Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫التأليف المسرحي في ليبيا‬

‫(البدايات والتأسيس )‬

‫إعداد ‪ /‬د‪ .‬نجية معيتيق خليل الطيرة‬


) ‫التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس‬

‫الملخص‬

‫ والتأليف المسرحي شكل من أشكال اإلبداع األدبي‬،‫التأليف مرحلة الحقة من مراحل تطور الكتابة األدبية‬
‫ التي تجمع بين النص‬،‫يتطلب فهم خصوصياته ومعرفة قواعده وأسسه الفنية ذات الخاصية الثنائية التركيب‬
.‫الدرامي والعرض الحركي‬

Authorship is a Later Stage in The development of litery Writing, Theatrical


Writing is a form of Literary Creativity That requires understanding of its
Peculiarities and Knowledge of its rules and artistic Foundering With The dual-
Structure Characteristic That Combine The dramatic text and Theatrical
Performance .

198
‫د‪ .‬نجية معيتيق خليل الطيرة‪ ...‬مجلة كلية التربية ‪ ...‬العدد الّتاسع ‪ ...‬فبراير ‪ 2021‬م‬

‫المقدمة‬

‫التأليف المسرحي مرحلة متقدمة من مراحل تطور الكتابة األدبية‪ ،‬وهو شكل من أشكال اإلبداع األدبي‬
‫يتطلب فهم خصوصياته‪ ،‬ومعرفة قواعده‪ ،‬وأسسه الفنية ذات الخاصية الثنائية التركيب‪ ،‬التي تجمع بين‬
‫النص الدرامي والعرض الحركي‪.‬‬

‫فرضية الدراسة‪ :‬جاءت فرضية الدراسة في األسئلة اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬هل كان التأليف المسرحي في ليبيا ظاهرة مستقلة عن التأليف المسرحي في البالد العربية‪ ،‬أم أنه‬
‫عاش نفس الظروف‪ ،‬ومر بذات المراحل ؟‬
‫‪ .2‬هل حققت عمليتا اإلعداد واالقتباس تأثي اًر على المسرح الليبي تأليفاً وعرضاً ؟‬
‫‪ .3‬ما مدى مشاركة الخبرات العربية‪ ،‬والنخب الثقافية في ليبيا في النشاط المسرحي؟ وما دور كل‬
‫منهما في تشكل انطالقة التأليف المسرحي في ليبيا؟‬

‫أسباب االختيار ‪:‬‬

‫لقد تظافرت عوامل عدة كانت الدافع الختيار هذا العنوان‪ ،‬أبرزها‪:‬‬

‫‪ .1‬التأليف المسرحي في ليبيا نشاط إبداعي يتميز بجودته الفنية‪ ،‬وقيمته الفكرية‪ ،‬وتعدد مذاهبه وتياراته‬
‫واتجاهاته‪ ،‬ويغري بالدارسة والبحث‪ ،‬لكنه لم ينل حقه من االهتمام توثيقاً ونقداً؛ ألن مؤسسة المسرح‬
‫في بالدنا بخالف المؤسسات الثقافية األخرى لم تشد انتباه المجتمع والدولة‪.‬‬
‫‪ .2‬استجابة لطموح علمي يحاول أن يرسم الطريق لسد فراغ معرفي‪ ،‬مرده نقص الدراسات النقدية في‬
‫األدب المسرحي في ليبيا ‪.‬‬
‫‪ .3‬رصد المنجز الليبي في مجال الكتابة المسرحية‪ ،‬وربطة بالنقد األكاديمي‪ ،‬المتميز بضوابطه العلمية‬
‫الرصينة‪ ،‬وأسسه النقدية المتينة التي تتسم بالمنهجية والموضوعية‪.‬‬
‫‪ .4‬تتبع مراحل تطور التأليف المسرحي في ليبيا‪ ،‬ومعرفة مرجعياته الفكرية‪ ،‬وتحليل سماته األسلوبية‪،‬‬
‫وخصائصه الفنية‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )‬

‫منهج الدراسة ‪:‬‬

‫فرضت طبيعة الموضوع األخذ بالمنهج التحليلي القائم على التحليل والتفسير والنقد‪ ،‬كما لم تهمل المنهج‬
‫التاريخي الذي يرتكز على سياقات النص وتتبع نشأته ومراحل تطوره‪.‬‬

‫الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫تعد الدراسات السابقة منارات تنير للباحث الطريق‪ ،‬وتساعده على فهم جزئيات بحثه‪ ،‬ومعرفة حيثياته‪،‬‬
‫وتنقل له نتائج من سبقوه في مجال دراسته‪ ،‬وتجنبه مشقة التكرار‪ ،‬والوقوع في أخطاء من سبقه‪.‬‬

‫ومن أهم المراجع التي استفادت منها هذه الدراسة ما يأتي‪:‬‬

‫‪ .1‬فرحان بلبل‪ .‬مراجعات في المسرح العربي منذ النشأة حتي اليوم‪ .‬منشورات اتحاد الكتاب العربي‬
‫دمشق‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬سيد علي إسماعيل‪ .‬تاريخ المسرح في العالم العربي‪ .‬ومؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة القاهرة‪،‬‬
‫‪1999‬م‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه أن طريق البحث العلمي ال تخلو من الصعوبات وفي هذا اإلطار‪ ،‬واجهت الد ارسة‬
‫بعض العوائق لعل من أهمها عدم توفير البيئة العليمة المناسبة للبحث العلمي‪ ،‬في ظل الظروف العامة‬
‫للوطن‪ ،‬والحظر المنزلي نتيجة جائحة كورونا‪.‬‬

‫لقد كانت تجربة اإلعداد واالقتباس بداية أولية ومنطقية لتأسيس النص المؤلف‪ ،‬وتوطين المسرح في‬
‫البالد العربية‪.‬‬

‫هذا األمر ال ينقص من قيمة المسرح العربي؛ ألن الثقافة واآلداب والفنون ال حدود لها‪ ،‬وإن تنوع‬
‫الثقافات‪ ،‬وتباين الرؤى‪ ،‬وتبادل المعارف‪ ،‬أمر ضروري الرتقاء الشعوب‪ ،‬وهو يبعد عن التماثل والتكرار‬
‫الذي يفضي إلى السأم والملل‪ ،‬ويوقف عجلة اإلبداع واالبتكار‪.‬‬

‫واإلعداد واالقتباس ليس بدعة اختص بها المسرح العربي دون غيره من المسارح العالمية‪ " ،‬لقد كانت‬
‫األليزبثي تعيد عرض مسرحيات شكسبير بنص آخر مختلف عن‬
‫ا‬ ‫بعض الفرق المسرحية في العصر‬

‫‪200‬‬
‫د‪ .‬نجية معيتيق خليل الطيرة‪ ...‬مجلة كلية التربية ‪ ...‬العدد الّتاسع ‪ ...‬فبراير ‪ 2021‬م‬

‫الحوار"(سالم‪،‬‬ ‫ما كتبه شكبير بنفسه‪ ،‬وتتصرف بالحذف‪ ،‬واإلضافة‪ ،‬وبالتغير في بعض األحداث وفي لغة‬
‫‪1993‬م‪.)81 :‬‬

‫يجمع العديد من النقاد والدارسين على أن البداية الفعلية للمسرح العربي كانت مع النهضة الحديثة التي‬
‫أعقبت الحملة الفرنسية على مصر ( ينظر‪ ،‬نجم ‪ . ).17 : 1980 ،‬وهذا ال ينفي وجود مظاهر تمثيلية‪ ،‬وأشكال‬
‫فرجة شعبية امتلكت المقومات الدرامية‪ ،‬وشكلت النواة األولى لميالد المسرح العربي‪.‬‬

‫" لكن هذه الفنون التي شابهت المسرح في بعض عناصره لم تكن لتنشئ أدباً‪ ،‬ومن ثمة تخلف تراثاً أدبياً‪،‬‬
‫(راجح‬ ‫ولهذا شكل اإلعداد واالقتباس مرحلة ضرورية‪ ،‬واستجابة طبيعية لتوفير النص األدبي المفتقر تأليفاً "‬
‫‪.) 102 :1996 ،‬‬

‫ولم تكن الساحة الليبية باستثناء من اعتماد تقنية اإلعداد واالقتباس في بدايات ممارستها للنشاط المسرحي‪،‬‬
‫الذي يؤرخ لبداياته العلمية سنة ‪ 1932‬بتأسيس الفرق المسرحية الرائدة في ليبيا‪ ،‬وهي على التوالي ( فرقة‬
‫هواة التمثيل الدرناوية‪ ،‬فرقة الشاطئ بنغازي‪ ،‬فرقة مكتب الفنون والصنايع بطرابلس )‪ ،‬لقد مثلث ظاهرتا‬
‫اإلعداد واالقتباس بواكير الكتابة المسرحية‪ ،‬وتوافر من خاللهما النصوص التأسيسية لحركة التأليف المسرحي‬
‫في ليبيا‪.‬‬

