Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫خطبة جمعة‬

‫احلمد هلل م دِّبر الليايل واأليام‪ ،‬ومص ِّر ف الشهور واألعوام‪ ،‬امللك القدوس السالم‪،‬‬
‫املتفِّر د بالعظمة والبقاء والَّدوام‪ ،‬املتنِّز ه عن النقائض ومشاهبة األنام‪ ،‬يرى ما يف داخل‬
‫العروق وبواطن العظام‪ ،‬ويسمع خفَّي الصوت ولطيف الكالم‪.‬‬

‫وأشهد أن ال اله إال اهلل‪ ،‬وأشهد أن حممدا عبده ورسوله أفضل األنام‪ ،‬صلى اهلل علي ه‬
‫وسلم وعلى آله وأصحابه والتابعني هلم بإحسان على الدوام‪ ،‬وسلم تسليًم ا كثًريا‪.‬‬

‫أما بعد أيها المسلمون عباد اهلل‪:‬‬

‫إن إخالص العمل من أوجب الواجبات‪ ،‬ومن أبر الطاعات‪ ،‬وهو أساس لكل عمل‬
‫صاحل إذا خال العمل من اإلخالص‪ ،‬فال قيمة له وال ثواب له يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬بل‬
‫إن ع دم اإلخالص داخ ل يف مس مى الش رك‪ ،‬بل ه و حمب ط للعم ل‪ ،‬كم ا ج اء يف‬
‫احلديث القدسي‪ « :‬يقول اهلل عز وجل من عمل عماًل أشرك معي فيه غريي تركته‬
‫وشركه » ([‪،)]1‬‬

‫ولق د ح ذر من ه س بحانه يف حمكم كتابه‪ ،‬خماطًب ا نبي ه حمم ًد ا ‪ r‬وه و خط اب ألمت ه‬


‫{ َلَقْد ُأوِح ِإَل َك ِإىَل اَّلِذ ي ِم ِلَك َلِئ َأْش ْك َل َطَّن ُل َك َلَتُك وَنَّن ِم‬
‫َن‬ ‫َن ْن َقْب ْن َر َت َيْح َب َعَم َو‬ ‫َي ْي َو‬ ‫َو‬
‫اَخْلاِس ِر يَن (‪َ )65‬بِل الَّلَه َفاْع ُبْد َو ُك ْن ِم َن الَّشاِكِر يَن } [الزمر‪.]66 ،65 :‬‬

‫‪1‬‬
‫وإن عدم اإلخالص يف العمل هو الشرك الذي حذر اهلل منه‪ ،‬وحذر منه رسول اهلل ‪r‬‬
‫‪ ،‬وأخرب اهلل جال وعال أنه ال يغفر أن يشرك به ‪ ،‬ويغفر ما دون ذلك ملن يشاء‪.‬‬

‫وإن الشرك على نوعني‪ :‬ش رك أكرب خمرج من املل ة‪ ،‬وه و أن يصرف العبد لغ ري اهلل‬
‫نوًع ا من أنواع العبادة الواجبة هلل وحده‪.‬‬

‫وهن اك ن وع آخ ر من الش رك‪ ،‬وه و الش رك اخلفي‪ ،‬ال ذي ه و أخط ر م ا يك ون على‬


‫األم ة‪ ،‬وه و الري اء‪ ،‬وإن ك ان قليل ه ال خيرج من املل ة‪ ،‬ولكن م ا أعظم خط ره‪ ،‬وم ا‬
‫أخوفه على الصاحلني‪ ،‬كما قال عليه الصالة والسالم يف احلديث الذي رواه اإلمام‬
‫أمحد‪«:‬أال أخ ربكم مبا ه و أخ وف عليكم عن دي من املس يح ال دجال»؟ ق الوا‪ :‬بلى‪،‬‬
‫قال‪ « :‬الشرك اخلفي أن يقوم الرجل يصلي‪ ،‬فيزين صالته؛ ملا يرى من نظر رجل »‬
‫([‪. )]2‬‬

‫إن هذا هو الرياء الذي خافه ‪ r‬على أمته‪ ،‬بل خافه على الصاحلني؛ ألنه ‪ r‬خاطب به‬
‫ِم‬
‫أص حابه‪ ،‬وق د ق ال اهلل ع ز وج ل { ُق ْل ِإَمَّنا َأَن ا َبَش ٌر ْثُلُك ْم ُي وَح ى ِإَّيَل َأَمَّنا ِإُهَلُك ْم ِإَل ٌه‬
‫َو اِح ٌد َفَم ْن َك اَن َيْر ُج و ِلَق اَء َر ِّبِه َفْلَيْع َم ْل َعَم اًل َص اًحِلا َو اَل ُيْش ِر ْك ِبِعَب اَدِة َر ِّبِه َأَح ًد ا }‬
‫[الكهف‪.]110 :‬‬

