Amine 1

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫االســــتــــاذ‬

‫محمــد سرحــان خليــف‬


‫‪1‬‬
‫المحامــي لــدى التعقيــب‬

‫القضية عــ‪167014‬ــدد‬
‫النيابة عن ‪ :‬مكتب التجارب والمراقبة والتحاليل ‪ BECA‬في شخص ممثله‬
‫القانوني‬

‫الضـــــــــد ‪ :‬المكلف العام بنزاعات الدولة في حق وزارتي التجهيز واالسكان‬


‫والتعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬

‫المعروض على السادة رئيس وأعضاء الدائرة االبتدائية الحادية‬


‫عشر بالمحكمة االدارية‬

‫حيث تتمسك المنوبة بما ورد بحقها في الرد على عريضــة الــدعوى وتعليقــا منهــا على التقريــر المقــدم من‬
‫الزميل المحترم نائب مجمع مكتب الدراسات ندلي للجناب بالمالحظات التالية‪:‬‬
‫حيث يتبين من التقرير المجاب عنه أن مجمع مكتب الدراسات تمسك بــأن الــدعوى في غــير طريقهــا لعــدة‬
‫اعتبارات منها اخالل القائمة بالدعوى وشركة مقاوالت حليمة اخوان بااللتزامات المحمولة عليهمــا وعــدم‬
‫ثبوت المسؤولية في جانبها‪ ،‬عالوة على ضعف االختبار سند الدعوى ومخالفته للواقع وللقانون‪.‬‬
‫وحيث أن المنوبة تصادق وتثمن ما دفع به نائب مجمع مكتب الدراســات وذلــك خاصــة بخصــوص النقــاط‬
‫التالية‪:‬‬