‫مثل التاريخ والتراث العربي رافدين أساسين من روافد اإلعداد واالقتباس في المسرح الليبي‪ ،‬ولقد تنبه رواد‬
‫المسرح الليبي إلى ما يزخر به التاريخ من أحداث‪ ،‬وموضوعات‪ ،‬ومواقف‪ ،‬وشخصيات‪ ،‬اعتمدوا عليه في‬
‫إعداد واقتباس نصوص د ارمية تلبي حاجة العروض التمثيلية‪ ،‬كما استفادوا بما في التراث العربي من قصص‬
‫وحكايات لها خصائص درامية‪ ،‬وعناصر مسرحية‪ ،‬ومواقف تتسم بديناميكية الفعل والتشويق‪ ،‬فاستثمروا‬
‫ينظر ‪،‬‬ ‫خصائصها األدبية‪ ،‬وسماتها القصصية‪ ،‬وصاغوها فقرات حوارية تنطبق بها شخوص المسرحية‪( ".‬‬
‫‪.‬‬ ‫الكساندروفنا‪) 67 :1981 ،‬‬

‫إلى جانب ما سبق عرف المسرح الليبي أيضاً النص المقتبس من خالل عناصر مصرية استعان بها في‬
‫وقت مبكر من ظهوره‪ ،‬وأسهمت في عروضه على مختلف مستويات العمل المسرحي‪.‬‬

‫(من مواليد مدينة طرابلس سنة ‪ .1922‬ومن الممثلين الذين أنظموا لفرقة خريجي مكتب الفنون والصنائع التي‬ ‫يقول بشير محمد عريبي‬
‫تأسست بطرابلس في أواخر سنة ‪ ،1936‬ينظر‪ ،‬عريبي‪ ": ) 83-82 : 1981 ،‬انضم (حسن يوسف الشربيني) لفرقة مكتب‬

‫‪201‬‬
‫التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )‬

‫الفنون والصنائع بدافع قوي ‪ ،‬فقد عرف التمثيل منذ حداثته‪ ،‬فهو من مواليد القاهرة سنة ‪ 1916‬وقد جاء‬
‫إلى طرابلس مع والده المبعد من مصر؛ ألنه يحمل الجنسية اإليطالية سنة ‪ 1935‬وفي سنة ‪ 1937‬سجل‬
‫نفسه في سجل نفوس بلدية طرابلس باعتباره مواطناً ليبياً"( المرجع السابق ‪. )108 :1981 ،‬‬
‫ويضيف بشير عريبي أن حسن يوسف كان يقول‪ " :‬إنه أحب الفن منذ صغره وخاصة الفن التمثيلي وكان‬
‫يحضر أغلب األعمال المسرحية التي تقدم على مسارح القاهرة ومن شغفه بالمسرح استطاع أن يحفظ الكثير‬
‫المرجع السابق ‪. ) 109 :1981 ،‬‬ ‫من المسرحيات التي شاهدها بخاصة الفصول الفكاهية"‪(.‬‬
‫وعن رحلة حسن يوسف مع المسرح الليبي يقول بشير عريبي‪ ":‬عاش حسن يوسف مع المسرح من سنة‬
‫‪ 1938‬حتى سنة ‪ ،1962‬الزمه طوال هذه المدة كظله‪ ،‬وقدم للمسرح خالل هذه المدة الكثير من‬
‫الروايات المقتبسة‪ ،‬والفصول الفكاهية‪ ،‬التي قدمتها فرقة الفنون والصنائع والفرقة الوطنية وفرقة نادي‬
‫(المرجع السابق ‪. )110 - 109 :1981 ،‬‬ ‫العمال"‬
‫ويشير بشير عريبي إلى التنوع الذي أحدثه حسن يوسف في العروض المسرحية‪ ،‬وإلى اللغة المستعملة‬
‫فيقول‪ ..." :‬أمدها بالروايات العاطفية والرمزية والمأساوية وقدمت الفرقة أغلب مسرحياته إما باللغة‬
‫العربية أو باللهجة المصرية‪ ،‬وكانت مسرحيات الملهاة كلها باللهجة المصرية ولم يقدم أي مسرحية‬
‫باللهجة الليبية‪ ،‬ألن اللهجة الليبية في ذلك الوقت كانت خليطاً من اللغات األجنبية والعربية‪ ،‬ولم تتطور‬
‫(المرجع السابق ‪. )110 :1981 ،‬‬ ‫إال بعد خروج الطليان من ليبيا سنة ‪"1942‬‬
‫ثم يستعرض ما اقتبسه من األعمال مسرحية قدمتها الفرق المسرحية الليبية‪ ،‬منها رواية (عصمان‬
‫البحري) التي يقول عنها إنه‪" :‬بعد إصدار األمر التعسفي من الحاكم بتغيير اسم الفرقة باسم فاشستي‪،‬‬
‫ورضوخاً لما ليس منه مفر‪ ،‬قدمت الفرقة بتاريخ ‪1940/12/22‬م رواية (عصمان البحري) وهي ملهاة‬
‫يوسف" ( المرجع السابق‪،‬‬ ‫مضحكة جداً ذات ثالثة فصول‪ ،‬من روايات على الكسار‪ ،‬اقتباس وإخراج حسن‬
‫)‪.‬‬ ‫‪202 ، 191 ، 165 ، 157 ، 149 ، 145 ، 144 ، 143 :1981‬‬

‫كما تعرف المسرح الليبي على بعض النصوص المسرحية من خالل الممثل (عبد الحميد البدوي) الذي‬
‫تم إحضاره من مصر بصحبة العنصر النسائي الذي تفتقر إليه فرقة الفنون والصنائع واالستعانة به‬
‫وعن طريقه "عرف أفراد الفرقة حقيقة التمثيل على‬ ‫(المرجع السابق‪ ،‬ص ‪).149‬‬ ‫لغرض تدريب عناصرها‪،‬‬
‫المسرح الليبي‪ ،‬وكيف يكون اإللقاء والحوار وكيف تقع إدارة المسرح عملياً‪ ،‬من حيث اإلضاءة والمكياج‬
‫والتنسيق" ( ينظر‪ ،‬المرجع السابق ‪. ) 111، 11 :1981،‬‬
‫ويوضح بشير محمد عريبي نوع المسرحيات التي أحضرها عبدالحميد البدوي معه بقوله‪" :‬قدم عبدالحميد‬
‫البدوي حامالً معه ثالث روايات عاطفية‪ ،‬وخمس روايات هزلية"‪ ( ،‬المرجع السابق‪ ، 1981 ،‬ص ‪ ).114‬وكانت‬
‫(مرجع سابق‪:1981 ،‬‬ ‫"تمثيلية (عصمان في الجيش) آخر هدية قدمها األستاذ عبدالحميد البدوي للفرقة "‬
‫‪. )111‬‬

‫‪202‬‬
‫د‪ .‬نجية معيتيق خليل الطيرة‪ ...‬مجلة كلية التربية ‪ ...‬العدد الّتاسع ‪ ...‬فبراير ‪ 2021‬م‬

‫من خالل هذين الفنانين المصريين تعرف المسرح الليبي على بعض المسرحيات المقتبسة التي سبق‬
‫أن قدمها المسرح المصري‪ ،‬التي قيمها أحد النقاد بقوله‪" :‬أما االقتباس بخاصة الخفي المتنكر منه فقد‬
‫استشرى بنوع خاص خالل الحرب العالمية األولى وفي أعقابها مباشرة‪ ،‬وكان هذا االقتباس يسطو‬
‫بالبداهة على المسرحيات األجنبية‪ ،‬بخاصة الفرنسية غير المشهورة وبالتالي الرديئة حتى ال يفتضح أمر‬
‫(محمد مندور ‪ ،‬ال ت ‪. ) 31 :‬‬ ‫المقتبس"‬
‫وبازدياد عدد الفرق المسرحية الليبية وتضاعف نشاطها‪ ،‬أخذ رجال المسرح الليبي ومن يعاضدهم‬
‫ويساندهم من محبيه‪ ،‬يبحثون عن نصوص تشبع حاجة هذه الفرق وتحقق لها االستم اررية والتنوع‪ ،‬فكثرت‬
‫المسرحيات المقتبسة غير المشار إلى أصولها ومصادرها‪ ،‬وذلك لضعف الثقافة المسرحية‪ ،‬وإهمال حقوق‬
‫المؤلفين‪ ،‬فضالً عن أنه لم يكن المقصود منها أن تكون أدباً مقروءاً؛ لذلك أهمل توثيقها والمحافظة عليها‬
‫فضاعت فرصة دراستها وتقييمها‪.‬‬

‫كذلك ضمت بعض الفرق المسرحية عناصر أدركت أهمية المسرح ودوره في توعية المجتمع‪ ،‬فعملت على‬
‫توجيه فرقها نحو األعمال المسرحية ذات المضامين الهادفة‪ ،‬وانتقاء النصوص العربية والغربية التي تفسح‬
‫مجال اإلبداع والتألق للممثلين‪ ،‬وتحقق التميز واالنتشار للفرقة‪ ،‬كما فعلت ذلك فرقة جمعية عمر المختار‬
‫( ولد محمود تيمور في ‪ 16‬يونيه ‪ ،1994‬في (درب‬ ‫بدرنه التي قدمت مسرحية (سهاد) أو (اللحن التائه) لمحمود تيمور‬
‫سعادة) وهو الحي الذي يقع بين الموسكي وباب الخلق في مدينة القاهرة ‪ .‬وهذا الحي أصيل في شعبيته يجمع أشتات ًا من الطوائف والفئات ‪ ...‬ثم‬
‫انتقلت أسرته إلى ضاحية (عين شمس ) وبعد ذلك عادت األسرة إلى القاهرة فسكنت حي الحلمية‪ .‬تزوج سنة ‪ ،1920‬ورزق بثالثة أطفال بنتين وولد)‬

