‬إلى ‪ 650‬درجةً شرقا ً تمتد فترة حدوث اْلعاصير من أواخر شهر‬
‫تشرين أول إلى شهر أيار‪ ،‬وتبلغ هذه اْلعاصير أوجها خَلل منتصف شهر كانون ثاني باإلضافة إلى فترة‬
‫ﺫروة أخرى خَلل منتصف شهر شباط حتى بدايات شهر ﺁﺫار ‪ 5.1‬إعصار خَلل العام منطقة جنوب‬
‫المحيط الهادئ‪ ،‬بما فيها منطقة الساحل الشرقي ْلستراليا‪ ،‬ومنطقة ‪ 650‬درجةً شرقا ً إلى ‪ 603‬درجةً غربا ً‬
‫أواخر شهر تشرين أول إلى بدايات شهر أيار‪ ،‬وتبلغ اْلعاصير ﺫروتها خَلل الفترة ما بين نهاية شهر شباط‬
‫إلى بدايات شهر ﺁﺫار ‪ 3.0‬إعصار خَلل العام تصنيف اْلعاصير‪-:‬‬
‫يتﻢ قياس شدة اْلعاصير من خَلل ما يُعرف بمقياس سفير‪-‬سمبسون (‪ )Saffir-Simpson‬وهو مقياس‬
‫لتقدير حجﻢ الضرر الناتﺞ عن كل نوع من أنواع اْلعاصير وﺫلك في حال وصولها إلى اليابسة‪ ،‬ويُصنف‬
‫خبراء اْلرصاد الجوية اْلعاصير حسب شدة الرياح ال ُمصاحبة لها إلى خمس فﺌات؛ تترتب من الفﺌة اْلولى‬
‫التي هي أقل اْلعاصير تأثيرا ً إلى الفﺌة الخامسة التي هي أشد أنواع اْلعاصير‪ ،‬ويوضح الجدول اَلتي فﺌات‬
‫اْلعاصير‪ ،‬وقوة كل منها‪ ،‬ومقدار الضرر الذي قد يُلحقه هذا النوع‪ ،‬مع بعض اْلمثلة على بعض اْلعاصير‬
‫التي تُمثل كل فﺌة‪:‬‬
‫فﺌة اإلعصار سرعة الرياح (كﻢ ‪ /‬ساعة) اْلضرار التي قد يتسبب بها اإلعصار أمثلة على فﺌة اإلعصار‬
‫(‪ 635-661 )6‬تدمير اْلشجار وانهيار اْلسوار واْلسيجة إعصار جاستون (‪ )Gaston‬الذي ضرب‬
‫جنوب والية كاليفورنيا عام ‪0335‬م (‪ 633-635 )0‬سقوط اْلشجار‪ ،‬ووقوع لوحات الطرق‪ ،‬وسقوط‬
‫اإلشارات الضوئية‪ ،‬وكسر النوافذ والمداخن إعصار فرانسيس (‪ )Frances‬الذي ضرب والية فلوريدا عام‬
‫‪0335‬م (‪ 031-631 )5‬وقوع اْلشجار كبيرة الحجﻢ‪ ،‬وتدمير الطائرات الصغيرة والمنازل ال ُمتنقلة‬

‫‪57 | P a g e‬‬
‫إعصار إيفان (‪ )Ivan‬الذي ضرب أالباما عام ‪0335‬م (‪ 051-066 )5‬سقوط اْلسقُف الضعيفة‪ ،‬وتخريب‬
‫اْلرصفة واْلسوار البحرية إعصار شارلي (‪ )Charley‬الذي ضرب فلوريدا في العام ‪0335‬م‪ ،‬وإعصار‬
‫هارفي (‪ )Harvey‬الذي ضرب تكساس في العام ‪0363‬م‬

‫‪58 | P a g e‬‬
‫ما هو اإلعصار القمعي ؟‬
‫اإلعصار القمعي هو عبارة عن عاصفة هوائية شديدة االضطراب دوارة تتكون في العواصف الرعدية‬
‫القوية ﺫات الخَليا الفائقة ‪ ، Supercell‬دوران اإلعصار عكس عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي‬
‫ومع عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي‪.‬‬
‫في تعريف ﺁخر مبسط هو عبارة عن عمود من الهواء المضطرب يتمدد من عاصفة رعدية إلى اْلرض‬
‫على شكل مخروط أو قمع قد تتجاوز سرعة الرياح الدورانية فيه( ‪ 533‬ميل‪/‬الساعة = ‪ 563‬كﻢ‪/‬الساعة )‬
‫‪:-‬‬ ‫كيف يتكون اإلعصار القمعي‬
‫اإلعصار القمعي يتكون نتيجة تصادم الهواء الدافىء والرطب الصاعد مع الهواء الجاف والبارد‪.‬‬
‫يمعنى ﺁخر عند صعود الهواء الدافئ ليكون ما يعرف التيار الصاعد ‪ Updraft‬يبدأ التيار الصاعد بالدوران‬
‫في حالة وجود رياح قص قوية تؤثر على سرعة واتجاه الرياح لتكون ما يعرف ‪ mesocyclone‬إعصار‬
‫حلزوني داخل السحابة الرعدية الفائقة أما الهواء البارد فيقوم التيار الصاعد بدفعه بعيدا وبذلك تتسع السحابة‬
‫الفائقة وتكون شكل الفطر (المشروم) ‪ ،‬تبدأ قطرات الماء من الهواء الرطب في اإلعصار الحلزوني‬

‫‪59 | P a g e‬‬
‫بالتكاثف لتكوين ما يعرف بال ‪ funnel cloud‬السحابة المخروطية وتبدأ بالهبوط التدريجي لتَلمس‬
‫اْلرض وتكون ما يعرف باإلعصار القمعي‪.‬‬

‫‪60 | P a g e‬‬
‫من بين كل ‪ 1‬خَليا رعدية فائقة ‪ supercell‬واحدة فقط تكون مصحوبة بإعصار قمعي‪.‬‬
‫درجات اإلعصار القمعي تتبع مرجع فوجيتا‪Enhanced Fujita scale‬‬
‫كيف تتﻢ عملية الرصد والمتابعة الميدانية لﻺعصار القمعي (التورنادو) ؟‬
‫‪-‬مراقبة خرائط ‪ Severe weather‬والتي تحدد ظروف تكون الخَليا الفائقة ‪ supercell‬والتي تعتمد‬
‫على حمل حراري مرتفع ومعامل ‪ SRH‬مرتفع ورياح قص مرتفعة‪.‬‬
‫‪-‬مراقبة رادار دوبلر‬
‫معرفة شكل الخَليا الرعدية أمر مهﻢ في رادار دوبلر لتحديد نوع الخَليا الرعدية أو لتعطيك التصور عن‬
‫ماهية الخَليا الرعدية القادمة إن كانﺖ على شكل ‪ squall line‬فإن فرصة اإلعصار القمعي تكون ضعيفة‬
‫جدا بعكس الخَليا الرعدية القوية والمنفصلة والتي من المحبذ مراقبتها ‪ ،‬فإﺫا ما توافرت الفرصة بدأ تلك‬
‫الخَليا بأخذ شكل الخطاف بسبب دوران الخلية الرعدية وغالبا ما يتواجد اإلعصار القمعي على طرف‬
‫العاصفة‪.‬‬
‫ما هو الحمل الحراري في الغَلف الجوي ‪ ,‬وما عَلقته بالعواصف الرعدية ؟‬
‫الحمل الحراري ‪ :‬هو الحركة الناجمة عن اختَلف درجات الحرارة ما بين كتلتين هوائيتين مختلفتين في‬
‫درجات الحرارة ‪ ,‬فكلما زاد الفرق في درجات الحرارة كلما زاد الحمل الحراري ‪ ,‬ويكون هذا في الموائع ‪,‬‬
‫‪61 | P a g e‬‬
‫اي على المستوى السائل والمستوى الغازي والصَلئب اللدنة‪.‬‬

‫ما هي الية عمل االحمال الحرارية ؟‬
‫تنتﺞ االحمال الحرارية بفعل الفرق في درجات الحرارة ما بين كتلتين هوائيتين تتصادمان او تقتربان من‬
‫بعضهما البعض ‪ ,‬فكما نعلﻢ فان الهواء اْلدفأ يكون اقل كثافة ‪ ,‬والهواء اْلبرد يكون اعلى كثافة ‪ ,‬هذه العملية‬
‫تجبر الهواء الدافئ الى االنتقال ْلعلى بشكل رأسي والهواء اْلبرد الى االنتقال ْلسفل بشكل رأسي بفعل ثقل‬
‫وزنه او زيادة كثافته ‪ ,‬وكلما كان الفرق الحراري اكبر كلما ارتفعﺖ الرياح الدافﺌة ْلعلى وزادت سرعتها‬
‫الى ان تصل الى نقطة تسمى مستوى الحمل الحر ‪ ,‬وهو اقصى نقطة تستطيع تيارات الهواء الدافﺌة بلوغها‬
‫وهنا تكون نقطة التعادل في درجات الحرارة والكثافة مع الوسط المحيط‪.‬‬
‫بعد بلوغ الهواء لمستوى الحمل الحراري الحر ‪ ,‬يكون قد حدث له تبريد ‪ ,‬بالتالي تبدأ العملية بشكل عكسي‬
‫وهي الدوران فيبدأ الهواء بالغوص من اعلى الى اسفل وهكذا ‪ ,,‬وتسمى هذه العملية باالنقَلب الحراري‪.‬‬
‫لماﺫا يحدث الحمل الحراري ؟‬
‫الحمل الحراري عملية حيوية تساعد على إعادة توزيع الطاقة من المناطق اْلكثر سخونة إلى المناطق‬
‫اْلكثر برودة في اْلرض‪ ،‬مما يساعد على انقَلب درجات الحرارة وتقليل االختَلفات الحادة في درجات‬
‫الحرارة‪ .‬بدون الحمل الحراري‪ ،‬ستكون االمور البسيطة مثل غليان الماء في الغَلية أبطأ بكثير‪ ،‬بحيث ال‬
‫يمكن تسخين سوى الماء المَلمس مباشرة للحلقة الحرارية الموجودة في الجزء السفلي من الغَلية‪ ،‬مع بقاء‬
‫الماء في اْلعلى بارد‪.‬‬
‫كيف يختلف الحمل الحراري عن التوصيل الحراري؟‬
‫الفرق الرئيسي ان الحمل الحراري ينقل الطاقة الحرارية بفعل حركة جزئيات المادة ‪ ,‬فتنتقل الطاقة من‬
‫المناطق االدفأ الى المناطق اْلبرد ‪ ,‬اما التوصيل الحراري فينقل الطاقة الحرارية من خَلل مَلمسة االجسام‬
‫لبعضها البعض ‪ ,‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن عملية التوصيل في السوائل والغازات تكون أبطأ بكثير من عملية الحمل‬
‫الحراري‪ ،‬حيث تكون الجزيﺌات حرة في الحركة ويتﻢ تقليل االتصال المباشر‪ .‬ومع ﺫلك‪ ،‬فإن التوصيل يكون‬
‫أكثر فعالية في المواد الصلبة من الحمل الحراري‪ ،‬حيث أن الجزيﺌات تكون معبأة بكثافة‪ ،‬وتَلمس بعضها‬
‫البعض بشكل مستمر للسماح بانتقال الحرارة بكفاءة‪ .‬باإلضافة إلى ﺫلك‪ ،‬في المواد الصلبة تكون الجزيﺌات‬
‫ثابتة وغير قادرة على الحركة‪ ،‬مما يوقف نقل الطاقة عبر الحمل الحراري‪.‬‬
‫كيف يؤثر الحمل الحراري على الطقس؟‬
‫غالبًا ما يمكن مَلحﻈة الحمل الحراري داخل الغَلف الجوي في طقسنا‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬عندما تقوم‬
‫الشمس بتسخين سطح اْلرض‪ ،‬فإن الهواء فوقها يسخن ويرتفع‪ .‬إﺫا سمحﺖ الﻈروف‪ ،‬يمكن أن يستمر هذا‬
‫الهواء في االرتفاع‪ ،‬ويبرد أثناء ﺫلك‪ ،‬مكونًا السحب الركامية‪ .‬يمكن أن يؤدي الحمل الحراري اْلقوى إلى‬
‫ظهور سحب أكبر بكثير مع ارتفاع الهواء إلى أعلى قبل أن يبرد‪ ،‬مما يؤدي في بعض اْلحيان إلى إنتاﺝ‬
‫سحب ركامية وحتى عواصف رعدية‪.‬‬
‫هل يمكن رؤية الحمل الحراري؟‬
‫الحمل الحراري هو الحركة الصاعدة للمناطق اْلكثر دفﺌًا من السائل أو الغاز‪ ،‬والحركة الغارقة للمناطق‬
‫الباردة من السائل أو الغاز‪ ،‬وتشكل في بعض اْلحيان دورة كاملة‪ .‬ومع ﺫلك‪ ،‬غالبًا ما يكون من الصعب‬
‫رؤيته‪ ،‬خاصة في الهواء‪ .‬ومع ﺫلك‪ ،‬إﺫا تشكلﺖ السحب الحملية خَلل يوم مشمس‪ ،‬فغالبًا ما يمكن مَلحﻈتها‬

