Professional Documents
Culture Documents
التحسينات المصحفية من خلال المحكم في نقط المصاحف للإمام - أبو عمرو الداني
التحسينات المصحفية من خلال المحكم في نقط المصاحف للإمام - أبو عمرو الداني
التحسينات المصحفية من خلال المحكم في نقط المصاحف للإمام - أبو عمرو الداني
المشرف: الطالبة:
د .عبد الكريم بوغزالة حسينة لجدل علي
أشكر الله األحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ،دائما
وأب ًدا على فضل نعمته التي أنعمها علي وعلى والدي امتثاال ألمر الله تعالى﴿ :ربي
أوزعني أن أشكر نعمتك علي وعلى والدي﴾.
وأقدم جزيل الشكر وعظيم االمتنان إلى الذي يمشي على األرض هونًا ولم يبخل
صوما ،المشرف الفاضل – البروفيسور عبد الكريم
دوما وتحمله على مشقة الصبر ً
بعلمه ً
بوغزالة -حفضه الله .اقتداء بقول الني من صنع إليكم معروفا فكافؤوه ،وقوله
من ال يشكر الله ال يشكر الناس ،هذا وعلى منحه لقبول الشرف واإلشراف على
مذكرتي ،وحرصه ومساعدته ،فجزاه الله خيرا ،وأسأل الله تعالى أن يكون أجره الجاري
في ميزان حسناته ،وأن يكتب له أجزل الثواب .كما ال أنس شكري الوافر ،لكل من قدم
لي مساعدة أو فتح لي باب أو طريق حتى سلكت بالخروج من عقد وعثرات ،هذا
البحث وعلى رأسهم الدكتور مختار قديري-حفضه الله -وجزاه الله خيرا .وأقدم شكري
الخالص إلى كل أساتذتي المحترمين بقسم العلوم اإلسالمية بجامعة الوادي ،الذين
أخذت عنهم أجمل قدوة
يحملها العبد بصفته إلى ربه وهي األخالق واألدب والعلم .وفي الختام أدعو الله
باسمه األعظم ،الذي إذا سئل به أعطى ،وإذا دعي به أجيب ،أن يجعل بحثي هذا
خالصا لوجهه الكريم ،وما كان فيه من خطأ أن يغفر الله لي فيه وأن يهيأ لي البصيرة به
ومعرفته ،وأن يجنبني طريق الضالل ويهديني ويثبت قلبي .وصلى الله وسلم وبارك على
نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ،وآخر دعوتي أن الحمد لله رب العالمين.
إهداء
أهدي ثمرة عملي إلى الذي وصف بأجمل من القمر رسول الله
إلى الذي يتمنى أن أكون أعلى رتبة منه " أبي الغالي " وإلى التي
وكان حلمها نجاحي " أمي الحنون " إلى سند حياتي إخوتي
حسينة
الملخص
ملخص بالعربية
كتب القرآن الكريم زمن النبوة خالياً من النقط والشكل والهمزات على عادة العرب في
الكتابة آنذاك ،ولم يكن ذلك يشكل عليهم في قراءتها ،ومع انتشار اإلسالم ،ودخول األعاجم،
بدأ يظهر اللحن في اللغة العربية مما دعا العلماء إلى وضع عالمات لإلعراب ،فقام أبو األسود
الدؤلي بنقط المصحف نقط إعراب ،ونقط بعده نصر بن عاصم الليثي نقط اإلعجام ،وغير
الخليل نقط اإلعراب إلى حروف صغيرة ،ومن هذا قيض الله بفضله وكرمه وحكمته لهذا العلم
رجاالً أوفياءَ ،وعلماء أجالء ،أقبلوا عليه تعلماً وتعليماً ،وقراءة وإقراءً ،وتأليفاً وتصنيفاً .منهم
اإلمام أبو َعمرو الداني(ت444ه) .قد اتسم -رحمه الله – بظهور شخصيته ومنهجه في كتابه ُ
المحكم وذلك في تحقيق وتدقيق وفحص روايات علم ضبط المصاحف.
أحببت ،بعد اختياري .وقد سعيت بمحاولة جهدي البحث لإلجابة على عدة ُ لذا
إشكاالت والبحث يستقري التحسينات المصحفية التي دخلت المصاحف سواء كانت باللون
أو بالحرف أو برمز من خالل كتاب المحكم لإلمام ألبي عمرو الداني المراد الله تعالى،
ووصلت في ختامه ببعض النتائج والتوصيات.
الملخص
ملخص باإلنجليزية
Abstract
The Holy Quran was written at the prophecy time ،free of dots ،
vowelization ،and glottal stops ،according to the Arabs’ custom of writing at
the time ،and that did not constitute an obstacle for them to read it ،and via
the spread of Islam ،and the entry of non-Arabs ،the grammatical mistakes
began to appear in the Arabic language ،and that prompted scholars to put
signs for articulation. Therefore ،Abu El-Aswad Al-Dou’ali marked the
Qur’an with the dots of the articulation ،after him Nasr ben Asim El-Laythi
did the dots of the letters ،as well as El-Khalil had changed the dots of the
parsing into lowercase letters. Proceeding from this ،Allah Almighty ،by His
grace ،generosity ،and wisdom ،placed for this science loyal men and
eminent scholars ،who paid attention to it in terms of learning ،teaching ،
reading ،and making athers read ،composition and classification. And among
these scholars was El imam Abu Amro El-Dani (d. 444 AH) ،who was
distinguished - may Allah Almighty have mercy on him - by the appearance
of his personality and approach in his arbitrator book throughout
investigation ،scrutiny and examination the narratives of the science of
controlling manuscripts.
So I liked following my choice and did my best to research in order to
answer several problems. The research was delving into the manuscripts'
improvements that entered the Qur'an ،whether by gendre ،letter ،or symbol
through the arbitrator book of El imam Abou Amro El-Dani ،which was
intended for Allah Almighty ،and in its conclusion I came to some findings
and recommendations.
جدول الرموز واإلشارات المستخدمة في البحث
أ
المقدمة
وهو الذي من الله علي بالعمل به في هذا الموضوع من خالل كتابه والذي شرفني به وبالعمل
به ويسر لي سبل ذلك ،ليكون مجال دراستي وموضوعي في رسالة الماستر ،الذي ُسمي
بالتحسينات المصحفية من خالل المحكم في نقط المصاحف لإلمام أبي عمرو الداني.
أوال :إشكالية البحث:
مع جهدي المتواصل الذي أسأل الله أن يعينني عليه ومحاولتي في ذكر التحسينات
المصحفية وتتبع اإلمام أبي عمرو الداني من خالل كتابه المحكم ،فاإلشكال الذي دفعني في
هذا الموضوع لطرح التساؤل اآلتي:
ما أهم التحسينات المصحفية التي ذكرها اإلمام أبو عمرو الداني في كتابه
المحكم في نقط المصاحف ؟
ومن خالل التساؤل الرئيسي نطرح التساؤالت الفرعية التالية:
.1ماهي التحسينات المصحفية وما عالقتها بالمصاحف؟
.2ما هو مفهوم النقط وشكل المصاحف وماهي التحسينات التي ذكرها اإلمام أبي
عمرو الداني؟
.3من هم العلماء الذين ألفوا كتبا في النقط والضبط قبل أبي عمرو الداني وبعده؟
.4ما هو حكم التحسينات المصحفية؟
.5من هو اإلمام أبو عمرو الداني وما هو األثر الذي تركه لمن بعده؟
ثانيا :أهمية الموضوع :وتبرز أهمية الموضوع في.
.1المحافظة على القرآن الكريم وشرف العلم به حيث أنه يتناول كيفية وضع التحسينات
الذ ْكَر وإِنا لَهُ لَ َحافِظُو َن ﴾ [سورة الحجر اآلية .]9
المصحفية ،قال تعالى ﴿ :إِنا نَحن نَزلْنا ِ
ُْ َ
ب
المقدمة
.2إن كتاب المحكم يعد من أمهات الكتب في بابه .فقد جاء بوصف دقيق وبطريقة
علمية لكيفية وضع التحسينات وذكر النقط والشكل ،ولقيمة المادة العلمية المودعة في
الكتاب.
.3المصاحف التي جرت على ما عمل به اإلمام أبي عمرو الداني والذي اختاره في
الضبط.
.4من العلماء الذين أتو من بعده واستفادوا منه وأخذوا عنه العلم هو تلميذه أبو داود
سليمان بن أبي القاسم نجاح األندلسي.
.5مكانة المؤلف العلمية العالية ،وثناء العلماء عليه فقد قال عنه الذهبي " :إلى أبي
عمرو المنتهى في تحرير علم القراءات ،وعلم المصاحف ،مع البراعة في علم الحديث ،والتفسير
والنحو ،وغير ذلك ".
.6كتاب المحكم له قيمة علمية كبيرة فيعتمد عليه من جاء بعده وارتوى منه وسار على
نهجه.
ثالثا :أسباب اختيار موضوع البحث.
إن من أسباب اختياري لهذا الموضوع هو:
.1الرغبة الملحة لجمال هذا الموضوع ونظرتي لحسن إبداع العلماء فيه والتنوع فيه،
فهذا الذي نال إعجابي له.
.2كانت هوايتي المفضلة ،الفن في رسم اآليات القرآنية وضبطها باأللوان على الورق
المقوى والقماش ،كذلك من أعمالي الفنية التي تعلمتها منذ صغري هو القيام بطرز حروف
القرآن وضبطها على القماش.
ج
المقدمة
.3بعد استشارتي لألستاذين الفاضلين هما د.مختار قديري واألستاذ الفاضل الدكتور
عبد الكريم بوغزالة ،الذين أرشداني لقيمة هذا الكتاب ،فشرح الله صدري له حتى ألقي الضوء
على هذا المؤلف الكبير وكتابه العظيم.
.4قيمة الكتاب العلمية الوافرة إذ يعد المرجع المعتمد لكل باحث في هذا العلم.
.5قيمة المؤلف لكونه قديم العهد حيث توفي رحمه الله عام 444ه.
.6قلة الدراسات السابقة التي تلم بهذا الموضوع.
رابعا :أهداف البحث:
.1الكشف عن جهود اإلمام الداني العظيمة في خدمة المصحف الشريف.
.2بيان أهم التحسينات المصحفية الذي زين سلفنا الصالح بها مصاحفهم من خالل
كتاب المحكم للداني.
.3تواصل الخدمة لكتاب الله تعالى ،ونيل األجر مع العاملين.
خامسا :الدراسات السابقة للموضوع.
بعد البحث واالطالع على ما كتب حول الموضوع في المواقع االلكترونية وغيرها لم أعثر
على رسالة علمية ملموسة في هذا الموضوع سوى:
.1اختيارات اإلمام أبي عمرو الداني في علم الضبط من خالل كتابه المحكم-نور
الهدى عوادي -رسالة ماستر ،وتحوي على ذكر تعريف اإلمام الداني وتعريف كتابه ،وتشمل
تحديد اخيارات اإلمام الداني في علم مسائل الضبط من خالل كتابه المحكم(ابتداء من باب
ذكر المصاحف ،وكيف كانت عارية من النقط وخالية من الشكل ومن نقطها أوال من السلف،
والسبب في ذلك .إلى آخر باب)
.2اإلمام أبو داود سليمان بن نجاح واختياراته في مسائل الضبط القرآني من خالل
كتابه أصول الضبط وكيفيته على جهة االختصار – ليلى شبرو .رسالة ماستر .وهي تحتوي
د
المقدمة
على تعريف اإلمام أبو داود وتعريف كتابه أصول الضبط وذكر أهم اختيارات اإلمام أبو داود في
مسائل الضبط( ،ابتداء من ضبط اإلدغام الناقص إلى آخر الكتاب) ،ما اجتمعت فيه ياءان
ورسم بواحدة ،وما اجتمع فيه واوان ورسم بواحدة ،وكيفية ضبط ما زيد في هجائه ،وما يوضع
على الحرف الزائد والمخفف.
.3موازنة بين كتابي المحكم في نقط المصاحف لإلمام أبي عمرو الداني وأصول الضبط
لإلمام أبي داود سليمان بن نجاح – محدة نفيسة .رسالة ماستر .وتحتوي هذه الرسالة على
التعريف باإلمامين وتحديد االتفاق واالختالف في اختيار اإلمامين في مسائل ضبط المصاحف
كذلك موازنة الكتابين في المنهج الذي سلكاه ،والقيمة العلمية لهما ولكتابيهما .وهذه المذكرة
جمعت ودرست الموازنة الموجودة بين المذكرتين السابقتين ،لمذكرة نور الهدى عوادي ومذكرة
ليلى شبرو
.4مجلة بحوث ودراسات العالم اإلسالمي ،اإلمام الداني وكتابه المحكم في نقط
المصاحف اختياراته في الضبط وما جرى به عمل المصاحف (مقال) .الدكتور عبد الكريم
بوغزالة ،ويحتوي المقال على اختصار كل من (تعريف باإلمام وكتابه وقيمته العلمية والمصادر
وذكر أهم اسس اختياراته في مسائل الضبط) ،والمذكرتين السابقتين متممين ما احتواه(المقال)
د .عبد الكريم بوغزالة في اختيار اإلمام الداني في عمل المصاحف .وما يوافق مذكرتي من هذه
الرسائل في التعريف باإلمام الداني وتعريف كتابه المحكم والقيمة العلمية .أما وجه االختالف
بين مذكرتي وهذه الرسائل يظهر في عرض وتحديد اختيار مسائل الضبط لإلمام ،أما مذكرتي
احتوت على دراسة أهم التحسينات التي عمل بها المصاحف عند اإلمام الداني في كتابه
المحكم .وما يوافق مذكرتي هو ما احتوى في رسالة الماستر بعنوان (التحسينات التجويدية
التي طرأت على المصحف الشريف) -لحنين قدة –في استثنائها لدراسة التحسينات المصحفية
(األلوان انوذجا).
ه
المقدمة
و
المقدمة
.3الطراز في شرح ضبط الخراز ألبي عبد الله محمد بن عبد التنسي تحقيق أحمد بن
أحمد شرشال.
.4المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل األمصار .ألبي عمرو وعثمان بن سعيد الداني
بتحقيق نورة بنت حسن بن فهد الحميد.
.5غاية النهاية في طبقات القراء لإلمام ابن الجزري المتوفي 833ه ،دار الكتب
العلمية .بيروت
.6معجم مقاييس اللغة ألبي الحسين أحمد بن فارس زكريا ،تحقيق .عبد السالم محمد
هارون ،دار الفكر.
تاسعا :خطة البحث:
لتحقيق هدفي المرجو من وراء اإلشكالية المطروحة ،سرت في هذا البحث على خطة
مقسمة من مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة وفهارس متنوعة.
المقدمة :وضعت فيها تعريفا عاما لموضوع البحث محل الدراسة واإلشكالية وأهمية
الموضوع وأسباب اختياره ،ثم األهداف والدراسات السابقة ثم بيان منهج البحث المتبع ثم
منهجية البحث ،ثم ذكر بعض المصادر والمراجع وأخيراً تطرقت إلى عرض الخطة ثم ذكر
الصعوبات.
المبحث األول :كان في التعريف بإلمام الداني ،وله مطلبان :فالمطلب األول :تعريف
اإلمام الداني بحياته الشخصية ،والمطلب الثاني :كان التعريف باإلمام بحياته العلمية.
والمبحث الثاني :خصصت التعريف بكتابه(المحكم) ،وله مطلبين :فالمطلب األول:
وضعت دراسة وصفية للكتاب ،والمطلب الثاني :دراسة تحليلية.
أما المبحث الثالث :فكان العمل على مفهوم التحسينات المصحفية ،ودرست هذا
المبحث في مطلبين ،وهما :المطلب األول :ماهية التحسينات ،والمطلب الثاني :جعلته للنقط
ز
المقدمة
ح
المبحث األول
حياته الشخصية والعلمية.
المطلب األول :حياته الشخصية.
المطلب الثاني :حياته العلمية.
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
1معرفة القراء الكبار على الطبقات واالعصار ،شمس الدين الذهبي ،ت748.ه ،تح .د .طيار آلتى قوالج،
استانبول(1416ه1995-م) ج 1ص .774-773وينظر :شذرات الذهب .195/5
2المقنع ألبي عمرو الداني ،المتوفي444ه ،تح .نورة بنت حسن بن فهد ،دار التدمرية ط 1431( 1ه 2212-م)
ص .34-33
3الذهبي :محمد بن أحمد بن عثمان التركماني الفارق ثم الدمشقي الشافعي المقرئ المحدث ينظر(المعجم المختص
بالمحدثين) وهو مخرج هذا المعجم ص .97ينظر :شذرات الذهب .62-61/1
4الداودي :هو شيخ اإلسالم أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي األسدي وكناه الزركلي بأبي حفص في كتابه األعالم.
ينظر(ترتيب المدارك)القاضي عياض ج 7ص .123-122
5سير أعالم النبالء شمس الدين الذهبي حققه وخرج أحاديثه شعيب األرنؤوط .ومحمد نعيم العرقسوسي مؤسسة الرسالة
ج 18ص .77
01
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
والصيرفي :هو الذي يتعامل بالذهب ،1قال السمعاني« :2هذه نسبة معروفة لمن يتعامل
بالذهب».
والقرشي :نسبة إلى قريش ،وقد ذكر هذه النسبة ابن الباذش في (اإلقناع) 3.الذي ترجم له
4
الذهبي في (معرفة القراء).
5
كنيته :يكنى (بأبي عمرو) واتفقت على ذلك المصادر التي ترجمت له.
6
مولده :ولد اإلمام الحافظ أبو عمرو الداني سنة إحدى وسبعين وثالثمائة.
7
ويقول الداني عن نفسه أخبرني أبي أني ولدت في سنة اثنتين وسبعين وثالثمائة.
الفرع الثاني :نشأت ـ ــه.
نشأ اإلمام الداني بمدينة قرطبة ثم دانية ،كما ذكره الذهبي في (السير) ،بأنه القرطبي ثم
الداني ويعرف قديما بابن الصيرفي ،8ولم يكن من دانية ولكن نزلها وأقرأ بها فشهر بذلك وكان
قرطبيا يسكن منها بربض قوتة راشة بحومة مسجد ابن أبي لبدة وكانت نشأة «أبو عمرو الداني»
تحت رعاية والده رحمه الله تعالى في بلد العلم والمعرفة والدين «قرطبة» حاضرة األندلس،
9
وأعظم مدنها في ذلك الوقت ،ومستقر خالفة األمويين.
00
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
وعاش أبو عمرو طفولته بقرطبة ،1نسبة إليها حيث ولد بها وهي أعظم مدن األندلس،2
على ساحل البحر الرومي ،3فهو قرطبي األصل ،4وقد نشأ اإلمام الداني وترعرع في «قرطبة»
التي كانت مركزا للعلم والمعرفة حيث كانت عامرة بالعلماء األجالء في شتى أنواع العلوم والمعرفة
ما بين مقرئ وقارئ ،ومحدث ،ومفسر ،وأديب ،وواعظ ،وخطيب .وفي وسط هذا الجو الذي
يشع منه العلم ابتدأ اإلمام الداني طلب العلم سنة ست وثمانين وثالثمائة ،وهو ابن أربع عشرة
سنة بعد أن حفظ القرآن الكريم وجوده ،وقد انكب «الداني» على قراءة الكتب ومالزمة
الشيوخ ،وقد تتلمذ «الداني» على خيرة علماء عصره ،وفي مقدمتهم «والده» الذي أخذ عنه
القراءات القرآنية 5،وما أن بلغ العشرين حتى كان قد استكمل قراءته للسبعة باألخذ من قراء
بلده ،وأهمهم خاله محمد بن يوسف النجاد ،وسمع الكثير في الفقه والحديث والسير واللغة
واألدب وغيرها من علوم الرواية 6.وقال اإلمام أبو عمرو وتوفي أبي في سنة ثالث وتسعين في
جمادي األولى ،فرحلت إلى المشرق في اليوم الثاني من المحرم يوم األحد في سنة سبع
وتسعين ،ومكثت بالقيروان أربعة أشهر ،ولقيت جماعة وكتبت عنهم ،ثم توجهت إلى مصر
ودخلتها اليوم الثاني من الفطر من العام المؤرخ ،ومكثت بها باقي العام والعام الثاني ،وهو عام
ثمانية إلى حين خروج الناس إلى مكة ،وقرأت بها القرآن ،وكتبت الحديث والفقه والقراءات
وغير ذلك عن جماعة من المصريين والبغداديين والشاميين وغيرهم ،ثم توجهت إلى مكة
وحججت وكتبت بها عن أبي العباس أحمد البخاري ،وعن أبي الحسن بن فراس ثم انصرفت
إلى مصر ومكثت بها شهرا ،ثم انصرفت إلى المغرب ومكثت بالقيروان أشهرا ،ووصلت إلى
األندلس أول الفتنة بعد قيام البرابر على ابن عبد الجبار بستة أيام في ذي القعدة سنة إحدى
1معجم شيوخ الحافظ أبي عمرو الداني ،د .عبد الهادي حميتو ،الناشر فرع آسفي ،ط(1صفر/1421ماي،)2222
ص .43
2المقنع ألبي عمرو الداني ،ص .33
3معجم حفاظ القرآن ،د محمد سالم محيسن ،المجلد الثاني ص .288
4اإلحاطة في اخبار غرناطة البن الخطيب ،ت .محمد عبد الله عنان ،بالقاهرة ،ط1397(1ه ،)1977-مج 4ص
.129
5المرجع السابق ،المجلد الثاني ص .289-288
6معجم شيوخ الحفاظ أبي عمرو الداني ،د.عبد الهادي حميتو ،ص .44
01
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
1
وتسعين ،ومكثت بقرطبة إلى سنة ثالث وأربعمائة ،وخرجت منها إلى الثغر فسكنت سرقسطة
سبعة أعوام ،ثم خرجت منها إلى الوطة ودخلت دانية 2سنة تسع وأربعمائة ،ومضيت منها إلى
ميورقة 3في تلك السنة نفسها فسكنتها ثمانية أعوام ،ثم انصرفت إلى دانية سنة سبعة عشر
5
وأربعمائة ،4قال :فاستوطنها رحمه الله حتى مات.
الفرع الثالث :وفـ ـ ــات ـ ـ ـ ـ ـ ــه
قضى أبو عمرو الداني سنواته األخيرة في دانية ،6حيث وافته منيته ،لكونه سكنها آخر
حياته وتوفي بها سنة 444ه ،7وذكر ابن بشكوال في (الصلة) قال« :قرأت بخط أبي الحسن
المقرىء ،قال :توفي أبو عمرو المقرىء بدانية يوم اإلثنين في النصف من شوال سنة أربع
وأربعين وأربعمائة» 8 ،وهذا محل اتفاق بين العلماء 9 ،وكان -رحمه الله – لما حضرته الوفاة
أوصى ابنه أبا العباس بأن يصلي عليه بعد وفاته عبد الله بن خميس ،فأنفذ وصيته وذلك في
النصف من شوال سنة أربعمائة وأربع وأربعين ،ووافق ذلك يوم االثنين 10 ،ودفن بالمقبرة عند
باب إندارة وقد بلغ اثنين وسبعين سنة 11 ،وكان دفنه بعد صالة العصر في اليوم الذي توفي
12
فيه ،ومشى السلطان أمام نعشه ،وكان الجمع في جنازته عضيما.
سرقسطة :بلدة مشهورة باألندلس ،مبنية على نهر كبير ،وهو نهر منبعث من جبال القالع .ينظر( :معجم البلدان) 1
1ينظر" األرجوزة المنبهة" ألبي عمرو عثمان بن سعيد عثمان الداني ،تح .محمد بن مجقان الجزائري ،دار المغني ،ط1
(1422ه1999/م ،ص .81
2ينظر المرجع نفسه ،ص .18
3ينظر :األرجوزة المنبهة ،ص.82
4اختيارات اإلمام أبي عمرو الداني في علم القراءات ،رسالة علمية(الدكتوراء) ،الطالب كامل بن سعود بن مطيران الجعفري
العنزي ،إشراف د .فيصل بن حسن الغزاوي-العام الجامعي(1433ه1434-ه) ،ص .83-82
01
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
1البيان في عد آي القرآن ،ألبي عمرو الداني األندلسي ،المتوفي سنة444ه ،تح .د .غانم قدوري الحمد.