‫من مواليد‬ ‫( األبياري‪ ،) 106 :1961 ،‬ومسرحية (العباسة) ومسرحية (أميرة األندلسي) ألمير الشعراء أحمد شوقي‪( .‬‬
‫عام ‪1868‬م‪ ،‬سليل أسرة قاهرية تجري في عروقها الدماء التركية والكردية مختلطة بدماء يونانية عربية‪ .‬عندما اكتملت الحلقة السابعة عشر من عمره‬
‫بدأ في دراسة القانون‪ ،‬وحظى بمنحة دراسية إلى فرنسا استثمرها إلى جانب دراسته في االطالع على األدب الفرنسي‪ .‬نفي شوقي من مصر وارتحل‬

‫إلى أسبانيا أبان الحرب العالمية األولى‪ ،‬توج أمي اًر للشعراء في أبريل ‪1927‬م‪ ،‬وتوفي في عام ‪1932‬م (لنداو‪. ) 218 :1972 ،‬‬
‫قال األستاذ البوصيري عبدهللا في مكالمة هاتفية مع الباحثة بتاريخ ‪ " :2009/03/25‬إن اسم الفرقة ورد خطأ في هذا الخبر والصحيح فرقة نادي‬
‫االتحاد ) ‪.‬‬

‫(ولد ألكسندر‬ ‫كما أن الفرقة االتحادية اختتمت الموسم المسرحي بمسرحية (الفرسان الثالثة) ( لإلسكندر دوماس‬
‫دوماس ‪ Alexandra Dumas Prere‬سنة ‪ 1802‬وقيل ‪1813‬م‪ ،‬بقرية فيالركوتراث وكان أبوه قائد جيش أصله من جزيرة الرثبنيك قضى ألكسندر‬
‫طفولته في مسقط رأسه ثم انتقل إلى باريس وهناك أخذ يبحث عن وسائل يحقق بها قوته قبل أن يفكر في البحث عن طالعه‪ .‬في السابعة عشرة من‬
‫عمره بدأ ينتج فقدمت له الفرقة القومية الفرنسية مسرحية كريستين ثم في سنة ‪ 1829‬مسرحية هنري الثالث وبالطه ولم يتوقف عن النتاج طيلة ِ‬
‫ثمان‬
‫وأربعين سنة‪ ،‬وتوفي سنة ‪1870‬م‪ .‬وكان أ خصب مؤلف عرفته فرنسا في ذلك العهد حيث ترك ما يربو عن األربعمائة مجلد بين قصص ومسرحيات‬
‫وهو الذي ابتكر القصة والمسرحية التاريخيتين ‪ .‬أما مسرحياته فإنها ماتت بموت المسرح االبتداعي‪ ،‬وبقيت بين دفات الكتب ولم يبق يذكر منها إال‬
‫عدد قليل على الرغم مما القته في عصرها من إقبال واستحسان‪ .‬لم يعده النقاد مؤلفاً مسرحي ًا بارعاً وال روائياً بار اًز‪ ،‬وإنما عدوه قصاص ًا شعبي ًا تق أر‬
‫قصصه للتسلية والترفيه عن النفس ولقتل الوقت دون ضجر‪ ( .‬ينظر‪ :‬أ‪ -‬نيل‪ .1967 ،‬ب –غالب ‪ ،‬ال ت‪. ) .‬‬

‫‪203‬‬
‫التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )‬

‫( أ) ‪ : 1852-1809 Nikolal Gogol‬قصاص وروائي ومؤلف مسرحي روسي أشهر رواياته االرواح الميتة ‪ ...‬وكانت مسرحيته المفتش‬
‫العام رائعة من روائع المسرح العالمي‪ ،‬بحيث جعلته عن حق وريثاً للتقاليد المسرحية‪ ( .‬قاموس المسرح‪) .141-104 ،‬‬

‫وقدمت فرقة نادي االتحاد مسرحية (جناب المفتش)‪ ،‬لنكوالي غوعول‪ ،‬وقد حظيت هاتين المسرحيتين‬
‫باهتمام صحفي واسع‪.‬‬
‫(( أ ) ٌينظر‪ ،‬حول برنامج االتحاد التمثيلي‪ ،‬جريدة طرابلس الغرب‪ 15 ،‬يوليو‪.) 2 :1947 ،‬‬
‫( ب) ملخص لرواية جناب المفتش‪ ،‬جريدة طرابلس الغرب‪ 19 ،‬يوليو‪. 2 :1947 ،‬‬
‫( ج) رواية جناب المفتش على مسرح الحمراء ‪ ،‬جريدة طرابلس الغرب ‪ 23 ،‬يوليو ‪.2 : 1947 ،‬‬
‫( د) حول تمثيلية الفرسان الثالثة‪ ،‬جريدة طرابلس الغرب‪ ،‬الجمعة ‪ 31‬يناير ‪.2 : 1947‬‬
‫( ه) حول برنامج االتحاد التمثيلي جريدة طرابلس الغرب ‪ 15 ،‬يوليو ‪.2 : 1947 ،‬‬
‫( و) حول تمثيلية الفرسان الثالثة ‪ ،‬جريدة طرابلس الغرب ‪ 31 ،‬يناير ‪.2 : 1947 ،‬‬
‫( ز) حول برنامج االتحاد التمثيلي جريدة طرابلس الغرب ‪ 15 ،‬يوليو ‪ ، 2 : 1947 ،‬ينظر‪ ،‬المجراب ‪. )138 ، 130 ، 106 :1986 ،‬‬
‫( ح) رواية جناب المفتش على مسرح الحمراء ‪ ،‬جريدة طرابلس الغرب ‪ 23 ،‬يوليو ‪. ) 2 : 1947 ،‬‬

‫كان الدافع األول لمثل هذه االختيارات ما توفره هذه النصوص العالمية من مساحة إبداعية تتيح للممثل‬
‫إبراز مواهبه وقدراته الفنية‪ ،‬وتحقيق إقبال جماهيري واسع‪ ،‬وقد خضعت عروضها إلجراء بعض التحسينات‬
‫والتعديالت‪ ،‬واشتملت على الموسيقا والغناء‪ ،‬وقد قامت المقالة الصحفية بدورها اإلعالمي في اإلشادة بفن‬
‫التمثيل‪ ،‬والثناء على من يبدع من الممثلين‪ ،‬وسار الشعراء مع المقالة في هذا االهتمام‪.‬‬
‫(ينظر ما يأتي‪( -:‬أ) قصيدة التمثيل والممثلون لشاعر الوطن احمد رفيق المهدوي التي يقول في مطلعها‪:‬‬
‫(أنظروا فقد ضربوا لك األمثاال *** لكنهم جعلوا الحديث فعاال)‪ ( ،‬المهدوي‪)116-115 :1962 ،‬‬
‫وبهاء يمأل الدنيا جماال)‬
‫ً‬ ‫(ب) قصيدة عبد الغني البشتي (من وحي التمثيل) التي يقول في مطلعها ‪( :‬ابعثوا الفن فخا اًر وجماال ***‬
‫( عريبي‪. )153-152 :1981 ،‬‬
‫(جـ) قصيدة الفنان الصغير للشاعر إبراهيم األسطى عمر التي يقول في مطلعها‪:‬‬
‫(هلل أنت وهل لفنك *** يا مجاهد من نظير) ( األسطى عمر‪.) 1967 ،‬‬
‫للمزيد من المعلومات عن هذا الشاعر ينظر ما يلي‪-:‬‬
‫‪ .1‬المصراتي‪.1957 ،‬‬
‫‪ .2‬محمد الصادق عفيفي‪ ،‬الشعر والشعراء في ليبيا‪.148 :1957 ،‬‬
‫‪ .3‬محمد عبد المنعم خفاجي‪ ،‬قصة األدب في ليبيا العربية‪.365 :1992 ،‬‬
‫‪ .4‬عبد الحميد الصادق المجراب‪ ،‬المسرح الليبي في نصف قرن‪.87 :1986 ،‬‬

‫لقد حاول مؤسسو الفرق المسرحية والعناصر البارزة فيها مد فرقهم بالنصوص الالزمة الستمرارها‬
‫ولد في مدينة بنغازي سنة ‪ ،1915‬أسس فرقة الشاطئ للتمثيل المسرحي‪ ،‬التي‬ ‫ومواصلة نشاطها‪ ،‬فألف رجب البكوش (‬
‫أجرت التجارب على مسرحية الوفاء العربي‪ ،‬لكنها لم تعرضها حيث رفض الحاكم العسكري اإليطالي عرض المسرحية وأمر بحل الفرقة‪،‬‬

‫والحق أعضائها‪ ،‬وبعد أشهر قليلة أعيد تكوين الفرقة وقدمت مسرحية (الشيخ إبراهيم)‪ ( .‬ينظر‪ ،‬المجراب‪)135 ،133 ،105 :1986 ،‬‬
‫مسرحيتي (الشيخ إبراهيم) و(حسن البخيل) وأعد محمد عبد الهادي مسرحية (شهر زاد مع العفريت والصياد)‬
‫ومسرحية (آه لو كنت ملكاً) ( المجراب‪. )130 :1986 ،‬‬

‫‪204‬‬
‫د‪ .‬نجية معيتيق خليل الطيرة‪ ...‬مجلة كلية التربية ‪ ...‬العدد الّتاسع ‪ ...‬فبراير ‪ 2021‬م‬