‫بخصوص اخالل وزارة التجهيز واإلسكان وشــركة مقــاوالت حليمــة‬ ‫‪.1‬‬


‫اخوان بالتزاماتها‪:‬‬
‫حيث أن الفصل في نزاع الحال يقتضي بالضــرورة تحديــد المســؤوليات وبيــان من أخــل بالتزاماتــه النــاتج‬
‫عنها سقوط أحد أجزاء المبنى (الوصولات ‪N‬و ‪.)H‬‬
‫وحيث أن اخالل الــوزارة وشــركة مقــوالت حليمــة اخــوان بالتزاماتهــا المحمولــة عليهــا ثــابت من خالل‬
‫‪2‬‬
‫المعطيات التالية‪:‬‬
‫معطى أول‪ :‬هو ما ورد بنتيجة تقرير االختبار المجرى بإذن المحكمة في القضــية اإلداريــة عــدد‬ ‫‪‬‬
‫‪ 150973‬الــتي رفعتهــا شــركة مكتب الدراســات ‪ Universal Engineering‬والــذي انتهى الى‬
‫تحميل مسؤولية السقوط لشركة المقاوالت حليمة اخــوان جــراء نتيجــة البنــاء الزائــد الــذي أحدثتــه‬
‫شركة المقاولـة في مخالفـة صـارخة لألمثلـة المصـادقة عليهـا ممـا زاد في ثقـل السـقف وأدى إلى‬
‫انهياره‪ ،‬وفي ذلك مخالفة اللتزامات المقاول للمواصفات والمقاييس الفنيــة المحــددة صــلب كــراس‬
‫الشروط‪.‬‬
‫وحيث أن مــا ورد بعريضــة الــدعوى بتحميــل المنوبــة المســؤولية الناجمــة عن االنهيــار وطلب‬
‫التعويض بالتضامن يتنافى ويتعارض مع ما تم اثباته من أن االنهيار وسقوط جزء من المبنى كان‬
‫ناجما عن خطأ المقاول الذي كان عليه أن يتثبت في الوثائق قبل الشروع في اإلنجاز حــتى يتجنب‬
‫مثل هذه األخطاء تطبيقا للقانون الصــادر بالرائــد الرســمي عــدد ‪ 84‬بتــاريخ ‪ 25/10/1994‬الــذي‬
‫حمل المقاول وقبل الشروع في اإلنجاز أن يتثبت من أن الوثائق ال تتضمن أخطاء وليس فيها سهو‬
‫أو تناقضــات من شــأنه أن يتفطن إليهــا بحكم أنهــا من اختصاصــه وعليــه أن يعلم فــورا وكتابيــا‬
‫المشتري العمومي بما قد يتفطن إليه من أخطاء أو سهو أو تناقضات وهذا ما ال تتحمــل مســؤوليته‬
‫مكتب الدراسات (المطلوبة الثانيــة) وبالتبعيــة المنوبــة وهــو مــا ثبت من تقريــر االختبــار المــأذون‬
‫بإجرائه قضائيا في القضية المذكورة أعاله المستند فيه على أسس واقعيــة وقانونيــة ســليمة المبــنى‬
‫بما فيها تقرير المراقب الفني ‪ VERITAS‬الذي كلفته الوزارة‪.‬‬
‫وحيث إضافة إلى ذلك فقد تم لفت نظر المقاول إلى عدة اخالالت بخصوص عملية التنفيذ ودعوته‬
‫إلى إصالحها قبل انهيار هذا الجزء من المبنى كيفما ثبت من المحضر عدد ‪ 20‬لمكتب الدراســات‬
‫الذي تفطن مهندسوه لوجود اعوجاج في العــوارض على شــكل (‪ )V‬ولكن شــركة المقاولــة حليمــة‬
‫اخوان والوزارة المشرفة لم يتدخال الصالحه بما يجعلهما يتحمالن لوحدهما كامل المســؤولية عن‬
‫تلك االخالالت الفنية والخروقات القانونية التي كان من المحمول عليهما احترامها وتطبيقها‪.‬‬
‫معطى ثــان‪ :‬اخالل وزارة التجهــيز واإلســكان بواجبهــا الرقــابي والتزاماتهــا المنجــرة عنهــا‬ ‫‪‬‬
‫باعتبارها مرفق اداري عمومي له التزام بعمليات التفقد ومراقبة اشغال البنــاء خاصــة فيمــا يتعلــق‬
‫بالصفاقات العمومية (مثل موضوع نزاع الحال)؛ هــذا االخالل يتمظهــر خاصــة بانعــدام "كــراس‬
‫الحضيرة" وعدم تقديمها للجناب‪ ،‬هذه الوثيقة التي تمكن ال فقط الوزارة من التفقــد وبســط رقابتهــا‬
‫على حسن تقدم المشروع ومراقبة أشــغال البنــاء ومــدى احترامهــا لكــراس الشــروط ولاللتزامــات‬
‫التعاقديــة لكــل األطــراف المتداخلــة‪ ،‬بــل كــذلك تمكن محكمــة الجنــاب من التثبت من قيــام اإلدارة‬
‫بالتزاماتها والواجب الرقابي المحمول عليها وبيان مدى قيام أعوانهـا بالزيـارات الميدانيـة االزمـة‬
‫والمراقبة الميدانية إلنجاز أشغال البناء ومدى استجابتها للنجاعة المطلوبة في مثــل هــذه الصــفقات‬
‫ومدى مطابقتها للشروط الفنيــة المنصــوص عليهــا بعقــد الصــفقة حــتى ال يتــولى المقــاول االخالل‬
‫بالمعــايير المتفــق عليهــا صــلب كــراس الشــروط أو أي تغيــير قــد يدخلــه على المواصــفات الــتي‬
‫اشترطتها الدراسات التي تأسس عليها المشروع‪ ،‬ومن التثبت ممــا إذا قــام المقــاول المشــرف على‬
‫تنفيذ اشغال البناء (شركة حليمة اخوان) بالتزاماتها المحمولــة عليــه في البنــاء على أكمــل وجــه أو‬
‫أنه خالف االحترازات والمخالفات المرفوعة عليــه‪ ،‬خاصــة وأن المقــاول المــذكور لم يتــول القيــام‬
‫بالدراسات التنفيذية قبل الشروع في اإلنجاز وفي هذا اهمال وتقصير ليس في جانبه فقط بل كــذلك‬
‫في جــانب الــوزارة المشــرفة الــتي تغاضــت عن مطالبتــه بــذلك بمــا يجعلهــا متواطئــة مــع شــركة‬ ‫‪3‬‬
‫المقاوالت حليمة اخوان‪.‬‬
‫معطى ثالث‪ :‬اخالل الوزارة بالتزامهــا التعاقــدي بالتــأمين الوجــوبي للمســؤولية في ميــدان البنــاء‬ ‫‪‬‬
‫الواردة بالفصل ‪ 9‬من عقد الصــفقة المـبرم بين الـوزارة والمنوبـة والفصــل ‪ 95‬من مجلـة التـأمين‬
‫وذلك من خالل عدم عرض الوزارة ألي عقد تأمين على المنوبة أو بيان حصتها من قسط التــأمين‬
‫المحمول عليهـا وبالتـالي فال يمكن لإلدارة االسـتفادة من خطأهـا تطبيقـا للقاعـدة القانونيـة العامـة‪:‬‬
‫‪ Nul ne peut se prévaloir de sa propre turpitude‬ومطالبة المنوبة بتحمل مسؤولية‬
‫االضرار الناجمة عن االنهيار الذي طال أحد أجزاء المشروع‪.‬‬