‫‪62 | P a g e‬‬
‫وهي تنمو في الحجﻢ وتصبح أطول مع ارتفاع المزيد والمزيد من الهواء من السطح ويتكثف أعلى في‬
‫السحابة‪.‬‬
‫كيف يؤثر الحمل الحراري على تيارات المحيط؟‬

‫تعمل تيارات المحيط كدورات تشبه الناقل مما يساعد على توزيع الحرارة بعيدًا عن خط االستواء وأقرب‬
‫إلى القطبين‪ .‬ومع ﺫلك‪ ،‬تتأثر هذه التيارات بالحمل الحراري بسبب تأثير درجة حرارة المحيط والملوحة‬
‫(تركيز الملح داخل الماء) على الكثافة‪.‬‬
‫يتﻢ دفع مياه المحيط الدافﺌة القريبة من خط االستواء نحو القطب مع أنماط الرياح السائدة‪ ،‬ويتﻢ نقلها إلى‬
‫خطوط العرض اْلعلى حيث يتﻢ تبريدها من خَلل التبخر والتفاعل مع الرياح الباردة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تزداد‬
‫الملوحة وتنخفض درجة الحرارة‪ ،‬مما يجعل المياه أكثر كثافة وبالتالي تغوص خَلل عملية الحمل الحراري‪.‬‬
‫تُعرف عملية الغرق هذه باسﻢ هبوط القاع‪ ،‬وهي حيوية في دفع تيارات المحيط عن طريق تغذية المياه في‬
‫تيارات المياه العميقة التي تنقلها مرة أخرى إلى المناطق االستوائية‪ .‬لذلك‪ ،‬بدون الحمل الحراري‪ ،‬لن تتمكن‬
‫المياه من االرتفاع ‪ /‬الهبوط‪ ،‬مما يتوقف عن نقل المياه بين القطبين وخط االستواء‪.‬‬

‫‪63 | P a g e‬‬
‫ما عَلقة الحمل الحراري بنشوء العواصف الرعدية ؟‬

‫يؤدي الفرق الحراري ما بين الكتل الهوائية الى زيادة الفرق ما بين كثافة هذه الكتل ‪ ,‬بالتالي تزداد سرعة‬
‫االنتقال الرأسي للرياح ‪ ,‬وهذا بدوره يزيد من قوة االضطرابات الجوية‬
‫تتشكل العواصف الرعدية عندما يرتفع الهواء الدافئ الرطب إلى الهواء البارد‪ .‬يصبح الهواء الدافئ أكثر‬
‫برودة‪ ،‬مما يسبب الرطوبة‪ ،‬التي تسمى بخار الماء‪ ،‬لتشكيل قطرات ماء صغيرة ‪ -‬وهي عملية تسمى‬
‫التكثيف‪ .‬ينخفض الهواء البارد في الغَلف الجوي‪ ،‬ويسخن‪ ،‬ويرتفع مرة أخرى‪ .‬وتسمى هذه الدائرة من‬
‫الهواء الصاعد والهابط بخلية الحمل الحراري‪ .‬إﺫا حدث هذا بكمية صغيرة‪ ،‬فسوف تتشكل سحابة‪ .‬إﺫا حدث‬
‫هذا مع كميات كبيرة من الهواء والرطوبة‪ ،‬يمكن أن تتشكل عاصفة رعدية‪.‬‬
‫تشريح العواصف الرعدية‪:‬‬

‫يمكن أن تتكون العواصف الرعدية من خلية حمل حراري واحدة فقط‪ ،‬أو خَليا حمل حراري متعددة‪ ،‬أو‬
‫حتى خلية حمل حراري واحدة كبيرة جدًا وقوية‪ .‬فيما يلي وصف لثَلثة أنواع من العواصف الرعدية‪،‬‬
‫مصنفة حسب بنيتها‪ :‬أحادية الخلية‪ ،‬ومتعددة الخَليا‪ ،‬وخلية خارقة‪.‬‬
‫العواصف الرعدية أحادية الخلية ‪ Single-cell thunderstorms :‬تسمى العواصف الرعدية التي تنشأ‬
‫عن خلية حرارية واحدة فقط في الغَلف الجوي بالعواصف أحادية الخلية‪ .‬معﻈﻢ هذه العواصف صغيرة‪،‬‬
‫ضا العواصف الرعدية العادية‪ .‬غالبًا ما تتشكل هذه العواصف خَلل‬ ‫وتدوم حوالي ساعة فقط‪ ،‬وتسمى أي ً‬
‫ميَل) في الغَلف‬‫كيلومترا (‪ً 3.3‬‬
‫ً‬ ‫فصل الصيف وتتضمن سحبًا ركامية شاهقة يمكن أن تنمو بارتفاع ‪60‬‬
‫الجوي‪ .‬المطر والبرق شائعان‪ .‬في بعض اْلحيان يسقط البرد‪.‬‬
‫العواصف الرعدية متعددة الخَليا‪ :‬تتكون بعض العواصف الرعدية من العديد من خَليا الحمل الحراري‬
‫التي تتحرك كوحدة واحدة‪ .‬وتسمى هذه العواصف الرعدية متعددة الخَليا‪ .‬في كثير من اْلحيان يتﻢ ترتيب‬
‫خَليا الحمل الحراري ككتلة‪ ،‬حيث تكون كل خلية في مرحلة مختلفة من دورة العواصف الرعدية‪ .‬غالبًا ما‬
‫تشكل العواصف متعددة الخَليا على طول جبهة باردة أو دافﺌة‪ ،‬حيث يتﻢ دفع الهواء الدافئ عاليا ً إلى الغَلف‬
‫طا يسمى خط العاصفة‪ .‬يمكن أن يصل طول خط العاصفة إلى ‪ 6333‬كيلومتر‬ ‫الجوي فوق الهواء البارد‪ ،‬خ ً‬
‫(‪ 133‬ميل)‪ .‬غالبًا ما تهب رياح قوية قبل العاصفة مباشرة‪.‬‬
‫العواصف الرعدية متعددة الخَليا ‪ Multi-cell thunderstorms :‬تتكون بعض العواصف الرعدية من‬
‫العديد من خَليا الحمل الحراري التي تتحرك كوحدة واحدة‪ .‬وتسمى هذه العواصف الرعدية متعددة الخَليا‪.‬‬
‫في كثير من اْلحيان يتﻢ ترتيب خَليا الحمل الحراري ككتلة واحدة ‪ ،‬حيث تكون كل خلية في مرحلة مختلفة‬
‫من دورة العواصف الرعدية‪ .‬غالبًا ما تشكل العواصف متعددة الخَليا على طول جبهة باردة أو دافﺌة‪ ،‬حيث‬
‫طا يسمى خط العاصفة‪ .‬يمكن أن يصل‬ ‫يتﻢ دفع الهواء الدافئ عاليا ً إلى الغَلف الجوي فوق الهواء البارد‪ ،‬خ ً‬
‫طول خط العاصفة إلى ‪ 6333‬كيلومتر (‪ 133‬ميل)‪ .‬غالبًا ما تهب رياح قوية قبل العاصفة مباشرة‪.‬‬
‫العواصف الرعدية فائقة الخلية ‪ Supercell thunderstorms :‬العواصف الرعدية ﺫات الرياح‬
‫‪64 | P a g e‬‬
‫الصاعدة العميقة والدائرية‪ ،‬والتي تسمى الخَليا الفائقة‪ ،‬كبيرة جدًا وتستمر لساعات وتطلق كميات هائلة من‬
‫المطر وأحيانًا حتى حبات البَ َرد بحجﻢ كرة البيسبول‪ .‬وهي تشمل الحمل الحراري سريع الحركة ‪ -‬حيث‬
‫ميَل) في الساعة‪ .‬يؤدي دوران الخَليا‬ ‫كيلومترا (‪ً 633‬‬
‫ً‬ ‫يرتفع الهواء إلى أعلى بسرعة تصل إلى ‪063‬‬
‫ضررا‪ ،‬وﺫلك ْلن العواصف طويلة‬ ‫ً‬ ‫الفائقة أحيانًا إلى تكوين أعاصير عنيفة‪ ،‬وهي أكبر اْلنواع وأكثرها‬
‫اْلمد‪ .‬يمكن إنتاﺝ عدة أعاصير من عاصفة رعدية واحدة من نوع ‪ supercell.‬تنمو سحب ‪Supercell‬‬
‫ميَل) في الغَلف الجوي‪ ،‬وصوالً إلى الجزء السفلي من طبقة‬ ‫كيلومترا (‪ً 66‬‬
‫ً‬ ‫على ارتفاع يصل إلى ‪66‬‬
‫عا‪ ،‬لكنها اْلكثر تدميرا ً‪.‬‬
‫الستراتوسفير‪ .‬الخَليا الفائقة هي أقل أنواع العواصف الرعدية شيو ً‬
‫حيث يرتفع الهواء ليشكل عاصفة رعدية‬
‫تبدأ جميع العواصف الرعدية بارتفاع الهواء إلى الغَلف الجوي لتكوين خلية الحمل الحراري‪ ،‬ولكن يمكن‬
‫رفع الهواء بطرق مختلفة‪ .‬هناك طريقة أخرى لتصنيف العواصف الرعدية وهي حسب الموقع الذي تتشكل‬
‫فيه وسبب ارتفاع الهواء ‪.‬‬