ط1414(1ه1994-م).
2التحديد في اإلتقان والتجويد ،أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني األندلسي ،تح .د .غانم قدوري الحمد ،ط .1دار
عمار-عمان2222م1421-ه.
3األحرف السبعة للقرآن ،أبو عمرو الداني ،مكتبة المنارة -مكة المكرمة ،ط ،)1428(1تح .د.عبد المهيمن الطحان.
4ينظر :معجم شيوخ الحافظ أبي عمرو الداني ،د .عبد الهادي حميتو ،ص .37-36-35
01
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
1
من مؤلفاته المخطوطة والمطبوعة.
وقد وقفت على مؤلف عبد المهيمن الطحان« :اإلمام أبو عمرو الداني وكتابه جامع
البيان» ،فرأيته ذكر فصال في سرد شيوخه ،من غير تعريف بهم ،بل ذكر في الحاشية مصادر
3
تراجمهم 2،فأحصى منهم واحدا وخمسين شيخا.
وذكر المحقق محمد بن مجقان الجزائري في مقدمة تحقيق (األرجوزة المنبهة) سبعة
4
وستين شيخا.
وما بينه الدكتور عبد الهادي حميتو في كتابه (معجم شيوخ أبي عمرو الداني) ،دراسة
جامعة لشيوخ الداني ،فأحصى منهم سبعة وثمانين شيخا ،مرتبين على أوائل األسماء على
5
حسب أوائل الهجاء على طريقة المعاجم.
وإذا صحت الرواية التي روى بها البيت الذي تقدمت اإلشارة إليه في ذكر أبي عمرو
ألشهر رجال مشيخته في صدر "أرجوزته المنبهة" ،وكان الصواب فيها " تسعون" ال" سبعون "
في قوله:
6
تسعون شيخا كلهم سني *** موقر مبجل مرضي.
ومن أهم شيوخ أبي عمرو الداني الذين أشار إليهم في أرجوزته الطويلة المعروفة باسم
"المنبهة" التي نظمها فيه وهو عام 411ه ،غير أنه -رحمه الله -اقتصر في ذكرهم فيها على
7
سبعة عشر شيخا ال غير ،فهم من مشاهير من أخذ عنهم في رحلته.
فقد اقتصرت في ذكرهم على ستة شيوخ مع ترجمتهم وذكرهم في "األرجوزة المنبهة" :وهم
01
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
1
1فارس بن أحمد بن موسى ،أبو الفتح ،الحمصي ،نزيل مصر(ت.)421
وأنشد اإلمام الداني قائال بذكره في األرجوزة:
2
ممن أخذت عنهم ففارس *** وهو الضرير الحاذق الممارس.
3
2خلف بن إبراهيم بن محمد أبو القاسم المصري الخاقاني(ت.)422
حيث قال عنه اإلمام الداني في األرجوزة المنبهة:
4
وخلف ابن جعفر الخاقاني *** وكان ذا ضبط وذا إتقان.
5
3محمد بن أحمد بن علي ،أبو مسلم البغدادي ،نزيل مصر(ت399ه).
وذكره اإلمام الداني في "األرجوزة المنبهة" ،حيث قال:
6
وابن علي كان ذا إسناد *** عليه في الرواية اعتماد.
7
4طاهر بن عبد المنعم بن غلبون ،أبو الحسن الحلبي ،نزيل مصر(ت399ه).
وقال عنه اإلمام الداني في أرجوزته ،حيث قال:
1فارس بن أحمد :هو فارس بن أحمد بن موسى بن عمران أبو الفتح الحمصي الضرير نزيل مصر ،األستاذ الكبير ،وأحد
الحذاق يقن القراءات -توفي بمصر سنه421ه وله ثمان وستون سنة .ينظر :معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ ،د.
محمد سالم محيسن ،مج ،2ص .324-323
" 2األرجوزة المنبهة" لإلمام الداني ت .محمد بن مجقان الجزائري ،ص.48
3خلف بن إبراهيم الخاقاني :خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن حمدان بن خاقان أبو القاسم المصري الخاقاني
األستاذ الضابط في قراءة ورش وغيرها .مات بمصر سنة 422وهو في عشرة الثمانين .ينظر :غاية النهاية لشمس
الدين ابن الجزري الدمشقي ،المحقق .برجستراسر -دار الكتب العلمية-بيروت-ط .1لبنان ج ،1ص .245
" 4األرجوزة المنبهة" ألبي عمرو الداني ،ص .78
5محمد بن أحمد :محمد بن أحمد بن علي ،أبو مسلم البغدادي الكاتب نزيل مصر ،وآخر أصحاب البغوي موتا .قيل
مات في ذي القعدة سنة399ه .ينظر :ميزان اإلعتدال في نقد الرجال ،أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان
الذهبي المتوفي748ه ،تح .علي محمد البجاوي ،دار المعرفة بيروت -لبنان ،مج ،3ص .461
" 6األرجوزة المنبهة" ألبي عمرو الداني ،ص .78
7طاهر بن غلبون :هو طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي نزيل مصر أبو الحسن ابن أبي الطيب :أستاذ
في القراءات ،ثقة وهو شيخ الداني .له كتاب التذكرة في القراءات الثمان مات بمصر -رحمه الله -سنة399ه.
ينظر :األعالم لزركلي .222/3
01
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
1
وقد لقيت طاهرا أبا الحسن *** ذا الفهم والحذق وفخر ذا الزمن.
2
5أحمد بن محمد بن عمر ،أبو عبد الله المصري الجيزي(ت399ه).
وفي أرجوزة المنبهة ،ذكره اإلمام أبو عمرو الداني قائال:
3
وأحمد الجيزي قد رويت *** عنه كثيرا كله وعيت.
4
6إبراهيم بن شاكر بن خطاب ،اللحائ ،توفي بسرقسطة.
وذكره اإلمام الداني في ارجوزة المنبهة قائال:
5
وأحمد بن مت البخاري *** والثبت إبراهيم وهو القاري.
تالميذه :الحافظ اإلمام أبو عمرو الداني له مكانة علمية عالية وكبيرة .لذلك توافد عليه
الكثير من الطلبة ،وكان قد تتلمذ عليه العديد ،أذكر منهم ستة هم:
1خلف بن يوسف ،6أبو القاسم البربشتري 7المقرئ( ،ت451ه).
01
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
1
2ابراهيم بن دخنيل أبو إسحاق القرىء ،توفي في حدود(ت472ه).
2
3إبنه أبو العباس أحمد بن عثمان بن سعيد األموي الداني(ت471ه).
3
4أبو داود سليمان بن نجاح األموي ،األندلسي(ت496ه).
4
5يحيى بن إبراهيم اللواتي المرسي المعروف بابن البياز ،توفي سنة(ت496ه).
5
6محمد بن يحيى األنصاري ،الخزرجي توفي سنة(ت522ه).
الفرع الثاني :مؤلف ــاتـ ـ ـ ـ ـ ــه.
كان اإلمام أبو عمرو الداني يحمل قيمة علمية مميزة والتي جعلت له بصمة في حياته،
وأثر ذلك أنه ترك مؤلفاته العلمية العطرة وثروته القرآنية التي اعتمد عليها العلماء وكانت ذخرا
عظيما لهم ،وثمرة إخالص وصدق له عند الله ،حتى يدخر له عمال صالحا باقيا إلى يوم الدين.
ومما كان ذلك العلماء عند ذكرهم له في ثنايا ترجمتهم حيث قال :ابن بشكوال في
الصلة« :وكان أحد األئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه ،وجمع في
معنى ذلك كله تواليف حسانا مفيدة يكثر تعدادها ويطول إيرادها».6
1إبراهيم بن دخنيل :هو إبراهيم بن دخنيل المقرىء من أهل وشقة سكن سرقسطة يكنى :أبا إسحاق ،روى عن أبي
عمرو ،وأقرأ القرآن وعلم العربية وكان جيد التعليم ،حسن الفهم ،توفي بسرقسطة في حدود472ه .ينظر الصلة ج2
ص .162
2أبو العباس :هو أحمد بن عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر أبو العباس بن الحافظ أبي عمرو الداني قرأ
على أبيه ،وتصدر لإلقراء فقرأ عليه أبو القاسم بن مدي وأبو األصبغ عبد العزيز ،توفي سنة 471ه في يوم اإلثنين
لثمان خلون من رجب .ينظر :غاية النهاية ،ج 1ص .77-67
3أبو داود :هو سليمان بن نجاح أبو داود بن أبي القاسم مولى المؤيد بالله ابن المستنصر األندلسي :شيخ القراء وإمام
اإلقراء ،أخذ القراءات عن أبي عمرو الداني ،توفي -رحمه الله -ببلنسية في سادس عشر شهر رمضان سنة496
وتزاحموا على نعشه .ينظر :غاية النهاية ج 1ص .287وينظر :شذرات الذهب .412/5
4يحيى بن إبراهيم :يحيى بن إبراهيم بن أ بي زيد ،أبو الحسن اللواتي المرسي المعروف بابن البياز ،إمام كبير قرأ على
أبي عمرو الداني ،ومات بمرسية في ثالث المحرم سنة496ه وله ستون سنة .ينظر غاية النهاية ج 2ص .318
5محمد بن يحيى :هو محمد بن يحيى بن مزاحم ،أبو عبد الله األنصاري الخزرجي الطليطلي ،مقرئ محقق إمام في
العربية ،قرأ على أبو عمرو الداني توفي أول سنة .522ينظر :غاية النهاية ج 2ص .243
6الصلة ،ج 7ص .593-592
01
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
وقال اإلمام الذهبي في معرفة القراء« :وبرع في علم القراءات والحديث ورجاله والعربية
1
وغير ذلك ،وصنف التصانيف البديعة».
وقال الذهبي في موضع آخر« :كتبه في غاية الحسن واإلتقان».2
ورغم هذه القدرة التي قام بها اإلمام الداني ،اعترف العلماء بقدرته ومكانته التي تركها،
وهي حرص بعض علماء األندلس ،بجمع فهرس لتصانيف ،لعد وإحصاء ما تركه اإلمام الداني،
من مؤلفاته.
فاالعتراف األول الذي ذكره العلماء هو أنه ،بعض المصادر ذكرت أن كتب الداني بلغت
3
(مائة وعشرون مصنفا) ،قال الذهبي في معرفة القراء« :بلغني أن تصانيفه مائة وعشرون كتابا».
4
وقال ايضا اسماعيل باشا في (هدية العارفين)« :يقال له مائة وعشرون مصنفا».
وذكر المنتوري في شرح الدرر اللوامع« :وجمع تآليف مفيدة ،وهي نيف على مائة
وعشرين تأليفا ،وقد استوفت تسميتها في تأليفي في التعريف به»5.
وقال اللبيب في شرح أبيات العقيلة« :ورأيت ألبي عمرو الداني –رحمه الله -في برنامج
6
مائة وعشرين تأليفا».
وسأعرض ما ذكرته المصادر لإلمام أبو عمرو الداني بعض من مؤلفاته المطبوعة
والمخطوطة والمفقودة:
أوال :مؤلفاته المطبوعة.
11
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
1ينظر :فهرست تصانيف الداني في مقدمة (المحكم ص ،)17وينظر :فهرست تصانيف الداني في(معجم مؤلفات ابو
عمرو الداني) لعبد الهادي حميتو ص ،42وينظر (:صبح األعشى) أبي العباس احمد القلقشند .12 /3
2ينظر :فهرست تصانيف الداني في (معجم مؤلفات ابو عمرو الداني) لعبد الهادي حميتو ص .18ينظر) معرفة القراء)
.776/2ينظر فهرست تصانيف الداني في (التحديد) لغانم قدوري ص .25ينظر (غاية النهاية) .448/1
10
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
1
3اإلماالت.
2
4التحبير لمذاهب القراء في الوقف على المرسوم.
3
5الفتح واإلمالة ألبي عمرو بن عالء.
4
6طبقات القراء والمقرئين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين.
الفرع الثالث :مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.
أوال :مكانته العلمية .لإلمام الداني مكانة علمية كبيرة تظهر في:
1يملك اإلمام الداني مكانة علمية كبيرة ،باعتبار قدم عهده ،كونه توفي 444ه ،وتعسفه
في طلبه للعلم وتحصيله صغيرا على عدة من شيوخ بلدته.
2طلبه للعلم كان على جملة من كبار زمانه.
3أيضاً كتبه ومصنفاته العلمية تدل على أنه عالم كبير ،حيث قال« :ما رأيت شيئاً قط
إال كتبته وال كتبته إال حفظته وال حفظته فنسيته».
4كان من أهل الحفظ والعلم والذكاء والفهم ،ومن ثمرة ذلك الحفظ والفهم أنه «كان
يُسأل عن المسألة مما يتعلق باألثار وكالم السلف فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه
إلى قائلها».
5توافد طلبة العلم له ،منهم أبو داود سليمان بن نجاح عالم الرسم والضبط وغيرها.
1ينظر (:غاية النهاية في طبقات القراء) .448/1ينظر فهرست تصانيف الداني في (المقنع) ص .62ينظر فهرست
تصانيف الداني في مقدمة (المحكم) ص .16ينظر فهرست تصانيف الداني في(معجم مؤلفات ابو عمرو الداني)
عبد الهادي حميتو ص .21
2ينظر :فهرست تصانيف الداني في (المقنع( ص .62ينظر :فهرست تصانيف الداني في (التحديد)ص .28ينظر
فهرست تصانيف الداني في (معجم مؤلفات ابو عمرو الداني) عبد الهادي حميتو ص.29
3ينظر :فهرست تصانيف الداني في (المقنع)ص .61ينظر( :معرفة القراء) ص .776وذكره عبد الهادي في (معجم
مؤلفات الداني) عبد الهادي حميتو ود .غانم قدوري في (التحديد) ،وذكر في (استدراكات) باسم :التنبيه على مذهب
أبي عمرو في الفتح واإلمالة.
4ينظر :استدراكات .187/1ينظر :معرفة القراء .776/2ينظر :غاية النهاية .448/1ينظر :المقنع ص .61ينظر:
التحديد ص.24
11
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
6كذلك ثناء العلماء عليه وعلى كتبه ،قال ابن الجزري« :ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل،
1
وما وهبه الله تعالى».
ثانيا :ثناء العلماء عليه.
كما يذكر المحقق غانم قدوري في المحكم ،أن المؤرخين الذين ترجموا للداني قد اتفقوا
على اختيار كلمات ذات معان على درجة كبيرة من التقدير عند الحديث عن الداني .ومن
أقوال الثناء عليه:
قول الحميدي عنه إنه« :محدث مكثر ،ومقرئ متقدم» ،وقول الضبي« :2إمام وقته في
اإلقراء ،محدث مكثر ،أديب» .وقول القفطي« :3شيخ زمانه ،وعالمة أوانه ،وصدر عصره
ومكانه» .وقول ابن الجزري« :االمام العالمة الحافظ أستاذ األستاذين وشيخ المقرئين» .وقال
الذهبي في معرفة القراء« :وبرع في علم القراءات والحديث ورجاله والعربية وغير ذلك ،وصنف
التصانيف البديعة» .4وقال الذهبي في سير أعالم النبالء« :اإلمام الحافظ ،المجود المقرئ،
الحاذق ،عالم األندلس .وقال في موضع آخر .قلت :إلى أبي عمرو المنتهى في تحرير علم
5
القراءات ،وعلم المصاحف ،مع البراعة في علم الحديث والتفسير والنحو ،وغير ذلك».
1ينظر :المحكم في علم نقط المصاحف ،أبي عمرو الداني ،تح .د .غانم قدوري الحمد ،ص .24-23وينظر :مجلة
بحوث ودراسات العالم اإلسالمي ،اإلمام الداني وكتابه المحكم في نقط المصاحف اختياراته في الضبط وما جرى
به عمل المصاحف (مقال) ،د .عبد الكريم بوغزالة ،ص .246-245
2الضبي :سليمان بن يحيى بن الوليد الضبي البغدادي ،أبو أيوب .من كبار المقرئين وعلمائهم ،قرأ على أبي عمر الدوري
ورجاء بن عيسى وحدث عن خلف بن هشام وروى عنه أبو بكر االنباري وأبو القاسم الطبراني توفي سنة 291ه.
ينظر :معرفة القراء ،المجلد الثاني ص .529وينظر :المنتظم .26/13وينظر :تاريخ بغداد . 62/9
3القفطي :هو جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم ابن عبد الواحد الشيباني ،يعرف بالقفطي ،ويلقب
بالقاضي األكرم ،درس القرآن ،وتلقى الحديث ،وحذق النحو ،وحفظ اللغة ،ووعى التاريخ ،وأحاط بقسط وافر من
الفلسفة والحكمة وعلم الكالم .إلى أن توفي سنة 624ه .ينظر :انباه الرواة على انباه النحاة ،جمال الدين القفطي،
تح .محمد أبو الفضل ابراهيم ،دار الفكر القاهرة ،ط1426(1ه1986-م) ج.16-11/1
4معرفة القراء الكبار على الطبقات واإلعصار لشمس الدين الذهبي ص .775
5ينظر :سير أعالم النبالء لذهبي . 82-77/18
11
حياته الشخصية والعلمية. المبحث األول
هذا ما وقفت عليه من ذكر ثناء العلماء -رحمهم الله -لإلمام أبي عمرو الداني -رحمه
الله -كما قال الضبي« :وهو في زماننا ليس بأقل شهرة من العصور السابقة» .1فاإلمام الداني
مشهور شهرة تغني عن اإلطناب في ذكره وعلمه وعمله .رضي الله عنه وعن العلماء أجمعين.
1ينظر :المحكم في علم نقط المصاحف ألبي عمرو الداني ،تح .غانم قدوري الحمد ،ص .24
11
المبحث الثاني
التعريف بكتابه (المحكم).
1مقدمة المحكم في نقط المصاحف لإلمام أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ،بتحقيق .الدكتور عزة حسن ،دمشق
1379ه1962-م .ص .12
2ينظر :مقدمة المحكم ،تح .د .عزة حسن ،ص .24وينظر :االرجوزة المنبهة ص .41وينظر :معجم حفاظ القرآن
ج .291/2وينظر :التحديد في االتقان والتجويد ص .29
3المرجع نفسه ،ص .24
4المرجع نفسه ،ص .24وينظر :كشف الضنون .1617/2وينظر :مقدمة فهرس تصانيف ابو عمرو الداني في التيسير
في القراءات السبع ،ت .اوتوبرتزل .وينظر :هدية العارفين .653/1
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
كتاب «النقط» هو «التنبيه على النقط والشكل» ،وال يمكن أن يكون «المحكم في نقط
1
المصاحف» لما بيناه.
ِ
المحكم في علم نقط المصاحف :قال المحقق في مقدمته« :ويَ ُسرني اليوَم ُ
تقديم
(الم ْح َك ِم في ِع ْل ِم نَ ْق ِط المصاحف) ،وهذا العنوان ثبته المحقق على
الطبعة الكاملة لكتاب ُ
2
غالف كتابه.
زمن تأليفه :لم تشر الكتب المصنفة لدراسة هذا الكتاب ،عن مدة تأليف كتاب
(المحكم) أو زمن تأليفه ،وكذلك لم يعثر المحققين على ذلك ،والدليل في عدم وجود زمن
ومدة تأليف هذا الكتاب هو ما نقله لنا المحقق الدكتور غانم قدوري الحمد في قوله« :أن
نسخة مكتبة كلية اللغات والتاريخ في جامعة أنقرة أقدم النسخ خطاً اعتمدت عليها في التحقيق
(سنة 741ه) ،وهي منقولة عن نسخة مقروءة على أبي الحسن بن هذيل البلنسي (ت،)564
الذي نقل نسخته من نسخة شيخه أبي داود سليمان بن نجاح (ت )496تلميذ الداني ،إال
3
أنها ال تصلح أن تكون أصالً ،ألنها ناقصة بمقدار عشر ورقات».
الفرع الثاني :أبواب الكتاب.
تضمن كتاب (المحكم في علم نقط المصاحف) مقدمة وخسة وثالثين باباً ،يتبعها
ملحق يتضمن ثمانية أبواب .والمجموع ثالثة وأربعين بابا :وهي:
1باب ذكر المصاحف ،وكيف كانت عارية من النقط ،وخالية من الشكل ،ومن نقطها أوال
من السلف ،والسبب في ذلك.
2باب ذكر من كره نقط المصاحف من السلف.
3باب من ترخص في نقطها.
1ينظر :مقدمة المحكم لداني ،تح .د .عزة حسن ص .25-17وينظر :المقنع في رسم المصاحف ص .61ينظر:
معجم مؤلفات الحافظ أبي عمرو الداني(444ه) ،د .عبد الهادي حميتو ،ص .42ينظر :كشف الضنون .493/1
وينظر :صبح األعشى ج 3ص .14-12وينظر :هدية العارفين .653/1وينظر :مفتاح السعادة .83/1
2المحكم في علم نقط المصاحف ،ألبي عمرو الداني المتوفي سنة 444ه ،بتحقيق ،غانم قدوري الحمد ،دار الغوثاني
للدراسات القرآنية -دمشق بيروت ،ص .6
3المحكم ،تح .د .غانم قدوري الحمد ،ص .35
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
4باب ذكر ما جاء في تعشير المصاحف وتخميسها ،ومن كره ذلك ،ومن أجازه.
5باب ذكر ما جاء رسم فواتح السور ،وعدد آيهن ،ومن شدد في ذلك ،ومن تسهل فيه.
6باب جامع القول في النقط ،وعلى ما يبني من الوصل والوقف ،وما يستعمل له من
األلوان ،وما يكره من جمع قراءات شتى وروايات مختلفة في مصحف واحد ،وما يتصل بذلك
من المعاني اللطيفة والنكت الخفية.
7باب ذكر القول في حروف التهجي ،وترتيب رسمها في الكتابة.
8باب ذكر البيان عن إعجام الحروف ونقطها بسواد.
9باب ذكر نقط الحركات المشبعات ،ومواضعهن من الحروف.
12باب ذكر كيفية نقط ما ال يشبع من الحركات ،فيختلس ،أو يخفى ،أو يشم.
11باب ذكر التشديد والسكون وكيفيتهما.
12باب ذكر المد ،وموضعه في الحروف.
13باب ذكر التنوين الالحق األسماء ،وكيفية صورته ،وموضع جعله.
14باب ذكر تراكب التنوين ،وتتابعه ،وكيفية نقط ما يلقى من الحروف.
15باب ذكر حكم النون الساكنة وما بعدها ،في حال البيان واإلدغام واإلخفاء.
16باب أحكام نقط المظهر من الحروف.
17باب ذكر أحكام نقط المدغم.
18باب ذكر أحكام نقط ما يخفى من المدغم.
19باب ذكر أحكام الصالت أللفات الوصل.
22باب ذكر أحكام نقط الهمزة المفردة اللينة.
21باب ذكر أحكام الهمزتين اللتين في كلمة.
22باب ذكر أحكام الهمزتين اللتين من الكلمتين.
23باب ذكر األلف وموضع الهمزة منها.
24باب ذكر الياء وموضع الهمزة منها.
25باب ذكر الواو وموضع الهمزة منها.
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
1
مخطوطات مصطفى جون وعدد أوراقها 89ورقة.
وله نسخ محفوظة في الخزانة الحسنية بالرباط :وهي
النسخة رقم /2951ضمن مجموع(( )7من الورقة 326أ إلى 363أ) ،بخط
مغربي وسط بمداد أسود وأحمر .لم يرد فيها اسم الناسخ وال تاريخ الفراغ من كتابتها.
نسخة أخرى رقم /2111مجموع (( )1من الورقة 1ب إلى 42ب) مكتوبة
بخط مغربي معتاد دقيق بمداد أسود وأحمر .اسم الناسخ :محمد بن إبراهيم البوسعيدي .تاريخ
الفراغ من كتابة النسخة :ذو الحجة 1246ه.