‫بخصوص سند القيام المعتمد من قبل وزارة التجهيز واإلسكان‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫حيث استندت الوزارة في تأييد دعواها على تقرير اختبار مجرى بموجب اذن على عريضــة عــدد‪29500‬‬
‫الصادر عن المحكمة االبتدائية ببنزرت وتقريري مكتب الدراسات ‪ SCET TUNISIE‬والمراقب الفــني‬
‫‪.VERITAS‬‬
‫وحيث أن جملة هذه المؤيدات ال ترتقي الى الحجج الدامغــة والقاطعــة إلثبــات المســؤولية في جــانب مكتب‬
‫الدراسات (المطلوبة الثانية) وبالتبعية في جانب المنوبة بناء على عدة حجج وقرائن قانونية وواقعية قاطعة‬
‫تثبت ضعف ووهن الوثائق والتقارير المقدمة من المدعية وذلك على عدة مستويات‪:‬‬
‫مستوى أول‪ :‬أن تقرير االختبــار المجــرى بمــوجب القضــية االبتدائيــة اإلداريــة عــدد ‪150973‬‬ ‫‪‬‬
‫يتعارض مــع النتيجــة الــواردة بتقريــر االختبــار المجــرى بمــوجب االذن على العريضــة المــذكور‬
‫خاصــة وأن األول في الــذكر ســابق في تاريخــه لإلذن ومــع تأكيــد االختبــار المجــرى في القضــية‬
‫االصلية على أن الوزارة والمقــاول قــد أخلت بالتزاماتهــا وأن شــركة مقــاوالت حليمــة اخــوان هي‬
‫المسؤولة عن انهار جزء من البناء وال دخل للمنوبة فيه وال تتحمل أي مسؤولية في ذلــك‪ ،‬إضــافة‬
‫إلى أنه من الغرابة بمكان أن تكون مأمورية االختبار بموجب االذن المذكور قد صــدرة بعــد أكــثر‬
‫من ‪ 14‬شــــهرا عن تــــاريخ الحــــادث (‪ 17‬فيفــــري ‪ 2017‬في حين أن الحــــادث جــــد بتــــاريخ‬
‫‪ )7/12/2015‬وأن أول معاينة تولى الخبراء القيام بها كانت بعد شــهرين من انتــدابهم) بمــا يجعــل‬
‫أعمال االختبار قاصرة عن التحديد السليم والمستساغ عمليا وفنيا للمسؤول عن الحادث‪.‬‬
‫مســتوى ثــان‪ :‬ثبــوت عــدم حيــاد محــرري التقريــرين مكتب الدراســات ‪SCET TUNISIE‬‬ ‫‪‬‬
‫والمـــراقب الفـــني ‪VERITAS‬؛ فـــاألولى في الـــذكر هي المنـــافس المباشـــر لمكتب الدراســـات‬
‫‪( UNIVERSAL ENGINEERING‬المطلوبة الثانية) وهو ما يشكل تضارب مصــالح بين‬
‫الشركتين وكان على الوزارة االخــذ بعين االعتبــار لهــذا المعطى عنــد تكليفهــا بعمليــة التــدقيق في‬
‫أسباب الحادث وبإجراء مراقبة بعدية ألعمالها وهو ما من شأنه أن يشكل وسيلة لضرب مصداقية‬
‫مكتب الدراســات المتحصــل على الصــفقة والحــط من شــأن أعمالــه بطريقــة بعيــدة كــل البعــد عن‬
‫النزاهــة والمصــداقية‪ ،‬وهــو مــا ينطبــق بــدوره على تكليــف مكتب المراقبــة ‪ VERITAS‬الــذي‬
‫سيتولى القيام بمراقبة بعدية ألعمال المنوبة وكان على الوزارة احتراما لمبدأ المنافســة وتوقيــا من‬
‫الوقوع في تضارب المصالح أن تحييد عن هذا التكليف المشبوه‪.‬‬
‫مستوى ثالث‪ :‬خرق القانون المتعلق بالصفقات العمومية عنــد تكليــف مكتب الدراســات ‪SCET‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ TUNISIE‬والمراقب الفـني ‪ VERITAS‬للتـدقيق في أسـباب الحـادث خاصـة أن هـذا التكليـف‬
