Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 51

‫مقدمة‬

‫السيادة لألمم‪ .‬وحكم الشعوب نفسها بنفسه امن املبادئ الراسخة في تاريخ االنسانية التي اعتبرتها‬
‫الديمقراطية عمادا لها‪ .‬فمنذ الديمقراطية املباشرة التي تحيل على ممارسة الشعب وبشكل مباشر‬
‫للوظائف العامة التي تناط به‪ ,‬مثلما تجسد دولة املدينة مع اليونان ‪,‬حيث أن الديمقراطية املباشرة تتمثل في‬
‫اجتماع الشعب في ساحة "اآلغورا" لسن القوانين واتخاذ القرارات بشكل مباشر وليس عن طريق اختيار‬
‫ممثلين عنهم ملمارسة الحكم‪ ,‬ظهرت الديمقراطية التمثيلية ثم الديمقراطية التشاركية بعدها في النصف‬
‫الثاني من القرن العشرين ‪ .‬بذلك فالديمقراطية التشاركية التي يشهدها العالم اليوم تنبني على االنموذج‬
‫الذي رسخته الديمقراطية املباشرة‪.‬‬

‫و يمكن القول أن مفهوم الديمقراطية التشاركية خرج للوجود مع نهاية الستينات وبداية السبعينات من‬
‫القرن املاضي كنتاج لفشل عدد من التجارب الديمقراطية الغربية وكتطلع نحو مزيد من الحقوق‬
‫والديمقراطية وهو نفس االتجاه الذي ساد في أوروبا بالضبط واملطالب بمشاركة أوسع للمواطنين في‬
‫القضايا العامة التي تهمهم وتهم أوطانهم‪ ،‬املطالب لم تنحصر فقط في الحركات املدنية واملواطنين بل امتدت‬
‫إلى القضاء في أملانيا مثال ‪.‬‬

‫من هنا فالديمقراطية التشاركية عبارة عن نظام ديمقراطي يسعى إلى تشكيل مواطنين أكفاء للمشاركة في‬
‫أكبر عدد ممكن من نواحي الحياة االجتماعية ‪ .‬وال يستقيم الحديث عن هذه الديمقراطية اال بالحديث عن‬
‫اآلليات التي يمكن أن تمارس من خاللها ‪,‬من أهمما تقديم العرائض ‪ .‬ونجد األنظمة الدستورية والقانونية‬
‫مختلفة بشكل كبير في إقرار حق تقديم العرائض‪ ،‬فالبعض أقر ممارسة هذا الحق بشكل فردي كاألردن‬
‫وأملانيا‪ ،‬في املقابل نجد املغرب وبريطانيا أقرت هذا الحق بشكل جماعي‪ ،‬وهنا يمكن أن تكون العريضة‬
‫حاملة لفكرة تشريعية أو مطالب مجتمعية ‪ .‬و لم تعرف التجربة املغربية تراكما كبيرا في هذا املجال‬
‫بحيث أنه وألول مرة تمت دسترة هذا الحق بشكل صريح مع الدستور املغربي الجديد ‪ 2011‬في الفصول‬
‫‪. 139 ,15‬‬

‫أهمية املوضوع و راهينته ‪:‬‬

‫خالل هذه الدراسة تم تسليط الضوء على موضوع حق تقديم العرائض باعتباره آلية للديمقراطية‬
‫التشاركية ‪ ,‬نظرا ألهميته البالغة سواء من زاوية إشراك املواطنين في تدبير الشأن العام أو في الحياة‬

‫‪1‬‬
‫السياسية‪ ,‬ومنه فنجد أن للموضوع أهمية اجتماعية الرتباطه املباشر بأدوار املجتمع املدني وسياسية‬
‫باعتبار تقديم العرائض تبتغي اشراك املواطنين في ممارسة الديمقراطية واالسهام في السياسات العمومية‪,‬‬
‫وتقدم لنا التجربة البريطانية مثاال واضحة ألهمية هذه اآللية‪ ،‬حيث عملت بريطانيا بالعرائض مع الثورة‬
‫البريطانية لسنة ‪ 1688‬حيث تم االعتراف بتقديم العرائض دستوريا بعدما كان يتم العمل بطريقة عرفية‬
‫توارثتها اململكة على مر السنين وطورتها ليتم تقنينها بموجب قانون الحقوق لسنة ‪ . 1689‬إذن فالحاجة‬
‫لتقديم العائض في التجربة البريطانية سبقت التقعيد القانوني لهذا الحق ‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة ‪:‬‬

‫لم يعد تدبير الشؤون العامة واملحلية حكرا على املؤسسات السياسية واملنتخبة‪ ،‬فبمقتضى الوثيقة‬
‫الدستورية لسنة ‪ ،2011‬من خالل عدد كبير من املقتضيات‪ ،‬بات كذلك من حق املواطنين‪ ،‬وجمعيات‬
‫املجتمع املدني‪ ،‬املشاركة في إعداد القرارات العمومية وتفعيلها وتقييمها‪ ،‬حيث جاء في ديباجته‪“ :‬إن اململكة‬
‫املغربية‪ ،‬وفاء الختيارها الذي ال رجعة فيه في بناء دولة ديمقراطية يسودها الحق والقانون‪ ،‬تواصل بعزم‬
‫مسيرة توطيد وتقوية مؤسسات دولة حديثة‪ ،‬مرتكزاتها املشاركة والتعددية والحكامة الجيدة‪ ،‬وإرساء‬
‫دعائم مجتمع متضامن”‪ .‬لكن إلى أي حد تسهم آلية تقديم العرائض في تعزيز الديمقراطية التشاركية في‬
‫التجربة املغربية؟‬

‫التصميم‪:‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬مرجعيات القانونية آللية تقديم العرائض وشروطها‬

‫املطلب االول ‪ :‬مفهوم العرائض وشروط تقديمها‪.‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬املرجعيات القانونية الوطنية آللية تقديم العرائض‪.‬‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬حصيلة تقديم العرائض ورهاناتها ‪.‬‬

‫مطلب أول ‪ :‬حصيلة تقديم العرائض‪.‬‬

‫املطلب الثاني ‪:‬اكراهات وافاق آلية تقديم العرائض‬

‫املبحث األول ‪ :‬مرجعيات القانونية آللية تقديم العرائض وشروطها‬

‫‪2‬‬
‫املطلب االول ‪ :‬مفهوم العرائض وشروط تقديمها‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم تقديم العرائض‬

‫البد قبل الخوض في موضوع العرائض أن نحدد التعريف اللغوي والقانوني لها ‪ ,‬باإلضافة إلى تحديد‬
‫مجموعة من املصطلحات املرتبطة بها‪ ,‬وذلك لفهمها باعتبارها أحد أبرز آليات الديمقراطية التشاركية ‪.‬‬
‫ْظَل‬
‫فالعرائض في اللغة جمع عريضة (قن) وهي صحيفة بها حاجة أو َم مة موَّج هة إلى ُس لطٍة أو إدارة رسمَّي ة و‬
‫َت‬ ‫ّك‬
‫عريضة الَّد عوى (قن) هي ُم ذ رة قانونّي ة مكتوبة عادة ْع رض أسباَب الَّد ْع وى أو الِّد فاع في قضّي ة‪.1‬‬

‫وهو ما أتجه إليه كل من معجم الرائد ومعجم الوسيط ومعجم الغني بذلك حسب كل هذه املعاجم‬
‫يمكن تعريف العريضة في اللغة على أنها كتاب يرفع إلى الحكام أو املسؤولين يطالب بتحقيق حاجة أو يحمل‬
‫تأييدا أو احتجاجا‪.2‬‬

‫على املستوى االصطالحي جاء القانون (‪, )44.14‬املحدد لشروط وكيفيات ممارسة الحق في تقديم‬
‫العرائض إلى السلطات العمومية‪ ,‬في مادته الثانية أن العريضة في مدلولها القانوني‪ :‬كل طلب مكتوب على‬
‫دعامة ورقية أو إلكترونية‪ ،‬يتضمن مطالب أو مقترحات أو توصيات يوجهه مواطنات ومواطنون مقيمون‬
‫باملغرب أو خارجه إلى السلطات العمومية املعنية‪ ،‬قصد اتخاذ ما تراه مناسبا في شأنه من إجراءات في إطار‬
‫احترام أحكام الدستور والقانون وطبقا لإلجراءات املنصوص عليها في هذا القانون التنظيمي‪.3‬‬

‫ويمكن تحديد عدد من املفاهيم املرتبطة بتقديم العرائض في الجدول التالي‪: 4‬‬

‫املواطن (ة) الذي يعينه املواطنون لتتبع مسطرة العريضة‪.‬‬ ‫وكيل العريضة ‪:‬‬
‫كل طلب مكتوب يتضمن مطالب أو اقتراحات أو توصيات‬ ‫العريضة الوطنية‪:‬‬
‫يوجهه بصفة جماعية مواطنات أو مواطنون مقيمون باملغرب‬
‫أو خارجه‪ ،‬إلى السلطة املعنية‪ ،‬قصد اتخاذ ما تراه مناسبا في‬
‫شانه من إجراءات في إطار احترام الدستور والقانون (‪)44.14‬‬
‫وسيلة إلشراك املجتمع املدني في تدبير الشأن العام املحلي‪،‬‬ ‫العريضة املحلية‬
‫‪ 1‬عمر مختار أحمد ‪,‬معجم اللغة العربية املعاصرة ‪ ,‬الطبعة األولى ‪, 2008‬ص ‪1484‬‬
‫‪ 2‬عرب ديكت‪ ,‬كلمة عريضة‪ https://www.arabdict.com/ar ,‬تاريخ الزيارة ‪ 30/11/23 :‬الساعة ‪12:30:05‬‬
‫‪ 3‬القانون التنظيمي رقم ‪ 44-14‬بتحديد شروط وكيفيات ممارسة الحق في تقديم العرائض إلى السلطات العمومية‪ ,‬الصادر بتنفيذه الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 1-16-107‬صادر في ‪ 23‬من شوال ‪ 28( 1437‬يوليو ‪. )2016‬‬
‫‪ 4‬سموني محمد ‪,‬دليل الترافع‪ ,‬طبعة ‪ , 2016‬ص‪ -36‬ص‪37‬‬
‫‪3‬‬
‫قصد تغيير وضعية ما‪ ،‬أو إثارة االنتباه لقضية ما عن طريق‬
‫توجيه مقترحات والترافع عنها وتوجيه املنتخبين محليا إليها‬
‫املواطن أو املواطنة الذي تعينه الساكنة املحلية لتتبع مسطرة‬ ‫أصحاب العريضة‬
‫العريضة على املستوى املحلي أو الجهوي‪.‬‬
‫املوقعون على العريضة في الئحة منظمة تسمى الئحة العريضة‪،‬‬ ‫مدعمو العريضة‬
‫تتضمن توقيعاتهم وأسماءهم الشخصية والعائلية وبطائقهم‬
‫الوطنية للتعريف وعناوين إقامتهم‪.‬‬
‫لجنة مكونة من ‪ 9‬و أعضاء يختارهم أصحاب املبادرة في ‪:‬‬ ‫لجنة تقديم العريضة‬
‫تقديم العريضة من بينهم‪.‬‬
‫جدول‪ :1‬تركيب شخصي‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط تقديم العرائض‬

‫على املستوى الوطني‬ ‫‪.1‬‬

‫لقبـول عريضـة لـدى السـلطات العموميـة املتمثلة في الحكومة أو رئيسي مجلسي البرملان يشترط أن تكون‪:5‬‬

‫يكون الهدف منها تحقيق مصلحة عامة ؛‬ ‫‪‬‬


‫تكون املطالب أو املقترحات أو التوصيات التي تتضمنها مشروعة ؛‬ ‫‪‬‬
‫تحرر بكيفية واضحة ؛‬ ‫‪‬‬
‫تكون مرفقة بمذكرة مفصلة تبين األسباب الداعية إلى تقديمها واألهداف املتوخاة منها ؛‬ ‫‪‬‬
‫تكون مرفقة بالئحة دعم العريضة 'املادة ‪ 6‬من القانون نفسه)‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫ال تكون مقدمة ألكثر من سلطة عمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكـون الالئحة موقعـة مـن قبـل ‪ 4500‬مدعم للعريضة علـى األقل ومرفقة بنسـخ مـن بطائـق‬ ‫‪‬‬
‫هويتهـم‪.6‬‬

‫إذن متى ترفض العريضة على املستوى ؟‬

‫‪ 5‬القانون التنظيمي رقم ‪ 44-14‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 6‬يشار إلى أن قانون ‪ 14,44‬وضع الحد األدنى لتوقيعات املدعمين في ‪ 5000‬توقيع كشرط لقبول العارضة على املستوى الوطني‪ ,‬ثم تم تغيير‬
‫وتتميم املادة ‪ 6‬التي تنص على ذلك‪ ،‬بمقتضى املادة األولى من القانون التنظيمي رقم ‪ 70.21‬الذي جاء متمما ومعدال للقانون ‪.14,44‬‬
‫‪4‬‬
‫تعتبـر العرائـض غيـر مقبولـة إذا كانـت تتضمن مطالـب أو مقترحـات أو توصيـات‪:7‬‬

‫تمس بالثوابت الجامعة لألمة ‪ ،‬واملتعلقة بالدين اإلسالمي أو بالوحدة الوطنية أو بالنظام امللكي للدولة‬ ‫‪‬‬
‫أو باالختيار الديمقراطي أو باملكتسبات التي تم تحقيقها في مجال الحريات والحقوق األساسية كما هو‬
‫منصوص عليها في الدستور ؛‬
‫تهم قضايا تتعلق باألمن الداخلي أو بالدفاع الوطني أو باألمن الخارجي للدولة ؛‬ ‫‪‬‬
‫تكون موضوع قضايا معروضة أمام القضاء أو صدر حكم في شأنها ؛‬ ‫‪‬‬
‫تتعلق بوقائع تكون موضوع تقص من قبل اللجان النيابية لتقصي الحقائق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وتعتبر العرائض غير مقبولة أيضا ‪ ،‬بعد دراستها ‪ ،‬إذا كانت ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تخل بمبدإ استمرارية املرافق العمومية وبمبدأ املساواة بين املواطنات واملواطنين في الولوج‬ ‫‪o‬‬
‫إلى املرافق العمومية ؛‬
‫تكتسي طابعا نقابيا أو حزبيا ضيقا ؛‬ ‫‪o‬‬
‫تكتسي طابعا تمييزيا ؛‬ ‫‪o‬‬
‫تتضمن سبا أو قذفا أو تشهيرا أو تضليال أو إساءة للمؤسسات أو األشخاص‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫إذا تبين ‪ ،‬بعد دراسة العريضة ‪ ،‬أن موضوعها يتضمن تظلمات أو شكاوى يكون النظر فيها من‬ ‫‪‬‬
‫اختصاص مؤسسات دستورية أخرى ‪ ،‬أحال رئيس الحكومة أو رئيس أحد مجلسي البرملان ‪ ،‬حسب‬
‫الحالة ‪ ،‬العريضة املذكورة إلى املؤسسة الدستورية املعنية لالختصاص ‪ ،‬ويخبر وكيل لجنة تقديم‬
‫العريضة بذلك ‪ ،‬داخل أجل عشرة (‪ )10‬أيام ابتداء من تاريخ اإلحالة‪.‬‬

‫كيفية إيداع العريضة على املستوى الوطني‪:8‬‬

‫تجدر االشارة الى أنه عندما يتم استيفاء الشروط املطلوبة يقــوم وكيــل لجنــة تقديــم العريضــة بإيداعهــا‬
‫مقابــل وصــل يشــهد بذلــك أو بإرســالها إلــى الســلطة العموميــة املعنيــة عــن طريــق البريــد اإللكتروني‪.‬‬

‫ويمكــن لــه أن يودعهــا أيضــا لــدى الســلطة اإلدارية املحليــة التــي يقيــم فــي دائــرة نفوذهــا الترابــي مقابــل وصــل‬
‫يشــهد بذلــك‪ .‬وفــي هــذه الحالــة‪ ،‬تحيــل الســلطة اإلدارية املحليــة العريضــة إلــى الســلطة العموميــة املعنيــة‬
‫داخــل أجــل ال يتعــدى ‪ 15‬يومــا ابتــداء مــن تاريــخ إيــداع العريضــة لديهــا‪.‬‬

‫‪ 7‬القانون التنظيمي رقم ‪ 44-14‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 8‬القانون التنظيمي رقم ‪ 44-14‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫بمجــرد توصــل رئيــس الحكومــة أو رئيــس أحــد مجلســي البرملــان بالعريضــة يحيلهــا الــى لجنــة العرائــض‬
‫املحدثــة‪ ،‬حســب الحالــة‪ ،‬برئاســة الحكومــة أو بالنظــام الداخلــي بأحــد مجلســي البرملــان والتــي تقــوم بالتحقــق‬
‫مــن اســتيفاء العريضـة للشـروط املذكـورة سـلفا وكذلـك إبـداء الـرأي واقتـراح اإلجراءات فــي العرائــض‬
‫املقبولــة‪ .‬توج ــه لجن ــة العرائ ــض رأيه ــا واقتراحاته ــا إل ــى رئي ــس الحكوم ــة أو مكت ــب املجلـس املعنـي داخـل أجـل‬
‫‪ 30‬يومـا ابتـداء مـن تاريـخ إحالـة العريضـة إليهـا‪ .‬فــي حالــة تبيــن عــدم اســتيفاء العريضــة للشــروط تخبــر‬
‫رئيــس الحكومــة أو مكتــب املجلــس املعنــي بذلــك فــي أجــل ‪ 30‬يومــا‪ .‬ومـن الواجـب علـى رئيـس الحكومـة أو‬
‫رئيـس احـد مجلسـي البرملـان أن يخبـر وكيــل لجنــة تقديــم العريضــة بعــدم قبولهــا داخــل أجــل ‪ 30‬يومــا ابتــداء‬
‫مــن تاريــخ توصلــه بــرأي لجنــة العرائــض‪.‬‬

‫يبــث رئيــس الحكومــة أو مكتــب املجلــس املعنــي فــي موضــوع العريضــة بعــد توصلـه بـرأي لجنـة العرائـض‬
‫واقتراحاتهـا‪ .‬يخبـر رئيـس الحكومـة وكيـل لجنـة تقديـم العريضـة كتابـة باملـآل الـذي خصصتـه الحكومـة‬
‫ملوضـوع العريضـة‪ ،‬والسـيما اإلجراءات والتدابيـر التـي تعتـزم اتخاذهـا عنـد االقتضاء‪.‬‬

‫على املستوى املحلي والجهوي‬ ‫‪.2‬‬

‫على املستوى املحلي والجهوي اختص كل من القانون التنظيمي رقم ‪ 113/14‬املتعلق بالجماعات ‪ ,‬و القانون‬
‫التنظيمي للعماالت واألقاليم رقم ‪ ,112/14‬و القانون التنظيمي ‪ 111/14‬الخاص بالجهات‪ ,‬في بعض املواد‬
‫تحديد شروط تقديم العرائض على املستوى املحلي يمكن توضيحها على شكل الجدول التالي‪:‬‬

‫بالجهات‬ ‫العماالت واألقاليم‬ ‫الجماعات‬


‫القانون التنظيمي ‪111/1114‬‬ ‫‪10‬‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪112/14‬‬ ‫القانون التنظيمي رقم‬ ‫العرائض‬
‫‪9‬‬
‫‪113/14‬‬
‫املادة‪120‬‬ ‫املادة ‪114‬‬ ‫املادة ‪123‬‬ ‫شروط تقديم‬
‫يجب أن يستوفي مقدمو العريضة يجب أن يستوفي مقدمو العريضة من‬ ‫العرائض من يجب أن يستوفي مقدمو‬
‫من املواطنات واملواطنين الشروط املواطنات واملواطنين الشروط‬ ‫العريضة من املواطنات‬ ‫قبل‬

