Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 329

‫أدب الطف‬

‫پديدآور‪ :‬شبر‪ ،‬جواد‬

‫موضوع‪ :‬شاعران‬

‫زبان‪ :‬عربى‬

‫تعداد جلد‪10 :‬‬

‫ناشر‪ :‬دار المرتضى‬

‫مكان چاپ‪ :‬لبنان‪ -‬بيروت‬

‫سال چاپ‪ 1409 :‬ه‪ .‬ق‬

‫نوبت چاپ‪1 :‬‬

‫أدب الطف ؛ ج‪ 2‬؛ ص‪5‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪5 :‬‬

‫الجزء الثانى‬

‫[مقدمة]‬

‫بسم هّللا الرحمن الرحيم الحمد هّلل القائل و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم س‪HH‬بلنا و الص‪HH‬الة على س‪HH‬يدنا الص‪HH‬ادع‬
‫بالحق و الصدق و القائل‪:‬‬

‫إن من الشعر لحكمة‪ ،‬و إن من البيان لسحرا‪.‬‬

‫و على آله و اصحابه المنتجبين‪.‬‬

‫و بعد فهذا هو الجزء الثاني من (ادب الطف) يقتصر على الق‪HH‬رن الراب‪HH‬ع الهج‪HH‬ري و الخ‪HH‬امس من ش‪HH‬عراء‬
‫الحسين عليه السالم‪ .‬و ارجو ان يكون مقبوال و مشموال بعناية هّللا انه سميع مجيب‪.‬‬

‫المؤلف‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪7 :‬‬

‫شعراء القرن الّرابع الهجرّي‬

‫منصور بن سلمة الهروي‬


‫ابو بكر محمد بن الحسن بن دريد‬

‫احمد بن محمد بن الحسن الصنوبري‬

‫علي بن اصدق الحائري‬

‫ابو الحسن السري بن احمد الرفاء الموصلي‬

‫محمود بن الحسين بن السندي كشاجم‬

‫طلحة بن عبيد هّللا العوني المصري‬

‫علي بن اسحاق الزاهي الشاعر‬

‫االمير ابو فراس الحمداني‬

‫محمد بن هاني االندلسي‬

‫الناشي الصغير ابو الحسن علي بن عبد هّللا بن الوصيف‬

‫االمير محمد بن عبد هّللا السوسي‬

‫سعيد بن هاشم الخالدي‬

‫االمير تميم بن الخليفة‬

‫علي بن احمد الجرجاني الجوهري‬

‫الصاحب اسماعيل بن عباد‬

‫محمد بن هاشم الخالدي‬

‫الحسين بن الحجاج‬

‫علي بن حماد العبدي‬

‫احمد بن الحسين بديع الزمان الهمداني‬

‫الشريف الرضي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪9 :‬‬

‫منصور بن سلمة الهروي‬

‫روى الشيخ نجم الدين محمد بن جعفر بن ابي البقاء هبة هّللا المعروف بابن نم‪HH‬ا الحلى المت‪HH‬وفى س‪HH‬نة ‪645‬‬
‫ه‪ .‬في كتابه (مثير األحزان)‪.‬‬
‫قال‪ :‬قال الهروي الكاتب سمعت منصور بن سلمة الهروي ينشد ببغداد في شهر رمضان سنة احدى عش‪HH‬ر‬
‫و ثالثمائة شعرا من جملته‪.‬‬

‫الملك‪ ،‬و بنت الرسول تبتذل‬ ‫تصان بنت الدعي في كلل‬

‫تقتل اوالده و يحتمل‬ ‫يرجى رضى المصطفى فوا عجبا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪10 :‬‬

‫أبو بكر محّم د بن الحسن بن دريد‬

‫قال السيد احمد العطار في المجموع الرائق‪ :‬هذه قصيدة البي بكر بن دريد األزدي في أه‪HH‬ل ال‪HH‬بيت‪ -‬عليهم‬
‫السالم‪ -‬و هي من أغرب ما جاء في معناها ألن أبا بك‪HH‬ر بص‪HH‬ري المنش‪HH‬أ و المول‪HH‬د‪ ،‬و عام‪HH‬ة أه‪HH‬ل البص‪HH‬رة‬
‫يدينون بغير هذا المعتقد‪ ،‬و قد اشتملت من الغرائب ما تته‪HH‬ذب بحفظ‪HH‬ه الس‪HH‬نة المتعلمين و الش‪HH‬ادين و تتنب‪HH‬ه‬
‫بمثله قرائح المبتدين و المستفيدين و أورد ابن شهرآشوب ثمانية أبيات منه‪HH‬ا و هي ال‪HH‬تي تق‪HH‬ع بين قوس‪HH‬ين‪.‬‬
‫أقول و النس‪HH‬خة المنقول‪HH‬ة عنه‪HH‬ا ه‪HH‬ذه القص‪HH‬يدة من الخط‪HH‬وط القديم‪HH‬ة و لعله‪HH‬ا ترج‪HH‬ع الى أول الق‪HH‬رن الث‪HH‬امن‬
‫الهجري‪:‬‬

‫و تظل باالقتار توعده‬ ‫سدكت به عنتا تفّنده‬

‫و تجّد احيانا فتصمده‬ ‫طورا تهازله لترضيه‬

‫قد شف طارفه و متلده‬ ‫و تقول أبق فانه نشب‬

‫المال ايسره مبدده‬ ‫فيء و ما خوّلت فاحتجبي‬

‫ال تستطيف به مقّرده‬ ‫ان الذي تدرين عّرته‬

‫ذا عثرة لهفان أرفده‬ ‫ما المال إال ما نعشت به‬

‫مستشكدا للعرف اشكده‬ ‫أو مائال يحوى برغبته‬

‫فعلّي يحب أن أصفده‬ ‫مستصفدا ضاقت مذاهبه‬

‫ارضى الصفيح عليه ملحده‬ ‫و غناء مال المرء عنه اذا‬

‫بالجزع دعدعه تأبده‬ ‫تاهّلل افتأ سائال طلال‬

‫ذكرى تهّيجه و تكمده‬ ‫مقو و ما اقوى فؤادى من‬

‫لذع يضرمه و يوقده‬ ‫ذكرى تزال لها على كبدي‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪11 :‬‬

‫يدمي مسالكه تصّعده‬ ‫كم إثر ذكراهم له نفس‬

‫اضنين جسمك هّن عّوده‬ ‫إّن اللواتي يوم ذي شجب‬

‫ماال و ال هند تهّنده‬ ‫فسال فال سعدى تساعده‬

‫و تهددت بالهجر مهدده‬ ‫و تنّك رت ريا و جارتها‬

‫دمعا يمار عليه أثمده‬ ‫ربما يرقن اذا سمعن به‬

‫غصن الشباب اهتز أملده‬ ‫و المرء خدن الغانيات اذا‬

‫ما الح في فوديه يكسده‬ ‫و الشيب عيب عندهن اذا‬

‫بيد المنى و العجز مروده‬ ‫عاود عزاك و ال تكن رجال‬

‫لغليل حزن المرء تبرده‬ ‫و أرى األسى خلقت معارضه‬

‫يعلو الخطوب فال تكأده‬ ‫و فتى كنصل السيف منصلتا‬

‫و الحلق أألمه مّرنده‬ ‫صافحته ال فاحشا حرجا‬

‫غمر القبائل منه سودده‬ ‫و لقد منيت من الرجال بمن‬

‫و مخاشن ال بد أضهده‬ ‫فمالين ال يستلن شططا‬

‫بالحق زاغت عنه عّنده‬ ‫يا صاح ما ابصرت من عجب‬

‫يهدى الى الجّنات مرشده‬ ‫أ إلى الضالل تحيد عن نهج‬

‫إن عّد أكرمه و أمجده)‬ ‫(إن البرية خيرها نسبا‬

‫و كفاك تعظيما محّم ده)‬ ‫(نسب محّم ده معّظمه‬

‫تكبو إذا ما نّض أزنده)‬ ‫(نسب إذا كبت الزناد فما‬

‫لم يكبه في القدح مصلده)‬ ‫(و اخو النبي فريد محتده‬


‫يتكأد الراقين مصعده)‬ ‫(حّل العالء به على شرف‬

‫عن أمر روح القدس برجده‬ ‫أو ليس خامس من تضّم نه‬

‫أهلي و أهل المرء ودده‬ ‫إذ قال أحمدها والؤهم‬

‫ال يستطيع الكيد كّيده‬ ‫يا رب فاضممهم الى كنف‬

‫و المشركون هناك رّصده)‬ ‫(أو لم يبت ليال أبو حسن‬

‫و مهاد خير الناس ممهده)‬ ‫(متلففا ليرّد كيدهم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪12 :‬‬

‫و بأعين الكفار منجده)‬ ‫(فوقى النبي ببذل مهجته‬

‫لم يستمله عن التقى دده‬ ‫و هو الذي أّتبع الهدى يفعا‬

‫في الشرخ غّض الغصن أغيده‬ ‫كهل التأله و هو مقتبل‬

‫جهال دعائمه و جلمده‬ ‫و الشرك يعبد عزّياه به‬

‫و النقع مطّرق تلّبده‬ ‫و منازل االقران قد علموا‬

‫سّيان أليسه و رعدده‬ ‫خواض غمرة كل معترك‬

‫كأسا توهله و تصخده‬ ‫فسقى الوليد بكاس منصله‬

‫و الموت يلفته و يقصده‬ ‫فهوى يمّج نجيع حشرته‬

‫كالليث أمكنه تصّيده‬ ‫و سما بأحد و القنا قصد‬

‫يترك له كّفا تسّنده‬ ‫فأباد أصحاب اللواء فلم‬

‫شربا يذوق الموت وّرده‬ ‫ثم ابن عبد يوم أورده‬

‫هّلل مرضاه و معتده‬ ‫جزع المداد فذاده بطل‬

‫لم يثنه عن ذاك صّد ده‬ ‫و حصون خيبر إذ أطاف بها‬


‫عقدا يقلقل منه حّسده‬ ‫و نجّم قد عقد الوالء له‬

‫إال أبّر فزاده غده‬ ‫ما نال في يوم مدى شرف‬

‫نسب رسول هّللا محتده‬ ‫من ذا يساجل أو يناجب في‬

‫مجد اشار به معّد ده‬ ‫أبناء فاطمة الذين اذا‬

‫و لديه منشأه و مولده‬ ‫فذراهم مرعى هو امله‬

‫عنها اذا قادته مقوده‬ ‫و المجد يعلم أن أيديهم‬

‫كالبهم فّرقه مشّرده‬ ‫لوالهم كان الورى همجا‬

‫عما نحاوله و نقصده‬ ‫لوالهم حار السبيل بنا‬

‫منهاجنا و اشتد موصده‬ ‫لوالهم استولى الضالل على‬

‫و هّللا ينعم ثم تكنده‬ ‫هم حجة هّللا التي كندت‬

‫أمنا على الدنيا ممدده‬ ‫هم ظل دين هّللا مّد ده‬

‫ما مال ركن الدين يعمده‬ ‫و هم قوام ال يزيغ اذا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪13 :‬‬

‫ضّن الغمام و جف مورده‬ ‫و هم الغيوث الهاميات اذا‬

‫ما الياس اطلقه مصفده‬ ‫و هم الحبال المانعات اذا‬

‫فتهد حاملها و تلهده‬ ‫كم من يد لهم ينوء بها‬

‫آثار طول ليس تفقده‬ ‫كم مّنة لهم موّرثة‬

‫فمسيمه منا و موعده‬ ‫و إخال ان الوقت شاملنا‬

‫متسربال غدرا يجنده‬ ‫اذ سار جند الكفر يقدمه‬

‫كرهاء بحر فاض مزبده‬ ‫في جحفل يسجى الفضاء به‬


‫تحتثه طورا و تحشده‬ ‫طالب ثار الشرك آونة‬

‫يرمى لزلزل منه صندده‬ ‫لو أن صنديد الهضاب به‬

‫عطف البالء و قّل منجده‬ ‫حتى اطافوا بالحسين و قد‬

‫ميدانه بالسيد‪ 1‬مرهده‬ ‫صفا كما رّص البنا و على‬

‫و مكاتم للوغم يحقده‬ ‫قرنين مضطغن و مكتسب‬

‫من ملجأ اال مهنده‬ ‫فرموه عن غرض و ليس له‬

‫و نأى فلم يشهده أحمده‬ ‫و صميم أسرته و خلصته‬

‫و علّية اذ ذاك يشهده‬ ‫لو أن حمزته و جعفره‬

‫بل عّم ها بالذعر منهده‬ ‫ما رامت الطلقاء حوزته‬

‫و حماه لم يمنع توّرده‬ ‫منعوه ورد الماء ويلهم‬

‫و أشّد وقع الشر سرمده‬ ‫خمسا أديم عليه سرمده‬

‫في صدر يوم غاب أسعده‬ ‫حتى إذا حامت مناجزة‬

‫و أمامه عزم يؤّيده‬ ‫ثاروا اليه فثار ال وكال‬

‫هدرا يردده و يرعده‬ ‫كالقرم ردد في لغادده‬

‫ضربا يفّض البيض اهوده‬ ‫و الخيل ترهقه فيرهقها‬

‫في مأزق ضنك مقّصده‬ ‫حتى إذا القتل استحر بهم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪14 :‬‬

‫كالليث لم ينكل تجّلده‬ ‫و تخرمت أنصاره و خال‬

‫و العزم لم ينقص تأكده‬ ‫ثبت الجناب على بصيرته‬

‫فتقيمه طورا و تقعده‬ ‫و تعاورته ضبى سيوفهم‬

‫‪ 1‬السيد هو االسد‪.‬‬
‫و اجتّث منتزعا موطده‬ ‫حتى هوى فهوى بناء عال‬

‫عنهم مناهجه و أنجده‬ ‫طمسوا بمقتله الهدى طمست‬

‫الروح االمين غداة يشهده‬ ‫و تروا النبي به و قد وتروا‬

‫و بكاه منبره و مسجده‬ ‫فبكاه قبر المصطفى جزعا‬

‫قتما يخالطه تورده‬ ‫و تسربلت أفق السماء له‬

‫لما عاله دم يجّسده‬ ‫و تبجست صم الصخور دما‬

‫و الغور ينضبه و يثمده‬ ‫و أتيح للماء الغور به‬

‫للرمح تأطره تأوده‬ ‫و من الفجيعة أن هامته‬

‫وافى طلوع الجبت اجعده‬ ‫تهدى الى ابن العلج محملها‬

‫لما أذيل وضاع سيده‬ ‫عبد يجاء براس سيده‬

‫لعن المراد به و رّوده‬ ‫يجرى براس ابن النبي لقد‬

‫غّنى على فنن مغرده‬ ‫لعن اإلله بني امية ما‬

‫االسالم عابثه و مفسده‬ ‫فيهم يحّك م ال ينهنه في‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪15 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫ابن دريد هو ابو بكر محمد بن الحسن بن دريد األزدي القحطاني البصري الش‪HH‬يعي اإلم‪HH‬امي ع‪HH‬الم فاض‪HH‬ل‬
‫أديب حفوظ‪ ،‬شاعر نح‪HH‬وي لغ‪HH‬وي‪ ،‬أخ‪HH‬ذ عن الرياش‪HH‬ي و أبي ح‪HH‬اتم السجس‪HH‬تاني و غيرهم‪HH‬ا‪ ،‬و ك‪HH‬ان واس‪HH‬ع‬
‫الرواية لم ير أحفظ منه‪ ،‬يحكى أنه كان إذا قرئ عليه ديوان شعر م‪HH‬رة واح‪HH‬دة حفظ‪HH‬ه من أول‪HH‬ه الى آخ‪HH‬ره‪.‬‬
‫قال المسعودي‪ ،‬و كان ابن دريد ببغداد ممن برع في زماننا ه‪HH‬ذا في الش‪HH‬عر و انتهى في اللغ‪HH‬ة و ق‪HH‬ام مق‪HH‬ام‬
‫الخليل بن أحم‪H‬د فيه‪H‬ا‪ ،‬و أورد أش‪H‬ياء في اللغ‪H‬ة لم توج‪H‬د في كتب المتق‪H‬دمين و ك‪H‬ان ي‪H‬ذهب في الش‪H‬عر ك‪H‬ل‬
‫مذهب‪ ،‬فطورا يجزل و طورا ي‪H‬رق و ش‪H‬عره أك‪H‬ثر من أن نحص‪H‬يه أو ي‪H‬أتي علي‪H‬ه كتابن‪H‬ا ه‪H‬ذا‪ ،‬فمن ش‪H‬عره‬
‫قصيدته المقصورة أولها‪:‬‬

‫ترعى الخزامى بين أشجار النقى‬ ‫يا ظبية أشبه شيء بالمها‬

‫طّر ة صبح تحت أذيال الدجى‬ ‫أ ما ترى رأسي حاكى لونه‬


‫مثل اشتعال النار في جزل الغضا‬ ‫و اشتعل المبيض في مسّوده‬

‫(انتهى)‬

‫له مصنفات منها كتاب الجمهرة و هو من الكتب المعتبرة في اللغة‪ .‬حكي أنه أماله‪H‬ا من حفظ‪H‬ه س‪H‬نة ‪297‬‬
‫فم‪HH‬ا اس‪HH‬تعان عليه‪HH‬ا ب‪HH‬النظر في ش‪HH‬يء من الكتب إال في الهم‪HH‬زة و اللفي‪HH‬ف‪ ،‬و اش‪HH‬تهرت مقص‪HH‬ورته غاي‪HH‬ة‬
‫االشتهار و قد اعتنى بشرحها خلق كثير و عارضه فيها جماعة من الشعراء منهم ابو القاسم علي التنوخي‬
‫االنطاكي و عّد ابن شهرآشوب ابن دريد من شعراء أهل البيت (ع) و من شعره‪:‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪16 :‬‬

‫و ابنيه و ابنته البتول الطاهرة‬ ‫أهوى النبي محمدا و وصيه‬

‫أرجو السالمة و النجا في اآلخرة‬ ‫أهل العباء فإنني بوالئهم‬

‫سببا يجير من السبيل الجائرة‬ ‫و أرى محبة من يقول بفضلهم‬

‫يوم الوقوف على ظهور الساهرة‬ ‫أرجو بذاك رضى المهيمن وحده‬

‫توفي ببغداد ‪ 18‬شعبان سنة ‪ 321‬يوم وفاة ابي هاشم الجبائي قال الناس مات علم اللغة و علم الكالم بموت‬
‫ابن دريد و ابي هاشم و دفنا بالخيزرانية‪.‬‬

‫قال االمين في أعيان الشيعة مولده بالبصرة في سكة صالح سنة ‪ 223‬و توفي يوم االربعاء الثن‪HH‬تي عش‪HH‬رة‬
‫ليلة بقين من شعبان أو من رمضان سنة ‪ 321‬فيكون عمره ثماني و تسعين سنة و قال ابن خلكان يقال ان‪HH‬ه‬
‫عاش ثالثا و تسعين سنة ال غير‪.‬‬

‫و ذكره صاحب رياض العلماء فقال‪ :‬كان وزيرا لبني ميكال امراء الش‪H‬يعة في ف‪H‬ارس فعه‪H‬دوا الي‪H‬ه نظ‪H‬ارة‬
‫ديوانهم حتى كانت األوامر تصدر عنه و يوقع عليها بتوقيعه و بلغ أعلى المراتب و لما خلع بن‪HH‬و ميك‪HH‬ال و‬
‫ذهبوا الى ارض خراسان جاء ابن دريد الى بغ‪HH‬داد س‪HH‬نة ‪ 308‬و اتص‪HH‬ل ب‪HH‬الوزير الش‪HH‬يعي علي بن الف‪HH‬رات‬
‫فقربه الى المقتدر فأمر له بخمسين دينارا كل شهر حتى مات‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪17 :‬‬

‫من مقصورة ابن دريد في الحكم و األخالق الكريمة‬

‫راح به الواعظ يوما أو غدا‬ ‫من لم يعظه الدهر لم ينفعه ما‬


‫كان العمى أولى به من الهدى‬ ‫من لم تفده عبرا أيامه‬

‫أراه ما يدنو اليه ما نأى‬ ‫من قاس ما لم يره بما يرى‬

‫اليه عين العّز من حيث رنا‬ ‫من عارض األطماع باليأس رنت‬

‫تقاصرت عنه فسيحات الخطا‬ ‫من لم يقف عند انتهاء قدره‬

‫نيطت عرا المقت الى تلك العرا‬ ‫من ناط بالعجب عرا أخالقه‬

‫أعجزه نيل الدنابلة‪ 2‬القصا‬ ‫من طال فوق منتهى بسطته‬

‫يداه قبل موته ال ما اقتنى‬ ‫و للفتى من ماله ما قّد مت‬

‫فكن حديثا حسنا لمن وعى‬ ‫و إنما المرء حديث بعده‬

‫اقول و شطر هذه المقصورة السيد محمد بن م‪HH‬ال هّللا بن معص‪HH‬وم القطيفي النجفي المت‪HH‬وفى س‪HH‬نة ‪ 1271‬و‬
‫جعل التشطير في رثاء الحسين و ستأتي الترجمة في شعراء القرن الثالث عشر ان شاء هّللا ‪.‬‬

‫و من شعره قوله‪:‬‬

‫للشمس عند طلوعها لم تشرق‬ ‫غّر اء لو جلت الخدود شعاعها‬

‫قمر تألق تحت ليل مطبق‬ ‫غصن على دعص تأّو د فوقه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪18 :‬‬

‫أو قيل خاطب غيرها لم ينطق‬ ‫لو قيل للحسن احتكم لم يعدها‬

‫و كأننا من وجهها في مشرق‬ ‫و كأننا من فرعها في مغرب‬

‫الويل حّل بمقلة لم تطبق‬ ‫تبدو فيهتف للعيون ضياؤها‬

‫‪2‬‬
‫بله اسم فعل معناه دع و اترك يعني ان من طلب فوق ما في سعته لم يدرك قريبا و ال بعيدا‪.‬‬
‫أورد السيد األمين له في االعيان ترجمة ضافية ذكر فيها اقوال العلماء فيه و مشايخه و تالمذته و شعره و‬
‫أخباره مفصلة‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪19 :‬‬

‫أحمد بن محّم د بن الحسن الّصنوبري‬

‫من جميع االنبياء‬ ‫يا خير من لبس النبوة‬

‫د ليس يؤذن بانقضاء‬ ‫وجدي على سبطيك وج‬

‫ء و ذا قتيل االدعياء‬ ‫هذا قتيل االشقيا‬

‫ع االرض بل دمع السماء‬ ‫يوم الحسين هرقت دم‬

‫ب العز مهجور الفناء‬ ‫يوم الحسين تركت با‬

‫كرب علّي و من بالء‬ ‫يا كربالء خلقت من‬

‫تشّر ب ماؤه ماء البهاء‬ ‫كم فيك من وجه‬

‫نار الوغى أي اصطالء‬ ‫نفسي فداء المصطلي‬

‫شن كالكواكب في السماء‬ ‫حيث اال سنة في الجوا‬

‫ث الصبر من لبس السناء‬ ‫فاختار درع الصبر حي‬

‫إّن األسد صادقة اإلباء‬ ‫و أبي إباء األسد‬

‫ظمآن في نفر ظماء‬ ‫و قضى كريما إذ قضى‬

‫وجدوا لماء طعم ماء‬ ‫منعوه طعم الماء ال‬

‫د ممال أعواد الخباء‬ ‫من ذا لمعقور الجوا‬

‫يانا مخّلى بالعراء‬ ‫من للطريح الشلو عر‬

‫ب و للمغسل بالدماء‬ ‫من للمحنط بالترا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪20 :‬‬


‫‪3‬‬
‫المغّيب عن عيون االولياء‬ ‫من البن فاطمة؟؟؟‬

‫و للصنوبري ذكرها صاحب الدر النظيم في األئمة اللهاميم‪:‬‬

‫بصماخي فلم يدع لي صماخا‬ ‫ذكر يوم الحسين بألطف أودى‬

‫رافعات إثر الصراخ صراخا‬ ‫متبعات نسأوه النوح نوحا‬

‫يتعاطونه زالال نقاخا‬ ‫منعوه ماء الفرات و ظّلوا‬

‫سّد عنهم معاند أصماخا‬ ‫بأبي عترة النبي و أمي‬

‫و كهوال و خيرهم أشياخا‬ ‫خير ذا الخلق صبية و شبابا‬

‫نوا و خّلوا للعالمين المخاخا‬ ‫أخذوا صدر مفخر العّز مذكا‬

‫حيث ال يأمن الجيوب اتساخا‬ ‫النقّيون حيث كانوا جيوبا‬

‫و ليس السخى من يتساخى‬ ‫خلقوا أسخياء ال متساخين‬

‫و شبابا اكرم بذاك انتساخا‬ ‫أهل فضل تناسخوا الفضل شيبا‬

‫و بأسناخ جّد ه اسناخا‬ ‫يا ابن بنت النبي اكرم به ابنا‬

‫ه و صافاه في الغدير و واخا‬ ‫و ابن من وازر النبي و واال‬

‫با و في وجه هولها رساخا‬ ‫و ابن من كان للكريهة ركنا‬


‫‪4‬‬
‫با و للهام في الوغى شداخا‬ ‫للطلى تحت قسطل الحرب ضّرا‬

‫هر و لكن على االنام اناخا‬ ‫ما عليكم أناخ كلكلة الد‬

‫و قال‪:‬‬

‫إال السالم و ادمع نذريها‬ ‫ما في المنازل حاجة نقضيها‬

‫‪ 3‬رواها بن شهرآشوب في المناقب‪.‬‬


‫االعيان ج ‪ 9‬ص ‪ 356‬و الغدير‪.‬‬
‫‪ 4‬الطلى بالكسر طلية و هو العنق و من كالمهم‪ :‬اللحية حلية ما لم تطل عن الطلية‪.‬‬
‫عيش أوازيه بعيشي فيها‬ ‫و تفجع للعين فيها حيث ال‬

‫بعث البكاء لكنت أستبكيها‬ ‫أبكي المنازل و هي ال تدري الذي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪21 :‬‬

‫و لئن بخلت فأدمعي تسقيها‬ ‫باهّلل يا دمع السحائب سّقها‬

‫أغريت عاصية على مغريها‬ ‫يا مغريا نفسي بوصف غريرة‬

‫عما تكلفنيه من وصفيها‬ ‫ال خير في وصف النساء فاعفني‬

‫لم يحل ممضاها الى ممضيها‬ ‫يا رب قافية حلى امضاؤها‬

‫شيئا فتطلب فوق ما تعطيها‬ ‫ال تطمعن النفس في إعطائها‬

‫مع حب فاطمة و حب بنيها‬ ‫حّب النبي محمد و وصيه‬

‫يبني العال بعالهم بانيها‬ ‫أهل الكساء الخمسة الغرر التي‬

‫في حبهم فالحمد للموليها‬ ‫كم نعمة أوليت يا موالهم‬

‫فيحق لي أن ال أكون سفيها‬ ‫إن السفاه بترك مدحي فيهم‬

‫ودي و أصفيت الذي يصفيها‬ ‫هم صفوة الكرم الذي أصفيهم‬

‫يلتذ برد رجائها راجيها‬ ‫أرجو شفاعتهم و تلك شفاعة‬

‫بعد الصالة على النبي أبيها‬ ‫صّلوا على بنت النبي محمد‬

‫في كربالء لما ونت تبكيها‬ ‫و ابكوا دماء لو تشاهد سفكها‬

‫تجري و أسياف العدى تجريها‬ ‫يا هولها بين العمائم و اللهى‬

‫كانت دماء العالمين تقيها‬ ‫تلك الدماء لو انها توقى إذا‬

‫كنا بنا و بغيرنا نفديها‬ ‫لو أّن منها قطرة تفدى إذا‬

‫ميشومة العقبى على باغيها‬ ‫إن الذين بغوا إراقتها بغوا‬


‫أوصى الوصايا قط أو يوصيها‬ ‫قتل ابن من أوصى اليه خير من‬

‫ليرى ارتفاع يمينه رائيها‬ ‫رفع النبي يمينه بيمينه‬

‫فيه و فيه يبدئ التشبيها‬ ‫في موضع أضحى عليه منبها‬

‫لم يأل في خير به تنويها‬ ‫آخاه في ضم و نّو ه باسمه‬

‫أمضى قضيته التي يمضيها‬ ‫هو قال (اقضاكم) علي إّنه‬

‫تشبيه هارون به تشبيها‬ ‫هو لي كهارون لموسى حبذا‬

‫جودا و يوم للقنا يرويها‬ ‫يوماه يوم للعدى يرويهم‬

‫كلتاهما تمضي لما يمضيها‬ ‫يسع األنام مثوبة و عقوبة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪22 :‬‬

