Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫جامع الكتبية هو من المعالم اإلسالمية الراسخة في تاريخ المغرب‪ ]3[]2[]1[.

‬يتواجد الجامع في مدينة‬


‫مراكش بالقرب من ساحة جامع الفنا‪ .‬وترجع تسمية المسجد إلى "الكتبيين"‪ ،‬وهو اسم سوق لبيع الكتب و‬
‫‪.‬المخطوطات كان بمقربة من المساجد‪ ،‬و ثم حرقه من طرف المستعمر الفرنسي‬

‫]عدل[ تاريخ‬
‫للمسجد تاريخ ضارب في القدم من عهد حضارات فنت وبقي هو شاهدًا على تاريخها‪ .‬لقد بني جامع الكتبية‬
‫األول من طرف عبد المومن بن علي الكومي سنة ‪1147‬م على أنقاض قصر الحجر المرابطي الذي كشفت‬
‫‪.‬التنقيبات األثرية على بناياته ومكوناته المعمارية‬
‫أما المسجد الثاني فقد تم بنائه في سنة ‪1158‬م‪ ،‬وهو يشبه من حيث الحجم البناية األولى‪ ،‬وينتظم في قاعة‬
‫للصالة مستطيلة الشكل تضم سبعة عشر رواقا موجهة بشكل عمودي نحو القبلة‪ ،‬تحملها أعمدة وأقواس‬
‫متناسقة وتيجان فريدة تذكر بتلك التي نجدها بجامع القرويين بفاس‪ .‬ويشكل التقاء رواق القبلة بقببه الخمسة‬
‫والرواق المحوري تصميما وفيا لخاصيات العمارة الدينية الموحدية التي كان لها بالغ التأثير في مختلف أرجاء‬
‫‪.‬الغرب اإلسالمي‬
‫يقول صاحب الحلل الموشية في ذكر األخبار المراكشية‪« :‬فبنى عبد المومن بدار الحجر مسجدا آخر‪ ،‬جمع فيه‬
‫‪».‬الجمعة‪ ،‬وشرع في بناء المسجد الجامع‪ ،‬وهدم الجامع الذي كان أسفل المدينة الذي بناه علي بن يوسف‬

‫]عدل[ الوصف‬
‫يملك الجامع أبعاد كبيرة واستثنائية‪ ،‬حيث تبلغ مساحته ‪ 5300‬متر مربع ب‪ 17‬جناًح ا و‪ 11‬قبة مزدانة‬
‫بالنقوش‪ .‬شهد المسجد إعالن قرارات السالطين المهيبة وكبريات األحداث‪ .‬الجامع ومئذنته المزخرفة في‬
‫أجزائها العليا بإفريز خزفي مطلي بلون الفيروز أصبحا رمًز ا للمدينة‪ .‬أما منبر الكتبية الجليل فهو مزّو د بنظام‬
‫آلي للحركة يعتبر من روائع فن النجارة اإلسالمية‪ .‬وقد صنع هذا المنبر في قرطبة في بداية القرن الثاني عشر‬
‫بطلب من األمير المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين من أجل الجامع الذي انتهى من بنائه في مراكش‪ .‬نقل‬
‫‪.‬المنبر إلى الكتبية نحو سنة ‪1150‬م‬

‫]عدل[ الصومعة‬
‫أنشأت هذه الصومعة بأمر من المؤسس الموحدي عبد المومن بن علي الكومي (‪ )1130-1163‬وأنهاها بعده‬
‫ابنه المنصور (‪ .)1199-1184‬تتواجد الصومعة في الجزء الجنوبي‪-‬الشرقي للجامع وتتخذ تصميما مربعا‬
‫يعلوه المنور المتوج بقبة مضلعة‪ .‬كما تعلو هذين المستويين شرافات‪ .‬تتكون نواة الصومعة من ستة غرف‬
‫متطابقة الواحدة فوق األخرى قفة‪ ،‬محاطة بممر مائل ومستقيم ومغطى بقباب نصف أسطوانية تنطلق منها‪،‬‬
‫‪.‬على مستوى الزوايا‪ ،‬بعض القباب ذات الحافة الحادة‬

‫بنيت هذه المعلمة بالحجر الرملي النضيد الذي جلب من جبل كيليز في مراكش‪ .‬ولتخفيف ثقل الصومعة‪ ،‬تم‬
‫استعمال األحجار الصغيرة مع اآلجر في أجزائها العلوية‪ .‬يقدم مجموع هذا البناء واجهة من الحجر واآلجر؛‬
‫إال أنه كان في األصل مغطى بطبقة من طالء كلسي‪ .‬وقد تم تزيين الجدار بخطوط التقاء وهمية لتغطية عيوب‬
‫‪.‬تقطيع األحجار (ال زالت آثار ذلك ظاهرة)‬

‫تنقسم زخرفة الصومعة إلى خمس مستويات‪ .‬تنتشر على كل واجهة أشرطة مسطحة تتكون من عقود دائرية‬
‫متجاوزة متعددة الفصوص‪ .‬أما الفضاءات الفارغة بين الزخارف المنقوشة فتستقبل رسوما ملونة حمراء على‬
‫الطالء تمثل زخارف نباتية‪ ،‬وهندسية وكتابية (سعيفات بسيطة ومزدوجة زهيرات‪ ،‬صنوبريات‪ ،‬وعبارات‬
‫قصيرة بالخط الكوفي)‪ .‬أما األشرطة األخيرة المحيطة باألجزاء العلوية للصومعة والمنور‪ ،‬فهي تركيبات‬
‫‪.‬هندسية مؤلفة من تربيعات خزفية بيضاء وخضراء مائلة للزرقة تجعلها متميزة عن باقي أجزاء المعلمة‬

‫إن مبدأ زخرفة صومعة الكتبية كما هو شأن صومعة الخيرالدا في إشبيلية أو صومعة حسان في الرباط‪،‬‬
‫مستلهم بالتأكيد من صومعة عبد الرحمان الثالث في جامع قرطبة الكبير‪ ،‬الذي تم التعرف على شكله عبر‬
‫‪.‬رسمين مؤرخين بسنتي (‪ )1571-1562‬منحوتين فوق باب القديسة كاتالينا‬

You might also like