‫‪ 9‬القانون التنظيمي رقم ‪ 113 -14‬املتعلق بالجمعات‪ ,‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1-15-85‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو‬
‫‪.)2015‬‬
‫‪ 10‬القانون التنظيمي رقم ‪ 112-14‬املتعلق بالعماالت واألقاليم‪ ,‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1-15-84‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪7( 1436‬‬
‫يوليو ‪.)2015‬‬
‫‪ 11‬القانون التنظيمي رقم ‪ 111-14‬املتعلق بالجهات‪ ,‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1-15-83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو‬
‫‪.)2015‬‬
‫‪6‬‬
‫التالية ‪:‬‬ ‫واملواطنين الشروط التالية ‪ :‬التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬أن يكونوا من ساكنة العمالة ‪ )1‬أن يكونوا من ساكنة الجهة‬ ‫‪ )1‬أن يكونوا من ساكنة‬
‫املعنية أو يمارسوا بها نشاطا‬ ‫أو اإلقليم املعني أو يمارسوا بها‬ ‫الجماعة املعنية أو‬
‫اقتصاديا أو تجاريا أو مهنيا ؛‬ ‫نشاطا اقتصاديا أو تجاريا أو‬ ‫يمارسوا بها نشاطا‬
‫‪ )2‬أن تكون لهم مصلحة مشتركة في‬ ‫مهنيا‬ ‫اقتصاديا أو تجاريا أو‬
‫تقديم العريضة ؛‬ ‫‪ )2‬أن تتوفر فيهم شروط‬ ‫مهنيا‬
‫التسجيل في اللوائح االنتخابية ‪ )3‬أن ال يقل عدد التوقيعات على ما‬ ‫‪ )2‬أن تتوفر فيهم شروط‬
‫يلي ‪:‬‬ ‫‪ )3‬أن تكون لهم مصلحة مباشرة‬ ‫التسجيل في اللوائح‬
‫‪ 300 .a‬توقيع بالنسبة‬ ‫مشتركة في تقديم العريضة‬ ‫االنتخابية‬
‫للجهات التي يبلغ عدد‬ ‫‪ )4‬أن ال يقل عدد املوقعين منهم‬ ‫‪ )3‬أن تكون لهم مصلحة‬
‫سكانها أقل بين مليون‬ ‫عن ثالثمائة ‪ 300‬مواطن أو‬ ‫مباشرة مشتركة في تقديم‬ ‫املواطنات‬
‫نسمة ؛‬ ‫مواطنة‬ ‫العريضة‬ ‫واملواطنين‬
‫‪ 400 .b‬توقيع بالنسبة‬ ‫على مستوى ‪ )4‬أن ال يقل عدد املوقعين‬
‫للجهات التي يترواح عدد‬ ‫منهم عن مائة ‪ 100‬مواطن‬ ‫الجماعات‬
‫سكانها بين مليون وثالثة‬ ‫أو مواطنة فيما يخص‬ ‫الترابية‬
‫ماليين نسمة ؛‬ ‫الجماعات التي يقل عدد‬
‫‪ 500 .c‬توقيع بالنسبة‬ ‫سكانها ‪ 35000‬نسمة و‬
‫للجهات التي يتجاوز عدد‬ ‫‪ 200‬مواطن أو مواطنة‬
‫سكانها ثالثة ماليين نسمة‪.‬‬ ‫بالنسبة لغيرها من‬
‫‪ )4‬يتعين أن يكون املوقعون موزعين‬ ‫الجماعات‪ ،‬غير أنه يجب‬
‫بحسب مقرات إقامتهم الفعلية‬ ‫أن ال يقل عدد املوقعين‬
‫على عماالت وأقاليم الجهة ‪،‬‬ ‫عن ‪ 400‬مواطن أو‬
‫شرط أن ال يقل عددهم في كل‬ ‫مواطنة بالنسبة‬
‫عمالة أو إقليم تابع للجهة عن ‪5‬‬ ‫للجماعات ذات نظام‬
‫في املائة من العدد املطلوب‪.‬‬ ‫املقاطعات‪.‬‬
‫املادة ‪121‬‬ ‫املادة ‪115‬‬ ‫املادة ‪124‬‬ ‫شروط تقديم‬
‫يجب على الجمعيات التي تقدم‬ ‫العرائض من يجب على الجمعيات التي تقدم يجب على الجمعيات التي تقدم‬
‫العريضة استيفاء الشروط التالية ‪:‬‬ ‫العريضة استيفاء الشروط‬ ‫العريضة استيفاء الشروط‬ ‫قبل‬
‫‪ )1‬أن تكون الجمعية معترفا بها‬ ‫التالية ‪:‬‬ ‫الجمعيات التالية‪:‬‬
‫ومؤسسة باملغرب طبقا للتشريع‬ ‫على مستوى ‪ )1‬أن تكون الجمعية معترفا ‪ )1‬أن تكون الجمعية معترفا بها‬

‫‪7‬‬
‫الجاري به العمل ملدة تزيد على‬ ‫ومؤسسة باملغرب طبقا‬ ‫بها ومؤسسة باملغرب‬
‫ثالث سنوات ‪ ،‬وتعمل طبقا‬ ‫للتشريع الجاري به العمل ملدة‬ ‫طبقا للتشريع الجاري به‬
‫للمبادئ الديموقراطية وألنظمتها‬ ‫تزيد على ثالث سنوات ‪،‬‬ ‫العمل ملدة تزيد عن ثالث‬
‫األساسية؛‬ ‫وتعمل طبقا للمبادئ‬ ‫سنوات وتعمل طبقا‬
‫أن تكون في وضعية سليمة إزاء‬ ‫‪)2‬‬ ‫الديمقراطية وألنظمتها‬ ‫للمبادئ الديمقراطية‬
‫القوانين واألنظمة الجاري بها‬ ‫األساسية ؛‬ ‫وألنظمتها األساسية‪.‬‬
‫العمل؛‬ ‫أن تكون في وضعية سليمة ‪ )2‬أن يكون عدد منخرطيها يفوق‬ ‫‪)2‬‬
‫أن يكون مقرها أو أحد فروعها‬ ‫‪)3‬‬ ‫املائة (‪ )100‬؛‬ ‫ازاء القوانين واألنظمة‬ ‫الجماعات‬
‫واقعا بتراب الجهة املعنية‬ ‫‪ )3‬أن تكون في وضعية سليمة إزاء‬ ‫الجاري بها العمل‬ ‫الترابية‬
‫بالعريضة؛‬ ‫القوانين واألنظمة الجاري بها‬ ‫أن يكون مقرها او احد‬ ‫‪)3‬‬
‫أن يكون نشاطها مرتبطا بموضوع‬ ‫‪)4‬‬ ‫العمل؛‬ ‫فروعها واقعا بتراب‬
‫العريضة‪.‬‬ ‫الجماعة املعنية بالعريضة ‪ )4‬أن يكون مقرها أو أحد فروعها‬
‫واقعا بتراب العمالة أو اإلقليم‬ ‫أن يكون نشاطها مرتبطا‬ ‫‪)4‬‬
‫املعني بالعريضة؛‬ ‫بموضوع العريضة‬
‫‪ )5‬أن يكون نشاطها مرتبطا‬
‫بموضوع العريضة‪.‬‬
‫جدول‪ :2‬تركيب شخصي‬

‫نجد من خالل مالحظة الجدول أعاله ‪ ,‬أن هناك شروطا مشتركة لتقديم العرائض من قبل املواطنات‬
‫واملواطنين على املستوى املحلي يمكن تحديدها في الشكل اآلتي ‪:‬‬

‫األفراد من الساكنة املحلية أو يمارسون فيها نشاطا اقتصاديا أو تجاريا أو مهنيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفر شروط التسجيل في اللوائح االنتخابية‬ ‫‪-‬‬
‫لهم مصلحة مشتركة‬ ‫‪-‬‬

‫كيفية ايداع العرائض على املستوى املحلي‪:12‬‬

‫تودع العريضة لدى رؤساء مجالس الجماعات الترابية(الجماعة‪ ،‬العمالة‪ ،‬اإلقليم أو الجهة)مرفقة بالوثائق‬
‫املنصوص عليها وفق الشروط‪ ,‬التي يجب أن تتوفر في األفراد والجمعيات املقدمة للعرائض مقابل وصل‬
‫يسلم فورا ‪.‬‬

‫‪12‬سموني محمد ‪,‬دليل‪..‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪8‬‬
‫تحال العريضة من قبل رئيس املجلس إلى مكتب املجلس‪ ,‬الذي يتحقق من استيفاء الشروط املذكورة سالفا‬
‫في حالة قبول العريضة تسجل في جدول أعمال املجلس في الدورة العادية املوالية وتحال إلى اللجنة أو‬
‫اللجان الدائمة املختصة لدراستها قبل عرضها على املجلس للتداول في شأنها‪.‬‬

‫يخبر رئيس املجلس الوكيل أو املمثل القانوني للجمعية حسب الحالة بقبول العريضة‪.‬‬

‫أما في حالة عدم قبول العريضة من قبل مكتب املجلس‪ ،‬فيتعين على الرئيس تبليغ الوكيل أو املمثل‬
‫القانوني للجمعية‪ ،‬بقرار الرفض معلال داخل أجل ثالثة أشهر بالنسبة للجماعات وشهرين بالنسبة‬
‫للعماالت أو األقاليم والجهات ابتداء من تاريخ توصله بالعريضة‪.‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬املرجعيات القانونية ذات البعد الوطني ألليات تقديم العرائض‬

‫يعت ]]بر الخط ]]اب امللكي للتاس ]]ع من م ]]ارس س ]]نة ‪ 2011‬أول ألي ]]ة دعت الى افس ]]اح املج ]]ال للمجتم ]]ع‬

‫املدني لالنخ ]]راط الفعلي في تتب ]]ع وتق ]]ييم السياس ]]ات العمومي ]]ة ناهي ]]ك عن جع ]]ل املجتم ]]ع املدني رافع ]]ة‬

‫حقيقية للتنمية وقوة اقتراحية محليا و جهويا و وطنيا ‪. 13‬‬

‫و تولد عن هذا الخطاب امللكي دستور يوليوز ‪ 2011‬هذا األخير ال]]ذي يع]]د أول نص ق]]انوني دع]]ا‬

‫الى اعتم ]]اد الح ]]ق في تق ]]ديم الع ]]رائض الى الس ]]لطات العمومي ]]ة حيث ج ]]اء في الفص ]]ل الخ ]]امس عش ]]ر من‬

‫دستور ‪ " 2011‬للمواطنين و املواطنات الحق في تقديم عرائض الى السلطات العمومية" ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫"و يحدد قانون تنظيمي شروط و كيفيات ممارسة هذا الحق" ‪.‬‬

‫و بناء على هذا فح]]ق املواطن]]ات و املواط]]نين في تق]]ديم الع]]رائض يرتك]]ز على داعم]]تين جوهري]]تين‬

‫األولى التأكي] ]]د الدس] ]]توري على الح] ]]ق في تق] ]]ديم الع] ]]رائض الى الس] ]]لطات العمومي] ]]ة ( الفق] ]]رة األولى ) ثم‬

‫الدعامة الثانية تتجلى في النص التشريعي ال]]ذي ينظم الح]ق في تق]ديم الع]رائض وه]و الق]انون التنظيمي‬

‫‪ 13‬تقرير لجنة العدل و التشريع و حقوق االنسان بمجلس املستشارين حول مشروع القانون التنظيمي رقم‪ 44.14‬بتحديد شروط و‬
‫كيفيات ممارسة الحق في تقديم العرائض الى السلطات العمومية ص ‪.09 :‬‬
‫‪ 14‬دستور سنة ‪ 2011‬الصادر األمر بتنفيذه بموجب الظهير الشريف رقم ‪ 91-11-01+‬املؤرخ في ‪ 27‬شعبان ‪ 1432‬املوافق ل‪ 29‬يوليوز‬
‫‪ 2011‬املنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪ 2011‬ص‪. 10 :‬‬
‫‪9‬‬
‫رقم ‪ 44.14‬املتعل]ق بتحدي]د ش]روط و كيفي]ات ممارس]ة الح]ق في تق]ديم الع]رائض الى الس]لطات العمومي]ة‬

‫(الفقرة الثانية )‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تنصيص دستور ‪ 2011‬على ألية تقديم العرائض‬

‫بغية تعزيز ألي]]ات الديموقراطي]]ة التش]]اركية و دور املواط]]نين في تس]]يير ش]]ؤونهم و الت]]أثير املباش]]ر‬

‫على س ]]ير الحي]]اة العام ]]ة تم التنص ]]يص على الح]]ق في تق]]ديم الع]]رائض الى الس]]لطات العمومي]]ة في الفص ]]ل‬

‫الخامس عشر من الوثيقة الدستورية لسنة ‪. 152011‬‬

‫و تتجلى غاي ]]ة املش ]]رع الدس] ]]توري في ادخ ]]ال ه ]]ذا املقتضى في الوثيق ]]ة الدس] ]]تورية في جع ]]ل ح ]]ق‬

‫تقديم العرائض من وسائل املراقبة و التتبع للشأن الع]ام الوط]ني ل]دى عم]وم املواطن]ات و املواط]نين من‬

‫أج ]]ل املس ]]اهمة و الت ]]أثير في السياس ]]ات العمومي ]]ة س ]]واء على املس ]]توى الوط ]]ني أو الجه ]]وي أو اإلقليمي أو‬

‫الترابي‪. 16‬‬

‫ناهي ]]ك على ك ]]ون أن ه ]]ذا االج ]]راء الدس ]]توري سيس ]]اهم في إعط ]]اء دفع ]]ة كب ]]يرة لهيئ ]]ات املجتم ]]ع‬

‫املدني في اطار الديموقراطية التشاركية و اعداد القرارات و املشاريع التنموي]ة ل]دى املؤسس]ات املنتخب]ة‬

‫و السلطات العمومية‪. 17‬‬

‫‪ 15‬كريم لحرش ‪ :‬الدستور الجديد للمملكة املغربية – شرح و تحليل ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 2016 ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬الدار البيضاء‬
‫ص ‪21 :‬‬
‫‪ 16‬عبد السالم لعريفي ‪ :‬املجتمع املدني و دوره في تفعيل الديموقراطية التشاركية باملغرب من خالل دستور ‪ ، 2011‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫املاستر في القانون العام ‪ ،‬جامعة محمد الخامس ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية السويسي – الرباط ‪ .‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ،2018-2017‬ص‪.81 :‬‬
‫‪ 17‬عبد السالم لعريفي‪....‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪81 :‬‬
‫‪10‬‬
‫و ينبغي اإلشارة الى أنه قبل دستور ‪ 2011‬لم تعرف الدساتير السابقة إعطاء عموم املواطنات و‬

‫املواط] ]]نين ح] ]]ق تق] ]]ديم الع] ]]رائض الشيء ال] ]]ذي جع] ]]ل ه] ]]ذه الوثيق] ]]ة الدس] ]]تورية تس] ]]ير في طري] ]]ق تك] ]]ريس‬

‫الديموقراطية التشاركية كخيار أساسي و جوهري لبناء الدولة‪. 18‬‬

‫وهذا مانلمسه كذلك في تصدير الوثيقة الدس]]تورية و ال]]تي ج]]اء فيه]]ا " ان اململك]]ة املغربي]]ة وف]]اءا‬

‫الختياره]]ا ال]]ذي ال رجع]]ة في]]ه في بن]]اء دول]]ة ديموقراطي]]ة يس]]ودها الح]]ق و الق]]انون تواص]]ل بع]]زم مس]]يرة‬

‫توطيد و تقوية مؤسسات دولة حديثة مرتكزاتها املشاركة و التعددية و الحكام]ة الجي]دة و إرس]اء دع]ائم‬

‫مجتم ]]ع متض ]]امن يتمت ]]ع في ]]ه الجمي ]]ع ب ]]األمن و الحري ]]ة و الكرام ]]ة و املس ]]اواة و تكافئ الف ]]رص و العدال ]]ة‬

‫االجتماعية و مقومات العيش الكريم في نطاق التالزم بين حقوق و واجبات املواطنة "‪. 19‬‬

‫مم ]]ا يع ]]ني أن ]]ه بإمكان عم ]]وم املواط ]]نين التق ]]دم بمط ]]البهم و مالحظ ]]اتهم و ش ]]كواهم بطريق ]]ة مكتوب ]]ة دون‬

‫تقيي ]]د ذل ]]ك بش ]]روط تتعل ]]ق بموض ]]وع العريض ]]ة غ ]]ير أن ]]ه ذل ]]ك من األساسي أن يخض ]]ع لض ]]وابط تنظم‬

‫استعمال هذا الحق‪. 20‬‬

‫باإلض ]]افة الى تأس ]]يس دس ]]تور ‪ 2011‬ملنظ ]]ور جدي ]]د في االرتق ]]اء باملش ]]اركة املواطن ]]ة ع ]]بر ألي ]]ة الع ]]رائض‬

‫كدعامة أساسية للتنمية من شأنه أن يساهم في تجويد و تحسين التدبير العمومي من جهة ثم الى تكسير‬

‫الجدار الفاصل بين عموم املواطنين و الدولة من جهة ثانية ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬القانون التنظيمي رقم ‪ 44.14‬املتعلق بتحديد شروط و كيفيات ممارسة الحق في تقديم‬
‫العرائض الى السلطات العمومية‬

‫ترج ]]ع أص ]]ول الق ]]انون التنظيمي رقم ‪ 44.14‬كم ]]ا أش ]]رنا س ]]لفا الى الفص ]]ل الخ ]]امس عش ]]ر من الدس ]]تور‬

‫باعتبار هذا األخير هو النواة ال]تي أعطت للمواط]نين الح]ق في تق]ديم الع]رائض ناهي]ك أن مرجعي]ة اع]داد‬

‫‪ 18‬كريم لحرش ‪ ...‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪21 :‬‬


‫‪ 19‬دستور ‪ ... 2011‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪02 :‬‬
‫‪ 20‬عبد السالم لعريفي‪ ...‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪82 :‬‬
‫‪11‬‬
‫ه ]]ذا الق ]]انون التنظيمي ارتك ]]زت على مقارب ]]ة تش ]]اركية موس ]]عة توص ]]لت به ]]ا الس ]]لطة الحكومي ]]ة املكلف ]]ة‬

‫بقط ]]اع املجتم ]]ع املدني و العالق ]]ات م ]]ع البرملان و ك ]]ذلك خالص ]]ات الح ]]وار الوط ]]ني ح ]]ول املجتم ]]ع املدني و‬

‫األدوار الدستورية الجديدة‪. 21‬‬

‫وع ]]رف مس ]]ار والدة ه ]]ذا الق ]]انون ع ]]دة إج ]]راءات و مراح ]]ل قب ]]ل تق ]]ديم مش ]]روع الق ]]انون التنظيمي الى‬

‫اللجان ملناقشته و تعديله و الى السلطة التشريعية للتصويت عليه ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫‪22‬‬
‫و يرجع االطار التاريخي لبزوغ هذا القانون التنظيمي الى ستة محطات تتوزع على الشكل التالي‬

‫من ‪ 13‬م] ]]ارس ‪ 2014‬الى ‪ 02‬م] ]]اي ‪ : 2014‬تحض] ]]ير املس] ]]ودة األولى ملش] ]]روع الق] ]]انون التنظيمي من‬ ‫‪‬‬

‫طرف الوزارة ‪.‬‬

‫‪ 2‬ماي ‪ : 2014‬اإلحالة على األمانة العامة للحكومة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 23‬أبريل ‪ : 2015‬تداول املجلس الحكومي في مشروع القانون التنظيمي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 14‬يوليوز ‪ 2015‬املصادقة على مشروع القانون التنظيمي باملجلس الوزاري ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 23‬يوليوز ‪ : 2015‬إحالة املشروع على مجلس النواب ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 27‬يناير ‪ : 2016‬املصادقة على مشروع القانون التنظيمي في جلسة تشريعية عمومي ]]ة بمجلس‬ ‫‪‬‬

‫النواب ‪.‬‬

‫و يتض ]]من ه ]]ذا النص الق ]]انوني ‪ 18‬م ]]ادة تت ]]وزع على ‪ 4‬أب ]]واب حيث خص ]]ص الب ]]اب األول األحكام العام ]]ة‬

‫منه]]ا التعري]ف باملص]]طلحات و املف]اهيم املؤطرة للع]رائض املقدم]]ة للس]لطات العمومي]ة ‪ .‬أم]]ا الب]اب الث]اني‬

‫‪ 21‬رشيد لزرق ‪ ،‬الدستور املغربي وحق تقديم العرائض ‪ :‬دراسة مقارنة لحق تقديم العرائض بين التجارب الدولية و التراكم املغربي مقال‬
‫منشور بموقع ‪ www. Arab-reform . net‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪. 2023-11-24‬‬

‫‪ 22‬إبراهيم السهول ‪ :‬واقع املجتمع املدني و تنزيل الديموقراطية التشاركية باملغرب ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2021 ،‬املركز الديموقراطي العربي‬
‫للدراسات االستراتيجية و السياسية و االقتصادية (أملانيا – برلين ) ص ‪ 221 :‬و ‪. 222‬‬
‫‪12‬‬
‫فيتمح]]ور ح]]ول ش]]روط تق]]ديم الع]]رائض و قبوله]]ا و االستثناءات و عتب]]ة التوقيع]]ات فيم]]ا يتض]]من الب]]اب‬

