Professional Documents
Culture Documents
---
---
(البدايات والتأسيس )
الملخص
والتأليف المسرحي شكل من أشكال اإلبداع األدبي،التأليف مرحلة الحقة من مراحل تطور الكتابة األدبية
التي تجمع بين النص،يتطلب فهم خصوصياته ومعرفة قواعده وأسسه الفنية ذات الخاصية الثنائية التركيب
.الدرامي والعرض الحركي
198
د .نجية معيتيق خليل الطيرة ...مجلة كلية التربية ...العدد الّتاسع ...فبراير 2021م
المقدمة
التأليف المسرحي مرحلة متقدمة من مراحل تطور الكتابة األدبية ،وهو شكل من أشكال اإلبداع األدبي
يتطلب فهم خصوصياته ،ومعرفة قواعده ،وأسسه الفنية ذات الخاصية الثنائية التركيب ،التي تجمع بين
النص الدرامي والعرض الحركي.
.1هل كان التأليف المسرحي في ليبيا ظاهرة مستقلة عن التأليف المسرحي في البالد العربية ،أم أنه
عاش نفس الظروف ،ومر بذات المراحل ؟
.2هل حققت عمليتا اإلعداد واالقتباس تأثي اًر على المسرح الليبي تأليفاً وعرضاً ؟
.3ما مدى مشاركة الخبرات العربية ،والنخب الثقافية في ليبيا في النشاط المسرحي؟ وما دور كل
منهما في تشكل انطالقة التأليف المسرحي في ليبيا؟
لقد تظافرت عوامل عدة كانت الدافع الختيار هذا العنوان ،أبرزها:
.1التأليف المسرحي في ليبيا نشاط إبداعي يتميز بجودته الفنية ،وقيمته الفكرية ،وتعدد مذاهبه وتياراته
واتجاهاته ،ويغري بالدارسة والبحث ،لكنه لم ينل حقه من االهتمام توثيقاً ونقداً؛ ألن مؤسسة المسرح
في بالدنا بخالف المؤسسات الثقافية األخرى لم تشد انتباه المجتمع والدولة.
.2استجابة لطموح علمي يحاول أن يرسم الطريق لسد فراغ معرفي ،مرده نقص الدراسات النقدية في
األدب المسرحي في ليبيا .
.3رصد المنجز الليبي في مجال الكتابة المسرحية ،وربطة بالنقد األكاديمي ،المتميز بضوابطه العلمية
الرصينة ،وأسسه النقدية المتينة التي تتسم بالمنهجية والموضوعية.
.4تتبع مراحل تطور التأليف المسرحي في ليبيا ،ومعرفة مرجعياته الفكرية ،وتحليل سماته األسلوبية،
وخصائصه الفنية.
199
التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )
فرضت طبيعة الموضوع األخذ بالمنهج التحليلي القائم على التحليل والتفسير والنقد ،كما لم تهمل المنهج
التاريخي الذي يرتكز على سياقات النص وتتبع نشأته ومراحل تطوره.
تعد الدراسات السابقة منارات تنير للباحث الطريق ،وتساعده على فهم جزئيات بحثه ،ومعرفة حيثياته،
وتنقل له نتائج من سبقوه في مجال دراسته ،وتجنبه مشقة التكرار ،والوقوع في أخطاء من سبقه.
.1فرحان بلبل .مراجعات في المسرح العربي منذ النشأة حتي اليوم .منشورات اتحاد الكتاب العربي
دمشق2001 ،م.
.2سيد علي إسماعيل .تاريخ المسرح في العالم العربي .ومؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة القاهرة،
1999م.
ومما ال شك فيه أن طريق البحث العلمي ال تخلو من الصعوبات وفي هذا اإلطار ،واجهت الد ارسة
بعض العوائق لعل من أهمها عدم توفير البيئة العليمة المناسبة للبحث العلمي ،في ظل الظروف العامة
للوطن ،والحظر المنزلي نتيجة جائحة كورونا.
لقد كانت تجربة اإلعداد واالقتباس بداية أولية ومنطقية لتأسيس النص المؤلف ،وتوطين المسرح في
البالد العربية.
هذا األمر ال ينقص من قيمة المسرح العربي؛ ألن الثقافة واآلداب والفنون ال حدود لها ،وإن تنوع
الثقافات ،وتباين الرؤى ،وتبادل المعارف ،أمر ضروري الرتقاء الشعوب ،وهو يبعد عن التماثل والتكرار
الذي يفضي إلى السأم والملل ،ويوقف عجلة اإلبداع واالبتكار.
واإلعداد واالقتباس ليس بدعة اختص بها المسرح العربي دون غيره من المسارح العالمية " ،لقد كانت
األليزبثي تعيد عرض مسرحيات شكسبير بنص آخر مختلف عن
ا بعض الفرق المسرحية في العصر
200
د .نجية معيتيق خليل الطيرة ...مجلة كلية التربية ...العدد الّتاسع ...فبراير 2021م
الحوار"(سالم، ما كتبه شكبير بنفسه ،وتتصرف بالحذف ،واإلضافة ،وبالتغير في بعض األحداث وفي لغة
1993م.)81 :
يجمع العديد من النقاد والدارسين على أن البداية الفعلية للمسرح العربي كانت مع النهضة الحديثة التي
أعقبت الحملة الفرنسية على مصر ( ينظر ،نجم . ).17 : 1980 ،وهذا ال ينفي وجود مظاهر تمثيلية ،وأشكال
فرجة شعبية امتلكت المقومات الدرامية ،وشكلت النواة األولى لميالد المسرح العربي.
" لكن هذه الفنون التي شابهت المسرح في بعض عناصره لم تكن لتنشئ أدباً ،ومن ثمة تخلف تراثاً أدبياً،
(راجح ولهذا شكل اإلعداد واالقتباس مرحلة ضرورية ،واستجابة طبيعية لتوفير النص األدبي المفتقر تأليفاً "
.) 102 :1996 ،
ولم تكن الساحة الليبية باستثناء من اعتماد تقنية اإلعداد واالقتباس في بدايات ممارستها للنشاط المسرحي،
الذي يؤرخ لبداياته العلمية سنة 1932بتأسيس الفرق المسرحية الرائدة في ليبيا ،وهي على التوالي ( فرقة
هواة التمثيل الدرناوية ،فرقة الشاطئ بنغازي ،فرقة مكتب الفنون والصنايع بطرابلس ) ،لقد مثلث ظاهرتا
اإلعداد واالقتباس بواكير الكتابة المسرحية ،وتوافر من خاللهما النصوص التأسيسية لحركة التأليف المسرحي
في ليبيا.
