التحسينات المصحفية من خلال المحكم في نقط المصاحف للإمام - أبو عمرو الداني

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 125

‫جامعة الشهيد حمه لخضر ‪-‬الوادي‬

‫معهد العلوم اإلسالمية‬


‫قسم أصول الدين‬

‫التحسينات المصحفية من خالل المحكم في‬


‫نقط المصاحف لإلمام ‪ -‬أبو عمرو الداني‪-‬‬

‫تخرج تدخل ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماستر‬‫مذكرة ّ‬


‫في العلوم اإلسالمية ‪-‬تخصص‪ :‬علوم القرآن والتفسير‬

‫المشرف‪:‬‬ ‫الطالبة‪:‬‬
‫د‪ .‬عبد الكريم بوغزالة‬ ‫حسينة لجدل علي‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم واللقب‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪-‬الوادي‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪-‬الوادي‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫عبد الكريم بوغزالة‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪-‬الوادي‬

‫السنة الجامعية‪2441-2441 :‬هـ‪1211-1212 /‬م‬


‫الشكر والتقدير‬

‫أشكر الله األحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد‪ ،‬دائما‬
‫وأب ًدا على فضل نعمته التي أنعمها علي وعلى والدي امتثاال ألمر الله تعالى‪﴿ :‬ربي‬
‫أوزعني أن أشكر نعمتك علي وعلى والدي﴾‪.‬‬
‫وأقدم جزيل الشكر وعظيم االمتنان إلى الذي يمشي على األرض هونًا ولم يبخل‬
‫صوما‪ ،‬المشرف الفاضل – البروفيسور عبد الكريم‬
‫دوما وتحمله على مشقة الصبر ً‬
‫بعلمه ً‬
‫بوغزالة‪ -‬حفضه الله ‪ .‬اقتداء بقول الني ‪ ‬من صنع إليكم معروفا فكافؤوه‪ ،‬وقوله ‪‬‬
‫من ال يشكر الله ال يشكر الناس‪ ،‬هذا وعلى منحه لقبول الشرف واإلشراف على‬
‫مذكرتي‪ ،‬وحرصه ومساعدته‪ ،‬فجزاه الله خيرا‪ ،‬وأسأل الله تعالى أن يكون أجره الجاري‬
‫في ميزان حسناته‪ ،‬وأن يكتب له أجزل الثواب‪ .‬كما ال أنس شكري الوافر‪ ،‬لكل من قدم‬
‫لي مساعدة أو فتح لي باب أو طريق حتى سلكت بالخروج من عقد وعثرات‪ ،‬هذا‬
‫البحث وعلى رأسهم الدكتور مختار قديري‪-‬حفضه الله‪ -‬وجزاه الله خيرا‪ .‬وأقدم شكري‬
‫الخالص إلى كل أساتذتي المحترمين بقسم العلوم اإلسالمية بجامعة الوادي‪ ،‬الذين‬
‫أخذت عنهم أجمل قدوة‬
‫يحملها العبد بصفته إلى ربه وهي األخالق واألدب والعلم‪ .‬وفي الختام أدعو الله‬
‫باسمه األعظم‪ ،‬الذي إذا سئل به أعطى‪ ،‬وإذا دعي به أجيب‪ ،‬أن يجعل بحثي هذا‬
‫خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬وما كان فيه من خطأ أن يغفر الله لي فيه وأن يهيأ لي البصيرة به‬
‫ومعرفته‪ ،‬وأن يجنبني طريق الضالل ويهديني ويثبت قلبي‪ .‬وصلى الله وسلم وبارك على‬
‫نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪ ،‬وآخر دعوتي أن الحمد لله رب العالمين‪.‬‬
‫إهداء‬

‫أهدي ثمرة عملي إلى الذي وصف بأجمل من القمر رسول الله ‪‬‬

‫الذي هدانا الله به خيرا‬

‫إلى الذي يتمنى أن أكون أعلى رتبة منه " أبي الغالي " وإلى التي‬

‫حملتني وهنا على وهن‬

‫وكان حلمها نجاحي " أمي الحنون " إلى سند حياتي إخوتي‬

‫الاعزاء وأخواتي الغاليات‬

‫إلى كل معلم أخذت عنه الأدب والأخلاق قبل العلم‬

‫إلى كل من سلك لي طريق العون في هذا البحث من قريب أو بعيد‬

‫إلى كل من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد ‪ ‬نبيا ورسولا‬

‫أهدي عملي هذا‬

‫حسينة‬
‫الملخص‬

‫ملخص بالعربية‬
‫كتب القرآن الكريم زمن النبوة خالياً من النقط والشكل والهمزات على عادة العرب في‬
‫الكتابة آنذاك‪ ،‬ولم يكن ذلك يشكل عليهم في قراءتها‪ ،‬ومع انتشار اإلسالم‪ ،‬ودخول األعاجم‪،‬‬
‫بدأ يظهر اللحن في اللغة العربية مما دعا العلماء إلى وضع عالمات لإلعراب‪ ،‬فقام أبو األسود‬
‫الدؤلي بنقط المصحف نقط إعراب‪ ،‬ونقط بعده نصر بن عاصم الليثي نقط اإلعجام‪ ،‬وغير‬
‫الخليل نقط اإلعراب إلى حروف صغيرة‪ ،‬ومن هذا قيض الله بفضله وكرمه وحكمته لهذا العلم‬
‫رجاالً أوفياءَ‪ ،‬وعلماء أجالء‪ ،‬أقبلوا عليه تعلماً وتعليماً‪ ،‬وقراءة وإقراءً‪ ،‬وتأليفاً وتصنيفاً‪ .‬منهم‬
‫اإلمام أبو َعمرو الداني(ت‪444‬ه)‪ .‬قد اتسم‪ -‬رحمه الله – بظهور شخصيته ومنهجه في كتابه‬ ‫ُ‬
‫المحكم وذلك في تحقيق وتدقيق وفحص روايات علم ضبط المصاحف‪.‬‬
‫أحببت‪ ،‬بعد اختياري‪ .‬وقد سعيت بمحاولة جهدي البحث لإلجابة على عدة‬ ‫ُ‬ ‫لذا‬
‫إشكاالت والبحث يستقري التحسينات المصحفية التي دخلت المصاحف سواء كانت باللون‬
‫أو بالحرف أو برمز من خالل كتاب المحكم لإلمام ألبي عمرو الداني المراد الله تعالى‪،‬‬
‫ووصلت في ختامه ببعض النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫الملخص‬

‫ملخص باإلنجليزية‬
Abstract

The Holy Quran was written at the prophecy time ،free of dots ،
vowelization ،and glottal stops ،according to the Arabs’ custom of writing at
the time ،and that did not constitute an obstacle for them to read it ،and via
the spread of Islam ،and the entry of non-Arabs ،the grammatical mistakes
began to appear in the Arabic language ،and that prompted scholars to put
signs for articulation. Therefore ،Abu El-Aswad Al-Dou’ali marked the
Qur’an with the dots of the articulation ،after him Nasr ben Asim El-Laythi
did the dots of the letters ،as well as El-Khalil had changed the dots of the
parsing into lowercase letters. Proceeding from this ،Allah Almighty ،by His
grace ،generosity ،and wisdom ،placed for this science loyal men and
eminent scholars ،who paid attention to it in terms of learning ،teaching ،
reading ،and making athers read ،composition and classification. And among
these scholars was El imam Abu Amro El-Dani (d. 444 AH) ،who was
distinguished - may Allah Almighty have mercy on him - by the appearance
of his personality and approach in his arbitrator book throughout
investigation ،scrutiny and examination the narratives of the science of
controlling manuscripts.
So I liked following my choice and did my best to research in order to
answer several problems. The research was delving into the manuscripts'
improvements that entered the Qur'an ،whether by gendre ،letter ،or symbol
through the arbitrator book of El imam Abou Amro El-Dani ،which was
intended for Allah Almighty ،and in its conclusion I came to some findings
and recommendations.
‫جدول الرموز واإلشارات المستخدمة في البحث‬

‫جدول الرموز واإلشارات المستخدمة في البحث‬

‫رم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزه‬ ‫اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬


‫ه‬ ‫التاريخ الهجري‬
‫م‬ ‫التاريخ الميالدي‬
‫د‬ ‫الدكتور‬
‫أ‬ ‫األستاذ‬
‫ت‬ ‫وفاة‬
‫تح‬ ‫تحقيق‬
‫مج‬ ‫مجلد‬
‫ج‬ ‫جزء‬
‫ط‬ ‫طبعة‬
‫ص‬ ‫الصفحة‬
‫المقدمة‬
‫المقدمة‬

‫الـمـقـ ـ ــدم ـ ــة‬


‫الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد لله رب ال ٰعلمين‪ ،‬وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله‬
‫بسم الله ٰ‬
‫‪‬وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد‪.‬‬
‫فإن من أشرف العلوم هو علم القرآن الكريم ومن أشرف الحافظين من اهتدى إلى الصراط‬
‫المستقيم‪ ،‬ومن األمم التي شرفت بنزوله وتحملت مسؤوليته وحفظه خير أمة أخرجت لناس‪،‬‬
‫الذ ْك َر وإِنَّا لَهُ لَ َحافِظُو َن ﴾ [سورة الحجر اآلية ‪ ،]9‬فالقرآن الكريم‬
‫قال تعالى‪ ﴿ :‬إِنَّا نَحن نَـ َّزلْنَا ِ‬
‫ُْ‬
‫تلقاه الرسول ‪ ‬من ربه جال وعال‪ ،‬فيحفظه ويعيه‪ ،‬ثم يبلغه ألصحابه‪ ،‬رضي الله عنهم فيحفظونه‬
‫ويُ َحفظُونهم لغيرهم كما سمعوه من رسول الله ‪ ‬مجودا مرتال‪ .‬مع أن األمة التي تشرفت بنزوله‬
‫كانت تعتمد على الحفظ أكثر من الكتابة‪ ،‬ومن وثوق الرسول ‪ ‬بهم أن اتخذ منهم كتاباً‬
‫يكتبون له ما ينزل به الوحي‪ ،‬منهم الخلفاء الراشدين‪ ،‬وقد عدهم البرهان الحلبي‪ ،‬فأوصلهم إلى‬
‫ثالثة وأبعين رجال‪ ،‬فكلما نزلت آية أمرهم بكتابتها بعد أن يدلهم على موضعها من السورة‪ ،‬ولم‬
‫يلحق الرسول ‪ ‬بالرفيق األعلى إال والقرآن الكريم كله محفوظ في صدور بعض الصحابة‬
‫ومكتوباً في السطور‪ ،‬حتى وصل إلينا متواتراً‪ ،‬وقد كانت المصاحف عارية من النقط والشكل‬
‫إال رسما فقط‪ ،‬وال مشقة في قراءته وإن تشابهت الحروف‪ ،‬بسبب الفطرة العربية السليمة‪ ،‬عند‬
‫أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ألنها لغتهم وهم أهلها يتكلمون بها ويقرؤونها بالطبع‬
‫والسليقة‪ ،‬ويتلقون القرآن مشافهة عن الرسول ‪ ،‬وبمرور الزمن اتسعت بالد المسلمين وكثر‬
‫األعاجم الداخلون في اإلسالم واختالطهم بالعرب‪ ،‬فظهر اللحن في قراءة بعضهم القرآن‪ ،‬فلجأ‬
‫العلماء وحرصوا واجتهدوا في وضع لباس لهذا الرسم فسمي ضبطا وبعد زمن وضعوا لباسا لهذا‬
‫الضبط فسمي تحسينا لتكملة رسم المصحف وزخرفته بأحسن وأجمل حلة وأبهى صورة بين‬
‫الناس لفائدة إيضاحه‪ ،‬وكشف أسراره‪ ،‬كما اجتهدوا في تأليف الكتب والمصنفات لهذا العلم‪،‬‬
‫ومنهم اإلمام الحافظ الكبير أبي عمرو الداني الذي ألف كتابه (المحكم في نقط المصاحف)‬

‫أ‬
‫المقدمة‬

‫وهو الذي من الله علي بالعمل به في هذا الموضوع من خالل كتابه والذي شرفني به وبالعمل‬
‫به ويسر لي سبل ذلك‪ ،‬ليكون مجال دراستي وموضوعي في رسالة الماستر‪ ،‬الذي ُسمي‬
‫بالتحسينات المصحفية من خالل المحكم في نقط المصاحف لإلمام أبي عمرو الداني‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إشكالية البحث‪:‬‬
‫مع جهدي المتواصل الذي أسأل الله أن يعينني عليه ومحاولتي في ذكر التحسينات‬
‫المصحفية وتتبع اإلمام أبي عمرو الداني من خالل كتابه المحكم‪ ،‬فاإلشكال الذي دفعني في‬
‫هذا الموضوع لطرح التساؤل اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬ما أهم التحسينات المصحفية التي ذكرها اإلمام أبو عمرو الداني في كتابه‬
‫المحكم في نقط المصاحف ؟‬
‫ومن خالل التساؤل الرئيسي نطرح التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬ماهي التحسينات المصحفية وما عالقتها بالمصاحف؟‬
‫‪ .2‬ما هو مفهوم النقط وشكل المصاحف وماهي التحسينات التي ذكرها اإلمام أبي‬
‫عمرو الداني؟‬
‫‪ .3‬من هم العلماء الذين ألفوا كتبا في النقط والضبط قبل أبي عمرو الداني وبعده؟‬
‫‪ .4‬ما هو حكم التحسينات المصحفية؟‬
‫‪ .5‬من هو اإلمام أبو عمرو الداني وما هو األثر الذي تركه لمن بعده؟‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية الموضوع‪ :‬وتبرز أهمية الموضوع في‪.‬‬
‫‪ .1‬المحافظة على القرآن الكريم وشرف العلم به حيث أنه يتناول كيفية وضع التحسينات‬
‫الذ ْكَر وإِنا لَهُ لَ َحافِظُو َن ﴾ [سورة الحجر اآلية ‪.]9‬‬
‫المصحفية‪ ،‬قال تعالى‪ ﴿ :‬إِنا نَحن نَزلْنا ِ‬
‫ُْ َ‬

‫ب‬
‫المقدمة‬

‫‪ .2‬إن كتاب المحكم يعد من أمهات الكتب في بابه‪ .‬فقد جاء بوصف دقيق وبطريقة‬
‫علمية لكيفية وضع التحسينات وذكر النقط والشكل‪ ،‬ولقيمة المادة العلمية المودعة في‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫‪ .3‬المصاحف التي جرت على ما عمل به اإلمام أبي عمرو الداني والذي اختاره في‬
‫الضبط‪.‬‬
‫‪ .4‬من العلماء الذين أتو من بعده واستفادوا منه وأخذوا عنه العلم هو تلميذه أبو داود‬
‫سليمان بن أبي القاسم نجاح األندلسي‪.‬‬
‫‪ .5‬مكانة المؤلف العلمية العالية‪ ،‬وثناء العلماء عليه فقد قال عنه الذهبي‪ " :‬إلى أبي‬
‫عمرو المنتهى في تحرير علم القراءات‪ ،‬وعلم المصاحف‪ ،‬مع البراعة في علم الحديث‪ ،‬والتفسير‬
‫والنحو‪ ،‬وغير ذلك "‪.‬‬
‫‪ .6‬كتاب المحكم له قيمة علمية كبيرة فيعتمد عليه من جاء بعده وارتوى منه وسار على‬
‫نهجه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أسباب اختيار موضوع البحث‪.‬‬
‫إن من أسباب اختياري لهذا الموضوع هو‪:‬‬
‫‪ .1‬الرغبة الملحة لجمال هذا الموضوع ونظرتي لحسن إبداع العلماء فيه والتنوع فيه‪،‬‬
‫فهذا الذي نال إعجابي له‪.‬‬
‫‪ .2‬كانت هوايتي المفضلة‪ ،‬الفن في رسم اآليات القرآنية وضبطها باأللوان على الورق‬
‫المقوى والقماش‪ ،‬كذلك من أعمالي الفنية التي تعلمتها منذ صغري هو القيام بطرز حروف‬
‫القرآن وضبطها على القماش‪.‬‬

‫ج‬
‫المقدمة‬

‫‪ .3‬بعد استشارتي لألستاذين الفاضلين هما د‪.‬مختار قديري واألستاذ الفاضل الدكتور‬
‫عبد الكريم بوغزالة‪ ،‬الذين أرشداني لقيمة هذا الكتاب‪ ،‬فشرح الله صدري له حتى ألقي الضوء‬
‫على هذا المؤلف الكبير وكتابه العظيم‪.‬‬
‫‪ .4‬قيمة الكتاب العلمية الوافرة إذ يعد المرجع المعتمد لكل باحث في هذا العلم‪.‬‬
‫‪ .5‬قيمة المؤلف لكونه قديم العهد حيث توفي رحمه الله عام ‪444‬ه‪.‬‬
‫‪ .6‬قلة الدراسات السابقة التي تلم بهذا الموضوع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ .1‬الكشف عن جهود اإلمام الداني العظيمة في خدمة المصحف الشريف‪.‬‬
‫‪ .2‬بيان أهم التحسينات المصحفية الذي زين سلفنا الصالح بها مصاحفهم من خالل‬
‫كتاب المحكم للداني‪.‬‬
‫‪ .3‬تواصل الخدمة لكتاب الله تعالى‪ ،‬ونيل األجر مع العاملين‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الدراسات السابقة للموضوع‪.‬‬
‫بعد البحث واالطالع على ما كتب حول الموضوع في المواقع االلكترونية وغيرها لم أعثر‬
‫على رسالة علمية ملموسة في هذا الموضوع سوى‪:‬‬
‫‪ .1‬اختيارات اإلمام أبي عمرو الداني في علم الضبط من خالل كتابه المحكم‪-‬نور‬
‫الهدى عوادي‪ -‬رسالة ماستر‪ ،‬وتحوي على ذكر تعريف اإلمام الداني وتعريف كتابه‪ ،‬وتشمل‬
‫تحديد اخيارات اإلمام الداني في علم مسائل الضبط من خالل كتابه المحكم(ابتداء من باب‬
‫ذكر المصاحف‪ ،‬وكيف كانت عارية من النقط وخالية من الشكل ومن نقطها أوال من السلف‪،‬‬
‫والسبب في ذلك‪ .‬إلى آخر باب)‬
‫‪ .2‬اإلمام أبو داود سليمان بن نجاح واختياراته في مسائل الضبط القرآني من خالل‬
‫كتابه أصول الضبط وكيفيته على جهة االختصار – ليلى شبرو‪ .‬رسالة ماستر‪ .‬وهي تحتوي‬

‫د‬
‫المقدمة‬

‫على تعريف اإلمام أبو داود وتعريف كتابه أصول الضبط وذكر أهم اختيارات اإلمام أبو داود في‬
‫مسائل الضبط‪( ،‬ابتداء من ضبط اإلدغام الناقص إلى آخر الكتاب)‪ ،‬ما اجتمعت فيه ياءان‬
‫ورسم بواحدة‪ ،‬وما اجتمع فيه واوان ورسم بواحدة‪ ،‬وكيفية ضبط ما زيد في هجائه‪ ،‬وما يوضع‬
‫على الحرف الزائد والمخفف‪.‬‬
‫‪ .3‬موازنة بين كتابي المحكم في نقط المصاحف لإلمام أبي عمرو الداني وأصول الضبط‬
‫لإلمام أبي داود سليمان بن نجاح – محدة نفيسة‪ .‬رسالة ماستر‪ .‬وتحتوي هذه الرسالة على‬
‫التعريف باإلمامين وتحديد االتفاق واالختالف في اختيار اإلمامين في مسائل ضبط المصاحف‬
‫كذلك موازنة الكتابين في المنهج الذي سلكاه‪ ،‬والقيمة العلمية لهما ولكتابيهما‪ .‬وهذه المذكرة‬
‫جمعت ودرست الموازنة الموجودة بين المذكرتين السابقتين‪ ،‬لمذكرة نور الهدى عوادي ومذكرة‬
‫ليلى شبرو‬
‫‪ .4‬مجلة بحوث ودراسات العالم اإلسالمي‪ ،‬اإلمام الداني وكتابه المحكم في نقط‬
‫المصاحف اختياراته في الضبط وما جرى به عمل المصاحف (مقال)‪ .‬الدكتور عبد الكريم‬
‫بوغزالة‪ ،‬ويحتوي المقال على اختصار كل من (تعريف باإلمام وكتابه وقيمته العلمية والمصادر‬
‫وذكر أهم اسس اختياراته في مسائل الضبط)‪ ،‬والمذكرتين السابقتين متممين ما احتواه(المقال)‬
‫د‪ .‬عبد الكريم بوغزالة في اختيار اإلمام الداني في عمل المصاحف‪ .‬وما يوافق مذكرتي من هذه‬
‫الرسائل في التعريف باإلمام الداني وتعريف كتابه المحكم والقيمة العلمية‪ .‬أما وجه االختالف‬
‫بين مذكرتي وهذه الرسائل يظهر في عرض وتحديد اختيار مسائل الضبط لإلمام‪ ،‬أما مذكرتي‬
‫احتوت على دراسة أهم التحسينات التي عمل بها المصاحف عند اإلمام الداني في كتابه‬
‫المحكم‪ .‬وما يوافق مذكرتي هو ما احتوى في رسالة الماستر بعنوان (التحسينات التجويدية‬
‫التي طرأت على المصحف الشريف) ‪-‬لحنين قدة –في استثنائها لدراسة التحسينات المصحفية‬
‫(األلوان انوذجا)‪.‬‬

‫ه‬
‫المقدمة‬

‫سادسا‪ :‬منهج البحث‪.‬‬


‫بعد دراستي لهذا الموضوع رأيت المنهج المتبع يكون وفق ما يتطلبه كل مبحث فتبين‬
‫لي أنه منهج وصفي تحليلي واستقرائي واستنباطي‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬منهجية البحث‪ .‬أتبعت المنهجية اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬اعتمدت في كتابة بحثي على المصحف المثبت برواية ورش عن نافع‪.‬‬
‫‪ .2‬تقسيم الموضوع إلى مباحث‪ ،‬وتقسيم كل مبحث إلى مطالب‪ ،‬وتقسيم كل مطلب‬
‫إلى فروع‪.‬‬
‫‪ .3‬ترقيم كل معلومة خاصة بكتابها وتحديدها باللون المميز‪.‬‬
‫‪ .4‬عند تسجيل الكتاب في التهميش‪ ،‬ألتزم بذكر عنوان الكاتب ثم المؤلف ثم التحقيق‬
‫ثم دار النشر ومكان النشر ثم الطبعة وتاريخ النشر ورقم الجزء إن وجد وفي األخير الصفحة‪.‬‬
‫‪ .5‬إن ورد ذكر بعض األعالم الغير مشهورين لزم ترجمتها باختصار‪.‬‬
‫‪ .6‬عزو اآليات القرآنية إلى سورها‪ .‬بذكر السورة ورقم اآلية في المتن‪.‬‬
‫‪ .7‬إذا قمت بتعريف األلفاظ لغويا واصطالحيا فأعتمد على أكثر من مرجع‪.‬‬
‫‪ .8‬إذا تكرر الكتاب فأكتفي باإلشارة إلى المرجع نفسه‪ .‬أو اإلشارة إلى المرجع السابق‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬المصادر والمراجع‬
‫من أهم المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬المحكم في علم نقط المصاحف لإلمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفي‬
‫‪444‬ه تحقيق د‪ .‬غانم قدوري الحمد‪.‬‬
‫‪ .2‬أصول الضبط وكيفيته على جهة االختصار لإلمام أبي داود سليمان بن نجاح بتحقيق‬
‫أحمد شرشال‪.‬‬

‫و‬
‫المقدمة‬

‫‪ .3‬الطراز في شرح ضبط الخراز ألبي عبد الله محمد بن عبد التنسي تحقيق أحمد بن‬
‫أحمد شرشال‪.‬‬
‫‪ .4‬المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل األمصار‪ .‬ألبي عمرو وعثمان بن سعيد الداني‬
‫بتحقيق نورة بنت حسن بن فهد الحميد‪.‬‬
‫‪ .5‬غاية النهاية في طبقات القراء لإلمام ابن الجزري المتوفي ‪833‬ه‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ .‬بيروت‬
‫‪ .6‬معجم مقاييس اللغة ألبي الحسين أحمد بن فارس زكريا‪ ،‬تحقيق‪ .‬عبد السالم محمد‬
‫هارون‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬خطة البحث‪:‬‬
‫لتحقيق هدفي المرجو من وراء اإلشكالية المطروحة‪ ،‬سرت في هذا البحث على خطة‬
‫مقسمة من مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة وفهارس متنوعة‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬وضعت فيها تعريفا عاما لموضوع البحث محل الدراسة واإلشكالية وأهمية‬
‫الموضوع وأسباب اختياره‪ ،‬ثم األهداف والدراسات السابقة ثم بيان منهج البحث المتبع ثم‬
‫منهجية البحث‪ ،‬ثم ذكر بعض المصادر والمراجع وأخيراً تطرقت إلى عرض الخطة ثم ذكر‬
‫الصعوبات‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬كان في التعريف بإلمام الداني‪ ،‬وله مطلبان‪ :‬فالمطلب األول‪ :‬تعريف‬
‫اإلمام الداني بحياته الشخصية‪ ،‬والمطلب الثاني‪ :‬كان التعريف باإلمام بحياته العلمية‪.‬‬
‫والمبحث الثاني‪ :‬خصصت التعريف بكتابه(المحكم)‪ ،‬وله مطلبين‪ :‬فالمطلب األول‪:‬‬
‫وضعت دراسة وصفية للكتاب‪ ،‬والمطلب الثاني‪ :‬دراسة تحليلية‪.‬‬
‫أما المبحث الثالث‪ :‬فكان العمل على مفهوم التحسينات المصحفية‪ ،‬ودرست هذا‬
‫المبحث في مطلبين‪ ،‬وهما‪ :‬المطلب األول‪ :‬ماهية التحسينات‪ ،‬والمطلب الثاني‪ :‬جعلته للنقط‬

‫ز‬
‫المقدمة‬

‫والشكل تعريفاً وتأليفاً‪.‬‬


‫أما في ما يخص المبحث الرابع‪ :‬فألممت بذكر التحسينات المصحفية من خالل‬
‫المحكم ألبي عمرو الداني‪ .‬وقسمت هذه التحسينات على أربعة مطالب‪ ،‬وهي‪ :‬المطلب‬
‫األول‪ :‬درست التحسينات على شكل حروف‪ .‬والمطلب الثاني‪ :‬كانت دراسة التحسينات على‬
‫شكل رموز‪ .‬والمطلب الثالث‪ :‬كيفية التحسينات على شكل ألوان‪ .‬والمطلب الرابع‪:‬‬
‫التحسينات بطريقة اإلخالء من الشكل‪.‬‬
‫الخاتمة‪ :‬وفيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خالل دراستي لهذا الموضوع مع بعض‬
‫التوصيات‪.‬‬
‫الفهارس العامة‪ :‬وهي التي تضمنت كل من‪( :‬اآليات‪ ،‬األعالم‪ ،‬األماكن والبلدان‪،‬‬
‫المصطلحات‪ ،‬األقوال‪ ،‬المصادر والمراجع‪ ،‬الموضوعات)‪.‬‬
‫الصعوبات‪ :‬واجهتني صعوبات في كتابة لهذا البحث أذكر منها‪.‬‬
‫– يتميز كتاب المحكم باإلطناب والتفصيل خاصة عند استقرائي للكتاب‪ ،‬يتطلب‬
‫التدقيق وفيه تفصيالت موسعة فكل تفصيل فيه اختالف‪ ،‬وكل اختالف فيه تعليل‪ ،‬وكل تعليل‬
‫فيه أنواع‪ ،‬وكل نوع فيه مثال‪ ­ .‬صعوبتي في العثور على أهم ما يخدم ويشكل صميم ومنهج‬
‫هذا البحث‪ ،‬وهي النسخة األصلية لكتاب المحكم بتحقيق د‪ .‬غانم قدوري‪ – .‬صعوبتي في‬
‫العمل لهذا البحث‪ ،‬هو اعتمادي على فكرتي المفردة والسبب في ذلك هو قلة الدراسات‬
‫السابقة أعتمد عليها‪.‬‬

‫ح‬
‫المبحث األول‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حياته الشخصية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حياته العلمية‪.‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫المبحث األول‪ :‬حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬حياته الشخصية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اسمه ونسبه وكنيته ومولده‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫اسمه‪ :‬هو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر‪.‬‬
‫نسبته‪ :‬األموي‪ ،‬القرطبي‪ ،‬الصيرفي‪ ،‬الداني‪ ،‬القرشي‪.‬‬
‫فاألموي‪ :‬نسبة إلى بني أمية‪.‬‬
‫واألندلسي‪ :‬نسبة إلى األندلس‪.‬‬
‫والقرطبي‪ :‬نسبة إلى قرطبة أعظم مدن األندلس‪ ،‬وعاصمة الخالفة آنذاك‪ ،‬وهي مسقط‬
‫رأسه حيث ولد بها‪.‬‬
‫والداني‪ :‬نسبة إلي دانية‪ .‬مدينة في شرق األندلس على البحر وسكنها آخر حياته فنسب‬
‫إليها وإشتهر بهذه النسبة‪ ،2‬قال الذهبي‪ 3‬والداودي‪« :4‬المعروف في زمانه بابن الصيرفي وفي‬
‫وقتنا بأبي عمرو الداني لنزوله بدانية»‪.‬‬
‫وقال الذهبي في السير‪« :‬موالهم األندلسي‪ ،‬القرطبي ثم الداني‪ ،‬ويعرف قديما بابن‬
‫الصيرفي»‪5‬‬

‫‪ 1‬معرفة القراء الكبار على الطبقات واالعصار‪ ،‬شمس الدين الذهبي‪ ،‬ت‪748.‬ه ‪ ،‬تح ‪.‬د‪ .‬طيار آلتى قوالج‪،‬‬
‫استانبول(‪1416‬ه‪1995-‬م) ج‪ 1‬ص‪ .774-773‬وينظر‪ :‬شذرات الذهب ‪.195/5‬‬
‫‪ 2‬المقنع ألبي عمرو الداني‪ ،‬المتوفي‪444‬ه‪ ،‬تح‪ .‬نورة بنت حسن بن فهد‪ ،‬دار التدمرية ط ‪1431( 1‬ه ‪2212-‬م)‬
‫ص ‪.34-33‬‬
‫‪ 3‬الذهبي ‪ :‬محمد بن أحمد بن عثمان التركماني الفارق ثم الدمشقي الشافعي المقرئ المحدث ينظر(المعجم المختص‬
‫بالمحدثين) وهو مخرج هذا المعجم ص ‪ .97‬ينظر‪ :‬شذرات الذهب ‪.62-61/1‬‬
‫‪ 4‬الداودي ‪ :‬هو شيخ اإلسالم أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي األسدي وكناه الزركلي بأبي حفص في كتابه األعالم‪.‬‬
‫ينظر(ترتيب المدارك)القاضي عياض ج ‪ 7‬ص ‪.123-122‬‬
‫‪ 5‬سير أعالم النبالء شمس الدين الذهبي حققه وخرج أحاديثه شعيب األرنؤوط‪ .‬ومحمد نعيم العرقسوسي مؤسسة الرسالة‬
‫ج ‪ 18‬ص ‪.77‬‬

‫‪01‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫والصيرفي‪ :‬هو الذي يتعامل بالذهب‪ ،1‬قال السمعاني‪« :2‬هذه نسبة معروفة لمن يتعامل‬
‫بالذهب»‪.‬‬
‫والقرشي‪ :‬نسبة إلى قريش‪ ،‬وقد ذكر هذه النسبة ابن الباذش في (اإلقناع)‪ 3.‬الذي ترجم له‬
‫‪4‬‬
‫الذهبي في (معرفة القراء)‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫كنيته‪ :‬يكنى (بأبي عمرو) واتفقت على ذلك المصادر التي ترجمت له‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫مولده‪ :‬ولد اإلمام الحافظ أبو عمرو الداني سنة إحدى وسبعين وثالثمائة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ويقول الداني عن نفسه أخبرني أبي أني ولدت في سنة اثنتين وسبعين وثالثمائة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نشأت ـ ــه‪.‬‬
‫نشأ اإلمام الداني بمدينة قرطبة ثم دانية‪ ،‬كما ذكره الذهبي في (السير)‪ ،‬بأنه القرطبي ثم‬
‫الداني ويعرف قديما بابن الصيرفي‪ ،8‬ولم يكن من دانية ولكن نزلها وأقرأ بها فشهر بذلك وكان‬
‫قرطبيا يسكن منها بربض قوتة راشة بحومة مسجد ابن أبي لبدة وكانت نشأة «أبو عمرو الداني»‬
‫تحت رعاية والده رحمه الله تعالى في بلد العلم والمعرفة والدين «قرطبة» حاضرة األندلس‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫وأعظم مدنها في ذلك الوقت‪ ،‬ومستقر خالفة األمويين‪.‬‬

‫‪ 1‬المقنع البي عمرو الداني ص ‪.34‬‬


‫‪ 2‬السمعاني‪ :‬هو عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني‪ ،‬أبو سعد اإلمام المؤرخ الكبير‪،‬‬
‫صاحب كتاب «األنساب» توفي في شهر ربيع األول من سنة ‪ .562‬ينظر‪ :‬شذرات الذهب ‪ .41/1‬وينظر‪(:‬األعالم)‬
‫الزركلي مجلد ‪ 7‬ص‪.323‬‬
‫‪ 3‬ينظر(اإلقناع في القراءات السبع) أبي جعفر ابن الباذش االنصاري‪ .‬تح‪ .‬د‪ .‬عبد المجيد قطاش ط ‪1423(1‬ه )‪ ،‬دار‬
‫الفكر بدمشق ج االول ص ‪48‬‬
‫‪ 4‬ينظر‪ :‬معرفة القراء الذهبي‪ ،‬مج ‪ 3‬ص ‪1246-1245‬‬
‫‪ 5‬المقنع البي عمرو الداني ص ‪.34‬‬
‫‪ 6‬معرفة القراء‪ ،‬الذهبي‪ ،‬مج ‪ ،1‬ص‪.774 -773‬‬
‫‪ 7‬معجم االدباء‪ ،‬ياقوت الحموي الرومي‪ ،‬تح‪ ،‬د‪.‬إ حسان عباس‪ ،‬دار الغرب االسالمي‪ ،‬ط ‪1993(1‬م)‪،‬ص ‪-1624‬‬
‫‪.1625‬‬
‫‪ 8‬ينظر‪ :‬سير أعالم النبالء لذهبي‪ ،‬ج‪ 18‬ص ‪.77‬‬
‫‪ 9‬معجم حفاظ القرآن‪ ،‬د‪ .‬محمد سالم محيسن‪ ،‬دارا لجيل بيروت‪ ،‬المجلد الثاني ص ‪.288‬‬

‫‪00‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫وعاش أبو عمرو طفولته بقرطبة‪ ،1‬نسبة إليها حيث ولد بها وهي أعظم مدن األندلس‪،2‬‬
‫على ساحل البحر الرومي‪ ،3‬فهو قرطبي األصل‪ ،4‬وقد نشأ اإلمام الداني وترعرع في «قرطبة»‬
‫التي كانت مركزا للعلم والمعرفة حيث كانت عامرة بالعلماء األجالء في شتى أنواع العلوم والمعرفة‬
‫ما بين مقرئ وقارئ‪ ،‬ومحدث‪ ،‬ومفسر‪ ،‬وأديب‪ ،‬وواعظ‪ ،‬وخطيب‪ .‬وفي وسط هذا الجو الذي‬
‫يشع منه العلم ابتدأ اإلمام الداني طلب العلم سنة ست وثمانين وثالثمائة‪ ،‬وهو ابن أربع عشرة‬
‫سنة بعد أن حفظ القرآن الكريم وجوده‪ ،‬وقد انكب «الداني» على قراءة الكتب ومالزمة‬
‫الشيوخ‪ ،‬وقد تتلمذ «الداني» على خيرة علماء عصره‪ ،‬وفي مقدمتهم «والده» الذي أخذ عنه‬
‫القراءات القرآنية‪ 5،‬وما أن بلغ العشرين حتى كان قد استكمل قراءته للسبعة باألخذ من قراء‬
‫بلده‪ ،‬وأهمهم خاله محمد بن يوسف النجاد‪ ،‬وسمع الكثير في الفقه والحديث والسير واللغة‬
‫واألدب وغيرها من علوم الرواية‪ 6.‬وقال اإلمام أبو عمرو وتوفي أبي في سنة ثالث وتسعين في‬
‫جمادي األولى‪ ،‬فرحلت إلى المشرق في اليوم الثاني من المحرم يوم األحد في سنة سبع‬
‫وتسعين‪ ،‬ومكثت بالقيروان أربعة أشهر‪ ،‬ولقيت جماعة وكتبت عنهم‪ ،‬ثم توجهت إلى مصر‬
‫ودخلتها اليوم الثاني من الفطر من العام المؤرخ‪ ،‬ومكثت بها باقي العام والعام الثاني‪ ،‬وهو عام‬
‫ثمانية إلى حين خروج الناس إلى مكة‪ ،‬وقرأت بها القرآن‪ ،‬وكتبت الحديث والفقه والقراءات‬
‫وغير ذلك عن جماعة من المصريين والبغداديين والشاميين وغيرهم‪ ،‬ثم توجهت إلى مكة‬
‫وحججت وكتبت بها عن أبي العباس أحمد البخاري‪ ،‬وعن أبي الحسن بن فراس ثم انصرفت‬
‫إلى مصر ومكثت بها شهرا‪ ،‬ثم انصرفت إلى المغرب ومكثت بالقيروان أشهرا‪ ،‬ووصلت إلى‬
‫األندلس أول الفتنة بعد قيام البرابر على ابن عبد الجبار بستة أيام في ذي القعدة سنة إحدى‬

‫‪ 1‬معجم شيوخ الحافظ أبي عمرو الداني‪ ،‬د‪ .‬عبد الهادي حميتو‪ ،‬الناشر فرع آسفي‪ ،‬ط‪(1‬صفر‪/1421‬ماي‪،)2222‬‬
‫ص ‪.43‬‬
‫‪ 2‬المقنع ألبي عمرو الداني‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ 3‬معجم حفاظ القرآن‪ ،‬د محمد سالم محيسن‪ ،‬المجلد الثاني ص ‪.288‬‬
‫‪ 4‬اإلحاطة في اخبار غرناطة البن الخطيب‪ ،‬ت‪ .‬محمد عبد الله عنان‪ ،‬بالقاهرة‪ ،‬ط‪1397(1‬ه ‪ ،)1977-‬مج‪ 4‬ص‬
‫‪.129‬‬
‫‪ 5‬المرجع السابق‪ ،‬المجلد الثاني ص ‪.289-288‬‬
‫‪ 6‬معجم شيوخ الحفاظ أبي عمرو الداني‪ ،‬د‪.‬عبد الهادي حميتو‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪01‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫‪1‬‬
‫وتسعين‪ ،‬ومكثت بقرطبة إلى سنة ثالث وأربعمائة‪ ،‬وخرجت منها إلى الثغر فسكنت سرقسطة‬
‫سبعة أعوام‪ ،‬ثم خرجت منها إلى الوطة ودخلت دانية‪ 2‬سنة تسع وأربعمائة‪ ،‬ومضيت منها إلى‬
‫ميورقة‪ 3‬في تلك السنة نفسها فسكنتها ثمانية أعوام‪ ،‬ثم انصرفت إلى دانية سنة سبعة عشر‬
‫‪5‬‬
‫وأربعمائة‪ ،4‬قال‪ :‬فاستوطنها رحمه الله حتى مات‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬وفـ ـ ــات ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫قضى أبو عمرو الداني سنواته األخيرة في دانية‪ ،6‬حيث وافته منيته‪ ،‬لكونه سكنها آخر‬
‫حياته وتوفي بها سنة ‪444‬ه‪ ،7‬وذكر ابن بشكوال في (الصلة) قال‪« :‬قرأت بخط أبي الحسن‬
‫المقرىء‪ ،‬قال‪ :‬توفي أبو عمرو المقرىء بدانية يوم اإلثنين في النصف من شوال سنة أربع‬
‫وأربعين وأربعمائة»‪ 8 ،‬وهذا محل اتفاق بين العلماء‪ 9 ،‬وكان ‪ -‬رحمه الله – لما حضرته الوفاة‬
‫أوصى ابنه أبا العباس بأن يصلي عليه بعد وفاته عبد الله بن خميس‪ ،‬فأنفذ وصيته وذلك في‬
‫النصف من شوال سنة أربعمائة وأربع وأربعين‪ ،‬ووافق ذلك يوم االثنين‪ 10 ،‬ودفن بالمقبرة عند‬
‫باب إندارة وقد بلغ اثنين وسبعين سنة‪ 11 ،‬وكان دفنه بعد صالة العصر في اليوم الذي توفي‬
‫‪12‬‬
‫فيه‪ ،‬ومشى السلطان أمام نعشه‪ ،‬وكان الجمع في جنازته عضيما‪.‬‬

‫سرقسطة‪ :‬بلدة مشهورة باألندلس‪ ،‬مبنية على نهر كبير‪ ،‬وهو نهر منبعث من جبال القالع‪ .‬ينظر‪( :‬معجم البلدان)‬ ‫‪1‬‬

‫ياقوت الحموي‪ ،‬دار صادر بيروت‪ ،‬مج‪ ،3‬ص ‪.214-212‬‬


‫‪ 2‬دانية‪ :‬مدينة في شرق األندلس على ضفة البحر شرقا تجاه الجزيرتين‪ ،‬جزيرة منورقة وجزيرة ميورقة‪ .‬ينظر‪(:‬معجم البلدان)‬
‫ياقوت الحموي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.139‬‬
‫‪ 3‬ميورقة‪ :‬جزيرة في شرقي األندلس بين مدينة أربونة ومدينة برديل وجزيرة ميورقة بالقرب من جزيرة منورقة‪ ،‬المجاورة من‬
‫البحرين المحيط والمتوسط‪ .‬ينظر‪( :‬معجم البلدان) ياقوت الحموي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.236‬‬
‫‪ 4‬معجم األدباء لياقوت‪ ،‬الجزء الثاني عشر‪ ،‬ص ‪.127-124‬‬
‫‪ 5‬معرفة القراء‪ ،‬لذهبي‪ ،‬م ج‪ ،2‬ص‪.774‬‬
‫‪ 6‬المحكم في نقط المصاحف أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني‪ ،‬تح‪ .‬الدكتور عزة حسن‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 7‬معجم حفاظ القرآن‪ ،‬د‪ .‬محمد سالم محيسن‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫‪ 8‬الصلة البن بشكوال الجزء السابع‪ ،‬ص ‪.593‬‬
‫‪ 9‬المقنع لرسم المصاحف ألبي عمرو الداني‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ 10‬معجم شيوخ الحافظ أبي عمرو الداني‪ ،‬د‪.‬عبد الهادي حميتو‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 11‬معجم األدباء لياقوت‪ ،‬جزء ‪ ،12‬ص ‪.128‬‬
‫‪ 12‬مقدمة التيسير في القراءات السبع‪ ،‬عثمان بن سعيد الداني‪ ،‬استنبول‪ ،‬مطبعة الدولة ‪ ،193‬ص ه ‪.‬‬
‫‪01‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حياته العلمية‪.‬‬


‫الفرع األول‪ :‬شيوخه وتالميذه‪.‬‬
‫شيوخه‪ :‬أخذ الحافظ اإلمام أبو عمرو الداني العلم على كثير من الشيوخ في مختلف‬
‫الفنون في العقيدة والفقه والحديث والقراءات والرسم‪ ،‬كانت نتيجة لرحالته إلى البلدان وقد‬
‫ذكر ذلك في "األرجوزة المنبهة" التي نظمها حيث قال‪:‬‬
‫وجملة الذين قد كتب ت *** عنهم من الشيوخ إذا طلب ت‬
‫‪1‬‬
‫من مقرىء وعالم فقي ه *** ومعرب محدث نبي ه‪.‬‬
‫يصل عدد شيوخ اإلمام الداني الذين أخذ عنهم مختلف الفنون وذكر أن عددهم (سبعون‬
‫شيخا)‪ ،‬وفي نسخة أخرى منها‪( :‬تسعون شيخا)‪ ،2‬كما ذكر اإلمام الداني في ارجوزته التي‬
‫أنشدها‪ ،‬وهي الموافقة في قوله‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫تسعون شيخا كلهم سن يﱞ *** موقر مبجل مرض يﱞ‪.‬‬
‫ومن نظر في كتب اإلمام الداني‪ ،‬أدرك أنه لم يرو عن كل شيوخه‪ ،‬وفي كل مؤلف زيادات‬
‫‪4‬‬
‫متفاوتة‪ ،‬وأسماء تذكر في كتاب دون اآلخر ولم تستوف كتب التراجم األصيلة عدهم‪.‬‬
‫فأقدم مصدر وصل إلينا مما فيه إلمام بذكر بعض المشهورين من مشيخته فهو كتاب‬
‫الصلة للحافظ ابن بشكوال‪ ،‬وفيه جاء ذكر سبعة عشر شيخا‪.‬‬
‫وأما الضبي فإنه قد اقتصر على تسمية خمسة‪ ،‬واحد منهم من أهل األندلس‪ ،‬وأربعة من‬
‫أهل المشرق‪.‬‬
‫وذكر الحافظ شمس الدين الذهبي في معرفة القراء أسماء خمسة عشر من أكابر شيوخه‬

