Professional Documents
Culture Documents
الدرس 02
الدرس 02
-إن العالقة بين القانون و االقتصاد واسعة جدا عندما أصبحت الدولة تتدخل كثيرا في المجال
االقتصادي فاقتصاد السوق ال يعني غياب القانون .فالسوق هو نظام للتبادل ولد مع القانون و هذا
االرتباط بينهما يلزم خلق وحدة جديدة في القانون تعتني باالقتصاد و هي قانون
الضبط االقتصادي.
الضبط االقتصادي
فان مصطلح الضبط Régulation .يستعمل كثيرا خاصة في الحياة االقتصادية و السياسية و حتى في
العلوم الطبيعية و التكنول وجية لكن هذا المصطلح قد تحصل على قيمة اكبر في العلوم القانونية و أصله
التيني Regerالتي تعني توجيه dirigerو régulaالتي تعني الخط المستقيم.
أما هذا المصطلح قد تطور في البلدان االنجلوكسوكية وهو يعني تدخل الهيئات العامة لمراقبة األنشطة
االقتصادية ولكن المصطلح االنجليزي régulation,يترجم (ضبط)وإلى الفرنسية réglementation
(تنظيم) ومن هنا جاء الخلط بين "التنظيم" و "الضبط ".ففي القانون الجزائري لم يظهر إال في السنوات
األخيرة مع انسحاب الدولة من القطاع االقتصادي و فتح المرافق التقليدية للمنافسة كالغاز و الكهرباء و
المواصالت و كذلك مع ظهور الهيئات المكلفة بالضبط.
-مجال قانون الضبط االقتصادي
يمكن تحديد مجال قانون الضبط االقتصادي بالقطاع االقتصادي إذن فهذه الوحدة القانونية لها مجالها هي
قطاعات منظمة مفتوحة جزئيا على المنافسة و بالتالي يجب مراقبة التوازنات الكبرى هذا التوازن
يستلزم طرق و إجراءاتو هيئات و قانون خاص له أهداف معينة و الضبط هو الذي يمنح و سائل خاصة
لتحقيق هذا التوازن.
يهدف إلى خلق المنافسة في المجال االقتصادي و خاصة بالنسبة للمرافق العامة التي تحتكرها الدولة
مثل الكهرباء الغاز و البريد و المواصالت و المياه.هذه القطاعات تسيرها الدولة .إذا فالهيئة المكلفة
بالضبط تعمل من اجل خلق سوق تنافسية بين األعوان االقتصاديين الجدد في السوق و المتعامل
العمومي.
إذن فقانون الضبط يهدف إلى خلق وضعية توازن في السوق و بالتالي تحقيق توازن بين حقوق
وواجبات كل طرف و بالتالي وضع قواعد بينهم و مراقبة مدى احترامها.
و الضبط االقتصادي يختلف عن قانون المنافسة إذ انه هو الذي يخلق المنافسة و يحافظ عليها.
فإذا كان قانون المنافسة يهدف إلى إزالة كل الحواجز للدخول في السوق فان الضبط يراقب السوق قبل
الدخول إليه.
-وهيئات الضبط تراقب السوق بصيغة دائمة عن طريق التحقيق و القمع و اتخاذ القرارات الفردية.
في مجال المنافسة إن وزير التجارة فقد اختصاصه في مجال المنافسة و أعطى ذلك لصالح هيئة إدارية
هي مجلس المنافسة .بما أن الدستور يعطي السلطة التنظيمية و التنفيذية لرئيس الحكومة( الوزير
االول) وهو بدوره يعطي هذا االختصاص في التنظيم إلى الوزراء ففي مجال المنافسة فان الوزير
المكلف بالتجارة فقد اختصاصه في هذا المجال و أعطى االختصاص لصالح هيئة إدارية استشارية هي
"مجلس المنافسة".
- إن المادة 51من القانون المدني تنص على أن ( العقد اتفاق يلتزم بموجبه شخص أو عدة
أشخاص نحو شخص آو عدة أشخاص أخريين بمنح أو فعل أو عدم فعل شيء ما فالعقد إذا
يقصد به عملية محددة .في حين إن قواعد السوق تكشف عن قواعد غير موجهة لشخص محدد
بذاته فهي قواعد عامة موجهة لمجموعة من العمليات و النشاطات الممكن إجراؤها في السوق.
فقواعد السوق العمومية ذات طابع تنظيمي وتتصف باإللزامية و يجب احترامها وهي ملزمة لألعوان
االقتصادية و إلى القاضي الذي ينظر في النزاعات.
تظهر أهمية العقد في انه وسيلة للدخول إلى السوق من اجل خلق سوق تنافسية حرة حتى ولو كان ذلك
السوق يخضع للضبط من طرف هيئة الضبط وبما أن السوق أصال يقوم على مبدأ التوازن بين المنافسة
الحرة و مبدأ أخر فيمكن أن يكون العقد و سيلة لتحقيق هذا التوازن.
فاالقتصاد الحر اليعبر عن غياب الدولة عن االقتصاد كليا لكن مهمته هي الفصل بين الدولة التاجرة و
الدولة الضابطة من خالل إيجاد طريقة جديدة للتدخل لضمان التوازن بين األعوان االقتصادية إذ ال يمكن
للدولة أن تكون خصما و حكما في آن واحد.
*مثال الدولة كاتبة السيناريو و الممثل و المخرج في آن واحد في مسرحية التنمية فقد فقدت وجودها
باالنتقال إلى االقتصاد الحر من اجل ذلك اتجهت الدولة إلى تحرير قطاعات كانت تحتكرها كالمياه و
الكهرباء و الغاز و االتصاالت السلكية و الالسلكية ......
إن محاربة عدم التوازن العقدي في مجال العالقات بين المحترفين و المستهلكين أو بين األشخاص
المعنوية في معامالتها مع األشخاص الطبيعية أو في إطار العالقات المهنية .فالعالقة بين قانون العقد و
قواعد السوق الحرة تتمثل خصوصا فيما يلي .
قانون المنافسة يمكن أن يحد من الحرية التعاقدية فالمبدأ التقليدي في القانون المدني و الذي يقضي بحرية
األطراف في إنشاء العقد مقيد فالحرية التعاقدية تنتهي عندما يبدأ النظام العام.
يمكن لقواعد السوق أن تنقص من هذه الحرية التعاقدية مثال إذا اتفق طرفان على تقليص أو إنقاص
المنافسة بينهما بإدراج هذا الشرط " عدم التنافس"
في العقد و إذا كان هذا الشرط سيؤدي إلى التشويش على السوق فان النظام العام االقتصادي يستوجب
إما إقصاء هذا الشرط أو إعادة النظر فيه حتى يتالءم مع قواعد السوق من اجل حماية التوازن.
وبالتالي فان نظام االقتصاد الحر ال يعني الغياب التام للدولة في المجال االقتصادي لكن مهمته هو
الفصل بين الدولة التاجرة و الدولة الضابطة مما يؤدي إلى وجوب إيجاد حل جديد من اجل ضمان
الحياد بين األعوان االقتصاديين.
وان الهيئات المكلفة بالضبط تمتاز بالسرعة في التدخل و تراعي ظروف السوق ال األشخاص المكلفة.