‫‪65 | P a g e‬‬
‫تكنولوجيا التنبؤات الجوية‬
‫تستمر تكنولوجيا التنبؤات الجوية في اليابان في تحسين دقتها كل عام‪ .‬تستخدم التنبؤات الجوية في اليابان‬
‫المراقبة الجوية من سطح اْلرض‪ ،‬والحواسيب العمَلقة‪ ،‬واْلقمار الصناعية الجوية في الفضاء‪ ،‬وغيرها‬
‫من الطرق اْلخرى مجتمعة‪ .‬تساعد التنبؤات الجوية الناس في حياتهﻢ االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وكذلك‬
‫لتجنب الكوارث‪ .‬هذه المقالة تلقي الضوء على تكنولوجيا التنبؤات الجوية المتقدمة في اليابان‬

‫‪66 | P a g e‬‬
‫التنبؤات الجوية في اليابان‬
‫تتعرض اليابان إلى أمطار غزيرة وأعاصير وكوارث طبيعية أخرى منذ العصور القديمة‪ ،‬مما دعا‬
‫أسَلفها إلى بذل جهودا ً مختلفة لتطوير التكنولوجيا المطلوبة للتنبؤ بالجو‪ .‬في الوقﺖ الحالي‪ ،‬يقوم خبراء‬
‫اْلرصاد الجوية باتخاﺫ قرارات شاملة عن طريق جمع أنواع متعددة من البيانات التي تﻢ رصدها وإصدار‬
‫تنبؤات رقمية باستخدام الحواسيب العمَلقة أو غيرها من اْلجهزة اْلخرى‪ ،‬وﺫلك إلى جانب الرجوع إلى‬
‫البيانات التي تﻢ رصدها عن طريق اْلقمار الصناعية الجوية‪ ،‬والرادارات الجوية‪ ،‬ونﻈام ﺁخر يطلق عليه‬
‫‪AMeDAS.‬وبناء على هذه البيانات‪ ،‬يقوم خبراء اْلرصاد الجوية بتقديﻢ تقارير عن الطقس وإصدار‬
‫التحذيرات وغيرها من المعلومات اْلخرى‪ .‬تقوم هيﺌة اْلرصاد الجوية اليابانية ‪( AMeDAS‬النﻈام اَللي‬
‫للحصول على معلومات الطقس) بإرسال بيانات القياس عن هطول اْلمطار واتجاه الرياح وسرعة الرياح‬
‫ودرجة حرارة الجو والرطوبة وغيرها من التفاصيل اْلخرى بشكل ﺁلي من حوالي ‪ ٤٠١١‬محطة‪ .‬يُستخدم‬
‫نﻈام ‪ AMeDAS‬أيضا ً في تحليل مستوى المخاطر الناجﻢ عن اْلمطار الغزيرة والفياضانات وغيرها من‬
‫اْلخطار اْلخرى‪ .‬فهو يقوم بتحليل المعلومات المأخوﺫة من الرادارات عن هطول اْلمطار ويقوم بالربط‬
‫بينها وبين بيانات اْلخطار القديمة لخلق صور ُمشفرة باْللوان كل ‪ ٤١‬دقائق تﻈهر المناطق التي بها‬
‫احتماالت خطورة‪ .‬هذه التكنولوجيا تُستخدم في صفحة هيﺌة اْلرصاد الجوية اليابانية وتطبيق الهواتف الذكية‬
‫الذي تﻢ إنشاؤه بواسطة شركة معاونة لمساعدة المواطنين على تجنب الكوارث‪.‬‬
‫مثال لمحطة‪ AMeDA‬الصورة مقدمة من هيﺌة اْلرصاد الجوية اليابانية‬

‫‪67 | P a g e‬‬
‫المساهمات المقدمة للدول اْلخرى من خَلل الرصد من الفضاء‬
‫مراقبة الطقس في اليابان وصلﺖ إلى الفضاء عام ‪ .٤٧١١‬في الوقﺖ الحالي‪ ،‬يعمل قمران صناعيان هما‬
‫هيماواري ‪( ٨‬بدأ عام ‪ )٤١٤١‬وهيماواري ‪( ٧‬بدأ عام ‪ )٤١٤٦‬معا ً لمراقبة الطقس‪ .‬هذان القمران‬
‫الصناعيان يدوران بنفس معدل دوران اْلرض‪ ،‬ويقومان بمراقبة الﻈواهر الجوية بشكل مستمر مثل‬
‫اْلعاصير والمنخفضات الجوية وموجات الطقس‪ .‬توجد بضع نقاط فقط لمراقبة اْلعاصير من على سطح‬
‫البحر‪ ،‬لذلك فمن الضروري استخدام اْلقمار الصناعية بشكل خاص لمراقبتهﻢ‪ .‬هيماواري ‪ ٨‬و‪ ٧‬لديهﻢ‬
‫"وظيفة مراقبة ديناميكية عالية التردد" لمراقبة أي نقطة معطاه كل دقيقتين ونصف‪ ،‬مما يسمح لهﻢ متابعة‬
‫اْلعاصير بشكل تلقائي ومراقبتها بطريقة مكثفة‪.‬‬
‫أيضا ً فإن هيﺌة اْلرصاد الجوية اليابانية تقدم خدمة تسمى طلب هيماواري والتي تستخدم اْلقمار الصناعية‬
‫للقيام ببعض المراقبات الجوية استجابة للطلبات المقدمة من هيﺌات اْلرصاد الجوية في الدول اْلخرى‪ .‬من‬
‫خَلل هذه الخدمة‪ ،‬تقوم اْلقمار الصناعية بمَلحﻈة المنطقة ﺫات الصلة خَلل ساعة واحدة من تلقيها الطلب‪،‬‬
‫وتقوم بإرسال البيانات التي تﻢ رصدها في الوقﺖ الفعلي‪ .‬يمكن للدول التي تتلقى معلومات من خَلل هذه‬
‫الخدمة أن تبقى حذرة وتتخذ اإلجراءات الَلزمة لمواجهة الكوارث الطبيعية خَلل مرحلة مبكرة‪ .‬بهذه‬
‫الطريقة‪ ،‬تساهﻢ اْلقمار الصناعية الجوية هيماواري في تقليل مخاطر اْلخطار في الدول اْلخرى أيضا ً‪.‬‬
‫مثال للصور الملونة التي‬

‫يمكن التقاطها بواسطة‬
‫هيماواري ‪ ٨‬واْلقمار‬
‫الصناعية الَلحقة (هذه صورة‬
‫إلعصار)‪ ،‬وهيماواري ‪ ٨‬مع‬
‫هيماواري ‪.٧‬‬

‫‪68 | P a g e‬‬
‫مثال للصور التي تﻢ تقديمها بواسطة خدمة طلب هيماواري‪( .‬على اليسار‪ :‬جمهورية كيريباتي في المحيط‬
‫الهادي ‪ /‬على اليمين‪ :‬إعصار في أستراليا) (الصورة مقدمة من هيﺌة اْلرصاد الجوية اليابانية)‬
‫شهدت التنبؤات الجوية في اليابان ارتفاع مذهل في الدقة من خَلل التقدم في نماﺫﺝ التنبؤات الرقمية‬
‫والتطور التكنولوجي في الحواسيب‪ .‬قامﺖ هيﺌة اْلرصاد الجوية اليابانية بإدخال حاسوب كبير عام ‪،٤٧٩٧‬‬
‫ومنذ ﺫلك الحين استمرت في عمل التحسينات بشكل مستمر‪ .‬حالياً‪ ،‬تقوم الهيﺌة بتشغيل ‪Cray XC50‬‬
‫(أقصى أداء نﻈري ‪ ٤٨‬بيتافلوب؛ بسعة تخزينية رئيسية ‪ ٩٤٨‬تيرابايﺖ)‪ ،‬وهو الحاسوب العمَلق العاشر‬
‫الموجه للمهام المتعلقة بالجو‪ .‬هذه اْللة تستخدم ‪ ٤١‬نوع من نماﺫﺝ التنبؤات لحساب التغيرات في الرياح‬
‫ودرجة الحرارة والعوامل اْلخرى على مدار الزمن من أجل التنبؤ بحالة الجو‪.‬‬
‫‪ K computer‬هو أول حاسوب في العالﻢ يقوم بعمل محاكاة لجو الكرة اْلرضية بأكملها بجودة صور‬
‫عالية الدقة‪ .‬في عام ‪ ،٤١٤٩‬أوضح هذا الحاسوب أنه من الممكن التنبؤ بحدوث إعصار قبل وقوعه‬
‫بأسبوعين‪ .‬وباستخدام أحدث‪ ، supercomputer Fugaku‬يهدف تطوير اْلبحاث في هذا المجال إلى‬
‫التنبؤ بحدوث أمطار غزيرة بشكل مكثف وغيرها من اْلحداث اْلخرى عن طريق التنبؤ الرقمي خَلل‬
‫مرحلة مبكرة‪ .‬هذا النﻈام يستخدم بيانات كبيرة يتﻢ رصدها وارسالها كل عشر دقائق من هيماواري ‪٨‬‬
‫وغيره من اْلجهزة اْلخرى‪.‬‬

‫‪69 | P a g e‬‬
‫‪TOKYO SKYTREE‬هو محطة ْلبحاث الطقس ‪.‬‬
‫يشتهر ‪( TOKYO SKYTREE‬طوله ‪ ٦٠١‬متر؛‬