‫‪ 1‬ينظر" األرجوزة المنبهة" ألبي عمرو عثمان بن سعيد عثمان الداني‪ ،‬تح‪ .‬محمد بن مجقان الجزائري‪ ،‬دار المغني‪ ،‬ط‪1‬‬
‫(‪1422‬ه‪1999/‬م‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ 2‬ينظر المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬األرجوزة المنبهة‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪ 4‬اختيارات اإلمام أبي عمرو الداني في علم القراءات‪ ،‬رسالة علمية(الدكتوراء)‪ ،‬الطالب كامل بن سعود بن مطيران الجعفري‬
‫العنزي‪ ،‬إشراف د‪ .‬فيصل بن حسن الغزاوي‪-‬العام الجامعي(‪1433‬ه‪1434-‬ه)‪ ،‬ص ‪.83-82‬‬

‫‪01‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫في القراءات واألثار‪.‬‬


‫ولم يزد الحافظ ابن الجزري في الغاية على تسمية ثالثة عشر شيخا اشترك في أكثرهم‬
‫مع الحافظ الذهبي‪.‬‬
‫وأما محققو كتب أبي عمرو فقد اكتفى أكثرهم بذكر ما في ترجمته عند ابن الجزري في‬
‫(الغاية)‪ ،‬وزاد بعضهم على ذلك ما وقف عليه في الكتاب الذي كان بصدد تحقيقه‪ ،‬أو بعض‬
‫كتبه األخرى التي اطلع عليها‪.‬‬
‫أما عدد شيوخ أبي عمرو المذكورين في مقدمات تحقيق محققي كتبه المطبوعة‪ ،‬فقد‬
‫أمكن لكل محقق أن يسمي أصحابها من مشيخة أبي عمرو‪ ،‬ومن أولئك المحققين من حاول‬
‫االستقصاء وبذل جهدا فيه‪ ،‬ومنهم من اقتصر على بعض مشيخته في القراءات‪ ،‬ومنهم من نقل‬
‫ما عند غيره بغير زيادة أو بزيادة يسيرة‪ ،‬وبعض محققي كتبه األخرى‪ ،‬كالمحكم في نقط‬
‫المصاحف‪ ،‬والمقنع في رسم المصاحف‪ ،‬والبيان عن عد آي القرآن‪ ،1‬والتحديد في اإلتقان‬
‫والتجويد‪ ،2‬واألحرف السبعة للقرآن من جامع البيان‪ ،3‬لم يذكروا إحصاء معينا وإنما ألمعوا إلى‬
‫‪4‬‬
‫كثرة شيوخه الذين أخذ عنهم العلم‪.‬‬
‫وقد ذكر الدكتور غانم قدوري الحمد في مقدمة تحقيقه لكتاب(التحديد)‪ ،‬أن غاية ما‬
‫وصلت إليه قائمة أسماء شيوخه هي (‪ )22‬شيخا‪ ،‬وذلك بعد أن أعتذر عن عدم تقديم قائمة‬
‫بأسماء شيوخه وتالمذته وقال‪" :‬فقد سبقنا إلى ذلك بعض الدارسين"‪.‬‬
‫ثم ذكر ما تقدم من أنه أحصى قريبا من ستين اسما من شيوخه بالرجوع إلى سبعة كتب‬

‫‪ 1‬البيان في عد آي القرآن‪ ،‬ألبي عمرو الداني األندلسي‪ ،‬المتوفي سنة‪444‬ه‪ ،‬تح‪ .‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‪.‬‬
‫ط‪1414(1‬ه‪1994-‬م)‪.‬‬
‫‪ 2‬التحديد في اإلتقان والتجويد‪ ،‬أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني األندلسي‪ ،‬تح‪ .‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‪ ،‬ط‪ .1‬دار‬
‫عمار‪-‬عمان‪2222‬م‪1421-‬ه‪.‬‬
‫‪ 3‬األحرف السبعة للقرآن‪ ،‬أبو عمرو الداني‪ ،‬مكتبة المنارة‪ -‬مكة المكرمة‪ ،‬ط‪ ،)1428(1‬تح‪ .‬د‪.‬عبد المهيمن الطحان‪.‬‬
‫‪ 4‬ينظر‪ :‬معجم شيوخ الحافظ أبي عمرو الداني‪ ،‬د‪ .‬عبد الهادي حميتو‪ ،‬ص ‪.37-36-35‬‬

‫‪01‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫‪1‬‬
‫من مؤلفاته المخطوطة والمطبوعة‪.‬‬
‫وقد وقفت على مؤلف عبد المهيمن الطحان‪« :‬اإلمام أبو عمرو الداني وكتابه جامع‬
‫البيان»‪ ،‬فرأيته ذكر فصال في سرد شيوخه‪ ،‬من غير تعريف بهم‪ ،‬بل ذكر في الحاشية مصادر‬
‫‪3‬‬
‫تراجمهم‪ 2،‬فأحصى منهم واحدا وخمسين شيخا‪.‬‬
‫وذكر المحقق محمد بن مجقان الجزائري في مقدمة تحقيق (األرجوزة المنبهة) سبعة‬
‫‪4‬‬
‫وستين شيخا‪.‬‬
‫وما بينه الدكتور عبد الهادي حميتو في كتابه (معجم شيوخ أبي عمرو الداني)‪ ،‬دراسة‬
‫جامعة لشيوخ الداني‪ ،‬فأحصى منهم سبعة وثمانين شيخا‪ ،‬مرتبين على أوائل األسماء على‬
‫‪5‬‬
‫حسب أوائل الهجاء على طريقة المعاجم‪.‬‬
‫وإذا صحت الرواية التي روى بها البيت الذي تقدمت اإلشارة إليه في ذكر أبي عمرو‬
‫ألشهر رجال مشيخته في صدر "أرجوزته المنبهة"‪ ،‬وكان الصواب فيها " تسعون" ال" سبعون "‬
‫في قوله‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫تسعون شيخا كلهم سني *** موقر مبجل مرضي‪.‬‬
‫ومن أهم شيوخ أبي عمرو الداني الذين أشار إليهم في أرجوزته الطويلة المعروفة باسم‬
‫"المنبهة" التي نظمها فيه وهو عام ‪411‬ه‪ ،‬غير أنه ‪-‬رحمه الله‪ -‬اقتصر في ذكرهم فيها على‬
‫‪7‬‬
‫سبعة عشر شيخا ال غير‪ ،‬فهم من مشاهير من أخذ عنهم في رحلته‪.‬‬
‫فقد اقتصرت في ذكرهم على ستة شيوخ مع ترجمتهم وذكرهم في "األرجوزة المنبهة"‪ :‬وهم‬

‫‪ 1‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫‪ 2‬ينظر "األرجوزة المنبهة" أبي عمرو الداني‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 3‬ينظر اختيارات اإلمام أبو عمرو الداني في علم القراءات‪ ،‬رسالة علمية (الدكتوراء)‪ ،‬الطالب كامل بن سعود بن مطيران‬
‫الجعفري العنزي‪ ،‬إشراف د‪ .‬فيصل بن حسن الغزاوي‪ ،‬العام الجامعي(‪1433‬ه‪1434-‬ه)‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ 4‬ينظر‪ :‬الرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24-18‬‬
‫‪ 5‬معجم شيوخ الحافظ أبي عمرو الداني‪ ،‬عبد الهادي حميتو‪ ،‬ص ‪.145-46‬‬
‫‪ 6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ 7‬ينظر‪ :‬معجم شيوخ الحافظ أبو عمرو الداني‪ ،‬د‪ .‬عبد الهادي حميتو‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪01‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ 1‬فارس بن أحمد بن موسى‪ ،‬أبو الفتح‪ ،‬الحمصي‪ ،‬نزيل مصر(ت‪.)421‬‬
‫وأنشد اإلمام الداني قائال بذكره في األرجوزة‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ممن أخذت عنهم ففارس *** وهو الضرير الحاذق الممارس‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 2‬خلف بن إبراهيم بن محمد أبو القاسم المصري الخاقاني(ت‪.)422‬‬
‫حيث قال عنه اإلمام الداني في األرجوزة المنبهة‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫وخلف ابن جعفر الخاقاني *** وكان ذا ضبط وذا إتقان‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ 3‬محمد بن أحمد بن علي‪ ،‬أبو مسلم البغدادي‪ ،‬نزيل مصر(ت‪399‬ه)‪.‬‬
‫وذكره اإلمام الداني في "األرجوزة المنبهة"‪ ،‬حيث قال‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫وابن علي كان ذا إسناد *** عليه في الرواية اعتماد‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ 4‬طاهر بن عبد المنعم بن غلبون‪ ،‬أبو الحسن الحلبي‪ ،‬نزيل مصر(ت‪399‬ه)‪.‬‬
‫وقال عنه اإلمام الداني في أرجوزته‪ ،‬حيث قال‪:‬‬

‫‪ 1‬فارس بن أحمد‪ :‬هو فارس بن أحمد بن موسى بن عمران أبو الفتح الحمصي الضرير نزيل مصر‪ ،‬األستاذ الكبير‪ ،‬وأحد‬
‫الحذاق يقن القراءات‪ -‬توفي بمصر سنه‪421‬ه وله ثمان وستون سنة‪ .‬ينظر‪ :‬معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ‪ ،‬د‪.‬‬
‫محمد سالم محيسن‪ ،‬مج‪ ،2‬ص ‪.324-323‬‬
‫‪" 2‬األرجوزة المنبهة" لإلمام الداني ت‪ .‬محمد بن مجقان الجزائري‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ 3‬خلف بن إبراهيم الخاقاني‪ :‬خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن حمدان بن خاقان أبو القاسم المصري الخاقاني‬
‫األستاذ الضابط في قراءة ورش وغيرها‪ .‬مات بمصر سنة‪ 422‬وهو في عشرة الثمانين‪ .‬ينظر‪ :‬غاية النهاية لشمس‬
‫الدين ابن الجزري الدمشقي‪ ،‬المحقق‪ .‬برجستراسر‪ -‬دار الكتب العلمية‪-‬بيروت‪-‬ط‪ .1‬لبنان ج‪ ،1‬ص ‪.245‬‬
‫‪" 4‬األرجوزة المنبهة" ألبي عمرو الداني‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ 5‬محمد بن أحمد‪ :‬محمد بن أحمد بن علي‪ ،‬أبو مسلم البغدادي الكاتب نزيل مصر‪ ،‬وآخر أصحاب البغوي موتا‪ .‬قيل‬
‫مات في ذي القعدة سنة‪399‬ه ‪.‬ينظر‪ :‬ميزان اإلعتدال في نقد الرجال‪ ،‬أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان‬
‫الذهبي المتوفي‪748‬ه‪ ،‬تح‪ .‬علي محمد البجاوي‪ ،‬دار المعرفة بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬مج‪ ،3‬ص ‪.461‬‬
‫‪" 6‬األرجوزة المنبهة" ألبي عمرو الداني‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ 7‬طاهر بن غلبون‪ :‬هو طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي نزيل مصر أبو الحسن ابن أبي الطيب‪ :‬أستاذ‬
‫في القراءات‪ ،‬ثقة وهو شيخ الداني‪ .‬له كتاب التذكرة في القراءات الثمان مات بمصر ‪-‬رحمه الله‪ -‬سنة‪399‬ه‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬األعالم لزركلي ‪.222/3‬‬

‫‪01‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫‪1‬‬
‫وقد لقيت طاهرا أبا الحسن *** ذا الفهم والحذق وفخر ذا الزمن‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 5‬أحمد بن محمد بن عمر‪ ،‬أبو عبد الله المصري الجيزي(ت‪399‬ه)‪.‬‬
‫وفي أرجوزة المنبهة‪ ،‬ذكره اإلمام أبو عمرو الداني قائال‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫وأحمد الجيزي قد رويت *** عنه كثيرا كله وعيت‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 6‬إبراهيم بن شاكر بن خطاب‪ ،‬اللحائ‪ ،‬توفي بسرقسطة‪.‬‬
‫وذكره اإلمام الداني في ارجوزة المنبهة قائال‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫وأحمد بن مت البخاري *** والثبت إبراهيم وهو القاري‪.‬‬
‫تالميذه‪ :‬الحافظ اإلمام أبو عمرو الداني له مكانة علمية عالية وكبيرة‪ .‬لذلك توافد عليه‬
‫الكثير من الطلبة‪ ،‬وكان قد تتلمذ عليه العديد‪ ،‬أذكر منهم ستة هم‪:‬‬
‫‪ 1‬خلف بن يوسف‪ ،6‬أبو القاسم البربشتري‪ 7‬المقرئ‪( ،‬ت‪451‬ه)‪.‬‬

‫‪ 1‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬


‫‪ 2‬أحمد بن محمد‪ :‬هو أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن محفوظ‪ ،‬أبو عبد الله المصري الجيزي‪ ،‬توفي بمصر‬
‫سنة‪399‬ه ‪.‬ينظر‪ :‬غاية النهاية شمس الدين‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.116-115‬‬
‫‪" 3‬األرجوزة المنبهة"‪ ،‬ألبي عمرو الداني‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ 4‬إبراهيم بن شاكر‪ :‬هو إبراهيم بن شاكر بن خطاب بن شاكر اللحائي‪ ،‬ذكره الداني في المقنع بالمائي اللجام‪ .‬من أهل‬
‫قرطبة‪ .‬يكنى‪ :‬أبا إسحاق‪ ،‬وذكر وضاح بن محمد السرقسطي‪ :‬أن أبا إسحاق هذا توفي بسرقسطة‪ ،‬ودفن جذاء قبر‬
‫أبي العاص السالمي‪ .‬ينظر‪ :‬الصلة البن بشكوال‪ ،‬تح‪ .‬إبراهيم األبياري‪ -‬دار الكتاب اللبناني(بيروت)‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪.149‬‬
‫‪" 5‬األرجوزة المنبهة" ألبي عمرو الداني‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ 6‬خلف بن يوسف‪ :‬هو خلف بن يوسف المقرىء البرشتري‪ ،‬منها يكنى‪ :‬أبا القاسم روى عن أبي عمرو المقرىء وأجاز‬
‫له وكان خيرا فاضال‪ ،‬من أهل الحديث والقرآن والبراعة والفهم‪ ،‬وتوفي لعشر خلون من شهر رمضان سنة‪451‬ه في‬
‫الطاعون‪ ،‬ينظر‪ :‬الصلة ج‪ 3‬ص ‪.272‬‬
‫‪ 7‬البربشتري‪ :‬نسبة إلى بربشتر وهي مدينة عظيمة في شرقي األندلس‪ ،‬وينسب إليها خلف بن يوسف المقري البربشتري‬
‫أبو القاسم‪ .‬ينظر‪ :‬معجم البلدان ج‪ 1‬ص ‪.371-372‬‬

‫‪01‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ 2‬ابراهيم بن دخنيل أبو إسحاق القرىء‪ ،‬توفي في حدود(ت‪472‬ه)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 3‬إبنه أبو العباس أحمد بن عثمان بن سعيد األموي الداني(ت‪471‬ه)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 4‬أبو داود سليمان بن نجاح األموي‪ ،‬األندلسي(ت‪496‬ه)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 5‬يحيى بن إبراهيم اللواتي المرسي المعروف بابن البياز‪ ،‬توفي سنة(ت‪496‬ه)‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ 6‬محمد بن يحيى األنصاري‪ ،‬الخزرجي توفي سنة(ت‪522‬ه)‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مؤلف ــاتـ ـ ـ ـ ـ ــه‪.‬‬
‫كان اإلمام أبو عمرو الداني يحمل قيمة علمية مميزة والتي جعلت له بصمة في حياته‪،‬‬
‫وأثر ذلك أنه ترك مؤلفاته العلمية العطرة وثروته القرآنية التي اعتمد عليها العلماء وكانت ذخرا‬
‫عظيما لهم‪ ،‬وثمرة إخالص وصدق له عند الله‪ ،‬حتى يدخر له عمال صالحا باقيا إلى يوم الدين‪.‬‬
‫ومما كان ذلك العلماء عند ذكرهم له في ثنايا ترجمتهم حيث قال‪ :‬ابن بشكوال في‬
‫الصلة‪« :‬وكان أحد األئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه‪ ،‬وجمع في‬
‫معنى ذلك كله تواليف حسانا مفيدة يكثر تعدادها ويطول إيرادها»‪.6‬‬

‫‪ 1‬إبراهيم بن دخنيل‪ :‬هو إبراهيم بن دخنيل المقرىء من أهل وشقة سكن سرقسطة يكنى‪ :‬أبا إسحاق‪ ،‬روى عن أبي‬
‫عمرو‪ ،‬وأقرأ القرآن وعلم العربية وكان جيد التعليم‪ ،‬حسن الفهم‪ ،‬توفي بسرقسطة في حدود‪472‬ه‪ .‬ينظر الصلة ج‪2‬‬
‫ص ‪.162‬‬
‫‪ 2‬أبو العباس‪ :‬هو أحمد بن عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر أبو العباس بن الحافظ أبي عمرو الداني قرأ‬
‫على أبيه‪ ،‬وتصدر لإلقراء فقرأ عليه أبو القاسم بن مدي وأبو األصبغ عبد العزيز‪ ،‬توفي سنة ‪471‬ه في يوم اإلثنين‬
‫لثمان خلون من رجب‪ .‬ينظر‪ :‬غاية النهاية‪ ،‬ج‪ 1‬ص ‪.77-67‬‬
‫‪ 3‬أبو داود‪ :‬هو سليمان بن نجاح أبو داود بن أبي القاسم مولى المؤيد بالله ابن المستنصر األندلسي‪ :‬شيخ القراء وإمام‬
‫اإلقراء‪ ،‬أخذ القراءات عن أبي عمرو الداني‪ ،‬توفي ‪-‬رحمه الله‪ -‬ببلنسية في سادس عشر شهر رمضان سنة‪496‬‬
‫وتزاحموا على نعشه‪ .‬ينظر‪ :‬غاية النهاية ج‪ 1‬ص ‪ .287‬وينظر‪ :‬شذرات الذهب ‪.412/5‬‬
‫‪ 4‬يحيى بن إبراهيم‪ :‬يحيى بن إبراهيم بن أ بي زيد‪ ،‬أبو الحسن اللواتي المرسي المعروف بابن البياز‪ ،‬إمام كبير قرأ على‬
‫أبي عمرو الداني‪ ،‬ومات بمرسية في ثالث المحرم سنة‪496‬ه وله ستون سنة‪ .‬ينظر غاية النهاية ج‪ 2‬ص ‪.318‬‬
‫‪ 5‬محمد بن يحيى‪ :‬هو محمد بن يحيى بن مزاحم‪ ،‬أبو عبد الله األنصاري الخزرجي الطليطلي‪ ،‬مقرئ محقق إمام في‬
‫العربية‪ ،‬قرأ على أبو عمرو الداني توفي أول سنة‪ .522‬ينظر‪ :‬غاية النهاية ج‪ 2‬ص ‪.243‬‬
‫‪ 6‬الصلة‪ ،‬ج‪ 7‬ص ‪.593-592‬‬

‫‪01‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫وقال اإلمام الذهبي في معرفة القراء‪« :‬وبرع في علم القراءات والحديث ورجاله والعربية‬
‫‪1‬‬
‫وغير ذلك‪ ،‬وصنف التصانيف البديعة»‪.‬‬
‫وقال الذهبي في موضع آخر‪« :‬كتبه في غاية الحسن واإلتقان»‪.2‬‬
‫ورغم هذه القدرة التي قام بها اإلمام الداني‪ ،‬اعترف العلماء بقدرته ومكانته التي تركها‪،‬‬
‫وهي حرص بعض علماء األندلس‪ ،‬بجمع فهرس لتصانيف‪ ،‬لعد وإحصاء ما تركه اإلمام الداني‪،‬‬
‫من مؤلفاته‪.‬‬
‫فاالعتراف األول الذي ذكره العلماء هو أنه‪ ،‬بعض المصادر ذكرت أن كتب الداني بلغت‬
‫‪3‬‬
‫(مائة وعشرون مصنفا)‪ ،‬قال الذهبي في معرفة القراء‪« :‬بلغني أن تصانيفه مائة وعشرون كتابا»‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫وقال ايضا اسماعيل باشا في (هدية العارفين)‪« :‬يقال له مائة وعشرون مصنفا»‪.‬‬
‫وذكر المنتوري في شرح الدرر اللوامع‪« :‬وجمع تآليف مفيدة‪ ،‬وهي نيف على مائة‬
‫وعشرين تأليفا‪ ،‬وقد استوفت تسميتها في تأليفي في التعريف به‪»5.‬‬
‫وقال اللبيب في شرح أبيات العقيلة‪« :‬ورأيت ألبي عمرو الداني –رحمه الله‪ -‬في برنامج‬
‫‪6‬‬
‫مائة وعشرين تأليفا»‪.‬‬
‫وسأعرض ما ذكرته المصادر لإلمام أبو عمرو الداني بعض من مؤلفاته المطبوعة‬
‫والمخطوطة والمفقودة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مؤلفاته المطبوعة‪.‬‬

‫‪ 1‬معرفة القراء‪ ،‬مج‪ 2‬ص ‪.775‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬م ج‪ 2‬ص ‪.776‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬م ج ‪ 2‬ص ‪.777‬‬
‫‪ 4‬هدية العرافين أسماء المؤلفين وأثار المصنفين‪ ،‬اسماعيل باشا البغدادي‪ ،‬دار احياء العربي بيروت‪ -‬لبنان ط(‪1951‬م)‬
‫مج االول‪ ،‬ص‪.653‬‬
‫‪ 5‬شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ اإلمام نافع‪ ،‬لإلمام محمد بن عبد الملك المنتوري القيسي(‪834‬ه)‪ ،‬تح‪ .‬سيدي‬
‫فوزي‪ ،‬ط‪1421(1‬ه‪2221-‬م)‪ ،‬الجزء األول ص ‪.82-79‬‬
‫‪ 6‬الدرة الصقلية في شرح أبيات العقيلة للمقرئ الحافظ أبي بكر عبد الغني المشتهر باللبيب‪ ،‬تح‪ .‬د‪ .‬عبد العلي أيت‬
‫زعبول‪ ،‬اإلدارة العامة لألوقاف(قطر)‪ ،‬ط‪1432(1‬ه‪2211-‬م)‪ ،‬دار المعرفة(لبنان)‪ ،‬ص ‪.158‬‬

‫‪11‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ 1‬التيسير في القراءات السبع‪.‬‬


‫‪ 2‬التحديد في اإلتقان والتجويد‪.‬‬
‫‪ 3‬المحكم في نقط المصاحف‪.‬‬
‫‪ 4‬جامع البيان في القراءات السبع‪.‬‬
‫‪ 5‬المقنع في معرفة رسم مصاحف األمصار‪.‬‬
‫‪ 6‬األرجوزة المنبهة على أسماء القراء والرواة‪ ،‬وأصول القراءات وعقد الديانات‪ ،‬بالتجويد‬
‫والدالالت‪.‬‬
‫‪ 7‬البيان في عد آي القرآن‪.‬‬
‫‪ 8‬اإلدغام الكبير‪.‬‬
‫‪ 9‬المفردات السبع‪.‬‬
‫‪ 12‬المكتفى في الوقف واالبتدا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مؤلفاته المخطوطة‪.‬‬
‫‪ 1‬اختصار القول في (كال‪ ،‬وبال‪ ،‬ونعم) في الوقف‪.‬‬
‫‪ 2‬التذكرة الحافظ لتراجم القراء السبعة واجتماعهم واتفاقهم في حروف االختالف‪.‬‬
‫‪ 4‬اإلشارة بليطف العبارة في القراءات المأثورات بالروايات المشهورات‪.‬‬
‫‪ 5‬تقييد األمثلة‪.‬‬
‫‪ 6‬التهذيب لما انفرد به كل واحد من القراء السبعة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مؤلفاته المفقودة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 1‬التنبيه على النقط وشكل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 2‬اإلقتصاد في القراءات السبع‪.‬‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬فهرست تصانيف الداني في مقدمة (المحكم ص‪ ،)17‬وينظر‪ :‬فهرست تصانيف الداني في(معجم مؤلفات ابو‬
‫عمرو الداني) لعبد الهادي حميتو ص ‪ ،42‬وينظر‪ (:‬صبح األعشى) أبي العباس احمد القلقشند ‪.12 /3‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ :‬فهرست تصانيف الداني في (معجم مؤلفات ابو عمرو الداني) لعبد الهادي حميتو ص‪ .18‬ينظر) معرفة القراء)‬
‫‪ .776/2‬ينظر فهرست تصانيف الداني في (التحديد) لغانم قدوري ص ‪ .25‬ينظر (غاية النهاية) ‪.448/1‬‬

‫‪10‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ 3‬اإلماالت‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 4‬التحبير لمذاهب القراء في الوقف على المرسوم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 5‬الفتح واإلمالة ألبي عمرو بن عالء‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 6‬طبقات القراء والمقرئين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مكانته العلمية وثناء العلماء عليه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مكانته العلمية‪ .‬لإلمام الداني مكانة علمية كبيرة تظهر في‪:‬‬
‫‪ 1‬يملك اإلمام الداني مكانة علمية كبيرة‪ ،‬باعتبار قدم عهده‪ ،‬كونه توفي ‪444‬ه‪ ،‬وتعسفه‬
‫في طلبه للعلم وتحصيله صغيرا على عدة من شيوخ بلدته‪.‬‬
‫‪ 2‬طلبه للعلم كان على جملة من كبار زمانه‪.‬‬
‫‪ 3‬أيضاً كتبه ومصنفاته العلمية تدل على أنه عالم كبير‪ ،‬حيث قال‪« :‬ما رأيت شيئاً قط‬
‫إال كتبته وال كتبته إال حفظته وال حفظته فنسيته»‪.‬‬
‫‪ 4‬كان من أهل الحفظ والعلم والذكاء والفهم‪ ،‬ومن ثمرة ذلك الحفظ والفهم أنه «كان‬
‫يُسأل عن المسألة مما يتعلق باألثار وكالم السلف فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه‬
‫إلى قائلها»‪.‬‬
‫‪ 5‬توافد طلبة العلم له‪ ،‬منهم أبو داود سليمان بن نجاح عالم الرسم والضبط وغيرها‪.‬‬

‫‪ 1‬ينظر‪ (:‬غاية النهاية في طبقات القراء)‪ .448/1‬ينظر فهرست تصانيف الداني في (المقنع) ص‪ .62‬ينظر فهرست‬
‫تصانيف الداني في مقدمة (المحكم) ص ‪ .16‬ينظر فهرست تصانيف الداني في(معجم مؤلفات ابو عمرو الداني)‬
‫عبد الهادي حميتو ص ‪.21‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ :‬فهرست تصانيف الداني في (المقنع( ص‪ .62‬ينظر‪ :‬فهرست تصانيف الداني في (التحديد)ص‪ .28‬ينظر‬
‫فهرست تصانيف الداني في (معجم مؤلفات ابو عمرو الداني) عبد الهادي حميتو ص‪.29‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬فهرست تصانيف الداني في (المقنع)ص‪ .61‬ينظر‪( :‬معرفة القراء) ص‪ .776‬وذكره عبد الهادي في (معجم‬
‫مؤلفات الداني) عبد الهادي حميتو ود‪ .‬غانم قدوري في (التحديد)‪ ،‬وذكر في (استدراكات) باسم‪ :‬التنبيه على مذهب‬
‫أبي عمرو في الفتح واإلمالة‪.‬‬
‫‪ 4‬ينظر‪ :‬استدراكات‪ .187/1‬ينظر‪ :‬معرفة القراء ‪ .776/2‬ينظر‪ :‬غاية النهاية ‪ .448/1‬ينظر‪ :‬المقنع ص‪ .61‬ينظر‪:‬‬
‫التحديد ص‪.24‬‬

‫‪11‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫‪ 6‬كذلك ثناء العلماء عليه وعلى كتبه‪ ،‬قال ابن الجزري‪« :‬ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وما وهبه الله تعالى»‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ثناء العلماء عليه‪.‬‬
‫كما يذكر المحقق غانم قدوري في المحكم‪ ،‬أن المؤرخين الذين ترجموا للداني قد اتفقوا‬
‫على اختيار كلمات ذات معان على درجة كبيرة من التقدير عند الحديث عن الداني‪ .‬ومن‬
‫أقوال الثناء عليه‪:‬‬
‫قول الحميدي عنه إنه‪« :‬محدث مكثر‪ ،‬ومقرئ متقدم»‪ ،‬وقول الضبي‪« :2‬إمام وقته في‬
‫اإلقراء‪ ،‬محدث مكثر‪ ،‬أديب»‪ .‬وقول القفطي‪« :3‬شيخ زمانه‪ ،‬وعالمة أوانه‪ ،‬وصدر عصره‬
‫ومكانه»‪ .‬وقول ابن الجزري‪« :‬االمام العالمة الحافظ أستاذ األستاذين وشيخ المقرئين»‪ .‬وقال‬
‫الذهبي في معرفة القراء‪« :‬وبرع في علم القراءات والحديث ورجاله والعربية وغير ذلك‪ ،‬وصنف‬
‫التصانيف البديعة»‪ .4‬وقال الذهبي في سير أعالم النبالء‪« :‬اإلمام الحافظ‪ ،‬المجود المقرئ‪،‬‬
‫الحاذق‪ ،‬عالم األندلس‪ .‬وقال في موضع آخر‪ .‬قلت‪ :‬إلى أبي عمرو المنتهى في تحرير علم‬
‫‪5‬‬
‫القراءات‪ ،‬وعلم المصاحف‪ ،‬مع البراعة في علم الحديث والتفسير والنحو‪ ،‬وغير ذلك»‪.‬‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬المحكم في علم نقط المصاحف‪ ،‬أبي عمرو الداني‪ ،‬تح‪ .‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‪ ،‬ص ‪ .24-23‬وينظر‪ :‬مجلة‬
‫بحوث ودراسات العالم اإلسالمي‪ ،‬اإلمام الداني وكتابه المحكم في نقط المصاحف اختياراته في الضبط وما جرى‬
‫به عمل المصاحف (مقال)‪ ،‬د‪ .‬عبد الكريم بوغزالة‪ ،‬ص ‪.246-245‬‬
‫‪ 2‬الضبي‪ :‬سليمان بن يحيى بن الوليد الضبي البغدادي‪ ،‬أبو أيوب‪ .‬من كبار المقرئين وعلمائهم‪ ،‬قرأ على أبي عمر الدوري‬
‫ورجاء بن عيسى وحدث عن خلف بن هشام وروى عنه أبو بكر االنباري وأبو القاسم الطبراني توفي سنة ‪291‬ه‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬معرفة القراء‪ ،‬المجلد الثاني ص ‪ .529‬وينظر‪ :‬المنتظم ‪ .26/13‬وينظر‪ :‬تاريخ بغداد ‪. 62/9‬‬
‫‪ 3‬القفطي‪ :‬هو جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم ابن عبد الواحد الشيباني‪ ،‬يعرف بالقفطي‪ ،‬ويلقب‬
‫بالقاضي األكرم‪ ،‬درس القرآن‪ ،‬وتلقى الحديث‪ ،‬وحذق النحو‪ ،‬وحفظ اللغة‪ ،‬ووعى التاريخ‪ ،‬وأحاط بقسط وافر من‬
‫الفلسفة والحكمة وعلم الكالم‪ .‬إلى أن توفي سنة ‪624‬ه‪ .‬ينظر‪ :‬انباه الرواة على انباه النحاة‪ ،‬جمال الدين القفطي‪،‬‬
‫تح‪ .‬محمد أبو الفضل ابراهيم‪ ،‬دار الفكر القاهرة‪ ،‬ط‪1426(1‬ه‪1986-‬م) ج‪.16-11/1‬‬
‫‪ 4‬معرفة القراء الكبار على الطبقات واإلعصار لشمس الدين الذهبي ص ‪.775‬‬
‫‪ 5‬ينظر‪ :‬سير أعالم النبالء لذهبي ‪. 82-77/18‬‬

‫‪11‬‬
‫حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬ ‫المبحث األول‬

‫هذا ما وقفت عليه من ذكر ثناء العلماء‪ -‬رحمهم الله‪ -‬لإلمام أبي عمرو الداني‪ -‬رحمه‬
‫الله‪ -‬كما قال الضبي‪« :‬وهو في زماننا ليس بأقل شهرة من العصور السابقة»‪ .1‬فاإلمام الداني‬
‫مشهور شهرة تغني عن اإلطناب في ذكره وعلمه وعمله‪ .‬رضي الله عنه وعن العلماء أجمعين‪.‬‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬المحكم في علم نقط المصاحف ألبي عمرو الداني‪ ،‬تح‪ .‬غانم قدوري الحمد‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دراسة وصفية للكتاب‪.‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬دراسة تحليلية للكتاب‪.‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬دراسة وصفية للكتاب‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اسم الكتاب وزمن تأليفه‪.‬‬
‫اسم الكتاب‪ :‬هو «المحكم في نقط المصاحف»‪ ،‬والذي سماه اإلمام أبو عمرو‬
‫الداني‪ ،‬في مستهل كتابه‪ ،‬باتفاق العلماء‪ ،‬وذكره الدكتور عزة حسن في مقدمة (المحكم) حيث‬
‫قال‪" :‬وهو القائل في مستهل كتابه «المحكم في نقط المصاحف»"‪ 1.‬وهو المثبت على‬
‫صفحة عنوان هذا الكتاب‪ ،‬وهو المشهور‪.‬‬
‫وقد ورد بعض الخالف في اسم الكتاب‪:‬‬
‫­ المحكم في نقط المصاحف‪ :‬وهذا العنوان أثبته الناسخ في صفحة العنوان في‬
‫‪2‬‬
‫المخطوطة‪ .‬وهو القول الصحيح المثبت في أول الكتاب والمتفق عليه‪.‬‬
‫­ المحكم في الشكل والنقط‪ :‬قال الدكتور عزة حسن فيما نقله عن قول ناسخ الكتاب‬
‫قال‪ " :‬ثم قال في آخر نسخته حين فرغ من كتابته‪ :‬تم جميع كتاب «المحكم في الشكل‬
‫‪3‬‬
‫والنقط»‪".‬‬
‫‪4‬‬
‫­ المحكم في النقط‪ :‬وهذا العنوان هو مختصر اسم الكتاب الحقيقي‪.‬‬
‫­ التنبيه على النقط والشكل‪ :‬والظاهر أنه وضع هذا الكتاب قبل كتاب «المحكم في‬
‫نقط المصاحف»‪ ،‬يدلنا على ذلك أن المؤلف قد أشار إلى كتاب له في هذا الموضوع في‬
‫أول كتاب «النقط»‪ .‬وعلى هذا فاألغلب أن الكتاب الذي أشار إليه أبو عمرو الداني في أول‬

‫‪ 1‬مقدمة المحكم في نقط المصاحف لإلمام أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني‪ ،‬بتحقيق‪ .‬الدكتور عزة حسن‪ ،‬دمشق‬
‫‪1379‬ه‪1962-‬م‪ .‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ :‬مقدمة المحكم‪ ،‬تح‪ .‬د‪ .‬عزة حسن‪ ،‬ص ‪ .24‬وينظر‪ :‬االرجوزة المنبهة ص ‪ .41‬وينظر‪ :‬معجم حفاظ القرآن‬
‫ج‪ .291/2‬وينظر‪ :‬التحديد في االتقان والتجويد ص ‪.29‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .24‬وينظر‪ :‬كشف الضنون ‪ .1617/2‬وينظر‪ :‬مقدمة فهرس تصانيف ابو عمرو الداني في التيسير‬
‫في القراءات السبع‪ ،‬ت‪ .‬اوتوبرتزل‪ .‬وينظر‪ :‬هدية العارفين ‪.653/1‬‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫كتاب «النقط» هو «التنبيه على النقط والشكل»‪ ،‬وال يمكن أن يكون «المحكم في نقط‬
‫‪1‬‬
‫المصاحف» لما بيناه‪.‬‬
‫ِ‬
‫­ المحكم في علم نقط المصاحف‪ :‬قال المحقق في مقدمته‪« :‬ويَ ُسرني اليوَم ُ‬
‫تقديم‬
‫(الم ْح َك ِم في ِع ْل ِم نَ ْق ِط المصاحف)‪ ،‬وهذا العنوان ثبته المحقق على‬
‫الطبعة الكاملة لكتاب ُ‬
‫‪2‬‬
‫غالف كتابه‪.‬‬
‫زمن تأليفه‪ :‬لم تشر الكتب المصنفة لدراسة هذا الكتاب‪ ،‬عن مدة تأليف كتاب‬
‫(المحكم) أو زمن تأليفه‪ ،‬وكذلك لم يعثر المحققين على ذلك‪ ،‬والدليل في عدم وجود زمن‬
‫ومدة تأليف هذا الكتاب هو ما نقله لنا المحقق الدكتور غانم قدوري الحمد في قوله‪« :‬أن‬
‫نسخة مكتبة كلية اللغات والتاريخ في جامعة أنقرة أقدم النسخ خطاً اعتمدت عليها في التحقيق‬
‫(سنة ‪741‬ه)‪ ،‬وهي منقولة عن نسخة مقروءة على أبي الحسن بن هذيل البلنسي (ت‪،)564‬‬
‫الذي نقل نسخته من نسخة شيخه أبي داود سليمان بن نجاح (ت‪ )496‬تلميذ الداني‪ ،‬إال‬
‫‪3‬‬
‫أنها ال تصلح أن تكون أصالً‪ ،‬ألنها ناقصة بمقدار عشر ورقات»‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أبواب الكتاب‪.‬‬
‫تضمن كتاب (المحكم في علم نقط المصاحف) مقدمة وخسة وثالثين باباً‪ ،‬يتبعها‬
‫ملحق يتضمن ثمانية أبواب‪ .‬والمجموع ثالثة وأربعين بابا‪ :‬وهي‪:‬‬
‫‪ 1‬باب ذكر المصاحف‪ ،‬وكيف كانت عارية من النقط‪ ،‬وخالية من الشكل‪ ،‬ومن نقطها أوال‬
‫من السلف‪ ،‬والسبب في ذلك‪.‬‬
‫‪ 2‬باب ذكر من كره نقط المصاحف من السلف‪.‬‬
‫‪ 3‬باب من ترخص في نقطها‪.‬‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬مقدمة المحكم لداني‪ ،‬تح‪ .‬د‪ .‬عزة حسن ص‪ .25-17‬وينظر‪ :‬المقنع في رسم المصاحف ص‪ .61‬ينظر‪:‬‬
‫معجم مؤلفات الحافظ أبي عمرو الداني(‪444‬ه)‪ ،‬د‪ .‬عبد الهادي حميتو‪ ،‬ص‪ .42‬ينظر‪ :‬كشف الضنون ‪.493/1‬‬
‫وينظر‪ :‬صبح األعشى ج‪ 3‬ص‪ .14-12‬وينظر‪ :‬هدية العارفين ‪ .653/1‬وينظر‪ :‬مفتاح السعادة ‪.83/1‬‬
‫‪ 2‬المحكم في علم نقط المصاحف‪ ،‬ألبي عمرو الداني المتوفي سنة ‪444‬ه‪ ،‬بتحقيق‪ ،‬غانم قدوري الحمد‪ ،‬دار الغوثاني‬
‫للدراسات القرآنية‪ -‬دمشق بيروت‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ 3‬المحكم‪ ،‬تح‪ .‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪ 4‬باب ذكر ما جاء في تعشير المصاحف وتخميسها‪ ،‬ومن كره ذلك‪ ،‬ومن أجازه‪.‬‬
‫‪ 5‬باب ذكر ما جاء رسم فواتح السور‪ ،‬وعدد آيهن‪ ،‬ومن شدد في ذلك‪ ،‬ومن تسهل فيه‪.‬‬
‫‪ 6‬باب جامع القول في النقط‪ ،‬وعلى ما يبني من الوصل والوقف‪ ،‬وما يستعمل له من‬
‫األلوان‪ ،‬وما يكره من جمع قراءات شتى وروايات مختلفة في مصحف واحد‪ ،‬وما يتصل بذلك‬
‫من المعاني اللطيفة والنكت الخفية‪.‬‬
‫‪ 7‬باب ذكر القول في حروف التهجي‪ ،‬وترتيب رسمها في الكتابة‪.‬‬
‫‪ 8‬باب ذكر البيان عن إعجام الحروف ونقطها بسواد‪.‬‬
‫‪ 9‬باب ذكر نقط الحركات المشبعات‪ ،‬ومواضعهن من الحروف‪.‬‬
‫‪ 12‬باب ذكر كيفية نقط ما ال يشبع من الحركات‪ ،‬فيختلس‪ ،‬أو يخفى‪ ،‬أو يشم‪.‬‬
‫‪ 11‬باب ذكر التشديد والسكون وكيفيتهما‪.‬‬
‫‪ 12‬باب ذكر المد‪ ،‬وموضعه في الحروف‪.‬‬
‫‪ 13‬باب ذكر التنوين الالحق األسماء‪ ،‬وكيفية صورته‪ ،‬وموضع جعله‪.‬‬
‫‪ 14‬باب ذكر تراكب التنوين‪ ،‬وتتابعه‪ ،‬وكيفية نقط ما يلقى من الحروف‪.‬‬
‫‪ 15‬باب ذكر حكم النون الساكنة وما بعدها‪ ،‬في حال البيان واإلدغام واإلخفاء‪.‬‬
‫‪ 16‬باب أحكام نقط المظهر من الحروف‪.‬‬
‫‪ 17‬باب ذكر أحكام نقط المدغم‪.‬‬
‫‪ 18‬باب ذكر أحكام نقط ما يخفى من المدغم‪.‬‬
‫‪ 19‬باب ذكر أحكام الصالت أللفات الوصل‪.‬‬
‫‪ 22‬باب ذكر أحكام نقط الهمزة المفردة اللينة‪.‬‬
‫‪ 21‬باب ذكر أحكام الهمزتين اللتين في كلمة‪.‬‬
‫‪ 22‬باب ذكر أحكام الهمزتين اللتين من الكلمتين‪.‬‬
‫‪ 23‬باب ذكر األلف وموضع الهمزة منها‪.‬‬
‫‪ 24‬باب ذكر الياء وموضع الهمزة منها‪.‬‬
‫‪ 25‬باب ذكر الواو وموضع الهمزة منها‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪ 26‬باب ذكر نقط ما اجتمع فيه ألفان‪ ،‬فحذفت إحداهما اختصارا‪.‬‬