‫و لهدم أعمار العدى باقيها‬ ‫بيد لتشييد المعالي شطرها‬

‫فيما رآه من الصدور شبيها‬ ‫و مضاء صبر ما رأى راء له‬

‫أخرى ألنسى قوم موسى التيها‬ ‫لو تاه فيه قوم موسى مرة‬

‫ورث الهدى أهلوه عن أهليها‬ ‫عوجا بدار الطف بالدار التي‬

‫بعض البكاء فانما نعنيها‬ ‫نبكي قبورا إن بكينا غيرها‬

‫هّلل مكتئب الحياة شجيها‬ ‫نفدت حياتي في شجى و كآبة‬

‫أضحى بها وجه الفخار وجيها‬ ‫بأبي عفت منكم معالم أوجه‬

‫آل النبي هدية أهديها‬ ‫مالي علمت سوى الصالة عليكم‬

‫يحدي سوابق دمعها حاديها‬ ‫و أسا علي فإن أفأت بمقلتي‬

‫معها فسّقاني الردى ساقيها‬ ‫سقيا لها فئة وددت بأنني‬

‫ال مثل حاضرها و ال باديها‬ ‫تلك التي ال أرض تحمل مثلها‬


‫و كذا لساني ليس يملك تيها‬ ‫قلبي يتيه على القلوب بحبها‬

‫زادت أزيد بقولها تدليها‬ ‫و أنا المدّلة بالمرائي كلما‬

‫لرثت له من طول ما يرثيها‬ ‫يرثي نفوسا لو تطيق إبانة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪23 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫أبو بكر احمد بن محمد بن الحسن بن مراد الض‪HH‬بي الحل‪HH‬بي االنط‪HH‬اكي المع‪HH‬روف بالص‪HH‬نوبري ت‪HH‬وفي س‪HH‬نة‬
‫‪.334‬‬

‫ذكره االمين في اعيان الشيعة فقال‪ :‬كان ش‪HH‬اعرا مجي‪HH‬دا مطبوع‪HH‬ا مك‪HH‬ثرا و ك‪HH‬ان ع‪HH‬الي النفس ض‪HH‬نينا بم‪HH‬اء‬
‫وجهه عن ان يبذله في طلب جوائز ممدوح صائنا لشأنه عن الهجاء يقول الشعر تأدب‪HH‬ا ال تكس‪HH‬با‪ ،‬مقتص‪HH‬را‬
‫في اكثر شعره على وصف الرياض و األزهار‪ .‬و كان يسكن حلب و دمش‪H‬ق ق‪HH‬ال الش‪H‬يخ عب‪H‬اس القمى في‬
‫(الكنى و األلقاب)‪ :‬ذكره ابن شهرآشوب في شعراء أهل ال‪H‬بيت (ع) و ل‪H‬ه أش‪H‬عار في م‪H‬دائح أه‪H‬ل ال‪H‬بيت و‬
‫مراثيهم أقول‪ :‬ان الس‪H‬يد االمين اس‪H‬ماه احم‪H‬د بن محم‪H‬د و كن‪H‬اه ب‪H‬أبي بك‪H‬ر و لكن الش‪H‬يخ القمي في الك‪H‬ني و‬
‫االلقاب اسماه ابو بكر بن أحمد بن محمد و قول الشيخ األميني موافق لما رواه السيد في األعيان‪.‬‬

‫قال الثع‪HH‬البي‪ :‬تش‪HH‬بيهات ابن المع‪HH‬تز‪ ،‬و أوص‪HH‬اف كش‪HH‬اجم‪ ،‬و روض‪HH‬يات الص‪HH‬نوبري م‪HH‬تى اجتمعت اجتم‪HH‬ع‬
‫الظرف و الطرف و سمع السامع من االحسان العجب‪.‬‬

‫و له في وصف حلب و منتزهاتها قصيدة تنتهي الى مائة و اربعة أبيات توجد في معجم البلدان للحموي ج‬
‫‪ 3‬ص ‪ 317‬و قال البستاني في (دائرة المعارف) ج ‪ 7‬ص ‪ 137‬هي أجود ما وصف به حلب‪ ،‬مستهلها‪.‬‬

‫و سال الدار سالها‬ ‫احبسا العيس احبساها‬

‫قال الشيخ االميني‪ :‬و اما تشيعه فهو الذي يطفح به شعره الرائق و نّص بذلك اليم‪HH‬اني في نس‪HH‬مة الس‪HH‬حر و‬
‫عده ابن شهرآشوب من مادحي أهل البيت عليهم الس‪HH‬الم و أم‪HH‬ا دع‪HH‬وى ص‪HH‬احب النس‪HH‬مة ان‪HH‬ه ك‪HH‬ان زي‪HH‬ديا و‬
‫استظهاره ذلك من شعره فاحسب أنها فتوى مجردة فانه لم يدعمها بدليل‪ ،‬و شعره الذي ذكره ه‪HH‬و و غ‪HH‬يره‬
‫خال من اي ظهور ادعاه و اليك نبذا مما وقفنا عليه في المذهب‪.‬‬

‫قال في قصيدة يمدح بها عليا أمير المؤمنين عليه السالم‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪24 :‬‬


‫و ابناه للمصطفى المستخلص ابنان‬ ‫اخي حبيبي حبيب هّللا ال كذب‬

‫و الناس عن ذاك في صم و عميان‬ ‫صّلى الى القبلتين المقتدى بهما‬

‫و ال يقاس على سبطيه سبطان‬ ‫ما مثل زوجته اخرى يقاس بها‬

‫و مضمر البغض مخصوص بنيران‬ ‫فمضمر الحّب في نور يخّص به‬

‫و ذاك رضوان يلقاه برضوان‬ ‫هذا غدا مالك في النار يملكه‬

‫صالته غير ما ساه و ال وان‬ ‫رّد ت له الشمس في أفالكها فقضى‬

‫محّل هارون من موسى بن عمران؟!‬ ‫أ ليس من حّل منه في أخّوته‬

‫إذ جاءه ملك في خلق ثعبان‬ ‫و شافع الملك الّر اجي شفاعته‬

‫علّي إذ ذكر األشقى شقّيان‬ ‫قال النبّي له‪ :‬أشقى البرّية يا‬

‫و ذاك فيك سيلقاني بعصيان‬ ‫هذا عصى صالحا في عقر ناقته‬

‫في حين يخضبها من أحمرقان‬ ‫ليخضبن هذه من ذا أبا حسن‬

‫و من شعر الصنوبري ما رواه النويري في نهاية االرب‪:‬‬

‫كالنار مخبرة بفضل العنبر‬ ‫محن الفتى يخبرن عن فضل الفتى‬

‫و قال‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫صارت من رقة كالالذ‬ ‫رب حال كأنها مذهب الديباج‬
‫‪6‬‬
‫عاد عند العيون مثل الداذي‬ ‫و زمان مثل ابنة الكرم حسنا‬

‫ان شعري هذا و حالي هذي‬ ‫أو ما من فساد رأى الليالي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪25 :‬‬


‫‪ 5‬الالذة‪ :‬ثوب حرير احمر صيني و الجمع الذ‪.‬‬
‫‪ 6‬الداذي‪ :‬شراب للفساق‪.‬‬
‫و من شعره في أهل البيت عليهم السالم‪:7‬‬

‫فكم وكلت طربا بالطرب‬ ‫سقى حلب المزن مغنى حلب‬

‫لديها إذا العيش لم يستطب‬ ‫و كم مستطاب من العيش لي‬

‫بها و مطارده و العذب‬ ‫إذا نشر الزهر أعالمه‬

‫ترّف و أوساطه من ذهب‬ ‫غدا و حواشيه من فضة‬

‫فيجلى علينا جالء اللعب‬ ‫تالعبه الريح صدر الضحى‬

‫و انشد دبسّيه أو خطب‬ ‫متى ما تغّنت مهارّيه‬

‫و مثلي ناح و مثلى ندب‬ ‫ندبت و نحت بني احمد‬

‫النبيين و المنخب المنتجب‬ ‫بني المصطفى المرتضى خاتم‬

‫و ما مّسه في السرى من تعب‬ ‫ال سري مسراه إال به‬

‫ليقضي ما قد قضى من أرب‬ ‫أم القمر انشق إال له‬

‫سوى يده في جميع الحقب‬ ‫و ال يد سّبح فيها الحصى‬

‫إلى حال صحتها إذ أحب‬ ‫و في تفلة رّد عين الوصي‬

‫اليه و مسعده في النوب‬ ‫اخوه و زوج احّب الورى‬

‫الصالة و قام بما قد وجب‬ ‫له ردت الشمس حتى قضى‬

‫رجاء المجازاة في المنقلب‬ ‫و زّك ا بخاتمه راكعا‬

‫كانا سراجي سراج العرب‬ ‫ابو حسن و الحسين الذين‬

‫وجدا و أزكاه أما و أب‬ ‫هما خير ماش مشى جّد ة‬

‫‪...‬‬

‫مناخ البالء مناخ الكرب‬ ‫أنيخا بنا العيس في كربال‬

‫‪7‬‬
‫عن المجموع الرائق للسيد أحمد العطار‪ -‬مخطوط‪.‬‬
‫و نلثم كافور تلك الترب‬ ‫نشّم ممّسك ذاك الثرى‬

‫فان زيارته تستحب‬ ‫و نقضي زيارة قبر بها‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪26 :‬‬

‫و اسكب دمعي له ما انسكب‬ ‫سآسي لمن فيه كّل االسى‬

‫يرمي بامواجه من كثب‬ ‫لمن مات من ظمأ و الفرات‬

‫اليه اذا ما اقترب‬ ‫يروم اقترابا فيحمونه الوصول‬

‫يعانيه تحت الوغى من نصب‬ ‫و قد أنصب الفاطميات ما‬

‫من حّر توديعه و انتحب‬ ‫اذا هو وّد عهن انتحبن‬

‫يا زينة العلم زين االدب‬ ‫أ يا بن الرسول و يا بن البتول‬

‫ويل لشمر على من أكب‬ ‫كأني بشمر مكّبا عليك‬

‫خضيب اللبان خضيب اللبب‬ ‫و مهري ماض مخّلى العنان‬

‫سقتها يد الحرب كأس الحرب‬ ‫و قد أجلت الحرب عن نسوة‬

‫و يذهبن باللحظ أّنى ذهب‬ ‫يالحظن وجهك فوق القناة‬

‫من الحلي بالمنتقى المنتخب‬ ‫فبوركت مرثية حلّيت‬

‫تنّسب اكرم بهذا النسب‬ ‫الى ضّبة الكوفة االكرمين‬

‫عند الرضاء و عند الغضب‬ ‫الى القائمين بحق الوصي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪27 :‬‬

‫و قال ايضا فيهم صلوات هّللا عليهم‪:8‬‬

‫‪8‬‬
‫عن المجموع الرائق تأليف السيد احمد العطار‪ -‬مخطوط‪.‬‬
‫و ناج ما اسطعت من مناجاة‬ ‫حّي و ال تسأم التحيات‬

‫بالطف معلومة العالمات‬ ‫حّي ديارا أضحت معالمها‬

‫هّللا يا معدن الرساالت‬ ‫و قل لها يا ديار آل رسول‬

‫الشمس أو البدر للبريات‬ ‫و قل عليك السالم ما انبرت‬

‫الوحي و مستوطن الهدايات‬ ‫هم مناخ الهدى و منتجع‬

‫يتل صنوفا من التالوات‬ ‫إن يتل تالي الكتاب فضلهم‬

‫اكرم بتلك اآليات آيات‬ ‫خّص وا بتلك اآليات تكرمة‬

‫و خير من يمتطي المطّيات‬ ‫هم خير ماش مشى على قدم‬

‫هّللا و ألغوا عبادة الالت‬ ‫هم عّلموا العالمين أن عبدوا‬

‫فعجت منها بخير أبيات‬ ‫عجت بأبياتهم أسائلها‬

‫لحودها أعظما زكّيات‬ ‫على قبور زكية ضمنت‬

‫من زهرات الربى الذكّيات‬ ‫أذكى نسيما لمن ينّسمها‬

‫صارمها الغيث بالعشّيات‬ ‫واصلها الغيث بالغدو و ال‬

‫ما لم يشّفع ذوو الشفاعات‬ ‫الشافعون المشفعون إذا‬

‫أحياؤهم في عداد أموات‬ ‫من حين ماتوا أحيوا‪ ،‬و ليس كمن‬

‫بعد رزياتهم رزّيات‬ ‫جّلت رزاياهم فلست أرى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪28 :‬‬

‫نوحا على سيدي بن سادات‬ ‫نوحا على سيدي الحسين نعم‬

‫مجّد ل بين مشرفيات‬ ‫نوحا تنوحا منه على شرف‬

‫مرارة فاقت المرارات‬ ‫ذقنا بدوق السيوف من دمه‬


‫خير تراق و خير لّبات‬ ‫كأنني بالدماء منه على‬

‫بلّية أثمرت بليات‬ ‫ذيد حسين عن الفرات فيا‬

‫من دمه المرهفات شربات‬ ‫لم يستطع شربه و قد شربت‬

‫تسق الخبيثين و الخبيثات‬ ‫ما لك ما غرت يا فرات و لم‬

‫من غير جرم و فاطميات‬ ‫كم فاطميين منك قد فطموا‬

‫من سّيدي الثنيات‬ ‫ويل يزيد غداة يقرع بالقضيب‬

‫من ناصبّي و ناصبيات‬ ‫فزد يزيدا لعنا و أسرته‬

‫ثبت بذا أفضل المثوبات‬ ‫العنه و العن من ليس يلعنه‬

‫تبكي بال محاشاة‬ ‫الجن و االنس و المالئكة الكرام‬

‫يا هول اطرافه الخضيبات‬ ‫على خضيب االطراف من دمه‬

‫طيب األبّوات و البنّوات‬ ‫في لّم ة من بني أبيه حوت‬

‫مجدد لي في كل أوقاتي‬ ‫من يسل وقتا فان ذكرهم‬

‫ما حوسب الخلق للمجازاة‬ ‫بهم أجازي يوم الحساب اذا‬

‫ما زال من أربح التجارات‬ ‫تجارتي حبهم و حّبهم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪29 :‬‬


‫‪9‬‬
‫و قوله‬

‫و جوى ليس يبرح‬ ‫لوعة ما تزحزح‬

‫افيق منه و اصبح‬ ‫و شجى ما أزال‬

‫خبوه عاد يقدح‬ ‫و أسى كلما خبا‬

‫الجد من حيث يمزح‬ ‫و حسود يحاول‬

‫و إن غبت يقدح‬ ‫فهو يأسو اذا حضرت‬

‫‪9‬‬
‫عن المجموع الرائق تأليف السيد احمد العطار مخطوط‪.‬‬
‫و مبين مصرح‬ ‫فمداج موارب‬

‫وراى و كالكلب ينبح‬ ‫كابن آوى يعوي‬

‫تبرح فينا و تسنح‬ ‫عجبي و الخطوب‬

‫و الموت أروح‬ ‫لطالبي لراحة العيش‬

‫اذا ظل يمدح‬ ‫قل لباغي ربح بمدح‬

‫باغي الربح أربح‬ ‫مدح آل النبي يا‬

‫غدا حين تمنح‬ ‫من بهم تمنح النجاة‬

‫التي ليس تصلح‬ ‫و بهم تصلح االمور‬

‫بالعلى منه أفصح‬ ‫ما فصيح إال و هم‬

‫النهي بنهى ليس تشرح‬ ‫سبقوا شرح ذي‬

‫أوسع أيد و أفسح‬ ‫هم على المعتفين‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪30 :‬‬

‫فهم منه أرجح‬ ‫كلما وزنوا به‬

‫طاير ظل يصدح‬ ‫طّير النار في الحشا‬

‫أنني منه أنوح‬ ‫ناح شجوا و ما درى‬

‫و أضنى و أقرح‬ ‫أنا أشجى منه فوادا‬

‫كل يوم ملّو ح‬ ‫لي فواد بناره‬

‫مدى حرقاتي يشّرح‬ ‫وحشا ما المدى‬

‫بذكراه تسفح‬ ‫للحسين الذي الشؤن‬

‫إذ قام ينصح‬ ‫البن من قام بالنصيحة‬


‫عطش و هو يذبح‬ ‫الذبيح الذبيح من‬

‫في دمه كيف يسبح‬ ‫من رأى ابن النبي‬

‫اهله حين تطمح‬ ‫طامحا طرفه الى‬

‫في كربات و يفتح‬ ‫يطبق العين و هو‬

‫يؤلم قلبي و يقرح‬ ‫بي جوى للحسين‬

‫مثله قط أبطح‬ ‫ابطحي ما إن حوى‬

‫طرفه حين يلمح‬ ‫تلمح المكرمات من‬

‫به الطف يبجح‬ ‫أّي قبر بالطف أضحى‬

‫للعلى فيه مطرح‬ ‫بابي الطف مطرحا‬

‫و البطن تفرح‬ ‫ظاهر االرض منه تحزن‬

‫حلوال و أصبحوا‬ ‫ما لسفر بالطف امسوا‬

‫الطير جّنح‬ ‫من صريح على جوانبه‬

‫الترب يطرح‬ ‫و طريح على محاسنه‬

‫حماهم و قد لحوا‬ ‫فلحى هّللا مستبيحى‬

‫القوم أقبح‬ ‫ما قبيح إال و ما ارتكب‬

‫عنكم تزحزح‬ ‫آل بيت النبي مالي‬

‫هداكم و انجحوا‬ ‫أفلح السالكون ظل‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪31 :‬‬

‫ذاك اسعى و اكدح‬ ‫انا في ذاك ال سوى‬

‫يعفو و يصفح‬ ‫فعسى هّللا عن ذنوبي‬


‫و قال كما في المجموع الرائق‪:‬‬

‫ما غير وادي الطف لي بواد‬ ‫يا حادي الركب أنخ يا حادي‬

‫مشاركي في سومي المعتاد‬ ‫يعتادني شوقي الى الطف فكن‬

‫ارض الهدى المعبود فيها الهادي‬ ‫هّلل ارض الطف ارضا انها‬

‫مهما بدى فالنور منه باد‬ ‫أرض يحار الطرف في حائرها‬

‫من رائح من الحيا أو غاد‬ ‫حّيى الحيا الطف و حّيا أهله‬

‫تزهي على موشية االبراد‬ ‫حتى ترى أنواره موشية‬

‫على األعادي و على الحساد‬ ‫زهوي بحب المصطفى و آله‬

‫فديهم بآبائي و باألجداد‬ ‫قوم علي منهم و ابناه أ‬

‫ند و حاشاهم من األنداد‬ ‫هم األولى ليس لهم في فخرهم‬

‫يا دمع ان قصرت في اسعادي‬ ‫يا دمع اسعدني و لست منصفي‬

‫باعوا به االصالح باالفساد‬ ‫ما انس ال انسى الحسين و االولى‬

‫و جردوا البيض من االغماد‬ ‫لما رآهم أشرعوا صّم القنا‬

‫أ ليس ارث االب لالوالد‬ ‫نازعهم ارث ابيه قائال‬

‫الذي يعلو على االساد‬ ‫أنا الحسين بن علي أسد الروح‬

‫قول مصّرين على االحقاد‬ ‫فاضمروا الصدق له و اظهروا‬

‫لذائق كاس المنايا فاد‬ ‫ففارق الدنيا فديناه و هل‬

‫ان زودوه منه بعض الزاد‬ ‫و لم يرم زادا سوى الماء فما‬

‫أي دم و ابن علي صاد‬ ‫اروى التراب ابن علي من دم‬

‫في ملك أوغاد بني أوغاد‬ ‫تلك الصفايا من بنات المصطفى‬

‫عصابة غليظة االكباد‬ ‫قريحة اكبادها يملكها‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪32 :‬‬

‫و كّن كاالعراس و االعياد‬ ‫لذا غدت أيامنا مأتما‬

‫و قوله كما في المجموع الرائق‪:‬‬

‫ما حار من مقصده الحائر‬ ‫سر راشدا يا أيها السائر‬

‫خير مزور زاره الزائر‬ ‫ما حار من زار إمام الهدى‬

‫أبوه ال شك االب الطاهر‬ ‫من جده أطهر جد و من‬

‫من منا‪ ،‬و لها الكافر‬ ‫مقاسم النار‪ ،‬له المسلم المؤ‬

‫ان دان ال باد و ال حاظر‬ ‫دان بدين الحق طفال و ما‬

‫ال وارد منهم و ال صادر‬ ‫الوارد الكهف على فتية‬

‫رّد هم ما يخبر الخابر‬ ‫حتى اذا سّلم ردوا و في‬

‫شحوى الذي يشجى به الذاكر‬ ‫اذكر شجوى ببني هاشم‬

‫ما ناح فيه و بكى الطائر‬ ‫اذكرهم ما ضحك الروض أو‬

‫منى ال الصبر و ال الصابر‬ ‫يوم الحسين ابتّز ضبري فما‬

‫غيب عن نصرته الناصر‬ ‫لهفي على موالي مستنصرا‬

‫على الحسين القدر الدائر‬ ‫حتى إذا دار بماساءنا‬

‫و اين منه القمر الزاهر‬ ‫خّر يضاهي قمرا زاهرا‬

‫بمنظر يكبره الناظر‬ ‫و أم كلثوم و نسوانها‬

‫انحى على منحره الناحر‬ ‫يسارق الطرف إليها و قد‬

‫و الدمع من مقلتها قاطر‬ ‫فالدمع من مقلته قاطر‬

‫يعرفها االول و اآلخر‬ ‫يا من هم الصفوة من هاشم‬


‫ما ليس يلقى بكم شاعر‬ ‫ذا الشاعر الضبي يلقى بكم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪33 :‬‬

‫و قوله فيهم عليهم السالم من قصيدة اولها‪:‬‬

‫ما طوره أطر الحنايا‬ ‫عوجا على الطف الحنايا‬

‫المنتمين الى الصفايا‬ ‫فهناك مثوى االصفياء‬

‫الموصى اليه و ال الوصايا‬ ‫لم ترع ال الموصي و ال‬

‫و بنات فاطمة سبايا‬ ‫ابن النبي معفر‬

‫يهدى الى شّر البرايا‬ ‫خير البرايا‪ ،‬رأسه‬

‫أدمعي أم للصبايا‬ ‫لم ادر للصبيان أذرف‬

‫ال و عاّل م الخفايا‬ ‫تاهّلل ال تخفى شجوني‬

‫من الحسين على الثنايا‬ ‫و يزيد قد وضع القضيب‬

‫و ال الوصي أما تحايا‬ ‫فهبوه ما استحيى النبي‬

‫(‪)3‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪34 :‬‬

‫بعض الشعراء الكوفيين‪:‬‬

‫و استهال ال تفيضا‬ ‫ايها العينان فيضا‬

‫ال و ال كان مريضا‬ ‫لم أمّرضه فاسلو‬

‫روى المفيد رحمه هّللا في االمالي عن النيسابوري أن ذرة النائحة رأت فاطمة الزهراء عليه‪HH‬ا الس‪HH‬الم فيم‪HH‬ا‬
‫يرى النائم و أنها وقفت على قبر الحسين عليه السالم تبكي و أمرتها أن تنشد‪:‬‬
‫و استهال ال تغيضا‬ ‫ايها العينان فيضا‬

‫ترك الصدر رضيضا‬ ‫و ابكيا بالطف ميتا‬


‫‪10‬‬
‫ال و ال كان مريضا‬ ‫لم أمرضه قتيال‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪35 :‬‬

‫قال السيد االمين في (االعيان) ج ‪ 17‬ص ‪320‬‬

‫علّي بن اصدق الحائري‬

‫عصره بين المائة الثالثة و الرابعة عن كتاب المحاضرة و أخبار الم‪HH‬ذاكرة للتن‪HH‬وخي ان‪HH‬ه ك‪HH‬ان بالح‪HH‬ائر من‬
‫كربالء رجل يدعى ابن اصدق ينوح على الحسين عليه السالم فبعث ابو الحسن الكاتب الى هذا المنشد أب‪HH‬ا‬
‫القاسم التنوخي علي بن محمد بن داود والد مؤلف النشوار‪ -‬لين‪HH‬وح على الحس‪HH‬ين بقص‪HH‬يدة لبعض الش‪HH‬عراء‬
‫الكوفيين و أولها‪:‬‬

‫و استهال ال تغيضا‬ ‫ايها العينان فيضا‬

‫ال و ال كان مريضا‬ ‫لم امرضه فاسلو‬

‫قال ابو القاسم و كان هذا في النصف من شعبان و الناس اذ ذاك يلقون جهدا جهي‪HH‬دا من الحنابل‪HH‬ة اذا ارادوا‬
‫الخروج الى الحائر فلم ازل اتلطف حتى خرجت فكنت في الحائر ليلة النصف من شعبان‪.‬‬

‫و ولد ابو القاسم هذا سنة ‪ 278‬و مات سنة ‪342‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪36 :‬‬

‫أبو الحسن الّسري بن أحمد الرفاء الموصلي‬

‫السري الرفاء الموصلي يمدح أهل البيت و يذكر الحسين عليه السالم‪:11‬‬

‫فشعشعيها بماء المزن و اسقينا‬ ‫نطوي الليالي علما أن ستطوينا‬

‫فانما خلقت للراح ايدينا‬ ‫و توّجي بكؤوس الراح ايدينا‬

‫‪ 10‬المناقب البن شهرآشوب ج ‪ 2‬ص ‪189‬‬


‫‪ 11‬القصيدة في ديوانه المطبوع بالقاهرة سنة ‪.1355‬‬
‫شمائل البان من اعطافه اللينا‬ ‫قامت تهز قواما ناعما سرقت‬

‫القيت فوق جنّي الورد نسرينا‬ ‫تحث حمراء يلقاها المزاج كما‬

‫روائح المسك منها أم تحيينا‬ ‫فلست أدري أ تسقينا و قد نفحت‬

‫لو فاتنا الملك راحت عنه تسلينا‬ ‫قد ملكتنا زمام العيش صافية‬

‫لو فاتنا الملك راحت عنه تسلينا‬ ‫قد ملكتنا زمام العيش صافية‬

‫حسنا و يقتلنا دال و يحيينا‬ ‫و مخطف القّد يرضينا و يسخطنا‬

‫شزرا تيّقنت أن الدهر يردينا‬ ‫لما رأيت عيون الدهر تلحظنا‬

‫تنسي رياحينها الشرب الرياحينا‬ ‫نمضي و نترك من الفاظنا تحفا‬

‫كان اللبيب من االقوام يطرينا‬ ‫و ما نبالي بذم االغبياء اذا‬

‫إال ليحمد فيها الفاطميونا‬ ‫و رب غراء لم تنظم قالئدها‬

‫ارث النبي على رغم المعادينا‬ ‫الوارثون كتاب هّللا يمنحهم‬

‫عتق النجار اذا كل المجارونا‬ ‫و السابقون الى الخيرات ينجدهم‬

‫حّبا و نلعن اقواما مالعينا‬ ‫قوم نصلي عليهم حين نذكرهم‬

‫كانوا الذوائب فيها و العرانينا‬ ‫إذا عددنا قريشا في أباطحها‬

‫مدائح هّللا في طاها و ياسينا‬ ‫اغنتهم عن صفات المادحين لهم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪37 :‬‬

‫مديحهم انف شانيهم و شانينا‬ ‫فلست أمدحهم اال ألرغم في‬

‫ثوى الحسين به ظمآن آمينا‬ ‫أقام روح و ريحان على جدث‬

‫تطوى على الجمر أو تحشى السكاكينا‬ ‫كأن أحشاءنا من ذكره أبدا‬

‫و انما نقضوا في قتله الدنيا‬ ‫مهال فما نقضوا آثار والده‬


‫يرضى اإلله به عنا و يرضينا‬ ‫آل النبي وجدنا حبكم سببا‬

‫و ال نناديكم إال موالينا‬ ‫فما نخاطبكم إال بسادتنا‬

‫يزيدكم في سواد القلب تمكينا‬ ‫فكم لنا من معاد في مودتكم‬

‫يزيدها في سواد القلب تمكينا)‬ ‫(و كم لنا من فخار في مودتكم‬

‫هّللا يرميه عنا و هو يرمينا‬ ‫و من عدّو لكم مخف عداوته‬

‫أضحت رحاب مساعيكم ميادينا‬ ‫إن اجر في مدحكم جري الجواد فقد‬

‫يزيد مستحسن االشعار تحسينا‬ ‫و كيف يعدوكم شعري و ذكركم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪38 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرف‪H‬اء الموص‪H‬لي المع‪H‬روف بالس‪H‬ري الرف‪H‬اء‪ .‬و الرف‪H‬اء من‬
‫الرفو و التطريز‪ ،‬كان في صباه يرفو و يطرز في دك‪HH‬ان بالموص‪HH‬ل ق‪HH‬ال الس‪HH‬يد األمين في االعي‪HH‬ان‪ :‬ت‪HH‬وفي‬
‫سنة ‪ 344‬ببغداد و دفن بها ك‪HH‬ان ش‪HH‬اعرا مطبوع‪HH‬ا كث‪HH‬ير االفتت‪HH‬ان في التش‪HH‬بيهات و األوص‪HH‬اف‪ ،‬و ع‪HH‬ده ابن‬
‫شهرآشوب من شعراء اهل البيت المتقين و له ديوان مشهور و فيه مدح لسيف الدولة و بني حمدان إذ كان‬
‫على اتصال به و بهم و كان شاعر سيف الدولة الحم‪HH‬داني و تغ‪HH‬نى الركب‪HH‬ان بش‪HH‬عره فحس‪HH‬ده من حس‪HH‬ده من‬
‫الش‪HH‬عراء كالخال‪HH‬ديين الش‪HH‬اعرين الموص‪HH‬ليين المش‪HH‬هورين‪ ،‬و ك‪HH‬ان يتهمهم‪HH‬ا بس‪HH‬رقة ش‪HH‬عره و اث‪HH‬نى علي‪HH‬ه‬
‫المؤرخون و ارباب األدب‪.‬‬

