‫تطبيقات قاعدة الميسور ال يسقط بالمعسور‬

‫تطبيقات القاعدة يف الطهارة‬ ‫‪.1‬‬

‫ا‪ -‬من عليه حدث ونجاسة ولم يجد من الماء إال ما يكفي لرفع الحدث أو إزالة‬
‫النجاسة‬
‫إذا كان الشخص حمدثًا وعلى بدنه أو ثوبه جناسة‪ ،‬ولكن ما وجد من املاء ال يكفي‬
‫إال لرفع أحدمها‪ ،‬ففي أيهما يصرف املاء؟ اختلف الفقهاء يف هذه املسألة على قولني‪ :‬القول‬
‫األول‪ :‬أنه جيب على هذا الشخص إزالة النجاسة مبا معه من املاء‪ ،‬ويتيمم عن احلدث‪ ،‬إال أن‬
‫تكون النجاسة يف موضع يصح تطهريه من احلدث فيستعمل املاء فيه عنهما‪ ،‬وهذا مذهب‬
‫مجهور الفقهاء من احلنفية (‪ ، )۱‬واملالكية (‪ ، )۲‬والشافعية (‪ ،)۳‬واحلنابلة (‪ .)٤‬وهذا القول‬
‫مشروط عن املالكية ‪ -‬بعدم متكن اإلنسان من مجع املاء من أعضائه طهورا‪ ،‬وأما إن أمكنه‬
‫مجعه طهورًا من غري تغري فإنه يتوضأ به وجيمعه ويغسل به النجاسة ألنه طهور (‪.)٥‬‬
‫القول الثاين‪ :‬أن الواجب عليه أن يتوضأ باملاء ويصلي يف النجاسة‪ ،‬وهو قول لبعض املالكية (‬
‫‪ ، )1‬وهذا مبين على القول بسنية إزالة النجاسة (‪.)٢‬‬
‫األدلة‪:‬‬
‫دليل القول األول‪ :‬أن طهارة احلدث له بدل هو التيمم‪ ،‬خبالف غسل النجاسة فإنه ال بدل له‬
‫(‪.)۸‬‬
‫دليل القول الثاين‪ :‬أن طهارة اخلبث خمتلف يف وجوهبا‪ ،‬خبالف طهارة احلدث‬
‫فجهتها أكد من طهارة اخلبث ولذا وجب تقدميها (‪.)1‬‬
‫ال‪xx‬رتجيح بع‪xx‬د ع‪xx‬رض أق‪xx‬وال الفقه‪xx‬اء والنظ‪xx‬ر يف م‪xx‬ا اس‪xx‬تدلوا ب‪xx‬ه‪ ،‬يظه‪xx‬ر يل رجاح‪xx‬ة ق‪xx‬ول اجلمه‪xx‬ور‬
‫الق‪xx‬ول األول ؛ لق‪xx‬وة مأخ‪xx‬ذهم‪ ،‬وألن اهلل ع‪xx‬ز وج‪xx‬ل ‪ -‬ق‪xx‬د أم‪xx‬ر ب‪xx‬التطهري يف آي‪xx‬ات كث‪xx‬رية منه‪xx‬ا‪:‬‬
‫قول ‪xx‬ه تع ‪xx‬اىل‪َ :‬و ِثَياَب َك َفَطَغ ر (‪ ، )٢‬وقول ‪xx‬ه‪َ ﴿ :‬و َيْس َتُلوَنَك َعِن اْلَم ِح يِض ُق ْل ُه َو َأًذى َف اْعَتِز ُلوا‬
‫الِّنَس اَء يِف اْلَم ِح يِض َو اَل َتْق َر ُب وُه َّن َح ىَّت َيْطُه ْر َن َف ِإَذا َتَطَّه ْر َن َف ْأُتوُه َّن ِم ْن َح ْيُث َأَم َر ُك ُم الَّل ُه ِإَّن‬
‫الَّل َه ِحُي ُّب الَّتَّو اِبَني َو ِحُي ُّب اْلُم َتَطِّه ِر يَن ))‪ ،‬ولق‪xx‬ول الن‪xx‬يب ص‪xx‬لى اهلل علي‪xx‬ه وس‪xx‬لم‪(( :‬إن اهلل طيب ال‬
‫يقبل إال طيبًا ‪ ، ) ....‬وألنه إذا أزال النجاسة باملاء فإنه يتطهر للحدث ب‪xx‬التيمم فيك‪xx‬ون حمص‪ًx‬ال‬
‫للطهارتني‪ ،‬وذلك أوىل من أن يرفع احلدث ويبقى اخلبث يف جسمه أو ثوب‪xx‬ه فيص‪xx‬لي في‪xx‬ه‪ ،‬وألن‬
‫امليسور وه‪x‬و هن‪x‬ا حتص‪x‬يل طه‪x‬ارة اخلبث باملاء وطه‪x‬ارة احلدث ب‪x‬التيمم ال يس‪x‬قط باملعس‪x‬ور ال‪x‬ذي‬
‫هو حتصيلهما باملاء واهلل أعلم بالصواب‬