‫‪ 27‬باب ذكر نقط ما اجتمع فيه ياءان‪ ،‬فحذفت إحداهما إيجازاً‪.‬‬
‫‪ 28‬باب ذكر نقط ما اجتمع فيه واوان‪ ،‬فحذفت إحداهما تخفيفا‪.‬‬
‫‪ 29‬باب ذكر نقط ما زيدت األلف في رسمه‪.‬‬
‫‪ 32‬باب ذكر نقط ما زيدت الياء في رسمه‪.‬‬
‫‪ 31‬باب ذكر نقط ما زيدت الواو في رسمه‪.‬‬
‫‪ 32‬باب ذكر نقط حروف متفرقة نقصت من هجائها‪.‬‬
‫‪ 33‬باب ذكر نقط ما نقص من هجاؤه‪.‬‬
‫‪ 34‬باب ذكر الدارة التي تجعل على الحروف الزوائد والحروف المخففة واصلها ومعناها‪.‬‬
‫‪ 35‬باب ذكر الالم ألف وأي الطرفين منه هي الهمزة‪.‬‬
‫أبواب الملحق في ذكر مذاهب متقدمي النقط من النحاة‪:‬‬
‫‪ 36‬باب ذكر البيان عن مذاهب متقدمي أهل العربية وتابعيهم من النقاط‪ ،‬وأهل األداء‬
‫في النقط‪.‬‬
‫‪ 37‬باب المقيد من األلفات بنقطتين‪.‬‬
‫‪ 38‬باب الهمز الساكن‪.‬‬
‫‪ 39‬باب الهمز المتحرك‪.‬‬
‫‪ 42‬باب الهمزتين‪.‬‬
‫‪ 41‬باب الواوات وتفسير نقطهن‪.‬‬
‫‪ 42‬باب األلفات وتفسيرهن‪.‬‬
‫‪ 43‬باب الالم ألف‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مخطوطاته وطبعاته‪.‬‬
‫مخطوطاته‪ :‬نذكر منها‪.‬‬
‫­ نسخة مكتبة كلية اللغات والتاريخ بجامعة أنقرة‪ ،‬برقم وهي (‪34‬ب) ضمن مجموعة‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪1‬‬
‫مخطوطات مصطفى جون وعدد أوراقها ‪ 89‬ورقة‪.‬‬
‫وله نسخ محفوظة في الخزانة الحسنية بالرباط‪ :‬وهي‬
‫­ النسخة رقم ‪ /2951‬ضمن مجموع(‪( )7‬من الورقة ‪ 326‬أ إلى ‪ 363‬أ)‪ ،‬بخط‬
‫مغربي وسط بمداد أسود وأحمر‪ .‬لم يرد فيها اسم الناسخ وال تاريخ الفراغ من كتابتها‪.‬‬
‫­ نسخة أخرى رقم ‪ /2111‬مجموع (‪( )1‬من الورقة ‪ 1‬ب إلى ‪ 42‬ب) مكتوبة‬
‫بخط مغربي معتاد دقيق بمداد أسود وأحمر‪ .‬اسم الناسخ‪ :‬محمد بن إبراهيم البوسعيدي‪ .‬تاريخ‬
‫الفراغ من كتابة النسخة‪ :‬ذو الحجة ‪1246‬ه‪.‬‬
‫­ نسخة أخرى رقم ‪ /7994‬مجموع (‪( ،)2‬من الورقة ‪ 65‬ب إلى ‪ 156‬أ)‪ ،‬بخط‬
‫‪2‬‬
‫مغربي حسن بمداد بني وأحمر‪ .‬كتبت عام‪1111‬ه‪.‬‬
‫­ نسخة أخرى رقم (‪ )9/2794‬محفوظة في مكتبة الفاتكان بفيدا‪.‬‬
‫­ نسخة أخرى رقم (‪ )2116‬ضمن مجموع محفوظة في الخزانة العامة بالرباط‪/‬‬
‫مكتبة األوقاف‪.‬‬
‫­ نسخة أخرى رقم (‪ )1/427‬محفوظة في خزانة ابن يوسف العمورية بمراكش‪.‬‬
‫­ نسخة أخرى رقم (‪/477‬ف) بعنوان «المحكم في نقط المصاحف» محفوظة في‬
‫مكتبة شستربيتي‪ ،‬في(‪ )45‬ورقة‪ ،‬ضمن مجموع (‪ )126-82‬كتبت سنة‪797‬ه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وعنها صورة محفوظة في مكتبة جامعة اإلمام بالرياض‪ ،‬رقم (‪/344‬ف)‪.‬‬
‫طبعاته‪ :‬طبع كتاب المحكم عدة طبعات‪ :‬وهي‬
‫­ طبع باستانبول سنة‪1932 :‬م‪ ،‬بوزارة الثقافة واإلرشاد القومي‪ ،‬بالمطبعة الهاشمية‪،‬‬
‫دمشق سورية‪ ،‬سنة‪1397 :‬ه‪1962/‬م‪ ،‬بتحقيق‪ :‬عزة حسن‪ ،‬وطبع مرة أخرى بدار الفكر‪،‬‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬المحكم في علم نقط المصاحف ألبي عمرو الداني‪ ،‬ت‪ .‬غانم قدوري‪.32 ،‬‬
‫‪ 2‬فهارس الخزانة الحسنية بالقصر الملكي بالرباط‪ ،‬الفهرس الوصفي لعلوم القرآن‪ ،‬محمد العربي الخطابي‪ ،‬ط‪-1427(1‬‬
‫‪ ،)1987‬مج السادس ص ‪.147-146‬‬
‫‪ 3‬استدراكات تاريخ التراث العربي‪ ،‬قسم التفسير وعلوم القرآن‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬حكمت بشير ياسين‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬ط‪ 1‬ذو‬
‫القعدة ‪1422‬ه‪ ،‬الرياض ج‪ 2‬ص ‪.442-441‬‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫دمشق سورية‪ ،‬للمحقق نفسه‪ ،‬سنة‪1427 :‬ه‪1986/‬م‪.‬‬


‫­ طبع بدار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬بتحقيق‪ :‬محمد حسن محمد حسن‬
‫إسماعيل‪ ،‬ط‪ 1‬سنة‪1425 :‬ه‪2224/‬م‪ ،‬بعنوان المحكم في نقط المصاحف‪ ،‬وكل هذه‬
‫الطبعات فيها نقص‪.‬‬
‫­ طبعت القطعة الناقصة منه بعنوان‪ :‬أوراق غير منشورة من كتاب المحكم‪ ،‬دراسة‬
‫وتحقيق‪ :‬غانم قدوري الحمد‪ ،‬بدار الغوثاني للدراسات القرآنية‪ ،‬دمشق سورية‪ ،‬ط‪ 1‬سنة‪:‬‬
‫‪1433‬ه ‪2212 /‬م‪ ،‬وطبع كامال بنفس الدار‪ ،‬دمشق بيروت‪ ،‬للمحقق‬
‫‪1‬‬
‫نفسه‪1438،‬ه‪2217/‬م‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬قيمة الكتاب‪.‬‬
‫كتاب «المحكم في نقط المصاحف» يعد سفراً ضخماً‪ ،‬وله قيمة خاصة بين الكتب‬
‫العربية عموما‪ ،‬وبين كتب الداني خصوصا‪ .‬وذلك ألسباب عديدة‪ ،‬نبين منها‪:‬‬
‫السبب األول‪ :‬كتاب المحكم في نقط المصاحف أكبر كتاب ألف في موضوع النقط‬
‫والشكل‪ ،‬وقد جمع فيه كل ما عرف في موضوع النقط إلى زمانه‪.‬‬
‫السبب الثاني‪ :‬أن هذا الكتاب أكبر الكتب التي وصلت إلينا في موضوع النقط‪ ،‬وما‬
‫جاء بعده من كتب في الموضوع على قلتِها‪ ،‬وأن هناك كتابا نادرا في موضوع النقط قد وصل‬
‫إلينا‪ ،‬وهو كتاب «الطراز في شرح ضبط الخراز»‪ 2‬ألبي عبد الله التنسي‪ ،‬ولكنه ال يبلغ مبلغ‬
‫«محكم» أبي عمرو الداني في بيانه وإحكامه‪.‬‬
‫السبب الثالث‪ :‬كتاب المحكم في موضوع النقط والشكل له قيمة عظيمة أمام الدارسين‬
‫والباحثين في مقدار فائدته في دراسة اللغة العربية ونحوها وكتابتها‪.‬‬
‫السبب الرابع‪ :‬استفادة العلماء والباحثين في دراستهم من هذا الكتاب‪ ،‬ويكون عونا‬

‫‪ 1‬رسالة الماستر تخصص تفسير وعلوم القرآن بعنوان‪ :‬موازنة بين كتابي المحكم في نقط المصاحف لإلمام أبي عمرو‬
‫الداني وأصول الضبط لإلمام أبي داود سليمان بن نجاح من إعداد الطالبة محدة نفيسة‪.‬‬
‫‪ 2‬الطراز في شرح ضبط الخراز‪ ،‬لإلمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله التنسي‪( ،‬ت‪899‬ه)‪ ،‬تح‪ .‬د‪ .‬أحمد بن أحمد‬
‫شرشال‪ ،‬فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪1‬‬
‫وذخراً لكل من جاء بعده‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دراسة تحليلية للكتاب‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬منهج المؤلف في كتابه‪.‬‬
‫‪ ­1‬لقد احتوى منهج كتاب «المحكم في نقط المصاحف» لإلمام أبو عمرو عثمان‬
‫بن سعيد الداني في تصميمه العام للكتاب على مقدمة وأبواب‪.‬‬
‫‪ ­2‬وكان الحديث في القسم األول عن حياة المؤلف وذكر أهم تأليفاته‪ ،‬أما القسم‬
‫الثاني فكان الحديث عن كتابه المحكم والقيمة العلمية لهذا الكتاب‪.‬‬
‫‪ ­3‬وجعل مقدمة تمهيدية فاصلة لذكر األبواب‪ ،‬يشير فيها ذكر تبين علله ووجوهه‪ ،‬مع‬
‫ذكر السنن الواردة عن السلف الماضين واألئمة المتقدمين في النقط‪ ،‬ومن ابتدأ به أوال‪ ،‬ومن‬
‫كره منهم‪ ،‬ومن ترخص فيه‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ ­4‬وجعل في كتابه أبواباً وفصوالً ذكر فيها أهم مسائل علم الضبط‪ ،‬فقد افتتح أبو عمرو‬
‫بباب ذكر المصاحف‪ ،‬وكيف كانت عارية من النقط‪ ،‬وخالية من الشكل‪ .‬ثم جعل بين األبواب‬
‫ربط تسلسلي قائم على تدرج الزمني للمواضيع حسب حدوثها‪.‬‬
‫­ بدأ الحديث كيف كانت المصاحف عارية من النقط وخالية من الشكل‪ ،‬ثم من الذي‬
‫ابتدأ بنقط والشكل‪ ،‬وأول ما أحدثوا فيه النقط على الياء والتاء‪.‬‬
‫­ قال أبو عمرو‪« :‬هذا يدل على أن الصحابة وأكابر التابعين‪ ،‬رضوان الله عليهم‪ ،‬هم‬
‫المبتدئون بالنقط ورسم الخموس والعشور»‪.2‬‬
‫­ ثم كان ارتباط الحديث في الباب الثاني عن ذكر من كره نقط المصاحف من السلف‪.‬‬
‫قال عثمان‪« :‬وكان قتادة يكره ذلك»‪ .3‬والجواب في ذلك كان في الباب الثالث وهو ذكر من‬
‫ترخص في نقطها‪.‬‬
‫‪ ­5‬مسائل علم الضبط قام أبو عمرو بترتيبها على أبواب حسب الموضوعات‪.‬‬

‫‪ 1‬ينظر مقدمة المحكم في نقط المصاحف ألبي عمرو الداني‪ ،‬ت‪.‬د‪ .‬عزة حسن‪ ،‬ص ‪.21-22‬‬
‫‪ 2‬المحكم ألبي عمرو عثمان بن سعيد الداني‪ ،‬تحقيق غانم قدوري‪ :‬ص ‪.61-62‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪ ­6‬اعتمد في نقله عن مصحف أهل الحرمين‪ ،‬ومصحف أهل البصرة‪ ،‬ومصحف أهل‬
‫الكوفة‪ ،‬مع ذكر اختالفهم وذكر اتفاقهم‪.‬‬
‫‪ ­7‬استدالله بالرواية مع ذكر السند‪ ،‬وكذلك التدقيق في نقله لرواية‪ .‬وذكر العلل‬
‫والمعاني‪ ،‬وبلوغه في بيان ألفاظ التالوة ونقطها وشكلها وضبطها‪.‬‬
‫‪ ­8‬ذكر مذاهب أئمة القراء فيما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه‪ ،‬ومنهاج النقاطين‪ ،‬وسنن‬
‫النحويين وبيان علله وشرح وجوهه‪ ،‬وإيضاح معانيه‪.‬‬
‫‪ ­9‬استدالله بنقله عن العلماء‪ ،‬واعتماده عن كتبهم المتقدمة كابن مجاهد(‪ )324‬وابن‬
‫األنباري(‪ )327‬وابن المنادي(‪ )334‬وابن أشته(‪)362‬‬
‫‪ ­12‬ذكره لسنن الواردة عن السلف الماضين واألمة المتقدمين في النقط‪ ،‬من ابتدأ‬
‫منهم به أوال ومن كره منهم نقط المصاحف ومن ترخص في ذلك‪.‬‬
‫‪ ­11‬في األبواب الخمسة األولى‪ ،‬أكثر ما ينقل عنهم في سند الرواية‪ ،‬يذكر عن خلف‬
‫ابن ابراهيم‪ ،‬وفارس ابن أحمد‪ ،‬وينقل تارة فيقول حدثنا‪ ،‬وينقل تارة أخرى فيقول أخبرنا‪.‬‬
‫‪ ­12‬احيانا في السند يذكر اسم المؤلف‪ ،‬ويقول حدثنا أو أخبرنا في كتابه‪ ،‬مثال يذكر‬
‫في الباب األول يقول أبو عمرو‪ " :‬أخبرني عبد بن أحمد بن محمد في كتابه"‪.1‬‬
‫ويذكر في باب ذكر القول في حروف التهجي‪ ،‬وترتيب رسمها في الكتابة‪ ،‬يقول‪" :‬‬
‫أخبرنا عبد بن أحمد الهروي في كتابه"‪.2‬‬
‫‪ ­13‬يذكر في السند الرواية حرف (نا) أو الحرفين (ثنا) إختصارا لكلمة حدثنا‪.‬‬
‫‪ ­14‬يتفنن أبو عمرو في األسانيد في كثير من الصور‪ ،‬مثل حدثنا خلف بن إبراهيم ­‬
‫حدثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم ­ نا خلف بن إبراهيم ­ أخبرنا خلف بن إبراهيم بن محمد‬
‫المقرئ‪.‬‬
‫‪ ­15‬كما أنه جعل عدة عناوين في باب واحد ومنه كباب جامع القول في النقط‪،‬‬
‫وعلى ما يبنى من الوصل والوقف‪ ،‬وما يستعمل له من األلوان‪/،‬وما يكره من جمع قراءات شتى‬

‫‪ 1‬المحكم ألبو عمرو الداني‪ ،‬تح‪ .‬غانم قدوري ص ‪.67‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ :‬ص ‪.139‬‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫وروايات مختلفة في مصحف واحد‪ ،‬وما يتصل بذلك من المعاني اللطيفة والنكت الخفية‪.‬‬
‫­ فلذلك بنوا النقط على الوصل دون الوقف‪/.‬وأيضا فإن القارئ قد يقرأ اآلية واألكثر‬
‫في نفس واحد‪ ،‬وال يقطع على شيء من كلمها‪ ،‬فال بد من إعراب ما يصله من ذلك ضرورة‪.‬‬
‫قال أبو عمرو‪« :‬فأما نقط المصاحف بالسواد من الحبر وغيره فال أستجيزه‪ ،‬بل أنهى عنه‪،‬‬
‫وأنكره اقتداء بمن ابتدأ النقط من السلف‪ ،‬واتباعا له في استعماله لذلك صبغا يخالف لون‬
‫‪1‬‬
‫المداد‪ ،‬إذ كان ال يحدث في المرسوم تغييرا وال تخليطا‪ .‬والسواد يحدث ذلك فيه»‪.‬‬
‫قال أبو عمرو‪« :‬وعلى ما استعمله أهل المدينة من هذين‪ /‬اللونين‪ ،‬في المواضع التي‬
‫ذكرناها‪ ،‬عامة نقاط أهل بلدنا قديما وحديثا‪ ،‬من زمان الغاز بن قيس صاحب نافع بن أبي‬
‫‪2‬‬
‫نعيم‪ ،‬رحمه الله‪ ،‬إلى وقتنا هذا‪ ،‬اقتداء بمذاهبهم‪ ،‬واتباعا لسنتهم‪».‬‬
‫قال أبو عمرو‪« :‬وأكره من ذلك‪ ،‬وأقبح منه‪ ،‬ما استعمله ناس من القراء‪ ،‬وجهله من‬
‫النقاط‪ ،‬من جمع قراءات شتى‪ ،‬وحروف مختلفة‪ ،‬في مصحف واحد‪ ،‬وجعلهم لكل قراءة‬
‫وحرف لونا من األلوان المخالفة للسواد‪ ،‬كالحمرة والخضرة والصفرة والالزورد‪ ،‬وتنبيههم على‬
‫‪3‬‬
‫ذلك في أول المصحف‪ ،‬لكي تعرف القراءات‪ ،‬وتميز الحروف‪».‬‬
‫قال أبو عمرو‪« :‬وترك استعمال شكل الشعر‪ ،‬وهو الشكل الذي في الكتب الذي اخترعه‬
‫الخليل‪ ،‬في المصاحف الجامعة من األمهات وغيرها أولى وأحق‪ ،‬اقتداء بمن ابتدأ النقط من‬
‫‪4‬‬
‫التابعين‪ ،‬واتباعا لألئمة السالفين‪».‬‬
‫‪5‬‬
‫قال أبو عمرو‪« :‬جميع ما أورده ابن مجاهد في هذا الباب صحيح بين لطيف حسن‪».‬‬
‫‪ ­16‬ترتيب حروف التهجي عند رسمها في الكتابة‪ ،‬والتي أكثر شبها‪ ،‬فيوجب تقديمها‬
‫أو توسيطها أو تأخيرها‪ ،‬حسب مكانها في النطق‪ .‬مثل الجيم والحاء والخاء‪.‬‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ :‬ص ‪.112-111‬‬


‫‪ 2‬المرجع السابق‪ :‬ص ‪.113‬‬
‫‪ 3‬المحكم‪ ،‬تح‪ .‬غانم قدوري‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ :‬ص ‪.116‬‬
‫‪ 5‬المرجع نفسه‪ :‬ص ‪.119‬‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫­ قال أبو عمرو‪« :‬والذي قاله في ترتيب رسم الحروف قريب حسن‪ .‬وأنا أزيد في شرحه‬
‫وبيانه مالم أجده لسالف‪ ،‬وال رأيته لمتقدم‪ .‬فأقول‪ :‬إنما تقدمت األلف‪ ،‬لتقدمها في أول‬
‫الفاتحة التي هي أم القرآن‪ ،‬ثم وليتها الباء والتاء والثاء‪ ،‬وكونهن على صورة واحدة‪ ،‬وتقدمت‬
‫الباء لتقدمها في التسمية التي يستفتح بها مع التعوذ الذي أوله األلف المتقدمة‪ .‬وألنها أيضا‬
‫تنقط واحدة‪ ،‬والتاء اثنين‪ ،‬والثاء ثالثا‪ ،‬على ترتيب العدد‪ .‬فوجب أن تكون الباء أوال‪ ،‬ثم التاء‪،‬‬
‫ثم الثاء لذلك‪ .‬ثم وليتهن الجيم والحاء والخاء‪ ،‬واتفاق صورتهن‪ ،‬واتصال الجيم بالباء في كلمة‬
‫(أبي جاد)‪ .1‬وتقدمت الجيم الحاء‪ ،‬لتقدمها عليها في ذلك‪ .‬وتقدمت الحاء الخاء لتقدمها‬
‫عليها في المخرج من الحلق‪ .‬ثم وليتهن الدال والذال‪ ،‬وهما على صورة واحدة‪ ،‬وتقدمت الدال‬
‫لتقدمها في حروف (أبي جاد)‪ ،‬وألنها أقرب إلى الجيم من الذال‪ .‬ثم وليتها الراء والزاء‪ ،‬وهما‬
‫على صورة واحدة وتقدمت الراء ألنها غير منقوطة ثم رسم بعدها‪ ،‬السين والشين‪ ،‬وهما على‬
‫صورة واحدة‪ ،‬لمؤاخاة السين الزاي في الصفير وقدمت السين عن الشين ألنها كانت االصل‬
‫غير منقوطة‪ .‬ثم الصاد والضاد‪ ،‬وهما على صورة واحدة‪ ،‬لمشاركة الصاد السين في الصفير‪ .‬ثم‬
‫الطاء والظاء‪ ،‬وهما على صورة واحدة‪ ،‬لمشاركتها الصاد والضاد في اإلطباق واالستعالء‪،‬‬
‫وتقدمت الطاء الظاء كما تقدمت الصاد الضاد ولتقدمها في حروف (أبي جاد)‪ .‬ثم العين‬
‫والغين‪ ،‬وهما على صورة واحدة‪ ،‬وتقدمت العين الغين من طريق المخرج‪ ،‬ثم رسموا الفاء والقاف‬
‫إذ الفاء متصلة بالعين وتقدمت الفاء القاف لتقدمها في حروف (أبي جاد)‪ .‬ثم الكاف‪ ،‬ثم‬
‫الالم‪ ،‬ثم الميم‪ ،‬ثم النون‪ ،‬موافقة لترتيب رسمهن في كلمة (كلمن)‪ .‬ثم الواو‪ ،‬ثم الهاء‪ ،‬ثم الياء‪.‬‬
‫وهن آخر حروف التهجي‪ ،‬وتقدمت الهاء الواو لتقدمها عليها في حروف (أبي جاد)‪ ،‬وتقدمت‬
‫‪2‬‬
‫الواو الياء لتقدم (هوز) على(حطي)»‪.‬‬
‫‪ ­17‬ذكر أبو عمرو وعلل في أنواع الحركات‪ ،‬وهي حركة االختالس‪ ،‬وحركة اإلخفاء‪،3‬‬

‫‪ 1‬أبي جاد‪ :‬والتي هي أصل حروف التهجي‪ .‬ينظر المحكم‪ ،‬تحقيق عزة حسن‪ :‬ص ‪.29‬‬
‫‪ 2‬ينظر المحكم‪ ،‬تح غانم قدوري‪ ،‬ص ‪.137-132‬‬
‫‪ 3‬المخفي‪ :‬المخفي شيئان‪ :‬حرف وحركة‪ ،‬فإخفاء الحرف نقصان صوته‪ ،‬وإخفاء الحركة نقصان تمطيطها‪ .‬ينظر‪ :‬التحديد‬
‫في اإلتقان والتجويد ألبي عمرو الداني ص‪.96‬‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫وحركة اإلشمام‪.1‬‬
‫‪ ­18‬ومن أبرز األبواب التي ذكرها أبو عمرو‪ ،‬الحذف‪ 2‬والزيادة‪ .3‬وبيان ظواهر رسمها‬
‫في المصحف وهي من أكثر ظواهر الرسم تتعلق بحروف المد الثالثة‪ :‬األلف والواو والياء‪.‬‬
‫‪ ­19‬تعليل أبي عمرو كثيرا من الزيادات في الرسم لتفريق بين المشتبهين في الصورة‪.‬‬
‫­ قال الداني‪« :‬وأنهم كانوا يفرقون بين المشتبهين في الصورة بزيادة الحروف‪ ،‬إلحاقهم‬
‫الواو في(عمرو) فرقا بينه وبين(عمر)‪ .‬وإلحاقهم إياها في (أولئك) فرقا بينه وبين (إليك)‪ .‬وفي‬
‫(أولي) فرقا بينه وبين(إلى)‪ ...‬وإلحاقهم األلف في(مائة) فرقا بينه وبين(منه) و(منة) و(مية)‪،‬‬
‫من حيث اشتبهت صورة ذلك كله في الكتابة»‪.4‬‬
‫‪ ­22‬في باب ذكر نقط ما اجتمع فيه ألفان‪ ،‬فحذفت إحداهما اختصارا‪ ،‬وهو احتفاظ‬
‫الكتابة العربية بالصورة القديمة لرسم الكلمات‪ ،‬وبناء الرسم على الوصل أيضا‪.‬‬
‫­ قال الداني‪« :‬وذلك من حيث عاملوا في كثير من الكتابة اللفظ والوصل‪ ،‬دون األصل‬
‫َ‬ ‫ُّ َ ْ ُّ ِ ُّ‬
‫والقطع‪ .‬أال ترى أنهم لذلك حذفوا األلف والياء والواو في نحو قوله‪َ ﴿ :‬ايه َ۬المومنون ﴾ »‬
‫‪5‬‬

‫‪ 1‬اإلشمام‪ :‬فهو ضمك شفتيك بعد سكون الحرف اصال وال يدرك معرفة ذلك االعمى ألنه لرؤية العين ال غير اذ هو‬
‫ايماء العضو الى الحركة‪ .‬وقال االمام الشاطبي‪ :‬واالشمام إطباق الشفاه بعيد ما *** يسكن ال صوت هناك فيحصال‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬التيسير في القراءات السبع لالمام الداني ص ‪ .59‬وينظر الوافي في شرح الشاطبية لعبد الفتاح القاضي ص‬
‫‪ . 145‬وينظر‪ :‬إبراز المعاني من حرز االماني عبد الرحمن بن اسماعيل بن ابراهيم‪ ،‬دار الكتب العلمية ص ‪.321‬‬
‫‪ 2‬الحذف‪ :‬لغة‪ :‬االسقاط‪ ،‬والمقصود به هنا وجود صوت ملفوظ به ليس له مقابل في الرسم‪ ،‬والذي يحذف في المصاحف‬
‫من الحروف الخ مسة‪ :‬حروف المد الثالثة (األلف‪ ،‬والياء‪ ،‬والواو)‪ ،‬والالم‪ ،‬والنون‪ .‬الميسر في علم رسم المصحف‬
‫وضبطه‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬غانم قدوري الحمد‪ ،‬راجعه‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬عبد الهادي حميتو‪ ،‬د‪ .‬أحمد بن أحمد شرشال‪ ،‬ط‪1437(2‬ه‪-‬‬
‫‪2216‬م)‪ ،‬معهد االمام الشاطبي ص ‪.125‬ينظر‪ :‬هجاء مصاحف االنصار للمهدوي ص ‪92-69‬‬
‫‪ 3‬الزيادة‪ :‬يقصد بالزيادة أن يكتب حرف في الرسم من غير أن يكون له مقابل في النطق‪ ،‬في الوصل أو الوقف‪ .‬والذي‬
‫يزاد في رسم المصحف من حروف الهجاء ثالثة‪ :‬األلف والياء والواو‪ .‬الميسر في علم رسم المصحف وضبطه‪ ،‬أ‪ .‬د‪.‬‬
‫غانم قدوري الحمد ص ‪ .131-125‬ينظر‪ :‬هجاء مصاحف االنصار للمهدوي ص ‪.68-63‬‬
‫‪ 4‬المحكم‪ ،‬تح‪ .‬غانم قدوري‪ :‬ص ‪.315‬‬
‫‪ 5‬ينظر‪ :‬غاية المريد في علم التجويد‪ ،‬عطية قابل نصر‪ ،‬ط‪1414(4‬ه‪1994-‬ه)‪ ،‬القاهرة‪ .‬الرياض‪ .‬جدة‪ .‬ص ‪-198‬‬
‫‪.199‬‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪2‬‬
‫ِانسَٰ ُّن ﴾‬ ‫وت َ ُّ‬
‫ِ۬الل ﴾‪[ »1‬النساء ‪ ]145‬و﴿ َو َي ْد ُّع ُ۬ال َ‬ ‫َ‬
‫[النور ‪ ]31‬و﴿ َو َس ْوف ُّي ِ‬
‫[اإلسراء‪ ]11‬وشبه‪ ،‬لما سقطن من اللفظ‪ ،‬لسكونهن وسكون ما بعدهن‪ .‬وبنوا الخط على‬
‫ذلك‪ ،‬فأسقطوهن منه‪ .‬فكما عومل اللفظ في هذه الحروف‪ ،‬وبني الخط عليه فيهن‪ ،‬كذلك‬
‫عومل أيضا فيما تقدم‪ ،‬وبني عليه فيه»‪.3‬‬
‫‪ ­21‬طريقة رسم الكلمات أدت إلى بناء هجاء الكلمات على نوعين مرة بالوصل‪ ،‬ومرة‬
‫أخرى بالقطع‪.‬‬
‫­ قال الداني‪« :‬من حيث عاملوا في كثير من الكتابة اللفظ والوصل دون األصل‬
‫والقطع»‪.‬‬
‫‪ ­22‬أتم أبو عمرو الكتاب بملحق سماه بعنوان‪ ،‬في ذكر مذاهب متقدمي النقط من‬
‫النحاة‪ ،‬ومنهم كالخليل واليزيدي‪ ،‬تضمن الملحق‪ ،‬ثمانية أبواب‪.‬‬
‫‪ ­23‬في هذا الملحق خصص أبو عمرو‪ ،‬الهمز الساكن في باب‪ ،‬والهمز المتحرك في‬
‫باب‪ ،‬والهمزتين في باب‪.‬‬
‫‪ ­24‬كذلك خصص في باب الواوات وتفسير نقطهن‪ ،‬مع العلم انها اثنتا عشرة واوا‪.‬‬
‫لكل واو منهن مع الهمزة والحركات والتنوين حكم وعمل‪.‬‬
‫‪ ­25‬وفي باب خصص األلفات وتفسيرهن‪ ،‬علما أنها خمس عشرة ألفا‪ .‬ولكل ألف‬
‫مع الهمزة والتنوين والمد والقصر حكم اتفقو عليه‪.‬‬
‫‪ ­26‬وآخر باب خصص فيه الالم ألف‪ ،‬واعلم أنهم كانوا ينقطون الالم ألف على اثنى‬
‫عشر وجها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المصادر التي اعتمد عليها‪.‬‬
‫اعتمد اإلمام الداني في كتابه على مصادر متنوعة وعدة ومصنفة على ثالثة أنواع‪ ،‬منها‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬فتح المنان المروي بمورد الظمآن لعبد الواحد بن العاشر‪ ،‬د‪.‬تح‪ .‬الدكتور‪ /‬عبد الكريم بوغزالة‪ .‬دار ابن حفص‪،‬‬
‫المجلد الثاني ص ‪.1252‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬المجلد الثاني ص ‪.1111‬‬
‫‪ 3‬المحكم‪ ،‬تح غانم قدوري‪ :‬ص ‪ .291‬وينظر‪ :‬مختصر التبيين ألبي داود ص ‪.23‬‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫المصاحف‪ ،‬ومنها الروايات التي رواها عن مشايخه‪ ،‬ومنها الكتب التي اعتمد عليها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المصاحف‪.‬‬
‫­ مصاحف أهل األمصار‪ :‬وهي مصحف أهل المدينة‪ ،‬ومصحف أهل الشام‪ ،‬ومصحف‬
‫أهل مكة‪ ،‬ومصحف أهل البصرة‪ ،‬ومصحف أهل الكوفة‪.‬‬
‫­ المصاحف القديمة‪.‬‬
‫­ المصاحف العراقية والشامية‪.‬‬
‫­ مصحف إسماعيل القسط‪ ،‬إمام أهل مكة‪.‬‬
‫­ مصحف ابن عباس‪.‬‬
‫­ مصحف حكم ابن عمران‪.‬‬
‫­ مصحف جامع عتيق‪ ،‬كتبه مغيرة بن مينا‪ .‬في رجب سنة عشر ومائة‪.‬‬
‫­ مصحف عبد الله‪.‬‬
‫­ مصحف أهل الحرمين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الروايات المعتمدة‪ ،‬والتي أخذها عن شيوخه‪.‬‬
‫­ فارس ابن أحمد‪ ­ 1‬محمد بن علي البغدادي ‪ ­2‬محمد بن القاسم األنباري‪­ 3‬‬

‫‪ 1‬ذكره الداني في‪ :‬معرفة القراء‪ .775-774/2 ،‬وذكره في‪ :‬شذرات الذهب‪ .195/5 ،‬وذكره في‪ :‬سير‪ :‬أعالم النبالء‪،‬‬
‫‪ .78-77/18‬وينظر‪ :‬معجم حفاظ القرآن‪ .291-288/2 ،‬وذكره في‪ :‬غاية النهاية‪ .447/1 ،‬وينظر‪ :‬معجم‬
‫شيوخ الداني‪ ،‬عبد الهادي حميتو ص‪.117‬‬
‫‪ 2‬محمد بن علي البغدادي‪ :‬محمد بن علي بن هيثم أبو بكر البغدادي البزاز يعرف بابن علون‪ ،‬مقرئ حاذق مشهور‪،‬‬
‫ولد في محرم سنة‪262‬ه أخذ القراءة عن أبيه عن أبي حمدون عن سليم‪ ،‬روى القراءة عنه علي بن عمر الحامي‪.‬‬
‫توفي يوم االحد لعشر بقين من جمادى األولى سنة ‪352‬ه‪ .‬ينظر‪ :‬غاية النهاية ‪.187/2‬‬
‫محمد بن القاسم األنباري‪ :‬محمد ابن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن‪ ،‬اإلمام العالمة أبو بكر بن األنباري‬ ‫‪3‬‬

‫المقرئ النحوي البغدادي‪ .‬صنف التصانيف‪ ،‬ولد سنة ‪271‬ه‪ ،‬يحفظ ثالثمائة ألف بيت شواهد للقرآن‪ ،‬كان ثقة‬
‫صدوقا‪ .‬توفي ليلة عيد األضحى سنة ‪328‬ه ببغداد‪ .‬ينظر‪ :‬معرفة القراء ‪.559-556 /2‬‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫خلف بن ابراهيم الخاقاني‪ ­ 1‬أحمد بن عمر القاضي‪ ­ 2‬خلف ابن أحمد بن أبي خالد‬
‫القاضي‪ ­ 3‬محمد ابن احمد ابن علي‪ ­ 4‬عبد الملك ابن الحسين‪ ­ 5‬أبو الحسن علي بن‬
‫محمد الربعي‪ ­ 6‬محمد بن علي الكاتب‪ ­ 7‬عبد الرحمن بن عفان‪ ­ 8‬ابراهيم بن الخطاب‬
‫اللمائي‪ ­ 9‬عبد بن أحمد الهروي‪.10‬‬

‫‪1‬‬
‫ذكره الداني في معرفة القراء‪ .775-774/2 ،‬وذكره ايضا في‪ :‬شذرات الذهب‪ .195/5 .‬وذكره في‪ :‬سير أعالم‬
‫النبالء‪.78-77/18 ،‬وذكره في‪ :‬معجم حفاظ القرآن‪ .291-288/2 ،‬وذكره الداني في‪ :‬غاية النهاية‪.447/1 ،‬‬
‫وينظر‪ :‬معجم شيوخ الداني‪ ،‬عبد الهادي حميتو ص‪.64‬‬
‫‪ 2‬أحمد بن عمر القاضي‪ :‬هو أحمد بن محمد بن عمر القاضي‪ .‬ينظر غاية النهاية ‪ .116-115/1‬وذكره الداني في‬
‫سير اعالم النبالء ‪ .78-77/18‬وذكره الداني في غاية النهاية ‪447/1‬‬
‫‪ 3‬خلف ابن أحمد بن أبي خالد القاضي‪ :‬ذكره ابن بشكوال في الصلة باسم جده هشام قال‪ :‬هو خلف بن أحمد بن‬
‫هشام العبدري من أهل سرقسطة وقاضيها يكنى‪ :‬أبا الحزم‪ ،‬وسمع ببلده من حكم إبراهيم المرادي‪ .‬حدث عنه أبو‬
‫عمر المقرئ‪ ،‬وأبو حفص بن كريب‪ .‬ينظر‪ :‬الصلة ابن بشكوال ‪ .263/3‬وينظر‪ :‬معجم شيوخ الداني عبد الهادي‬
‫حميتو ص ‪.68-67‬‬
‫‪ 4‬محمد بن أحمد بن علي‪ :‬هو محمد بن أحمد بن علي بن حسين أبو مسلم الكاتب البغدادي نزيل مصر‪ ،‬ولد سنة‬
‫‪325‬ه وروى القراءات عن أبي بكر بن مجاهد وسمع من ابن االنباري‪ ،‬روى القراءة عنه الحافظ أبو عمرو الداني‪.‬‬
‫مات في ذي القعدة سنة ‪ .399‬ينظر‪ :‬غاية النهاية ‪ .67/2‬وينظر‪ :‬ميزان اإلعتدال ج‪ 3‬ص ‪.461‬‬
‫‪ 5‬عبد الملك بن الحسين‪ :‬عبد الملك بن الحسين أبو محمد البزاز روى القراءة عرضا عن ابن مجاهد‪ ،‬روى القراءة عنه‬
‫عرضا أبو الحسن علي بن محمد الخبازي‪ .‬ينظر‪ :‬غاية النهاية ‪.417/1‬‬
‫‪ 6‬ينظر‪ :‬سير أعالم النبالء‪ .78-77/18 ،‬وينظر‪ :‬معجم شيوخ الداني‪ ،‬عبد الهادي حميتو ص‪.114‬‬
‫‪ 7‬محمد بن علي الكاتب‪ :‬هو محمد بن أحمد بن علي بن الحسين‪ ،‬أبو مسلم البغدادي الكاتب نزيل مصر‪ .‬روى‬
‫القراءات سماعا عن ابن مجاهد‪ ،‬وأبي عيسى محمد بن أحمد بن قطن‪ ،‬قال أبو عمرو الداني‪ :‬كتبنا عنه كثيرا‪ .‬قال‬
‫أبو إسحاق الحبال‪ :‬توفي أبو مسلم في ذي القعدة سنة ‪399‬ه‪ .‬ينظر‪ :‬معرفة القراء ‪.683-682/2‬‬
‫‪ 8‬عبد الرحمن بن عفان‪ :‬هو عبد الرحمن بن عثمان بن عفان أبو المطرف القرشي القرطبي الزاهد روى عن قاسم بن‬
‫أصبغ وأحمد بن ثابت التغلبي وغيرهما‪ ،‬وحدث عنه أبو عمرو المقرئ ومكي المقرئ‪395-334( ،‬ه)‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫معجم شيوخ الداني‪ ،‬عبد الهادي حميتو ‪ .87‬وينظر‪ :‬سير أعالم النبالء‪78-77/18 .‬‬
‫‪ 9‬إبراهيم بن خطاب اللمائي‪ :‬لم اعثر على ترجمة اسمه الكامل المرتب بهذا الذكر‪ ،‬ولكن ذكر عبد الهادي حميتو في‬
‫كتابه (معجم شيوخ الداني) أنه ليس في مشيخة أبو عمرو من يشترك معه في االسم‪ ،‬وبذلك يكون المراد عنده‬
‫بإبراهيم في النص‪ .‬ينظر‪ :‬معجم شيوخ الداني عبد الهادي حميتو ص ‪.48-47-46‬‬
‫‪ 10‬عبد بن أحمد الهروي‪ :‬عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد أبو ذر الهروي المالكي المحدث شيخ الحرم‬
‫المكي وأحد المجاورين به ويعرف بابن السماك(ت ‪434‬ه)‪ .‬ينظر‪ :‬معجم شيوخ الداني‪ ،‬عبد الهادي حميتو ص‪.79‬‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬الكتب التي اعتمد عليها‪.‬‬


‫‪ 2‬كتاب النقط‪ :‬ألبي الحسن أحمد بن جعفر‪ ،‬المعروف بابن المنادي‪ ،‬ت‪336 :‬ه‪.‬‬
‫‪ 1‬كتاب النقط‪ :‬ألبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد البغدادي‪ ،‬ت‪324 :‬ه‪.‬‬
‫‪ 4‬النقط والشكل‪ :‬ألبي بكر محمد بن القاسم بن بشار األنباري‪ ،‬ت‪328 :‬ه‪.‬‬
‫‪ 7‬مصنف في النقط والشكل‪ :‬ألبي حاتم سهل بن محمد السجستاني البصري‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪255‬ه‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مؤاخذات على الكتاب‪.‬‬
‫كتاب المحكم له قيمة جليلة وموسوعة علمية عظيمة‪ ،‬ولم يقتصر أبو عمرو الداني في‬
‫حق الكتاب‪ .‬إال أنه ال يخلو من بعض األخطاء والنقائص والعيوب‪ ،‬وبعد استقرائه يمكن‬
‫استخراج األخطاء والتعقيبات التي في الكتاب‪ :‬وهي‬
‫اتخاذ أبي عمرو الداني للنقط المدور ولم يجعل اختياره لنقط الخليل‪ ،‬كما اعتمد اإلمام‬
‫الداني على عمل أهل المدينة واألندلس‪ ،‬ولم يعتمد على رأي يوافق اإلجماع والقياس كالسكون‬
‫يجعل العالمة جرة فوق الحرف المسكن‪ ،‬سواء همزة أو غيرها من الحروف‪ ،‬ولم يختار عالمة‬
‫تكون أنسب‪ .‬يتخذ مذهبه ويبني أسسه على عمل أهل بلده‪ ،‬فهو ال يخرج على ذلك يقول‬
‫مثال‪ " :‬عمل أهل بلدنا قديما وحديثاً"‪ ،‬يأخذ اإلمام الداني الضبط بالمشافهة‪ ،‬وهو كجعل‬
‫التنوين متتابعاً ويعرى ما بعده من عالمة السكون والباء بعدها من عالمة التشديد‪ ،‬أما أبو داوود‬
‫يجعل ميماً صغيرة بأعالها مكان السكون‪ ،‬تنبيها على أن النون انقلبت في اللفظ‪ .‬كذلك من‬
‫التعقيبات‪ ،‬جعله للهمزة نقط مدورة كنقط اإلعجام في الصورة سواء كانت محققة أو مسهلة‪،‬‬
‫فصارت بهذا االعتبار كالحركات التي ال تفارق الحروف‪ ،‬ثم جعل عالمة الهمزة المسهلة بين‬
‫بين نقطة مدورة تشبيهاً له بالهمزة المحققة‪ ،‬وكذلك ما أبدل حرفاً لبقاء حركة الهمزة فيه فصارت‬
‫كأنها باقية‪ ،‬أما بخالف ما أبدل حرف مد‪ ،‬فإن الهمزة ذهبت فيه وذهبت حركتها والحرف‬
‫الذي جيء به أجنبي‪.‬‬

‫‪ 1‬مجلة بحوث ودراسات العالم اإلسالمي‪ ،‬اإلمام الداني وكتابه المحكم في نقط المصاحف‪ ،‬د‪ .‬عبد الكريم بوغزالة‪ ،‬ص‬
‫‪249‬‬

‫‪11‬‬
‫التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫جعل الحركات المشبعات نقطا مدورة على هيئه واحدة وصورة متفقة‪ ،‬ولم يجعل الفتحة‬
‫ألفا مضجعة والكسرة ياء مردودة والضمة واو صغرى‪ ،‬داللة على ذلك اقتداء منا بفعل من ابتدأ‬
‫النقط من العلماء السلف‪ ،‬وهذا يترك خالف مع موضعه من العلم وال يسعى أحد أتى بعده‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫التحسينات المصحفية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية التحسينات‪.‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬النقط والشكل تعريف وتأليف‪.‬‬
‫التحسينات المصحفية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التحسينات المصحفية‪.‬‬


‫سأذكر في هذا المبحث مطلبين‪ ،‬ويمثل المطلب األول ماهية التحسينات ويشمل ثالثة‬
‫فروع وهي‪ :‬تعريف التحسينات والمصحف لغة واصطالحاً وحكم التحسينات المصحفية‪.‬‬
‫ويشمل المطلب الثاني أربعة فروع وهي‪ :‬تعريف النقط والشكل وسببهما‪ ،‬وأول من بدأ بنقط‬
‫المصاحف‪ ،‬وأهم العلماء الذين ألفوا في النقط‪ ،‬قبل أبي عمرو الداني وبعده‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية التحسينات‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف التحسينات لغة واصطالحا‪.‬‬
‫تعريف التحسينات‪:‬‬
‫لغة‪ :‬قال ابن منظور‪ُ :‬‬
‫الح ْس ُن ضد القبح ونقيضه‪ .‬وحسنت الشيء تحسينا‪ :‬زينته‪،‬‬
‫وأحسنت إليه وبه‪ ،‬وكتاب التحاسين‪ :‬خالف المشق‪ ،‬والتحاسين‪ :‬جمع التحسين‪ ،‬اسم بني‬
‫‪1‬‬
‫على تفعيل‪ ،‬وهو يحسن الشيء أي يعمله‪ ،‬ويستحسن الشيء أي يعده حسنا‪.‬‬
‫تحسين [مفرد]‪ :‬ج تحسينات‪ ،‬القيام بما يحسنه بأساليب معينة‪ -‬مغلق للتحسينات‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫متوقف لفترة‪ .‬تغيير إلى األحسن‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هو اإلدخاالت واإلضافات التي ألحقت بالمصاحف العثمانية من رموز وألوان‬
‫وغيرها من أجل صحة القراءة ودفعاً لاللتباس‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف المصحف لغة واصطالحا‪.‬‬
‫تعريف المصحف‪:‬‬
‫لغة‪ :‬قال الفيروزابادي‪ :‬وأما المصحف فمثلثة الميم‪ .‬فبالضم‪ :‬اسم مفعول من أصحفه إذا‬
‫‪3‬‬
‫جمعه‪ ،‬وبالفتح‪ :‬موضع الص ُحف أي مجمع الصحائف‪ ،‬وبالكسر‪ :‬آلة تجمع الصحف‪.‬‬

‫‪ 1‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬نشر ادب الحوزة‪ ،‬محرم ‪1425‬ه‪ ،‬المجلد الثالث عشر‪ ،‬ص ‪ .117-115-114‬ينظر‪:‬‬
‫مجمع بحار األنوار ‪.379/5‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ :‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬أحمد مختار عمر‪ ،‬ط‪1429(1‬ه‪2228/‬م) القاهرة‪ .‬عالم الكتب‪ ،‬المجلد األول‬
‫ص‪ .498-497‬وينظر‪ :‬مقاييس اللغة الجزء الثاني‪ ،‬ص‪.58-57‬‬
‫‪ 3‬بصائر ذوي التمييز لطائف الكتاب العزيز‪ ،‬الفيروزابادي (ت‪712‬ه) ص‪.86‬‬

‫‪11‬‬
‫التحسينات المصحفية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‬

‫المصحف بكسرها‪ ،‬وهي لغة تميم‪ ،‬وهو لغةً‪ :‬اسم لكل‬ ‫المصحف بضم الميم‪ ،‬ويجوز ِ‬
‫ُ‬
‫مجموعة من الصحف المكتوبة ضمت بين دفتين‪ ،‬قال األزهري‪ :‬وإنما سمي المصحف مصحفا‬
‫‪1‬‬ ‫ألنه أ ِ‬
‫ُصحف‪ ،‬أي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدفتين‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬المصحف وهو اسم للمكتوب فيه كالم الله تعالى بين الدفتين كما في‬
‫‪2‬‬
‫الحديث والمراد به ما يسمى مصحفا عرفا ولو قليال كحزب‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬حكم التحسينات المصحفية‪.‬‬
‫اختلفت الروايات في حكم التحسينات التي في المصاحف‪ ،‬فمنهم من كرهها‪ ،‬ومنهم‬
‫من ترخص فيها‪.‬‬
‫المذهب األول‪:‬‬
‫من كره نقط المصاحف من السلف‪:‬‬
‫وقد وردت الكراهة بنقط المصاحف عن عبد الله بن عمر وقال بذلك جماعة من‬
‫‪4‬‬
‫التابعين‪ ،3‬قال عثمان‪ :‬وكان قتادة يكره ذلك‪.‬‬
‫وقد ورد الكراهة بذلك عن ابن مسعود وعن غيره من علماء األمة»‪ ،5‬قال عبد الله بن‬
‫مسعود‪َ « :‬جرﱢدوا القرآن»‪.6‬‬
‫س‬ ‫ِِ‬
‫ووردت الكراهة عن مغيرة عن إبراهيم أنه كان يقول‪« :‬جردوا الْ ُق ْرآن َوَال تخلطوا به َما لَْي َ‬
‫ِمْنهُ»‪.7‬‬

