Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الثانية الحملة
المحاضرة الثانية الحملة
الملخص :تهدف هذه المحاضرة الى ابراز النوايا الحقيقية التي كانت فرنسا
تضمرها تجاه الجزائر و المتمثلة في السعي الى احتاللها و ذلك من خالل ذلك
.العدد الكبير من المخططات التي وضعت الجل ذلك
بدأت الحكومة الفرنسية في تجسيد نواياها المبيتة ضد الجزائر مع أواخر القرن الثامن 1.
عشر باالستعداد و التحضير للحملة العسكرية ،بجمع مختلف المعلومات السياسية و
العسكرية و االقتصادية و االجتماعية التي تخص ايالة الجزائر و مصدرها في ذلك القناصل
و التجار ،األسرى و المبعوثين الفرنسيين الذين قدموا إلى الجزائر أو أرسلتهم الحكومة
.الفرنسية خصيصا للتجسس على قدراتها و إمكاناتها
تم وضع العديد من المشاريع و المخططات الكفيلة باحتالل الجزائر و تدمير دولتها ،إال 2.
أن العديد من الظروف الداخلية و الدولية التي حدثت كانت تحول دون تحقيق و تنفيذ
مشروعها االستعماري في الجزائر ،إال انه بعد أن تجمعت كل المعطيات و الظروف المحلية
و الدولية المناسبة استغلت مجموعة من الذرائع الواهية لتعلن الحرب على الجزائر و تشن
.عليها حملة عسكرية سنة 1830
إن هذا ال يعني أن فرنسا هي الدولة األوروبية الوحيدة التي كانت تخطط الحتالل الجزائر 3.
بل هناك دول أخرى كثيرة ،إال أنها لم تنجح في خططها العدوانية إال فرنسا التي سنحت لها
الفرصة المناسبة المتمثلة في حادثة المروحة مستغلة عدة ظروف أبرزها هزيمة األسطول
الجزائري في معركة نافارين سنة 1827و كذا دخول الجزائر في دوامة من االضطرابات
.منذ نهاية القرن الثامن عشر
ابرز المخططات و المشاريع الفرنسية 4.
مشروع دوكارسي :أقام صاحب هذا المشروع في الجزائر حوالي عشر سنوات (- -1781
) 1791كقنصل عام للحكومة الفرنسية بالجزائرحيث عين في سبتمبر ، 1781و هو ما
سمح له باالطالع على أوضاع اإليالة السياسية و العسكرية و االقتصادية عن كثب ،خاصة
انه كان يحضى بمكانة متميزة بين نظرائه من قناصلة الدول األخرى من طرف السلطات
الجزائرية،و لقد قام هذا القنصل بعد مرور أقل من سنة واحدة من تواجده بالجزائر بكتابة
تقرير مطول حولها ،رفعه إلى كاتب الدولة للبحرية الماركيز دو كاستري عند استقباله له
في 7ماي ، 1782و يؤكد فيه أنه " مهما كانت جهود أي قنصل فإنه ال يستطيع أن يحمل
الجزائريين على اإلقالع عن األساليب الشنيعة التي أصبحت عادة لديهم .....فحصيلة
عالقاتنا معهم هي نسيج من الفظائع و سلسلة ال تنقطع من اإلهانات " .و يرى أن الحل
الوحيد المناسب لوضع حد لذلك هو تجريد حملة عسكرية على الجزائر و محوها من على
الخريطة ،و لتحقيق هذا الهدف طرح خطة يرى أنها كفيلة بتحقيق ذلك ،و يذكر جمال قنان
انه اقترح أن تقوم قوات الحملة بإنزال تمويهي عند نقطة في شرق مدينة الجزائر ،و انزال
.حقيقي في غربها في نفس الوقت يضرب فيه حصار بحري على الميناء
:ويمكن لنا تلخيص أهم محتويات هذا المشروع في النقاط التالية
.ـ تجريد حملة عسكرية ضد الجزائر
.ـ النزول غرب مدينة الجزائر دون تحديد منطقة بعينها
ـ الزحف برا نحو مدينة الجزائر بفرقتي المشاة و المدفعية لصد الجزائريين و دحرهم ،ثم
.ضرب حصار بري محكم عليها
وعند مغادرته للجزائر سنة 1791قدم مشروعا ثانيا الحتالل الجزائر تحت عنوان
مذكرة تحتوي على مختلف المعلومات حول الجزائر " في حوالي سبعة عشر ورقة حسب "
ما يذكره الباحث بنور فريد في كتابه ( المخططات الفرنسية تجاه الجزائر 1782ـ ويمكن لنا
:تلخص أهم محتويات هذا المشروع في النقاط التالية
إخراج الرعايا الفرنسيين المقيمين على األراضي الجزائرية قبل اتخاذ أي إجراء
عسكري ضد الجزائر.
إعالن حصار بحري محكم على مدينة الجزائر و تشديد الرقابة على موانئ االيالة
لمنع بحارة جزائريين من اإلبحار.
حشد القوات الالزمة إلخضاع المدينة ،و أن انسب منطقة لنزول القوات الفرنسية هي
منطقة سيدي فرج في غرب مدينة الجزائر.
مشروع فرنسوا فيليب لوماي :وضعه صاحبه الذي كان أسيرا في الجزائر لحوالي
16شهرا ،من 10أفريل 1799إلى 07سبتمبر ، 1800في حدود سنة 1800
ضمنه لمحة عامة عن الوضع السياسي و االقتصادي و العسكري للجزائر ،و حدد
فيه الخطة العسكرية التي يجب إتباعها للهجوم على مدينة الجزائر و االستيالء عليها،
و أوصى أن يكون نزول القوات الفرنسية مفاجئا و سريعا في شرق و غرب مدينة
الجزائر في يوم واحد و ختم مشروعه بالفوائد التي ستجنيها فرنسا من عملية
االستيالء على الجزائر.
-مشروع شارل ديبوا تانفيل :أنجز هذا المشروع سنة 1801و قدم لإلمبراطور
نابوليون تحت عنوان " :توضيحات عن عملياتي في إفريقيا " و هو عبارة عن
دراسة مفصلة عن ايالة الجزائر في نهاية القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع
عشر ،أكثر منه تقرير عسكري و فيه حديث عن طبائع حكام االيالة و اليهود و
كذا الوضعية االقتصادية و إمكاناتها العسكرية البرية و البحرية و في أخر التقرير
يحث صاحبه الحكومة الفرنسية على ضرورة تخليص الجزائريين من االستبداد
التركي ،و في 1809أنجز ديبوا مشروعا أخر بعنوان "حول الجزائر" قدمه
لوزير الخارجية و فيه معلومات عن جغرافية الجزائر و مناخها و أرضها و
مدنها الرئيسية و شكل النظام السياسي السائد و التقسيمات اإلدارية و طبيعة
السكان و عاداتهم ،كما افرد في هذه المذكرة جزءا هاما للقدرات العسكرية
الجزائرية و إمكاناتها االقتصادية مثل التجارة و النفقات و المداخيل و العملة ،و
يوصي فيها الحكومة الفرنسية بضرورة ضمان حرية العمل للجزائريين و ضمان
ملكياتهم.