‫الثالث كيفيات تقديم العرائض في حين خصص الباب الرابع ألحكام متفرقة‪. 23‬‬

‫و ينبغي اإلحاط ] ]]ة ك ] ]]ذلك على ك ] ]]ون الق ] ]]انون التنظيمي رقم ‪ 44.14‬املتعل ] ]]ق بتحدي ] ]]د ش ] ]]روط و كيفي ] ]]ات‬

‫ممارس ]]ة الح ]]ق في تق ]]ديم الع ]]رائض الى الس ]]لطات العمومي ]]ة يرتك ]]ز و ينب ]]ني على عش ]]ر مب ]]ادئ أساس ]]ية و‬

‫جوهرية و هي‪:24‬‬

‫أوال ‪ :‬تدقيق مفهوم العريضة بغية تمييزها عن العريض]]ة الحقوقي]]ة املمارس]]ة بص]]فة فردي]]ة أو جماعي]]ة‬

‫ب ]]املغرب دون قي ]]د أو ش ]]رط حيث نص ]]ت املادة الثاني ]]ة على أن العريض ]]ة هي " كل طلب مكت ]]وب يتض ]]من‬

‫مطالب أو مقترحات أو توصيات يوجهها مواطنون و مواطنات مقيمون ب]املغرب أو خارج]ه الى الس]لطات‬

‫العمومية "‪.‬‬

‫و عليه فالعريضة التي ينص عليها الفصل الخامس عشر من الدستور تتميز عن‪:‬‬

‫الشكايات و التظلم]]ات الص]]ادرة من أشخاص طبيع]]يين أو معن]]ويين س]]واء متمتع]]يين بالجنس]]ية أو‬ ‫‪-‬‬

‫أج] ]]انب و ال] ]]تي يك] ]]ون موض] ]]وعها التظلم من تعس] ]]ف اإلدارة أو خرقه] ]]ا لحق] ]]وق املرتفقين و ال] ]]تي‬

‫تدخل ضمن اختصاصات مؤسسة الوسيط ‪.25‬‬

‫الش]]كايات الفردي]]ة و االقتراح]]ات ال]]تي ق]]د تهم تحس]]ين املرف]]ق الع]]ام و تح]]ديث اإلدارة على غ]]رار‬ ‫‪-‬‬

‫نظ] ]]ام الش] ]]كايات االلكتروني] ]]ة املندرج] ]]ة في اط] ]]ار الخط] ]]ة الحكومي] ]]ة الهادف] ]]ة الى تعميم اس] ]]تعمال‬

‫الحكومة االلكترونية لخدمة املواطنين و املقاوالت ‪.‬‬

‫‪ 23‬كلمة السيد الوزير املكلف بالعالقات مع البرملان و املجتمع املدني في اطار تقديم مشروع القانون التنظيمي رقم ‪ 44.14‬املتعلق بتحديد‬
‫شروط و كيفيات ممارسة الحق في تقديم العرائض الى السلطات العمومية ‪ ،‬أمام لجنة العدل و التشريع وحقوق االنسان بمجلس‬
‫املستشارين ‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 3‬ماي ‪. 2016‬‬
‫‪ 24‬إبراهيم السهول‪ ...‬مرجع سابق ص‪.223-222 :‬‬
‫‪ 25‬لالطالع على هذه االختصاصات ‪ ،‬أنظر املادة ‪ 05‬من الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.25‬الصادر في ‪ 17‬مارس ‪.2011‬‬
‫‪13‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إعطاء تحديد دقيق ملفهوم الس]]لطات العمومي]]ة لإلس]]هام في تبس]]يط مس]]طرة تق]]ديم الع]]رائض على‬

‫أصحاب العريض] ]]ة لكن ل] ]]رئيس الحكوم] ]]ة أن يطلب إيض] ]]احات من القط] ]]اع املع] ]]ني أو مؤسس] ]]ة عمومي] ]]ة‬

‫معنية بموضوع العريضة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تمكين املغاربة املقيمين بالخارج من تقديم العرائض عبر املوقع االلكتروني املخصص لذلك ‪.‬‬

‫رابع ]]ا ‪ :‬اعتم ]]اد إج ]]راءات مبس ]]طة لتق ]]ديم العريض ]]ة ألن املش ]]رع ينص على أن تتم إحال ]]ة العريض ]]ة على‬

‫الجهة املختصة في حال]ة ع]دم اختص]اص الجه]ة املوجه]ة اليه]ا ( املادة ‪ )4‬كم]ا عم]ل املش]رع على التيس]ير في‬

‫ش]روط تش]كيل لجن]ة العريض]ة و تع]يين وكيله]ا لتف]ادي تع]دد املخ]اطبين ( املادة ‪ )5‬كم]ا عم]ل املش]رع على‬

‫تيسير إجراءات وضع العرائض ل]دى الجه]ات املعني]ة لض]مان ح]ق املعارض]ين في اس]تالم وص]ل عن ذل]ك و‬

‫التنص]]يص ك]]ذلك على تع]]دد وس]]ائل تق]]ديم العريض]]ة بالتس]]ليم املباش]]ر أو االرس]]ال ع]]بر البري]]د االلك]]تروني‬

‫أو وضعها لدى السلطات املحلية بدائرة إقليم الوكيل ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬التنصيص على عتبة التوقيعات للمقارنة مع بعض التجارب املقارنة التي اختارت تحدي ]]د عتب ]]ة‬

‫للتوقيعات ‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬التنصيص على احداث لجنة العرائض لدى رئاسة الحكومة و مجلسي البرملان لتيسير و تس ]]ريع‬

‫مسطرة البث في قبول العريضة بعد دراستها كما هو الشأن بالنسبة ألملانيا و بريطانيا ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬إلزام السلطات العمومية بتقديم اإلجابة عن موضوع العريض]]ة و ه]]و ح]]ق متع]]ارف علي]]ه دولي]]ا‬

‫تعتمده العديد من الدول ( أملانيا – البرتغال – الليكس]ومبورغ ) و ك]ذلك ض]مان ح]ق أصحاب الع]رائض‬

‫في معرفة مأل عرائضهم ( القبول أو الرفض)‬

‫ثامن ]]ا ‪ :‬تحدي ]]د اآلج ]]ال و ت ]]دقيقها س ]]واء الع ]]رائض املوجه ]]ة الى الحكوم ]]ة أو املوجه ]]ة الى البرملان لتحدي ]]د‬

‫أجال البث في العرائض أو احالتها على لجنة العرائض أو الرد على مضمونها ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫تاسعا ‪ :‬التنص]]يص على دعم الس]]لطات العمومي]]ة و تشجيعها و تيس]]يرها ملمارس]]ة املواطن]]ات و املواط]]نين‬

‫لحق تقديم العرائض ‪.‬‬

‫عاش]]را ‪ :‬حماي]]ة املوقعين بمن]]ع اس]]تعمال املعلوم]]ات الخاص]]ة بهم في أغ]]راض أخ]]رى غ]]ير تل]]ك ال]]تي جمعت‬

‫التوقيعات من أجلها ‪.‬‬

‫و ق ]]د ش ]]مل الق ]]انون التنظيمي رقم ‪ 44.14‬املتعل ]]ق بتحدي ]]د ش ]]روط و كيفي ]]ات ممارس ]]ة الح ]]ق في تق ]]ديم‬

‫الع ]]رائض الى الس ]]لطات العمومي ]]ة ع ]]دة تع ]]ديالت تق ]]دمت به ]]ا ف ]]رق األغلبي ]]ة و املعارض ]]ة و أس ]]فرت عن‬

‫قبول بعض منها و رفض بعض األخر‪. 26‬‬

‫و من بين التع ]]ديالت املقبول ]]ة تع ]]ديل املادة الرابع ]]ة بت ]]دقيق بعض االستثناءات م ]]ع التنص ]]يص على أج ]]ل‬

‫عش]]رة أي]]ام إلخب]]ار وكي]]ل لجن]]ة تق]]ديم العريض]]ة بإحالته]]ا على املؤسس]]ة الدس]]تورية املعني]]ة في حال]]ة ع]]دم‬

‫اختصاص السلطة العمومية التي وجهت لها العريضة ‪. 27‬‬

‫كم ]]ا ش] ]]ملت التع ]]ديل املادة الخامس ]]ة بم ]]ا يجع ]]ل وكي ]]ل لجن ]]ة العريض] ]]ة ناطق ]]ا رس] ]]ميا باس] ]]م اللجن ]]ة و‬

‫مخاطب ]]ا للس ]]لطات العمومي ]]ة املوجه ]]ة اليه ]]ا ‪ .‬و ع ]]رفت املادة الس ]]ابعة ك ]]ذلك تع ]]ديال يهم التنص ]]يص على‬

‫فوري]]ة تس]]ليم وص]]ل عن إي]]داع العريض]]ة ‪ .‬و ع]]رفت املادة الثامن]]ة و الثاني]]ة عش]]ر تع]]ديال بالتنص]]يص على‬

‫أج ]]ل خمس ]]ة عش ]]ر يوم ]]ا إلحال ]]ة الس ]]لطات العمومي ]]ة املعني ]]ة للعريض ]]ة على لجن ]]ة الع ]]رائض ابت ]]داء من‬

‫ت ] ]]اريخ اإلي ] ]]داع أو التوص ] ]]ل ‪ .‬و نفس الشيء عرفت ] ]]ه املادتين العاش ] ]]رة و الرابع ] ]]ة عش ] ]]ر بالتنص ] ]]يص على‬

‫وجوب تعليل السلطة العمومية املعنية لقرار عدم قبول العريضة‪. 28‬‬

‫‪ 26‬تقرير لجنة العدل و التشريع و حقوق االنسان بمجلس املستشارين ‪ ....‬مرجع سابق ص‪. 29-28 :‬‬
‫‪ 27‬تقرير لجنة العدل و التشريع و حقوق االنسان بمجلس املستشارين ‪ ....‬مرجع سابق ص ‪. 33-32 :‬‬
‫‪ 28‬تقرير لجنة العدل و التشريع و حقوق االنسان بمجلس املستشارين ‪ ....‬مرجع سابق ص ‪. 36-35 :‬‬
‫‪15‬‬
‫كم]]ا اق]]ترحت ف]]رق األغلبي]]ة و املعارض]]ة أثن]]اء مناقش]]ة ه]]ذا الق]]انون التنظيمي على ض]]رورة إح]]داث م]]ادة‬

‫جدي ]]دة لتحدي ]]د ص ]]دور النص التنظيمي املنظم إلح ]]داث لجن ]]ة الع ]]رائض ل ]]دى رئاس ]]ة الحكوم ]]ة و ه ]]ذا‬

‫مطلب لقي قبول من طرف الوزارة الوصية ‪.29‬‬

‫و ينبغي اإلشارة كذلك أن مجلس الحكومة و في اجتماعه األسبوعي ليوم الخميس املاضي قد صادق‬

‫على مشروع مرسوم رقم ‪ 2.23.980‬بتغيير وتتميم املرسوم رقم ‪ 2.16.773‬الصادر في ‪ 28‬من شعبان‬

‫‪ 15( 1438‬ماي ‪ )2017‬بتحديد تأليف لجنة العرائض واختصاصاتها وكيفيات سيرها‪ ،‬قدمه السيد‬

‫مصطفى بايتاس‪ ،‬الوزير املنتدب لدى رئيس الحكومة املكلف بالعالقات مع البرملان – الناطق الرسمي‬

‫باسم الحكومة‪. 30‬‬

‫ويأتي هذا املشروع بناء على القانون رقم ‪ 70.21‬القاضي بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم ‪44.14‬‬

‫وما أقره من تعديالت جديدة همت تبسيط شروط ممارسة الحق في تقديم العرائض إلى السلطات‬

‫العمومية‪ ،‬باإلضافة إلى اعتماد الرقمنة على مستوى تقديم العرائض والتوقيع عليها ‪.‬‬

‫ومن أجل ترتيب األثار الجديدة‪ ،‬يهدف مشروع هذا املرسوم إلى تغيير وتتميم‪ :‬املادة ‪ 4‬من املرسوم رقم‬

‫‪ 2.16.773‬من أجل مالءمتها مع أحكام املادة التاسعة‪ ،‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 44.14‬سالف الذكر‬

‫كما وقع تغييره وتتميمه‪ ،‬والتي نصت على أجل ستين (‪ )60‬يوما بدال من ثالثين (‪ )30‬يوما لتوجه لجنة‬

‫العرائض رأيها واقتراحاتها إلى رئيس الحكومة‪ .‬ويهدف هذا التعديل إلى تمكين لجنة العرائض من‬

‫الوقت الكافي لدراسة العرائض املحالة إليها من حيث الشكل واملوضوع؛ تغيير وتتميم املادة ‪ 14‬من‬

‫املرسوم رقم ‪ 2.16.773‬قصد مالءمتها مع البند الخامس من املادة ‪ 2‬من القانون التنظيمي رقم ‪44.14‬‬

‫والتي نصت على إمكانية التوقيع على الئحة دعم العريضة عبر البوابة اإللكترونية املخصصة للعرائض‪،‬‬

‫‪ 29‬تقرير لجنة العدل و التشريع و حقوق االنسان بمجلس املستشارين ‪ ....‬مرجع سابق ص ‪. 40 :‬‬
‫‪ 30‬البالغ الصحفي حول انعقاد اجتماع مجلس الحكومة ليوم الخميس ‪ 23‬نونبر ‪ 2023‬و الذي تاله السيد مصطفى بايتاس الوزير املنتدب‬
‫لدى رئيس الحكومة املكلف بالعالقات مع البرملان ‪ ،‬الناطق الرسمي باسم الحكومة ‪ ،‬ص ‪.02 :‬‬
‫‪16‬‬
‫وكذا الفقرة الثالثة من املادة ‪ 7‬التي نصت على إمكانية تقديم العريضة عبر هذه البوابة‪ ،‬وذلك قصد‬

‫تسهيل جمع توقيعات داعمي العريضة وكذا تيسير تقديمها إلى السلطة العمومية املعنية‪.‬‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬حصيلة تقديم العرائض و الرهانات املستقبلية‬


‫تعتبر العرائض آلية من اآللية التي فتحت الباب للمواطنات واملواطنين والجمعيات‪ ،‬من أجل املساهمة‬
‫في إعداد وتتبع وتقييم السياسات العمومية وتحقيق التنمية التي ينشدها الجميع‪ ،‬من خالل طرح املشاكل‬
‫العالقة والحقيقية للمجتمع في مجاالت عديدة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا… هذه املساهمة لن لتم تجويدها‬
‫اال بتقييم جيد لحصيلة هذه االلية و تحديد للمعيقات و الرهانات املستقبلية وهو ما سنحاول التطرق اليه‬
‫في هذا املبحث من خالل حصيلة تقديم العرائض ) املطلب األول( و اكراهات و االفاق )املطلب الثاني(‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬حصيلة تقديم العرائض‬

‫إن تقييم ورش الديمقراطية التشاركية بعد دستور ‪ 2011‬سيرسم لنا مالمح المستقبل في هذا المجال وكيفية‬
‫التعامل معه وكيفية تجويده والعمل على تطويره ومالئمته مع الواقع لتسهيل الممارسة من خالل آلياتها‪ .‬وفي هذا‬
‫السياق سنتناول في هذا المطلب حصيلة تقديم العرائض على مستوى الوطني و على مستوى الترابي عبر الفق‪33‬رة‬
‫األولى ثم الى نماذج العرائض مقدمة على المستوى الترابي عبر الفقرة الثانية‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬حصيلة تقديم العرائض‬

‫أوال‪ :‬حصيلة تقديم العرائض على املستوى الوطني‬

‫على املستوى الوطني فقد تمثلة حصيلة العرائض في عشر عرائض مقدمة إلى رئيس الحكومة و عارضتين‬
‫مقدمتين إلى رئيس مجلس النواب‪ ،‬فيما بقيت تجربة مجلس املستشارين دون حصيلة تذكر‪ ،‬و تعتبر هزالة‬
‫رقم العارئض املقدمة مؤشرا لوجود اختالالت وجب إصالحها في القوانين املؤطرة لهذه اآللية أو بتبسيط‬

‫‪17‬‬
‫الشروط للمواطنات واملواطنين و بإتاحة الفرصة للمجتمع املدني للقيام بحقه في تقديم العرائض‬
‫‪31‬‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫أ ‪ -‬حصيلة العرائض املقدمة إلى رئيس الحكومة‪:‬‬

‫بلغ مجموع العرائض المقدمة إلى رئيس الحكومة في الفترة الممت‪33‬دة بين ‪ 2017‬و ‪ 2023‬م‪33‬ا مجموع‪3‬ه عش‪33‬ر (‬
‫‪ )10‬عرائض من بينها ثالث (‪ )3‬عرائض بنسبة ‪ %30‬فيما رفض‪3‬ت الع‪3‬رائض الس‪3‬بع (‪ )7‬المتبقي‪3‬ة بم‪3‬ا نس‪3‬بته‬
‫‪ ،%70‬على اعتبار أنه‪33‬ا لم تس‪33‬توف الش‪33‬روط المتض‪33‬منة في الق‪33‬انون التنظيمي كم‪33‬ا تم تغي‪33‬يره وتتميم‪33‬ه بالق‪33‬انون‬
‫التنظيمي رقم ‪ 70.21‬المتعلق بشروط وكيفيات ممارسة الحق في تقديم العرائض‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الجدول رقم‪ :03‬حصيلة العرائض املقدمة إلى رئيس الحكومة‬

‫‪ 31‬لجنة العرائض بمجلس النواب‪ ،‬تقيم تجربة الديمقراطية التشاركية باملغرب‪ ،‬مقال منشور في جريدة الصحراء االلكترونية‪ ،‬على الرابط‬
‫التالي ‪ https://assahraa.ma/journal/2020/147401‬بتاريخ األربعاء ‪ 26‬فبراير ‪ .2020‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 25/11/2023‬على الساعة السادسة‬
‫مساء‪.‬‬
‫‪ 32‬البوابة الوطنية للمشاركة املواطنة‪ ،‬تاريخ االطالع ‪ 03/12/2023‬على الساعة الحادية عشر ليال‪.‬على الرابط ‪wwww.eparticipation.ma‬‬
‫‪18‬‬
‫على ضــوء هــذه النتــائج يمكن اإلشــارة الى بعض املالحظــات املتعلقــة بالرســائل الجوابيــة لــرئيس الحكومــة عن‬
‫العرائض املقدمة نورد بعضا منها على الشكل التالي‪:‬‬

‫من حيث الشكل ‪:33‬‬

‫‪ -‬أن جــل الرســائل الجوابيــة لــرئيس الحكومــة (‪ )%88‬اقتصــرت على ذكــر االســم الكامــل وعنــوان املخــاطب دون‬
‫بيان صفته باعتباره وكيال للعريضة باستثناء عريضة واحدة متعلقة بمراجعة كيفية تنزيل مشـروع تهيئــة‬
‫ضــفتي وادي مارتبــل إقليم تطــوان جهــة طنجــة تطــوان الحســيمة في حين أن األصــل في املراســالت اإلداريــة‬
‫أن يتم تثبيت صفة املخاطب بموضوع املراسلة‬

‫‪ 33‬زينب العمراني‪ ،‬العرائض كآلية للديمقراطية التشاركية امام السلطات العمومية باملغرب‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاستر في القانون العام‪،‬‬
‫جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2023-2022‬ص ‪.144‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬أن كل املراسالت الجوابية لرئيس الحكومة أتت خاليـة من عبـارات املجـامالت من تقـدير واحـترام والـتي عـادة‬
‫مــا تكون مرفقــة باســم املخــاطب أو صــفته باملراســالت اإلداريــة‪ .‬على خالف املراســالت الصــادرة عن رئيس‬
‫مجلس النواب كما سنرى الحقا‬
‫‪ -‬من حيث بنية املراسالت فإنها تكون متشـابهة‪ ،‬إذ بعـد ذكـر اسـم املخـاطب‪ ،‬وموضـوع املراسـلة والقـاء التحيـة‪.‬‬
‫يتم إخبار املعني باألمر‪.‬‬
‫‪ -‬التوصل بالعريضة والشكر عليها باعتبارها مبادرة مهمة‬
‫‪ -‬إحال ــة العريض ــة على لجن ــة الع ــرائض لدراس ــتها‪ .‬وبت ــاريخ انعقاده ــا أو ع ــدد اللق ــاءات ال ــتي اس ــتغرقتها دراس ــة‬
‫العريضة في حال قبولها‪.‬‬
‫‪ -‬مآل العريضة بناء على رأي لجنة العرائض مع بيان الشـروط الـتي لم تسـتجب لهـا العريضـة املخالفـة للقـانون‬
‫في حال رفضها‪.‬‬
‫‪ -‬التنويــه ختامــا بمبــادرة تقــديم العريضــة باعتبارهــا ممارســة لحــق دســتوري واليــة أساســية للمشــاركة املواطنــة‬
‫‪34‬‬
‫في تدبير الشأن العام وتعزيز الديمقراطية التشاركية‬