‫‪ 1‬الموسوعة الفقهية‪ /‬الجزء الثامن والثالثون (المصحف‪ .‬تعريفه واألحكام المتعلقة به)‪.‬‬
‫‪ 2‬حاشية القليوبي على منهاج الطالبين‪ ،‬ط‪1375(3‬ه‪1956-‬م)‪ ،‬مطبعة مصطفى البابي بمصر‪ .‬الجزء األول ص‪.35‬‬
‫ينظر‪ :‬البحر المحيط في اصول الفقه للزركشي ‪.44/1‬‬
‫‪ 3‬كتاب النقط ذيل المقنع ألبي عمرو الداني ص ‪.133‬‬
‫احف من السلف من كتاب المحكم ص ‪.12‬‬ ‫‪ 4‬ينظر‪ :‬في باب ذكر من كره نقط الْمص ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫‪ 5‬ينظر‪ :‬في باب ذكر من نقط المصاحف اوال من التابعين ومن كره ذلك ومن ترخص فيه من العلماء‪ ،‬من كتاب النقط‬
‫ذيل المقنع ألبي عمرو الداني ص ‪.134‬‬
‫‪ 6‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 7‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11-12‬‬

‫‪11‬‬
‫التحسينات المصحفية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‬

‫يدوا فِي‬ ‫َخاف أَن ي ِز ُ‬ ‫ِ‬ ‫وقال أبي رجاء‪« :‬سأَلت محم ًدا عن نقط الْم ِ‬
‫صاحف فَ َق َال إِني أ َ‬‫َ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫الْ ُح ُروف أَو ينقصوا»‪.1‬‬
‫وقد وردت الكراهة عن مالك لما سئل ما أحدث من هجاء فقال‪َ« :‬ال أرى َذلِك َولَ ِكن‬
‫اإلنْ َسان يسألني َعن نقط الْ ُق ْرآن فَأَقُول لَهُ أما‬‫يكْتب على الكتبة األولى قَ َال َمالك وَال َيزال ِْ‬
‫َ‬
‫احف‬ ‫ِ‬
‫احف ما لم يكن فيها وأما الْمص ِ‬ ‫ِ‬
‫احف فَ َال أرى أَن ينقط وَال ي زاد في الْمص ِ‬ ‫ا ِإلمام من الْمص ِ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الصغار التِي يتَ َعلم فِ َيها الصبيان وألواحهم فَ َال أرى بذلك بَأْسا قَ َال عبد الله َوسمعت َمالِ ًكا‬
‫احف التِي يتَ َعلم فِ َيها الغلمان‬ ‫احف فَ َق َال أما ْاألُمهات فَ َال أراه وأما الْمص ِ‬
‫َُ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫وسئِل عن شكل الْمص ِ‬
‫َ َ‬ ‫َُ َ َ‬
‫فَ َال بَأْس»‪.2‬‬
‫المذهب الثاني‪:‬‬
‫من ترخص في نقطها‪:‬‬
‫وقد ورد الترخيص في نقط المصاحف‪ ،‬عن ربيعة بن ابي عبد الرحمن «لما سئل عن‬
‫شكل القرآن في المصحف فقال ال بأس به»‪.3‬‬
‫‪4‬‬
‫ورد أيضاً الترخيص عن ثابت بن معبد قال‪« :‬العجم نور الكتاب»‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫وعن خالد الحذاء قَ َال‪« :‬كنت أمسك على ابْن ِسي ِرين فِي مصحف منقوط»‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫وسف قال‪َ « :‬كا َن ابْن ابي ليلى من انقط الناس لمصحف»‪.‬‬ ‫وعن أَبُو يُ ُ‬
‫كسائي َوُه َو ي ْقَرأ على الناس‬ ‫ِ‬
‫ما ورد عن ابْن ه َشام الْبَ زار قال‪« :‬كنت أحضر بَين يَدي الْ َ‬
‫‪7‬‬
‫بقراءَته َعلَْي ِهم»‪.‬‬
‫وينقطون مصاحفهم َ‬

‫احف من السلف من كتاب المحكم ص ‪.11‬‬ ‫‪ 1‬ينظر‪ :‬في باب ذكر من كره نقط الْمص ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬في باب ذكر من نقط المصاحف اوال من التابعين ومن كره ذلك ومن ترخص فيه من العلماء‪ ،‬من كتاب النقط‬
‫ذيل المقنع البي عمرو الداني ص ‪.133‬‬
‫‪ 4‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر من ترخص فِي نقطها‪ ،‬من كتاب المحكم ص ‪.12‬‬
‫‪ 5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 7‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪11‬‬
‫التحسينات المصحفية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬النقط والشكل تعريف وتأليف‪.‬‬


‫الفرع األول‪ :‬تعريف النقط والشكل لغة واصطالحا‪ ،‬وسببهما‪.‬‬
‫تعريف النقط‪( :‬لغة)‬
‫رف‪ /‬نقط‬
‫ط على‪ :‬يَْن ُقط‪ ،‬نَ ْقطًا‪ ،‬فهو ناقط‪ ،‬والمفعول منقوط‪ • .‬ن َقط الح َ‬
‫ط‪ /‬ن َق َ‬
‫• ن َق َ‬
‫على الحرف‪ :‬وضع عليه نقطة أو أكثر لتمييزه " نقط الزاي لتمييزها عن الراء‪ • ".‬ن َقط الكتاب‪:‬‬
‫ط‪ :‬ينقط‪ ،‬تنقيطًا‪ ،‬فهو منقط‪ ،‬والمفعول منقط‪ • .‬نقط الحروف‪ :‬بالغ في وضع‬
‫شكله‪ • .‬نق َ‬
‫الكتاب‪ :‬نقطَه‪ ،‬شكلَه‬
‫َ‬ ‫نصا‪ :‬رقمه بعالمات الترقيم‪ • .‬نقط‬ ‫الحركات أو النُقط عليها‪ • .‬نقط ًّ‬
‫ط على‪ • .‬نقطة [مفرد]‪ :‬ج نُ ُقطات ونُ ْقطات‬ ‫بالحركات‪ • .‬ن ْقط [مفرد]‪ :‬مصدر ن َق َ‬
‫ط‪ /‬ن َق َ‬
‫‪1‬‬
‫نِقاط ونُ َقط وترسم هكذا (‪.).‬‬
‫النُـ ْقطَة‪ :‬ج نُ َقط ونِقاط‪ -.‬اسم من الن ْقط‪ -.‬عالمة‪ .‬هي قطرة من حبر او نحوه‪ ،‬توضع‬
‫فوق الحروف او تحتها تمييزاً لها عما يشابهها‪ ،‬نحو‪( :‬ب‪ .‬ت‪ .‬ج‪ .‬خ ‪– .)...‬عالمة‪ ،‬هي‬
‫‪2‬‬
‫الج َمل للفصل بينهما‪.‬‬
‫قطرة من حبر او نحوه‪ ،‬تجعل بين ُ‬
‫تعريف النقط اصطالحا‪ :‬النقط معنيان‪.‬‬
‫ط اإلعجام‪ :‬وهو نقط الحروف في ذواتها‪ ،‬للتفريق بين المشتبه منها في‬
‫األول ­ ن ْق ُ‬
‫الرسم‪ ،‬كنقط الباء بنقطة من تحت‪ ،‬ونقط التاء بإثنين من فوق‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫وهذا النوع‪ :‬هو الذي ظل‪ -‬حتى يومنا هذا‪ -‬مستعمال في النقط سواء كان في‬
‫‪3‬‬
‫المصحف‪ ،‬أم في غيره‪ ،‬بهذا المعنى نفسه‪ ،‬وهو من وضع نصر بن عاصم‪ ،‬ويحي بن يعمر‪.‬‬
‫الثاني ­ نقط اإلعراب‪ :‬وهو نقط الحركات‪ ،‬إذ هو نقط الحروف للتفريق بين الحركات‬
‫المختلفة في اللفظ‪ ،‬مثل‪ :‬جعل الفتحة نقطة من فوق الحرف‪ ،‬وجعل الكسرة نقطة من تحت‬

‫‪ 1‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬أحمد محتار عمر‪ ،‬ط‪1429( 1‬ه‪2228-‬م) ص ‪.2272 -2271‬‬
‫‪ 2‬الرائد‪ ،‬جبران مسعود‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬ط‪ 7‬آ ذار‪/‬مارس‪ ،1992‬ص ‪ .818‬وينظر‪ :‬المعجم الجامع‪ ،‬محمد عثمان‬
‫محمد عثمان‪ ،‬إشراف األستاذ الدكتور محمد جواد النوري‪ ،‬حرف النون ص ‪.759-757‬‬
‫‪ 3‬قصة النقط والشكل في المصحف الشريف‪ ،‬الدكتور عبد الحي حسين الفرماوي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مطبعة حسان ­‬
‫القاهرة‪ .‬ص ‪.18‬‬

‫‪11‬‬
‫التحسينات المصحفية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‬

‫‪1‬‬
‫الحرف‪ .‬والضمة نقطة أمام الحرف‪ ،‬يدل على ما يعرض للحرف من حركة أو سكون‪.‬‬
‫وهذا النقط نوعان‪:‬‬
‫أ­ النقط‪ :‬ويقال له النقط المدور‪ ،‬وسمي كذلك‪ ،‬لسكونه على صورة اإلعجام الذي‬
‫يرسم نقطا مدورة‪ .‬وهذا النوع‪ :‬هو الذي استعمله النقاط‪ ،‬وأصحاب القراءات لضبط‬
‫المصاحف‪ ،‬أول األمر‪ ،‬وهو من وضع أبي األسود الدؤلي‪.‬‬
‫ب­ الشكل‪ :‬وهو من نقط اإلعراب‪ ،‬وتختلف صورة شكله‪.‬‬
‫يقول أبو بكر بن مجاهد‪« :‬والشكل والنقط‪ :‬شيء واحد‪ ،‬غير أن الفهم يسرع الشكل‬
‫أقرب مما يسرع إلى النقط‪ ،‬الختالف صورة الشكل‪ ،‬واتفاق صورة النقط‪ ،‬إذا كان النقط كله‬
‫مدورا‪ ،‬والشكل فيه‪ :‬الضم‪ ،‬والكسر‪ ،‬والفتح‪ ،‬والشديد‪ ،‬بعالمات مختلفة وذلك كله مجتمع‬
‫‪2‬‬
‫في النقط»‬
‫تعريف الشكل لغة‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫• ش ْكل [جمع]‪ :‬ش ْكلَة‪ :‬عالمات ورموز توضع فوق الحروف أو تحتها لضبط النطق‪.‬‬
‫تعريف الشكل اصطالحا‪ :‬قال اإلمام التنسي في كتابه(الطراز) فيما نقله عن كتاب‬
‫(منهج الفرقان في علوم القرآن)‪ 4‬قال‪ :‬هو ما يدل على عوارض الحرف من حركة وسكون‪،‬‬
‫وهو ما يميز الحرف من جهة كونه متحركا مع بيان نوع حركته‪ ،‬من ضمة أو فتحة أو كسرة‪ ،‬أو‬
‫‪5‬‬
‫من جهة كونه ساكنا‪ ،‬يزيل إبهامه وإشكاله‪.‬‬
‫قال الداني‪ :‬الشكل‪ ،‬وهو من وضع الخليل بن أحمد‪ ،‬وقد أخذه من أشكال الحروف‪.‬‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬الطراز في شرح ضبط الخراز‪ ،‬أبي عبد الله التنسي (ت‪899 .‬ه) د‪ .‬ت‪ .‬أحمد بن أحمد شرشال‪ .‬المدينة‬
‫المنورة‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ 2‬قصة النقط والشكل في المصحف الشريف‪ ،‬الدكتور عبد الحي الفرماوي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مطبعة حسان‪ .‬القاهرة‬
‫ص ‪.19‬‬
‫‪ 3‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬أحمد مختار عمر‪ ،‬ط‪1429( 1‬ه‪2228/‬م) عالم الكتب‪ ،‬م ج‪ 2‬ص ‪-1227‬‬
‫‪.1228‬‬
‫‪ 4‬منهج الفرقان في علوم القرآن‪ :‬محمد علي سالمة ‪ ،165‬فصل الخطاب‪ :‬د‪ .‬الكومي‪ ،‬د‪ .‬محمد القاسم‪.‬‬
‫‪ 5‬الطراز في شرح ضبط الخراز‪ ،‬لإلمام أبي عبد لله التنسي‪ ،‬د‪ .‬ت‪ .‬الدكتور أحمد بن أحمد شرشال‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫‪11‬‬
‫التحسينات المصحفية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‬

‫وما نقله عن أبي بكر بن مجاهد قال‪« :‬والشكل والنقط شيء واحد‪ .‬غير أن فهم القارئ يسرع‬
‫إلى الشكل أقرب مما يسرع إلى النقط‪ ،‬الختالف صورة الشكل‪ ،‬واتفاق صورة النقط‪ .‬إذ كان‬
‫النقط كله مدورا‪ ،‬والشكل فيه الضم والكسر والفتح‪ ،‬والهمز‪ ،‬والتشديد بعالمات مختلفة‪ .‬وذلك‬
‫كله مجتمع في النقط»‪.1‬‬
‫سبب النقط والشكل‪ :‬مضى الصدر األول من عصر الصحابة – رضي الله عنهم‪-‬‬
‫واللحن ال يالمس عريبتهم‪ ،‬وال يقارب ساحة القرآن على ألسنتهم‪ ،‬ألنهم كانوا عربا ال يلحنون‬
‫والقرآن عربي‪ ،‬والعربية لغتهم بالسليقة والطبع‪ ،‬وال يحتاجون إلى نقط وال إلى شكل‪ ،‬وال إلى‬
‫تفسير‪ ،‬وقد كانوا يعتمدون في قراءة القرآن على حفظه في صدورهم بالتلقي والمشافهة‪ ،‬ال على‬
‫المصاحف‪ ،‬فقد كانوا في منجاة من التحريف‪ ،‬والتصحيف‪ ،‬واللحن‪ .‬ولما اختلط العرب‬
‫باألعاجم‪ ،‬وكثرت الفتوحات‪ ،‬وحصل امتزاج بين هؤالء وأولئك‪ ،‬ظهر اللحن‪ ،‬وفشا على ألسنة‬
‫‪2‬‬
‫العوام من الموالي والمتعربين‪ ،‬ولم ينتج منه سراة الناس ووجوههم‪.‬‬
‫قال الداني‪ :‬والسبب في إحداث النقط وضبط المصاحف به هو فساد ألسنة العرب‪،‬‬
‫ووقوع اللحن في قراءة القرآن‪ ،‬والخوف من تزيد ذلك مع مرور األيام‪ ،‬ومن حدوث التغيير‬
‫والتحريف في نص القرآن‪ .‬قال أبو عمرو الداني في (المحكم)‪« :‬اعلم‪ ،‬أيدك الله بتوفيقه‪ ،‬أن‬
‫الذي دعا السلف‪ ،‬رضي الله عنهم‪ ،‬إلى نقط المصاحف‪ ...‬ما شاهدوه من أهل عصرهم‪ ،‬مع‬
‫قربهم من زمن الفصاحة ومشاهدة أهلها‪ ،‬من فساد ألسنتهم‪ ،‬واختالف ألفاظهم‪ ،‬وتغير طباعهم‪،‬‬
‫ودخول اللحن على كثير من خواص الناس وعوامهم‪ ،‬وما خافوه مع مرور األيام‪ ،‬وتطاول األزمان‪،‬‬
‫من تزيد ذلك‪ ،‬وتضاعفه فيمن يأتي بعد‪ ،‬ممن هو‪ -‬الشك‪ -‬في العلم والفصاحة والفهم والدراية‬
‫من شاهدوه‪ ،‬ممن عرض له الفساد‪ ،‬ودخل عليه اللحن‪ ،‬لكي يرجع إلى نقطها‪ ،‬ويصار إلى‬
‫شكلها‪ ،‬عند دخول الشكوك‪ ،‬وعدم المعرفة‪ ،‬ويتحقق بذلك إعراب الكلم‪ ،‬وتدرك به كيفية‬
‫األلفاظ»‪.3‬‬

‫‪ 1‬المحكم في نقط المصاحف ألبو عمرو الداني‪ ،‬ت‪ .‬عزة حسن‪ ،‬ص ‪.28 -27‬‬
‫‪ 2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 3‬مقدمة المحكم في نقط المصاحف ألبي عمرو الداني‪ .‬ت‪ .‬عزة حسن ص ‪.28‬‬

‫‪11‬‬
‫التحسينات المصحفية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‬

‫وذلك فبعث زياد إلى أبي األسود‪ ،‬فقال‪« :‬يا أبا األسود‪ ،‬إن هذه الحمراء قد كثرت‪،‬‬
‫وأفسدت من ألسن العرب‪ ،‬فلو وضعت شيئا يصلح به الناس كالمهم‪ ،‬ويعربون به كتاب الله‬
‫تعالى»‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أول من بدأ بنقط المصاحف‪.‬‬
‫قال السيوطي‪ :‬وذكر‪ :‬أول من فعل ذلك أبو األسود الدؤلي بأمر عبد الملك بن مروان‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬الحسن البصري ويحيى بن يعمر‪ ،‬وقيل‪ :‬نصر بن عاصم الليثي‪ .‬وأول من وضع الهمز‬
‫‪2‬‬
‫والتشديد والروم واإلشمام الخليل‪.‬‬
‫قال الداني‪ :‬ويبدو أن الصحابة هم الذين بدؤوا بنقط المصاحف‪ .‬وما ورد عن األوزاعي‬
‫قال‪« :‬سمعت قتادة يقول‪ :‬بدؤوا فنقطوا‪ ،‬ثم خمسوا‪ ،‬ثم عشروا»‪ .‬وعقب أبو عمرو الداني‬
‫على ذلك بقوله‪« :‬هذا يدل على أن الصحابة وأكابر التابعين‪ ،‬رضوان الله عليهم‪ ،‬هم المبتدئون‬
‫بالنقط ورسم الخموس والعشور‪ ،‬ألن حكاية قتادة ال تكون إال عنهم‪ ،‬إذ هو من التابعين»‪.‬‬
‫وقد اختلفت اآلراء فيمن ابتدأ بوضع نظام النقط من التابعين‪ ،‬أهو أبو األسود الدؤلي‪،‬‬
‫أم يحي بن يعمر العدواني‪ ،‬أم نصر ابن عاصم الليثي؟ وقد وفق أبو عمرو الداني بين هذه اآلراء‪،‬‬
‫وردها إلى الرأي األول‪ .‬قال‪« :‬يحتمل أن يكون يحيى ونصر أول من نقطاها للناس بالبصرة‪،‬‬
‫وأخذ ذلك من أبي األسود‪ ،‬إذ كان السابق إلى ذلك‪ ،‬والمبتدئ به»‪.‬‬
‫وكانت الطريقة التي وضعها أبو األسود الدؤلي تقوم على نقط حركات اإلعراب والتنوين‬
‫في أواخر الكلم ال غير‪ .‬ثم جاء الخليل بن أحمد بعد ذلك بقرن من الزمان‪ ،‬وابتدع عالمات‬
‫‪3‬‬
‫أخرى‪ ،‬وزادها في هذه الطريقة‪ ،‬مثل عالمات الهمز والتشديد والروم واإلشمام‪.‬‬

‫‪ 1‬رواه أبو عمرو عن محمد بن أحمد بن علي البغدادي عن زياد في باب ذكر الْمص ِ‬
‫احف َوَكيف َكانَت َعا ِرية من النقط‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫وخالية من الشكل َومن نقطها أَوال من السلف َوالسبَب فِي ذَلِك من كتاب المحكم ص ‪.3‬‬
‫‪ 2‬اإلتقان في علوم القرآن للحافظ عبد الرحمن السيوطي(‪849‬ه‪911-‬ه)‪ ،‬دار ابن حزم‪ .‬ط‪1429(1‬ه‪2228-‬م)‬
‫بيروت ص ‪.687‬‬
‫‪ 3‬مقدمة المحكم في نقط المصاحف ألبي عمرو الداني‪ ،‬ت‪ .‬عزة حسن ‪ .‬ص ‪ .31-32‬وينظر‪ :‬كتاب النقط ذيل‬
‫المقنع ألبي عمرو الداني ص ‪133-132‬‬

‫‪11‬‬
‫التحسينات المصحفية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العلماء الذين ألفوا كتبا في النقط قبل أبي عمرو الداني‪.‬‬
‫لقد اهتم الداني في كتابه (المحكم) بذكر أهم العلماء الذين ألفوا كتبا في نقط المصاحف‬
‫قبله وكان عددهم يصل إلى ‪ ،17‬وذكر أنه لم يصل إلينا شيء من األسفار التي ألفها هؤالء‬
‫العلماء‪ .‬ونعرض أسمائهم كاآلتي‪:‬‬
‫‪.1‬أبو األسود الدؤلي (ت ‪69‬ه)‪ .‬ذكر أبو عمرو الداني أنه وضع المختصر المنسوب‬
‫إليه‪.‬‬
‫‪.2‬الخليل بن أحمد (ت ‪172‬ه)‪ .‬ذكر أبو عمرو الداني أنه أول من صنف النقط‪،‬‬
‫ورسمه في كتاب‪ ،‬وذكر علله‪.‬‬
‫‪.3‬أبو محمد يحي بن المبارك اليزيدي (ت ‪222‬ه)‪.‬‬
‫‪.4‬أبو إسحاق إبراهيم بن يحي بن المبارك اليزيدي (ت ‪225‬ه)‪.‬‬
‫‪.5‬أبو عبد الله محمد بن يحي بن المبارك اليزيدي (ت ‪227‬ه)‪.‬‬
‫‪.6‬أبو عبد الرحمن عبد الله بن يحي بن المبارك اليزيدي (ت ‪237‬ه)‪.‬‬
‫‪.7‬أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان الزيادي (ت ‪249‬ه)‪.‬‬
‫‪.8‬أبو عبد الله محمد بن عيسى األصبهاني (ت ‪253‬ه)‪.‬‬
‫‪.9‬أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني (ت ‪255‬ه)‪.‬‬
‫‪.12‬أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري (ت ‪282‬ه)‪.‬‬
‫‪.11‬أبو بكر محمد بن السري بن السراج (ت ‪316‬ه)‪.‬‬
‫‪.12‬أبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد (ت ‪324‬ه)‪.‬‬
‫‪.13‬أبو بكر محمد بن القاسم األنباري (ت ‪327‬ه)‪.‬‬
‫‪.14‬أبو الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي (ت ‪334‬ه)‪.‬‬
‫‪.15‬أبو بكر محمد بن عبد الله بن أشته (ت ‪362‬ه)‪.‬‬
‫‪.16‬أبو الحسن علي بن محمد بن بشر األنطاكي (ت ‪377‬ه)‪.‬‬
‫‪.17‬أبو الحسن علي بن عيسى الرماني (ت ‪384‬ه)‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫التحسينات المصحفية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‬

‫الفرع الرابع‪ :‬العلماء الذين اعتمدوا على المحكم ألبي عمرو الداني (بعده)‪.‬‬
‫فكل من جاء بعده استفاد منه‪ ،‬ومنهم‪:‬‬
‫‪.1‬أصول الضبط وكيفيته على جهة االختصار‪ ،‬اإلمام أبي داود سليمان بن نجاح (المتوفي‬
‫سنة ‪496‬ه)‪.‬‬
‫‪.2‬منظومة(مورد الظمآن) في رسم أحرف القرآن‪ ،‬محمد بن محمد بن إبراهيم الشريشي‬
‫الخراز المتوفي سنة ‪718‬ه‪.‬‬
‫‪.3‬الدرة الجلية في رسم وضبط المصاحف العثمانية‪ ،‬ميمون الفخار المصمودي‪ ،‬توفي‬
‫سنة ‪816‬ه‬
‫‪.4‬الميمونة الفريدة لإلمام أبي عبد الله محمد بن سليمان القيسي‪.‬‬
‫‪.5‬الطراز في شرح ضبط الخراز لإلمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله التنسي‪( ،‬ت‬
‫‪899‬ه)‪.‬‬
‫‪.6‬سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين‪ ،‬علي محمد الضباع‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التحسينات على شكل حروف‪.‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬التحسينات على شكل رموز‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التحسينات على شكل ألوان‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬التحسينات بطريقة اإلخالء من الشكل‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫المبحث الرابع‪ :‬ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو‬


‫الداني‪.‬‬
‫سأذكر في هذا المحبث أهم التحسينات من خالل كتاب المحكم‪ ،‬والذي يشمل أربعة‬
‫مطالب وهي‪ :‬التحسينات على شكل حروف‪ ،‬والتحسينات على شكل رموز‪ ،‬والتحسينات‬
‫على شكل ألوان‪ ،‬والتحسينات بطريقة اإلخالء من الشكل‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التحسينات على شكل حروف‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحركات الثالثة (الفتحة‪ ،‬الضمة‪ ،‬الكسرة)‪.‬‬
‫الفتحة‪ :‬وهي ألف صغيرة توضع مبطوحة (أي مبسوطة وممدودة) من اليمين إلى اليسار‬
‫فوق الحرف المتحرك بها هكذا ﹷ‪ ،‬وقيل أمامه هكذا َ ‪ 1.‬قال التنسي‪« :‬وكان عمل الخليل‬
‫على الوجه التالي‪ :‬جعل الفتحة ألفاً صغيرة‪ ،‬توضع مبطوحة أي مبسوطة وممدودة من من اليمين‬
‫إلى اليسار‪ ،‬وجعلت مبطوحة وصغيرة‪ ،‬ليكون الفرع دون األصل‪ ،‬إذ ال بد لألصل من المزية‬
‫‪2‬‬
‫على الفرع»‪.‬‬
‫والضمة‪ :‬وهي واو صغيرة أيضا توضع فوق الحرف المحرك بها هكذا ﹹ‪ ،‬أو أمامه هكذا‬
‫ُ‪ ،‬أو في نفسه هكذا و ‪ ،‬والمختار األول وعليه العمل‪ 3.‬قال التنسي‪« :‬وكان عمل الخليل‬
‫على الوجه التالي‪ :‬جعل الضمة واواً صغيرة‪ ،‬توضع فوق الحرف المتحرك بها أو أمامه أو‬
‫‪4‬‬
‫وسطه»‪.‬‬
‫والكسرة‪ :‬وهي ياء صغيرة مردودة إلى الخلف هكذا ِ وتوضع تحت الحرف المحرك بها‬
‫‪5‬‬
‫سواء أكان معرقاً أم غير معرق‪ ،‬إال أنه إذا كان معرقاً كالنون فإن الكسرة توضع في أول تعريقه‪.‬‬
‫قال التنسي‪« :‬وكان عمل الخليل على الوجه التالي‪ :‬جعل الكسرة ياء صغيرة‪ ،‬مردودة إلى‬

‫‪ 1‬سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين‪ ،‬علي محمد الضباع‪ ،‬الجزء الثالث ص ‪.168‬‬
‫‪ 2‬الطراز في شرح ضبط الخراز لإلمام التنسي‪ ،‬ص ‪.55/54‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.168‬‬
‫‪ 4‬الطراز لإلمام التنسي‪ ،‬ص ‪55‬‬
‫‪ 5‬سمير الطالبين‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.168‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫خلف‪ ،‬توضع تحت الحرف المتحرك بها‪ ،‬وتجعل صغيرة لئال تشتبه بصورة الياء التي أخذت‬
‫‪1‬‬
‫منها»‪.‬‬
‫وإنما كانت الفتحة توضع مبطوحة لئال تلتبس بأصلها الذي هو األلف‪ ،‬وكانت صغيرة‬
‫لتظهر مزية األصل على فرعه‪ .‬وكانت الضمة واواً صغيرة لئال تلتبس بالواو الصلة‪ .‬وظاهر إطالق‬
‫كثير أن الواو الدالة على الضمة والياء الدالة على الكسرة لهما رأس‪ .‬والذي عليه العمل أن الياء‬
‫يسقط رأسها بالكلية‪ ،‬وتسقط نقطتاها أيضاً وتبقى جرتها فقط‪ .‬وأما الواو فعند المشارقة تبقى‬
‫‪2‬‬
‫بكمالها وعند المغاربة يسقط من رأسها فقط‪ ،‬ويكون شكلها معوجا هكذا (د)‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التنوين والتشديد والسكون‪.‬‬
‫التنوين‪ :‬من جعلها حرفا‬
‫يقول علي محمد الضباع في شرحه للحركات الثالث وما يتبعها من تنوين وغيره‪« :‬ثم إذا‬
‫أتبعت هذه الحركات بتنوين بأن نطق به بعدها زيد عليها مثلها‪ ،‬فيزاد على الفتحة فتحة‪ ،‬وعلى‬
‫الضمة ضمة‪ ،‬وعلى الكسرة كسرة‪ ،‬ألجل بيان أن بعدها في اللفظ نوناً تسمى تنويناً‪ .‬نوع كلمة‬
‫﴿ َر ْح َمةًﹲٍ﴾ فإن عالمتي الحركة والتنوين توضعان فوقه في حالتي النصب والرفع وتحته في حالة‬
‫‪3‬‬
‫الجر‪.‬‬
‫قال المارغني في شرحه للمنضومة‪ :‬إن اتبعت الحركات الثالث تنوينا بأن نطقت به بعدها‬
‫فزد إليها مثلها بأن تزيد إلى الفتحة فتحة أخرى وإلى الضمة ضمة أخرى وإلى الكسرة كسرة‬
‫‪4‬‬
‫أخرى ألجل أن تبين بذلك أن بعد الحركة في اللفظ نونا تسمى تنوينا‪.‬‬
‫وجوه أحكام حركة التنوين عند أهل الضبط‪ :‬ولها وجهان‪.‬‬
‫حكمه التركيب‪ :‬يقول أبو عمرو‪َ « :‬و ْاعلَم أَن ِاال ْسم إِذا لحقه الت ْن ِوين فِي َحال نَصبه ْأو‬
‫همزة َوالْ َهاء والحاء َوالْعين َوالْ َخاء‬ ‫ِ ِ‬
‫خفضه أو َرفعه وأتى بعده حرف من ُح ُروف الْحلق َوهي ستة الْ َ‬

‫‪ 1‬الطراز لإلمام التنسي‪ ،‬ص ‪.55‬‬


‫‪ 2‬سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين‪ ،‬علي محمد الضباع‪ ،‬الجزء الثالث ص ‪.168‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه ج‪ 3‬ص ‪.169‬‬
‫‪ 4‬دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط‪ ،‬إبراهيم بن أحمد المارغني ص ‪245‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ك‬ ‫والغين فَِإن النقطتين من الْ َحَرَكة والتنوين تجعالن َم َع َذلك متراكبتين َواح َدة فَوق أ ْ‬
‫ُخَرى‪َ ،‬و َذل َ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نَ ْحو قَ ْوله ﴿ َول ُّه ْم َعذاب ﴾[البقرة ‪]9‬و ﴿ ج ُّر ٍف ه۪ارٖ ﴾[التوبة‪ ﴿ .]112 /‬ل َعلِي‬
‫َحكِ يم ‪[﴾ 3‬الزخرف‪ ]3/‬و﴿ َسمِيع َعلِيم ‪[﴾ 33‬آل عمران‪َ ﴿ ]34/‬علِيم‬
‫َ ُّ َ ُّ‬ ‫َ‬
‫خبِير ‪[﴾33‬لقمان‪ ]33/‬و﴿ عفوا غفورا ‪[﴾ 33‬النساء‪َ ]43/‬وشبهه»‪ .1‬وبين أبي عمرو‬
‫ذلك في حال النصب والرفع‪ ،‬تكون السفلى منهما هي الحركة ألنها تلي صورة الحرف‪ ،‬والعليا‬
‫آت بعد الحركة‪ ،‬أما في حالة الخفض‪ ،‬العليا هي الحركة‪ ،‬ألنها تلي الحرف‬ ‫هي التنوين ألنه ٍ‬
‫فيه‪ ،‬والسفلى هي التنوين‪.‬‬
‫وتبعه في ذلك أبو داود ثم قال‪« :‬إال أن التنسي والرجراجي قاال‪ :‬ظفي التركيب يحتمل‬
‫أن تكون العليا هي التنوين ويحتمل أن تكون هي السفلى‪ ،‬وتبعهما على ذلك الشيخ الضباع‪،‬‬
‫وغيره من المتأخرين»‪.2‬‬
‫والذي بين سبب وعلة وجه حكم التنوين في حركتيه التركيب‪ ،‬كل من (الشيوخ أبي عمرو‬
‫وأبي داود) في بيانهم في ذلك الوجه أن حروف الحلق لما بعدت مخارجها من مخرج التنوين‪،‬‬
‫كان حكمه أن يبين عندهن في اللفظ وهو اإلظهار‪ ،‬لبعد المسافة‪ ،‬وكان في تركيب التنوين مع‬
‫الحركة إبعاد له عن حروف الحلق خطاً ولفضاً‪ ،‬فجعل في حركتيهما التركيب‪ .‬أي جعلت فوق‬
‫الحركة ليشير بذلك بانقطاعه وانفصاله عنه‪ ،‬كما أنه أبو داود في كالمه عن صورة تركيب التنوين‬
‫بحركتين بحيث أن إحداهما فوق األخرى قال ذلك كان سبباً معقوالً وتوجيهاً حسناً‪.‬‬
‫حكمه التتابع‪ :‬كما أظهر ذلك أبو عمرو في قوله‪َ « :‬وإِن أَتَى بعد ِاال ْسم الْمنون فِي‬
‫األحوال الث َالث من النصب والجر َوالرفْع بَاقِي ُح ُروف المعجم سوى ُح ُروف الْحلق من ُح ُروف‬
‫اح َدة أََمام اخرى‪ ،‬فالمتقدمة‬ ‫اللِسان والشفتين جعلت النقطتان من الْحرَكة والتنوين متتابعتين و ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫مْن ُه َما التي تلي الْ َح ْرف ه َي الْ َحَرَكة والمتأخرة ه َي الت ْن ِوين لما ذَ ْ‬
‫كرنَاهُ‪ .‬وقال ايضا‪:‬‬
‫فَِإن َكا َن الْ َح ْرف ْاآلتِي بعده أحد أ َْربَ َعة أحرف َراء أَو َالم أَو نون أَو ِميم جعل على كل‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر تراكب الت ْن ِوين وتتابعه َوَكْي ِفية نقط َما يلقى من الْ ُحُروف‪ ،‬من كتاب المحكم ص ‪.192-189‬‬
‫‪ 2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫المة الت ْشديد ليدل بذلك على ان الت ْن ِوين مدغم فيه قد َ‬
‫صار َم َعه من أجل االدغام‬ ‫َواحد مْن َها َع َ‬
‫َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫بِمْن ِزلَة حرف و ِ‬
‫ك نَ ْحو قَ ْوله‪ ﴿ :‬غفور رحِيم ‪[﴾33‬آل عمران‪ ]31/‬و﴿‬ ‫احد مشدد َو َذل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُّ‬
‫هدىٗ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ِين ‪[﴾١‬البقرة‪ ]1/‬وﵟ َعلىَٰ هدىٗ ِمن رب ِ ِه ْمﵠ [البقرة‪ ]4/‬و﴿ َعا ِملة‬ ‫لِلْ ُّمتَق َ‬
‫َ‬
‫‪1‬‬
‫اصبَة ‪[﴾ 3‬الغاشية‪َ ]3/‬وشبهه‪.‬‬ ‫ن ِ‬
‫كما أن أبا عمرو بين ذلك أن المتقدمة منهما التي تلي الحرف هي الحركة‪ ،‬والمتأخرة‬
‫هي التنوين‪ ،‬أما أبو داود في وقوله‪« :‬فثبت أن عالمة الحركة في التتابع والتراكيب‪ ،‬وهي التي‬
‫ال تباشر الحرف‪ ،‬وال تليه‪ ،‬بل التي تليه هي الحركة» واتبع في ذلك إال أنه قال‪« :‬إال أنني أرى‬
‫في مصاحف أهل المشرق أنها أبعدت أكثر من بعدها بعد حروف الحلق‪ .‬فتقريب عالمة‬
‫التنوين من الحرف الذي بعدها من غير حروف الحلق‪ ،‬هو الصواب‪ ،‬وهو الذي يؤدي الغرض‪،‬‬
‫وعليه نص أبو عمرو وأبو داود وأبو إسحاق التجيبي والقيسي وميمون الفخار من علماء هذا‬
‫‪2‬‬
‫الشأن‪ ،‬وهو الجاري به العمل في مصاحف المغرب برواية ورش وقالون»‬
‫قال التنسي‪ :‬وأما على ما جاء شاذًا عن نافع‪ ،‬وعن قالون من اإلخفاء‪ ،‬فالحكم اإلتباع‪.‬‬
‫ْ ُّ‬
‫وظاهر كالمه أن الحكم مع ما سوى الحلقي اإلتباع‪ ،‬وإن كان ساكنا‪ ،‬نحو‪َ ﴿ :‬محظورا ‪20‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ‬
‫ُ۟انظ ْر كيْف ﴾ [اإلسراء‪ ﴿ .]21/22‬رحِيما ‪ِ۬ 5‬النبِ ٓے ُّء ﴾ [األحزاب‪ .]6/5‬وال نص فيه‬
‫للقدماء والمحققون من المتأخرين حكموا بالتركيب قياسا على ما تحرك بنقل الحركة‪ ،‬لتحصن‬
‫التنوين في الموضعين بالحركة المبعدة له مما بعده‪ ،‬والداللة على البعد إنما تحصل بالتركيب‪،‬‬
‫واستثنوا من ذلك‪َ ﴿ :‬عاد ٗا َ۬ا َ اُّلول۪ ى ‪ ،﴾ 39‬فحكموا فيه باإلتباع ألنه لم يتحرك فيه التنوين‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ولذلك أدغم‪.‬‬
‫أما إذا كان الحرف اآلتي بعده ياء أو واو قال أبو عمرو فيه وجهان‪ :‬الوجه األول‪ :‬إِن‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر تراكب الت ْن ِوين وتتابعه َوَكْي ِفية نقط َما يلقى من الْ ُحُروف من كتاب المحكم ص‪.191‬‬
‫‪ 2‬أصول الضبط ألبي داود‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ 3‬الطراز في شرح ضبط الخراز‪ ،‬لإلمام التنسي‪ .‬ص ‪.252-249‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫نقط َذلِك على قَِراءَة من أذهب غنة النون والتنوين َم َع اإلدغام الص ِحيح ال ِذي َال ْيبقى للحرف‬
‫المة الت ْش ِديد‪ .‬الوجه الثاني‪َ :‬وإِن نقط ذَلِك على قَِراءَة‬ ‫ِِ‬
‫االول فيه أثر جعل على الْيَاء َوالْ َواو َع َ‬
‫من بَين الغنة َولم يذهبها َرأْسا جعل على الْيَاء َوالْ َواو نقطة َال غير ليفرق بذلك بَين المذهبين‬
‫ون ‪[ ﴾ 32‬الروم‪ .]42/‬و﴿‬ ‫ويدل بِِه على الْ ِقراءت ين وذلِك فِي نحو ق وله ﴿ يَ ْو َمئذ يَ َص َد ُّع َ‬
‫ِ ٖ‬ ‫َ ََ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫يَ ْو َم ِئ ٖذ‬
‫َواهِيَة ‪[ ﴾35‬الحاقة‪َ ]15/‬وشبهه َك َذا‪ .‬أما الوجه الثالث‪ :‬يقول َوإِن َكا َن الْ َح ْرف قافا أَو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دها اَْو يقلب نَ ْحو الْبَاء‬ ‫يرها من بَاقي الْ ُح ُروف التي يخفى الت ْن ِوين عْن َ‬ ‫كافا أَو جيما أَو َشْيئا أَو غَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صوت‬ ‫المة الت ْشديد لعدمه فيه َرأْسا بِظُ ُهور َ‬‫جعل على كل حرف مْن َها نقطة فَ َقط وأعري من َع َ‬
‫النون والتنوين ِعْنده فامتنعا بذلك من الْقلب واالدغام اللذين بهما يتَ َحقق الت ْش ِديد ويتحصل‬
‫ُّ َ‬
‫ين ‪[ ﴾33‬االنمل‪ ]44/‬و﴿ َعلَى ك ِل ش ْےءٖ‬ ‫كَٰفر َ‬ ‫َْ‬
‫ك فِي نَ ْحو قَ ْوله ﴿ ِمن قوٖم ۪ ِِ‬ ‫ِ‬
‫التثقيل َوذَل َ‬
‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ ٗ‬ ‫َ‬
‫ت َع ْد ٍن﴾ [مريم‪]61-62/‬و ﴿غفور‬ ‫قدِير ‪[ ﴾39‬البقرة‪﴿ .]19/‬شْٔيا ‪َ 60‬جن َٰ ِ‬
‫ٗ‬ ‫ٗ‬ ‫ٗ‬ ‫َ ُّ‬
‫شكور ‪[ ﴾30‬فاطر‪ ]32/‬و﴿يَ ْو َم ِئ ٖذ ُّز ْرقا ‪[ ﴾300‬طه‪ ]122/‬و﴿ َسَٰلما َسَٰلما ‪﴾28‬‬
‫ِين ‪﴾30‬‬ ‫[الواقعة ‪ ]28/‬و﴿ ر َجال َص َد ُّقوا ْ ﴾ [األحزاب‪ .]23/‬و﴿قَ ْوما ٗ َطَٰغ َ‬
‫ِ‬
‫‪1‬‬
‫[الصافات‪.]32/‬‬
‫التشديد‪ :‬من جعله حرفاً وله وجهين‪ :‬أحدهما‪ :‬أن تجعل عالمته أبداً شيناً مقطوعة‪،‬‬
‫فوق الحرف‪ ،‬في حال الفتح والنصب‪ ،‬والكسر والجر‪ ،‬والضم والرفع‪ .‬قال أبو داود‪« :‬فإن‬
‫ضبط المصحف بالشكل الذي اخترعه الخليل بن أحمد‪-‬رحمه الله‪ -‬فأستحب أن يجعل‬
‫التشديد على صورة شين»‪ ،2.‬الثاني‪ :‬أن تجعل عالمة التشديد في الفتح والنصب فوق الحرف‬
‫داالً مفتوحة إلى فوق‪ ،‬وفي الكسر والخفض داالً مقلوبة أطرافها إلى أسفل‪ ،‬وفي الضم والرفع‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر تراكب الت ْن ِوين وتتابعه َوَكْي ِفية نقط َما يلقى من الْ ُحُروف من كتاب المحكم ص ‪-192-191‬‬
‫‪.193‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ :‬أصول الضبط ألبي داود‪ ،‬ص ‪53-52-52‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫داالً مقلوباً أيضاً أمام الحرف‪ .‬هكذا (ˇ)(ˆ)‪.1‬‬


‫وذكر أبو داود في وجه ثالث‪ :‬قال ‪« :‬وقد اخترع قوم متأخرون من العراقيين وجهاً ثالثاً‬
‫‪2‬‬