مثل التاريخ والتراث العربي رافدين أساسين من روافد اإلعداد واالقتباس في المسرح الليبي ،ولقد تنبه رواد
المسرح الليبي إلى ما يزخر به التاريخ من أحداث ،وموضوعات ،ومواقف ،وشخصيات ،اعتمدوا عليه في
إعداد واقتباس نصوص د ارمية تلبي حاجة العروض التمثيلية ،كما استفادوا بما في التراث العربي من قصص
وحكايات لها خصائص درامية ،وعناصر مسرحية ،ومواقف تتسم بديناميكية الفعل والتشويق ،فاستثمروا
ينظر ، خصائصها األدبية ،وسماتها القصصية ،وصاغوها فقرات حوارية تنطبق بها شخوص المسرحية( ".
. الكساندروفنا) 67 :1981 ،
إلى جانب ما سبق عرف المسرح الليبي أيضاً النص المقتبس من خالل عناصر مصرية استعان بها في
وقت مبكر من ظهوره ،وأسهمت في عروضه على مختلف مستويات العمل المسرحي.
(من مواليد مدينة طرابلس سنة .1922ومن الممثلين الذين أنظموا لفرقة خريجي مكتب الفنون والصنائع التي يقول بشير محمد عريبي
تأسست بطرابلس في أواخر سنة ،1936ينظر ،عريبي ": ) 83-82 : 1981 ،انضم (حسن يوسف الشربيني) لفرقة مكتب
201
التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )
الفنون والصنائع بدافع قوي ،فقد عرف التمثيل منذ حداثته ،فهو من مواليد القاهرة سنة 1916وقد جاء
إلى طرابلس مع والده المبعد من مصر؛ ألنه يحمل الجنسية اإليطالية سنة 1935وفي سنة 1937سجل
نفسه في سجل نفوس بلدية طرابلس باعتباره مواطناً ليبياً"( المرجع السابق . )108 :1981 ،
ويضيف بشير عريبي أن حسن يوسف كان يقول " :إنه أحب الفن منذ صغره وخاصة الفن التمثيلي وكان
يحضر أغلب األعمال المسرحية التي تقدم على مسارح القاهرة ومن شغفه بالمسرح استطاع أن يحفظ الكثير
المرجع السابق . ) 109 :1981 ، من المسرحيات التي شاهدها بخاصة الفصول الفكاهية"(.
وعن رحلة حسن يوسف مع المسرح الليبي يقول بشير عريبي ":عاش حسن يوسف مع المسرح من سنة
1938حتى سنة ،1962الزمه طوال هذه المدة كظله ،وقدم للمسرح خالل هذه المدة الكثير من
الروايات المقتبسة ،والفصول الفكاهية ،التي قدمتها فرقة الفنون والصنائع والفرقة الوطنية وفرقة نادي
(المرجع السابق . )110 - 109 :1981 ، العمال"
ويشير بشير عريبي إلى التنوع الذي أحدثه حسن يوسف في العروض المسرحية ،وإلى اللغة المستعملة
فيقول ..." :أمدها بالروايات العاطفية والرمزية والمأساوية وقدمت الفرقة أغلب مسرحياته إما باللغة
العربية أو باللهجة المصرية ،وكانت مسرحيات الملهاة كلها باللهجة المصرية ولم يقدم أي مسرحية
باللهجة الليبية ،ألن اللهجة الليبية في ذلك الوقت كانت خليطاً من اللغات األجنبية والعربية ،ولم تتطور
(المرجع السابق . )110 :1981 ، إال بعد خروج الطليان من ليبيا سنة "1942
ثم يستعرض ما اقتبسه من األعمال مسرحية قدمتها الفرق المسرحية الليبية ،منها رواية (عصمان
البحري) التي يقول عنها إنه" :بعد إصدار األمر التعسفي من الحاكم بتغيير اسم الفرقة باسم فاشستي،
ورضوخاً لما ليس منه مفر ،قدمت الفرقة بتاريخ 1940/12/22م رواية (عصمان البحري) وهي ملهاة
يوسف" ( المرجع السابق، مضحكة جداً ذات ثالثة فصول ،من روايات على الكسار ،اقتباس وإخراج حسن
). 202 ، 191 ، 165 ، 157 ، 149 ، 145 ، 144 ، 143 :1981
كما تعرف المسرح الليبي على بعض النصوص المسرحية من خالل الممثل (عبد الحميد البدوي) الذي
تم إحضاره من مصر بصحبة العنصر النسائي الذي تفتقر إليه فرقة الفنون والصنائع واالستعانة به
وعن طريقه "عرف أفراد الفرقة حقيقة التمثيل على (المرجع السابق ،ص ).149 لغرض تدريب عناصرها،
المسرح الليبي ،وكيف يكون اإللقاء والحوار وكيف تقع إدارة المسرح عملياً ،من حيث اإلضاءة والمكياج
والتنسيق" ( ينظر ،المرجع السابق . ) 111، 11 :1981،
ويوضح بشير محمد عريبي نوع المسرحيات التي أحضرها عبدالحميد البدوي معه بقوله" :قدم عبدالحميد
البدوي حامالً معه ثالث روايات عاطفية ،وخمس روايات هزلية" ( ،المرجع السابق ، 1981 ،ص ).114وكانت
(مرجع سابق:1981 ، "تمثيلية (عصمان في الجيش) آخر هدية قدمها األستاذ عبدالحميد البدوي للفرقة "
. )111
202
د .نجية معيتيق خليل الطيرة ...مجلة كلية التربية ...العدد الّتاسع ...فبراير 2021م
من خالل هذين الفنانين المصريين تعرف المسرح الليبي على بعض المسرحيات المقتبسة التي سبق
أن قدمها المسرح المصري ،التي قيمها أحد النقاد بقوله" :أما االقتباس بخاصة الخفي المتنكر منه فقد
استشرى بنوع خاص خالل الحرب العالمية األولى وفي أعقابها مباشرة ،وكان هذا االقتباس يسطو
بالبداهة على المسرحيات األجنبية ،بخاصة الفرنسية غير المشهورة وبالتالي الرديئة حتى ال يفتضح أمر
(محمد مندور ،ال ت . ) 31 : المقتبس"
وبازدياد عدد الفرق المسرحية الليبية وتضاعف نشاطها ،أخذ رجال المسرح الليبي ومن يعاضدهم
ويساندهم من محبيه ،يبحثون عن نصوص تشبع حاجة هذه الفرق وتحقق لها االستم اررية والتنوع ،فكثرت
المسرحيات المقتبسة غير المشار إلى أصولها ومصادرها ،وذلك لضعف الثقافة المسرحية ،وإهمال حقوق
المؤلفين ،فضالً عن أنه لم يكن المقصود منها أن تكون أدباً مقروءاً؛ لذلك أهمل توثيقها والمحافظة عليها
فضاعت فرصة دراستها وتقييمها.
