Professional Documents
Culture Documents
أدب الطف.docx2
أدب الطف.docx2
موضوع :شاعران
زبان :عربى
الجزء الثانى
[مقدمة]
بسم هّللا الرحمن الرحيم الحمد هّلل القائل و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سHHبلنا و الصHHالة على سHHيدنا الصHHادع
بالحق و الصدق و القائل:
و بعد فهذا هو الجزء الثاني من (ادب الطف) يقتصر على القHHرن الرابHHع الهجHHري و الخHHامس من شHHعراء
الحسين عليه السالم .و ارجو ان يكون مقبوال و مشموال بعناية هّللا انه سميع مجيب.
المؤلف
الحسين بن الحجاج
الشريف الرضي
روى الشيخ نجم الدين محمد بن جعفر بن ابي البقاء هبة هّللا المعروف بابن نمHHا الحلى المتHHوفى سHHنة 645
ه .في كتابه (مثير األحزان).
قال :قال الهروي الكاتب سمعت منصور بن سلمة الهروي ينشد ببغداد في شهر رمضان سنة احدى عشHHر
و ثالثمائة شعرا من جملته.
قال السيد احمد العطار في المجموع الرائق :هذه قصيدة البي بكر بن دريد األزدي في أهHHل الHHبيت -عليهم
السالم -و هي من أغرب ما جاء في معناها ألن أبا بكHHر بصHHري المنشHHأ و المولHHد ،و عامHHة أهHHل البصHHرة
يدينون بغير هذا المعتقد ،و قد اشتملت من الغرائب ما تتهHHذب بحفظHHه السHHنة المتعلمين و الشHHادين و تتنبHHه
بمثله قرائح المبتدين و المستفيدين و أورد ابن شهرآشوب ثمانية أبيات منهHHا و هي الHHتي تقHHع بين قوسHHين.
أقول و النسHHخة المنقولHHة عنهHHا هHHذه القصHHيدة من الخطHHوط القديمHHة و لعلهHHا ترجHHع الى أول القHHرن الثHHامن
الهجري:
عن أمر روح القدس برجده أو ليس خامس من تضّم نه
1السيد هو االسد.
و اجتّث منتزعا موطده حتى هوى فهوى بناء عال
[ترجمته]
ابن دريد هو ابو بكر محمد بن الحسن بن دريد األزدي القحطاني البصري الشHHيعي اإلمHHامي عHHالم فاضHHل
أديب حفوظ ،شاعر نحHHوي لغHHوي ،أخHHذ عن الرياشHHي و أبي حHHاتم السجسHHتاني و غيرهمHHا ،و كHHان واسHHع
الرواية لم ير أحفظ منه ،يحكى أنه كان إذا قرئ عليه ديوان شعر مHHرة واحHHدة حفظHHه من أولHHه الى آخHHره.
قال المسعودي ،و كان ابن دريد ببغداد ممن برع في زماننا هHHذا في الشHHعر و انتهى في اللغHHة و قHHام مقHHام
الخليل بن أحمHد فيهHا ،و أورد أشHياء في اللغHة لم توجHد في كتب المتقHدمين و كHان يHذهب في الشHعر كHل
مذهب ،فطورا يجزل و طورا يHرق و شHعره أكHثر من أن نحصHيه أو يHأتي عليHه كتابنHا هHذا ،فمن شHعره
قصيدته المقصورة أولها:
ترعى الخزامى بين أشجار النقى يا ظبية أشبه شيء بالمها
(انتهى)
له مصنفات منها كتاب الجمهرة و هو من الكتب المعتبرة في اللغة .حكي أنه أمالهHا من حفظHه سHنة 297
فمHHا اسHHتعان عليهHHا بHHالنظر في شHHيء من الكتب إال في الهمHHزة و اللفيHHف ،و اشHHتهرت مقصHHورته غايHHة
االشتهار و قد اعتنى بشرحها خلق كثير و عارضه فيها جماعة من الشعراء منهم ابو القاسم علي التنوخي
االنطاكي و عّد ابن شهرآشوب ابن دريد من شعراء أهل البيت (ع) و من شعره:
يوم الوقوف على ظهور الساهرة أرجو بذاك رضى المهيمن وحده
توفي ببغداد 18شعبان سنة 321يوم وفاة ابي هاشم الجبائي قال الناس مات علم اللغة و علم الكالم بموت
ابن دريد و ابي هاشم و دفنا بالخيزرانية.
قال االمين في أعيان الشيعة مولده بالبصرة في سكة صالح سنة 223و توفي يوم االربعاء الثنHHتي عشHHرة
ليلة بقين من شعبان أو من رمضان سنة 321فيكون عمره ثماني و تسعين سنة و قال ابن خلكان يقال انHHه
عاش ثالثا و تسعين سنة ال غير.
و ذكره صاحب رياض العلماء فقال :كان وزيرا لبني ميكال امراء الشHيعة في فHارس فعهHدوا اليHه نظHارة
ديوانهم حتى كانت األوامر تصدر عنه و يوقع عليها بتوقيعه و بلغ أعلى المراتب و لما خلع بنHHو ميكHHال و
ذهبوا الى ارض خراسان جاء ابن دريد الى بغHHداد سHHنة 308و اتصHHل بHHالوزير الشHHيعي علي بن الفHHرات
فقربه الى المقتدر فأمر له بخمسين دينارا كل شهر حتى مات.
اليه عين العّز من حيث رنا من عارض األطماع باليأس رنت
نيطت عرا المقت الى تلك العرا من ناط بالعجب عرا أخالقه
اقول و شطر هذه المقصورة السيد محمد بن مHHال هّللا بن معصHHوم القطيفي النجفي المتHHوفى سHHنة 1271و
جعل التشطير في رثاء الحسين و ستأتي الترجمة في شعراء القرن الثالث عشر ان شاء هّللا .
و من شعره قوله:
قمر تألق تحت ليل مطبق غصن على دعص تأّو د فوقه
أو قيل خاطب غيرها لم ينطق لو قيل للحسن احتكم لم يعدها
2
بله اسم فعل معناه دع و اترك يعني ان من طلب فوق ما في سعته لم يدرك قريبا و ال بعيدا.
أورد السيد األمين له في االعيان ترجمة ضافية ذكر فيها اقوال العلماء فيه و مشايخه و تالمذته و شعره و
أخباره مفصلة.
هر و لكن على االنام اناخا ما عليكم أناخ كلكلة الد
و قال:
بعد الصالة على النبي أبيها صّلوا على بنت النبي محمد
كنا بنا و بغيرنا نفديها لو أّن منها قطرة تفدى إذا
أخرى ألنسى قوم موسى التيها لو تاه فيه قوم موسى مرة
أضحى بها وجه الفخار وجيها بأبي عفت منكم معالم أوجه
[ترجمته]
أبو بكر احمد بن محمد بن الحسن بن مراد الضHHبي الحلHHبي االنطHHاكي المعHHروف بالصHHنوبري تHHوفي سHHنة
.334
ذكره االمين في اعيان الشيعة فقال :كان شHHاعرا مجيHHدا مطبوعHHا مكHHثرا و كHHان عHHالي النفس ضHHنينا بمHHاء
وجهه عن ان يبذله في طلب جوائز ممدوح صائنا لشأنه عن الهجاء يقول الشعر تأدبHHا ال تكسHHبا ،مقتصHHرا
في اكثر شعره على وصف الرياض و األزهار .و كان يسكن حلب و دمشHق قHHال الشHيخ عبHاس القمى في
(الكنى و األلقاب) :ذكره ابن شهرآشوب في شعراء أهل الHبيت (ع) و لHه أشHعار في مHدائح أهHل الHبيت و
مراثيهم أقول :ان السHيد االمين اسHماه احمHد بن محمHد و كنHاه بHأبي بكHر و لكن الشHيخ القمي في الكHني و
االلقاب اسماه ابو بكر بن أحمد بن محمد و قول الشيخ األميني موافق لما رواه السيد في األعيان.
قال الثعHHالبي :تشHHبيهات ابن المعHHتز ،و أوصHHاف كشHHاجم ،و روضHHيات الصHHنوبري مHHتى اجتمعت اجتمHHع
الظرف و الطرف و سمع السامع من االحسان العجب.
و له في وصف حلب و منتزهاتها قصيدة تنتهي الى مائة و اربعة أبيات توجد في معجم البلدان للحموي ج
3ص 317و قال البستاني في (دائرة المعارف) ج 7ص 137هي أجود ما وصف به حلب ،مستهلها.
قال الشيخ االميني :و اما تشيعه فهو الذي يطفح به شعره الرائق و نّص بذلك اليمHHاني في نسHHمة السHHحر و
عده ابن شهرآشوب من مادحي أهل البيت عليهم السHHالم و أمHHا دعHHوى صHHاحب النسHHمة انHHه كHHان زيHHديا و
استظهاره ذلك من شعره فاحسب أنها فتوى مجردة فانه لم يدعمها بدليل ،و شعره الذي ذكره هHHو و غHHيره
خال من اي ظهور ادعاه و اليك نبذا مما وقفنا عليه في المذهب.
و ال يقاس على سبطيه سبطان ما مثل زوجته اخرى يقاس بها
إذ جاءه ملك في خلق ثعبان و شافع الملك الّر اجي شفاعته
علّي إذ ذكر األشقى شقّيان قال النبّي له :أشقى البرّية يا
و قال:
5
صارت من رقة كالالذ رب حال كأنها مذهب الديباج
6
عاد عند العيون مثل الداذي و زمان مثل ابنة الكرم حسنا
...
7
عن المجموع الرائق للسيد أحمد العطار -مخطوط.
و نلثم كافور تلك الترب نشّم ممّسك ذاك الثرى
8
عن المجموع الرائق تأليف السيد احمد العطار -مخطوط.
و ناج ما اسطعت من مناجاة حّي و ال تسأم التحيات
أحياؤهم في عداد أموات من حين ماتوا أحيوا ،و ليس كمن
9
عن المجموع الرائق تأليف السيد احمد العطار مخطوط.
و مبين مصرح فمداج موارب
ما غير وادي الطف لي بواد يا حادي الركب أنخ يا حادي
ارض الهدى المعبود فيها الهادي هّلل ارض الطف ارضا انها
ان زودوه منه بعض الزاد و لم يرم زادا سوى الماء فما
من منا ،و لها الكافر مقاسم النار ،له المسلم المؤ
()3
روى المفيد رحمه هّللا في االمالي عن النيسابوري أن ذرة النائحة رأت فاطمة الزهراء عليهHHا السHHالم فيمHHا
يرى النائم و أنها وقفت على قبر الحسين عليه السالم تبكي و أمرتها أن تنشد:
و استهال ال تغيضا ايها العينان فيضا
عصره بين المائة الثالثة و الرابعة عن كتاب المحاضرة و أخبار المHHذاكرة للتنHHوخي انHHه كHHان بالحHHائر من
كربالء رجل يدعى ابن اصدق ينوح على الحسين عليه السالم فبعث ابو الحسن الكاتب الى هذا المنشد أبHHا
القاسم التنوخي علي بن محمد بن داود والد مؤلف النشوار -لينHHوح على الحسHHين بقصHHيدة لبعض الشHHعراء
الكوفيين و أولها:
قال ابو القاسم و كان هذا في النصف من شعبان و الناس اذ ذاك يلقون جهدا جهيHHدا من الحنابلHHة اذا ارادوا
الخروج الى الحائر فلم ازل اتلطف حتى خرجت فكنت في الحائر ليلة النصف من شعبان.
السري الرفاء الموصلي يمدح أهل البيت و يذكر الحسين عليه السالم:11
القيت فوق جنّي الورد نسرينا تحث حمراء يلقاها المزاج كما
لو فاتنا الملك راحت عنه تسلينا قد ملكتنا زمام العيش صافية
لو فاتنا الملك راحت عنه تسلينا قد ملكتنا زمام العيش صافية
أضحت رحاب مساعيكم ميادينا إن اجر في مدحكم جري الجواد فقد
[ترجمته]
أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفHاء الموصHلي المعHروف بالسHري الرفHاء .و الرفHاء من
الرفو و التطريز ،كان في صباه يرفو و يطرز في دكHHان بالموصHHل قHHال السHHيد األمين في االعيHHان :تHHوفي
سنة 344ببغداد و دفن بها كHHان شHHاعرا مطبوعHHا كثHHير االفتتHHان في التشHHبيهات و األوصHHاف ،و عHHده ابن
شهرآشوب من شعراء اهل البيت المتقين و له ديوان مشهور و فيه مدح لسيف الدولة و بني حمدان إذ كان
على اتصال به و بهم و كان شاعر سيف الدولة الحمHHداني و تغHHنى الركبHHان بشHHعره فحسHHده من حسHHده من
الشHHعراء كالخالHHديين الشHHاعرين الموصHHليين المشHHهورين ،و كHHان يتهمهمHHا بسHHرقة شHHعره و اثHHنى عليHHه
المؤرخون و ارباب األدب.
و قال الشيخ القمي في (الكني و االلقاب) :و كان مغHHرى بنسHHخ ديHHوان ابي الفتح كشHHاجم الشHHاعر و هHHو اذ
ذاك ريحان األدب ،و السري الرفاء في طريقه يذهب و على قالبه يضرب ،و له ديوان شعر .كانت وفاتHHه
في نيف و ستين و ثالثمائة ببغداد .و قال في مقدمة ديوانه :انه كان في ضHHنك من العيش فخHHرج الى حلب
و اتصل بسيف الدولة و استكثر من المدح له فطلع سعده بعد االفول و حسن موقع شعره عند األمHHراء من
بني حمدان و رؤساء الشام و العراق.
فمن شعر السري ابيات يذكر فيها صناعته رواها ابن خلكان:
أكّف القوم هان على الرقاب اذا العبء الثقيل توّز عته
و قوله:
و قوله:
أقول و اكHHثر شHHعره في مHHدح سHHيف الدولHHة و الHHوزير المهلHHبي و آل حمHHدان و فيHHه أهHHاج في الخالHHديين و
غيرهما و قصائد و صفية يصف بها صيد السمك و شبكته و النار و كالب الصيد.
أبصر كبش الوغى يناطحه في حيث كبش الّر دى يناطح من
و قال:
ع لقد عّز فيه ذليل العزاء لئن ذّل فيه عزيز الدمو
و سيف على الكفر ماضي المضاء هالل الى الرشد عالي الضياء
و طعن كما انحل عقد السقاء بضرب كما انقّد جيب القميص
و قال:
12شبر ،جواد ،أدب الطف10 ،جلد ،دار المرتضى -لبنان -بيروت ،چاپ 1409 ،1 :ه.ق.
اقام الخليط به أم رحل له شغل عن سؤال الطلل
[ترجمته]
كشاجم ابو الفتح محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك الرملي المعروف بكشاجم.
نسبة الى الرملة من أرض فلسطين .و إنما لقب بكشاجم اشارة بكل حرف منهHHا الى علم :فبالكHHاف الى انHHه
كاتب ،و بالشين الى انه شاعر ،و بHااللف الى انHه اديب ،و بHالجيم الى انHه منجم ،و بHالميم الى انHه متكلم.
فكان كاتبا شاعرا اديبHا جامعHا منجمHا ،و كHان مؤلفHا صHHنف في افHHانين العلHوم .ذكHره ابن شهرآشHوب في
شعراء أهل البيت عليهم السالم المجاهرين و له قصائد في مHHدح آل محمHHد (ع) ،و جمHHع ديوانHHه ابHHو بكHHر
محمد بن عبد هّللا الحمدوني مرتبا على الحروف و الحق به بعد ما تم جمعه زيادات اخذها عن ابي الفHHرج
بن كشاجم سماه (الثغر الباسم من شعر كشاجم) مطبوع.
موسى بن جعفر عند السندي فسألته اخته ان تتولى حبسه و كانت تتدين -ففعل ،فكHHانت في خدمتHHه ،فحكى
لنا انها قالت :كان اذا صّلى العتمة حمد هّللا و مّج ده و دعاه فلم يزل كذلك حتى يزول الليHHل فHHاذا زال الليHHل
قام يصلي حتى يصلي الصبح ثم يHHذكر قليال حHHتى تطلHHع الشHHمس ثم يقعHHد الى ارتفHHاع الضHHحى ثم يتهيHHأ و
يستاك و يأكل ثم يرقد الى قبل الزوال ثم يتوضHHأ و يصHHلي حHHتى يصHHلي العصHHر ثم يHHذكر في القبلHHة حHHتى
يصلي المغرب ثم يصلي ما بين المغرب و العتمة .فكHHان هHHذا دأبHHه ،فكHHانت اخت السHHندي اذا نظHHرت اليHHه
قالت:
و قال:
و قال:
فعال الغصون نضارة و تماما غصن رسول هّللا أحكم غرسه
و قال:
[ترجمته]
ابو محمد طلحة بن عبيد هّللا بن محمد بن أبي عون الغساني 13المعروف بالعوني المصري:
عّد ه ابن شهر أشوب في معالم العلماء في شHعراء أهHل الHبيت المجHاهرين قHال و قHد نظم أكHثر المنHاقب و
يسمونه بالغلو قال السيد األمين في االعيان :قلت ذكروا في أحوال أحمد بن منير االطرابلسي انه كHHان في
أول أمره ينشد شعر العوني في أسواق طرابلس.
و عن العمHHدة البن رشHHيق هHHو أول من نظم الشHHعر المسHHمى بالقواديسHHي و أورد لHHه في المنHHاقب قولHHه من
أبيات:
13
غسان :ماء باليمن تنسب اليه قبائل .و ما بالمشلل قريب من الجحفة:
و له:
معناهما بقوله:
قال الشيخ األميني سلمه هّللا :و شعره في أهل البيت عليهم السالم مدحا و رثاء مبثHHوت في (المنHHاقب) البن
شهر أشوب و (روضة الواعظين) لشيخنا الفتال و (الصراط المستقيم) لشيخنا البياضي.
و قد جمعنا من شعره ما يربو على ثالثمائة و خمسين بيتا ،و جمعه و رّتبه العالمة السماوي في ديوان ،و
مما رتبه قصيدته المعروفة بالمذهّبة توجد في (مناقب ابن شهر أشوب) ناقصة األطراف .انتهى.
و قال:
مالت إليه جنود الشرك تقترع و إن نسيت فال أنسى الحسين و قد
و إال لكم فيه قتيل و مصرع فما بقعة في األرض شرقا و مغربا
و قال:
قد قتلتم من قام فيه الوجود يا بني الغدر من قتلتم؟ لعمري
[ترجمته]
علّي بن اسحاق الزاهي الشاعر ابو القاسم علي بن اسحاق بن خلف البغدادي المعHHروف بHHالزاهي الشHHاعر
المشهور.
ولد يوم االثنين لعشر بقين من صفر سنة 318و توفي يوم األربعاء لعشHHر بقين من جمHHادى اآلخHHرة سHHنة
352ببغداد و دفن في مقابر قريش.
و الزاهي نسبة الى قرية (زاه) من قرى نيسHابور و بعضHهم قHال إنمHا لقب الHزاهي ألنHه أول من زهHا في
شعره 14و ذكره ابن شهرآشوب في شعراء أهل البيت عليهم السالم المجHHاهرين فقHHال :ابHHو القاسHHم الHHزاهي
الشامي و صاف ،و ذكره عميد الدولHة ابHو سHعيد بن عبHد الHرحيم في طبقHات الشHعراء قHال :و شHعره في
أربعة اجزاء و اكثر شعره في أهل البيت و مHHدح سHHيف الدولHHة و الHHوزير المهلHHبي و غيرهمHHا من رؤسHHاء
وقته و ذكره ابن خلكان في وفيات األعيان فقال:
كان وّص افا محسنا كثير الملح ،و ذكHره الخطيب في تHاريخ بغHداد و أشHار الى انHه كHان قطانHا و روى لHه
السيد األمين في األعيان بعض اشعاره في الغزل و الوصف
14
و هو االصوب ألنه بغدادي ،و قرية الزاه بنيشابور ،فأين هو منها.
أدب الطف ،ج ،2ص55 :
و قوله:
عيون الندامى حين مالت الى الغمض ارى الليل يمضي و النجوم كأنها
كما انفرجت بالماء عين على االرض و قد الح فجر يغمر الجو نوره
حّق علّي و الحّق كان معه من قال فيه النبّي :كان مع ال
و قال يمدحه:
له هّللا ناجى أّيها المتحّير و قال رسول هّللا :هذا إمامكم
و من شعر الزاهي في االمام امير المؤمنين عليه السالم رواها األميني في الغدير:
إال إذا و الى علّيا و خلص ال يهتدي الى الرشاد من فحص
إال علّي عّم في القول و خص فقال جبريل و نادى :ال فتى
15الوقص :الكسر.
من بعد ما بها أخو الدعوى نكص من أعطي الراية يوم خيبر
أن يشهد الحّق فشاهد البرص ذاك الذي أستوحش منه أنس
قد ساغه بعض و بعض فيه غص فضلك ال ينكر لكن الوال
16عظام الصدر.
و ذكره عند معاديك غصص فذكره عند مواليك شفا
بمن يوالي رسول هّللا أو يذر؟ يا الئمي في الوال هل أنت تعتبر
قالم مشقا و أقالم الّد نا شجر قوم لو أّن البحار تنزف باأل
في ذلك الفضل إاّل و هو محتقر لم يكتبوا العشر بل لم يعد جهدهم
قبل المزاج فلم يلحق بهم كدر اعطوا الصفا نهال أعطوا البنّو ة من
يجري الّص الة عليهم أينما ذكروا حسبي بهم حججًا هّلل واضحة
و قوله:
أو قايس األبحر جهال بالنقط إال كمن ضاهى الجبال بالحصا
***
***
و للزاهى:
بهم فلك التوحيد اصبح دائرا هم اآلل آل هّللا و القطب الذي
الى قرنه بالسيف ال زال باترا علي أمير المؤمنين الذي اغتدى
غدا قلبها مضنى على الوجد صابرا و أمهم الزهراء أكرم بّر ة
و باقر بطن العلم أفديه باقرا و منهم أخو المحراب سجاد ليله
و في ديوان ابي القاسم علي بن اسحاق ابن خلف الزاهي البغدادي المخطوط قصائد هذه أوائلها و كلها في
اهل البيت عليهم السالم.
و نتف تتألف من خمسة أبيات و اقل و أكثر قد جمعها المرحوم الشيخ محمد السماوي و نضّد ها بخطه:
من نورهم أخذ الزمان بهاه يوم عمرت العمر فيه بفتية
حرم الحسين الماء و هو يراه فحرمت قرب الوصل منه مثل ما
و بكت دما مما رأته سماه يوم عليه تغيرت شمس الضحى
من كنت مواله فذا مواله اذ قال يوم غدير خم معلنا
من دون كل منّز ل لكفاه لو لم تنّز ل فيه إال (هل أتى)
لفظ النبي و نطقه و تاله من كان أول من حوى القرآن من
بالكف منه بابه و دحاه من كان صاحب فتح خبير من رمى
[ترجمته]
ولد بمنبج سنة 320و قتل يوم االربعاء لثمHHان خلHHون من ربيHHع اآلخHHر في حHHرب كHHانت بينHHه و بين غالم
سيف الدولة سنة 357و مقتضى تاريخ والدته و وفاته ان يكون عمره 37سنة ،نشأ ابو فراس في عشHHير
عربية صميمة تقلب أفرادها في الملك و االمارة قرونا عديدة و كHHانت لهم أحسHHن سHHيرة مملHHوءة بمحاسHHن
األفعال و جميل الصفات من كرم و سخاء و عز و إباء و صولة و شHHجاعة و فصHHاحة و براعHHة .و سHHيف
الدولHHة المتقHHدم في الرياسHHة و االمHHارة و الشHHجاعة و الكHHرم و أبHHو فHHراس الفHHائق بشHHعره فيهم و المتمHHيز
بشجاعته و فروسيته و هو أمير جليل و قائد عظيم أكبر قواد سيف الدولة و شجاع مدره و شHHاعر مفلHHق و
عربي صميم تجلت فيه االخالق و الشيم العربية و هو امير السيف و القلم و من حقه إذ يقول:
و كل شعره يعطيك صورة عن عظمة شخصيته .اما والؤه ألهHل الHبيت عليهم السHالم فيكفي شHاهدا عليHه
قصيدته العالية المسماة بالشافية و كلها في أهل البيت و ظلم بني العباس لهم .و أولها:
قلب تصارع فيه الهّم و الهمم إني أبيت قليل الّنوم أدّقني
و ليس رأيهم رأيا اذا عزموا و فتية قلبهم قلب إذا ركبوا
من الطغاة؟ أما هّلل منتقم يا للّر جال أما هّلل منتصر
و ما الشقّي بها إاّل الذي ظلموا فما السعيد بها إاّل الذي ظلموا
حتى كأّن رسول هّللا جّد كم أ تفخرون عليهم ال أبا لكم
و هّللا يشهد و األمالك و األمم قام النبّي بها «يوم الغدير» لهم
باتت تنازعها الّذ ؤبان و الرخم حّتى إذا أصبحت في غير صاحبها
و ال لهم قدم فيها و ال قدم ثم اّد عاها بنو العّباس ملكهم
أباهم العلم الهادي و أّم هم بئس الجزاء جزيتم في بني حسن
عن السياط فّهال نّز ه الحرم؟ ما نّز هت لرسول هّللا مهجته
تلك الجرائر إال دون نيلكم ما نال منهم بنو حرب و إن عظمت
عن ابن فاطمة األقوال و التهم ذاق الزبيري 22غّب الحنث و انكشفت
و أبصروا بعض يوم رشدهم و عموا باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته
21الديباج هو محمد بن عبد هّللا اخو بني الحسن المهم فاطمة بنت الحسين السبط ،ضربه المنصور مايتين و خمسين سوطا.