‫في صورة التشديد خارجاً عما اصطلح الناس قديماً عليه‪ ،‬غير جائز عند العلماء المحققين‪ ،‬إذ‬
‫ال وجه له‪ ،‬وذلك أنهم جعلوا الشدة في الحرف المفتوح‪ ،‬والمكسور‪ ،‬والمضموم داالً قائمة‬
‫الطرفين قاعدته تحته أبداً‪ ،‬وطرفاها خارجة أعاله‪ ،‬وأعربوا الحرف بحركته في المكسور‬
‫والمخفوض‪ ،‬والمضموم والمرفوع‪ ،‬والمفتوح والمنصوب‪ ،‬وصورة ذلك هكذا‪.3) ∨ ( :‬‬
‫السكون‪ :‬وذلك اختلف العلماء في ضبطه‪ ،‬األول‪ :‬من جعله رمزا‪ ،‬وعالمته صفرا صغيراً‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬من جعلها حرفاً‪ ،‬على قوله حرف هاء‪ .‬قال الضباع‪ :‬وقال آخرون‪« :‬أصلها هاء واقفة‬
‫هكذا ( ه)‪ ،‬تركت جرتها فصارت هكذا (ﹿ)‪ .‬وقال أيضاً ومنهم من جعلها هاء مشقوقة هكذا‬
‫‪4‬‬
‫(ه)‪ ،‬وهو مذهب بعض النحاة وأقل أهل المدينة»‪.‬‬
‫اختص ب َها الْ َوقْف‬ ‫ث ْ‬ ‫قال أبو عمرو‪َ « :‬ومن أهل الْ َعَربية من يَ ْج َعل عالمته َهاء من َحْي ُ‬
‫ْ‬
‫ك فِي نَ ْحو قَ ْوله ﴿كِ َتَٰبِيَه ‪[ ﴾38‬الحاقة‪.]18/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الذي ي ْلزم ف ِيه تسكين المتحرك َو َذل َ‬
‫َ َ‬ ‫َ َْ‬
‫ث َكانَت‬ ‫و﴿حِسابِيه ‪[ ﴾39‬الحاقة‪ ]19/‬و﴿مالِيه ‪[ ﴾28‬الحاقة‪َ .]28/‬وشبهه َومن َحْي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أَيْضا عْند الن ْح ِويين الْبَص ِريين حرفا غير حاجز َوَال فاصل ككون الساكن َك َذلك َس َواء ال ْشتَر َ‬
‫اكهما‬
‫المة المخفف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫داللَة َعلَْيه‪ .‬وقال‪َ :‬وإن َما اكتفوا في َع َ‬
‫المة لَهُ َو َ‬
‫في الخفة والخفاء فَل َذلك جعلت َع َ‬
‫‪5‬‬
‫حدهما ودلوا بهما على َخ ِفيف وشديد»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫والمشدد بالْ َخاء والشين َو َ‬
‫والثالث‪ :‬ومنهم من جعلها حرف خاء [ومنهم من يجعلها جيماً‪ ،‬بمعنى‪ :‬اجزم‪ ،‬وكالهما‬
‫‪6‬‬
‫حسن‪ ،‬إذ صورتهما واحدة]‪.‬‬

‫‪ 1‬لم أستطيع ضبط هذه العالمة على الحرف‪.‬‬


‫‪ 2‬أصول الضبط ألبي داود‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 3‬لم أستطيع ضبط هذه العالمة على الحرف‪.‬‬
‫‪ 4‬سمير الطالبين‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.183-182‬‬
‫‪ 5‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر الت ْش ِديد والسكون وكيفيتهما من المحكم ت‪ .‬غانم ص ‪.165‬‬
‫‪ 6‬أصول الضبط لإلمام أبو داود‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫يج َعلُو َن عالمته خاء يُِر ُ‬


‫يدو َن‬ ‫َص َحاب ْ‬ ‫قَ َال ابو َع ْمرو‪َ « :‬وأهل الْ َعَربية من ِسيبَ َويْ ٍه‬
‫َو َعامة أ ْ‬
‫‪1‬‬
‫بذلك اول كلمة َخ ِفيف»‪.‬‬
‫ومنهم من جعلها حرف حاء‪ ،‬يقول الضباع‪« :‬ومنهم من قال‪ :‬عالمته هكذا (ح ) توضع‬
‫ْ‬
‫لل﴾ [الفاتحة‪ .]1/‬وهو مذهب الخليل‬ ‫فوق الحرف الساكن بائنة عنه هكذا‪ِ۬﴿ :‬ال َح ْم ُّد ِ ِ‬
‫وأصحابه‪ ،‬وعليه عملنا اآلن‪ .‬قال وقد اختلف في أصلها فقيل‪ :‬من جعلها رأس خاء‪ ،‬مأخوذة‬
‫‪2‬‬
‫من كلمة خف أو خفيف‪ ،‬وقيل‪ :‬من جعلها رأس جيم مأخوذة من كلمة جزم»‪.‬‬
‫وذكر التنسي في كالمه‪ ،‬من العالمات التي أضافها الخليل بالوضع‪ ،‬أن جعل للسكون‬
‫الخفيف‪ :‬رأس حرف (خاء) بال نقط هكذا(ح ) فوق الحرف الساكن الذي يقرعه اللسان‪ ،‬وأراد‬
‫‪3‬‬
‫بذلك الحرف األول من الكلمة(خفيف)‪.‬‬
‫ومنهم من جعلها حرف خاء على اصلها لكنهم أسقطوا رأس الخاء وأبقوا جرتها‪ ،‬وعالمته‬
‫هكذا ﹻ (جرة صغيرة)‪ ،‬ذكر الضباع في شرحه قال‪ ،‬وهو مذهب نقاط األندلس كأنهم أرادوا‬
‫‪4‬‬
‫بها مذهب الخليل‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المطة‪ ،‬والهمزة‪ ،‬والصلة‪ ،‬وميم اإلقالب‪.‬‬
‫المطة‪ :‬تعني بها عند العلماء بالمد‪ ،‬وجعلوا الحروف الثالثة األلف والياء والواو مطة‬
‫بالحمراء‪ .‬وذكر الداني‪ ،‬كذلك ال ينبغي أن يخالف بالمطة في األلف والياء والواو‪ .‬بل تجعل‬
‫من فوقهن أبداً‪ .‬فإن كان محذوفا من ذلك لعلة أو كان حرفاً زائداً صلة لهاء ضمير أو لميم‬
‫جميع ففيه وجهان‪:‬‬
‫ِ ِ‬
‫تج َعل المطة َعلَْيه َوالثَّاني‪ :‬اال يرسم َو ْ‬
‫تج َعل‬ ‫قال أبو عمرو‪« :‬أحدهما‪ :‬ان يرسم بالحمرة َو ْ‬
‫داللَة على حذفه من الر ْسم وثباته فِي الل ْفظ فااللف المحذوفة نَ ْحو ﴿‬ ‫ك المطة فِي َم ْو ِضعه َ‬
‫تِْل َ‬
‫َ‬ ‫َٓ َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫يأيها ﴾ [البقرة‪﴿ .]22/‬‬ ‫ُأوَٰٓل ِئك﴾ [البقرة‪ .]4/‬و﴿ ِ۬ال َمَٰٓل ِئك ِة ﴾ [البقرة‪ .]31/‬و﴿ َٰ‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر الت ْش ِديد والسكون وكيفيتهما من المحكم ت‪ .‬غانم ص ‪.166-165‬‬
‫‪ 2‬سمير الطالبين‪ ،‬ج‪3‬ص ‪.182‬‬
‫‪ 3‬الطراز في شرح ضبط الخراز‪ ،‬لعبد الله التنسي‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ 4‬ينظر‪ :‬المرجع السابق‪.183 ،‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬
‫َ َٓ ُّ َ ٓ‬ ‫ي ْ‬
‫هؤلاء ﴾ [اإلسراء‪َ ]22/‬وَما اشبهه‪َ .‬والْيَاء المحذوفة نَ ْحو‬ ‫ِ‬ ‫ُأولِے ﴾ [المائدة‪ ﴿.]121/‬و َٰ‬ ‫َٓ َٰ‬
‫َ‬ ‫نت ﴾ [الشعراء‪ ﴿.]32/‬بتَ‬ ‫ك َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫﴿ َ۬النَبيٓ‬
‫اويلِه ِٓۦ إِنا ﴾‬‫ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٓ‬
‫ِۦ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫﴿‬ ‫‪.‬‬ ‫]‬‫‪21‬‬ ‫ان‪/‬‬
‫ر‬ ‫عم‬ ‫آل‬ ‫[‬ ‫﴾‬ ‫ِٕۧن‬‫ـ‬‫ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اع ٓۦ إِذا ﴾ [البقرة‪ ﴿.]185/‬ل ِئ َن َاخ ْرت ِن ٓۦ ﴾‬ ‫َ۬الد ِ‬ ‫[يوسف‪َ ]36/‬وَما اشبهه ﴿‬
‫َ ْ ُّ ٓ ْ َ‬ ‫َ‬
‫[اإلسراء‪ ﴿ .]62/‬إِن ت َر ِن﴾ [الكهف‪َ ]38/‬وَما اشبهه َوالْ َواو المحذوفة نَ ْحو ﴿ فأوۥا إِلى‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ُّ ٓ ْ َ ْ ُّ ْ ُّ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫َ۬الك ْه ِف ﴾ [الكهف‪ِ﴿.]16/‬إَون تلوۥا أو تع ِرضوا ﴾ [النساء‪ ﴿.]134/‬ؤُـُسَيِلا‬
‫ُّ ُّ َ ُّ‬
‫‪1‬‬
‫وهك ْم ﴾ [اإلسراء‪.]7/‬‬ ‫وج‬
‫حروف المد المحذوفة في خط المصحف الواقعة بعد الهمزة أو سكون‪ :‬على‬
‫وجهين‪ :‬األول‪ :‬أن يلحق الحرف ألجل أن تجعل عليه عالمة المد‪ .‬سواء كان سبب المد همزاً‬
‫ْ‬ ‫ع ُّؤا ْ﴾‪َ۬ ﴿ ،‬النَبيٓ ِـ َ‬ ‫ُّ َ‬
‫ِٕۧن ﴾‪ ﴿ ،‬ؤُـُسَيِلا ﴾ ‪ .‬أو همزاً منفصالً نحو‪﴿ :‬‬ ‫ِ‬ ‫متصال نحو‪﴿ :‬شف َٓ َٰ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ْ ُّ ُّ ٓ َ ُّ َ ُّ‬ ‫َ۬‬
‫ى أَن ﴾‪ ،‬وكذا و﴿ عليكمۥ أنفسكم ﴾ عند وصل الميم‪ .‬أو كان السبب سكوناً‬ ‫س ٓو ۪أ ٓ‬
‫ال ا‬
‫َ َٓ َ‬
‫ت﴾‪.‬‬ ‫الصَٰف َٰ ِ‬‫نحو‪﴿ :‬و‬
‫‪2‬‬
‫الثاني‪ :‬أن ال يلحق ذلك الحرف المحذوف‪ ،‬ويكتفي بوضع عالمة المد في موضعه‪.‬‬
‫حروف المد المحذوفة في خط المصحف ولم يكن بعدها همز وال سكون‪ :‬كالياء‬
‫َْ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫اتۦ لا تكل ُّم ﴾‪ ،‬و﴿ َعس۪ ىَٰٓ أن يهدِي ِنۦ ﴾‪ .‬وكصلة الهاء في‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الزائدة في نحو‪ ﴿ :‬يَ ْو َم يَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٗ‬ ‫َ َ َ ُّ َ‬
‫ان بِهِۦ بَ ِصيرا ‪ .﴾35‬وكصلة ميم الجمع في نحو‪َ ﴿ :‬و ِمما َر َزق َن َٰ ُّه ْم‬
‫ك َ‬ ‫نحو‪﴿ :‬إِن ربهۥ‬
‫ون ‪ .﴾2‬قال عنها هي مخير فيها‪ :‬بين أن يلحقها من غير وضع عالمة المد عليها‪ ،‬بين‬ ‫ُّينف ُّق َ‬
‫ِ‬
‫أن يتركها ويكتفي بوضع عالمة المد في موضعها‪.‬‬
‫حروف المد الواقعة في فواتح السور‪ :‬قال الضباع‪ :‬فاإلجماع منعقد على أنها ال تلحق‪.‬‬
‫ووضع عالمة المد عليها فلم يرد فيه نص عن المتقدمين‪ .‬أما المتأخرون فمنهم من قال‪ :‬ال‬
‫توضع‪ ،‬ولو كان مفتقرا إلى المط‪ .‬ومنهم من قال‪ :‬توضع‪ ،‬مراعاة للفظ‪ .‬والصحيح األول‪ ،‬وجرى‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر الْ َمد وموضعه فِي الْ ُحُروف من المحكم ت‪ .‬غانم ص ‪.172-169‬‬
‫‪ 2‬سمير الطالبين ج‪ 3‬ص ‪.189‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫‪1‬‬
‫العمل بالثاني‪.‬‬
‫الهمزة‪ :‬ومن العلماء من جعل الهمزة حرف عين صغيرة هكذا‪( :‬ء)‪ .‬وهو مذهب النحاة‬
‫وكتاب األمراء‪ .‬ووجهه على اختبار موضع الهمزة بالعين‪ .‬والذي عليه العمل‪ ،‬وصورتها رأس عين‬
‫‪2‬‬
‫هكذا‪( :‬ء) إن كانت محققة‪.‬‬
‫الصلة‪ :‬هي عالمة وضعها القدماء تدل على الهمزة الساقطة من اللفظ وصال‪ ،‬وخصها‬
‫بعضهم بألف الوصل التي يمكن الوقف على ما قبلها‪ ،‬واختلفوا في كيفيتها‪ :‬األول‪ :‬فمنهم من‬
‫جعلها على شكل حرف‪ ،‬كمذهب أهل األندلس‪ ،‬جعلها جرة صغيرة هكذا (ﹷ)‪ ،‬وجعلوها‬
‫تابعة لحركة ما قبل الوصل في اللفظ‪ .‬فإن كان النطق بما قبلها مفتوحاً وضعت فوق األلف‬
‫َ‬ ‫نحو‪ ﴿ :‬قَ َال َ ُّ‬
‫َ۬الل ﴾ ‪ .‬وإن كان مكسوراً وضعت تحت األلف نحو‪ِ ﴿ :‬م ْن عِن ِد ِ‬
‫ِ۬الل ﴾ ‪.‬‬
‫ْ َ‬ ‫وإن كان مضموما وضعت في وسط األلف نحو‪ ﴿ :‬ن َ ْستَع ُّ‬
‫ِين ‪ُ۪ 3‬اهدِنا ﴾‪ .‬وجعلها بعض‬ ‫ً‬
‫المشارقة حرف دال مقلوبة هكذا (‪ )8‬فوق األلف أيضا‪ .‬ومنهم من جعلها رأس صاد صغيرة‬
‫هكذا (ص )‪ ،‬وعلى هذا جرى عملنا‪ .‬الثاني‪ :‬ومنهم من جعلها دارة هكذا (ە)‪ ،‬واستحسنها‬
‫‪3‬‬
‫الداني‪ ،‬وأن تكون فوق األلف مطلقاً‪.‬‬
‫ميم اإلقالب‪ :‬عرف السيوطي اإلقالب‪ ،‬قال‪ " :‬بأنه يكون عند حرف واحد‪ ،‬وهو الباء"‪:‬‬
‫ُّ ُّ ۢ ُّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ۢ‬
‫﴿ أۢنبِْٔيهم﴾ [البقرة‪ِ ﴿ .]32/‬من بع ِد﴾ [البقرة‪ ﴿ .]227/‬صم بكم﴾ [البقرة‪]17/‬‬
‫‪4‬‬
‫بقلب النون والتنوين عند الباء ميما خاصة‪ .‬فتخفى بغنة‪.‬‬
‫حكم النون ساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء‪:‬‬
‫يقول أبو عمرو عن حكم النون الساكنة وما بعدها‪َ « :‬وَك َذا حكم النون إِذا ِلقيت الْبَاء‬
‫مخرج نَ ْحو قَ ْوله‪﴿ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقلبت ميما في الل ْفظ لمؤاخاة الْميم النون في الغنة وقربها من الْبَاء في الْ ْ‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬سمير الطالبين ‪ ،2‬ج‪3‬ص ‪.191-192-189‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.196‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪ 4‬اإلتقان في علوم القرآن‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬ص ‪.182‬‬

‫‪10‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫َ َ َ َ ْ‬ ‫َ ۢ ُّ َ‬ ‫ِم ۢن بَ ْ‬
‫ورك ﴾[النمل‪ ]8/‬و﴿ فاۢنبجست ﴾[األعراف‪]162/‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫﴿‬‫]‬‫‪26‬‬ ‫‪/‬‬ ‫[البقرة‬ ‫﴾‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ع‬
‫المة الت ْش ِديد َوإِن جعل على‬
‫دها من َع َ‬
‫المة الس ُكون وتعرى الْبَاء ْبع َ‬
‫َوشبهه أَن تعرى النون من َع َ‬
‫فظها َكا َن حسنا غير ان االول ُه َو‬ ‫ِ‬
‫حمرة ليدل بذلك على انقالبها الى لَ َ‬ ‫النون ميم صغري الْ َ‬
‫‪1‬‬
‫اختَار َوبِه اقول»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الذي ْ‬
‫حكم التنوين إذ جاء بعده الباء‪:‬‬
‫ألهل الضبط وجهان‪ :‬أحدهما‪ :‬أن تجعل عالمتي الحركة والتنوين متتابعتين بال تغيير كما‬
‫ِيمۢ ب ِ َما ﴾ [يوسف‪ ]19/‬وثانيها‪ :‬أنك تعوض من‬ ‫تجعالن مع الباء وغيرهما هكذا ﴿ َعل ُّ‬

‫عالمة التنوين ميماً صغيرة ألن التنوين عند الباء يقلب ميماً في القراءة فيكون تصويره ميماً في‬
‫ِيمۢ ب ِ َما ﴾‪[ .‬يوسف‪ ]19/‬وهذان الوجهان على التخيير‪،‬‬ ‫الضبط مشعرا بذلك هكذا ﴿ َعل ُّ‬
‫ً‬
‫وعلى األول اقتصر الداني في المحكم‪ ،‬وذكر أبو داود الوجهين لكنه اختار الثاني‪ ،‬وبه جرى‬
‫عملنا‪ ،‬وجرى بعض المشارقة على األول ولكنه زاد الميم على الباء إشارة إلى اإلقالب وهو‬
‫ضعيف وال يوضع على هذه الميم الدالة على اإلقالب عالمة السكون ألنها بمنزلة الحركة الدالة‬
‫‪2‬‬
‫على التنوين‪ ،‬فكما أن السكون ال يجعل على الحركة ال يجعل على ما تنزل منزلته‪.‬‬

‫دها فِي َحال الْبَ يَان واإلدغام واإلخفاء‪ ،‬ص ‪.199‬‬


‫ينظر‪ :‬في بَاب ذكر حكم النون الساكنة َوَما ْبع َ‬
‫‪1‬‬

‫‪ 2‬سمير الطالبين‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.175‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التحسينات على شكل رموز‪.‬‬


‫الفرع األول‪ :‬االختالس‪ ،‬اإلشمام‪ ،‬اإلمالة‪.‬‬
‫المختلس‪ :‬هو ما قرئ باالختالس‪ ،‬وهو عند القراء عبارة عن اإلسراع بالحركة إسراعاً‬
‫يحكم به السامع أن الحركة قد ذهبت‪ ،‬وهي كاملة في الوزن‪ ،‬وقيل‪ :‬هو النطق بثلثي الحركة‪،‬‬
‫ََ‬ ‫َ ُّ ُّ ْ‬ ‫َ‬
‫ويرادفه اإلخفاء‪ ،‬وقرئ به في ﴿ نِعِما﴾ [النساء‪ ،]57/‬و﴿ تعدوا﴾ [النحل‪ ]18/‬و﴿ أمن‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ُّ ْ َ َ‬ ‫َ ََ ِ ٓ‬
‫لا يهدے ﴾ [يونس‪ ]35/‬و﴿ وهم يخ ِصمون ‪[ ﴾ 38‬يس‪ ]48/‬تنبيهاً على أن أصل‬
‫‪1‬‬
‫حركتها السكون‪.‬‬
‫قَ َال أَبُو َع ْمرو‪َ « :‬وَه َذا ِعْند أهل النقط فِي الْ ُم ْختَلف فِ ِيه من الحركات َخاصة دون الْ ُمتفق‬
‫َعلَْي ِه ِمْن ُهن‬
‫ََ َ ََ ِ ٓ‬
‫فَأَما الفتحة المختلسة فِي م ْذهبه فَِفي الْ َهاء َوالْ َخاء من قَ ْوله ﴿ أمن لا يهدے ﴾‬
‫َ ُّ ْ َ َ‬
‫خ ِص ُّم َ‬
‫ون ‪[ ﴾ 38‬يس‪ ]48/‬واما الكسرة المختلسة فَ ِفي قَ ْوله تَ َعالَى‬ ‫[يُونُس‪]35/‬و ﴿ وهم ي‬
‫َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ك ْم ﴾ [البقرة‪ ]53/‬و﴿بَ‬ ‫ُّ‬ ‫﴿ إِلَىَٰ بَ‬
‫ار ِئك ْم﴾ [البقرة‪َ ]53/‬وفِي قَ ْوله ﴿ أ ِرنا ﴾[‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬
‫ِِ‬‫ار‬
‫َ‬
‫ث َوقعا َوأما الضمة المختلسة فَِفي نَ ْحو قَ ْوله‪:‬‬ ‫فصلت‪ ]28/‬و﴿أ ِرنِے﴾ [البقرة‪َ ]259/‬حْي ُ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫ُّ ُّ‬ ‫ُّ ُّ‬
‫﴿يَام ُّرك ُّم ٓۥ ﴾ [البقرة‪.]66/‬و﴿يَام ُّرهم﴾ [األعراف‪َ ﴿ .]157/‬و َما يشع ُِّرك ُّم ٓۥ﴾‬
‫ُّ ُّ‬
‫[األنعام‪ ]112/‬و﴿يَنص ُّركم﴾ [الملك‪.]21/‬‬
‫ُّ‬
‫َوأما الْ َحَرَكة المشبعة فِي م ْذهبه فَِفي َما عدا َه ُؤَال ِء الْ َكلم نَ ْحو قَ ْوله‪ُّ ﴿ :‬يبَ ِش ُّره ْم ﴾‬
‫ُّ‬ ‫َ ْ ُّ‬
‫﴿لايَح ُّزن ُّه ُّم﴾[األنبياء‪َ ﴿،]122/‬و ُّي َحذ ُِّرك ُّم﴾[آل‬ ‫[التوبة‪]21/‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّ َ‬
‫عمران‪﴿]28/‬يسي ِ ُّرك ْم ﴾ [يونس‪َ ]22/‬وَما أشبه ِمما تتوالى فِ ِيه الحركات‪ 2.‬وكان قد اتبع‬
‫ذلك أبو داود‪.‬‬
‫أما التنسي فقد اختصر ذلك في قوله‪« :‬وأما االختالس فتوضع فوق الحرف‪ ،‬إن كان‬

‫‪ 1‬سمير الطالبين‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.179‬‬


‫‪ 2‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر َكْيفية نقط َما َال ي ْشبع من الحركات فيختلس اَْو يخفى اَْو يشم‪ ،‬من كتاب المحكم ‪.157-156‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫َ‬ ‫َ ُّ ُّ ْ‬
‫‪1‬‬
‫مفتوحاً كنحو‪ ﴿ :‬تعدوا ﴾‪ ،‬وتحته إن كان مكسوراًكنحو‪ ﴿ :‬نِعِما ﴾»‪.‬‬
‫اإلشمام‪ :‬والمشم هو ما قرئ باإلشمام‪ ،‬والمراء به هنا النطق بحركة تامة مركبة من حركتين‬
‫ضمة وكسرة إفرازاً ال شيوعاً‪ ،‬وجزء الضمة مقدم وهو األقل ويليه جزء الكسر‪ ،‬وهو األكثر‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هو النطق بحركة تامة ممتزجة من ضمة وكسرة شيوعاً‪ .‬واألصح األول‪ :‬وقرئ به في ﴿‬
‫َ‬
‫‪2‬‬
‫قِيل ﴾ [البقرة‪.]12/‬وأخواتها تنبيهاً على أن أصلها الضم‪.‬‬
‫َ‬
‫ٓے۬سء ﴾[هود‪ ]76/‬و﴿‬ ‫قَ َال أبو َع ْمرو‪« :‬فَأَما الْ َحَرَكة المشمة فِي نَ ْحو قَ ْوله‪﴿ :‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫يق﴾‬‫ِيض﴾[هود‪]44/‬و﴿وسِ َ‬ ‫س ٓيت﴾ [الملك‪]28/‬و﴿قِيل﴾[البقرة‪ ]12/‬و﴿ وغ‬
‫َ‬
‫[الزمر‪ ]68/‬و﴿ َوحِيل ﴾[سبأ‪ ]54/‬و﴿ َو ِج ٓے َء ﴾[الزمر‪ ]66/‬فحقيقتها ان ينحى بكسره‬
‫اوائل َه ِذه االفعال نَ ْحو الضمة يَ ِسيرا ليدل بذلك على أَن الضم الْ َخالِص اصلها‪ ،‬فَِإذا نقطت‬
‫السين َوالْ َقاف والغين والحاء َوالْ ِجيم‬
‫ه ِذه الْحروف على قِراءة من أَشم اولها الضم جعل امام ِ‬
‫ََ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬
‫‪3‬‬
‫نقطة بالحمراء ليدل بذلك على إشمامها»‪.‬‬
‫َ‬
‫قال التنسي‪« :‬والمراد باإلشمام هنا هو إشمام الكسرة الضم‪ ،‬كما في نحو﴿قِيل﴾‬
‫َ‬
‫ٓے۬سء ﴾ والشكل الدال عليه نقط مدور كنقط اإلعجام عند من ضبطه‬ ‫َ‬ ‫و﴿ َوغِيض ﴾ و﴿‬
‫‪4‬‬
‫أمام الحرف هكذا‪ ﴿ :‬ق •يل ﴾‪.‬‬
‫اإلمالة‪ :‬أن ينحو بالفتحة نحو الكسرة‪ ،‬وباأللف نحو الياء كثيراً‪ ،‬وهو المحض‪ .‬ويقال‬
‫له أيضاً‪ :‬اإلضجاع والبطح والكسر قليال‪ ،‬وهو بين اللفظين‪ .‬ويقال له أيضاً‪ :‬التقليل والتلطيف‪،‬‬
‫وبين بين‪ .‬فهي قسمان‪ :‬شديدة ومتوسطة‪ ،‬وكالهما جائز في القراءة‪ ،‬والشديدة يتجنب معها‬

‫‪ 1‬الطراز في شرح ضبط الخراز لإلمام التنسي ص ‪.59‬‬


‫‪ 2‬سمير الطالبين‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.179‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر َكْيفية نقط َما َال ي ْشبع من الحركات فيختلس اَْو يخفى اَْو يشم‪ ،‬من كتاب المحكم ص ‪-159‬‬
‫‪.162‬‬
‫‪ 4‬الطراز في شرح ضبط الخراز لإلمام التنسي‪ .‬ص ‪.59‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫‪1‬‬
‫القلب الخالص‪ ،‬واإلشباع البالغ فيه‪ ،‬والمتوسطة بين الفتح المتوسط واإلمالة الشديدة‪.‬‬
‫والممال‪ :‬هو ما قرئ باإلمالة‪ ،‬وهي ضد الفتح‪ .‬وتنقسم عند القراء إلى قسمين‪ :‬محضة‬
‫وغير محضة‪ .‬فالمحضة‪ :‬هي تقريب الفتحة من الكسرة واأللف من الياء من غير قلب خالص‬
‫وال إشباع مبالغ فيه‪ .‬وتسمى باإلمالة الكبرى وباإلضجاع‪.‬‬
‫وغير المحضة‪ :‬هي ما بين الفتح واإلمالة المحضة‪ ،‬ولذا يقال لها‪ :‬بين‪ .‬بين اللفظين‬
‫‪2‬‬
‫وتسمى باإلمالة الصغرى وبالتقليل‪.‬‬
‫ار ﴾[البقرة‪]23/‬‬ ‫يقول أبو عمرو الداني‪« :‬وأما الفتحة الممالة فِي نحو ق وله‪ُ۬ ﴿ :‬النَ َ‬
‫َ ْ َْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫و﴿ُ۬النَ َه َ‬
‫ين ‪[﴾ 38‬البقرة‪ ]19/‬و﴿ َوالنص َٰ ۪رىَٰ﴾‬ ‫كَٰفر َ‬
‫ِ ِ‬ ‫۪‬ ‫ال‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫﴿‬ ‫و‬ ‫]‬‫‪27‬‬ ‫ان‪/‬‬‫ر‬ ‫عم‬ ‫[آل‬ ‫﴾‬ ‫ار‬
‫ُأسَٰ ۪رىَٰ ﴾[البقرة‪َ ]84/‬وَما أشبه َذلِك ِمما تمال فَتحته لكسرة تَلِ َيها أَو ْاأللف‬ ‫[البقرة‪ ]61/‬و﴿ َ‬

‫دها لكسرة أَو يَاء فَِإنهُ إِن نقطت َه ِذه الفتحة جعلت نقطة تَحت الْ َح ْرف ال ِذي ِه َي‬ ‫تمال ْبع َ‬
‫ث قربت باالمالة ِمْن َها فَل َذلِك جرت فِي النقط‬ ‫ك من َحْي ُ‬
‫ِ‬
‫تج َعل الكسرة َس َواء َو َذل َ‬ ‫ِ‬
‫َعلَْيه َك َما ْ‬
‫‪3‬‬
‫مجر َاها»‪.‬‬‫ْ‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التنوين والتشديد والسكون‪.‬‬
‫التنوين‪ :‬قال أبو عمرو‪ْ « :‬اعلَم ان الت ْن ِوين حرف من الْ ُح ُروف َوُه َو َساكن فِي الْخل َقة‪،‬‬
‫اهما الْ َحَرَكة َوالثانيِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَإن َكا َن اال ْسم الذي يَقع آخَرة مجرورا جعل تَحت الْ َح ْرف نقطتان إ ْح َد َ‬
‫عالمته َو َس َواء َكا َن الْ َح ْرف مخففا اَْو مشددا َوإِن َكا َن َم ْرفُوعا جعل أ ََمام الْ َح ْرف نقطتان أَيْضا‬
‫تج َعل فِ ِيه النقطتان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صوبًا فَ َك َذلك أَيْضا إِال أَن اهل النقط ُم ْختَل ُفو َن في الْموضع الذي ْ‬
‫َوإِن َكا َن َمْن ُ‬
‫يما بعد إِن َشاءَ الله فالمجرور نَ ْحو‬ ‫وسنذكر َذلِك مشروحا ونبين وجه الصواب من اخ َتال ِ‬
‫فهم ف َ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِيم ‪[ ﴾ 30‬األحقاف‪]32 :‬‬ ‫اب َال ٖ‬
‫ِيم ‪[ ﴾ 57‬يس‪ ]57 :‬و﴿ عذ ٍ‬ ‫ب رح ٖ‬ ‫قَ ْوله ﴿ ِمن ر ٖ‬

‫‪ 1‬اإلتقان في علوم القرآن‪ ،‬جالل الدين عبد الرحمان السيوطي‪ ،‬دار بن الحزم‪ ،‬ط‪1429(1‬ه‪ )2228-‬ص ‪.171‬‬
‫‪ 2‬سمير الطالبين‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.179‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر َكْيفية نقط َما َال ي ْشبع من الحركات فيختلس اَْو يخفى اَْو يشم من كتاب المحكم‪ ،‬ص ‪-162‬‬
‫‪.161‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫ُّ ُّ ْ‬
‫‪1‬‬
‫َوشبهه َوالْ َم ْرفُوع نَ ْحو قَ ْوله ﴿ صمۢ ُّبكم﴾ [البقرة‪َ ]17 :‬وَما أشبهه»‪.‬‬
‫أما عبد الله التنسي قال‪« :‬ومما تابع خليل فيه أبا األسود عالمة التنوين‪ :‬فجعل أبو‬
‫‪2‬‬
‫األسود عالمة التنوين نقطتين‪ ،‬أي من عالمة الحركة نفسها»‪.‬‬
‫التشديد‪ :‬يصير رمزا بنزع الجرة والنقاط‪ .‬وقيل ذلك‪ ،‬إن كان في أول الكلمة أو وسطها‬
‫اكتفي فيه بالشد فقط‪ .‬قال الداني‪ :‬وهو حسن‪.‬‬
‫وقالت طائفة‪ :‬عالمة التشديد ضبط الحرف المشدد مع إهمال ما عداه‪ .‬واختلفوا في‬
‫‪3‬‬
‫تعيين هذا الضبط بين قائل بكونه نقطاً مدوراً‪ ،‬وقائل بكونه الشكل المأخوذ من الحرف‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪" :‬إال أن بعض النقاط يترك إعراب الحرف‪ ،‬لداللة عالمة التشديد على‬
‫اإلعراب‪ ،‬وهذا هو الذي أختار في هذا الوجه‪ ،‬وبه أنقط‪ ،‬أعني أن يكون التشديد خالياً من‬
‫‪4‬‬
‫الحركة‪.‬‬
‫السكون‪ :‬اختلف علماء الضبط في عالمة السكون فمنهم من جعلها رمزاً‪ .‬أن تكون‬
‫عالمة السكون صفرا صغيرا‪ .‬أو عالمته دارة صغيرة‪ ،‬كما رواه أبو عمرو عن أحمد بن محفوظ‬
‫قالون قال‪« :‬أن في مصاحف أهل المدينة ما كان من حرف مخفف دارة حمرة وإن كان حرفا‬
‫‪5‬‬
‫مسكنا فكذلك أيضا»‪.‬‬
‫وذكر أبو داود في شرحه الختالف عالمة السكون قال‪« :‬وأما كيفية السكون‪ ،‬األول‪:‬‬
‫أن يكون عالمة السكون صفراً صغيراً‪ ،‬مثل الذي يجعل أهل الحساب على العدد المعدوم‪ ،‬في‬
‫‪6‬‬
‫حساب الغبار‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ومنهم من جعل الرمز لهذا الصفر على قول حرف هاء‪ .‬والثالث‪ :‬من جعل الرمز‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬في باب ذكر الت ْن ِوين الال ِحق االسماء وَكي ِفية صورته ومو ِ‬
‫ضع جعله‪ ،‬من المحكم ت‪ .‬غانم ص‪-173-172‬‬ ‫ََْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫‪.174‬‬
‫‪ 2‬الطراز في شرح ضبط الخراز لإلمام التنسي‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ 3‬سمير الطالبين‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫‪ 4‬ينظر‪ :‬أصول الضبط أبو داود ص ‪.53-52‬‬
‫‪ 5‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر الت ْش ِديد والسكون وكيفيتهما‪ .‬من كتاب المحكم ت‪ .‬غانم قدوري ص ‪.165‬‬
‫‪ 6‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫لهذا الصفر على قول حرف خاء ومنهم من يجعلها جيما‪ .‬والرابع‪ :‬ومنهم من جعل هذا الصفر‬
‫جرة فوق الحرف المسكن‪ ،‬قال أبو عمرو‪« :‬فَأَما الس ُكون فعامة أهل بلدنا قَ ِديما وحديثا‬
‫يرها من َسائِر ُح ُروف المعجم‬
‫همزة اَْو َغ َ‬
‫يج َعلُو َن عالمته جرة ْفَوق الْ َح ْرف الْمسكن َس َواء كانه َ‬
‫ْ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نَ ْحو قَ ْوله ﴿ِا ْن يشأ ﴾ [النساء‪ ]132/‬و﴿ َو َهي ِے ﴾ [الكهف‪ ]12/‬و﴿ تسؤك ْم ﴾‬
‫َ َ َٓ ْ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٓ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ريت ﴾ [الكهف‪ ]62/‬و﴿ أف َٰريتم‬ ‫[المائدة‪ ]122/‬و﴿ أۢنبِْٔيهم ﴾ [البقرة‪ ]32/‬و﴿ أ َٰ‬
‫‪1‬‬
‫﴾ [الشعراء‪َ ]75/‬وشبهه‪.‬‬
‫يج َعلُو َن عالمته خاء‪،‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫َص َحابه ْ‬
‫قال أبو عمرو أيضا‪َ « :‬وأهل الْ َعَربية من سيبَ َويْه َو َعامة أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك أ ََر َاد نقاط أهل بلدنا إِال انهم اختصروها بِأَن حذفوا َر َ‬
‫أسها‬ ‫يدو َن بذلك اول كلمة َخفيف َو َذل َ‬‫يُِر ُ‬
‫‪2‬‬
‫استِ ْع َمال َه َذا الض ْرب وتكرره»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ص َارت جرة كألف مبطوحة ل َكثْ َرة ْ‬ ‫وبقوا مطتها فَ َ‬
‫ذكر الضباع في شرحه‪ :‬ومنهم من قال عالمته هكذا ﹻ (جرة صغيرة‪ ،‬وهو مذهب نقاط‬
‫األندلس كأنهم أرادوا بها مذهب الخليل‪ ،‬لكنهم أسقطوا رأس الخاء وأبقوا جرتها‪ ،‬غير أن هذا‬
‫‪3‬‬
‫المذهب إنما يحسن مع نقط الدؤلي‪.‬‬
‫ومنهم من قال عالمة السكون نقطة مربعة توضع فوق حرفه وهو ضعيف‪ ،‬إذ لم أره‬
‫‪4‬‬
‫منصوصاً لغير الهروي‪ .‬وكل هؤالء يقولون بافتقار الساكن إلى عالمة السكون‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الهمزة‪ ،‬والصلة‪.‬‬
‫‪.‬الهمزة‪ :‬والمقصود بالهمزة عند المارغني في شرحه لمنظومة الخراز‪ :‬هي هيئة الهمزة‬
‫هل هي نقطة او عين ولونها هل هي صفراء او حمراء‪ ،‬وموضع صورتها في المصحف ومحلها‪.‬‬
‫وهو ما قال أبي عبد الله الخراز في أبياته‪:5‬‬
‫الً *‬ ‫* أقول في الهمز وكيف رج ال *** ُم َح َقق ا َوَرَد أ َْو ُم َسه‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر الت ْش ِديد والسكون وكيفيتهما من المحكم ت‪ .‬غانم قدوري ص ‪.165‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.166-165‬‬
‫‪ 3‬سمير الطالبين‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.183‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪ 5‬دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط‪ ،‬للمارغنى‪ ،‬ص ‪.272‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫ذكر الضباع أن الهمزة في هيئتها عند أهل الضبط فيها مذهبان‪:‬‬


‫أحدهما‪ :‬أنها نقط مدور كنقط اإلعجام في الصورة سواء كانت محققة أو مسهلة‪ .‬وهو‬
‫مذهب نقاط المصاحف‪ .‬ووجهه‪ :‬أنهم رأوها في الغالب مفتقرة إلى صورة فصارت بهذا االعتبار‬
‫كالحركات التي ال تفارق الحروف‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أنها عين صغيرة هكذا‪( :‬ء)‪ .‬وهو مذهب النحاة وكتاب األمراء (أي كتاب الرسائل‬
‫واألشعار)‪ .‬ووجهه‪ :‬أنهم لما رأوا اإلجتماع منعقداً على اختبار موضع الهمزة بالعين‪ ،‬اختاروا‬
‫كتبها بها‪ .‬والذي عليه العمل اآلن‪ ،‬تصويرها رأس عين هكذا‪( :‬ء)‪ ،‬إن كانت محققة‪ ،‬ونقطاً‬
‫‪1‬‬
‫مدوراً هكذا‪ )•( :‬إن كانت مخففة‪.‬‬
‫وأما لونها‪ :‬واتفق أهل األندلس والمغرب على جعل الهمزة المسهلة نقطاً مدورا كنقط‬
‫‪2‬‬
‫اإلعجام بالحمراء في الصورة‪ ،‬تميزاً لها عن الصفراء‪ ،‬التي هي المحققة في اللفظ‪.‬‬
‫كما ذكر في أبياته أبو عبد الله الخراز قال‪:3‬‬
‫فضبط م ا حقق بالصفراء *** نقط َوَم ا سه َل ب الْ َح ْمَر ِاء‬
‫أما صورتها‪ :‬فهي حركة الهمزة‪ ،‬فالمحققة توضع عليها حركتها كسائر الحروف المتحركة‬
‫‪.‬كما قال الضباع‪ ،‬وأما المخففة فإن سهلت بين بين فال تحرك ألن حركتها غير خالصة‪ .‬وال‬
‫ْ‬ ‫ْ َ ُّ ُّ‬
‫َاوْ۟نبِيكم﴾ ‪ِ ﴿،‬ئَأفكا ﴾ وغيرهما على المختار المعمول‬ ‫فرق في عدم تحريكها بين‪﴿ :‬‬
‫ُّ َ َ ٗ‬ ‫ََ‬
‫به‪ .‬وكذلك ال تحرك المبدلة حرف مد‪ .‬وأما المبدلة حرفاً محركاً نحو‪ ﴿ :‬لِيلا ﴾‪ ،‬و﴿ موجلا‬
‫‪4‬‬
‫﴾ فقيل‪ :‬تحرك كالمحققة‪ .‬وقيل‪ :‬ال تحرك‪ .‬وقال في قوله كان العمل على األول‪.‬‬
‫ثم ذكر الضباع أن الهمز المسهل بين بين تجعل عالمته نقطة مدورة تشبيهاً له بالهمزة‬
‫المحققة لما فيه من بعض الهمز‪ ،‬كونها لتسهيل بينها وبين حرف شكلها‪ ،‬وكذلك ما أبدل‬
‫حرفاً محركاً لبقاء حركة الهمزة فيه فصارت كأنها باقية‪ .‬أما بخالف ما أبدل حرف مد‪ ،‬فإن‬

‫‪ 1‬سمير الطالبين‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.196‬‬


‫‪ 2‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف‪ ،‬د‪ .‬موالي محمد اإلدريسي الطاهري ص ‪.62‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬في شرح دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط‪ ،‬للمارغني‪ ،‬ص‪.273-272‬‬
‫‪ 4‬سمير الطالبين‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.197‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫الهمزة ذهبت فيه وذهبت حركتها والحرف الذي جيء به أجنبي‪.‬‬


‫وموضعها‪ :‬يقول المارغني في شرحه للمنظومة‪ :‬وموضعها ان لم تكن لها صورة في‬
‫المصحف وامتحان موضعها ومحلها من صورتها ان كانت لها صورة في المصحف ولوازم‬
‫‪1‬‬
‫تغييرها من مد وغيره‪.‬‬
‫يقول الشيخ الضباع‪ :‬ثم ما سهل بين بين يشمل المواضع التالية‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ ُّ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٓ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٓ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫منها‪ ﴿ :‬أرَٰيت ﴾‪ ،‬و﴿ هانتم ﴾ وباب‪ ﴿ :‬ءٓانذرتهمۥٓ﴾‪ ،‬و﴿ ءٓالل خير ﴾‪ ،‬على‬
‫وجه التسهيل‪ ،‬فتجعل في الجميع نقطة مدورة في رأس األلف داللة على التسهيل بين بين فإن‬
‫ٓ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٓ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ريت ﴾ وفي قول‪ ،‬وكما في باب ﴿ ءٓانذرتهمۥ ﴾ على‬ ‫كانت األلف محذوفة كما في ﴿ أ َٰ‬
‫القول بأن المصورة هي األولى‪ ،‬فال نص فيه‪ .‬للمتقدمين‪ .‬وكما في ذكر الشيخ فيما نقله عن‬
‫ظاهر كالم التنسي التخيير بين إلحاق األلف وجعل النقطة عليها أو االكتفاء بالنقطة وكان‬
‫العمل على األول‪.‬‬
‫َ‬
‫ومنها‪ :‬وباب ﴿ ِزنَ۟ال ﴾ مما صورت فيه إحدى الهمزتين فقط‪ ،‬فإن المختار في نقطة‬
‫أن تجعل في السطر بعد األلف نقطة مدورة عالمة على التسهيل‪.‬‬
‫ََ ٓ َ‬ ‫ٓ ْ ُّ‬ ‫ٓ ٗ‬
‫ومنها‪َ ﴿ :‬جا َء َّمُ۟اة ﴾‪ ،‬وباب ﴿ َو َجا َء ۪اخ َوة ﴾‪ ،‬وكذلك باب ﴿ يشا ُّء ِ۪الىَٰ ﴾ في‬
‫َ ٓ َ‬
‫وجه التسهيل‪ ،‬وكذلك المتفقتان من كلمتين نحو‪ ﴿ :‬شا َء انش َر ُّهۥ ‪ ﴾ 22‬عند من يسهل‬
‫َ ْ َ ٓ ُّ ْ َ‬ ‫َٓ ُّ َ ٓ‬
‫هؤلا ِء ان ﴾‪ ،‬و﴿ أولِياء اوَٰٓل ِئك ﴾ عند من يسهل األولى أو الثانية‪.‬‬ ‫الثانية‪ ،‬ونحو‪َٰ ﴿ :‬‬
‫فتجعل المنطقة في موضع المسهلة داللة على التسهيل‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ْ َ ُّ ُّ‬
‫َاوْ۟ن ِبيكم ﴾‪ِ ﴿ ،‬ئَأفكا ﴾‪ ،‬وكذا ﴿ َواْے۪ل ﴾ وحكمها جعل النقطة‬ ‫وقد يدخل فيه ﴿‬
‫في موضع الهمزة المسهلة عالمة للتسهيل وذلك فوق الواو وتحت الياء‪ .‬وهذا الوجه حسن‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وبه جرى العمل‪.‬‬