‫المأمون) ( تنحدر أسرته من أشراف بلدة ودان‪ ،‬انتقل جدة حسن قنابة إلى أفريقيا الغربية‬ ‫وكتب أحمد قنابة مسرحية (حلم‬
‫حيث اشتغل بالتجارة بمدينة زندر بالنيجر وبها ولد أحمد قنابة سنة ‪ 1898‬م‪ ،‬وبعد والدته بأشهر قليلة تعرضت المدينة لغزو الفرنسة فانتقلت األسرة‬
‫إلى مدينة كانوا بنيجيريا‪ ،‬وبعد أربع أ و خمس سنوات قدم والده إلى طرابلس حيث استقر فيها ‪.‬‬
‫اشتغل أحمد قنابة بالتجارة والتدريس بمدرسة حزب اإلصالح الوطني ونشرت له قصائد عدة على صفحات جريدة الرقيب العتيد وجريدة العدل‪ ،‬وكانت‬
‫تنشر جل هذه القصائد بتوقيع الشاب الطرابلسي‪ ( .‬ينظر‪ ،‬دليل المؤلفين العرب الليبيين‪ ، )28 :1977 ،‬للمزيد من المعلومات راجع ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬أبو ديب‪.1968 ،‬‬
‫‪ -2‬المجراب‪.95-91 :1986 ،‬‬
‫‪ -3‬خفاجي‪.413 :1992 ،‬‬
‫‪ -4‬عفيفي‪.186 :1957 ،‬‬

‫ولد في مدينة طرابلس سنة ‪ 1916‬ميالدي‪ ،‬وتلقى تعليمه في‬ ‫وأعد مسرحية‪(،‬عبدالرحمن الناصر) وألف مصطفى العجيلي(‬
‫المدارس القرآنية ثم دخل مكتب الفنون والصنائع واكتسب خبرة وثقافة سافر بعدها إلى إيطاليا إبان االحتالل االيطالي وتحصل على درجة علمية عن‬
‫البحث الذي قدمه في مجال الفنون الشعبية‪ ،‬أسس مع نخبة من األساتذة والخريجين فرقة مكتب الفنون والصنائع للتمثيل والموسيقا سنة ‪ 1936‬م‪.‬‬

‫ينظر‪ ،‬كذلك‪ :‬عريبي‪ 81 :1981 ،‬وما بعدها ) ما يزيد عن خمس عشرة مسرحية‪ ،‬خالل الفترة‬ ‫ينظر‪ ،‬المجراب‪.97 :1986 ،‬‬

‫(المجراب‪) 130 :1986 ،‬‬ ‫من ‪ 1936‬إلى ‪ ،1942‬وقام بإخراج أغلبها لفرقة مكتب الفنون والصنائع‬
‫ظلت مصطلحات الكتابة المسرحية في بداية تعرف الثقافة الليبية على المسرح متشابكة االستعمال‪ ،‬متداخلة‬
‫المفهوم والداللة‪ ،‬ومتداولة في الوسط المسرحي‪ ،‬بصورة عشوائية‪ ،‬ينقصها الدقة والتحديد‪ ،‬األمر الذي يجعلنا‬
‫نأخذ ما وصل إلينا من مسرحيات مؤلفة بحذر‪ ،‬كذلك نتحفظ في إطالق مصطلح المسرحية على تلك‬
‫المحاوالت‪ ،‬بالمعنى الدقيق لهذا المصطلح‪ ،‬بما يحمله من معايير وأسس فنية‪ ،‬فهي ال تعدو أن تكون‬
‫البداية‪ ،‬التي ينقصها الكثير بطبيعتها‪ ،‬وظروفها‪ ،‬ومعطياتها‪.‬‬
‫إن معرفة الخصائص الفنية لنصوص هذه المرحلة ال يمكن التوصل إليها إال بالوقوف على نماذج منها‪،‬‬
‫وقد سبق أن قدم عبد الحميد الصادق المجراب في فصل من كتابه (المسرح الليبي في نصف قرن) مقتطفات‬
‫ونماذج من مسرح الرعيل األول‪ ،‬استهله بعرض لخصائص لتلك النماذج‪ ،‬وضح فيه الظروف العامة‬
‫والمضامين الرئيسة لنتاج هذه المرحلة‪ ،‬تلته نبذة مختصرة لمسرحيتي (هارون الرشيد وخليفة الصياد)‪،‬‬

‫ومسرحية (أه لو كنت ملكاً)‪ ،‬شملت النبذة عنوان المسرحية‪ ،‬واسم مؤلفها‪ ،‬وعدد فصولها‪ ،‬وتلخيصاً‬
‫لمضمونها‪ ،‬وتحديداً لمصدرها‪ .‬كما عرض ملخصاً للمسرحيات اآلتية‪( :‬سهاد أو اللحن التائه) لمحمود‬
‫تيمور‪( ،‬عبدالرحمن الناصر) للشاعر أحمد قنابة‪ ،‬و(الولد العبيط) للدكتور مصطفى العجيلي‪.‬‬

‫أما عن النصوص في حد ذاتها‪ ،‬فلم يعرض منها سوى المشهد األخير من مسرحية (الخطيئة)‬
‫لرجب البكوش‪ ،‬وهو مشهد المحكمة الذي أورده في أخر الفصل‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )‬

‫غير أن القراءة المتفحصة لهذا المشهد تشير إلى أنه مستوى متقدم من الكتابة‪ ،‬تدل على عقلية صاحبها‪،‬‬
‫وأنه على قدر من التعليم والثقافة‪ ،‬والبكوش ليس كذلك‪ ،‬لذا فإن هذا المشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهد‪ ،‬ما هو إال تفريغاً إلحدى‬
‫كتاباته ( ذكر المش ــاركون في ( احتفالية البكوش) التي أقامتها رابطة الفنانين في بنغازي بتاريخ ‪ ،2006/07/25‬بالمس ــرح الش ــعبي‪ ،‬أنه كان رجالً‬
‫أمياً‪ ،‬وكان وزمالؤه يرتجلون أعمالهم المســرحية‪ .‬بعد ذل ك بدأ االهتمام بتدوين المشــاهد التمثيلية‪ ،‬فكان البكوش يملي حوار المشــهد على أحد أصــحابه‬
‫الذي يقوم بكتابته‪ ،‬وفي أوائل السـ ـ ـ ــبعينات أعدت اإلذاعة المسـ ـ ـ ــموعة برنامجاً بعنوان (من المسـ ـ ـ ــرح) قدمت من خالله الفنان رجب البكوش مع تفريغ‬
‫لمؤلفاته‪ ،‬وكان من المهتمين بهذا الموضـ ــوع‪ ،‬إبراهيم العريبي‪ ،‬عوض السـ ــمين‪ ،‬لكن هذا العمل لم يكلل بالنجاح لظروف فنيه‪ ،‬فقد تم تسـ ــجيل أعمال‬

‫أخرى على األشــرطة التي ضــمت تفريغ مؤلفات البكوش )‪ ،‬وهذه العملية لجأ إليها المهتمون بالمس ــرح بوص ــفها خطوة أولى‬
‫لتوثيق نتاج الرواد‪ ،‬وهي على أهميتها ال تحمل صفة األصالة‪.‬‬
‫وأغلب الظن أنه قد تعذر على عبد الحميد المجراب الحصول على النصوص المدونة لنتاج الرعيل‬
‫األول‪ ،‬من المسرحيين‪ ،‬فقال قبل تعريفه‪ ،‬بالمسرحيات األولى والبارزة التي عرفها المسرح الليبي‪" :‬ولمن يريد‬
‫التوسع حتى يتقصى آثارها البحث عنها للدراسة والتحليل" (المجراب‪. )115 :1986 ،‬‬

‫وتعد مجلة ليبيا المصورة النافذة الثقافية األبعد تاريخاً فقد تمكنا من خاللها أن نقف على صورة حية من‬
‫تلك النماذج المبكرة‪ ،‬فهذه المجلة " تعتبر من أهم المصادر العربية لدراسة الحياة الثقافية والفكرية"‪ ،‬فضالً‬
‫عن أنها مصدر ال يستهان به في دراسة األحوال اإلدارية والسياسية واالجتماعية في ليبيا في تلك الفترة‪،‬‬
‫وتجدر االشارة إلى أنها مجلة ليبية محضة استقطبت أقالم الكتاب واألدباء والشعراء من مختلف أنحاء ليبيا‪،‬‬
‫فكانت بذلك مجلة مفتوحة أمام الجميع ( مجموعة من األساتذة والباحثين ‪. ) 417 :1984 ،‬‬
‫( ولد بالزاوية سنة ‪1906‬م‪ .‬لما شب التحق بمعهد مزران فكلية أحمد باشا‪ .‬ولما تخرج اشتغل مدرساً وإماماً بمسجد‬ ‫لقد نشر محمد الهنقاري‬
‫عروة بجنزور حتى سنة ‪ .1923‬عين قاضياً بمدينة غات جنوب فزان ثم مدينة هون ومنها إلى صبرات والعجيالت والزاوية ومصراته‪ .‬وقد تأثر بشعر‬
‫المتنبي وشوقي وحافظ ‪ ،‬والرصافي‪ ...‬وهو يميل إلى القصة والسيما القصة التاريخية‪ ،‬ولقد أخرج في ذلك عدة روايات مسرحية نثرية وكان يجملها‬

‫في هذه المجلة روايتين مسرحيتين غرامتين تاريخيتين‬ ‫ببعض األناشيد والمقطوعات الغنائية من الشعر" ( عفيفي‪ ،‬ال‪ .‬ت‪) 230 :‬‬