22الزبيري هو عبد هّللا بن مصعب ،باهله يحيى بن عبد هّللا بن حسن فتفرقا فما وصل الزبيري الى داره حتى جعل يصيح :بطني بطني و مات.
23اشار الى فعل المتوكل بقبر االمام السبط الشهيد.
24ابو مسلم الخراساني مؤسس الدولة العباسية ،قتله المنصور و الهبيري هو يزيد بن عمرو بن هبيرة احد والة بني امية حاربه بنPPو العبPPاس ايPPام
السفاح ثم امنوه فخرج الى المنصور بعد المواثيق و االيمان فغدروا به و قتلوه سنة .132
25استعمل السفاح اخاه يحيى بن محمد على الموصل فأمنهم و نادى من دخل الجامع فهو آمن ،و أقام الرجال على ابواب الجامع فقتلوا الناس قتال
ذريعا قيل انه قتل فيه احد عشر الفا ممن له خاتم و خلقا كثيرا ممن ليس له خاتم ،و أمر بقتل النساء و الصبيان ثالثة ايام و ذلك في سنة .132
ال يّد عوا ملكها ماّل كها العجم أبلغ لديك بني العباس مالكة
لمعشر بيعهم يوم الهياج دم يا باعة الخمر كّفوا عن مفاخركم
يوم السؤال و عّم الين إن عملوا خّلوا الفخار لعاّل مين ان سئلوا
قف بالطلول التي لم يعفها القدم إذا تلوا سورة غّنى إمامكم
اقول و قد شرح بعض الفضالء هذه القصيدة شرحا جيدا .يحكى انه دخل بغداد و أمر أن يشHHهر خمسHHمائة
سيف خلفه و قيل اكثر و وقف في المعسكر و انشد القصيدة و خرج من باب آخر.
قال الشHHيخ القمي في الكHHنى :الحHHارث بن سHHعيد بن حمHHدان بن حمHHدون فHHارس ميHHدان العقHHل و الفراسHHة و
الشجاعة و الرياسة ،كان ابن عم السلطان ناصر الدولة و سيف الدولة ابHHني عبHHد هّللا بن حمHHدان و قالدة و
شاح محامد آل حمدان ،و كان فرد دهره و شمس عصره أدبا و فضال و كرمHHا و نبال و مجHHدا و بالغHHة و
براعة و فروسية و شجاعة و شعره مشهور ،قال الصاحب بن عباد:
بدء الشعر بملك و ختم بملك .يعنى إمرء القيس و ابي فراس .و كHHان المتنHHبي يشHHهد لHHه بالتقHHدم و يتحHHامى
جانبه فال ينبري لمباراته و ال يتجّر ى على مجاراته و إنما لم يمدحه و مدح من دونHه من آل حمHدان تهيبHا
له و اجالال ،ال اغفاال و إخالال ،و كان سيف الدولة يعجب جدا بمحاسن ابي فراس و يميزه بHHاألكرام على
سائر قومه و يستصحبه في غزواته و يستخلفه في أعماله.
و كانت الروم قد أسرته في بعض وقائعها و هو جريح قHHد أصHHابه سHHهم بقي نصHHله في فخHHذه ثم نقلHHوه إلى
القسطنطينية و ذلك سنة ثمان و أربعين و ثالثمائة و فداه سيف الدولHHة في سHHنة خمس و خمسHHين و لHHه في
االسر أشعار كثيرة متينة يجمعها ديوانه.
قال ابو هالل العسكري في ديوان المعHHاني :و من جيHHد مHHا قيHHل في اظهHHار الرغبHHة في االخHHوان قHHول ابي
فراس بن حمدان:
لم يدع فّي موضعا للوصال إن ذاك الصدود من غير جرم
و قال:
و يدي إذا اشتد الزمان و ساعدي قد كنت عدتي التي اسطو بها
و قوله في الفخر:
و اني لها فوق السماكين جاعل و ما المرء اال حيث يجعل نفسه
و قوله في االخوانيات:
و قوله:
مما يكون و عّله و عساه خفض عليك و ال تكن قلق الحشا
فللذّل منه -ال محالة -جانب و من كان غير السيف كافل رزقه
ليست مواخذة الخالن من شاني ما كنت مذ كنت إال طوع خالني
ال شيء أحسن من حان على جاني يجني علّي فاحنو صافحا أبدا
و قال و هي من حكمياته:
ضيعوا الحزم فيه أّي ضياع كيف أبغي الصالح من سعي قوم
و قال:
إذا مّت ظمئانا فال نزل القطر معللتي بالوصل و الموت دونه
قتيلك قالت اّيهم فهم كثر فقلت كما شاءت و شاء لها الهوى
الى القلب لكن الهوى للبلى جسر و ال كان لألحزان لوالك مسلك
فقلت معاذ هّللا بل انت ال الدهر فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا
لها الذنب ال تجزى به ولي العذر فعدت الى حكم الزمان و حكمها
و اسغب حتى يشبع الذئب و النسر فاصدأ حتى ترتوي البيض و القنا
اذا لم يفر عرضي فال وفر الوفر و ما حاجتي في المال أبغي و فوره
فليس له بّر يقيه و ال بحر و لكن إذا حّم القضاء على امرئ
و اعقاب رمحي فيهم حطم الصدر و قائم سيفي فيهم اندّق نصله
و جاء الشاعران الكبيران الشيخ حسن الشيخ علي الحلى و العالمة الحجة السيد محمد حسHHين الكيشHHوان و
هما من شعراء القرن الرابع عشر فنظما األبيات
نفوسا لخلق الكائنات هي السر لذا أرخصت بالطف صحب ابن فاطم
بهم تكشف الجلّي و يستدفع الضّر هم القوم من عليا لوى و غالب
لهم أوجه و الشوس ألوانها صفر اذا اسوّد يوم الحرب اشرقن بالضبا
الى الموت و الهندى من دونه جسر فما وقفوا في الحرب إال ليعبروا
هو الحشر ال بل دون موقفه الحشر الى أن ثووا تحت العجاج بمعرك
أباة اذا ألوى بهم حادث نكر و ماتوا كراما تشهد الحرب انهم
لواعج اشجان يجيش بها الصدر ابا حسن شكوى اليك و انها
تعيد الثرى و البّر من دمهم بحر متى أيها الموتور تبعث غارة
بزعم العدى اضحت و ليس لها وتر أ تغضي و انت المدرك الثار عن دم
ثوت تحت اطراف القنا دمها هدر و تلك بجنب النهر فتيان هاشم
اسارى بها االكوار أودى بها االسر فأين االبا و الفاطميات اصبحت
أدب الطف ،ج ،2ص74 :
محمد بن هاني األندلسي :قال يمدح المعز لدين هّللا الفاطمي و يHHذكر مHHا جHHرى على الحسHHين ،و هي مائتHHا
بيت كلها غرر و هذه روائع منها:
بما فوق رايات المعّز من الدم فلو أنني أسطيع أثقلت خدرها
على ابن بنّي منه باهّلل أعلم إمام هدى ما التف ثوب نبوة
الى أريحي منه أندى و أكرم و ال بسطت أيدي العفاة بنانها
و كانت متى تألف سوى الهام تسأم فقد سئمت بيض الظبا من جفونها
و ملك مضاع بين ترك و ديلم سوام رتاع بين جهل و حيرة
الى رمم بالطف منكم و اعظم اناس هم الداء الدفين الذي سرى
و ان قال قوم فلتة غير مبرم و لكن امرا كان ابرم بينهم
أصيب علي ال بسيف ابن ملجم بأسياف ذاك البغي اول سلها
قليل شراب الكاس إال من الدم قليل لقاء البيض إال من الظبا
و بؤتم بعادي على الدهر أقدم سبقتم الى المجد القديم بأسره
[ترجمته]
محمد بن هاني بن محمد بن سعدون االندلسي :ولد بقرية سكون من قرى مدينة اشبيلية سHHنة 320أو 326
ه و قتل في رجب سنة 362و عمره 36سنة ،كان أبوه هاني من قرية من قHHرى المهديHHة بافريقيHHة و كHHان
أيضا شاعرا أديبا فانتقل الى االندلس فولد له محمد المذكور بمدينة اشبيلية و نشأ بها و اشتغل و حصل لHHه
حظ وافر من األدب و عمل الشعر و مهر فيه و كان حافظا ألشعار العرب و أخبHارهم و كHان اكHثر تأدبHه
بدار العلم في قرطبة حتى برع بكثير من العلوم ال سيما علم الهيئة ،شعره طافح بالتشيع كقوله:
يكاد يسبق كّر اتي الى البطل لي صارم و هو شيعي كحامله
لم يرتقب بالمنايا مدة األجل اذا المعز معز الدين سّلطه
فقل لبني العباس قد قضى األمر تقول بنو العباس هل فتحت مصر
و يقول فيها:
و من روائعه:
فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا و لم أجد االنسان اال ابن سعيه
فمن كان أعلى همة كان أظهرا و بالهمة العلياء يرقى إلى العلى
و لم يتقدم من أراد تأخرا و لم يتأخر من أراد تقدما
و قال:
ليس في المغاربة من هو افصح منه ال متقدميهم و ال متأخريهم بل هHHو اشHHعرهم على االطالق و هHHو عنHHد
المغاربة كالمتنبي عند المشارقة اقول و فيه قال القائل:
أو تكن شاعرا فكن كابن هاني ان تكن فارسا فكن كعلي
و قال يمدح المعز لدين هّللا و قيل ان هذه القصيدة أول ما أنشده بالقيروان و انه امر لHHه بدسHHت قيمتHHه سHHتة
آالف دينار ،فقال له يا امير المؤمنين مالي موضع يسع الدست اذا بسط فHHأمر لHHه ببنHHاء قصHHر فغHHرم عليHHه
ستة آالف دينار و حمل اليه آلة تشاكل القصر و الدست قيمتها ثالثة آالف دينار .و في آخر القصيدة يHHذكر
االمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السالم:
28شبر ،جواد ،أدب الطف10 ،جلد ،دار المرتضى -لبنان -بيروت ،چاپ 1409 ،1 :ه.ق.
أدب الطف ؛ ج 2؛ ص80
صاغت مضاربه الرقاق قيون قد كان رشح حديده أجال و ما
أم الكتاب و كّو ن التكوين من أجل هذا قّد ر المقدور في
بل انت تلك تموج منك متون يا أرض كيف حملت ثني نجاده
لم ينج نوحا فلكه المشحون لو يلتقي الطوفان قبل وجوده
لم يعقب الحركات منه سكون لو أّن هذا الدهر يبطش بطشه
لم يلتقم ذا النون فيه النون شيم لو أّن اليّم اعطي رفقها
مسحت على االنواء منك يمين في الغيث شبه من نداك كأنما
جفلت وراء الهند منها الصين أو لم تشّن بها وقائعك التي
ملك على سّر اإلله أمين و رمى إلى البلد األمين بطرفه
بل اين حلم كالجبال رصين أ بني لؤّي اين فضل قديمكم
و الفوق انت و كّل قدر دون النور انت و كّل نور ظلمة
علموا بما سيكون قبل يكون لو كان رأيك شائعا في أّم ة
يكسف لها عند الشروق جبين أو كان بشرك في شعاع الشمس لم
تحمله دون لهاته التنين أو كان سخطك عدوة في اليّم لم
و اقرب بهم زلفى فانت مكين فارزق عبادك منك فضل شفاعة
فكأن كّل قصيدة تضمين قد قال فيك هّللا ما أنا قائل
و من مشهور شعره قصيدته التي يمدح بها المعز لدين هّللا و يذكر فتح مصHHر على يHHد القائHHد جHHوهر و قHHد
أنشدها بالقيروان:
فقل لبني العباس قد قضي األمر تقول بنو العباس هل فتحت مصر
و أيديكم منها و من غيرها صفر فما جاء هذا اليوم إال و قد غدت
فذلك عصر قد تقضى و ذا عصر فال تكثروا ذكر الزمان الذي خال
على الدين و الدنيا كما طلع الفجر و قد أشرفت خيل اإلله طوالعا
فال الضحل منه تمنعون و ال الغمر ذروا الورد في ماء الفرات لخيله
تجّلت عيانا ليس من دونها ستر أ في الشمس شك انها الشمس بعد ما
و نذر لكم إن كان يغنيكم النذر و ما هي إال آية بعد آية
له برسول هّللا دونكم الفخر فان تتبعوه فهو موالكم الذي
فما لكم في األمر عرف و ال نكر ذروا الناس ردوهم الى من يسوسهم
على السبعة األفالك أنمله العشر أدار كما شاء الورى و تحيزت
و جيئوا بمن ادت كنانة و النضر فجيئوا بمن ضّم ت لؤي بن غالب
بذكر على حين انقضوا و انقضى الذكر و من عجب ان اللسان جرى لهم
فال خبر يلقاك عنهم و ال خبر فبادوا و عّفى هّللا آثار ملكهم
تولى العمى و الجهل و اللؤم و الغدر و لما تولت دولة النصب عنهم
فما رّد ها دهر عليه و ال عصر حقوق أتت من دونها أعصر خلت
فلم يتخّرم منه قّل و ال كثر و أجرى على ما أنزل هّللا قسمها
صفت بمعّز الدين جّم اتها الكدر فدونكموها أهل بيت محّم د
من الناس حتى يلتقي القطر و القطر هو الوارث الدنيا و من خلقت له
فلما رآه قال ذا الصمد الوتر رأى أن سيسمى مالك األرض كّلها
و هل لغريب الدار عن اهله صبر هل البيت بيت هّللا إال حريمه
له كلمات هّللا و السّر و الجهر و حيث تلّقى جّد ه القدس و انتحت
مواقيتها و العسر من بعده اليسر فان يتمّن البيت تلك فقد دنت
غواشيه و ابيّض ت مناسكه الغبر أ لست ابن بانية فلو جئته انجلت
تحيّي معّد ا فيه مّك ة و الحجر حبيب الى بطحاء مّك ة موسم
دنوا فال يستبعد الّسفر السفر هناك تضيء االرض نورا و تلتقي
من الناس إاّل جاهل بك مغتّر فأمضيت عزما ليس يعصيك بعده
اليه بعين ليس يغمضها الكفر أهنيك بالفتح الذي أنا ناظر
عليك مدى أقصى مواعيده شهر فلم يبق ااّل البرد تترى و ماناى
حرام و لم يحمل على مسلم أصر فلم يهرق فيها لذي ذّم ة دم
يقي جانبيها كّل نائبة تعرو غدا جوهر فيها غمامة رحمة
و ليس بأذن انت مسمعها وقر وصاة كما أوصى بها هّللا رسله
بنا تعمر الدنيا و لو أنها قفر يقول رجال شاهدوا يوم حكمه
دليال على العدل الذي عنه يفتّروا فحسبكم يا اهل مصر بعدله
كثير سواه عند معروفه نزر فذاك بيان واضح عن خليفة
اطاع لنا في ظّلها االمن و الوفر رضينا لكم يا أهل مصر بدولة
بأحوالنا عنكم خفاء و ال ستر لكم أسوة فينا قديما فلم يكن
بها وسن أو مال ميال بها السكر لبسنا به ايام دهر كأّنها
لك الشطر من نعمائها و لنا الشطر اال إنما االيام أيامك التي
و تبقى لنا منها الحلوبة و الدّر لك المجد منها يا لك الخير و العلى
و أعطيت حتى ما لنفسه قدر لقد جدت حّتى ليس للمال طالب
و ليس لمن ال يستفيد الغنى عذر فليس لمن ال يرتقي النجم هّم ة
رفاتا و لبى الصوت من ضّم ه قبر فلو سمع التثويب من كان رّم ة
يهدي النجوم الى العلى هاديك عوجي بجنح الليل فالملك الذي
بطش على مهج الليوث و شيك هو ذلك الليث الغضنفر فانج من
يد مالك يقضي على مملوك يدك الحميدة قبل جودك إنها
ما حّد ثوا عن عروة الصعلوك و ألفتك فتك في صميم المال ال
عادات نصرك منه خّد مليك ال يعد مّنك أعوجي صّعرت
ما طال بّث محّبها المفروك لو تأخذ الحسناء عنه خصالها
عن يوم بدر قبلها و تبوك وقعات نصر في األعادي حّد ثت
في غمده أم ليس بالمتروك هل أنت تارك نصل سيفك حقبة
31
ربذ اليدين :صنع اليدين خفيفهما .السلهب :الجواد عظم و طالت عضامه.
32
االدحى :مبيض النعام في الرمل و أراد بالضاحك :االبيض .التريك :بيض النعام.
مسراك تحت قناعه الحلكوك لو يستطيع الليل الستعدى على
و قال يمدح المعز و يذكر ورود رسل الروم اليه بالكتب يتضHHرعون اليHHه في الصHHلح و يصHHف االسHHطول
الفاطمي الذي كان سيد البحر المتوسط يومذاك
فلم يدر نحر ما دهاه وجيد سرت عاطال غضبى على الدّر وحده
و حوض و لكن اين منك ورود نجاة و لكن أين منك مرامها
و لكّن من ضّم ت عليه أسود قباب كما تزجى القباب على المها
بناء على غير العراء مشيد أنافت بها اعالمها و سما ،لها
فليس لها إاّل النفوس مصيد من الطير إاّل انهّن جوارح
فليس لها يوم اللقاء خلود من القادحات النار تضرم للصلى
كما شّب من نار الجحيم وقود اذا زفرت غيظا ترامت بمارج
سليط لها فيه الذبال عتيد تعانق موج البحر حتى كأنه
كما باشرت ردع الخلوق جلود ترى الماء فيها و هو قان عبابه
و ليس لها ااّل الحباب كديد فليس لها إاّل الرياح اعّنة
سوالف غيد بالمها و قدود ترى كّل قوداء التليل اذا انثنت
او التفعت فوق المنابر صيد كما اشتملت فوق األرائك خّرد
و تدرأ باس اليّم و هو شديد لبؤس تكّف الموج و هو غطامط
كما حّر ض الليث المزعفر سيد أ ليس عجيبا ان دعاك الى الوغى
رأى كيف تبدي حكمه و تعيد فليت ابا السبطين و الترب دونه
و انت على علمي بذاك شهيد شهدت لقد أعطيت جامع فضله
34القصيد :المتكسر.
لقد عّز موجود و عّز وجود و لو طلبت في الغيث منك سجّية
من دونها و طّم رة جرداء لم يبق طرف أجرد اال أتى
إال كما صبغ الخدود حياء ال يصدرون نحورها يوم الوغى
و اذا رأيت الرأي فهو قضاء فاذا بعثت الجيش فهو منية
م أوهام فيك و جّلت اآلالء قد جالت االفهام فيك فدقت ال
و اخلد اذا عّم النفوس فناء فاسلم اذا راب البرية حادث
فألهل بيت الوحي فيه سناء فيه تنّز ل كّل وحي منزل
مساحب البدن قفرا غير معهود ذا موقف الصب من مرمى الجمار و من
رأيت أملود عيشي غير املود ال مثل وجدي بريعان الشباب و قد
36
إال إذا مزجت صابا بقنديد و ليس ترضى الليالي في تصّرفها
مندد السمع في النادي اذا نودي مؤيد العزم في الجلى اذا طرقت
و كان هّلل حكم غير مردود قد حاكمته ملوك الروم في لجب
من كل محلول سلك النظم معقود تّو جت منها القنا تيجان ملحمة
من كل مخضود أعلى الطلع منضود كأنها في الذرى سحق مكّم مة
في كّل سرج تحّلى ظهر قيدود أشهدتهم كّل فضفاض القميص ضحى
ما هنئت اّم بطريق بمولود لو كان للروم علم بالذي لقيت
ما أنزل هّللا من نصر و تأييد القى الدمستق بالصلبان حين رأى
فما يمر بباب غير مسدود حميته البّر و البحر الفضاء معا
تدني البالد على شحط و تبعيد قد كانت الروم محذورا كتائبها
عنه كأن لم يكن دهرا بمعهود ملك تأخر عهد الدهر من قدم
37
القماحيد ،الواحدة قمحودة :مؤخر القذال ،خلف األذنين.
و من سواهم فلغو غير معدود اولئك الناس إن عدوا بأجمعهم
فأنت تدني اليه كل اقليد إن كان للجود باب مرتج غلق
به نواصي ذرى أعالمها القود كأن حلمك أرسى األرض أو عقدت
بمثل مصابي فيكم ليس يسمع بني احمد قلبي لكم يتقطع
و ليس لكم فيها قتيل و مصرع فما بقعة في األرض شرقا و مغربا
و ضاقت بكم أرض فلم يحم موضع ظلمتم و قتلتم و قّسم فيئكم
على أرؤس اللدن الذوابل ترفع جسوم على البوغاء ترمى و أرؤس
إذا جاء منه المرء و هو كسوب يمد بال جزر علوما و نائال
و في األعيان:
قال و حدثني الخالع :قال اجتزت بالناشي يوما و هو جالس في السّر اجين فقال لي قHHد عملت قصHHيدة و قHHد
طلبت و أريد أن تكتبها بخطك حتى اخرجها
فقلت أمضي في حاجة و أعود و قصدت المكان الذي أردته و جلست فيه فحملتني عيني فرأيت في منامي
أبا القاسم عبد العزيز الشطرنجي النائح فقال لي أحب أن تقوم فتكتب قصيدة الناشي البائية فانا قد نحنا بهHHا
البارحة بالمشهد ،و كان هذا الرجHل قHد تHوفي و هHو عائHد من الزيHارة فقمت و رجعت اليHه و قلت :هHات
البائية حتى أكتبها ،فقال من أين علمت أنها بائية و ما ذاكرت بها أحدا فحدثته بالمنام فبكى و قHHال :ال شHHك
ان الوقت قددنا ،فكتبتها فكان أولها:
[ترجمته]
الناشي الصغير مولده سنة 271و مات يوم االثنين لخمس خلون من صفر سنة 365هو ابو الحسHHن علي
بن عبد هّللا بن الوصيف الناشي الصغير األصغر البغدادي:
من باب الطاق ،نزيل مصر ،المعروف بالحاّل ء كان ابHHوه يعمHHل حليHHة السHHيوف فسّHم ي حاّل ء .و يقHHال لHHه:
الناشي ألن الناشي يقال لمن نشأ في فّن من فنون الشعر كما قال السمعاني في االنساب.