‫والصفقات لم تحترم مبدأ المنافسة الذي كان يفترض أن يتم بناء على المعايير المعتمدة في اســناد‬ ‫‪4‬‬
‫الصفقات العمومية من موازنة بين الكلفة والجودة أو على أساس السعر األدنى (كيفما تم توضيحه‬
‫بالتقرير المقدم في حق المنوبة بتاريخ ‪ )13/5/2022‬بما يجعل التقريرين فاقدين لمقوماته الشـكلية‬
‫والقانونيــة االزمــة وللنزاهــة والصــحة ومخالفــة للنظــام العــام واألحكــام اآلمــرة المتعلقــة بإســناد‬
‫الصــفقات العموميــة الــتي ال يمكن االتفــاق على مخالفتهــا وبالتــالي ال يمكن االســتناد عليهمــا أو‬
‫مواجهة المنوبة بها خاصة وأن ما بني على باطل فهو باطل‪.‬‬
‫مستوى رابع‪ :‬فقدان النزاهة والمصــداقية في التقريــرين وهــو معــزز بالمــدة والمنهجيــة الــتي تم‬ ‫‪‬‬
‫خاللهــا اعــدادهما فــالتقرير المجــرى من قبــل مكتب الدراســات ‪ SCET TUNISIE‬تم بتــاريخ‬
‫‪ 14/12/2015‬أي بعد ‪ 7‬أيام من تاريخ حادثة االنهيــار وبعــد يــومين من تــاريخ التكليــف من قبــل‬
‫الوزارة وهي فترة زمنية تتعارض مع ما تستدعيه األعمــال االســتقرائية والفنيــة والعلميــة االزمــة‬
‫إلعداد مثل هــذه التقــارير الــتي تســتدعي الدقــة والتثبت والتبصــر لتحديــد المســؤول عن الحــادث‪،‬‬
‫عالوة على اختالل منهجيته واحترامه لمبدأ المواجهة وذلك باالكتفاء بتوجيه أسئلة شفاهية (هكــذا)‬
‫لعمال شركة المقاولة حليمة اخوان عالوة على عدم اعالم المنوبة أو اســتدعائها وســماع مــا لــديها‬
‫من حجج وبراهين في خرق لمبدأ المواجهة وحق الدفاع المضمونة بالدستور وهو ما يعزز فقــدان‬
‫التقارير للنزاهة والحياد وللمقومات الواجب توفرها في مثل هذه التقارير في المراقبة البعدية‪.‬‬
‫مستوى خامس‪ :‬خــرق تقريــر االختبــار المســتند عليــه من قبــل الــوزارة لإلجــراءات األساســية‬ ‫‪‬‬
‫الستصــداره‪ :‬فــاإلذن على عريضــة عــدد ‪ 29500‬الــذي بموجبــه تم اجــراء االختبــار صــدر عن‬
‫المحكمــة االبتدائيــة ببــنزرت في خــرق واضــح ألحكــام الفصــل ‪ 213‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت ولالختصــاص‬
‫الحكمي كيفمــا أقــره الفصــل ‪ 17‬من قــانون المحكمــة اإلداريــة باعتبــار أن الــدعاوى الــتي تخص‬
‫مســؤولية المتــداخلين في تنفيــذ عقــد الصــفقة هي من االختصــاص المطلــق والحصــري لمرفــق‬
‫القضاء اإلداري وبالتالي فإن استصدار االذن كان من الواجب تقديمه للمحكمة االبتدائيــة اإلداريــة‬
‫المختصة ترابيا ال المحاكم العدلية بما يتجه معه استبعاده‪.‬‬
‫مســتوى ســادس‪ :‬تجــاوز الخــبراء للمأموريــة المنوطــة بعهــدتهم ‪ :‬حيث أن نص اإلذن على‬ ‫‪‬‬
‫عريضة انحصر في تكليف الخبراء بتقدير قيمة االضرار الالحقة بالوصوالت ‪ N‬و‪ H‬التي انهــار‬
‫سقفها وتقدير كلفة رفع المضرة وجبر األضرار فقط دون تكليفهم ببيــان أســباب االنهيــار او ابــداء‬