‫و قال الشيخ القمي في (الكني و االلقاب)‪ :‬و كان مغ‪HH‬رى بنس‪HH‬خ دي‪HH‬وان ابي الفتح كش‪HH‬اجم الش‪HH‬اعر و ه‪HH‬و اذ‬
‫ذاك ريحان األدب‪ ،‬و السري الرفاء في طريقه يذهب و على قالبه يضرب‪ ،‬و له ديوان شعر‪ .‬كانت وفات‪HH‬ه‬
‫في نيف و ستين و ثالثمائة ببغداد‪ .‬و قال في مقدمة ديوانه‪ :‬انه كان في ض‪HH‬نك من العيش فخ‪HH‬رج الى حلب‬
‫و اتصل بسيف الدولة و استكثر من المدح له فطلع سعده بعد االفول و حسن موقع شعره عند األم‪HH‬راء من‬
‫بني حمدان و رؤساء الشام و العراق‪.‬‬

‫و في الديوان قال‪ :‬و كانت وفاته بعيد سنة ‪ 360‬ه‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪39 :‬‬

‫فمن شعر السري ابيات يذكر فيها صناعته رواها ابن خلكان‪:‬‬

‫صائنة وجهي و أشعاري‬ ‫و كانت االبرة فيما مضى‬

‫كأنه من ثقبها جاري‬ ‫فأصبح الرزق بها ضيقا‬


‫و من شعره في النسيب‪:‬‬

‫و يبخل بالتحية و السالم‬ ‫بنفسي من أجود له بنفسي‬

‫كمون الموت في حّد الحسام‬ ‫و حتفي كامن في مقلتيه‬

‫و جاء في نهاية االرب للنويري من شعره‪:‬‬

‫أكّف القوم هان على الرقاب‬ ‫اذا العبء الثقيل توّز عته‬

‫و قوله‪:‬‬

‫أنّم من النسيم على الرياض‬ ‫فانك كلما استودعت سرا‬

‫و قوله‪:‬‬

‫و يلقى سواي لديك الحبورا‬ ‫الى كم احّبر فيك المديح‬

‫أقول و اك‪HH‬ثر ش‪HH‬عره في م‪HH‬دح س‪HH‬يف الدول‪HH‬ة و ال‪HH‬وزير المهل‪HH‬بي و آل حم‪HH‬دان و في‪HH‬ه أه‪HH‬اج في الخال‪HH‬ديين و‬
‫غيرهما و قصائد و صفية يصف بها صيد السمك و شبكته و النار و كالب الصيد‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪40 :‬‬

‫محمود بن الحسين بن الّسندي كشاجم‬

‫الشاعر كشاجم ابو الفتح محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك‪:‬‬

‫باكره فاجع و رائحه‬ ‫اجل هو الرزء جّل فادحه‬

‫أوحش لّم ا نأت مالقحه‬ ‫ال ربع دار عفا و ال طل‬


‫لعاد مبيضة مسالحه‬ ‫فجائع لو درى الجنين بها‬

‫ل هّللا تجتاحهم جوائحه‬ ‫يا بؤس دهر حين آل رسو‬

‫أثقب زند الهموم قادحه‬ ‫إذا تفّك رت في مصابهم‬

‫و بعضهم بوعدت مطارحه‬ ‫بعضهم قّر بت مصارعه‬

‫ثّم تجّلى و هم ذبائحه‬ ‫أظلم في كربالء يومهم‬

‫تحصى غواديه أو روائحه‬ ‫ال يبرح الغيث كل شارقة‬

‫ل هّللا مجروحة جوارحه‬ ‫على ثرى حّله غريب رسو‬

‫و نال أقصى مناه كاشحه‬ ‫ذّل حماه و قّل ناصره‬

‫تهادى بهم طالئحه‬ ‫و سيق نسوانه طالئح أحزان‬

‫وح و غّر العلى نوائحه‬ ‫و هّن يمنعن بالوعيد من الن‬

‫حين استغاثتهما صوائحه‬ ‫عادى األسى جّد ه و والده‬

‫به لضاقت بهم فسائحه‬ ‫لو لم يرد ذو الجالل حربهم‬

‫ت ناقته إذ دعاه صالحه‬ ‫و هو الذي اجتاح حين ما عقر‬

‫كّلهم جّم ة فضائحه‬ ‫يا شيع الغّي و الّض الل و من‬

‫اليكم أّد يت نصائحه‬ ‫غششتم هّللا في أذّية من‬

‫جبريل قبل النبّي ماسحه‬ ‫عفرتم بالثرى جبين فتى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪41 :‬‬

‫خاذله منكم و ذابحه‬ ‫سّيان عند االله كلكم‬

‫لعن يغاديه أو يراوحه‬ ‫على الذي فاتهم بحّقهم‬

‫ت و ما قابلت أباطحه‬ ‫جهلتم فيهم الذي عرف البي‬


‫يوم وغى ال يجاب صائحه‬ ‫إن تصمتوا عن دعائهم فلكم‬

‫أبصر كبش الوغى يناطحه‬ ‫في حيث كبش الّر دى يناطح من‬

‫خاسر دين منكم و رابحه‬ ‫و في غد يعرف المخالف من‬

‫يلفح تلك الوجوه الفحه‬ ‫و بين أيديكم حريق لظى‬

‫ما ضّر بدر الّسما نابحه‬ ‫إن عبتموهم بجهلكم سفها‬

‫بفضلهم ناطق و واضحه‬ ‫أو تكتموا فالقرآن مشكله‬

‫إال و سّك انها مصابحه‬ ‫ما أشرق المجد من قبورهم‬

‫للدين أو يستقيم جامحه‬ ‫قوم أبى حّد سيف والدهم‬

‫و الدين مذعورة مسارحه‬ ‫و هو الذي استأنس النبي به‬

‫قدما و غّش وه و هو ناصحه‬ ‫حاربه القوم و هو ناصره‬

‫يوم جالد يطيح طائحه‬ ‫و كم كسى منهم السيوف دما‬

‫لّم ا جنت فيهم صفائحه‬ ‫ما صفح القوم عند ما قدروا‬

‫أن يمنعوه و هّللا مانحه‬ ‫بل منحوه العناد و اجتهدوا‬

‫و هو ثقيل الوقار راجحه‬ ‫كانوا خفافا الى أذّيته‬

‫و هو الى الصالحات طامحه‬ ‫منخفض الطرف عن حطامهم‬

‫فهي بتيارها ضحاضحه‬ ‫بحر علوم اذا العلوم طمت‬

‫بالسبق عود الجران قارحه‬ ‫و ان جروا في العفاف بّذ هم‬

‫صالح هذا الورى و طالحه‬ ‫يا عترة حبهم يبين به‬

‫اذ غيركم مفاتحه‬ ‫مغالق الشر أنتم يا بني أحمد‬

‫فاح بروح الجنان فائحه‬ ‫طبتم فان مّر ذكركم عرضا‬

‫و الحزن يعيا به مكادحه‬ ‫أ كاتم الحزن في محبتكم‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪42 :‬‬

‫يكون فيه ال بّد راشحه‬ ‫ليس سوى الدمع و االناء بما‬

‫مدائحي فيكم مدائحه‬ ‫لو كنت في عصر دعبل عبدت‬

‫و قال‪:‬‬

‫على رزء ذرية االنبياء‬ ‫بكاء و قّل غناء البكاء‬

‫ع لقد عّز فيه ذليل العزاء‬ ‫لئن ذّل فيه عزيز الدمو‬

‫كسانيه حبي الهل الكساء‬ ‫أ عاذلتي إّن برد التقى‬

‫بحّبهم معلق بالنجاء‬ ‫سفينة نوح فمن يعلتق‬

‫بأفئدة من هواها هوائي‬ ‫لعمري لقد ضل رأي الهوى‬

‫وصاياه منبذة بالعراء‬ ‫و اوصى النبي و لكن غدت‬

‫برّد األمور الى االوصياء‬ ‫و من قبلها أمر الميتون‬

‫حتى طواه الردى في رداء‬ ‫و لم ينشر القوم غّل الصدور‬

‫لقوبل معوّجهم باستراء‬ ‫و لو سّلموا المام الهدى‬

‫و سيف على الكفر ماضي المضاء‬ ‫هالل الى الرشد عالي الضياء‬

‫كما يتدفق ينبوع ماء‬ ‫و بحر تدفق بالمعجزات‬

‫و من ذا ينال نجوم السماء‬ ‫علوم سماوية ال تنال‬

‫من الخوف فيه قليل الخفاء‬ ‫و كم موقف كان شخص الحمام‬

‫فقد عرفت ذاك شمس الضحاء‬ ‫جاله فان انكروا فضله‬

‫وردت عليه بعيد المساء‬ ‫أراه العجاج قبيل الصباح‬

‫لقد نقض القوم في كربالء‬ ‫و ان وتر القوم في بدرهم‬


‫فما هّم ابليس غير الحداء‬ ‫مطايا الخطايا خذي في الظالم‬

‫و حّل بهن عظيم البالء‬ ‫لقد هتكت حرم المصطفى‬

‫و حازوا نساءهم كاالماء‬ ‫و ساقوا رجالهم كالعبيد‬

‫لتّبع ظعنهم بالبكاء‬ ‫فلو كان جدهم شاهدا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪43 :‬‬


‫‪12‬‬

‫أدب الطف ؛ ج‪ 2‬؛ ص‪43‬‬

‫و داء الحقود عزيز الدواء‬ ‫حقود تضرم بدرية‬

‫و هّللا و النصر فوق اللواء‬ ‫تراه مع الموت تحت اللواء‬

‫و قد عاث فيهم هزبر اللقاء‬ ‫غداة خميس إمام الهدى‬

‫و هام مطّيرة في الهواء‬ ‫و كم انفس في سعير هوت‬

‫و طعن كما انحل عقد السقاء‬ ‫بضرب كما انقّد جيب القميص‬

‫و صفوة ربي من االصفياء‬ ‫اخيرة ربي من الخّيرين‬

‫و كان سواكم هجاء الهجاء‬ ‫طهرتم فكنتم مديح المديح‬

‫اذا ما دعيت لفصل القضاء‬ ‫قضيت بحبكم ما علّي‬

‫تساقط عني سقوط الهباء‬ ‫و ايقنت ان ذنوبي به‬

‫صالة توازي نجوم السماء‬ ‫فصلى عليكم آله الورى‬

‫و قال‪:‬‬

‫‪ 12‬شبر‪ ،‬جواد‪ ،‬أدب الطف‪10 ،‬جلد‪ ،‬دار المرتضى ‪ -‬لبنان ‪ -‬بيروت‪ ،‬چاپ‪ 1409 ،1 :‬ه‪.‬ق‪.‬‬
‫اقام الخليط به أم رحل‬ ‫له شغل عن سؤال الطلل‬

‫تطالعه من سجوف الكلل‬ ‫فما ضمنته لحاظ الظبا‬

‫بمصفرة و احمرار الخجل‬ ‫و ال تستفز حجاه الخدود‬

‫كّر الجديدين كّر العذل‬ ‫كفاه كفاه فال تعذاله‬

‫تطفى الصبابة لما اشتعل‬ ‫طوى الغّي منتشرا في ذراه‬

‫مندوحة عن بكاء الغزل‬ ‫له في البكاء على الطاهرين‬

‫قبيل التمام و بدر أفل‬ ‫فكم فيهم من هالل هوى‬

‫و يوم المعاد على من خذل‬ ‫هم حجج هّللا في خلقه‬

‫فرد على هّللا ما قد نزل‬ ‫و من انزل هّللا تفضيلهم‬

‫و يعرف ذاك جميع الملل‬ ‫فجدهم خاتم االنبياء‬

‫معطى الفقير و مردى البطل‬ ‫و والدهم سيد األوصياء‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪44 :‬‬

‫لدى الروع و البيض ضرب القلل‬ ‫و من عّلم السمر طعن الكال‬

‫فمن تحت اخمصه لم تزل‬ ‫و لو زالت األرض يوم الهياج‬

‫و قد لبست حليها و الحلل‬ ‫و من صّد عن وجه دنياهم‬

‫أرفعهم رتبة في مثل‬ ‫و كان إذا ما اضيفوا اليه‬

‫و بحر قرنت اليه الوشل‬ ‫سماء أضفت اليها الحضيض‬

‫و حلم توّلد منه الجبل‬ ‫وجود تعّلم منه السحاب‬

‫و كم خطة بحجاه فصل‬ ‫و كم شبهة بهداه جلى‬

‫به و هي ترمي الهدى بالشعل‬ ‫و كم أطفأ هّللا نار الضالل‬


‫عليه و قد جنحت للطفل‬ ‫و كم رّد خالقنا شمسه‬

‫و في وجهه من سناها بدل‬ ‫و لو لم تعد كان في رأيه‬

‫على الدين ضرب غريب االبل‬ ‫و من ضرب الناس بالمرهفات‬

‫بغدرتهم جّر يوم الجمل‬ ‫و قد علموا أن يوم الغدير‬

‫اذاقوا النبي مضيض الثكل‬ ‫فيا معشر الظالمين الذين‬

‫ظمآن لم يطف حّر الغلل‬ ‫أ تردي الحسين سيوف الطغاة‬

‫من دمه عّلها و النهل‬ ‫ثوى عطشا و تنال الرماح‬

‫و لكنه ال يخاف العجل‬ ‫و لم يخسف هّللا بالظالمين‬

‫أناس بها عن هداها كسل‬ ‫لقد نشطت لعناد الرسول‬

‫و ال عوفيت أذرع من شلل‬ ‫فال بوعدت أعين من عمى‬

‫اذا لم أوّفق لخير العمل‬ ‫و يا رب وفق لي خير المقال‬

‫فأنت الرجاء و أنت االمل‬ ‫و ال تقطعن أملي و الرجاء‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪45 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫كشاجم ابو الفتح محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك الرملي المعروف بكشاجم‪.‬‬

‫نسبة الى الرملة من أرض فلسطين‪ .‬و إنما لقب بكشاجم اشارة بكل حرف منه‪HH‬ا الى علم‪ :‬فبالك‪HH‬اف الى ان‪HH‬ه‬
‫كاتب‪ ،‬و بالشين الى انه شاعر‪ ،‬و ب‪H‬االلف الى ان‪H‬ه اديب‪ ،‬و ب‪H‬الجيم الى ان‪H‬ه منجم‪ ،‬و ب‪H‬الميم الى ان‪H‬ه متكلم‪.‬‬
‫فكان كاتبا شاعرا اديب‪H‬ا جامع‪H‬ا منجم‪H‬ا‪ ،‬و ك‪H‬ان مؤلف‪H‬ا ص‪HH‬نف في اف‪HH‬انين العل‪H‬وم‪ .‬ذك‪H‬ره ابن شهرآش‪H‬وب في‬
‫شعراء أهل البيت عليهم السالم المجاهرين و له قصائد في م‪HH‬دح آل محم‪HH‬د (ع)‪ ،‬و جم‪HH‬ع ديوان‪HH‬ه اب‪HH‬و بك‪HH‬ر‬
‫محمد بن عبد هّللا الحمدوني مرتبا على الحروف و الحق به بعد ما تم جمعه زيادات اخذها عن ابي الف‪HH‬رج‬
‫بن كشاجم سماه (الثغر الباسم من شعر كشاجم) مطبوع‪.‬‬

‫ذكر صاحب شذرات الذهب انه توفي سنة ‪.360‬‬

‫اما الزر كلي في االعالم فيقول‪ :‬انه توفي سنة ‪.350‬‬


‫قال الشيخ القمى في الكنى أقول‪ :‬ك‪H‬انت عم‪H‬ة وال‪H‬د كش‪H‬اجم اخت الس‪H‬ندي من المح‪H‬بين اله‪H‬ل ال‪H‬بيت (ع) و‬
‫كانت تلي خدمة موسى بن جعفر (ع) لما كان في محبس السندي‪ .‬قال الخطيب البغ‪HH‬دادي في ت‪HH‬اريخ بغ‪HH‬داد‬
‫اخبرنا الحسن بن محمد العلوي قال‪ :‬حدثني جدي حدثني عمار بن ابان قال‪ :‬حبس ابو الحسن‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪46 :‬‬

‫موسى بن جعفر عند السندي فسألته اخته ان تتولى حبسه و كانت تتدين‪ -‬ففعل‪ ،‬فك‪HH‬انت في خدمت‪HH‬ه‪ ،‬فحكى‬
‫لنا انها قالت‪ :‬كان اذا صّلى العتمة حمد هّللا و مّج ده و دعاه فلم يزل كذلك حتى يزول اللي‪HH‬ل ف‪HH‬اذا زال اللي‪HH‬ل‬
‫قام يصلي حتى يصلي الصبح ثم ي‪HH‬ذكر قليال ح‪HH‬تى تطل‪HH‬ع الش‪HH‬مس ثم يقع‪HH‬د الى ارتف‪HH‬اع الض‪HH‬حى ثم يتهي‪HH‬أ و‬
‫يستاك و يأكل ثم يرقد الى قبل الزوال ثم يتوض‪HH‬أ و يص‪HH‬لي ح‪HH‬تى يص‪HH‬لي العص‪HH‬ر ثم ي‪HH‬ذكر في القبل‪HH‬ة ح‪HH‬تى‬
‫يصلي المغرب ثم يصلي ما بين المغرب و العتمة‪ .‬فك‪HH‬ان ه‪HH‬ذا دأب‪HH‬ه‪ ،‬فك‪HH‬انت اخت الس‪HH‬ندي اذا نظ‪HH‬رت الي‪HH‬ه‬
‫قالت‪:‬‬

‫خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل و كان عبدا صالحا (انتهى)‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪47 :‬‬

‫طلحة بن عبيد هّللا العوني المصري‬

‫ابو محمد العوني المصري يرثي الحسين عليه السالم‪:‬‬

‫بالطف أضحت كثيبا مهيال‬ ‫فيا بضعة من فواد النبي‬

‫بالطف شّلت فأضحت أكيال‬ ‫و يا كبدا من فواد البتول‬

‫و أبكيت من رحمة جبرئيال‬ ‫قتلت فابكيت عين الرسول‬

‫و قال‪:‬‬

‫بالطف مسلوب الرداء خليعا‬ ‫لم انس يوما للحسين و قد ثوى‬

‫رّيان من غصص الحتوف نقيعا‬ ‫ظمآن من ماء الفرات معّطشا‬

‫فيراه عنه محرما ممنوعا‬ ‫يرنو الى ماء الفرات بطرفه‬

‫و قال‪:‬‬
‫فعال الغصون نضارة و تماما‬ ‫غصن رسول هّللا أحكم غرسه‬

‫و ربا به أن يعبد االصناما‬ ‫و هّللا ألبسه المهابة و الحجى‬

‫كهال و طفال ناشئا و غالما‬ ‫ما زال يغذوه بدين محمد‬

‫و قال‪:‬‬

‫أورثني فقدك المناحا‬ ‫يا قمرا غاب حين الحا‬

‫صرفك من حادث صالحا‬ ‫يا نوب الّد هر لم يدع لي‬

‫أستعذب اللهو و المزاحا؟!‬ ‫أبعد يوم الحسين و يحيى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪48 :‬‬

‫به و تلقى به النجاحا‬ ‫كربت كي تهتدي البرايا‬

‫و الّش رك القى لها جناحا‬ ‫فالدين قد لّف بردتيه‬

‫و صار ذاك الدجى صباحا‬ ‫فصار ذاك الّصباح ليال‬

‫لكي يريها الهدى الصراحا‬ ‫فجاء إذ كاتبوه يسعى‬

‫ال بل نحو قتله اجتياحا‬ ‫حتى إذا جاءهم تنّحوا‬

‫و القضب و استعجلوا الكفاحا‬ ‫و أنبتوا البيد بالعوالي‬

‫و عانقوا البيض و الّرماحا‬ ‫فدافعت عنه أولياه‬

‫فاثخنوا بينهم جراحا‬ ‫سبعون في مثلهم ألوفا‬

‫هناك سهم القضا المّتاحا‬ ‫ثّم قضوا جملة فالقوا‬

‫و صافحت نفسه الصفاحا‬ ‫فشّد فيهم أبو علّي‬


‫منهم صياحا و ال ضباحا‬ ‫يا غيرة هّللا ال تغيثي‬

‫كما غدا فيهم و راحا‬ ‫ثّم انثنى ظامئا وحيدا‬

‫دعاه داعي اللقا فصاحا‬ ‫و لم يزل يرتقي الى ان‬

‫دعيت أن أرتقي الضراحا‬ ‫دونكم مهجتي فاني‬

‫يقطع رأسا و ذا جناحا‬ ‫فكلكلوا فوقه‪ ،‬فهذا‬

‫ماتت و لم تشرب المباحا‬ ‫يا بأبي أنفسا ظماء‬

‫ثّم اكتسب بالدما وشاحا‬ ‫يا بأبي أجسما تعّر ت‬

‫بكى الهدى فقدكم و ناحا‬ ‫يا سادتي يا بني علّي‬

‫آنستم القفر و البسطاحا‬ ‫أوحشتم الحجر و المساعي‬

‫و السور الطوال الفصاحا‬ ‫أوحشتم الّذ كر و المثاني‬

‫و زاد أشياعكم سماحا‬ ‫ال سامح هّللا من قالكم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪49 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫ابو محمد طلحة بن عبيد هّللا بن محمد بن أبي عون الغساني‪ 13‬المعروف بالعوني المصري‪:‬‬

‫توفي حوالي سنة ‪ 350‬بمصر‪.‬‬

‫عّد ه ابن شهر أشوب في معالم العلماء في ش‪H‬عراء أه‪H‬ل ال‪H‬بيت المج‪H‬اهرين ق‪H‬ال و ق‪H‬د نظم أك‪H‬ثر المن‪H‬اقب و‬
‫يسمونه بالغلو قال السيد األمين في االعيان‪ :‬قلت ذكروا في أحوال أحمد بن منير االطرابلسي انه ك‪HH‬ان في‬
‫أول أمره ينشد شعر العوني في أسواق طرابلس‪.‬‬

‫و عن العم‪HH‬دة البن رش‪HH‬يق ه‪HH‬و أول من نظم الش‪HH‬عر المس‪HH‬مى بالقواديس‪HH‬ي و أورد ل‪HH‬ه في المن‪HH‬اقب قول‪HH‬ه من‬
‫أبيات‪:‬‬

‫الضحى الدين مجهول الرسوم‬ ‫و لو ال حجة في كل وقت‬

‫نجونا باألهلة و النجوم‬ ‫و حار الناس في طخياء منها‬

‫‪13‬‬
‫غسان‪ :‬ماء باليمن تنسب اليه قبائل‪ .‬و ما بالمشلل قريب من الجحفة‪:‬‬
‫و له‪:‬‬

‫قلبي رهين تصبر و تصابي‬ ‫يا صاحبّي رحلتما و تركتما‬

‫يبكي المحب معاهد األحباب‬ ‫أبكي وفاءكما و أندبه كما‬

‫أخذهما المتنبي منه‪ -‬كما عن العميدي في االبانة عن سرقات المتنبي فأشكل‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪50 :‬‬

‫معناهما بقوله‪:‬‬

‫بأن تسعدا و الدمع أسقاه ساجمه‬ ‫وفاؤكما كالربع اشجاء طاسمه‬

‫حتى ان الناظر ال يفهم معنى هذا البيت اال بعد سماعهما‪.‬‬

‫و له في االئمة عليهم السالم أكثر من عشرة آالف بيت‪.‬‬

‫قال الشيخ األميني سلمه هّللا ‪ :‬و شعره في أهل البيت عليهم السالم مدحا و رثاء مبث‪HH‬وت في (المن‪HH‬اقب) البن‬
‫شهر أشوب و (روضة الواعظين) لشيخنا الفتال و (الصراط المستقيم) لشيخنا البياضي‪.‬‬

‫و قد جمعنا من شعره ما يربو على ثالثمائة و خمسين بيتا‪ ،‬و جمعه و رّتبه العالمة السماوي في ديوان‪ ،‬و‬
‫مما رتبه قصيدته المعروفة بالمذهّبة توجد في (مناقب ابن شهر أشوب) ناقصة األطراف‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪51 :‬‬

‫ابو القاسم الزاهي الشاعر‪،‬‬

‫رواها ابن شهرآشوب في المناقب‪:‬‬

‫و أفنى دموعي اذا ما جرت‬ ‫اعاتب نفسي اذا قّصرت‬

‫دموعي على الخد قد سّطرت‬ ‫لذكراكم يا بني المصطفى‬

‫جفوني عن النوم و استشعرت‬ ‫لكم و عليكم جفت غمضها‬


‫و فيها األسنة قد كّسرت‬ ‫أمثل اجسامكم بالعراق‬

‫بدورا تكّسف إذ أقمرت‬ ‫أمثلكم في عراص الطفوف‬

‫كخط الصحيفة إذ أقفرت‬ ‫غدت ارض يثرب من جمعكم‬

‫لزهر النجوم اذا غّورت‬ ‫و أضحى بكم كربال مغربا‬

‫و منها الذوائب قد نشرت‬ ‫كأني بزينب حول الحسين‬

‫و تبدي من الوجد ما أضمرت‬ ‫تمّر غ في نحره شعرها‬

‫اذا السوط في جنبها أبصرت‬ ‫و فاطمة عقلها طائر‬

‫بفيض دم النحر قد عفرت‬ ‫و للسبط فوق الثرى شيبة‬

‫كغّر ة صبح اذا أسفرت‬ ‫و رأس الحسين امام الرماح‬

‫و له يرثيه عليه السالم‪:‬‬

‫و حسين ظام فريد وحيد‬ ‫لست أنسى الحسين في كربالء‬

‫قضب الهند ركع و سجود‬ ‫ساجد يلثم الثرى و عليه‬

‫و يرى الماء و هو عنه بعيد‬ ‫يطلب الماء و الفرات قريب‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪52 :‬‬

‫و قال‪:‬‬

‫فكل أرواحكم بالسيف تنتزع‬ ‫يا آل احمد ما ذا كان جرمكم‬

‫بين العباد و شمل الناس مجتمع‬ ‫تلفى جموعكم شتّى مفّرقة‬

‫تهوى و أرؤسها بالسمر تقترع‬ ‫و تستباحون أقمارا منّك سة‬

‫و قّو ضت سنن التضليل و البدع؟!‬ ‫أ لستم خير من قام الّرشاد بكم‬


‫إذ كنتم علما للرشد يّتبع؟‬ ‫و وّحد الصمد االعلى بهديكم‬

‫ما للمصائب عنكم ليس ترتدع‬ ‫ما للحوادث ال تجري بظالمكم؟‬

‫و منكم دنف بالسمر منصرع‬ ‫منكم طريد و مقتول على ظمأ‬

‫و دارع بدم اللبات مندرع‬ ‫و هارب في أقاصي الغرب مغترب‬

‫و آخر تحت ردم فوقه يقع‬ ‫و مقصد من جدار ظّل منكدرا‬

‫قبر و ال مشهد يأتيه مرتدع‬ ‫و من محّر ق جسم ال يزار له‬

‫مالت إليه جنود الشرك تقترع‬ ‫و إن نسيت فال أنسى الحسين و قد‬

‫و رأسه لسنان السمر مرتفع‬ ‫فجسمه لحوامي الخيل مطّرد‬

‫و له في رثائهم سالم هّللا عليهم قوله‪:‬‬

‫و يسلمني طيف الهجوع فأهجع؟‬ ‫بنو المصطفى تفنون بالسيف عنوة‬

‫و جار عليكم من لكم كان يخضع‬ ‫ظلمتم و ذّبحتم و قّسم فيئكم‬

‫و إال لكم فيه قتيل و مصرع‬ ‫فما بقعة في األرض شرقا و مغربا‬

‫و قال‪:‬‬

‫هّللا حتى تخّد منك الخدود‬ ‫ابكي يا عين ابكي آل رسول‬

‫فما في الشجا لهم تفنيد‬ ‫و تقّلب يا قلب في ضرم الحزن‬

‫سوام لهّن طلع نضيد‬ ‫فهم النخل باسقات كما قال‬

‫و فيها لكّل نار وقود‬ ‫و هم في الكتاب زيتونة النور‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪53 :‬‬