و في الطليعة :كان من علماء الشيعة و متكلميهHHا و محHHدثيها و فقهائهHHا و شHHعرائها لHHه كتب في االمامHHة و
مدائحه في أهل الHHبيت صHHلوات هّللا عليهم ال تحصHHى كHHثرة روى الحمHHوي في معجم االدبHHاء قHHال :حHHدثني
الخالع قال :كنت مع والدي في سنة ست و أربعين و ثالثمائة و أنا صHHبي في مجلس الكبHHودّي في المسHHجد
الذي بين الوارقين و الصاغة و هو غاص بالناس و اذا رجل قد وافى و عليه مرقعHHة و في يHHده سHHطيحة و
ركوة 38و معه عكاز ،و هو شعث فسّلم على الجماعة بصوت يرفعHHه ،ثم قHHال أنHHا رسHHول فاطمHHة الزهHHراء
صلوات هّللا عليها ،فقالوا مرحبا بك و أهال و رفعوه فقال :أ تعّرفون لي أحمHHد المHHزوق النHHائح ،فقHالوا :هHHا
هو جالس ،فقال :رأيت موالتنا عليها السالم في النوم فقالت:
امضي الى بغداد و اطلبه و قل له :نح على ابني بشعر الناشي الذي يقول فيه:
بمثل مصابي فيكم ليس يسمع بني احمد قلبي بكم يتقطع
و كان الناشي حاضرا فلطم على وجهه و تبعه المزّو ق و الناس كلهم و كان اشّد الناس في ذلHHك الناشHHي ثم
المزّوق ثم ناحوا بهHذه القصHHيدة في ذلHك اليHوم الى أن صّHلى النHاس الظهHر و تقHوض المجلس ،و جهHدوا
بالرجل أن يقبل شيئا منهم ،فقال و هّللا لو أعطيت الدنيا ما أخذتها فHHانني ال أرى أن أكHHون رسHHول مHHوالتي
عليها السالم ثم آخذ عن ذلك عوضا ،و انصرف و لم يقبل شيئا قال:
و يسطو عليكم من لكم كان يخضع عجب لكم تفنون قتال بسيفكم
و جمع العالمة السماوي شعر الناشي في أهل البيت عليهم السالم و هو يزيد على ثالثمائة بيتا و هو اليHHوم
في مكتبHHة االمHHام الحكيم العامHHة بHHالنجف األشHHرف أقHHول و دفن الناشHHي في مقHHابر قHHريش و قHHبره هنHHاك
معروف .و هو ممن نبش قبره في واقعة سنة 443و أحرقت تربته.
و قال الشHHيخ القمى في الكHHنى و األلقHHاب :الناشHHي االصHHغر هHHو ابHHو الحسHHن علي بن عبHHد هّللا بن وصHHيف
البغدادي الحالء الفاضل المتكلم الشاعر البارع اإلمامي المشهور له كتاب في اإلمامHة و أشHعار كثHيرة في
أهل البيت (ع) ال تحصى حHHتى عHHرف بهم و لقب بشHHاعر أهHHل الHHبيت (ع) ،ولHHد سHHنة 271و يHHروي عن
المبرد و ابن المعتز قال ابن خلكان و هو من الشعراء المحسنين و له في أهل الHHبيت (ع) قصHHائد كثHHيرة و
كHHان متكلمHHا بارعHHا اخHHذ علم الكالم عن أبي سHHهل إسHHماعيل بن علي بن نHHوبخت المتكلم و كHHان من كبHHار
الشيعة و له تصانيف كثيرة و كان جده و صيف مملوكا و أبوه عبد هّللا عطارا و قيHل لHه الحالء ألنHه كHان
يعمل حلية من النحاس و مضى إلى الكوفة سنة 325و أملى شعره بجامعها و كHHان المتنHHبي و هHHو صHHبي
يحضر مجلسه بها و كتب من إمالئه لنفسه من قصيدة:
38
المرقعة :الثوب المرقع ،و السطيحة :المزادة ،و الركوة :الدلو الصغير.
مقاصدها من الخلق الرقاب و صارمه كبيعته بخّم
و قال النجاشي و الشيخ في الفهرست ،له كتاب في علم الكالم .و عHده ابن النHديم في المتكلمين من الشHيعة
و قال :كان متكلما بارعا.
قال الحموي :و كان الناشي يعتقد االمامة و يناظر عليها باجود عبارة فاستنفد عمره في مHHديح أهHHل الHHبيت
حتى عرف بهم ،و اشعاره فيهم ال تحصى كثرة ،و مدح مع ذلك الراضHHي باهّلل و لHه معHه اخبHار ،و قصHHد
كافور اإلخشيدّي بمصر فامتدحه و امتدح ابن حنزابة و كان ينادمه.
و في االعيان :و قيل وفد الناشي على عضد الدولة بن بويه و امتدحه فأمر لHه بجHائزة سHنّية و أحالHه على
الخازن فقال ما في الخزانة شيء فاعتذر اليه عضد الدولة و قال :ربما تأخر حمل المال الينا و سنضاعف
لك الجائزة متى حظر فخرج من عنده فوجد على البHاب كالبHا لعضHد الدولHة عليهHا قالئHد الHذهب و جالل
الخز قد ذبح لها السخال و القيت بين يديها فعاد الى عضد الدولة و أنشأ يقول:
ثم حمل الى عضد الدولة مال على بغال و ضاع منها بغل و وقف على باب الناشي فأخذ ما عليHHه ثم دخHHل
على عضد الدولة و أنشده قصيدته التي يقول فيها:
و في األعيان :قال ياقوت حدث الخالع قال حدثني ابHو الحسHن الناشHي قHHال كنت بالكوفHHة سHنة 325و أنHا
أملى شعري في المسجد الجامع بها و الناس يكتبون عني.
قال السيد األمين في االعيان :الظاهر أن ذلك الشعر كان في مدح أهل البيت عليهم السالم و اال فغHHيره من
الشعر ال يقرأ في المسجد الجامع بالكوفة ،و كان الناس الذين يكتبون عنه هم الشيعة ،الن جّل اهل الكوفHHة
كانوا شيعة في ذلك الوقت .انتهى
(االبيات) توفي ببغداد سHHنة 366أو 360و الناشHHي كمHHا عن أنسHHاب السHHمعاني يقHHال لمن نشHHأ في فّن من
فنون الشعر و اشتهر به و المشهور بهذه النسHHبة علي بن عبHHد هّللا ،و قيHHل انHHه تHHوفي يHHوم االربعHHاء لخمس
خلون من صفر و مولده في سنة إحدى و سبعين و مائتين.
39الحباب :األفعى.
40شبر ،جواد ،أدب الطف10 ،جلد ،دار المرتضى -لبنان -بيروت ،چاپ 1409 ،1 :ه.ق.
اليه في مهاجرتي اإلياب أتيتك تائبا فاشفع الى من
بهم يصلى لظى و بهم يثاب يقول لقد نجوت بأهل بيت
علي الذي بالشمس ازرت دالئله اال إن خير الخلق بعد محمد
و ستر على االسالم ذو الطول سابله حجاب آله الخلق أحكم رتقه
و حبل ينال الفوز في البعث واصله و باب غدا فينا لخير مدينة
يقول بحّر القول إن قال قائله و عيبة علم هّللا و الصادق الذي
و كّذ ب دعوى كل رجس يناضله اذا قال قوال صّد ق الوحي قوله
و ليس علي يحمل الطهر كاهله امام عال من ختم الرسل كاهال
فكادت تنال النجم منه أنامله و لما دحا األصنام أومى بكفه
الخلق رسوال لكنتم رسال لو كان بعد النبي يوجد في
أوال فقد باء هابطا سفال من يغتل فليكن عاله كذا
و قوله:
أبو العباس عبد هّللا بن محمد االنباري البغدادي المعروف بابن شرشير الشاعر حكي انه كان في طبقة ابن
الرومي و البحتري و كان نحويا عروضيا منطقيا متكلمHا لHه قصHHيدة في فنHون من العلم تبلHغ أربعHة آالف
بيت و له عدة تصانيف و أشعار كثيرة في جوارح الصيد و االمة و الصيود كأنه كان صاحب صHHيد و قHHد
أستشهد كشاجم بشعره في كتاب المصايد و المطHHارد في مواضHHع تHHوفي بمصHHر سHHنة 293انتهى مHHا قالHHه
القمي في الكنى و االلقاب .و قال السيد االمين في األعيان:
الناشي االكبر اسمه عبيد هّللا بن محمد بن شرشر و ال دليل على تشيعه
فما تابع حقا يالم على الزمن -7أال ال تلمني في والي أبا حسن
و كان يروي حديثا في الهدى عجبا -8روى لنا انس فيما رأى انس
في رمحه يحكيه بدر الدجى لهفي على بدر الهدى إذ عال
أبرزت بعد الصون بين المال لهفي على تلك الوجوه التي
و له:
و قوله في الحسين:
و قوله أيضا:
جودي على الغريب اذ الجار ال يجار جودي على الحسين يا عين بانغزار
جودي على القتيل مطروحا في القفار جودي على النساء مع الصبية الصغار
أال يا بني الرسول أخلت منكم الديار أال يا بني الرسول لقد قل االصطبار
و له:
ما عبشت في بحر الهموم غريقا يا يوم عاشورا لقد خّلفتني
لم يرو حتى للمنون أذيقا أ أذوق رّي الماء و ابن محمد
و له:
و له:
على الرمح مثل البدر في ليلة البدر أ أنسى حسينا يوم سير برأسه
[ترجمته]
األمير محمد السوسي األمير ابو عبد هّللا محمHHد بن عبHHد هّللا بن عبHHد العزيHHز بن محمHHد السوسHHي تHHوفي في
حدود سنة 370و دفن بحلب .كان فاضال أديبا كاتبا بحلب و سافر الى فارس ثم عاد الى محله.
ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء اهل البيت المجاهرين و يطلق هHHذا اللقب على أحمHHد بن
يحيى بن مالك الهمداني ذكره الشيخ القمي في (الكنى و األلقاب) فقال :كان كوفي األصHHل ،سHHكن سّHHر من
رأى و حّد ث بها ،أخذ عن جماعة كثيرة من المحدثين و روى عنه جمع منهم أبو حاتم الHHرازي الHذي كتب
عنه و سئل عنه فقال :صدوق توفي سنة .263
قال :و هو غير السوسي الذي مدح أهل البيت عليهم السالم و رثى الحسين ابن علي عليه السالم.
و السوسي نسبة الى السوس كورة باهواز فيها قبر دانيال عليه السالم ،معرب شHوش ،و بلHد بHالمغرب ،و
بلد آخر بالروم .انتهى
[ترجمته]
ابو عثمان سعيد بن هاشم بن وعلة البصري العبدي ابو عثمان الخالدي االصغر :توفي سنة 371الخالدي
نسبة الى الخالدية قرية من قرى الموصل ،و العبدي نسبة الى قبيلة عبHد القيس المنتهى نسHبه اليهم و كأنHه
ورث التشيع عنهم .و في معجم االدباء اسماه سعد .و الصHHحيح سHHعيد كHHان هHHو و اخHHوه ابHHو بكHHر 43اديHHبي
البصرة و شاعريها في وقتهما ،و كان بينهما و بين السري الرفاء الموصلي مHHا يكHHون بين المتعاصHHر من
التغاير و التضاغن فكان يدعى عليهما بسرقة شHHعره و شHHعر غHHيره .في اليتيمHHة :كHHان يتشHHيع و يتمثHHل في
شعره بما يدل على مذهبه كقوله:
ال تتركّنى من ذنبي على وجل انظر إلّي بعين الصفح عن زللي
و من شعره:
42و في مقال للدكتور مصطفى جواد كتبه في العدد التاسع من مجلة( البالغ) الكاظمية السنة األولى .ان هذه األبيات و التي بعدها ألبي بكر محمد
بن أحمد بن حمدان المعروف ب( الخباز البلدي) نسبة الى بلد من بلدان الجزيرة التي فPوق الموصPل و تسPمى ايضPا( بلPط) و تعPرف اليPوم باسPم
تركي هو( أسكي موصل) اي الموصل العتيقPPة .كPPان الخبPPاز البلPدي أّميPPا إال أنPPه حفPPظ القPPرآن الكPPريم ،ذكPPره الثعPPالبي في يتيمPPة الPدهر و العمPPاد
االصفهاني في خريدة القصر و ذكره نصر هّللا ابن األثير في المثل السائر ،و كان من حسنات بلده ،و شعره كلPPه ملح و تحPPف و غPPرر و ال تخلPPو
مقطوعة له من معنى حسن أو مثل سائر ذكره القفطي في كتابه المذكور غير مرة و قال:
و كان يتشيع و يتمثل في شعره بما يدل على مذهبه كقوله:
و حمائم نبهّن ني االبيات .و قوله جحدت والء موالنا الوصي األبيات.
أقول و روى له نتفا شعرية عذبة .و قال الشيخ القمي في الكني و األلقاب :محمPد بن احمPد بن الحسPين البلPدي الموصPلي شPيخ عPالم فاضPل اديب
شاعر امامي كان من شعراء الصاحب بن عباد و قد ذكر شيخنا الحر العاملي رحمه هّللا في أمل اآلمل بعض أشعاره.
43ابو بكر اسمه محمد بن هاشم بن وعلة بن عرام بن يزيد بن عبد هّللا ابن عبد منّبه بن يثربي بن عبد السالم بن خالد بن عبد منّب ه من بPPني عبPPد
القيس ،و تأتي ترجمته في هذا الجزء.
44
كفعل يزيد في آل النبي لقد فعلت جفونك في البرايا
و له:
و له:
و له:
و ترجمه السيد األمين في األعيان و ذكر له شعرا كثيرا و كلHHه من النHHوع العHHالي و ذكHHر لHHه النHHويري في
نهاية األدب قوله:
و قال:
في القلب مني و ريح مثل أنفاسي قطر كدمعي و برق مثل نار جوى
االمير ابو علي تميم بن الخليفة المعز لدين هّللا مسعد بن اسماعيل الفاطمي:
و قّرت بهم دار و صّح وداد نأوا بعد ما القت مكائدها النوى
47يريد به زياد بن ابيه والد عبيد هّللا بن زياد الذى ارسل الجيوش لمحاربة الحسين عليه السالم.
48الكياد :المكايدة مصدر كايد.
49يعني بذلك رّض جسد الحسين عليه السالم بحوافر الخيول.
50يعنى به ابن زياد الذي ال يعرف البيه أب.
إذا حان من بّث الكئيب نفاد و لهفي على زيد و بّثا مرددا
سبايا الى ارض الشام تقاد تساق على االرغام قسرا نساؤهم
كما سيق في عصف الرياح جراد يسقن الى دار اللعين صواغرا
نبيا علت للحق منه زناد متى بعث الرحمن منكم كجدهم
إذا عّد إيمان و عّد جهاد متى كان يوما صخركم كعلّيهم
إذا اشتد إبعاد و أرمل 53زاد أ ليس رسول هّللا فيهم خصيمكم
بكم أم بهم دين اإلله يشاد بكم أم بهم جاء القرآن مبشرا
[ترجمته]
األمير ابو علي تميم بن الخليفة المعز لدين هّللا معد بن اسماعيل الفاطمي :قال السيد األمين في األعيHHان ج
14ص :308
اديب شاعر من بيت الملك في ابان عزه و مجده ذكره صاحب اليتيمHHة و لم يHHذكر من أحوالHHه شHHيئا سHHوى
أشعار له أوردها و قالت مجلة الرسالة المصرية عدد 331من السنة السابعة هو كما يعرف األدبHHاء امHHير
شعراء مصر في العصر الفاطمي و يمكننا القول بان تميما هذا كان مبدأ حياة خصيبة عامرة نشأ في وقت
واحد مع القاهرة و كان الشعر في مصر بما تعلمHHه من الضHHعف و القلHHة و النHHدرة أقHHول و روى لHHه بعض
أشعاره التي نظمها سنة 374ه و شعره الذي يمدح به اخاه الخليفة العزيز باهّلل الفاطمي اكثره بHHل جّل ه في
ديوانه المطبوع بمطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة قال ابن خلكHHان :و كHHانت وفاتHHه في ذي القعHHدة سHHنة
اربع و سبعين و ثالثمائة بمصر رحمه هّللا تعالى و دفن بالحجرة التي فيها قبر ابيه المعز.
و قال في الغزل:
53أرمل :نفد.
في الدمع من طول البكاء ها فانظريني سابحا
و من شعره:
و له قصيدة اخرى يرّد بها على ابن المعتز في تفضيله العباسيين على العلويين أولها:
و منها:
أتت بشاشتها أقصى خراسان أرض اذا نفحت ريح العراق بها
قّد ا معا مثلما قّد الشرا كان هذا قسيم رسول هّللا من آدم
وجه الهدى و هما في الوجه عينان و ذاك سبطا رسول هّللا جدهما
هذا و ترجون عند الحوض إحساني قتلتم ولدي صبرا على ظمأ
بنات أحمد نهب الروم و الصين اليوم شقق جيب الدين و انتهبت
أمسى عبير نحور الحور و العين اليوم خّض ب جيب المصطفى بدم
بكل لؤلؤ دمع فيك مكنون قومي على جدث بالطف فانتقضي
ذكرها الخوارزمي في مقتله ،و ابن شهرآشوب في مناقبه ،و العالمة المجلسي في العاشر من البحار.
[ترجمته]
ابو الحسن علي بن احمد الجرجاني المعروف بالجوهري :توفي في حدود سنة .380عن ريHHاض العلمHHاء
إنه كان شاعرا اديبا مشهورا ،و هو صHاحب القصHائد الفHاخرة الكثHيرة في منHاقب أهHل الHبيت و مصHائب
شهدائهم.
كان من صنايع الوزير الصاحب بن عباد و ندمائه و شعرائه ،تعاطى صناعة الشعر في ريعان من عمHHره
جزاه هّللا خير جزاء المحسنين.
له نفس الوصي نفس البتول هي نفس الحسين نفس رسول ال
في بنيه صّلوا على جبرئيل كم بكى جبرئيل مّم ا دهاه
من عقاب التخليد و التنكيل) (و يجازى كّل بما كان منه
أن يقولوا :من قيل اسماعيل قد كفاني في الشرق و الغرب فخرا
56
حسبي هّللا و هو خير وكيل و متى كادني النواصب فيكم
الصاحب بن عباد:
قد كان يذبل منه ركنا يذبل لو أن ما ألقاه حّم ل يذبال
حتى رأيت نجومه يبكين لي ما زلت أرعى الليل رعي موكل
وقفت كوقفة سائل عن منزل حتى اذا بلغت الى حيث انتهت
أو شئت مرت في طريقة زلزل إن شئت مّر ت في طريقة معبد
و الدهر أعمى ليس يعرف معقلي قد كان ذاك و في الصبا متنّفس
و حمى الجيوش كمثل ليل أليل شهر الحسام لحسم داء معضل
قرم القروم يفوق كّل البّز ل و اذا انثنيت الى العلوم رأيته
سألوه مّد رعين ثوب تذّلل لم يسأل األقوام عن أمر و كم
في الوقت فّر ارا فهل من معدل] [قد كان كّر ارا فسّم ي غيره
عهدوا فقل في نكث باغ مبطل حّلوا و قد عقدوا كما نكثوا و قد
يا أّم ة مثل الّنعام المهمل هل صّير هّللا النساء أئمة
هي للنبّي الخير خير مقّبل نكت الدعّي ابن البغي ضواحكا
أوداج أوالد النبّي و تعتلي تمضي بنو هند سيوف الهند في
و الضحك بعد السبط غير محّلل فأرى البكاء مدى الزمان محلال
ساداته فأتت بحسن مكمل رام ابن عباد بها قربى الى
إال الذي وافى لعدة أفحل ما ينكر المعنى الذي قصدت له
58
حتى تحوز كمال عيش مقبل و عليك يا مكّي حسن نشيدها
و الدهر يلزم -كيف شئت -جنابي أو لّم تر الدنيا تطيع أوامري
باب الرشاد الى هدى و صواب من بعد ما استّد ت مطالب طالب
هل يرتجى مطر بغير سحاب ال يرتجى دين خال من حّبكم
ترك العقيدة ربة االنساب لم يعلموا أّن الهوى يهوي بمن
غلب الخضارم كّل يوم غالب لم يعلموا أّن الوصّي هو الذي
قد سام أهل الّش رك سوم عذاب لم يعلموا أّن الوصّي هو الذي
أزرى ببدر كّل أصيد آبي لم يعلموا أّن الوصي هو الذي
علياه تسبق عّد كّل حساب مالي أقّص فضائل البحر الذي
لكن على النّص اب مثل الصاب يحلو اذا الشيعّي رّد د ذكره
دأبي و هّن عقائد اآلداب مدح كأيام الشباب جعلتها
زّفت الى بشر مدى األحقاب يا كفؤ بنت محمد لوالك ما
يك أحمد المبعوث ذا أعقاب يا أصل عترة احمد لوالك لم
حوت الكمال و كنت أفضل باب كان النبّي مدينة العلم التي
باعوا شريعتهم بكّف تراب قد لقبوك أبا تراب بعد ما
و لطول نوحي أو أصير لما بي قتلوا الحسين فيا لعولي بعده
يرجو 60برغم الناصب الكّذ اب اّن ابن عّباد بآل محمد
61
مثل الشباب و جودة األحباب فاليك يا كوفّي أنشد هذه
و قال:
62
و اصدقاني من تالها اذكرا أمر براة
62براة :اي براءة .و يعني بها سورة براءة ،و لعل األصوب( براء).
63لعل المقصود :يا صم صداها.
قام كلب فادعاها و احتمى عنها و لو قد
الصاحب بن عباد:
64عن الديوان.
و أبناه عند التفاخر ابناه مبناه مبنى النبي تعرفه
بليت بهم فادفع عظيم بالئهم حسين توسل لي إلى هّللا إنني
66
فلم يثنني عنكم طويل عوائهم فكم قد دعوني رافضيا لحبكم
الصاحب بن عباد:
أبو القاسم كافي الكفاة اسHماعيل بن أبي الحسHن عبHاد بن العبHاس بن حمHد بن ادريس الHديلمي األصHفهاني
القزويني الطالقاني وزير مؤيد الدولة ثم فخر الدولة و أحHHد كتHHاب الHHدنيا األربعHHة و قيHHل فيHHه و القائHHل أبHHو
سعيد الرستمي.
ولد ألربع عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة 326باصطخر فHHارس و تHHوفي ليلHHة الجمعHHة 24من صHHفر
سنة 385بالري هكذا أرخ مولده ابن خلكان و ياقوت في معجم األدباء و شّيع في موكب مهيب مشHHى فيHHه
فخر الدولة و القواد و حمل الى اصبهان و دفن هناك.
ولي الوزارة ثماني عشرة سنة و شهرا .عده ابن شهر أشوب في شعراء أهل البيت المجاهرين و له عشرة
آالف بيت في مدح آل رسول هّللا و قد نقش على خاتمه.
فداء تراب نعل أبي تراب و قال :انا و جميع من فوق التراب
و جاء في روضات الجنات أن أمويا وفد على الصاحب و رفع اليه رقعة فيها:
فال عاش حربّي يدب على األرض أنا رجل يرمونني الناس بالرفض
فإّن لهم حبي كما لكم بغضي ذروني و آل المصطفى خيره الورى
جهنم كان الفوز عندي جحيمها أبا حسن لو كان حّبك مدخلي
و من شعره:
و ألف الثعالبي (يتيمة الدهر (باسمه لذاك تجد جّل ما فيها مدحا له.
كانت داره ال تخلو في كل ليلة من ليالي شهر رمضان من ألف نفس تتناول طعام اإلفطار على مائدته.
كان نادرة الدهر و أعجوبة العصر في فضائله و مكارمه و كرمه و كتب عنه الكتاب و ألفوا فيHHه و اخHHيرا
كتب العالمة البحاثة الشيخ محمد حسن ياسين عنه ثم جمع ديوانه و نشر بعض رسائله فأفHHاد و أجHHاد .و ال
يكاد يخلو كتاب من كتب االدب من ذكر أحوال الصاحب بن عباد .و رثاه ابو سعيد الرستمى بقوله:
فما لهما حتى المعاد معاد أبى هّللا إال أن يموتا بموته
لم يكن للصاحب من األوالد غير بنت ،زّوجهHHا من الشHHريف ابي الحسHHين علي بن الحسHHين الحسHHني ،قHHال
الداودي صاحب (العمدة) :صاهر الصاحب كافي الكفHاة ،ابHHا الحسHHين علي بن الحسHHين االطHHرش الHHرئيس
بهمدان -من أهل العلم و الفضل و األدب -على ابنته ،ينتهي نسبه الى الحسن السHHبط عليHHه السHHالم ،و كHHان
الصاحب يفتخر بهذه الوصلة و يباهي بها ،و لما ولدت ابنة الصاحب من ابي الحسين ابنه عبادا و وصلت
البشارة الى الصاحب قال:
قد صار سبط رسول هّللا لي ولدا الحمد هّلل حمدا دائما أبدا
و كان الصاحب على تعاظمه و علّو مكانه سهل الجانب إلخوانHHه ،فانHHه كHHان يقHول لجلسHHائه :نحن بالنهHHار
سلطان و بالليل اخوان.
و قال ابو منصور البيع :دخلت يوما على الصاحب فطاولته الحديث فلمHHا اردت القيHHام قلت :لعلي طّHHولت.
فقال :ال بل تطّولت.