‫‪ 1‬دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط للمارغني‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫‪ 2‬سمير الطالبين‪ ،‬ص ‪.199-198‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫ْ َ ُّ ُّ‬
‫َاوْ۟نبِيكم‬ ‫وذكر الشيخ بأن القدماء لم ينصوا عليه في هذه المواضع وإنما ذكروا في ﴿‬
‫ْ‬
‫﴾‪ ،‬وباب﴿ ِئَأفكا ﴾وجهين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬جعل دارة على الواو والياء وجعل نقطة أمام الواو ونقطة تحت الياء‪ .‬وقال‪:‬‬
‫واستحسن هذا الوجه الداني‪ .‬ووجهه على التحقيق أن النقطة عالمة للهمزة المسهلة والدارة‬
‫لتوهم زيادة الواو والياء‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬تعرية الواو والياء من النقطة والدارة‪ ،‬قال الشيخ الضباع وذلك استحسنه أو‬
‫داود‪ .‬ووجهه أن األداء إنما يؤخذ من الشيوخ مشافهة فتعرية توجب السؤال‪.‬‬
‫وجها ثالثا‪ :‬وهو االكتفاء بالنقطة عن الدارة مع اعتبار‬
‫وذكر الشيخ أيضا أن التجيبي زاد ً‬
‫أنها عالمة للحركة‪.‬‬
‫وذكر الشيخ بأنه خرج بالتقيد بالتقييد بالحركة مواضع‪:‬‬
‫َ َ ُّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ٓ ُّ‬ ‫َٓ ْ ُّ‬
‫ٓالل خيْر ﴾‬ ‫َاريت ُّم ٓۥ ﴾ و﴿ َهانت ْم ﴾‪ ،‬وباب ﴿ َءٓانذ ْرت ُّه ُّم ٓۥ ﴾‪ ،‬وباب ﴿ ء‬‫منها‪َٰ ﴿ :‬‬
‫على قراءة اإلبدال حرف مد‪ ،‬فإن الهمزة المبدلة حرف مد ال تجعل النقطة في موضعها‪.‬‬
‫ٓ ْ َ‬
‫ومنها‪ :‬الهمزة الثانية من الهمزتين المتفقتين من كلمتين نحو‪َ ﴿ :‬جا َء ام ُّرنا ﴾ على قراءة‬
‫إبدالها حرف مد‪ ،‬فال تجعل النقطة في موضعها‪.‬‬
‫ير ﴾‪،‬‬ ‫ب‬‫و‬‫ومنها‪ :‬الهمزة الساكنة إذا أبدلت مدا نحو‪ٰ ﴿ :‬ا َم َن ﴾‪ ،‬و﴿ ُّيو ِم ُّن ﴾‪ ،‬و﴿ َ‬
‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫‪1‬‬
‫فال تجعل النقطة في موضعها‪.‬‬
‫الصلة‪ :‬هي عالمة تدل على سقوط ألف الوصل التي يمكن الوقف على ما قبلها عند‬
‫أهل المغرب‪ ،‬ومنهم من جعلها رمزا‪ ،‬واستحسن الداني أن تجعل دارة هكذا (ە) وأن تكون‬
‫فوق األلف مطلقاً‪ .‬واختار غيرهم جعلها على أن تكون نقطة خضراء توضع في محل حركة‬
‫ُّ‬ ‫ْ ُّ‬
‫ألف الوصل لو ابتدئ بها‪ ،‬فتجعل أمام األلف في نحو‪َ ﴿ :‬محظورا ‪ُ۟ 20‬انظ ْر ﴾‪ ،‬وفوقها‬
‫َ ْ ُّ‬ ‫في نحو‪ ﴿ :‬قَ َال َ ُّ‬
‫َ۬الل ﴾‪ ،‬وتحتها في نحو‪ ﴿ :‬إِ ِن ِ۪ا ْرتبت ْم ﴾‪ 2.‬وهو عند أهل المدينة‪.‬‬
‫قال أبو عمرو‪ :‬وجعلوا كيفية اإلبتداء بالهمز نقطة خضراء أو بالالزورد‪ ،‬ونقطة حمراء إذ‬

‫‪ 1‬المرجع السابق ص ‪.221-222-199‬‬


‫‪ 2‬ينظر‪ :‬سمير الطالبين‪ ،‬ص ‪.228-227‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫ابتدئت بالفتح‪ ،‬فإن ابتدئت بالكسر جعلوا تلك النقطة تحت األلف وإن ابتدئت بالضم جعلوها‬
‫‪1‬‬
‫أمامها‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التحسينات على شكل ألوان‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف األلوان لغة واصطالحا‪.‬‬
‫تعريف األلوان‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫(الل ْو ُن) صفة الجسم من السواد والبياض والحمرة وما في هذا الباب‪.‬‬
‫تعريف األلوان اصطالحا‪:‬‬
‫قال أبو عمرو الداني‪ :‬والذي يستعمله نقاط أهل المدينة في قديم الدهر وحديثه من‬
‫األلوان‪ ،‬في نقط مصاحفهم‪ ،‬الحمرة والصفرة ال غير‪ .‬فأما الحمرة فللحركات والسكون والتشديد‬
‫‪3‬‬
‫والتخفيف‪ .‬وأما الصفرة فللهمزات خاصة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬ظروف نشأته وحكمه‪.‬‬
‫ظروف نشأة استعمال األلوان في كتابة المصاحف‪ :‬التلوين ظاهرة رافقت – بشكل‬
‫عام‪ -‬المصاحف منذ ظهورها في عهد صحابة رسول الله ‪ ،‬ال تعدو لوناً من األلوان‪ ،‬وهو‬
‫في األغلب األعم لون السواد‪ ،‬أو ما يشاكله‪ ،‬كما أن القراطيس التي رسمت فيها ألفاظ القرآن‬
‫الكريم ال تعدو أيضاً لوناً من األلوان‪ ،‬وهو في األغلب األعم لون البياض أو ما يقاربه‪.‬‬
‫أما خارج نطاق المذكور‪ ،‬فقد برز التلوين أيضاً في المصاحف‪ ،‬منذ عصر الصحابة وكبار‬
‫التابعين‪ ،‬لما استحدث النقط أول ما استحدث‪.‬‬
‫وآية ذلك‪ ،‬ما تداولته الروايات من أن أبا األسود ظالم بن عمرو الدؤلي (ت‪69‬ه) –‬
‫وهو أول من أحدث نقط اإلعراب في المصاحف على غير مثال‪ ،‬لحاجة ملجئة وضرورة ملحة‪-‬‬
‫‪ ،‬أمر باستعمال صبغ يخالف لون المداد‪ ،‬حتى ال يلتبس المرسوم الذي كان من عمل الصحابة‬

‫‪1‬‬
‫صل منكتاب المحكم ت‪ .‬غانم قدوري ص ‪.212‬‬ ‫َح َكام الصالت أللفات الْ َو ْ‬
‫ينظر‪ :‬في بَاب ذكر أ ْ‬
‫‪ 2‬المعجم الوسيط‪ ،‬ط‪1425(4‬ه‪2224/‬م) مكتبة الشروق الدولية (مصر العربية) ص ‪.847‬‬
‫‪ 3‬المحكم في نقط المصاحف ألبي عمرو الداني‪ ،‬ت‪ .‬عزة حسن ص ‪.19‬‬

‫‪10‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫‪1‬‬
‫رسول الله ‪ ،‬بالنقط الذي أحدث‪.‬‬
‫وذلك ما رواه محمد بن القاسم األنباري في روايته قال‪ ...« :‬فبعث زياد إلى أبي األسود‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا أبا األسود‪ ،‬إن هذه الحمراء قد كثرت‪ ،‬وأفسدت من ألسن العرب‪ ،‬فلو وضعت شيئًا‬
‫يصلح به الناس كالمهم‪ ،‬ويعربون به كتاب الله تعالى‪ .‬فأبى ذلك أبو األسود‪ ،‬وكره إجابة زياد‬
‫إلى ما سأل‪ .‬فوجه زياد رجالً‪ ،‬فقال له‪ :‬اقعد في طريق أبي األسود‪ ،‬فإذا مر بك‪ ،‬فاقرأ شيئاً من‬
‫القرآن‪ ،‬وتعمد اللحن فيه‪ .‬ففعل ذلك‪ .‬فلما مر به أبو األسود رفع الرجل صوته‪ ،‬فقال‪ ﴿ :‬أن‬
‫ين َوَر ُسولِِه ﴾ التوبة ‪ .3‬فاستعظم ذلك أبو األسود‪ ،‬وقال‪َ :‬عَز وجهُ الله أن‬‫ِ‬
‫الم ْش ِرك َ‬
‫ِ‬
‫الله بَِرىء م َن ُ‬
‫أيت أن‬
‫سألت‪ ،‬ور ُ‬
‫يبرأ من رسوله‪ .‬ثم رجع من فوره إلى زياد‪ ،‬فقال‪ :‬يا هذا‪ ،‬قد أجبتُك إلى ما َ‬
‫فابعث إلي ثالثين رجالً‪ .‬فأحضرهم زياد‪ .‬فاختار منهم أبو األسود عشرة‪.‬‬
‫ْ‬ ‫أبدأ بإعراب القرآن‪،‬‬
‫وصبغاً يخالف‬
‫ثم لم يزل يختار منهم‪ ،‬حتى اختار رجالً من عبد القيس‪ ،‬فقال‪ :‬خذ المصحف ْ‬
‫ت شفتي‪ /‬فانْ ُق ْط واحد ًة فوق الحرف‪ ،‬وإذا ضممتُها فاجعل النقطة إلى‬
‫لون المداد‪ .‬فإذا فتح ُ‬
‫أتبعت شيئاً من هذه الحركات غُنةً‬
‫جانب الحرف‪ ،‬وإذا كسرتُها فاجعل النقطة في أسفله‪ ،‬فإن ُ‬
‫فانْ ُق ْط نقطتين‪ .‬فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره‪ .‬ثم وضع المختصر المنسوب إليه بعد‬
‫‪2‬‬
‫ذلك»‬
‫٭ أول من استعمل األلوان في نقط المصاحف‪ ،‬هو أول من نقطها نقط اإلعراب‪ ،‬وهو‬
‫أبو األسود الدؤلي‪ ،‬وذلك بغية المخالفة بين نفس الكلمات‪ ،‬وشكلها‪ ،‬حتى ال يحدث تغيير‬
‫في المرسوم أو تخليط‪.‬‬
‫وبعد ذلك لما كثرت العالمات‪ ،‬وزادت عما وضعها أبو األسود‪ ،‬تفنن النقاط في استعمال‬
‫األلوان في نقطهم للمصاحف‪ ،‬والجميع يقتنفون سنة أستاذهم الدؤلي في الخشية من حدوث‬
‫تغيير في المرسوم أو تخليط‪ ،‬مما دفعهم إلى تعدد األلوان‪ -‬وهذا كله في نقط اإلعراب فقط‬

‫‪ 1‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عن علماء األندلس والمغرب‪ ،‬د‪ .‬موالي محمد اإلدريسي الطاهري‪،‬‬
‫ط‪1432(1‬ه‪2229-‬م) الدار البيضاء‪ .‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ :‬باب ذكر المصاحف‪ ،‬وكيف كانت عارية من النقط‪ ،‬وخالية من الشكل‪ ،‬ومن نقطها أوال من السلف‪ ،‬والسبب‬
‫في ذلك‪ ،‬من المحكم ص ‪.3‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫–على الوجه التالي‪-‬‬


‫*أهل المدينة‪( :‬أ) السواد‪ :‬للحروف‪ ،‬ونقط اإلعجام‪( .‬ب) الحمرة‪ :‬للحركات والسكون‪،‬‬
‫والتشديد‪ ،‬والتخفيف‪( .‬ج) الصفرة‪ :‬للهمزات خاصة‪.‬‬
‫*أهل األندلس‪ :‬ويقول األستاذ حنفي ناصف‪ :‬جرى أهل األندلس على استعمال أربعة‬
‫ألوان في المصاحف‪( .‬أ) السواد‪ :‬للحروف‪( .‬ب) الحمرة‪ :‬الشكل بطريقة النقط‪( .‬ج) الصفرة‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫للهمزات‪( .‬د) الخضرة‪ :‬أللفات الوصل‪.‬‬
‫*أهل العراق‪ :‬يستعملون للحركات وغيرها‪ ،‬وللهمزات‪ :‬الحمرة وحدها‪ -‬مع كتابة‬
‫الحروف وإعجامها بالسواد كما هو سائد‪ -‬وبذلك تعرف مصاحفهم وتميز من غيرها‪.‬‬
‫• المصاحف الخاصة‪( :‬أ) ينقط الرفع‪ ،‬والخفض‪ ،‬والنصب‪ :‬بالحمرة‪( .‬ب) وينقط‬
‫الهمز مجردا‪ :‬بالخضرة‪( .‬ج) وينقط الهمز المشدد‪ :‬بالصفرة‪.‬‬
‫كل ذلك بقلم مدور‪ ،‬وهذا أسرع إلى فهم القارئ عن النقط بلون واحد‪ ،‬بقلم مدور‪.‬‬
‫وجعل اإلعجام‪ -‬عند الجميع‪ -‬بالسواد‪ ،‬واإلعراب بغيره‪ ،‬فرقا بين إعجام الحروف وبين‬
‫تحريكها‪ ،‬واقتصر في اإلعجام على النقط‪ ،‬من حيث أريد اإليجاز والتقليل‪ ،‬ألن النقط أقل ما‬
‫يبين به‪.‬‬
‫ويالحظ‪ :‬أن الهمزة وهي حرف من الحروف جعلت عالمتها نقطة صفراء‪ ،‬وكان القياس‬
‫أن تكون نقطة سوداء‪ .‬والسبب في ذلك‪ :‬إن السلف لما رأوا أن الهمزة شاركت حركات‬
‫الحروف في الصورة‪ ،‬أشركوها معهن في العالمة‪ ،‬إال أنها خصت دونهن بالصفراء‪ ،‬وجعلن دونها‬
‫بالحمراء‪ ،‬لتتميز بذلك منهن‪ ،‬ويتبين به عنهن‪ ،‬إذا كانت حرفا من الحروف‪ ،‬وكن حركات‬
‫حروف‪ .‬وقد رأينا أن أهل العراق جعلوها‪ ،‬بالحمرة مثلهن‪ ،‬بينما أهل المدينة‪ ،‬واألندلس جعلوها‬
‫بالصفرة‪ ،‬فرقا بينها وبين الحركات‪ ،‬وهو الصواب وعليه العمل‪ .‬وعلى كل‪ :‬فقد انتهت كل هذه‬
‫‪2‬‬
‫األلوان‪ ،‬بمجرد اختراع الخليل للشكل المماثل بين أيدينا اآلن‪.‬‬
‫*ومن خالل ما ورد عن ظروف نشأة استعمال األلوان في كتابة المصاحف‪ ،‬نلخص إلى‬

‫‪ 1‬قصة النقط والشكل في المصحف الشريف‪ ،‬د‪ .‬عبد الحي الفرماوي‪ ،‬دار النهضة العربية (القاهرة) ص ‪83-82‬‬
‫‪ 2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.85-83‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫إبداء طائفة من المالحظات نجملها ما يلي‪:‬‬


‫‪.1‬إن ظاهرة التلوين نشأت أول ما نشأت في النصف األول من القرن األول الهجري مع‬
‫‪1‬‬
‫ظهور البوادر األولى لنقط المصاحف‪ ،‬ثم تطورت بالموازاة مع تطور أدوات النقط والشكل‪.‬‬
‫‪.2‬إن الذي دعا السلف‪-‬رحمهم الله‪ -‬إلى استعمال األلوان في ضبط حروف القرآن‬
‫الكريم وكلماته‪ ،‬هو عينُه الذي دعاهم إلى إحداث النقط‪ ،‬والشكل‪.‬‬
‫‪.3‬إن التلوين كان شائعاً –بدرجات متفاوتة‪ -‬قبل ظهور نقط الخليل بن أحمد‬
‫الفراهيدي(ت‪172‬ه)‪ .‬ثم لما ظهر مذهب الخليل‪ ،‬سايره بعض النقاط‪ ،‬واستعملوا األلوان‬
‫على وفقه‪ ،‬في حين بقي البعض اآلخر وفياً لمذهب أبي األسود المتقدم‪ ،‬وفي طليعة هؤالء‬
‫األندلسيون والمغاربة‪.‬‬
‫‪.4‬لما كان التلوين اصطالحاً اصطلح عليه نقاط المصاحف‪ ،‬لم يكن بد من أن نجد‬
‫االختالف في ما بينهم في وجوه االستعمال وطرائقه‪ .‬فمنهم من اقتصر على اللون األحمر‬
‫وحده‪ ،‬كما هو شائع في مصاحف أهل العراق‪ ،‬ومنهم من استعمل األحمر واألصفر ليس غير‪،‬‬
‫كما هو معروف في مصاحف أهل المدينة‪ ،‬ومنهم من استعمل األحمر واألخضر جميعاً كما‬
‫في مصاحف أهل األندلس والمغرب‪ .‬كما أن من هؤالء من استعمل لوناً معيناً في غير ما‬
‫استعمله فيه األخر‪.‬‬
‫‪.5‬لم يكن المتقدمون من علماء الضبط في القرون الثالثة األولى‪ ،‬يتوسعون في استعمال‬
‫األلوان‪ ،‬تبعاً لعدم توسعهم في استعمال أدوات الضبط‪ ،‬بل حملوه على اإليجاز والتخفيف‪.‬‬

‫‪ 1‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف‪ ،‬عند علماء األندلس والمغرب‪ ،‬د‪ .‬موالي محمد اإلدريسي الطاهري‪،‬‬
‫ط‪1432(1‬ه‪2229 -‬م) الدار البيضاء‪ .‬ص ‪.25‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫ولعل مرد ذلك إلى أنهم كانوا يُراعون في ذلك ما تدعو إليه حاجة العصر الذي هم فيه‪ ،‬وما‬
‫‪1‬‬
‫يحقق المقصد الذي من أجله أحدث التلوين‪.‬‬
‫وهكذا لم تمض القرون الثالثة األولى حتى شاع استعمال األلوان المختلفة في مصاحف‬
‫األمصار‪-‬بدرجات متفاوتة‪ ،‬واستعماالت مختلفة‪ -‬واستمر الوضع على ما هو عليه لقرون‬
‫عديدة‪ ،‬حتى ظهرت المصاحف المطبوعة‪ ،‬واقتُصر فيها على اللون األسود‪ ،‬حسبما أتاحته‬
‫المطابع في أطوارها األولى‪ .‬أما نقاط األندلس والمغرب‪ ،‬فقد توسعوا في استعمال األلوان حتى‬
‫ُ‬
‫إنهم وفرواْ لمصاحفهم –في آن واحد‪ -‬جميع األلوان التي عُرفت في مصاحف األمصار‬
‫‪2‬‬
‫األخرى‪ ،‬وفق منهجية مميزة ‪.‬‬
‫حكم استعمال األلوان في كتابة المصاحف‪ :‬لما كان موضوع التلوين‪ -‬ومعه موضوع‬
‫النقط والشكل‪ -‬أمراً حادثاً‪ ،‬لم يكن معهوداً في الصدر األول‪ ،‬وارتبط ارتباطاً الزماً بالمصاحف‪،‬‬
‫وصار أمراً واقعاً‪ ،‬واستمر العمل به لقرون‬ ‫ووجد‪-‬كما تقدم‪ -‬منذ منتصف القرن األول الهجري َ‬
‫طويلة‪ ،‬كان لزاماً على أهل العلم‪ -‬من الفقهاء وغيرهم‪-‬أن يعرضوه على ميزان الشرع‪ ،‬كما‬
‫عرضوا عليه كثيرا من الحوادث والمستجدات‪.‬‬
‫ولعلى الذي جعلهم‪ ،‬ينحتون هذا المنحى في البحث‪ ،‬ما ورد عن بعض األئمة من كراهة‬
‫النقط والشكل والتخميس والتعشير في المصاحف أصالة‪ ،‬وما يستلزمه ذلك من كراهة التلوين‬
‫‪3‬‬
‫تبعاً‪ ،‬لكونه وسيلة من وسائله‪ ،‬وأداة من أدواته‪.‬‬
‫ومنه ذكر أبو عمرو الداني في كتابه(المحكم) أبواباً في نقط المصاحف‪ ،‬فخصص باباً‬
‫لذكر من كره نقط المصاحف من السلف‪ ،‬وخصص باباً لذكر من ترخص في نقطها‪ ،‬وخصص‬
‫باباً لذكر من كره ومن أجاز في تعشير المصاحف وتخميسها‪ ،‬وخصص باباً لذكر من شدد‬
‫ومن تسهل في رسم فواتح السور‪ ،‬وخصص باباً لذكر ما يُ ْستَ ْع َم ُل له من األلوان وما يُكَْرهُ في‬

‫‪ 1‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.27-25‬‬


‫‪ 2‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب‪ ،‬د‪ .‬موالي محمد اإلدريسي الطاهري‪،‬‬
‫ط‪1432(1‬ه‪2229-‬م) الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ .‬ص ‪.29‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫ذلك‪.‬‬
‫أقوال األئمة الذين صرحوا في أقوالهم عن كراهة األلوان في كتابة المصاحف أو‬
‫استحسانها‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬
‫*أقوال من كره ذلك‪:‬‬
‫قول الخاقاني ‪ ..‬عن أحمد بن الجبير األنطاكي قال‪« :‬إياك والخضرة التي تكون في‬
‫المصاحف‪ .‬فإنه يكون فيها لحن‪ ،‬وخالف للتأويل‪ ،‬وحروف لم يقرأ بها أحد»‪.1‬‬
‫وقول ابن أبي زيد القيرواني(ت‪386.‬ه)‪« :‬وكره مالك وغيره النقط بالحمرة والصفرة»‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وقول أبي حامد الغزالي‪ُ « :‬روي عن الشعبي وإبراهيم كراهية النقط بالحمرة»‪.‬‬
‫قال أبو عمرو‪« :‬فأما نقط المصاحف بسواد من الحبر وغيره فال أستجيزه‪ ،‬بل أنهى عنه‪،‬‬
‫وانكره اقتداء بمن ابتدأ النقط من السلف‪ ،‬واتباعا له في استعماله لذلك ِصْبغاً يخالف لون‬
‫المداد‪ ،‬إذا كان ال يُ ْحدث في المرسوم تغييراً وال تخليطاً‪ .‬والسواد يحدث ذلك فيه‪ .‬أال ترى‬
‫ت‪ ،‬ألجل السواد الذي به ترسم الحروف‪ ،‬أنها حرف من الكلمة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أنه ربما زيد في النقطة فَتُ ُوه َم ْ‬
‫فزيد في تالوتها لذلك‪ .‬وألجل هذا وردت الكراهة عمن تقدم من الصحابة وغيرهم في نقط‬
‫المصاحف»‪.3‬‬
‫وقال الداني‪« :‬وطوائف من أهل الكوفة والبصرة قد يُ ْدخلون الحروف الشواذ في‬
‫المصاحف‪ ،‬ويَْن ُقطونها بالخضرة‪ .‬وربما جعلوا الخضرة للقراءة المشهورة الصحيحة‪ ،‬وجعلوا‬
‫الحمرة للقراءة الشاذة المتروكة‪ .‬وذلك تخليط وتغيير‪ .‬وقد كره ذلك جماعة من العلماء»‪.4‬‬
‫وقال أبو عمرو‪« :‬وال استجيز النقط بالسواد لما فيه من التغيير لصورة الرسم وقد وردت‬

‫‪ 1‬رواه أبو عمرو الداني عن الخاقاني عن بن جبير في باب ذكر ما يستعمل له من األلوان من كتاب المحكم ص ‪.22‬‬
‫‪ 2‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب‪ ،‬د‪ .‬موالي محمد اإلدريسي الطاهري‬
‫ط‪1432(1‬ه‪2229-‬م) ص ‪.33‬‬
‫يستَ ْعمل لَهُ من األلوان َوَما يكره من جمع‬ ‫ِ‬ ‫‪3‬‬
‫صل َوالْ َوقْف َوَما ْ‬
‫وعلى َما ْيبنى من الْ َو ْ‬
‫ينظر‪ :‬في بَاب َجامع ال َق ْول في النقط َ‬
‫معانِي اللطيفة والنكت الْخفية‪ ،‬من المحكم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قراءات َشتى َوِرَوايَات ُم ْختَل َفة في مصحف َواحد َوَما يتصل بذلك من الْ َ‬
‫ص‪.19‬‬
‫‪ 4‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫الكراهة بذلك عن عبد الله بن مسعود وعن غيره من علماء وكذلك ال استجيز جمع قراءات‬
‫شتى بألوان مختلفة في مصحف واحد على ما أشار إليه بعض أهل عصرنا‪ ،‬ومن جهل ما في‬
‫ذلك من الكراهة ممن تقدمه‪ ،‬ألن ذلك من أعظم التخليط والتغيير لمرسومه»‪.1‬‬
‫وج َهلَة من‬
‫وقال أبو عمرو‪« :‬وأكره من ذلك‪ ،‬وأقبح منه‪ ،‬ما استعمله ناس من القراء‪َ ،‬‬
‫وج ْعلِهم لكل قراءة‬
‫الن قاط‪ ،‬من جميع قراءات شتى‪ ،‬وحروف مختلفة‪ ،‬في مصحف واحد‪َ ،‬‬
‫وحرف لوناً من األلوان المخالفة للسواد‪ ،‬كالحمرة والخضرة والصفرة والال َزَوْرد‪ ،2‬وتنبيههم على‬
‫ذلك في أول المصحف وداللتهم عليه هناك‪ ،‬لكي تعرف القراءات وتميز الحروف‪ ،‬إذ ذلك‬
‫من أعظم التخليط وأشد التغيير للمرسوم»‪.3‬‬
‫أقوال العلماء في استحسان ذلك‪:‬‬
‫قال الحسن رواه عن ابن أبي شيبة عن‪ ..‬الحسن قال‪« :‬ال بأس بنقطها باألحمر»‪.4‬‬
‫قال عبد الملك بن الحسين في روايته عن عبد الله بن عبد الحكم‪ ،‬قال سمعت مالكاً‬
‫وسئل عن العشور التي تكون في المصحف بالحمرة وغيرها من األلوان‪ ،‬فكره ذلك‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫«تعشير المصحف بالحبر البأس به»‪.5‬‬
‫قَ َال عبد الله بن عبد الحكم‪َ « :‬وأخرج إِلَْي نَا َمالك ُمصحفا محلى بِالْ ِفض ِة ورأينا خواتمه‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬باب ذكر من نقط المصاحف اوال من التابعين ومن كره ذلك ومن ترخص فيه من العلماء‪ .‬من كتاب النقط‪ ،‬ذيل‬
‫كتاب المقنع ص ‪.134-133‬‬
‫يستَ ْعمل ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َجار الْ َك ِر َ‬
‫الال َزَوْرد‪ :‬من ْاأل ْ‬
‫‪2‬‬
‫للزينَة‪ .‬ينظر‪ :‬المعجم‬ ‫يمة لَونه أ َْزَرق سماوي أَو بنفسجي يكثر في أفغانستان وأمريكا ْ‬
‫الوسيط‪ ،‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬دار الدعوة القاهرة‪ .812/2 ،‬وينظر‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬محمد بن‬
‫محمد الزبيدي‪ ،‬مجموعة من المحققين‪ ،‬دار الهداية ‪ . .141/9‬وينظر‪ :‬معجم اللغة العربية المعاصرة ألحمد مختار‪،‬‬
‫‪.1986/3‬‬
‫يستَ ْعمل لَهُ من األلوان َوَما يكره من جمع‬ ‫ِ‬ ‫‪3‬‬
‫صل َوالْ َوقْف َوَما ْ‬
‫وعلى َما ْيبنى من الْ َو ْ‬
‫ينظر‪ :‬بَاب َجامع ال َق ْول في النقط َ‬
‫معانِي اللطيفة والنكت الْخفية‪ ،‬من المحكم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قراءات َشتى َوِرَوايَات ُم ْختَل َفة في مصحف َواحد َوَما يتصل بذلك من الْ َ‬
‫ص ‪.22‬‬
‫‪ 4‬رواه أبو عمرو الداني في باب ذكر من ترخص في نقطها من المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 5‬رواه أبو عمرو عن عبد الله بن عبد الحكم عن مالك في باب ذكر ما جاء في تعشير المصاحف وتخميسها‪ ،‬ومن كره‬
‫ذلك‪ ،‬ومن أجازه‪ ،‬من كتاب المحكم ص ‪.15‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫من حبر على عمل السلسلة فِي طول السطر قَ َال ورأيته معجوم ْاآلي بالحبر َوذكر أَنه لجده‬
‫احف»‪.1‬‬ ‫وانه كتبه إِ ْذ كتب عثْمان الْمص ِ‬
‫َُ َ َ‬
‫أبو حامد الغزالي(ت‪525.‬ه)‪ ،‬في قوله‪« :‬يُستحب تحسين كتابة القرآن وتبيينه‪ ،‬وال‬
‫بأس بالنقط والعالمات بالحمرة وغيرها‪.2»...‬‬
‫قال أبو عمرو‪َ « :‬وال ِذي يَ ْستَ ْع ِملهُ نقاط أهل الْ َم ِدينَة فِي قديم الد ْهر َو َح ِديثه من األلوان‬
‫حمرة فللحركات والسكون َوالت ْش ِديد َوالت ْخ ِفيف‬ ‫حمرة والصفرة َال غير فَأَما الْ َ‬ ‫في نقط مصاحفهم الْ َ‬
‫ِ‬
‫َوأما الص ْفَرة فللهمزات َخاصة»‪.3‬‬
‫قَ َال أَبو عمرو‪« :‬وعلى ما استَ عمله أهل الْم ِدينَة من ه َذين اللونين فِي الْمو ِ‬
‫اضع التِي‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ْ ُ‬ ‫ُ َْ‬
‫صاحب نَافِع بن ابي نعيم‬ ‫ِ‬
‫اها َعامة نقاط أهل بلدنا قَديما وحديثا من َزمان الْغَاز بن قيس َ‬ ‫ذَكرنَ َ‬
‫عراق فيستعملون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حمه الله إلَى وقتنا َه َذا اقْت َداء بمذاهبهم واتباعا لسننهم‪ ،‬فَأَما نقاط أهل الْ َ‬ ‫َر َ‬
‫ِ‬
‫يرها»‪.4‬‬‫حدها َوبِ َذلك تعرف مصاحفهم وتميز من َغ َ‬ ‫حمرة َو َ‬ ‫يرها وللهمزات الْ َ‬ ‫للحركات َو َغ َ‬
‫الفرع الثالث‪ :‬األلوان ومجاالت استعمالها عند العلماء‪.‬‬
‫تقدم الحديث عن توسع األندلسيين والمغاربة في استعمال أدوات الضبط وما يستوجبه‬
‫ذلك من توسع في استعمال األلوان‪ ،‬وتدرجوا في طريقته حسب ما تقتضيه حاجة الناس في‬
‫مختلف األعصار‪ ،‬فوفوا كل حرف حقه من الحركة والسكون والتشديد وضبطوا كل لفظ بما‬
‫يعين على أدائه أداءً سليماً بحسب الروايات الصحيحة‪ ،‬والقراءات المعتبرة‪ ،‬مسخرين لذلك‬
‫جملة من األلوان الناصعة التي تواضع عليها العلماء عبر العصور‪ ،‬وإن كان ذلك‪ -‬كما أسلفنا‪-‬‬

‫‪ 1‬رواه أبو عمرو عن عبد الله بن عبد الحكم عن مالك في باب ذكر ما جاء في رسم فواتح السور وعدد آيهن‪ ،‬ومن شدد‬
‫في ذلك‪ ،‬ومن تسهل فيه‪ ،‬من المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 2‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف‪ ،‬عند علماء األندلس والمغرب‪ ،‬د‪.‬موالي محمداالدريسي الطاهري‬
‫ط‪1432(1‬ه‪2229-‬م) ص‪.34‬‬
‫يستَ ْعمل لَهُ من األلوان َوَما يكره من‬ ‫ِ‬ ‫‪3‬‬
‫صل َوالْ َوقْف َوَما ْ‬
‫وعلى َما ْيبنى من الْ َو ْ‬
‫رواه أبو عمرو في بَاب َجامع ال َق ْول في النقط َ‬
‫معانِي اللطيفة والنكت الْخفية‪ .‬من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جمع قراءات َشتى َوِرَوايَات ُم ْختَل َفة في مصحف َواحد َوَما يتصل بذلك من الْ َ‬
‫كتاب المحكم ص ‪.18‬‬
‫‪ 4‬رواه أبو عمرو‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫بدرجات متفاوتة‪ ،‬ومنهجيات مختلفة‪.‬‬


‫من أجل هذا سأقتصر على استعراض األلوان المستعملة‪ ،‬لوناً لوناً‪ ،‬محاولة أن أتدرج‬
‫تحته جميع مجاالت استعماله على سبيل اإلجمال‪ ،‬مستندة ذلك إلى أقوال أهل العلم‪ ،‬وقد‬
‫تقدم أن األندلسيين والمغاربة استعملوا من األلوان األسود واألحمر واألصفر واألخضر والالزورد‪،‬‬
‫وهي بهذا الترتيب األلوان التي سأحاول إبراز مجاالت استعمالها في ما يلي‪:‬‬
‫• أوال‪ :‬اللون األسود ومجاالت استعماله‪.‬‬
‫اتفق علماء األندلس والمغرب على أن اللون األسود ال يُستعمل إال في مرسوم الخط‪،‬‬
‫وهو الكيفية التي رسم بها صحابة رسول الله ‪ ‬ألفاظ القرآن الكريم في المصاحف العثمانية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫مجردة من النقط والشكل وسائر أدوات الضبط‪.‬‬
‫وقد صرح أبو عمرو الداني بالنقط بالسواد ذكرها في عنوان‪ :‬بَاب ذكر الْبَ يَان َعن إعجام‬
‫الْ ُح ُروف ونقطها بِالس َو ِاد‪.2‬‬
‫قال أبو عمرو‪« :‬وجعل االعجام بِالسو ِاد و ِْ‬
‫اإل ْعَراب بِغَْي ِرهِ فرقا بَين إعجام الْ ُح ُروف َوبَين‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫تحريكها»‪.3‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ْ ُّ‬
‫واما قَ ْوله فِي يُونُس‪ ﴿ 87/‬أن تبوءا لِقو ِمكما ﴾ فَإنهُ مرسوم بأَلف َواح َدة‪ ...‬فَإذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫همزة بالصفراء وحركتها َعلَْي َها نقطة بالحمراء قبل االلف‬ ‫ِ‬
‫نقط َذلك على َه َذا الْ َو ْجه جعلت الْ َ‬
‫َ َ‬
‫ص َورة ذَلِك َك َما ترى‪ ﴿ :‬تبَو َءا ﴾‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الس ْوَداء في السطر َو ُ‬
‫همزة وحركتها فِي االلف وترسم بعد االلف الف اخرى بالحمراء‬ ‫تج َعل الْ َ‬
‫وعلى الْ َو ْجه اآلخر ْ‬‫َ‬
‫َ َ‬
‫‪4‬‬
‫ص َورة َذلِك َك َما ترى‪ ﴿ :‬تبَوءا ﴾‬ ‫ِ‬
‫َال بُد من َذلك ليتأدى الل ْفظ ويتحقق الْ َم ْعنى َو ُ‬

‫‪ 1‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب‪ ،‬د‪ .‬موالي محمد االدريسي الطاهري‬
‫ط‪1432(1‬ه‪2229-‬م) ص‪.47‬‬
‫‪ 2‬بَاب ذكر الْبَيَان َعن إعجام الْ ُحُروف ونقطها بِالس َو ِاد‪ ،‬من كتاب المحكم ص ‪.35‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر نقط الحركات المشبعات ومواضعهن من الْ ُحُروف‪ ،‬من المرجع نفسه ص ‪.42‬‬
‫اجتمع فِ ِيه الفان فحذفت احداهما اختصارا‪ ،‬من المرجع نفسه ص ‪.163‬‬ ‫ينظر‪ :‬في بَاب ذكر نقط َما ْ‬
‫‪4‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫• ثانيا‪ :‬اللون األحمر ومجاالت استعماله‪:‬‬


‫وهو أكثر األلوان استعماالً على اإلطالق‪ ،‬أما مجاالت استعمال اللون األحمر‪ -‬على‬
‫التفصيل‪ ،-‬فتتجلى في ما يلي‪:‬‬
‫‪ ­ 2‬الحركات‪ :‬يقول أبو عمرو‪ْ « :‬اعلَم ان الحركات ثََالث فَ ْتحة وكسرة وضمة‪ ...‬فاذا‬
‫ْ‬
‫لل ﴾ جعلت الفتحة نقطة بالحمراء فَوق الْ َحاء َوجعلت الضمة نقطة‬ ‫نقط قَ ْوله‪ِ۬ ﴿ :‬ال َح ْم ُّد ِ ِ‬
‫بالحمراء فِي الدال اَْو امامها إِن َشاءَ الناقط َوجعلت الكسرة نقطة بالحمراء تَحت الالم َوالْ َهاء‬
‫ك يفعل بِ َسائِر الْ ُح ُروف المتحركة بالحركات الث َالث َس َواء كن إعرابا أَو بِنَاء اَْو كن‬ ‫ِ‬
‫َوَك َذل َ‬
‫‪1‬‬
‫عوارض»‬
‫وقد تقدم أن أهل المغرب‪ ،‬اختاروا الشكل المطول الذي أحدثه الخليل‪ ،‬خالفاً لما جرى‬
‫‪2‬‬
‫به عمل الشيخين األندلسيين‪ ،‬ووافقوهم على ضبط الحركات باللون األحمر‪.‬‬
‫‪ ­ 1‬التنوين‪ :‬قال أبو عمرو‪« :‬والنقاط متفقون أَيْضا على جعل نقطتين بالحمرة على‬
‫تِْل َ‬
‫‪3‬‬
‫ك االلف» ‪.‬‬
‫وألحق بالتنوين في الضبط بالحمرة نون التوكيد الخفيفة الواقعة في سورتي يوسف والعلق‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫ألنهما بمثابة التنوين في الزيادة والبدل‪ ،‬كما كانت في الرسم‪.‬‬
‫الزيَ َادة َوالْبدل والرسم َولم تأت فِي‬
‫قال أبو عمرو‪« :‬فَأَما النون الْ َخ ِفي َفة فَِإن َها الت ْن ِوين فِي ِ‬
‫َ َ َ ُّ ٗ َ َ‬
‫َ۬الصَٰغِر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين ‪﴾ 32‬‬ ‫ِ‬ ‫وسف قَ ْوله ﴿ وليكونا ِمن‬ ‫َحدهما في يُ ُ‬ ‫الْ ُق ْرآن إال في موضعين أ َ‬
‫َ َ ْ َ َۢ َ‬
‫اصيَ ِة ‪ ﴾ 36‬العلق‪. 5» 16/‬‬ ‫[يوسف‪َ ]32/‬والثانِي فِي اقْ َرأ قَ ْوله ﴿ لنسفعا بِالن ِ‬
‫‪ ­ 4‬السكون‪ :‬وهو مما اتفق أهل األندلس والمغرب على ضبطه باللون األحمر‪ .‬غير‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر نقط الحركات المشبعات ومواضعهن من الْ ُحُروف من المرجع نفسه ص ‪.42‬‬
‫‪ 2‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب‪ ،‬د‪ .‬محمد األدريسي الطاهري‪،‬‬
‫ط‪1432(1‬ه‪2229-‬م) ص‪.49‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬بَاب ذكر الت ْن ِوين الال ِحق االسماء َوَكْي ِفية صورته َوَم ْو ِضع جعله‪ ،‬من كتاب المحكم‪ .‬ص ‪.67‬‬
‫‪ 4‬المرجع السابق ص ‪.52‬‬
‫‪ 5‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر الت ْن ِوين الال ِحق االسماء َوَكْي ِفية صورته َوَم ْو ِضع جعله‪ ،‬من كتاب المحكم ص ‪.67-66‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫‪1‬‬
‫أنهم اختلفوا في كيفيته على مذهبين‪.‬‬
‫قال أبو عمرو عن أحمد بن محفوظ في روايته عن قالون‪« :‬أَن فِي مصاحف أهل الْ َم ِدينَة‬
‫حمرة َوإِن َكا َن حرفا مسكنا فَ َك َذلِك أَيْضا»‪.2‬‬
‫َما َكا َن من حرف مخفف دارة َ‬
‫‪3‬‬
‫‪ 7‬التشديد‪ :‬وهو مما اتفق أهل األندلس والمغرب على ضبطه باللون األحمر‪.‬‬
‫قول أبو داود‪ ..« :‬فإن كان مفتوحاً أو منصوبًا‪ ،‬جعلت الشدة بالحمراء على الحرف‪،‬‬
‫لل﴾‪َ ٓ ﴿ ،‬لر ْ َ َِٰ‬ ‫ْ‬
‫ْح‬ ‫وإعرابها بالحمراء نقطة عليها‪ ،‬وصورة ذلك‪ِ۬﴿ :‬ال َح ْم ُّد ِ ِ‬
‫ََ َ‬
‫َ۬الضٓال َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِين ﴾‪ ،‬وشبهه‪ .‬وإن كان مكسورًا‬ ‫حيمِ ‪ ﴿ ،﴾2‬إِياك ﴾‪َ۬ ﴿ ،‬الذِين ﴾‪ ﴿ ،‬ولا‬ ‫ِ۬الر ِ‬
‫جعلت التشديد أيضاً فوق الحرف‪[ ،‬وجعلت تحته نقطة بالحمراء عالمة للكسر‪ ،‬وصورة ذلك‬
‫ََ َ‬
‫‪4‬‬ ‫َ۬الضٓال َ‬
‫ِين ‪ ﴾ 7‬وشبهه‪.‬‬ ‫لص َر َٰ َط ﴾‪ ﴿ ،‬ولا‬ ‫أيضا هكذا‪َ ﴿ :‬رب ﴾‪َ۬ ﴿ ،‬الذ َ‬
‫ِين ﴾‪َ۬ ﴿ ،‬ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫‪ ­ 9‬الميم الصغرى الدالة على قلب النون الساكنة والتنوين عند الباء‪ :‬أما أبو عمرو‬
‫الداني فقد حسن وجه إثبات الميم الصغيرة بالحمرة‪،5‬‬
‫حمرة ليدل بذلك على انقالبها الى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال أبو عمرو‪َ « :‬وإن جعل على النون ميم صغري بالْ َ‬
‫اختَار َوبِه»‪. 6‬‬ ‫ِ‬
‫فظها َكا َن حسنا غير ان االول ُه َو الذي ْ‬
‫لَ َ‬
‫‪ ­ 6‬االختالس‪ :‬ويجعل هذا النقط بالحمراء فوق الحرف إن كان مفتوحاً‪ ،‬كعين﴿‬
‫َ َ‬ ‫َ ُّ ُّ ْ‬
‫تعدوا﴾ [النحل‪ ]18/‬وتحته إن كان مكسورا كعين﴿ فنِعِما ﴾ [البقرة‪ ]272/‬ووجه ضبطها‬
‫نقطاً مدوراً بالحمرة‪ُ ،‬هو اختار أبي عمرو الداني‪ ،‬وبه جرى عمل أهل المغرب‪. 7‬‬

‫‪ 1‬المرجع السابق ص‪.52‬‬


‫‪ 2‬رواه أبو عمرو عن أحمد بن محفوظ عن قالون في بَاب ذكر الت ْش ِديد والسكون وكيفيتهما‪ ،‬من كتاب المحكم ص‬
‫‪.51‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق ص ‪.51‬‬
‫‪ 4‬أصول الضبط‪ ،‬أبو داود سليمان بن نجاح‪ ،‬ت‪ .‬أحمد بن أحمد بن معمر شرشال‪ ،‬مكتبة الملك‪.51 ،‬‬
‫‪ 5‬المرجع السابق ص ‪.53‬‬
‫دها فِي َحال الْبَ يَان واإلدغام واإلخفاء‪ ،‬من كتاب المحكم ص‪-75‬‬
‫ينظر‪ :‬في بَاب ذكر حكم النون الساكنة َوَما ْبع َ‬
‫‪6‬‬