نسخة أخرى رقم /7994مجموع (( ،)2من الورقة 65ب إلى 156أ) ،بخط
2
مغربي حسن بمداد بني وأحمر .كتبت عام1111ه.
نسخة أخرى رقم ( )9/2794محفوظة في مكتبة الفاتكان بفيدا.
نسخة أخرى رقم ( )2116ضمن مجموع محفوظة في الخزانة العامة بالرباط/
مكتبة األوقاف.
نسخة أخرى رقم ( )1/427محفوظة في خزانة ابن يوسف العمورية بمراكش.
نسخة أخرى رقم (/477ف) بعنوان «المحكم في نقط المصاحف» محفوظة في
مكتبة شستربيتي ،في( )45ورقة ،ضمن مجموع ( )126-82كتبت سنة797ه.
3
وعنها صورة محفوظة في مكتبة جامعة اإلمام بالرياض ،رقم (/344ف).
طبعاته :طبع كتاب المحكم عدة طبعات :وهي
طبع باستانبول سنة1932 :م ،بوزارة الثقافة واإلرشاد القومي ،بالمطبعة الهاشمية،
دمشق سورية ،سنة1397 :ه1962/م ،بتحقيق :عزة حسن ،وطبع مرة أخرى بدار الفكر،
1ينظر :المحكم في علم نقط المصاحف ألبي عمرو الداني ،ت .غانم قدوري.32 ،
2فهارس الخزانة الحسنية بالقصر الملكي بالرباط ،الفهرس الوصفي لعلوم القرآن ،محمد العربي الخطابي ،ط-1427(1
،)1987مج السادس ص .147-146
3استدراكات تاريخ التراث العربي ،قسم التفسير وعلوم القرآن ،أ .د .حكمت بشير ياسين ،دار ابن الجوزي ،ط 1ذو
القعدة 1422ه ،الرياض ج 2ص .442-441
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
1رسالة الماستر تخصص تفسير وعلوم القرآن بعنوان :موازنة بين كتابي المحكم في نقط المصاحف لإلمام أبي عمرو
الداني وأصول الضبط لإلمام أبي داود سليمان بن نجاح من إعداد الطالبة محدة نفيسة.
2الطراز في شرح ضبط الخراز ،لإلمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله التنسي( ،ت899ه) ،تح .د .أحمد بن أحمد
شرشال ،فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية.
10
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
1
وذخراً لكل من جاء بعده.
المطلب الثاني :دراسة تحليلية للكتاب.
الفرع األول :منهج المؤلف في كتابه.
1لقد احتوى منهج كتاب «المحكم في نقط المصاحف» لإلمام أبو عمرو عثمان
بن سعيد الداني في تصميمه العام للكتاب على مقدمة وأبواب.
2وكان الحديث في القسم األول عن حياة المؤلف وذكر أهم تأليفاته ،أما القسم
الثاني فكان الحديث عن كتابه المحكم والقيمة العلمية لهذا الكتاب.
3وجعل مقدمة تمهيدية فاصلة لذكر األبواب ،يشير فيها ذكر تبين علله ووجوهه ،مع
ذكر السنن الواردة عن السلف الماضين واألئمة المتقدمين في النقط ،ومن ابتدأ به أوال ،ومن
كره منهم ،ومن ترخص فيه ،وغير ذلك.
4وجعل في كتابه أبواباً وفصوالً ذكر فيها أهم مسائل علم الضبط ،فقد افتتح أبو عمرو
بباب ذكر المصاحف ،وكيف كانت عارية من النقط ،وخالية من الشكل .ثم جعل بين األبواب
ربط تسلسلي قائم على تدرج الزمني للمواضيع حسب حدوثها.
بدأ الحديث كيف كانت المصاحف عارية من النقط وخالية من الشكل ،ثم من الذي
ابتدأ بنقط والشكل ،وأول ما أحدثوا فيه النقط على الياء والتاء.
قال أبو عمرو« :هذا يدل على أن الصحابة وأكابر التابعين ،رضوان الله عليهم ،هم
المبتدئون بالنقط ورسم الخموس والعشور».2
ثم كان ارتباط الحديث في الباب الثاني عن ذكر من كره نقط المصاحف من السلف.
قال عثمان« :وكان قتادة يكره ذلك» .3والجواب في ذلك كان في الباب الثالث وهو ذكر من
ترخص في نقطها.
5مسائل علم الضبط قام أبو عمرو بترتيبها على أبواب حسب الموضوعات.
1ينظر مقدمة المحكم في نقط المصاحف ألبي عمرو الداني ،ت.د .عزة حسن ،ص .21-22
2المحكم ألبي عمرو عثمان بن سعيد الداني ،تحقيق غانم قدوري :ص .61-62
3المرجع السابق ،ص .83
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
6اعتمد في نقله عن مصحف أهل الحرمين ،ومصحف أهل البصرة ،ومصحف أهل
الكوفة ،مع ذكر اختالفهم وذكر اتفاقهم.
7استدالله بالرواية مع ذكر السند ،وكذلك التدقيق في نقله لرواية .وذكر العلل
والمعاني ،وبلوغه في بيان ألفاظ التالوة ونقطها وشكلها وضبطها.
8ذكر مذاهب أئمة القراء فيما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه ،ومنهاج النقاطين ،وسنن
النحويين وبيان علله وشرح وجوهه ،وإيضاح معانيه.
9استدالله بنقله عن العلماء ،واعتماده عن كتبهم المتقدمة كابن مجاهد( )324وابن
األنباري( )327وابن المنادي( )334وابن أشته()362
12ذكره لسنن الواردة عن السلف الماضين واألمة المتقدمين في النقط ،من ابتدأ
منهم به أوال ومن كره منهم نقط المصاحف ومن ترخص في ذلك.
11في األبواب الخمسة األولى ،أكثر ما ينقل عنهم في سند الرواية ،يذكر عن خلف
ابن ابراهيم ،وفارس ابن أحمد ،وينقل تارة فيقول حدثنا ،وينقل تارة أخرى فيقول أخبرنا.
12احيانا في السند يذكر اسم المؤلف ،ويقول حدثنا أو أخبرنا في كتابه ،مثال يذكر
في الباب األول يقول أبو عمرو " :أخبرني عبد بن أحمد بن محمد في كتابه".1
ويذكر في باب ذكر القول في حروف التهجي ،وترتيب رسمها في الكتابة ،يقول" :
أخبرنا عبد بن أحمد الهروي في كتابه".2
13يذكر في السند الرواية حرف (نا) أو الحرفين (ثنا) إختصارا لكلمة حدثنا.
14يتفنن أبو عمرو في األسانيد في كثير من الصور ،مثل حدثنا خلف بن إبراهيم
حدثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم نا خلف بن إبراهيم أخبرنا خلف بن إبراهيم بن محمد
المقرئ.
15كما أنه جعل عدة عناوين في باب واحد ومنه كباب جامع القول في النقط،
وعلى ما يبنى من الوصل والوقف ،وما يستعمل له من األلوان/،وما يكره من جمع قراءات شتى
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
وروايات مختلفة في مصحف واحد ،وما يتصل بذلك من المعاني اللطيفة والنكت الخفية.
فلذلك بنوا النقط على الوصل دون الوقف/.وأيضا فإن القارئ قد يقرأ اآلية واألكثر
في نفس واحد ،وال يقطع على شيء من كلمها ،فال بد من إعراب ما يصله من ذلك ضرورة.
قال أبو عمرو« :فأما نقط المصاحف بالسواد من الحبر وغيره فال أستجيزه ،بل أنهى عنه،
وأنكره اقتداء بمن ابتدأ النقط من السلف ،واتباعا له في استعماله لذلك صبغا يخالف لون
1
المداد ،إذ كان ال يحدث في المرسوم تغييرا وال تخليطا .والسواد يحدث ذلك فيه».
قال أبو عمرو« :وعلى ما استعمله أهل المدينة من هذين /اللونين ،في المواضع التي
ذكرناها ،عامة نقاط أهل بلدنا قديما وحديثا ،من زمان الغاز بن قيس صاحب نافع بن أبي
2
نعيم ،رحمه الله ،إلى وقتنا هذا ،اقتداء بمذاهبهم ،واتباعا لسنتهم».
قال أبو عمرو« :وأكره من ذلك ،وأقبح منه ،ما استعمله ناس من القراء ،وجهله من
النقاط ،من جمع قراءات شتى ،وحروف مختلفة ،في مصحف واحد ،وجعلهم لكل قراءة
وحرف لونا من األلوان المخالفة للسواد ،كالحمرة والخضرة والصفرة والالزورد ،وتنبيههم على
3
ذلك في أول المصحف ،لكي تعرف القراءات ،وتميز الحروف».
قال أبو عمرو« :وترك استعمال شكل الشعر ،وهو الشكل الذي في الكتب الذي اخترعه
الخليل ،في المصاحف الجامعة من األمهات وغيرها أولى وأحق ،اقتداء بمن ابتدأ النقط من
4
التابعين ،واتباعا لألئمة السالفين».
5
قال أبو عمرو« :جميع ما أورده ابن مجاهد في هذا الباب صحيح بين لطيف حسن».
16ترتيب حروف التهجي عند رسمها في الكتابة ،والتي أكثر شبها ،فيوجب تقديمها
أو توسيطها أو تأخيرها ،حسب مكانها في النطق .مثل الجيم والحاء والخاء.
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
قال أبو عمرو« :والذي قاله في ترتيب رسم الحروف قريب حسن .وأنا أزيد في شرحه
وبيانه مالم أجده لسالف ،وال رأيته لمتقدم .فأقول :إنما تقدمت األلف ،لتقدمها في أول
الفاتحة التي هي أم القرآن ،ثم وليتها الباء والتاء والثاء ،وكونهن على صورة واحدة ،وتقدمت
الباء لتقدمها في التسمية التي يستفتح بها مع التعوذ الذي أوله األلف المتقدمة .وألنها أيضا
تنقط واحدة ،والتاء اثنين ،والثاء ثالثا ،على ترتيب العدد .فوجب أن تكون الباء أوال ،ثم التاء،
ثم الثاء لذلك .ثم وليتهن الجيم والحاء والخاء ،واتفاق صورتهن ،واتصال الجيم بالباء في كلمة
(أبي جاد) .1وتقدمت الجيم الحاء ،لتقدمها عليها في ذلك .وتقدمت الحاء الخاء لتقدمها
عليها في المخرج من الحلق .ثم وليتهن الدال والذال ،وهما على صورة واحدة ،وتقدمت الدال
لتقدمها في حروف (أبي جاد) ،وألنها أقرب إلى الجيم من الذال .ثم وليتها الراء والزاء ،وهما
على صورة واحدة وتقدمت الراء ألنها غير منقوطة ثم رسم بعدها ،السين والشين ،وهما على
صورة واحدة ،لمؤاخاة السين الزاي في الصفير وقدمت السين عن الشين ألنها كانت االصل
غير منقوطة .ثم الصاد والضاد ،وهما على صورة واحدة ،لمشاركة الصاد السين في الصفير .ثم
الطاء والظاء ،وهما على صورة واحدة ،لمشاركتها الصاد والضاد في اإلطباق واالستعالء،
وتقدمت الطاء الظاء كما تقدمت الصاد الضاد ولتقدمها في حروف (أبي جاد) .ثم العين
والغين ،وهما على صورة واحدة ،وتقدمت العين الغين من طريق المخرج ،ثم رسموا الفاء والقاف
إذ الفاء متصلة بالعين وتقدمت الفاء القاف لتقدمها في حروف (أبي جاد) .ثم الكاف ،ثم
الالم ،ثم الميم ،ثم النون ،موافقة لترتيب رسمهن في كلمة (كلمن) .ثم الواو ،ثم الهاء ،ثم الياء.
وهن آخر حروف التهجي ،وتقدمت الهاء الواو لتقدمها عليها في حروف (أبي جاد) ،وتقدمت
2
الواو الياء لتقدم (هوز) على(حطي)».
17ذكر أبو عمرو وعلل في أنواع الحركات ،وهي حركة االختالس ،وحركة اإلخفاء،3
1أبي جاد :والتي هي أصل حروف التهجي .ينظر المحكم ،تحقيق عزة حسن :ص .29
2ينظر المحكم ،تح غانم قدوري ،ص .137-132
3المخفي :المخفي شيئان :حرف وحركة ،فإخفاء الحرف نقصان صوته ،وإخفاء الحركة نقصان تمطيطها .ينظر :التحديد
في اإلتقان والتجويد ألبي عمرو الداني ص.96
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
وحركة اإلشمام.1
18ومن أبرز األبواب التي ذكرها أبو عمرو ،الحذف 2والزيادة .3وبيان ظواهر رسمها
في المصحف وهي من أكثر ظواهر الرسم تتعلق بحروف المد الثالثة :األلف والواو والياء.
19تعليل أبي عمرو كثيرا من الزيادات في الرسم لتفريق بين المشتبهين في الصورة.
قال الداني« :وأنهم كانوا يفرقون بين المشتبهين في الصورة بزيادة الحروف ،إلحاقهم
الواو في(عمرو) فرقا بينه وبين(عمر) .وإلحاقهم إياها في (أولئك) فرقا بينه وبين (إليك) .وفي
(أولي) فرقا بينه وبين(إلى) ...وإلحاقهم األلف في(مائة) فرقا بينه وبين(منه) و(منة) و(مية)،
من حيث اشتبهت صورة ذلك كله في الكتابة».4
22في باب ذكر نقط ما اجتمع فيه ألفان ،فحذفت إحداهما اختصارا ،وهو احتفاظ
الكتابة العربية بالصورة القديمة لرسم الكلمات ،وبناء الرسم على الوصل أيضا.
قال الداني« :وذلك من حيث عاملوا في كثير من الكتابة اللفظ والوصل ،دون األصل
َ ُّ َ ْ ُّ ِ ُّ
والقطع .أال ترى أنهم لذلك حذفوا األلف والياء والواو في نحو قولهَ ﴿ :ايه َ۬المومنون ﴾ »
5
1اإلشمام :فهو ضمك شفتيك بعد سكون الحرف اصال وال يدرك معرفة ذلك االعمى ألنه لرؤية العين ال غير اذ هو
ايماء العضو الى الحركة .وقال االمام الشاطبي :واالشمام إطباق الشفاه بعيد ما *** يسكن ال صوت هناك فيحصال.
ينظر :التيسير في القراءات السبع لالمام الداني ص .59وينظر الوافي في شرح الشاطبية لعبد الفتاح القاضي ص
. 145وينظر :إبراز المعاني من حرز االماني عبد الرحمن بن اسماعيل بن ابراهيم ،دار الكتب العلمية ص .321
2الحذف :لغة :االسقاط ،والمقصود به هنا وجود صوت ملفوظ به ليس له مقابل في الرسم ،والذي يحذف في المصاحف
من الحروف الخ مسة :حروف المد الثالثة (األلف ،والياء ،والواو) ،والالم ،والنون .الميسر في علم رسم المصحف
وضبطه ،أ .د .غانم قدوري الحمد ،راجعه ،أ .د .عبد الهادي حميتو ،د .أحمد بن أحمد شرشال ،ط1437(2ه-
2216م) ،معهد االمام الشاطبي ص .125ينظر :هجاء مصاحف االنصار للمهدوي ص 92-69
3الزيادة :يقصد بالزيادة أن يكتب حرف في الرسم من غير أن يكون له مقابل في النطق ،في الوصل أو الوقف .والذي
يزاد في رسم المصحف من حروف الهجاء ثالثة :األلف والياء والواو .الميسر في علم رسم المصحف وضبطه ،أ .د.
غانم قدوري الحمد ص .131-125ينظر :هجاء مصاحف االنصار للمهدوي ص .68-63
4المحكم ،تح .غانم قدوري :ص .315
5ينظر :غاية المريد في علم التجويد ،عطية قابل نصر ،ط1414(4ه1994-ه) ،القاهرة .الرياض .جدة .ص -198
.199
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
2
ِانسَٰ ُّن ﴾ وت َ ُّ
ِ۬الل ﴾[ »1النساء ]145و﴿ َو َي ْد ُّع ُ۬ال َ َ
[النور ]31و﴿ َو َس ْوف ُّي ِ
[اإلسراء ]11وشبه ،لما سقطن من اللفظ ،لسكونهن وسكون ما بعدهن .وبنوا الخط على
ذلك ،فأسقطوهن منه .فكما عومل اللفظ في هذه الحروف ،وبني الخط عليه فيهن ،كذلك
عومل أيضا فيما تقدم ،وبني عليه فيه».3
21طريقة رسم الكلمات أدت إلى بناء هجاء الكلمات على نوعين مرة بالوصل ،ومرة
أخرى بالقطع.
قال الداني« :من حيث عاملوا في كثير من الكتابة اللفظ والوصل دون األصل
والقطع».
22أتم أبو عمرو الكتاب بملحق سماه بعنوان ،في ذكر مذاهب متقدمي النقط من
النحاة ،ومنهم كالخليل واليزيدي ،تضمن الملحق ،ثمانية أبواب.
23في هذا الملحق خصص أبو عمرو ،الهمز الساكن في باب ،والهمز المتحرك في
باب ،والهمزتين في باب.
24كذلك خصص في باب الواوات وتفسير نقطهن ،مع العلم انها اثنتا عشرة واوا.
لكل واو منهن مع الهمزة والحركات والتنوين حكم وعمل.
25وفي باب خصص األلفات وتفسيرهن ،علما أنها خمس عشرة ألفا .ولكل ألف
مع الهمزة والتنوين والمد والقصر حكم اتفقو عليه.
26وآخر باب خصص فيه الالم ألف ،واعلم أنهم كانوا ينقطون الالم ألف على اثنى
عشر وجها.
الفرع الثاني :المصادر التي اعتمد عليها.
اعتمد اإلمام الداني في كتابه على مصادر متنوعة وعدة ومصنفة على ثالثة أنواع ،منها
1ينظر :فتح المنان المروي بمورد الظمآن لعبد الواحد بن العاشر ،د.تح .الدكتور /عبد الكريم بوغزالة .دار ابن حفص،
المجلد الثاني ص .1252
2المرجع نفسه ،المجلد الثاني ص .1111
3المحكم ،تح غانم قدوري :ص .291وينظر :مختصر التبيين ألبي داود ص .23
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
المصاحف ،ومنها الروايات التي رواها عن مشايخه ،ومنها الكتب التي اعتمد عليها.
أوال :المصاحف.
مصاحف أهل األمصار :وهي مصحف أهل المدينة ،ومصحف أهل الشام ،ومصحف
أهل مكة ،ومصحف أهل البصرة ،ومصحف أهل الكوفة.
المصاحف القديمة.
المصاحف العراقية والشامية.
مصحف إسماعيل القسط ،إمام أهل مكة.
مصحف ابن عباس.
مصحف حكم ابن عمران.
مصحف جامع عتيق ،كتبه مغيرة بن مينا .في رجب سنة عشر ومائة.
مصحف عبد الله.
مصحف أهل الحرمين.
ثانيا :الروايات المعتمدة ،والتي أخذها عن شيوخه.
فارس ابن أحمد 1محمد بن علي البغدادي 2محمد بن القاسم األنباري 3
1ذكره الداني في :معرفة القراء .775-774/2 ،وذكره في :شذرات الذهب .195/5 ،وذكره في :سير :أعالم النبالء،
.78-77/18وينظر :معجم حفاظ القرآن .291-288/2 ،وذكره في :غاية النهاية .447/1 ،وينظر :معجم
شيوخ الداني ،عبد الهادي حميتو ص.117
2محمد بن علي البغدادي :محمد بن علي بن هيثم أبو بكر البغدادي البزاز يعرف بابن علون ،مقرئ حاذق مشهور،
ولد في محرم سنة262ه أخذ القراءة عن أبيه عن أبي حمدون عن سليم ،روى القراءة عنه علي بن عمر الحامي.
توفي يوم االحد لعشر بقين من جمادى األولى سنة 352ه .ينظر :غاية النهاية .187/2
محمد بن القاسم األنباري :محمد ابن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن ،اإلمام العالمة أبو بكر بن األنباري 3
المقرئ النحوي البغدادي .صنف التصانيف ،ولد سنة 271ه ،يحفظ ثالثمائة ألف بيت شواهد للقرآن ،كان ثقة
صدوقا .توفي ليلة عيد األضحى سنة 328ه ببغداد .ينظر :معرفة القراء .559-556 /2
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
خلف بن ابراهيم الخاقاني 1أحمد بن عمر القاضي 2خلف ابن أحمد بن أبي خالد
القاضي 3محمد ابن احمد ابن علي 4عبد الملك ابن الحسين 5أبو الحسن علي بن
محمد الربعي 6محمد بن علي الكاتب 7عبد الرحمن بن عفان 8ابراهيم بن الخطاب
اللمائي 9عبد بن أحمد الهروي.10
1
ذكره الداني في معرفة القراء .775-774/2 ،وذكره ايضا في :شذرات الذهب .195/5 .وذكره في :سير أعالم
النبالء.78-77/18 ،وذكره في :معجم حفاظ القرآن .291-288/2 ،وذكره الداني في :غاية النهاية.447/1 ،
وينظر :معجم شيوخ الداني ،عبد الهادي حميتو ص.64
2أحمد بن عمر القاضي :هو أحمد بن محمد بن عمر القاضي .ينظر غاية النهاية .116-115/1وذكره الداني في
سير اعالم النبالء .78-77/18وذكره الداني في غاية النهاية 447/1
3خلف ابن أحمد بن أبي خالد القاضي :ذكره ابن بشكوال في الصلة باسم جده هشام قال :هو خلف بن أحمد بن
هشام العبدري من أهل سرقسطة وقاضيها يكنى :أبا الحزم ،وسمع ببلده من حكم إبراهيم المرادي .حدث عنه أبو
عمر المقرئ ،وأبو حفص بن كريب .ينظر :الصلة ابن بشكوال .263/3وينظر :معجم شيوخ الداني عبد الهادي
حميتو ص .68-67
4محمد بن أحمد بن علي :هو محمد بن أحمد بن علي بن حسين أبو مسلم الكاتب البغدادي نزيل مصر ،ولد سنة
325ه وروى القراءات عن أبي بكر بن مجاهد وسمع من ابن االنباري ،روى القراءة عنه الحافظ أبو عمرو الداني.
مات في ذي القعدة سنة .399ينظر :غاية النهاية .67/2وينظر :ميزان اإلعتدال ج 3ص .461
5عبد الملك بن الحسين :عبد الملك بن الحسين أبو محمد البزاز روى القراءة عرضا عن ابن مجاهد ،روى القراءة عنه
عرضا أبو الحسن علي بن محمد الخبازي .ينظر :غاية النهاية .417/1
6ينظر :سير أعالم النبالء .78-77/18 ،وينظر :معجم شيوخ الداني ،عبد الهادي حميتو ص.114
7محمد بن علي الكاتب :هو محمد بن أحمد بن علي بن الحسين ،أبو مسلم البغدادي الكاتب نزيل مصر .روى
القراءات سماعا عن ابن مجاهد ،وأبي عيسى محمد بن أحمد بن قطن ،قال أبو عمرو الداني :كتبنا عنه كثيرا .قال
أبو إسحاق الحبال :توفي أبو مسلم في ذي القعدة سنة 399ه .ينظر :معرفة القراء .683-682/2
8عبد الرحمن بن عفان :هو عبد الرحمن بن عثمان بن عفان أبو المطرف القرشي القرطبي الزاهد روى عن قاسم بن
أصبغ وأحمد بن ثابت التغلبي وغيرهما ،وحدث عنه أبو عمرو المقرئ ومكي المقرئ395-334( ،ه) .ينظر:
معجم شيوخ الداني ،عبد الهادي حميتو .87وينظر :سير أعالم النبالء78-77/18 .