و قال العتبي :كتب بعض اصHHحاب الصHHاحب رقعHHة اليHHه في حاجHHة ،فوقHHع فيهHHا و لمHHا ردت اليهم لم يجHHد
وافيها توقيعا .و قد تواترت االخبHHار بوقHHوع التوقيHHع فيهHHا ،فعرضHHوها على ابي العبHHاس الضHHبي فمHHا زال
يتصفحها حتى عثر بالتوقيع ،و هو ألف واحدة .و كان في الرقعة :فان رأى موالنا أن ينعم بكذا.
و في كتاب خاص الخاص للثعالبي تحت عنوان :فيما يقارب االعجاز من إيجاز البلغاء ،قول الصاحب بن
عباد في وصف الحّر :وجHدت حّHرا يشHبه قلب الصHHب و يHذيب دمHاغ الضHHب و جHاء في يتيمHة الHدهر ان
الضّر ابين رفعوا الى الصاحب قصة في ظالمة و قد كتبوا تحتها :الضرابون .فوّقع تحتها :في حديد بHHارد.
و دخل عليه رجل ال يعرفه ،فقال له الصاحب :أبو من:
فأنشد الرجل:
هو ابو القاسم اسماعيل بن عباد بن العباس الطالقاني كان اديبا منشئا و عالما في اللغة و غيرها و هو اول
من لقب بالصاحب من الوزراء النه كان
يصحب ابن العميد فقيل له صاحب ابن العميHHد ،ثم اطلHHق عليHHه هHHذا اللقب لمHHا تHHولى الHHوزارة و بقي علمHHا
عليه .و قد وّز ر اوال لمؤيد الدولة بن ركن الدولة بن بويه بعHHد ابن العميHHد .فلمHHا تHHوفي مؤيHHد الدولHHة تHHولى
مكانه اخوه فخر الدولة فاقّر الصاحب على وزارتHHه و كHHان مبجال عنHHده نافHHذ األمHHر و كHHان مجلسHHه محHHط
الشعراء و األدباء يمدحونه أو يتنافسون أو يتقاضون بين يديه.
و ذاعت شHHهرته في ذلHHك العصHHر حHHتى اصHHبح موضHHوع إعجHHاب القHHوم يتسHHابقون الى اطرائHHه و نظمت
القصائد في مدحه:
و له من التصانيف :المحيط باللغة سبع مجلدات رتبHHه على حHHروف المعجم و الكHHافي بالرسHHائل و جمهHHرة
الجمرة و كتاب االعياد ،و كتاب االمامة ،و كتاب الوزراء و كتاب الكشف عن مساويء شعر المتنHHبي ،و
كتاب األسماء الحسنى و كان ذا مكتبة ال نظير لها.
ابو القاسم اسماعيل بن ابي الحسن عباد ،بن العباس ،بن عباد بن أحمد ابن ادريس الطالقاني:
كان نادرة الدهر و اعجوبة العصر في فضائله ،و مكارمه و كرمه ،اخذ األدب عن ابي الحسين ،احمد بن
فارس اللغوي صاحب كتاب المجمل في اللغHHة ،و اخHHذ عن ابي الفضHHل بن العميHHد و غيرهمHHا ،و قHHال ابHHو
منصور الثعالبي في كتابه اليتيمة في حقه :ليست تحضرني عبHارة ارضHاها لالفصHاح عن علّHو محلHه في
العلم و األدب ،و جاللة شأنه في الجود و الكرم و تفّHر ده بالغايHات في المحاسHن و جمعHه اشHتات المفHاخر
ألن همHHة قHHولي تنخفض عن بلHHوغ أدنى فضHHائله و معاليHHه ،و جهHHد وصHHفي يقصHHر عن أيسHHر فواضHHله و
مساعيه ،ثم شرع في شرح بعض محاسنه و طرف من احواله:
و دّب و درج من و كرهHا ،و رضHHع أفHHاويق دّرهHا و ورثهHا عن آبائHه و هHو أول من لقب بالصHHاحب من
الوزراء ألنه كان يصحب أبا الفضل ابن العميد ،فقيل له :صاحب ابن العميد ،ثم اطلق عليه هذا اللقب لمHHا
تولى الوزارة ،و بقي علما عليه.
و قوله:
و أمرك ممتثل في األمم و قائلة لم عرتك الهموم
و الصاحب مجيد في شعره كما هو بارع في نثره ،و قّلما يكون الكاتب جيد الشHHعر و لكن الصHHاحب جمHHع
بينهما .و من قوله في منجم
و ذكر صاحب البغية أنه كان في الصغر إذا أراد المضي الى المسجد ليقHHرأ تعطيHHه والدتHHه دينHHارا في كHHل
يوم و درهما و تقول له :تصّد ق بهذا على أول فقير تلقHHاه ،فكHHان هHHذا دأبHHه في شHHبابه الى أن كHHبر و صHHار
يقول للفّراش كل ليلة:
اطرح تحت المطرح دينارا و درهما ،لئال ينساه ،فبقي على هذا مدة .ثم أن الفّر اش نسي ليلة من الليالي ان
يطرح له الدرهم و الدينار .فانتبه و صّلى و قلب المطرح ليأخذ الدرهم و الدينار ففقدهما فتطّي ر من ذلHHك،
فقال للفراشين:
خذوا كل ما هنا من الفراش و أعطوه ألول فقير تلقونه ،فخرجوا و إذا بهاشمّى أعمى تقوده زوجته ،فقالوا
هلّم لتأخذ مطرح ديباج و مخاد ديباج ،فأغمي عليه .فأعلموا الصاحب بأمره ،فأحضره و رّش عليه الماء،
فلما أفاق سأله عن أمره ،فقال :سلوا هذه المرأة إن لم تصدقوني ،فقالوا له :اشرح فقال:
انا رجل شريف لي ابنة من هذه المHHرأة خطبهHHا رجHHل فزوجنHHاه ،ولي سHHنتين آخHHذ مHHا يفضHHل عن قوتنHHا و
اشتري جهازا لها فقالت أمها :اشتهيت لها مطرح ديباج ،فقلت لها :من أين لي ذلك .و جرى بيHHني و بينهHHا
نزاع حتى خرجت على وجهي .فلما قHHال لي هHؤالء هHذا الكالم حّHق لي أن يغمى علّي .فقHال الصHHاحب ال
يكون الديباج إال مع ما يليق به ،ثم اشترى له جهازا ثمينا و احضر الزوج و دفع له بضاعة سنية ليعمل و
يربح.
[ترجمته]
أبو بكر محمد بن هاشم بن وعلة الخالدي الكبير أحد الخالديين و اآلخر اخوه ابو عثمان سعيد.
و الخالدي نسبة الى الخالدية من قرى الموصHل ،لHه ديHوان المHراثي و شHارك أخHاه الخالHدي الصHغير أبHا
عثمان سعيد في ديوانه و قيل انه شاركه في كتاب الحماسة.
و مدح الخالديان الشريف أبا الحسن محمد بن عمر العلوي الزبيHHدي فابطHHأت عنهمHHا جائزتHHه فأرسHHال اليHHه
قصيدة -و كان قد أراد السفر:
67رواها السيد االمين في االعيان عن يتيمة الدهر للثعPالبي ص 170أقPول و قPد تقPدمت هPذه األبيPات في ترجمPة كشPاجم من جملPة قصPيدة ،و
الشاعران في عصر واحد .و ربما نظم أحدهما قطعة و جاراه اآلخر فنظم على القافية فكانتا قصيدة واحدة.
من يخالفه كفر و نرى معاوية إماما
و قال أيضا:
الحسين بن الحّجاج
سقوه كؤس الموت بالبيض و االسل أبا حوا دم المقتول بالطف بعد ما
كما الليث في سرب النعاج اذا حمل و تاهّلل ما أنساه بالطف صائال
و يصبر للحرب الشنيع اذا اشتعل ينهنه عنه القوم يمنا و يسرة
فيا خير محمول و يا خير من حمل فلهفي لمن كان النبي قلوصه
و ينكته أهل البدائع و الزلل يقّبل فاه مرة بعد مّر ة
و يشرقن كاالقمار في حلل الحلل فما البيض إال البيض يلمعن كالدما
68
فما لك فيها ناقة ال و ال جمل فخّل حديث الطعن و الضرب في الوغا
[ترجمته]
الحسين بن الحجاج المتوفي سنة :391ابو عبد هّللا الحسين بن احمد بن الحجاج الHHنيلي البغHHدادي االمHHامي
الكاتب الفاضل من شعراء أهل البيت ،كان فرد زمانه في وقته .يقال انه في الشعر في درجة امHHرئ القيس
و انه لم يكن بينهما مثلهما .كان معاصرا للسيدين و له ديوان شعر كبHHير عHHدة مجلHHدات ،و جمHHع الشHHريف
الرضي رحمه هّللا المختار من شعره سماه (الحسن من شعر الحسين) و كان ذلك في حياة ابن الحجHHاج ،و
في أمل األمل للحر العاملي قال :كان إمامي المذهب و يظهر من شHعره أنHه من اوالد الحجHاج بن يوسHف
الثقفي و عّد ه ابن خلكان و ابو الفداء من كّبار الشيعة ،و الحموي في معجم األدباء يقول :من كبHار شHعراء
الشيعة ،و آخر من فحول الكّتاب ،فالشHHعر كHHان أحHHد فنونHHه كمHHا أن الكتابHHة إحHHدى محاسHHنه الجّم ة و عّHد ه
صاحب رياض العلماء من كبراء العلماء و كان ذا منصب خطير و هHHو توليHHه الحسHHبة ببغHHداد -و الحسHHبة
هي األمر بالمعروف و النهي عن المنكر بين الناس كاّفة و ال تكون إال لوجيه البلد و ال يكHHون غHHير الحHHر
العدل و المعروف بالرأي و الصراحة و الخشونة بذات هّللا و معروفا بالديانة موصوفا بالصيانة بعيHHدا عن
التهم ،و شاعرنا ابن الحجاج قد توالها مرة بعد أخرى ،قالوا إنHHه تHHولى الحسHHبة مHHرتين ببغHHداد ،مHHرة على
عهد الخليفة العباسى المقتدر باهّلل ،و اخرى أقامه عليها عّز الدولة في وزارة ابن بقّية الHHذي اسHHتوزره عHHز
الدولة سنة 362و توفي سنة 367و الغالب على شعره الهزل و المجHHون ،و كHHان اذا استرسHHل فيهمHHا فال
يجعجع به حضور ملك أو هيبة أمير ،كما أن جّل شعره يعرب عن والئه الخالص ألهHHل الHHبيت و الوقيعHHة
في مناوئيهم.
و من شعره قصيدته الغراء التي أنشدها في حرم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السالم و أولها:
من زار قبرك و استشفي لديك شفي يا صاحب القّبة البيضا على النجف
يزره بالقبر ملهوفا لديه كفي زوروا لمن تسمع النجوى لديه فمن
ملبيا واسع سعيا حوله وطف إذا وصلت فأحرم قبل تدخله
تأّم ل الباب تلقا وجهه فقف حتى إذا طفت سبعا حول قبته
أهل السالم و أهل العلم و الشرف و قل :سالم من هّللا السالم على
بها يداه فلن يشقى و لم يخف ألنك العروة الوثقى فمن علقت
على مريض شفي من سقمه الّد نف و إن أسماءك الحسنى إذا تليت
و إّن نورك نور غير منكسف ألن شأنك شأن غير منتقص
من االمور و قد أعيت لديه كفي كان النبي إذا استكفاك معضلة
أو شئت قلت لهم :يا أرض انخسفي لو شئت مسخهم في دورهم مسخوا
و قد حكمت فلم تظلم و لم تجف و الموت طوعك و األرواح تملكها
يمنعهم قوله :هذا أخي خلفي عاقوك و اّطرحوا قول النبّي و لم
به يداه فلن يخشى و لم يخف هذا وليكم بعدي فمن علقت
قال الشيخ االميني سHلمه هّللا ان السHلطان عضHد الدولHة بن بويHه لمHا بHنى سHور المشHهد الشHريف و دخHل
الحضرة الشريفة و قّبل اعتابها و احسن األدب فوقف
ابو عبد هّللا الحسين بن الحجاج بين يديه و أنشد هذه القصيدة فلما وصل منها الى الهجاء أغلظ له الشHHريف
سيدنا المرتضى و نهاه أن ينشد ذلك في باب حضرة اإلمام عليه السالم فقطع عليه فHHانقطع فلّم ا جّن عليHHه
الليل رأى ابن الحّجاج اإلمام علّيا عليه السالم في المنام و هو يقول :ال ينكسر خاطرك فقد بعثتا المرتضى
علم الهدى يعتذر إليك فال تخرج إليه حتى يأتيك ،ثم رأى الشريف المرتضى في تلHHك الليلHHة النHHبّي األعظم
صّلى هّللا عليه و آله و سلم و األئمة صلوات هّللا عليهم حوله جلوس فوقHHف بين أيHHديهم و سHHلم عليهم فحّس
منهم عدم إقبHHالهم عليHHه فعظم ذلHHك عنHHده و كHHبر لديHHه فقHHال :يHHا مHHوالّي أنHHا عبHHدكم و ولHHدكم و مHHواليكم فبم
استحققت هذا منكم؟ فقالوا :بما كسرت خاطر شHHاعرنا أبي عبHHد هّللا ابن الحجHHاج فعليHHك أن تمضHHي إليHHه و
تدخل عليه و تعتذر إليه و تأخذه و تمضي به إلى مسعود بن بابويه و تعّر فه عنايتنا فيه و شفقتنا عليه ،فقام
السيد من ساعته و مضى إلى أبي عبد هّللا فقرع عليه الباب فقال ابن الحجاج :سيدي الذي بعثك إلّي أمرني
أن ال أخرج اليك؛ و قال :إنه سيأتيك ،فقال :نعم سمعا و طاعة لهم .و دخل عليه و اعتذر إليه و مضHHى بHHه
الى السلطان و قصا القّص ة عليه كمHHا رأيHHاه فأكرمHHه و أنعم عليHHه و خّص ه بHHالرتب الجليلHHة و أمHHر بإنشHHاد
قصيدته.
و له من قصيدة رّد بها على قصيدة ابن سكرة محمد بن عبد هّللا بن محمد الهاشمي البغHHدادي من ولHHد علي
بن المهدي العباسي و قد تحامل بها على آل رسول هّللا (ص) فقال ابن الحجاج في الرد عليه.
يد االمير بحمد هّللا تحييني ال أكذب هّللا إن الصدق ينجيني
الى ان قال:
حتى الممات بال دنيا و ال دين فقر و كفر هميع أنت بينهما
ال زال زادك حّبا غير مطحون عّيرتها بالرحا و الزاد تطحنه
أهل الجنان بحور الخّرد العين سّت النساء غدا في الحشر يخدمها
في هّللا عزم إمام غير موهون و إّن قتل الحسين السبط قام به
آل النبوة أجر غير ممنون و إّن أجر ابن سعد في استباحته
بكل شعر ضعيف اللفظ ملحون هذا و عدت الى عثمان تندبه
ما ليس يخفى على البله لمجانين فصرت بالطعن من هذا الطريق الى
ذكر العجوز سوى وحي الشياطين تأتي بيوتكم فيه العجوز و هل
و أمر ربك بين الكاف و النون فقال :كن أنت قردا في استه ذنب
قلنا سابقا ان السيد الشريف الرضى قد جمHHع شHHعر ابن الحجHHاج و رتبHHه على الحHHروف فقHHال ابن الحجHHاج
يشكر السيد -كما في الجزء االخير من ديوانه -قوله:
لم يختلف اثنان في تاريخ وفاته و انهHHا في جمHHادى اآلخHHرة سHHنة 391بالنيHHل و هي بلHHدة على الفHرات بين
بغداد و الكوفة و حمل الى مشهد االمام موسHHى الكHHاظم عليHHه السHHالم و دفن فيHHه ،و كHHان أوصHHى أن يHHدفن
هنHHاك بحHHذاء رجلي االمHHام (ع) و يكتب على قHHبره (و كلبهم باسHHط ذراعيHHه بالوصHHيد) و رثHHاه الشHHريف
الرضي بقصيدة توجد في ديوانه و منها:
برهن الشيخ االميني أن الرجل عّم ر عمرا طويال تجاوز المائة سنة رحمه هّللا و أجزل ثوابه.
كم فّر ق البين قدما بين إلفين؟! مالي و للبين؟! ال أهال بطلعته
و ال يميالن من عهد إلى مين ال يطمع الدهر في تغيير وّد هما
فأصبحا بعد جمع الشمل ضّد ين رماهما حسدا منه بداهية
فما ترى جامعا منهم بشخصين أخنى على عترة الهادي فشّتتهم
أبكي بجفنين من عيني قريحين؟! يا سادتي أ لمن أبكي أسّى ؟! و لمن
أم الحسين لقى بين الخميسين؟ أبكي على الحسن المسموم مضطهدا؟!
روحي و ال طعمت طعم الكرا ،عيني ال عشت بعدك ما إن عشت النعمت
أذكا فراقك في قلبي حريقين انظر إلّي أخي قبل الفراق لقد
لليتم و السبي قد خّصت بذّلين انظر الى فاطم الصغرى أخي ترها
فتلتقي الضرب منها بالذراعين اذا دنت منك ظّل الّرجس يضربها
للثكل ضرب فما أقوى لضربين ضرب على الجسد البالي و في كبدي
قد قّيدوه على رغم بقيدين انظر عليا أسيرا ال نصير له
قال النبّي لعرش هّللا قرطين نورين كانا قديما في الّظالل كما
و العين أعني علّيا قّر ة العين فالميم غاية آمالي محّم دها
69
شمس و ما غربت عند العشائين صّلى اإلله عليهم كلما طلعت
و البن حماد:
بحت بالّتيه و الفخار جديرا ته على ساير القبور فقد أص
فوق رمح حكى الهالل المنيرا ثّم لّم ا رأين رأس حسين
و لم نأت في األنام نكيرا؟! صحن بالذل أّيها الناس لم نسبى
أحمد :ال زلت في لظى مدحورا قل لمن الم في ودادي بني
قد رقى كاهل النبّي ظهيرا و أبوهم عال على العرش لّم ا
إذن كنت عند ذاك قديرا قال :لو شئت ألمس النجم بالكف
لم اكن ابتغي سواه ظهيرا أنت مني كمثل هارون من موسى
فقد نلت منه فضال كبيرا قال :يا فاطم اسمعي و اشكري هّللا
لها خالصا يفوق المهورا قال رّب العال :جعلت لها المهر
70شبر ،جواد ،أدب الطف10 ،جلد ،دار المرتضى -لبنان -بيروت ،چاپ 1409 ،1 :ه.ق.
جبت على الخلق وّد ها المحصورا خمس أرضي لها و نهري و أو
شمس فيها ترى و ال زمهريرا أو ليس اإلله قال لنا :ال
[ترجمته]
ابن حماد العبدي ابو الحسن علي بن حماد بن عبيد هّللا بن حماد العدوي العبدي البصHHري يسHHتظهر الشHHيخ
األميني انه ولد في أوائل القرن الرابع و توفي في أواخره.
كان حماد والد المترجم له أحد شعراء أهل البيت عليهم السالم كما ذكره ولده بقوله:
و المترجم له علم من أعالم الشيعة و فّذ من علمائها و شعرائها و من حفظHHة الحHHديث المعاصHHرين للشHHيخ
الصدوق و نظرائه ،و قد أدركه النجاشي و قال في رجاله :قد رأيته.
