Professional Documents
Culture Documents
Taqrir
Taqrir
Taqrir
مقدمة:
تعّد الشعر اإلسالمي مظهًر ا فريًد ا من التعبير األدبي الذي تجسدت فيه روحانية اإلسالم وقيمه العالية.
من خالل هذا النوع من الشعر ،استطاع الشعراء اإلسالميون أن يروجوا للقيم والمفاهيم اإلسالمية
بطريقة فنية تتميز بالجمال والبساطة .في هذا السياق ،استوعب الشعر اإلسالمي مبادئ القرآن الكريم
واألحاديث الشريفة ،وأخذ يعكس العواطف اإلسالمية بشكل رقيق ،مستعرًض ا مجموعة من القضايا
والقيم التي تشكل جوهر المجتمع اإلسالمي.
أثر الشعر بشكل كبير بفضل األساليب المستمدة من القرآن الكريم واألحاديث الشريفة.
يتميز أسلوب الشعر اإلسالمي بتجنب الجفاف والغلظة ،حيث تعكس األشعار اآلن مشاعر إسالمية رقيقة.
تميل األلفاظ إلى السهولة واليسر ،وقد ظهرت مصطلحات جديدة مثل (الجنة ،النار ،الثواب ،القاب،
الكفر ،اإلشر) ،تعكس مفاهيم اإلسالم.
يتجنب الشعر اإلسالمي التكلف والصنعة في استخدام األلفاظ ،مما أدى إلى التخلص من تعقيدات الشعر
الجاهلي وتعزيز قوة التعبير.
الهجاء :زاد الهجاء بين شعراء مكة وشعراء المدينة بعد هجرة النبي من مكة ،ولكن كانت
المعاني تختلف بين الطرفين .كان المسلمون مبدعين في معانيهم ،إضافة إلى هجاء الجبن
والتخاذل والضعف ،ظهرت معان جديدة حول مفاهيم مثل الكفر واإلشراك وغيرها ،مما كان له
تأثير كبير في الشاعرين .قل الهجاء في شعر المسلمين بعد فتح مكة ،ولكن الخلفاء استمروا في
الدفاع عن اإلسالم من خالل قصائدهم.
الحماسة :تغيرت هذه المظهر في عصر اإلسالم بشكل كبير عن حماسة الجاهلية ،حيث انحرفت
عن الغزل الملموس والتناول الالمعقول والشجب السلبي .أصبحت تعبر عن روح المجتمع
اإلسالمي والهدف الواحد والمبادئ المشتركة.
الرثاء :في عصر صدر اإلسالم ،كتب الشعراء الكثير من القصائد الرثائية بعد وفاة النبي محمد،
وكتبوا بحزن ولوعة عن فقدانه وأداء دوره في نشر اإلسالم .كانوا أجادوا في التعبير عن
العاطفة والحزن
الزهد :في اإلسالم ،يتعامل الشعر بروح الزهد ،حيث يدعو الشعراء إلى التقنع بالحياة الدنيا
والتركيز على الحياة اآلخرة .يتناولون القليل من المتع ويشجعون على التوكل على هللا وثقته في
توفير الرزق
.
الختام:
يظهر الشعر اإلسالمي كنافذة فنية تنطلق منها العواطف والقيم الدينية للمسلمين .من خالل تأثيره في
العصور المختلفة ،عكس الشعر اإلسالمي التطورات في الفكر الديني والمجتمعي .ومع استمرار تطور
هذا الفن األدبي ،يظل الشعر اإلسالمي جزًءا ال يتجزأ من التراث األدبي اإلسالمي ،حيث يستمر في
إلهام األجيال ونقل القيم والمعاني الروحية إلى عالمنا المعاصر.