كذلك ضمت بعض الفرق المسرحية عناصر أدركت أهمية المسرح ودوره في توعية المجتمع ،فعملت على
توجيه فرقها نحو األعمال المسرحية ذات المضامين الهادفة ،وانتقاء النصوص العربية والغربية التي تفسح
مجال اإلبداع والتألق للممثلين ،وتحقق التميز واالنتشار للفرقة ،كما فعلت ذلك فرقة جمعية عمر المختار
( ولد محمود تيمور في 16يونيه ،1994في (درب بدرنه التي قدمت مسرحية (سهاد) أو (اللحن التائه) لمحمود تيمور
سعادة) وهو الحي الذي يقع بين الموسكي وباب الخلق في مدينة القاهرة .وهذا الحي أصيل في شعبيته يجمع أشتات ًا من الطوائف والفئات ...ثم
انتقلت أسرته إلى ضاحية (عين شمس ) وبعد ذلك عادت األسرة إلى القاهرة فسكنت حي الحلمية .تزوج سنة ،1920ورزق بثالثة أطفال بنتين وولد)
من مواليد ( األبياري ،) 106 :1961 ،ومسرحية (العباسة) ومسرحية (أميرة األندلسي) ألمير الشعراء أحمد شوقي( .
عام 1868م ،سليل أسرة قاهرية تجري في عروقها الدماء التركية والكردية مختلطة بدماء يونانية عربية .عندما اكتملت الحلقة السابعة عشر من عمره
بدأ في دراسة القانون ،وحظى بمنحة دراسية إلى فرنسا استثمرها إلى جانب دراسته في االطالع على األدب الفرنسي .نفي شوقي من مصر وارتحل
إلى أسبانيا أبان الحرب العالمية األولى ،توج أمي اًر للشعراء في أبريل 1927م ،وتوفي في عام 1932م (لنداو. ) 218 :1972 ،
قال األستاذ البوصيري عبدهللا في مكالمة هاتفية مع الباحثة بتاريخ " :2009/03/25إن اسم الفرقة ورد خطأ في هذا الخبر والصحيح فرقة نادي
االتحاد ) .
(ولد ألكسندر كما أن الفرقة االتحادية اختتمت الموسم المسرحي بمسرحية (الفرسان الثالثة) ( لإلسكندر دوماس
دوماس Alexandra Dumas Prereسنة 1802وقيل 1813م ،بقرية فيالركوتراث وكان أبوه قائد جيش أصله من جزيرة الرثبنيك قضى ألكسندر
طفولته في مسقط رأسه ثم انتقل إلى باريس وهناك أخذ يبحث عن وسائل يحقق بها قوته قبل أن يفكر في البحث عن طالعه .في السابعة عشرة من
عمره بدأ ينتج فقدمت له الفرقة القومية الفرنسية مسرحية كريستين ثم في سنة 1829مسرحية هنري الثالث وبالطه ولم يتوقف عن النتاج طيلة ِ
ثمان
وأربعين سنة ،وتوفي سنة 1870م .وكان أ خصب مؤلف عرفته فرنسا في ذلك العهد حيث ترك ما يربو عن األربعمائة مجلد بين قصص ومسرحيات
وهو الذي ابتكر القصة والمسرحية التاريخيتين .أما مسرحياته فإنها ماتت بموت المسرح االبتداعي ،وبقيت بين دفات الكتب ولم يبق يذكر منها إال
عدد قليل على الرغم مما القته في عصرها من إقبال واستحسان .لم يعده النقاد مؤلفاً مسرحي ًا بارعاً وال روائياً بار اًز ،وإنما عدوه قصاص ًا شعبي ًا تق أر
قصصه للتسلية والترفيه عن النفس ولقتل الوقت دون ضجر ( .ينظر :أ -نيل .1967 ،ب –غالب ،ال ت. ) .
203
التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )
( أ) : 1852-1809 Nikolal Gogolقصاص وروائي ومؤلف مسرحي روسي أشهر رواياته االرواح الميتة ...وكانت مسرحيته المفتش
العام رائعة من روائع المسرح العالمي ،بحيث جعلته عن حق وريثاً للتقاليد المسرحية ( .قاموس المسرح) .141-104 ،
وقدمت فرقة نادي االتحاد مسرحية (جناب المفتش) ،لنكوالي غوعول ،وقد حظيت هاتين المسرحيتين
باهتمام صحفي واسع.
(( أ ) ٌينظر ،حول برنامج االتحاد التمثيلي ،جريدة طرابلس الغرب 15 ،يوليو.) 2 :1947 ،
( ب) ملخص لرواية جناب المفتش ،جريدة طرابلس الغرب 19 ،يوليو. 2 :1947 ،
( ج) رواية جناب المفتش على مسرح الحمراء ،جريدة طرابلس الغرب 23 ،يوليو .2 : 1947 ،
( د) حول تمثيلية الفرسان الثالثة ،جريدة طرابلس الغرب ،الجمعة 31يناير .2 : 1947
( ه) حول برنامج االتحاد التمثيلي جريدة طرابلس الغرب 15 ،يوليو .2 : 1947 ،
( و) حول تمثيلية الفرسان الثالثة ،جريدة طرابلس الغرب 31 ،يناير .2 : 1947 ،
( ز) حول برنامج االتحاد التمثيلي جريدة طرابلس الغرب 15 ،يوليو ، 2 : 1947 ،ينظر ،المجراب . )138 ، 130 ، 106 :1986 ،
( ح) رواية جناب المفتش على مسرح الحمراء ،جريدة طرابلس الغرب 23 ،يوليو . ) 2 : 1947 ،
كان الدافع األول لمثل هذه االختيارات ما توفره هذه النصوص العالمية من مساحة إبداعية تتيح للممثل
إبراز مواهبه وقدراته الفنية ،وتحقيق إقبال جماهيري واسع ،وقد خضعت عروضها إلجراء بعض التحسينات
والتعديالت ،واشتملت على الموسيقا والغناء ،وقد قامت المقالة الصحفية بدورها اإلعالمي في اإلشادة بفن
التمثيل ،والثناء على من يبدع من الممثلين ،وسار الشعراء مع المقالة في هذا االهتمام.