‫)‪ ،‬والثانية حملت عنوان (وضاح اليمن)‬ ‫( الهنقاري‪12 :1938 ،‬‬ ‫أدبيتين‪ ،‬األولى بعنوان (عمر بن أبي ربيعة)‬
‫(الهنقاري‪. ) 29 : 1939 ،‬‬

‫وضح الهنقاري في هامش الحلقة األولى من رواية (عمر بن أبي ربيعة) دافعه لكتابة الروايات األدبية بقوله‪:‬‬
‫"‪...‬إننا رأينا أن نستخرج من (مطالعاتي) التي ستنشر تباعاً لقراء ليبيا المصورة الغراء روايات أدبية نزوالً‬
‫عند رغبة بعض األصدقاء األدباء" ( الهنقاري‪. )21 :1938 ،‬‬
‫يالحظ القارئ لهاتين الروايتين ما يأتي ‪-:‬‬
‫‪ .1‬استعمل المؤلف مادة الروايتين من المصادر األدبية العربية القديمة التي عنيت بأخبار الشاعرين‪،‬‬
‫( وينظر ما يأتي ‪ :‬أ‪ -‬زيتون‪. ) 21 : 1939 ،‬‬ ‫وأهمها كتاب األغاني ‪.‬‬
‫ب‪ ( -‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. ) 26‬‬

‫‪206‬‬
‫د‪ .‬نجية معيتيق خليل الطيرة‪ ...‬مجلة كلية التربية ‪ ...‬العدد الّتاسع ‪ ...‬فبراير ‪ 2021‬م‬

‫( زيتون ‪.) 27 :1939 ،‬‬ ‫ج‪-‬‬


‫د‪( -‬زيتون ‪ :1939 ،‬الصفحة نفسها ) ‪.‬‬

‫‪ .2‬أطلق المؤلف على عمله مصطلح ( الرواية ) لداللة على ما ع ِرف الحقاً( بالمسرحية )‪ .‬وكتب أسفل‬
‫العنوان الرئيس عنواناً أخر فرعي نصه ( غرامية – تاريخية – أدبية ) (محمد الهنقاري‪ )30 :1938 ،‬وقد‬
‫خالف المؤلف بهذه الصياغة للعنوان الفرعي ‪ ،‬ما دأب عليه معاصروه من إضافة كلمة ( تشخيصية)‬
‫أو ( تمثيلية ) لتأكيد خاصة التمثيل للنص المكتوب ‪ ،‬وتميي اًز له عن الرواية السردية‪.‬‬
‫‪ .3‬استخدم المؤلف مصلح ( الفصل ) لتقسيم المسرحية ‪ ،‬والفصل من التقسيمات المتعارف عليها منذ زمن‬
‫طويل للمقاطع ذات األهمية المتكافئة في المسرحية‪ ،‬وقد جاءت مسرحي ـ ـ ـ ـ ـ ــة ( عمر بن ربيعة ) في‬
‫( ناقد روماني ولد سنة ‪65‬ق‪.‬م كان يرى في األدب اليوناني‬ ‫خمسة فصول ‪ ،‬ويعد الناقد الروماني هوراس (‪)Horaces‬‬
‫أول من أدخل تقسيم‬ ‫النموذج الذي ينبغي مجاراته ‪ ،‬وفي النقد األرسطي الضابط الذي ينبغي مراعاته ( ينظر‪ ،‬هوراس ‪) 63 :1988 ،‬‬

‫المسرحية إلي خمسة فصول‪ ،‬وكذلك الناقد األلماني نحو غوستاف فرتياج الذي رسم نمو الحدث الدرامي‬
‫خالل الفصول الخمسة للمسرحية على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ Climax‬الذروة‬

‫الحل ‪ -‬النهاية‬ ‫نقطة انطالق الحدث‬


‫التمهيد – المقدمة‬
‫‪prologue‬‬

‫ويالحظ القارئ أن المؤلف كتب بعد تعريفه للشخصيات في مسرحية (عمر بن ربيعه) جملة (الفصل‬
‫المصدر السابق‪ :1938 ،‬الصفحة‬ ‫)(أسفلها بخط رفيع جملة ( المنظر األول ) (‬ ‫الهنقاري‪30 :1938 ،‬‬ ‫الخامس) (‬
‫وأسفل منها وروت الجملة التالية ( في منزل عمر بن أبي ربيعة في حي بن مخزوم ) وال شك أن‬ ‫نفسها )‬

‫هذا خطأ في الطباعة فال يمكن أن يكون الفصل الخامس بعد التعريف بالشخصيات‪ ،‬التي يجب أن يتم‬
‫التعريف بها في بداية المسرحية ‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )‬

‫‪ .4‬اتبعت المسرحيتان الشكل التقليدي للقصيدة العربية‪ ،‬وهو الذي يقوم على نظام الشطرين ووحدة الببت‪،‬‬
‫وهذا الشكل الفني ذو إيقاع أفقي أحادي ال يساعد على رسم الشخصيات‪ ،‬وال يكشف نوازعها النفسية‪،‬‬
‫وتباين حاالتها الشعورية‪ ،‬وال يعمل على تطوير الحدث الدرامي والدفع به نحو نقطة الذروة والتأزم‪.‬‬
‫‪ .5‬ضم كل فصل عدداً من المناظر‪ ،‬مثل كل منظر تغير في مكان األحداث‪ ،‬كتب المؤلف في رواية‬
‫(وضاح اليمن) بعد تعريفة للشخصيات جملة (جملة الفصل األول) ( الهنقاري‪. ) 30 :1938 ،‬تحتها جملة‬
‫(المنظر األول) الذي وصفه على النحو اآلتي‪" :‬على الماء الخصيب روضة تستقي في جملة فتيان‬
‫ورعاة بينما كان وضاح مستلقياً تحت شجرة عظيمة قريبة من البئر مستغرقاً في نومه وأحالمه يفيق‬
‫‪.‬‬ ‫المصدر السابق‪ :1938 ،‬الصفحة نفسها )‬ ‫على صوت أولئك الذين يسقون"(‬
‫‪ .6‬جمعت الشخصيات في المسرحتين فئات اجتماعية متباينة‪ ،‬واحتفظ البطل في المسرحيتين بمكانته‬
‫االجتماعية المتميزة‪ ،‬ولم يكن من عامة الناس كما هو في المسرحية الواقعية‪ ،‬وقد خلق التضاد في‬

‫طبيعة الشخصيات ثنائيات ضدية‪ ،‬ومواقف متباينة‪ ،‬ومصالح متغايرة لذا كان الصراع على أشده داخلياً‬
‫وخارجياً‪.‬‬
‫‪ .7‬حدد المؤلف زمان كل رواية ومكانها وعرف بشخصياتها فكتب في بداية (عمر بن ابي ربيعة)‬
‫ما يأتي‪:‬‬

‫الرواية‪ :‬حوالي النصف الثاني من القرن األول للهجرة‬ ‫"زمن‬


‫الرواية‪:‬‬ ‫مكان‬
‫مكة‪ ،‬المدينة‪ ،‬الطائف‪ ،‬الشام‪ ،‬العراق‪ ،‬اليمن‬
‫الرواية‪:‬‬ ‫أشخاص‬
‫عمر بن أبي ربيعة‪:‬‬

‫عمر بن عبدالعزيز‪ :‬بطل الرواية‬


‫عتيق‪:‬‬ ‫ابن‬
‫الخليفة الشهير‬
‫يزيد بن عبد الملك‪:‬‬
‫خالد‪ :‬سيد من سادات قريش ومن أصدقاء ابن ابي ربيعة‬ ‫بن‬ ‫الحرث‬

‫الخليفة الشهير‪.‬‬ ‫الغريض‪:‬‬

‫صديق عمر وعديلة في الشعر والغزل‬

‫‪208‬‬
‫د‪ .‬نجية معيتيق خليل الطيرة‪ ...‬مجلة كلية التربية ‪ ...‬العدد الّتاسع ‪ ...‬فبراير ‪ 2021‬م‬

‫م َغن شهير‬

‫األحوص‪:‬‬
‫نصيب‪:‬‬
‫شعراء‬
‫جميل‪:‬‬
‫جرير‪:‬‬

‫معشوقة جميل‬ ‫بثينة‪:‬‬


‫سريج‪:‬‬ ‫ابن‬
‫م َغن وصديق عمر وهو مولى بني نوفل مخنث‬
‫معبد‪:‬‬
‫سكينة بنت الحسين‪ :‬م َغن شهير‬

‫أميرة من أميرات العرب ومرجع لألدب واالدباء‬ ‫جميلة‪:‬‬

‫مغنية ومن أديبات المدينة‬

‫كلثم‪:‬‬
‫سبيعة‪:‬‬
‫الثريا‪:‬‬
‫هند‪:‬‬
‫من خليالت عمر وصديقاته‬
‫الرباب‪:‬‬
‫فاطمة‪:‬‬
‫عائشة بنت طلحة‪:‬‬
‫زينب‪:‬‬
‫لبابة‪:‬‬
‫مجهوالت‪:‬‬ ‫نساء‬

‫‪209‬‬
‫التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )‬

‫يترسل بين عمر وعشيقاته‬


‫الخريف‪ :‬غالم مخنث ا‬ ‫خالد‬
‫جناد‪:‬‬
‫غالم عمر وخادمة الخاص‬

‫(الهنقاري‪. )30 :1938 ،‬‬ ‫خدم ‪ ،‬قوافل‪ ،‬حداة‪ ،‬حجاج‪ ،‬خيم ‪ ،‬أشخاص مجهولة"‬