‫حوالي ‪ ٤١٨١‬قدم) بكونه أطول برﺝ للبث قائﻢ بذاته‪.‬‬
‫كما أنه أيضا ً محطة بحثية ﺫات قيمة عالية للعالﻢ بما‬
‫يحتويه من مرافق للرصد مجمعة به إلجراء اْلبحاث‬
‫على الجو أعلى المدينة‪ .‬يساعد البرﺝ على إجراء أحدث‬
‫اْلبحاث عن طريق االستفادة من ارتفاعه‪ .‬عند ارتفاع‬
‫‪( ١٧١‬حوالي ‪ ٤٦٠٤‬قدم)‪ ،‬يتﻢ عمل اْلبحاث لفهﻢ‬
‫خصائص الرعد والبرق اللذان يحدثان أعلى المدينة‪،‬‬
‫وعند ارتفاع ‪ ١٩٨‬مير (حوالي ‪ ٤٩١٠‬قدم)‪ ،‬يتﻢ تجميع‬
‫الهباء الجوي من الجو وإجراء اْلبحاث التحليلية على‬
‫الجزيﺌات التي تسبب تجمد قطرات السحب‪ .‬وعند‬
‫ارتفاع حوالي ‪ ٤٩١‬متر (حوالي ‪ ٨٤١‬قدم)‪ ،‬يتﻢ عمل‬
‫اْلبحاث على ثاني أكسيد الكربون وغازات االحتباس‬
‫الحراري اْلخرى الموجودة في الجو التي يتﻢ انبعاثها‬
‫من طوكيو‪ .‬ومن المتوقع أن تستطيع هذه اْلبحاث عند‬
‫هذا االرتفاع تحديد مصدر هذه االنبعاثات (سواء كانﺖ‬
‫هذه الغازات منبعثة من النباتات أو الوقود اْلحفوري)‪.‬‬
‫يرصد الدكتور ريوهيه ميسومي من المعهد القومي للبحوث لعلوم اْلرض وتحمل الكوارث قطرات‬
‫السحب من على نقطة ارتفاع ‪ ١٩٨‬متر من البرﺝ‪ .‬يقول‪" :‬إن خصائص ‪ TOKYO SKYTREE‬تسمح لنا‬
‫بقياس حجﻢ وعدد قطرات السحب داخل السحب‪ ،‬إلى جانب عقد مقارنات دقيقة مع البيانات المجمعة من‬
‫رادارات السحب‪ .‬في الوقﺖ الحالي‪ ،‬نحن نعلﻢ أنه يمكننا اكتشاف اْلمطار قبل نزولها بسبعة عشر دقيقة‪،‬‬
‫ونحن نسعى إلى اكتشاف اْلمطار الغزيرة المفاجﺌة وغيرها من اْلحداث اْلخرى خَلل مرحلة مبكرة‪.‬‬
‫نتمنى أن يستطيع الناس الذين يعملون في الخارﺝ على وجه الخصوص استخدام هذا الوقﺖ للتحرك وحماية‬
‫أرواحهﻢ‪".‬‬
‫يقال إن كثرة نزول اْلمطار الغزيرة واالرتفاع الشديد في درجات الحرارة هو نتيجة لتغير المناﺥ‬
‫ولعوامل أخرى‪ .‬في عام ‪ ،٤١١١‬تﻢ إعَلن نتائﺞ محاكاة الرتفاع درجة حرارة الجو في المستقبل أُنتجﺖ‬
‫بواسطة استخدام نموﺫﺝ نﻈام اْلرض‪ ،‬وقد أحدثﺖ النتائﺞ صدمة للناس في جميع أنحاء العالﻢ‪.‬‬

‫‪70 | P a g e‬‬
‫صور تبين محاكاة للتغير في درجة حرارة الجو بين عام ‪ ٤٧٩١‬و‪ ٤٤١١‬باستخدام نموﺫﺝ نﻈام اْلرض‪.‬‬
‫يمكنك رؤية االرتفاع في درجة حرارة الجو من خَلل اْللوان‪( .‬الصورة مقدمة من الوكالة اليابانية لعلوم‬
‫وتكنولوجيا البحار واْلرض)‬

‫‪71 | P a g e‬‬
‫قامﺖ الوكالة اليابانية لعلوم وتكنولوجيا البحار واْلرض بتطوير نموﺫﺝ نﻈام اْلرض‪ ،‬وجذبﺖ انتباه العالﻢ‬
‫عام ‪ ٤١٤٨‬عندما استخدمﺖ الذكاء االصطناعي في التنبؤات الجوية ونجحﺖ في اكتشاف إعصار استوائي‬
‫محتمل بدقة عالية قبل حدوثه بأسبوع‪.‬‬

‫‪72 | P a g e‬‬
‫ما هي نماذج الطقس وكيف تعمل ؟‬
‫يناقﺶ خبراء الطقس النماﺫﺝ التي يستخدمونها للمساعدة في التنبؤ بالطقس‪ .‬لكن ما هي هذه النماﺫﺝ؟ كيف‬
‫تعمل ؟ وما هي نقاط القوة والضعف لهذه النماﺫﺝ ؟‬
‫أساس النماﺫﺝ هو معادالت رياضية تعتمد على الفيزياء التي تميز كيفية تحرك الهواء والحرارة والرطوبة‬
‫المتبادلة في الغَلف الجوي‪ .‬يتﻢ تغذية محطات الطقس ب البيانات مثل (الضغط والرياح ودرجة الحرارة‬
‫والرطوبة) التي تﻢ الحصول عليها من أجهزة االستشعار اْلرضية ومحطات الطقس ومعالجتها من خَلل‬
‫المعادالت‪ .‬يتﻢ إدخال البيانات في النماﺫﺝ في عملية تعرف باسﻢ استيعاب البيانات‪.‬‬
‫في النموﺫﺝ ‪ ،‬ينقسﻢ الغَلف الجوي إلى شبكة ثَلثية اْلبعاد ويتﻢ إعطاء كل نقطة وربطها في شبكة وﺫلك‬
‫لمزﺝ هذه البيانات وربطها ‪ .‬و تسمى هذه العملية بعملية الشرطية اْلولية‪ .‬ثﻢ في كل نقطة في الشبكة ‪ ،‬يتﻢ‬
‫تطبيق المعادالت الرياضية في الوقﺖ المناسب‪.‬‬
‫ومن ثﻢ تحدد المخرجات من خَلل العديد من المعالجات الستخراﺝ التوقعات المستقبلية في جميع نقاط‬
‫الشبكة‪.‬‬
‫وهنالك نموﺫجان للطقس يمكن اعتبارهما اْلكثر شهرة‪/‬‬

‫هما النموﺫﺝ اْلوروبي للمركز اْلوروبي للتنبؤ بالطقس المتوسط المدى)‪(ECMWF‬‬
‫ونموﺫﺝ نﻈام التنبؤات العالمي للخدمة الوطنية للغَلف الجوي‪(GFS).‬‬
‫وهذه النماﺫﺝ هي االكثر شيوعا والشهيرة ب النموﺫﺝ اْلوروبي والنموﺫﺝ اْلمريكي ‪ .،‬فهي نماﺫﺝ عالمية‬
‫ويمكنها تقديﻢ التوقعات في جميع أنحاء العالﻢ‪.‬‬
‫والنموﺫﺝ اْلوروبي كما هو معروف يقدم اغلب البيانات بصورة مدفوعة ‪ ..‬فهو ليس مجانيا ً ‪ ..‬اما النموﺝ‬
‫اْلمريكي فهو مجاني ومتاح للجميع‪.‬‬
‫هناك نماﺫﺝ متوسطة النطاق (مقياس دقيق) والشهيرة بالنماﺫﺝ عالية الدقة ‪ ،‬والتي تركز على مناطق‬
‫محدودة جغرافيا ‪ ..‬وتميل إلى أن تكون قادرة على التنبؤ بتفاصيل الطقس الصغيرة جدًا ‪ ،‬مثل العواصف‬
‫الرعدية ‪،‬وبصورة أفضل من النماﺫﺝ العالمية‪ .‬يُعرف الطرازان اْلكثر تفصيَلً ودقة في الواليات المتحدة‬
‫باسﻢ نﻈام التنبؤ بالمناظير في أمريكا الشمالية )‪ (NAM‬ونموﺫﺝ التجديد السريع عالي الدقة‬
‫‪(HRRR).‬‬

‫‪73 | P a g e‬‬
‫كيف تتنبأ هذه النماﺫﺝ بالطقس ولماﺫا تخرﺝ بنتائﺞ مختلفة؟‬
‫كل نموﺫﺝ يستوعب البيانات بطريقة مختلفة ويستخدم معادالت مختلفة‪ .‬باإلضافة إلى ﺫلك ‪ ،‬يعالﺞ كل نموﺫﺝ‬
‫عمليات الطقس التي تحدث بين الخَليا الشبكية ‪ -‬مثل االضطراب ونمو السحب ‪ -‬بشكل مختلف‪ .‬إﺫا وضعﺖ‬
‫بيانات أولية جيدة ودقيقة "أي تغذية النموﺫﺝ ببيانات وقراءات صحيحة " ‪ ،‬فمن اْلرجح أن تحصل على‬
‫"توقعات مستقبلية " جيدة‪.‬‬
‫ضا نﻈريات مختلفة للمعادالت اْلساسية ‪ ،‬وتطبق افتراضات مختلفة ‪ ،‬والتي يمكن أن‬ ‫ستخدم النماﺫﺝ أي ً‬
‫تؤدي إلى أخطاء‪ .‬ما زال لدى علماء اْلرصاد الجوية المزيد لتعلﻢ فيزياء الغَلف الجوي‪.‬‬
‫المنطقة الجغرافية هي عامل ﺁخر‪ .‬ولألسف ‪ ، ..‬ال يمكن لعلماء اْلرصاد الجوية والمناﺥ والطقس معرفة‬
‫كيف يكون الطقس على كوكب اْلرض بكاملة ‪ :‬وﺫلك بسبب غياب البيانات السطحية من مناطق شاسعة‬
‫وخالية مثل المحيطات والمناطق الكبيرة غير المأهولة ‪ ،‬مثل الغابات المطيرة والصحارى‪ .‬وال تزال نماﺫﺝ‬
‫الحواسيب ال تستوعب بيانات بشكل كافي‪.‬‬