‫من حيث املضمون ‪:35‬‬

‫بالنســبة للعــرائض املقبولــة من الناحيــة الشــكلية‪ .‬فدرجــة تجــاوب رئاســة الحكومــة مــع مضــامينها ومطالهــا‬
‫اختلفت من عريضــة األخــرى‪ .‬فقــد تكون رســالة تفســيرية توضــيحية لبعض البنــود القانونيــة على اعتبــار أن‬
‫مطلب العريضة قد تم معالجته بنصوص قانونية سابقة كما هو الحـال بالنسـبة للعريضـة املتعلقـة بمراجعـة‬
‫املرسـ ــوم رقم ‪ 2.19.973‬بحـ ــذف البنـ ــد الثـ ــالث من املادة األولى منـ ــه بشـ ــأن اعتمـ ــاد معيـ ــار اإلقامـ ــة بالجماعـ ــة‬
‫الســاللية الكتســاب صــفة العضــوية بالجماعــة‪ ،‬وقــد يكون تفاعــل الرســالة الجوابيــة لــرئيس الحكومــة جزئيــا‬
‫مقارنــة مــع املطــالب املرفوعــة على اعتبــار أن الجــزء اآلخــر قــد تم تحقيقــه بــإجراءات وتــدابير ســابقة كمــا هــو‬
‫الحـال بالنسـبة للعريضــة املتعلقــة بتــداعيات جائعــة كورونـا على قطــاع الحفالت واملناسـبات والتظــاهرات وقــد‬
‫تقترح الرسالة الجوابية اقتراحات وتدابير بديلة كفيلة بتحقيق ذات الغايات الـتي حـررت العريضـة من أجلهـا‬

‫‪ 34‬النظر املراسالت الجوابية لرئيس الحكومة على العرائض املقدمة إليه املتوفرة عبر البوابة الوطنية للمشاركة املواطنة‪ ،‬تاريخ االطالع‬
‫‪ 2023/05/26‬على الرابط ‪wwww.eparticipation.ma‬‬

‫زينب العمراني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.145‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪20‬‬
‫كمــا هــو الحــال بالنســبة العريضــة املطالبــة بإحــداث حســاب مرصــد األمــور خصوصــية تحت عنــوان "صــندوق‬
‫مكافحة السرطان" ‪.36‬‬

‫في كل املراســالت ‪ ،‬الجوابيــة تحــدث رئيس الحكومــة بلغــة الناقــل لــرأي لجنــة العــرائض ‪ 204‬املعينــة لديــه ‪،37‬‬
‫والحــال أن رئيس الحكومــة كان ينبغي أن يتحــدث بلغــة صــاحب القــرار البــاني على اعتبــار أن لجنــة العــرائض‬
‫على أهميــة األدوار املنوطــة بهــا هي هيــأة استشــارية تســاعد رئيس الحكومــة على اتخــاذ القــرار األنســب بالنســبة‬
‫إليه‪ ،‬ليس بناء على آرائهـا ومقترحاتهـا فقـط‪ ،‬بـل أخـد بعين االعتبـار أيضـا شـروط وظـروف وإكراهـات وفـرص‬
‫أخ ـ ــرى ق ـ ــد تخفى على أعض ـ ــاء لجن ـ ــة الع ـ ــرائض نفس ـ ــها ويعلم به ـ ــا رئيس الحكوم ـ ــة باعتب ـ ــاره منس ـ ــقا ومنف ـ ــذا‬
‫السياسة العمومية‪ .‬قـد تحمـل الرسـائل الجوابيـة لـرئيس الحكومـة تسـاهال في قبـول اسـتقبال بعض العـرائض‬
‫الــتي ال تحــترم شــكل تقــديم العريضــة كمــا هــو منصــوص عليــه في قــرار رئيس بعض الحكومــة بتحديــد نمــوذج‬
‫العريضة املقدمة إليه ‪ 205‬مثاله عريضة املطالبة بتفعيل الطابع الرسمي والسيادي للغة العربية‪.‬‬

‫ب ‪ -‬حصيلة العرائض املقدمة إلى رئيس مجلس النواب‬

‫على غـ ــرار العـ ــرائض املقدمـ ــة إلى رئيس الحكومـ ــة‪ ،‬لم تـ ــرق حصـ ــيلة املشـ ــاركة املواطنـ ــة عـ ــبر بوابـ ــة البرملان‬
‫املغــربي إلى املســتوى املنتظــر منهــا‪ ،‬حيث تبــدو متواضــعة‪ ،‬ســواء كتجربــة خاصــة باملؤسســة التشــريعية أو عنــد‬
‫مقارنتها مع حصيلة العرائض املوجهة إلى رئيس الحكومة‪ .‬حيث لم تعد في مجملهـا‪ ،‬منـذ إحـداثها بقـرار ملكتب‬
‫املجلس في ‪ 12‬أبريل ‪ 2018‬ثم هيكلة عملها في ‪ 28‬مـاي ‪ 2019‬عريضـتين اثنتين (‪ )2‬فقـط في الفـترة املمتـدة بين‬
‫‪ 2018‬و‪ 2023‬بنس ــبة ‪ %17‬من مجم ــوع الع ــرائض املوجه ــة للس ــلطات العمومي ــة على املس ــتوى الوط ــني قبلت‬
‫منهمـا واحـدة بنسـبة ‪ ،%50‬فيمـا رفضـت العريضـة الثانيـة بسبب عـدم اسـتجابتها للشـروط املنصـوص عليهـا في‬
‫الق ـ ـ ــانون التنظيمي رقم ‪ 44.14‬كم ـ ـ ــا تم تغي ـ ـ ــيره وتتميم ـ ـ ــه بالق ـ ـ ــانون التنظيمي رقم ‪ 70.21‬املتعل ـ ـ ــق بش ـ ـ ــروط‬
‫وكيفي ــات ممارســة الحــق في تق ــديم الع ــرائض ‪.‬فيم ــا بقيت تجربــة مجلس املستشــارين على ه ــذا املســتوى دون‬
‫حصيلة تذكر‪.‬‬

‫‪ 36‬مما جاء في الرسالة الجوابية لرئيس الحكومة على عريضة الحياة ما يلي " وبناء على رأي لجنة العرائض‪ ،‬ومالحظات واقتراحات الوزراء‬
‫املعنيين يشرفني أن أخبركم أن الحكومة ال يسعها إال أن تثمن مبادرتكم اعتبارا لغاياتها النبيلة املتمثلة في ضمان تغطية نفقات أنواعه‪ ،‬مع‬
‫التأكيد على أن اإلكراهات املشار إليها أعاله التي تحول دون إحداث حساب مرصد األمور‪ .‬العالج ملرضى السرطان بجميع خصوصية ال تحول‬
‫دون التفاعل اإليجابي مع مضمونها وغاياتها األساسية‪ ،‬وذلك من خالل تدابير واجراءات بديلة قابلة للتطبيق‪.‬‬
‫‪ 37‬غاملا ما ترد في بناءات وحيثيات الرسالة الجوابية لرئيس الحكومة العبارات التالية " وبعد دراسة العريضة في لجنة العرائض املنعقدة‬
‫بتاريخ ‪ ...‬تبين لها أنها ال تستوفي الشروط املنصوص عليها في القانون التنظيمي رقم ‪ 44.14‬بتحديد شروط وكيفيات ممارسة الحق في تقديم‬
‫العرائض إلى السلطات العمومية أو " وبناء على رأي لجنة العرائض يشرفني أن أخبركم أن الحكومة‪" .‬‬

‫‪21‬‬
‫‪38‬‬
‫الجدول رقم ‪ : 04‬حصيلة العرائض املقدمة إلى رئيس مجلس النواب‬

‫‪39‬‬
‫أسباب رفض العرائض املقدمة إلى رئيس مجلس النواب‬

‫بالرجوع إلى األسباب التي أدت إلى عدم قبول عريضة قانون اإلطار ‪ 51.17‬سنجدها مجملة في األسباب‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬عدم إرفاق ملف العريضة بنسخ من البطائق الوطنية ملوقعي العريضة مما خالف منطوق املادة ‪ 6‬من‬
‫القانون التنظيمي ‪44.14‬‬
‫‪ -‬أن العناوين املدرجة للغالبية العظمى للموقعين غير كاملة مما خالف مضامين املادة ‪ 2‬لتعريف االتحة مدعي‬
‫العريضة الوارد في القانون التنظيمي ‪44.14‬‬
‫‪ -‬أن الئحة لجنة تقديم العريضة قد وردت ملحقة بهذه األخيرة وتضمنت أسماء أعضائها وأرقام بطائقهم‬
‫الوطنية‪ ،‬لكنها لم تتضمن توقيعاتهم وال عناوينهم كاملة‪ ،‬مما خالف املادة ‪ 2‬من القانون التنظيمي ‪44.14‬‬

‫ثانيا‪ :‬حصيلة تقديم العرائض على املستوى الترابي‬

‫لتقـ ــييم حصـ ــيلة تقـ ــديم العـ ــرائض على مسـ ــتوى الجماعـ ــات الترابيـ ــة‪ ،‬سنسـ ــتعين باإلحصـ ــاء الـ ــذي قـ ــامت‬
‫املديريــة العامــة للجماعــات الترابيــة وهــو إحصــاء شــامل لجميــع العــرائض املقدمــة للمجــالس املنتخبــة الى غايــة‬
‫ت ـ ــاريخ ‪ 31‬شتنبر ‪ 2019‬بغي ـ ــة معرف ـ ــة هات ـ ــه الع ـ ــرائض‪ ،‬واملال املخصص ـ ــة له ـ ــا‪ ،‬وم ـ ــدى اح ـ ــترام املقتض ـ ــيات‬

‫‪ 38‬البوابة الوطنية للمشاركة املواطنة‪ ،‬تاريخ االطالع ‪ 03/12/2023‬على الساعة الحادية عشر ليال‪.‬على الرابط ‪wwww.eparticipation.ma‬‬
‫‪ 39‬زينب العمراني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪22‬‬
‫القانوني ــة واملس ــطرية لوض ــعها من ط ــرف املواطن ــات واملواط ــنين أو الجمعي ــات ومعالجته ــا من ط ــرف املج ــالس‬
‫املنتخبة‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫أ ‪ -‬الحصيلة العامة‬

‫بعـ ــد معالجـ ــة املعطيـ ــات الـ ــواردة من مختلـ ــف الجماعـ ــات الترابيـ ــة للمملكـ ــة ودراسـ ــتها‪ ،‬تم حصـ ــر مجمـ ــوع‬
‫العرائض املقدمة من طرف املواطنين أو املواطنات والجمعيات في ‪ 212‬عريضة‪ 166 .‬عريضة‪ ،‬أي بنســبة ‪78‬‬
‫باملئـ ــة‪ ،‬ثم تقـ ــديمها من طـ ــرف جمعيـ ــات املجتمـ ــع املدني في حين ثم تقـ ــديم ‪ 46‬عريضـ ــة من طـ ــرف املواطنـ ــات‬
‫واملواطــنين‪ .‬وقــد تم تقــديم هاتــه العــرائض الى ‪ 97‬جماعــة ترابيــة من بين ‪ 1.590‬جماعــة ترابيــة موجــودة على‬
‫الصــعيد الوطـني‪ ،‬أي بنسـبة ‪ 6‬باملئــة‪ ،‬موزعـة حسـب أصـنافها كالتــالي‪ 80 :‬جماعـة من بين ‪ .1503‬و ‪ 9‬عمالـة أو‬
‫إقليم من بين ‪.75‬و ‪ 8‬جهات من بين ‪ . 12‬أما بالنسبة لتطور نسبة تقديم العرائض باملقارنة مــع حصــيلة ســنة‬
‫‪ 2018‬فنالحــظ تسجيل تطــور مهم جــدا في تفعيــل هاتــه اآلليــة حيث بلغت النســبة العامــة للتطــور ‪ 216‬باملئــة‬
‫مـع تسجيل نسـبة تطـور وصـلت الى ‪ 286‬باملئـة بالنسـبة للعـرائض املقدمـة من طـرف الجمعيـات‪ .‬و فيمـا يخص‬
‫املآل املخص ـ ــص لهات ـ ــه الع ـ ــرائض من ط ـ ــرف املج ـ ــالس املنتخب ـ ــة‪ ،‬نج ـ ــد أن ‪ 49‬باملئ ـ ــة من الع ـ ــرائض ثم قبوله ـ ــا‬
‫وتسجيلها كنق ـ ـ ــط في ج ـ ـ ــداول أعم ـ ـ ــال املج ـ ـ ــالس‪ ،‬في حين ثم رفض ‪ 47‬باملئ ـ ـ ــة لع ـ ـ ــدة أس ـ ـ ــباب منه ـ ـ ــا الش ـ ـ ــكلية‬
‫والقانونية‪ .‬أما الباقي‪ ،‬أي ‪ 4‬باملئة‪ ،‬فهي في طور الدراسة من طرف مكاتب املجالس الى غاية ‪ 31‬شتنبر ‪.2019‬‬

‫فباملقارنة مع حصيلة سنة ‪ ، 2018‬نجد أن املجالس املنتخبة تفاعلت بنجاعة مع العرائض املقدمة‪ ،‬حيث أن‬
‫نســبة العــرائض الــتي توجــد في طــور الدراســة إلى حــدود وضــع هاتــه الحصــيلة لم تتعــد ‪ 4‬باملئــة‪ ،‬مسجلتا بــذلك‬
‫انخفاض ـ ــا بن ـ ــاقص ‪ 62‬باملئ ـ ــة في س ـ ــنة ‪ 2019‬مقارنت ـ ــا م ـ ــع س ـ ــنة ‪ 2018‬حيث كانت تمث ـ ــل نس ـ ــبة ‪ 25‬باملئ ـ ــة من‬
‫العرائض املقدمـة‪ .‬أمـا من ناحيـة التسلسـل الزمـني لتقـديم العـرائض‪ ،‬فقـد بـدأت وتـيرة ارتفـاع تقـديمها ابتـداء‬
‫من ســنة ‪ 2017‬لتبلــغ دروتهــا في التســعة أشــهر األولى من ســنة ‪ 2019‬حيث سجلت نســبة ارتفــاع تقــدر ب ‪104‬‬
‫باملئــة مــا بين ســنتي ‪ 2018‬و‪ .2019‬و من ناحيــة أخــرى نسجل أن اغلبيــة العــرائض املقدمــة للجماعــات الترابيــة‬
‫همت في املرتب ــة األولى الجماعــات تله ــا األق ــاليم والعم ــاالت ثم الجه ــات‪ .‬كم ــا أن الجماعــات كمســتوى أو مج ــال‬
‫ترابي األقـرب للمواطـنين واملواطنـات والجمعيـات‪ ،‬قـد عـرفت تقـديم أكـبر عـدد من العـرائض بنسـبة ‪ 73‬باملئـة‬
‫متبوعتـا بالعمـاالت أو األقـاليم بنسـبة ‪ 16‬باملئـة وتـأتي الجهـات في املرتبـة الثالثـة ب ‪ 11‬باملئـة‪ .‬أمـا على الصـعيد‬
‫الجغــرافي فتوزيع العــرائض املقدمــة بــبين أن أربعــة جهــات وهي طنجــة‪-‬تطــوان‪-‬الحســيمة فــاس مكنــاس درعــة‬
‫‪ 40‬املديرية العامة للجماعات الترابية‪ ،‬تقرير حول حصيلة الديمقراطية التشاركية املحلية‪ ،‬تقديم العرائض للجماعات الترابية نموذجا‪،2019 .‬‬
‫ص‪.4‬‬
‫‪23‬‬
‫تـافياللت والشـرق قـد سجلوا تقـديم ‪ 122‬عريضـة أي مـا ينـاهز ‪ 58‬باملئـة من مجمـوع العـرائض املقدمـة‪ .‬ومن‬
‫بين الجماعات الترابية التي توصلت بأكبر عدد من العرائض‪ ،‬نجد املجالس املنتخبة التالية‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ : 05‬الجماعات الترابية و عدد العرائض املقدمة‬

‫‪41‬‬
‫ب ‪ -‬العرائض املقدمة من طرف املواطنات واملواطنين‬

‫تقدم ‪ 11.177‬مواطن ومواطنة ب ‪ 46‬عريضة في إطار الحقوق الدستورية املخولة لهم إلى الجماعات‬
‫الترابية بمستوياتها الثالث‪ .‬وقد تبين من خالل دراسة هاته العرائض من طرف املجالس املنتخبة أن مآلها‬
‫هو كالتالي‪:‬‬

‫‪ 41‬املديرية العامة للجماعات الترابية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.8‬‬


‫‪24‬‬
‫الرسم املباني رقم ‪ :01‬مآل العرائض املقدمة من طرف املواطنين و املواطنات للجماعات الترابية‬

‫ويالحظ من خالل تحليل صنف الجماعات الترابية التي قدمت اليها العرائض من طرف املواطنات‬
‫واملواطنين أن املجالس الجماعية تأتي في املقدمة ب ‪ 37‬عريضة متبوعتا بمجالس العماالت واألقاليم بستة‬
‫عرائض ثم املجالس الجهوية ب ‪ 3‬عرائض‪.‬‬

‫‪-‬ان تقديم ‪ 80‬باملئة من العرائض للجماعات يجد تفسيره في كون الجماعة كنواة ترابية‪ ،‬تعتبر األقرب إلى‬
‫املواطنين واملواطنات في حياتهم اليومية ويكرس مبدأ اختصاصات القرب املوكلة لها بموجب املقتضيات‬
‫القانونية‪ .‬و من جهة أخرى عرفت العرائض املقدمة من طرف املواطنات واملواطنين تقدما ملموسا بالنسبة‬
‫لسنة ‪ 2018‬حيث مرت من ‪ 24‬الى ‪ 46‬عريضة مسجلتا بذلك ارتفاعا بنسبة ‪ 92‬باملئة‪.‬‬

‫أما بالنسبة للجدولة الزمنية لتقديم هاته العرائض مند صدور القوانين التنظيمية والنصوص التطبيقية‬
‫ذات الصلة‪ ،‬فقد جاءت كالتالي‪:‬‬

‫الرسم املباني رقم ‪ :02‬املسلسل الزمني لتقديم العرائض للجماعات الترابية‬

‫نالحظ هنا أن مسلسل تقديم العرائض للجماعات الترابية بدء مند وضع النصوص التطبيقية في سنة‬
‫‪ 2016‬حيث ارتفع من ‪ 3‬عرائض الى ‪ 16‬عريضة في سنة ‪ 2018‬ليصل الى ‪ 15‬عريضة في األشهر التسعة‬
‫األولى من سنة ‪ ،2019‬أي تقريبا عريضتين كل شهر‪ .‬كما تم تسجيل أن بعض مواضيع العرائض قد حظي‬
‫باهتمام كبير من لدن املواطنات واملواطنين نظرا الرتباطهم بحياتهم اليومية حيث أن عدد املوقعين فاق‬
‫بكثير الحد األدنى املنصوص عليه قانونا‪ ،‬وعلى سبيل املثال ال الحصر‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫الجدول رقم ‪ : 06‬مواضيع العرائض و عدد املوقعين‬

‫العرائض املقبولة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫فيم ــا يتعل ــق ب ــالعرائض املقبول ــة‪ ،‬فق ــد همت بنس ــبة ‪ 55‬باملئ ــة التجه ــيزات األساس ــية‪ ،‬في حين همت ‪ 45‬باملئ ــة‬
‫طلبــات اعــادة النظــر أو تحــيين أو اتخــاد قــرارات جديــدة من طــرف رؤســاء املجــالس املنتخبــة في إطــار الســلطة‬
‫التنظيمي ــة املخول ــة لهم من قب ــل الق ــوانين التنظيمي ــة كتحس ــين الخ ــدمات الصحية الس ــير والج ــوالن التش ــوير‬
‫تسمية الشوارع محاربـة الكالب الضـالة‪ ،‬الخ‪ .‬وقـد عـرفت نسـبة تطـور العـرائض املقبولـة من طـرف املجـالس‬
‫املنتخب ــة تط ــورا ملموس ــا بالنس ــبة لس ــنة ‪ 2018‬حيث م ــرت من ‪ 13‬عريض ــة الى ‪ 22‬عريض ــة مسجلتا ارتفاع ــا‬
‫بنس ــبة ‪ 69‬باملئ ــة‪ .‬اال أن ــه تجب اإلش ــارة أن جمي ــع الع ــرائض املقدم ــة ملج ــالس العم ــاالت واألق ــاليم‪ ،‬وع ــددها ‪6‬‬
‫عرائض قد ثم رفضها بالكامل لعدة أسباب سيتم تحليلها فيما بعد‪.‬‬