‫كما كتب تمهيداً لرواية ( وضاح اليمن) ذكر فيه اسم (وضاح) وشهرته ونسبه‪ ،‬الذي اختلفت حوله‬
‫الروايات التاريخية‪ ،‬أما هو فقد نسبه إلى عرب اليمن مقر اًر أن هذا هو الصحيح دون أن يشير إلى مصادره‬
‫التي اعتمد عليها في ذلك كما أشار إلى خاتمة الرواية فقال‪" :‬عبد الرحمن بن إسماعيل المشهور بوضاح‬
‫اليمن قد اضطربت الروايات التاريخية في نسبه فمنها ما يثبت أنه متحد اًر من أصل فارسي‪ ،‬ومنها ما يثبت‬
‫عربيته‪ ،‬بنسبته إلى عرب اليوم‪ ،‬وهو الصحيح‪ .‬وكان وضاح هذا ثالث ثالثة في زمانه كانوا يتنقبون ويتلثمون‬
‫خوفاً من المرأة وحذ اًر من العين‪ ،‬وكان أشدهم حذ اًر وأكثرهم تنكباً لميادين المرأة وأجملهم وضاح‪ ،‬ولكن من‬
‫سوء حظ هذا المخلوق أنه كان يتنكب مظان الحب والحب يطارده ولم يزل يمعن في مطاردته حتى قضى‬
‫الهنقاري‪. )30 :1938 ،‬‬ ‫نحبة في هذا السبيل مما ستراه مبسوطاً في هذه الرواية إن شاء هللا"(‬

‫أعقب المؤلف هذا التمهيد بتعريف شمل زمان ومكان المسرحية وكذلك شخصياتها‪ ،‬جاء فيه‪:‬‬

‫الرواية‪ :‬حوالي أواخر القرن األول وأوائل القرن الثاني للهجرة الشريفة‪.‬‬ ‫"زمن‬
‫الرواية‪:‬‬ ‫مكان‬
‫اليمن‪ ،‬الشام‪ ،‬الحجاز‬
‫الرواية‪:‬‬ ‫أشخاص‬
‫وضاح‪:‬‬

‫بطل الرواية‬ ‫روضة‪:‬‬


‫عمرو‬
‫عشيقة وضاح‬
‫الوليد بن عبد الملك‪:‬‬
‫العزيز‪ :‬أبو روضة‬ ‫عبد‬

‫البنين‪ :‬الخليفة الشهير‬ ‫أم‬


‫غاضرة‪:‬‬
‫األمير ابن الخليفة‪.‬‬
‫سماعة‪:‬‬

‫‪210‬‬
‫د‪ .‬نجية معيتيق خليل الطيرة‪ ...‬مجلة كلية التربية ‪ ...‬العدد الّتاسع ‪ ...‬فبراير ‪ 2021‬م‬

‫زوجة الخليفة (الملكة)‬ ‫كثير‪:‬‬


‫بديح‪:‬‬
‫جارية أم البنين‬
‫ابن قيس الرقيات‪:‬‬
‫أخو وضاح‬ ‫حبابة‪:‬‬

‫الشاعر الشهير‬

‫راوية للشعر ومن أدباء الحجاز‬

‫شاعر‬

‫جارية يزيد بن عبد الملك‬

‫( الهنقاري‪. ) 31 :1938 ،‬‬ ‫نكرات ‪ ،‬خدم ‪ ،‬نساء ‪ ،‬رجال قوافل‪ ،‬حداة‪ ... ،‬الخ"‪.‬‬

‫ويالحظ مما سبق أن المؤلف قد سار على نهج المسرحية الرومنسية فيما يتعلق بوحدتي الزمان‬
‫والمكان‪.‬‬

‫‪ .8‬لم يعمل الحوار على بناء الحدث‪ ،‬وتصوير أبعاد الشخصيات‪ ،‬وتوضيح تطورها مع تتابع‬
‫األحداث‪ ،‬واتسمت الجمل الحوارية بضعف األسلوب وتكرار معنى المفردات دون مبرر‪ ،‬كما‬
‫في الحوار اآلتي من مسرحية وضاح اليمن ‪.‬‬

‫‪ :‬هكذا كان وهذه كانت صورتي قبل اآلن يا روضة أما اآلن فقد بدا لي‬ ‫"وضاح‬
‫روضة‬
‫‪ :‬ماذا بدا لك ? قل بربك يا وضاح ما الذي عولت عليه؟‬
‫وضاح‬
‫بدا لي أن أعبد المرآة واركع قدامها إكراماً لعين روضة وتقديساً لجمالها وقوامها‬
‫الرشيق ‪.‬‬
‫روضة‬
‫روضة (في استحياء)‪ :‬إذا أنت سوف تحبني يا وضاح وسوف تكون لي?‬ ‫وضاح‬

‫‪ :‬أجل وسوف أحبك ما دام في حياتي مرضاة لروضة وتحقيقاً لرغائبها‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )‬

‫‪ :‬وما هو برهان حبك يا وضاح وبماذا استوثق منك فإن بني عمي كثار‬ ‫روضة‬
‫وأخوتي عدد نجوم الثريا وأبي رجل غائر" ( الهنقاري‪. ) 30 :1938 ،‬‬

‫‪ -2‬كانت بعض الجمل الحوارية في رواية (وضاح اليمن) مقاطع مقتبسة من شعر الشاعر‬
‫وضعها المؤلف بين عالمتي تنصيص لتميزها عن بقية جمل الحوار كما في الحوار اآلتي‪:‬‬

‫‪ :‬كال إني سوف ال أنقطع عن زيارتك وليكن ما يكون‬ ‫وضاح‬

‫‪ :‬ال‪ ،‬إني أشفق عليك من أبي فهو رجل غيور وال يبالي بما يهدده من الخطر في‬ ‫روضة‬
‫الذود عن عرينه‬

‫ِ‬
‫لقياك‪" ،‬وسيفي صارم باتر"‬ ‫‪ :‬وأني ال أخاف الردى في سبيل‬ ‫وضاح‬

‫‪:‬أنت لم تقدر الحصن يا وضاح فأنهم منعوني حتى الخروج من القصر ووراء األقفال‬ ‫روضة‬
‫والحراس‬

‫‪:‬هذا ال يعجزني فأني أقدر القصر وأعرف منعته "ولكني فوقة ظاهر"‬ ‫وضاح‬

‫‪:‬والحراس يا وضاح أنسيتهم "فأن لي أخوة سبعة"‬ ‫روضة‬

‫‪":‬وأني غالب قاهر"‬ ‫وضاح‬

‫‪ ":‬فليث رابض بيننا"‬ ‫روضة‬

‫‪ ":‬وأني أسد عاقر"‬ ‫وضاح‬

‫‪ ":‬فإن البحر من دوننا"‬ ‫روضة‬

‫‪":‬وأني سابح ماهر"‬ ‫وضاح‬

‫‪" :‬فإن هللا من فوقنا"‬ ‫روضة‬

‫‪" :‬وربي راحم غافر" ( الهنقاري‪. )30 :1938 ،‬‬ ‫وضاح‬

‫‪212‬‬
‫د‪ .‬نجية معيتيق خليل الطيرة‪ ...‬مجلة كلية التربية ‪ ...‬العدد الّتاسع ‪ ...‬فبراير ‪ 2021‬م‬

‫‪ .9‬كان المؤلف يضيف بيت أو أكثر على قصائد معروفة للشاعر عمر بن أبي ربيعة فقد أضاف‬
‫على سبيل المثال البيت الثالث واألخير لألبيات اآلتية للشاعر كما استبدل فيها أيضاً بعض‬
‫المفردات بمفردات أخرى‪:‬‬
‫بلقعا‬ ‫دوارس‬ ‫حليات‬ ‫ببطني‬ ‫والمتربعا‬ ‫الحي‬ ‫مصيف‬ ‫عرفت‬
‫(وردت في الرواية كلمة (الدار) بدالً من كلمة (الحي)‬
‫األغاني‪).‬‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫وردت‬ ‫التي‬
‫زعزعا‬ ‫ونكباء‬ ‫وبال‬ ‫معالمه‬ ‫إلى السفح من وادي المغمس بِدلت‬

‫مفعما‬ ‫قوما‬ ‫كان‬ ‫فؤادا‬ ‫فكأن‬ ‫بعدما‬ ‫بالعلم‬ ‫يخبرن‬ ‫أو‬ ‫فينحلن‬
‫جميع وإذا لم نخش أن يتصدعا‬ ‫الهوى‬ ‫إذ‬ ‫لهند‬ ‫وأتراب‬ ‫لهند‬
‫(ورد في الرواية الحرف (إذا) بدالً من كلمة (كما)‬ ‫كما‬ ‫وإذ نحن مثل الماء كان مزاجه‬
‫صفق الساقي‬ ‫الذي ورد في كتاب األغاني)‬

‫الشعشعا‬ ‫الرحيق‬

‫لواش لدينا يطلب الصرم موضعا‬ ‫نرى‬ ‫وال‬ ‫الكاشحين‬ ‫نطيح‬ ‫ال‬ ‫وإذ‬
‫وجوه زهاها الحسن أن تتقنعا‬ ‫أشرقت‬ ‫وسلمت‬ ‫توافقنا‬ ‫فلما‬
‫وأوضعا‬ ‫أكل‬ ‫باغ‬ ‫امرؤ‬ ‫وقلنا‬ ‫رأينني‬ ‫لما‬ ‫بالعرفان‬ ‫لهن‬ ‫تبا‬
‫(وردت في الرواية كلمة (عرفنني) بدالً من كلمة (رأينن) التي‬
‫وردت في كتاب األغاني‪).‬‬