9إبراهيم بن خطاب اللمائي :لم اعثر على ترجمة اسمه الكامل المرتب بهذا الذكر ،ولكن ذكر عبد الهادي حميتو في
كتابه (معجم شيوخ الداني) أنه ليس في مشيخة أبو عمرو من يشترك معه في االسم ،وبذلك يكون المراد عنده
بإبراهيم في النص .ينظر :معجم شيوخ الداني عبد الهادي حميتو ص .48-47-46
10عبد بن أحمد الهروي :عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد أبو ذر الهروي المالكي المحدث شيخ الحرم
المكي وأحد المجاورين به ويعرف بابن السماك(ت 434ه) .ينظر :معجم شيوخ الداني ،عبد الهادي حميتو ص.79
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
1مجلة بحوث ودراسات العالم اإلسالمي ،اإلمام الداني وكتابه المحكم في نقط المصاحف ،د .عبد الكريم بوغزالة ،ص
249
11
التعريف بكتابه (المحكم). المبحث الثاني
جعل الحركات المشبعات نقطا مدورة على هيئه واحدة وصورة متفقة ،ولم يجعل الفتحة
ألفا مضجعة والكسرة ياء مردودة والضمة واو صغرى ،داللة على ذلك اقتداء منا بفعل من ابتدأ
النقط من العلماء السلف ،وهذا يترك خالف مع موضعه من العلم وال يسعى أحد أتى بعده.
10
المبحث الثالث
التحسينات المصحفية.
1لسان العرب ،ابن منظور ،نشر ادب الحوزة ،محرم 1425ه ،المجلد الثالث عشر ،ص .117-115-114ينظر:
مجمع بحار األنوار .379/5
2ينظر :معجم اللغة العربية المعاصرة ،أحمد مختار عمر ،ط1429(1ه2228/م) القاهرة .عالم الكتب ،المجلد األول
ص .498-497وينظر :مقاييس اللغة الجزء الثاني ،ص.58-57
3بصائر ذوي التمييز لطائف الكتاب العزيز ،الفيروزابادي (ت712ه) ص.86
11
التحسينات المصحفية. المبحث الثالث
المصحف بكسرها ،وهي لغة تميم ،وهو لغةً :اسم لكل المصحف بضم الميم ،ويجوز ِ
ُ
مجموعة من الصحف المكتوبة ضمت بين دفتين ،قال األزهري :وإنما سمي المصحف مصحفا
1 ألنه أ ِ
ُصحف ،أي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدفتين.
اصطالحا :المصحف وهو اسم للمكتوب فيه كالم الله تعالى بين الدفتين كما في
2
الحديث والمراد به ما يسمى مصحفا عرفا ولو قليال كحزب.
الفرع الثالث :حكم التحسينات المصحفية.
اختلفت الروايات في حكم التحسينات التي في المصاحف ،فمنهم من كرهها ،ومنهم
من ترخص فيها.
المذهب األول:
من كره نقط المصاحف من السلف:
وقد وردت الكراهة بنقط المصاحف عن عبد الله بن عمر وقال بذلك جماعة من
4
التابعين ،3قال عثمان :وكان قتادة يكره ذلك.
وقد ورد الكراهة بذلك عن ابن مسعود وعن غيره من علماء األمة» ،5قال عبد الله بن
مسعودَ « :جرﱢدوا القرآن».6
س ِِ
ووردت الكراهة عن مغيرة عن إبراهيم أنه كان يقول« :جردوا الْ ُق ْرآن َوَال تخلطوا به َما لَْي َ
ِمْنهُ».7
1الموسوعة الفقهية /الجزء الثامن والثالثون (المصحف .تعريفه واألحكام المتعلقة به).
2حاشية القليوبي على منهاج الطالبين ،ط1375(3ه1956-م) ،مطبعة مصطفى البابي بمصر .الجزء األول ص.35
ينظر :البحر المحيط في اصول الفقه للزركشي .44/1
3كتاب النقط ذيل المقنع ألبي عمرو الداني ص .133
احف من السلف من كتاب المحكم ص .12 4ينظر :في باب ذكر من كره نقط الْمص ِ
َ َ َ
5ينظر :في باب ذكر من نقط المصاحف اوال من التابعين ومن كره ذلك ومن ترخص فيه من العلماء ،من كتاب النقط
ذيل المقنع ألبي عمرو الداني ص .134
6المرجع السابق ،ص .12
7المرجع السابق ،ص .11-12
11
التحسينات المصحفية. المبحث الثالث
يدوا فِي َخاف أَن ي ِز ُ ِ وقال أبي رجاء« :سأَلت محم ًدا عن نقط الْم ِ
صاحف فَ َق َال إِني أ ََ َ َُ َ َ
الْ ُح ُروف أَو ينقصوا».1
وقد وردت الكراهة عن مالك لما سئل ما أحدث من هجاء فقالَ« :ال أرى َذلِك َولَ ِكن
اإلنْ َسان يسألني َعن نقط الْ ُق ْرآن فَأَقُول لَهُ أمايكْتب على الكتبة األولى قَ َال َمالك وَال َيزال ِْ
َ
احف ِ
احف ما لم يكن فيها وأما الْمص ِ ِ
احف فَ َال أرى أَن ينقط وَال ي زاد في الْمص ِ ا ِإلمام من الْمص ِ
َ َ َ َ َ َ َ َ َُ َ َ َ
الصغار التِي يتَ َعلم فِ َيها الصبيان وألواحهم فَ َال أرى بذلك بَأْسا قَ َال عبد الله َوسمعت َمالِ ًكا
احف التِي يتَ َعلم فِ َيها الغلمان احف فَ َق َال أما ْاألُمهات فَ َال أراه وأما الْمص ِ
َُ َ َ َ َ
وسئِل عن شكل الْمص ِ
َ َ َُ َ َ
فَ َال بَأْس».2
المذهب الثاني:
من ترخص في نقطها:
وقد ورد الترخيص في نقط المصاحف ،عن ربيعة بن ابي عبد الرحمن «لما سئل عن
شكل القرآن في المصحف فقال ال بأس به».3
4
ورد أيضاً الترخيص عن ثابت بن معبد قال« :العجم نور الكتاب».
5
وعن خالد الحذاء قَ َال« :كنت أمسك على ابْن ِسي ِرين فِي مصحف منقوط».
6
وسف قالَ « :كا َن ابْن ابي ليلى من انقط الناس لمصحف». وعن أَبُو يُ ُ
كسائي َوُه َو ي ْقَرأ على الناس ِ
ما ورد عن ابْن ه َشام الْبَ زار قال« :كنت أحضر بَين يَدي الْ َ
7
بقراءَته َعلَْي ِهم».
وينقطون مصاحفهم َ
احف من السلف من كتاب المحكم ص .11 1ينظر :في باب ذكر من كره نقط الْمص ِ
َ َ َ
2المرجع نفسه ،ص .11
3ينظر :في باب ذكر من نقط المصاحف اوال من التابعين ومن كره ذلك ومن ترخص فيه من العلماء ،من كتاب النقط
ذيل المقنع البي عمرو الداني ص .133
4ينظر :في بَاب ذكر من ترخص فِي نقطها ،من كتاب المحكم ص .12
5المرجع نفسه ،ص .13
6المرجع نفسه ،ص .13
7المرجع نفسه ،ص .13
11
التحسينات المصحفية. المبحث الثالث
1معجم اللغة العربية المعاصرة ،أحمد محتار عمر ،ط1429( 1ه2228-م) ص .2272 -2271
2الرائد ،جبران مسعود ،دار العلم للماليين ،ط 7آ ذار/مارس ،1992ص .818وينظر :المعجم الجامع ،محمد عثمان
محمد عثمان ،إشراف األستاذ الدكتور محمد جواد النوري ،حرف النون ص .759-757
3قصة النقط والشكل في المصحف الشريف ،الدكتور عبد الحي حسين الفرماوي ،دار النهضة العربية ،مطبعة حسان
القاهرة .ص .18
11
التحسينات المصحفية. المبحث الثالث
1
الحرف .والضمة نقطة أمام الحرف ،يدل على ما يعرض للحرف من حركة أو سكون.
وهذا النقط نوعان:
أ النقط :ويقال له النقط المدور ،وسمي كذلك ،لسكونه على صورة اإلعجام الذي
يرسم نقطا مدورة .وهذا النوع :هو الذي استعمله النقاط ،وأصحاب القراءات لضبط
المصاحف ،أول األمر ،وهو من وضع أبي األسود الدؤلي.
ب الشكل :وهو من نقط اإلعراب ،وتختلف صورة شكله.
يقول أبو بكر بن مجاهد« :والشكل والنقط :شيء واحد ،غير أن الفهم يسرع الشكل
أقرب مما يسرع إلى النقط ،الختالف صورة الشكل ،واتفاق صورة النقط ،إذا كان النقط كله
مدورا ،والشكل فيه :الضم ،والكسر ،والفتح ،والشديد ،بعالمات مختلفة وذلك كله مجتمع
2
في النقط»
تعريف الشكل لغة:
3
• ش ْكل [جمع] :ش ْكلَة :عالمات ورموز توضع فوق الحروف أو تحتها لضبط النطق.
تعريف الشكل اصطالحا :قال اإلمام التنسي في كتابه(الطراز) فيما نقله عن كتاب
(منهج الفرقان في علوم القرآن) 4قال :هو ما يدل على عوارض الحرف من حركة وسكون،
وهو ما يميز الحرف من جهة كونه متحركا مع بيان نوع حركته ،من ضمة أو فتحة أو كسرة ،أو
5
من جهة كونه ساكنا ،يزيل إبهامه وإشكاله.
قال الداني :الشكل ،وهو من وضع الخليل بن أحمد ،وقد أخذه من أشكال الحروف.
1ينظر :الطراز في شرح ضبط الخراز ،أبي عبد الله التنسي (ت899 .ه) د .ت .أحمد بن أحمد شرشال .المدينة
المنورة ،ص .33
2قصة النقط والشكل في المصحف الشريف ،الدكتور عبد الحي الفرماوي ،دار النهضة العربية ،مطبعة حسان .القاهرة
ص .19
3معجم اللغة العربية المعاصرة ،أحمد مختار عمر ،ط1429( 1ه2228/م) عالم الكتب ،م ج 2ص -1227
.1228
4منهج الفرقان في علوم القرآن :محمد علي سالمة ،165فصل الخطاب :د .الكومي ،د .محمد القاسم.
5الطراز في شرح ضبط الخراز ،لإلمام أبي عبد لله التنسي ،د .ت .الدكتور أحمد بن أحمد شرشال ،ص.35
11
التحسينات المصحفية. المبحث الثالث
وما نقله عن أبي بكر بن مجاهد قال« :والشكل والنقط شيء واحد .غير أن فهم القارئ يسرع
إلى الشكل أقرب مما يسرع إلى النقط ،الختالف صورة الشكل ،واتفاق صورة النقط .إذ كان
النقط كله مدورا ،والشكل فيه الضم والكسر والفتح ،والهمز ،والتشديد بعالمات مختلفة .وذلك
كله مجتمع في النقط».1
سبب النقط والشكل :مضى الصدر األول من عصر الصحابة – رضي الله عنهم-
واللحن ال يالمس عريبتهم ،وال يقارب ساحة القرآن على ألسنتهم ،ألنهم كانوا عربا ال يلحنون
والقرآن عربي ،والعربية لغتهم بالسليقة والطبع ،وال يحتاجون إلى نقط وال إلى شكل ،وال إلى
تفسير ،وقد كانوا يعتمدون في قراءة القرآن على حفظه في صدورهم بالتلقي والمشافهة ،ال على
المصاحف ،فقد كانوا في منجاة من التحريف ،والتصحيف ،واللحن .ولما اختلط العرب
باألعاجم ،وكثرت الفتوحات ،وحصل امتزاج بين هؤالء وأولئك ،ظهر اللحن ،وفشا على ألسنة
2
العوام من الموالي والمتعربين ،ولم ينتج منه سراة الناس ووجوههم.
قال الداني :والسبب في إحداث النقط وضبط المصاحف به هو فساد ألسنة العرب،
ووقوع اللحن في قراءة القرآن ،والخوف من تزيد ذلك مع مرور األيام ،ومن حدوث التغيير
والتحريف في نص القرآن .قال أبو عمرو الداني في (المحكم)« :اعلم ،أيدك الله بتوفيقه ،أن
الذي دعا السلف ،رضي الله عنهم ،إلى نقط المصاحف ...ما شاهدوه من أهل عصرهم ،مع
قربهم من زمن الفصاحة ومشاهدة أهلها ،من فساد ألسنتهم ،واختالف ألفاظهم ،وتغير طباعهم،
ودخول اللحن على كثير من خواص الناس وعوامهم ،وما خافوه مع مرور األيام ،وتطاول األزمان،
من تزيد ذلك ،وتضاعفه فيمن يأتي بعد ،ممن هو -الشك -في العلم والفصاحة والفهم والدراية
من شاهدوه ،ممن عرض له الفساد ،ودخل عليه اللحن ،لكي يرجع إلى نقطها ،ويصار إلى
شكلها ،عند دخول الشكوك ،وعدم المعرفة ،ويتحقق بذلك إعراب الكلم ،وتدرك به كيفية
األلفاظ».3
1المحكم في نقط المصاحف ألبو عمرو الداني ،ت .عزة حسن ،ص .28 -27
2المرجع السابق ،ص .39
3مقدمة المحكم في نقط المصاحف ألبي عمرو الداني .ت .عزة حسن ص .28
11
التحسينات المصحفية. المبحث الثالث
وذلك فبعث زياد إلى أبي األسود ،فقال« :يا أبا األسود ،إن هذه الحمراء قد كثرت،
وأفسدت من ألسن العرب ،فلو وضعت شيئا يصلح به الناس كالمهم ،ويعربون به كتاب الله
تعالى».1
الفرع الثاني :أول من بدأ بنقط المصاحف.
قال السيوطي :وذكر :أول من فعل ذلك أبو األسود الدؤلي بأمر عبد الملك بن مروان،
وقيل :الحسن البصري ويحيى بن يعمر ،وقيل :نصر بن عاصم الليثي .وأول من وضع الهمز
2
والتشديد والروم واإلشمام الخليل.
قال الداني :ويبدو أن الصحابة هم الذين بدؤوا بنقط المصاحف .وما ورد عن األوزاعي
قال« :سمعت قتادة يقول :بدؤوا فنقطوا ،ثم خمسوا ،ثم عشروا» .وعقب أبو عمرو الداني
على ذلك بقوله« :هذا يدل على أن الصحابة وأكابر التابعين ،رضوان الله عليهم ،هم المبتدئون
بالنقط ورسم الخموس والعشور ،ألن حكاية قتادة ال تكون إال عنهم ،إذ هو من التابعين».
وقد اختلفت اآلراء فيمن ابتدأ بوضع نظام النقط من التابعين ،أهو أبو األسود الدؤلي،
أم يحي بن يعمر العدواني ،أم نصر ابن عاصم الليثي؟ وقد وفق أبو عمرو الداني بين هذه اآلراء،
وردها إلى الرأي األول .قال« :يحتمل أن يكون يحيى ونصر أول من نقطاها للناس بالبصرة،
وأخذ ذلك من أبي األسود ،إذ كان السابق إلى ذلك ،والمبتدئ به».
وكانت الطريقة التي وضعها أبو األسود الدؤلي تقوم على نقط حركات اإلعراب والتنوين
في أواخر الكلم ال غير .ثم جاء الخليل بن أحمد بعد ذلك بقرن من الزمان ،وابتدع عالمات
3
أخرى ،وزادها في هذه الطريقة ،مثل عالمات الهمز والتشديد والروم واإلشمام.
1رواه أبو عمرو عن محمد بن أحمد بن علي البغدادي عن زياد في باب ذكر الْمص ِ
احف َوَكيف َكانَت َعا ِرية من النقط َ َ َ
وخالية من الشكل َومن نقطها أَوال من السلف َوالسبَب فِي ذَلِك من كتاب المحكم ص .3
2اإلتقان في علوم القرآن للحافظ عبد الرحمن السيوطي(849ه911-ه) ،دار ابن حزم .ط1429(1ه2228-م)
بيروت ص .687
3مقدمة المحكم في نقط المصاحف ألبي عمرو الداني ،ت .عزة حسن .ص .31-32وينظر :كتاب النقط ذيل
المقنع ألبي عمرو الداني ص 133-132
11
التحسينات المصحفية. المبحث الثالث
الفرع الثالث :العلماء الذين ألفوا كتبا في النقط قبل أبي عمرو الداني.
لقد اهتم الداني في كتابه (المحكم) بذكر أهم العلماء الذين ألفوا كتبا في نقط المصاحف
قبله وكان عددهم يصل إلى ،17وذكر أنه لم يصل إلينا شيء من األسفار التي ألفها هؤالء
العلماء .ونعرض أسمائهم كاآلتي:
.1أبو األسود الدؤلي (ت 69ه) .ذكر أبو عمرو الداني أنه وضع المختصر المنسوب
إليه.
.2الخليل بن أحمد (ت 172ه) .ذكر أبو عمرو الداني أنه أول من صنف النقط،
ورسمه في كتاب ،وذكر علله.
.3أبو محمد يحي بن المبارك اليزيدي (ت 222ه).
.4أبو إسحاق إبراهيم بن يحي بن المبارك اليزيدي (ت 225ه).
.5أبو عبد الله محمد بن يحي بن المبارك اليزيدي (ت 227ه).
.6أبو عبد الرحمن عبد الله بن يحي بن المبارك اليزيدي (ت 237ه).
.7أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان الزيادي (ت 249ه).
.8أبو عبد الله محمد بن عيسى األصبهاني (ت 253ه).
.9أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني (ت 255ه).
.12أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري (ت 282ه).
.11أبو بكر محمد بن السري بن السراج (ت 316ه).
.12أبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد (ت 324ه).
.13أبو بكر محمد بن القاسم األنباري (ت 327ه).
.14أبو الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي (ت 334ه).
.15أبو بكر محمد بن عبد الله بن أشته (ت 362ه).
.16أبو الحسن علي بن محمد بن بشر األنطاكي (ت 377ه).
.17أبو الحسن علي بن عيسى الرماني (ت 384ه).
11
التحسينات المصحفية. المبحث الثالث
الفرع الرابع :العلماء الذين اعتمدوا على المحكم ألبي عمرو الداني (بعده).
فكل من جاء بعده استفاد منه ،ومنهم:
.1أصول الضبط وكيفيته على جهة االختصار ،اإلمام أبي داود سليمان بن نجاح (المتوفي
سنة 496ه).
.2منظومة(مورد الظمآن) في رسم أحرف القرآن ،محمد بن محمد بن إبراهيم الشريشي
الخراز المتوفي سنة 718ه.
.3الدرة الجلية في رسم وضبط المصاحف العثمانية ،ميمون الفخار المصمودي ،توفي
سنة 816ه
.4الميمونة الفريدة لإلمام أبي عبد الله محمد بن سليمان القيسي.
.5الطراز في شرح ضبط الخراز لإلمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله التنسي( ،ت
899ه).
.6سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين ،علي محمد الضباع.
10
المبحث الرابع
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني.
1سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين ،علي محمد الضباع ،الجزء الثالث ص .168
2الطراز في شرح ضبط الخراز لإلمام التنسي ،ص .55/54
3المرجع السابق ،ص .168
4الطراز لإلمام التنسي ،ص 55
5سمير الطالبين ،ج 3ص .168
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
خلف ،توضع تحت الحرف المتحرك بها ،وتجعل صغيرة لئال تشتبه بصورة الياء التي أخذت
1
منها».
وإنما كانت الفتحة توضع مبطوحة لئال تلتبس بأصلها الذي هو األلف ،وكانت صغيرة
لتظهر مزية األصل على فرعه .وكانت الضمة واواً صغيرة لئال تلتبس بالواو الصلة .وظاهر إطالق
كثير أن الواو الدالة على الضمة والياء الدالة على الكسرة لهما رأس .والذي عليه العمل أن الياء
يسقط رأسها بالكلية ،وتسقط نقطتاها أيضاً وتبقى جرتها فقط .وأما الواو فعند المشارقة تبقى
2
بكمالها وعند المغاربة يسقط من رأسها فقط ،ويكون شكلها معوجا هكذا (د).
الفرع الثاني :التنوين والتشديد والسكون.
التنوين :من جعلها حرفا
يقول علي محمد الضباع في شرحه للحركات الثالث وما يتبعها من تنوين وغيره« :ثم إذا
أتبعت هذه الحركات بتنوين بأن نطق به بعدها زيد عليها مثلها ،فيزاد على الفتحة فتحة ،وعلى
الضمة ضمة ،وعلى الكسرة كسرة ،ألجل بيان أن بعدها في اللفظ نوناً تسمى تنويناً .نوع كلمة
﴿ َر ْح َمةًﹲٍ﴾ فإن عالمتي الحركة والتنوين توضعان فوقه في حالتي النصب والرفع وتحته في حالة
3
الجر.
قال المارغني في شرحه للمنضومة :إن اتبعت الحركات الثالث تنوينا بأن نطقت به بعدها
فزد إليها مثلها بأن تزيد إلى الفتحة فتحة أخرى وإلى الضمة ضمة أخرى وإلى الكسرة كسرة
4
أخرى ألجل أن تبين بذلك أن بعد الحركة في اللفظ نونا تسمى تنوينا.
وجوه أحكام حركة التنوين عند أهل الضبط :ولها وجهان.
حكمه التركيب :يقول أبو عمروَ « :و ْاعلَم أَن ِاال ْسم إِذا لحقه الت ْن ِوين فِي َحال نَصبه ْأو
همزة َوالْ َهاء والحاء َوالْعين َوالْ َخاء ِ ِ
خفضه أو َرفعه وأتى بعده حرف من ُح ُروف الْحلق َوهي ستة الْ َ
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1ينظر :في بَاب ذكر تراكب الت ْن ِوين وتتابعه َوَكْي ِفية نقط َما يلقى من الْ ُحُروف ،من كتاب المحكم ص .192-189
2المرجع السابق ،ص .16
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
ِِ ِ ِ ِ
المة الت ْشديد ليدل بذلك على ان الت ْن ِوين مدغم فيه قد َ
صار َم َعه من أجل االدغام َواحد مْن َها َع َ
َ َ ُّ ِ بِمْن ِزلَة حرف و ِ
ك نَ ْحو قَ ْوله ﴿ :غفور رحِيم [﴾33آل عمران ]31/و﴿ احد مشدد َو َذل َ َ َ
ُّ
هدىٗ
َ َ ُّ َ
ِين [﴾١البقرة ]1/وﵟ َعلىَٰ هدىٗ ِمن رب ِ ِه ْمﵠ [البقرة ]4/و﴿ َعا ِملة لِلْ ُّمتَق َ
َ
1
اصبَة [﴾ 3الغاشيةَ ]3/وشبهه. ن ِ
كما أن أبا عمرو بين ذلك أن المتقدمة منهما التي تلي الحرف هي الحركة ،والمتأخرة
هي التنوين ،أما أبو داود في وقوله« :فثبت أن عالمة الحركة في التتابع والتراكيب ،وهي التي
ال تباشر الحرف ،وال تليه ،بل التي تليه هي الحركة» واتبع في ذلك إال أنه قال« :إال أنني أرى
في مصاحف أهل المشرق أنها أبعدت أكثر من بعدها بعد حروف الحلق .فتقريب عالمة
التنوين من الحرف الذي بعدها من غير حروف الحلق ،هو الصواب ،وهو الذي يؤدي الغرض،
وعليه نص أبو عمرو وأبو داود وأبو إسحاق التجيبي والقيسي وميمون الفخار من علماء هذا
2
الشأن ،وهو الجاري به العمل في مصاحف المغرب برواية ورش وقالون»
قال التنسي :وأما على ما جاء شاذًا عن نافع ،وعن قالون من اإلخفاء ،فالحكم اإلتباع.
ْ ُّ
وظاهر كالمه أن الحكم مع ما سوى الحلقي اإلتباع ،وإن كان ساكنا ،نحوَ ﴿ :محظورا 20
َ َ َ َ ُّ
ُ۟انظ ْر كيْف ﴾ [اإلسراء ﴿ .]21/22رحِيما ِ۬ 5النبِ ٓے ُّء ﴾ [األحزاب .]6/5وال نص فيه
للقدماء والمحققون من المتأخرين حكموا بالتركيب قياسا على ما تحرك بنقل الحركة ،لتحصن
التنوين في الموضعين بالحركة المبعدة له مما بعده ،والداللة على البعد إنما تحصل بالتركيب،
واستثنوا من ذلكَ ﴿ :عاد ٗا َ۬ا َ اُّلول۪ ى ،﴾ 39فحكموا فيه باإلتباع ألنه لم يتحرك فيه التنوين،
3
ولذلك أدغم.