‫بأسمائه اقتران أكيد‬ ‫و بأسمائهم إذا ذكر هّللا‬

‫كّل شهم بالنفس منه يجود‬ ‫غادرتهم حوادث الدهر صرعى‬

‫و هو ظام بين األعادي وحيد‬ ‫لست أنسى الحسين في كربالء‬

‫قضب الهند رّك ع و سجود‬ ‫ساجد يلثم الثرا و عليه‬

‫و يرى الماء و هو عنه بعيد‬ ‫يطلب الماء و الفرات قريب‬

‫قد قتلتم من قام فيه الوجود‬ ‫يا بني الغدر من قتلتم؟ لعمري‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪54 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫علّي بن اسحاق الزاهي الشاعر ابو القاسم علي بن اسحاق بن خلف البغدادي المع‪HH‬روف ب‪HH‬الزاهي الش‪HH‬اعر‬
‫المشهور‪.‬‬

‫ولد يوم االثنين لعشر بقين من صفر سنة ‪ 318‬و توفي يوم األربعاء لعش‪HH‬ر بقين من جم‪HH‬ادى اآلخ‪HH‬رة س‪HH‬نة‬
‫‪ 352‬ببغداد و دفن في مقابر قريش‪.‬‬

‫و الزاهي نسبة الى قرية (زاه) من قرى نيس‪H‬ابور و بعض‪H‬هم ق‪H‬ال إنم‪H‬ا لقب ال‪H‬زاهي ألن‪H‬ه أول من زه‪H‬ا في‬
‫شعره‪ 14‬و ذكره ابن شهرآشوب في شعراء أهل البيت عليهم السالم المج‪HH‬اهرين فق‪HH‬ال‪ :‬اب‪HH‬و القاس‪HH‬م ال‪HH‬زاهي‬
‫الشامي و صاف‪ ،‬و ذكره عميد الدول‪H‬ة اب‪H‬و س‪H‬عيد بن عب‪H‬د ال‪H‬رحيم في طبق‪H‬ات الش‪H‬عراء ق‪H‬ال‪ :‬و ش‪H‬عره في‬
‫أربعة اجزاء و اكثر شعره في أهل البيت و م‪HH‬دح س‪HH‬يف الدول‪HH‬ة و ال‪HH‬وزير المهل‪HH‬بي و غيرهم‪HH‬ا من رؤس‪HH‬اء‬
‫وقته و ذكره ابن خلكان في وفيات األعيان فقال‪:‬‬

‫كان وّص افا محسنا كثير الملح‪ ،‬و ذك‪H‬ره الخطيب في ت‪H‬اريخ بغ‪H‬داد و أش‪H‬ار الى ان‪H‬ه ك‪H‬ان قطان‪H‬ا و روى ل‪H‬ه‬
‫السيد األمين في األعيان بعض اشعاره في الغزل و الوصف‬

‫فمن شعره قوله‪:‬‬

‫و صوتك متعة االسماع طيبا‬ ‫فوجهك نزهة االبصار حسنا‬

‫و الح شقائقا و مشى قضيبا‬ ‫رنا ظبيا و غّنى عندليبا‬

‫‪14‬‬
‫و هو االصوب ألنه بغدادي‪ ،‬و قرية الزاه بنيشابور‪ ،‬فأين هو منها‪.‬‬
‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪55 :‬‬

‫و قوله‪:‬‬

‫عيون الندامى حين مالت الى الغمض‬ ‫ارى الليل يمضي و النجوم كأنها‬

‫كما انفرجت بالماء عين على االرض‬ ‫و قد الح فجر يغمر الجو نوره‬

‫و من شعر الزاهي في مدح امير المؤمنين‪:‬‬

‫و اركن الى الحّق و اغد متّبعه‬ ‫دع الشناعات ايها الخدعة‬

‫إال النبّي االمّي و أّتبعه‬ ‫من وّحد هّللا أوال و أبى‬

‫حّق علّي و الحّق كان معه‬ ‫من قال فيه النبّي ‪ :‬كان مع ال‬

‫سيفا من النور ذو العلى طبعه‬ ‫من سّل سيف اإلله بينهم‬

‫و هّز باب القموص فاقتلعه‬ ‫من هزم الجيش يوم خيبرهم‬

‫الخلق بيوم «الغدير» إذ رفعه‬ ‫من فرض المصطفى واله على‬

‫يعلم بطالنه الذي سمعه‬ ‫أشهد أّن الذي نقول به‬

‫و قال يمدحه‪:‬‬

‫و من قبل قال الطهر ما ليس ينكر‬ ‫أقيم نجم للخالفة حيدر‬

‫لقصد تبوك و هو للسير مضمر‬ ‫غداة دعاه المصطفى و هو مزمع‬

‫بأنك للفّجار بالحّق تقهر‬ ‫فقال‪ :‬أقم عّنى بطيبة و اعلمن‬

‫عليه رجال بالمقال و أجهروا‬ ‫و لّم ا مضى الطهر النبّي تظاهرت‬

‫و ذاك من األعداء إفك و منكر‬ ‫فقالوا‪ :‬علّي قد قاله محّم د‬

‫و قالوا‪ :‬علّي قد أتى فتأخروا‬ ‫فأتبعه دون المعرس فانثنى‬


‫و أبدى له ما كان يبدي و يضمر‬ ‫و لّم ا أبان القول عّم ن يقوله‬

‫كهارون من موسى؟ و شأنك اكبر‬ ‫فقال‪ :‬أ ما ترضى تكون خليفتي‬

‫و ذاك من هّللا العلّي مقّد ر‬ ‫و عاّل ه خير الخلق قدرا و قدرة‬

‫له هّللا ناجى أّيها المتحّير‬ ‫و قال رسول هّللا ‪ :‬هذا إمامكم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪56 :‬‬

‫و من شعر الزاهي في االمام امير المؤمنين عليه السالم رواها األميني في الغدير‪:‬‬

‫إال إذا و الى علّيا و خلص‬ ‫ال يهتدي الى الرشاد من فحص‬

‫من غمس الوال عليه و غمص‬ ‫و ال يذوق شربة من حوضه‬

‫من قال فيه من عداه و انتقص‬ ‫و ال يشّم الّروح من جنانه‬

‫خليفة الوارث للعلم بنص‬ ‫نفس النبّي المصطفى و الصنو و ال‬

‫و هو غالم و الى هّللا شخص‬ ‫من قد أجاب سابقا دعوته‬

‫انثنى اليهما و ال حّب و نص‬ ‫ما عرف الالت و ال العّز ى و ال‬

‫و كّسر األوثان في أولى الفرص‬ ‫من ارتقى متن النبّي صاعدا‬

‫ثّم هوى لألرض عنها و قمص‬ ‫و طّهر الكعبة من رجس بها‬

‫و لم يكن بنفسه عنه حرص‬ ‫من قد فدا بنفسه محمدا‬

‫و جاد فيما قد غال و ما رخص‬ ‫و بات من فوق الفراش دونه‬

‫قّط من األعناق ما شاء وقص‬ ‫من كان في بدر و يوم أحد‬

‫إال علّي عّم في القول و خص‬ ‫فقال جبريل و نادى‪ :‬ال فتى‬

‫فخّر كالفيل هوى و ما قحص‬ ‫من قّد عمرو العامرّي سيفه‬


‫‪15‬‬
‫فالتوت األعناق تشكو من وقص‬ ‫وراءها صاح‪ :‬أ ال مبارز‬

‫‪ 15‬الوقص‪ :‬الكسر‪.‬‬
‫من بعد ما بها أخو الدعوى نكص‬ ‫من أعطي الراية يوم خيبر‬

‫و كان أرمدا بعينيه الرمص‬ ‫و راح فيها مبصرا مستبصرا‬

‫و دّك طود مرحب لّم ا قعص‬ ‫فاقتلع الباب و نال فتحه‬

‫و قّص رجل عسكر بما رقص‬ ‫من كسح البصرة من ناكثها‬

‫لواحد‪ .‬فساوت الجند الحصص‬ ‫و فّر ق المال و قال‪ :‬خمسة‬

‫و عّد ه فلم يزد و ما نقص‬ ‫و قال في ذي اليوم يأتي مدد‬


‫‪16‬‬
‫ففلق الهام و فّرق القصص‬ ‫و من بصّفين نضا حسامه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪57 :‬‬

‫إذ لقيا بالسوأتين من شخص‬ ‫و صّد عن عمرو و بسر كرما‬

‫و قّطع العرق الذي بها رهص‬ ‫و من أسال (النهر و ان) بالدما‬

‫و عّد من يحصد منهم و يحص‬ ‫و كّذ ب القائل أن قد عبروا‬

‫أحكامه الواجبات و الّرخص‬ ‫ذاك الذي قد جمع القرآن في‬

‫على صيامه و جاد بالقرص‬ ‫ذاك الذي آثر في طعامه‬

‫و ذكر الجزاء في ذاك و قّص‬ ‫فأنزل هّللا تعالى هل أتى‬

‫أن يشهد الحّق فشاهد البرص‬ ‫ذاك الذي أستوحش منه أنس‬

‫فبادر السامع و هو قد نكص‬ ‫إذ قال‪ :‬من يشهد بالغدير لي‬

‫سوف ترى ماال تواريه القمص‬ ‫فقال‪ :‬أنسيت‪ .‬فقال‪ :‬كاذب‬

‫خاتم االنبياء في الحكمة فص‬ ‫يا بن أبي طالب يا من هو من‬

‫قد ساغه بعض و بعض فيه غص‬ ‫فضلك ال ينكر لكن الوال‬

‫‪ 16‬عظام الصدر‪.‬‬
‫و ذكره عند معاديك غصص‬ ‫فذكره عند مواليك شفا‬

‫و ابتسم الورد و بعض في قفص‬ ‫كالطير بعض في رياض أزهرت‬

‫و له في مدح أهل البيت عليهم السالم قوله‪ :‬رواها األميني في الغدير‪:‬‬

‫بمن يوالي رسول هّللا أو يذر؟‬ ‫يا الئمي في الوال هل أنت تعتبر‬

‫قالم مشقا و أقالم الّد نا شجر‬ ‫قوم لو أّن البحار تنزف باأل‬

‫و الصحف ما احتوت اآلصال و البكر‬ ‫و اإلنس و الجّن كّتاب لفضلهم‬

‫في ذلك الفضل إاّل و هو محتقر‬ ‫لم يكتبوا العشر بل لم يعد جهدهم‬

‫أضحت ألمرهم األّيام تأتمر‬ ‫أهل الفخار و أقطاب المدار و من‬

‫هر الغطارفة العلوّية الغرر‬ ‫هم آل أحمد و الصيد الجحاجحة الز‬

‫الفضل الجليل و من سادت بهم مضر‬ ‫و البيض من هاشم و األكرمون أولو‬

‫قوم يكاد إليهم يرجع القدر‬ ‫فافطن بعقلك هل في القدر غيرهم‬

‫قبل المزاج فلم يلحق بهم كدر‬ ‫اعطوا الصفا نهال أعطوا البنّو ة من‬

‫و قّلدوا خطرا ما مثله خطر‬ ‫و تّو جوا شرفا ما مثله شرف‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪58 :‬‬

‫يجري الّص الة عليهم أينما ذكروا‬ ‫حسبي بهم حججًا هّلل واضحة‬

‫و المصطفى االصل و الذرّية الثمر‬ ‫هم دوحة المجد و األوراق شيعتهم‬

‫و قوله‪:‬‬

‫عليكم الوحي من هّللا هبط‬ ‫يا سادتي يا آل ياسين فقط‬


‫رحنا لبحر العفو من أكرم شط‬ ‫لوالكم لم يقبل الفرض و ال‬

‫هواهم هّللا علينا قد شرط‬ ‫أنتم والة العهد في الذر و من‬

‫و مازج السلسل بالشرب اللمط‬ ‫ما أحد قايسكم بغيركم‬

‫أو قايس األبحر جهال بالنقط‬ ‫إال كمن ضاهى الجبال بالحصا‬

‫***‬

‫غّم اء عنه و الحسام المخترط‬ ‫صنو النبّي المصطفى و الكاشف ال‬

‫إلى المعالي و على السبق غبط‬ ‫أّول من صام و صّلى سابقا‬

‫***‬

‫ببابل و الغرب منها قد قبط‬ ‫و كّلم الشمس و من رّد ت له‬

‫سكر ماء العين في الوادي القحط‬ ‫و راكض األرض و من أنبع للع‬

‫يغرف من تّياره إذا اغتمط‬ ‫بحر لديه كّل بحر جدول‬

‫ينظره العقل صغيرا إذ قلط‬ ‫و ليث غاب كّل ليث عنده‬

‫بحّبه الّرحمن للرزق بسط‬ ‫باسط علم هّللا في األرض و من‬

‫بكّفه في يوم حرب لشمط‬ ‫سيف لو أّن الطفل يلقى سيفه‬

‫فكم به قد قّد من رجس و قط‬ ‫يخطو إلى الحرب به مدّرعا‬

‫و للزاهى‪:‬‬

‫و القيت رحلي في حماهم مجاورا‬ ‫توليت خير الخلق بدء و آخرا‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪59 :‬‬

‫بهم فلك التوحيد اصبح دائرا‬ ‫هم اآلل آل هّللا و القطب الذي‬

‫و والدهم من كان للحق ناصرا‬ ‫أئمة حق خاتم الرسل جدهم‬

‫الى قرنه بالسيف ال زال باترا‬ ‫علي أمير المؤمنين الذي اغتدى‬

‫غدا قلبها مضنى على الوجد صابرا‬ ‫و أمهم الزهراء أكرم بّر ة‬

‫امام له جبريل يكدح زائرا‬ ‫فمنهم قتيل السم ظلما و منهم‬

‫رماح األعادي و السيوف البواترا‬ ‫قتيل بأرض الطف أروت دماؤه‬

‫و باقر بطن العلم أفديه باقرا‬ ‫و منهم أخو المحراب سجاد ليله‬

‫إمام هدى تلقاه بالعدل آمرا‬ ‫و سادسهم ياقوتة العلم جعفر‬

‫و من لم يزل بالفضل للخلق غامرا‬ ‫و سابعهم موسى ابو العلم الرضا‬

‫طفقت حزينا للهموم مساورا‬ ‫و ثامنهم مرسي خراسان من به‬

‫أبو علم للقوم اصبح عاشرا‬ ‫و تاسعهم زين االنام محمد‬

‫اقام لحادي العشر منهم مجاورا‬ ‫و منهم امام سّر من را محّله‬

‫فكان لعقد الفاطمين آخرا‬ ‫و آخرهم مهدي آل محمد‬

‫يواصل اجداثا لهم و مباكرا‬ ‫عليهم سالم هّللا ال زال ممسيا‬

‫تحن حنين الفاقدات زوافرا‬ ‫و ال زالت االكباد منا اليهم‬

‫لما كابدوا تلك الملوك الجبابرا‬ ‫و أعيننا تجري دموعا عليهم‬

‫بقائم عدل يعلن الحق ظاهرا‬ ‫و سوف يديل هّللا من كل ظالم‬

‫لهم ان يحط السيئات الكبائرا‬ ‫و انا لنرجو هّللا بالحزن و البكا‬

‫فانا اتخذناها لتلك ذخائرا‬ ‫و يرزقنا فيهم شفاعة جدهم‬

‫قال السيد االمين في االعيان‪ :‬و له في امير المؤمنين عليه السالم‪:‬‬


‫بحرا يفيض على الوراد زاخره‬ ‫ما زلت بعد رسول هّللا منفردا‬

‫و الحلم شطاه و التقوى جواهره‬ ‫أمواجه العلم و البرهان لّجته‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪60 :‬‬

‫و له في مدح اإلمام عليه السالم‪:‬‬

‫تدخل جنانا و لتسقى كأسه‬ ‫و آل عليا و استضيء مقباسه‬

‫ما عرف الّد ين و ال أساسه‬ ‫فمن تواله نجا و من عدا‬

‫ثنى إلى األوثان يوما رأسه‬ ‫أّول من قد وّحد هّللا و ما‬

‫إذ ضّيقت أعداؤه أنفاسه‬ ‫فدى النبّي المصطفى بنفسه‬

‫و الليل قد طافت به أحراسه‬ ‫بات على فرش النبّي آمنا‬

‫مستيقظ بنصله أشماسه‬ ‫حتى إذا ما هجم القوم على‬

‫يمنعهم عن قربه حماسه‬ ‫ثار إليهم فتوّلوا فرقا‬

‫ازيح عن وجه الهدى غماسه‬ ‫مكّسر األصنام في البيت الذي‬

‫و الدين مقرون به أنباسه‬ ‫رقى على الكاهل من خير الورى‬

‫مهشما يقلبه انتكاسه‬ ‫و نّك س الاّل ت و القى هبال‬

‫طّهره إذ قد رمى أرجاسه‬ ‫و قام موالي على البيت و قد‬

‫و في ديوان ابي القاسم علي بن اسحاق ابن خلف الزاهي البغدادي المخطوط قصائد هذه أوائلها و كلها في‬
‫اهل البيت عليهم السالم‪.‬‬

‫ما سغت ريقا بها و ال جرضا‬ ‫‪ -1‬قد تركتني مصائبي حرضا‬

‫س و من تحميه طوس‬ ‫‪ -2‬ساقها شوق الى طو‬

‫في مسائي مضرم و ابتكاري‬ ‫‪ -3‬يا ابا السبطين وجدي عليكم‬


‫و انت تحاول ما لن يليقا‬ ‫‪ -4‬ايا صاحبي قد قطعنا الطريقا‬

‫و نتف تتألف من خمسة أبيات و اقل و أكثر قد جمعها المرحوم الشيخ محمد السماوي و نضّد ها بخطه‪:‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪61 :‬‬

‫األمير ابو فراس الحمداني‬

‫أرعى له دهري الذي أواله‬ ‫يوم بسفح الدير ال أنساه‬

‫من نورهم أخذ الزمان بهاه‬ ‫يوم عمرت العمر فيه بفتية‬

‫و كأن أوجههم نجوم دجاه‬ ‫فكأن عّز تهم ضياء نهاره‬

‫و الظبي منه إذا رنا عيناه‬ ‫و مهفهف للغصن حسن قوامه‬

‫لما تبّد ت في الظالم ضياه‬ ‫نازعته كأسا كأن ضياءها‬

‫فكأنها من حسنه إياه‬ ‫في ليلة حسنت بود وصاله‬

‫كف يشير الى الذي يهواه‬ ‫فكأنما فيه الثريا إذ بدت‬

‫متبسم بالكف يستر فاه‬ ‫و البدر منتصف الضياء كأنه‬

‫من دون لحظة ناظر أدماه‬ ‫ظبي لو أن الفكر مّر بخده‬

‫حرم الحسين الماء و هو يراه‬ ‫فحرمت قرب الوصل منه مثل ما‬

‫أدنته كفا جده و يداه‬ ‫و احتز رأسا طالما من حجره‬

‫يملي لظلم الظالمين هّللا‬ ‫يوم بعين هّللا كان و انما‬

‫و بكت دما مما رأته سماه‬ ‫يوم عليه تغيرت شمس الضحى‬

‫أو ذي بكاء لم تفض عيناه‬ ‫ال عذر فيه لمهجة لم تنفطر‬

‫فيما يسوءهم غدا عقباه‬ ‫تبا لقوم تابعوا أهواءهم‬

‫فيه النبي من المقال أباه‬ ‫أ تراهم لم يسمعوا ما خصه‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪62 :‬‬

‫من كنت مواله فذا مواله‬ ‫اذ قال يوم غدير خم معلنا‬

‫يا من يقول بأن ما أوصاه‬ ‫هذي وصيته اليه فافهموا‬

‫و تأملوه و اعرفوا فحواه‬ ‫و اقروا من القرآن ما في فضله‬

‫من دون كل منّز ل لكفاه‬ ‫لو لم تنّز ل فيه إال (هل أتى)‬

‫لفظ النبي و نطقه و تاله‬ ‫من كان أول من حوى القرآن من‬

‫بالكف منه بابه و دحاه‬ ‫من كان صاحب فتح خبير من رمى‬

‫من آزر المختار من آخاه‬ ‫من عاضد المختار من دون الورى‬

‫بتحية من ربه و حباه‬ ‫من خصه جبريل من رب العال‬

‫و يظلكم يوم المعاد لواه‬ ‫أ ظننتم أن تقتلوا أوالده‬

‫كأسا و قد شرب الحسين دماه‬ ‫أو تشربوا من حوضه بيمينه‬

‫ممن حواه مع النبي كساه‬ ‫أنسيتم يوم الكساء و انه‬

‫ال اهتدى يوم الهدى بسواه‬ ‫يا رب اني مهتد بهداهم‬

‫أبدا و اشنأ كل من يشناه‬ ‫اهوى الذي يهوى النبي و آله‬

‫ويل لمى شفعاؤه خصماه‬ ‫مذ قال قبلي في قريض قائل‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪63 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫األمير ابو فراس الحارث بن سعيد الحمداني العدوي التغلبي‪.‬‬

‫و ابو فراس بكسر الفاء و تخفيف الراء من أسماء األسد‪.‬‬

‫ولد بمنبج سنة ‪ 320‬و قتل يوم االربعاء لثم‪HH‬ان خل‪HH‬ون من ربي‪HH‬ع اآلخ‪HH‬ر في ح‪HH‬رب ك‪HH‬انت بين‪HH‬ه و بين غالم‬
‫سيف الدولة سنة ‪ 357‬و مقتضى تاريخ والدته و وفاته ان يكون عمره ‪ 37‬سنة‪ ،‬نشأ ابو فراس في عش‪HH‬ير‬
‫عربية صميمة تقلب أفرادها في الملك و االمارة قرونا عديدة و ك‪HH‬انت لهم أحس‪HH‬ن س‪HH‬يرة ممل‪HH‬وءة بمحاس‪HH‬ن‬
‫األفعال و جميل الصفات من كرم و سخاء و عز و إباء و صولة و ش‪HH‬جاعة و فص‪HH‬احة و براع‪HH‬ة‪ .‬و س‪HH‬يف‬
‫الدول‪HH‬ة المتق‪HH‬دم في الرياس‪HH‬ة و االم‪HH‬ارة و الش‪HH‬جاعة و الك‪HH‬رم و أب‪HH‬و ف‪HH‬راس الف‪HH‬ائق بش‪HH‬عره فيهم و المتم‪HH‬يز‬
‫بشجاعته و فروسيته و هو أمير جليل و قائد عظيم أكبر قواد سيف الدولة و شجاع مدره و ش‪HH‬اعر مفل‪HH‬ق و‬
‫عربي صميم تجلت فيه االخالق و الشيم العربية و هو امير السيف و القلم و من حقه إذ يقول‪:‬‬

‫كثير إلى نزالها النظر الشزر‬ ‫و اني لنّز ال بكل مخوفة‬

‫معودة أن ال يخل بها النصر‬ ‫و اني لجرار لكل كتيبة‬

‫و في الليلة الظلماء يفتقد البدر‬ ‫سيذكرني قومي اذا جّد جدهم‬

‫و كل شعره يعطيك صورة عن عظمة شخصيته‪ .‬اما والؤه أله‪H‬ل ال‪H‬بيت عليهم الس‪H‬الم فيكفي ش‪H‬اهدا علي‪H‬ه‬
‫قصيدته العالية المسماة بالشافية و كلها في أهل البيت و ظلم بني العباس لهم‪ .‬و أولها‪:‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪64 :‬‬

‫و فيء آل رسول هّللا مقتسم‬ ‫الحق مهتضم و الدين مخترم‬


‫‪17‬‬
‫سوم الّر عاة و ال شاء و ال نعم‬ ‫و الناس عندك ال ناس فيحفظهم‬

‫قلب تصارع فيه الهّم و الهمم‬ ‫إني أبيت قليل الّنوم أدّقني‬

‫إاّل على ظفر في طّيه كرم‬ ‫و عزمة ال ينام الليل صاحبها‬


‫‪18‬‬
‫و الدرع و الرمح و الصمصامة الحذم‬ ‫يصان مهري ألمر ال أبوح به‬
‫‪19‬‬
‫رمث الجزيرة و الخذراف و العنم‬ ‫و كّل مائرة الضبعين مسرحها‬

‫و ليس رأيهم رأيا اذا عزموا‬ ‫و فتية قلبهم قلب إذا ركبوا‬

‫من الطغاة؟ أما هّلل منتقم‬ ‫يا للّر جال أما هّلل منتصر‬

‫و األمر تملكه النسوان و الخدم‬ ‫بنو علّي رعايا في ديارهم‬

‫عند الورود و أوافى وّد هم لّم م‬ ‫محّلئون فأصفى شربهم و شل‬

‫‪ 17‬احفظه‪ :‬اغضبه فغضب‪.‬‬


‫‪ 18‬الحذم من السيوف بالحاء المهملة‪ :‬القاطع‪.‬‬
‫‪ 19‬مار‪ :‬تحرك الضبع و العضد كناية عن السمن‪ .‬الرمث بكسر الميم المهملة‪ :‬القاطع خشب يض‪PP‬م بعض‪PP‬ه الى بعض و يس‪PP‬مى الط‪PP‬وف‪ .‬الخ‪PP‬ذراف‬
‫بكسر الخاء‪ :‬نبات‪.‬‬
‫و المال إاّل على أربابه ديم‬ ‫فاألرض إاّل على ماّل كها سعة‬

‫و ما الشقّي بها إاّل الذي ظلموا‬ ‫فما السعيد بها إاّل الذي ظلموا‬

‫و إن تعّج ل منها الظالم االثم‬ ‫للمتقين من الدنيا عواقبها‬

‫حتى كأّن رسول هّللا جّد كم‬ ‫أ تفخرون عليهم ال أبا لكم‬

‫و ال تساوت لكم في موطن قدم‬ ‫و ال توازن فيما بينكم شرف‬

‫و ال لجّد كم معشار جّد هم‬ ‫و ال لكم مثلهم في المجد متصل‬


‫‪20‬‬
‫و ال نثيلتكم من أّم هم أمم‬ ‫و ال لعرقكم من عرقهم شبه‬

‫و هّللا يشهد و األمالك و األمم‬ ‫قام النبّي بها «يوم الغدير» لهم‬

‫باتت تنازعها الّذ ؤبان و الرخم‬ ‫حّتى إذا أصبحت في غير صاحبها‬

‫ال يعرفون والة الحّق أّيهم‬ ‫و صّيروا أمرهم شورى كأنهم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪65 :‬‬

‫لكّنهم ستروا وجه الذي علموا‬ ‫تاهّلل ما جهل األقوام موضعها‬

‫و ال لهم قدم فيها و ال قدم‬ ‫ثم اّد عاها بنو العّباس ملكهم‬

‫و ال يحّك م في أمر لهم حكم‬ ‫ال يذكرون إذا ما معشر ذكروا‬

‫أهال لما طلبوا منها و ما زعموا‬ ‫و ال رآهم أبو بكر و صاحبه‬

‫أم هل أئمتهم في أخذها ظلموا؟‬ ‫فهل هم مّد عوها غير واجبة؟‬

‫عند الوالية إن لم تكفر النعم‬ ‫أّم ا علّي فأدنى من قرابتكم‬

‫أبوكم أم عبيد هّللا أم قثم؟‬ ‫أ ينكر الحبر عبد هّللا نعمته؟‬

‫أباهم العلم الهادي و أّم هم‬ ‫بئس الجزاء جزيتم في بني حسن‬

‫و ال يمين و ال قربى و ال ذمم‬ ‫ال بيعة رّد عتكم عن دمائهم‬

‫‪ 20‬نثيلة هي أّم العباس بن عبد المطلب‪ .‬االمم‪ :‬القرب‪.‬‬


‫للّص افحين ببدر عن أسيركم؟!‬ ‫هاّل صفحتم عن األسرى بال سبب‬

‫و عن بنات رسول هّللا شتمكم؟‬ ‫هال كففتم عن الديباج‪ 21‬سوطكم‬

‫عن السياط فّهال نّز ه الحرم؟‬ ‫ما نّز هت لرسول هّللا مهجته‬

‫تلك الجرائر إال دون نيلكم‬ ‫ما نال منهم بنو حرب و إن عظمت‬

‫و كم دم لرسول هّللا عندكم‬ ‫كم غدرة لكم في الدين واضحة‬

‫أظفاركم من بنيه الطاهرين دم‬ ‫أنتم له شيعة فيما ترون و في‬

‫يوما إذا أقصت األخالق و الشيم‬ ‫هيهات ال قّر بت قربى و ال رحم‬

‫و لم يكن بين نوح و ابنه رحم‬ ‫كانت موّد ة سلمان له رحما‬

‫غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم؟‬ ‫يا جاهدا في مساويهم يكّتمها‬

‫مأمونكم كالرضى لو أنصف الحكم‬ ‫ليس الرشيد كموسى في القياس و ال‬

‫عن ابن فاطمة األقوال و التهم‬ ‫ذاق الزبيري‪ 22‬غّب الحنث و انكشفت‬

‫و أبصروا بعض يوم رشدهم و عموا‬ ‫باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪66 :‬‬