‫يقيس ذراعاً كلما ِقسن أصبعا‬ ‫لمتيم‬ ‫الهوى‬ ‫أسباب‬ ‫وقربن‬


‫ونخدعا"‬ ‫نغر‬ ‫علنا أن‬ ‫أخفت‬ ‫لي‬ ‫قلن‬ ‫األحاديث‬ ‫تواضعن‬ ‫ولما‬

‫وقد كرر ما فعله في هذه القصيدة مع قصيدة وردت في رواية وضاح اليمن يقول في مطلعها ‪-:‬‬
‫عنيت وضاح اليمن‬ ‫يا روضة الوضاح قد‬
‫(الهنقاري‪.) 31 :1938 ،‬‬

‫كان المؤلف يؤثر صدر بيت على صدر بيت آخر ورد في رواية أخرى للقصيدة فقد آثر‬ ‫‪.10‬‬
‫على سبيل المثال صدر البيت القائل‪:‬‬

‫‪213‬‬
‫التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )‬

‫"زعموها سألت جاراتها" ( األصفهاني‪ .2295 ،2293 :1952 ،‬ينظر كذلك‪ ،‬الهنقاري‪ ) 31-30 :1938 ،‬على صدره‬
‫وذلك في األبيات التي وردت على‬ ‫( األصفهاني‪) 194 :1952 ،‬‬ ‫اآلخر القائل‪" :‬ولقد قالت لجارات لها"‪،‬‬
‫لسان األعرابي في مسرحية (عمر بن ربيعة) في الحوار اآلتي‪:‬‬
‫‪ :‬ما أحالك يا عمر وما أشهاك !!‬ ‫النسوة‬
‫‪( :‬مستأذناً) آن لي أن أنصرف يا آنساتي فأذن لي وللخريت جزاؤه على هذه الحيلة‬ ‫عمر‬
‫الحبيبة إلى قلبي‪.‬‬
‫‪ :‬مصحوباً بالسالمة وإلى اللقاء‬ ‫النسوة‬
‫‪ :‬إلى اللقاء إلى اللقاء‬ ‫عمر‬
‫‪( :‬إلى عمر) لو نظرت يوماً إلى محاسني فناديت واعمراه ! ما ذا كنت صانعاً يا ابا‬ ‫هند‬
‫الخطاب ماذا كنت صانعاً ?‬
‫‪ :‬إلى هند إذ لقيت يا البيكا يا البيكاه ورفعت بالثالثة يا سيدة المالح‬ ‫عمر‬
‫(يتضحكن ثم ينصرف عمر وهو يكرر)‬
‫تجد‬ ‫مما‬ ‫أنفسنا‬ ‫وشفت‬ ‫‪ :‬ليت هندا أنجزتنا ما تعد‬ ‫عمر‬
‫إنما العاجز من ال يستبد‬ ‫واحدة‬ ‫مرة‬ ‫واستبدت‬
‫تبترد‬ ‫وتعرت‬ ‫يوم‬ ‫ذات‬ ‫جاراتها‬ ‫سألت‬ ‫زعموها‬
‫يقتصد‬ ‫أوال‬ ‫هللا‬ ‫عمركن‬ ‫تبصرني‬ ‫ينعتني‬ ‫أكما‬
‫حسن في كل عين من تود‬ ‫لها‬ ‫قلن‬ ‫وقد‬ ‫فتضاحكن‬
‫وقديماً كان في الناس الحسد‬ ‫أجلها‬ ‫من‬ ‫حملته‬ ‫حسداً‬

‫( األصفهاني‪ .2296 :1952 ،‬ينظر كذلك‪ ،‬الهنقاري‪)30 :1938 ،‬‬

‫الشخصيات المذكورة في كل رواية لم يرد أغلبها في الحوار‪ ،‬ولعل هذا راجع إلى عدم‬ ‫‪.11‬‬
‫اكتمال الفصول‪ ،‬وكان تركيز المؤلف في معظم الحوار على البطل وصاحبته‪.‬‬
‫كذلك يالحظ إهماله لهمزة القطع في أغلب – إن لم يكن – في كل ما ورد في الروايتين‬ ‫‪.12‬‬
‫من حوار ومن أبيات شعر ولعالمات الترقيم بخاصة النقطة‪ ،‬فضالً عن ورود عالمات نتائج‬
‫الدراسة‬

‫‪214‬‬
‫د‪ .‬نجية معيتيق خليل الطيرة‪ ...‬مجلة كلية التربية ‪ ...‬العدد الّتاسع ‪ ...‬فبراير ‪ 2021‬م‬

‫توصلت الدراسة إلى النتائج اآلتية ‪:‬‬

‫‪ .1‬تأسس المسرح الليبي بفضل مجهودات رواده الذين تحدوا الصعاب ونذروا أنفسهم لترسيخ هذا الفن‬
‫الوافد على الثقافة العربية بشكل عام‪.‬‬
‫‪ .2‬اعتمد المسرح الليبي في بداية تأسيسه على آليتي اإلعداد واالقتباس دون أن يقترب في التأليف –‬
‫كغيره من المسارح العربية‪ -‬وذلك لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ .‬صعوبة الكتابة المسرحية‪ ،‬فهي إبداع مزدوج يجمع بين األدب والتمثيل‪ ،‬وغايته التواصل مع‬
‫المتلقي عبر العرض المسرحي‪.‬‬
‫ب‪ .‬فراغ المكتبة العربية من النصوص المسرحية‪ ،‬ورغبة المسرحين في مد المسرح الناشئ بالنص‬
‫األدبي المفتقر تأليفاً‪.‬‬
‫ج‪ .‬إد ارك أهل المسرح أهمية النص المسرحي‪ ،‬وإصراهم على توفير نصوص مسرحية تلبي حاجة‬
‫النشاط المسرحي وتكون وفق متطلبات فنية وفكرية تناسب عقل ووجدان المتلقي‪.‬‬
‫‪ .3‬لجأ رواد المسرح الليبي إلى عملتي اإلعداد واالقتباس في أولية الممارسة المسرحية‪ ،‬بوصفها ضرورة‬
‫واجبة الوجود ومرحلة طبيعية من مراحل تحوالت التأليف المسرحي عبر مساره اإلبداعي المتطور‬
‫‪ ،‬الذي كان على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ .‬مرحلة االرتجال ‪.‬‬
‫ب‪ .‬مرحلة اإلعداد واالقتباس‪.‬‬
‫ج‪ .‬مرحلة الكتابة والتأليف‪.‬‬
‫‪ .4‬تعرف المسرح الليبي في وقت مبكر من نشأته على ما كان يعرض على المسارح العربية من‬
‫نصوص معدة وقضيتة‪ ،‬وذلك من خالل الخبرات العربية التي استعان بها في نشاطه المسرحي‪.‬‬
‫‪ .5‬تنوعت مصادر اإلعداد واالقتباس وروافدهما في النص المسرحي الليبي‪ ،‬فمنها المحلي وما يعكسه‬
‫الواقع المعاش من أحداث وقضاياً‪ ،‬وكان للموروث العربي حضو اًر متمي اًز في تجربة التأليف‬
‫المسرحي في ليبيا‪ ،‬ولم تكن التجربة اإلبداعية الغربية بمعزل عن تناول أقالم المسرحتين‪.‬‬
‫‪ .6‬تميزت الكثير من النصوص المعدة أو المقتبسة تبدئ مستواها الفني سواء في صورتها األصلية‪،‬‬
‫أو في تشكيلها الثاني‪ ،‬ألن المعيدين والمقتبسين لم يكن لديهم مشروعاً فكرياً من وراء هذا العمل‪،‬‬

‫‪215‬‬
‫التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )‬

‫وانصب اهتمامهم على توفير المادة الدرامية الالزمة للنشاط المسرحي‪ ،‬الذي كان له تأثيره الفعال‬
‫في التعريف بالمسرح‪ ،‬ودوره في تنمية المجتمع ونهضته‪.‬‬
‫‪ .7‬أسهمت النخب الثقافية الليبية بخاصة الشعراء ( إبراهيم األسطى عمر – أحمد قنابة – محمد‬
‫الهنقاري ) وغيرهم من األدباء والمثقفين في مد المسرح الليبي بالمؤلفات المسرحية‪ ،‬ومن هنا بدأ‬
‫التأليف المسرحي يتخلى عن الطالع االستعجالي لكتابة‪ ،‬وأصبح أكثر حرفية وإتقاناً‪ ،‬ونزع نحو‬
‫األعمال العربية والعالمية الهادفة‪ ،‬وتعد مسرحتي ( عمر بن ربيعة ) ( وضاح اليمني ) محمد‬
‫الهنقاري أول محاولة ليبية منشورة يمكن االعتداد بها لتاريخ التأليف المسرحي في ليبيا‪ ،‬وبنشر‬
‫هاتين المسرحيتين تحصل النص المسرحي الليبي على مكانة متقدمة بين عناصر العمل المسرحي‬
‫بعد فترة تجاهل طويلة‪ ،‬ساد فيها االرتجال‪ ،‬وسيطرة اإلعداد واالقتباس على ساحة التأليف المسرحي‪.‬‬
‫‪ .8‬حازت المسرحية الشعرية الليبية بنشر هذين العملتين – قصب السبق على المسرحية النثرية‪ ،‬التي‬
‫تأخر ظهورها إلى عام ‪1954‬م بنشر مسرحية ( غالً للعار ) لعبدالقادر أبو الهروس على صفحات‬
‫جريدة طرابلس الغرب‪.‬‬
‫‪ .9‬تعد المسرحتين وثيقة تاريخية للتأليف المسرحي في ليبيا‪ ،‬وهما تمثالن البدايات بكل ظروفها‬
‫ومعطياتها ومستواها الفني‪ ،‬لذا فإن المقاربة النقدية لها يجب أن تكون في ضوء هذه المعطيات‪.‬‬