أما إذا كان الحرف اآلتي بعده ياء أو واو قال أبو عمرو فيه وجهان :الوجه األول :إِن
1ينظر :في بَاب ذكر تراكب الت ْن ِوين وتتابعه َوَكْي ِفية نقط َما يلقى من الْ ُحُروف من كتاب المحكم ص.191
2أصول الضبط ألبي داود ،ص .16
3الطراز في شرح ضبط الخراز ،لإلمام التنسي .ص .252-249
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
نقط َذلِك على قَِراءَة من أذهب غنة النون والتنوين َم َع اإلدغام الص ِحيح ال ِذي َال ْيبقى للحرف
المة الت ْش ِديد .الوجه الثانيَ :وإِن نقط ذَلِك على قَِراءَة ِِ
االول فيه أثر جعل على الْيَاء َوالْ َواو َع َ
من بَين الغنة َولم يذهبها َرأْسا جعل على الْيَاء َوالْ َواو نقطة َال غير ليفرق بذلك بَين المذهبين
ون [ ﴾ 32الروم .]42/و﴿ ويدل بِِه على الْ ِقراءت ين وذلِك فِي نحو ق وله ﴿ يَ ْو َمئذ يَ َص َد ُّع َ
ِ ٖ َ ََ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ
يَ ْو َم ِئ ٖذ
َواهِيَة [ ﴾35الحاقةَ ]15/وشبهه َك َذا .أما الوجه الثالث :يقول َوإِن َكا َن الْ َح ْرف قافا أَو
ِ ِ ِ
دها اَْو يقلب نَ ْحو الْبَاء يرها من بَاقي الْ ُح ُروف التي يخفى الت ْن ِوين عْن َ كافا أَو جيما أَو َشْيئا أَو غَ َ
ِِ ِ ِ
صوت المة الت ْشديد لعدمه فيه َرأْسا بِظُ ُهور َجعل على كل حرف مْن َها نقطة فَ َقط وأعري من َع َ
النون والتنوين ِعْنده فامتنعا بذلك من الْقلب واالدغام اللذين بهما يتَ َحقق الت ْش ِديد ويتحصل
ُّ َ
ين [ ﴾33االنمل ]44/و﴿ َعلَى ك ِل ش ْےءٖ كَٰفر َ َْ
ك فِي نَ ْحو قَ ْوله ﴿ ِمن قوٖم ۪ ِِ ِ
التثقيل َوذَل َ
َ ُّ َ َ ٗ َ
ت َع ْد ٍن﴾ [مريم]61-62/و ﴿غفور قدِير [ ﴾39البقرة﴿ .]19/شْٔيا َ 60جن َٰ ِ
ٗ ٗ ٗ َ ُّ
شكور [ ﴾30فاطر ]32/و﴿يَ ْو َم ِئ ٖذ ُّز ْرقا [ ﴾300طه ]122/و﴿ َسَٰلما َسَٰلما ﴾28
ِين ﴾30 [الواقعة ]28/و﴿ ر َجال َص َد ُّقوا ْ ﴾ [األحزاب .]23/و﴿قَ ْوما ٗ َطَٰغ َ
ِ
1
[الصافات.]32/
التشديد :من جعله حرفاً وله وجهين :أحدهما :أن تجعل عالمته أبداً شيناً مقطوعة،
فوق الحرف ،في حال الفتح والنصب ،والكسر والجر ،والضم والرفع .قال أبو داود« :فإن
ضبط المصحف بالشكل الذي اخترعه الخليل بن أحمد-رحمه الله -فأستحب أن يجعل
التشديد على صورة شين» ،2.الثاني :أن تجعل عالمة التشديد في الفتح والنصب فوق الحرف
داالً مفتوحة إلى فوق ،وفي الكسر والخفض داالً مقلوبة أطرافها إلى أسفل ،وفي الضم والرفع
1ينظر :في بَاب ذكر تراكب الت ْن ِوين وتتابعه َوَكْي ِفية نقط َما يلقى من الْ ُحُروف من كتاب المحكم ص -192-191
.193
2ينظر :أصول الضبط ألبي داود ،ص 53-52-52
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
في صورة التشديد خارجاً عما اصطلح الناس قديماً عليه ،غير جائز عند العلماء المحققين ،إذ
ال وجه له ،وذلك أنهم جعلوا الشدة في الحرف المفتوح ،والمكسور ،والمضموم داالً قائمة
الطرفين قاعدته تحته أبداً ،وطرفاها خارجة أعاله ،وأعربوا الحرف بحركته في المكسور
والمخفوض ،والمضموم والمرفوع ،والمفتوح والمنصوب ،وصورة ذلك هكذا.3) ∨ ( :
السكون :وذلك اختلف العلماء في ضبطه ،األول :من جعله رمزا ،وعالمته صفرا صغيراً.
والثاني :من جعلها حرفاً ،على قوله حرف هاء .قال الضباع :وقال آخرون« :أصلها هاء واقفة
هكذا ( ه) ،تركت جرتها فصارت هكذا (ﹿ) .وقال أيضاً ومنهم من جعلها هاء مشقوقة هكذا
4
(ه) ،وهو مذهب بعض النحاة وأقل أهل المدينة».
اختص ب َها الْ َوقْف ث ْ قال أبو عمروَ « :ومن أهل الْ َعَربية من يَ ْج َعل عالمته َهاء من َحْي ُ
ْ
ك فِي نَ ْحو قَ ْوله ﴿كِ َتَٰبِيَه [ ﴾38الحاقة.]18/ ِ ِ ِ
الذي ي ْلزم ف ِيه تسكين المتحرك َو َذل َ
َ َ َ َْ
ث َكانَت و﴿حِسابِيه [ ﴾39الحاقة ]19/و﴿مالِيه [ ﴾28الحاقةَ .]28/وشبهه َومن َحْي ُ
ِ ِ ِ ِ
أَيْضا عْند الن ْح ِويين الْبَص ِريين حرفا غير حاجز َوَال فاصل ككون الساكن َك َذلك َس َواء ال ْشتَر َ
اكهما
المة المخفف ِ ِ ِ ِ ِ
داللَة َعلَْيه .وقالَ :وإن َما اكتفوا في َع َ
المة لَهُ َو َ
في الخفة والخفاء فَل َذلك جعلت َع َ
5
حدهما ودلوا بهما على َخ ِفيف وشديد». ِ ِ
والمشدد بالْ َخاء والشين َو َ
والثالث :ومنهم من جعلها حرف خاء [ومنهم من يجعلها جيماً ،بمعنى :اجزم ،وكالهما
6
حسن ،إذ صورتهما واحدة].
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1ينظر :في بَاب ذكر الت ْش ِديد والسكون وكيفيتهما من المحكم ت .غانم ص .166-165
2سمير الطالبين ،ج3ص .182
3الطراز في شرح ضبط الخراز ،لعبد الله التنسي ،ص.56
4ينظر :المرجع السابق.183 ،
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
َ َٓ ُّ َ ٓ ي ْ
هؤلاء ﴾ [اإلسراءَ ]22/وَما اشبههَ .والْيَاء المحذوفة نَ ْحو ِ ُأولِے ﴾ [المائدة ﴿.]121/و َٰ َٓ َٰ
َ نت ﴾ [الشعراء ﴿.]32/بتَ ك َ ُّ َ ﴿ َ۬النَبيٓ
اويلِه ِٓۦ إِنا ﴾ِ ِ ن إ
ِ ِ ٓ
ِۦ ه ب ﴿ . ]21 ان/
ر عم آل [ ﴾ ِٕۧنـِ ِ
َ َ َ َ َ
اع ٓۦ إِذا ﴾ [البقرة ﴿.]185/ل ِئ َن َاخ ْرت ِن ٓۦ ﴾ َ۬الد ِ [يوسفَ ]36/وَما اشبهه ﴿
َ ْ ُّ ٓ ْ َ َ
[اإلسراء ﴿ .]62/إِن ت َر ِن﴾ [الكهفَ ]38/وَما اشبهه َوالْ َواو المحذوفة نَ ْحو ﴿ فأوۥا إِلى
ْ َ ْ ُّ ٓ ْ َ ْ ُّ ْ ُّ ْ ْ َ
َ۬الك ْه ِف ﴾ [الكهفِ﴿.]16/إَون تلوۥا أو تع ِرضوا ﴾ [النساء ﴿.]134/ؤُـُسَيِلا
ُّ ُّ َ ُّ
1
وهك ْم ﴾ [اإلسراء.]7/ وج
حروف المد المحذوفة في خط المصحف الواقعة بعد الهمزة أو سكون :على
وجهين :األول :أن يلحق الحرف ألجل أن تجعل عليه عالمة المد .سواء كان سبب المد همزاً
ْ ع ُّؤا ْ﴾َ۬ ﴿ ،النَبيٓ ِـ َ ُّ َ
ِٕۧن ﴾ ﴿ ،ؤُـُسَيِلا ﴾ .أو همزاً منفصالً نحو﴿ : ِ متصال نحو﴿ :شف َٓ َٰ
ْ َ َ ْ ُّ ُّ ٓ َ ُّ َ ُّ َ۬
ى أَن ﴾ ،وكذا و﴿ عليكمۥ أنفسكم ﴾ عند وصل الميم .أو كان السبب سكوناً س ٓو ۪أ ٓ
ال ا
َ َٓ َ
ت﴾. الصَٰف َٰ ِنحو﴿ :و
2
الثاني :أن ال يلحق ذلك الحرف المحذوف ،ويكتفي بوضع عالمة المد في موضعه.
حروف المد المحذوفة في خط المصحف ولم يكن بعدها همز وال سكون :كالياء
َْ َ َ َ َ َ
اتۦ لا تكل ُّم ﴾ ،و﴿ َعس۪ ىَٰٓ أن يهدِي ِنۦ ﴾ .وكصلة الهاء في
َ ْ الزائدة في نحو ﴿ :يَ ْو َم يَ ِ
ْ َ ٗ َ َ َ ُّ َ
ان بِهِۦ بَ ِصيرا .﴾35وكصلة ميم الجمع في نحوَ ﴿ :و ِمما َر َزق َن َٰ ُّه ْم
ك َ نحو﴿ :إِن ربهۥ
ون .﴾2قال عنها هي مخير فيها :بين أن يلحقها من غير وضع عالمة المد عليها ،بين ُّينف ُّق َ
ِ
أن يتركها ويكتفي بوضع عالمة المد في موضعها.
حروف المد الواقعة في فواتح السور :قال الضباع :فاإلجماع منعقد على أنها ال تلحق.
ووضع عالمة المد عليها فلم يرد فيه نص عن المتقدمين .أما المتأخرون فمنهم من قال :ال
توضع ،ولو كان مفتقرا إلى المط .ومنهم من قال :توضع ،مراعاة للفظ .والصحيح األول ،وجرى
1ينظر :في بَاب ذكر الْ َمد وموضعه فِي الْ ُحُروف من المحكم ت .غانم ص .172-169
2سمير الطالبين ج 3ص .189
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1
العمل بالثاني.
الهمزة :ومن العلماء من جعل الهمزة حرف عين صغيرة هكذا( :ء) .وهو مذهب النحاة
وكتاب األمراء .ووجهه على اختبار موضع الهمزة بالعين .والذي عليه العمل ،وصورتها رأس عين
2
هكذا( :ء) إن كانت محققة.
الصلة :هي عالمة وضعها القدماء تدل على الهمزة الساقطة من اللفظ وصال ،وخصها
بعضهم بألف الوصل التي يمكن الوقف على ما قبلها ،واختلفوا في كيفيتها :األول :فمنهم من
جعلها على شكل حرف ،كمذهب أهل األندلس ،جعلها جرة صغيرة هكذا (ﹷ) ،وجعلوها
تابعة لحركة ما قبل الوصل في اللفظ .فإن كان النطق بما قبلها مفتوحاً وضعت فوق األلف
َ نحو ﴿ :قَ َال َ ُّ
َ۬الل ﴾ .وإن كان مكسوراً وضعت تحت األلف نحوِ ﴿ :م ْن عِن ِد ِ
ِ۬الل ﴾ .
ْ َ وإن كان مضموما وضعت في وسط األلف نحو ﴿ :ن َ ْستَع ُّ
ِين ُ۪ 3اهدِنا ﴾ .وجعلها بعض ً
المشارقة حرف دال مقلوبة هكذا ( )8فوق األلف أيضا .ومنهم من جعلها رأس صاد صغيرة
هكذا (ص ) ،وعلى هذا جرى عملنا .الثاني :ومنهم من جعلها دارة هكذا (ە) ،واستحسنها
3
الداني ،وأن تكون فوق األلف مطلقاً.
ميم اإلقالب :عرف السيوطي اإلقالب ،قال " :بأنه يكون عند حرف واحد ،وهو الباء":
ُّ ُّ ۢ ُّ ْ ْ َ ُّ َ
ۢ
﴿ أۢنبِْٔيهم﴾ [البقرةِ ﴿ .]32/من بع ِد﴾ [البقرة ﴿ .]227/صم بكم﴾ [البقرة]17/
4
بقلب النون والتنوين عند الباء ميما خاصة .فتخفى بغنة.
حكم النون ساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء:
يقول أبو عمرو عن حكم النون الساكنة وما بعدهاَ « :وَك َذا حكم النون إِذا ِلقيت الْبَاء
مخرج نَ ْحو قَ ْوله﴿ : ِ ِ ِ ِ
وقلبت ميما في الل ْفظ لمؤاخاة الْميم النون في الغنة وقربها من الْبَاء في الْ ْ
10
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
َ َ َ َ ْ َ ۢ ُّ َ ِم ۢن بَ ْ
ورك ﴾[النمل ]8/و﴿ فاۢنبجست ﴾[األعراف]162/ ِ ب ن أ ﴿]26 / [البقرة ﴾ دِ ع
المة الت ْش ِديد َوإِن جعل على
دها من َع َ
المة الس ُكون وتعرى الْبَاء ْبع َ
َوشبهه أَن تعرى النون من َع َ
فظها َكا َن حسنا غير ان االول ُه َو ِ
حمرة ليدل بذلك على انقالبها الى لَ َ النون ميم صغري الْ َ
1
اختَار َوبِه اقول». ِ
الذي ْ
حكم التنوين إذ جاء بعده الباء:
ألهل الضبط وجهان :أحدهما :أن تجعل عالمتي الحركة والتنوين متتابعتين بال تغيير كما
ِيمۢ ب ِ َما ﴾ [يوسف ]19/وثانيها :أنك تعوض من تجعالن مع الباء وغيرهما هكذا ﴿ َعل ُّ
عالمة التنوين ميماً صغيرة ألن التنوين عند الباء يقلب ميماً في القراءة فيكون تصويره ميماً في
ِيمۢ ب ِ َما ﴾[ .يوسف ]19/وهذان الوجهان على التخيير، الضبط مشعرا بذلك هكذا ﴿ َعل ُّ
ً
وعلى األول اقتصر الداني في المحكم ،وذكر أبو داود الوجهين لكنه اختار الثاني ،وبه جرى
عملنا ،وجرى بعض المشارقة على األول ولكنه زاد الميم على الباء إشارة إلى اإلقالب وهو
ضعيف وال يوضع على هذه الميم الدالة على اإلقالب عالمة السكون ألنها بمنزلة الحركة الدالة
2
على التنوين ،فكما أن السكون ال يجعل على الحركة ال يجعل على ما تنزل منزلته.
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
َ َ ُّ ُّ ْ
1
مفتوحاً كنحو ﴿ :تعدوا ﴾ ،وتحته إن كان مكسوراًكنحو ﴿ :نِعِما ﴾».
اإلشمام :والمشم هو ما قرئ باإلشمام ،والمراء به هنا النطق بحركة تامة مركبة من حركتين
ضمة وكسرة إفرازاً ال شيوعاً ،وجزء الضمة مقدم وهو األقل ويليه جزء الكسر ،وهو األكثر،
وقيل :هو النطق بحركة تامة ممتزجة من ضمة وكسرة شيوعاً .واألصح األول :وقرئ به في ﴿
َ
2
قِيل ﴾ [البقرة.]12/وأخواتها تنبيهاً على أن أصلها الضم.
َ
ٓے۬سء ﴾[هود ]76/و﴿ قَ َال أبو َع ْمرو« :فَأَما الْ َحَرَكة المشمة فِي نَ ْحو قَ ْوله﴿ :
َ َ َ َ ْ
يق﴾ِيض﴾[هود]44/و﴿وسِ َ س ٓيت﴾ [الملك]28/و﴿قِيل﴾[البقرة ]12/و﴿ وغ
َ
[الزمر ]68/و﴿ َوحِيل ﴾[سبأ ]54/و﴿ َو ِج ٓے َء ﴾[الزمر ]66/فحقيقتها ان ينحى بكسره
اوائل َه ِذه االفعال نَ ْحو الضمة يَ ِسيرا ليدل بذلك على أَن الضم الْ َخالِص اصلها ،فَِإذا نقطت
السين َوالْ َقاف والغين والحاء َوالْ ِجيم
ه ِذه الْحروف على قِراءة من أَشم اولها الضم جعل امام ِ
ََ ُُ َ
3
نقطة بالحمراء ليدل بذلك على إشمامها».
َ
قال التنسي« :والمراد باإلشمام هنا هو إشمام الكسرة الضم ،كما في نحو﴿قِيل﴾
َ
ٓے۬سء ﴾ والشكل الدال عليه نقط مدور كنقط اإلعجام عند من ضبطه َ و﴿ َوغِيض ﴾ و﴿
4
أمام الحرف هكذا ﴿ :ق •يل ﴾.
اإلمالة :أن ينحو بالفتحة نحو الكسرة ،وباأللف نحو الياء كثيراً ،وهو المحض .ويقال
له أيضاً :اإلضجاع والبطح والكسر قليال ،وهو بين اللفظين .ويقال له أيضاً :التقليل والتلطيف،
وبين بين .فهي قسمان :شديدة ومتوسطة ،وكالهما جائز في القراءة ،والشديدة يتجنب معها
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1
القلب الخالص ،واإلشباع البالغ فيه ،والمتوسطة بين الفتح المتوسط واإلمالة الشديدة.
والممال :هو ما قرئ باإلمالة ،وهي ضد الفتح .وتنقسم عند القراء إلى قسمين :محضة
وغير محضة .فالمحضة :هي تقريب الفتحة من الكسرة واأللف من الياء من غير قلب خالص
وال إشباع مبالغ فيه .وتسمى باإلمالة الكبرى وباإلضجاع.
وغير المحضة :هي ما بين الفتح واإلمالة المحضة ،ولذا يقال لها :بين .بين اللفظين
2
وتسمى باإلمالة الصغرى وبالتقليل.
ار ﴾[البقرة]23/ يقول أبو عمرو الداني« :وأما الفتحة الممالة فِي نحو ق ولهُ۬ ﴿ :النَ َ
َ ْ َْ َ
َ َ ْ و﴿ُ۬النَ َه َ
ين [﴾ 38البقرة ]19/و﴿ َوالنص َٰ ۪رىَٰ﴾ كَٰفر َ
ِ ِ ۪ الِ ب ﴿ و ]27 ان/ر عم [آل ﴾ ار
ُأسَٰ ۪رىَٰ ﴾[البقرةَ ]84/وَما أشبه َذلِك ِمما تمال فَتحته لكسرة تَلِ َيها أَو ْاأللف [البقرة ]61/و﴿ َ
دها لكسرة أَو يَاء فَِإنهُ إِن نقطت َه ِذه الفتحة جعلت نقطة تَحت الْ َح ْرف ال ِذي ِه َي تمال ْبع َ
ث قربت باالمالة ِمْن َها فَل َذلِك جرت فِي النقط ك من َحْي ُ
ِ
تج َعل الكسرة َس َواء َو َذل َ ِ
َعلَْيه َك َما ْ
3
مجر َاها».ْ
الفرع الثاني :التنوين والتشديد والسكون.
التنوين :قال أبو عمروْ « :اعلَم ان الت ْن ِوين حرف من الْ ُح ُروف َوُه َو َساكن فِي الْخل َقة،
اهما الْ َحَرَكة َوالثانيِة ِ ِ ِ ِ ِ
فَإن َكا َن اال ْسم الذي يَقع آخَرة مجرورا جعل تَحت الْ َح ْرف نقطتان إ ْح َد َ
عالمته َو َس َواء َكا َن الْ َح ْرف مخففا اَْو مشددا َوإِن َكا َن َم ْرفُوعا جعل أ ََمام الْ َح ْرف نقطتان أَيْضا
تج َعل فِ ِيه النقطتان ِ ِ ِ
صوبًا فَ َك َذلك أَيْضا إِال أَن اهل النقط ُم ْختَل ُفو َن في الْموضع الذي ْ
َوإِن َكا َن َمْن ُ
يما بعد إِن َشاءَ الله فالمجرور نَ ْحو وسنذكر َذلِك مشروحا ونبين وجه الصواب من اخ َتال ِ
فهم ف َ
ْ ْ َ َ ََ
َ َ َ َ
ِيم [ ﴾ 30األحقاف]32 : اب َال ٖ
ِيم [ ﴾ 57يس ]57 :و﴿ عذ ٍ ب رح ٖ قَ ْوله ﴿ ِمن ر ٖ
1اإلتقان في علوم القرآن ،جالل الدين عبد الرحمان السيوطي ،دار بن الحزم ،ط1429(1ه )2228-ص .171
2سمير الطالبين ،ج 3ص .179
3ينظر :في بَاب ذكر َكْيفية نقط َما َال ي ْشبع من الحركات فيختلس اَْو يخفى اَْو يشم من كتاب المحكم ،ص -162
.161
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
ُّ ُّ ْ
1
َوشبهه َوالْ َم ْرفُوع نَ ْحو قَ ْوله ﴿ صمۢ ُّبكم﴾ [البقرةَ ]17 :وَما أشبهه».
أما عبد الله التنسي قال« :ومما تابع خليل فيه أبا األسود عالمة التنوين :فجعل أبو
2
األسود عالمة التنوين نقطتين ،أي من عالمة الحركة نفسها».
التشديد :يصير رمزا بنزع الجرة والنقاط .وقيل ذلك ،إن كان في أول الكلمة أو وسطها
اكتفي فيه بالشد فقط .قال الداني :وهو حسن.
وقالت طائفة :عالمة التشديد ضبط الحرف المشدد مع إهمال ما عداه .واختلفوا في
3
تعيين هذا الضبط بين قائل بكونه نقطاً مدوراً ،وقائل بكونه الشكل المأخوذ من الحرف.
وقال أبو داود" :إال أن بعض النقاط يترك إعراب الحرف ،لداللة عالمة التشديد على
اإلعراب ،وهذا هو الذي أختار في هذا الوجه ،وبه أنقط ،أعني أن يكون التشديد خالياً من
4
الحركة.
السكون :اختلف علماء الضبط في عالمة السكون فمنهم من جعلها رمزاً .أن تكون
عالمة السكون صفرا صغيرا .أو عالمته دارة صغيرة ،كما رواه أبو عمرو عن أحمد بن محفوظ
قالون قال« :أن في مصاحف أهل المدينة ما كان من حرف مخفف دارة حمرة وإن كان حرفا
5
مسكنا فكذلك أيضا».
وذكر أبو داود في شرحه الختالف عالمة السكون قال« :وأما كيفية السكون ،األول:
أن يكون عالمة السكون صفراً صغيراً ،مثل الذي يجعل أهل الحساب على العدد المعدوم ،في
6
حساب الغبار.
