Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫جامعـ ـة مصطفـ ـى اسطمبولـ ـي معسك ـ ـ ـر‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬


‫قسم العلوم اإلنسانية‬

‫المقياس‪( :‬حلقة بحث )‬


‫الحصة‪ :‬المحاضرة رقم ‪20‬‬
‫عنوان المحاضرة‪ :‬مذكرات الرائد مصطفى مراردة "ابن النوي" عرض وتقديم‬
‫اسم ولقب ورتبة األستاذ‪ . :‬براهمة بلوزاع‬
‫البريد االلكتروني المؤسساتي لألستاذ‪belouzaa.brahma@univ-mascara.dz :‬‬

‫مخطط الدرس‪:‬‬

‫المقدمة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫كل ما يمكن أن يدل أو يخبر على الحوادث الماضية فهو مصدر من مصادر كتابة التاريخ؛‬
‫صر‪ .‬تعتبر الشهادات جزء من هذه األدوات خاصة إذا كانت مكتوبة‬
‫لكن بعد التم ّحص والتب ّ‬
‫على الورق مما يعني أنها نتيجة تفكير ووعي من طرف صاحبها‪ .‬تزداد أهمية المذكرات‬
‫حينما تكون هي المصدر الوحيد للحادثة التاريخية‪ .‬إن دور المؤرخ أو القارئ الواعي هو‬
‫استخالص الوقائع حتى في مستواها األدنى؛ خاصة أن المذكرات هي وجهة نظر شخصية‬
‫لحوادث ماضية‪.‬‬