(ينظر ما يأتي( -:أ) قصيدة التمثيل والممثلون لشاعر الوطن احمد رفيق المهدوي التي يقول في مطلعها:
(أنظروا فقد ضربوا لك األمثاال *** لكنهم جعلوا الحديث فعاال) ( ،المهدوي)116-115 :1962 ،
وبهاء يمأل الدنيا جماال)
ً (ب) قصيدة عبد الغني البشتي (من وحي التمثيل) التي يقول في مطلعها ( :ابعثوا الفن فخا اًر وجماال ***
( عريبي. )153-152 :1981 ،
(جـ) قصيدة الفنان الصغير للشاعر إبراهيم األسطى عمر التي يقول في مطلعها:
(هلل أنت وهل لفنك *** يا مجاهد من نظير) ( األسطى عمر.) 1967 ،
للمزيد من المعلومات عن هذا الشاعر ينظر ما يلي-:
.1المصراتي.1957 ،
.2محمد الصادق عفيفي ،الشعر والشعراء في ليبيا.148 :1957 ،
.3محمد عبد المنعم خفاجي ،قصة األدب في ليبيا العربية.365 :1992 ،
.4عبد الحميد الصادق المجراب ،المسرح الليبي في نصف قرن.87 :1986 ،
لقد حاول مؤسسو الفرق المسرحية والعناصر البارزة فيها مد فرقهم بالنصوص الالزمة الستمرارها
ولد في مدينة بنغازي سنة ،1915أسس فرقة الشاطئ للتمثيل المسرحي ،التي ومواصلة نشاطها ،فألف رجب البكوش (
أجرت التجارب على مسرحية الوفاء العربي ،لكنها لم تعرضها حيث رفض الحاكم العسكري اإليطالي عرض المسرحية وأمر بحل الفرقة،
والحق أعضائها ،وبعد أشهر قليلة أعيد تكوين الفرقة وقدمت مسرحية (الشيخ إبراهيم) ( .ينظر ،المجراب)135 ،133 ،105 :1986 ،
مسرحيتي (الشيخ إبراهيم) و(حسن البخيل) وأعد محمد عبد الهادي مسرحية (شهر زاد مع العفريت والصياد)
ومسرحية (آه لو كنت ملكاً) ( المجراب. )130 :1986 ،
204
د .نجية معيتيق خليل الطيرة ...مجلة كلية التربية ...العدد الّتاسع ...فبراير 2021م
المأمون) ( تنحدر أسرته من أشراف بلدة ودان ،انتقل جدة حسن قنابة إلى أفريقيا الغربية وكتب أحمد قنابة مسرحية (حلم
حيث اشتغل بالتجارة بمدينة زندر بالنيجر وبها ولد أحمد قنابة سنة 1898م ،وبعد والدته بأشهر قليلة تعرضت المدينة لغزو الفرنسة فانتقلت األسرة
إلى مدينة كانوا بنيجيريا ،وبعد أربع أ و خمس سنوات قدم والده إلى طرابلس حيث استقر فيها .
اشتغل أحمد قنابة بالتجارة والتدريس بمدرسة حزب اإلصالح الوطني ونشرت له قصائد عدة على صفحات جريدة الرقيب العتيد وجريدة العدل ،وكانت
تنشر جل هذه القصائد بتوقيع الشاب الطرابلسي ( .ينظر ،دليل المؤلفين العرب الليبيين ، )28 :1977 ،للمزيد من المعلومات راجع ما يأتي:
-1أبو ديب.1968 ،
-2المجراب.95-91 :1986 ،
-3خفاجي.413 :1992 ،
-4عفيفي.186 :1957 ،
ولد في مدينة طرابلس سنة 1916ميالدي ،وتلقى تعليمه في وأعد مسرحية(،عبدالرحمن الناصر) وألف مصطفى العجيلي(
المدارس القرآنية ثم دخل مكتب الفنون والصنائع واكتسب خبرة وثقافة سافر بعدها إلى إيطاليا إبان االحتالل االيطالي وتحصل على درجة علمية عن
البحث الذي قدمه في مجال الفنون الشعبية ،أسس مع نخبة من األساتذة والخريجين فرقة مكتب الفنون والصنائع للتمثيل والموسيقا سنة 1936م.
ينظر ،كذلك :عريبي 81 :1981 ،وما بعدها ) ما يزيد عن خمس عشرة مسرحية ،خالل الفترة ينظر ،المجراب.97 :1986 ،
(المجراب) 130 :1986 ، من 1936إلى ،1942وقام بإخراج أغلبها لفرقة مكتب الفنون والصنائع
ظلت مصطلحات الكتابة المسرحية في بداية تعرف الثقافة الليبية على المسرح متشابكة االستعمال ،متداخلة
المفهوم والداللة ،ومتداولة في الوسط المسرحي ،بصورة عشوائية ،ينقصها الدقة والتحديد ،األمر الذي يجعلنا
نأخذ ما وصل إلينا من مسرحيات مؤلفة بحذر ،كذلك نتحفظ في إطالق مصطلح المسرحية على تلك
المحاوالت ،بالمعنى الدقيق لهذا المصطلح ،بما يحمله من معايير وأسس فنية ،فهي ال تعدو أن تكون
البداية ،التي ينقصها الكثير بطبيعتها ،وظروفها ،ومعطياتها.
إن معرفة الخصائص الفنية لنصوص هذه المرحلة ال يمكن التوصل إليها إال بالوقوف على نماذج منها،
وقد سبق أن قدم عبد الحميد الصادق المجراب في فصل من كتابه (المسرح الليبي في نصف قرن) مقتطفات
ونماذج من مسرح الرعيل األول ،استهله بعرض لخصائص لتلك النماذج ،وضح فيه الظروف العامة
والمضامين الرئيسة لنتاج هذه المرحلة ،تلته نبذة مختصرة لمسرحيتي (هارون الرشيد وخليفة الصياد)،
ومسرحية (أه لو كنت ملكاً) ،شملت النبذة عنوان المسرحية ،واسم مؤلفها ،وعدد فصولها ،وتلخيصاً
لمضمونها ،وتحديداً لمصدرها .كما عرض ملخصاً للمسرحيات اآلتية( :سهاد أو اللحن التائه) لمحمود
تيمور( ،عبدالرحمن الناصر) للشاعر أحمد قنابة ،و(الولد العبيط) للدكتور مصطفى العجيلي.
أما عن النصوص في حد ذاتها ،فلم يعرض منها سوى المشهد األخير من مسرحية (الخطيئة)
لرجب البكوش ،وهو مشهد المحكمة الذي أورده في أخر الفصل.