‫‪2‬‬
‫فالعمل الصاحل هو ما شرعه اهلل يف كتابه‪ ،‬ورسوله صلى اهلل عليه وسلم يف سنته‪،‬‬
‫ومن شرطه أن يكون خالًص ا لوجه اهلل الكرمي‪ ،‬ال رياء فيه‪ ،‬وال مسعة‪.‬‬

‫وملا جاء رجل إىل عبادة بن الصامت رضي اهلل عنه فقال‪ :‬أنبئين عما أسألك عنه‪،‬‬
‫أرأيت رجاًل يصلي‪ ،‬يبتغي وجه اهلل‪ ،‬وحيب أن حيمد‪ ،‬ويصوم يبتغي وجه اهلل‪ ،‬وحيب‬
‫أن حُي م د‪ ،‬ويتص دق يبتغي وج ه اهلل‪ ،‬وحيب أن حُي م د‪ ،‬وحيج يبتغي وج ه اهلل‪ ،‬وحيب‬
‫أن حُي مد‪ ،‬فقال له عبادةرضي اهلل عنه‪ « :‬ليس له شيء‪ ،‬إن اهلل تعاىل يقول‪ :‬أنا خري‬
‫شريك‪ ،‬فمن كان له معي شريك‪ ،‬فهو له كله‪ ،‬ال حاجة يل فيه»‪.‬‬

‫وروى اإلمام أمحد عن أيب هريرة رضي اهلل عنه عن النيب صلى اهلل عليه وسلم يرويه‬
‫عن ربه جال وعال أنه قال‪ « :‬أنا خري الشركاء‪ ،‬فمن عمل عماًل أشرك فيه غريي‪،‬‬
‫فأنا بريء منه‪ ،‬وهو للذي أشرك » ([‪.)]3‬‬

‫وروى اإلمام أمحد عن حممود بن لبيد أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪ « :‬إن‬
‫أخوف ما أخاف عليكم‪ :‬الشرك األصغر ‪ ،‬قالوا‪ :‬وما الشرك األصغر يا رسول اهلل ؟‬
‫قال‪ (( :‬الرياء‪ ،‬يقول اهلل عز وجل هلم يوم القيامة إذا جزى الناس أعماهلم‪ :‬اذهبوا‬
‫إىل الذين كنتم تراؤون يف الدنيا‪ ،‬فانظروا هل جتدون عندهم جزاًءا » ([‪.)]4‬‬

‫‪3‬‬
‫وروى أبو يعلى عن ابن مسعود رض ي اهلل عنه قال‪ :‬ق ال رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه‬
‫وسلم ‪ (( :‬من أحسن الصالة حني يراه الناس‪ ،‬وأساءها حيث خيلو ‪ ،‬فتلك استهانة‬
‫استهان هبا ربه جال وعال‪.‬‬

‫عب اد اهلل‪ :‬إن اإلخالص س ر عظيم‪ ،‬يقذف ه اهلل يف قل وب من اص طفى من عب اده‪،‬‬


‫ليقودهم به إىل جالئل األعمال‪ ،‬وحيببهم يف أحسن الفعال‪ ،‬يبعث فيهم اهلمم العالية‪،‬‬
‫والعزمية الص ادقة‪ ،‬واإلرادة القوي ة‪ ،‬وي ريب فيهم روًح ا طيب ة ط اهرة‪ ،‬وض مًريا س ليًم ا‬
‫حًيا‪ ،‬فهو الذي يربئ العمل من العيوب‪ ،‬وخيلصه من املساوئ والذنوب‪ ،‬وهو عماد‬
‫األعمال‪ ،‬وسر النجاح‪ ،‬فما هنضت أمة من األمم إال على أس اس اإلخالص‪ ،‬الذي‬
‫ميلك قلوهبا‪ ،‬فيوحد صفوفها‪ ،‬وجيمع كلمتها‪ ،‬ويكسبها سداًدا يف العمل وإحكاًم ا‪،‬‬
‫ويورثها نصًر ا على األمم وجناًح ا‪.‬‬

‫أما عدم اإلخالص واالتصاف بالرياء فهو سبب حلرمان أصحابه من النجاح العملي‬
‫يف أم ور دينهم ودني اهم‪ ،‬ألن ه مب ين على اخلداع واملراوغ ة‪ ،‬وخمالف ظ اهره لباطن ه‪،‬‬
‫ِع‬ ‫ِجَي‬ ‫ٍب ِق ٍة‬
‫فهو{َك َسَر ا ِب يَع ْحَيَس ُبُه الَّظْم آُن َم اًء َح ىَّت ِإَذا َج اَءُه ْمَل ْد ُه َش ْيًئا َو َو َج َد الَّل َه ْنَد ُه‬
‫َفَو َّفاُه ِح َس اَبُه َو الَّلُه َس ِر يُع اِحْلَس اِب } [النور‪.]39 :‬‬