‫رأيهم في تحديد الطرف المسؤول عنها‪ ،‬غير أن الخــبراء تجــاوزوا مأموريــة االختبــار وذلــك من‬
‫خالل توليهم من تلقاء نفسهم معاينة بقية أجزاء المشروع التي لم تتضرر من االنهيار والــتي لم‬
‫يذكر مستصدر االذن أنها تضررت أو طالب بمعاينتها هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخــرى اقــترحوا‬
‫اجراء اشغال بناء إضافية لتقوية البناءات وأعمدتها ولم يكتفوا بذلك بل اشرفوا حتى على إتمــام‬
‫هذه األشغال والتقطوا صورا فوتوغرافية لها ضــمنوها بتقريــر االختبــار في خــرق واضــح لنص‬
‫المأمورية الوارد باإلذن‪ ،‬هذه االشغال التي شملت المبنى برمته بما فيها الجزء السليم منها التي ال‬
‫تحتاج إلى أشغال تقوية أو مصاريف إضافية ألنها بقية متماسكة ولم تنهار اعتمادا على الحســابات‬
‫الفنية المتعلقة بهياكلها وأعمدتها الصحيحة ولسالمة اسساها العميقة باعتبار أن البنايات المجــاورة‬
‫التابعة لوزارة التعليم العالي اتبعت نفس األسس ومستندة إلى نفس الدراسة الجيوتقنية‪ ،‬عالوة على‬
‫عدم تنصيصهم على تاريخ انطالق اشغال اإلصالح والطرف الذي أذن بها والطرف الذي قام بهــا‬
‫وهو ما يؤثر على مصداقية ونزاهة االعمال المنجزة باالختبار والنتيجة المتوصل إليها‪.‬‬
‫مستوى سابع‪ :‬الفوارق الشاسعة بين تقديرات الخبراء وما تم ضبطه بكراس الشــروط‪ :‬باعتبــار‬ ‫‪‬‬
‫أن ما اقترحه الخـبراء من أعمـال هـدم وتقويـة لم يكن مؤسسـا على معطيـات فنيـة وعلميـة دقيقـة‬ ‫‪5‬‬
‫ودون بيان الحدود واألبعاد المرجعيــة الــتي يجب أن تكــون عليهــا الوطائــد والعــوارض األرضــية‬
‫ومتقدم األعمدة والموترات التي اقترحوا تقويتها‪ ،‬إضافة إلى أن أشغال التقوية المقترحة لم تتأسس‬
‫على بيــان قبلي لكيفيــة توصــلهم إلى اســتنتاج ضــعف المقاســات األوليــة الــتي اقترحهــا المهنــدس‬
‫المعماري ومكتب الدراسات‪.‬‬
‫مستوى ثامن‪ :‬التضخيم في تقــدير قيمــة التعويضــات‪ :‬فمن الثــابت أن تقريــر االختبــار قــد تبــنى‬ ‫‪‬‬
‫حرفيــا مــا ورد بتقريــر مكتب الدراســات ‪ SCET TUNISIE‬والمــراقب الفــني ‪VERITAS‬‬
‫المعينين من طرف الوزارة في مخالفة صارخة لقــانون اســناد الصــفقات العموميــة كيفمــا تم بيانــه‬
‫أعاله وهو ما أدى بالضرورة إلى التضخيم والتقدير في قيمــة التعويضــات لتتجــاوز مبلــغ العشــرة‬
‫مليون دينار خاصة ما إذا أخــذنا بعين االعتبــار أن طريقــة تحديــد قيمــة أتعــاب مكتب الدراســات‬
‫‪ SCET TUNISIE‬كــان على أســاس نســبة ‪ %2‬من المبــالغ الــتي ســيقترحها ككلفــة لرفــع‬
‫االضرار وجبرها فمن البداهة أن تكون هذه الطريقة الغريبة والمشبوهة حافزا لمكتب الدراسـات‬
‫المــذكور للتوســع في تقــدير االضــرار والــترفيع فيهــا والتضــخيم من مبلغهــا ألن ذلــك ســيؤدي‬
‫بالضرورة الترفيع في قيمة أتعابهم بما يجعلها بعيدة كل البعد عن المعايير الفنية والعلميــة الدقيقــة‬