‫‪.76‬‬
‫‪ 7‬المرجع السابق ص ‪.54‬‬

‫‪10‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫َ‬
‫ٓے۬سء ﴾ و﴿‬ ‫‪ ­ 4‬اإلشمام‪ :‬قَ َال ابو َع ْمرو‪« :‬فَأَما الْ َحَرَكة المشمة فِي نَ ْحو قَ ْوله ﴿‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫يق ﴾ و﴿ َوحِيل ﴾ و﴿ َو ِج ٓے َء ﴾‪... ،‬‬ ‫ِيض ﴾ و﴿ َوسِ َ‬ ‫س ٓيت﴾ و﴿ قِيل ﴾ و﴿ وغ‬
‫إِذا نقطت ه ِذه الْحروف على قِراءة من أَشم اولها الضم جعل امام ِ‬
‫السين َوالْ َقاف والغين والحاء‬ ‫ََ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬
‫َوالْ ِجيم نقطة بالحمراء ليدل بذلك على إشمامها»‪. 1‬‬
‫‪ 8‬اإلمالة‪ :‬وهي حركة غير خالصة‪ ،‬تُجعل تحت الحرف الممال‪ ،‬نقطاً مدوراً بالحمراء‬
‫‪2‬‬
‫في أحد وجهي ضبطها‪ ،‬وهو اختيار أبي عبد الله الخراز‪ ،‬تبعاً ألبي عمرو الداني‪.‬‬
‫‪ ­ 5‬المط‪ :‬قال أبو عمرو‪ْ « :‬اعلَم ان نقاط بلدنا جرت َع َادتهم قَ ِديما وحديثا على أَن‬
‫داللَة على ِزيَ َادة تمكينهن‬
‫جعلُوا على ُح ُروف الْ َمد واللين الث َالثَة االلف َوالْيَاء َوالْ َواو مطة بالحمراء َ‬
‫َ‬ ‫َٓ‬ ‫ِ‬
‫ُأنزل‬
‫ِ‬ ‫ك ِعْند لقيهن الهمزات والحروف السواكن فااللف نَ ْحو﴿بِما‬ ‫َو َذل َ‬
‫َ ُّ ٓ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫إِليْك﴾[البقرة‪َ .]4/‬والْيَاءنَ ْحو ﴿ َيَٰبَنِ ٓے إِس َرٓا ِءيل ﴾ [البقرة‪َ .]42/‬والْ َواو نَ ْحو ﴿ قالوا ءامنا‬
‫ْ‬ ‫ُّ ٓ ْ َ ُّ َ ُّ‬
‫‪3‬‬
‫﴾ [البقرة‪ .]14/‬و﴿ قوا أنفسكم ﴾ التحريم‪. 6/‬‬
‫‪ 21‬صلة الهاء‪ :‬المراد بصلة الهاء هنا‪ ،‬صلة هاء الضمير الواحد المذكر‪ ،‬سواء كانت‬
‫ٗ‬ ‫َ َ َ ُّ َ‬
‫ان بِهِۦ بَ ِصيرا ‪﴾ 35‬االنشقاق‪ ،15/‬وفيها ألهل‬ ‫ك َ‬ ‫َواواً أو ياءً نحو‪ ﴿ :‬بَ ۪لىَٰٓ إِن ربهۥ‬
‫األندلس والمغرب مذهبان‪ ­ :‬األول‪ :‬إلحاق الصلة بالحمرة‪ ،‬وهو مذهب أبي عمرو‪ ،‬وبه َع َم ُل‬
‫‪4‬‬
‫أهل المغرب‪ ­ .‬الثاني‪ :‬التخيير بين اإللحاق بالحمراء وعدمه‪ ،‬وهو مذهب أبي داود‪.‬‬
‫‪ ­ 22‬صلة الياءات الزوائد‪ :‬وفيها أيضا ألهل األندلس والمغرب مذهبان‪ :‬األول‪:‬‬
‫إلحاق الصلة بالحمرة‪ ،‬وهو مذهب أبي عمرو‪ ،‬وبه َع َم ُل أهل المغرب‪ .‬الثاني‪ :‬التخيير بين‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر َكْيفية نقط َما َال ي ْشبع من الحركات فيختلس اَْو يخفى اَْو يشم‪ ،‬من كتاب المحكم ص ‪.48-47‬‬
‫‪ 2‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب‪ ،‬د‪ .‬موالي محمد اإلدريسي الطاهري‪،‬‬
‫ط ‪1432(1‬ه‪2229-‬م) ص‪.55‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر الْ َمد وموضعه فِي الْ ُحُروف‪ ،‬من كتاب المحكم ص ‪.54‬‬
‫‪ 4‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫‪1‬‬
‫اإللحاق بالحمراء وعدمه‪ ،‬وهو مذهب أبي داود‪.‬‬
‫‪ ­ 21‬الزائد في اللفظ الساقط من الرسم‪ :‬قال أبو عمرو‪« :‬اعلم أن ما وقع في‬
‫المصحف منقوصا من هجائه‪ ،‬فإنك تثبته بالحمرة ان شئت‪ ،‬وذلك في نحو قوله‪َ۬ ﴿ :‬النَبيٓ ِـ َ‬
‫ِٕۧن‬ ‫ِ‬
‫﴾[آل عمران‪ ،]82/‬رسم بياء واحدة‪ ،‬وهو عندي ياء الجمع‪ ،‬فينبغي أن تلحق ياء أخرى قبلها‬
‫ْ ُّ ُّ َ ُّ‬
‫وهك ْم ﴾ االسراء‪ُ ،7/‬رِس َم أيضاً بواو واحدة‪،‬‬ ‫بالحمراء‪ ،‬وهي ياء فعيل‪ .‬وكذلك ﴿ ؤُـُسَيِلا وج‬
‫وهي أيضاً واو الجمع‪ ،‬فتلحق قبلها واواً أخرى بالحمراء‪ ،‬وهي األصيلة»‪. 2‬‬
‫األلفات المتوسطات‬ ‫ِ‬ ‫وقال‪« :‬وقد وجدت عادة أهل بلدنا قديماً وحديثاً على إلحاق‬
‫ت ﴾ و﴿‬ ‫ِحَٰ ِ‬
‫َ‬
‫ُ۬الصَٰل َ‬ ‫المحذوفات من الرسم بالحمراء‪ ،‬نحو قوله‪ِ۬ ﴿ :‬الْ َعَٰلَم َ‬
‫ِين ﴾ و﴿‬
‫َٓ ُّ َ ٓ‬ ‫َ‬
‫هؤلا ِء ﴾»‪.3‬‬ ‫ت﴾ و﴿ َٰ‬ ‫َ۬الس َم َٰ َو َٰ ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ ََ ٓ‬ ‫َ ُّ‬
‫وقال‪« :‬وكذلك تلحق النون الساكنة في قوله﴿ فنُۨ ِجے من نشاء ﴾ [يوسف‪]112/‬‬
‫‪4‬‬
‫ِين ‪[ ﴾87‬االنبياء‪ ]87/‬بالحمراء وتعرى من عالمة السكون‪.‬‬ ‫و﴿ ُّنُۨ ِجے ِ۬الْ ُّمو ِمن َ‬
‫‪ ­ 24‬دارة المزيد‪« :‬اعلم أن نقاط سلف أهل المدنية وأهل بلدنا‪ ،‬اصطلحوا على‬
‫جعل دارة صغرى بالحمراء على الحروف الزوائد في الخط‪ ،‬المعدومة في اللفظ‪ ،‬وعلى الحروف‬
‫المخففة‪ ،‬باتفاق أو اختالف‪ ،‬عالمةً لذلك‪ ،‬وداللةً على حقيقة النطق به» فالحروف الزوائد‬
‫ْ‬ ‫ِ ََْ‬ ‫َْ‬
‫‪5‬‬
‫نحو األلف في قوله‪ِ ﴿ :‬ماية ﴾ و﴿ مايتي ِن ﴾ [األنفال‪. ]66/65/‬‬
‫قال أحمد بن عمر في روايته عن قالون‪ ،‬قال‪« :‬في مصاحف أهل المدينة ما كان من‬

‫‪ 1‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب‪ ،‬د‪ .‬موالي محمد اإلدريسي الطاهري‪،‬‬
‫ط ‪1432(1‬ه‪2229-‬م) ص‪.59-58‬‬
‫‪ 2‬ينظر‪ :‬في باب ذكر احكام نقط ما نقص من هجائه من كتاب النقط ملحق المقنع ص ‪.146‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه ص‪.147‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه ص ‪.147‬‬
‫‪ 5‬ينظر‪ :‬في باب ذكر الدارة التي تُ ْج َع ُل على الحروف الزوائد والحروف المخففة‪ ،‬وأصلها ومعناها من كتاب المحكم ص‬
‫‪.193‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫حرف مخفف فعليه دارة حمراء»‪. 1‬‬


‫وقد سار أهل المغرب أيضا على منوال أهل األندلس في جعل الدارة الحمراء‪ ،‬فوق‬
‫‪2‬‬
‫الحرف المزيد‪ ،‬داللة على سقوط تلك األحرف من اللفظ‪.‬‬
‫‪ ­ 27‬الهمز المسهل‪ ،‬على مذهب أهل التسهيل‪:‬‬
‫واتفق أهل األندلس والمغرب على جعل الهمزة المسهلة نقطاً مدورا كنقط اإلعجام‬
‫بالحمراء في الصورة‪ ،‬تمييزاً لها عن الصفراء‪ ،‬التي هي المحققة في اللفظ‪ .‬وهو ما عبر عنه أبو‬
‫عبد الله الخراز‪:3‬‬
‫ط َما ُحق َق بالص ْف َر ِاء * نق ط َوَما ُسه َل بالْ َح ْم َر ِاء‪.‬‬
‫ضب ُ‬
‫* فَ َ‬
‫‪ ­ 27‬جرة النقل على مذهب ورش عن نافع‪ :‬وهو مما اتفق على ضبطة بالحمراء‬
‫‪4‬‬
‫أهل األندلس والمغرب‪.‬‬
‫قال أبو عمرو‪َ « :‬وإِن نقط مصحف على قَِراءَة نَافِع من ِرَوايَة ورش َعنهُ جعل على الساكِن‬
‫ِ‬
‫ك الْ َحَرَكة فَ ْتحة جعلت النقطة‬ ‫همزة المبتدأة تقطة بالحمراء فَِإن َكانَت تِْل َ‬ ‫ِ‬
‫الذي يلقى َعلَْيه َحَرَكة الْ َ‬
‫فَوق الْ َح ْرف الساكِن النه متحرك َبها َوإِن َكانَت كسرة جعلت النقطة تَ ْحتَهُ َوإِن َكانَت ضمة‬
‫ك فِي نَ ْحو‬ ‫ِ‬
‫المة لسقوطها من الل ْفظ‪َ ،‬وذَل َ‬ ‫همزة جرة َع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جعلت النقطة امامه َوجعل في َموضع الْ َ‬
‫همزة الْ َمْن ُقول‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫بعد‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫]‬ ‫‪1‬‬ ‫المؤمنون‪/‬‬ ‫[‬ ‫﴾‬ ‫ك ﴾ [طه‪ ]9/‬و﴿ قَ َد َافْلَ َ‬
‫ح‬
‫َ َ َ َٰ َ‬
‫قَ ْوله ﴿ وهل َات۪ي‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ك نَ ْحو قَ ْوله ﴿ َم َن‬ ‫ِ‬
‫همزة اَْو غير مبدلة َو َذل َ‬ ‫ِ‬
‫حركتها الى الساكن الف َس َواء َكانَت مبدلة من َ‬
‫َ َ َ َ َ ْ َ َٰ َ‬
‫الصلَة فِي‬‫ك ﴾ [الحجر‪ ،]87/‬وشبهه جعلت ِ‬
‫َ‬ ‫ٰا َم َن ﴾ [البقرة‪ ﴿ .]176/‬ولقد ٰاتين‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه ص ‪.195‬‬


‫‪ 2‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب‪ ،‬د‪ .‬موالي محمد اإلدريسي الطاهري‪،‬‬
‫ط‪1432(1‬ه‪2229-‬م) ص ‪.61‬‬
‫‪ 3‬دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط للمارغني ص‪.272‬‬
‫‪ 4‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب‪ ،‬د‪ .‬موالي محمد االدريسي الطاهري‪،‬‬
‫ط‪1432(1‬ه‪2229-‬م) ص ‪.62‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫‪1‬‬
‫همزة َعن يَ ِمين االلف»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َموضع الْ َ‬
‫‪ ­ 26‬جرة الصلة أللفات الوصل‪ :‬أي جرة الصلة أللفات الوصل بالحروف المتحركة‬
‫‪2‬‬
‫قبلها‪ .‬وهي أيضا مما اتفق األندلسيون والمغاربة على جعله باألحمر‪.‬‬
‫قال أبو داود‪« :‬واعلم أن الصلة في ألف الوصل‪ ،‬تابعه للحركة التي قبلها في األسماء‪،‬‬
‫واألفعال‪ ،‬وتتحرك بالحركات الثالث‪ ،‬بالفتح‪ ،‬والكسر‪ ،‬والضم‪ ،‬فإن كان قبل ألف الوصل كسرة‬
‫ْ ُّ‬
‫جعلت الصلة جرة بالحمراء تحت األلف داللة على انكسار ما قبلها‪ ،‬وذلك نحو‪ِ۬ ﴿ :‬ال َح ْمد‬
‫لل َرب ِ۬الْ َعَٰلَم َ‬
‫ِين ‪[ ﴾ 3‬الفاتحة‪[ ]1 /‬وشبهه‪ ،‬وإن كان قبل ألف الوصل فتحة‪ ،‬جعلت‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ْ َ‬
‫الصلة جرة بالحمراء فوق األلف‪ ،‬داللة على انفتاح ما قبلها‪ ،‬نحو‪ُ۪﴿ :‬اهدِنا‬
‫‪3‬‬ ‫ص َر َٰ َط َ۬الذ َ‬
‫ِين ﴾ [الفاتحة ‪ ]6/5‬وشبهه‪.‬‬ ‫لص َر َٰ َط َ۬الْ ُّم ْستَق َ‬
‫ِيم ‪ِ 5‬‬ ‫َ۬ا ِ‬
‫َ َ َ‬
‫امنا ﴾ [يوسف‪ :]22 /‬قال أبو داود‪« :‬وضبطه على وجهين‪:‬‬ ‫‪ ­ 24‬لفظ ﴿ ت‬
‫أحدهما‪ :‬أن تجعل نوناً بالحمراء بين الميم السوداء‪ ،‬والنون‪ ،‬وتجعل أمامها نقطة بالحمراء‪،‬‬
‫َ َ َ‬
‫امنا ﴾‪ .‬والثاني‪ :‬أن‬ ‫وتجعل على النون السوداء عالمة التشديد‪ ،‬وصورة ذلك هكذا‪ ﴿ :‬ت‬
‫التلحق النون بالحمراء‪ ،‬وتجعل في موضعها النقطة المذكورة وتجعل على النون السوداء شدة‪،‬‬
‫َ َ َ‬
‫امنا‬ ‫فتؤذن أيضاً بذلك أنه إخفاء ال إدغام تام‪ ،‬لما قدمناه فاعلمه‪ ،‬وصورة ذلك هكذا‪ ﴿ :‬ت‬
‫﴾»‪.4‬‬
‫*ثالثا‪ :‬اللون األصفر‪ :‬أجمع علماء الضبط األندلسيين والمغاربة على استعمال اللون‬
‫األصفر لضبط المحققة‪ ،‬على اختالف في هيئتها ومحالها‪ ،‬حتى كاد اللون األصفر يختص‬
‫‪5‬‬
‫بها دون غيرها من اصطالحات الضبط األخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صل من كتاب المحكم ص ‪.89-88-87‬‬ ‫َح َكام الصالت أللفات الْ َو ْ‬
‫ينظر‪ :‬في بَاب ذكر أ ْ‬
‫‪ 2‬المرجع السابق ص ‪.63‬‬
‫‪ 3‬أصول الضبط ألبي داود في باب أحكام الصالت أللفات الوصل‪ ،‬وكيفيتها‪ .‬ص ‪.58‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه ص ‪.128-127‬‬
‫‪ 5‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء األندلس والمغرب‪ ،‬د‪ .‬موالي محمد االدريسي الطاهري‪،‬‬
‫ط‪1432(1‬ه‪2229-‬م) ص‪.65‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫قال أبو عمرو‪َ « :‬وال ِذي يَ ْستَ ْع ِملهُ نقاط أهل الْ َم ِدينَة فِي قديم الد ْهر َو َح ِديثه من األلوان‬
‫حمرة فللحركات والسكون َوالت ْش ِديد َوالت ْخ ِفيف‬ ‫حمرة والصفرة َال غير فَأَما الْ َ‬ ‫في نقط مصاحفهم الْ َ‬
‫ِ‬
‫‪1‬‬
‫َوأما الص ْفَرة فللهمزات َخاصة»‪.‬‬
‫ما رواه أبو عمرو عن قالون قال‪« :‬أَن فِي مصاحف أهل الْ َم ِدينَة َما َكا َن من حرف‬
‫حمرة َوإِن َكا َن حرفا مسكنا فَ َك َذلِك أَيْضا قَ َال َوَما َكا َن من الْ ُح ُروف التِي‬ ‫ِ‬
‫مخفف فَ َعلَيه دارة َ‬
‫‪2‬‬
‫بنقط الص ْفَرة فمهموزة‪.‬‬
‫تج َعل‬ ‫ِ‬
‫وقال أبو عمرو‪َ « :‬وأما نقط َه َذا الض ْرب على قَراءَة من حقق الهمزتين َم ًعا فَ ُه َو أَن ْ‬
‫همزة‬
‫تج َعل الْ َ‬ ‫همزة االولى نقطة بالصفراء وحركتها َعلَْي َها نقطة بالحمراء قبل االلف المصورة َو ْ‬ ‫الْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫همزة االولى‬ ‫الثانيَة نقطة بالصفراء وحركتها َعلَْي َها في االلف المصورة َه َذا على قَول من قَ َال إِن الْ َ‬
‫ُّ‬ ‫َ َ‬
‫ص َورة َذلِك َك َما ترى ﴿ َءٓانذ ْرت ُّه ُّم ٓۥ ﴾ [البقرة‪َ ﴿ ]5 /‬ءٓانت ُّم ٓۥ ﴾‬ ‫ِ‬
‫ه َي الْ َم ْح ُذوف صور َتها َو ُ‬
‫[النازعات‪َ ]27 /‬وشبهه»‪3.‬وقال كذلك‪« :‬فإن نقطت ذلك على مذهب اهل التحقيق جعلت‬
‫‪4‬‬
‫الهمزتين معا بالصفراء وحركتهما بالحمراء»‪.‬‬
‫وقول أبي عبد الله الخراز‪:5‬‬
‫ط َما ُحق َق بالص ْف َتر ِاء * نَ ْق ط َوَما ُس ِهل بالْ َح ْم َر ِاء‪.‬‬
‫ضْب ُ‬‫* فَ َ‬
‫*رابعا‪ :‬اللون األخضر‪ :‬اختص أهل األندلس والمغرب باستعمال اللون األخضر لضبط‬
‫ألفات الوصل‪ ،‬للداللة على كيفية االبتداء بها‪ ،‬استثناءً من القاعدة المتعارفة‪ ،‬التي هي بناء‬

‫يستَ ْعمل لَهُ من األلوان َوَما يكره من جمع‬ ‫ِ‬ ‫‪1‬‬


‫صل َوالْ َوقْف َوَما ْ‬
‫وعلى َما ْيبنى من الْ َو ْ‬
‫ينظر‪ :‬في بَاب َجامع ال َق ْول في النقط َ‬
‫معانِي اللطيفة والنكت الْخفية‪ ،‬من كتاب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قراءات َشتى َوِرَوايَات ُم ْختَل َفة في مصحف َواحد َوَما يتصل بذلك من الْ َ‬
‫المحكم ص‪.19‬‬
‫يستَ ْعمل لَهُ من األلوان َوَما يكره من جمع‬ ‫ِ‬ ‫‪2‬‬
‫صل َوالْ َوقْف َوَما ْ‬
‫وعلى َما ْيبنى من الْ َو ْ‬
‫ينظر‪ :‬في بَاب َجامع ال َق ْول في النقط َ‬
‫معانِي اللطيفة والنكت الْخفية‪ ،‬من المحكم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قراءات َشتى َوِرَوايَات ُم ْختَل َفة في مصحف َواحد َوَما يتصل بذلك من الْ َ‬
‫ص‪.22-19‬‬
‫َح َكام الهمزتين اللتَ ْي ِن فِي كلمة من كتاب المحكم ص ‪.96‬‬ ‫ينظر‪ :‬في بَاب ذكر أ ْ‬
‫‪3‬‬

‫‪ 4‬ينظر‪ :‬في باب ذكر أحكام تليين الهمزات من كتاب النقط ملحق كتاب المقنع ص ‪.144‬‬
‫‪ 5‬دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط‪ ،‬للمارغني ص ‪.272‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫النقط على الوصل‪ .‬وهي نقطة خضراء كنقط اإلعجام‪ ،‬مفصولة عن ألف الوصل‪ ،‬في جميع‬
‫‪1‬‬
‫األحوال‪.‬‬
‫استِ ْع َمال نقاط بلدنا على الدَاللَة على َكْيفية ِاالبْتِ َداء بِ َه ْمَزة‬ ‫قال أبو عمرو‪َ « :‬وقد جرى ْ‬
‫قبلها فيجعلون فَوق‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صل الضطرار القارىء الى معرفَة َذلك اذا ُه َو قطع على الْ َكل َمة التي َ‬ ‫الْ َو ْ‬
‫‪2‬‬
‫االلف نقطة بالخضراء اَْو بالالزورد فرقا بَين حركتها التِي َال تُوجد اال فِي َحال ِاالبْتِ َداء فَ َقط»‪.‬‬
‫عمران الناقط‪ ،‬ناقط اهل االندلس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقال‪« :‬ورايت في مصحف كتبه ونقطه َحكيم بن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صل‬ ‫في سنة سبع َوع ْشرين َومائَتَ ْي ِن‪ ،‬الحركات نقطا بالحمرة‪ ،‬والهمزات بالصفرة‪ ،‬والفات الْ َو ْ‬
‫المبتدا بِهن بالخضرة‪ ،‬والصالت والسكون َوالت ْش ِديد بقلم َدقِيق بالحمرة‪ ،‬على نَ ْحو َما حكيناه‬
‫‪3‬‬
‫َعن نقاط اهل بلدنا‪».‬‬
‫احف‬ ‫وقال‪« :‬وطَوائِف من أهل الْ ُكوفَة والْبصرة قد ي ْدخلُو َن الْحروف الشواذ فِي الْمص ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ َ‬
‫حمرة ل ْل ِقَراءَة‬
‫يحة َوجعلُوا الْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بما جعلُوا الخضرة ل ْلقَراءَة الْ َم ْش ُه َورة الصح َ‬ ‫وينقطونها بالخضرة َوُر َ‬
‫‪4‬‬
‫الشاذة المتروكة‪».‬‬
‫وقال أبو عبد الله الخراز‪:5‬‬
‫ض َرآء‬‫ْل بِالْ َخ ْ‬
‫ض ِع الش ك ِ‬ ‫ضْب ِط ِاالبْت َدآء * نَ ْقط َك َو ْ‬ ‫ض ُع َ‬ ‫َوَو ْ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ت إِن َك َس ْر ْ‬ ‫َت * َوفَ ْو ُق إِ ْن فَ ْتح َوتَ ْح ُ‬ ‫أ ََم َام هُ إِ َذا بِ َ‬
‫ض م ابْتَ َدأ ْ‬
‫الال َزْورد‪ :‬وهو لون معروف عند أهل األندلس‪ ،‬قيل‪ :‬هو اللون األزرق‪،‬‬ ‫*خامسا‪ :‬لَون َّ‬
‫‪6‬‬
‫وقيل غير ذلك‪.‬‬
‫استِ ْع َمال نقاط بلدنا على الدَاللَة على َكْيفية ِاالبْتِ َداء بِ َه ْمَزة‬
‫قال أبو عمرو‪َ « :‬وقد جرى ْ‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.66‬‬


‫‪2‬‬
‫صل من كتاب المحكم ص ‪.86‬‬ ‫َح َكام الصالت أللفات الْ َو ْ‬
‫ينظر‪ :‬في بَاب ذكر أ ْ‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه ص ‪.87‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه ص ‪.22‬‬
‫‪ 5‬دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط‪ ،‬للمارغني ص ‪.295‬‬
‫‪ 6‬استعمال االلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء االندلس والمغرب‪ ،‬د‪ .‬موالي محمد االدريسي الطاهري‪،‬‬
‫ط‪1432(1‬ه‪2229-‬م) ص ‪.67‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫قبلها فيجعلون فَوق‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫صل الضطرار القارىء الى معرفَة َذلك اذا ُه َو قطع على الْ َكل َمة التي َ‬ ‫الْ َو ْ‬
‫‪1‬‬
‫االلف نقطة بالخضراء اَْو بالالزورد‪.‬‬
‫الحرف المشدد والسكون‪،‬‬‫ِ‬ ‫أما ابن وثيق‪ ،‬فقد خير بين اللونين‪ :‬األحمر والال َزورد في ضبط‬
‫وفي ذلك يقول‪« :‬وللشد عالمات بالحمرة أو الالزورد ثالث أسنان»‪ .‬ويقول‪« :‬وعالمة السكون‬
‫‪2‬‬
‫بالحمرة أو الالزورد‪ ،‬دائرة صغرى فوق الحرف المسكن»‬
‫*هذه مجمل المجاالت التي استعملت فيها األلوان عند العلماء ‪ .‬وبالله التوفيق ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صل من كتاب المحكم ص ‪.86‬‬ ‫َح َكام الصالت أللفات الْ َو ْ‬
‫ينظر‪ :‬في بَاب ذكر أ ْ‬
‫‪ 2‬استعمال االلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عند علماء االندلس والمغرب‪ ،‬د‪ .‬موالي محمد االدريسي الطاهري‪،‬‬
‫ط‪1432(1‬ه‪2229-‬م)‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫المطلب الرابع‪ :‬التحسينات بطريقة اإلخالء من الشكل‪.‬‬


‫الفرع األول‪ :‬طريقة اإلخالء من اإلقالب‪.‬‬
‫يقول أبو عمرو‪َ « :‬وَك َذا حكم النون إِذا ِلقيت الْبَاء وقلبت ميما فِي الل ْفظ لمؤاخاة الْ ِميم‬
‫َ‬
‫مخرج نَحو قَوله‪ِ ﴿ :‬م ۢن بَ ْع ِد ﴾ [البقرة‪ ﴿ .]26/‬أنۢ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النون في الغنة وقربها من الْبَاء في الْ ْ ْ ْ‬
‫َ َ َ َ ْ‬ ‫ُّ َ‬
‫المة‬
‫َ َ‬ ‫ع‬ ‫من‬ ‫ون‬ ‫الن‬ ‫تعرى‬ ‫َن‬‫أ‬ ‫شبهه‬ ‫]و‬
‫َ‬ ‫‪162‬‬ ‫اف‪/‬‬ ‫ر‬ ‫األع‬‫[‬ ‫﴾‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ج‬ ‫اۢنب‬‫ف‬ ‫﴿‬ ‫]‪.‬و‬ ‫‪8‬‬ ‫النمل‪/‬‬ ‫[‬ ‫﴾‬ ‫ك‬ ‫ور‬
‫ب ِ‬
‫حمرة ليدل‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫غري‬ ‫ص‬ ‫يم‬ ‫الس ُكون وتعرى الْباء بعدها من عالمة الت ْش ِديد وإِن جعل على النون ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫اختَار َوبِه اقول َوبِالل ِه‬ ‫ِ‬
‫فظها َكا َن حسنا غير ان االول ُه َو الذي ْ‬ ‫بذلك على انقالبها الى لَ َ‬
‫‪1‬‬
‫الت ْوفِيق»‪.‬‬
‫قال الشيخ الضباع‪ :‬فإن لقيها حرف الباء ففيها ألئمة الضبط مذهبان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬تعريتها من عالمة السكون حسبما دل عليه العموم السابق‪ ،‬وهو اختيار الداني‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬أن تصور ميماً صغيرة بأعالها مكان السكون تنبيهاً على أن النون انقلبت في‬
‫اللفظ ميماً لمؤاخاتها للنون في الغنة وقربها من الباء في المخرج‪ .‬وهو اختيار أبي داود وبه‬
‫جرى العمل‪ .‬وما جرى عليه بعض نقاط المصحف من المشارقة من تحليتها بالسكون مع‬
‫‪2‬‬
‫وضع عالمة اإلقالب على الباء‪ ،‬لم أقف على نص يجيزه‪ ،‬فاألولى عدم األخذ به‪.‬‬
‫أما التنسي قال فيما نصه عن ابي عمرو‪« :‬وحكم النون عند الباء أن تعرى من عالمة‬
‫‪3‬‬
‫السكون‪ ،‬وإن جعل على النون ميم صغيرة بالحمرة كان حسنا‪ ،‬واإلختيار عندي األول»‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طريقة اإلخالء من االختالس واإلشمام واإلمالة‪.‬‬
‫التعري من االختالس واإلشمام‪ :‬يقول الخراز في أبياته ‪:4‬‬
‫س أ َْو يُ َش م *** فَش ْك ُل نَ ْق ط َوالت َع ري ُح ْك ُم *‬ ‫* وُكل ما ِ‬
‫اختُل َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬

‫دها فِي َحال الْبَ يَان واإلدغام واإلخفاء من كتاب المحكم‪ .‬ص ‪.199‬‬
‫ينظر‪ :‬في بَاب ذكر حكم النون الساكنة َوَما ْبع َ‬
‫‪1‬‬

‫‪ 2‬سمير الطالبين‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.176‬‬


‫‪ 3‬الطراز في شرح ضبط الخراز لإلمام التنسي‪ ،‬ص ‪.269‬‬
‫‪ 4‬ينظر‪ :‬في القول في أحكام وضع الحركة وما ينوب عنها‪ ،‬من منضومة مورد الضمآن‪ ،‬محمد بن ابراهيم الخراز‪ ،‬ت‪.‬‬
‫اشرف محمد فؤاد طلعت‪ ،‬مكتبة اإلمام البخاري‪،‬ط‪1423(1‬ه‪2222-‬م) ط‪1427(2‬ه‪2226-‬م) ‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫قال المارغني في شرحه للمنضومة‪« :‬وإنما كانت الحركة المختلسة والمشمة غير‬
‫خالصتين ألن األولى مشوبة بسكون والثانية كسرة مشوبة بضمة والوجه األول‪ :‬في ضبط ما‬
‫اختلس او اشم هو اختيار الداني وبه جرى عملنا‪ .‬والوجه الثاني‪ :‬هو اختيار أبي داود قال ألن‬
‫اإلشمام واإلختالس ال ْيؤخذان من الخط بل بالمشافهة من الشيخ فالتعرية تحمل على السؤال‬
‫اه ‪ 1.‬واألظهر اختيار الداني اذ قد يظن الناظر ان التعري غفلة من الناقط فيقراه بحركة خالصة‬
‫‪2‬‬
‫بخالف ضبطه بغير ضبط سائر الحروف‪.‬‬
‫ك النقطة َوأخذ ذَلِك مشافهة‬
‫وقال أبو عمرو في ذلك‪َ « :‬وإِن تركت الْ ُح ُروف َعا ِرية من تِْل َ‬
‫بما اشبع تِْل َ‬
‫‪3‬‬
‫ك الضمة وأخلصها»‪.‬‬ ‫َعن الْ ُقراء َكا َن حسنا َالن الْ َقارئ ُر َ‬
‫التعرية من اإلمالة‪ :‬وله الوجه األول‪ :‬هو اختيار الداني وبه جرى العمل عندنا‪ .‬وله الوجه‬
‫الثاني‪ :‬وهو تعرية الحرف الممال من المعوض منه والعوض ليقع السؤال عند رؤية ذلك كما‬
‫في االختالس واالشمام واليه اشار الناظم بقوله «اوعره» أي عر الحرف الممال من الفتحة ومن‬
‫‪4‬‬
‫النقط‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬طريقة اإلخالء من التشديد والسكون‪.‬‬
‫التعري من التشديد‪ :‬قال الشيخ الضباع في كتابه‪« :‬وقالت طائفة‪ :‬عالمة التشديد ضبط‬
‫الحرف المشدد مع إهمال ما عداه‪ .‬واختلفوا في تعيين هذا الضبط بين قائل بكونه نقطاً مدوراً‪،‬‬
‫وقائل بكونه الشكل المأخوذ من الحروف‪.‬‬
‫وضعفه المحققون بل أنكره جمهورهم‪ 5.‬فمن العلماء من يجعل التشديد عالمة‪ ،‬وذلك‬
‫بنزع الجرة والنقاط‪ .‬قال أبو داود‪« :‬وبعضهم يترك إعراب الحرف‪ ،‬لداللة عالمة التشديد على‬
‫اإلعراب‪ ،‬وهذا هو الذي أختار في هذا الوجه‪ ،‬وبه أنقط‪ ،‬أعني أن يكون التشديد خاليا من‬

‫‪ 1‬اهـ‪ :‬أي عما يستحقه الحرف المعري من العالمة الدال على كيفية اللفظ به‪ .‬ينظر سمير الطالبين‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪ 2‬دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط للمارغني‪ ،‬ص ‪.258-257‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر َكْيفية نقط َما َال ي ْشبع من الحركات فيختلس اَْو يخفى اَْو يشم‪ ،‬من كتاب المحكم‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ 4‬المرجع السابق‪ ،‬من دليل الحيران‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫‪ 5‬سمير الطالبين‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.186‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫‪1‬‬
‫الحركة»‪.‬‬
‫التعري من السكون‪ :‬قال ايضا الشيخ الضباع‪« :‬ومنهم من قال‪ :‬عالمته نقطة مربعة‬
‫توضع فوق حرفه وهو ضعيف‪ ،‬إذ لم أره منصوصا لغير الهروي‪ .‬وكل هؤالء يقولون بافتقار‬
‫الساكن إلى عالمة السكون‪.‬‬
‫وخالف في ذلك بعض نقاط العراق فلم يجعلوا للسكون عالمة أصالً‪.‬‬
‫وللناس في وضع عالمة السكون على الحروف السواكن مذاهب‪:‬‬
‫فمنهم من يضعها على الحرف المظهر فقط لإلشعار بأنه ُمظهر بحيث يقرعه اللسان‪.‬‬
‫ويعرى غيره منها مدغما كان أو مخفى أو ممدوداً للداللة على إدغامه أو إخفائه‪.‬‬
‫ومنهم من يضعها على الجميع بدون استثناء شيء منها‪.‬‬
‫ومنهم من يضعها كذلك لكنه يميز عالمة سكون الممدود عن عالمة سكون غير بحيث‬
‫صورة كل منهما ال تشبه األخرى‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ومنهم من يعري حروف المد فقط‪ ،‬وعملنا على األول‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬طريقة اإلخالء من المطة والهمزة‪.‬‬
‫عراق من السلف َوالْخلف‬ ‫التعرية من حروف المد‪ :‬قال أبو عمرو‪َ « :‬و َعامة نقاط أهل الْ َ‬
‫المة للسكون َوَال للتشديد َوَال للمد بل يعرون الْ ُح ُروف من ذَلِك‬ ‫َال يجعلُو َن فِي الْم ِ‬
‫صاحف َع َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫ُكله َوالْفرق ِعْندهم بَين المشدد والمخفف جعل نقطة على الْ َح ْرف المشدد واعراء الْ َح ْرف‬
‫‪3‬‬
‫المخفف ِمْن َها فَ َقط»‪.‬‬
‫وأما بنسبة لحروف المد الواقعة في فواتح السور‪ :‬يذكر الشيخ الضباع فيما نقله عن‬
‫أهل الضبط‪ ،‬حيث قال‪ :‬فاإلجماع منعقد على أنها ال تلحق‪ ،‬وأما وضع عالمة المد عليها فلم‬
‫يرد فيه نص عن المتقدمين‪.‬‬
‫وأما المتأخرون فمنهم من قال‪ :‬ال توضع‪ ،‬ألن األئمة المقتدى بهم لم يعرجوا على ذلك‬

‫‪ 1‬ينظر‪ :‬أصول الضبط ألبي داود ص ‪.53-52‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬في بَاب ذكر الْ َمد وموضعه فِي الْ ُحُروف‪ ،‬من كتاب المحكم‪ ،‬ص ‪.171‬‬

‫‪10‬‬
‫ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬

‫بوجه‪ ،‬ولو كان مفتقراً إلى المط (عالمة المد) لتكلموا عليه‪ ،‬بدليل أنهم تكلموا على النقط‪.‬‬
‫ومنهم من قال‪ :‬توضع‪ ،‬مراعاة للفظ‪ ،‬وانعدام حرف المد ال عبرة به‪ ،‬أال ترى أنه يوضع‬
‫‪1‬‬
‫حرف المد على أحد الوجهين فيه؟ والصحيح األول‪ ،‬ولكن جرى العمل بالثاني غالباً‪.‬‬
‫أما أهل العراق فقد ذكر فيهم الشيخ المارغني ايضاً في شرحه لمنضومة الخراز‪ ،‬حيث‬
‫قال‪« :‬وخالف نقاط العراق في هذا فلم يجعلوا للمد عالمة ورأوا أن وجود السبب كاف في‬
‫‪2‬‬
‫ذلك»‪.‬‬
‫التعرية من الهمزة‪:‬‬
‫صورة الهمزة المسهلة في كال الحالتين‪ :‬ما نقله لنا كل من التنسي‪ 3‬في كتابه (الطراز)‪،‬‬
‫والشيخ الضباع‪ 4‬في كتابه(اإلمتاع)‪ :‬أن القدماء أطلقوا فيما سهل بين بين‪ ،‬وذكروا في ﴿‬
‫ْ‬ ‫ْ َ ُّ ُّ‬
‫َاوْ۟ن ِبيكم ﴾‪ ،‬وباب ﴿ ِئَأفكا ﴾ وجهين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬جعل دارة على الواو والياء وجعل نقطة أمام الواو ونقطة تحت الياء‪ .‬واستحسن‬
‫هذا الوجه الداني‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬تعرية الواو والياء من النقطة والدارة واستحسنه أبو داود‪ ،‬عند قوله‪ :5‬في (أصول‬
‫الضبط)‪« :‬فال بد من أخذه مشافهة من األستاذ‪ ،‬وإذا كان ذلك كذلك‪ ،‬فيترك هذه الحروف‬
‫عارية من النقط أولى‪ ،‬وال أمنع من هذا الوجه ايضاً»‪.‬‬
‫ْ‬
‫وذكروا أيضا في ﴿ َواْے۪ل ﴾ وجهين‪ :‬أحدهما‪ :‬كاألول في ﴿ ِئَأفكا ﴾‪ .‬والثاني‪:‬‬
‫االقتصار على الدارة‬

‫‪ 1‬سمير الطالبين‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.191-192‬‬


‫‪ 2‬دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط‪ ،‬للمارغني‪ ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬الطراز في شرح ضبط الخراز لإلمام التنسي‪ ،‬ص ‪.363-362‬‬
‫‪ 4‬اإلمتاع (سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين) ج‪ ،3‬ص ‪.199‬‬
‫‪ 5‬أصول الضبط ألبي داود‪ ،‬ص ‪.157‬‬

‫‪11‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‬
‫الحمد لله على تكريم نعمه وفضل منتِ ِه وتيسيرنا سبحانه وتعالى لهدايته‪ ،‬وصلى الله وسلم‬
‫وبارك على نبينا محمد ‪ ‬خاتم رسالته‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬ومن سار على دربه واتبع سنت ِه أما‬
‫بعد‪:‬‬
‫وبعد هذه الرحلة الممتعة مع موضوع تحسين المصاحف من خالل كتاب المحكم ألبي‬
‫عمرو الداني‪ ،‬قطفت وتذوقت ثمرة طيبة‪ ،‬قد خلصت إلى بعض النتائج منها‪:‬‬
‫‪ .1‬عناية علماء المسلمين الدائمة بكتاب الله على مدى األعصار واألمصار‪.‬‬
‫‪ .2‬المحافظة على المصاحف العتيقة‪ ،‬وطرق كتابتها ونقطها وشكلها‪ ،‬فسبحان من أنزل‬
‫لحافِظُون ﴾‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫هذا الكتاب‪ ﴿ :‬إنا نَ ْح ُن نَزلْنَا الذ ْكَر َوإنا لَهُ َ‬
‫‪ .3‬ساقني اإلمام الداني بالتعرف على مدرسته األندلسية وقيمة علمها الكبير‪ ،‬والتي ساهمت‬
‫في خدمة المصحف الشريف وضبطه‪.‬‬
‫‪ .4‬فضل وعلو مكانة اإلمام الداني العلمية‪ ،‬ورسوخ قدمه بشهادة العلماء السابقين‬
‫والالحقين‪ .‬وثناء العلماء عليه وعلى كتبه‪.‬‬
‫‪ .5‬القيمة الجليلة والمكانة العظيمة لكتاب المحكم الذي ترك أثراً لمن بعده‪ ،‬حيث استفادة‬
‫منه ونهل من علمه الغزير‪.‬‬
‫‪ .6‬التعرف على مفهوم التحسينات التي طرأت على المصاحف ومدى مراحل تطورها نقطاً‬
‫وشكالً‪.‬‬
‫‪ .7‬بيان أول من ابتدأ بنقط المصاحف وهو اإلمام أبي األسود الدؤلي حيث اخترع النقط‬
‫المدور للحركات الثالث‪ ،‬وبيان جهود علماء المسلمين في ذلك على مدى الدهور‬
‫واألزمان‪.‬‬
‫‪ .8‬بيان الحاق اإلمام الخليل لعشر عالمات أخرى في ضبط المصاحف كالشد والمد‬
‫والسكون‪...‬‬

‫‪11‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ .9‬تنوع التحسينات المصحفية حيث وردت على شكل حروف كالصلة‪ ،‬واأللوان كالهمزات‬
‫والرموز كعالمة اإلمالة‪ ،‬وخلو كعالمة اإلقالب‪.‬‬
‫‪ .12‬التعرف على أهم المصنفات في ضبط نقط المصاحف منها كتاب أصول الضبط ألبي‬
‫داود سليمان بن نجاح‪ ،‬وكتاب الطراز في شرح ضبط الخراز لإلمام التنسي‪ ،‬وسمير‬
‫الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين‪ ،‬علي محمد الضباع‪.‬‬
‫‪ .11‬ومن أهم النتائج التعرف على التحسينات المصحفية من خالل كتاب المحكم ألبي‬
‫عمرو الداني‪ ،‬وذلك منها التي كانت على شكل حروف‪ ،‬والتي على شكل رموز‪ ،‬والتي‬
‫على شكل ألوان‪ ،‬ومنها التي كانت بطريقة اإلخالء‪.‬‬
‫أما التوصيات هي‪:‬‬
‫‪ .1‬ضرورة دراسة جهود العلماء في شتى الفنون‪ ،‬السيما منها‪ ،‬علم ضبط المصاحف‪.‬‬
‫‪ .2‬العناية بجهود اإلمام أبي عمرو الداني في خدمة المصاحف‪.‬‬
‫وفي األخير اسأل الله أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وحفظاً في صدورنا‪ ،‬رسماً وقراءة‬
‫وضبطاً‪ .‬واسأل الله أن يوفقنا لصالح العمل فيه‪ ،‬وآخر دعوتي أن الحمد لله رب العالمين‪،‬‬
‫وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفهارس العامة‬

‫الفهارس العامة‬
‫قائمة الفهارس العامة‬

‫فهرس اآليات القرآنية‪.‬‬

‫رقم‬
‫الصفحة‬ ‫اآلية‬ ‫السورة‬
‫اآلية‬
‫ْ‬
‫‪58‬‬ ‫‪1‬‬ ‫لل ﴾‬ ‫ﱡ ِ۬ال َح ْم ُّد ِ ِ‬
‫‪84‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِين ‪﴾ 3‬‬ ‫لل َرب ِ۬الْ َعَٰلَم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ ْ ُّ‬
‫د‬ ‫ﱡ ِ۬الحم‬ ‫الفاتحة‬
‫ِ‬
‫‪84‬‬ ‫‪6/5‬‬ ‫ص َر َٰ َط َ۬الذ َ‬
‫ِين ﵠ‬ ‫ِيم ‪ِ 5‬‬ ‫لص َر َٰ َط َ۬الْ ُّم ْستَق َ‬ ‫ْ َ‬
‫ﱡ ُ۪اهدِنا َ۬ا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪54‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ﱡ َول ُّه ْم َعذاب ﵠ‬
‫‪55‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ِين ‪3‬ﵠ‬ ‫ﵟ هدى لِلْ ُّمتَق َ‬
‫ٗ‬
‫َ‬
‫‪55‬‬ ‫‪4‬‬ ‫دى ِمن رب ِ ِه ْم ﵠ‬ ‫ﵟ َعلَى ه ٗ‬
‫َ‬ ‫ُّ َ‬
‫‪57‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ﵟ َعلَى ك ِل ش ْےءٖ قدِير ‪ 39‬ﵠ‬
‫ْ َ‬
‫‪59‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ُأوَٰٓل ِئك ﵠ‬ ‫ﵟ‬
‫َ‬ ‫َٓ َ ُّ‬
‫‪59‬‬ ‫‪22‬‬ ‫يأيها ﵠ‬ ‫ﵟ َٰ‬
‫َ ِ َ‬
‫‪59‬‬ ‫‪185‬‬ ‫اع ٓۦ إِذا ﵠ‬ ‫ﵟ َ۬الد‬
‫َْ َ‬ ‫البقرة‬
‫‪59‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ِ‬
‫ﵟ َ۬المَٰٓل ِئكة ﵠ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫‪67-61‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ﵟ أۢنبِْٔيهم ﵠ‬
‫‪61‬‬ ‫‪227‬‬ ‫ﵟ ِم ۢن بَ ْع ِد ﵠ‬
‫ُّ ُّ ْ‬
‫‪65-61‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ﵟ صمۢ ُّبكم ﵠ‬
‫‪88-61‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ﵟ ِم ۢن بَ ْع ِد ﵠ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫‪63‬‬ ‫‪53‬‬ ‫ار ِئك ْم ﵠ‬
‫ﵟب ِ‬
‫َ‬
‫‪63‬‬ ‫‪259‬‬ ‫ﵟ أ ِرنِے ﵠ‬