‫نعم إن اهلل حياس ب عب اده ي وم القيام ة على حس ب ني اهتم وإخالص هم يف أعم اهلم‪،‬‬
‫فهو سبحانه الذي يعلم السر وأخفى‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫فقد جاء يف احلديث الصحيح عن أيب هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ‪ « :‬إن أول الناس يقضي عليه يوم القيامة رجل استشهد يف سبيل اهلل‬
‫ف أيت به‪ ،‬فعرف ه نعم ه‪ ،‬فعرفه ا‪،‬ق ال‪ :‬فم ا عملت فيه ا؟ ق ال‪ :‬ق اتلت في ك ح ىت‬
‫استش هدت‪ ،‬ق ال‪ :‬ك ذبت‪ ،‬ولكن ك ق اتلت‪ ،‬ألن يق ال ج ري‪ ،‬فق د قي ل‪ ،‬مث أم ر به‪،‬‬
‫فس حب على وجه ه‪ ،‬ح ىت ألقي يف الن ار‪ .‬ورج ل تعلم العلم وعلم ه‪ ،‬وق رأ الق رآن‪،‬‬
‫ف أيت به‪ ،‬فعرف ه نعم ه‪ ،‬فعرفه ا‪ ،‬ق ال‪ :‬فم ا عملت فيه ا؟ ق ال‪ :‬تعلمت العلم وعلمت ه‪،‬‬
‫وق رأت الق رآن‪ ،‬ق ال‪ :‬ك ذبت‪ ،‬ولكن ك تعلمت ليق ال ه و ع امل‪ ،‬وق رأت ليق ال ه و‬
‫قارئ‪ ،‬فقد قيل‪ ،‬مث أمر به‪ ،‬فسحب على وجهه‪ ،‬حىت ألقي به يف النار‪ .‬ورجل وسع‬
‫اهلل عليه‪ ،‬وأعطاه من أصناف املال‪ ،‬فأيت به‪ ،‬فعرفه نعمه‪ ،‬فعرفها‪ ،‬فقال‪ :‬فما عملت‬
‫فيه ا؟ فق ال‪ :‬م ا ت ركت من س بيل حتب أن ينف ق فيه ا إال أنفقت فيه ا ل ك‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫كذبت‪ ،‬ولكنك فعلت ليقال هو جواد‪ ،‬فق قيل‪ ،‬مث أمر به‪ ،‬فسحب على وجهه‪،‬‬
‫حىت ألقي يف النار » رواه اإلمام مسلم‪.‬‬

‫عب اد اهلل‪ :‬إن املوف ق ه و ال ذي يعم ل العم ل خالًص ا لوج ه اهلل‪ ،‬ال ألج ل اخلل ق وال‬
‫ألج ل النفس‪ ،‬وإال دخ ل علي ه ش يء من حمب ة الثن اء أو تش وق إىل ح ظ من حظ وظ‬
‫ال دنيا ‪ .‬إن ه ينبغي للم ؤمن أن حيرص على إخف اء أعمال ه الص احلة من النواف ل؛ ألن‬
‫اجلزاء عن د من يعلم الس رائر ال إل ه إال ه و لكن إذا ت رجحت مص لحة إظه ار العم ل‬
‫على إخفائ ه لغ رض ص حيح‪ ،‬ك أن حيص ل االقت داء به يف الص دقات أو الزك وات‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫ويبادر الناس إىل التأسي واالقتداء به‪ ،‬فقد قال اهلل ‪ِ { : U‬إْن ُتْبُد وا الَّصَد َقاِت َفِنِعَّم ا‬
‫ِه َي َو ِإْن ْخُتُفوَه ا َو ُتْؤ ُتوَه ا اْلُفَق َر اَء َفُه َو َخ ْيٌر َلُك ْم } [البقرة‪.]271 :‬‬

‫أعاذنا اهلل وإياكم من الرياء والنفاق‪ ،‬ومن سيء األعمال واألخالق‪ ،‬ونفعين وإياكم‬
‫بالذكر احلكيم‪ ،‬وهبدي سيد املرسلني‪ ،‬أقول قويل هذا وأستغفر اهلل يل ولكم ولسائر‬
‫املسلمني من كل ذنب فاستغفروه‪ ،‬إنه هو الغفور الرحيم‪.‬‬