‫العرائض املرفوضة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تم رفض ‪ 22‬عريض ـ ــة مقدم ـ ــة من ط ـ ــرف املواطن ـ ــات واملواط ـ ــنين أي بنس ـ ــبة ‪ 48‬باملئ ـ ــة‪ .‬وق ـ ــد عللت املج ـ ــالس‬
‫املنتخبة هذا الرفض بعدة أسباب راجعة باألسـاس امـا لعـدم احـترام املقتضـيات القانونيـة النصـوص عليهـا في‬
‫القوانين التنظيميـة‪ .‬أو الشـكل املنصـوص عليـه في النصـوص التطبيقيـة أو لعـدم اختصـاص املجـالس املنتخبـة‬
‫بالنســبة للنقط ــة أو النق ــط املدرج ــة في العريض ــة أو عــدم تــوفر االعتم ــادات املالي ــة‪ .‬فاملالح ــظ أن عــدم درايــة‬
‫املواطنــات واملواطــنين بمقتضــيات القــوانين التنظيميــة والنصــوص التطبيقيــة املتعلقــة بــالعرائض شــكل أكــثر‬
‫من ‪ 82‬باملئة من األسباب التي دفعت املجالس املنتخبة لرفض ادراج العرائض في جدول أعمالها‪.‬‬

‫العرائض في طور الدراسة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪26‬‬
‫الى غايــة وضــع هاتــه الحصــيلة تم تسجيل وجــود عريضــتين في طــور الدراســة من طــرف جهــة درعــة تــافياللت‬
‫وجماع ــة ل ــوالد تهم انج ــاز حي ص ــناعي ومس ــبح عم ــومي‪ ،‬أي بنس ــبة ‪ 4‬باملئ ــة من الع ــرائض املقدم ــة من ط ــرف‬
‫املواطنات واملواطنين‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫ج ‪ -‬العرائض املقدمة من طرف الجمعيات‬

‫تم حصـ ـ ــر ‪ 166‬عريضـ ـ ــة مقدمـ ـ ــة من طـ ـ ــرف أكـ ـ ــثر من ‪ 140‬جمعيـ ـ ــة من املجتمـ ـ ــع املدني للمجـ ـ ــالس املنتخبـ ـ ــة‬
‫بمس ــتوياتها الثالث وبع ــد دراس ــة هات ــه الع ــرائض من ط ــرف مكاتب املج ــالس وتحلي ــل املعطي ــات ال ــواردة من‬
‫الجماعات الترابية تبين أن املآلها هو كالتالي‪:‬‬

‫الرسم املباني رقم ‪ :03‬املآل ال عرائض املقدمة من طرف الجمعيات للجماعات الترابية‬

‫نالحظ أن العـرائض املقبولـة حظيت بنسـبة ‪ 49‬باملئـة من مجمـوع العـرائض في حين تم رفض ‪ 47‬باملئـة‪ .‬وقـد‬
‫ع ــرف مسلس ــل تق ــديم الع ــرائض من ط ــرف الجمعي ــات تق ــدما ملموس ــا بالنس ــبة لحص ــيلة س ــنة ‪ 2018‬حيث‬
‫سجلت نسـبة ارتفـاع تقـدر ب ‪ 286‬باملئـة‪ .‬أمـا بالنسـبة لتقـديم هاتـه العـرائض منـد صـدور القـوانين التنظيميـة‬
‫والنصـ ــوص التطبيقيـ ــة املتصـ ــلة‪ ،‬فالحـ ــظ أن الجمعيـ ــات قـ ــد قـ ــامت بمبـ ــادرة تقـ ــديم العـ ــرائض قبـ ــل صـ ــدور‬
‫النصوص التطبيقية ذات الصـلة إال أن الوتـيرة ارتفعت ابتـداء من سـنة ‪ 2017‬لتعـرف دروتهـا في التسـع أشـهر‬
‫األولى من ســنة ‪ 2019‬حيث سجل تقــديم ‪ 93‬عريضــة أي مــا ينــاهز ‪ 56‬باملئــة من مجمــوع العــرائض بوتــيرة ‪10‬‬
‫عــرائض كل شــهر‪ .‬من جهــة أخــرى‪ ،‬تم تقــديم هاتــه العــرائض الى الجماعــات الترابيــة املعنيــة بجميــع أصــنافها‬
‫الثالث مع تسجيل نسبة ‪ 71‬باملئة مقدمة للجماعات ‪ 17‬باملئة للعماالت واألقاليم و‪ 12‬باملئة للجهات‬

‫العرائض املقبولة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫املديرية العامة للجماعات الترابية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪27‬‬
‫كمــا أسـلفنا الـذكر‪ ،‬ثم قبــول ‪ 49‬باملئــة من العــرائض املقدمـة للجماعـات الترابيــة‪ ،‬أي ‪ 87‬عريضــة و قــد حضي‬
‫موض ــوع التجه ــيزات األساس ــية بحص ــة األس ــد بنس ــبة ‪ 46‬باملئ ــة من الع ــرائض‪ ،‬متبوع ــا بطلب ــات ال ــدعم املالي‬
‫للجمعيات ب ‪ 17‬باملئة‪ .‬تم بالقرارات التنظيمية ب ‪ 15‬باملئة‪ .‬هذا وقد سجلت نسبة تطور العرائض املقبولة‬
‫من طـ ــرف املجـ ــالس املنتخبـ ــة نسـ ــبة مرتفعـ ــة باملقارنـ ــة مـ ــع حصـ ــيلة سـ ــنة ‪ ،2018‬حيث بلغت ‪ 406‬باملئـ ــة من‬
‫مجم ــوع الع ــرائض املقدم ــة‪ .‬هات ــه النس ــبة من التط ــور تش ــير الى أن تعام ــل الجماع ــات الترابي ــة م ــع الع ــرائض‬
‫املقدمة من طرف الجمعيات عرف تحسنا بالنسبة لسنة ‪.2018‬‬

‫العرائض املرفوضة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫كم ــا س ــبق ال ــذكر‪ ،‬رفض ــت املج ــالس املنتخب ــة ‪ 79‬عريض ــة مقدم ــة من ط ــرف جمعي ــات املجتم ــع املدني لع ــدة‬
‫أســباب منهــا القانونيــة وكــذا الشــكلية‪ .‬وقــد عملت الجماعــات الترابيــة‪ ،‬طبقــا للمقتضــيات القانونيــة على تعليــل‬
‫ه ــذا الــرفض وتبليغ ــه ملمث ــل الجمعي ــة واملالح ــظ أن ‪ 70‬باملئ ــة من أســباب رفض الع ــرائض املقدمــة من طــرف‬
‫الجمعيات يعود الى عدم االملام باملقتضيات القانونية‪ ،‬شكال ومضمونا‪ ،‬التي تأطر طريقـة تقـديم العـرائض‪ .‬و‬
‫تأتي الجهات على رأس الجماعات الترابية الرافضـة لعـرائض الجمعيـات بنسـبة ‪ 95‬باملئـة‪ ،‬متبوعـة بالجماعـات‬
‫ب ‪ 43‬باملئة والعماالت واألقاليم ب ‪ 36‬باملئة‬

‫العرائض في طور الدراسة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫إلى غايـ ــة تـ ــاريخ ‪ 2019/9/31‬تم تسجيل وج ـ ــود ‪ 6‬عـ ــرائض في طـ ــور الدراسـ ــة تهم ‪ 5‬جماعـ ــات وجه ـ ــة واح ـ ــدة‬
‫موضــوعها يتعلــق بإنجــاز التجهــيزات األساســية‪ .‬ومن املحتمــل أن تكون املجــالس املنتخبــة قــد قــامت بدراســتها‬
‫برسم دورة أكتوبر ‪.2019‬‬
‫‪43‬‬
‫رابعا‪ :‬خالصات‬

‫ان تحليـ ــل طريقـ ــة معالجـ ــة العـ ــرائض من طـ ــرف املجـ ــالس املنتخبـ ــة حسـ ــب املعلومـ ــات الـ ــواردة من املصـ ــالح‬
‫املختصة للجماعات الترابية قـد تمت في مجملهـا في إطـار احـترام املقتضـيات القانونيـة لتـدبير هاتـه العمليـة‪ .‬إال‬
‫أن ــه تم تسجيل بعض الح ــاالت ال ــتي يس ــتوجب ذكره ــا وذل ــك لتفاديه ــا مس ــتقبال في إط ــار ال ــدورات التكويني ــة‬
‫املمكن تنظيمها لفائدة املنتخبين وأطر الجماعات الترابية‬

‫املديرية العامة للجماعات الترابية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.18‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪28‬‬
‫الحال ] ]]ة األولى‪ :‬ثم رفض ثالثـ ـ ــة عـ ـ ــرائض من طـ ـ ــرف مكتب مجلس منتخب لعـ ـ ــدم استيفاء عـ ـ ــدد التوقيعـ ـ ــات‬
‫القانوني ــة اال أن اخب ــار وكي ــل الالئح ــة من ط ــرف الجماع ــة الترابي ــة بم ــال العريض ــة تم بواس ــطة اله ــاتف أي‬
‫شــفويا وليس كتابيــا كمــا ه ــو منصــوص عليــه في القــوانين التنظيميــة وذلــك لتمكين الوكيــل إذا أراد ذلــك من‬
‫الطعن في قرار املجلس املنتخب‪ ،‬حيث ينص القانون على أنه‪" :‬أي حالـة عـدم قبـول العريضـة من قبـل مكتب‬
‫املجلس‪ .‬يتعين على الـرئيس تبليـغ الوكيـل أو املمثـل القـانوني للجمعيـة‪ ،‬حسـب الحالـة‪ ،‬بقـرار الـرفض معال ‪....‬‬
‫"‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬تمت دراسة وقبول عريضـة مقدمـة من أجـل تعبيـد طريـق وتسجيلها كنقطـة في جـدول أعمـال‬
‫مجلس منتخب اال أن الســلطات اإلداريــة املختصــة تعرضــت على هاتــه النقطــة على اعتبــار أن اختصــاص بنــاء‬
‫الطرق يدخل ضمن االختصاصات املشتركة مع الدولة وال يتم اال بالتعاقد معها‪.‬‬

‫الحال ] ]]ة الثالث ] ]]ة‪ :‬تم قبـ ـ ــول بعض العـ ـ ــرائض رغم أن ميـ ـ ــدان اشـ ـ ــتغال الجمعيـ ـ ــات ال يتناسـ ـ ــب مـ ـ ــع موضـ ـ ــوع‬
‫العريضة‪.‬‬

‫الحالــة الرابعــة تم قبــول عــدة عــرائض رغم أن موضــوع العريضــة يتنــافى واالختصاصــات الذاتيــة للجماعــات‬
‫الترابية املعنية كبناء السدود والوقايـة من الفيضـانات‪ ،‬وتهيئـة األحـواض اال أنـه لوحـظ أن املجـالس املنتخبـة‬
‫قامت باتخاذ مقررات برفع ملتمسات بشأنها الى الجهات املعنية قصد القيام باملتعين‬

‫الحالة الخامسة‪ :‬حدد املشرع مراحل مسترسلة لدراسـة العريضـة من طـرف مكاتب املجـالس املنتخبـة وضـع‬
‫العريض ــة بمكتب الض ــبط‪ .‬دراس ــتها من ط ــرف مكتب املجلس‪ .‬احالته ــا على اللجن ــة الدائم ــة تسجيلها في ج ــدول‬
‫أعم ــال الــدورة املوالي ــة ان هي لقيت القب ــول تبلي ــغ الوكي ــل أو املمث ــل الق ــانوني بماله ــا اال أنــه تم تسجيل بعض‬
‫الح ــاالت ال ــتي تم تبلي ــغ الوكي ــل أو املمث ــل الق ــانوني للجمعي ــة بم ــال العريض ــة قب ــل دراس ــتها من ط ــرف مكتب‬
‫املجلس واللجنــة ذات االختصــاص‪ .‬فعلى سبيل املثــال‪ ،‬نشــير أنــه تم التعامــل مــع ‪ 14‬عريضــة حســب التسلســل‬
‫الزمني التـالي‪ :‬تـاريخ وضـع العريضـة‪ .2019-03-1 :‬التـاريخ دراسـتها ‪ .2019-05-15‬تـاريخ التبليـغ باملال‪-03-05 :‬‬
‫‪2019‬‬

‫الحال]]ة السادس]]ة‪ :‬رغم أن املشــرع حــدد زمنيــا مهلــة دراســة وتبليــغ الوكيــل أو املمثــل القــانوني للجمعيــة بمــال‬
‫العريض ــة‪ ،‬اال أن ــه تم تسجيل بعض ح ــاالت ع ــدم اح ــترام املهل ــة الزمني ــة‪ .‬فعلى سبيل املث ــال‪ ،‬نش ــير إلى بعض‬
‫الحاالت املسجلة‬

‫‪29‬‬
‫الحال ]]ة الس ]]ابعة‪ :‬ق ــامت جمعي ــة من املجتم ــع املدني بوض ــع عريض ــة ل ــدى مجلس جم ــاعي موض ــوعها تحري ــر‬
‫وتنظيم امللــك العمــومي بتــاريخ ‪ 2015-12-15‬وقــد قــام مكتب املجلس املنتخب بدراســتها بتــاريخ ‪2015-12-31‬‬
‫واملوافق ــة على تسجيلها في ج ــدول أعم ــال دورة ‪ 2016-02-04‬وتبلي ــغ املمث ــل الق ــانوني للجمعي ــة بماله ــا بت ــاريخ‬
‫‪ .2016-01-07‬إال أن املالحـ ــظ أن هاتـ ــه العمليـ ــة مـ ــرت قبـ ــل صـ ــدور املرسـ ــوم التطـ ــبيقي رقم ‪ -4-1-2‬الصـ ــادر‬
‫بت ــاريخ ‪ 06‬أكت ــوبر ‪ 2016‬وال ــذي ح ــدد ش ــكل العريض ــة والوث ــائق املثبت ــة ال ــتي يتعين ارفاقه ــا به ــا وذل ــك تطبيق ــا‬
‫للفصل ‪ 125‬من القانون التنظيميرقم ‪14-113‬‬

‫‪ -‬حص ــيلة تبقى ض ــعيفة تل ــك في تفعي ــل الح ــق في تق ــديم الع ــرائض من ط ــرف جمعي ــات املجتم ــع املدني‪ ،‬من ــذ‬
‫صـ ــدور القـ ــوانين التنظيميـ ــة للعـ ــرائض سـ ــنة ‪ 2015‬واملراسـ ــيم املؤطرة لهـ ــا سـ ــنة ‪ ،2016‬وأكـ ــد السـ ــيد وزيـ ــر‬
‫العالقات مع البرملان واملجتمع املدني أن جمعيات املجتمع املدني لم تتمكن من تسجيل ولو عريضة واحـدة في‬
‫كل جماع ــة ترابي ــة على ح ــدة‪ ،‬إذ يبل ــغ ع ــدد الجماع ــات الترابي ــة ‪ 1500‬جماع ــة‪ ،‬بينم ــا بل ــغ ع ــدد الع ــرائض ال ــتي‬
‫تقدمت بها الجمعيات إلى حد اآلن أقل من ‪ 100‬عريضة ‪.44‬‬

‫يمكن التأكيد على أنه رغم بعض املبادرات من طرف فعاليات املجتمع املدني في هذه اآللية والتي تشكل قيمــة‬
‫مضــافة‪ ،‬وعبــارة عن آليــة لتفعيــل الديموقراطيــة التشــاركية في تــدبير الشــأن العــام املحلي‪ ،‬وكــذا االنخــراط في‬
‫مناخ مطبــوع بالثقــة والتعــاون ليحــل محــل عالقــات التــوجس ومظــاهر التــوتر بين املواطن ومؤسســاته ‪ ،45‬إال‬
‫أن أغلبه ــا يتم رفض ــها من قب ــل رؤس ــاء مج ــالس الجماع ــات الترابي ــة‪ ،‬أو ع ــدم اإلجاب ــة عن ه ــذه العريض ــة رغم‬
‫األج ـ ــل املح ـ ــدودة في ذل ـ ــك‪ .‬وتكاد تجم ـ ــع أغلب الدراس ـ ــات والتق ـ ــارير على أن الق ـ ــوانين التنظيمي ـ ــة الجدي ـ ــدة‬
‫للجماعات الترابية لم تمكن الفاعل املدني من شروط مواتية لتحفـيزه وتشجيعه على ممارسـة حقـه في تقـديم‬
‫الع ــرائض ‪ ،46‬ه ــذا ال ــذي يجع ــل ه ــذه الع ــرائض تع ــاني من مجموع ــة من االكراه ــات والتح ــديات ال ــتي تجعله ــا‬
‫مح ـ ــدودة وتص ـ ــعب من مس ـ ــاهمة الف ـ ــاعلين املدنيين واملجتم ـ ــع املدني له ـ ــذه اآللي ـ ــة املتم ـ ــيزة‪ ،‬وال ـ ــتي تعت ـ ــبر ح ـ ــق‬
‫دستوري منصوص عليها بصريح العبارة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نماذج لعرائض تم تقديمها‬

‫‪ 44‬محمد الراجي‪ ،‬قانون العرائض وامللتمسات يسجل حصيلة هزيلة‪ ،‬مقال منشور باملوقع االلكتروني التالي‪:‬‬
‫‪ www.hespres.com‬بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪ .2019‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 25/11/2023‬على الساعة السادسة مساء‪.‬‬
‫‪ 45‬أحمد حظراني‪ ،‬محاضرات في مادة الجماعات الترابية ‪ -‬التنظيم الجهوي‪ ،‬لفائدة طلبة الفصل الخامس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2018/2017‬ص‬
‫‪.77‬‬
‫‪ 46‬أحمد أشتيوي‪ ،‬الديمقراطية التشاركية باملغرب الرهان واإلكراهات دراسة في آلية العرائض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪30‬‬
‫أوال‪ :‬على املستوى الوطني‬

‫من بين الع ــرائض املقدم ــة على املس ــتوى الوط ــني س ــواء إلى رئيس الحكوم ــة أو إلى رئيس مجلس الن ــواب‪ .‬تبقى‬
‫أهمه ــا عريض ــة إح ــداث حس ــاب "ص ــندوق مكافح ــة الس ــرطان" او م ــا س ــمي بعريض ــة الحي ــاة و ال ــتي تم اي ــداعها‬
‫تحت رقم‪ ،692515 :‬بعــدد توقيعــات بلــغ ‪ 40608‬توقيعــا‪ ،‬وكيــل العريضــة األســتاذ د‪.‬عمــر الشــرقاوي‪ ،‬والــتي‬
‫قبلته ــا الحكوم ــة من حيث احترامه ــا للش ــكليات القانوني ــة‪ ،‬و رفض ــت اح ــداث ص ــندوق ملكافح ــة الس ــرطان‪ .‬و‬
‫عوضــت مطلب املغاربــة بإحــداث لجنــة وطنيــة للســرطان إلى جــانب رئيس الحكومــة‪ ،‬ومخطــط وطــني للوقايــة‬
‫من عالج السـ ــرطان ‪ ،2021-2020‬وتخصـ ــص ‪ 780‬مليـ ــار سنتيم ملرضى السـ ــرطان طيلـ ــة ‪ 10‬سـ ــنوات املقبلـ ــة‬
‫بمعدل ‪ 7.8‬مليار سنتيم سنويا‪ ،‬وتعميم تلقيح للفتيات ‪ 11‬سنة ضد سرطان عنق الرحم‪.‬‬

‫و قد قدمت العريضة يوم ‪ 14‬فبراير ‪ 2020‬إلى رئيس الحكومة تحت موضوع ‪ :‬إحداث حسـاب مرصـد ألمـور‬
‫خصوصـ ــية تحت اسـ ــم صـ ــندوق مكافحـ ــة السـ ــرطان ‪ .47‬مـ ــع مـ ــذكرة تفصـ ــيلية األسـ ــباب الداعيـ ــة و األهـ ــداف‬
‫املتوخاة من هذه العريضة و التي جاءت على الشكل التالي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬األسباب الداعية إلى تقديم العريضة‪:‬‬

‫على مستوى معدالت اإلصابة والوفاة‪:‬‬

‫‪ -‬االرتفـاع املضـطرد لنسـبة عـدد الوفيـات بسبب مـرض السـرطان‪ ،‬والـتي وصـلت إلى ‪ 32962‬سـنة ‪ ،2018‬بنـاء‬
‫على إحصاءات املنظمة العاملية للصحة‪.‬‬