205
التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )
غير أن القراءة المتفحصة لهذا المشهد تشير إلى أنه مستوى متقدم من الكتابة ،تدل على عقلية صاحبها،
وأنه على قدر من التعليم والثقافة ،والبكوش ليس كذلك ،لذا فإن هذا المشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهد ،ما هو إال تفريغاً إلحدى
كتاباته ( ذكر المش ــاركون في ( احتفالية البكوش) التي أقامتها رابطة الفنانين في بنغازي بتاريخ ،2006/07/25بالمس ــرح الش ــعبي ،أنه كان رجالً
أمياً ،وكان وزمالؤه يرتجلون أعمالهم المســرحية .بعد ذل ك بدأ االهتمام بتدوين المشــاهد التمثيلية ،فكان البكوش يملي حوار المشــهد على أحد أصــحابه
الذي يقوم بكتابته ،وفي أوائل السـ ـ ـ ــبعينات أعدت اإلذاعة المسـ ـ ـ ــموعة برنامجاً بعنوان (من المسـ ـ ـ ــرح) قدمت من خالله الفنان رجب البكوش مع تفريغ
لمؤلفاته ،وكان من المهتمين بهذا الموضـ ــوع ،إبراهيم العريبي ،عوض السـ ــمين ،لكن هذا العمل لم يكلل بالنجاح لظروف فنيه ،فقد تم تسـ ــجيل أعمال
أخرى على األشــرطة التي ضــمت تفريغ مؤلفات البكوش ) ،وهذه العملية لجأ إليها المهتمون بالمس ــرح بوص ــفها خطوة أولى
لتوثيق نتاج الرواد ،وهي على أهميتها ال تحمل صفة األصالة.
وأغلب الظن أنه قد تعذر على عبد الحميد المجراب الحصول على النصوص المدونة لنتاج الرعيل
األول ،من المسرحيين ،فقال قبل تعريفه ،بالمسرحيات األولى والبارزة التي عرفها المسرح الليبي" :ولمن يريد
التوسع حتى يتقصى آثارها البحث عنها للدراسة والتحليل" (المجراب. )115 :1986 ،
وتعد مجلة ليبيا المصورة النافذة الثقافية األبعد تاريخاً فقد تمكنا من خاللها أن نقف على صورة حية من
تلك النماذج المبكرة ،فهذه المجلة " تعتبر من أهم المصادر العربية لدراسة الحياة الثقافية والفكرية" ،فضالً
عن أنها مصدر ال يستهان به في دراسة األحوال اإلدارية والسياسية واالجتماعية في ليبيا في تلك الفترة،
وتجدر االشارة إلى أنها مجلة ليبية محضة استقطبت أقالم الكتاب واألدباء والشعراء من مختلف أنحاء ليبيا،
فكانت بذلك مجلة مفتوحة أمام الجميع ( مجموعة من األساتذة والباحثين . ) 417 :1984 ،
( ولد بالزاوية سنة 1906م .لما شب التحق بمعهد مزران فكلية أحمد باشا .ولما تخرج اشتغل مدرساً وإماماً بمسجد لقد نشر محمد الهنقاري
عروة بجنزور حتى سنة .1923عين قاضياً بمدينة غات جنوب فزان ثم مدينة هون ومنها إلى صبرات والعجيالت والزاوية ومصراته .وقد تأثر بشعر
المتنبي وشوقي وحافظ ،والرصافي ...وهو يميل إلى القصة والسيما القصة التاريخية ،ولقد أخرج في ذلك عدة روايات مسرحية نثرية وكان يجملها
في هذه المجلة روايتين مسرحيتين غرامتين تاريخيتين ببعض األناشيد والمقطوعات الغنائية من الشعر" ( عفيفي ،ال .ت) 230 :
) ،والثانية حملت عنوان (وضاح اليمن) ( الهنقاري12 :1938 ، أدبيتين ،األولى بعنوان (عمر بن أبي ربيعة)
(الهنقاري. ) 29 : 1939 ،
وضح الهنقاري في هامش الحلقة األولى من رواية (عمر بن أبي ربيعة) دافعه لكتابة الروايات األدبية بقوله:
"...إننا رأينا أن نستخرج من (مطالعاتي) التي ستنشر تباعاً لقراء ليبيا المصورة الغراء روايات أدبية نزوالً
عند رغبة بعض األصدقاء األدباء" ( الهنقاري. )21 :1938 ،
يالحظ القارئ لهاتين الروايتين ما يأتي -:
.1استعمل المؤلف مادة الروايتين من المصادر األدبية العربية القديمة التي عنيت بأخبار الشاعرين،
( وينظر ما يأتي :أ -زيتون. ) 21 : 1939 ، وأهمها كتاب األغاني .
ب ( -المرجع السابق ،ص . ) 26
206
د .نجية معيتيق خليل الطيرة ...مجلة كلية التربية ...العدد الّتاسع ...فبراير 2021م
.2أطلق المؤلف على عمله مصطلح ( الرواية ) لداللة على ما ع ِرف الحقاً( بالمسرحية ) .وكتب أسفل
العنوان الرئيس عنواناً أخر فرعي نصه ( غرامية – تاريخية – أدبية ) (محمد الهنقاري )30 :1938 ،وقد
خالف المؤلف بهذه الصياغة للعنوان الفرعي ،ما دأب عليه معاصروه من إضافة كلمة ( تشخيصية)
أو ( تمثيلية ) لتأكيد خاصة التمثيل للنص المكتوب ،وتميي اًز له عن الرواية السردية.
.3استخدم المؤلف مصلح ( الفصل ) لتقسيم المسرحية ،والفصل من التقسيمات المتعارف عليها منذ زمن
طويل للمقاطع ذات األهمية المتكافئة في المسرحية ،وقد جاءت مسرحي ـ ـ ـ ـ ـ ــة ( عمر بن ربيعة ) في
( ناقد روماني ولد سنة 65ق.م كان يرى في األدب اليوناني خمسة فصول ،ويعد الناقد الروماني هوراس ()Horaces
أول من أدخل تقسيم النموذج الذي ينبغي مجاراته ،وفي النقد األرسطي الضابط الذي ينبغي مراعاته ( ينظر ،هوراس ) 63 :1988 ،
المسرحية إلي خمسة فصول ،وكذلك الناقد األلماني نحو غوستاف فرتياج الذي رسم نمو الحدث الدرامي
خالل الفصول الخمسة للمسرحية على النحو اآلتي:
Climaxالذروة
ويالحظ القارئ أن المؤلف كتب بعد تعريفه للشخصيات في مسرحية (عمر بن ربيعه) جملة (الفصل
المصدر السابق :1938 ،الصفحة )(أسفلها بخط رفيع جملة ( المنظر األول ) ( الهنقاري30 :1938 ، الخامس) (
وأسفل منها وروت الجملة التالية ( في منزل عمر بن أبي ربيعة في حي بن مخزوم ) وال شك أن نفسها )
هذا خطأ في الطباعة فال يمكن أن يكون الفصل الخامس بعد التعريف بالشخصيات ،التي يجب أن يتم
التعريف بها في بداية المسرحية .
207
التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )
.4اتبعت المسرحيتان الشكل التقليدي للقصيدة العربية ،وهو الذي يقوم على نظام الشطرين ووحدة الببت،
وهذا الشكل الفني ذو إيقاع أفقي أحادي ال يساعد على رسم الشخصيات ،وال يكشف نوازعها النفسية،
وتباين حاالتها الشعورية ،وال يعمل على تطوير الحدث الدرامي والدفع به نحو نقطة الذروة والتأزم.