الشعر األموي
يتميز الشعر األموي بتنوع عناصره ،حيث يجمع بين الجذور الجاهلية والقيم اإلسالمية ،مما يخلق تجربة
أدبية فريدة .في هذا النوع من الشعر ،نجد تأثيًر ا قوًيا لعناصر جاهلية ،حيث يقوم الشعراء باالستلهام من
التراث القديم واألساطير الجاهلية .بالمقابل ،يبرز الشعر األموي عناصر إسالمية بارزة ،حيث يحتفي
بالقيم الدينية ويعكس تأثير اإلسالم على الثقافة والفن ،وتتجلى روح الجهاد في بعض قصائد الشعر
األموي ،حيث يحث الشاعر على التفاني والكفاح في سبيل هللا .يستخدم الشعر األموي القصائد ألغراض
متنوعة ،بدًءا من المدح لتسليط الضوء على الفضائل واألخالق ،وصواًل إلى الهجاء والفخر كوسيلة
للتعبير عن الهوية واالنتماء.
ُتَع ّد بعض قصائد الشعر األموي وسيلة لشرح تعاليم اإلسالم ،حيث يعكس الشاعر فهمه للقوانين
واألخالق اإلسالمية بأسلوب شعري جذاب ،ويظهر الشعر األموي بوضوح تناول بعض الظواهر السلبية
مثل الكذب والنفاق .يتيح للشعراء فرصة التعبير عن هذه الصفات بطريقة تشد انتباه القارئ وتعكس
الواقع االجتماعي بشكل صادق .في بعض األحيان ،يختار الشعر األموي التركيز على الجوانب اإليجابية
واألخالقية ،مما يجعله يتجنب تصوير صفات الكذب والنفاق .يركز الشاعر في هذه الحاالت على تسليط
الضوء على الفضائل وبناء األخالق .المبالغة في المديتقن الشعر األموي فن المبالغة في المدح ،حيث
يعتمد الشاعر على تضخيم مميزات المحمود بهدف إبراز قيمته وأهميته .يتميز هذا األسلوب باإلبداع
والقدرة على جعل النص أكثر جاذبية.
تعتبر قصائد الشعر األموي وسيلة لجلب العطايا ،حيث يستخدم الشاعر الكلمات ببراعة لخلق صور تشد
انتباه السامع وتبث في قلبه رغبة في التجربة والمشاركة في الفرح والجمال .يتسم الشعر األموي بتنوعه
واستخدام اللغة بشكل فني لتعبر عن مجموعة واسعة من األفكار والمشاعر .يظهر في بعض األحيان
شيوع كلمات غير العربية ،وتعتبر "البيذق" و "الروذق" أمثلة على ذلك .تستخدم هذه الكلمتين كرموز
للمفارقة والتناقض .يعكس الشاعر بها توجًها فنًيا يسعى إلى إثارة االنتباه وتحقيق تأثير جمالي في النص.
تمثل هذه الكلمتين رموًز ا توضح التباين واالختالف في الواقع وتعزز األلوان والصور في الشعر .البيذق
والروذق ،تأتي هذه الكلمتين لتمثل رمزين متناقضين ،حيث ُيربط "الحمل" بالثقل والجهد ،بينما ُيربط
"المسلخ" بالتحرير والخالص .يتجلى في هذا االختيار اللغوي رغبة الشاعر في تحقيق توازن بين
المفارقات وتعزيز األلوان والصور في الشعر .يتسم قصائد الشعر األموي بالواقعية ،حيث يسعى
الشعراء إلى تصوير الحياة بشكل صادق وملموس .يتناولون التفاصيل اليومية واألحداث الحياتية بأسلوب
يجعل القارئ يشعر باالرتباط العميق مع النص .ويتناول الشعر األموي الحروب والغزوات كجزء من
التحديات التي يواجهها المجتمع .يعكس الشاعر تأثيرات الحروب على األفراد والمجتمع بشكل دقيق ،مما
يجسد الصراعات اإلنسانية والتحديات التاريخية .تعكس قصائد الشعر األموي األحداث اليومية بشكل
مباشر ،حيث يستخدم الشاعر اللغة بمهارة لتوثيق وتجسيد تلك اللحظات الصغيرة التي تشكل جزًءا من
حياة الناس .يقوم الشعر األموي بتوثيق الوقائع التاريخية بشكل جميل وفنيُ .يظهر الشاعر أحداثًا مثل
الحروب والغزوات والتحوالت التاريخية بطريقة تعكس الفهم العميق للتاريخ وتأثيره على المجتمع.