‫‪74 | P a g e‬‬
‫من بين النماﺫﺝ العالمية ‪ ،‬أنتﺞ النموﺫﺝ اْلوروبي منذ فترة طويلة التوقعات اْلكثر دقة في العالﻢ ‪ ،‬في‬
‫الفترات المتوسطة‪. .‬‬
‫لكن النموﺫﺝ اْلوروبي ليس النموﺫﺝ اْلفضل في كل حالة متوقعة ‪ ،‬وقد تفوق النموﺫﺝ اْلمريكي عليه في‬
‫بعض الحاالت الهامة‪.‬‬
‫ماﺫا يحدث في حال كان هنالك اختَلف في التوقعات ما بين النموﺫﺝ اْلمريكي والنموﺫﺝ اْلوروبي ؟‬
‫لقد استخدم علماء الطقس والمناﺥ طريقة لحل هذه المشكلة وهي دمﺞ مخرجات النموﺫجين والخروﺝ‬
‫بمتوسط يقرأ بواسطة خبراء المناﺥ والمتنبﺌين الجويين لتعديل اي خطأ ولجعل المخرجات بعد الدمﺞ اكثر‬
‫منطقية ‪ ..‬ومن ثﻢ يتﻢ اخراﺝ نشرة جوية للعموم‬
‫كل نموﺫﺝ لديه إيجابيات وسلبيات‪ .‬ينﻈر المتنبﺌون الخبراء إلى النماﺫﺝ بأكملها في الوقﺖ نفسه وال يستغنون‬
‫عن أي نموﺫﺝ ‪ ،‬ويأخذون نقاط قوة كل نموﺫﺝ وحدوده في الحسبان في الحسبان عند القيام بالتنبؤات‪.‬‬
‫ما هو النموذج األوروبي ‪ ECMWF‬؟‬
‫النموذج األوروبي ‪ ECMWF:‬تقنية متقدمة لتنبؤات دقيقة لألحوال الجوية‬
‫يُعتبر النموﺫﺝ اْلوروبي ‪ECMWF (European Centre for Medium-Range Weather‬‬

‫)‪Forecasts‬أحد أبرز النماﺫﺝ العددية في مجال التنبؤ باْلحوال الجوية على مستوى العالﻢ‪ .‬يعتمد هذا‬
‫النموﺫﺝ على تكنولوجيا متقدمة ومعلومات محدثة لتوفير تنبؤات دقيقة وموثوقة حول الﻈروف الجوية في‬
‫الفترة المتوسطة النطاق (ما بين الفترة القصيرة والفترة الطويلة)‪ ،‬مما يساعد في توجيه اإلجراءات‬
‫االحترازية واتخاﺫ القرارات في مختلف القطاعات والصناعات‪.‬‬
‫تأسيس‪ECMWF‬‬
‫تأسس المركز اْلوروبي لتوقعات اْلحوال الجوية في عام ‪ ،6133‬ومقره في مدينة ريدينغ بالمملكة المتحدة‪.‬‬
‫يهدف المركز إلى تطوير نماﺫﺝ عددية متقدمة للتنبؤ باْلحوال الجوية والمناﺥ على مستوى العالﻢ ‪.‬‬
‫‪ECMWF‬هو مؤسسة دولية تضﻢ العديد من الدول اْلوروبية كأعضاء‪ ،‬وهي مشهورة بتقديﻢ تنبؤات دقيقة‬
‫على مدى متوسط (من أيام إلى أسابيع) وبالتالي تُستخدم من قبل العديد من الدول والصناعات‪.‬‬

‫‪75 | P a g e‬‬
‫كيف يعمل‪ ECMWF‬؟‬
‫‪ECMWF‬يعتمد على تحليل شامل للبيانات الجوية من مصادر متعددة‪ ،‬مثل محطات الرصد الجوي على‬
‫اْلرض‪ ،‬واْلقمار الصناعية‪ ،‬ومحطات الرصد البحري‪ .‬تُستخدم هذه المعلومات إلعداد نموﺫﺝ عددي يمثل‬
‫الغَلف الجوي بدقة عالية ويصف تفاعَلته بشكل دقيق‪.‬‬
‫يستند ‪ ECMWF‬إلى مجموعة من المعادالت الرياضية والنماﺫﺝ الفيزيائية التي تصف تدفق الهواء والتداول‬
‫الحراري وتكوين السحب وتأثير العوامل المختلفة مثل التيارات الهواء العلوية والتضاريس‪.‬‬
‫دقة وإمكانيات التنبؤ‬
‫تعتبر ‪ ECMWF‬من أفضل النماﺫﺝ في توقع اْلحوال الجوية على المدى المتوسط‪ ،‬وهو ضروري لمختلف‬
‫القطاعات‪ .‬إن دقته في التنبؤ بالﻈروف الجوية تساعد في توجيه اإلجراءات االحترازية واتخاﺫ القرارات في‬
‫مجموعة متنوعة من المجاالت‪ ،‬بما في ﺫلك الطيران‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والنقل‪ ،‬والطاقة‪ ،‬وحتى اْلمان القومي‪.‬‬
‫أهمية‪ECMWF‬‬
‫تمتلك ‪ ECMWF‬أهمية كبيرة في مجال اْلرصاد الجوية وعلﻢ المناﺥ‪ .‬إن تقديﻢ توقعات دقيقة وموثوقة‬
‫تساهﻢ في حماية حياة الناس وممتلكاتهﻢ‪ ،‬ودعﻢ القرارات االقتصادية والسياسية‪ ،‬وفهﻢ الﻈروف المناخية‬
‫وتأثيرها على البيﺌة والمجتمع‪.‬‬
‫الختام‬
‫النموﺫﺝ اْلوروبي ‪ ECMWF‬يعتبر مرجعًا عالميًا للتنبؤ باْلحوال الجوية والمناﺥ على مستوى العالﻢ‪ .‬إن‬
‫تقنياته المتقدمة ودقته العالية تجعله أداة حيوية لفهﻢ ومعالجة التحديات الجوية والمناخية التي نواجهها على‬
‫مدى العقود القادمة‪.‬‬

‫‪76 | P a g e‬‬
‫ما هو النموذج األمريكي جفس‪GFS‬‬
‫النموذج األمريكي ‪ GFS:‬توقعات دقيقة لألحوال الجوية على مستوى العالم‬
‫عندما يتعلق اْلمر بالتنبؤ باْلحوال الجوية‪ ،‬يلعب النموﺫﺝ اْلمريكي ‪GFS (Global Forecast‬‬
‫)‪ً System‬‬
‫دورا حيويًا‪ .‬تﻢ تطوير هذا النموﺫﺝ بواسطة الوكالة الوطنية للمحيطات والغَلف الجوي‬
‫اْلمريكية)‪ ، (NOAA‬وهو جزء من نﻈام النماﺫﺝ العددية العالمي)‪ ، (GFS‬الذي يُستخدم لتوقع اْلحوال‬
‫الجوية في جميع أنحاء العالﻢ‪ .‬إن الدقة والقدرة على التنبؤ بالﻈروف الجوية المستقبلية تجعل ‪ GFS‬أحد‬
‫أفضل اْلدوات لمختلف القطاعات التي تعتمد على معلومات اْلرصاد الجوية‪.‬‬
‫كيف يعمل النموذج األمريكي‪ GFS‬؟‬
‫‪GFS‬يعتمد على تحليل مستمر للبيانات الجوية المتاحة من مصادر متنوعة‪ ،‬بما في ﺫلك محطات الرصد‬
‫الجوي على اْلرض‪ ،‬واْلقمار الصناعية‪ ،‬ومحطات الرصد البحري‪ .‬يتﻢ استخدام هذه المعلومات إلعداد‬
‫نموﺫﺝ رياضي يصف حركة الغَلف الجوي والﻈروف الجوية على مراحل زمنية متعددة‪.‬‬
‫النموﺫﺝ يستند إلى العديد من القوانين والمعادالت الرياضية التي تصف العمليات الفيزيائية في الغَلف‬
‫الجوي‪ .‬هذه العمليات تشمل حركة الهواء‪ ،‬وتبادل الحرارة‪ ،‬وتكوين السحب‪ ،‬ومدى التأثير المحتمل للعوامل‬
‫المختلفة مثل التضاريس وتيارات الهواء العلوية‪.‬‬
‫دقة وإمكانيات التنبؤ‬
‫يتيح النموﺫﺝ اْلمريكي ‪ GFS‬توقع اْلحوال الجوية على مدى متغير‪ ،‬ابتدا ًء من ساعات قليلة إلى عدة أسابيع‬
‫قد ًما‪ .‬ويشمل هذا التوقع عوامل متنوعة‪ ،‬مثل درجات الحرارة‪ ،‬وسرعة واتجاه الرياح‪ ،‬وكميات اْلمطار‪،‬‬
‫والضغط الجوي‪ ،‬والرطوبة النسبية‪ ،‬والتنبؤات بالﻈروف الجوية العامة‪.‬‬
‫من خَلل تحليل المعلومات الجوية بشكل دوري ومستمر وتطوير النموﺫﺝ بشكل مستمر‪ ،‬يمكن للنموﺫﺝ‬
‫اْلمريكي ‪ GFS‬أن يوفر تنبؤات دقيقة ومفصلة‪ .‬وهذا يساعد المسؤولين الحكوميين ومحترفي اْلرصاد‬
‫الجوية على تحسين التخطيط واتخاﺫ القرارات في العديد من القطاعات‪.‬‬
‫أهمية النموذج األمريكي‪GFS‬‬
‫النموﺫﺝ اْلمريكي ‪ GFS‬له أهمية كبيرة في العديد من الجوانب‪ .‬فهو يساعد في تنبؤ اْلحوال الجوية السطحية‬
‫والعليا‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬يسهﻢ في توجيه اإلجراءات االحترازية لمكافحة الكوارث الطبيعية مثل اْلعاصير‬
‫والعواصف الثلجية والفيضانات‪ .‬إلى جانب ﺫلك‪ ،‬يساعد ‪ GFS‬في توفير توقعات دقيقة للرياح العلوية‬
‫ومناطق الضغط المنخفض والمرتفع‪ ،‬مما يساهﻢ في تحسين توجيه الطائرات وسَلمة الرحَلت الجوية‪.‬‬

77 | P a g e
‫ومن الجدير بالذكر أن هذا النموﺫﺝ يعتبر أحد أدوات البحث الهامة لفهﻢ التغيرات المناخية على المدى‬
‫ إﺫ يمكن استخدامه لتحليل البيانات المحصلة على مراحل طويلة من الزمن لفهﻢ االتجاهات المناخية‬.‫الطويل‬
.‫والتغيرات في الﻈروف الجوية على مر الزمن‬
‫الختام‬
‫ حيث يوفر توقعات دقيقة وموثوقة‬،‫ أحد أهﻢ اْلدوات في مجال اْلرصاد الجوية‬GFS ‫يُعد النموﺫﺝ اْلمريكي‬
ً
‫ ودعﻢ‬،‫بارزا في الحفاظ على سَلمة اْلرواح والممتلكات‬ ‫دورا‬
ً ‫ يلعب‬.‫لألحوال الجوية على مستوى العالﻢ‬
‫ تﻈل التحسينات‬.‫ وفهﻢ الﻈروف المناخية على المدى البعيد‬،‫القرارات في مجموعة متنوعة من الصناعات‬
.‫المستمرة والتطورات في هذا النموﺫﺝ جز ًءا مه ًما من جهودنا لفهﻢ ومواجهة التغيرات الجوية والمناخية‬
What does PWG / PWE / GFS / ECMWF / SPIRE / UKMO / HRRR/ NAM/ &
AROME stand for?
PWG: Stands for the PredictWind proprietary weather model that uses the
NCEP global initial conditions, processed through the CSIRO CCAM model to
generate the PWG forecast.
PWE: Stands for the PredictWind proprietary weather model that uses the
ECMWF global initial conditions, processed through the CSIRO CCAM model
to generate the PWE forecast.
Using the ECMWF and NCEP initial conditions (which are comparable to a
'photographic' snapshot that contains the current state of the Earth's
atmosphere)

CAPT/A.ELEMARY
78 | P a g e
GFS: Stands for Global Forecast System from NCEP. This is used by most
other weather websites/apps. We now display the GFS-FV3 model when you
see the GFS label in PredictWind. It’s the first significant upgrade to GFS in
about 40 years. Unlike the previous GFS model, GFS-FV3 is able to simulate
vertical movements such as updrafts, a key component of severe weather, at
very high resolution. So far, tests suggest that the FV3 model has more
accurate five-day forecasts, as well as better predictions of hurricane tracks
and intensification. Although the new FV3 core has shown improvements
over GFS it remains ranked 3rd for accuracy behind ECMWF(1st) and
UKMO(2nd).