قال الشيخ األميني :جمع العالمة السماوي شعره في أهل البيت فكان يربو على 2200بيتا .و لم نقف على
تاريخ والدة ابن حماد و وفاته غير أن النجاشي الذي أدركه و رآه و لم يرو عنه ولد في صفر سنة 372و
شيخه الذي يروي عنه و هو الجلودي البصHHري تHHوفي 17ذي الحجHHة سHHنة 332فيسHHتدعي التاريخHHان أن
المترجم ولد في أوائل القرن الرابع و توفي في أواخره ثم قال:
وقفنا البن حماد على قصيدة في مجموعة عتيقة مخطوطة في العصور المتقادمة
و قHHد ذكHHر ابن شهرآشHHوب بعض ابياتهHHا نسHHبة الى العبHHدي (سHHفيان بن مصHHعب) و تبعHHه البياضHHي في
(الصراط المستقيم) و غيره .و القصيدة للمترجم له ،و قال القمى في الكنى :ابHHو الحسHHن علي بن عبيHHد هّللا
بن حمHHاد العHHدوي الشHHاعر البصHHري من اكHHابر علمHHاء الشHHيعة و شHHعرائهم و محHHدثيهم و من المعاصHHرين
للصدوق و نظرائه و من شعره في مدح امير المؤمنين عليه السالم قوله:
سلي الليل عني هل أجن إذا جّنا أسايلتي عما أالقي من األسى
قفي و انظري و استخبري الجسد المضنى و إن قلت :إّن الليل ليس بناطق
و نحن على صدق الحديث الذي قلنا و قلتم و لم توفوا بصدق حديثكم
على الجمر؟! ال تهنا و ال بعدكم نمنا أ يهنا لكم طيب الكرى و جفوننا
فما زادنا إال جوى ذلك المغنا أنخنا بمغناكم لتحي نفوسنا
و ال تفر طوابل صححوا اللفظ و المعنى تعالوا الى اإلنصاف فيما اّد عيتموا
و ما كنت أدري أّن صحبتنا تفنا لقد كان عيشي باألحّبة صافيا
بكينا على أيامه بدم أقنا زمان نعمنا فيه حتى إذا مضى
موارده حتى نعود كما كنا و ال ذقت طعم الماء عذبا و ال صفت
حسينا فال تقتله يا شمر و اذبحنا تعّلقن بالشمر اللعين و قلن :دع
على الّر مح مثل الشمس فارقت الدجنا فحّز وريديه و رّك ب رأسه
أمّية منا بعدك الحقد و الضغنا :أال يا رسول هّللا يا جّد نا اقتضت
و طيف بنا عرض البالد و شتتنا سبينا كما تسبى اإلماء بذلة
و حزني لهم باق مدى الّد هر ال يفنى ستفنى حياتي بالبكاء عليهم
و أخزى الذي أمال له و به استنا أال لعن هّللا الذي سّن ظلمهم
إله البرايا قاب قوسين أو أدنا بجّد كم أسرى البراق فكان من
كما الّد ر و المرجان من قعره يجنى هو البحر يعلو العنبر المحض فوقه
كثّلة ضان أبصرت أسدا شّنا فحين رأت وجه الوصي تمزقت
كذاك حياة الّسلم في كّفه اليمنى فتى كّفه اليسرى حمام بحربه
لما عرفوا في الّناس بخال و ال ضّنا و لو فّض بين الناس معشار جوده
علينا فآمّنا بذاك و صّد قنا موّد تكم أجر النبّي محّم د
كرهنا ،و ما قلتم رضينا و صّد قنا فما شئتم شئنا و مهما كرهتموا
إليكم إذا إلف إلى إلفه حّنا فنحن مواليكم تحّن قلوبنا
لو أّنا على أحداقنا لكم زرنا نزوركم سعيا و قّل لحّقكم
إذن لم نحل عنه بحال و ال زلنا و لو بّضعت أجسادنا في هواكم
فما منكم بّد و ال عنكم مغنى و أنتم لنا غوث و أمن و رحمة
إذا ما وفدنا يوم ذاك و حوسبنا و أّن عليكم بعد ذاك حسابنا
فيظما الذي يقصى و يروى الذي يدنى و موردنا يوم القيامة حوضكم
فطوبا لنا إذ نحن عن أمركم جزنا و أمر صراط هّللا ثّم إليكم
سوى أّننا قوم بما دنتم دنا و ما ذنبنا عند الّنواصب ويلهم
و هّلل نّز هنا و إّياه وّحدنا و إنا اعتقدنا العدل في هّللا مذهبا
إماما لنا لكن ألنفسنا اخترنا و قالوا :رسول هّللا ما اختار بعده
بفضل من الّر حمن تهتم و ما تهنا فقلنا :إذن أنتم إمام إمامكم
لنا يوم «خّم » ال ابتدعنا و ال جرنا و لكّننا اخترنا الذي اختار رّبنا
فيا رّب زدنا منك نورا و ثبتنا و نحن على نور من هّللا واضح
تراثا جزى الّر حمن خيرا أبي شّنا بنى المجد لي شّن بن أقصى فحزته
ولي حسب عبد القيس مرتبة تبنى و حسبي بعد القيس في المجد والدي
فنلت بذا مجدا و نلت بذا أمنا و خالي تميم تّم مجدي بفخره
مديحا فلم تترك لذي مطعن طعنا و دونك الما للقالئد هّذ بت
و جّلت معانيه فزادت بها حسنا و خير فنون الشعر ما رّق لفظه
فذاك هذاء في الرءوس بال معنى و للشعر علم إن خال منه حرفه
من الكرب و التنغيص قد ادخل السجنا إذا ما أديب أنشد الغّث خلته
و قال ابو الحسن علي بن حماد العبدي البصري يمدح امير المؤمنين عليا صلوات هّللا عليه:
برء لقلبك من داء الهوى الوصب هل في سؤالك رسم المنزل الخرب
ما استحدرته النوى من دمعك السرب أم حّر ه يوم و شك البين يبرده
نأي الخليط الذي ولي و لم يؤب هيهات أن ينفذ الوجد المثير له
له المدامع من ماء و من عشب يا رائد الحي حسب الحي ما ضمنت
ان العيون لهم أهمى من السحب ما خلت من قبل ان حالت نوى قذف
غدرا و ما الغدر من شأن الفتى العربي من غادر لم أكن يوما أسّر به
بطرفه خدر من يهوى فلم يصب و خّلفوا عاشقا ملقى رمى خلسا
حجبن من قضب عنا و من كثب لهفي لما استودعت تلك القباب و ما
شوق الى برد ذاك الظلم و الشنب و في حشاي غليل بات يضرمه
بان الخليط و يا مضني الغرام ثب يا راقد اللوعة أهبب من كراك فقد
ريب المنون و غالته يد النوب أما و عصر هوى دّب العزاء له
سهم متى ما يصب شمل الفتى يشب شبت ابن عشرين عاما و الفراق له
خير الرجال و هذا أشرف الترب أزكى ثرى ضّم أزكى العالمين فذا
و ناد خير وصي صنو خير نبي و اجعل شعاري هّلل الخشوع به
عن حكمك انقلبوا عن خير منقلب اسمع أبا حسن ان األولى عدلوا
وضحته و اقتفوا نهجا من العطب ما بالهم نكبوا نهج النجاة و قد
و الموت داع متى يدع امرءا يجب حتى إذا الموت ناداه فاسمعه
و قد تبّد ل منها الجد باللعب حتى إذا ثالث منهم تقّم صها
تجّر فيها ذئاب آكلة الغلب عادت كما بدأت شوهاء جاهلة
لّم ا رقى احمد الهادي على قتب و كان عنها لهم في خم مزدجر
ابّلغ الناس و التبليغ أجدر بي قم يا علي فاني قد أمرت بأن
و ال تدور رحى إال على قطب و كنت قطب رحى االسالم دونهم
على الثرى ناكصا يهوى على العقب فاغضب المصطفى اذ جّر رايته
و مظهر الحق و المنعوت في الكتب ما أنت إال أخو الهادي و ناصره
أبناء حرب اليهم جحفل الحرب لو ال السقيفة ما قاد الذين هم
جورا و يقمع أهل الزيغ و الشغب من يمأل االرض عدال بعد ما ملئت
حرب الطغاة على قّب الكال شزب القائد البهم الشوس الكماة الى
إن سائني سخط أّم بّر ة و أب إن ترض عني فال أسديت عارفة
و قال يمدحه صلوات هّللا عليه و يرثي ولده الحسين عليه السالم:
بداء ال تصيب له دواء شجاك نوى االحبة كيف شاءا
و قال يمدحه و يذكر بعض مناقبه و يرثي ولده الحسين صلوات هّللا عليهما:
على زبر الحديد إذن لذابا لو أّن عشير ما ألقاه يلقى
و قال يرثي الحسين عليه السالم و يمتدح أهل البيت و يذم اعداءهم اذ كانوا فرحين:
في يوم عاشورا سنا و صباحا و كسا الصباح دجى الظالم فال ترى
ال نلت في كل األمور نجاحا يا من يسّر بيومه من بعده
في الرمح منتصبا عليها الحا حتى إذا نظرت سكينة رأسه
ساء الصباح لنا الغداة صباحا يا أخت و ايتمي و يتمك بعده
فلقد فقدنا السيد الجحجاحا يا أخت كيف يكون صبر بعده
فلقد يكون لنا الممات صالحا يا أخت لو متنا جميعا قبله
و قال يرثي ابا عبد هّللا الحسين عليه صلوات هّللا و على أصحابه الميامين:
و لم أندب االطهار فيه فما عذري اذا لم أقم في يوم عاشور مأتما
غريبا بارض الطف في مهمه قفر أ أنسى حسينا حين أصبح مفردا
على صدره أكرم بذلك من صدر و شمر عليه لعنة هّللا راكب
على عجل حتى تعلقن بالشمر و أنسى نساء السبط بادرن حّسرا
سليبا فلما أن نظرن الى المهر و قد مّر بنعاه الى االهل مهره
كبدر الدجى قد الح في ربعة العشر و لما رأين الراس في راس ذابل
و أيقّن بالتهتيك و السبي و االسر سقطن على حر الوجوه لرهبة
و تبليغه حتى نرى راية النصر حقيق على الرحمن انجاز وعده
فكم أعقبت لي النجح عاقبة الصبر فيا نفس صبرا ثم صبرا على االذى
72
من هّللا و العبدي في مدة الدهر و يا عترة الهادي سالم عليكم
و قال يرثي الحسين ايضا صلوات هّللا عليه و على جده و ابيه و امه و أخيه:
بنت عنا فأّي شيء يطيب طاب عيشي ما دمت حيا فلما
و قال يرثي الحسين عليه الصالة و السالم و على جده و ابيه و امه و اخيه و بنيه:
و أضنى جسمي و أوهى قوائي يا أخي يومك العظيم برى عظمي
فليس يرى إال الى الموت مسرعا إذا نزع االنسان ثوب شبابه
فاصبح بين الدود نهبا موزعا جرت عينه النجال على صحن خده
مضى باطال و اصنع من الخير مصنعا تالقي الذي فرطت فاستدرك الذي
فلست ترى اال مرّز ا مفّجعا فقد جعلت دار الفجائع و االسى
و لم ترع فيهم من لهم كان قد رعى غزتهم بجيش الحقد امة جدهم
و مالوا عليه باألسنة شّر عا سنوردكم حوض الردى قبل ورده
رأوا دونها زرق األسنة مشرعا إذا ما دنوا نحو الشريعة من ظما
فلله ذاك المصرع الفّذ مصرعا الى أن ثووا صرعى على الترب حوله
و خّلف منه الجسم شلوا مبضعا و أقبل شمر الرجس فاحتز راسه
فيا يومهم ما كان أدهى و أفظعا و مالوا على رحل الحسين و أهله
يسقن على رغم عطاشى و جّو عا فلو تنظر النسوان في ذلة السبا
به ثغر موالك الحسين مقّرعا و يضحك منك الثغر من بعد ما غدا
بطينا كما سمي من الشرك أنزعا أو الي الذي سّم ي لكثرة علمه
و كان لها من قبل ذاك همول و لما رأيت الحير 77حارت مدامعي
أما أنا للطهر النبي سليل أ ليس أبي خير الوصيين كلهم
77
الحير هو المكان الذى يحير فيه الماء و لذلك سمي موضع مقتل الحسين( ع) بالحائر.
الختك مأمول سواك و سول أخي يا أخي لم أعط سؤلي و لم يكن
بنا لرأت أمرا هناك يهول أخي لو رأت عيناك ما فعل العدى
أمالك من بعد الرحيل قفول اذا كنت أزمعت الرحيل فقل لنا
على طيب ميالد االنام دليل بكم طاب ميالدي فان ودادكم
إذ الطرف في يوم المعاد كليل و انكم أعلى الورى عند ربكم
تتيه على أقرانها و تطول فسمعا لها بكر الرثاء إذا بدت
سبيل الى شرب المياه ورود عطاشى على شاطى الفرات فما لهم
و كنت بما جادوا هناك أجود فيا ليتني يوم الطفوف شهدتهم
سلي سائق االضعان اين يريد أخي لقد ذابت من السير مهجتي
فما حال من يبكي عليه حسود و نادت بصوت قد بكى منه حاسد
ينادي منادي الحق أين يزيد فتبكي لها األمالك كال و عندها
أعيدت لهم من بعد ذاك جلود إذا نضجت فيها هناك جلودهم
81شبر ،جواد ،أدب الطف10 ،جلد ،دار المرتضى -لبنان -بيروت ،چاپ 1409 ،1 :ه.ق.
فوق الورى نصب العالمة نصب ابن هند رأسه
[ترجمته]
أبو الفضل احمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد بن يسر الهمذاني الملقب ببديع الزمان.
ولد في 13جمادى اآلخرة 358و قيل 353بهمHHذان و تHHوفي سHHنة 398بهHHراة 83و قHHد أربى على أربعين
سنة كما في اليتيمة .و الهمذاني نسبة الى همذان بفتح الهاء و الميم و الذال المعجمHHة .و المدينHHة المشHHهورة
ببالد الجبل .في أمل اآلمل :إمامي المذهب ،فاضل جليHHل ،حافHHظ أديب منشHHئ لHHه المقامHHات العجيبHHة و لHHه
ديوان شعر و كان عجيب البديهة و الحفظ .كان شاعرا و كاتبا و لغويا و في تذكرة سبط بن الجوزي قHHال:
و من شعر بديع الزمان قوله:
اقول و جاء في مجمع البحرين للشيخ الطريحي :ذكر حائHك عنHد ابي عبHد هّللا عليHه السHالم و انHه ملعHون
فقال عليه السالم :إنما ذلك الHذي يحHوك الكHذب على هّللا و رسHوله .و مثلHه قHول البHديع الهمHداني (يHا دار
منتجع الرسالة) االبيات و قال النسابة في كتابه (منتقلة الطالبية) :قال بديع الزمان الهمداني يمدح ابا جعفر
محمد بن موسى محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه السالم.
و جاء في الكنى و االلقاب :ابو الفضل احمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني الشاعر المشهور فاضHHل جليHHل
إمامي أديب منشئ له المقامات و هو مبدعها و نسHHج الحريHHري على منوالHHه و زاد في زخرفتهHHا و طبعت
المقامات مكررا و طبع بعضها مع ترجمتهHا باللغHة االنكليزيHة في مHدراس ،و كHان بHديع الزمHان معجHزة
همذان و من أعاجيب الزمان ،يحكى انه كان ينشد القصيدة التي لم يسمعها قط و هي اكثر من خمسين بيتا
فيحفظها كلها و يؤديها من أولها الى آخرهHHا ال يخHHرم منهHHا حرفHHا ،و ينظHHر في أربHHع أو خمس أوراق من
كتاب لم يعرفه و لم يره نظرة واحدة ثم يمليها عن ظهر قلبه ،و كHHان يHHترجم مHHا يقHHترح عليHHه من األبيHHات
الفارسية المشتملة على المعاني الغريبة باألبيات العربية فيجمع فيها بين االبداع و االسHHراع ،و من كلماتHHه
البديعة:
الماء إذا طال مكثه ظهر خبثه و إذا سكن متنه تحرك نتنه و كذلك الضيف يسمج لقاؤه إذا طال ثواؤه.
و حكي انه مات بالسكتة و عجل دفنه فأفان في قبره و سمع صHوته بالليHل و انهم نبشHوا قHبره فوجHدوه قHد
قبض على لحيته و مات من هول القبر .و ذكره الثعالبي في يتيمHHة الHHدهر من جملHHة شHHعراء الصHHاحب بن
عباد و أثنى عليه.
و جاء في روضات الجنات :أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمداني الحافظ المعروف ببHHديع الزمHHان
كان من أجالء شعراء اإلمامية و كتابهم صاحب المقاالت الرائقة و المقامات الفائقHHة ،و على منوالHHه نسHHج
الحريري مقاماته و احتذى
حذوه و اقتفى أثره و اعترف في خطبته بفضله و انه الذي أرشده الى سلوك ذلك المنهج و عّبر عنه هنالك
ببديع الزمان و عالمة همدان و قد صHHحب الصHHاحب الكبHير اسHماعيل بن عبHاد الHوزير الى ان صHHار من
خواصه و ندمائه ،و له ديوان شعر مشهور و من شعره قوله من قصيدة طويلة:
لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا و كان يحكيك صوب الغيث منسكبا
و من شعره في ذم همدان:
و قال في ارجوزة:
لم توسموا إال بنيران الكرم يا آل عصم انتم أولو العصم
عنكم فال تخطوا بها دون االمم ال ينزع هّللا سرابيل النعم
يا سيدا نيط له بيت القدم انتم اسود المجد ال اسد األجم
قال طابع ديوانه محمد شكري المكي :هو االستاذ فخر همذان بديع الزمHHان ابHHو الفضHHل احمHHد بن الحسHHين
الهمذاني المتوفي سنة 398و قد اربى على 40سنة و له ديوان شعر هو ديوان االدب يحHHق أن تفخHHر بHHه
العجم على العرب يزري بعقود الجمان و قالئد العقيان فمنه قوله في أبي بكر الخوارزمي:
ال زال هذا المجد حول فنائه بأجّل منه مواهبا و رغائبا
للسيد الرضي عليه الرحمة :قالها و هو بالحائر الحسيني يرثي جده سيد الشهداء عليه السالم:
بحدي السيف على ورد الردى لم يذوقوا الماء حتى اجتمعوا
كاشف الكرب اذا الكرب عرى معشر فيهم رسول هّللا و ال
لم يقّد م غيره لما دعا أّو ل الناس الى الداعي الذي
ال الجوى باخ 85و ال الدمع رقى قد مضى الدهر و يمضي بعدكم
ظّل عدن دونها حّر لظى أين عنكم للذي يبغي بكم
مع رسول هّللا فوزا و نجى أين عنكم للذي يرجو بكم
يفلح الجيل الذي منهم شكا شاكيا منهم الى هّللا و هل
أو مهجة عند الطلول ففادها إن كان دين للمعالم فاقضه
85باخ :سكن.
و تعط 86للزفرات في أبرادها حسرى تجاوب بالبكاء عيونها
أو ليس هذا الدين عن أجدادها زعمت بأن الدين سّو غ قتلها
86تعط :تشق
87العران عود يجعل في أنف البعير ،و العالط حبل يجعل في عنقه.
88
و كسبتم اآلثام في أجسادها هّللا سابقكم الى أرواحها
خّر ت عماد الدين قبل عمادها إن قّو ضت تلك القباب فانما
و قضى أوامره الى أمجادها هي صفوة هّللا التي أوحى لها
فوق العيون الى مدى أبعادها كيف الثناء على النجوم إذا سمت
قضى وطرا مني و ليس بعائد ذكرتكم ذكر الصبا بعد عهده
فعلوا على أساس تلك القواعد بنى لهم الماضون آساس هذه
89تأوبني :راجعني.
يعز على الباغين منها النواشد أضاعوا نفوسا بالرماح ضياعها
فما هّللا عما نيل مّنا براقد لئن رقد النّص ار عما أصابنا
على قبح فعل اآلخرين بزائد أال ليس فعل األولين و ان عال
إذا قلت يوما أنني غير واجد كذبتك إن نازعتني الحق ظالما
و للسيد الرضى رضي هّللا عنه في رثاء جده الحسين عليه السالم في عاشوراء سنة :377
و افعل الفعل فيها غير مأمور أطغى على قاطنيها غير مكترث
90الشنأن :البغض.
و ما المقيم على حزن بمعذور خفّض عليك فلال حزان آونة
ال يعرف الحزن إال يوم عاشور فقلت هيهات فات السمع الئمه
سنان مطّرد الكعبين مطرور يوم حدى الظعن فيه البن فاطمة
عن بارد من عباب الماء مقرور ظمآن سّلى نجيع الطعن غلّته
فم الردى بعد إقدام و تشمير هّلل ملقى على الرمضاء غّص به
فطالما عاد رّيان االظافير إن يظفر الموت منه بابن منجبة
وقع القنا بين تضميخ و تعفير يلقى القنا بجبين شان صفحته
قلب فسيح و رأي غير محصور من بعد ما رّد أطراف الرماح به
عمر الزمان و قلب غير مسرور القى الزمان بكلم غير مندمل
بعد ما غالت ابن فاطم غول ما يبالي الحمام أين ترّقى
الشريف الرضي ذو الحسبين أبو الحسن محمد بن الطاهر ذي المنقبHHتين ابي احمHHد الحسHHين بن موسHHى بن
محمد بن موسى بن ابراهيم بن موسى بن جعفر عليه السالم
ولد سنة 359ببغداد و توفي سنة 406في السادس من المحHHرم و دفن بHHداره في بغHHداد ثم نقHHل الى مشHHهد
الحسين عليه السالم بكربال.
نظم الشعر في عهد الطفولة و لم يزد عمHHره على عشHHر سHHنين فأجHHاد و حلHHق و حHHاز قصHHب السHHبق بغHHير
منازع ،و لم تكن للرضي سقطات كما لغيره من الشعراء
أما إباؤه و عزة نفسه فكان ال يرى أحق بالخالفة منه فاسمعه حيث يقول:
في طالب العلى و حظي بطّي إن شرا علّي إسراع عزمي
م قصورا و لم تعّز المطّي أرتضي باألذى و لم يقف العز
قال ابن أبي الحديد كان الرضي لعلّو همته تنازعه نفسه الى أمور عظيمة يجيش بها خاطره و ينظمهHHا في
شعره و ال يجد من الدهر عليها مساعدا فيذوب ( )1الذمر :المالمة و الحض و التهدد.
كمدا و يفنى وجدا حتى توفي و لم يبلغ غرضا فمن ذلك قوله:
فقال له القادر باهّلل :على رغم انف الشريف .و روى أنه كان يوما عند الخليفة الطHHائع باهّلل العباسHHي و هHHو
يعبث بلحيته و يرفعها الى أنفه فقال له الطائع :أظنك تشم منها رائحة الخالفHHة ،قHHال :بHHل رائحHHة البنHHوة .و
كان يلقب بذى الحسبين .لّقبه بذلك بهاء الدولة بن بويه ،و كان يخاطبه بالشريف األجّل.
قال صاحب عمدة الطالب :كانت له هيبة و جاللة و فيه ورع و عفة و تقشف و مراعاة لألهل و العشHHيرة،
ولي نقابة الطالبيين مرارا و كانت له إمارة الحج و المظالم كان يتولى ذلHHك نيابHHة عن أبيHHه ذي المنHHاقب ثم
تولى ذلك بعد أبيه مستقال ،و حج بالناس مّرات.
و هو اول طالبي جعل عليه السواد .و كان أوحد علماء عصره و اتصف الشريف الرضHHى بإبHHاء النفس و
علّو الهمة و كان رفيع المنزلة سامي المكانة يطمح الى معالي االمور ،و بلغ من إبائه و عفته انHHه لم يقبHHل
من احد صلة أو جائزة و تشدد في ذلك فرفض قبول ما يجريه الملوك و األمHHراء على أبيHHه من الصHHالة و
الهبات مدة حياته ،و بذل آل بويه كل ما في وسعهم لحمله على قبول صالتهم فلم يقبل و قHHال -و قHHد سHHاءه
أمر صدر من أبيه و من أخيه-
أدب الطف ،ج ،2ص218 :
من الناس إطراقي على الهون أو أغضي تهّض مني من ال يكون لغيره
و كاد فمي يمضي من القول ما يمضي إذا اضطرمت ما بين جنبّي غصة
من الغيظ و استعطفت بعضى على بعضي شفعت الى نفسي لنفسي فكفكفت
أمHHا مكانتHHه العلميHHة فهHHو أوحHHد علمHHاء عصHHره و قHHد قيHHل ان الرضHHي أعلم الشHHعراء لHHو ال المرتضHHى ،و
المرتضي اشعر العلماء لو ال الرضي .و هذه مؤلفاته تعطينا صورة جلية عن براعته فهذا (حقائق التأويHHل
في متشابه التنزيل) كما يقول ابن جني -صّنف الرضي كتابا في معاني القرآن الكريم يتعذر وجود مثله.
و هو الذي جمع كالم امير المؤمنين و اسماه نهج البالغة قال السHيد االمين في الجHزء االول من االعيHان:
و الشريف الرضي محمد بن الحسين الذي قيل فيه انه افصح قHHريش الHHذين هم أفصHHح العHHرب ألنHHه مكHHثر
مجيد و ألن المجيد من الشعراء ليس بمكثر و المكثر ليس بمجيد ،و الرضي جمع بين االكثار و االجادة و
امره في الورع و الفضل و العلم و االدب و عفة النفس و علو الهمة و الجاللة اشهر من أن يذكر .اقHHول و
كفى بعظمته أن تكون فيه اللياقة و األهلية ألن ينسب الناس اليHه نهج البالغHة و هHل يليHق بأحHد كالم سHيد
البلغاء و إمام الفصحاء و هو فوق كالم المخلوق و دون كالم الخالق و تظهر عظمة السيد من تعليقHHه على
كالم االمام و تقريضه له و شرحه لمفرداته .قالوا عن السيد الرضHHي رحمHHه هّللا :و لمHHا تّم و كمHHل بHHدره و
بلغ سبع و اربعين عمره اختار هّللا له دار بقاءه فناداه و لباه و فارق دنياه و ذلك في بكرة يHوم االحHد لسHت
خلون من المحرم سنة ست و أربعمائHHة فقHامت عليHHه نHHوادب األدب و انثلم حّHد القلم و فقHدت عين الفضHHل
قّر تها و جبهة الدهر غّر تها و بكاه األفاضل مع الفضائل و رثاه األكارم مع المكارم على أنHHه مHHا مHHات من
لم يمت ذكره و خلد مع األيام نظمه و نثره و هّللا يتواله بعفوه و غفرانHHه و يحييHHه بروحHHه و ريحانHHه ،فلمHHا
قضى نحبه حضر الوزير فخر الملك و جميHHع األعيHHان و االشHHراف و القضHHاة جنازتHHه و الصHHالة عليHHه و
مضى
أخوه السيد المرتضى من جزعه عليه الى مشهد جده موسى بن جعفر عليه السالم ألنه لم يستطع أن ينظر
الى جنازة أخيه و دفنه ،و صّلى عليه فخر الملك أبو غالب و مضى بنفسه آخر النهار الى السيد المرتضى
الى المشهد الكاظمي فألزمه بالعود الى داره و رثاه أخوه المرتضى بأبيات منها:
و وددت لو ذهبت علّي برأسي يا للرجال لفجعة جذمت يدي
فحسوتها في بعض ما أنا حاسي ما زلت أحذر وردها حتى أتت
قال السيد األجل السيد علي خان رحمه هّللا في أنوار الربيع :و شHHقت هHHذه المرثيHHة على جماعHHة ممن كHHان
يحسد الرضي رضي هّللا تعالى عنه على الفضل في حياته أن يرثى بمثلها بعد وفاته فرثاه بقصHHيدة أخHHرى
مطلعها في براعة االستهالل كاالولى و هو:
93و أولها:
و لوي لويا فاستزل مقامها من جب غارب هاشم و سنامها
إن كان يصدق فالرضي هو الردي بكر النعي فقال أودى خيرها
من صاح بالبطحاء يا نار اخمدي اهبط الى مضر فسل حمراءها
ولد الرضي سنة تسع و خمسين و ثالثمائة ،و توفي يوم األحد سادس المحرم سنة سHت و اربعمائHة و دفن
في داره ثم نقل الى مشهد الحسين «ع» فدفن عند ابيه .و ابوه الطHHاهر ذو المنHHاقب الشHHريف األوحHHد نقيب
النقباء امير الحجيج السفير بين الملوك ،امه موسوية .ولي القضاء بين الطالبيين و خصومهم من العامة.
موسى (االبرش) ابن محمد (االعرج) ابن موسى (ابي سبحة) ابن ابراهيم (المرتضى) ابن االمHHام موسHHى
الكاظم عليه السالم و هو جد المرتضى و الرضي.
أقول :والد المرتضى و الرضي هو احمد الطاهر الحسين بن موسى الذي يسمى باالبرش.
94فاليا :باحثا.
95التميمة ما يعّلق في عنق الصبي اتقاء من العين.
و قال السيد حسن الصدر قدس سره في كتابه (نزهة اهل الحرمين) :لقد تعرضت في تكملة امل االمل الى
تحقيق قبري السيدين المرتضى و الرضي و انهما في كHHربالء ،و ان المكHHان المعHHروف في بلHHد الكاظميHHة
بقبرهما هو موضع دفنهما فيه أوال ثم نقال منه الى كربالء ،و ال بأس بزيارتهما في هذا الموضع ايضا ،و
إنما أبقوه كذلك لعظم شأنهما.