‫محتوى الدرس‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫الكتاب الذي سندرسه اليوم هو مذكرات الرائد مصطفى مراردة –ابن النوي‪ -‬القائد بالنيابة‬
‫للوالية األولى التاريخية من أبريل ‪ 1191‬إلى أبريل ‪ :1191‬شهادات ومواقف من مسيرة‬
‫الثورة في الوالية األولى‪ ،‬إعداد وتحرير مسعود فلوسي‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫‪ 333 ،2112‬ص‪.‬‬
‫ليس الرا ئد ابن النوي من الشخصيات البارزة ال قبل وال بعد االستقالل‪ ،‬فلم يكن اسمه مأل‬
‫األسماع مما يجعل لمذكراته وقع خاص واحتفاء مميز وبالتالي مسؤولية كبيرة على صاحب‬
‫المذكرات في انتقاء األحداث لسردها‪.‬‬
‫مصطفى بن الصالح بن أحمد مراردة المدعو" مصطفى ابن النوي" (‪ ،)2112-1121‬من‬
‫مواليد باتنة و مجاهد من الرعيل األول الذين واكبوا بدايات الثورة في المنطقة األولى‪ ،‬عمل‬
‫تحت قيادة العقيد عبيدي محمد الطاهر المعروف بالحاج لخضر الذي أنابه قيادة الوالية األولى‬
‫بين أفريل ‪1191‬وأفريل ‪ 1191‬عند انتقاله لتونس‪ ،‬بعدما تدرج في المسؤوليات الثورية وأناب‬
‫عن حس ثوري وتنظيمي قوي‪ ،‬عين سنة ‪ 1191‬عضوا في المجلس الوطني للثورة‬
‫الجزائرية‪ .‬أثناء فتنة صيف ‪ 1192‬انحاز لقيادة األركان ضد الحكومة المؤقتة‪ .‬اشتغل بعد‬
‫االستقالل ملحق عسكريا ببغداد (‪ )1192-1199‬ثم قائدا لمدرسة أشبال الثورة في تلمسان‬
‫(‪ ،)1121-1192‬ثم برلمانيا عن والية باتنة (‪ )1112-1129‬وأخيرا عضوا بالمجلس الوطني‬
‫للمنظمة الوطنية للمجاهدين منذ سنة ‪.1111‬‬
‫سم الرائد ابن النوي كتابه إلى سبعة فصول وسبق ذلك ثالث مقدمات اثنتان من الطبعة‬
‫ق ّ‬
‫األولى والثالثة للطبعة الثانية حيث نجد مقدمة األستاذ يوسف مناصرية ومقدمة صاحب‬
‫المذكرات الذي أفاض في شرح بعض القضايا منذ البداية‪ ،‬أم المقدمة التي كتبها الدكتور‬
‫فلوسي للطبعة الثانية فهي مهمة جدا من حيث ابراز حيثيات كتابة هذه المذكرات وهي في‬
‫المجمل الطريقة المعتمدة من أغلب من أقدم على نشر مذكراته باالستعانة بمن يحرر له النص‬
‫انطالقا من ما علق بذاكرته أو بمساعدة من شهود عيان عاصروه وكانوا جزء من األحداث‬
‫أو من الوثائق التي تكون بحوزته‪ .‬إذن النص النهائي هو نص واع يتحمل صاحبه كل الشهادة‬
‫التي وردت فيه‪ ،‬خاصة وأن هذا الكتاب مثال استغرق اعداده سنتان من الجهد والتمحيص‬
‫والفرز والكتابة وإعادة الكتابة والتدقيق في الوقائع واأللفاظ والشواهد حتى يرضي مؤلفه عنه‪.‬‬
‫خصص ابن النوي الفصل األول على عادة المذكرات لمولده ونسبه وطفولته ودراسته في‬
‫منطقة باتنة وأكثر ما يثير االنتباه ذكره أن عائلته خدمت العثمانيين ومن بعدهم الفرنسيين‪،‬‬
‫ويعطف على ذلك بأن أفراد عائلته (جد الجد ثم الجد ثم الوالد) لم يستغلوا وظيفهم لدى‬
‫السلطات للتسلط بل بالعكس استغلوه لرفع الغبن عن بني جلدتهم‪ .‬تحدث في هذا الفصل عن‬
‫سر هدوءها ما اقترفته يد‬
‫شبابه واشتغاله في الفالحة وروتين الحياة في منطقة هادئة ك ّ‬
‫االحتالل في ماي ‪ 1129‬من مجازر مروعة ناحية الشرق الجزائري وجعلت السكان الناجون‬
‫من هذه المجازر يتساءلون عن موعد الخالص‪ .‬تحدث أيضا عن بداية معرفته بالعقيد‬
‫المستقبلي الحاج لخضر وكيف كان يجند الشباب دون اثارة االنظار حتى من أقرب المقربين‪.‬‬
‫تناول ابن النوي في الفصل الثاني السنوت األولى من الثورة التحريرية وانخراطه فيها منذ‬
‫نوفمبر ‪ 1192‬كمركز للمجاهدين ثم كجندي يتدرج في المسؤوليات الثورية ور ّكز على أحوال‬
‫المنطقة األولى أثناء وبعد مصطفى ابن بولعيد والمشاكل التي تلقتها المنطقة نتيجة رحيل إلى‬
‫ليبيا ثم سجن الشخصية الكاريزمية لمصطفى ابن بولعيد‪.‬‬
‫كان حديث ابن النوي في الفصل الثالث عن مؤتمر الصومام وما تاله من أحداث وما ترتب‬