الثاني :ومنهم من جعل الرمز لهذا الصفر على قول حرف هاء .والثالث :من جعل الرمز
1ينظر :في باب ذكر الت ْن ِوين الال ِحق االسماء وَكي ِفية صورته ومو ِ
ضع جعله ،من المحكم ت .غانم ص-173-172 ََْ َْ َ
.174
2الطراز في شرح ضبط الخراز لإلمام التنسي ،ص .55
3سمير الطالبين ،ص .186
4ينظر :أصول الضبط أبو داود ص .53-52
5ينظر :في بَاب ذكر الت ْش ِديد والسكون وكيفيتهما .من كتاب المحكم ت .غانم قدوري ص .165
6المرجع السابق ،ص .45
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
لهذا الصفر على قول حرف خاء ومنهم من يجعلها جيما .والرابع :ومنهم من جعل هذا الصفر
جرة فوق الحرف المسكن ،قال أبو عمرو« :فَأَما الس ُكون فعامة أهل بلدنا قَ ِديما وحديثا
يرها من َسائِر ُح ُروف المعجم
همزة اَْو َغ َ
يج َعلُو َن عالمته جرة ْفَوق الْ َح ْرف الْمسكن َس َواء كانه َ
ْ
ُّ ُّ ْ َ ْ َ َ
نَ ْحو قَ ْوله ﴿ِا ْن يشأ ﴾ [النساء ]132/و﴿ َو َهي ِے ﴾ [الكهف ]12/و﴿ تسؤك ْم ﴾
َ َ َٓ ْ ُّ َ ْ ٓ َ َ ُّ َ
ريت ﴾ [الكهف ]62/و﴿ أف َٰريتم [المائدة ]122/و﴿ أۢنبِْٔيهم ﴾ [البقرة ]32/و﴿ أ َٰ
1
﴾ [الشعراءَ ]75/وشبهه.
يج َعلُو َن عالمته خاء، ِ ٍ
َص َحابه ْ
قال أبو عمرو أيضاَ « :وأهل الْ َعَربية من سيبَ َويْه َو َعامة أ ْ
ِ ِ
ك أ ََر َاد نقاط أهل بلدنا إِال انهم اختصروها بِأَن حذفوا َر َ
أسها يدو َن بذلك اول كلمة َخفيف َو َذل َيُِر ُ
2
استِ ْع َمال َه َذا الض ْرب وتكرره». ِ
ص َارت جرة كألف مبطوحة ل َكثْ َرة ْ وبقوا مطتها فَ َ
ذكر الضباع في شرحه :ومنهم من قال عالمته هكذا ﹻ (جرة صغيرة ،وهو مذهب نقاط
األندلس كأنهم أرادوا بها مذهب الخليل ،لكنهم أسقطوا رأس الخاء وأبقوا جرتها ،غير أن هذا
3
المذهب إنما يحسن مع نقط الدؤلي.
ومنهم من قال عالمة السكون نقطة مربعة توضع فوق حرفه وهو ضعيف ،إذ لم أره
4
منصوصاً لغير الهروي .وكل هؤالء يقولون بافتقار الساكن إلى عالمة السكون.
الفرع الثالث :الهمزة ،والصلة.
.الهمزة :والمقصود بالهمزة عند المارغني في شرحه لمنظومة الخراز :هي هيئة الهمزة
هل هي نقطة او عين ولونها هل هي صفراء او حمراء ،وموضع صورتها في المصحف ومحلها.
وهو ما قال أبي عبد الله الخراز في أبياته:5
الً * * أقول في الهمز وكيف رج ال *** ُم َح َقق ا َوَرَد أ َْو ُم َسه
1ينظر :في بَاب ذكر الت ْش ِديد والسكون وكيفيتهما من المحكم ت .غانم قدوري ص .165
2المرجع نفسه ،ص .166-165
3سمير الطالبين ،ج ،3ص .183
4المرجع نفسه ،ص .183
5دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط ،للمارغنى ،ص .272
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط للمارغني ،ص .272
2سمير الطالبين ،ص .199-198
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
ْ َ ُّ ُّ
َاوْ۟نبِيكم وذكر الشيخ بأن القدماء لم ينصوا عليه في هذه المواضع وإنما ذكروا في ﴿
ْ
﴾ ،وباب﴿ ِئَأفكا ﴾وجهين:
أحدهما :جعل دارة على الواو والياء وجعل نقطة أمام الواو ونقطة تحت الياء .وقال:
واستحسن هذا الوجه الداني .ووجهه على التحقيق أن النقطة عالمة للهمزة المسهلة والدارة
لتوهم زيادة الواو والياء.
الوجه الثاني :تعرية الواو والياء من النقطة والدارة ،قال الشيخ الضباع وذلك استحسنه أو
داود .ووجهه أن األداء إنما يؤخذ من الشيوخ مشافهة فتعرية توجب السؤال.
وجها ثالثا :وهو االكتفاء بالنقطة عن الدارة مع اعتبار
وذكر الشيخ أيضا أن التجيبي زاد ً
أنها عالمة للحركة.
وذكر الشيخ بأنه خرج بالتقيد بالتقييد بالحركة مواضع:
َ َ ُّ َ َ َ ٓ ُّ َٓ ْ ُّ
ٓالل خيْر ﴾ َاريت ُّم ٓۥ ﴾ و﴿ َهانت ْم ﴾ ،وباب ﴿ َءٓانذ ْرت ُّه ُّم ٓۥ ﴾ ،وباب ﴿ ءمنهاَٰ ﴿ :
على قراءة اإلبدال حرف مد ،فإن الهمزة المبدلة حرف مد ال تجعل النقطة في موضعها.
ٓ ْ َ
ومنها :الهمزة الثانية من الهمزتين المتفقتين من كلمتين نحوَ ﴿ :جا َء ام ُّرنا ﴾ على قراءة
إبدالها حرف مد ،فال تجعل النقطة في موضعها.
ير ﴾، بوومنها :الهمزة الساكنة إذا أبدلت مدا نحوٰ ﴿ :ا َم َن ﴾ ،و﴿ ُّيو ِم ُّن ﴾ ،و﴿ َ
ٖ ِ ً
1
فال تجعل النقطة في موضعها.
الصلة :هي عالمة تدل على سقوط ألف الوصل التي يمكن الوقف على ما قبلها عند
أهل المغرب ،ومنهم من جعلها رمزا ،واستحسن الداني أن تجعل دارة هكذا (ە) وأن تكون
فوق األلف مطلقاً .واختار غيرهم جعلها على أن تكون نقطة خضراء توضع في محل حركة
ُّ ْ ُّ
ألف الوصل لو ابتدئ بها ،فتجعل أمام األلف في نحوَ ﴿ :محظورا ُ۟ 20انظ ْر ﴾ ،وفوقها
َ ْ ُّ في نحو ﴿ :قَ َال َ ُّ
َ۬الل ﴾ ،وتحتها في نحو ﴿ :إِ ِن ِ۪ا ْرتبت ْم ﴾ 2.وهو عند أهل المدينة.
قال أبو عمرو :وجعلوا كيفية اإلبتداء بالهمز نقطة خضراء أو بالالزورد ،ونقطة حمراء إذ
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
ابتدئت بالفتح ،فإن ابتدئت بالكسر جعلوا تلك النقطة تحت األلف وإن ابتدئت بالضم جعلوها
1
أمامها.
المطلب الثالث :التحسينات على شكل ألوان.
الفرع األول :تعريف األلوان لغة واصطالحا.
تعريف األلوان:
2
(الل ْو ُن) صفة الجسم من السواد والبياض والحمرة وما في هذا الباب.
تعريف األلوان اصطالحا:
قال أبو عمرو الداني :والذي يستعمله نقاط أهل المدينة في قديم الدهر وحديثه من
األلوان ،في نقط مصاحفهم ،الحمرة والصفرة ال غير .فأما الحمرة فللحركات والسكون والتشديد
3
والتخفيف .وأما الصفرة فللهمزات خاصة.
الفرع الثاني :ظروف نشأته وحكمه.
ظروف نشأة استعمال األلوان في كتابة المصاحف :التلوين ظاهرة رافقت – بشكل
عام -المصاحف منذ ظهورها في عهد صحابة رسول الله ،ال تعدو لوناً من األلوان ،وهو
في األغلب األعم لون السواد ،أو ما يشاكله ،كما أن القراطيس التي رسمت فيها ألفاظ القرآن
الكريم ال تعدو أيضاً لوناً من األلوان ،وهو في األغلب األعم لون البياض أو ما يقاربه.
أما خارج نطاق المذكور ،فقد برز التلوين أيضاً في المصاحف ،منذ عصر الصحابة وكبار
التابعين ،لما استحدث النقط أول ما استحدث.
وآية ذلك ،ما تداولته الروايات من أن أبا األسود ظالم بن عمرو الدؤلي (ت69ه) –
وهو أول من أحدث نقط اإلعراب في المصاحف على غير مثال ،لحاجة ملجئة وضرورة ملحة-
،أمر باستعمال صبغ يخالف لون المداد ،حتى ال يلتبس المرسوم الذي كان من عمل الصحابة
1
صل منكتاب المحكم ت .غانم قدوري ص .212 َح َكام الصالت أللفات الْ َو ْ
ينظر :في بَاب ذكر أ ْ
2المعجم الوسيط ،ط1425(4ه2224/م) مكتبة الشروق الدولية (مصر العربية) ص .847
3المحكم في نقط المصاحف ألبي عمرو الداني ،ت .عزة حسن ص .19
10
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1
رسول الله ،بالنقط الذي أحدث.
وذلك ما رواه محمد بن القاسم األنباري في روايته قال ...« :فبعث زياد إلى أبي األسود،
فقال :يا أبا األسود ،إن هذه الحمراء قد كثرت ،وأفسدت من ألسن العرب ،فلو وضعت شيئًا
يصلح به الناس كالمهم ،ويعربون به كتاب الله تعالى .فأبى ذلك أبو األسود ،وكره إجابة زياد
إلى ما سأل .فوجه زياد رجالً ،فقال له :اقعد في طريق أبي األسود ،فإذا مر بك ،فاقرأ شيئاً من
القرآن ،وتعمد اللحن فيه .ففعل ذلك .فلما مر به أبو األسود رفع الرجل صوته ،فقال ﴿ :أن
ين َوَر ُسولِِه ﴾ التوبة .3فاستعظم ذلك أبو األسود ،وقالَ :عَز وجهُ الله أنِ
الم ْش ِرك َ
ِ
الله بَِرىء م َن ُ
أيت أن
سألت ،ور ُ
يبرأ من رسوله .ثم رجع من فوره إلى زياد ،فقال :يا هذا ،قد أجبتُك إلى ما َ
فابعث إلي ثالثين رجالً .فأحضرهم زياد .فاختار منهم أبو األسود عشرة.
ْ أبدأ بإعراب القرآن،
وصبغاً يخالف
ثم لم يزل يختار منهم ،حتى اختار رجالً من عبد القيس ،فقال :خذ المصحف ْ
ت شفتي /فانْ ُق ْط واحد ًة فوق الحرف ،وإذا ضممتُها فاجعل النقطة إلى
لون المداد .فإذا فتح ُ
أتبعت شيئاً من هذه الحركات غُنةً
جانب الحرف ،وإذا كسرتُها فاجعل النقطة في أسفله ،فإن ُ
فانْ ُق ْط نقطتين .فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره .ثم وضع المختصر المنسوب إليه بعد
2
ذلك»
٭ أول من استعمل األلوان في نقط المصاحف ،هو أول من نقطها نقط اإلعراب ،وهو
أبو األسود الدؤلي ،وذلك بغية المخالفة بين نفس الكلمات ،وشكلها ،حتى ال يحدث تغيير
في المرسوم أو تخليط.
وبعد ذلك لما كثرت العالمات ،وزادت عما وضعها أبو األسود ،تفنن النقاط في استعمال
األلوان في نقطهم للمصاحف ،والجميع يقتنفون سنة أستاذهم الدؤلي في الخشية من حدوث
تغيير في المرسوم أو تخليط ،مما دفعهم إلى تعدد األلوان -وهذا كله في نقط اإلعراب فقط
1استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عن علماء األندلس والمغرب ،د .موالي محمد اإلدريسي الطاهري،
ط1432(1ه2229-م) الدار البيضاء .ص .22
2ينظر :باب ذكر المصاحف ،وكيف كانت عارية من النقط ،وخالية من الشكل ،ومن نقطها أوال من السلف ،والسبب
في ذلك ،من المحكم ص .3
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1قصة النقط والشكل في المصحف الشريف ،د .عبد الحي الفرماوي ،دار النهضة العربية (القاهرة) ص 83-82
2المرجع السابق ،ص .85-83
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف ،عند علماء األندلس والمغرب ،د .موالي محمد اإلدريسي الطاهري،
ط1432(1ه2229 -م) الدار البيضاء .ص .25
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
ولعل مرد ذلك إلى أنهم كانوا يُراعون في ذلك ما تدعو إليه حاجة العصر الذي هم فيه ،وما
1
يحقق المقصد الذي من أجله أحدث التلوين.
وهكذا لم تمض القرون الثالثة األولى حتى شاع استعمال األلوان المختلفة في مصاحف
األمصار-بدرجات متفاوتة ،واستعماالت مختلفة -واستمر الوضع على ما هو عليه لقرون
عديدة ،حتى ظهرت المصاحف المطبوعة ،واقتُصر فيها على اللون األسود ،حسبما أتاحته
المطابع في أطوارها األولى .أما نقاط األندلس والمغرب ،فقد توسعوا في استعمال األلوان حتى
ُ
إنهم وفرواْ لمصاحفهم –في آن واحد -جميع األلوان التي عُرفت في مصاحف األمصار
2
األخرى ،وفق منهجية مميزة .
حكم استعمال األلوان في كتابة المصاحف :لما كان موضوع التلوين -ومعه موضوع
النقط والشكل -أمراً حادثاً ،لم يكن معهوداً في الصدر األول ،وارتبط ارتباطاً الزماً بالمصاحف،
وصار أمراً واقعاً ،واستمر العمل به لقرون ووجد-كما تقدم -منذ منتصف القرن األول الهجري َ
طويلة ،كان لزاماً على أهل العلم -من الفقهاء وغيرهم-أن يعرضوه على ميزان الشرع ،كما
عرضوا عليه كثيرا من الحوادث والمستجدات.
ولعلى الذي جعلهم ،ينحتون هذا المنحى في البحث ،ما ورد عن بعض األئمة من كراهة
النقط والشكل والتخميس والتعشير في المصاحف أصالة ،وما يستلزمه ذلك من كراهة التلوين
3
تبعاً ،لكونه وسيلة من وسائله ،وأداة من أدواته.
ومنه ذكر أبو عمرو الداني في كتابه(المحكم) أبواباً في نقط المصاحف ،فخصص باباً
لذكر من كره نقط المصاحف من السلف ،وخصص باباً لذكر من ترخص في نقطها ،وخصص
باباً لذكر من كره ومن أجاز في تعشير المصاحف وتخميسها ،وخصص باباً لذكر من شدد
ومن تسهل في رسم فواتح السور ،وخصص باباً لذكر ما يُ ْستَ ْع َم ُل له من األلوان وما يُكَْرهُ في
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
ذلك.
أقوال األئمة الذين صرحوا في أقوالهم عن كراهة األلوان في كتابة المصاحف أو
استحسانها ،وهي كاآلتي:
*أقوال من كره ذلك:
قول الخاقاني ..عن أحمد بن الجبير األنطاكي قال« :إياك والخضرة التي تكون في
المصاحف .فإنه يكون فيها لحن ،وخالف للتأويل ،وحروف لم يقرأ بها أحد».1
وقول ابن أبي زيد القيرواني(ت386.ه)« :وكره مالك وغيره النقط بالحمرة والصفرة».
2
وقول أبي حامد الغزاليُ « :روي عن الشعبي وإبراهيم كراهية النقط بالحمرة».
قال أبو عمرو« :فأما نقط المصاحف بسواد من الحبر وغيره فال أستجيزه ،بل أنهى عنه،
وانكره اقتداء بمن ابتدأ النقط من السلف ،واتباعا له في استعماله لذلك ِصْبغاً يخالف لون
المداد ،إذا كان ال يُ ْحدث في المرسوم تغييراً وال تخليطاً .والسواد يحدث ذلك فيه .أال ترى
ت ،ألجل السواد الذي به ترسم الحروف ،أنها حرف من الكلمة، ِ
أنه ربما زيد في النقطة فَتُ ُوه َم ْ
فزيد في تالوتها لذلك .وألجل هذا وردت الكراهة عمن تقدم من الصحابة وغيرهم في نقط
المصاحف».3
وقال الداني« :وطوائف من أهل الكوفة والبصرة قد يُ ْدخلون الحروف الشواذ في
المصاحف ،ويَْن ُقطونها بالخضرة .وربما جعلوا الخضرة للقراءة المشهورة الصحيحة ،وجعلوا
الحمرة للقراءة الشاذة المتروكة .وذلك تخليط وتغيير .وقد كره ذلك جماعة من العلماء».4
وقال أبو عمرو« :وال استجيز النقط بالسواد لما فيه من التغيير لصورة الرسم وقد وردت
1رواه أبو عمرو الداني عن الخاقاني عن بن جبير في باب ذكر ما يستعمل له من األلوان من كتاب المحكم ص .22
2استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب ،د .موالي محمد اإلدريسي الطاهري
ط1432(1ه2229-م) ص .33
يستَ ْعمل لَهُ من األلوان َوَما يكره من جمع ِ 3
صل َوالْ َوقْف َوَما ْ
وعلى َما ْيبنى من الْ َو ْ
ينظر :في بَاب َجامع ال َق ْول في النقط َ
معانِي اللطيفة والنكت الْخفية ،من المحكم ِ ِ
قراءات َشتى َوِرَوايَات ُم ْختَل َفة في مصحف َواحد َوَما يتصل بذلك من الْ َ
ص.19
4المرجع السابق ،ص .22
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
الكراهة بذلك عن عبد الله بن مسعود وعن غيره من علماء وكذلك ال استجيز جمع قراءات
شتى بألوان مختلفة في مصحف واحد على ما أشار إليه بعض أهل عصرنا ،ومن جهل ما في
ذلك من الكراهة ممن تقدمه ،ألن ذلك من أعظم التخليط والتغيير لمرسومه».1
وج َهلَة من
وقال أبو عمرو« :وأكره من ذلك ،وأقبح منه ،ما استعمله ناس من القراءَ ،
وج ْعلِهم لكل قراءة
الن قاط ،من جميع قراءات شتى ،وحروف مختلفة ،في مصحف واحدَ ،
وحرف لوناً من األلوان المخالفة للسواد ،كالحمرة والخضرة والصفرة والال َزَوْرد ،2وتنبيههم على
ذلك في أول المصحف وداللتهم عليه هناك ،لكي تعرف القراءات وتميز الحروف ،إذ ذلك
من أعظم التخليط وأشد التغيير للمرسوم».3
أقوال العلماء في استحسان ذلك:
قال الحسن رواه عن ابن أبي شيبة عن ..الحسن قال« :ال بأس بنقطها باألحمر».4
قال عبد الملك بن الحسين في روايته عن عبد الله بن عبد الحكم ،قال سمعت مالكاً
وسئل عن العشور التي تكون في المصحف بالحمرة وغيرها من األلوان ،فكره ذلك ،وقال:
«تعشير المصحف بالحبر البأس به».5
قَ َال عبد الله بن عبد الحكمَ « :وأخرج إِلَْي نَا َمالك ُمصحفا محلى بِالْ ِفض ِة ورأينا خواتمه
1ينظر :باب ذكر من نقط المصاحف اوال من التابعين ومن كره ذلك ومن ترخص فيه من العلماء .من كتاب النقط ،ذيل
كتاب المقنع ص .134-133
يستَ ْعمل ِ ِ
َح َجار الْ َك ِر َ
الال َزَوْرد :من ْاأل ْ
2
للزينَة .ينظر :المعجم يمة لَونه أ َْزَرق سماوي أَو بنفسجي يكثر في أفغانستان وأمريكا ْ
الوسيط ،مجموعة من المؤلفين ،دار الدعوة القاهرة .812/2 ،وينظر :تاج العروس من جواهر القاموس ،محمد بن
محمد الزبيدي ،مجموعة من المحققين ،دار الهداية . .141/9وينظر :معجم اللغة العربية المعاصرة ألحمد مختار،
.1986/3
يستَ ْعمل لَهُ من األلوان َوَما يكره من جمع ِ 3
صل َوالْ َوقْف َوَما ْ
وعلى َما ْيبنى من الْ َو ْ
ينظر :بَاب َجامع ال َق ْول في النقط َ
معانِي اللطيفة والنكت الْخفية ،من المحكم ِ ِ
قراءات َشتى َوِرَوايَات ُم ْختَل َفة في مصحف َواحد َوَما يتصل بذلك من الْ َ
ص .22
4رواه أبو عمرو الداني في باب ذكر من ترخص في نقطها من المرجع نفسه ،ص.12
5رواه أبو عمرو عن عبد الله بن عبد الحكم عن مالك في باب ذكر ما جاء في تعشير المصاحف وتخميسها ،ومن كره
ذلك ،ومن أجازه ،من كتاب المحكم ص .15
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
من حبر على عمل السلسلة فِي طول السطر قَ َال ورأيته معجوم ْاآلي بالحبر َوذكر أَنه لجده
احف».1 وانه كتبه إِ ْذ كتب عثْمان الْمص ِ
َُ َ َ
أبو حامد الغزالي(ت525.ه) ،في قوله« :يُستحب تحسين كتابة القرآن وتبيينه ،وال
بأس بالنقط والعالمات بالحمرة وغيرها.2»...
قال أبو عمروَ « :وال ِذي يَ ْستَ ْع ِملهُ نقاط أهل الْ َم ِدينَة فِي قديم الد ْهر َو َح ِديثه من األلوان
حمرة فللحركات والسكون َوالت ْش ِديد َوالت ْخ ِفيف حمرة والصفرة َال غير فَأَما الْ َ في نقط مصاحفهم الْ َ
ِ
َوأما الص ْفَرة فللهمزات َخاصة».3
قَ َال أَبو عمرو« :وعلى ما استَ عمله أهل الْم ِدينَة من ه َذين اللونين فِي الْمو ِ
اضع التِي ََ ْ َ َ َ ْ ْ ُ ُ َْ
صاحب نَافِع بن ابي نعيم ِ
اها َعامة نقاط أهل بلدنا قَديما وحديثا من َزمان الْغَاز بن قيس َ ذَكرنَ َ
عراق فيستعملون ِ ِ
حمه الله إلَى وقتنا َه َذا اقْت َداء بمذاهبهم واتباعا لسننهم ،فَأَما نقاط أهل الْ َ َر َ
ِ
يرها».4حدها َوبِ َذلك تعرف مصاحفهم وتميز من َغ َ حمرة َو َ يرها وللهمزات الْ َ للحركات َو َغ َ
الفرع الثالث :األلوان ومجاالت استعمالها عند العلماء.
تقدم الحديث عن توسع األندلسيين والمغاربة في استعمال أدوات الضبط وما يستوجبه
ذلك من توسع في استعمال األلوان ،وتدرجوا في طريقته حسب ما تقتضيه حاجة الناس في
مختلف األعصار ،فوفوا كل حرف حقه من الحركة والسكون والتشديد وضبطوا كل لفظ بما
يعين على أدائه أداءً سليماً بحسب الروايات الصحيحة ،والقراءات المعتبرة ،مسخرين لذلك
جملة من األلوان الناصعة التي تواضع عليها العلماء عبر العصور ،وإن كان ذلك -كما أسلفنا-
1رواه أبو عمرو عن عبد الله بن عبد الحكم عن مالك في باب ذكر ما جاء في رسم فواتح السور وعدد آيهن ،ومن شدد
في ذلك ،ومن تسهل فيه ،من المرجع نفسه ،ص .17
2استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف ،عند علماء األندلس والمغرب ،د.موالي محمداالدريسي الطاهري
ط1432(1ه2229-م) ص.34
يستَ ْعمل لَهُ من األلوان َوَما يكره من ِ 3
صل َوالْ َوقْف َوَما ْ
وعلى َما ْيبنى من الْ َو ْ
رواه أبو عمرو في بَاب َجامع ال َق ْول في النقط َ
معانِي اللطيفة والنكت الْخفية .من ِ ِ
جمع قراءات َشتى َوِرَوايَات ُم ْختَل َفة في مصحف َواحد َوَما يتصل بذلك من الْ َ
كتاب المحكم ص .18
4رواه أبو عمرو ،المرجع نفسه ،ص .22
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب ،د .موالي محمد االدريسي الطاهري
ط1432(1ه2229-م) ص.47
2بَاب ذكر الْبَيَان َعن إعجام الْ ُحُروف ونقطها بِالس َو ِاد ،من كتاب المحكم ص .35
3ينظر :في بَاب ذكر نقط الحركات المشبعات ومواضعهن من الْ ُحُروف ،من المرجع نفسه ص .42
اجتمع فِ ِيه الفان فحذفت احداهما اختصارا ،من المرجع نفسه ص .163 ينظر :في بَاب ذكر نقط َما ْ
4
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1ينظر :في بَاب ذكر نقط الحركات المشبعات ومواضعهن من الْ ُحُروف من المرجع نفسه ص .42
2استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب ،د .محمد األدريسي الطاهري،
ط1432(1ه2229-م) ص.49
3ينظر :بَاب ذكر الت ْن ِوين الال ِحق االسماء َوَكْي ِفية صورته َوَم ْو ِضع جعله ،من كتاب المحكم .ص .67
4المرجع السابق ص .52
5ينظر :في بَاب ذكر الت ْن ِوين الال ِحق االسماء َوَكْي ِفية صورته َوَم ْو ِضع جعله ،من كتاب المحكم ص .67-66
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1
أنهم اختلفوا في كيفيته على مذهبين.