الشعر العباسي
في فترة العصر العباسي ،برز الشعر بتنوعه ،وقاد معه ثورة ثقافية وفكرية أثرت على الحضارة
اإلسالمية بشكل شامل .كان الشعر العباسي يتميز بتأثيره البارز على الفكر والحضارة ،حيث قّد م تجديًد ا
هاًما في األساليب الشعرية والمحتويات ،متناواًل قضايا متنوعة.
شهدت حركة الشعر في العصر العباسي تطوًر ا ملحوًظ ا ،سواًء في االتجاهات القديمة أو
الحديثة ،حيث ظهرت مجموعة واسعة من الشعراء الجدد ،مثل أبي ضمضم الكالبي
والضميري وعمارة بن عقيل .كان هؤالء الشعراء يشتهرون بالسليقة الفطرية في شعرهم،
حيث نشأوا في البادية وانتقلوا بعد ذلك إلى المدن .كان لشعرهم تميز بارتباطه بالعصر
العباسي واستنباطه منه ،ومن بين خصائصه:
التخلي عن المقدمة الطللية :
كانت العادة السائدة في الشعر العربي حتى بداية العصر العباسي هي استخدام المقدمات
الطللية والغزلية كبدايات للقصائد .ومع ذلك ،شهدت هذه العادة تغييًر ا حيث بدأ الشعراء في
العصر العباسي بالتجديد في مقدمات قصائدهم .تحولت اهتماماتهم نحو استحداث مواضيع
تناسب البيئة الجديدة التي عاش فيها العباسيون ،حيث كانوا يعيشون في المدن ويتمتعون
بالترف والرفاهية ويقيمون في القصور .في تلك المرحلة ،تخلى الشعراء عن النمط التقليدي
الذي كان يبدأ بالمقدمات الطللية والغزلية ،وبدأوا بالتنويع في مقدمات قصائدهم ،والتركيز
على موضوعات أكثر تعايًش ا مع واقعهم الحي .ومن هذه المقّد مات الجديدة مقّد مة أبي تمام
في مدح المعتصم التي يقول فيها :رّقت حواشي الدهر فهي ُتمرمر وغدا الثرى في َح ليه
يتكَّسر:
وغدا الثرى في َح ليه يتكَّسر رّقت حواشي الدهر فهي ُتمرمر
شكل الشعر العباسي أساًس ا حيوًيا للحضارة اإلسالمية ،إذ ساهم في تشكيل الفهم الثقافي واالجتماعي،
وأدى إلى ظهور مصطلحات جديدة وتطوير فكري ،مما أثر إيجاًبا على التفكير العقالني .الكلمات في
الشعر العباسي تحث على التفكير والتأمل بشكل فني وجذاب ،معبرًة عن الشك واليقين ومِّث رًة للفهم
الثقافي الفردي.
تأثر الشعر العباسي بالتصوف والغزل في هللا ،حيث ترتبط القصائد بالسعي الروحي واالبتعاد عن
الجوانب المادية للحياة .كما تجلى الغلو في الزهد والتفكير العميق في العالقة بين اإلنسان والخالق.
شكل الشعر العباسي وسيلة للتواصل بين الفلسفة وعلم الكالم ،حيث تأثرت القصائد باألفكار الفلسفية
والمنطق ،مما أدى إلى تطور التفكير الديني والفلسفي .وشّك ل انتشار المجون تحدًيا قوًيا للشعر العباسي،
فركزت القصائد على التعبير عن الغضب واالستياء من هذه الظاهرة.
تمثل فترة العصر العباسي تجديًد ا للقصيدة القديمة ،بالتخلي عن المقدمة الطللية ،مما أعطى الشعر نكهة
جديدة وتميًز ا فريًد ا .وتناول الشعر العباسي وصف القصور والخمور بأسلوب مثير وفني ،مما أعطى
القصائد طابًع ا فريًد ا يتجلى في تفاصيل الصور والمشاعر.
في ذروة هذه الثورة الشعرية العباسية ،نشأت رؤية جديدة للحضارة والفكر ،حيث لم يكن الشعر مجرد
تسلية بل كان محّر ًك ا للتفكير وتحّو ل المجتمع.
من طرف إبراهيم أوهي ،إلياس عارف ،يحيى عبد االوي معن ،بدر فتوح