‫المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬المصادر‬

‫‪ .1‬إبراهيم األسطى عمر‪ ،‬ديوان البلبل والوكر‪ ،‬جمعه عبد الباسط الدالل وعبد اللطيف محمد شاهين‪،‬‬
‫مطبعة م‪ .‬ك‪ ،‬ط‪ 1‬االسكندرية‪.1967 ،‬‬
‫‪ .2‬أحمد رفيق المهدوي ديوان شاعر الوطن الكبير (الفترة الثالثة ‪ )1946/25‬المطبعة األهلية بنغازي‬
‫‪.1962‬‬
‫‪ .3‬بشير محمد عريبي ‪،‬الفن والمسرح في ليبيا‪ ،.‬الدار العربية للكتاب‪ ،‬ط‪ ،1‬ليبيا ‪ /‬تونس‪.1981 ،‬‬
‫‪ .4‬تما ار الكساندروفنا ‪ ،‬ألف عام وعام عام على المسرح العربي ‪ .‬ترجمة توفيق المؤذن دار الفارابي‪،‬‬
‫ط ‪ ، 6‬بيروت ‪. 1981‬‬

‫‪216‬‬
‫د‪ .‬نجية معيتيق خليل الطيرة‪ ...‬مجلة كلية التربية ‪ ...‬العدد الّتاسع ‪ ...‬فبراير ‪ 2021‬م‬

‫‪ .5‬جون ماستر إدوارد ‪ ،‬قاموس المسرح ترجمة مؤنس الرزاز‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪1982 ،‬م‬
‫‪ .6‬أبو الحسن عبد الحميد سالم‪ .‬حيرة النص المسرحي بين الترجمة واالقتباس واإلعداد والتأليف‪،‬‬
‫مركز اإلسكندرية للكتاب ط‪1993 ،2‬م‪،‬‬
‫‪ .7‬دار الكتب‪ .‬دليل المؤلفين العرب الليبيين ‪ .‬ط‪.1977 1‬‬
‫‪ .8‬سارة راجح‪ -‬أزمة المسرح العربي ( شهادات حية ) مجلة المسرح‪ ،‬ديسمبر ‪1996‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬الصيد محمد أبو ديب‪ ،‬أحمد أحمد قنابة‪ ،‬دراسة وديوان‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪.1968 ،‬‬
‫‪ .10‬عبدالحميد الصادق المجراب‪ ،‬المسرح الليبي في نصف قرن‪ ،‬المنشأة العامة للنشر والتوزيع‬
‫واإلعالن‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ليبيا‪.1986 ،‬‬
‫‪ .11‬علي مصطفى المصراتي‪ ،‬شاعر من ليبيا‪ ،‬إبراهيم األسطى عمر‪ ،‬منشورات مكتبة الشرق‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫طرابلس الغرب‪ ،‬ليبيا‪ ،‬نوفمبر – تشرين الثاني‪.1957 ،‬‬
‫‪ .12‬فتحي األبياري‪ ،‬محمود تيمور وفن االقصوصة العربية‪ ،‬مطبعة االستقامة في القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1‬يونيه‪،‬‬
‫‪.1961‬‬
‫‪ .13‬أبو فرج األصفهاني‪ ،‬األغاني‪ .‬تحقيق إبراهيم األنباري‪ ،‬دار الكتب بمصر‪ ،‬طبعة خاصة تصدرها‬
‫دار الشعب‪ ،‬ج‪1952 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .14‬محمد الصادق عفيفي‪ ،‬الشعر والشعراء في ليبيا‪ ،‬ال ط ‪ ،‬القاهرة ‪. 1957 ،‬‬
‫‪ .15‬محمد عبد المنعم خفاجي‪. ،‬قصة األدب في ليبيا العربية‪ ،.‬دار الجيل‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪،1992 ،‬‬
‫‪ .16‬محمد غالب أدباء الرومانتكية الفرنسية مكتبة نهضة مصر بالفجالة‪ ،‬ال ت‪.‬‬
‫‪ .17‬محمد مندور‪ ،‬في المسرح المصري المعاصر‪ ،‬دار نهضة مصر للطبع والنشر‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬ال‬
‫ت‪.‬‬
‫‪ .18‬محمد يوسف نجم – المسرحية في األدب العربي الحديث ‪ -1914-1847‬دار الثقافة ‪ ،‬بيروت‬
‫لبنان ‪ ،‬ط‪. 1980 ، 3‬‬
‫‪ .19‬مجموعة من األساتذة والباحثين‪ ،‬بحوث ودراسات في التاريخ الليبي‪ ،1943-1911 ،‬ال ط‪،‬‬
‫طرابلس‪ ،‬الجماهيرية الليبية‪.1984 ،‬‬
‫‪ .20‬هوراس‪ ،‬فن الشعر ترجمة لويس عوض‪ ،‬ط‪ 3‬الهيأة العربية العامة للكتاب‪1988 ،‬م ‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )‬

‫‪ .21‬يعقوب م لنداو‪ ،‬دراسات في المسرح والسينما عند العرب‪ ،‬ترجمة أحمد المغازي‪ ،‬الهيأة المصرية‬
‫العامة للكتاب‪.1972 ،‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المراجع ‪:‬‬
‫أ‪ .‬المراجع العربية ‪:‬‬
‫‪ .1‬السعيد الورقي‪ :‬تطور البناء الفني في أدب المسرح العربي المعاصر‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‬
‫ج‪ .‬م‪ .‬ع‪.2002 .‬‬
‫‪ .2‬سيد علي إسماعيل‪ .‬تاريخ المسرح في العالم العربي‪ .‬ومؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة القاهرة‪،‬‬
‫‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬فرحان بلبل‪ .‬مراجعات في المسرح العربي منذ النشأة حتي اليوم‪ .‬منشورات اتحاد الكتاب العربي‬
‫دمشق‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫ب‪ .‬المراجع األجنبية ‪:‬‬


‫‪1. Gustag Freytag . Technique of Drama chicage . s.c cnggs company 1968‬‬
‫‪2. J.L Styan The elements of Drama cambridge . u.k. 1960‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬الرسائل الجامعية ‪:‬‬
‫‪ .1‬سالمة عبدالعال الجاضرة‪ ،‬الجماعات السياسية الليبية‪1951 – 1943 ،‬م‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة قاريونس‪ ،‬بنغازي ‪.1983‬‬

‫رابعاً ‪ :‬الدورياتت ‪:‬‬

‫‪ .1‬محمد زيتون "األغاني وأبن أبي ربيعة" مجلة ليبيا المصورة‪ ،‬ع ‪ ،4‬السنة الرابعة‪ ،‬ذو القعدة‪،1357 ،‬‬
‫يناير‪.1939 ،‬‬
‫‪ .2‬محمد زيتون‪ ،‬على هامش مطالعاتي‪ ،‬مجلة ليبيا المصورة‪ ،‬ع ‪، 3‬السنة الرابعة‪ ،‬شوال‪،1357 ،‬‬
‫ديسمبر ‪.1939 ،‬‬
‫‪ .3‬محمد الهنقاري‪ ،‬عمر بن أبي ربيعة‪ ،‬مجلة ليبيا المصورة‪ ،‬ع‪ ،1‬السنة الرابعة‪ ،‬شعبان – رمضان‪،‬‬
‫‪ ،1357‬أكتوبر‪.1938 ،‬‬

‫‪218‬‬
‫د‪ .‬نجية معيتيق خليل الطيرة‪ ...‬مجلة كلية التربية ‪ ...‬العدد الّتاسع ‪ ...‬فبراير ‪ 2021‬م‬

‫‪ .4‬محمد الهنقاري‪ ،‬وضاح اليمن‪ ،‬مجلة ليبيا المصورة ع‪ ،1‬السنة الرابعة‪ ،‬شعبان – رمضان‪،1357 ،‬‬
‫أكتوبر‪.1938 ،‬‬
‫‪ .5‬جريدة طرابلس الغرب‪ ( ،‬الجمعة ‪ 31‬يناير ‪ 8 .1947‬يونيو ‪1947 ،‬م‪ 20 .‬يونيو ‪ 1947 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 31‬يونيو ‪ 1947 ،‬م ‪ 15 .‬يوليو‪ 19 .1947 ،‬يوليو‪ 23 . 1947 ،‬يوليو ‪16 . 1947 ،‬‬
‫ديسمبر ‪ 20 . 1947 ،‬فبراير ‪ 1949 ،‬م‪ 24 .‬إبريل‪ 1949 ،‬م‪ 9 .‬ديسمبر ‪ 1949 ،‬م )‪.‬‬

‫‪219‬‬

You might also like