‫و معشرا هلكوا من بعد ما سلموا‬ ‫يا عصبة شقيت من بعد ما سعدت‬


‫‪23‬‬
‫بجانب الطف تلك األعظم الّرمم‬ ‫لبئسما لقيت منهم و إن بليت‬
‫‪24‬‬
‫و ال الهبيرّي نّج ا الحلف و القسم‬ ‫ال عن أبي مسلم في نصحه صفحوا‬
‫‪25‬‬
‫فيه الوفاء و ال عن غّيهم حلموا‬ ‫و ال األمان ألهل الموصل اعتمدوا‬

‫‪ 21‬الديباج هو محمد بن عبد هّللا اخو بني الحسن المهم فاطمة بنت الحسين السبط‪ ،‬ضربه المنصور مايتين و خمسين سوطا‪.‬‬
‫‪ 22‬الزبيري هو عبد هّللا بن مصعب‪ ،‬باهله يحيى بن عبد هّللا بن حسن فتفرقا فما وصل الزبيري الى داره حتى جعل يصيح‪ :‬بطني بطني و مات‪.‬‬
‫‪ 23‬اشار الى فعل المتوكل بقبر االمام السبط الشهيد‪.‬‬
‫‪ 24‬ابو مسلم الخراساني مؤسس الدولة العباسية‪ ،‬قتله المنصور و الهبيري هو يزيد بن عمرو بن هبيرة احد والة بني امية حاربه بن‪PP‬و العب‪PP‬اس اي‪PP‬ام‬
‫السفاح ثم امنوه فخرج الى المنصور بعد المواثيق و االيمان فغدروا به و قتلوه سنة ‪.132‬‬
‫‪ 25‬استعمل السفاح اخاه يحيى بن محمد على الموصل فأمنهم و نادى من دخل الجامع فهو آمن‪ ،‬و أقام الرجال على ابواب الجامع فقتلوا الناس قتال‬
‫ذريعا قيل انه قتل فيه احد عشر الفا ممن له خاتم و خلقا كثيرا ممن ليس له خاتم‪ ،‬و أمر بقتل النساء و الصبيان ثالثة ايام و ذلك في سنة ‪.132‬‬
‫ال يّد عوا ملكها ماّل كها العجم‬ ‫أبلغ لديك بني العباس مالكة‬

‫و غيركم آمر فيها و محتكم؟‬ ‫أي المفاخر أرست في منازلكم‬

‫و في الخالف عليكم يخفق العلم‬ ‫أنى يزيدكم في مفخر علم؟‬

‫لمعشر بيعهم يوم الهياج دم‬ ‫يا باعة الخمر كّفوا عن مفاخركم‬

‫يوم السؤال و عّم الين إن عملوا‬ ‫خّلوا الفخار لعاّل مين ان سئلوا‬

‫و ال يضيعون حكم هّللا إن حكموا‬ ‫ال يغضبون لغير هّللا إن غضبوا‬

‫و في بيوتكم األوتار و النغم‬ ‫تنشى التالوة في أبياتهم سحرا‬

‫شيخ المغّنين إبراهيم أم لهم؟‬ ‫منكم علّية أم منهم؟ و كان لكم‬

‫قف بالطلول التي لم يعفها القدم‬ ‫إذا تلوا سورة غّنى إمامكم‬

‫و ال بيوتكم للسوء معتصم‬ ‫ما في بيوتهم للخمر معتصر‬

‫و ال يرى لهم قرد و ال حشم‬ ‫و ال تبيت لهم خنثى تنادمهم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪67 :‬‬

‫و زمزم و الّص فى و الحجر و الحرم‬ ‫الركن و البيت و األستار منزلهم‬

‫إال و هم غير شّك ذلك القسم‬ ‫و ليس من قسم في الّذ كر نعرفه‬

‫اقول و قد شرح بعض الفضالء هذه القصيدة شرحا جيدا‪ .‬يحكى انه دخل بغداد و أمر أن يش‪HH‬هر خمس‪HH‬مائة‬
‫سيف خلفه و قيل اكثر و وقف في المعسكر و انشد القصيدة و خرج من باب آخر‪.‬‬

‫قال الش‪HH‬يخ القمي في الك‪HH‬نى‪ :‬الح‪HH‬ارث بن س‪HH‬عيد بن حم‪HH‬دان بن حم‪HH‬دون ف‪HH‬ارس مي‪HH‬دان العق‪HH‬ل و الفراس‪HH‬ة و‬
‫الشجاعة و الرياسة‪ ،‬كان ابن عم السلطان ناصر الدولة و سيف الدولة اب‪HH‬ني عب‪HH‬د هّللا بن حم‪HH‬دان و قالدة و‬
‫شاح محامد آل حمدان‪ ،‬و كان فرد دهره و شمس عصره أدبا و فضال و كرم‪HH‬ا و نبال و مج‪HH‬دا و بالغ‪HH‬ة و‬
‫براعة و فروسية و شجاعة و شعره مشهور‪ ،‬قال الصاحب بن عباد‪:‬‬

‫بدء الشعر بملك و ختم بملك‪ .‬يعنى إمرء القيس و ابي فراس‪ .‬و ك‪HH‬ان المتن‪HH‬بي يش‪HH‬هد ل‪HH‬ه بالتق‪HH‬دم و يتح‪HH‬امى‬
‫جانبه فال ينبري لمباراته و ال يتجّر ى على مجاراته و إنما لم يمدحه و مدح من دون‪H‬ه من آل حم‪H‬دان تهيب‪H‬ا‬
‫له و اجالال‪ ،‬ال اغفاال و إخالال‪ ،‬و كان سيف الدولة يعجب جدا بمحاسن ابي فراس و يميزه ب‪HH‬األكرام على‬
‫سائر قومه و يستصحبه في غزواته و يستخلفه في أعماله‪.‬‬

‫و كانت الروم قد أسرته في بعض وقائعها و هو جريح ق‪HH‬د أص‪HH‬ابه س‪HH‬هم بقي نص‪HH‬له في فخ‪HH‬ذه ثم نقل‪HH‬وه إلى‬
‫القسطنطينية و ذلك سنة ثمان و أربعين و ثالثمائة و فداه سيف الدول‪HH‬ة في س‪HH‬نة خمس و خمس‪HH‬ين و ل‪HH‬ه في‬
‫االسر أشعار كثيرة متينة يجمعها ديوانه‪.‬‬

‫قال ابو هالل العسكري في ديوان المع‪HH‬اني‪ :‬و من جي‪HH‬د م‪HH‬ا قي‪HH‬ل في اظه‪HH‬ار الرغب‪HH‬ة في االخ‪HH‬وان ق‪HH‬ول ابي‬
‫فراس بن حمدان‪:‬‬

‫إذ رجونا إلى احتمال المالل‬ ‫قل الخواننا الجفاة رويدا‬

‫لم يدع فّي موضعا للوصال‬ ‫إن ذاك الصدود من غير جرم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪68 :‬‬

‫العدمناكم على كل حال‬ ‫أحسنوا في وصالكم أو فسيئوا‬

‫و قال‪:‬‬

‫و الماء في برك الربيع‬ ‫انظر إلى الزهر البديع‬

‫في الذهاب و في الرجوع‬ ‫و إذا الرياح جرت عليه‬

‫بينها حلق الدروع‬ ‫نثرت على بيض الصفائح‬

‫أقول و من روانعه قوله‪:‬‬

‫و يدي إذا اشتد الزمان و ساعدي‬ ‫قد كنت عدتي التي اسطو بها‬

‫و المرء يشرق بالزالل البارد‬ ‫فرميت منك بضّد ما أمّلته‬


‫و قوله‪:‬‬

‫حبيب على ما كان منه حبيب‬ ‫أساء فزادته االساءة حظوة‬

‫و من اين للوجه الجميل ذنوب‬ ‫يعّد علّي الواشيان ذنوبه‬

‫و قوله في الفخر‪:‬‬

‫و في قلبه شغل عن القلب شاغل‬ ‫أقلى فأيام المحب قالئل‬

‫و لكّن كان الدهر عني غافل‬ ‫و و هّللا ما قّص رت في طلب العلى‬

‫مروات أزمان و دهر مخاتل‬ ‫مواعيد ايام تطاولني بها‬

‫كما دفع الدين الغريم المماطل‬ ‫تدافعني االيام عما ارومه‬

‫اذا ما بدا شيب من الفجر ناصل‬ ‫خليلي شدا لي على ناقتيكما‬

‫و ال كل سيار الى المجد واصل‬ ‫و ما كل طالب من الناس بالغ‬

‫و اني لها فوق السماكين جاعل‬ ‫و ما المرء اال حيث يجعل نفسه‬

‫اواخرنا في المأثرات اوائل‬ ‫اصاغرنا في المكرمات أكابر‬

‫و إن قلت قوال لم أجد من يقاول‬ ‫اذا صلت صوال لم أجد لي مصاوال‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪69 :‬‬

‫و قوله في االخوانيات‪:‬‬

‫واثق منك بالوداد الصريح‬ ‫لم اواخذك بالحفاء الني‬

‫و قبيح الصديق غير قبيح‬ ‫فجميل العدو غير جميل‬

‫و قوله‪:‬‬
‫مما يكون و عّله و عساه‬ ‫خفض عليك و ال تكن قلق الحشا‬

‫و عساك ان تكفى الذي تخشاه‬ ‫فالدهر اقصر مدة مما ترى‬

‫و قال ابو فراس في ذم اخوان الرخاء‪:‬‬

‫ستلحق باألخرى غدا و تحول‬ ‫تناساني االصحاب إال عصيبة‬

‫و ذم زمان و استالم خليل‬ ‫فمن قبل كان العذر في الناس سّبة‬


‫‪27‬‬
‫و خّلى أمير المؤمنين عقيل‬ ‫‪26‬‬
‫و فارق عمرو بن الزبير شقيقه‬

‫و إن كثرت دعواهم لقليل‬ ‫و من ذا الذي يبقى على الدهر إنهم‬

‫و ان خليال ال يضّر وصول‬ ‫و صرنا نرى أّن المتارك محسن‬

‫يميل مع النعماء حيث تميل‬ ‫أقّلب طرفي ال أرى غير صاحب‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪70 :‬‬

‫و من روائعه قوله في الشكوى و العتاب‪:‬‬

‫و إن جمعتنا في االصول المناسب‬ ‫و إني و قومي فرّقتنا مذاهب‬

‫و أقربهم مما كرهت االقارب‬ ‫فاقصاهم أقصاهم من مساءتي‬

‫وحيد و حولي من رجالي عصائب‬ ‫غريب و أهلي حيث ما كّر ناظري‬

‫‪ 26‬في ديوان ابي فراس( خليله)‪.‬‬


‫‪ 27‬عجيب من األمير ابي فراس أن يغض من كرامة عقيل بن أبي طالب بقوله‪:‬‬
‫و خّلى أمير المؤمنين عقيل‪.‬‬
‫هّللا‬
‫و هو محبوب النبي صّلى عليه و آله و سلم و الذي قال له‪ :‬اني أحبك حبين‪ :‬حّبا لك و حّبا لحب أبي طالب إياك( انظر نكت الهميان ص ‪200‬‬
‫و السيرة الحلبية ج ‪ 1‬ص ‪ 304‬و تذكرة الخواص ص ‪ 7‬و الخصال للصدوق ج ‪ 1‬ص ‪.).38‬‬
‫ان الروايات في سفر عقيل الى الشام هل كان على عهد أخيه اإلمام امير المؤمنين أو بعده متضاربة و استظهر ابن أبي الحدي‪PP‬د في ش‪PP‬رح النهج ج‬
‫‪ 3‬ص ‪ 82‬انه بعد شهادة أمير المؤمنين‪ -‬و جزم به العالمة الجليل السيد علي خان في( الدرجات الرفيعة) و هو األصوب بعد مالحظة مجموع ما‬
‫يؤثر في هذا الباب‪ .‬و عليه تكون وفادته كوفود غيره من الرجال المرضيين عند أهل البيت عليهم السالم الى معاوية في تل‪PP‬ك الظ‪PP‬روف القاس‪PP‬ية‪ .‬أ‬
‫لم يفد عبد هّللا بن عباس على معاوية و كذلك االمام الحسن عليه السالم‪ ،‬على أن عقيال لم يؤثر عنه يوم وفادته على معاوية ان‪P‬ه خض‪P‬ع أو اس‪P‬تكان‬
‫أو جامله و وافقه على باطل أو أنه اعترف له بخالفة و زعامة‪ ،‬بل أوثر عنه الطعن في نسب معاوية و حسبه و أشفع ذلك بتعظيم سيد الوصيين‪.‬‬
‫من ذلك ما ذكره صاحب الدرجات الرفيعة أن معاوية قال له‪ :‬يا أبا يزيد اخبرني عن عسكري و عسكر أخيك‪ .‬فقال عقيل‪ :‬لقد مررت بعسكر أخي‬
‫ف‪PP‬اذا لي‪PP‬ل كلي‪PP‬ل رس‪PP‬ول هّللا و نه‪PP‬ار كنه‪PP‬اره إال أن رس‪PP‬ول هّللا ليس فيهم‪ ،‬و م‪PP‬ا رأيت فيهم اال مص‪PP‬ليا‪ ،‬و ال س‪PP‬معت اال قارئ‪PP‬ا‪ ،‬و م‪PP‬ررت بعس‪PP‬كرك‬
‫فاستقبلني قوم من المنافقين ممن نّفر برسول هّللا ليلة العقبة‪.‬‬
‫هّللا‬
‫أقول و قد أفردنا لعقيل ترجمة وافية في مخطوطنا( الضرائح و المزارات) و أثبتنا ان ق‪PP‬بره في البقي‪PP‬ع‪ ،‬و ان مع‪PP‬ه في الق‪PP‬بر ابن أخي‪PP‬ه عب‪PP‬د بن‬
‫جعفر الطيار‪ ،‬ال ما يقوله الشيخ الطريحي في مادة( عقل) من ان عقيل بن أبي طالب مات بالشام‪.‬‬
‫و جارك من صافيته ال المصاقب‬ ‫نسيبك من ناسبت بالوّد قلبه‬

‫و أهون من عاديته من تحارب‬ ‫و أعظم أعداء الرجال ثقاتها‬

‫و ما ذنبه إن حاربته المطالب‬ ‫و ما الذنب إال العجز يركبه الفتى‬

‫فللذّل منه‪ -‬ال محالة‪ -‬جانب‬ ‫و من كان غير السيف كافل رزقه‬

‫و قال في الصبر على االصدقاء‪:‬‬

‫ليست مواخذة الخالن من شاني‬ ‫ما كنت مذ كنت إال طوع خالني‬

‫حتى يّد ل على عفوي و إحساني‬ ‫يجني الخليل فاستحلي جنايته‬

‫ال شيء أحسن من حان على جاني‬ ‫يجني علّي فاحنو صافحا أبدا‬

‫عمدا فأتبع غفرانا بغفران‬ ‫و يتبع الذنب ذنبا حين يعرفني‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪71 :‬‬

‫و قال و هي من حكمياته‪:‬‬

‫ضيعوا الحزم فيه أّي ضياع‬ ‫كيف أبغي الصالح من سعي قوم‬

‫و سديد المقال غير مطاع‬ ‫فمطاع المقال غير سديد‬

‫و قال‪:‬‬

‫لكن لتوّقيه‬ ‫عرفت الشّر ال للشّر‬

‫من الناس يقع فيه‬ ‫فمن ال يعرف الشّر‬

‫و من غرر شعره قوله‪:‬‬


‫أما للهوى نهي عليك و ال أمر‬ ‫أراك عصى الدمع شيمتك الصبر‬

‫و لكن مثلي ال يذاع له سر‬ ‫بلى أنا مشتاق و عندي لوعة‬

‫و أذللت دمعا من خالئقه الكبر‬ ‫اذا الليل أضواني بسطت يد الهوى‬

‫إذا هي أذكتها الصبابة و الفكر‬ ‫تكاد تضيء النار بين جوانحي‬

‫إذا مّت ظمئانا فال نزل القطر‬ ‫معللتي بالوصل و الموت دونه‬

‫أرى ان دارا لست من أهلها قفر‬ ‫بدوت و أهلي حاضرون ألنني‬

‫و إياي لو ال حبك الماء و الخمر‬ ‫و حاربت قومي في هواك و إنهم‬

‫فقد يهدم االيمان ما شّيد الكفر‬ ‫و ان كان ما قال الوشاة و لم يكن‬

‫آلنسة في الحي شيمتها الغدر‬ ‫وفيت و في بعض الوفاء مذلة‬

‫فتأرن احيانا كما يأرن المهر‬ ‫وقور و ريعان الصبا يستفزها‬

‫و هل بفتى مثلي على حاله نكر‬ ‫تسألني من أنت و هي عليمة‬

‫قتيلك قالت اّيهم فهم كثر‬ ‫فقلت كما شاءت و شاء لها الهوى‬

‫و لم تسألي عني و عندك بي خبر‬ ‫فقلت لها لو شئت لم تتعنتي‬

‫الى القلب لكن الهوى للبلى جسر‬ ‫و ال كان لألحزان لوالك مسلك‬

‫و أن يدي مما علقت به صفر‬ ‫فأيقنت أن ال عّز بعدي لعاشق‬

‫فقلت معاذ هّللا بل انت ال الدهر‬ ‫فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪72 :‬‬

‫إذا البين انساني الّح بي الهجر‬ ‫و قّلبت امري ال ارى لي راحة‬

‫لها الذنب ال تجزى به ولي العذر‬ ‫فعدت الى حكم الزمان و حكمها‬

‫تراعي طال بالواد أعجزه الحضر‬ ‫و تجفل حينا ثم تدنو كأنما‬


‫كثير الى نزالها النظر الشزر‬ ‫و اني لنزال بكل مخوفة‬

‫معودة أن ال يخّل بها النصر‬ ‫و اني لجرار لكل كتيبة‬

‫و اسغب حتى يشبع الذئب و النسر‬ ‫فاصدأ حتى ترتوي البيض و القنا‬

‫و ال الجيش ما لم تأته قبلي النذر‬ ‫و ال أصبح الحي الخلوف بغارة‬

‫طلعت عليها بالردى انا و الفجر‬ ‫و يا رب دار لم تخفني منيعة‬

‫فلم يلقها جافي اللقاء و ال وعر‬ ‫و ساحبة االذيال نحوي لقيتها‬

‫و راحت و لم يكشف البياتها ستر‬ ‫وهبت لها ما حازه الجيش كله‬

‫و ال بات يثنيني عن الكرم الفقر‬ ‫و ال راح يطغيني بأثوابه الغنى‬

‫اذا لم يفر عرضي فال وفر الوفر‬ ‫و ما حاجتي في المال أبغي و فوره‬

‫و ال فرسي مهر و ال ربه غمر‬ ‫أسرت و ما صحبي بعزل لدى الوغى‬

‫فليس له بّر يقيه و ال بحر‬ ‫و لكن إذا حّم القضاء على امرئ‬

‫فقلت هما أمران احالهما مر‬ ‫و قال اصيحابي الفرار أو الردى‬

‫و حسبك من أمرين خيرهما االسر‬ ‫و لكنني امضي لما ال يعيبني‬

‫علّي ثياب من دمائهم حمر‬ ‫يمنون ان خّلوا ثيابي و إنما‬

‫و اعقاب رمحي فيهم حطم الصدر‬ ‫و قائم سيفي فيهم اندّق نصله‬

‫و في الليلة الظلماء يفتقد البدر‬ ‫سيذكرني قومي اذا جد جدهم‬

‫و لو كان يغني الصفر ما نفق التبر‬ ‫و لو سد غيري ما سددت اكتفوا به‬

‫لنا الصدر دون العالمين أو القبر‬ ‫و نحن اناس ال توسط بيننا‬

‫و من خطب الحسناء لم يغلها المهر‬ ‫تهون علينا في المعالي نفوسنا‬

‫و جاء الشاعران الكبيران الشيخ حسن الشيخ علي الحلى و العالمة الحجة السيد محمد حس‪HH‬ين الكيش‪HH‬وان و‬
‫هما من شعراء القرن الرابع عشر فنظما األبيات‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪73 :‬‬


‫اآلتية على الروي و على القافية و تخّلصا الى يوم الحسين و وقعة الطف فقاال‪:‬‬

‫نفوسا لخلق الكائنات هي السر‬ ‫لذا أرخصت بالطف صحب ابن فاطم‬

‫بهم تكشف الجلّي و يستدفع الضّر‬ ‫هم القوم من عليا لوى و غالب‬

‫تهلل من لئالء غّرته البشر‬ ‫يحّيون هندى السيوف بأوجه‬

‫من الخوف و االساد شيمتها الكر‬ ‫يكرون و االبطال نكصا تقاعست‬

‫لهم أوجه و الشوس ألوانها صفر‬ ‫اذا اسوّد يوم الحرب اشرقن بالضبا‬

‫الى الموت و الهندى من دونه جسر‬ ‫فما وقفوا في الحرب إال ليعبروا‬

‫هو الحشر ال بل دون موقفه الحشر‬ ‫الى أن ثووا تحت العجاج بمعرك‬

‫أباة اذا ألوى بهم حادث نكر‬ ‫و ماتوا كراما تشهد الحرب انهم‬

‫لواعج اشجان يجيش بها الصدر‬ ‫ابا حسن شكوى اليك و انها‬

‫و ما واجهت بالطف أبناءك الغر‬ ‫أ تدري بما القت من الكرب و البلى‬

‫بافئدة ما بّل غّلتها قطر‬ ‫أعّز يك فيهم انهم وردوا الردى‬

‫عليهم ذيول الريح بالترب تنّجر‬ ‫و ثاوين في حّر الهجيرة بالعرى‬

‫تعيد الثرى و البّر من دمهم بحر‬ ‫متى أيها الموتور تبعث غارة‬

‫بزعم العدى اضحت و ليس لها وتر‬ ‫أ تغضي و انت المدرك الثار عن دم‬

‫ثوت تحت اطراف القنا دمها هدر‬ ‫و تلك بجنب النهر فتيان هاشم‬

‫سوى أنها بالسوط يزجرها زجر‬ ‫و زاكية لم تلف في النوح مسعدا‬

‫فتستر باأليدي اذا اعوز الستر‬ ‫تجاذبها أيدي العدو خمارها‬

‫فيجذبها قفر و يقذفها قفر‬ ‫تطوف بها االعداء في كل مهمة‬

‫و تسلب عنهن البراقع و االزر‬ ‫أ تهتك من بعد الحذور ستورها‬

‫اسارى بها االكوار أودى بها االسر‬ ‫فأين االبا و الفاطميات اصبحت‬
‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪74 :‬‬

‫محّم د بن هاني األندلسي‬

‫إذا لم تزرهم من كميت و أدهم‬ ‫فال حملت فرسان حرب جيادها‬

‫و في األرض مروانية غير أّيم‬ ‫و ال عذب الماء القراح لشارب‬

‫يطير فراش الهام من كل مجثم‬ ‫أال إن يوما هاشميا أظّلهم‬

‫على كل موار المالط عثمثم‬ ‫كيوم يزيد و السبايا طريدة‬

‫كرائم أبناء النبي المكّرم‬ ‫و قد غّص ت البيداء بالعيس فوقها‬

‫و ال هتك ستر بعدها بمحّرم‬ ‫فما في حريم بعدها من تحّرج‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪75 :‬‬

‫محمد بن هاني األندلسي‪ :‬قال يمدح المعز لدين هّللا الفاطمي و ي‪HH‬ذكر م‪HH‬ا ج‪HH‬رى على الحس‪HH‬ين‪ ،‬و هي مائت‪HH‬ا‬
‫بيت كلها غرر و هذه روائع منها‪:‬‬

‫و اعثر في ذيل الخميس العرمرم‬ ‫يعّز على الحسناء أن أطأ القنا‬

‫حبيب اليه لو توسد معصمي‬ ‫و بين حصى الياقوت لّبات خائف‬

‫شربت زعاقا قاتال لّذ في فمي‬ ‫و مما شجاني في العالقة أنني‬

‫فألقيت قوسي عن يدي و أسهمي‬ ‫رميت بسهم لم يصب و أصابني‬

‫بما فوق رايات المعّز من الدم‬ ‫فلو أنني أسطيع أثقلت خدرها‬

‫حواشي بروق أو ذوائب أنجم‬ ‫لها العذبات الحمر تهفو كأنها‬

‫على كل خّوار العنان مطهم‬ ‫يقّد مها للطعن كل شمر دل‬

‫ممر من األسباب لم يتصرم‬ ‫و متصل بين اإلله و بينه‬

‫و وارث مسطور من اآلي محكم‬ ‫مقّلد مّضاء من الحق صارم‬

‫على ابن بنّي منه باهّلل أعلم‬ ‫إمام هدى ما التف ثوب نبوة‬
‫الى أريحي منه أندى و أكرم‬ ‫و ال بسطت أيدي العفاة بنانها‬

‫و أنت سننت العفو عن كل مجرم‬ ‫و أنت بدأت الصفح عن كل مذنب‬

‫من الحظ فيها و النصيب المعشم‬ ‫قصاراك ملك األرض ال ما يرونه‬

‫على ال حب يهدي الى الحق أقوم‬ ‫و ال بد من تلك التي تجمع الورى‬

‫و كانت متى تألف سوى الهام تسأم‬ ‫فقد سئمت بيض الظبا من جفونها‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪76 :‬‬

‫اليهن في اآلفاق كالمتظلم‬ ‫و قد غضبت للدين باسط كفه‬

‫و للفترة العمياء في الزمن العمي‬ ‫و للعرب العرباء ذّلت خدودها‬

‫الى ناعب بالبين ينعق أسحم‬ ‫و للعز في مصر يرد سريره‬

‫الى عضد في غير كف و معصم‬ ‫و للملك في بغداد إن رّد حكمه‬

‫و ملك مضاع بين ترك و ديلم‬ ‫سوام رتاع بين جهل و حيرة‬

‫فلم يضطهد حق و لم يتهضم‬ ‫كأن قد كشفت االمر عن شبهاته‬

‫لوارده طهر بغير تيمم‬ ‫و فاض و ما مد الفرات و لم يجز‬

‫اذا لم تزرهم من كميت و أدهم‬ ‫فال حملت فرسان حرب جيادها‬

‫و في االرض مروانية غير أيم‬ ‫و ال عذب الماء القراح لشارب‬

‫يطير فراش الهام من كل مجثم‬ ‫اال إن يوما هاشميا أظلهم‬

‫على كل موار المالط عثمثم‬ ‫كيوم يزيد و السبايا طريدة‬

‫كرائم أبناء النبي المكرم‬ ‫و قد غّص ت البيداء بالعيس فوقها‬

‫و ال هتك ستر بعدها بمحرم‬ ‫فما في حريم بعدها من تحرج‬

‫فان ولّي الثار لم يتخرم‬ ‫فان يتخرم خير سبطي محمد‬


‫أ كانت له أّم ا و كان لها ابنم‬ ‫أال سائلوا عنه البتول فتخبروا‬

‫و ان جّل امر عن مالم و لوم‬ ‫و اولى بلوم من امية كلها‬

‫الى رمم بالطف منكم و اعظم‬ ‫اناس هم الداء الدفين الذي سرى‬

‫و لو لم تشّب النار لم تتضرم‬ ‫هم قد حوا تلك الزناد التي روت‬

‫و ما كان تيمي اليه بمنتمي‬ ‫و هم رشحوا تيما إلرث نبيهم‬

‫احل لهم تقديم غير المقّد م‬ ‫على اي حكم هّللا إذ يأفكونه‬

‫سقوا آله ممزوج صاب بعلقم‬ ‫و في اي دين الوحي و المصطفى له‬

‫و ان قال قوم فلتة غير مبرم‬ ‫و لكن امرا كان ابرم بينهم‬

‫أصيب علي ال بسيف ابن ملجم‬ ‫بأسياف ذاك البغي اول سلها‬

‫الى اآلن لم يظعن و لم يتصرم‬ ‫و بالحقد حقد الجاهلية انه‬

‫و قيد اليكم كل أجرد صلدم‬ ‫و بالثار في بدر أريقت دماؤكم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪77 :‬‬

‫فتّو غضاب من كمي و معلم‬ ‫و يأبى لكم من أن يطل نجيعها‬

‫قليل شراب الكاس إال من الدم‬ ‫قليل لقاء البيض إال من الظبا‬

‫و بؤتم بعادي على الدهر أقدم‬ ‫سبقتم الى المجد القديم بأسره‬

‫تهدمت الدنيا و لم يتهدم‬ ‫اذا ما بناء شاده هّللا وحده‬

‫و نّسك ما بين الحطيم و زمزم‬ ‫بكم عّز ما بين البقيع و يثرب‬

‫صالة مصّل أو سالم مسّلم‬ ‫فال برحت تترى عليكم من الورى‬

‫و كنت ابّر القائلين بمقسم‬ ‫و اقسم اني فيك وحدي لشيعة‬

‫قصائد تشرى كالجمان المنظم‬ ‫و عندي على نأي المزار و بعده‬


‫و إن أعرقت كانت لبانة مشئم‬ ‫اذا اشأمت كانت لبانة معرق‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪78 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫محمد بن هاني بن محمد بن سعدون االندلسي‪ :‬ولد بقرية سكون من قرى مدينة اشبيلية س‪HH‬نة ‪ 320‬أو ‪326‬‬
‫ه و قتل في رجب سنة ‪ 362‬و عمره ‪ 36‬سنة‪ ،‬كان أبوه هاني من قرية من ق‪HH‬رى المهدي‪HH‬ة بافريقي‪HH‬ة و ك‪HH‬ان‬
‫أيضا شاعرا أديبا فانتقل الى االندلس فولد له محمد المذكور بمدينة اشبيلية و نشأ بها و اشتغل و حصل ل‪HH‬ه‬
‫حظ وافر من األدب و عمل الشعر و مهر فيه و كان حافظا ألشعار العرب و أخب‪H‬ارهم و ك‪H‬ان اك‪H‬ثر تأدب‪H‬ه‬
‫بدار العلم في قرطبة حتى برع بكثير من العلوم ال سيما علم الهيئة‪ ،‬شعره طافح بالتشيع كقوله‪:‬‬