CAPT/A.ELEMARY
79 | P a g e
ECMWF: Stands for European Center for Medium-Range Weather Forecasts

and is highly regarded by Meteorologists and top Navigators around the
world. The ECMWF High RES model consistently rates as the top global
weather model from a national weather service with the highest rating
scores. In March 2016 ECMWF increased the resolution of their model to a
record-breaking 9 km resolution, which is currently the highest resolution
global model available. ECMWF data has a very high acquisition cost, and this
is why the data is not widely used by many weather websites, and has been
traditionally used only by top yacht racing teams and meteorologists.

CAPT/A.ELEMARY
80 | P a g e
SPIRE: Is a truly innovative company with the largest nanosatellite network

in space. Spire uses a unique technique of measuring the earth’s atmosphere
with 3x more radio occultation data than any other commercial entity. This
gives an advantage in forecast accuracy for remote locations. The Spire model
is #1 for wind speed and direction accuracy using data from offshore weather
buoys. It is #2 behind the ECMWF for land-based weather stations.
UKMO: Otherwise known as the “Unified Model” by the UK Meteorological

Office has a long reputation as a market leader in forecast modelling. UKMO
has very similar accuracy to the ECMWF model offshore, and is slightly
behind the ECMWF & Spire models for the land based weather stations.

CAPT/A.ELEMARY
81 | P a g e
HRRR: Stands for High-Resolution Rapid Refresh and is an NOAA real-time 3-

km resolution, hourly updated, cloud-resolving, convection-allowing
atmospheric model, initialized by 3 km grids with 3 km radar assimilation.
Radar data is assimilated in the HRRR every 15 min over a 1-h period adding
further detail to that provided by the hourly data assimilation from the 13 km
radar-enhanced Rapid Refresh.
NAM: Stands for North American Mesoscale Forecast System and is one of
NOAA’s major weather models, which in this case covers most of North
America. NAM is a mesoscale model, which means that the numerical analysis
is able to model land, and other features, at a higher resolution than in a
global model, leading to improved forecast accuracy.

CAPT/A.ELEMARY
82 | P a g e
AROME: Is a small scale numerical prediction model, operational at Meteo-

France since December 2008. It was designed to improve short-range
forecasts of severe events such as intense Mediterranean precipitations
(Cévenole events), severe storms, fog, urban heat during heat waves. This
model is highly regarded by top racing navigators and beats the ECMWF
forecast.

CAPT/A.ELEMARY
83 | P a g e
Comparing the PWG/PWE forecasts allows you to gauge the confidence level
in the forecast, and adding the GFS/ECMWF/ SPIRE & UKMO forecasts take
your confidence to a new level. Generally the unique PredictWind model, and
its higher resolution will be more accurate, but with all 9 forecasts you can
have greater confidence in your forecast to make the best decision.

CAPT/A.ELEMARY
‫‪84 | P a g e‬‬
‫شرح الرموز المستخدمة في الطقس والخرائط الجوية‬
‫يتﻢ إصدار نشرات الطقس اعتمادا ً على تحليل خرائط الطقس التي يصممها الكارتوجرافيون وخبراء‬
‫اْلرصاد الجوية الذين يستخدمون للتعبير عن خصائص عناصر المناﺥ رموزا ً موضعية ﺫات مدلول كمي‬
‫ووصفي ت ُ َوقع على الخرائط بضوابط علمية جنبا ً إلى جنب مع الرسوم البيانية وخطوط التساوي المستخدمة‬
‫فى تمثيل بيانات الطقس والمناﺥ‪.‬‬
‫وتتفق مراكز االرصاد الجوية على مستوى العالﻢ فى استخدام رموز موضعية قياسية تُوقع على الخرائط‬
‫للتعبير عن حالة الجو‪ ،‬وهي مسجلة فى جداول محفوظة بتلك المراكز‪ ،‬ومناحة لمتخصصي الطقس والمناﺥ‬
‫ليسهل تحليل تلك الخرائط واعداد نشرات الطقس وتقارير المناﺥ‪ ،‬وعمل تقارير التنبؤ بالطقس لليوم التالي‬
‫أو لثَلثة أيام قادمة‬

‫‪85 | P a g e‬‬
‫أوال‪ :‬رموز التغير في الضغط الجوي‪.‬‬
‫يتﻢ رصد الضغط الجوي وتسجيله فى جداول اْلرصاد الجوية دوريا ً خَلل فتره تتراوح بين ساعة وثَلث‬
‫ساعات‪ ،‬ويتﻢ حساب الفارق فى الضغط الجوي بين الرصدة الحالية والرصدة السابقة وتسجيله في جداول‬
‫خاصة‪ ،‬ويفيد قياس التغير فى الطقس فى التعرف على تحول الطقس من حالة االستقرار (الضغط المرتفع)‬
‫إلى حالة عدم االستقرار (الضغط المنخفض)‪ ،‬والعكس‪ ،‬وكذلك فترة دوام كل حالة أو انتهائها‪ ،‬كما يرتبط‬
‫التغير فى الضغط الجوي مع التغير فى درجة حرارة الهواء‪ ،‬والتغير فى سرعة الرياح‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص السحب‪ :‬يتﻢ رصد غطاء السحب وتحديد نوعها‪ ،‬ومساحة السماء المغطاة بها‪ ،‬وارتفاعها‪،‬‬
‫وتسجيل تلك المتغيرات فى جداول اْلرصاد الجوية خَلل فترة الرصد‪ ،‬ويفيد رصد السحب وتحديد انواعها‬
‫وارتفاعاها فى التعرف على فترة سطوع الشمس‪ ،‬واحتماالت سقوط اْلمطار‪ ،‬وحدوث عواصف البرق‬
‫والرعد‪ ،‬والتنبؤ بحدوث االعاصير ويفيد التعرف على اتجاه حركتها وسرعتها فى التنبؤ بالمواقع التي سوف‬
‫تمر عليها والفقرة الزمنية التي تستغرقها للوصول إليها ومحاولة التحذير من خطورتها فى حالة ما إﺫا كانﺖ‬
‫أعاصير شديدة مثل اْلعاصير المدارية‪-6 .‬أنواع السحب ‪ Clouds Types.‬ويدل ظهور سحب السمحاق‬
‫وتدرجها إلى سمحاق طبقي وركامي على تحول الطقس من حالة االستقرار إلى حالة عدم االستقرار وت َوقع‬
‫مرور االعصار (االنخفاض الجوي)‪ ،‬كما ينذر ظهور سحب الركام الطبقي بسقوط أمطار خفيفة‪ ،‬وظهور‬
‫سحب المزن الطبقي بسقوط أمطار متوسطة‪ ،‬وظهور سحب المزن الركامي بسقوط أمطار غزيرة وحدوث‬
‫عواصف البرق والرعد‬
‫‪86 | P a g e‬‬
‫الدوامة القطبية‬
‫‪-‬وجد بحث جديد أن انخفاض متوسط درجة الحرارة العالمية (‪ 3.6‬درجة مﺌوية) خَلل ﺁخر ﺫروة جليدية‬
‫كان مرتبطا مع انحراف الدوامة القطبية جنوبًا مقارنةً بما هي عليه اليوم‪ ،‬جلب هذا االنحراف برودة شديدة‬
‫وزاد من الغَلف الجليدي العالمي‪ ،‬وارتفعﺖ كتل الجليد القارية عشرات اْلمتار عن مستوى سطح‬
‫البحر ‪.‬واليوم‪ ،‬قد نواجه ظروف الشتاء األسوأ من حيث درجات الحرارة الباردة بسبب انحراف الدوامة‬
‫القطبية جنوباً‪ ،‬فهل نشهد عصرا جليديا آخر؟‬
‫يعد تقلب الدوامة القطبية هو المحرك الرئيسي ْلعﻈﻢ موجات البرد التي تؤثر على الواليات المتحدة‬
‫وأوروبا‪ ،‬فما هي الدوامة القطبية؟ وكيف ساهمﺖ في حدوث العصر الجليدي اْلخير؟‬
‫ما هي الدوامة القطبية؟‬
‫تُعرف الدوامة القطبية )‪ (Polar Vortex‬بأنها عبارة عن نﻈام منخفض الضغط موجود بشكل شبه دائﻢ‬
‫فوق القطب الشمالي مباشرة‪ ،‬وهي منطقة كبيرة من الهواء البارد الدوار الذي يحيط بكلتا المنطقتين‬
‫القطبيتين‪.‬‬

‫‪87 | P a g e‬‬
‫بمعنى ﺁخر‪ ،‬هي تدفق للرياح عند خطوط العرض العليا‪ ،‬بحيث يؤدي هذا النﻈام الذي يتدفق حول اْلرض‪،‬‬
‫إلى ظهور خطوط متساوية ومغلقة على شكل دوائر متحدة المركز تقريبًا‪ ،‬تبدو كدوامة عندما يُنﻈر إليها‬
‫من فوق القطب الشمالي مباشرة‪.‬‬
‫وقد يستخدم مصطلح أبسط وأكثر عمومية بدال من الدوامة القطبية‪ ،‬وهو الجبهة القطبية ‪(Polar‬‬
‫)‪ ،Front‬إﺫ تفصل الجبهة القطبية بشكل مثالي الهواء البارد في القطب الشمالي عن الهواء شبه االستوائي‬
‫ً‬
‫اعتداال في خطوط العرض الوسطى ‪.‬‬ ‫اْلكثر‬
‫‪ADVERTISING‬‬
‫ويمكن النﻈر إلى الدوامة القطبية على أنها نﻈام دوران بارد ومستقر موجود بشكل شبه دائﻢ‪ ،‬ويصف‬
‫ظاهرتين متميزتين هما‪ :‬الدوامة القطبية الستراتوسفيرية‪ ،‬والدوامة القطبية التروبوسفيرية‪.‬‬
‫الدوامة القطبية الستراتوسفيرية‪(Stratospheric Polar Vortex):‬‬
‫عبارة عن نﻈام ضغط منخفض واسع النطاق ينشط بشكل خاص في فصل الشتاء البارد‪ ،‬وتقع الرياح‬
‫كيلومترا‪ .‬تقوى الدوامة القطبية الستراتوسفيرية وتمتد‬
‫ً‬ ‫الدوارة عالية السرعة على ارتفاع ما بين ‪33 - 63‬‬
‫في الخريف وتتقلص في الربيع‪ ،‬وتغيب في الصيف ْلن نشأتها الخريفية ناتجة عن الهواء البارد المتكون في‬
‫مناطق القطب الشمالي‪.‬‬