‫‪ -‬االرتفاع املهـول ملعـدالت اإلصـابة بالسـرطان في بالدنـا والـتي تفـوق ‪ 200‬ألـف إصـابة‪ .‬إضـافة إلى مـا يفـوق ‪50‬‬
‫ألف إصابة جديدة كل سنة‪ ،‬إذ أن حاالت اإلصابة بالسرطان التي تم اكتشافها سنة ‪ 2018‬وحدها وصــلت ل‬
‫‪ 52783‬حالـ ــة إصـ ــابة ‪ 139‬شخصـ ــا بالسـ ــرطان من بين كل ‪ 100‬ألـ ــف مغـ ــربي‪ ،‬واملعانـ ــاة النفسـ ــية والجسـ ــدية‬
‫واملادية التي تعانها هاته الفئة املصابة‪.‬‬

‫على مستوى الولوج للعالجات والرعاية الصحية‪:‬‬

‫انظر امللحق رقم ‪.01‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬قلــة بنيــات االســتقبال وضــعف الطاقــة االستيعابية للمراكــز العموميــة املنتشــرة عــبر مــدن محــدودة والــتي ال‬
‫تسـ ــتجيب للعـ ــدد املهـ ــول ملرضى السـ ــرطان والـ ــذي يتعـ ــدى حسـ ــب إحصـ ــائيات وزارة الصحة ‪ 50‬ألـ ــف حالـ ــة‬
‫جديدة‪ ،‬تضاف إليها الحاالت التي تتابع العالج منذ سنوات‪.‬‬

‫‪ -‬تــأخر مواعيــد الكشــف في املراكــز واملستشــفيات العموميــة إلى مــدد تتجــاوز عــدة شــهور وقــد تتعــدى الســنة‬
‫ملرض يحتــاج إلى االسـتعجال في العالج للحـد من انتشـاره ضـعف نظم الرصـد والتقــييم وعـدم تـوفر الحكومـة‬
‫على سجل وط ــني وخريط ــة له ــذا املرض‪ ،‬يح ــدد ع ــدد املص ــابين‪ ،‬ويمكن من معرف ــة التوزيع الجغ ــرافي للم ــرض‬
‫وأنواعه‪ ،‬وبالتالي وضع خطط للوقاية والعالج‬

‫‪ -‬غياب وانقطاع األدوية من فترة ألخرى‪.‬‬

‫‪ -‬تعطــل األجهــزة من أجــل القيــام باألشــعة والكشــف (ســكانير وغــيره)‪ ،‬وهنــا يضــطر املريض إلى تــأخير مواعيــد‬
‫العالج أو اللجوء إلى القطاع الخاص وهو أمر غير متاح للجميع‪.‬‬

‫على مستوى التغطية الصحية‪:‬‬

‫‪ -‬املحدوديـ ــة والهشاشـ ــة والالتكافؤ والتجـ ــزيئ الـ ــذي تتمـ ــيز بـ ــه أنظمـ ــة التغطيـ ــة الصحية كمـ ــا جـ ــاء في تقريـ ــر‬
‫املجلس االقتص ــادي واالجتم ــاعي والبي ــني ح ــول الحماي ــة االجتماعي ــة في املغ ــرب واق ــع الح ــال الحص ــيلة وس ــبل‬
‫تعزيز أنظمة الضمان واملساعدة االجتماعية" سنة ‪.2018‬‬

‫‪ -‬تصنيف املغرب في تقرير منظمـة العمـل الدوليـة من ضـمن البلـدان الـتي لهـا إمكانـات عاليـة للتغطيـة النقديـة‬
‫ألرض ـ ــيات الحماي ـ ــة االجتماعيـ ـ ــة لكنـ ـ ــه من البل ـ ــدان ال ـ ــتي لهـ ـ ــا مس ـ ــتوى جـ ـ ــد منخفض من اإلرادة السياس ـ ــية‬
‫لالستثمار في القطاع االجتماعي ‪ %21.9‬مقارنة بإثيوبيا التي لها ‪ %69.9‬كنسبة إرادة)‬

‫‪ -‬ع ــدم اس ــتفادة نص ــف الس ــاكنة النش ــيطة ‪ 46‬في املائ ــة من تغطي ــة صحية‪ ،‬وف ــق تقري ــر الحماي ــة االجتماعي ــة‬
‫للمجلس االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫ب ‪ -‬األهداف املتوخاة من العريضة‬

‫تبعا لكل األسباب السابقة‪ ،‬يتوخى املواطنون واملواطنات من تقديم هذه العريضة اآلتي‪:‬‬

‫‪ - 1‬وضع إطار قانوني وتنظيمي لصندوق مكافحة السرطان‪ .‬وذلك عبر‬

‫‪32‬‬
‫إح ــداث حس ــاب مرص ــد األم ــور خصوص ــية تحت اس ــم ص ــندوق مكافح ــة الس ــرطان"‪ .‬بمرس ــوم خالل الس ــنة‬
‫املاليــة ‪ ،2020‬طبقــا للمــادة ‪ 29‬من قــانون املاليــة رقم ‪ 70.19‬لســنة ‪ 2020‬والــذي يــؤذن من خاللــه للحكومــة في‬
‫حالــة االســتعجال والضــرورة امللحــة وغــير املتوقعــة أن تحــدث خالل الســنة املاليــة ‪ 2020‬حســابات خصوصــية‬
‫للخزينــة بمــوجب مراســيم ويعمــل هــذا الصــندوق على التغطيــة الشــاملة لكل نفقــات العالج في مــا يخص مبلــغ‬
‫الدعم‪ ،‬ويستهدف جميع مرضى السرطان وبجميع أنواعه‬

‫وضـع مرسـوم بتحديـد شـروط ومعــايير االسـتفادة من الـدعم املباشـر ملرضى السـرطان" من صـندوق مكافحــة‬
‫السرطان‪.‬‬

‫وضــع دوريــة مشــتركة بين القطاعــات املكلفــة باالقتصــاد واملاليــة والصحة لتفعيــل تطــبيق مقتضــيات "صــندوق‬
‫مكافحة السرطان"‪ ،‬ال سيما لتيسير املساطر اإلدارية على املستوى الترابي‪.‬‬

‫‪ -‬الفئة املستهدفة وشروط االستفادة‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬شمولية االستفادة من صندوق مكافحة السرطان ملرضى السرطان بجميع أنواعه‬

‫‪ -‬التغطية الشاملة لكل نفقات العالج في ما يخص مبلغ الدعم‬

‫‪ -‬تحديد الوثائق املطلوبة لتكوين ملف طلب التغطية الشاملة من‪:‬‬

‫مطبوع طلب االستفادة من التغطية الصحية متضمن لتصريح بالشـرف‪ .‬شـهادة طبيـة تثبت اإلصـابة بمـرض‬
‫الســرطان‪ .‬وملــف شخصي يتضــمن‪ :‬نسخة مطابقــة لألصــل من البطاقــة الوطنيــة للتعريــف للمــريض أو مــوجز‬
‫رسم والدة األطفال‪ .‬كل نسخة إدارية قد يتطلها استكمال امللف‪.‬‬

‫‪ - 3‬موارد صندوق مكافحة السرطان‪:‬‬

‫‪ -‬اعتب ـ ــار "ص ـ ــندوق مكافح ـ ــة الس ـ ــرطان" حس ـ ــابا مرص ـ ــدا ألم ـ ــور خصوص ـ ــية مفتوح ـ ــا ل ـ ــدى الخزين ـ ــة العام ـ ــة‬
‫للمملكة‪ ،‬يحدث بمقتضى مادة من مواد القانون املالي‬

‫‪-‬اعتبار وزير السلطة املكلفة بالصحة األمر بقبض موارده وصرف نفقاته‬

‫‪ -‬تضمين حساب الصندوق في الجانب الدائن من‪ %10 :‬من حصيلة الرسوم القضائية‪ %1 .‬من الضريبة على‬
‫االس ـ ـ ــتهالك املفروض ـ ـ ــة على التب ـ ـ ــغ والخم ـ ـ ــور والسجائر االلكتروني ـ ـ ــة‪ 20% .‬من حص ـ ـ ــيلة الغرام ـ ـ ــات املتعلق ـ ـ ــة‬

‫‪33‬‬
‫بمخالف ــات ق ــانون الس ــير على الط ــرق‪ %20 .‬من حص ــيلة ض ــريبة النه ــوض بالفض ــاء الس ــمعي البص ــري الوط ــني‬
‫املحدثــة باملادة ‪ 16‬من هــذا القــانون املالي ‪ .1996‬مســاهمات إجباريــة تــدفعها شــركات التــأمين املعتمــدة للتــامين‬
‫على الصحة‪ .‬مسـاهمات اجباريـة تـدفعها املصحات‪ .‬مسـاهمات الجماعـات املحليـة‪ .‬االعانـات املاليـة الـتي تمنحهـا‬
‫الدول ــة‪ .‬مس ــاهمة تتحملهـ ــا الش ــركات الخاض ــعة للضـ ــريبة على الش ــركات‪ .‬املوارد ال ــتي يمكن رص ــدها لفائ ــدة‬
‫الحساب بموجب تشريع او تنظيم؛ الهبات والوصايا‪ .‬موارد مختلفة‪.‬‬

‫‪ -‬تضــمين حســاب الصــندوق في الجــانب املدين‪ :‬مصــاريف الدراســات‪ .‬مصــاريف وضــع خريطــة صحية لتســهيل‬
‫التخطي ــط لالحتياج ــات الصحية املس ــتقبلية‪ .‬مص ــاريف بن ــاء وتوس ــيع وتجدي ــد وت ــرميم املستش ــفيات الخاص ــة‬
‫بــأمراض الســرطان‪ .‬مصــاريف التجهــيزات واملعــدات واألدوات الالزمــة للمستشــفيات‪ .‬مصــاريف تأهيــل األطبــاء‬
‫واملمرضـ ــين ومـ ــوظفي املستشـ ــفيات أمـ ــراض السـ ــرطان‪ .‬التعويضـ ــات الخاصـ ــة والجزافيـ ــة املمنوحـ ــة لألطبـ ــاء‬
‫واملمرضين واملوظفين واملستخدمين طبقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬على املستوى املحلي‬

‫يعتبر فشل الديموقراطية التمثيلية في تحقيق التنمية املحلية هو احتكارها للقرار على مسـتوى املحلي في فئـة‬
‫معين ــة وهي املنتخ ــبين‪ ،‬ه ــذا كل ــه أدى إلى جع ــل ه ــذه الديموقراطي ــة التمثيلي ــة تعيش أزم ــة حقيقي ــة مم ــا داف ــع‬
‫املنظرين الى البحث عن خيار جديـد لتـدبير الشـأن املحلي والديموقراطيـة التشـاركية هي من أرقى الحلـول الـتي‬
‫تم الوصــول اليهــا من قبــل املنظــرين لتــدبير الشــأن املحلي – والــترابي ‪ .48‬ويعتــبر الحــق في تقــديم العــرائض من‬
‫أبرز آليات تفعيل الديموقراطية التشـاركية وتعزيـر انخـراط املواطن في الشـأن العمـومي إعـداد وتتبـع وتنفيـذ‬
‫وتق ــديم ‪ 49‬والعريض ــة هي ‪ ":‬اق ــتراح أو تظلم أو مالحظ ــة يتق ــدم به ــا بش ــكل مكت ــوب م ــواطن أو مجموع ــة من‬
‫املواط ــنين املقيمين ف ــوق أو خ ــارج ال ــتراب الوط ــني‪ ،‬بش ــكل ف ــردي أو جم ــاعي إلى الس ــلطات العمومي ــة به ــدف‬
‫الحصــول على جــواب أو حــل أو تــدخل عمــومي بشــأن موضــوع العريضــة" ‪ .50‬وبالتــالي فــالعرائض الترابيــة هي‬
‫إح ــدى اآللي ــات القانوني ــة ال ــتي تمكن فعالي ــات املجتم ــع املدني من القي ــام ب ــدورها من أج ــل مس ــاهمة في بل ــورة‬
‫وإعداد السياسات العمومية‪ ،‬ففي هذه الفقرة وسنحاول أن نتطرق إلى نموذجين عريضتين األولى تم قبولهــا‬

‫‪ 48‬دليل املشاركة املواطنة‪ ،‬منشور الوزارة املنتدبة لدى رئيس الحكومة املكلفة بالعالقات مع البرملان واملجتمع املدني‪ ،‬مديرية العالقات مع‬
‫املجتمع املدني‪ ،‬قسم الشؤون القانونية والعالقات العامة ماي ‪ ،2017‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 49‬عبد الخالق الطاهري‪ ،‬الجماعات الترابية من الديموقراطية التمثيلية الى الديموقراطية التشاركية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاستر في القانون‬
‫العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس‪ ،2017/2016 ،‬ص‪55‬‬
‫‪ 50‬عمر الحالك‪ ،‬دور الديموقراطية التشاركية في تفعيل الحكامة الجيدة‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاستر في القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن‬
‫عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس السنة الجامعية ‪ ،2017/2016‬ص ‪101‬‬
‫‪34‬‬
‫(أوال) الستجابتها ملقتضيات القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬املتعلق بالجماعات‪ ،‬والثانية تم رفضها من طرف‬
‫املجالس الترابية (ثانيا) لعدم الستجابتها ملقتضيات القانون التنظيمي السالف ذكره‪ ،‬دون الخـوض في تحديـد‬
‫حيثيات و أسباب الرفض أو القبول لعدم توفرنا على مراجع و وثائق التي تشير إلى ذلك‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫أ ‪ -‬عريضة تم قبولها‬

‫وضعت لدى رئيس املجلس الجماعي ملدينة أسـفي عريضـة تشـاركية من طـرف الجمعيـة اليوسـفية لألشخاص‬
‫ذوي اإلعاقة الحركية‪ ،‬وذلك يوم ‪ 24‬نونبر ‪ .2016‬حيث كان موضوع العريضة دعم ولوجيـات األشخاص في‬
‫وضعية اإلعاقة في مدينة أسفي"‪.‬‬

‫أم ــا األس ــباب الداعي ــة إلى تق ــديم العريض ــة‪ ،‬هي نتيج ــة إجم ــاع ممثلي الجمعي ــات املش ــاركة في برن ــامج تعزي ــز‬
‫الديموقراطيــة بمدينــة أســفي من طــرف دار الجمعيــات‪ ،‬حيث وجب االلتفــات إلى فئــة اجتماعيــة مهمــة تعطيهــا‬
‫الدولــة أولويــة كــبرى بمختلــف مؤسســاتها العموميــة‪ ،‬وذلــك ملا تعانيــه هــذه الفئــة من معيقــات كثــيرة ومتنوعــة‬
‫لالستفادة من الخدمات والولوج إليها‪ ،‬وبالرجوع إلى املعطيات واالحصائيات الخاصـة باإلعاقـة وطنيـا وبجهـة‬
‫دكالــة عبــدة ‪ ،52‬تجــد أهميــة هــذا املوضــوع الــذي قــدمت فيــه العريضــة‪ ،‬أي أنهــا قــدمت بنــاء على ســندات قويــة‬
‫وواقعية‪.‬‬

‫هــذا فيمــا يخص األســباب الداعيــة لتقــديم هــذه العريضــة التشــاركية‪ ،‬أمــا االهــداف املتوخــاة من العريضــة هي‬
‫العمــل على تقليص حــدة اشــكاليات الولوجيــات بالنســبة لألشخاص في وضــعية اعاقــة بمدينــة أســفي والســهر‬
‫أيضا على تنزيل املقتضيات القانونية املتعلقة بالولوجيات في مجال التعمير‪ ،‬زيادة على هدف مهم وهو الرفــع‬
‫من مستوى مالءمة الفضاء واملرفـق العمـومي السـتقبال هـذه الفئـة بشـكل يصـون كرامتهـا ويحفـظ حقوقهـا‪.53‬‬
‫وتم دعم هذه العريضة بمجموعة من الوثائق‪:‬‬

‫‪ -‬نسخة من النظام األساسي للجمعية اليوسفية ألشخاص ذوي اإلعاقة الحركية بأسفي‪.‬‬

‫‪ -‬نسخة من الوصل النهائي املسلم للجمعية‪.‬‬

‫‪ -‬محض ـ ــر اجتم ـ ــاع مكتب الجمعي ـ ــة يثبت الص ـ ــالحية املخول ـ ــة للشخص ال ـ ــذي سيتولى باس ـ ــم الجمعي ـ ــة تتب ـ ــع‬
‫مسطرة تقديم العريضة‬
‫‪ 51‬دليل عملي حول مسار إعداد وتقديم العرائض املحلية‪ ،‬دار الجمعيات أسفي‪ ،‬يناير ‪ ، 2017‬انظر امللحق رقم ‪.05‬‬
‫‪ 52‬راجع نتائج البحث الوطني الثاني حول اإلعاقة (‪ )2014‬املنجزة من طرف وزارة التضامن واملرأة واالسرة والتنمية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ 53‬انظر امللحق رقم ‪.05‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -‬مذكرة تفصيلية للعريضة تتضمن التأطير القانوني ومقترح مقتضيات الولوجيات بمدينة أسفي‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫ب ‪ -‬عريضة لم يتم قبولها‬

‫تم بتـاريخ ‪ 03‬دجنـبر ‪ 2018‬ايـداع عريضـة لـدى رئيس مجلس جهـة درعـة تـافياللت والـتي كان موضـوعها هــو "‬
‫استحض ـ ــار البع ـ ــد الحق ـ ــوقي لألشخاص في وض ـ ــعية إعاق ـ ــة عن ـ ــد إع ـ ــداد التص ـ ــميم املديري الجه ـ ــوي للتكوين‬
‫املسـتمر وضـمن محـاور دورات التكوين املسـتمر للمنتخـبين"‪ ،‬حيث قـدمت هــذه العريضـة من طـرف جمعيـات‬
‫االشخاص املع ــاقين بزاكورة‪ .‬وج ــاء تق ــديم ه ــذه العريض ــة للمجلس االقليمي لزاكورة بن ــاء على مجموع ــة من‬
‫االسباب‪ ،‬وهذا من أجل تحقيق مجموعة من األهداف االساسية‪.‬‬

‫األسباب الداعية‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -1‬ص ــعوبة ول ــوج االشخاص في وض ــعية إعاق ــة إلى الفض ــاءات العام ــة واملؤسس ــات العمومي ــة بنف ــوذ املج ــال‬
‫الترابي إلقليم زاكورة‪.‬‬

‫‪ -2‬ص ـ ــعوبة ول ـ ــوج االشخاص في وض ـ ــعية اعاق ـ ــة إلى الخ ـ ــدمات ال ـ ــتي توفره ـ ــا مختل ـ ــف املراف ـ ــق االجتماعي ـ ــة‬
‫االقتصادية والثقافية‪.‬‬

‫‪ -3‬الح ــد بش ــكل كب ــير من ض ــمان املش ــاركة كامل ــة ألشخاص في وض ــعية إعاق ــة وانخ ــراطهم في من ــاحي الحي ــاة‬
‫العادية‪.‬‬

‫‪ -‬االهداف املتوخاة‪:‬‬

‫‪ 1-‬ضـ ــمان حمايـ ــة فعالـ ــة لحـ ــق الولـ ــوج الكامـ ــل ألشخاص في وضـ ــعية اعاقـ ــة للفضـ ــاءات العامـ ــة واملؤسسـ ــات‬
‫العمومية بنفوذ الترابي لجهة درعة تافياللت‪.‬‬

‫‪ 2-‬تأهيــل االشخاص في وضــعية أعاقــة من أجــل تمكينهم من بلــوغ أكــبر قــدر ممكن من االســتقاللية في حيــاتهم‬
‫واالستفادة من مؤهالتهم من خالل تعزيز قدراتهم وامكاناتهم وتحقيق مشاركتهم االجتماعية‪.‬‬

‫‪ 3-‬تيس ــير ادم ــاجهم االجتم ــاعي ومش ــاركتهم في جمي ــع من ــاحي الحي ــاة بكيفي ــة طبيعي ــة على‪ 55‬ق ــدم املس ــاواة م ــع‬
‫غيرهم من االشخاص دون تمييزا‪.‬‬

‫‪ 54‬أنظر امللحق رقم ‪ ، 02‬عريضة مقدمة للمجلس الجهوي درعة تافياللت‪.‬‬


‫‪ 55‬أنظر امللحق رقم ‪ ، 04‬العريضة املقدمة للمجلس الجماعي بزاكورة‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ -4‬مالءمة الفضاء واملرفق العمومي الستقبال االشخاص في وضعية اعاقة بشكل يصون كرامتهم؛‬