‫يكاد يسبق كّر اتي الى البطل‬ ‫لي صارم و هو شيعي كحامله‬

‫لم يرتقب بالمنايا مدة األجل‬ ‫اذا المعز معز الدين سّلطه‬

‫و له في القصيدة التي أولها‪:‬‬

‫فقل لبني العباس قد قضى األمر‬ ‫تقول بنو العباس هل فتحت مصر‬

‫تطالعه البشرى و يقدمه النصر‬ ‫و قد جاوز االسكندرية جوهر‬

‫و يقول فيها‪:‬‬

‫على خده الشعرى و في وجهه البدر‬ ‫فكل إمامي يجيء كأنما‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪79 :‬‬

‫و من روائعه‪:‬‬

‫فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا‬ ‫و لم أجد االنسان اال ابن سعيه‬

‫فمن كان أعلى همة كان أظهرا‬ ‫و بالهمة العلياء يرقى إلى العلى‬
‫و لم يتقدم من أراد تأخرا‬ ‫و لم يتأخر من أراد تقدما‬

‫و قال‪:‬‬

‫و قد بّين هّللا أين الهدى‬ ‫عجبت لقوم أضلوا السبيل‬

‫و ال أبصروا الرشد لما بدا‬ ‫فما عرفوا الحق لما استنار‬

‫أضّل الحلوم اتباع الهوى‬ ‫و ما خفى الرشد لكنما‬

‫و قال ابن خلكان‪:‬‬

‫ليس في المغاربة من هو افصح منه ال متقدميهم و ال متأخريهم بل ه‪HH‬و اش‪HH‬عرهم على االطالق و ه‪HH‬و عن‪HH‬د‬
‫المغاربة كالمتنبي عند المشارقة اقول و فيه قال القائل‪:‬‬

‫أو تكن شاعرا فكن كابن هاني‬ ‫ان تكن فارسا فكن كعلي‬

‫كّذ بته شواهد االمتحان‬ ‫كل من يدعي بما ليس فيه‬

‫و قال يمدح المعز لدين هّللا و قيل ان هذه القصيدة أول ما أنشده بالقيروان و انه امر ل‪HH‬ه بدس‪HH‬ت قيمت‪HH‬ه س‪HH‬تة‬
‫آالف دينار‪ ،‬فقال له يا امير المؤمنين مالي موضع يسع الدست اذا بسط ف‪HH‬أمر ل‪HH‬ه ببن‪HH‬اء قص‪HH‬ر فغ‪HH‬رم علي‪HH‬ه‬
‫ستة آالف دينار و حمل اليه آلة تشاكل القصر و الدست قيمتها ثالثة آالف دينار‪ .‬و في آخر القصيدة ي‪HH‬ذكر‬
‫االمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السالم‪:‬‬

‫أم منهما بقر الحدوج العين‬ ‫هل من أعّقة عالج يبرين‬

‫مذ كّن إال أنهن شجون‬ ‫و لمن ليال ما ذممنا عهدنا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪80 :‬‬


‫‪28‬‬

‫‪ 28‬شبر‪ ،‬جواد‪ ،‬أدب الطف‪10 ،‬جلد‪ ،‬دار المرتضى ‪ -‬لبنان ‪ -‬بيروت‪ ،‬چاپ‪ 1409 ،1 :‬ه‪.‬ق‪.‬‬
‫أدب الطف ؛ ج‪ 2‬؛ ص‪80‬‬

‫و الناعمات كأنهّن غصون‬ ‫المشرقات كأنهن كواكب‬

‫بالمسك من طرر الحسان لجون‬ ‫بيض و ما ضحك الصباح و انها‬

‫و بكى عليها اللؤلؤ المكنون‬ ‫أدمى لها المرجان صفحة خده‬

‫فكأنه فيما سجعن رنين‬ ‫أعدى الحمام تأّو هي من بعدها‬

‫مما رأين و للمطي حنين‬ ‫بانوا سراعا للهوادج زفرة‬

‫أو عصفرت فيه الخدود جفون‬ ‫فكأنما صبغوا الضحى بقبابهم‬

‫عن البسيها في الخدود تبين‬ ‫ما ذا على حلل الشقيق لو انها‬

‫يرويه لي دمع عليه هتون‬ ‫العطشّن الروض بعدهم و ال‬

‫و أخونهم إني اذا لخئون‬ ‫أ أعير لحظ العين بهجة منظر‬

‫زهرا و ال الماء المعين معين‬ ‫ال الجو جّو مشرق و لو اكتسى‬

‫و البان دوح و الشموس قطين‬ ‫ال يبعدّن اذ العبير له ثرى‬

‫و السابرّي مضاعف موضون‬ ‫ايام فيه العبقرّي مفّوف‬

‫ة لّم ع و المقربات صفون‬ ‫و الزاعبية شّرع و المشرفّي‬

‫خزر و ال الحرب الزبون زبون‬ ‫و العهد من ظمياء اذ ال قومها‬

‫و كناس ذاك الخشف و هو عرين‬ ‫عهدي بذاك الجو و هو أسّنة‬

‫مرح و جائلة النسوع أمون‬ ‫هل يدنيني منه أجرد سابح‬

‫دّر له خلف الغرار كمين‬ ‫و مهّند فيه الفرند كأنه‬

‫لكّنه من أنفس مسكون‬ ‫عضب المضارب مقفر من اعين‬

‫صاغت مضاربه الرقاق قيون‬ ‫قد كان رشح حديده أجال و ما‬

‫باس المعز أو اسمه المخزون‬ ‫و كأنما يلقى الضريبة دونه‬


‫هذا المعّز متوجا و الدين‬ ‫هذا معّد و الخالئق كلها‬

‫بدأ اإلله و غيبها المكنون‬ ‫هذا ضمير النشأة األولى التي‬

‫أم الكتاب و كّو ن التكوين‬ ‫من أجل هذا قّد ر المقدور في‬

‫عفوا وفاء ليونس اليقطين‬ ‫و بذا تلّقى آدم من ربه‬

‫بل انت تلك تموج منك متون‬ ‫يا أرض كيف حملت ثني نجاده‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪81 :‬‬

‫أرض و لكن السماء تعين‬ ‫حاشا لما حملت تحّم ل مثله‬

‫لم ينج نوحا فلكه المشحون‬ ‫لو يلتقي الطوفان قبل وجوده‬

‫لم يعقب الحركات منه سكون‬ ‫لو أّن هذا الدهر يبطش بطشه‬

‫ال إنه ورد و ال نسرين‬ ‫الروض ما قد قيل في أيامه‬

‫ال إّن كّل قرارة دارين‬ ‫و المسك ما لثم الثرى من ذكره‬

‫فالخمر ماء و الشراسة لين‬ ‫ملك كما حّد ثت عنه رأفة‬

‫لم يلتقم ذا النون فيه النون‬ ‫شيم لو أّن اليّم اعطي رفقها‬

‫تأبى عليه و ال النجوم حصون‬ ‫تاهّلل ال ظّل الغمام معاقل‬

‫اسد و شهباء السالح منون‬ ‫و وراء حق ابن الرسول ضراغم‬

‫و المدركان النصر و التمكين‬ ‫الطالبان المشرفّية و القنا‬

‫هضب و ال البيد الحزون حزون‬ ‫و صواهل ال الهضب يوم مغارها‬

‫و عال الربود و ما لهّن و كون‬ ‫جنب الحمام و ما لهّن قوادم‬

‫و لهّن من مقل الظباء شفون‬ ‫فلهّن من ورق اللجين توجس‬

‫و كأنها تحت الحديد دجون‬ ‫فكأنها تحت النضار كواكب‬


‫علقت بها يوم الرهان عيون‬ ‫عرفت بساعة سبقها ال اّنها‬

‫مّر ت بجانحتيه و هي ظنون‬ ‫و أجّل علم البرق فيها أنها‬

‫مسحت على االنواء منك يمين‬ ‫في الغيث شبه من نداك كأنما‬

‫فكأن جودك في الخلود رهين‬ ‫أما الغنى فهو الذي أوليتنا‬

‫تحت السنابك مرمر مسنون‬ ‫تطأ الجياد بنا البدور كأنها‬

‫متكّد ر و المن ال ممنون‬ ‫فالفيء ال متنقل و الحوض ال‬

‫أرخصت هذا العلق و هو ثمين‬ ‫انظر الى الدنيا باشفاق فقد‬

‫جدوى يديك و إّنه لقمين‬ ‫لو يستطيع البحر الستعدى على‬

‫فلقد تخّو ف أن يقال ضنين‬ ‫أمدده أو فاصفح له عن نيله‬

‫ما كّل مأذون له مأذون‬ ‫و أذن له يغرق أمّية معلنا‬

‫فالمهل ما سقيته و الغسلين‬ ‫و أعذر أمّية ان تغّص بريقها‬

‫أدب الطف‪ -‬م (‪6‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪82 :‬‬

‫بالثوب إذ فغرت له صّفين‬ ‫ألقت بأيدي الذّل ملقى عمرها‬

‫منهم مهين ال يكاد يبين‬ ‫قد قاد أمرهم و قّلد ثغرهم‬

‫كف و يشخب بالدماء و تين‬ ‫لتحكمّنك أو تزايل معصما‬

‫جفلت وراء الهند منها الصين‬ ‫أو لم تشّن بها وقائعك التي‬

‫وقاك تلك بأختها لضمين‬ ‫هل غير أخرى صيلم إن الذي‬

‫سرت الكواكب فيه و هي سفين‬ ‫بل لو ثنيت إلى الخليج بعزمة‬

‫للنار في حجر الزناد كمين‬ ‫لو لم تكن حزما أناتك لم يكن‬


‫من كّل مّطلع و حان الحين‬ ‫قد جاء أمر هّللا و اقترب المدى‬

‫ملك على سّر اإلله أمين‬ ‫و رمى إلى البلد األمين بطرفه‬

‫دفع القضاء اليه و هو يقين‬ ‫لم يدر ما رجم الظنون و إنما‬

‫و من المقال كأهله مأفون‬ ‫كذبت رجال ما اّد عت من حقكم‬

‫بل اين حلم كالجبال رصين‬ ‫أ بني لؤّي اين فضل قديمكم‬

‫حرم و حجر مانع و حجون‬ ‫نازعتم حّق الوصّي و دونه‬

‫رّد ت و فيكم حّد ها المسنون‬ ‫ناضلتموه على الخالفة بالتي‬

‫زمع و ليس من الهجان هجين‬ ‫حّر فتموها عن أبي السبطين عن‬

‫طرف و لم يشمخ لها عرنين‬ ‫لو تّتقون هّللا لم يطمح لها‬

‫يحفظ لموسى فيهم هارون‬ ‫لكّنكم كنتم كأهل العجل لم‬

‫ألجاب أّن محمدا محزون‬ ‫لو تسألون القبر يوم فرحتم‬

‫و له ظهور دونها و بطون‬ ‫ما ذا تريد من الكتاب نواصب‬

‫في آل ياسين ثوت ياسين‬ ‫هي بغية أظللتموها فارجعوا‬

‫نزل البيان و فيهم التبيين‬ ‫رّد وا عليهم حكمهم فعليهم‬

‫و النور نور هّللا و هو مبين‬ ‫البيت بيت هّللا و هو معّظم‬

‫و السّر سّر هّللا و هو مصون‬ ‫و الستر ستر الغيب و هو محجب‬

‫و الفوق انت و كّل قدر دون‬ ‫النور انت و كّل نور ظلمة‬

‫علموا بما سيكون قبل يكون‬ ‫لو كان رأيك شائعا في أّم ة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪83 :‬‬

‫يكسف لها عند الشروق جبين‬ ‫أو كان بشرك في شعاع الشمس لم‬
‫تحمله دون لهاته التنين‬ ‫أو كان سخطك عدوة في اليّم لم‬

‫إاّل و أنت لخوفها تأمين‬ ‫لم تسكن الدنيا فواق بكّية‬

‫يرضيك من هدي و انت معين‬ ‫هّللا يقبل نسكنا عنا بما‬

‫هذا بهذا عندنا مقرون‬ ‫فرضان من صوم و شكر خليفة‬

‫و اقرب بهم زلفى فانت مكين‬ ‫فارزق عبادك منك فضل شفاعة‬

‫ما قدرك المنثور و الموزون‬ ‫لك حمدنا ال إنه لك مفخر‬

‫فكأن كّل قصيدة تضمين‬ ‫قد قال فيك هّللا ما أنا قائل‬

‫مأمون حزم عنده و أمين‬ ‫هّللا يعلم أّن رأيك في الورى‬

‫تحت المظّلة باللواء يمين‬ ‫و النت أفضل من تشير بجاهه‬

‫و من مشهور شعره قصيدته التي يمدح بها المعز لدين هّللا و يذكر فتح مص‪HH‬ر على ي‪HH‬د القائ‪HH‬د ج‪HH‬وهر و ق‪HH‬د‬
‫أنشدها بالقيروان‪:‬‬

‫فقل لبني العباس قد قضي األمر‬ ‫تقول بنو العباس هل فتحت مصر‬

‫تطالعه البشرى و يقدمه النصر‬ ‫و قد جاوز االسكندرّية جوهر‬

‫و زيد الى المعقود من جسرها جسر‬ ‫و قد أوفدت مصر اليه وفودها‬

‫و أيديكم منها و من غيرها صفر‬ ‫فما جاء هذا اليوم إال و قد غدت‬

‫فذلك عصر قد تقضى و ذا عصر‬ ‫فال تكثروا ذكر الزمان الذي خال‬

‫فهذا القنا العّر اص و الجحفل المجر‬ ‫أ في الجيش كنتم تمترون رويدكم‬

‫على الدين و الدنيا كما طلع الفجر‬ ‫و قد أشرفت خيل اإلله طوالعا‬

‫و كان حرّي ال يضيع له وتر‬ ‫و ذا ابن بني هّللا يطلب وتره‬

‫فال الضحل منه تمنعون و ال الغمر‬ ‫ذروا الورد في ماء الفرات لخيله‬

‫تجّلت عيانا ليس من دونها ستر‬ ‫أ في الشمس شك انها الشمس بعد ما‬
‫و نذر لكم إن كان يغنيكم النذر‬ ‫و ما هي إال آية بعد آية‬

‫الى ملك في كفه الموت و النشر‬ ‫فكونوا حصيدا خامدين أو ارعووا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪84 :‬‬

‫كما كانت األعمال يفضلها البر‬ ‫اطيعوا إماما لألئّم ة فاضال‬

‫جموما‪ 29‬كما ال ينزف األبحر الدّر‬ ‫ردوا ساقيا ال تنزفون حياضه‬

‫له برسول هّللا دونكم الفخر‬ ‫فان تتبعوه فهو موالكم الذي‬

‫و بينكم ما ال يقّر به الدهر‬ ‫و إال فبعدا للبعيد فبينه‬

‫تنّز لت اآليات و السور الغّر‬ ‫أ في ابن ابي السبطين أم في طليقكم‬

‫و ما ولدت هل يستوي العبد و الحّر‬ ‫بني نثلة ما أورث هّللا نثلة‬

‫أباكم فاياكم و دعوى هي الكفر‬ ‫و أنى بهذا و هي أعدت برّقها‬

‫فما لكم في األمر عرف و ال نكر‬ ‫ذروا الناس ردوهم الى من يسوسهم‬

‫فقد فّك من اعناقهم ذلك األسر‬ ‫اسرتم قروما بالعراق اعّز ة‬

‫و انصار دين هّللا و البيض و السمر‬ ‫و قد بزكم ايامكم عصب الهدى‬

‫اليه الشباب الغض و الزمن النضر‬ ‫و مقتبل ايامه متهّلل‬

‫على السبعة األفالك أنمله العشر‬ ‫أدار كما شاء الورى و تحيزت‬

‫ففي األرض اقبال و اندية زهر‬ ‫تعالوا الى حكام كل قبيلة‬

‫و ال تتركوا فهرا و ما جمعت فهر‬ ‫و ال تعدلوا بالصيد من آل هاشم‬

‫و جيئوا بمن ادت كنانة و النضر‬ ‫فجيئوا بمن ضّم ت لؤي بن غالب‬

‫و أفضلها ان عّد د البدو و الحضر‬ ‫أ تدرون من أزكى البرّية منصبا‬

‫‪ 29‬الجموم‪ :‬الماء الكثير‪.‬‬


‫ليعرف منكم من له الحق و األمر‬ ‫و ال تذروا عليا معّد و غيرها‬

‫بذكر على حين انقضوا و انقضى الذكر‬ ‫و من عجب ان اللسان جرى لهم‬

‫فال خبر يلقاك عنهم و ال خبر‬ ‫فبادوا و عّفى هّللا آثار ملكهم‬

‫و ما لبني العباس في عرضها فتر‬ ‫أال تلكم األرض العريضة اصبحت‬

‫و قد جّر رت أذيالها الدولة البكر‬ ‫فقد دالت الدنيا آلل محّم د‬

‫صنائعه في آله و زكا الذخر‬ ‫و رّد حقوق الطالبيين من زكت‬

‫به اتصلت أسبابها و له الشكر‬ ‫معّز الهدى و الدين و الرحم التي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪85 :‬‬

‫فبّد ل أمنا ذلك الخوف و الذعر‬ ‫من انتاشهم في كل شرق و مغرب‬

‫على يده الشعرى و في وجهه البدر‬ ‫فكّل إمامي يجيء كأنما‬

‫تولى العمى و الجهل و اللؤم و الغدر‬ ‫و لما تولت دولة النصب عنهم‬

‫فما رّد ها دهر عليه و ال عصر‬ ‫حقوق أتت من دونها أعصر خلت‬

‫كما جردت بيض مضاربها حمر‬ ‫فجّر د ذو التاج المقادير دونها‬


‫‪30‬‬
‫تواكلها القرس المنّيب و الهصر‬ ‫فانقذها من برثن الدهر بعد ما‬

‫فلم يتخّرم منه قّل و ال كثر‬ ‫و أجرى على ما أنزل هّللا قسمها‬

‫صفت بمعّز الدين جّم اتها الكدر‬ ‫فدونكموها أهل بيت محّم د‬

‫و صار له الحمد المضاعف و االجر‬ ‫فقد صارت الدنيا اليكم مصيرها‬

‫فطاعته فوز و عصيانه خسر‬ ‫إمام رأيت الدين مرتبطا به‬

‫قنوت و تسبيح يحّط به الوزر‬ ‫أرى مدحه كالمدح هّلل إنه‬

‫من الناس حتى يلتقي القطر و القطر‬ ‫هو الوارث الدنيا و من خلقت له‬

‫‪ 30‬القرس‪ :‬البعوض‪ .‬المنيب‪ :‬ذو الناب‪ .‬الهصر‪ :‬األسد‪،‬‬


‫و قد الحت االعالم و السمة البهر‬ ‫و ما جهل المنصور في المهد فضله‬

‫فلما رآه قال ذا الصمد الوتر‬ ‫رأى أن سيسمى مالك األرض كّلها‬

‫و ال أنه فيها الى الظن مضطر‬ ‫و ما ذاك أخذا بالفراسة وحدها‬

‫تلقاه عن حبر ضنين به خبر‬ ‫و لكن موجودا من األثر الذي‬

‫هو العلم حقا ال القيافة و الزجر‬ ‫و كنزا من العلم الربوبّي انه‬

‫اذا أوجف التطواف بالناس و النفر‬ ‫فبّش ر به البيت المحرم عاجال‬

‫به عن قصور الملك طيبة و السر‬ ‫و ها فكأن قد زاره و تجانفت‬

‫و هل لغريب الدار عن اهله صبر‬ ‫هل البيت بيت هّللا إال حريمه‬

‫فليس له عنهّن مغدى و ال قصر‬ ‫منازله األولى اللواتي يشقنه‬

‫له كلمات هّللا و السّر و الجهر‬ ‫و حيث تلّقى جّد ه القدس و انتحت‬

‫مواقيتها و العسر من بعده اليسر‬ ‫فان يتمّن البيت تلك فقد دنت‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪86 :‬‬

‫ليوجد من رّياك في جّو ه نشر‬ ‫و إن حّن من شوق اليك فاّنه‬

‫غواشيه و ابيّض ت مناسكه الغبر‬ ‫أ لست ابن بانية فلو جئته انجلت‬

‫تحيّي معّد ا فيه مّك ة و الحجر‬ ‫حبيب الى بطحاء مّك ة موسم‬

‫دنوا فال يستبعد الّسفر السفر‬ ‫هناك تضيء االرض نورا و تلتقي‬

‫و يمتاز عند االمة الخير و الشر‬ ‫و تدرى فروض الحّج من نافالته‬

‫خشيت لها أن يستبّد به الكبر‬ ‫شهدت لقد اعززت ذا الدين عّز ة‬

‫من الناس إاّل جاهل بك مغتّر‬ ‫فأمضيت عزما ليس يعصيك بعده‬

‫اليه بعين ليس يغمضها الكفر‬ ‫أهنيك بالفتح الذي أنا ناظر‬
‫عليك مدى أقصى مواعيده شهر‬ ‫فلم يبق ااّل البرد تترى و ماناى‬

‫اليك امّد النيل أم غاله جزر‬ ‫و ما ضر مصرا حين ألقت قيادها‬

‫بدائعها نظم و الفاظها نثر‬ ‫و قد حّبرت فيها لك الخطب التي‬

‫حرام و لم يحمل على مسلم أصر‬ ‫فلم يهرق فيها لذي ذّم ة دم‬

‫يقي جانبيها كّل نائبة تعرو‬ ‫غدا جوهر فيها غمامة رحمة‬

‫توّد لها بغداد لو أنها مصر‬ ‫كأني به قد سار في القوم سيرة‬

‫سواء اذا ما حّل في األرض و القطر‬ ‫ستحسدها فيه المشارق انه‬

‫و قد قّلصت في الحرب عن ساقه االزر‬ ‫و من اين تعدوه سياسة مثلها‬

‫و ما الطرف اال أن يهّذ به الضمر‬ ‫و ثّقف تثقيف الرديني قبلها‬

‫فشّد به ملك و سّد به ثغر‬ ‫و ليس الذي يأتي بأّول ما كفى‬

‫و ال بخطاه دون صالحة بهر‬ ‫فما بمداه دون مجد تخلف‬

‫هي اآلية المجلى ببرهانها السحر‬ ‫سننت له فيهم من العدل سّنة‬

‫فأذيالها تضفو عليهم و تنجر‬ ‫على ما خال من سّنة الوحي اذ خال‬

‫بجودك معقودا به عهدك البّر‬ ‫و أوصيته فيهم برفقك مردفا‬

‫و ليس بأذن انت مسمعها وقر‬ ‫وصاة كما أوصى بها هّللا رسله‬

‫كأّن جميع الخير في طيه سطر‬ ‫و بّينتها بالكتب من كل مدرج‬

‫بنا تعمر الدنيا و لو أنها قفر‬ ‫يقول رجال شاهدوا يوم حكمه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪87 :‬‬

‫و أقطاعها فاستصفى السهل و الوعر‬ ‫بذا ال ضياع حّللوا حرماتها‬

‫دليال على العدل الذي عنه يفتّروا‬ ‫فحسبكم يا اهل مصر بعدله‬
‫كثير سواه عند معروفه نزر‬ ‫فذاك بيان واضح عن خليفة‬

‫اطاع لنا في ظّلها االمن و الوفر‬ ‫رضينا لكم يا أهل مصر بدولة‬

‫بأحوالنا عنكم خفاء و ال ستر‬ ‫لكم أسوة فينا قديما فلم يكن‬

‫لنا الصافنات الجرد و العسكر الدثر‬ ‫و هل نحن اال معشر من عفاته‬

‫سماء على العافين أمطارها البتر‬ ‫فكيف مواليه الذين كأّنهم‬

‫بها وسن أو مال ميال بها السكر‬ ‫لبسنا به ايام دهر كأّنها‬

‫و لكّن نجر االنبياء له نجر‬ ‫فيا ملكا هدي المالئك هديه‬

‫و إاّل فمن اسرارها نبع البحر‬ ‫و يا رازقا من كّفه منشأ الحيا‬

‫لك الشطر من نعمائها و لنا الشطر‬ ‫اال إنما االيام أيامك التي‬

‫و تبقى لنا منها الحلوبة و الدّر‬ ‫لك المجد منها يا لك الخير و العلى‬

‫و أعطيت حتى ما لنفسه قدر‬ ‫لقد جدت حّتى ليس للمال طالب‬

‫و ليس لمن ال يستفيد الغنى عذر‬ ‫فليس لمن ال يرتقي النجم هّم ة‬

‫لو استأخروا في حلبة العمر او كروا‬ ‫وددت لجيل قد تقّد م عصرهم‬

‫حدائق و اآلمال مونقة خضر‬ ‫و لو شهدوا االيام و العيش بعدهم‬

‫رفاتا و لبى الصوت من ضّم ه قبر‬ ‫فلو سمع التثويب من كان رّم ة‬

‫تقام لها الموتى و يرتجع العمر‬ ‫لناديت من قد مات حّي بدولة‬

‫و قال يمدح يحيى بن علي األندلسي‪:‬‬

‫و كئوس خمر أم مراشف فيك‬ ‫فتكات طرفك أم سيوف أبيك‬

‫ما انت راحمة و ال أهلوك‬ ‫أجالد مرهفة و فتك محاجر‬

‫أ كذا يجوز الحكم في ناديك‬ ‫يا بنت ذا البرد الطويل نجاده‬

‫حتى دعاني بالقنا داعيك‬ ‫قد كان يدعوني خيالك طارقا‬


‫وادي الكرى القاك أو واديك‬ ‫عيناك أم مغناك موعدنا و في‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪88 :‬‬

‫عثروا بطيف طارق ظّنوك‬ ‫منعوك من سنة الكرى و سروا فلو‬

‫لما تمايل عطفك اتهموك‬ ‫و دعوك نشوى ما سقوك مدامة‬

‫تاهّلل ما بأكفهم كحلوك‬ ‫حسبوا التكحل في جفونك حلية‬

‫حتى إذا احتفل الهوى حجبوك‬ ‫و جلوك لي اذ نحن غصنا بانة‬

‫أن قد لثمت به و قّبل فوك‬ ‫و لوى مقبلك اللثام و ما دروا‬

‫رايات يحيى بالدم المسفوك‬ ‫فضعي القناع فقبل خّد ك ضّرجت‬

‫و لئن سخطت فقلما يرضيك‬ ‫يا خيله ال تسخطي عزماته‬

‫إن المالئكة الكرام تليك‬ ‫ايها فمن بين األسنة و الظبى‬

‫لتخايلي و شكا بما يتلوك‬ ‫قد قّلدتك يد األمير أعّنة‬

‫بالسيف من مهج العدى ساقيك‬ ‫و حماك اغمار الموارد انه‬

‫يهدي النجوم الى العلى هاديك‬ ‫عوجي بجنح الليل فالملك الذي‬

‫لكنه وتر بغير شريك‬ ‫رّب المذاكي و العوالي شّرعا‬

‫بطش على مهج الليوث و شيك‬ ‫هو ذلك الليث الغضنفر فانج من‬

‫تلقاه فوق حشّية و أريك‬ ‫تلقاه فوق رحاله و أقّب ال‬

‫يأبى سنام المجد غير تموك‬ ‫تأبى له ااّل المكارم يشجب‬

‫من تحت أبنية له و سموك‬ ‫بيت سما بك و الكواكب جّنح‬

‫من آفك منهم و من مأفوك‬ ‫كذبت نفوس الحاسدين ظنونها‬

‫و النجم أقرب نهجك المسلوك‬ ‫ان السماء لدون ما ترقى له‬


‫فطلعت شمسا غير ذات دلوك‬ ‫عاودت من دار الخالفة مطلعا‬

‫بيديه من روح الشعاع سبيك‬ ‫و رأى الخليفة منك بأس مهّند‬

‫عن ثغر لؤلؤة اليك ضحوك‬ ‫و غدت بك الدنيا زبرجدة جلت‬

‫يد مالك يقضي على مملوك‬ ‫يدك الحميدة قبل جودك إنها‬

‫يوماك فيها درتا درنوك‬ ‫صدقت مفّوفة االيادي إنما‬

‫من كل موشّي البديع محوك‬ ‫الشعر ما زّرت عليك جيوبه‬

‫ما حّد ثوا عن عروة الصعلوك‬ ‫و ألفتك فتك في صميم المال ال‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪89 :‬‬