‫عليه من نتائج فصل فيه ما عاشته الوالية األولى نتيجة استشهاد مصطفى ابن بولعيد في‬
‫مارس ‪ 1199‬وعدم قدرة أي شخصية أخرى ملء فراغه مما أحدث حاالت للتمرد عانت منه‬
‫الوالية طويال‪.‬‬
‫تحدث في الفصل الرابع عن تدرجه في المسؤوليات من مسؤول ناحية إلى مسؤول منطقة لكنه‬
‫خصص الجزء األعظم من هذا الفصل للحديث عن المتمردين الذي عانت منهم الثورة‬
‫وخاصة في الوالية األولى الذين كان ينعتهم بالمشوشين خاصة في الفترة التي عمل فيها‬
‫بالقرب من قائد الوالية العقيد الحاج لخضر‪.‬‬
‫اهتم ابن النوي في الفصل الخامس بالفترة التي تقلد فيها مهام قائد الوالية األولى (أفريل ‪-91‬‬
‫أفريل ‪ ) 91‬نيابة عن العقيد الحاج لخضر الذي استدعي لتونس من طرف الحكومة المؤقتة‪.‬‬
‫اسهب ابن النوي في تعداد القضايا التي اشتغل عليها خاصة انهاء مشكلة "المشوشين" كما‬
‫شرح ابن النوي الوضعية في الوالية سواء من ناحية الشعب أو‬
‫كان يسميهم إما سلما أو حربا‪ّ .‬‬
‫االستدمار الفرنسي‪.‬‬
‫تطرق ابن النوي في الفصل السادس لتجميد عضويته في مجلس الوالية األولى مرجعا السبب‬
‫إلى الصراع المحتدم بين الحكومة المؤقتة وقيادة األركان‪ ،‬رغم ذلك نجده يستفيض في‬
‫تشريح المهمة التي كلف بها لحل المشاكل العالقة بين الواليات األولى والثانية والثالثة خاصة‬
‫حول منطقة سطيف‪.‬‬
‫أخيرا تحدث ابن النوي في الفصل السابع عن سفره إلى تونس واألنشطة التي قام بها هناك في‬
‫داخل البالد التونسية وخارجها كمشاركته في اجتماع طرابلس إلقرار اتفاقية إيفيان ثم‬
‫بالمغرب األقصى في استقبال الوزراء الخمسة المحررون مع وصفه لعالقة هؤالء القادة‬
‫المتدهورة فيما بينهم‪ .‬شرح ابن النوي ما جرى في مؤتمر طرابلس وكيف انتهى وسط انقسام‬
‫واضح بين مؤيدي الحكومة المؤقتة وقيادة األركان وبرر في هذ الفصل انضمامه لقيادة‬
‫األركان بتعلة أنه عسكري‪.‬‬
‫ألحق الرائد ابن النوي كتابه بمجموعة من المالحق اعتبرها مهمة جدا لتوضيح وجهة نظره‬
‫بلغت ‪ 11‬ملحقا بين رسائل ومحاضر اجتماعات وتعليمات‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫مهما سعى المؤلف لتوخي الموضوعية في طرحه وسرده لألحداث‪ ،‬فإن للمذكرات مسحة من‬
‫الذاتية ال يمكن التخلص منها‪ .‬يمكن تشفي ذلك من خالل الملحق ‪ 11‬و‪ 11‬الوارد في هذه‬
‫المذكرات وهي عبارة عن تعقيب عبد الحفيظ أمقران على ما ورد في مذكرات ابن النوي ورد‬
‫هذا األخير عليه حول مهمة ألمقران في الوالية األولى‪.‬‬
‫هناك عوامل كثيرة من نفسية‪ ،‬من لحظية‪ ،‬من تراكمات الماضي‪ ،‬من عوامل الزمن التي‬
‫تضعف الذاكرة‪ ،‬كل ذلك يجعل مهمة المؤرخ صعبة في تقبل كل ما يسرد في مثل هذه‬
‫المذكرات وعليه أن يكون حذرا في تقبل النتائج التي يتوصل لها صاحب المذكرات‪ .‬على‬
‫ا لمؤرخ أن يستعين بما يتوفر له من وسائل المقابلة لتحري ما جاء في هذه المذكرات خاصة‬
‫مقابلتها بما جاء في مذكرات عيان آخرين عن الحوادث المسرودة من قبل هؤالء األشخاص‬
‫حينما ال يكون للحدث من مصادر المعلومات إال هؤالء ومروياتهم‪.‬‬

‫أسئلة لالختبار‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫ماذا تعرف عن الثورة في الوالية األولى التاريخية؟‬
‫هل تعرف البعض من قيادات الوالية التاريخية األولى؟‬
‫هل تعرفت على بعض الشخصيات الواردة في هذه المحاضرة؟‬
‫مراجع للعودة إليها‪:‬‬
‫نظرا لورود بعض األسماء الثورية في هذه المذكرات ندعو الطلبة الكرام لقراءة ما تيسر من‬
‫مذكراتهم المنشورة‬
‫‪ ‬عبد الحفيظ أمقران‪ :‬مذكرات من مسيرة النضال والجهاد‪ ،‬دار األمة‪ ،‬الجزائر‪،1112 ،‬‬
‫‪ 111‬ص‪.‬‬
‫‪ ‬علي كافي (مذكرات الرئيس)‪ :‬من المناضل السياسي إلى القائد العسكري ‪ 1129‬ــ‬
‫‪ ,1192‬دار القصبة للنشر‪ ,‬الجزائر‪ 221 ،1111 ,‬ص‪.‬‬

You might also like