‫‪88 | P a g e‬‬
‫الدوامة القطبية التروبوسفيرية‪(Tropospheric Polar Vortex):‬‬
‫تُعرف على أنها المنطقة القطبية للتيار النفاث التروبوسفيري ‪ ،Jet Stream‬والتي تمتد من اْلرض‬
‫كيلومترا‪ ،‬وهي موجودة على مدار السنة‪ ،‬على عكس الدوامة القطبية‬
‫ً‬ ‫وحتى ارتفاع حوالي ‪63 -63‬‬
‫الستراتوسفيرية‪ ،‬لكن يمكن أن تُعرض اْلحداث المؤقتة وجودها للخطر‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬قد يتسبب‬
‫تجزئها وهبوطها باتجاه خطوط العرض الوسطى في سيادة البرد الشديد في أوروبا أو الواليات المتحدة‪.‬‬
‫حركة الدوامة القطبية‬
‫يمكن تخيل منطقة الضغط المنخفض للدوامة القطبية على أنها قمة كبيرة على ارتفاع عال مع حركة دورانية‬
‫عكس اتجاه عقارب الساعة‪ ،‬تتمحور حول القطب الشمالي‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬في طبقة التروبوسفير‪ ،‬يكون‬
‫نﻈام الضغط السائد هو الضغط العالي‪ .‬كلما زادت سرعة الدوران وزادت كثافة الدوامة‪ ،‬انخفض احتمال‬
‫نزول البرد القطبي باتجاه خطوط العرض الوسطى‪.‬‬
‫وإﺫا ضعفﺖ الدوامة القطبية‪ ،‬فإن التيار النفاث )‪ (Jet Stream‬يميل إلى أن يكون أكثر تعر ًجا‪ ،‬هذا يسمح‬
‫للهواء البارد في القطب الشمالي بالهبوط فجأة في خطوط العرض التي تؤثر على أمريكا الشمالية أو أوروبا‬
‫الغربية‪.‬‬
‫وفي بعض اْلحيان تتعمق دوامة الستراتوسفير نحو اْلسفل محدثة دوامة تروبوسفيرية‪ ،‬بحيث يغذي كل‬
‫منهما اَلخر‪.‬‬

‫‪89 | P a g e‬‬
‫قياس شدة الدوامة القطبية‬
‫يتﻢ قياس شدة الدوامة القطبية بواسطة تذبذب القطب الشمالي )‪ (Arctic Oscillation‬أو كما يرمز له‬
‫)‪ ،(AO‬والذي يرتبط بشكل وثيق مع تذبذب شمال األطلسي ‪(North Atlantic‬‬
‫)‪Oscillation‬أو)‪ ، (NAO‬والذي يعتمد على االختَلفات في الضغط الجوي بين أيسلندا وجزر اْلزور‪.‬‬

‫‪90 | P a g e‬‬
‫وفي المحيط الهادئ‪ ،‬تذبذب شمال المحيط الهادئ )‪ (North Pacific Oscillation‬أو )‪ (NPO‬هو‬
‫تذبذب للضغط الجوي ودرجة حرارة سطح البحر في شمال المحيط الهادئ‪ ،‬والذي يعتبر من بين العوامل‬
‫التي تؤثر على درجة حرارة الشتاء في معﻈﻢ أنحاء أمريكا الشمالية‪.‬‬
‫يرتبط مؤشر ‪ NPO‬المنخفض بالرياح الجنوبية على طول الساحل الغربي ْلمريكا الشمالية‪ ،‬والتي تميل‬
‫إلى جلب هواء أكثر دفﺌًا إلى المنطقة‪ ،‬ويجلب مؤشر ‪ NPO‬العالي تدفق هواء شمالي‪ ،‬مع الحركة المقابلة‬
‫في منطقة الهواء البارد شبه القطبي‪.‬‬
‫لذلك فإن الدوامة القطبية هي نﻈام جوي ومناخي يجب مراقبته طوال الوقﺖ‪ ،‬خاصة مثَل عندما يحدث‬
‫االحترار الستراتوسفيري المفاجئ)‪ ، (Sudden Stratospheric Warming‬والذي يزعزع الدوامة‬
‫القطبية‪.‬‬

‫‪91 | P a g e‬‬
‫ففي غضون أسابيع قليلة من االحترار الستراتوسفيري المفاجئ‪ ،‬يتجه هواء القطب الشمالي بسرعة كبيرة‬
‫نحو خطوط العرض الجنوبية‪ ،‬مما يؤدي إلى تفشي البرد مع انخفاض كبير في درجات الحرارة‪ ،‬ومع ﺫلك‪،‬‬
‫فإن القضية الرئيسية مرتبطة بحقيقة أنه عندما يحدث االحترار الستراتوسفيري المفاجئ‪ ،‬فنحن على يقين‬
‫تقريبًا من أنه سيكون هناك تحرك هواء القطب الشمالي البارد باتجاه خطوط العرض الجنوبية‪ ،‬لكن يصعب‬
‫تحديد المنطقة بدقة التي سيؤثر عليها البرد‪ ،‬بحيث تصل أحيانا إلى الواليات المتحدة أو أوروبا الغربية‪.‬‬
‫ومن الناحية العملية‪ ،‬فإن انزياح الدوامة القطبية نحو الجنوب ‪ ،‬كما حدث في مناسبات عديدة في الماضي‪،‬‬
‫يعيد أوروبا والواليات المتحدة إلى الﻈروف الجوية التي سادت خَلل ﺁخر ﺫروة جليدية ‪(Last Glacial‬‬
‫‪Maximum).‬‬

‫‪92 | P a g e‬‬
‫كيف كانت ذروة العصر الجليدي األخير على األرض‬
‫يشير مصطلح "ﺁخر ﺫروة جليدية" أو الحد اْلقصى الجليدي اْلخير )‪ (Last Glacial Maximum‬إلى‬
‫ﺁخر وقﺖ كانﺖ فيه الصفائح الجليدية في أقصى امتداد لها على اْلرض‪ ،‬وﺫلك كان خَلل العصر الجليدي‬
‫اْلخير‪ .‬تُﻈهر الصورة أدناه توزيع الصفائح الجليدية واْلنهار الجليدية التي كانﺖ خَلل ﺁخر ﺫروة جليدية‬
‫في نصف الكرة الشمالي‪.‬‬
‫في دراسة حديثة نُشرت في المجلة العلمية المرموقة "ناتشر)‪ ،" (Nature‬حسب العلماء كيف كان متوسط‬
‫درجة الحرارة العالمية خَلل ﺁخر ﺫروة جليدية قبل حوالي عشرين ألف سنة‪ ،‬حيث استخدم فريق البحث‬
‫نماﺫﺝ تربط البيانات من أحافير العوالق المحيطية بدرجة حرارة سطح البحر‪ ،‬وتﻢ ربط البيانات اْلحفورية‬
‫بمحاكاة نماﺫﺝ المناﺥ َلخر ﺫروة جليدية‪ ،‬للتنبؤ بما كان عليه المناﺥ‪.‬‬
‫وقام فريق العلماء بحساب توازن حساسية المناﺥ)‪ ، (Equilibrium Climate Sensitivity‬حيث‬
‫تُعرف حساسية المناﺥ بأنها مقياس لمدى برودة مناﺥ اْلرض أو ارتفاع درجة حرارته بعد حدوث تغير في‬
‫نﻈام المناﺥ‪ ،‬مثل مقدار ارتفاع درجة الحرارة بعد تضاعف تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الجو ‪.‬‬

‫‪93 | P a g e‬‬
‫تﻢ حساب توازن حساسية المناﺥ عند ‪ 5.5‬درجة مﺌوية‪ ،‬عندما كانﺖ مستويات الكربون خَلل العصر‬
‫الجليدي حوالي ‪ 663‬جز ًءا في المليون‪ ،‬ثﻢ ارتفعﺖ إلى حوالي ‪ 063‬جز ًءا في المليون خَلل الهولوسين‬
‫(ﺁخر عصر جليدي) ‪ ،‬ووصلﺖ اَلن إلى ‪ 561‬جز ًءا في المليون‪.‬‬
‫خَلل ﺫروة العصر الجليدي اْلخير‪ ،‬كانﺖ درجة حرارة اْلرض المحسوبة بهذه الطريقة على اْلرجح ‪3.6‬‬
‫درجة مﺌوية (‪ 51‬درجة فهرنهايﺖ)‪ ،‬بانخفاض يساوي ‪ 1.6-‬درجة مﺌوية مقارنة بفترة ما قبل الصناعة ( ما‬
‫قبل عام ‪ ،)6633‬بينما كان متوسط درجة الحرارة العالمية في القرن العشرين ‪ 65‬درجة مﺌوية‪ ،‬ومتوسط‬
‫درجة حرارة اْلرض الحالية تقترب اَلن من ‪ 63‬درجة مﺌوية‪.‬‬
‫في الوقﺖ الحاضر‪ ،‬مع تأثير ظاهرة االحتباس الحراري‪ ،‬تتأثر بعض مناطق الكوكب بشكل مختلف بتغير‬
‫المناﺥ‪ ،‬لذلك بردت مناطق القطب الشمالي من الكوكب بمقدار الضعف خَلل ﺫروة العصر الجليدي اْلخير‪،‬‬
‫بحيث كانﺖ درجة الحرارة أقل بنحو ‪ 65‬درجة مﺌوية عن اليوم‪ ،‬وتأثرت كذلك المناطق الجبلية‪ ،‬وربما‬
‫بردت جبال اْللب اْلوروبية بنحو ‪ 63‬درجات مﺌوية مقارنة بقيﻢ ما قبل الصناعة ‪.‬‬
‫أدى المناﺥ اْلكثر برودة بَل ريب إلى استجابة الغَلف الجليدي للكوكب‪ ،‬حيث توسعﺖ الصفائح الجليدية‬
‫وتشكلﺖ طبقات جديدة‪ .‬وفي شمال أوروبا ‪ ،‬غطﺖ الصفيحة الجليدية اْلوراسية الدول االسكندنافية‪ ،‬وجزء‬
‫من شمال أوروبا‪ ،‬وجزء من الجزر البريطانية حتى أيرلندا‪.‬‬
‫تأثرت أوروبا الوسطى بالكامل باْلرض المتجمدة والتربة الصقيعية التي بلغ عمقها في بعض الحاالت مﺌات‬
‫اْلمتار‪ ،‬وتشير التقديرات إلى أن الطبقة الجليدية اْلوراسية بلغ سمكها اْلقصى حوالي ‪ 5333‬متر (‪1633‬‬
‫قدم)‪.‬‬
‫حتى اليوم‪ ،‬وبسبب وزن هذه الكتلة الجليدية الهائلة‪ ،‬تتعرض الدول االسكندنافية في الجزء القاري‬
‫االسكندنافي إلى ظاهرة توازن ضغط القشرة اْلرضية)‪ ، (Isostasy‬أي تستمر القشرة اْلرضية في‬
‫االرتفاع ببطء خاصة في المنطقة الوسطى حيث كان الغطاء الجليدي أكثر سم ًكا‪.‬‬