‫‪ -5‬دمقرطة استعمال املجال من طرف جميع املواطنين ذوي االعاقة وغيرهم‪.‬‬

‫‪ - 6‬تمكين املنتخبين من املرجعيات القانونية لحقوق األشخاص في وضعية إعاقة‪.‬‬

‫البيان ــات الشخص ــية ملم ــاثلي الجمعي ــة في تتب ــع مس ــطرة تق ــديم العريض ــة‪" :‬عب ــد هللا اله ــرومي" رئيس جمعي ــات‬
‫االشخاص املع ـ ــاقين بزاكورة‪ ،‬العن ـ ــوان حي الق ـ ــدس ‪ 2‬رقم ‪ 678‬زاكورة ‪ .47900‬ويمكن الرج ـ ــوع إلى املذكرة‬
‫التفص ــيلية له ــذه العريض ــة ‪ .56‬باإلض ــافة إلى ه ــذه العريض ــة‪ ،‬تم وض ــع عريض ــة أخ ــرى ل ــدى املجلس االقليمي‬
‫لزاكورة في موضـ ـ ـ ــوع " دور املجلس االقليمي في تقـ ـ ـ ــديم خـ ـ ـ ــدمات صحية تسـ ـ ـ ــتجيب لحاجيـ ـ ـ ــات االشخاص في‬
‫وضعية إعاقة في املجلس ‪ ،57‬نفس الجمعية قدمت عريضة للمجلس الجماعي لزاكورة حـول موضـوع‪ :‬احـترام‬
‫الولوجي ــات لفائ ــدة االشخاص في وض ــعية إعاق ــة على مس ــتوى التق ــوي ال ــترابي لجماع ــة زاكورة وف ــق املع ــايير‬
‫املعمول بها ‪.‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬آليات تقديم العرائض على املستوى الترابي‪ :‬اإلكراهات واألفاق‬

‫عند دراستنا للوثيقة الدستورية يتبين لنـا أن املشـرع حـاول أن يجعـل الفـرد يتبـوأ مكانـة متمـيزة‪ ،‬وذلـك‬
‫يتبين لن ــا من خالل االع ــتراف ل ــه بحق ــوق دس ــتورية يمكن أن يمارس ــها دون أي ــة وس ــاطة أو توجي ــه من أح ــد‪،‬‬
‫خصوصــا بعــد أن ازداد وعي املواطن بالتعــاطي مــع الشــؤون اإلداريــة والسياســية املحليــة والوطنيــة‪ ،‬فتقــديم‬
‫العرائض وسيلة عرفها ومارسها املغاربة منذ زمن‪ ،‬كعريضة املطالبة باالسـتقالل لسـنة ‪1944‬م‪ ،‬أيضـا هنـاك‬
‫العريضــة الــتي تم تقــديمها من طــرف حــزب االســتقالل وحــزب االتحــاد الوطــني للقــوات الشــعبية ســنة ‪1971‬‬
‫للقصر امللكي بخصوص التدهور في الحالة االقتصادية واالجتماعية والسياسية للبالد ‪.‬‬

‫ليأتي الدستور املغـربي الجديـد في الفصـل ‪ 15‬و‪ 139‬للتنصـيص على هـذا الحـق املهم‪ ،‬وهـو الحـق في تقـديم‬
‫العــرائض باشــتراك املواطنــات واملواطــنين في اعــداد السياســات العموميــة‪ ،‬وه ــذا االشــتراك ه ــو مــا يعــبر عنــه‬
‫بالديموقراطي ــة التش ــاركية ال ــتي تس ــمح ملختل ــف الف ــاعلين كل حس ــب مج ــال تخصص ــه واش ــتغاله باملس ــاهمة‬
‫الفعال ــة من أج ــل اع ــداد وبل ــورة السياس ــات العمومي ــة ‪ ،‬حيث ج ــاء أيض ــا في الخط ــاب امللكي ‪ ":‬نؤك ــد ض ــرورة‬

‫‪ 56‬مذكرة تفصيلية للعريضة املقدمة ملجلس جهة درعة تافياللت (أنظر املالحق رقم ‪.)02‬‬
‫‪ 57‬أنظر امللحق رقم ‪ 03‬تجد فيه هذه العريضة املودعة لدى رئيس املجلس اإلقليمي مع بيان األسباب الداعية إلى تقديم العريضة واألهداف‬
‫املتوخاة‪ ،‬وتم ارفاقها أيضا بمذكرة تفصيلية أيضا‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫توعية كل مغـربي بـأن مصـيره يتوقـف على مبادراتـه‪ ،‬وإقدامـه على العمـل الجمـاعي‪ ،‬الـذي يمـر عـبر تـأطيره عن‬
‫طريق الهيات املؤهلة ‪...‬‬

‫تركيزن ــا على بن ــاء ثقاف ــة املواطن ــة اإليجابي ــة‪ ،‬بكل م ــا تعني ــه من تح ــول إلى عقلي ــة املواطن الفاع ــل ̵ املب ــادر‪،‬‬
‫واملشـارك ̵ املنتج‪ ،‬بـدل السـلبية والتواكليـة واالنفطاريـة"‪ ،‬وجـاء أيضـا في خطـاب العـرش ‪ ،‬الـذي ألقـاه امللـك‪" :‬‬
‫نــدعو املنتخــبين املحلــيين إلى تحمــل مســؤوليتهم في االســتجابة للحاجيــات اليوميــة امللحــة للمواطــنين‪ ،‬من خالل‬
‫برامج واقعية وهو ما يتطلب القرب منهم‪ ،‬وحسن تدبير شؤونهم‪.ʺ.....‬‬

‫لعبت العريضـ ــة دورا مهمـ ــا في تحقيـ ــق العدالـ ــة واالنصـ ــاف‪ ،‬وتقـ ــريب الـ ــرؤى بين اإلدارة واملرتفقين‪ ،‬وقـ ــد‬
‫تكون عب ـ ـ ــارة عن مالحظ ـ ـ ــات أو ش ـ ـ ــكاوى شخص ـ ـ ــية وفردي ـ ـ ــة حيث تنش ـ ـ ــأ خالي ـ ـ ــا للتواص ـ ـ ــل داخ ـ ـ ــل اإلدارات‬
‫واملؤسس ـ ــات العمومي ـ ــة‪ ،‬وص ـ ــوال إلى تق ـ ــديم ع ـ ــرائض فردي ـ ــة لإلدارات‪ ،‬والعم ـ ــاالت واملن ـ ــدوبيات الجهوي ـ ــة‪،‬‬
‫واملصالح الخارجية مع انشاء مصلحة خاصـة لتتبـع هــذه العـرائض‪ ،‬النهـا في الحقيقـة تشـكل جـزءا من الحلـول‬
‫البديلة لصـناعة القـرار العمـومي‪ ،‬وأسـلوب سـلمي ملمارسـة الحريـات واملشـاركة في الشـأن العـام سـواء الوطـني‬
‫أوالترابي – املحلي ‪.‬‬

‫فـالحق في تقـديم العـرائض يعتـبر من املسـتجدات الـتي جـاء بهـا الدسـتور الجديـد السـنة ‪ ،2011‬وتم تكريسـها‬
‫في الق ــوانين التنظيمي ــة للجماع ــات الترابي ــة وذك ــر تماش ــيا م ــع الفص ــل ‪ 139‬من الدس ــتور والفص ــل ‪ 146‬من ــه‪،‬‬
‫ورغم دلـك فـان هــذا الحـق يعـاني من مجموعـة من االكراهــات واملعيقـات‪ ،‬تجعلـه يكتسي نوعـا من الصـعوبات‬
‫أثنـاء ممارسـته‪ ،‬وسـنحاول توضـيحها فيمـا يلي مـع تنـاول مجموعـة من البـدائل والرهانـات املسـتقبلية من أجـل‬
‫ممارسة هذا الحق الدستوري بشكل أفضل‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تحديات ومعيقات تقديم العرائض على املستوى املحلي‬

‫ع ـ ــرف املغ ـ ــرب نظ ـ ــام الع ـ ــرائض م ـ ــع إق ـ ــرار دس ـ ــتور ‪ 29‬يولي ـ ــوز ‪ 2011‬كم ـ ــا قلن ـ ــا س ـ ــابقا‪ ،‬مم ـ ــا جع ـ ــل من‬
‫الديموقراطيــة التشــاركية أحــد املرتكــزات الرئيســية الــتي يقــوم عليهــا نظامــه الدســتوري‪ ،‬وعــزز دور املواطن‬
‫وارتقى به إلى مكانة الشريك في صنع القرار العمومي‪ ،‬إن على املستوى الوطني أو املحلي‪ ،‬من خالل مجموعــة‬
‫من اآلليــات التشــاركية املتنوعــة واملتقدمــة‪ ،‬وهي جــد متقاربــة مــع اآلليــات التشــاركية املعمــول بهــا في مجموعــة‬
‫من الدول التي يبرز فيها دور املواطن في تدبير الشأن العام ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫والحــق في تقــديم العــرائض على املســتوى املحلي الــترابي‪ ،‬يعــرف مجموعــة كبــيرة من التحــديات واملعيقــات‬
‫ال ــتي تجعـ ــل الفـ ــاعلين املدنيين بمختل ــف اص ــنافهم ال يس ــتغلون هـ ــذه اآلليـ ــة الدس ــتورية املهمـ ــة بش ــكل س ــليم‬
‫وفعــال‪ ،‬ومن هــذه املعيقــات نجــد املعيقــات القانونيــة واملعيقــات الثقافيــة ونجــد أيضــا ضــعف التكوين ملختلــف‬
‫فعاليات املجتمع املدني ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬املعيقات القانونية‬

‫تكاد تجم ـ ــع كل الدراس ـ ــات والتق ـ ــارير على أن الق ـ ــوانين التنظيمي ـ ــة الجدي ـ ــدة للجماع ـ ــات الترابي ـ ــة لم تمكن‬
‫الفاع ــل املدني من ش ــروط مواتي ــة لتحف ــيزه وتشجيعه على ممارس ــة حق ــه في تق ــديم الع ــرائض ‪ ،‬س ــواء فيم ــا‬
‫يتعلق بالشروط وكيفيات إيداعها وتتبعها‪.‬‬

‫بــالرجوع إلى مخرجــات الحــوار الوطــني حــول املجتمــع املدني واألدوار الدســتورية الجديــدة ‪ ،‬تعتــبر الســلطات‬
‫العموميــة مســؤولة عن أي تقصــير أو تماطــل يحــول دون التلقي الفعلي للعــرائض أو معالجتهــا وفــق الشــروط‬
‫املح ـ ــددة‪ .‬لكن ب ـ ــالرجوع إلى الق ـ ــوانين في تق ـ ــديم الع ـ ــرائض‪ ،‬حيث لم ينص فيه ـ ــا على إمكاني ـ ــة الطعن في ق ـ ــرار‬
‫رفض العريضــة‪ ،‬زيــادة على دلــك أعفت هــذه القــوانين الجهــة املســتقبلة للعــرائض من أي مســؤولية ســواء تم‬
‫التقصـير أو التماطـل بصـدد معالجـة هــذه العريضـة‪ .‬باإلضـافة إلى ذلـك نصـت مخرجـات هــذا الحـوار الوطـني ‪،‬‬
‫على أن الســلطات العموميــة يجب أن تعمــل على توفــير املعلومــات حــول مراحــل تقــدم معالجــة العــرائض الــتي‬
‫تتلقاها بمختلف الوسائل املتاحة‪ ،‬وفي املقابل نجد املشرع لم يلزمها بذلك‪.‬‬

‫كم ــا نج ــد أيض ــا أن املش ــرع لم ينص على ح ــق حض ــور املداوالت في ش ــأن الع ــرائض من ط ــرف مق ــدميها‪،‬‬
‫حيث نجـ ــد اسـ ــتفراد املجـ ــالس املنتخبـ ــة في تقريـ ــر مصـ ــير العريضـ ــة‪ ،‬وغيـ ــاب آليـ ــات إللزامهـ ــا بـ ــأن تأخـ ــذ بعين‬
‫االعتبــار آراء ومقترحــات املواطــنين والنســيج الجمعــوي‪ ،‬يمكن أن يــؤدي بــالعرائض إلى اإلهمــال‪ ،‬بحيث تصــبح‬
‫ذات ط ــابع استش ــاري ال غ ــير‪ ،‬ومحروم ــة من أي ق ــوة تقريري ــة‪ ،‬م ــا ي ــنزل به ــا إلى منزل ــة الطلب البس ــيط ال ــذي‬
‫يوضــع للفحص واالستحســان من قبــل هــذه املجــالس ‪ ،‬وتجــد كل ذلــك يخــالف التوجيهــات امللكيــة الداعيــة إلى‬
‫ضرورة اشتراك املواطنين في مختلف مراحل تنفيذ املشاريع املحلية ‪.‬‬

‫ربما كان من االفضـل التخفيـف من هيمنـة اللجنـة أو اللجـان املختصـة بدراسـة العـرائض‪ ،‬أو من هيمنـة‬
‫مكتب املجلس على املس ــتوى ال ــترابي‪ ،‬اض ــافة الى اعط ــاء ط ــابع ال ــزامي بالتنص ــيص على إمكاني ــة االس ــتماع إلى‬
‫مقدمي العريضة في شخص وكيلها أو املمثل القانوني للجمعية املقدمة للعريضة‪ .‬وهذا كله من أجل الوقــوف‬

‫‪39‬‬
‫على معرف ــة الوض ــعيات والظ ــروف املحيط ــة بموض ــوع العريض ــة ال ــتي تم قبوله ــا ‪ ،‬وذل ــك تفادي ــا ألخ ــذ فك ــرة‬
‫خاطئة على هذه العريضة وأيضا من أجل أن تزاول هذه اللجان أعمالها بعيدا عن واقع العرائض‪.‬‬

‫بـالرجوع إلى القــوانين التنظيميــة للجماعـات الترابيــة ⸲ نجــد أن في حالـة رفض العريضــة نصــت القــوانين‬
‫التنظيمي ــة على مهل ــة طويل ــة ال م ــبرر له ــا‪ ،‬حيث نج ــد ثالث ــة أش ــهر بالنس ــبة ل ــرئيس الجماع ــة وش ــهرين بالنس ــبة‬
‫لرئيس مجلس الجهة والرفض منطقيا ال يستدعي كل هذه املدة‪.‬‬

‫من املعيقــات القانونيــة أيضــا عــدد املوقعين‪ ،‬بحيث نجــد املشــرع املغــربي في القــوانين التنظيميــة اشــترط‬
‫عدد مبالغ فيـه من املوقعين رغم أن املغـرب يعيش أول تجربـة لـه بخصـوص هـذه اآلليـة املهمـة واملتمـيزة‪ ،‬ألن‬
‫املواطــنين يبقــوا عــاجزون عن جمــع هــذا الكم الهائــل من التوقيعــات‪ ،‬خصوصــا أمــام ضــعف املشــاركة الفعالــة‬
‫من طرف فعاليات املجتمع املدني‪ ،‬أما فيها يخص الشروط الخاصة بالجمعيات فتبقى معقولة ومنطقية‪.‬‬

‫نج ـ ــد أيض ـ ــا أن املش ـ ــرع املغ ـ ــربي ح ـ ــرم فئ ـ ــة األج ـ ــانب من الح ـ ــق في تق ـ ــديم الع ـ ــرائض وه ـ ــدا يتن ـ ــافى م ـ ــع‬
‫الدسـ ــتور ‪ ،‬الـ ــذي يمتـ ــع األجـ ــانب بالحريـ ــات نفسـ ــها الـ ــتي أعطاهـ ــا للمواطـ ــنين املغاربـ ــة بمـ ــا فيهـ ــا املشـ ــاركة في‬
‫االنتخابات املحلية‪ .‬فاملشرع لم ينص ايضا على التوقيع االلكتروني للعرائض رغم التطـور التكنولـوجي الهائـل‬
‫والذي سيسهل ال محالة مشاركة كبيرة في هذه اآللية‪.‬‬

‫إن ش ــرط التسجيل في الل ــوائح االنتخابي ــة من أج ــل ممارس ــة الح ــق في تق ــديم العريض ــة يط ــرح نق ــاش بين‬
‫الفــاعلين السياســيين حــول هــذه النقطــة‪ ،‬ويقصي فئــة كبــيرة وعريضــة من الســاكنة فضــلت عــدم الخــوض في‬
‫العمليــة االنتخابيــة (العــزوف السياسي) برمتهــا من جهــة‪ ،‬ويكشــف عن أزمــة الديموقراطيــة التمثيليــة من جهــة‬
‫أخرى ‪.‬‬

‫ف ــرغم مجموع ــة من املعيق ــات والتح ــديات القانوني ــة ال يمكن إغف ــال املعيق ــات الثقافي ــة ال ــتي تح ــد من‬
‫املشـ ــاركة الفعالـ ــة لفعاليـ ــات املجتمـ ــع املدني في الحـ ــق الدسـ ــتوري املكفـ ــول واملنصـ ــوص عليـ ــه بشـ ــكل صـ ــريح‬
‫ومباشر‪ ،‬فما هي املعيقات الثقافية في تقديم العرائض؟‬

‫ثانيا‪ :‬املعيقات الثقافية‬

‫أصـ ــبح املجتمـ ــع املدني يلعب دورا مهمـ ــا في تفعيـ ــل وتنظيم مشـ ــاركة النـ ــاس في تقريـ ــر مصـ ــيرهم‪ ،‬وكـ ــذا‬
‫مواجهــة السياســات العموميــة الــتي تــؤثر في معيشــتهم وتزيــد من مشــاكلهم‪ ،‬ومــا يقــوم بــه من دور مهم في نشــر‬

‫‪40‬‬
‫ثقافة املبادرة الذاتية واالعالء من شـأن الـوطن‪ ،‬واملسـاهمة بفعاليـة في تحقيـق التحـوالت الكـبرى للمجتمعـات‬
‫حتى ال تكون حكرا على النخب الحاكمة ‪.‬‬

‫يضــمن الدســتور الجديــد الحقــوق والحريــات الفرديــة والجماعيــة وتعزيــز الثقــة بين الحــاكمين واملحكومين‪،‬‬
‫وذل ــك كل ــه ع ــبر ترس ــيخ قيم الديموقراطي ــة التش ــاركية ال ــتي تجع ــل املواطن أس ــاس أي فع ــل مجتمعي‪ ،‬وي ــأتي‬
‫تدبير الشأن العام املحلي على رأس أولويات هذا الفعل ‪.‬‬

‫يشكل ضـعف الثقافـة لـدى املواطنـات واملواطـنين عائقـا ملشـاركتهم في تسـيير شـؤونهم‪ ،‬كون املشـاركة ال‬
‫تم ـ ــارس فق ـ ــط عن طري ـ ــق إج ـ ــراءات قانوني ـ ــة‪ ،‬وإنم ـ ــا تس ـ ــتوجب ك ـ ــذلك ت ـ ــوفر مع ـ ــارف وم ـ ــؤهالت خاص ـ ــة في‬
‫املشــاركين‪ ،‬بحيث أن غالبيــة األفــراد ال يملكون أدنى فكــرة عن القواعــد واملقتضــيات والقــوانين الســائدة‪ ،‬بــل‬
‫وأكــثر من ذلــك هنــاك العديــد من األفــراد ال يعرفــون الحقــوق والحريــات الــتي يتمتعــون بهــا‪ ،‬إذا فكيــف يمكن‬
‫تصور ممارسة حق تقديم العرائض من طرف فعاليات املجتمع املدني؟‬

‫إعطـ ــاء الحـ ــق للمواطـ ــنين في تقـ ــديم العـ ــرائض يتطلب الـ ــوعي التـ ــام بأهميتـ ــه‪ ،‬انطالقـ ــا من تجـ ــاوز بعض‬
‫املش ــاكل املتعلق ــة بعم ــل جمعي ــات املجتم ــع املدني ح ــتى تس ــتطيع مس ــايرة املقتض ــيات الدس ــتورية‪ ،‬فه ــذه اآللي ــة‬
‫تتطلب لتفعيله ــا ق ــدرا من املس ــتوى التعليمي ومن الثقاف ــة السياس ــة‪ .‬باإلض ــافة إلى ت ــدهور وض ــع الجمعي ــات‬
‫املع ـ ــول عليه ـ ــا في ه ـ ــذا الش ـ ــأن‪ ،‬يجع ـ ــل منه ـ ــا هي نفس ـ ــها موض ـ ــوعا لإلص ـ ــالح ال رافع ـ ــة لإلص ـ ــالح ع ـ ــبر آلي ـ ــات‬
‫الديموقراطية التشاركية بصفة عامة‪.‬‬