‫و أرى عفاتك سوقة كملوك‬ ‫و أرى الملوك إذا رأيتك سوقة‬

‫و البحر منهم و هو غير ضريك‬ ‫الغيث أولهم و ليس بمعدم‬

‫و سبكته في العسجد المسبوك‬ ‫أجريت جودك في الزالل لشارب‬

‫عادات نصرك منه خّد مليك‬ ‫ال يعد مّنك أعوجي صّعرت‬

‫ربذ‪ 31‬اليدين و سلهب محبوك‬ ‫من سابح منها اذا استحضرته‬


‫‪32‬‬
‫من بيض أدحّي الظليم تريك‬ ‫قيد الظليم مخبر عن ضاحك‬

‫ما طال بّث محّبها المفروك‬ ‫لو تأخذ الحسناء عنه خصالها‬

‫نظمت قالئدها بغير سلوك‬ ‫لو كان سنبكه الدقيق بكّفها‬

‫لم يلهج العدوّي باليرموك‬ ‫لك كّل قرم لو تقّد م عمره‬

‫عن يوم بدر قبلها و تبوك‬ ‫وقعات نصر في األعادي حّد ثت‬

‫في غمده أم ليس بالمتروك‬ ‫هل أنت تارك نصل سيفك حقبة‬

‫‪31‬‬
‫ربذ اليدين‪ :‬صنع اليدين خفيفهما‪ .‬السلهب‪ :‬الجواد عظم و طالت عضامه‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫االدحى‪ :‬مبيض النعام في الرمل و أراد بالضاحك‪ :‬االبيض‪ .‬التريك‪ :‬بيض النعام‪.‬‬
‫مسراك تحت قناعه الحلكوك‬ ‫لو يستطيع الليل الستعدى على‬

‫ضريبة و ألنت كّل عريك‬ ‫القيت كّل كتيبة و فللت كّل م‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪90 :‬‬

‫و قال يمدح المعز و يذكر ورود رسل الروم اليه بالكتب يتض‪HH‬رعون الي‪HH‬ه في الص‪HH‬لح و يص‪HH‬ف االس‪HH‬طول‬
‫الفاطمي الذي كان سيد البحر المتوسط يومذاك‬

‫و في الحّي ايقاظ و نحن هجود‬ ‫أ ال طرقتنا و النجوم ركود‬

‫و في اخريات الليل منه عمود‬ ‫و قد أعجل الفجر الملّم ع خطوها‬

‫فلم يدر نحر ما دهاه وجيد‬ ‫سرت عاطال غضبى على الدّر وحده‬

‫قالئد في لّباتها و عقود‬ ‫فما برحت إاّل و من سلك ادمعي‬

‫ترّبع ايكا ناعما و ترود‬ ‫و ما مغزل أدماء دان بريرها‬

‫تريع الى اترابها و تحيد‬ ‫بأحسن منها يوم نّص ت سوالفا‬

‫و اّنا بلينا و الزمان جديد‬ ‫أ لم يأتها أّنا كبرنا عن الصبا‬

‫بكاظمة ليت الشباب يعود‬ ‫فليت مشيبا ال يزال و لم أقل‬

‫و ال كجفوني ما لهّن جمود‬ ‫و لم ار مثلي ماله من تجّلد‬

‫و ال كالغواني ما لهّن عهود‬ ‫و ال كالليالي ما لهن مواثق‬

‫له هّللا بالفخر المبين شهيد‬ ‫و ال كالمعز ابن النبي خليفة‬

‫اذا عّد آباء له و جدود‬ ‫و ما لسماء ان تعّد نجومها‬

‫الى اليوم لم تعرف لهن غمود‬ ‫بأسيافه تلك العواري نصولها‬

‫الى اليوم لم تحطط لهّن لبود‬ ‫و من خيله تلك الجوافل انها‬

‫فانك عن ذاك المعين مذود‬ ‫فيا ايها الشانيه خلتك صاديا‬

‫و غيرك رّب الظّل و هو مديد‬ ‫لغيرك سقيا الماء و هو مرّوق‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪91 :‬‬

‫و حوض و لكن اين منك ورود‬ ‫نجاة و لكن أين منك مرامها‬

‫و ليس له مما علمت نديد‬ ‫إمام له مما جهلت حقيقة‬

‫و مادحه المثني عليه مجيد‬ ‫من الخطل المعدود إن قيل ماجد‬

‫و سائله ضخم الدسيع عميد‬ ‫و هل جائز فيه عميد سميدع‬

‫عن القول إال ما أخّل نشيد‬ ‫مدائحه عن كل هذا بمعزل‬

‫بها يستهّل الطفل و هو وليد‬ ‫و معلومها في كل نفس جبّلة‬

‫مديحا له إني اذا لعنود‬ ‫أغير الذي قد خّط في اللوح أبتغي‬

‫و قافية في الغابرين شرود‬ ‫و ما يستوي وحي من هّللا منزل‬

‫له رجز ما ينقضي و قصيد‬ ‫و لكن رأيت الشعر سّنة من خال‬

‫تقّبل شكر العبد و هو ودود‬ ‫شكرت ودادا ان منك سجية‬

‫سدادا فمرمى القائلين سديد‬ ‫فان يك تقصير فمني و إن أقل‬

‫لمجري القضاء الحتم حيث تريد‬ ‫و ان الذي سّم اك خير خليفة‬

‫فسّيان اغمار تخاض و بيد‬ ‫لك البر و البحر العظيم عبابه‬

‫لقد ظاهرتها عّد ة و عديد‬ ‫أما و الجواري المنشآت التي سرت‬

‫و لكّن من ضّم ت عليه أسود‬ ‫قباب كما تزجى القباب على المها‬

‫مسّو مة تحدو بها و جنود‬ ‫و هّلل مّم ا ال يرون كتائب‬

‫كما وقفت خلف الصفوف ردود‬ ‫اطاع لها ان المالئك خلفها‬

‫و ان النجوم الطالعات سعود‬ ‫و ان الرياح الذاريات كتائب‬

‫تنّش ر اعالم لها و بنود‬ ‫و ما راع ملك الروم ااّل اطالعها‬

‫له بارقات جّم ة و رعود‬ ‫عليها غمام مكفهر صبيره‬


‫لعزمك بأس أو لكفك جود‬ ‫مواخر في طامي العباب كأنها‬

‫بناء على غير العراء مشيد‬ ‫أنافت بها اعالمها و سما‪ ،‬لها‬

‫و ليس من الصّفاح و هو صلود‬ ‫و ليس بأعلى شاهق و هو كوكب‬

‫فمنها قنان شمّخ و ريود‬ ‫من الراسيات الشّم لو ال انتقالها‬

‫فليس لها إاّل النفوس مصيد‬ ‫من الطير إاّل انهّن جوارح‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪92 :‬‬

‫فليس لها يوم اللقاء خلود‬ ‫من القادحات النار تضرم للصلى‬

‫كما شّب من نار الجحيم وقود‬ ‫اذا زفرت غيظا ترامت بمارج‬

‫و انفاسهّن الزافرات حديد‬ ‫فافواههّن الحاميات صواعق‬

‫و ما هي من آل الطريد بعيد‬ ‫تشّب آلل الجاثليق سعيرها‬

‫دماء تلقتها مالحف سود‬ ‫لها شعل فوق الغمار كأنها‬

‫سليط لها فيه الذبال عتيد‬ ‫تعانق موج البحر حتى كأنه‬

‫كما باشرت ردع الخلوق جلود‬ ‫ترى الماء فيها و هو قان عبابه‬

‫و ليس لها ااّل الحباب كديد‬ ‫فليس لها إاّل الرياح اعّنة‬

‫مسّو مة تحت الفوارس قود‬ ‫و غير المذاكي نجرها غير أّنها‬

‫سوالف غيد بالمها و قدود‬ ‫ترى كّل قوداء التليل اذا انثنت‬

‫بغير شوى عذراء و هي ولود‬ ‫رحيبة مّد الباع و هي نضيجة‬

‫موال و جرد الصافنات عبيد‬ ‫تكّبرن عن نقع يثار كأّنها‬

‫مفّوفة فيها النضار جسيد‬ ‫لها من شفوف العبقرّي مالبس‬

‫او التفعت فوق المنابر صيد‬ ‫كما اشتملت فوق األرائك خّرد‬
‫و تدرأ باس اليّم و هو شديد‬ ‫لبؤس تكّف الموج و هو غطامط‬

‫و منها خفاتين لها و برود‬ ‫فمنه دروع فوقها و جواشن‬

‫تضّن به االنواء و هي جمود‬ ‫أال في سبيل هّللا تبذل كّل ما‬

‫فأنت له دون الملوك عقيد‬ ‫فال غرو ان اعززت دين محمد‬

‫يقّرون حتما و المراد جحود‬ ‫و باسمك تدعوه األعادي ألّنهم‬

‫و عادك من ذكر العواصم عيد‬ ‫غضبت له ان ثّل بالشام عرشه‬

‫و نام طليق خائن و طريد‬ ‫فبّت له دون االنام مسّهدا‬

‫و ان باء بالفعل الحميد حميد‬ ‫برغمهم إن أّيد الحّق أهله‬

‫و للدين منهم كاشح و حسود‬ ‫فللوحي منهم جاحد و مكّذ ب‬

‫و تلك ترات لم تزل و حقود‬ ‫و ما ساءهم ما سّر ابناء قيصر‬

‫و جحفلك الداني و أنت بعيد‬ ‫و هم بعدوا عنهم على قرب دارهم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪93 :‬‬

‫اذا جاءه بالعفو منك بريد‬ ‫و قلت اناس ما الدمستق شكره‬

‫الى ذفرتيه من ثراه صعيد‬ ‫و تقبيله الترب الذي فوق خده‬

‫و يأتيك عنه القول و هو سجود‬ ‫تناجيك عنه الكتب و هي ضراعة‬

‫فأدمعه بين السطور شهود‬ ‫اذا أنكرت فيها التراجم لفظه‬

‫و يأتيك من بعد الوفود وفود‬ ‫ليالي تقفو الرسل رسل خواضع‬

‫و إن قال قوم انهن حشود‬ ‫و ما دلفت إال الهموم وراءه‬


‫‪33‬‬
‫و جّر ب خطبانا فلّذ هبيد‬ ‫و لكن رأى ذال فهانت منّية‬

‫و بعض حمام المستريح خلود‬ ‫و عّر ض يستجدي الحمام لنفسه‬

‫‪ 33‬الخطبان‪ :‬الحنظل‪ ،‬و أراد به شدة الحرب‪ .‬الهبيد‪ :‬الحنظل‪.‬‬


‫اذا شئت اغالل له و قيود‬ ‫فان هز أسياف الهرقل فإنها‬

‫ففيم اذا يلقى الفتى فيحيد‬ ‫أ في النوم يستام الوغى و يشّبها‬


‫‪34‬‬
‫و يقضى و صدر الرمح فيه قصيد‬ ‫و يعطي الجزا و السلم عن يد صاغر‬

‫تقّبلته من مثله فسعيد‬ ‫يقّر ب قربانا على وجل فإن‬

‫كما حّر ض الليث المزعفر سيد‬ ‫أ ليس عجيبا ان دعاك الى الوغى‬

‫و تسدي اليه العرف و هو كنود‬ ‫و يا رّب من تعليه و هو منافس‬

‫فاّن غرار المشرفّي رشيد‬ ‫فان لم تكن ااّل الغواية وحدها‬

‫عليهم و سيف للنفوس مبيد‬ ‫كدأبك عزم للخطوب موّك ل‬

‫مصارعهم أن ليس عنك محيد‬ ‫إذا هجروا األوطان رّد هم إلى‬

‫فتلك نواويس لهم و لحود‬ ‫و ان لم يكن اال الديار و رعيهم‬

‫و ليس له اال الرماح و صيد‬ ‫أال هل أتاهم أّن ثغرك موحد‬

‫حدور الى ما يبتغى و صعود‬ ‫و ليس سواء في طريق تريدها‬

‫كما يتالقى كائد و مكيد‬ ‫فعزمك يلقى كل عزم ممّلك‬

‫كما يتالقى سيد و مسود‬ ‫و فلكك يلقى الفلك في اليّم من عل‬

‫رأى كيف تبدي حكمه و تعيد‬ ‫فليت ابا السبطين و الترب دونه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪94 :‬‬

‫و ملكك ما ضّم ت عليه نجود‬ ‫و ملكك ما ضّم ت عليه تهائم‬

‫تذبذب كسرى عنه و هو عنيد‬ ‫و أخذك قسرا من بني االصفر الذي‬

‫و انت عن الدين الحنيف تذود‬ ‫اذا لرأى يمناك تخضب سيفه‬

‫و انت على علمي بذاك شهيد‬ ‫شهدت لقد أعطيت جامع فضله‬

‫‪ 34‬القصيد‪ :‬المتكسر‪.‬‬
‫لقد عّز موجود و عّز وجود‬ ‫و لو طلبت في الغيث منك سجّية‬

‫و قد وتروا وترا و انت مقيد‬ ‫اليك يفّر المسلمون بامرهم‬

‫و عند امير المؤمنين مزيد‬ ‫فأّن امير المؤمنين كعهدهم‬

‫و قال يمدح المعز و يفّد يه بشهر الصيام‪:‬‬

‫و الصبر حيث الكلة السيراء‬ ‫الحب حيث المعشر االعداء‬

‫حتم عليها البين و العدواء‬ ‫ما للمهارى الناجيات كأنها‬

‫و العذل في اسماعهن حداء‬ ‫ليس العجيب بأن يبارين الصبا‬

‫شمس الظهيرة خدرها الجوزاء‬ ‫يدنو منال يد المحب و فوقها‬

‫يوم الوداع و نظرة شزراء‬ ‫بانت مودعة فجيد معرض‬

‫بين الحجال فريدة عصماء‬ ‫و غدت ممّنعة القباب كأنها‬

‫منهم على لحظاتها رقباء‬ ‫حجبت و يحجب طيفها فكأنما‬

‫لكنها اليزنّية السمراء‬ ‫ما بانة الوادي تثّنى خوطها‬

‫من دونها و طّم رة جرداء‬ ‫لم يبق طرف أجرد اال أتى‬

‫ملمومة و عجاجة شهباء‬ ‫و مفاضة مسرودة و كتيبة‬

‫و ضميري المأهول و هي خفاء‬ ‫ما ذا أسائل عن مغاني اهلها‬

‫هّلل محنية و ال جرعاء‬ ‫هّلل احدى الدوح فاردة و ال‬

‫دوني و ال أنفاسي الصعداء‬ ‫باتت تثنى ال الرياح تهزها‬

‫فتميد في اعطافها البرحاء‬ ‫فكأنما كانت تذكر بينكم‬

‫خضراء أو أيكّية ورقاء‬ ‫كل يهيج هواك اما أيكة‬

‫متألق أو راية حمراء‬ ‫فانظر أنار باللوى أم بارق‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪95 :‬‬

‫تحت الدجّنة مندل و كباء‬ ‫بالغور تخبو تارة و يشّبها‬

‫سلفت كما ذم الفراق لقاء‬ ‫ذم الليالي بعد ليلتنا التي‬

‫فيه نجاشيا عليه قباء‬ ‫لبست بياض الصبح حتى خلتها‬

‫فكأنها خيفانة صدراء‬ ‫حتى بدت و الفجر في سربالها‬

‫و كأنها وحشية عفراء‬ ‫ثّم انتحى فيها الصديع فادبرت‬

‫ما تنطوي لي فوقها األعداء‬ ‫طويت لي االيام فوق مكايد‬

‫توليك اال انها حسناء‬ ‫ما كان أحسن من اياديها التي‬

‫فهي الصناع و كفها الخرقاء‬ ‫ما تحسن الدنيا تديم نعيمها‬


‫‪35‬‬
‫ضرغامة و بلونها حرباء‬ ‫تشأى النجاز علّي و هي بفتكها‬

‫حتى كنسن كأنهن ظباء‬ ‫ان المكارم كّن سربا رائدا‬

‫فاذا االنام جبّلة دهماء‬ ‫و طفقت اسأل عن اغّر محّجل‬

‫فعلمت أن المطلب الخلفاء‬ ‫حتى دفعت الى المعز خليفة‬

‫و كأنما الدنيا عليه غثاء‬ ‫جود كأن اليّم فيه نفاثة‬

‫خرس الوفود و أفحم الخطباء‬ ‫ملك إذا نطقت عاله بمدحه‬

‫و لعلة ما كانت االشياء‬ ‫هو علة الدنيا و من خلقت له‬

‫من حوضه الينبوع و هو شفاء‬ ‫من صفو ماء الوحي و هو محاجة‬

‫ثمراتها و تفيأ األفياء‬ ‫من أيكة الفردوس حيث تفتقت‬

‫موسى و قد جازت به الظلماء‬ ‫من شعلة القبس التي عرضت على‬

‫فخرت به األجداد و اآلباء‬ ‫من معدن التقديس و هو ساللة‬

‫من جوهر الملكوت و هو ضياء‬ ‫من حيث يقتبس النهار لمبصر‬

‫‪ 35‬تشأى‪ :‬تسبق‪ .‬النجاز‪ :‬القتال‪.‬‬


‫و تشق عن مكنونها االنباء‬ ‫الناس اجماع على تفضيله‬

‫ما بالصباح على العيون خفاء‬ ‫فاستيقظوا من غفلة و تنّبهوا‬

‫لكّن أرضا تحتويه سماء‬ ‫ليست سماء هّللا ما ترونها‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪96 :‬‬

‫تخفي السجود و يظهر االيماء‬ ‫أّم ا كواكبها له فخواضع‬

‫و كأنها مطروفة مرهاء‬ ‫و الشمس ترجع عن سناه جفونها‬

‫و جدوده لجدودها شفعاء‬ ‫هذا الشفيع ألمة تأتي به‬

‫و بالده ان عّد ت االمناء‬ ‫هذا امين هّللا بين عباده‬

‫و شعابها و الركن و البطحاء‬ ‫هذا الذي عطفت عليه مّك ة‬

‫م متأّلق المتبّلج الوّضاء‬ ‫هذا االغّر االزهر المتدفق ال‬

‫و عليه من نور اإلله بهاء‬ ‫فعليه من سيما النبّي داللة‬

‫م أعلى له و الترعة العلياء‬ ‫ورث المقيم بيثرب فالمنبر ال‬

‫م غّر اء فيها الحّجة البيضاء‬ ‫و الخطبة الزهراء فيها الحكمة ال‬

‫حتى استوى اللؤماء و الكرماء‬ ‫للناس اجماع على تفضيله‬

‫م قرباء و الخصماء و الشهداء‬ ‫و اللكن و الفصحاء و البعداء و ال‬

‫اعناقهم من جوده اعباء‬ ‫خّر اب هام الروم منتقما و في‬

‫فكأنها بين الدماء دماء‬ ‫تجري اياديه التي اوالهم‬

‫في قتلهم قتلتهم النعماء‬ ‫لو ال انبعاث السيف و هو مسّلط‬

‫فأذلها ذو العّز ة األّباء‬ ‫كانت ملوك االعجمين أعّز ة‬

‫ااّل اذا دلفت لها العظماء‬ ‫لن تصغر العظماء في سلطانها‬


‫أوصى البنين بسلمه اآلباء‬ ‫جهل البطارق أنه الملك الذي‬

‫غّب الذي شهدت به العلماء‬ ‫حتى رأى جّهالهم من عزمه‬

‫و مضى الوعيد و شّبت الهيجاء‬ ‫فتقاصروا من بعد ما حكم الردى‬

‫و السهم ال يدلى به غلواء‬ ‫و السيل ليس يحيد عن مستّنه‬

‫و لذي البرية عندهم شركاء‬ ‫لم يشركوا في أنه خير الورى‬

‫قسرا فما ادراك ما الحنفاء‬ ‫و اذا أقّر المشركون بفضله‬

‫و عديدة و العزم و اآلراء‬ ‫في هّللا يسري جوده و جنوده‬

‫فكأنها خول له و إماء‬ ‫أو ما ترى دول الملوك تطيعه‬

‫و أطاعه االصباح و االمساء‬ ‫نزلت مالئكة السماء بنصره‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪97 :‬‬

‫و الغزو في الدأماء و الدهماء‬ ‫و الملك و الفلك المدار و سعده‬

‫و الناس و الخضراء و الغبراء‬ ‫و الدهر و االيام في تصريفها‬

‫و لك البسيطان الثرى و الماء‬ ‫اين المفّر و ال مفّر لهارب‬

‫تجري بأمرك و الرياح رخاء‬ ‫و لك الجواري المنشآت مواخرا‬

‫و الناتجات و كلها عذراء‬ ‫و الحامالت و كلها محمولة‬

‫غلبت و جري المذكيات غالء‬ ‫و االعوجّيات التي ان سوبقت‬

‫م ت الناجيات اذا استحّث نجاء‬ ‫و الطائرات السابقات السابحا‬

‫و الكبرياء لهّن و الخيالء‬ ‫فالبأس في حمس الوغى لكماتها‬

‫إال كما صبغ الخدود حياء‬ ‫ال يصدرون نحورها يوم الوغى‬

‫تحت العبوس فأظلموا و أضاءوا‬ ‫شّم العوالي و االنوف تبسموا‬


‫حتى اليالمق و الدروع سواء‬ ‫لبسوا الحديد على الحديد مظاهرا‬

‫م نجالء فيها المقلة الخوصاء‬ ‫و تقنعوا الفوالذ حتى المقلة ال‬

‫و كأنما فوق المتون إضاء‬ ‫فكأنما فوق األكف بوارق‬

‫حبك و مصقول عليه هباء‬ ‫من كل مسرود الدخارص فوقه‬

‫عطشى و بيضهم الرقاق رواء‬ ‫و تعانقوا حتى ردينّياتهم‬

‫فاليوم فيه تخمط و إباء‬ ‫أعززت دين هّللا يا ابن نبّيه‬

‫و أقّل حظ الروم منك شقاء‬ ‫فأقّل حظ العرب منك سعادة‬

‫و اذا رأيت الرأي فهو قضاء‬ ‫فاذا بعثت الجيش فهو منية‬

‫و تحيد عنك اللزبة الألواء‬ ‫يكسو نداك الروض قبل أوانه‬

‫في المكرمات فكّلها أسماء‬ ‫و صفات ذاتك منك يأخذها الورى‬

‫م أوهام فيك و جّلت اآلالء‬ ‫قد جالت االفهام فيك فدقت ال‬

‫م أقدار و استحيت لك األنواء‬ ‫فعنت لك االبصار و انقادت لك ال‬

‫و تشّعبت في حّبك االهواء‬ ‫و تجّم عت فيك القلوب على الرضى‬

‫بك حّك مت في مدحك الشعراء‬ ‫انت الذي فصل الخطاب و انما‬

‫أمثالها المضروبة الحكماء‬ ‫و أخّص منزلة من الشعراء في‬

‫أدب الطف‪ -‬م (‪)7‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪98 :‬‬

‫قسمين ذا داء و ذاك دواء‬ ‫أخذ الكالم كثيره و قليله‬

‫فرض فليس لهم عليك جزاء‬ ‫دانوا بأن مديحهم لك طاعة‬

‫و اخلد اذا عّم النفوس فناء‬ ‫فاسلم اذا راب البرية حادث‬
‫فألهل بيت الوحي فيه سناء‬ ‫فيه تنّز ل كّل وحي منزل‬

‫و تغل فيه عن الندى الطلقاء‬ ‫فتطول فيه اكّف آل محمد‬

‫و وراءه لك نائل و حباء‬ ‫ما زلت تقضي فرضه و أمامه‬

‫للنسك عند الناسكين كفاء‬ ‫حسبي بمدحك فيه ذخرا انه‬

‫شكرتك قبل األلسن األعضاء‬ ‫هيهات مّنا شكر ما تولى فقد‬

‫فكأن قول القائلين هذاء‬ ‫و هّللا في علياك أصدق قائل‬

‫في راحتيك يدور حيث تشاء‬ ‫ال تسألن عن الزمان فانه‬

‫و قال يمدح المعز و يصف انتصاراته على الروم في البر و البحر‪:‬‬

‫و وّد عودنا لطيات عباديد‬ ‫أقوى المحّصب من هاد و من هيد‬

‫مساحب البدن قفرا غير معهود‬ ‫ذا موقف الصب من مرمى الجمار و من‬

‫و الراقصات من المهرية القود‬ ‫ما أنسى ال انس إجفال العجيج بنا‬

‫يعثرن في حبرات الفتية الصيد‬ ‫و موقف الفتيات الناسكات ضحى‬

‫و ليس يحرمن إال في المواعيد‬ ‫يحرمن في الريط من مثنى و واحدة‬

‫و قد يصيب كمّيا سهم رعديد‬ ‫ذوات نيل ضعاف و هي قاتلة‬

‫غيد السوالف في أيامنا الغيد‬ ‫قد كنت قناصها أيام اذعرها‬

‫و ال تراع مهاة الرمل بالسيد‬ ‫اذ ال تبيت ظباء الحّي نافرة‬

‫رأيت أملود عيشي غير املود‬ ‫ال مثل وجدي بريعان الشباب و قد‬

‫و الدهر يقدح في شملي بتبديد‬ ‫و الشيب يضرب في فودّي بارقه‬

‫فيه الغمائم من بيض و من سود‬ ‫و رابني لون رأسي انه اختلفت‬

‫كحلتنا بعد تغميض بتسهيد‬ ‫إن تبك أعيننا للحادثات فقد‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪99 :‬‬

‫‪36‬‬
‫إال إذا مزجت صابا بقنديد‬ ‫و ليس ترضى الليالي في تصّرفها‬

‫اذا استمر فالقى بالمقاليد‬ ‫ال عرقن زمانا راب حادثة‬

‫و في المعز معز الدين و الجود‬ ‫هّلل تصديق ما في النفس من امل‬

‫امثال اسنمة البزل الجالعيد‬ ‫الواهب البدرات النجل ضاحية‬

‫مندد السمع في النادي اذا نودي‬ ‫مؤيد العزم في الجلى اذا طرقت‬

‫غير العنيفين من لؤم و تفنيد‬ ‫لكل صوت مجال في مسامعه‬

‫عندي له غير تمجيد و تحميد‬ ‫و عند ذي التاج بيض المكرمات و ما‬

‫غاياتها بين تصويب و تصعيد‬ ‫أتبعته فكري حتى إذا بلغت‬

‫رأيت موضع تكييف و تحديد‬ ‫رأيت موضع برهان يبين و ما‬

‫فقلت فيه بعلم ال بتقليد‬ ‫و كان منقذ نفسي من عمايتها‬

‫و من لسان بحّر المدح غريد‬ ‫فمن ضمير بجد القول مشتمل‬

‫و ال انتفعت بإيمان و توحيد‬ ‫ما أجزل هّللا ذخري قبل رؤيته‬

‫و ظل عدل على اآلفاق ممدود‬ ‫هّلل من سبب بالمجد متصل‬

‫و بينات و توفيق و تسديد‬ ‫هادي رشاد و برهان و موعظة‬

‫و غيث ممحلة االكناف جارود‬ ‫ضياء مظلمة االيام داجية‬

‫ما ال يرى حاسد في وجه محسود‬ ‫ترى أعاديه في أيام دولته‬

‫و كان هّلل حكم غير مردود‬ ‫قد حاكمته ملوك الروم في لجب‬

‫منهم و ال جاثليقا غير مصفود‬ ‫اذ ال ترى هبرزيا غير منعفر‬

‫و للدماسق يوم غير مشهود‬ ‫قضيت نحب العوالي من بطارقهم‬

‫فما تركن وريدا غير مورود‬ ‫ذّم وا قناك و قد ثارت أسّنتها‬

‫‪ 36‬القنديد‪ :‬عسل قصب السكر اذا جمد‪.‬‬


‫كأن في كل شلو بطن ملحود‬ ‫طعن يكّو ر هذا في فريسة ذا‬

‫ماض و مطّرد الكعبين أملود‬ ‫حويت اسالبهم من كل ذي شطب‬

‫تطوى على كل ضافي النسج مسرود‬ ‫و كل درع دالص المتن سابغة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪100 :‬‬