‫‪94 | P a g e‬‬
‫حدث نفس الشيء في أمريكا الشمالية‪ ،‬كان سمك الغطاء الجليدي في أمريكا الشمالية حوالي ‪ 5‬كيلومترات‬
‫وغطى أمريكا الشمالية من القطب الشمالي الكندي وصوالً إلى والية ميسوري اْلمريكية الحديثة‪.‬‬
‫اندفعﺖ الصفيحة الجليدية ْلمريكا الشمالية جنوبًا إلى خط عرض سياتل وبسمارك وماديسون ونيويورك‪،‬‬
‫وامتد جزء بالقرب من الساحل الشرقي للواليات المتحدة في خط العرض إلى مدن إنديانابوليس وكولومبوس‬
‫وبيتسبرغ‪.‬‬
‫ولكن وجود الصفائح الجليدية الكبيرة هو الذي أدى إلى تغيير الدوران العالمي العام‪ ،‬فضَلً عن حجﻢ الجليد‬
‫البحري‪ .‬ففي المحيط اْلطلسي‪ ،‬أحاط الجليد البحري بكامل جرينَلند وأيسلندا‪ ،‬ووصل الجليد البحري‬
‫الموسمي إلى سواحل فرنسا وأحيانًا شمال إسبانيا‪ .‬وفي المحيط الهادئ‪ ،‬حاصر الجليد البحري بالكامل جزر‬
‫ألوشيان في أالسكا‪ ،‬وربطﺖ مساحة شاسعة من اليابسة‪ ،‬تسمى ‪ ، Beringia‬سيبيريا بأالسكا‪.‬‬

‫‪95 | P a g e‬‬
‫وقد ساهﻢ ﺫلك في نمو اْلنهار الجليدية في جبال اْللب اْلوروبية بفضل زيادة هطول اْلمطار‪ ،‬ودخلﺖ‬
‫الرطوبة البحر اْلبيض المتوسط من الغرب بفضل الجبهة القطبية الجنوبية المتحولة‪ ،‬لتتغذى بهذه الطريقة‬
‫اْلنهار الجليدية في جبال اْللب‪.‬‬

‫‪96 | P a g e‬‬
‫ما الذي يسبب العصر الجليدي؟‬
‫ترتبط أسباب العصور الجليدية بشكل خاص بالتأثيرات الفلكية‪ ،‬إﺫ أدت االختَلفات في االنحراف والميل‬
‫المحوري لألرض‪ ،‬إلى تباين دوري في اإلشعاع الشمسي الذي يصل إلى اْلرض‪ ،‬مما يؤثر بقوة على أنماط‬
‫مناﺥ اْلرض‪ ،‬ويؤدي التذبذب الدوري إلى حدوث تجمعات جليدية كل ‪ 633‬ألف سنة‪.‬‬
‫يكمل محور اْلرض دورة تذبذبية )‪ (precession cycle‬كل ‪ 01‬ألف سنة‪ ،‬ويكمل المدار اإلهليلجي‬
‫دورة واحدة كل ‪ 00‬ألف سنة‪ ،‬كما تختلف الزاوية بين محور اْلرض والخط الطبيعي للمستوى المداري‬
‫بشكل دوري بين ‪ 00.3‬درجة و ‪ 05.3‬درجة خَلل فترة ‪ 56‬ألف سنة‪.‬‬

‫‪97 | P a g e‬‬
‫تؤدي التأثيرات المجتمعة لهذه األنواع الثالثة من الدورات المدارية إلى اختالف كمية الطاقة الشمسية‬
‫التي تصل إلى األرض في مواسم مختلفة‪ ،‬خاصة عند خطوط العرض العليا‪.‬‬
‫خَلل العصر الجليدي يسود الطقس البارد مع انحراف الدوامة القطبية نحو الجنوب‪ ،‬يزداد تساقط الثلوﺝ‬
‫ويقل معدل ﺫوبانها في فصول الصيف القصيرة‪ ،‬مما يتسبب في تجميد كميات هائلة من المياه العذبة في‬
‫الجليد القاري‪.‬‬
‫ويساعد العصر الجليدي في النهاية‪ ،‬على إزالة جزء من ماء الغَلف الجوي من الدورة الهيدرولوجية‬
‫لألرض‪ ،‬والنتيجة المباشرة هي انخفاض مستوى سطح البحر على مستوى العالم‪.‬‬

‫‪98 | P a g e‬‬
‫(تظهر الصورة مناطق اليابسة (باللون األحمر) والتي ظهرت خالل ذروة العصر الجليدي األخير في‬
‫أوروبا بسبب انخفاض مستوى البحر)‬
‫لذلك‪ ،‬فإن الدوامة القطبية هي بنية أرصاد جوية ومناخية معروفة جيدًا اليوم‪ ،‬مرتبطة بالبرد القارس والثلﺞ‬
‫والعواصف الثلجية التي يجلبها معه‪.‬‬
‫عنصرا أساسيًا في تعديل التغيرات في تاريخ مناﺥ اْلرض‬

‫ً‬ ‫شكلﺖ الدوامة القطبية‪ ،‬في الماضي ‪،‬‬
‫ضا للتغيرات في البارامترات المناخية‪ .‬على وجه الخصوص‪ ،‬تميزت ‪ 0.31‬مليون سنة‬ ‫واستجابﺖ أي ً‬
‫الماضية بسلسلة من العصور الجليدية العودية وفترات أقصر بين العصور الجليدية‪.‬‬
‫واليوم‪ ،‬يمكننا تجربة بعض الﻈروف التي سادت خَلل العصر الجليدي اْلخير‪ ،‬بفضل االنحراف الجنوبي‬
‫للدوامة القطبية‪ ،‬فللدوامة القطبية القدرة على أن تحضر لنا خَلل وقﺖ قصير‪ ،‬بعض الﻈروف التي كانﺖ‬
‫اْلرض تشهدها قبل ‪ 03‬ألف عام‪.‬‬

99 | P a g e

CAPT/A.ELEMARY
100 | P a g e

CAPT/A.ELEMARY
101 | P a g e

CAPT/A.ELEMARY
102 | P a g e

CAPT/A.ELEMARY
103 | P a g e

CAPT/A.ELEMARY
104 | P a g e

CAPT/A.ELEMARY
105 | P a g e

CAPT/A.ELEMARY
106 | P a g e

CAPT/A.ELEMARY
107 | P a g e

CAPT/A.ELEMARY
108 | P a g e

CAPT/A.ELEMARY

Summary of Earth Winds Ed 2024

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

You might also like

Summary of Earth Winds Ed 2024

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

Summary of Earth Winds Ed 2024

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

2024

Summary of Earth Winds

‫‪60‬‬ ‫تكنولوجيا التنبؤات الجويه‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫ار َوا ْل ُف ْل ِك‬ ‫ي ِل َوالنهَ ِ‬‫ف الل ْ‬ ‫ض َو ْ‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫وتتخلص هذه العوامل في ما يلي ‪-:‬‬

‫اختَلف مقدار اإلشعاع الشمسي‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الدورة العامة للهواء‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫تطور نﻈريات الدورة الهوائية الطولية‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫حقيقة‪ ،‬إن المناﻃق المدارية تتلقى قدرا أكبر من الطاقة‬

‫ومن ثﻢ تجري عملية تبادل الطاقة عن ﻃريق نقل الفائض من‬

‫في غياب عملية التبادل لن تتوقف المناﻃق المدارية عن‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫‪ ‬نﻈرية هادلي‪( Hadley ) :‬‬

‫‪ ‬خلية هادلي و عملية الحمل الحراري‬

‫يعتبر هادلي أن الرياح ال تكمل دورتها أو ﻃريقها‬

‫‪ ‬المناﻃق المدارية و الشبه مداريه‬

‫لتنزل إلى سطح اْلرض و تأخذ مسارها نحو‬

‫نَلحﻆ هنا أن الجديد بالنسبة لنﻈرية المدخنة‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫فريلعالﻢ أرصاد أمريكي‪ ،‬في منتصف القرن ‪ 61‬و‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫نﻈرية ِفريل كانﺖ منطلقا للنﻈريات الحديثة التي تلتها كنﻈرية‬

‫نﻈرية روسبي‪( Rossby ) :‬‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫أو قانون اتجاه الرياح حسب مراكز الضغط الجوي‬

‫قانون انحراف اْلجسام ل‪Bullot Buys -‬‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫منطقة الجبهة مدارية ‪ ZCIT‬على صور اْلقمار االصطناعية‬

‫ﺝ ‪ -‬في المناﻃق ﺫات العروض المعتدلة‪ : 53°-53° ،‬حركات‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫‪ ‬المنخفض االسَلندي جزﺀ من حزام الجبهة القطبية ‪.‬‬

‫فماﺫا يحدث في اْلجواﺀ العليا؟‬

‫الدورة الهوائية الطولية في نصف الكرة اْلرضية‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫الدورة الهوائية النطاقية‪:‬‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫خلية ولكر فوق المحيط الهادي‬

‫‪ ‬الخلية الهندية والخلية اإلفريقية‬

‫ا ‪ -‬اْلشعة الشمسية التي تمد كوكب اْلرض بالطاقة الحرارية‪.‬‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫هﺫه الدورة تعرف وضعيتين حسب السنوات‪.‬‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫قياس سرعة الرياح‬

‫تقسﻢ الرياح الدائمة إلى عدة أقسام هي‪:‬‬

‫الرياح التجارية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الرياح العكسية‪/‬الغربية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الرياح القطبية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫ما هي الرياح التجارية؟‬

‫ما هي الرياح العكسية‪/‬الغربية؟‬

‫ما هي الرياح القطبية؟‬

‫‪Summary of Earth Winds‬‬

‫ما هي الرياح الموسمية؟‬

‫الرياح الموسمية (أو الموسميات) نوع من الرياح يتشكل بسبب‬