.5ضم كل فصل عدداً من المناظر ،مثل كل منظر تغير في مكان األحداث ،كتب المؤلف في رواية
(وضاح اليمن) بعد تعريفة للشخصيات جملة (جملة الفصل األول) ( الهنقاري. ) 30 :1938 ،تحتها جملة
(المنظر األول) الذي وصفه على النحو اآلتي" :على الماء الخصيب روضة تستقي في جملة فتيان
ورعاة بينما كان وضاح مستلقياً تحت شجرة عظيمة قريبة من البئر مستغرقاً في نومه وأحالمه يفيق
. المصدر السابق :1938 ،الصفحة نفسها ) على صوت أولئك الذين يسقون"(
.6جمعت الشخصيات في المسرحتين فئات اجتماعية متباينة ،واحتفظ البطل في المسرحيتين بمكانته
االجتماعية المتميزة ،ولم يكن من عامة الناس كما هو في المسرحية الواقعية ،وقد خلق التضاد في
طبيعة الشخصيات ثنائيات ضدية ،ومواقف متباينة ،ومصالح متغايرة لذا كان الصراع على أشده داخلياً
وخارجياً.
.7حدد المؤلف زمان كل رواية ومكانها وعرف بشخصياتها فكتب في بداية (عمر بن ابي ربيعة)
ما يأتي:
208
د .نجية معيتيق خليل الطيرة ...مجلة كلية التربية ...العدد الّتاسع ...فبراير 2021م
م َغن شهير
األحوص:
نصيب:
شعراء
جميل:
جرير:
كلثم:
سبيعة:
الثريا:
هند:
من خليالت عمر وصديقاته
الرباب:
فاطمة:
عائشة بنت طلحة:
زينب:
لبابة:
مجهوالت: نساء
209
التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )
(الهنقاري. )30 :1938 ، خدم ،قوافل ،حداة ،حجاج ،خيم ،أشخاص مجهولة"
كما كتب تمهيداً لرواية ( وضاح اليمن) ذكر فيه اسم (وضاح) وشهرته ونسبه ،الذي اختلفت حوله
الروايات التاريخية ،أما هو فقد نسبه إلى عرب اليمن مقر اًر أن هذا هو الصحيح دون أن يشير إلى مصادره
التي اعتمد عليها في ذلك كما أشار إلى خاتمة الرواية فقال" :عبد الرحمن بن إسماعيل المشهور بوضاح
اليمن قد اضطربت الروايات التاريخية في نسبه فمنها ما يثبت أنه متحد اًر من أصل فارسي ،ومنها ما يثبت
عربيته ،بنسبته إلى عرب اليوم ،وهو الصحيح .وكان وضاح هذا ثالث ثالثة في زمانه كانوا يتنقبون ويتلثمون
خوفاً من المرأة وحذ اًر من العين ،وكان أشدهم حذ اًر وأكثرهم تنكباً لميادين المرأة وأجملهم وضاح ،ولكن من
سوء حظ هذا المخلوق أنه كان يتنكب مظان الحب والحب يطارده ولم يزل يمعن في مطاردته حتى قضى
الهنقاري. )30 :1938 ، نحبة في هذا السبيل مما ستراه مبسوطاً في هذه الرواية إن شاء هللا"(
أعقب المؤلف هذا التمهيد بتعريف شمل زمان ومكان المسرحية وكذلك شخصياتها ،جاء فيه:
الرواية :حوالي أواخر القرن األول وأوائل القرن الثاني للهجرة الشريفة. "زمن
الرواية: مكان
اليمن ،الشام ،الحجاز
الرواية: أشخاص
وضاح:
210
د .نجية معيتيق خليل الطيرة ...مجلة كلية التربية ...العدد الّتاسع ...فبراير 2021م
الشاعر الشهير
شاعر
( الهنقاري. ) 31 :1938 ، نكرات ،خدم ،نساء ،رجال قوافل ،حداة ... ،الخ".
ويالحظ مما سبق أن المؤلف قد سار على نهج المسرحية الرومنسية فيما يتعلق بوحدتي الزمان
والمكان.
.8لم يعمل الحوار على بناء الحدث ،وتصوير أبعاد الشخصيات ،وتوضيح تطورها مع تتابع
األحداث ،واتسمت الجمل الحوارية بضعف األسلوب وتكرار معنى المفردات دون مبرر ،كما
في الحوار اآلتي من مسرحية وضاح اليمن .
:هكذا كان وهذه كانت صورتي قبل اآلن يا روضة أما اآلن فقد بدا لي "وضاح
روضة
:ماذا بدا لك ? قل بربك يا وضاح ما الذي عولت عليه؟
وضاح
بدا لي أن أعبد المرآة واركع قدامها إكراماً لعين روضة وتقديساً لجمالها وقوامها
الرشيق .
روضة
روضة (في استحياء) :إذا أنت سوف تحبني يا وضاح وسوف تكون لي? وضاح
211
التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )
:وما هو برهان حبك يا وضاح وبماذا استوثق منك فإن بني عمي كثار روضة
وأخوتي عدد نجوم الثريا وأبي رجل غائر" ( الهنقاري. ) 30 :1938 ،
-2كانت بعض الجمل الحوارية في رواية (وضاح اليمن) مقاطع مقتبسة من شعر الشاعر
وضعها المؤلف بين عالمتي تنصيص لتميزها عن بقية جمل الحوار كما في الحوار اآلتي:
:ال ،إني أشفق عليك من أبي فهو رجل غيور وال يبالي بما يهدده من الخطر في روضة
الذود عن عرينه
ِ
لقياك" ،وسيفي صارم باتر" :وأني ال أخاف الردى في سبيل وضاح
:أنت لم تقدر الحصن يا وضاح فأنهم منعوني حتى الخروج من القصر ووراء األقفال روضة
والحراس
:هذا ال يعجزني فأني أقدر القصر وأعرف منعته "ولكني فوقة ظاهر" وضاح
212
د .نجية معيتيق خليل الطيرة ...مجلة كلية التربية ...العدد الّتاسع ...فبراير 2021م
.9كان المؤلف يضيف بيت أو أكثر على قصائد معروفة للشاعر عمر بن أبي ربيعة فقد أضاف
على سبيل المثال البيت الثالث واألخير لألبيات اآلتية للشاعر كما استبدل فيها أيضاً بعض
المفردات بمفردات أخرى:
بلقعا دوارس حليات ببطني والمتربعا الحي مصيف عرفت
(وردت في الرواية كلمة (الدار) بدالً من كلمة (الحي)
األغاني). كتاب في وردت التي
زعزعا ونكباء وبال معالمه إلى السفح من وادي المغمس بِدلت
مفعما قوما كان فؤادا فكأن بعدما بالعلم يخبرن أو فينحلن
جميع وإذا لم نخش أن يتصدعا الهوى إذ لهند وأتراب لهند
(ورد في الرواية الحرف (إذا) بدالً من كلمة (كما) كما وإذ نحن مثل الماء كان مزاجه
صفق الساقي الذي ورد في كتاب األغاني)
الشعشعا الرحيق
لواش لدينا يطلب الصرم موضعا نرى وال الكاشحين نطيح ال وإذ
وجوه زهاها الحسن أن تتقنعا أشرقت وسلمت توافقنا فلما
وأوضعا أكل باغ امرؤ وقلنا رأينني لما بالعرفان لهن تبا
(وردت في الرواية كلمة (عرفنني) بدالً من كلمة (رأينن) التي
وردت في كتاب األغاني).