قال رحمه هّللا يفتخر بأهل البيت عليهم السالم و يذكر قبورهم و يتشوقها:
كما فزع المشيب الى الخضاب فزعت الى الشحوب و كنت طلقا
96المصلتات :السيوف.
97
زفون القطر رقاص الحباب أقول اذا استطار من السواري
97السواري :جمع سارية السحاب .زفون القطر :دفاع المطر .الحباب :فقاقيع الماء.
98الهتم :كسر الثنايا من أصلها.
99الصبير :السحاب الذي يصير بعضه فوق بعض.
أدب الطف ،ج ،2ص223 :
100
اللغام :لعاب االبل و الطلى العنق و الغثاء البالي من ورق الشجر المخالط زبد السيل و العقاب جمع عقبة مرقى صعب من الجبال.
و في أيديكم طرف انتسابي و من أولى بكم مني ولّيا
و قال و قد بلغه عن بعض قريش افتخار على ولد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السالم:
لمرمى على أو نيل مجد و سؤدد فتى هاشم بعد النبي و باعها
فما بعد جّد ينا علي و احمد فجّد نبّي ثم جّد خليفة
يد صفقت يوم البياع على يد و ما افتخرت بعد النبي بغيره
و في ثنايا شعره يتمدح كثيرا بجده الحسين سيد أهل اإلباء قال من قصيدة:
101القراب :القريب.
و من روائعه التي سارت مسير االمثال:
و قوله:
و قوله:
و عرضه آمن من هاجرات فمي اذا العدو عصاني خاف حّد يدي
و قوله:
و قبل سؤالي عنه في القوم ما اسمه تشّف خالل المرء لي قبل نطقه
و قوله:
و قوله:
و قوله:
يا قرب ما عاد بالضراء يبكيني و منظر كان بالسراء يضحكني
و قوله:
و قوله:
و قوله:
كم مخبر سمج عن منظر حسن ال تجعلن دليل المرء صورته
و قوله:
و قوله:
لم يحرج الليث لم يخرج من االجم أوطأتموه على جمر العقوق و لو
و قوله:
و يقطع العضو الكريم لأللم قد يقدع المرء و إن كان ابن عم
و قال رحمه هّللا :
و إن قطعت شانت ذراعا و معصما هي الكف مضن تركها بعد دائها
فال تنجلي يوما و ال تبلغ العمى حملتك حمل العين لّج بها القذى
على مضض لم تبق لحما و ال دما اذا العضو لم يؤلمك إال قطعته
ذكر كثير من المؤرخين عند ترجمة الشريف الرضHHي نقHHل جثمانHHه الى كHHربالء المقدسHHة بعHHد دفنHHه بHHداره
بالكرخ ،فدفن عند ابيه ابي احمد الحسين بن موسى.
و يظهر من التاريخ ان قبره كان في القرون الوسطى مشهورا معروفHHا في الحHHائر المقHHدس .قHHال صHHاحب
عمدة الطالب :و قبره في كربالء ظاهر معروف و قال في ترجمة اخيه المرتضى :دفن عند ابيه و اخيه و
قبورهم ظاهرة مشهورة.
و روي في كتHاب مدينHة الحسHين (ع) عن السHيد محمHد مهHدي بحHر العلHوم الكبHير قHHال :ان موضHHع قHHبر
الشريف الرضي عند قبر جده ابراهيم المجاب ،و هو في آخر الرواق فوق الرأس في الزاوية الغربيHHة من
الحرم الحسيني .و روى السيد حسن الصدر في كتابه نزهة الحرمين في عمارة المشهدين ان قبر الشريف
الرضي عند قبر والده خلف الضريح الحسيني بستة أذرع و لعل هذا القبر هو الذي الحظه العالمHHة السHHيد
حسن آغا مير بنفسه عند التعميرات التي اجريت داخل الروضة المطهرة في سنة 1367ه ،و قHHال :هنHHاك
خلف الضريح بستة اذرع ثالثة قبور شاهدت ذلك بنفسي عند حفر االسس لدعائم القبة الHHتي جHHرى بناؤهHHا
مؤخرا با (لكونكريت) المسّلح ،فرجوت المعمار عدم مس تلك القبور الثالثة .و من المرجح ان هذه القبور
الثالثHHة هي ألبي أحمHHد الحسHHين بن موسHHى مHHع ولديHHه محمHHد الملقب بالشHHريف الرضHHي ،و علي الملقب
بالمرتضى .اقول:
102شبر ،جواد ،أدب الطف10 ،جلد ،دار المرتضى -لبنان -بيروت ،چاپ 1409 ،1 :ه.ق.
أدب الطف ،ج ،2ص228 :
نقلنHHا هHHذا باختصHHار عن اجوبHHة المسHHائل الدينيHHة السHHنة الثانيHHة ص 318و جHHاء في مقدمHHة ديHHوان السHHيد
المرتضى المطبوع في مصر بقلم الدكتور مصطفى جواد أقوال المؤرخين في نقل الشريف المرتضى من
داره بالكرخ الى كربالء بجوار جده الحسين (ع) و قال السيد جعفر بحر العلوم في تحفHHة العHHالم ممن فHHاز
بحسن الجوار ميتا الشريف ابو احمد الحسين بن موسHHى والHHد الشHHريفين الرضHHى و المرتضHHى سHHنة 400
ببغداد و قد اناف على التسعين ثم حمل الى الحائر فدفن قريبا من قبر الحسHHين (ع) و في كتHHاب الHHدرجات
الرفيعة انه مدفون معHHه ولHHداه الرضHHي و المرتضHHى بعHHد ان دفنHHا في دارهم في بلHHد الكHHاظمين ثم نقال الى
جوار جدهما الحسين (ع).
و قال ابن شدقم الحسيني في كتابHHه زهHHر الريHHاض و زالل الحيHHاض ان في سHHنة ( )942نبش قHHبره بعض
قضاة األروام فرآه كما هو لم تغّير األرض منه شيئا ،و حكى من رآه أثر الحّناء في يده و لحيته و قHHد قيHHل
أن األرض لم تغّير أجساد الصالحين .انتهى
و قال جدي بحر العلوم بعد نقل ما ذكر :و الظاهر أن قبر السيد و قHHبر أخيHHه و أبيHHه في المحHHل المعHHروف
بابراهيم المجاب .انتهى
و قيل انهم مدفونون مع ابراهيم االصغر ابن االمام الكاظم و ان قبره خلف ظهر الحسين بستة اذرع.
القسم الثاني
المهيار الديلمي
الشريف المرتضي
[ترجمته]
قال الشيخ القمي في الكنى :ابن نباتة بضم النون هو ابو نصر عبد العزيز بن عمHر بن محمHد بن احمHد بن
نباتة الشاعر المشهور الذي طاف البالد و مدح الملوك و الوزراء و الرؤسHHاء ،و لHHه في سHHيف الدولHHة ابن
حمدان غرر القصائد و نخب المدائح و كان قد أعطاه فرسا أدهم اغر محجال.
و هو الذي حكي عنه انه ذكر ان رجال من المشرق و رجال من الغرب وردا عليه و أرادا منه أن يأذنهمHHا
لروايته .توفى ببغداد سنة .405
أقول و هذه الكنية تطلق على جماعة .منهم ابو يحيى عبد الرحيم بن محمد ابن اسماعيل بن نباتHHة الفHHارقي
صاحب الخطب المعروفة المتوفي 374و قد يطلق على جمال الدين محمHHد بن محمHHد بن نباتHHة المصHHري
االديب الشاعر المتوفى سنة .768
المهيار الدسلمي
قال يرثي الحسين عليه السالم في شهر المحرم سنة اثنتين و تسعين و ثالثمائة:
104
فقل في قناة و قل في نزيف مشين لنا بين ميل و هيف
[ترجمته]
المهيار الديلمي المتوفي سنة 428هو أبو الحسن مهيار بن مرزويHHه الHHديلمي البغHHدادي في الHHرعين األول
من ناشري لغة الضاد دّل على ذلك شعره العالي و أدبه الجزل و ديوانه الفخم و كمHا كHان عربيHا في أدبHه
فهو علوي في مذهبه مسلم في دينه يعتز و يفتخر باسالمه و يتمدح بآبائه االكاسرة ملHHوك الشHHرق و جمHHع
بين فصاحة العرب و معHاني العجم .أسHلم على يHد السHيد الشHريف الرضHي سHنة 394و تخHرج عليHه في
األدب و الشعر و توفي ليلة األحد لخمس خلون من جمادى الثانية سنة 428و جاهد بلسانه عن أهل البيت
و مدح عليا و عدد مناقبه بشعر بديع و دافع عن حقوقه في الخالفة دفاعا حارا مؤثرا.
105
القطوف :الدابة التي تسيء السير و تبطئ.
106
تقطر :تلقي االنسان على قطره و هو كاثبته و عجزه ،و الكاثبة :اعلى الظهر.
قال بعض العلماء :خيار مهيار خير من خيار الرضي و ليس للرضى ردّي أصHHال .قHHال ابن خلكHHان :كHHان
جزل القول مقدما على أهل وقته و له ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات ،ذكHHره الخطيب في تHHاريخ
بغداد و اثنى عليه و ذكره ابو الحسن الباخرزي في دمية القصر فقال:
هو شاعر له في مناسك الفضHHل مشHاعر و كHاتب تجلى كHل كلمHه من كلماتHه كHاعب و مHا في قصHHيدة من
قصHHائده بيت يتحكم عليHHه يلHHو و ليت فهي مصHHبوبة بقHHوالب القلHHوب و بمثلهHHا يعتHHذر الزمHHان المHHذنب عن
الذنوب و يتوب ،و للسيد جمال
الدين أحمد بن طاوس قدس سره شرح على المية مهيار أسماه (كتاب االزهار في شرح المية مهيار).
من أشهر الشعراء الذين برزوا في النصف االخير من القرن الرابHHع و النصHHف االول من القHHرن الخHHامس
الهجري و لعله كان أشهرهم على االطالق بعد استاذه الشريف الرضي ،اشتهر بالكتابة و االدب و الفلسفة
كما اشتهر بالشعر ،كان ثائر النفس عالي الهمة قوي الشخصية معتزا بأدبه و نسبه و هHHذا الHHذي دفعHHه ألن
يقول:
فهو كما نراه يعتز بنسبه كما يعتز بدينه و عقيدته و أي انسHان ال يعHتز بقوميتHه و ال يفخHر بنسHبه ،امHا ان
المهيار يوصم بالشعوبية النه فخر بآبائه فذلك فما ال يقّر ه الوجدان .لقد سHHئل االمHHام زين العابHHدين علي بن
الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السالم عن العصبية فقال :العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى
الرجل شرارا قومه خHHيرا من خيHHار قHHوم آخHHرين ،و ليس من العصHHبية أن يحب الرجHHل قومHHه ،و لكن من
العصبية أن يعين قومه على الظلم ،انك لتقHHرأ في شHHعر مهيHHار من االعHHتزاز باالسHHالم اكHHثر من اعHHتزازه
بآبائه فأسمعه يقول في قصيدته بعد أن أنعم هّللا عليه بنعمة االسالم ثم يعيب على
أدب الطف ،ج ،2ص238 :
قومه حيث لم يهتدوا الى رشدهم و يرجعوا عن سفههم و يعيب عبادة النار.
و قال يرثي أهل البيت عليهم السالم و يذكر بيان البركة بوالئهم فيما صار اليه:
107المصيخ :المصغي.
و يرينا أن المالل دالل طارق يزعم الفراق عتابا
تي خصيب و ماء عيشي زالل كنت منه أيام مرتع لّذ ا
م غدا بينهم فقال و قالوا يا لها سوأة إذا «أحمد» قا
ب و مالي في الّد ين بعد اتصال كان هذا كذا و وّد ي لكم حس
108عن الديوان.
و قال يمدح أهل البيت عليهم السالم:
110األيطل :الخاصرة.
و أضحت «بنو هاشم» عّطال الى أن تحّلت بها «تيمها»
111
استننت :ذهبت في واضح الطريق .و المجهل :القفر.
فكونوا له في غد موئال و موالكم ال يخاف العقاب
و قال يرثي أمير المؤمنين عليا و ولده الحسين عليهمHHا السHHالم و يHHذكر مناقبهHHا في المحHHرم سHHنة اثنHHتين و
تسعين و ثالثمائة:
112
تعّر ض طيف آخر الليل طائف يزّو ر عن «حسناء» زورة خائف
و ال تّم ذاك البدر إال لكاسف فال زّر ذاك الّسجف إال لكاشف
112عن الديوان.
سنا بارق من أرض «كوفان» خاطف جوى كلما استخفى ليخمد هاجه
سمعت بذاك الرزء صيحة هاتف يذّك رني مثوى «علّي » كأنني
مرام على أيدي الخطوب الخفائف «و خيبر» ذات الباب و هي ثقيلة ال
على أنه و هّللا إنكار عارف أبا «حسن» إن أنكروا الحق [واضحا]
و إال سمت للنعل إصبع خاصف فإال سعى للبين أخمص بازل
و صهرا وصفوا كان من لم يقارف و إال كما كنت ابن عّم و واليا
أباحوا لذاك القرف حّك ة قارف و جّد دها «بالطف» بابنك عصبة
113
الدائف :الخالط الذي يخلط المسك بغيره من الطيب.
جوامع منه في رقاب الخالئف أجازوك حقا في الخالفة غادروا
على غير إلمام به غير آسف سقى غّلتي بحر بقبرك إنني
و أبدي لمن عاداك سّب مخالف أسّر لمن واالك حّب موافق
114
سواه اليها أمس مشي الخوالف دعّي سعى سعي األسود و قد مشى
و قال يفتخر بآبائه و يذكر سبقهم بالملك و السياسة ثم يذكر أهHHل الHHبيت عليهم السHHالم و هي أول قولHHه في
سنة سبع و ثمانين و ثالثمائة:
114الخوالف :النساء.
115انابله :أراميه بالنبل .أسايف :أجالده بالسيف.
أبنية ال تبتغى لهادم؟ لمن على االرض -و كانت غيضة-
لم تحل يوما بعدهم لطاعم ال غرو و الدنيا بهم طابت اذا
لم تنل العروة كّف فاصم «و الفرس» لما علقوا بدينه
عينا لما احتاجت الى التمائم أو أمنت حسناء طول عمرها-
117شبر ،جواد ،أدب الطف10 ،جلد ،دار المرتضى -لبنان -بيروت ،چاپ 1409 ،1 :ه.ق.
أمامك يا صاحب المشهد و ليت سبقت فكنت الشهيد
118
اذا فاتني نصركم باليد و ما فاتني نصركم باللسان
و قال يذكر مناقب امير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات هّللا عليه و سالمه ،و ما مني به من أعدائه:
بين البيوت عن فؤادي :ما فعل إن كنت ممن يلج «الوادي» فسل
118عن الديوان.
سباه ظبي و هو في ألف رجل ما عند سكان «منى» في رجل
أرض حرام ،يال «نعم» كيف حّل؟! دم حرام لألخ المسلم في
يرّد عيشا بالحمى قولك :هل؟ أين ليالينا على «الخيف» و هل
بح و ظال كالشباب فانتقل ما كّن إال حلما رّو عه الص
إال كما بين مناك و األجل ما بين يمناك و بين أختها
أو ال فقل خيرا توّفق للعمل فاعمل من اليوم لما تلقى غدا
إن ثّقلوا الميزان في الخير ثقل ورد خفيف الظهر حول اسرة
124
و غيرهم شعاره «أعل هبل» يستشعرون «هّللا أعلى في الورى»
121تنثو تذيع.
122الوزر الملجأ.
هّللا
123يشير الى فتح مكة لما مّن رسول على أهل مكة و قال اذهبوا فانتم الطلقاء.
124هبل صنم كان في الكعبة ،و يشير بذلك الى قول أبي سفيان في يوم أحد أعل هبل.
فقال رسول هّللا صّلى هّللا عليه و آله أجيبوه و قولوا :هّللا أعلى و أجل.
منهم يزيغ قلبه و ال يضل لم يتزخرف وثن لعابد
125الوجا :الحفا.
126االطل :الخاصرة.
127العد :الغزير الذي ال ينقطع.
128التعريسية :نزول القوم آخر الليل لالستراحة.
129الطفل :قبيل غروب الشمس.
130سائفا :ساما.
131الدخل :الخداع و الغش.
ناعقة منهم و لم يرغ جمل مات فلم تنعق على صاحبه
أم خلصت أديانهم لما نقل فهل ترى مات النفاق معه
عنك -و قد ضايقه الموت -عدل و صاحب الشورى لما ذاك ترى
غيظا و الذا قدم فيك تزل فما ألوم حاسدا عنك انزوى
و داء على داء فأين شفاء؟ أرى طخية فينا فأين صباحها
و إن حال عنها بالغبي غباء فيا أنجما يهدى الى هّللا نورها
و قال يرثي جده الحسين عليه السالم و يستنهض المهدي عليه السالم لثأره في األنام:
138عن الديوان.
أدب الطف ،ج ،2ص258 :
139
بيال بحوك الرامسات نسج الزمان بهم سرا
145عن الديوان.
146الذنوب بالفتح الدلو الكبير.
147عط :شق ،و التامور :غشاء القلب.
148
أترعوا الّد نيا غصوبا لعن هّللا رجاال
و قال يرثي جده الحسين عليه السالم في يوم عاشوراء سنة :413
أسون كليما أو شفين غليال فيا ليت أسراب الدموع التي جرت
154الجمحان :القصد.
155الجبوب :جمع جب و هو الحفرة.
وجدت كثيري في العزاء قليال مصاب إذا قابلت بالصبر غر به
مدى الدهر لم أحمل سواه ثقيال و رزء حملت الّثقل منه كأنني
نبذن على أرض الطفوف شكوال عزيز على الثاوي بطيبة أعظم
و كم غير ذي نصح يكون عذوال و قلت لمن يلحي على شغفي بكم
فال زّل عما ترتضون زليال فما زاغ قلبي عن هواكم ،و أخمصى
[ترجمته]
السيد المرتضى علم الهدى المولود سنة 355و المتوفى سنة .436
هو ذو المجدين ابو القاسم علي بن الحسين بن موسHHى بن محمHHد بن موسHHى بن ابHHراهيم بن االمHHام موسHHى
الكاظم عليه السالم مفخرة العصور و معجزة الدهور ،نواحي فضHHله زاخHHرة بالعظمHHة ،فهHHو إمHHام الفقHHه و
مؤسس أصوله ،و استاذ الكالم و نابغة الشعر و راوية الحديث و بطHHل المنHHاظرة و القHHدوة في اللغHHة و بHHه
األسوة في العلوم العربية كلها و هو المرجع في كتاب هّللا العزيز ،و جماع القول انك ال تجHHد فضHHيلة إال و
هو ابن بجدتها أضف الى ذلك نسبه الوضاح و أواصره النبويHHة الشHHذية و مHHآثره العلويHHة و حسHHبك شHHاهدا
مؤلفاته السائرة مسير األمثال.
يلقب بالمرتضى ،و األجل الطHHاهر ،و ذي المجHHدين ،و لّقب بعلم الهHHدى سHHنة 420و ذلHHك ان الHHوزير أبHHا
سعيد محمد بن الحسن بن عبد الرحيم مرض في تلك السنة فHHرأى في منامHHه امHHير المؤمHHنين عليHHه السHHالم
يقول له:
قل لعلم الهدى يقHرأ عليHك حHتى تHبرأ .فقHال :يHا أمHير المؤمHنين و من علم الهHدى ،فقHال علي بن الحسHين
الموسوي :فكتب اليه فقال رضي هّللا عنه :هّللا هّللا في أمرى فإن قبولي لهذا اللقب شناعة علّي فقال الوزير:
و هّللا ما كتبت اليك إال ما أمرني به أمير المؤمنين عليه السالم.156
و كان يلقب بالثمانين لما كان له من الكتب ثمانون الف مجلد ،و من القرى ثمانين قرية تجبى اليه ،و كذلك
من غيرهما حتى أن مدة عمره كانت ثمانين سنة و ثمانية أشهر ،و صHHنف كتابHHا يقHHال لHHه الثمHHانون .و من
تصانيفه المشهورة منها الشافي في االمامة لم يصنف مثله في اإلمامة لم يصنف مثله في اإلمامHHة و كتHHاب
الشيب و الشباب و كتاب
الغرر و الدرر و له ديوان شعر يزيد على عشرين الف بيت و قد طبHHع اخHHيرا في بغHHداد و قHHد قيHHل :لHHو ال
الرضي لكان المرتضى أشعر الناس ،و لو ال المرتضى لكان الرضي أعلم الناس .قHHال آيHة هّللا العالمHة :و
بكتبه استفادت اإلمامية منذ زمنه رحمه هّللا الى زماننا هذا و هو سنة 693و هو ركنهم و معّلمهم قدس هّللا
روحه و جزاه عن أجداده خيرا .انتهى.
و ذكره الخطيب في تاريخ بغداد و اثنى عليه و قال :كتبت عنه و عن جامع األصHHول انHHه عHHده ابن األثHHير
من مجددي مذهب اإلمامية في رأس المائة الرابعة.
كان هذا الشريف إمام أئمة العراق اليه فزع علماؤهHHا و منHHه أخHHذ عظماؤهHHا ،صHHاحب مدارسHHها و جمHHاع
شاردها و أنسها ،ممن سارت أخباره و عرفت به أشعاره و تصHHانيفه في أحكHHام المسHHلمين ممن يشHHهد انHHه
فرع تلك األصول و من ذلك البيت الجليل ،و أورد له عدة مقHاطيع .اقHHول و أمHHه هي فاطمHHة بنت الحسHHين
ابن احمد بن الحسن بن الناصر االصم و هو ابو محمد الحسن بن علي بن عمر األشHHرف ابن علي بن ابي
طالب و هي ام اخيه ابي الحسن الرضى.
حكي عن القاضي التنوخي صاحب السيد المرتضى انه قال :إن مولد السيد سHHنة 355و خلHHف بعHHد وفاتHHه
ثمانين الف مجلد من مقروءاته و مصنفاته و محفوظاته و من األموال و األمالك ما يتجاوز عن الوصف،
و صنف كتابا
يقال له الثمانين و خّلف من كل شيء ثمانين و عّم ر احدى و ثمانين سHنة من أجHل ذلHك سHمي الثمHانيني و
بلغ في العلم و غيره مرتبة عظيمة قّلد نقابة الشرفاء شرقا و غربا و إمارة الحاج و الحHHرمين و النظHHر في
المظالم و قضاء القضاء و بلغ على ذلك ثالثين سنة .انتهى
و في أمل اآلمل مولده في رجب و توفي في شهر ربيع األول ،و في روضات الجنHHات لخمس بقين منHHه و
ذكر قسما من مؤلفاته و منها :التنزيه في عصمة األنبياء ،الرسالة الباهرة في العترة الطاهرة ،إنقاد البشHHر
من القضاء و القدر و قال:
و ذكره الشيخ في الفهرست و اثنى عليه و ذكر من مؤلفاته ثمانيا و ثالثين و كذلك النجاشي و العالمة.
و قال صاحب روضات الجنات :كان الشريف المرتضى أوحد أهل زمانه فضال و علما و كالمHHا و حHHديثا
و شعرا و خطابة و جاها و كرما الى غير ذلك.
قرأ هو و أخوه الرضى على ابن نباتة صاحب الخطب و هما طفالن ،ثم قرأ كالهما على الشيخ المفيد أبي
عبد هّللا محمد بن محمد بن النعمان قدس سره و كان المفيد رأى في منامه أن فاطمة الزهراء عليها السHHالم
دخلت عليه و هو في مسجده بHHالكرخ و معهHHا ولHHداها الحسHHن و الحسHHين عليهمHHا السHHالم و همHHا صHHغيران
فسّلمتهما اليه و قالت :عّلمهما الفقه ،فانتبه الشيخ و تعجب من ذلك فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليلHHة
التي رأى فيها الرؤيا دخلت عليه المسجد فاطمHة بنت الناصHHر و حولهHا جواريهHا و بين يHديها ابناهHا علي
المرتضي و محمد الرضي صHHغيرين فقHام اليهمHا و سّHلم عليهمHا فقHالت لHه :ايهHا الشHيخ هHذان ولHداي قHHد
أحضرتهما اليك لتعلمهما الفقه فبكى الشيخ و قّص عليها المنHHام و تHHولى تعليمهمHHا و أنعم هّللا عليهمHHا و فتح
هّللا لهما من أبواب العلوم و الفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا و هو باق ما بقى الدهر.