‫‪11‬‬
‫قائمة الفهارس العامة‬

‫ُّ ُّ‬
‫‪63‬‬ ‫‪66‬‬ ‫ﵟ يَام ُّرك ُّم ٓۥ ﵠ‬
‫َ‬
‫‪81-64‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ﵟ قِيل ﵠ‬
‫‪65‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ار ﵠ‬ ‫ﵟ ُ۬النَ َ‬
‫كَٰفر َ‬ ‫ْ‬
‫‪65‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ين ‪ 38‬ﵠ‬ ‫ﵟ بِال ۪ ِِ‬
‫‪65‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ص ۪رى ﵠ‬
‫ﵟ َوالنَّ َ‬
‫‪65‬‬ ‫‪84‬‬ ‫ﵟ أ َس ۪رى ﵠ‬
‫ُّ ُّ ْ‬
‫‪65-61‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ﵟ صمۢ ُّبكم ﵠ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫‪67-61‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ﵟ أۢنبِْٔيهم ﵠ‬
‫َ َ‬
‫‪81‬‬ ‫‪272‬‬ ‫ﵟ فنِعِما ﵠ‬
‫َٓ َ َ َ‬
‫‪82‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ُأنزل إِليْك ﵠ‬ ‫ﵟ بِما ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫‪82‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ﵟ َيَٰبَنِ ٓے إِس َرٓا ِءيل ﵠ‬
‫َ ُّ ْ َ‬ ‫البقرة‬
‫‪82‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ﵟ قال ٓوا َء َامنا ﵠ‬
‫‪84‬‬ ‫‪176‬‬ ‫ﵟ َم َن ٰا َم َن ﵠ‬
‫َ َ‬
‫‪72-69‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ﵟ َءٓانذ ْرت ُّه ُّم ٓۥ ﵠ‬
‫‪61‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ﵟ ِم ۢن بَ ْع ِد ﵠ‬
‫‪54‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ﵟ َسمِيع َعلِيم ‪ 33‬ﵠ‬
‫َ ُّ َ‬
‫‪55‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ﵟ غفور رحِيم ‪ 33‬ﵠ‬
‫ِٕۧن ﵠ‬ ‫ﵟ َ۬النَبيٓ ِـ َ‬
‫‪62-59‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ِ‬ ‫آل‬
‫ُّ‬
‫‪63‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ﵟ َو ُّي َحذ ُِّرك ُّم ﵠ‬ ‫عمران‬
‫َ‬
‫‪65‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ار ﵠ‬
‫ﵟ ِ۬الن ۪ ِ‬
‫ه‬
‫ﵟ َ۬النَبيٓ ِـ َ‬
‫ِٕۧن ﵠ‬
‫‪-62-59‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ِ‬

‫‪11‬‬
‫قائمة الفهارس العامة‬

‫‪82‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪145‬‬ ‫وت َ ُّ‬
‫ِ۬الل ﵠ‬
‫َ‬
‫ﵟ َو َس ْوف ُّي ِ‬
‫َ ُّ َ ُّ‬
‫‪55‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ﵟ عفوا غفورا ‪ 33‬ﵠ‬
‫َ ْ ُّ ٓ ْ َ ْ ُّ ْ ُّ ْ‬
‫‪59‬‬ ‫‪134‬‬ ‫ﵟ ِإَون تلوۥا أو تع ِرضوا ﵠ‬ ‫النساء‬
‫َ‬
‫‪64-63‬‬ ‫‪57‬‬ ‫ﵟ نِعِما ﵠ‬
‫ْ ََ ْ‬
‫‪67‬‬ ‫‪132‬‬ ‫ﵟ ِان يشأ ﵠ‬
‫‪59‬‬ ‫‪121‬‬ ‫يُأولِے ﵠ‬
‫َٓ ْ‬
‫ﵟ َٰ‬
‫َ ُّ ْ ُّ‬ ‫المائدة‬
‫‪67‬‬ ‫‪123‬‬ ‫ﵟ تسؤك ْم ﵠ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ ْ‬
‫‪63‬‬ ‫‪112‬‬ ‫ﵟ َو َما يشع ُِّرك ُّم ٓۥﵠ‬ ‫األنعام‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪88-61‬‬ ‫‪162‬‬ ‫ﵟ فاۢنبَ َج َست ﵠ‬
‫ُّ ُّ‬ ‫األعراف‬
‫‪63‬‬ ‫‪157‬‬ ‫ﵟ يَام ُّرهم ﵠ‬
‫َْ‬ ‫ََْ‬
‫‪83‬‬ ‫‪66/65‬‬ ‫ﵟ ِمايتيْ ِن ﵠ ﵟ ِماية ﵠ‬ ‫األنفال‬
‫ُّ‬
‫‪63‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ﵟ ُّيبَ ِش ُّره ْم ﵠ‬ ‫التوبة‬
‫ََ َ ََ ِ ٓ‬
‫‪63‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ﵟأمن لا يهدے ﵠ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫‪63‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ﵟ ي َسيِ ُّرك ْم ﵠ‬ ‫يونس‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ْ ُّ‬
‫‪79‬‬ ‫‪87‬‬ ‫ﵟ أن تبوءا لِقو ِمكما ﵠ‬
‫‪81-64‬‬ ‫‪76‬‬ ‫ٓے۬سء ﵠ‬ ‫ﵟ َ‬
‫َ‬ ‫هود‬
‫‪81-64‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ﵟ َوغِيضﵠ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪59‬‬ ‫‪36‬‬ ‫اويلِه ِٓۦ إِناﵠ‬
‫ﵟ بِت ِ‬
‫ﵟ َعل ُّ‬ ‫يوسف‬
‫‪61‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ِيمۢ ب ِ َما ﵠ‬

‫‪11‬‬
‫قائمة الفهارس العامة‬

‫َ َ َ ُّ ٗ َ َ‬
‫َ۬الصَٰغِر َ‬
‫‪82‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ين ‪ 32‬ﵠ‬ ‫ِ‬ ‫ﵟ وليكونا ِمن‬
‫ُّ‬ ‫َ ََ ٓ‬ ‫َ ُّ‬
‫‪83‬‬ ‫‪112‬‬ ‫ﵟ فنُۨ ِجے من نشاء ﵠ‬
‫َ َ َ‬
‫‪85-84‬‬ ‫‪11‬‬ ‫امنا ﵠ‬ ‫ﵟت‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪84‬‬ ‫‪87‬‬ ‫ﵟ ٰاتيْ َنَٰك ﵠ‬ ‫الحجر‬
‫َ ُّ ُّ ْ‬
‫‪81-63‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ﵟ تعدواﵠ‬ ‫النحل‬
‫‪37‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ﵟ َو َي ْد ُّع ُ۬ال َ‬
‫ِانسَٰ ُّن ﵠ‬
‫َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ ُّ‬
‫‪56‬‬ ‫‪21/22‬‬ ‫ﵟ َمحظورا ‪ُ۟ 20‬انظ ْر كيْف ﵠ‬
‫َ َٓ ُّ َ ٓ‬ ‫ٓ‬ ‫َ َ َ َْ‬
‫‪59‬‬ ‫‪22/62‬‬ ‫ِ‬
‫هؤلاء ﵠ‬ ‫ﵟ ل ِئن َاخرت ِنۦ ﵠ ﵟ و َٰ‬
‫اإلسراء‬
‫ْ ُّ ُّ َ ُّ‬
‫‪82-59‬‬ ‫‪7‬‬ ‫وهك ْم ﵠ‬ ‫ﵟ ؤُـُسَيِلا وج‬
‫َ‬
‫‪59‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ﵟ إِن ت َر ِن ﵠ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ُّ ٓ ْ َ ْ َ‬
‫‪59‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ﵟ فأوۥا إِلى َ۬الكه ِف ﵠ‬
‫ْ‬
‫‪67‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ﵟ َو َهيِے ﵠ‬
‫َ‬ ‫الكهف‬
‫‪69-67‬‬ ‫‪62‬‬ ‫ريت ﵠ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٓ‬
‫ﵟ أ َٰ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫َ ٗ‬
‫‪57‬‬ ‫‪61/62‬‬ ‫ت َع ْد ٍن ﵠ‬ ‫ﵟ شْٔيا ‪َ 60‬جن َٰ ِ‬ ‫مريم‬
‫ٗ‬
‫‪57‬‬ ‫‪122‬‬ ‫ﵟ يَ ْو َم ِئ ٖذ ُّز ْرقا ‪ 300‬ﵠ‬ ‫طه‬
‫َ ْ ُّ‬
‫‪63‬‬ ‫‪122‬‬ ‫ﵟ لا يَح ُّزن ُّه ُّم ﵠ‬
‫‪83‬‬ ‫‪87‬‬ ‫ِين ‪ 87‬ﵠ‬ ‫ﵟ ُّنُۨ ِجے ِ۬الْ ُّمو ِمن َ‬ ‫األنبياء‬
‫َ َْ‬
‫‪84‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﵟ ق َد َافل َح ﵠ‬ ‫المؤمنون‬
‫‪36‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ﵟ َايُّ َه َ۬الْ ُّمو ِم ُّن َ‬
‫ون ﵠ‬ ‫النور‬
‫ك َ‬ ‫ُّ‬
‫‪59‬‬ ‫‪32‬‬ ‫نت ﵠ‬ ‫ﵟ بِه ِٓۦ إِن‬
‫َ َ َٓ ْ ُّ‬ ‫الشعراء‬
‫‪67‬‬ ‫‪75‬‬ ‫ﵟ أف َٰريتم ﵠ‬

‫‪011‬‬
‫قائمة الفهارس العامة‬

‫‪57‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ين ‪ 33‬ﵠ‬ ‫كَٰفر َ‬ ‫۪‬ ‫ٖم‬ ‫و‬‫ﵟ ِمن قَ ْ‬


‫ِ ِ‬
‫َ ۢ ُّ َ‬ ‫النمل‬
‫‪88-61‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ورك ﵠ‬ ‫ﵟ أن ب ِ‬
‫ون ‪ 32‬ﵠ‬ ‫ﵟ يَ ْو َمئذ يَ َص َد ُّع َ‬
‫‪56‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ِ ٖ‬ ‫الروم‬
‫َ‬
‫‪54‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ﵟ َعلِيم خبِير ‪ 33‬ﵠ‬ ‫لقمان‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪56‬‬ ‫‪6/5‬‬ ‫ﵟ رحِيما ‪ِ۬ 5‬النبِ ٓے ُّء ﵠ‬
‫ُّ ْ‬ ‫األحزاب‬
‫‪57‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ﵟ ِر َجال َص َدقوا ﵠ‬
‫َ‬
‫‪81-64‬‬ ‫‪54‬‬ ‫ﵟ َوحِيل ﵠ‬ ‫سبأ‬
‫َ ُّ َ ُّ‬
‫‪57‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ﵟ غفور شكور ‪ 30‬ﵠ‬ ‫فاطر‬
‫‪63‬‬ ‫‪48‬‬ ‫ﵟ َو ُّه ْم يَ َخ ِص ُّم َ‬
‫ون ‪ 38‬ﵠ‬
‫َ َ‬ ‫يس‬
‫‪65‬‬ ‫‪57‬‬ ‫ِيم ‪ 57‬ﵠ‬
‫ب رح ٖ‬ ‫ﵟر ٖ‬
‫‪57‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ﵟ قَ ْوما ٗ َطَٰغ َ‬
‫ِين ‪ 30‬ﵠ‬ ‫الصافات‬
‫‪81‬‬ ‫‪68‬‬ ‫يق ﵠ‬ ‫ﵟ َوسِ َ‬
‫الزمر‬
‫‪81-64‬‬ ‫‪66‬‬ ‫ﵟ َو ِج ٓے َء ﵠ‬
‫َ َ‬
‫‪63‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ﵟ أ ِرنا ﵠ‬ ‫فصلت‬
‫َ‬
‫‪54‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ﵟ ل َعلِي َحكِ يم ‪ 3‬ﵠ‬ ‫الزخرف‬
‫َ َ‬
‫‪65‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ِيم ‪ 30‬ﵠ‬ ‫ٖ‬ ‫ل‬ ‫َا‬ ‫اب‬‫ﵟع ٍ‬
‫ذ‬ ‫األحقاف‬
‫ٗ‬ ‫ٗ‬
‫‪57‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ﵟ َسَٰلما َسَٰلما ‪ 28‬ﵠ‬ ‫الواقعة‬
‫ْ‬ ‫ُّ ٓ ْ َ ُّ َ ُّ‬
‫‪82-62‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ﵟ قوا أنفسكم ﵠ‬ ‫التحريم‬
‫ُّ ُّ‬
‫‪63‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ﵟ يَنص ُّركم ﵠ‬
‫َ ْ‬ ‫الملك‬
‫‪81-64‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ﵟ س ٓيت ﵠ‬
‫‪56‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ﵟ يَ ْو َم ِئ ٖذ َواهِيَة ‪ 35‬ﵠ‬ ‫الحاقة‬

‫‪010‬‬
‫قائمة الفهارس العامة‬

‫ْ‬
‫‪58‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ﵟ كِ َتَٰبِيَه ‪ 38‬ﵠ‬
‫َ ْ‬
‫‪58‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ِسابِيَه ‪ 39‬ﵠ‬ ‫ﵟح‬
‫‪58‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ﵟ َمالِيَه ‪ 28‬ﵠ‬
‫ُّ‬
‫‪86‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ﵟ َءٓانت ُّم ٓۥ ﵠ‬ ‫النازعات‬
‫ٗ‬ ‫َ َ َ ُّ َ‬
‫‪82-62‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ان بِهِۦ بَ ِصيرا ‪ 35‬ﵠ‬‫ك َ‬ ‫ﵟ بَ ۪لىَٰٓ إِن ربهۥ‬ ‫االنشقاق‬
‫َ َ‬
‫‪55‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اصبَة ‪ 3‬ﵠ‬ ‫ﵟ َعا ِملة ن ِ‬ ‫الغاشية‬
‫َ َ ْ َ َۢ َ‬
‫‪82‬‬ ‫‪16‬‬ ‫اصيَ ِة ‪ 36‬ﵠ‬ ‫ﵟ لنسفعا بِالن ِ‬ ‫العلق‬

‫‪011‬‬
‫قائمة الفهارس العامة‬

‫فهرس األعالم‬
‫الصفحة‬ ‫اسم العلم‬ ‫الرقم‬
‫‪12‬‬ ‫الذهبي‬ ‫‪1‬‬
‫‪12‬‬ ‫الداودي‬ ‫‪2‬‬
‫‪11‬‬ ‫السمعاني‬ ‫‪3‬‬
‫‪17‬‬ ‫فارس بن أحمد‬ ‫‪4‬‬
‫‪17‬‬ ‫خلف بن إبراهيم الخاقاني‬ ‫‪5‬‬
‫‪17‬‬ ‫محمد بن أحمد‬ ‫‪6‬‬
‫‪17‬‬ ‫طاهر بن غلبون‬ ‫‪7‬‬
‫‪18‬‬ ‫أحمد بن محمد‬ ‫‪8‬‬
‫‪18‬‬ ‫إبراهيم بن شاكر‬ ‫‪9‬‬
‫‪18‬‬ ‫خلف بن يوسف‬ ‫‪12‬‬
‫‪18‬‬ ‫إبراهيم بن دخنيل‬ ‫‪11‬‬
‫‪19‬‬ ‫أبو العباس‬ ‫‪12‬‬
‫‪19‬‬ ‫أبو داود‬ ‫‪13‬‬
‫‪19‬‬ ‫يحيى ابن إبراهيم‬ ‫‪14‬‬
‫‪19‬‬ ‫محمد بن يحيى‬ ‫‪15‬‬
‫‪23‬‬ ‫الضبي‬ ‫‪16‬‬
‫‪23‬‬ ‫القفطي‬ ‫‪17‬‬
‫‪38‬‬ ‫محمد بن علي البغدادي‬ ‫‪18‬‬
‫‪38‬‬ ‫محمد بن القاسم األنباري‬ ‫‪19‬‬
‫‪39‬‬ ‫أحمد بن عمر القاضي‬ ‫‪22‬‬
‫‪39‬‬ ‫خلف ابن أحمد بن أبي خالد القاضي‬ ‫‪21‬‬
‫‪39‬‬ ‫محمد بن أحمد بن علي‬ ‫‪22‬‬

‫‪011‬‬
‫قائمة الفهارس العامة‬

‫‪39‬‬ ‫عبد الملك بن الحسين‬ ‫‪23‬‬


‫‪39‬‬ ‫محمد بن علي الكاتب‬ ‫‪24‬‬
‫‪39‬‬ ‫عبد الرحمن بن عفان‬ ‫‪25‬‬
‫‪39‬‬ ‫إبراهيم بن الخطاب اللمائي‬ ‫‪26‬‬
‫‪39‬‬ ‫عبد بن أحمد الهروي‬ ‫‪27‬‬

‫‪011‬‬
‫قائمة الفهارس العامة‬

‫فه ـ ــرس األق ـ ـ ــوال واآلثـ ـ ـ ــار‬

‫الصفحة‬ ‫قائله‬ ‫طرف األثر‬ ‫الرقم‬


‫‪44-32‬‬ ‫عثمان ‪‬‬ ‫وكان قتادة يكره ذلك‬ ‫‪1‬‬
‫‪44‬‬ ‫ابن مسعود ‪‬‬ ‫َجرﱢدوا القرآن‬ ‫‪2‬‬
‫‪44‬‬ ‫مغيرة ‪‬‬ ‫جردوا الْ ُقرآن وَال تخلطوا بِِه ما لَي ِ‬
‫س مْنهُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫‪3‬‬
‫‪45‬‬ ‫أبي رجاء ‪‬‬ ‫يدوا فِي الْ ُح ُروف أَو‬
‫َخاف أَن ي ِز ُ‬ ‫ِ‬
‫إِني أ َ‬ ‫‪4‬‬
‫ينقصوا‬
‫‪45‬‬ ‫مالك ‪‬‬ ‫وَال َيزال ِْ‬
‫اإلنْ َسان يسألني َعن نقط الْ ُق ْرآن‪..‬‬ ‫‪5‬‬
‫َ‬
‫‪45‬‬ ‫ربيعة ‪‬‬ ‫ال بأس به‬ ‫‪6‬‬
‫‪45‬‬ ‫ثابت بن معبد ‪‬‬ ‫العجم نور الكتاب‬ ‫‪7‬‬
‫‪49‬‬ ‫قتادة ‪‬‬ ‫بدؤوا فنقطوا‪ ،‬ثم خمسوا‪ ،‬ثم عشرو‬ ‫‪8‬‬
‫‪49‬‬ ‫زياد ‪‬‬ ‫يا أبا األسود‪ ،‬إن هذه الحمراء قد كثرت‪..‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪72‬‬ ‫ابن الجبير ‪‬‬ ‫إياك والخضرة التي تكون في المصاحف‬ ‫‪12‬‬
‫‪76‬‬ ‫ابن أبي زيد ‪‬‬ ‫وكره مالك وغيره النقط بالحمرة والصفرة‬ ‫‪11‬‬
‫‪77‬‬ ‫الحسن ‪‬‬ ‫ال بأس بنقطها باألحمر‬ ‫‪12‬‬
‫‪77‬‬ ‫مالك ‪‬‬ ‫تعشير المصحف بالحبر البأس به‬ ‫‪13‬‬

‫‪011‬‬
‫قائمة الفهارس العامة‬

‫فهــرس األمــاكن والبلــدان‬

‫الصفحة‬ ‫المكان أو البلد‬ ‫الرقم‬


‫‪12‬‬ ‫سرقسطة‬ ‫‪1‬‬
‫‪12‬‬ ‫دانية‬ ‫‪2‬‬
‫‪13‬‬ ‫ميورقة‬ ‫‪3‬‬

‫فه ـ ـ ــرس النسبـ ـ ـ ــة‬

‫الصفحة‬ ‫المكان أو البلد المنسب إليه‬ ‫الرقم‬


‫‪18‬‬ ‫البربشتري‬ ‫‪1‬‬

‫فهـ ـ ــرس المصطل ــحات‬

‫الصفحة‬ ‫المصطلح‬ ‫الرقم‬


‫‪35‬‬ ‫أبي جاد‬ ‫‪1‬‬
‫‪35‬‬ ‫المخفي‬ ‫‪2‬‬
‫‪35‬‬ ‫اإلشمام‬ ‫‪3‬‬
‫‪36‬‬ ‫الحذف‬ ‫‪4‬‬
‫‪36‬‬ ‫الزيادة‬ ‫‪5‬‬
‫‪76‬‬ ‫الالزورد‬ ‫‪6‬‬

‫‪011‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫* القرآن الكريم‪ :‬المصحف الشريف المثمن برواية ورش عن نافع‪.‬‬
‫‪.1‬معرفة القراء الكبار على الطبقات واإلعصار‪ ،‬شمس الدين الذهبي‪( ،‬ت‪748‬ه)‪،‬‬
‫تحقيق الدكتور طيار آلتى قوالج‪ ،‬استانبول (‪1416‬ه‪1995/‬م)‪.‬‬
‫‪.2‬شذرات الذهب في أخبار من ذهب البن العماد اإلمام شهاب الدين أبي الفالح عبد‬
‫الحي بن أحمد بن محمد العكري الحنبلي الدمشقي(‪1289-1232‬ه)‪ ،‬أشرف على تحقيقه‬
‫وخرج أحاديثه عبد القادر األرناؤوط‪ ،‬حققه وعلق عليه محمود األرناؤوط‪ ،‬دار ابن كثير‪،‬‬
‫دمشق‪-‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪1412‬ه‪1989-‬م‪.‬‬
‫‪.3‬المقنع ألبي عمرو عثمان بن سعيد الداني‪ ،‬تحقيق الدكتورة نورة بنت حسن‪ ،‬دار‬
‫التدمرية‪ ،‬ط‪1431(1‬ه‪2212-‬م)‪.‬‬
‫‪.4‬سير أعالم النبالء شمس الدين الذهبي‪ ،‬تحقيق شعيب األرنؤوط‪ .‬ومحمد نعيم‬
‫العرقسوسي مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫‪.5‬المعجم المختص (بالمحدثين) اإلمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان‬
‫الذهبي‪ ،‬تحقيق الدكتور محمد الحبيب الميلة‪ ،‬األستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة‪ ،‬مكتبة‬
‫الصديق‪ .‬الطائف المملكة العربية السعودية الطبعة األولى ‪1428‬ه‪1988 -‬ه‬
‫‪.6‬ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعالم مذهب مالك‪ ،‬القاضي عياض بن‬
‫موسى اليحصبي‪ ،‬ضبطه وصححه محمد سالم هاشم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪1418‬ه‪1998/‬م‪.‬‬
‫‪.7‬األعالم‪ ،‬خير الدين الزركلي‪ ،‬قاموس تراجم ألشم الرجال والنساء من العرب والمستعربين‬
‫المستشرقين‪ ،‬اآلبري‪ -‬إغناطيوس‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة‬
‫السابعة(مايو)‪.1986‬‬
‫‪.8‬اإلقناع في القراءات السبع أبي جعفر ابن الباذش االنصاري‪ ،‬تحقيق الدكتور عبد‬
‫المجيد قطاش‪.‬‬
‫‪.9‬معجم األدباء‪ ،‬ياقوت الحموي الرومي‪ ،‬تحقيق‪ ،‬الدكتور إحسان عباس‪ ،‬دار الغرب‬

‫‪011‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫اإلسالمي‪ ،‬ط‪1993(1‬م)‪.‬‬
‫‪.12‬معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ دكتور محمد سالم محيسن‪ ،‬بالجامعة اإلسالمية‬
‫بالمدينة المنورة‪ .‬دار الجيل بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪141۲‬ه‪199۲-‬م‬
‫‪.11‬معجم شيوخ الحفاظ أبي عمرو الداني‪ ،‬إمام القراء بالمغرب واألندلس‪ ،‬الدكتور عبد‬
‫الهادي حميتو‪ ،‬الناشر‪ :‬الجمعية المغربية ألساتذة التربية االسالمية‪ -‬فرع آسفي‪ ،‬ط‪(1‬صفر‬
‫‪/1421‬ماي‪.)2222‬‬
‫‪.12‬اإلحاطة في اخبار غرناطة‪ ،‬محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الغرناطي‬
‫األندلسي البن الخطيب‪ ،‬تحقيق محمد عبد الله عنان‪ ،‬بالقاهرة ط‪1397(1‬ه‪1977-‬م)‪.‬‬
‫‪.13‬المحكم في علم نقط المصاحف‪ ،‬أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفي سنة‬
‫‪444‬ه‪ ،‬تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد‪ ،‬دار الغوثاني للدراسات القرآنية‪-‬دمشق‪-‬‬
‫بيروت‪.‬ط‪ 1‬سنة ‪1438‬ه‪2217/‬م‬
‫‪.14‬المحكم في نقط المصاحف أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني بتحقيق الدكتور عزة‬
‫حسن‪ ،‬دمشق‪.‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬دمشق سورية‪ ،‬ط‪ 2‬سنة ‪1418‬ه‪1997.‬م‪.‬‬
‫‪.15‬معجم البلدان‪ ،‬شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن غبد الله الرومي الحموي‪ ،‬دار‬
‫صادر بيروت‪.‬ط‪ 2‬سنة‪1995‬م‬
‫‪.16‬التيسير في القراءات السبع‪ ،‬االمام أبي عمروعثمان بن سعيد الداني‪ ،‬عنى بتصحيحه‬
‫اوتوبرتزل استانبول‪ ،‬مطبعة الدولة ‪.193‬لجمعية المستشرقين االلمانية‪.‬‬
‫‪".17‬األرجوزة المنبهة" على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات وعقد الديانات‬
‫بالتجويد والدالالت‪ ،‬ألبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني‪ ،‬تحقيق محمد مجقان‬
‫الجزائري‪ ،‬دار المغني‪ ،‬للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،‬ط‪1422(1‬ه‪1999/‬م)‪.‬‬
‫‪.18‬البيان في عد آي القرآن‪ ،‬ألبي عمرو الداني األندلسي‪ ،‬المتوفي سنة ‪444‬ه‪،‬‬
‫تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد‪ ،‬ط‪1414(1‬ه‪1994-‬م)‪ .‬مركز المخطوطات والتراث‬
‫والوثائق قسم القرآن وعلومه‪.‬‬
‫‪.19‬التحديد في اإلتقان والتجويد أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني األندلسي‪ ،‬دراسة‬

‫‪011‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫وتحقيق د‪ .‬غانم قدوري الحمد‪ ،‬دار عمار‪ -‬عمان‪ ،‬الطبع األولى ‪2222‬م‪1421 -‬ه‪.‬عمان‬
‫االردن‪.‬‬
‫‪.22‬األحرف السبعة للقرآن أبو عمرو الداني‪ ،‬مكتبة المنارة‪ -‬مكة المكرمة‪،‬‬
‫ط‪ ،)1428(1‬تحقيق الدكتور عبد المهيمن الطحان‪.‬‬
‫‪.21‬غاية النهاية لشمس غاية النهاية في طبقات القراء‪ ،‬شمس الدين ابن الجزري‬
‫الدمشقي‪ ،‬المحقق برجستراسر‪ -‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‪ -‬ط‪ )2226(1‬لبنان‪.‬‬
‫‪.22‬ميزان االعتدال في نقد الرجال‪ ،‬شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن‬
‫عثمان الذهبي المتوفي ‪748‬ه‪ ،‬تحقيق علي محمد البجاوي‪ ،‬دار المعرفة بيروت‪ -‬لبنان لطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬ط‪ 1‬سنة‪1382 :‬ه‪1963/‬م‪.‬‬
‫‪.23‬هدية العارفين أسماء المؤلفين وأثار المصنفين‪ ،‬إسماعيل باشا بن محمد البغدادي‪،‬‬
‫دار احياء التراث العربي بيروت‪-‬لبنان ط(‪ ،)1951‬طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة في‬
‫مطبعتها البهية استانبول‪.‬‬
‫‪.24‬شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ اإلمام نافع‪ ،‬لإلمام أبي عبد الله محمد بن عبد‬
‫الملك المنتوري القيسي المتوفي سنة(‪834‬ه)‪ ،‬تحقيق الصديقي سيدي فوزي‪،‬‬
‫ط‪1421(1‬ه‪2221-‬م)‪.‬‬
‫‪.25‬الدرة الصقلية في شرح أبيات العقيلة للمقرئ الحافظ أبي بكر عبد العني المشتهر‬
‫باللبيب‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبد العلي أيت زعبول‪ ،‬اإلدارة العامة لألوقاف(قطر)‪ ،‬ط‪1432(1‬ه‪-‬‬
‫‪2211‬م)‪ ،‬دار المعرفة(لبنان)‪.‬‬
‫‪.26‬صبح األعشى أبو العباس أحمد القلقشندي‪ ،‬دار الكتب المصرية‬
‫بالقاهرة(‪1342‬ه‪1922-‬م)‪.‬‬
‫‪.27‬استدراكات باسم التنبيه على مذهب أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني في الفتح‬
‫واإلمالة‪.‬‬
‫‪.28‬تاريخ بغداد وذيوله‪ ،‬أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي‪ ،‬دراسة وتحقيق‪:‬‬
‫مصطفى عبد القادر عطاء‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ 1‬سنة‪1417 :‬ه‬

‫‪011‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪.29‬إنباه الرواة على أنباه النحاة‪ ،‬جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي تحقيق‬
‫محمد أبو الفضل ابراهيم‪ ،‬دار الفكر القاهرة‪ ،‬ط‪1426(1‬ه‪1986/‬م)‪.‬‬
‫‪.32‬كشف الضنون عن اسامي الكتب والفنون‪ ،‬األديب مصطفى بن عبد الله الشهير‬
‫بحاجي خليفة‪ ،‬بجامعة استنبول المحمية والمعلم رفعت بيلكة الكلسي‪ ،‬دار إحياء التراث‬
‫العربي‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪.31‬مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم‪ ،‬أحمد بن مصطفى الشهير‬
‫بطاش كبرى زاده‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى ‪1425‬ه‪1985-‬م‪.‬‬
‫‪.32‬فهارس الخزانة الحسنية بالقصر الملكي بالرباط‪ ،‬الفهرس الوصفي لعلوم القرآن‪،‬‬
‫محمد العربي الخطابي‪ ،‬ط‪.)1987-1427(1‬‬
‫‪.33‬استدراكات تاريخ التراث العربي‪ ،‬قسم التفسير وعلوم القرآن‪ ،‬أستاذ الدكتور حكمت‬
‫بشير ياسين‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬ط‪ 1‬ذو القعدة ‪1422‬ه‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪.34‬الطراز في شرح ضبط الخراز‪ ،‬لإلمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله التنسي‪،‬‬
‫(ت‪899‬ه)‪ ،‬دراسة وتحقيق دكتور أحمد بن أحمد شرشال‪ ،‬فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية‪.‬‬
‫‪.35‬الوافي في شرح الشاطبية عبد الفتاح عبد الغني القاضي‪ ،‬دار السالم‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫عشرة ‪1439‬ه‪2218/‬م‪ .‬القاهرة – فرع اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪.36‬ابراز المعاني من حرز األماني في القراءات السبع اإلمام عبد الرحمن بن اسماعيل‬
‫بن إبراهيم‪ ،‬المعروف بأبي شامة الدمشقي المتوفي سنة ‪665‬ه‪ ،‬تحقيق إبراهيم عطوه عوض‬
‫دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪.37‬الميسر في علم رسم المصحف وضبطه‪ ،‬أستاذ‪ .‬الدكتور غانم قدوري الحمد‪ ،‬راجعه‪.‬‬
‫األستاذ الدكتور عبد الهادي حميتو‪ ،‬والدكتور أحمد شرشال‪ ،‬ط‪1437(2‬ه‪2216/‬م)‪ ،‬معهد‬
‫اإلمام الشاطبية‪.‬‬
‫‪.38‬هجاء مصاحف االمصار للمهدي‪.‬أبي العباس أحمد بن عمار المهدوي المتوفي‬
‫سنة ‪442‬ه تحقيق األستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ -‬الشارقة‪،‬‬
‫دار ابن الجوزي ط‪1432 1‬ه لنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪.39‬غاية المريد في علم التجويد‪ ،‬عطية قابل نصر‪ ،‬قسم الدراسات القرآنية بكلية‬
‫المعلمين بالرياض ط‪1414(4‬ه‪1994/‬ه)‪ ،‬القاهرة الرياض جدة‪.‬‬
‫‪.42‬فتح المنان المروي بمورد الضمآن لعبد الواحد بن العاشر‪ ،‬دراسة وتحقيق الدكتور‬
‫عبد الكريم بوغزالة‪ ،‬دار ابن حفص‪.‬‬
‫‪.41‬مختصر التبيين لهجاء التنزيل‪ ،‬أبو داود سليمان بن نجاح‪ ،‬دراسة وتحقيق أحمد بن‬
‫معمر شرشال‪ ،‬طبع بالمدينة المنورة‪ ،‬مركز البحوث والدراسات اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪1423‬ه‪2222/‬م‪.‬‬
‫‪.42‬بصائر ذوي التمييز لطائف الكتاب العزيز‪،‬مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب‬
‫الفيروزابادي المتوفي سنة‪817‬ه‪ ،‬المحقق محمد علي النجار الناشر‪ :‬المجلس األعلى للشئون‬
‫اإلسالمية ‪ -‬لجنة إحياء التراث اإلسالمي‪ ،‬القاهرة ‪ 1412‬ه ‪ 1992 -‬م‪.‬‬
‫‪43‬حاشية القليوبي على منهاج الطالبين‪ ،‬ط‪1375(3‬ه‪1956-‬م)‪ ،‬مطبعة مصطفى‬
‫البابي بمصر‪.‬‬
‫‪.44‬البحر المحيط في اصول الفقه بدر الدين محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي‪:‬‬
‫الناشر دار الكتب العلمية ‪ -‬لبنان‪ /‬بيروت ‪ 1421 -‬ه ‪ 2222 -‬م ‪.‬‬
‫‪.45‬النقط ذيل المقنع في رسم مصاحف االمصار‪ ،‬االمام أبي عمرو عثمان بن سعيد‬
‫الداني باعتناء اوتو برتزل استانبول‪ :‬مطبعة الدولة ‪ .1932‬جمعية المستشرقين االلمانية‪.‬‬
‫‪.46‬النقط ذيل المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل األمصار ألبي عمرو عثمان بن‬
‫سعيد الداني المتوفي ‪444‬ه‪ ،‬دراسة وتحقيق نورة بنت حسن بن فهد الحميد‪ ،‬دار التدمرية‬
‫ط‪1431 1‬ه‪۲212-‬م‪.‬‬
‫‪.47‬معجم اللغة العربية المعاصرة ‪،‬األستاذ الدكتور أحمد محتار عمر‪ ،‬ط‪1429( 1‬ه‪-‬‬
‫‪2228‬م)‪ ،‬عالم الكتب‪-‬القاهرة‪2228 ،‬‬
‫‪.48‬الرائد‪ ،‬جبران مسعود‪ ،‬دار العلم للماليين‪،‬مؤسسة ثقافية للتأليف والترجمة والنشر‬
‫ط‪ 7‬آ ذار‪/‬مارس ‪ 1992‬بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪.49‬المعجم الجامع‪ ،‬محمد عثمان محمد عثمان‪ ،‬إشراف األستاذ الدكتور محمد جواد‬

‫‪000‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫النوري‪ ،‬حرف النون‬


‫‪.52‬قصة النقط والشكل في المصحف الشريف‪ ،‬الدكتور عبد الحي حسين الفرماوي‪،‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬مطبعة حسان ­ القاهرة‪.‬‬
‫‪.51‬منهج الفرقان في علوم القرآن‪ :‬محمد علي سالمة ‪ ،165‬فصل الخطاب‪ :‬د‪.‬‬
‫الكومي‪ ،‬د‪ .‬محمد القاسم‪.‬‬
‫‪.52‬اإلتقان في علوم القرآن للحافظ عبد الرحمن السيوطي(‪849‬ه‪911-‬ه)‪ ،‬دار ابن‬
‫حزم‪ .‬ط‪1429(1‬ه‪2228-‬م) بيروت‬
‫‪(.53‬اإلمتاع) بجمع مؤلفات الضباع (سمير الطالبين) في رسم وضبط الكتاب المبين‪،‬‬
‫علي محمد الضباع شيخ المقاريء المصرية‪.‬‬
‫‪.54‬دليل الحيران على مورد الضمآن في فن الرسم والضبط‪ ،‬باعتبار قراءة االمام نافع‪،‬‬
‫أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المارغني ‪.‬‬
‫‪.55‬أصول الضبط وكيفيته على جهة االختصار ألبي داود سليمان بن نجاح المتوفي سنة‬
‫‪.496‬المدينة المنورة‪1427،‬ه‪ .‬حققه وعلق عليه د‪ .‬أحمد بن أحمد بن معمر شرشال‪.‬‬
‫‪.56‬المعجم الوسيط‪ ،‬ط‪1425(4‬ه‪2224/‬م) مكتبة الشروق الدولية (مصرالعربية)‪.‬‬
‫‪.57‬استعمال األلوان في اصطالحات ضبط المصاحف عن علماء األندلس والمغرب‪،‬‬
‫د‪ .‬موالي محمد اإلدريسي الطاهري‪ ،‬ط‪1432(1‬ه‪2229-‬م) الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪.58‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬محمد مرتضى الحسيني الزبيدي‪ ،‬مجموعة من‬
‫المحققين‪ ،‬دار الهداية‪.‬‬
‫‪( .59‬لسان العرب)‪ ،‬محمد بن مكرم بن علي‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور‬
‫األنصاري الرويفعى اإلفريقي‪ ،‬المتوفي سنة ‪711‬ه‪ ،‬نشر ادب الحوزة‪ ،‬محرم ‪1425‬ه‪.‬‬
‫‪ .62‬مجمع بحار األنوار في غرائب التنزيل ولطائف األخبار‪ ،‬جمال الدين‪ ،‬محمد طاهر‬
‫بن علي الصديقي الهندي الفتني الكجراتي‪ ،‬المتوفي سنة ‪986‬ه‪ ،‬الناشر مطبعة مجلس دائرة‬
‫المعارف العثمانية‪ ،‬ط‪1387 3‬ه‪1967-‬م‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫الرسائ ـ ـ ـ ــل الجامعيـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬


‫‪.2‬اختيارات اإلمام أبي عمرو الداني في علم القراءات(جمعا ودراسة)‪.‬كامل بن سعود‬
‫بن مطيران الجعفري العنزي الرقم الجامعي‪ ،‬العام الجامعي ‪1433‬ه‪1434-‬ه رسالة‬
‫(الدكتوراء) كلية الدعوة وأصول الدين قسم القراءات‪ ،‬جامعة أم القرى بمكة المكرمة السعودية‪.‬‬
‫‪.1‬التحسينات التجويدية التي طرأت على المصحف الشريف‪ -‬األلوان انموذجا‪-‬حنين‬
‫قدة‪ ،‬رسالة ماستر‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واالنسانية قسم العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة الشهيد‬
‫حمه لخضر‪2218.‬م‪2219.‬م‬
‫‪.4‬اإلمام أبي داود سليمان بن نجاح واختياراته في مسائل الضبط القرآني من خالل كتابه‬
‫أصول الضبط وكيفيته على جهة االختصار‪ .‬ابتداء من ضبط اإلدغام الناقص إلى آخر الكتاب‪.‬‬
‫ليلى شبرو‪ ،‬رسالة ماستر‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واالنسانية‪ ،‬قسم العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة‬
‫الشهيد حمه لخضر‪1435 ،‬ه‪1336.‬ه‪2214/‬م‪2215.‬م‪.‬‬
‫‪.7‬موازنة بين كتابي المحكم في نقط المصاحف لإلمام أبي عمرو الداني وأصول الضبط‬
‫لإلمام أبي داود سليمان بن نجاح‪ .‬ابتداء من الموازنة المصادر والمنهج إلى آخر األبواب‪-‬‬
‫محدة نفيسة ‪ .‬رسالة ماستر‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واالنسانية‪ ،‬قسم العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة‬
‫الشهيد حمه لخضر‪ 1442،‬ه‪1441 .‬ه ‪ 2219/‬م ‪2222.‬م‪.‬‬
‫‪.9‬اختيارات اإلمام أبي عمرو الداني في علم الضبط من خالل كتابه المحكم‪ -‬نور‬
‫الهدى عوادي‪ ،‬رسالة ماستر‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬قسم العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة‬
‫حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪1345 ،‬ه‪1346.‬ه‪2214/‬م‪2215.‬م‬
‫المق ـ ــاالت والمجـ ـ ــالت‪:‬‬
‫‪.2‬مجلة بحوث ودراسات العالم اإلسالمي‪ ،‬اإلمام الداني وكتابه المحكم في نقط‬
‫المصاحف اختياراته في الضبط وما جرى به عمل المصاحف‪(.‬مقال)‪ ،‬الدكتور عبد الكريم‬
‫بوغزالة‪.‬‬
‫المواقــع اإلليكترونيــة‪:‬‬
‫‪.2‬الموسوعة الفقهية‪ /‬الجزء الثامن والثالثون(المصحف‪ .‬تعريفه واألحكام المتعلقة به)‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الشكر والتقدير ‪..........................................................................‬‬


‫إهداء ‪....................................................................................‬‬
‫ملخص البحث‪ ...........................................................................‬أ‬
‫جدول الرموز واإلشارات المستخدمة في البحث‪...........................................‬‬
‫الـمـقـ ـ ــدم ـ ــة ‪ ..........................................................................‬أ‪-‬ح‬
‫المبحث األول‪ :‬حياته الشخصية والعلمية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حياته الشخصية‪21 .................................................. .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اسمه ونسبه وكنيته ومولده‪12 ...........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نشأت ه‪11 ........................................................... .‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬وف ات ه ‪13 .........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حياته العلمية‪27 ..................................................... .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شيوخه وتالميذه‪14 ....................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مؤلف ات ه‪19 ........................................................ .‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مكانته العلمية وثناء العلماء عليه‪22 ................................... .‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التعريف بكتابه (المحكم)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دراسة وصفية للكتاب‪16 ............................................ .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اسم الكتاب وزمن تأليفه‪26 ........................................... .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أبواب الكتاب‪27 .................................................... .‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مخطوطاته وطبعاته‪29 ............................................... .‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬قيمة الكتاب‪31 ...................................................... .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دراسة تحليلية للكتاب‪41 .............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬منهج المؤلف في كتابه‪32 ............................................ .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المصادر التي اعتمد عليها‪37 ......................................... .‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مؤاخذات على الكتاب‪42 ........................................... .‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التحسينات المصحفية‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية التحسينات‪74 ..................................................‬‬


‫الفرع األول‪ :‬تعريف التحسينات لغة واصطالحا‪43 .................................. .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف المصحف لغة واصطالحا‪43 ................................... .‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬حكم التحسينات المصحفية‪44 ...................................... .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النقط والشكل تعريف وتأليف‪76 ..................................... .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف النقط والشكل لغة واصطالحا‪ ،‬وسببهما‪46 ...................... .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أول من بدأ بنقط المصاحف‪49 ........................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬العلماء الذين ألفوا كتبا في النقط قبل أبي عمرو الداني‪52 ............... .‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬العلماء الذين اعتمدوا على المحكم ألبي عمرو الداني (بعده)‪51 ......... .‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬ذكر التحسينات من خالل المحكم ألبي عمرو الداني‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التحسينات على شكل حروف‪94 .................................... .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحركات الثالثة (الفتحة‪ ،‬الضمة‪ ،‬الكسرة)‪53 ............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التنوين والتشديد والسكون‪54 ......................................... .‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المطة‪ ،‬والهمزة‪ ،‬والصلة‪ ،‬وميم اإلقالب‪59 ............................. .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التحسينات على شكل رموز‪64 ...................................... .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االختالس‪ ،‬اإلشمام‪ ،‬اإلمالة‪63 ........................................ .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التنوين والتشديد والسكون‪65 ......................................... .‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الهمزة‪ ،‬والصلة‪67 ................................................... .‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التحسينات على شكل ألوان‪42 ..................................... .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف األلوان لغة واصطالحا‪71 ........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬ظروف نشأته وحكمه‪71 ...............................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬األلوان ومجاالت استعمالها عند العلماء‪78 ............................ .‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬التحسينات بطريقة اإلخالء من الشكل‪85 ............................ .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬طريقة اإلخالء من اإلقالب‪89 ..........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طريقة اإلخالء من االختالس واإلشمام واإلمالة‪89 ........................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬طريقة اإلخالء من التشديد والسكون‪92 ............................... .‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬طريقة اإلخالء من المطة والهمزة‪91 .................................... .‬‬

‫‪001‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الخاتمة ‪57 ...............................................................................‬‬


‫الفهارس العامة ‪56 ........................................................................‬‬
‫فهرس اآليات القرآنية‪54 ............................................................ .‬‬
‫فهرس األعالم‪214 ...................................................................‬‬
‫فه ـ ــرس األق ـ ـ ــوال واآلثـ ـ ـ ــار ‪219 ......................................................‬‬
‫فهــرس األمــاكن والبلــدان ‪216 ........................................................‬‬
‫فه ـ ـ ــرس النسبـ ـ ـ ــة‪216 ................................................................‬‬
‫فهـ ـ ــرس المصطل ــحات ‪216 ..........................................................‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪214 .........................................................‬‬
‫فهرس المحتويات ‪227 ...............................................................‬‬

‫‪001‬‬

You might also like