‫أول اخلطبة الثانية‬

‫احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه‬

‫أما بعد‪ :‬فاتقوا اهلل عباد اهلل وأطيعوه‪،‬واسلكوا سبيل عباده الصاحلني‪ ،‬الذين يعبدونه‬
‫على بصرية‪ ،‬وعلم‪ ،‬وصراط مستقيم‪ ،‬وإخالص هلل يف أعماهلم وأقواهلم‪،‬‬

‫واحذروا عباد اهلل من الرياء والسمعة فيما تقومون به من صاحل األعمال‪ ،‬فإن النيب ‪r‬‬
‫ق د ح ذر من ذل ك غاي ة التح ذير‪ ،‬كم ا ج اء يف ح ديث مع اذ بن جب ل ‪ t‬ق ال‪ :‬ق ال‬
‫رسول اهلل ‪ (( : r‬من مسع ّمسع اهلل به‪ ،‬ومن يرائي يرائي اهلل به ))‬

‫قال اإلمام اخلطايب رمحه اهلل ‪ :‬أي من عمل عماًل على غري إخالص إمنا يريد أن يراه‬
‫الناس ويسمعوه‪ ،‬جوزي على ذلك بأن يشهره اهلل ويفضحه‪ ،‬فيبدوا عليه ما كان‬
‫يبطنه ويسره من ذلك‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وقال أمري املؤمنني علي بن أيب طالب ‪ : t‬للمرائي عالمات‪ :‬يكسل إذا كان وحده‪،‬‬
‫وينشط إذا كان يف الناس‪ ،‬ويزيد يف العمل إذا أثىن عليه‪ ،‬وينقص إذا ذم به‪.‬‬

‫وق ال بعض الس لف‪ :‬ليس على النفس ش يء أش ق من اإلخالص ؛ ألن ه ليس هلا في ه‬
‫نصيب‪.‬‬

‫عب اد اهلل‪ :‬إن الري اء أم ره عظيم‪ ،‬وخط ره جس يم‪ ،‬وإن من مظ اهره أن بعض الن اس‬
‫يتحدث عن أعماله الصاحلة عند اآلخرين‪ ،‬من صالة وصدقة وصيام‪ ،‬ورمبا ذكر َك ْم‬
‫حج ة حجه ا‪ ،‬وكم عم رة اعتمره ا‪ ،‬وه و مل ُيس أل عن ذل ك‪ ،‬ورمبا ذك ر مس اعدته‬
‫للناس جباه ه أو مال ه‪ ،‬يريد بذلك املنزلة عن د الن اس‪ ،‬وأن ه من احملس نني‪ ،‬وه ذا غلط‬
‫فاحش عظيم‪ ،‬وضرر عليه كبري‪،‬فما دام يعمل هلل فما الداعي للتحدث بأعماله عند‬
‫من ال ميلكون ألنفسهم نفًعا وال ضًر ا‪ ،‬وال ميلكون موًتا‪ ،‬وال حياة‪ ،‬وال نشوًر ا‪.‬‬

‫للهم أِع َّز اإلس الَم واملس لمني‪ ،‬اللهم أِع َّز اإلس الَم واملس لمني‪ ،‬اللهم أِع َّز اإلس الَم واملس لمني‪،‬‬
‫وأذَّل الشرك وا شركني‪ ،‬واخ ُذ ل الطغاَة‪ ،‬واملالِح َد ة‪ ،‬وسائَر أعداِء اِملَّل ة والدين اللهم آِم َّنا يف‬
‫ِل ُمل‬
‫أوطاِننا‪ ،‬وأص ح أئَّم َتنا ووالَة أُمو نا‪ ،‬واجَع ل اللهم واليَتَن ا فيمن خاَفك واَّتقاك واَّتَب ع ضاَك‬
‫ِر‬ ‫ِر‬
‫يا رب العاملني‪.‬‬

‫اللهم علي ك باليهود الغاِص بني ا حتِّلني‪ ،‬اللهم علي ك باليهود الغاِص بني ا حتِّلني‪ ،‬ف إهنم ال‬
‫ُمل‬ ‫ِم‬ ‫ُمل‬
‫ُيعِج زونك‪ ،‬اللهم وأن ِز ل هبم بأَس ك الذي ال ُيرُّد عن القو ا جر ني‪ ،‬اللهم إنا ندَر ُأ بك يف‬
‫ِم‬
‫ُمل‬
‫حُن وِر هم‪ ،‬ونعوُذ بك من ُش رورهم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫اللهم عليك بالُّطغاة الظاملني ومن شاَيَعهم‪ ،‬ومن أع اهَن م‪ ،‬اللهم ف ِّر ق مجَعهم‪ ،‬وش ِّتت مشَلهم‪،‬‬
‫ومِّز قهم كَّل مُم َّز ق‪ ،‬واجَعل تدمَريهم يف تدبريهم يا رب العاملني‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like