و كان رحمه هّللا نحيف الجسم حسن الصورة كما في روضات الجنات و قال:
و قال سيدنا العالمة الطباطبائي في كتابه (الفوائد الرجالية) عند ذكره للسيد المرتضHHي بعHHد التعظيم لHHه .و
في زهر الرياض للحسين بن علي بن شدقم الحسيني المدني صاحب مسائل شHHيخنا البهHHائي قHHال :و بلغHHني
ان بعض قضاة االروام و أظنه سنة 942نبش قبره فرآه كما هو لم تغّير األرض منه شيئا و حكى من رآه
أن أثر الحّناء في يديه و لحيته و قد قيل ان األرض ال تغّير أجساد الصالحين.
قلت و الظاهر أن قبر السيد و قبر أبيه و أخيه في المحل المعروف بHإبراهيم المجHاب و كHان ابHراهيم هHذا
هو جد المرتضى و حفيد اإلمام موسى عليه السHHالم ،و صHHاحب أبي السHHرايا الHHذي ملHHك اليمن و هّللا أعلم.
أنتهى.
في ظّل عيش بينها أنعم عهدي بها يرتع سّك انها
فما «لكم» إال الجوى و التلّهف خذوا من جفوني ماءها فهي ذّرف
فما هجر األحزان إال المعّنف دعا العذل و التعنيف في الحزن و األسى
على الصبر إال حسرة و تلهف تقولون لي صبرا جميال و ليس لي
تهّب بهم للموت نكباء حرجف ذكرت بيوم الطّف أوتاد أرضه
و سيقوا الى الموت الّز ؤام فأوجفوا كرام سقوا ماء الخديعة و ارتووا
و لم ينكلوا يوم الطّعان و يضعفوا قضوا بعد أن قّضوا منى من عّد وهم
أديرت عليهم في الّز جاجة قرقف إذا ما ثنوا تلك الوسائد مّيال
و بيت له ذاك الّستار المسّجف لكم أم لهم بيت بناه على الّتقى
157تحتف :تهلك.
نبّيكم حيث األسنة ترعف؟ و أنتم نصرتم أم هم يوم خيبر
من الّنسب الّد اني مرائر تحصف فقل لبني حرب و إن كان بيننا
و أنتم بال نهج إلى الحّق يعرف؟ أ في الحّق أّنا مخرجوكم إلى الهدى
و ليس لكم في موضع الّردف مردف و لّم ا ركبنا ما ركبنا من الّذ را
من الجور منج ال و ال الظلم منصف تالعب بي ايدي الرجال و ليس لي
شخوص الى إدراكه ليس تطرف وعدنا بما مّنا عيون كثيرة
فيا حججا هّلل طال التوكف و قيل لنا حان المدا فتوكفوا
و قال رضي هّللا عنه يرثي الحسين عليه السالم في يوم عاشوراء «سنة »427
يركب في يوم الوغى ضّم را من كّل طّيان الحشا ضامر
160
يقركم :يرشدكم و يهدكم .و القصد .الهدى و الرشاد ،و ام القرى .مكة المكرمة.
أّخ ره في الفرع ما أخّرا ما قدم األصل أمرءا في الورى
162
أرجلكم عن متنه منبرا و ال علت رجل و قد زحزحت
تطاح به الّز الت منهم و تغفر و يوم وقوف المحرمين على ثرى
و صرعى كما شاءت ضباع و أنسر و جرحى كما اختارت رماح و أنصل
بأن الذي أسلفتم ليس يذكر ظننتم و بعض الّظّن عجز و غفلة
و ليس لرّب السّرب سرب منّفر و عضو الفتى إن شّل ليس بعضوه
و يخبو لكم ذاك اللهيب المسّعر فتهبط منكم أرؤس كّن في الّذ را
163
و قد تظفر األيام من ليس يظفر و يثأر منكم ثائر طال مطله
163عن الديوان.
و قال يرثي جده الحسين عليه السالم و من قتل من أصحابه:
دوي الفؤاد بغير الخّرد الخود؟ هل أنت راث لصب القلب معمود
من غير جرم و ال خلف المواعيد ما شّفه هجر أحباب و إن هجروا
بين الحشى -وجد تعنيف و تفنيد يا عاذلي -ليس وجد بّت أكتمه
إن كان شربك من ماء العناقيد شربي دموعى على الخدين سائلة
لو كان سمعي عنه غير مسدود و قد قضيت بذاك العذل «مأربة»
و الهّم ما بين محلول و معقود كم ليلة بّت فيها غير مرتفق
فإن صبحي صبح غير «مودود» فإن يود أناس صبح ليلهم
قد كان قبلك عندي غير مطرود يا يوم عاشور كم أطردت لي أمال
و مولج البيض من شيبي على السود أنت المرنق عيشي بعد صفوته
164
العوار :ما يصيب العين من رمد .و المائد :المتحرك .و المودي :المهلك.
خّر القضاء به بين الجالميد جز بالطفوف فكم فيهن من جبل
165
إما النسور و إما أضبع البيد و كم جريح بال آس تمزقه
بالضرب و الطعن أعناق الصناديد لم يطعموا الموت إال بعد أن حطموا
166
دما لترب و ال لحما إلى سيد و لم يدع فيهم خوف الجزاء غدا
عن الضراب و قلب غير مزءود يغشى الهياج بكف غير منقبض
عفوا و ال طبعوا إال على الجود لم يعرفوا غير بّث العرف بينهم
167
لي الغرائب عن نبت القراديد يا آل أحمد كم تلوى حقوقكم
165االسي .الطبيب
167القراديد .هو ما ارتفع و غلظ من األرض
166السيد .الذئب و االسد
168القود .من الخيل ما طال ظهره و عنقه
169السجل .الدلو العظيمة و األوذام جمع الوذمة و هي السير بين آذان الدلو و الخشبة المعترضة عليها.
أصوات دوح بأيدي الريح مبرود كأن أصوات ضرب الهام بينهم
في القاع ما بين متروك و محصود جّم القتيل فهامات الرجال به
أو كالجناء سقيطا غير معمود أو كالسقاء يبيسا غير ذي بلل
170
المقاحيد :جمع المقحاد و هي الناقة عظيمة السنام.
171
جادت و إن لم أقل يا أدمعي جودي فلي دموع تباري القطر واكفة
و قال يرثي الحسين عليه السالم في يوم عاشوراء سنة خمس و ثالثين و أربعمائة:
و لقد كّن قبل ذاك قصارا كم ليالّي فيك هّم ا طوال
إذا ما رضيت عنك حذارا ما أبالي فيك الحذار فال تخش
بعد أن أكرهوا القنا و الّش فارا لم يذوقوا الردى جزافا و لكن
كنت أنساه ضيق األقطارا و إذا [ما] ذكرت منه الذي ما
171عن الديوان.
حيدا عن تنعمي و ازورارا و رمى بي على الهموم و ألقى
عّو د الدهر لم يكن أطوارا؟ أّي شيء نفعا و ضرا على ما
لم يكن فيهم فتى غرارا قد غدرتم كما علمتم بقوم
تم بذاك الصنيع إال صغارا و أردتم عزا عزيزا فما أزدد
دت رعاة األنعام فينا العشارا ثم قدناكم إلينا كما قا
كم حمى هّللا من أراد البوارا ما أرادوا إال البوار و لكن
173
و دثاري االبس األغمار فإلى كم و التجربات شعاري
173
الشعار :الثوب الذي يلي البدن ،و الدثار فوقه ،و االغمار :الحمقى و الجهالء
هير من ربهم لهم إكبارا يا بني الوحي و الرسالة و التط
صر عيني في الخلق إال الشرارا و طموح الى الخيار فما تب
دّب مطّي الفالة فيها و سارا ما حدا راكب بركب و ما
وا بعيدا فلن أخاف العثارا أنا مهما جريت في مدحكم شأ
عصب الرسول و صفوة الرحمن؟ يا يوم أّي شجى بمثلك ذاقه
أو بردهم موتا بحّد طعان عافوا القرار و ليس غير قرارهم
175عن الديوان.
أدب الطف ،ج ،2ص286 :
176العّر :الجرب.
من نيل بالقتل و باألسر قتل و أسر بأبي منكم
177المطا :الظهر ،و الطرف« بكسر الطاء» :الجواد من الخيل ،و الشوى :االطراف و القدح :السهم ،و الضمر :الهزال.
178جيب و قّد بمعنى واحد أي :قطع ،و منه قوله تعالى« و ثمود الذين جابوا الصخر بالواد» و الحضر :الحجارة.
ب متى كنت نهوضا و كن الناهض للحر
و قال يذكر بني أمية و يرثي جده الحسين عليه السالم (و قد سقط أولها):
180
ترى أبدا على كنفيه طاطا و كل مرّفع في الجو طاط
«و من لهم فوق» أعناق الورى منن يا آل خير عباد هّللا كّلهم
182
و كم تعّر س فيكم دهرها المحن كم تثلمون بأيدي الناس كلهم
لم يغبنوكم و لكن دينهم غبنوا إن الذين نضوا عنكم تراثكم
و ليس هّلل فيما باعه ثمن باعوا الجنان بدار ال بقاء لها
عند البناء الذي تهدى له البدن احّبكم و الذي صّلى الجميع له
وارى عن الناس جمعا أعظم جبن و أرتجيكم لما بعد الممات إذا
و أنتم يوم يرميني العدا الجنن و أنتم يوم أرمي ساعدي و يدي
و قال في التوسل إلى هّللا تعالى بأهل البيت صلوات هّللا عليهم:
و قلت «لنا» :هم خير من أنا خالق أقلني ربي بالذين أصطفيتهم
فإني بهم «إن» شئت عندك الحق و إن كنت قد قصرت سعيا إلى التقى
لم تستعر و مرين دمعا ما جرى قد أوقدت حرق «الفراق» صبابة
صبرا و لكن كان ذاك تصّبرا «و أبى» الركائب لم يكن «ما علنه»
أجرى العيون غداة بانوا أبحرا عاجوا على ثمد البطاح و حبهم
فقد السبيل إلى الهدى أن يعذرا قد رمت ذاك فلم أجده و حق من
183شبر ،جواد ،أدب الطف10 ،جلد ،دار المرتضى -لبنان -بيروت ،چاپ 1409 ،1 :ه.ق.
لو باعدت وقت الورود المصدرا! ما كان أنعمنا بها من زورة
ال بّد يورده الفتى إن عّم را و الشيب إن «فكرت» فيه مورد
لو لم يزره الشيب و اراه الثرى يبيّض بعد سواده الشعر الذي
شعفا و يطرقني الخيال إذا سرى أيام يرمقني الغزال إذا رنا
تركوا طريق الدين فينا مقمرا قومي الذين و قد دجت سبل الهدى
184تغشمر :تنمر.
ختموا إلى المرأى الممّد ح مخبرا جمعوا الجميل إلى الجمال و إنما
رّد ت جبين بني الضالل معّفرا سائل بهم بدرا و أحدا و التي
ل مصّد قا أو رام رام «مطّهرا» إن حّز حّز مطبقا أو قال قا
لو كان ينفع «جائرا» أن ينذرا أما الرسول فقد أبان والءه
تلك القبور الّز هر حتى أقبرا فلو استطعت جعلت دار إقامتي
و من روائعه قوله:
من قبلك الحساد و األعداء و من السعادة أن تموت و قد مضى
و قوله:
أال حبذا نجد و إن لم تفد قربا أحب ثرى نجد و نجد بعيدة
و قوله في أخرى:
في منامي غّب السرى من منامي بات أشهى الى الجفون و أحلى
185
ويب :كلمة ويل زنة و معنى .و الغل بالضم :طوق من حديد يجعل في اليد.
و قوله:
و له من قصيدة:
تحّم ل الى أهل الخيام سالمي أال يا نسيم الريح من أرض بابل
و قوله:
و قوله:
ال تلمني إن مّت منهن سقما يا سقيم الجفون من غير سقم
ركب البحر فيك إما و إما أنا خاطرات في هواك بقلب
و قوله من قصيدة:
فقلت بما يبرى و يعرق من لحمي و قالوا أتاه الشيب بالحلم و الحجى
حياتي فقل لي كيف ينفعني حزمي اذا كان يعطيني من الحزم سالبا
أعاد بال سقم و أجفى بال جرم و إني مذ أضحى عذارى قراره
وقفن عليه أم وقفن على رسمي و سّيان بعد الشيب عند حبائبي
د كسير القناة قبل الطعان أو أراد السماك طعنا لها عا
عجر منها و خانها األبرهان أو رمتها قوس السماء لزال ال
يشير ابو العالء الى الحديث الشريف القائل بأن هّللا عّز و جل خلق أنوار الخمسة :محمHHد و علي و فاطمHHة
و الحسن و الحسين قبل أن يخلق الخلق.
[ترجمته]
فلقد أرقت اليوم من جفني دما إن كنت لم ترق الدماء زهادة
يقول أن ذكHHراك طيب و الطيب ال يحHHل لمحHHرم فيجب عليHHه فديHHة ،و الحHHق ان أبHHا العالء فلتHHة من فلتHHات
الزمن و نابغة من نوابغ العالم .اختلف الناس فيه فمن قائل ،هو مسHHلم موّح د ،و بين من يرميHHه بااللحHHاد و
اذكر حديثا للمرحوم المصلح الشيخ محمد حسين كاشف العطHاء بHرهن فيHه على ايمانHه و تشHيعه ،و ذكHر
صاحب نسخة السحر انه من شعراء الشيعة.
كما جبل الوفود على التنمي فقد جبلت على فرس و ضرس
188ازميم :ليلة من ليالي المحاق .و الهالل اذا دق في آخر الشهر و استقوس ،ذم :الهالك
189الروق :القرن ،جم جمع االجم :الكبش ال قرن له.
و من شعره:
ادرك الطرف المدى حتى ضمر أضمر الخيفة و اضمر قّل ما
هو ابو العالء احمد بن عبد هّللا بن سليمان المعري التنوخي الشHHاعر المتفنن كHHان عHHربّي النسHHب من قبيلHHة
تنوخ بطن من قضاعة من بيت علم و قضاء ولد بمعرة النعمان سHنة 363و جHدر في الثالثHة من عمHره و
كف بصره و تعلم على أبيه و غيره من ائمة زمانه فكان يحفظ ما يسمعه من مرة واحدة ،و قHHال الشHHعر و
هو ابن احدى عشرة سنة ،و نسك في آخر عمره و لم يبرح منزله و سّم ى نفسه رهين المحبسين :العمى و
المنزل :و بقي مكّبا على التدريس و التأليف و نظم الشعر مقتنعا بالقليل من الدنانير يسHHتغلها من عقHHار لHHه
مجتنبا أكHHل الحيHHوان و مHHا يخHHرج منHHه مكتفيHHا بالنبHHات و الفاكهHHة و الHHدبس متعلال بأنHHه فقHير و انHHه يHHرحم
الحيوان ،و عاش عزبا الى أن مات سنة 449بالمعرة و أمر أن يكتب على قبره:
و ما جنيت على أحد هذا جناه أبي علّي
أقول الحق انه فيلسوف الشHHعراء و شHHاعر الفالسHHفة و ال يسHHمح الHHدهر بامثالHHه إال في السHHنين المطاولHHة و
االزمان المتباعدة و هذه آراؤه تتجدد و أشعاره بمعانيها تHHزداد حالوة و عذوبHHة و ان هHHذه االختالفHHات في
هذا الرجل داللة على عمقه و عظمته و اليك قوله في إثبات البعث و المعاد.
أو صّح قولي فالخسار عليكما إن صّح قولكما فلست بخاسر
و في معجم األدباء :ولد بمعرة النعمان ( )363و اعتّل عّلة الجدري التي ذهب فيها بصHHره ( )367و قHHال
الشعر و هو ابن 11سنة و رحل الى بغداد سنة 398فأقام بها سنة و سبعة أشHHهر ثم رجHHع الى بلHHده فأقHHام
بها و لزم منزله الى أن مات بالتاريخ المتقدم .قال :و نقلت من بعض الكتب أن أبا العالء
لما ورد الى بغداد قصد ابا الحسن علي بن عيسى الربعي ليقرأ عليه فلمHا دخHل عليHه قHHال علي بن عيسHى
ليصعد االصطبل فخرج مغضبا و لم يعد اليه ،و االصطبل في لغة أهHHل الشHHام األعمى و لعلهHHا معّربHHة .و
دخل على المرتضى ابي القاسم فعثر برجل فقال :من هذا الكلب ،فقال المعري :الكلب من ال يعرف للكلب
سبعين اسما ،و سمعه المرتضى فاستدناه و اختبره فوجده عالما مشبعا بالفطنة و الذكاء فأقبHHل عليHHه إقبHHاال
كثيرا ،و كان أبو العالء يتعصب للمتنبي و يزعم انه أشعر المحدثين و يفضله على بشHار و من بعHده مثHل
أبي نواس و أبي تمام ،و كان المرتضى يبغض المتنبي و يتعصب عليه فجرى يوما بحضرته ذكر المتنبي
فتنقصه المرتضى و جعل يتتبع عيوبه ،فقال المعري :لو لم يكن للمتنبي من الشعر إال قوله -:لك يا منHازل
في القلوب منازل -لكفاه فضال فغضب المرتضى و أمر فحسHHب برجلHHه و اخHHرج من مجلسHHه ،و قHHال لمن
بحضرته أ تدرون أي شيء أراد بذكر هذه القصHHيدة فHHإن للمتنHHبي مHHا هHHو أجHHود منهHHا -اراد قولHHه في هHHذه
القصيدة:
قال السيد االمين إن هذه القصة موضوعة و ال يصح قول من قال أن المرتضى كHHان يبغض المتنHHبي فانHHه
ال موجب لبغضه إياه و ليس معاصرا له فمولHHد المرتضHHى قHHريب من وفHHاة المتنHHبي ،و ال لتعصHHبه عليHHه،
فالمرتضى في علمه و فضله و معرفتHHه لم يكن يتعصHHب على ذي فضHHل كHHالمتنبي و ال يجهHHل مكانتHHه في
الشعر ،و المعري مع علمه بجاللة قدر المرتضى و علّو مكانه لم يكن ليواجه بهذا الكالم و للمعري بيتHHان
يمدح الرضي و المرتضى في القصيدة التي رثى بها والد السيدين المرتضى و الرضي و هما:
خطط العال بتناصف و تصافي ساوى الرضي المرتضى و تقاسما
اختلف الناس فيه فبين ناسب له الى االلحاد و التعطيل و بين قائل انه مسلم موحد .في معجم االدبHHاء :كHHان
متهما في دينه يرى رأي البراهمة ال يرى افساد الصHHورة و ال يأكHHل لحمHHا و ال يHHؤمن بالرسHHل و البعث و
النشور و عاش سHتا و ثمHانين سHنة لم يأكHل اللحم منهHا خمسHا و أربعين سHنة ،و حHدثت أنHه مHرض مHرة
فوصف الطبيب له الفروج فلما جيء به لمسه بيده و قال :استضعفوك فوصفوك هاّل وصHHفوا شHHبل األسHHد.
و حدث غرس النعمة أبو الحسن الصابي انه بقي خمسا و اربعين سنة ال يأكHHل اللحم و ال الHHبيض و يحّHHرم
إيالم الحيوان و يقتصر على ما تنبت االرض و يلبس خشن الثياب و يظهر دوام الصوم .قال :و لقيه رجل
فقال :لم ال تأكل اللحم قال ارحم الحيوان قال فما تقول في السباع التي ال طعام لهHHا اال لحHHوم الحيHHوان فHHان
كان لذلك خالق فمHا أنت بHأرأف منHه ،و ان كHانت الطبHائع المحدثHة لHذلك فمHا أنت بأحHذق منهHا و ال أتقن
عمال ،فسكت -قال ابن الجوزي :و قد كان يمكنه أن ال يذبح رحمة و أما ما ذبحه غيره فHHأّي رحمHHة بقيت.
قال :و قد حدثنا عن ابي زكريا أنه قال :قال لي المعري ما الHHذي تعتقHده؟ فقلت في نفسHHي اليHHوم أقHHف على
اعتقاده ،فقلت له ما أنا إال شاك ،فقال و هكذا شيخك قال القاضي ابو يوسف عبد السالم القزويني :قHHال لي
المعري لم أهج أحدا قط ،فقلت له صدقت ،إال االنبياء عليهم السالم فتغّير وجهه.
(قال المؤلف) :اما عدم ذبحه الحيوان و عدم أكله اللحوم فكاد يكون متواترا عنه و مّHHر في مرثيHHة علي بن
الهمام له قوله:
فلقد أرقت اليوم من جفني دما ان كنت لم ترق الدماء زهادة
و قد علل امتناعHه عن أكHل اللحHوم و غيرهHا في أحHد اجوبتHه في المراسHلة الHتي دارت بينHه و بين داعي
الدعاة .قال جواب إحدى تلك الرسائل:
قد بدأ المعترف بجهله المقر بحيرته و عجب أن مثلHHه يطلب الرشHHد ممن ال رشHHد عنHHده و قHHد ذكHHر ايHHد هّللا
بحياته بيتا من أبيات على قافية الحاء ذكرها وليHHه ليعلم غHHيره مHHا هHHو عليHHه من االجتهHHاد في التHHدين و مHHا
حيلته في قوله تعالى (َم ْن َيْهِد ُهَّللا َفُهَو اْلُم ْهَتِد ) و أولها:
و الحيHHوان البحHHري ال يخHHرج من المHHاء إال و هHHو كHHاره و العقHHل ال يقبح تHHرك أكلHHه و إن كHHان حالال ألن
المتدينين لم يزالوا يتركون ما هو لهم حالل مطلق:
191
ألطفالها دون الغواني الصرائح و أبيض أّم ات أرادت صريحه
و المراد باالبيض اللبن و األم اذا ذبح ولدها وجدت عليه وجدا عظيما و سهرت لذلك ليالي فHHأّي ذنب لمن
تحرج عن ذبح السليل و لم يرغب في استعمال اللبن و لم يزعم أنه محرم و إنما تركه اجتهادا في التعّبد و
رحمHة للمHذبوح رغبHة أن يجHازى عن ذلHك بغفHران خHالق السHموات و األرض و اذا قيHل ان هّللا سHبحانه
يساوي بين عباده في االقسام فأي شي اسلفته الذبائح من الخطأ حتى تمنع حظها من الرأفة و الرفق:
و قد نهى النبي صّلى هّللا عليه و آله و سلم عن صيد الليل و ذلك أحد القولين في قولHHه عليHHه السHHالم اقّHHروا
الطير في و كناتها ،و في الكتاب العزيز (يا أيها الذين آمنوا ال تقتلوا الصيد و أنتم حرم و من قتلHHه متعمHHدا
فجزاء مثل ما قتل من النعم) فاذا سمع من له أدنى حّس هذا القول فال لوم عليه اذا طلب التقHHريب الى رب
السماوات و االرضين بأن يجعل صيد الحل كصيد الحرم و إن كان ذلك ليس بمحظور:
كواسب من أزهار نبت فوائح ودع ضرب 192النحل الذي بكّرت له
و مما يعجب له من أمر أبي العالء فبينا البعض يستظهر من اشعاره تشكيكه
و الحاده و اذا به يصوم الدهر و يحافظ على الصلوات و يصلى جالسا بعد سقوط قّو ته و ال يترك الصHHالة
بحال و يقول في اثبات الخالق عّز و جل.
سوى شبح رمي الكمّي المناجد متى ينزل األمر السماوي لم يفد
و يقول:
قال الشيخ القمي في الكنى و األلقاب :أحمد بن عبد هّللا بن سليمان المعروف بHHأبي العالء المعّHHري الشHHاعر
األديب الشهير كان نسيج وحده بالعربية ضربت آباط اإلبل اليه ،و له كتب كثHيرة و كHان أعمى ذا فطانHة،
و له حكايات من ذكائه و فطانته ،حكي انه لما سمع فضائل الشريف السHHيد المرتضHHى اشHHتاق الى زيارتHHه
فحضر مجلس السيد ،و كان سيد المجالس فجعل يخطو و يدنو الى السيد فعثر على رجل فقال الرجل:
من هذا الكلب؟ فقال المعري الكلب من ال يعرف للكلب سبعين اسما فلما سHHمع الشHHريف ذلHHك منHHه قّربHHه و
أدناه فامتحنه فوجده وحيد عصره و أعجوبة دهره ،فكان ابو العالء يحضر مجلس السيد و عّد ه من شعراء
مجلسه ،و جرى بينهما مذاكرات من الرموز ما هو مشهور و في كتب االحتجاج مسطور.