قال أبو عمرو عن أحمد بن محفوظ في روايته عن قالون« :أَن فِي مصاحف أهل الْ َم ِدينَة
حمرة َوإِن َكا َن حرفا مسكنا فَ َك َذلِك أَيْضا».2
َما َكا َن من حرف مخفف دارة َ
3
7التشديد :وهو مما اتفق أهل األندلس والمغرب على ضبطه باللون األحمر.
قول أبو داود ..« :فإن كان مفتوحاً أو منصوبًا ،جعلت الشدة بالحمراء على الحرف،
لل﴾َ ٓ ﴿ ،لر ْ َ َِٰ ْ
ْح وإعرابها بالحمراء نقطة عليها ،وصورة ذلكِ۬﴿ :ال َح ْم ُّد ِ ِ
ََ َ
َ۬الضٓال َ َ َ َ
ِين ﴾ ،وشبهه .وإن كان مكسورًا حيمِ ﴿ ،﴾2إِياك ﴾َ۬ ﴿ ،الذِين ﴾ ﴿ ،ولا ِ۬الر ِ
جعلت التشديد أيضاً فوق الحرف[ ،وجعلت تحته نقطة بالحمراء عالمة للكسر ،وصورة ذلك
ََ َ
4 َ۬الضٓال َ
ِين ﴾ 7وشبهه. لص َر َٰ َط ﴾ ﴿ ،ولا أيضا هكذاَ ﴿ :رب ﴾َ۬ ﴿ ،الذ َ
ِين ﴾َ۬ ﴿ ،ا ِ ِ ً
9الميم الصغرى الدالة على قلب النون الساكنة والتنوين عند الباء :أما أبو عمرو
الداني فقد حسن وجه إثبات الميم الصغيرة بالحمرة،5
حمرة ليدل بذلك على انقالبها الى ِ ِ
قال أبو عمروَ « :وإن جعل على النون ميم صغري بالْ َ
اختَار َوبِه». 6 ِ
فظها َكا َن حسنا غير ان االول ُه َو الذي ْ
لَ َ
6االختالس :ويجعل هذا النقط بالحمراء فوق الحرف إن كان مفتوحاً ،كعين﴿
َ َ َ ُّ ُّ ْ
تعدوا﴾ [النحل ]18/وتحته إن كان مكسورا كعين﴿ فنِعِما ﴾ [البقرة ]272/ووجه ضبطها
نقطاً مدوراً بالحمرةُ ،هو اختار أبي عمرو الداني ،وبه جرى عمل أهل المغرب. 7
.76
7المرجع السابق ص .54
10
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
َ
ٓے۬سء ﴾ و﴿ 4اإلشمام :قَ َال ابو َع ْمرو« :فَأَما الْ َحَرَكة المشمة فِي نَ ْحو قَ ْوله ﴿
َ َ َ َ َ ْ
يق ﴾ و﴿ َوحِيل ﴾ و﴿ َو ِج ٓے َء ﴾... ، ِيض ﴾ و﴿ َوسِ َ س ٓيت﴾ و﴿ قِيل ﴾ و﴿ وغ
إِذا نقطت ه ِذه الْحروف على قِراءة من أَشم اولها الضم جعل امام ِ
السين َوالْ َقاف والغين والحاء ََ ُُ َ
َوالْ ِجيم نقطة بالحمراء ليدل بذلك على إشمامها». 1
8اإلمالة :وهي حركة غير خالصة ،تُجعل تحت الحرف الممال ،نقطاً مدوراً بالحمراء
2
في أحد وجهي ضبطها ،وهو اختيار أبي عبد الله الخراز ،تبعاً ألبي عمرو الداني.
5المط :قال أبو عمروْ « :اعلَم ان نقاط بلدنا جرت َع َادتهم قَ ِديما وحديثا على أَن
داللَة على ِزيَ َادة تمكينهن
جعلُوا على ُح ُروف الْ َمد واللين الث َالثَة االلف َوالْيَاء َوالْ َواو مطة بالحمراء َ
َ َٓ ِ
ُأنزل
ِ ك ِعْند لقيهن الهمزات والحروف السواكن فااللف نَ ْحو﴿بِما َو َذل َ
َ ُّ ٓ ْ َ َ َ َ ْ َ َ
إِليْك﴾[البقرةَ .]4/والْيَاءنَ ْحو ﴿ َيَٰبَنِ ٓے إِس َرٓا ِءيل ﴾ [البقرةَ .]42/والْ َواو نَ ْحو ﴿ قالوا ءامنا
ْ ُّ ٓ ْ َ ُّ َ ُّ
3
﴾ [البقرة .]14/و﴿ قوا أنفسكم ﴾ التحريم. 6/
21صلة الهاء :المراد بصلة الهاء هنا ،صلة هاء الضمير الواحد المذكر ،سواء كانت
ٗ َ َ َ ُّ َ
ان بِهِۦ بَ ِصيرا ﴾ 35االنشقاق ،15/وفيها ألهل ك َ َواواً أو ياءً نحو ﴿ :بَ ۪لىَٰٓ إِن ربهۥ
األندلس والمغرب مذهبان :األول :إلحاق الصلة بالحمرة ،وهو مذهب أبي عمرو ،وبه َع َم ُل
4
أهل المغرب .الثاني :التخيير بين اإللحاق بالحمراء وعدمه ،وهو مذهب أبي داود.
22صلة الياءات الزوائد :وفيها أيضا ألهل األندلس والمغرب مذهبان :األول:
إلحاق الصلة بالحمرة ،وهو مذهب أبي عمرو ،وبه َع َم ُل أهل المغرب .الثاني :التخيير بين
1ينظر :في بَاب ذكر َكْيفية نقط َما َال ي ْشبع من الحركات فيختلس اَْو يخفى اَْو يشم ،من كتاب المحكم ص .48-47
2استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب ،د .موالي محمد اإلدريسي الطاهري،
ط 1432(1ه2229-م) ص.55
3ينظر :في بَاب ذكر الْ َمد وموضعه فِي الْ ُحُروف ،من كتاب المحكم ص .54
4المرجع السابق ،ص .58
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1
اإللحاق بالحمراء وعدمه ،وهو مذهب أبي داود.
21الزائد في اللفظ الساقط من الرسم :قال أبو عمرو« :اعلم أن ما وقع في
المصحف منقوصا من هجائه ،فإنك تثبته بالحمرة ان شئت ،وذلك في نحو قولهَ۬ ﴿ :النَبيٓ ِـ َ
ِٕۧن ِ
﴾[آل عمران ،]82/رسم بياء واحدة ،وهو عندي ياء الجمع ،فينبغي أن تلحق ياء أخرى قبلها
ْ ُّ ُّ َ ُّ
وهك ْم ﴾ االسراءُ ،7/رِس َم أيضاً بواو واحدة، بالحمراء ،وهي ياء فعيل .وكذلك ﴿ ؤُـُسَيِلا وج
وهي أيضاً واو الجمع ،فتلحق قبلها واواً أخرى بالحمراء ،وهي األصيلة». 2
األلفات المتوسطات ِ وقال« :وقد وجدت عادة أهل بلدنا قديماً وحديثاً على إلحاق
ت ﴾ و﴿ ِحَٰ ِ
َ
ُ۬الصَٰل َ المحذوفات من الرسم بالحمراء ،نحو قولهِ۬ ﴿ :الْ َعَٰلَم َ
ِين ﴾ و﴿
َٓ ُّ َ ٓ َ
هؤلا ِء ﴾».3 ت﴾ و﴿ َٰ َ۬الس َم َٰ َو َٰ ِ
ُّ َ ََ ٓ َ ُّ
وقال« :وكذلك تلحق النون الساكنة في قوله﴿ فنُۨ ِجے من نشاء ﴾ [يوسف]112/
4
ِين [ ﴾87االنبياء ]87/بالحمراء وتعرى من عالمة السكون. و﴿ ُّنُۨ ِجے ِ۬الْ ُّمو ِمن َ
24دارة المزيد« :اعلم أن نقاط سلف أهل المدنية وأهل بلدنا ،اصطلحوا على
جعل دارة صغرى بالحمراء على الحروف الزوائد في الخط ،المعدومة في اللفظ ،وعلى الحروف
المخففة ،باتفاق أو اختالف ،عالمةً لذلك ،وداللةً على حقيقة النطق به» فالحروف الزوائد
ْ ِ ََْ َْ
5
نحو األلف في قولهِ ﴿ :ماية ﴾ و﴿ مايتي ِن ﴾ [األنفال. ]66/65/
قال أحمد بن عمر في روايته عن قالون ،قال« :في مصاحف أهل المدينة ما كان من
1استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب ،د .موالي محمد اإلدريسي الطاهري،
ط 1432(1ه2229-م) ص.59-58
2ينظر :في باب ذكر احكام نقط ما نقص من هجائه من كتاب النقط ملحق المقنع ص .146
3المرجع نفسه ص.147
4المرجع نفسه ص .147
5ينظر :في باب ذكر الدارة التي تُ ْج َع ُل على الحروف الزوائد والحروف المخففة ،وأصلها ومعناها من كتاب المحكم ص
.193
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1
همزة َعن يَ ِمين االلف». ِ
َموضع الْ َ
26جرة الصلة أللفات الوصل :أي جرة الصلة أللفات الوصل بالحروف المتحركة
2
قبلها .وهي أيضا مما اتفق األندلسيون والمغاربة على جعله باألحمر.
قال أبو داود« :واعلم أن الصلة في ألف الوصل ،تابعه للحركة التي قبلها في األسماء،
واألفعال ،وتتحرك بالحركات الثالث ،بالفتح ،والكسر ،والضم ،فإن كان قبل ألف الوصل كسرة
ْ ُّ
جعلت الصلة جرة بالحمراء تحت األلف داللة على انكسار ما قبلها ،وذلك نحوِ۬ ﴿ :ال َح ْمد
لل َرب ِ۬الْ َعَٰلَم َ
ِين [ ﴾ 3الفاتحة[ ]1 /وشبهه ،وإن كان قبل ألف الوصل فتحة ،جعلت ِ ِ ِ
ْ َ
الصلة جرة بالحمراء فوق األلف ،داللة على انفتاح ما قبلها ،نحوُ۪﴿ :اهدِنا
3 ص َر َٰ َط َ۬الذ َ
ِين ﴾ [الفاتحة ]6/5وشبهه. لص َر َٰ َط َ۬الْ ُّم ْستَق َ
ِيم ِ 5 َ۬ا ِ
َ َ َ
امنا ﴾ [يوسف :]22 /قال أبو داود« :وضبطه على وجهين: 24لفظ ﴿ ت
أحدهما :أن تجعل نوناً بالحمراء بين الميم السوداء ،والنون ،وتجعل أمامها نقطة بالحمراء،
َ َ َ
امنا ﴾ .والثاني :أن وتجعل على النون السوداء عالمة التشديد ،وصورة ذلك هكذا ﴿ :ت
التلحق النون بالحمراء ،وتجعل في موضعها النقطة المذكورة وتجعل على النون السوداء شدة،
َ َ َ
امنا فتؤذن أيضاً بذلك أنه إخفاء ال إدغام تام ،لما قدمناه فاعلمه ،وصورة ذلك هكذا ﴿ :ت
﴾».4
*ثالثا :اللون األصفر :أجمع علماء الضبط األندلسيين والمغاربة على استعمال اللون
األصفر لضبط المحققة ،على اختالف في هيئتها ومحالها ،حتى كاد اللون األصفر يختص
5
بها دون غيرها من اصطالحات الضبط األخرى.
1
صل من كتاب المحكم ص .89-88-87 َح َكام الصالت أللفات الْ َو ْ
ينظر :في بَاب ذكر أ ْ
2المرجع السابق ص .63
3أصول الضبط ألبي داود في باب أحكام الصالت أللفات الوصل ،وكيفيتها .ص .58
4المرجع نفسه ص .128-127
5استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب ،د .موالي محمد االدريسي الطاهري،
ط1432(1ه2229-م) ص.65
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
قال أبو عمروَ « :وال ِذي يَ ْستَ ْع ِملهُ نقاط أهل الْ َم ِدينَة فِي قديم الد ْهر َو َح ِديثه من األلوان
حمرة فللحركات والسكون َوالت ْش ِديد َوالت ْخ ِفيف حمرة والصفرة َال غير فَأَما الْ َ في نقط مصاحفهم الْ َ
ِ
1
َوأما الص ْفَرة فللهمزات َخاصة».
ما رواه أبو عمرو عن قالون قال« :أَن فِي مصاحف أهل الْ َم ِدينَة َما َكا َن من حرف
حمرة َوإِن َكا َن حرفا مسكنا فَ َك َذلِك أَيْضا قَ َال َوَما َكا َن من الْ ُح ُروف التِي ِ
مخفف فَ َعلَيه دارة َ
2
بنقط الص ْفَرة فمهموزة.
تج َعل ِ
وقال أبو عمروَ « :وأما نقط َه َذا الض ْرب على قَراءَة من حقق الهمزتين َم ًعا فَ ُه َو أَن ْ
همزة
تج َعل الْ َ همزة االولى نقطة بالصفراء وحركتها َعلَْي َها نقطة بالحمراء قبل االلف المصورة َو ْ الْ َ
ِ ِ
همزة االولى الثانيَة نقطة بالصفراء وحركتها َعلَْي َها في االلف المصورة َه َذا على قَول من قَ َال إِن الْ َ
ُّ َ َ
ص َورة َذلِك َك َما ترى ﴿ َءٓانذ ْرت ُّه ُّم ٓۥ ﴾ [البقرةَ ﴿ ]5 /ءٓانت ُّم ٓۥ ﴾ ِ
ه َي الْ َم ْح ُذوف صور َتها َو ُ
[النازعاتَ ]27 /وشبهه»3.وقال كذلك« :فإن نقطت ذلك على مذهب اهل التحقيق جعلت
4
الهمزتين معا بالصفراء وحركتهما بالحمراء».
وقول أبي عبد الله الخراز:5
ط َما ُحق َق بالص ْف َتر ِاء * نَ ْق ط َوَما ُس ِهل بالْ َح ْم َر ِاء.
ضْب ُ* فَ َ
*رابعا :اللون األخضر :اختص أهل األندلس والمغرب باستعمال اللون األخضر لضبط
ألفات الوصل ،للداللة على كيفية االبتداء بها ،استثناءً من القاعدة المتعارفة ،التي هي بناء
4ينظر :في باب ذكر أحكام تليين الهمزات من كتاب النقط ملحق كتاب المقنع ص .144
5دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط ،للمارغني ص .272
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
النقط على الوصل .وهي نقطة خضراء كنقط اإلعجام ،مفصولة عن ألف الوصل ،في جميع
1
األحوال.
استِ ْع َمال نقاط بلدنا على الدَاللَة على َكْيفية ِاالبْتِ َداء بِ َه ْمَزة قال أبو عمروَ « :وقد جرى ْ
قبلها فيجعلون فَوق ِ ِ ِ
صل الضطرار القارىء الى معرفَة َذلك اذا ُه َو قطع على الْ َكل َمة التي َ الْ َو ْ
2
االلف نقطة بالخضراء اَْو بالالزورد فرقا بَين حركتها التِي َال تُوجد اال فِي َحال ِاالبْتِ َداء فَ َقط».
عمران الناقط ،ناقط اهل االندلس، ِ ِ
وقال« :ورايت في مصحف كتبه ونقطه َحكيم بن َ
ِ ِ
صل في سنة سبع َوع ْشرين َومائَتَ ْي ِن ،الحركات نقطا بالحمرة ،والهمزات بالصفرة ،والفات الْ َو ْ
المبتدا بِهن بالخضرة ،والصالت والسكون َوالت ْش ِديد بقلم َدقِيق بالحمرة ،على نَ ْحو َما حكيناه
3
َعن نقاط اهل بلدنا».
احف وقال« :وطَوائِف من أهل الْ ُكوفَة والْبصرة قد ي ْدخلُو َن الْحروف الشواذ فِي الْمص ِ
َ َ ُُ َ َ َْ َ َ
حمرة ل ْل ِقَراءَة
يحة َوجعلُوا الْ َ
ِ ِ
بما جعلُوا الخضرة ل ْلقَراءَة الْ َم ْش ُه َورة الصح َ وينقطونها بالخضرة َوُر َ
4
الشاذة المتروكة».
وقال أبو عبد الله الخراز:5
ض َرآءْل بِالْ َخ ْ
ض ِع الش ك ِ ضْب ِط ِاالبْت َدآء * نَ ْقط َك َو ْ ض ُع َ َوَو ْ
ت. ت إِن َك َس ْر ْ َت * َوفَ ْو ُق إِ ْن فَ ْتح َوتَ ْح ُ أ ََم َام هُ إِ َذا بِ َ
ض م ابْتَ َدأ ْ
الال َزْورد :وهو لون معروف عند أهل األندلس ،قيل :هو اللون األزرق، *خامسا :لَون َّ
6
وقيل غير ذلك.
استِ ْع َمال نقاط بلدنا على الدَاللَة على َكْيفية ِاالبْتِ َداء بِ َه ْمَزة
قال أبو عمروَ « :وقد جرى ْ
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1
صل من كتاب المحكم ص .86 َح َكام الصالت أللفات الْ َو ْ
ينظر :في بَاب ذكر أ ْ
2استعمال االلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء االندلس والمغرب ،د .موالي محمد االدريسي الطاهري،
ط1432(1ه2229-م) ،ص.68
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
دها فِي َحال الْبَ يَان واإلدغام واإلخفاء من كتاب المحكم .ص .199
ينظر :في بَاب ذكر حكم النون الساكنة َوَما ْبع َ
1
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
قال المارغني في شرحه للمنضومة« :وإنما كانت الحركة المختلسة والمشمة غير
خالصتين ألن األولى مشوبة بسكون والثانية كسرة مشوبة بضمة والوجه األول :في ضبط ما
اختلس او اشم هو اختيار الداني وبه جرى عملنا .والوجه الثاني :هو اختيار أبي داود قال ألن
اإلشمام واإلختالس ال ْيؤخذان من الخط بل بالمشافهة من الشيخ فالتعرية تحمل على السؤال
اه 1.واألظهر اختيار الداني اذ قد يظن الناظر ان التعري غفلة من الناقط فيقراه بحركة خالصة
2
بخالف ضبطه بغير ضبط سائر الحروف.
ك النقطة َوأخذ ذَلِك مشافهة
وقال أبو عمرو في ذلكَ « :وإِن تركت الْ ُح ُروف َعا ِرية من تِْل َ
بما اشبع تِْل َ
3
ك الضمة وأخلصها». َعن الْ ُقراء َكا َن حسنا َالن الْ َقارئ ُر َ
التعرية من اإلمالة :وله الوجه األول :هو اختيار الداني وبه جرى العمل عندنا .وله الوجه
الثاني :وهو تعرية الحرف الممال من المعوض منه والعوض ليقع السؤال عند رؤية ذلك كما
في االختالس واالشمام واليه اشار الناظم بقوله «اوعره» أي عر الحرف الممال من الفتحة ومن
4
النقط.
الفرع الثالث :طريقة اإلخالء من التشديد والسكون.
التعري من التشديد :قال الشيخ الضباع في كتابه« :وقالت طائفة :عالمة التشديد ضبط
الحرف المشدد مع إهمال ما عداه .واختلفوا في تعيين هذا الضبط بين قائل بكونه نقطاً مدوراً،
وقائل بكونه الشكل المأخوذ من الحروف.
وضعفه المحققون بل أنكره جمهورهم 5.فمن العلماء من يجعل التشديد عالمة ،وذلك
بنزع الجرة والنقاط .قال أبو داود« :وبعضهم يترك إعراب الحرف ،لداللة عالمة التشديد على
اإلعراب ،وهذا هو الذي أختار في هذا الوجه ،وبه أنقط ،أعني أن يكون التشديد خاليا من
1اهـ :أي عما يستحقه الحرف المعري من العالمة الدال على كيفية اللفظ به .ينظر سمير الطالبين ،ص .182
2دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط للمارغني ،ص .258-257
3ينظر :في بَاب ذكر َكْيفية نقط َما َال ي ْشبع من الحركات فيختلس اَْو يخفى اَْو يشم ،من كتاب المحكم ،ص .162
4المرجع السابق ،من دليل الحيران ،ص .259
5سمير الطالبين ،ج 3ص .186
11
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
1
الحركة».
التعري من السكون :قال ايضا الشيخ الضباع« :ومنهم من قال :عالمته نقطة مربعة
توضع فوق حرفه وهو ضعيف ،إذ لم أره منصوصا لغير الهروي .وكل هؤالء يقولون بافتقار
الساكن إلى عالمة السكون.
وخالف في ذلك بعض نقاط العراق فلم يجعلوا للسكون عالمة أصالً.
وللناس في وضع عالمة السكون على الحروف السواكن مذاهب:
فمنهم من يضعها على الحرف المظهر فقط لإلشعار بأنه ُمظهر بحيث يقرعه اللسان.
ويعرى غيره منها مدغما كان أو مخفى أو ممدوداً للداللة على إدغامه أو إخفائه.
ومنهم من يضعها على الجميع بدون استثناء شيء منها.
ومنهم من يضعها كذلك لكنه يميز عالمة سكون الممدود عن عالمة سكون غير بحيث
صورة كل منهما ال تشبه األخرى.
2
ومنهم من يعري حروف المد فقط ،وعملنا على األول.
الفرع الرابع :طريقة اإلخالء من المطة والهمزة.
عراق من السلف َوالْخلف التعرية من حروف المد :قال أبو عمروَ « :و َعامة نقاط أهل الْ َ
المة للسكون َوَال للتشديد َوَال للمد بل يعرون الْ ُح ُروف من ذَلِك َال يجعلُو َن فِي الْم ِ
صاحف َع َ َ َ َْ
ُكله َوالْفرق ِعْندهم بَين المشدد والمخفف جعل نقطة على الْ َح ْرف المشدد واعراء الْ َح ْرف
3
المخفف ِمْن َها فَ َقط».
وأما بنسبة لحروف المد الواقعة في فواتح السور :يذكر الشيخ الضباع فيما نقله عن
أهل الضبط ،حيث قال :فاإلجماع منعقد على أنها ال تلحق ،وأما وضع عالمة المد عليها فلم
يرد فيه نص عن المتقدمين.
وأما المتأخرون فمنهم من قال :ال توضع ،ألن األئمة المقتدى بهم لم يعرجوا على ذلك
10
ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني. المبحث الرابع
بوجه ،ولو كان مفتقراً إلى المط (عالمة المد) لتكلموا عليه ،بدليل أنهم تكلموا على النقط.
ومنهم من قال :توضع ،مراعاة للفظ ،وانعدام حرف المد ال عبرة به ،أال ترى أنه يوضع
1
حرف المد على أحد الوجهين فيه؟ والصحيح األول ،ولكن جرى العمل بالثاني غالباً.