‫وعن حقيقة االضرار الالحقة بالسقف المنهار مع التذكير بأن كلفة المشروع برمته ال تتجاوز ستة‬
‫عشر مليون دينار‪.‬‬
‫مســتوى تاســع‪ :‬عــدم االدالء بتقريــر مكتب الدراســات ‪ :SCET TUNISIE‬فبــالرغم من أن‬ ‫‪‬‬
‫إجراء االختبار بموجب اإلذن على عريضة عدد ‪ 29500‬كان بعد قرابة الثالث سنوات من تاريخ‬
‫الحادث وعدم معاينة الخبراء بالعين المجردة آلثاره وتشخيص االضرار بصفة مباشــرة وتــوجههم‬
‫لتبني نتائج تقرير مكتب الدراسات ‪ SCET TUNISIE‬والمــراقب الفــني ‪ ،VERITAS‬إال أن‬
‫االختبــار لم يرفــق ســوى تقريــر المــراقب الفــني ‪ VERITAS‬دون تقريــر مكتب الدراســات‬
‫‪ SCET TUNISIE‬بما يجعل غياب هذه الوثيقة الجوهرية (رغم ما شابها من عيوب وضعف‬
‫وخرق للقانون) عن مؤيدات االختبار وبالتبعية عن مؤيدات الدعوى يجعــل من االختبــار ضــعيف‬
‫المبنى مختال وينزع عنــه أي ســند واقعي أو قــانوني يدعمــه خاصــة وأنــه في غيــاب تقريــر مكتب‬
‫الدراسات المذكور يتعذر على المحكمة وعلى لسان الدفاع التأكــد من ســالمته منهجيــا واجرائيــا‬
‫وفنيا وعلميا وبالتالي من نزاهة ومصداقية نتائجه‪.‬‬
‫مستوى عاشر‪ :‬االنتفـاء الكلي وانعـدام الصــلة والعالقـة بين اتفاقيـة القـرض المـبرم بين الدولـة‬ ‫‪‬‬
‫التونسية والوكالة الفرنسية للتنمية مع اختبار تقييم األضرار والمسؤولية مــع المنوبــة‪ :‬فقــد ثبت أن‬
‫االختبار المستند عليه من قبل الخصيمة في دعواهــا قــد اعتمــد كــذلك على االتفاقيــة المــذكورة في‬
‫تقــديره للتعــويض المســتوجب عن حادثــة االنهيــار وذلــك بــالترفيع فيهــا اســتنادا إلى نســبة الفائــدة‬
‫المرجعية للقرض إال أنه ثبت بتفحص تقرير االختبار أنه لم يورد مضمون هذه االتفاقية ولم يدل‬
‫بنســخة منهــا عالوة على عــدم تبيــان األســباب القانونيــة والعلميــة والفنيــة الــتي دعت الخــبراء‬
‫العتماد هذه االتفاقية كمرجع أساسي لتحديد قيمــة األضــرار وال كيفيــة تحميــل المنــوب بمبالغهــا‬
‫خاصة وأن المنوب أجنبي عنها ولم يتم اعالمه بها ولم يلتزم على ضوئها عند ابرام الصفقة‪.‬‬
‫وحيث أن الخبراء لم يبينوا في تقريرهم العالقة السببية القائمة بين الفوائض الــذي أنتجهــا القــرض‬
‫المذكور وبين حادث االنهيار وكيف يمكن للتأخر في انجــاز المشــروع النــاجم عنــه أن تتســبب في‬
‫تحميل المنوبة وزر خالص هذه الفــوائض والــترفيع في نســبة المرجعيــة باعتبــار أن العارضــة لم‬
‫تكن طرفا في االتفاقية ولم تلتزم في عقد الصفقة باي شيء من محتواهــا؛ عالوة على أن االختبــار‬ ‫‪6‬‬
‫لم يبين قيمة هذا القرض ومدة االمهال الممنوحة للدولــة وال طــرق الخالص وكيفيتهــا وال شــروط‬
‫تطبيق الفوائد‪ ،‬كما لم يقع بيان ان كــانت نســبة الفائــدة متغــيرة أو ثابتــة وال أســس احتســابها وجــل‬
‫المعطيات المحاسبية والفنية والقانونية االزمة حتى يكون االختبـار مبنيـا على أسـس علميـة وفنيـة‬
‫سليمة‪.‬‬