‫اض ــافة الى كون اغلبي ــة املواط ــنين ال يع ــيرون للمش ــاركة املواطن ــة أي اهتم ــام‪ ،‬وذل ــك راج ــع لعراقي ــل‬
‫ثقافي ــة من جه ــة‪ ،‬وض ــعف املج ــال الق ــانوني من جه ــة أخ ــرى‪ .‬نعم هن ــاك ترس ــانة قوي ــة وق ــوانين عدي ــدة إال أن‬
‫تنزيلهـا على أرض الواقـع يبقى صـعبا جـدا‪ ،‬باإلضـافة إلى أن املواطن ليس لـه أدنى اهتمـام باملسـاهمة في الشـأن‬
‫العــام املحلي حيث يبقى دوره محصــورا في املشـاركة عـبر االنتخابـات فقــط‪ .‬ونجــد مشـكل آخــر وهــو قلـة كفــاءة‬
‫املسـ ــؤولين ورؤسـ ــاء الجمعيـ ــات وضـ ــعف رغبـ ــة هـ ــؤالء في املشـ ــاركة مـ ــع النـ ــاخب من أجـ ــل بلـ ــورة السياسـ ــات‬
‫العمومي ــة‪ ،‬على العكس من دل ــك هم يأخ ــذون العم ــل الجمع ــوي ألغ ــراض شخص ــية خاص ــة أو لخدم ــة أجن ــدة‬
‫سياسية ما‪.‬‬

‫هذا فيما يخص املعيقـات الثقافيـة‪ ،‬فمـاذا عن مشـكل ضـعف التكوين ملختلـف فعاليـات املجتمـع املدني؟‬
‫الذي ال محالة يؤدي إلى صعوبة االستفادة من ممارسة الحق في تقديم العرائض‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ثالثا‪ :‬ضعف التكوين ملختلف فعاليات املجتمع املدني‬

‫لع ــل أبرزه ــا م ــا يح ــد من املش ــاركة الفعال ــة للمواط ــنين في ممارس ــة الح ــق في تق ــديم الع ــرائض ه ــو قل ــة‬
‫التكوين في هذا املجال‪ ،‬خصوصا أن هذه اآللية جديدة سواء في الدستور أو في القوانين التنظيمية‪.‬‬

‫إن محاولــة تفعيــل التقنيــات الجديــدة للتــدبير التشــاركي واليــات الحــوار والتشــاور‪ ،‬يشــكل ضــمانة حقيقيــة في‬
‫تــدبير أفضــل ومتمــيز للشــأن العــام الــترابي‪ .‬وهــذا الوضــع يتطلب أساســا أال تكون الجماعــات منعزلــة ومنغلقــة‬
‫على نفسـها بـل يجب أن تكون منفتحــة على محيطهــا‪ ،‬وال يتحقــق هــذا التواصـل بـدون تواصـل مـع الـرأي العــام‬
‫الترابي ومع مختلف الفاعلين الترابيين ‪ ،‬حيث أن هناك غياب التكوين لجمعيات املجتمـع املدني باعتبـاره أحـد‬
‫أهم االكراهات أمام تفعيل تقديم العرائض‪.‬‬

‫زي ــادة على ذل ــك " العقلي ــة الس ــائدة ل ــدى املنتخ ــبين تح ــول دون تفعي ــل الح ــق في تق ــديم الع ــرائض" ألنهم‬
‫يتخوفــون من االستثمار الجمعــوي لهــذا الحــق في امليــدان السياسي‪ .‬وبصــفة عامــة نجــد ضــعف تــوفر الفاعــل‬
‫الجمع ــوي على خ ــبرات وكف ــاءات في تكوين ــه الق ــانوني‪ .‬ومن ثم تفتق ــر معظم مؤسس ــات املجتم ــع املدني لتكوين‬
‫قــانوني يســاعدها في أداء املهــام املطلوبــة على الوجــه األســلم خصوصــا في مجــال تقــديم العــرائض وملتمســات‬
‫التشريع ‪.‬‬

‫وبالتالي نستخلص أن التكوين يلعب دورا مهما‪ ،‬لكنـه شـبه غـائب من طـرف مجـالس الجماعـات الترابيـة‬
‫التي تعاني ضعفا في اعداد برامج من أجل تقوية قدرات الجمعيات في مجـال الديموقراطيـة التشـاركية بصـفة‬
‫عامــة وفي آليــات تقــديم العــرائض بصــفة خاصــة‪ ،‬على العكس من ذلــك نجــد بــرامج متعــددة وتكوينــات عديــدة‬
‫من طرف الوزارة املنتدبة لدى رئيس الحكومة املكلفة بالعالقات مع البرملان واملجتمع املدني‪.‬‬

‫ختاما‪ ،‬هذه مجموعة من العوائق والتحـديات الـتي تعـاني منهـا آليـات تقـديم العـرائض بصـفة عامـة‪ ،‬فيهـا‬
‫ما يتعلق باملعيقات القانونية واملعيقات الثقافية إضـافة إلى ضـعف التكوين الـذي تعـاني منـه فعاليـات املجتمـع‬
‫املدني‪ .‬بالتالي ما هي السـبل والطـرق لتجـاوز هـذه التحـديات الـتي تعـاني منهـا آليـات تقـديم العـرائض‪ ،‬وذلـك من‬
‫أج ــل اس ــتغالل الح ــق في تق ــديم الع ــرائض من ط ــرف املجتم ــع املدني بش ــكل متم ــيز يتماشى م ــع روح الدس ــتور‬
‫والقوانين التنظيمية ومع متطلبات املواطنات واملواطنين وجمعيات املجتمع املدني؟‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تقديم العرائض املحلية والرهانات املستقبلية‬

‫‪42‬‬
‫يكتسي تق ـ ـ ــديم الع ـ ـ ــرائض على املس ـ ـ ــتوى ال ـ ـ ــترابي قيم ـ ـ ــة مهم ـ ـ ــة في اش ـ ـ ــتراك املواطن ـ ـ ــات واملواط ـ ـ ــنين‬
‫والجمعي ـ ــات في اع ـ ــداد وتنفي ـ ــذ وتق ـ ــييم السياس ـ ــات العمومي ـ ــة‪ .‬وح ـ ــتى يتم جع ـ ــل العريض ـ ــة كوس ـ ــيلة لتفعي ـ ــل‬
‫مقتض ــيات الدس ــتور املتعلق ــة به ــذه الديموقراطي ــة التش ــاركية فإن ــه يجب اال تخ ــتزل وظيفته ــا في كونه ــا مج ــرد‬
‫تظلم يقدمـه املواطنـون إلى السـلطات العموميـة وإلى املجـالس املحليـة‪ ،‬إنمـا ينبغي االرتقـاء بهـا إلى مسـتوى آليـة‬
‫اقتراحية من شأنها تفعيل مشاركة املواطنين في إعداد وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية ‪.‬‬

‫فبع ــد ح ــديثنا في الفق ــرات املاض ــية على مجموع ــة من االكراه ــات واملعيق ــات والتح ــديات ال ــتي تع ــاني منه ــا‬
‫العريض ــة س ــواء في إطاره ــا الق ــانوني وك ــذا اإلك ــراه الثق ــافي‪ ،‬س ــنحاول في ه ــذا املطلب الح ــديث عن الرهان ــات‬
‫والب ــدائل من أج ــل تفعي ــل الح ــق في تق ــديم الع ــرائض على املس ــتوى ال ــترابي‪ ،‬ومن خالل ــه سنتطرق إلى ض ــرورة‬
‫تشجيع املجتمع املدني على املشاركة الفعالة لتجاوز معيقات تقديم العرائض‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تشجيع املجتمع املدني على املشاركة الفعالة‬

‫عمومـ ــا يمكن القـ ــول إن حضـ ــور املجتمـ ــع املدني في بلـ ــورة واعـ ــداد السياسـ ــات العموميـ ــة الزال في أول‬
‫خطواتـ ــه ويحتـ ــاج إلى مزيـ ــد من املأسسـ ــة والتفعيـ ــل ‪ ،‬وبالتـ ــالي يجب على الجميـ ــع االنخـ ــراط من أجـ ــل توعيـ ــة‬
‫املجتمع املدني للمساهمة في تدبير الشأن العام املحلي‪ ،‬وذلك عـبر آليـات الديموقراطيـة التشـاركية الـتي خولهـا‬
‫القــانون‪ .‬هكــذا نجــد تــوافر مجموعــة من املمكنــات القانونيــة لــدى املجــالس الجماعيــة لتنميــة الفعــل التشــاركي‬
‫للمواط ــنين‪ ،‬وذل ــك بالقي ــام بجمي ــع أش ــكال التعبئ ــة االجتماعي ــة واإلعالمي ــة والتواص ــلية‪ ،‬ال ــتي يمكن أن تت ــوج‬
‫باتفاقية للشراكة والتعاون كمرحلة تعاقدية تصب في رسم معالم السياسة العمومية املحلية ‪.‬‬

‫وبالتــالي اآلليــات التشــاركية تعتــبر ضــمانة حقيقيــة للمواطــنين في حالــة تواجــدها واســتخدامها فيمــا يحقــق‬
‫الص ــالح الع ــام والتنمي ــة املحلي ــة‪ ،‬وب ــذلك تكون تل ــك اآللي ــات مكس ــبا للره ــان والطم ــوح من وراء تب ــني املقارب ــة‬
‫التشــاركية والتــدخل املباشــر لتحقيــق التنميــة الترابيــة‪ ،‬خاصــة آليــة تقــديم العــرائض الــتي تلعب أدوارا مهمــة‬
‫وفعالة‪ .‬خصوصا إذا تم تفعيلها بشكل جـدي على املسـتوى الـواقعي سـواء من خالل وعي املواطن واعتمادهـا‪،‬‬
‫وكــذا تقبــل املجــالس املنتخبــة لتواجــدها‪ .‬األمــر الــذي يقتضي تأطيرهــا القــانوني في مســار تقــديم هــذه العريضــة‬
‫انطالقا من تقديمها وتتبع مسارها ومالها‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الدستور تجده نص في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 12‬منه على أن تسـاهم الجمعيـات املهتمـة‬
‫في قضـ ــايا الش ــأن العـ ــام‪ ،‬واملنظمـ ــات غ ــير الحكوميـ ــة في إط ــار الديموقراطيـ ــة التش ــاركية في إع ــداد القـ ــرارات‬
‫ومش ــارع ل ــدى املؤسس ــات املنتخب ــة والس ــلطة العمومي ــة كم ــا نج ــد املادة ‪ 13‬أك ــدت على أن ــه تعم ــل الس ــلطات‬
‫‪43‬‬
‫العموميـ ــة على إحـ ــداث هيئـ ــة للتشـ ــاور قصـ ــد اشـ ــتراك مختلـ ــف الفـ ــاعلين االجتمـ ــاعيين في إعـ ــداد السياسـ ــات‬
‫العمومية ‪.‬‬

‫هناك مجموعة من الفصول األخرى التي تتحدث عن ضرورة اشتراك فعاليات املجتمع املدني في بلورة‬
‫السياس ـ ــات العمومي ـ ــة‪ ،‬حيث في غي ـ ــاب التكوين الق ـ ــانوني‪ ،‬ال يمكن ممارس ـ ــة الح ـ ــق بش ـ ــكل متم ـ ــيز ومناس ـ ــب‪،‬‬
‫وبالت ـ ـ ــالي يجب على املج ـ ـ ــالس الترابي ـ ـ ــة وجمعي ـ ـ ــات املجتم ـ ـ ــع املدني وكل الف ـ ـ ــاعلين املهتمين بت ـ ـ ــأطير املواط ـ ـ ــنين‬
‫وتوعيتهم بالية تقديم العرائض وعلى أهميتها وقوتها االقتراحية من أجل مشاركة فعالة وكبيرة للساكنة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مقترحات لتجاوز معيقات تقديم العرائض‬

‫سـ ــعيا إلى جع ـ ــل آلي ـ ــة تق ـ ــديم العريض ـ ــة وسـ ــيلة لتفعي ـ ــل مقتض ـ ــيات الدسـ ــتور املتعلق ـ ــة بالديموقراطي ـ ــة‬
‫التشـ ــاركية ومن أجـ ــل مشـ ــاركة كبـ ــيرة للمواطـ ــنين واملواطنـ ــات وجمعيـ ــات املجتمـ ــع املدني‪ ،‬يمكننـ ــا ان نقـ ــترح‬
‫مجموعة من الخطوات من شئنها الدفع الى االمام بعجلة الية تقديم العرائض‪ ،‬منها‪:‬‬

‫بالرجوع إلى التوصيات املتعلقة بالعريضة فقد اقتضت ما يلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬لض ــمان ممارس ــة ح ــرة ومس ــؤولة للح ــق في تق ــديم الع ــرائض‪ ،‬فق ــد اقتض ــت األرض ــية القانوني ــة حقوق ــا‬
‫ملقدمي العرائض‪:‬‬

‫̵ الحماية من كل مضايقة بمناسبة تقديم العرائض‪.‬‬

‫̵ الحصول على دعم مواطنين أو أجانب مقيمين فوق التراب الوطني بصفة شرعية‪.‬‬

‫̵ إلزام السلطات املعنية بتأمين التتبع ومعالجة موضوع العريضة‪.‬‬

‫‪ - 2‬فيما يتعلق باملسار املسطري‪ ،‬فقد تم ضبطه على النحو التالي‪:‬‬

‫̵ السماح بتحرير العريضة بإحدى اللغتين العربية أو االمازيغية أو بهما معا‪.‬‬

‫‪-‬إمكانيـ ــة ارفـ ــاق العريضـ ــة بالئحـ ــة تضـ ــم توقيعـ ــات املدعمين من بين املواط ــنين املغارب ــة أو األجـ ــانب املقيمين‬
‫بصفة شرعية فوق التراب الوطني‪.‬‬

‫̵ يتم إخض ــاع التوقيع ــات بالنس ــبة ملق ــدمي وم ــدعمي الع ــرائض إلج ــراءات تصحيح االمض ــاء ل ــدى الس ــلطات‬
‫اإلدارية املختصة‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫̵ جواز اعتماد التوقيع االلكتروني طبقا للقوانين الجاري بها العمل‪.‬‬

‫وتأسيس ــا على روح وفلس ــفة الفصـ ــل ‪ 139‬من الدس ــتور‪ ،‬ال ــذي يمنح املواط ــنين واملواطنـ ــات والجمعيـ ــات‬
‫الحــق في تقــديم العــرائض إلى مجــالس الجهــات والجماعــات الترابيــة األخــرى‪ ،‬وتماشــيا مــع انخــراط اململكــة في‬
‫الدينامي ــة الدولي ــة لتعزيــز مشــاركة املواطن ــات واملواطــنين في اتخ ــاذ الق ــرار‪ ،‬خاصــة مــا أفردتــه خط ــة التنمي ــة‬
‫املستدامة لسـنة ‪ 2030‬م من خالل هــدفها السـادس عشـر‪ ،‬والـرامي إلى التشجيع على إقامـة مجتمعـات مسـاملة‬
‫ال يهمش فيه ــا أح ــد من أج ــل تحقي ــق التنمي ــة املس ــتدامة وإتاح ــة إمكاني ــة وص ــول الجمي ــع إلى العدال ــة‪ ،‬وبن ــاء‬
‫مؤسســات فعالــة وخاضــعة للمســاءلة‪ ،‬وشــاملة للجميــع على جميــع املســتويات‪ ،‬على اعتبــار أن من شــأن تعزيــز‬
‫آليات الديموقراطية التشاركية‪ ،‬املساهمة في االنتقال بالثقافة املواطنة والوعي الجمعي‪ .‬من ثقافة االحتجـاج‬
‫إلى ثقاف ـ ــة املش ـ ــاركة املدني ـ ــة‪ ،‬وفسح املج ـ ــال أم ـ ــام املواط ـ ــنين قص ـ ــد املس ـ ــاهمة في اتخ ـ ــاذ الق ـ ــرارات ومس ـ ــاءلة‬
‫املسؤولين عنها ‪.‬‬

‫والدراس ــة ح ــول الديموقراطي ــة التش ــاركية ال ــتي ق ــام به ــا مجلس املستش ــارين أف ــرزت مقترح ــات لتع ــديل‬
‫بعض املقتض ــيات القانوني ــة املتعلق ــة أساس ــا بآلي ــات الديموقراطي ــة التش ــاركية حيث نج ــد مقترح ــات تتعل ــق‬
‫بآليات تقديم العرائض على مستوى الجماعات الترابية أيضا‪:‬‬

‫̵ مقترح قانون تنظيمي بتعديل القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬املتعلق بالجهات‪.‬‬

‫̵ مقترح قانون تنظيمي بتعديل القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬املتعلق بالعماالت واالقاليم‪.‬‬

‫̵ مقـترح قـانون تنظيمي بتعـديل القـانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬املتعلـق بالجماعـات‪ ،‬وزيـادة على ذلـك نقـترح‬
‫مجموع ــة من املقترح ــات املنطقي ــة من أج ــل ممارس ــة للح ــق في تق ــديم الع ــرائض على املس ــتوى ال ــترابي بش ــكل‬
‫سهل وسلس لفعاليات املجتمع املدني‪:‬‬

‫̵ يجب تخفيض عدد املوقعين على العريضة‪ ،‬ألن هذه اآللية التشاركية تبقى جديدة في التجربة املغربية‪.‬‬

‫̵ حذف شرط التسجيل في اللوائح االنتخابية‪.‬‬

‫̵ حــذف شــرط ضــرورة ارفــاق نسخ من البطاقــة الوطنيــة لكون املوقعــون على العريضــة يكتبــون أســمائهم‬
‫ورقم البطاقة الوطنية على حدة وعنوان السكنى لكل موقع عليها‪.‬‬

‫̵ حذف عدد املنخرطين في الجمعية املقدمة للعريضة على مستوى العماالت واالقاليم‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫هـ ــذه بصـ ــفة عامـ ــة بعض املقترحـ ــات املنطقيـ ــة لتجـ ــاوز االكراهـ ــات واملعيقـ ــات الـ ــتي تعـ ــاني منهـ ــا اليـ ــات تقـ ــديم‬
‫العرائض على املستوى املحلي‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الئحة الرسوم املبيانية‪:‬‬
‫الرسم املباني رقم ‪ : 01‬مآل العرائض املقدمة من طرف املواطنين واملواطنات للجماعات الترابية‬

‫الرسم املباني رقم ‪ : 02‬املسلسل الزمني لتقديم العرائض للجماعات الترابية‬

‫الرسم املباني رقم ‪ : 03‬مآل العرائض املقدمة من طرف الجمعيات للجماعات الترابية‬

‫الئحة الجداول‪:‬‬
‫الجدول رقم‪ :01‬املفاهيم املرتبطة بالعرائض‬

‫الجدول رقم ‪ :02‬شروط تقديم العرائض على املستوى املحلي‬

‫الجدول رقم‪ :03‬حصيلة العرائض املقدمة إلى رئيس الحكومة‬

‫الجدول رقم ‪ :04‬حصيلة العرائض املقدمة إلى رئيس مجلس النواب‬

‫الجدول رقم ‪ :05‬الجماعات الترابية و عدد العرائض املقدمة‬

‫الجدول رقم ‪ :06‬مواضيع العرائض و عدد املوقعين‬

‫‪47‬‬
‫فهرس املحتويات ‪:‬‬
‫مقدمة ‪1.............................................................................................................................................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬مرجعيات القانونية آللية تقديم العرائض وشروطها ‪2.................................................................‬‬
‫املطلب االول ‪ :‬مفهوم العرائض وشروط تقديمها‪2.......................................................................................... .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم تقديم العرائض ‪2...........................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط تقديم العرائض ‪4........................................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬املرجعيات القانونية ذات البعد الوطني ألليات تقديم العرائض‪9..........................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬تنصيص دستور ‪ 2011‬على ألية تقديم العرائض ‪10..........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬القانون التنظيمي رقم ‪ 44.14‬املتعلق بتحديد شروط و كيفيات ممارسة الحق في‬
‫تقديم العرائض الى السلطات العمومية ‪11.....................................................................................................‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬حصيلة تقديم العرائض و الرهانات املستقبلية ‪17..........................................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حصيلة تقديم العرائض ‪17.............................................................................................................‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬حصيلة تقديم العرائض ‪17.....................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نماذج لعرائض تم تقديمها ‪30.................................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬آليات تقديم العرائض على املستوى الترابي‪ :‬اإلكراهات واألفاق‪36........................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تحديات ومعيقات تقديم العرائض على املستوى املحلي ‪37........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تقديم العرائض املحلية والرهانات املستقبلية ‪41................................................................‬‬
‫الئحة الرسوم املبيانية‪46............................................................................................................................................. :‬‬
‫الئحة الجداول‪46........................................................................................................................................................... :‬‬
‫فهرس املحتويات ‪47...................................................................................................................................................... :‬‬

‫‪48‬‬
‫امللحق رقم ‪01‬‬

‫‪49‬‬
50
‫امللحق رقم ‪02‬‬

‫‪51‬‬

You might also like