‫تطبيقات القاعدة يف الصالة‬ ‫‪.2‬‬

‫ج‪ -‬الصالة قاعدًا لمن خاف الدوار في الطائرة أو السفينة‬

‫تقدم أن القيام ركن يف الصالة‪ ،‬وهو ركن ال يسقط إال عند العجز عنه ألجل املرض‪ ،‬احلديث عمران‬
‫بن حصني (‪ - )۱‬رضي اهلل عنه قال‪ :‬كانت يب بواسري؛ فسألت النيب صلى اهلل عليه وسلم عن‬
‫الصالة‪ ،‬فقال‪ :‬صل قائمًا فإن مل تستطع فقاعدًا فإن مل تستطع فعلی جنب)) (‪ .)۲‬ولكن إذا كان‬
‫اإلنسان يف السفينة أو الطائرة‪ ،‬وأراد أن يصلي‪ ،‬وعجز عن القيام املشقة تلحقه يف ذلك‪ ،‬كخوف‬
‫السقوط أو الدوار أو غرق السفينة ‪ -‬إذا كانت صغرية – فهل يلحق حبالة املرض فيسقط القيام‬
‫ويصلي قاعدًا أو ال؟‪ .‬اتفق فقهاء املذاهب األربعة على جواز الصالة قاعدًا يف السفينة ملن عجز عن‬
‫القيام فيها‪ ،‬للحديث املذكور‪ ،‬وألن أركان الصالة تسقط عند العجز عن اإلتيان هبا (‪ )۳‬والطاعات‬
‫إمنا تكون حبسب الطاقة واالستطاعة‪ ،‬قال تعاىل‪َ :‬فاَّتُقوا الَّلَه َم ا اْس َتَطْع ُتْم )) وألن اإلمكان شرط‬
‫التكليف‪ ،‬قال صاحب املراقي‪:‬‬

‫والعلم والوسع على املعروف شرط يعم كل ذي تكليف (‪ .)٥‬قال ابن قدامة (‪" :)1‬أمجع أهل العلم‬
‫على أن من ال يطيق القيام له أن يصلي جالسًا (‪.)۷‬‬

‫وجيب على هذا الشخص اإلتيان مبا يقدر عليه من أعمال الصالة كالركوع والسجود‪ ،‬وال يسقط‬
‫املتيسر من أعماهلا للعجز عن القيام‪ ،‬كما أن الصالة ‪ -‬ككل – التسقط للعجز عن بعض أركاهنا‬
‫وشروطها‪ ،‬ألن امليسور ال يسقط باملعسور‪.‬ويلحق بالسفينة الطائرة‪ ،‬فتجوز الصالة فيها جالسًا عند‬
‫العجز عن القيام مبثل ما ذكر من خوف السقوط أو الدوار أو غري ذلك الحتاد العلة‪ ،‬وال ينبغي ترك‬
‫الصالة حىت خيرج وقتها‪ ،‬بل على املرء أداؤها يف وقتها واهلل تعاىل أعلم‬

‫تطبيقات القاعدة يف املعامالت‬ ‫‪.3‬‬