أما أهل العراق فقد ذكر فيهم الشيخ المارغني ايضاً في شرحه لمنضومة الخراز ،حيث
قال« :وخالف نقاط العراق في هذا فلم يجعلوا للمد عالمة ورأوا أن وجود السبب كاف في
2
ذلك».
التعرية من الهمزة:
صورة الهمزة المسهلة في كال الحالتين :ما نقله لنا كل من التنسي 3في كتابه (الطراز)،
والشيخ الضباع 4في كتابه(اإلمتاع) :أن القدماء أطلقوا فيما سهل بين بين ،وذكروا في ﴿
ْ ْ َ ُّ ُّ
َاوْ۟ن ِبيكم ﴾ ،وباب ﴿ ِئَأفكا ﴾ وجهين:
أحدهما :جعل دارة على الواو والياء وجعل نقطة أمام الواو ونقطة تحت الياء .واستحسن
هذا الوجه الداني.
والثاني :تعرية الواو والياء من النقطة والدارة واستحسنه أبو داود ،عند قوله :5في (أصول
الضبط)« :فال بد من أخذه مشافهة من األستاذ ،وإذا كان ذلك كذلك ،فيترك هذه الحروف
عارية من النقط أولى ،وال أمنع من هذا الوجه ايضاً».
ْ
وذكروا أيضا في ﴿ َواْے۪ل ﴾ وجهين :أحدهما :كاألول في ﴿ ِئَأفكا ﴾ .والثاني:
االقتصار على الدارة
11
الخاتمة
الخاتمة
الخاتمة
الحمد لله على تكريم نعمه وفضل منتِ ِه وتيسيرنا سبحانه وتعالى لهدايته ،وصلى الله وسلم
وبارك على نبينا محمد خاتم رسالته ،وعلى آله وصحبه ،ومن سار على دربه واتبع سنت ِه أما
بعد:
وبعد هذه الرحلة الممتعة مع موضوع تحسين المصاحف من خالل كتاب المحكم ألبي
عمرو الداني ،قطفت وتذوقت ثمرة طيبة ،قد خلصت إلى بعض النتائج منها:
.1عناية علماء المسلمين الدائمة بكتاب الله على مدى األعصار واألمصار.
.2المحافظة على المصاحف العتيقة ،وطرق كتابتها ونقطها وشكلها ،فسبحان من أنزل
لحافِظُون ﴾. ِ ِ ِ
هذا الكتاب ﴿ :إنا نَ ْح ُن نَزلْنَا الذ ْكَر َوإنا لَهُ َ
.3ساقني اإلمام الداني بالتعرف على مدرسته األندلسية وقيمة علمها الكبير ،والتي ساهمت
في خدمة المصحف الشريف وضبطه.
.4فضل وعلو مكانة اإلمام الداني العلمية ،ورسوخ قدمه بشهادة العلماء السابقين
والالحقين .وثناء العلماء عليه وعلى كتبه.
.5القيمة الجليلة والمكانة العظيمة لكتاب المحكم الذي ترك أثراً لمن بعده ،حيث استفادة
منه ونهل من علمه الغزير.
.6التعرف على مفهوم التحسينات التي طرأت على المصاحف ومدى مراحل تطورها نقطاً
وشكالً.
.7بيان أول من ابتدأ بنقط المصاحف وهو اإلمام أبي األسود الدؤلي حيث اخترع النقط
المدور للحركات الثالث ،وبيان جهود علماء المسلمين في ذلك على مدى الدهور
واألزمان.
.8بيان الحاق اإلمام الخليل لعشر عالمات أخرى في ضبط المصاحف كالشد والمد
والسكون...
11
الخاتمة
.9تنوع التحسينات المصحفية حيث وردت على شكل حروف كالصلة ،واأللوان كالهمزات
والرموز كعالمة اإلمالة ،وخلو كعالمة اإلقالب.
.12التعرف على أهم المصنفات في ضبط نقط المصاحف منها كتاب أصول الضبط ألبي
داود سليمان بن نجاح ،وكتاب الطراز في شرح ضبط الخراز لإلمام التنسي ،وسمير
الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين ،علي محمد الضباع.
.11ومن أهم النتائج التعرف على التحسينات المصحفية من خالل كتاب المحكم ألبي
عمرو الداني ،وذلك منها التي كانت على شكل حروف ،والتي على شكل رموز ،والتي
على شكل ألوان ،ومنها التي كانت بطريقة اإلخالء.
أما التوصيات هي:
.1ضرورة دراسة جهود العلماء في شتى الفنون ،السيما منها ،علم ضبط المصاحف.
.2العناية بجهود اإلمام أبي عمرو الداني في خدمة المصاحف.
وفي األخير اسأل الله أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وحفظاً في صدورنا ،رسماً وقراءة
وضبطاً .واسأل الله أن يوفقنا لصالح العمل فيه ،وآخر دعوتي أن الحمد لله رب العالمين،
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
11
الفهارس العامة
الفهارس العامة
قائمة الفهارس العامة
رقم
الصفحة اآلية السورة
اآلية
ْ
58 1 لل ﴾ ﱡ ِ۬ال َح ْم ُّد ِ ِ
84 1 ِين ﴾ 3 لل َرب ِ۬الْ َعَٰلَم َ ِ ِ ْ َ ْ ُّ
د ﱡ ِ۬الحم الفاتحة
ِ
84 6/5 ص َر َٰ َط َ۬الذ َ
ِين ﵠ ِيم ِ 5 لص َر َٰ َط َ۬الْ ُّم ْستَق َ ْ َ
ﱡ ُ۪اهدِنا َ۬ا ِ
َ َ
54 9 ﱡ َول ُّه ْم َعذاب ﵠ
55 1 ِين 3ﵠ ﵟ هدى لِلْ ُّمتَق َ
ٗ
َ
55 4 دى ِمن رب ِ ِه ْم ﵠ ﵟ َعلَى ه ٗ
َ ُّ َ
57 19 ﵟ َعلَى ك ِل ش ْےءٖ قدِير 39ﵠ
ْ َ
59 4 ُأوَٰٓل ِئك ﵠ ﵟ
َ َٓ َ ُّ
59 22 يأيها ﵠ ﵟ َٰ
َ ِ َ
59 185 اع ٓۦ إِذا ﵠ ﵟ َ۬الد
َْ َ البقرة
59 32 ِ
ﵟ َ۬المَٰٓل ِئكة ﵠ
ُّ َ
67-61 32 ﵟ أۢنبِْٔيهم ﵠ
61 227 ﵟ ِم ۢن بَ ْع ِد ﵠ
ُّ ُّ ْ
65-61 17 ﵟ صمۢ ُّبكم ﵠ
88-61 26 ﵟ ِم ۢن بَ ْع ِد ﵠ
ُّ َ
63 53 ار ِئك ْم ﵠ
ﵟب ِ
َ
63 259 ﵟ أ ِرنِے ﵠ
11
قائمة الفهارس العامة
ُّ ُّ
63 66 ﵟ يَام ُّرك ُّم ٓۥ ﵠ
َ
81-64 12 ﵟ قِيل ﵠ
65 23 ار ﵠ ﵟ ُ۬النَ َ
كَٰفر َ ْ
65 18 ين 38ﵠ ﵟ بِال ۪ ِِ
65 61 ص ۪رى ﵠ
ﵟ َوالنَّ َ
65 84 ﵟ أ َس ۪رى ﵠ
ُّ ُّ ْ
65-61 17 ﵟ صمۢ ُّبكم ﵠ
ُّ َ
67-61 32 ﵟ أۢنبِْٔيهم ﵠ
َ َ
81 272 ﵟ فنِعِما ﵠ
َٓ َ َ َ
82 3 ُأنزل إِليْك ﵠ ﵟ بِما ِ
َ ْ
82 39 ﵟ َيَٰبَنِ ٓے إِس َرٓا ِءيل ﵠ
َ ُّ ْ َ البقرة
82 13 ﵟ قال ٓوا َء َامنا ﵠ
84 176 ﵟ َم َن ٰا َم َن ﵠ
َ َ
72-69 5 ﵟ َءٓانذ ْرت ُّه ُّم ٓۥ ﵠ
61 26 ﵟ ِم ۢن بَ ْع ِد ﵠ
54 34 ﵟ َسمِيع َعلِيم 33ﵠ
َ ُّ َ
55 31 ﵟ غفور رحِيم 33ﵠ
ِٕۧن ﵠ ﵟ َ۬النَبيٓ ِـ َ
62-59 21 ِ آل
ُّ
63 28 ﵟ َو ُّي َحذ ُِّرك ُّم ﵠ عمران
َ
65 27 ار ﵠ
ﵟ ِ۬الن ۪ ِ
ه
ﵟ َ۬النَبيٓ ِـ َ
ِٕۧن ﵠ
-62-59 82 ِ
11
قائمة الفهارس العامة
82
37 145 وت َ ُّ
ِ۬الل ﵠ
َ
ﵟ َو َس ْوف ُّي ِ
َ ُّ َ ُّ
55 43 ﵟ عفوا غفورا 33ﵠ
َ ْ ُّ ٓ ْ َ ْ ُّ ْ ُّ ْ
59 134 ﵟ ِإَون تلوۥا أو تع ِرضوا ﵠ النساء
َ
64-63 57 ﵟ نِعِما ﵠ
ْ ََ ْ
67 132 ﵟ ِان يشأ ﵠ
59 121 يُأولِے ﵠ
َٓ ْ
ﵟ َٰ
َ ُّ ْ ُّ المائدة
67 123 ﵟ تسؤك ْم ﵠ
ُّ ُّ ْ
63 112 ﵟ َو َما يشع ُِّرك ُّم ٓۥﵠ األنعام
ْ َ
88-61 162 ﵟ فاۢنبَ َج َست ﵠ
ُّ ُّ األعراف
63 157 ﵟ يَام ُّرهم ﵠ
َْ ََْ
83 66/65 ﵟ ِمايتيْ ِن ﵠ ﵟ ِماية ﵠ األنفال
ُّ
63 21 ﵟ ُّيبَ ِش ُّره ْم ﵠ التوبة
ََ َ ََ ِ ٓ
63 35 ﵟأمن لا يهدے ﵠ
ُّ ُّ
63 22 ﵟ ي َسيِ ُّرك ْم ﵠ يونس
َ َ َ َ َ َ َ ْ ُّ
79 87 ﵟ أن تبوءا لِقو ِمكما ﵠ
81-64 76 ٓے۬سء ﵠ ﵟ َ
َ هود
81-64 44 ﵟ َوغِيضﵠ
َ َ
59 36 اويلِه ِٓۦ إِناﵠ
ﵟ بِت ِ
ﵟ َعل ُّ يوسف
61 19 ِيمۢ ب ِ َما ﵠ
11
قائمة الفهارس العامة
َ َ َ ُّ ٗ َ َ
َ۬الصَٰغِر َ
82 32 ين 32ﵠ ِ ﵟ وليكونا ِمن
ُّ َ ََ ٓ َ ُّ
83 112 ﵟ فنُۨ ِجے من نشاء ﵠ
َ َ َ
85-84 11 امنا ﵠ ﵟت
َ َ
84 87 ﵟ ٰاتيْ َنَٰك ﵠ الحجر
َ ُّ ُّ ْ
81-63 18 ﵟ تعدواﵠ النحل
37 11 ﵟ َو َي ْد ُّع ُ۬ال َ
ِانسَٰ ُّن ﵠ
َ َ ُّ ْ ُّ
56 21/22 ﵟ َمحظورا ُ۟ 20انظ ْر كيْف ﵠ
َ َٓ ُّ َ ٓ ٓ َ َ َ َْ
59 22/62 ِ
هؤلاء ﵠ ﵟ ل ِئن َاخرت ِنۦ ﵠ ﵟ و َٰ
اإلسراء
ْ ُّ ُّ َ ُّ
82-59 7 وهك ْم ﵠ ﵟ ؤُـُسَيِلا وج
َ
59 38 ﵟ إِن ت َر ِن ﵠ
ْ َ ْ ُّ ٓ ْ َ ْ َ
59 16 ﵟ فأوۥا إِلى َ۬الكه ِف ﵠ
ْ
67 12 ﵟ َو َهيِے ﵠ
َ الكهف
69-67 62 ريت ﵠ َ ْ ٓ
ﵟ أ ََٰ
َ َ ٗ
57 61/62 ت َع ْد ٍن ﵠ ﵟ شْٔيا َ 60جن َٰ ِ مريم
ٗ
57 122 ﵟ يَ ْو َم ِئ ٖذ ُّز ْرقا 300ﵠ طه
َ ْ ُّ
63 122 ﵟ لا يَح ُّزن ُّه ُّم ﵠ
83 87 ِين 87ﵠ ﵟ ُّنُۨ ِجے ِ۬الْ ُّمو ِمن َ األنبياء
َ َْ
84 1 ﵟ ق َد َافل َح ﵠ المؤمنون
36 31 ﵟ َايُّ َه َ۬الْ ُّمو ِم ُّن َ
ون ﵠ النور
ك َ ُّ
59 32 نت ﵠ ﵟ بِه ِٓۦ إِن
َ َ َٓ ْ ُّ الشعراء
67 75 ﵟ أف َٰريتم ﵠ
011
قائمة الفهارس العامة
010
قائمة الفهارس العامة
ْ
58 18 ﵟ كِ َتَٰبِيَه 38ﵠ
َ ْ
58 19 ِسابِيَه 39ﵠ ﵟح
58 28 ﵟ َمالِيَه 28ﵠ
ُّ
86 27 ﵟ َءٓانت ُّم ٓۥ ﵠ النازعات
ٗ َ َ َ ُّ َ
82-62 15 ان بِهِۦ بَ ِصيرا 35ﵠك َ ﵟ بَ ۪لىَٰٓ إِن ربهۥ االنشقاق
َ َ
55 3 اصبَة 3ﵠ ﵟ َعا ِملة ن ِ الغاشية
َ َ ْ َ َۢ َ
82 16 اصيَ ِة 36ﵠ ﵟ لنسفعا بِالن ِ العلق
011
قائمة الفهارس العامة
فهرس األعالم
الصفحة اسم العلم الرقم
12 الذهبي 1
12 الداودي 2
11 السمعاني 3
17 فارس بن أحمد 4
17 خلف بن إبراهيم الخاقاني 5
17 محمد بن أحمد 6
17 طاهر بن غلبون 7
18 أحمد بن محمد 8
18 إبراهيم بن شاكر 9
18 خلف بن يوسف 12
18 إبراهيم بن دخنيل 11
19 أبو العباس 12
19 أبو داود 13
19 يحيى ابن إبراهيم 14
19 محمد بن يحيى 15
23 الضبي 16
23 القفطي 17
38 محمد بن علي البغدادي 18
38 محمد بن القاسم األنباري 19
39 أحمد بن عمر القاضي 22
39 خلف ابن أحمد بن أبي خالد القاضي 21
39 محمد بن أحمد بن علي 22
011
قائمة الفهارس العامة
011
قائمة الفهارس العامة
011
قائمة الفهارس العامة
011
قائمة المصادر والمراجع
011
قائمة المصادر والمراجع
اإلسالمي ،ط1993(1م).
.12معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ دكتور محمد سالم محيسن ،بالجامعة اإلسالمية
بالمدينة المنورة .دار الجيل بيروت ،الطبعة األولى 141۲ه199۲-م
.11معجم شيوخ الحفاظ أبي عمرو الداني ،إمام القراء بالمغرب واألندلس ،الدكتور عبد
الهادي حميتو ،الناشر :الجمعية المغربية ألساتذة التربية االسالمية -فرع آسفي ،ط(1صفر
/1421ماي.)2222
.12اإلحاطة في اخبار غرناطة ،محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الغرناطي
األندلسي البن الخطيب ،تحقيق محمد عبد الله عنان ،بالقاهرة ط1397(1ه1977-م).
.13المحكم في علم نقط المصاحف ،أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفي سنة
444ه ،تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد ،دار الغوثاني للدراسات القرآنية-دمشق-
بيروت.ط 1سنة 1438ه2217/م
.14المحكم في نقط المصاحف أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني بتحقيق الدكتور عزة
حسن ،دمشق.دار الفكر المعاصر ،بيروت لبنان ،دمشق سورية ،ط 2سنة 1418ه1997.م.
.15معجم البلدان ،شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن غبد الله الرومي الحموي ،دار
صادر بيروت.ط 2سنة1995م
.16التيسير في القراءات السبع ،االمام أبي عمروعثمان بن سعيد الداني ،عنى بتصحيحه
اوتوبرتزل استانبول ،مطبعة الدولة .193لجمعية المستشرقين االلمانية.
".17األرجوزة المنبهة" على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات وعقد الديانات
بالتجويد والدالالت ،ألبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني ،تحقيق محمد مجقان
الجزائري ،دار المغني ،للنشر والتوزيع ،المملكة العربية السعودية،ط1422(1ه1999/م).
.18البيان في عد آي القرآن ،ألبي عمرو الداني األندلسي ،المتوفي سنة 444ه،
تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد ،ط1414(1ه1994-م) .مركز المخطوطات والتراث
والوثائق قسم القرآن وعلومه.
.19التحديد في اإلتقان والتجويد أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني األندلسي ،دراسة
011
قائمة المصادر والمراجع
وتحقيق د .غانم قدوري الحمد ،دار عمار -عمان ،الطبع األولى 2222م1421 -ه.عمان
االردن.
.22األحرف السبعة للقرآن أبو عمرو الداني ،مكتبة المنارة -مكة المكرمة،
ط ،)1428(1تحقيق الدكتور عبد المهيمن الطحان.
.21غاية النهاية لشمس غاية النهاية في طبقات القراء ،شمس الدين ابن الجزري
الدمشقي ،المحقق برجستراسر -دار الكتب العلمية -بيروت -ط )2226(1لبنان.
.22ميزان االعتدال في نقد الرجال ،شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن
عثمان الذهبي المتوفي 748ه ،تحقيق علي محمد البجاوي ،دار المعرفة بيروت -لبنان لطباعة
والنشر ،ط 1سنة1382 :ه1963/م.
.23هدية العارفين أسماء المؤلفين وأثار المصنفين ،إسماعيل باشا بن محمد البغدادي،
دار احياء التراث العربي بيروت-لبنان ط( ،)1951طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة في
مطبعتها البهية استانبول.
.24شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ اإلمام نافع ،لإلمام أبي عبد الله محمد بن عبد
الملك المنتوري القيسي المتوفي سنة(834ه) ،تحقيق الصديقي سيدي فوزي،
ط1421(1ه2221-م).
.25الدرة الصقلية في شرح أبيات العقيلة للمقرئ الحافظ أبي بكر عبد العني المشتهر
باللبيب ،تحقيق د .عبد العلي أيت زعبول ،اإلدارة العامة لألوقاف(قطر) ،ط1432(1ه-
2211م) ،دار المعرفة(لبنان).
.26صبح األعشى أبو العباس أحمد القلقشندي ،دار الكتب المصرية
بالقاهرة(1342ه1922-م).
.27استدراكات باسم التنبيه على مذهب أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني في الفتح
واإلمالة.
.28تاريخ بغداد وذيوله ،أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ،دراسة وتحقيق:
مصطفى عبد القادر عطاء ،دار الكتب العلمية ،ط 1سنة1417 :ه
011
قائمة المصادر والمراجع
.29إنباه الرواة على أنباه النحاة ،جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي تحقيق
محمد أبو الفضل ابراهيم ،دار الفكر القاهرة ،ط1426(1ه1986/م).
.32كشف الضنون عن اسامي الكتب والفنون ،األديب مصطفى بن عبد الله الشهير
بحاجي خليفة ،بجامعة استنبول المحمية والمعلم رفعت بيلكة الكلسي ،دار إحياء التراث
العربي ،بيروت -لبنان.
.31مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم ،أحمد بن مصطفى الشهير
بطاش كبرى زاده ،دار الكتب العلمية-بيروت-لبنان ،الطبعة األولى 1425ه1985-م.
.32فهارس الخزانة الحسنية بالقصر الملكي بالرباط ،الفهرس الوصفي لعلوم القرآن،
محمد العربي الخطابي ،ط.)1987-1427(1
.33استدراكات تاريخ التراث العربي ،قسم التفسير وعلوم القرآن ،أستاذ الدكتور حكمت
بشير ياسين ،دار ابن الجوزي ،ط 1ذو القعدة 1422ه ،الرياض.
.34الطراز في شرح ضبط الخراز ،لإلمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله التنسي،
(ت899ه) ،دراسة وتحقيق دكتور أحمد بن أحمد شرشال ،فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية.
.35الوافي في شرح الشاطبية عبد الفتاح عبد الغني القاضي ،دار السالم ،الطبعة الثالثة
عشرة 1439ه2218/م .القاهرة – فرع اإلسكندرية.
.36ابراز المعاني من حرز األماني في القراءات السبع اإلمام عبد الرحمن بن اسماعيل
بن إبراهيم ،المعروف بأبي شامة الدمشقي المتوفي سنة 665ه ،تحقيق إبراهيم عطوه عوض
دار الكتب العلمية.
.37الميسر في علم رسم المصحف وضبطه ،أستاذ .الدكتور غانم قدوري الحمد ،راجعه.
األستاذ الدكتور عبد الهادي حميتو ،والدكتور أحمد شرشال ،ط1437(2ه2216/م) ،معهد
اإلمام الشاطبية.
.38هجاء مصاحف االمصار للمهدي.أبي العباس أحمد بن عمار المهدوي المتوفي
سنة 442ه تحقيق األستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن ،اإلمارات العربية المتحدة -الشارقة،
دار ابن الجوزي ط1432 1ه لنشر والتوزيع.
001
قائمة المصادر والمراجع
.39غاية المريد في علم التجويد ،عطية قابل نصر ،قسم الدراسات القرآنية بكلية
المعلمين بالرياض ط1414(4ه1994/ه) ،القاهرة الرياض جدة.
.42فتح المنان المروي بمورد الضمآن لعبد الواحد بن العاشر ،دراسة وتحقيق الدكتور
عبد الكريم بوغزالة ،دار ابن حفص.
.41مختصر التبيين لهجاء التنزيل ،أبو داود سليمان بن نجاح ،دراسة وتحقيق أحمد بن
معمر شرشال ،طبع بالمدينة المنورة ،مركز البحوث والدراسات اإلسالمية ،الرياض ،ط1
1423ه2222/م.
.42بصائر ذوي التمييز لطائف الكتاب العزيز،مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب
الفيروزابادي المتوفي سنة817ه ،المحقق محمد علي النجار الناشر :المجلس األعلى للشئون
اإلسالمية -لجنة إحياء التراث اإلسالمي ،القاهرة 1412ه 1992 -م.
43حاشية القليوبي على منهاج الطالبين ،ط1375(3ه1956-م) ،مطبعة مصطفى
البابي بمصر.
.44البحر المحيط في اصول الفقه بدر الدين محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي:
الناشر دار الكتب العلمية -لبنان /بيروت 1421 -ه 2222 -م .
.45النقط ذيل المقنع في رسم مصاحف االمصار ،االمام أبي عمرو عثمان بن سعيد
الداني باعتناء اوتو برتزل استانبول :مطبعة الدولة .1932جمعية المستشرقين االلمانية.
.46النقط ذيل المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل األمصار ألبي عمرو عثمان بن
سعيد الداني المتوفي 444ه ،دراسة وتحقيق نورة بنت حسن بن فهد الحميد ،دار التدمرية
ط1431 1ه۲212-م.
.47معجم اللغة العربية المعاصرة ،األستاذ الدكتور أحمد محتار عمر ،ط1429( 1ه-
2228م) ،عالم الكتب-القاهرة2228 ،
.48الرائد ،جبران مسعود ،دار العلم للماليين،مؤسسة ثقافية للتأليف والترجمة والنشر
ط 7آ ذار/مارس 1992بيروت لبنان.
.49المعجم الجامع ،محمد عثمان محمد عثمان ،إشراف األستاذ الدكتور محمد جواد
000
قائمة المصادر والمراجع
001
قائمة المصادر والمراجع
001
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات
001
فهرس المحتويات
001
فهرس المحتويات
001