وقد كرر ما فعله في هذه القصيدة مع قصيدة وردت في رواية وضاح اليمن يقول في مطلعها -:
عنيت وضاح اليمن يا روضة الوضاح قد
(الهنقاري.) 31 :1938 ،
كان المؤلف يؤثر صدر بيت على صدر بيت آخر ورد في رواية أخرى للقصيدة فقد آثر .10
على سبيل المثال صدر البيت القائل:
213
التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )
"زعموها سألت جاراتها" ( األصفهاني .2295 ،2293 :1952 ،ينظر كذلك ،الهنقاري ) 31-30 :1938 ،على صدره
وذلك في األبيات التي وردت على ( األصفهاني) 194 :1952 ، اآلخر القائل" :ولقد قالت لجارات لها"،
لسان األعرابي في مسرحية (عمر بن ربيعة) في الحوار اآلتي:
:ما أحالك يا عمر وما أشهاك !! النسوة
( :مستأذناً) آن لي أن أنصرف يا آنساتي فأذن لي وللخريت جزاؤه على هذه الحيلة عمر
الحبيبة إلى قلبي.
:مصحوباً بالسالمة وإلى اللقاء النسوة
:إلى اللقاء إلى اللقاء عمر
( :إلى عمر) لو نظرت يوماً إلى محاسني فناديت واعمراه ! ما ذا كنت صانعاً يا ابا هند
الخطاب ماذا كنت صانعاً ?
:إلى هند إذ لقيت يا البيكا يا البيكاه ورفعت بالثالثة يا سيدة المالح عمر
(يتضحكن ثم ينصرف عمر وهو يكرر)
تجد مما أنفسنا وشفت :ليت هندا أنجزتنا ما تعد عمر
إنما العاجز من ال يستبد واحدة مرة واستبدت
تبترد وتعرت يوم ذات جاراتها سألت زعموها
يقتصد أوال هللا عمركن تبصرني ينعتني أكما
حسن في كل عين من تود لها قلن وقد فتضاحكن
وقديماً كان في الناس الحسد أجلها من حملته حسداً
الشخصيات المذكورة في كل رواية لم يرد أغلبها في الحوار ،ولعل هذا راجع إلى عدم .11
اكتمال الفصول ،وكان تركيز المؤلف في معظم الحوار على البطل وصاحبته.
كذلك يالحظ إهماله لهمزة القطع في أغلب – إن لم يكن – في كل ما ورد في الروايتين .12
من حوار ومن أبيات شعر ولعالمات الترقيم بخاصة النقطة ،فضالً عن ورود عالمات نتائج
الدراسة
214
د .نجية معيتيق خليل الطيرة ...مجلة كلية التربية ...العدد الّتاسع ...فبراير 2021م
.1تأسس المسرح الليبي بفضل مجهودات رواده الذين تحدوا الصعاب ونذروا أنفسهم لترسيخ هذا الفن
الوافد على الثقافة العربية بشكل عام.
.2اعتمد المسرح الليبي في بداية تأسيسه على آليتي اإلعداد واالقتباس دون أن يقترب في التأليف –
كغيره من المسارح العربية -وذلك لألسباب اآلتية:
أ .صعوبة الكتابة المسرحية ،فهي إبداع مزدوج يجمع بين األدب والتمثيل ،وغايته التواصل مع
المتلقي عبر العرض المسرحي.
ب .فراغ المكتبة العربية من النصوص المسرحية ،ورغبة المسرحين في مد المسرح الناشئ بالنص
األدبي المفتقر تأليفاً.
ج .إد ارك أهل المسرح أهمية النص المسرحي ،وإصراهم على توفير نصوص مسرحية تلبي حاجة
النشاط المسرحي وتكون وفق متطلبات فنية وفكرية تناسب عقل ووجدان المتلقي.
.3لجأ رواد المسرح الليبي إلى عملتي اإلعداد واالقتباس في أولية الممارسة المسرحية ،بوصفها ضرورة
واجبة الوجود ومرحلة طبيعية من مراحل تحوالت التأليف المسرحي عبر مساره اإلبداعي المتطور
،الذي كان على النحو اآلتي:
أ .مرحلة االرتجال .
ب .مرحلة اإلعداد واالقتباس.
ج .مرحلة الكتابة والتأليف.
.4تعرف المسرح الليبي في وقت مبكر من نشأته على ما كان يعرض على المسارح العربية من
نصوص معدة وقضيتة ،وذلك من خالل الخبرات العربية التي استعان بها في نشاطه المسرحي.
.5تنوعت مصادر اإلعداد واالقتباس وروافدهما في النص المسرحي الليبي ،فمنها المحلي وما يعكسه
الواقع المعاش من أحداث وقضاياً ،وكان للموروث العربي حضو اًر متمي اًز في تجربة التأليف
المسرحي في ليبيا ،ولم تكن التجربة اإلبداعية الغربية بمعزل عن تناول أقالم المسرحتين.
.6تميزت الكثير من النصوص المعدة أو المقتبسة تبدئ مستواها الفني سواء في صورتها األصلية،
أو في تشكيلها الثاني ،ألن المعيدين والمقتبسين لم يكن لديهم مشروعاً فكرياً من وراء هذا العمل،
215
التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )
وانصب اهتمامهم على توفير المادة الدرامية الالزمة للنشاط المسرحي ،الذي كان له تأثيره الفعال
في التعريف بالمسرح ،ودوره في تنمية المجتمع ونهضته.
.7أسهمت النخب الثقافية الليبية بخاصة الشعراء ( إبراهيم األسطى عمر – أحمد قنابة – محمد
الهنقاري ) وغيرهم من األدباء والمثقفين في مد المسرح الليبي بالمؤلفات المسرحية ،ومن هنا بدأ
التأليف المسرحي يتخلى عن الطالع االستعجالي لكتابة ،وأصبح أكثر حرفية وإتقاناً ،ونزع نحو
األعمال العربية والعالمية الهادفة ،وتعد مسرحتي ( عمر بن ربيعة ) ( وضاح اليمني ) محمد
الهنقاري أول محاولة ليبية منشورة يمكن االعتداد بها لتاريخ التأليف المسرحي في ليبيا ،وبنشر
هاتين المسرحيتين تحصل النص المسرحي الليبي على مكانة متقدمة بين عناصر العمل المسرحي
بعد فترة تجاهل طويلة ،ساد فيها االرتجال ،وسيطرة اإلعداد واالقتباس على ساحة التأليف المسرحي.