193
الشائر من شار العسل و اشتاره أي جناه.
قيل ان المعري لما خرج من العراق سئل عن السيد المرتضى رضي هّللا تعالى عنه فقال:
أال هو الرجل العاري من العار يا سائلي عنه لما جئت اسأله
و من شعره:
حكي عنه انه كان يقول أتمنى أن أرى الماء الجاري و كواكب السماء ،حيث كان أعمى و في عمHHاه يقHHول
بعض الشعراء:
ابو العالء المعري هو خاتمة شعراء العصر العباسى الثالث كما كان شبيهه أبو الطيب المتنHHبي فاتحتHHه -و
نعم الفاتحة و الخاتمة .و هو الشاعر الحكيم الفيلسوف
احمد بن عبد هّللا بن سليمان بن محمد التنوخي .ولد في المعرة سHHنة 363ه و كHHان أبHHوه من أهHHل األدب و
تولى جّد ه القضاء فيها .و كانت أمه ايضا من أسرة وجيهHة يعرفHون بHآل سHبيكة ،اشHتهر منهم غHير واحHد
بالوجاهة و األدب و كانت المعرة تحت سيطرة الدولHة الحمدانيHة بحلب و أميرهHا يومئHذ سHعد الدولHة أبHو
المعالي.
و لم يتم أبو العالء الثالثة من عمره حتى أصابه الجدري فذهب بيسرى عينيه و غشي يمناها بياض .فك ّHف
بصره و هو طفل و كان يقول« :ال أعرف من األلوان إال األحمر ألني البست في الجدري ثوبHHا مصHHبوغا
بالعصفر» .لقنه أبوه النحو و اللغة في حداثته ثم قرأ على جماعة من أهل بلHHده -و لمHHا أدرك العشHHرين من
عمره عمد الى سائر علوم اللغة و آدابها فاكتسبها بالمطالعة و االجتهاد -و كان يقيم أناسا يقرءون له كتبها
و أشعار العرب و أخبارهم .و هو قوي الحافظة الى ما يفوق التصديق.
و كان مطبوعا على الشعر نظمه قبل أن يتم الحادية عشرة من عمره .و لم يمنعه العمى من مباراة أربHHاب
القرائح في ما اشتغلوا به حتى في العابهم فقد كان يلعب الشطرنج و النرد و يجيد لعبهما ال يرى في العمى
نقصا .بل هو كان يقول «احمد هّللا على العمى كما يحمHده غHيري على البصHر» و كHان يرتHزق من وقHف
يحصل له منه ثالثون دينارا في العام ينفق نصفها على من يخدمه.
و رحل في طلب العلم على عاداتهم في ذلك العهد فأتى طرابلس و الالذقية و سواهما من بالد الشام و أخذ
فلسHHفة اليونHHان عن الرهبHHان -ثم رحHHل الى بغHHداد سHHنة 398و شHHهرته قHHد سHHبقته اليهHHا فاسHHتقبله علماؤهHHا
بالحفاوة .و اطلع في أثناء اقامته هناك على فلسفة الهنود و الفرس فضال عن سائر العلوم .حHHتى اذا نضHHج
عقله و أمعن النظر في الوجود رأى الدنيا كما هي فزهد فيها و عHHزم على االعHHتزال ليتسHHنى لHHه التأمHHل و
التفكير .فغادر بغداد سنة 400ه و أتى المعرة و لزم بيته و سمى نفسه «رهين المحبسين» و أخذ بالتأليف
و النظم و تدوين أفكاره و آرائه
أدب الطف ،ج ،2ص309 :
و محفوظه في الكتب .و انقطع عن أكHHل اللحم من ذلHHك الحين و اقتصHHر على النبHHات كمHHا يفعHHل النبHHاتيون
اليوم -اقتبس ذلك من آراء البراهمة الهنود فذهب مذهبهم فيه رفقHHا بHHالحيوان و تجافيHHا عن إيالمHHه .و لHHزم
الصوم الدائم.
قضى ابو العالء في هذه العزلة بضعا و أربعون سنة و أكله العدس و حالوته التين و هو يؤلHHف و ينظم و
الناس يتوافدون اليه ليسمعوا أقواله و أخباره أو يكاتبوه في اسHHتفهام و اسHHتفتاء و يأخHHذوا عنHHه العلم مجانHHا
حتى توفاه هّللا سنة .449
و كان معدودا من أقطاب العلم و األدب و الشعر و يمتاز بأنه لم يتكسب بشعره.
-1اللزوميات :و هو ديوان كبير طبHHع في بمبHHاي سHHنة 1303ه .ثم في مصHHر سHHنة 1895في نحHHو 900
صفحة .في صدرها مقدمة في الشعر و شروطه و قوافيه على اسلوب انتقادي يHHدل على رسHHوخ قدمHHه في
اللغة و الشعر .و ذكر ما التزمه في نظم هHHذا الHHديوان من الشHHروط اهمهHHا الHHتزام حHHرفين في القافيHHة و قHHد
نظمه في اثناء عزلته و ضمنه كثيرا من آرائه في الوجود و الخليقة و النفس و الدين.
فكان له وقع عند أصحاب الفلسHHفة فقHHالوا« :ان أبHHا العالء أتى قبHHل عصHHره باجيHHال» و تمتHHاز اشHHعاره في
عزلته بصبغه سوداوية تشف عن سوء ظنه في الحياة و يأسه من أسباب السعادة لعHل سHببها اختالل عمHل
الهضم بتوالي الصوم و االقتصار على نوع او نHHوعين من األطعمHHة .على ان اكHHثر اشHHعاره في الفلسHHفة و
الزهد و الحكم و الوصف و يندر فيها المدح او التشبيب .و قد نقل امين افندي ريحاني بعض رباعياته الى
االنكليزيHHة نشHHرت في اميركHHا منHHذ بضHHع سHHنين و تHHرجم بعض اشHHعاره ايضHHا جHHورج سHHلمون الى اللغHHة
الفرنسية و نشرها في باريس سنة .1904
-2سقط الزند :و هو ديوان آخر نظمه قبل العزلة .طبع مرارا
-3ضوء السقط :يقتصر على ما نظمه في الدرع طبع في بيروت سنة .1894
اما االدب فله مؤلفات عديدة ربما زادت على خمسين كتابا أكثرها في اللغة و القوافي و النقHHد و الفلسHHفة و
المراسالت ضاع معظمها و اليك ما بلغ الينا خبره منها:
-4رسائل أبي العالء :هي كثيرة لو جمعت كلها لبلغت ثمانمائة كراس و قد توخى فيها التسجيع و العبHHارة
العاليHHة و الكالم الغHHريب نحHHو مHHا يفعلHHون في إنشHHاء المقامHHات فال تفهم بال تفسHHير و هي من قبيHHل الشHHعر
المنثور في وصف الخالئق كالنمل و الجراد و النسHHر و الفيHHل و النحHHل و الضHHفدع و الفHHرس و الضHHبع و
الحية و نحوها من الحيوانات .غير وصف االمHHاكن و المواقHHف و الثيHHاب و المآكHHل و غيرهHHا ممHHا يحسHHن
تحديه لو ال ما فيه من اللفظ الغريب .و لكن معظمها ضاع و قد جمع اكثر ما بقي منها في كتHHاب طبHHع في
بيروت سنة 1894مضبوطا بالحركات .و طبع ايضا في اكسفورد سنة 1898بعنايHHة االسHHتاذ مرجليHHوت
المستشرق االنكليزي مع ترجمة انكليزية و تعاليق و شروح تاريخية و ادبية مفيدة.
و قد صدرها بمقدمة في ترجمة المؤلف باالنكليزية و ذيلها بما ذكره الذهبي من ترجمته و ختمها بفهHHرس
لالعالم.
5رسالة الغفران :هي جملة رسائله و لكننا أفردناها بالكالم النها طبعت على حHدة و لهHا شHأن خHاص من
حيث موضHHوعها .و هي فلسHHفية خياليHHة كتبهHHا في عزلتHHه و ضHHمنها انتقHHاد شHHعراء الجاهليHHة و االسHHالم و
ادبائهم و الرواة و النحاة على اسلوب روائي خيالي لم يسبقه اليHHه احHHد .فتخّي ل رجال صHHعد الى السHHماء و
وصف ما شاهده هناك كما فعل دانتي شاعر االيطاليان في «الروايHة االلهيHة» و مHا فعHل ملتن االنكلHيزي
في «ضياع الفردوس» لكن أبا العالء سبقهما ببضعة قرون.
ألن دانتي توفي سHHنة 720ه و ملتن نحHHو سHHنة 1084ه و تHHوفي ابHHو العالء سHHنة 449ه فال بHHدع اذا قلنHHا
باقتباس هذا الفكر عنه .و اقدمهما (دانتي) لم يظهر اال بعد احتكاك االفرنج بالمسلمين .و االيطاليان أسHHبق
االفرنج الى ذلك.
و نقسم مواضHHيع رسHHالة الغفHران الى قسHHمين ادبي لغHHوي و نHHوادر خياليHHة عن بعض الزنادقHHة و مسHHتقلي
االفكار و المتنبئين و نحوهم ممن توالى ظهورهم في اثناء التمدن االسالمي .و يتخلل ذلHHك محHHاورات مHHع
الشعراء الجاهليين يسألون فيها عما غفر لهم به فيذكر كل منهم شHعرا قالHه أو عمال عملHه فغفHر لHه بHه .و
منها تسمية هذه الرسالة برسالة الغفران -كأنه يعرض بما يرجوه من المغفرة لنفسه عمHHا فHHرط منHHه أحيانHHا
من االبيات التي يعدها الناس كفرية .و قد طبعت هذه الرسالة بمصر سنة 1906و لخصناها في السنة 15
من الهالل من صفحة 279
-6ملقى السHHبيل :هي رسHHالة فلسHHفيه نشHHرتها مجلHHة المقبس سHHنة 7ج 1عن أصHHل خطي قHHديم وجHHد في
االسكولاير بعناية ح .ح .عبد الوهاب التونسي.
و هي على نسق رسHHائله األخHHرى لكن أكثرهHHا منظHHوم .و قHHد قابHHل الناشHHر بين آراء المعHHري فيهHHا و آراء
شوبنهور الفيلسوف االلماني من حيث الحياة و مصيرها و طبعها على حدة سنة .1912
-7كتاب االيك و الغصون و يعرف باسم الهمزة و الردف :يبحث في االدب و اخبار العرب يقHHارب مائHHة
جزء ضاع منذ بضعة قرون و إنما ذكرناه لعل أحدا يعثر على شيء منه إذ يظهHHر أنHHه عظيم االهميHHة فقHHد
قال فيه الذهبي «حكى من وقف على المجلد االول بعد المائة من كتاب الهمزة و الردف فقال:
ال أعلم ما كان يعوزه بعد هذا المجلد» و عنى أبو العالء بشرح كتب هامة أو اختصارها مّر ذكر بعضHHها.
منها شرح الحماسة منHHه نسHHخة خطيHHة في المكتبHHة الخديويHHة في 442صHHفحة و هHHو شHHرح لغHHوي و كHHان
مشاركا في كثير من علوم االقدمين كالفلسفة و الكيمياء و النجوم و المنطق و يظهر أثر ذلك في أشعاره و
أقواله .و لو أردنا االتيان بامثلة منها لضاق بنا المقام و دواونيه شائعة فميزناه
نجلو ترجمته من االمثلة الشعرية كما ميزنا المتنبي قبله .و قHHد تقHدم ذكHر شHيء من شHعره في كالمنHا عن
مزايا الشعر في هذا العصر و غيره .و سنأتي بأمثلة اخرى في أمكنة أخرى.
منزلته :و يقال باالجمال ان الشعر العربي دخل بعد المعري في طور جديد من حيث النظر في الطبيعHHة و
التفكير في الخلق و الحكمة االجتماعية .فانتقل الشعر على يده من الخيال الى الحقيقة .و اختلف النHHاس في
مناقب أبي العالء و اخالقه و اعتقاده .و له فلسفة خاصة في الدين و الطبيعHHة و الخليقHHة .و هHHو أقHHرب من
هذا القبيHل الى مHذهب الالأدريين و يعتقHد التقمص و خلHود المHادة و ان الفضHاء ال نهايHة لHه .و كHان يقبح
الزواج و يعد تخليف االوالد جناية .و كان يرى المرأة ال ينبغي لها أن تتعلم غير الغزل و النسHHج و خدمHHة
المنزل .و كان من القائلين بالرفق بالحيوان فقضى النصف األخير من عمره لم يذق لحما .و لHHه أقHHوال في
هذا الموضوع سبق بها أصHحاب الرفHق بHالحيوان اليHوم عHدة قHرون .و عHثر لHه االسHتاذ مرجليHوث على
رسالة في هذا الموضوع جزيلة الفائدة نشرها في المجلة االسيوية االنكليزيHHة و لخصHHناها في الهالل سHHنة
15ج .4
و قد اتهمه بعضهم بالكفر و كانوا يتهمون به كل حر الضمير مستقل الفكر في تلك االيام .مHHع أن اعترافHHه
بالخالق و وحدانيته ظاهرة في كثير من أشعاره لكنه لم يكن يHHرى االعتقHHاد بالتسHHليم بHHل التفكHHير .و كHHانت
حقيقة الدين عنده أن يعمل االنسان خيرا ال أن يكثر من الصالة و الصوم .و لذلك كHHان شHHديد الوطHHأة على
الفقهاء الذين يتظاهرون بالدين لالرتزاق .و قد فصلنا ذلك و ايدناه باالمثلة من أشHHعاره و أقوالHHه في السHHنة
الخامسة عشرة من الهالل من صفحة .195
زجاج و لكن ال يعاد لنا سبك يحّطمنا صرف الّز مان كأّننا
و من شعره في الزهد:
فما التشّرف بالّد نيا هو الّش رف فال تشّرف 194بدنيا عنك معرضة
فيك الخناء و فيك البؤس و السرف يا أم 196دفر لحاك هّللا والدة
لكنك االّم مالي عنك منصرف لو أّنك العرس أوقعت الطالق بها
و كتب الحموي في معجم االدباء ترجمة وافية البي العالء و أورد طائفة كبHيرة من اشHعاره و ذكHر جملHة
من مؤلفاته قال :و منها كتHHاب بعض فضHHائل امHHير المؤمHHنين علي بن ابي طHHالب كHHرم هّللا وجهHHه ثم أورد
جملة من رسائله و في سوء اعتقاده و قال :فمنها قوله:
لما جاءنا بعد الحسين غمام فلو ال بكاء المزن حزنا لفقده
199
لما انجاب من بعد الحسين ظالم و لو لم يشق الليل جلبابه اسى
توفي بالموصل حدود 450كما في الطليعة و في بغية الوعHHاة (مرزكHHة) بفتح الميم و سHHكون الHHراء و فتح
الHHزاي و تشHHديد الكHHاف و في معHHالم العلمHHاء :زيHHد بن سHHهل النحHHوي المHHرزكي الموصHHلي ،و وصHHفه ابن
شهرآشوب في المناقب في بعض المواضع بالواسطي و هو تحريف الموصلي.
و له:
و جرت سفينة نوح فوق الماء قوم بهم غفرت خطيئة آدم
و وارث علم هّللا و البطل الندب أبوهم وصّي المصطفى و ابن عمه
و له كما في المناقب:
فما البكاء على األشباح و الصور الدهر يفجع بعد العين باألثر
عن نومة بين ناب الليث و الظفر أنهاك أنهاك ال آلوك موعظة
كاأليم ثار الى الجاني من الزهر تسّر بالشيء لكن كي تعّز به
لم تبق منها و سل ذكراك من خبر كم دولة قد مضت و النصر يخدمها
عليه وجدا قلوب اآلي و السور و أحرقت شلو زيد بعد ما احترقت
دم بفخ آلل المصطفى هدر و أسبلت دمعة الروح األمين على
ابن زيدون .احمد بن عبد هّللا بن احمد بن غالب بن زيدون المخزومي األندلسي القرطبي الشاعر المشهور
كان من خواص المعتضد عباد صاحب اشبيلية و كان معه في صورة وزير .له أشHHعار كثHHيرة و من بHHديع
قالئده هذه القصيدة:
إذ طالما غّير النأي المحبينا ال تحسبوا نأيكم عنا يغّيرنا
توفي باشبيلية سنة 463و كان له ولد يقال له ابو بكر تولى وزارة المعتمد بن عباد قتHHل يHHوم اخHHذ يوسHHف
بن تاشفين قرطبة من ابن عباد و ذلك في 2صفر سنة .484
قال الشيخ ابن نما الحلي في كتابه مقتل الحسين المسمى ب (مثير االحزان):
و قHHد ختمت كتHHابي هHHذا بهHHذه األبيHHات و هي البن زيHHدون المغHHربي ،فهي تنفHHذ في كبHHد المحHHزون نفHHوذ
السمهري.
بان نغّص فقال الدهر آمينا غيظ العدى من تساقينا الهوى فدعوا
إذ طالما غّير النأي المحبينا ال تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا
رأيا و لم نتقّلد غيره دينا لم نعتقد بعدكم إال الوفاء لكم
وردا جاله الصبا غّضا و نسرينا يا روضة طال ما اجنت لواحظنا
من لو على البعد حيا كان يحيينا و يا نسيم الصبا بّلغ تحّيتنا
سالين عنه و لم نهجره قالينا لم نجف أفق كمال أنت كوكبه
[ترجمته]
قال السمعاني في االنساب ج 5ص :170الخفاجي ،بفتح الحاء المنقوطة و الفاء و في آخرها الجيم ،هHHذه
النسبة إلى خفاجة ،و هي اسم امرأة ،هكذا ذكر لي أبو أزيد الخفاجي في برّية السماوة ،و ولHHد لهHHا أوالد و
كثروا و هم يسكنون بنواحي الكوفة ،و كان أبو أزيد يقHHول :يHHركب منHHا على الخيHHل أكHHثر من ثالثين ألHHف
فارس سوى الركبان و المشاة .و لقيت منهم جماعة كثيرة و صحبتهم؛ و المشهور باالنتساب إليهم الشاعر
المفلق أبو [محمد عبد هّللا بن محمد بن] سعيد بن [سHنان] الخفHاجي كHان يسHكن حلب و شHعره ممHا يHدخل
األذن بغير إذن.
توفي سنة 466و له شعر في أمير المؤمنين علي عليه السالم كذا قال األمين في الجزء األول من األعيان
ص .392
األمير أبو محمد عبد هّللا بن محمد بن سنان الشاعر الشيعي المعروف بابن سنان صاحب سر الفصاحة في
اللغة.
توفي سنة 466حكي انه كان قHHد تحصHHن بقريHHة (اعHHزاز (من أعمHHال حلب ثم أطعمHHوه خشHHكنانجه مسّHم ة
فمات الخفاجي في اعزاز و حمل الى حلب و دفن فيها كذا جاء في الكنى و األلقاب.
له ديوان شعر مطبوع ،و كان واليا على قلعة اعزاز ،واّل ه عليها محمود ابن صHHالح فاسHHتبد بهHHا ،و كHHانت
واليته بواسطة ابي نصر محمد بن محمد ابن النحاس.
[ترجمته]
أبو أحمد بن أبي منصور بن علي القطيفي المعروف بالقطان ،قHHال السHHيد األمين في األعيHHان جHHزء 6ص
:119
في البحار عن بعض كتب المناقب القديمة أخبرني أبو منصور الديلمي عن احمد بن علي بن عHHامر الفقيHHه
أنشHHدني ابHHو احمHHد بن أبي منصHHور بن علي القطيفي المعHHروف بالقطHHان ببغHHداد لنفسHHه (يHHا أيهHHا المHHنزل
المحيل).
أقول و كرر السيد الترجمة في الجزء 10ص 226و ذكر القصيدة بزيادة بيتين ،و زاد في الترجمHHة بHHأن
ذكر سنة وفاتHHه فقHHال :تHHوفي حHHدود سHHنة 480ببغHHداد و دفن بمقHHابر قHHريش ،و لكن أسHHماه هنHHا :أحمHHد بن
منصور بن علي القطيفي القطان البغدادي و لعله أصوب.
و جاء في شعراء القطيف للعالمة المعاصر الشيخ علي منصور المرهون قال:
احمHHد بن منصHHور المتHHوفي سHHنة 480هHHو أحمHHد بن منصHHور بن علي القطHHان القطيفي البغHHدادي األديب
الشاعر ،ترّح ل من بالده القطيف الى بغداد و سكن بها و مدح أمراءها كما مدح و رثى أهHHل الHHبيت عليهم
السالم و ما زال في بغداد مقيما حتى مات بها و دفن في مقابر قريش.
رّث الجديد فهل رثيت لذاك؟! يا دار غادرني جديد بالك
يشكو الذي انا من نحولي شاك ما بال ربعك ال يبّل؟ كأنما
سفكت دمي يوم الّر حيل دماك طّلت طلولك دمع عيني مثلما
لو كّف صوب المزن عنك كفاك و كفت عليك سماء عيني صّيبا
جيدا و غصن البان لين حراك من كل مخطفة الحشا تحكي الرشا
201
من ظلم صامتة البرين ضناك هيفاء ناطقة النطاق تشكيا
تصلي بذاك إلى قصّي مناك و إلى الوصّي مهّم أمرك فّوضي
من ال يساوي منه شسع شراك؟! أعن الوصّي عدلت عادلة به
طوعا ولّي هّللا فوق قواك و الريح إذ مّر ت فقال لها :احملي
أمر اإلله حثيثة االيشاك فجرت رخاء بالبساط مطيعة
حنق لستر نفاقه هّتاك عن غيره فبدت ضغاين صدر ذي
ما بين باكية إليه و باكي و الماء حين طغى الفرات فأقبلوا
طوعا بأمر هّللا طاغي ماك فأتى الفرات فقال :يا أرض ابلعي
[ترجمته]
ابن جبر ابن جبر المصري أحد شعراء مصر على عهHHد الخليفHHة الفHHاطمي المستنصHHر باهّلل ،المولHHود سHHنة
420و المتوفى سنة 487كذا ذكر الشيخ األميني في (الغدير).
جبر الجبري شاعر آل محمد صّلى هّللا عليه و آله و سلم ،شاعر مجيد له قصHHيدة في مHHدح أهHHل الHHبيت من
جيد الشعر يستشهد ابن شهرآشوب في المناقب بأبيات منها.
الفهرس
أبو بكر بن دريد شعره ،ترجمته ،تشّيعه ،مقصورته في الحكم و اآلداب 10
أحمد بن محمد بن الحسن الصنوبري طائفة من شعره في أهل الHHبيت (ع) ترجمتHHه ،منتخبHHات من أشHHعاره
19
أبو الحسن السري بن أحمد الرفاء الموصلي شعره في الحسين (ع) ترجمته ،شعره في الصناعة 36
الموضوع صفحة
األمير أبو فراس الحمداني ترجمتHHه ،نمHHاذج من شHHعره ،قصHHيدته الشHHافية ،روائHHع من نظمHHه في الوفHHاء و
االخوان 61
ترجمته و نماذج من روائعه ،قصائده في مدح المعّز لدين هّللا الفاطمي يصف انتصاره على الروم 78
الموضوع صفحة
األمير محمد بن عبد هّللا السوسي طائفة من شعره في الحسين ،ترجمته 116
علي بن احمد الجرجاني الجوهري شعره في الحسين ،ترجمته ،نظمه في اإلمام أمير المؤمنين (ع) 130
الصاحب بن عباد رثاؤه للحسين و مدحه لالمام أمير المؤمنين (ع) 133
الحسين بن الحجاج شعره و طرائفه ،شعره في اإلمام أمير المؤمنين (ع) 155
الموضوع صفحة
قصيدته التي أنشدها في حرم امير المؤمنين بالنجف األشرف و إكرام االمام له 157
علي بن حماد العبدي قصائده في الحسين (ع) ترجمته و عدد من قصائده من ص 161 198 -162
الموضوع صفحة
أبو نصر بن نباتة ترجمته ،من أشتهر بابن نباتة غيره 222
المهيار الديلمي رثاؤه للحسين ،ترجمته و اعتزازه بنسبه ،اتهامه بالشعوبية و الدفاع عنه 234
الموضوع صفحة
أحمد بن عبد هّللا (ابن زيدون) شعره ،ترجمته قطعة من شعره في العتاب 319
203شبر ،جواد ،أدب الطف10 ،جلد ،دار المرتضى -لبنان -بيروت ،چاپ 1409 ،1 :ه.ق.