‫وحيث من الثابت أن االختبار سند القيام ورد مخالفا للقانون ومختال وكانت نتائجه مبنية على أســس علميــة‬
‫وتقنية عري دقيقة وغير سليمة فاقــدة للنزاهــة وللمصــداقية الــواجب توفرهــا في االختبــارات المــأذون بهــا‬
‫قضائيا بما يتجه معه عدم األخذ به وعدم تأسيس أي نتيجة منه‪.‬‬
‫وحيث أن المنوبة لم يكن لها أي دخل في حدوث االنهيار كيفمــا تم بيانــه في التقــارير المقدمــة في حقــه أو‬
‫ماورد بالتقرير المجاب عنه وبالتـالي فإنـه من غـير المستسـاغ واقعـا وقانونـا تحميلهـا وزره ووزر مبـالغ‬
‫التعويضات الناجمة عن الحادث واخالل المدعية بواجباتها المحمولة عليها من رقابــة أثنــاء تنفيــذ األشــغال‬
‫وما نتج عنه من فتح الباب للمقوال بإدخال تغييرات جوهرية على أمثلة مصــادق عليهــا تســببت في انهيــار‬
‫جزء من المشروع كيفما هو ثابت من تقرير االختبار المأذون به بموجب القضية األصــلية عــدد ‪150973‬‬
‫المنشورة لدى الدائرة ‪ 13‬من هذه المحكمة‪.‬‬
‫وحيث أضحى الطلب الحالي بالتعويض في غير طريقه ضعيف المبــنى وفاقــدا ألسســه ولم يفلح في اثبــات‬
‫المسؤولية في جانب المنوبة‪.‬‬
‫بصورة احتياطية جدا جدا‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫حيث أن المنوبة مؤمنة لدى شركة الـتأمين "كومار" وفقا لعقد التأمين ووثيقــة االعالم بوقــوع الحــادث‬
‫(الواصل للجانب نسخة منهما)‪.‬‬
‫وحيث يتجه وبصورة احتياطية االذن بإدخال شركة التأمين "كومار" في قضية الحال‪.‬‬

‫لـــــــــــــذا ‪ :‬الرجاء من عدالة الجناب وفي صــورة قبــول الــدعوى شــكال‪ ،‬الحكم أصــليا بعــدم ســماع‬
‫الــدعوى النقضــاء أجــل القيــام بهــا وبصــورة احتياطيــة فالقضــاء بعــدم ســماع الــدعوى النتفــاء أركــان‬
‫المسؤولية وبصفة احتياطية جدا القضاء برفض الدعوى الضطراب أسسها القانونية وصــبغتها الســابقة‬
‫ألوانها وبصورة احتياطيــة جــدا جــدا االذن بإدخــال شــركة "كومــار" في قضــية الحــال كقبــول الــدعوى‬
‫المعارضة للمنوبة شكال وأصال وتغريم المدعي لفائــدة المنوبــة بمــا ال يقــل عن خمســة آالف دينــار لقــاء‬
‫أتعاب تقاضي واشراف محاماة وحمل المصاريف القانونية على المدعي‪.‬‬
‫ولكــــــم النظـــــر‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like