.8حازت المسرحية الشعرية الليبية بنشر هذين العملتين – قصب السبق على المسرحية النثرية ،التي
تأخر ظهورها إلى عام 1954م بنشر مسرحية ( غالً للعار ) لعبدالقادر أبو الهروس على صفحات
جريدة طرابلس الغرب.
.9تعد المسرحتين وثيقة تاريخية للتأليف المسرحي في ليبيا ،وهما تمثالن البدايات بكل ظروفها
ومعطياتها ومستواها الفني ،لذا فإن المقاربة النقدية لها يجب أن تكون في ضوء هذه المعطيات.
أوالً :المصادر
.1إبراهيم األسطى عمر ،ديوان البلبل والوكر ،جمعه عبد الباسط الدالل وعبد اللطيف محمد شاهين،
مطبعة م .ك ،ط 1االسكندرية.1967 ،
.2أحمد رفيق المهدوي ديوان شاعر الوطن الكبير (الفترة الثالثة )1946/25المطبعة األهلية بنغازي
.1962
.3بشير محمد عريبي ،الفن والمسرح في ليبيا ،.الدار العربية للكتاب ،ط ،1ليبيا /تونس.1981 ،
.4تما ار الكساندروفنا ،ألف عام وعام عام على المسرح العربي .ترجمة توفيق المؤذن دار الفارابي،
ط ، 6بيروت . 1981
216
د .نجية معيتيق خليل الطيرة ...مجلة كلية التربية ...العدد الّتاسع ...فبراير 2021م
.5جون ماستر إدوارد ،قاموس المسرح ترجمة مؤنس الرزاز ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،ط1
1982 ،م
.6أبو الحسن عبد الحميد سالم .حيرة النص المسرحي بين الترجمة واالقتباس واإلعداد والتأليف،
مركز اإلسكندرية للكتاب ط1993 ،2م،
.7دار الكتب .دليل المؤلفين العرب الليبيين .ط.1977 1
.8سارة راجح -أزمة المسرح العربي ( شهادات حية ) مجلة المسرح ،ديسمبر 1996م.
.9الصيد محمد أبو ديب ،أحمد أحمد قنابة ،دراسة وديوان ،دار الكتاب اللبناني ،ط ،1بيروت.1968 ،
.10عبدالحميد الصادق المجراب ،المسرح الليبي في نصف قرن ،المنشأة العامة للنشر والتوزيع
واإلعالن ،طرابلس ،ليبيا.1986 ،
.11علي مصطفى المصراتي ،شاعر من ليبيا ،إبراهيم األسطى عمر ،منشورات مكتبة الشرق ،ط،1
طرابلس الغرب ،ليبيا ،نوفمبر – تشرين الثاني.1957 ،
.12فتحي األبياري ،محمود تيمور وفن االقصوصة العربية ،مطبعة االستقامة في القاهرة ،ط ،1يونيه،
.1961
.13أبو فرج األصفهاني ،األغاني .تحقيق إبراهيم األنباري ،دار الكتب بمصر ،طبعة خاصة تصدرها
دار الشعب ،ج1952 ،1م.
.14محمد الصادق عفيفي ،الشعر والشعراء في ليبيا ،ال ط ،القاهرة . 1957 ،
.15محمد عبد المنعم خفاجي. ،قصة األدب في ليبيا العربية ،.دار الجيل ،ط ،1بيروت،1992 ،
.16محمد غالب أدباء الرومانتكية الفرنسية مكتبة نهضة مصر بالفجالة ،ال ت.
.17محمد مندور ،في المسرح المصري المعاصر ،دار نهضة مصر للطبع والنشر ،ط ، 1القاهرة ،ال
ت.
.18محمد يوسف نجم – المسرحية في األدب العربي الحديث -1914-1847دار الثقافة ،بيروت
لبنان ،ط. 1980 ، 3
.19مجموعة من األساتذة والباحثين ،بحوث ودراسات في التاريخ الليبي ،1943-1911 ،ال ط،
طرابلس ،الجماهيرية الليبية.1984 ،
.20هوراس ،فن الشعر ترجمة لويس عوض ،ط 3الهيأة العربية العامة للكتاب1988 ،م .
217
التأليف المسرحي في ليبيا (البدايات والتأسيس )
.21يعقوب م لنداو ،دراسات في المسرح والسينما عند العرب ،ترجمة أحمد المغازي ،الهيأة المصرية
العامة للكتاب.1972 ،
ثانيا :المراجع :
أ .المراجع العربية :
.1السعيد الورقي :تطور البناء الفني في أدب المسرح العربي المعاصر ،دار المعرفة الجامعية
ج .م .ع.2002 .
.2سيد علي إسماعيل .تاريخ المسرح في العالم العربي .ومؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة القاهرة،
1999م.
.3فرحان بلبل .مراجعات في المسرح العربي منذ النشأة حتي اليوم .منشورات اتحاد الكتاب العربي
دمشق2001 ،م.
.1محمد زيتون "األغاني وأبن أبي ربيعة" مجلة ليبيا المصورة ،ع ،4السنة الرابعة ،ذو القعدة،1357 ،
يناير.1939 ،
.2محمد زيتون ،على هامش مطالعاتي ،مجلة ليبيا المصورة ،ع ، 3السنة الرابعة ،شوال،1357 ،
ديسمبر .1939 ،
.3محمد الهنقاري ،عمر بن أبي ربيعة ،مجلة ليبيا المصورة ،ع ،1السنة الرابعة ،شعبان – رمضان،
،1357أكتوبر.1938 ،
218
د .نجية معيتيق خليل الطيرة ...مجلة كلية التربية ...العدد الّتاسع ...فبراير 2021م
.4محمد الهنقاري ،وضاح اليمن ،مجلة ليبيا المصورة ع ،1السنة الرابعة ،شعبان – رمضان،1357 ،
أكتوبر.1938 ،
.5جريدة طرابلس الغرب ( ،الجمعة 31يناير 8 .1947يونيو 1947 ،م 20 .يونيو 1947 ،م.
31يونيو 1947 ،م 15 .يوليو 19 .1947 ،يوليو 23 . 1947 ،يوليو 16 . 1947 ،
ديسمبر 20 . 1947 ،فبراير 1949 ،م 24 .إبريل 1949 ،م 9 .ديسمبر 1949 ،م ).
219