‫و أن تلك المنايا بالمراصيد‬ ‫لم يعلموا أن ذاك العزم منصلت‬

‫خزر العيون و من شوس مذاويد‬ ‫حتى اتوك على االقتاب من بهم‬

‫و فوق كل قناة رأس صنديد‬ ‫و فوق كل قتود بز مستلب‬

‫من كل محلول سلك النظم معقود‬ ‫تّو جت منها القنا تيجان ملحمة‬

‫من كل مخضود أعلى الطلع منضود‬ ‫كأنها في الذرى سحق مكّم مة‬

‫حمر االنابيب في ردع و تجسيد‬ ‫سود الغدائر في بيض األسنه في‬

‫في كّل سرج تحّلى ظهر قيدود‬ ‫أشهدتهم كّل فضفاض القميص ضحى‬

‫زبور داود في محراب داود‬ ‫كأن أرماحهم تتلو اذا هزجت‬

‫ما هنئت اّم بطريق بمولود‬ ‫لو كان للروم علم بالذي لقيت‬

‫ااّل و قد خّصها ثكل بمفقود‬ ‫لم يبق في أرض قسطنطين مشركة‬

‫يغني الحمائم عن سجع و تغريد‬ ‫أرض اقمت رنينا في مآتمها‬

‫مصارع القتل أو جاءوا بموعود‬ ‫كأنما بادرت منها ملوكهم‬

‫تسري و ال كّل عفريت بمريد‬ ‫ما كّل بارقة في الجو صاعقة‬

‫ما أنزل هّللا من نصر و تأييد‬ ‫القى الدمستق بالصلبان حين رأى‬

‫سمر و أدرع أبطال مناجيد‬ ‫فقل له حال من دون الخليج قنا‬

‫يجمعن بين العوالي و اللغاديد‬ ‫أهل الجالد اذا بانت أكفهم‬


‫‪37‬‬
‫ينمى و ضرب دراك في القماحيد‬ ‫فرسان طعن توأم في الفرائص ال‬

‫زأرا و هذا غموس كاألخاديد‬ ‫ذا أهرت كشدوق األسد قد رجفت‬

‫رآك تنجز من وعد و توعيد‬ ‫أعيا عليه أ يرجو أم يخاف و قد‬

‫كأنما كعمت فاه بجلمود‬ ‫و قائع كظمته فانثنى خرسا‬

‫فما يمر بباب غير مسدود‬ ‫حميته البّر و البحر الفضاء معا‬

‫بين المرورات منها و القراديد‬ ‫يرى ثغورك كالعين التي سملت‬

‫منها و شاهقة األكناف صيخود‬ ‫يا رب قارعة األجيال راسية‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪101 :‬‬

‫فبات يدعم مهدودا بمهدود‬ ‫دنا ليمنع ركنيها بغاربه‬

‫تدني البالد على شحط و تبعيد‬ ‫قد كانت الروم محذورا كتائبها‬

‫عنه كأن لم يكن دهرا بمعهود‬ ‫ملك تأخر عهد الدهر من قدم‬

‫عقد و ما جربوه في المكاييد‬ ‫حّل الذي أحكموه في العزائم من‬

‫و هم فوارس قارّياته السود‬ ‫و شاغبوا اليم ألفي حجة كمال‬

‫من كل الحب نهج الفلك مقصود‬ ‫فاليوم قد طمست فيه مسالكهم‬

‫سفح السفائن من غير المالحيد‬ ‫لو كنت سألتهم في اليم ما عرفوا‬

‫ليث الليوث و صنديد الصناديد‬ ‫هيهات لو راعهم في كل معترك‬

‫و ال يبيت على أحناء مفئود‬ ‫من ليس يمسح عن عرنين مضطهد‬

‫و حكمة تجتنى من غير تعقيد‬ ‫ذو هيبة تتقى في غير بائقة‬

‫و الناس ما بين تضييق و تنكيد‬ ‫من معشر تسع الدنيا نفوسهم‬

‫سّد وا عليك فروج البيد بالبيد‬ ‫لو أصحروا في فضاء من صدورهم‬

‫‪37‬‬
‫القماحيد‪ ،‬الواحدة قمحودة‪ :‬مؤخر القذال‪ ،‬خلف األذنين‪.‬‬
‫و من سواهم فلغو غير معدود‬ ‫اولئك الناس إن عدوا بأجمعهم‬

‫كالفرق ما بين معدوم و موجود‬ ‫و الفرق بين الورى جمعا و بينهم‬

‫فأنت تدني اليه كل اقليد‬ ‫إن كان للجود باب مرتج غلق‬

‫به نواصي ذرى أعالمها القود‬ ‫كأن حلمك أرسى األرض أو عقدت‬

‫عطاء رب عطاء غير محدود‬ ‫لك المواهب اوالها و آخرها‬

‫باق و من أثر في الناس محمود‬ ‫فأنت سّيرت ما في الجود من مثل‬

‫كنت األحق بتعمير و تخليد‬ ‫لو خّلد الدهر ذا عز لعزته‬

‫تزداد في كل عصر غير تجديد‬ ‫تبلى الكرام و آثار الكرام و ما‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪102 :‬‬

‫الناشي الّصغير أبو الحسن علي بن عبد هّللا بن الوصيف‬

‫بمثل مصابي فيكم ليس يسمع‬ ‫بني احمد قلبي لكم يتقطع‬

‫و ليس لكم فيها قتيل و مصرع‬ ‫فما بقعة في األرض شرقا و مغربا‬

‫و ضاقت بكم أرض فلم يحم موضع‬ ‫ظلمتم و قتلتم و قّسم فيئكم‬

‫على أرؤس اللدن الذوابل ترفع‬ ‫جسوم على البوغاء ترمى و أرؤس‬

‫و يسلمني طيب الهجوع فاهجع‬ ‫توارون لم تأو فراشا جنوبكم‬

‫و ذكر السيد األمين في الدر النضيد هذه األبيات للناشي‪:‬‬

‫نكت حسراتها كبد الرسول‬ ‫مصائب نسل فاطمة البتول‬

‫و أسلمها الطلوع الى األفول‬ ‫أال بابي البدور لقين خسفا‬

‫مصابي منك بالداء الدخيل‬ ‫أال يا يوم عاشورا رماني‬

‫يالقي الترب بالوجه الجميل‬ ‫كأني بابن فاطمة جديال‬


‫و علّو ه على رمح طويل‬ ‫و قد قطع العداة الرأس منه‬

‫كساها الحزن أثواب الذليل‬ ‫و فاطمة الصغيرة بعد عز‬

‫طلبنا بعد فقدك بالدخول‬ ‫تنادي جدها يا جد إنا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪103 :‬‬

‫و للناشي في أهل البيت عليهم السالم‪:‬‬

‫و يخطئ ظني فيكم و يصيب‬ ‫رجائي بعيد و الممات قريب‬

‫عليكم و شبوا الحرب و هي ضروب‬ ‫متى تأخذون الثأر ممن تالبوا‬

‫فخر على المحراب و هو خضيب‬ ‫فذلك قد أدمى ابن ملجم شيبه‬

‫و أنشبن أظفار بها و نيوب‬ ‫و ذاك تولى السم عنه حشاشة‬

‫فخّر بارض الطف و هو تريب‬ ‫و هذا توزعن الصوارم جسمه‬

‫تطوف به االعداء و هو غريب‬ ‫قتيل على نهر الفرات على ظما‬

‫و ما هو نجل للوصي حبيب‬ ‫كأن لم يكن ريحانة لمحمد‬

‫يعاقب جّبار السماء و يتوب‬ ‫و لم يك من أهل الكساء االولى بهم‬

‫فليس لهم في العالمين ضريب‬ ‫اناس علوا أعلى المعالي من العلى‬

‫فما لهم في األكرمين نسيب‬ ‫اذا انتسبوا جازوا التناهي بجدهم‬

‫فليس له من مبتغيه رسوب‬ ‫هم البحر أضحى دره و عبابه‬

‫لشّر ابه عذب بالمذاق شروب‬ ‫تسير به فلك النجاة و ماؤه‬

‫و ساحله سهل المجال رحيب‬ ‫هم البحر يغدو من غدا في جواره‬

‫إذا جاء منه المرء و هو كسوب‬ ‫يمد بال جزر علوما و نائال‬

‫فراجيهم في الحشر ليس يخيب‬ ‫هم سبب بين العباد و ربهم‬

‫و كل رشاد يبتغيه طلوب‬ ‫حووا علم ما قد كان أو هو كائن‬


‫و هم لالعادي في المعاد ذنوب‬ ‫هم حسنات العالمين بفضلهم‬

‫فما الغيب عن تلك الصدور يغيب‬ ‫و قد حفظت غيب العلوم صدورهم‬

‫فما ذاك من شأن الزمان عجيب‬ ‫فان ظلمت أو قّتلت أو تهضمت‬

‫و كل الى ذاك الزمان يؤب‬ ‫و سوف يديل هّللا فيهم بأوبة‬

‫و في األعيان‪:‬‬

‫قال و حدثني الخالع‪ :‬قال اجتزت بالناشي يوما و هو جالس في السّر اجين فقال لي ق‪HH‬د عملت قص‪HH‬يدة و ق‪HH‬د‬
‫طلبت و أريد أن تكتبها بخطك حتى اخرجها‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪104 :‬‬

‫فقلت أمضي في حاجة و أعود و قصدت المكان الذي أردته و جلست فيه فحملتني عيني فرأيت في منامي‬
‫أبا القاسم عبد العزيز الشطرنجي النائح فقال لي أحب أن تقوم فتكتب قصيدة الناشي البائية فانا قد نحنا به‪HH‬ا‬
‫البارحة بالمشهد‪ ،‬و كان هذا الرج‪H‬ل ق‪H‬د ت‪H‬وفي و ه‪H‬و عائ‪H‬د من الزي‪H‬ارة فقمت و رجعت الي‪H‬ه و قلت‪ :‬ه‪H‬ات‬
‫البائية حتى أكتبها‪ ،‬فقال من أين علمت أنها بائية و ما ذاكرت بها أحدا فحدثته بالمنام فبكى و ق‪HH‬ال‪ :‬ال ش‪HH‬ك‬
‫ان الوقت قددنا‪ ،‬فكتبتها فكان أولها‪:‬‬

‫و يخطئ ظني و المنون نصيب‬ ‫رجائي بعيد و الممات قريب‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪105 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫الناشي الصغير مولده سنة ‪ 271‬و مات يوم االثنين لخمس خلون من صفر سنة ‪ 365‬هو ابو الحس‪HH‬ن علي‬
‫بن عبد هّللا بن الوصيف الناشي الصغير األصغر البغدادي‪:‬‬

‫من باب الطاق‪ ،‬نزيل مصر‪ ،‬المعروف بالحاّل ء كان اب‪HH‬وه يعم‪HH‬ل حلي‪HH‬ة الس‪HH‬يوف فس‪ّH‬م ي حاّل ء‪ .‬و يق‪HH‬ال ل‪HH‬ه‪:‬‬
‫الناشي ألن الناشي يقال لمن نشأ في فّن من فنون الشعر كما قال السمعاني في االنساب‪.‬‬

‫و في الطليعة‪ :‬كان من علماء الشيعة و متكلميه‪HH‬ا و مح‪HH‬دثيها و فقهائه‪HH‬ا و ش‪HH‬عرائها ل‪HH‬ه كتب في االمام‪HH‬ة و‬
‫مدائحه في أهل ال‪HH‬بيت ص‪HH‬لوات هّللا عليهم ال تحص‪HH‬ى ك‪HH‬ثرة روى الحم‪HH‬وي في معجم االدب‪HH‬اء ق‪HH‬ال‪ :‬ح‪HH‬دثني‬
‫الخالع قال‪ :‬كنت مع والدي في سنة ست و أربعين و ثالثمائة و أنا ص‪HH‬بي في مجلس الكب‪HH‬ودّي في المس‪HH‬جد‬
‫الذي بين الوارقين و الصاغة و هو غاص بالناس و اذا رجل قد وافى و عليه مرقع‪HH‬ة و في ي‪HH‬ده س‪HH‬طيحة و‬
‫ركوة‪ 38‬و معه عكاز‪ ،‬و هو شعث فسّلم على الجماعة بصوت يرفع‪HH‬ه‪ ،‬ثم ق‪HH‬ال أن‪HH‬ا رس‪HH‬ول فاطم‪HH‬ة الزه‪HH‬راء‬
‫صلوات هّللا عليها‪ ،‬فقالوا مرحبا بك و أهال و رفعوه فقال‪ :‬أ تعّرفون لي أحم‪HH‬د الم‪HH‬زوق الن‪HH‬ائح‪ ،‬فق‪H‬الوا‪ :‬ه‪HH‬ا‬
‫هو جالس‪ ،‬فقال‪ :‬رأيت موالتنا عليها السالم في النوم فقالت‪:‬‬

‫امضي الى بغداد و اطلبه و قل له‪ :‬نح على ابني بشعر الناشي الذي يقول فيه‪:‬‬

‫بمثل مصابي فيكم ليس يسمع‬ ‫بني احمد قلبي بكم يتقطع‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪106 :‬‬

‫و كان الناشي حاضرا فلطم على وجهه و تبعه المزّو ق و الناس كلهم و كان اشّد الناس في ذل‪HH‬ك الناش‪HH‬ي ثم‬
‫المزّوق ثم ناحوا به‪H‬ذه القص‪HH‬يدة في ذل‪H‬ك الي‪H‬وم الى أن ص‪ّH‬لى الن‪H‬اس الظه‪H‬ر و تق‪H‬وض المجلس‪ ،‬و جه‪H‬دوا‬
‫بالرجل أن يقبل شيئا منهم‪ ،‬فقال و هّللا لو أعطيت الدنيا ما أخذتها ف‪HH‬انني ال أرى أن أك‪HH‬ون رس‪HH‬ول م‪HH‬والتي‬
‫عليها السالم ثم آخذ عن ذلك عوضا‪ ،‬و انصرف و لم يقبل شيئا قال‪:‬‬

‫و من هذه القصيدة و هي بضعة عشر بيتا‪.‬‬

‫و يسطو عليكم من لكم كان يخضع‬ ‫عجب لكم تفنون قتال بسيفكم‬

‫و أجسامكم في كل ارض توزع‬ ‫كأن رسول هّللا أوصى بقتلكم‬

‫و جمع العالمة السماوي شعر الناشي في أهل البيت عليهم السالم و هو يزيد على ثالثمائة بيتا و هو الي‪HH‬وم‬
‫في مكتب‪HH‬ة االم‪HH‬ام الحكيم العام‪HH‬ة ب‪HH‬النجف األش‪HH‬رف أق‪HH‬ول و دفن الناش‪HH‬ي في مق‪HH‬ابر ق‪HH‬ريش و ق‪HH‬بره هن‪HH‬اك‬
‫معروف‪ .‬و هو ممن نبش قبره في واقعة سنة ‪ 443‬و أحرقت تربته‪.‬‬

‫و قال الش‪HH‬يخ القمى في الك‪HH‬نى و األلق‪HH‬اب‪ :‬الناش‪HH‬ي االص‪HH‬غر ه‪HH‬و اب‪HH‬و الحس‪HH‬ن علي بن عب‪HH‬د هّللا بن وص‪HH‬يف‬
‫البغدادي الحالء الفاضل المتكلم الشاعر البارع اإلمامي المشهور له كتاب في اإلمام‪H‬ة و أش‪H‬عار كث‪H‬يرة في‬
‫أهل البيت (ع) ال تحصى ح‪HH‬تى ع‪HH‬رف بهم و لقب بش‪HH‬اعر أه‪HH‬ل ال‪HH‬بيت (ع)‪ ،‬ول‪HH‬د س‪HH‬نة ‪ 271‬و ي‪HH‬روي عن‬
‫المبرد و ابن المعتز قال ابن خلكان و هو من الشعراء المحسنين و له في أهل ال‪HH‬بيت (ع) قص‪HH‬ائد كث‪HH‬يرة و‬
‫ك‪HH‬ان متكلم‪HH‬ا بارع‪HH‬ا اخ‪HH‬ذ علم الكالم عن أبي س‪HH‬هل إس‪HH‬ماعيل بن علي بن ن‪HH‬وبخت المتكلم و ك‪HH‬ان من كب‪HH‬ار‬
‫الشيعة و له تصانيف كثيرة و كان جده و صيف مملوكا و أبوه عبد هّللا عطارا و قي‪H‬ل ل‪H‬ه الحالء ألن‪H‬ه ك‪H‬ان‬
‫يعمل حلية من النحاس و مضى إلى الكوفة سنة ‪ 325‬و أملى شعره بجامعها و ك‪HH‬ان المتن‪HH‬بي و ه‪HH‬و ص‪HH‬بي‬
‫يحضر مجلسه بها و كتب من إمالئه لنفسه من قصيدة‪:‬‬

‫فليس عن القلوب له ذهاب‬ ‫كأن سنان ذابله ضمير‬

‫‪38‬‬
‫المرقعة‪ :‬الثوب المرقع‪ ،‬و السطيحة‪ :‬المزادة‪ ،‬و الركوة‪ :‬الدلو الصغير‪.‬‬
‫مقاصدها من الخلق الرقاب‬ ‫و صارمه كبيعته بخّم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪107 :‬‬

‫و نظم المتنبي هذا و قال‪:‬‬

‫و قد طبعت سيوفك من رقاد‬ ‫كأن الهام في الهيجاعيون‬

‫فما يخطرن إال في فؤادي‬ ‫و قد صغت االسنة من هموم‬

‫و قال النجاشي و الشيخ في الفهرست‪ ،‬له كتاب في علم الكالم‪ .‬و ع‪H‬ده ابن الن‪H‬ديم في المتكلمين من الش‪H‬يعة‬
‫و قال‪ :‬كان متكلما بارعا‪.‬‬

‫قال الحموي‪ :‬و كان الناشي يعتقد االمامة و يناظر عليها باجود عبارة فاستنفد عمره في م‪HH‬ديح أه‪HH‬ل ال‪HH‬بيت‬
‫حتى عرف بهم‪ ،‬و اشعاره فيهم ال تحصى كثرة‪ ،‬و مدح مع ذلك الراض‪HH‬ي باهّلل و ل‪H‬ه مع‪H‬ه اخب‪H‬ار‪ ،‬و قص‪HH‬د‬
‫كافور اإلخشيدّي بمصر فامتدحه و امتدح ابن حنزابة و كان ينادمه‪.‬‬

‫و في االعيان‪ :‬و قيل وفد الناشي على عضد الدولة بن بويه و امتدحه فأمر ل‪H‬ه بج‪H‬ائزة س‪H‬نّية و أحال‪H‬ه على‬
‫الخازن فقال ما في الخزانة شيء فاعتذر اليه عضد الدولة و قال‪ :‬ربما تأخر حمل المال الينا و سنضاعف‬
‫لك الجائزة متى حظر فخرج من عنده فوجد على الب‪H‬اب كالب‪H‬ا لعض‪H‬د الدول‪H‬ة عليه‪H‬ا قالئ‪H‬د ال‪H‬ذهب و جالل‬
‫الخز قد ذبح لها السخال و القيت بين يديها فعاد الى عضد الدولة و أنشأ يقول‪:‬‬

‫تغذيها و تطعمها السخاال‬ ‫رأيت بباب داركم كالبا‬

‫يكون الكلب أحسن منه حاال‬ ‫فهل في األرض أدبر من أديب‬

‫ثم حمل الى عضد الدولة مال على بغال و ضاع منها بغل و وقف على باب الناشي فأخذ ما علي‪HH‬ه ثم دخ‪HH‬ل‬
‫على عضد الدولة و أنشده قصيدته التي يقول فيها‪:‬‬

‫فقد كذبته نفسه و هو آثم‬ ‫و من ظن أن الرزق يأتي بمطلب‬

‫و آخر يأتي رزقه و هو نائم‬ ‫يفوت الغنى من ال ينام عن السرى‬


‫فقال له هل وصل المال الذي على البغل فقال نعم قال هو لك بارك هّللا لك فيه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪108 :‬‬

‫فعجب الحاضرون من فطنته‪.‬‬

‫و في األعيان‪ :‬قال ياقوت حدث الخالع قال حدثني اب‪H‬و الحس‪H‬ن الناش‪H‬ي ق‪HH‬ال كنت بالكوف‪HH‬ة س‪H‬نة ‪ 325‬و أن‪H‬ا‬
‫أملى شعري في المسجد الجامع بها و الناس يكتبون عني‪.‬‬

‫قال السيد األمين في االعيان‪ :‬الظاهر أن ذلك الشعر كان في مدح أهل البيت عليهم السالم و اال فغ‪HH‬يره من‬
‫الشعر ال يقرأ في المسجد الجامع بالكوفة‪ ،‬و كان الناس الذين يكتبون عنه هم الشيعة‪ ،‬الن جّل اهل الكوف‪HH‬ة‬
‫كانوا شيعة في ذلك الوقت‪ .‬انتهى‬

‫و للناشي يمدح امير المؤمنين عليه السالم‪:‬‬

‫لقد كفر القوم اذ خالفوكا‬ ‫أال يا خليفة خير الورى‬

‫و نكثهم بعد ما بايعوكا‬ ‫خالفهم بعد دعواهم‬

‫بصفين و النهر إذ صالتوكا‬ ‫طغوا بالخريبة و استنجدوا‬

‫و نالوه بالقتل ما استأذنوكا‬ ‫أناس هم حاصروا نعثال‬

‫دما و بثاراته طالبوكا‬ ‫فيا عجبا منهم إذ جنوا‬

‫و باهّلل ذي الطول ما كايدوكا‬ ‫و لو أيقنوا بنبي الهدى‬

‫أزالوا النصوص و ال مانعوكا‬ ‫و لو أيقنوا بمعاد لها‬

‫لما مانعوك و ال زايلوكا‬ ‫و لو أنهم آمنوا بالهدى‬

‫اخيك النبي و أبدوه فيكا‬ ‫و لكنهم كتموا الشك في‬

‫قتلت من القوم من بارزوكا‬ ‫فلم لم يثوروا ببدر و قد‬

‫بمهراس أحد و لم نازلوكا‬ ‫و لم عردوا إذ ثنيت العدى‬

‫ثّبت لعمرو و لم أسلموكا‬ ‫و لم أحجموا يوم سلع و قد‬

‫براية أحمد و استدركوكا‬ ‫و لم يوم خيبر لم يثبتوا‬

‫و اسدا يحامون إذ وجهوكا‬ ‫فالقيت مرحب و العنكبوت‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪109 :‬‬

‫و لّو حت بالباب اذا حاجزوكا‬ ‫فدكدكت حصنهم قاهرا‬

‫صككت بنفسك جيشا صكوكا‬ ‫و لم يحضروا بحنين و قد‬

‫فيا ليت شعري لم أّخ روكا‬ ‫فأنت المقدم في كل ذاك‬

‫تعلمت نصرته من أبيكا‬ ‫فيا ناصر المصطفى أحمد‬

‫فلعنة ربي على ناصبيكا‬ ‫و ناصبت نصابه عنوة‬

‫فما بالهم في الورى خّلفوكا‬ ‫فأنت الخليفة دون األنام‬

‫و قد سار بالجيش يبغي تبوكا‬ ‫و ال سيما حين وافيته‬

‫فصرت الى الطهر إذ خفضوكا‬ ‫فقال أناس قاله النبي‬

‫يؤدي الى مسمع الطهر فوكا‬ ‫فقال النبي جوابا لما‬

‫كموسى و هارون إذ وافقوكا‬ ‫أ لم ترض أّنا على رغمهم‬

‫جعلت الخليفة كنت الشريكا‬ ‫و لو كان بعدي نبّي كما‬

‫و أنت الخليفة إن طاوعوكا‬ ‫و لكنني خاتم المرسلين‬

‫على الكور حينا و قد عاينوكا‬ ‫و أنت الخليفة يوم انتجاك‬

‫و كان اإلله الذي ينتجيكا‬ ‫يراك نجيا له المسلمون‬

‫و أهل الضغائن مستشرفوكا‬ ‫على فم أحمد يوحى اليك‬

‫العشيرة إذ كان فيهم أبوكا‬ ‫و أنت الخليفة في دعوة‬

‫ليترك عذرا الى غادريكا‬ ‫و يوم الغدير و ما يومه‬

‫ليبغوا عليك و لم ينصروكا‬ ‫لهم خلف نصروا قولهم‬

‫توانى عن الحق و استضعفوكا‬ ‫اذا شاهدوا النص قالوا لنا‬

‫يزيل الظنون و ينفي الشكوكا‬ ‫فقلنا لهم نص خير الورى‬


‫و باهّلل ذي الطول ما خالفوكا‬ ‫و لو آمنوا بنبّي الهدى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪110 :‬‬

‫(االبيات) توفي ببغداد س‪HH‬نة ‪ 366‬أو ‪ 360‬و الناش‪HH‬ي كم‪HH‬ا عن أنس‪HH‬اب الس‪HH‬معاني يق‪HH‬ال لمن نش‪HH‬أ في فّن من‬
‫فنون الشعر و اشتهر به و المشهور بهذه النس‪HH‬بة علي بن عب‪HH‬د هّللا ‪ ،‬و قي‪HH‬ل ان‪HH‬ه ت‪HH‬وفي ي‪HH‬وم االربع‪HH‬اء لخمس‬
‫خلون من صفر و مولده في سنة إحدى و سبعين و مائتين‪.‬‬

‫و من شعره كما روى ابن خلكان‪:‬‬

‫فأريه أن لهجره اسبابا‬ ‫إني ليهجرني الصديق تجّنبا‬

‫فأرى له ترك العتاب عتابا‬ ‫و أخاف إن عاتبته أغريته‬

‫يدعو المحال من االمور صوابا‬ ‫و اذا بليت بجاهل متغافل‬

‫كان السكوت عن الجواب جوابا‬ ‫أوليته مني السكوت و ربما‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪111 :‬‬

‫و للناشي في مدح أمير المؤمنين عليه السالم‪:‬‬

‫و في أبياتهم نزل الكتاب‬ ‫بآل محمد عرف الصواب‬

‫آلدم حين عّز له المتاب‬ ‫هم الكلمات لألسماء الحت‬

‫بهم و بحكمهم ال يستراب‬ ‫و هم حجج اإلله على البرايا‬

‫لحسن بيانهم وضح الخطاب‬ ‫بقّية ذي العلى و فروع أصل‬

‫الرشاد الورى منهم شهاب‬ ‫و أنوار يرى في كل عصر‬

‫خليفته فهم لّب لباب‬ ‫ذرارى أحمد و بنو علّي‬

‫فطّهر خلقهم و زكوا و طابوا‬ ‫تناهوا في نهاية كل مجد‬

‫و لم يوجد فعندهم يصاب‬ ‫إذا ما أعوز الطالب علم‬


‫و لكن في مسالكها عقاب‬ ‫محبتهم صراط مستقيم‬

‫له في الحرب مرتبة تهاب‬ ‫و ال سيما أبو حسن علي‬

‫فليس لها سوى نعم جواب‬ ‫كأن سنان ذابله ضمير‬

‫معاقدها من القوم الرقاب‬ ‫و صارمه كبيعته بخّم‬

‫فليس لها سوى نعم جواب‬ ‫اذا نادت صوارمه نفوسا‬

‫و بين البيض و البيض أصطحاب‬ ‫فبين سنانه و الدرع سلم‬

‫هو الضّح اك إن وصل الضراب‬ ‫هو البكاء في المحراب ليال‬


‫‪39‬‬
‫حبابا كي يلسبه الحباب‬ ‫و من في خفه طرح األعادي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪112 :‬‬


‫‪40‬‬

‫أدب الطف ؛ ج‪ 2‬؛ ص‪112‬‬

‫يمانعه عن الخف الغراب‬ ‫فحين أراد لبس الخف وافى‬

‫حباب في الصعيد له انسياب‬ ‫و طار به فاكفأه و فيه‬

‫بباب الطهر ألقته السحاب‬ ‫و من ناجاه ثعبان عظيم‬

‫و أغلقت المسالك و الرحاب‬ ‫رآه الناس فانجفلوا برعب‬

‫تدانى الناس و استولى العجاب‬ ‫فلما أن دنا منه علّي‬

‫و اقبل ال يخاف و ال يهاب‬ ‫فكّلمه علي مستطيال‬

‫و قال و قد تغيبه التراب‬ ‫و رّن لحاجز و انساب فيه‬

‫دعاؤك إن مننت به يجاب‬ ‫أنا ملك مسخت و أنت مولى‬

‫‪ 39‬الحباب‪ :‬األفعى‪.‬‬
‫‪ 40‬شبر‪ ،‬جواد‪ ،‬أدب الطف‪10 ،‬جلد‪ ،‬دار المرتضى ‪ -‬لبنان ‪ -‬بيروت‪ ،‬چاپ‪ 1409 ،1 :‬ه‪.‬ق‪.‬‬
‫اليه في مهاجرتي اإلياب‬ ‫أتيتك تائبا فاشفع الى من‬

‫يؤمن و العيون لها انسكاب‬ ‫فاقبل داعيا و اتى اخوه‬

‫كما يعلو لدى الجو العقاب‬ ‫فلما أن أجيبا ظل يعلو‬

‫جواهر زانها التبر المذاب‬ ‫و انبت ريش طاوس عليه‬

‫بهم يصلى لظى و بهم يثاب‬ ‫يقول لقد نجوت بأهل بيت‬

‫و باب هّللا و انقطع الخطاب‬ ‫هم النبأ العظيم و فلك نوح‬

‫و للناشي يمدحه سالم هّللا عليه‪:‬‬

‫علي الذي بالشمس ازرت دالئله‬ ‫اال إن خير الخلق بعد محمد‬

‫و وارثه علم الغيوب و غاسله‬ ‫وصي النبي المصطفى و نجّيه‬

‫غدا عقله بالرغم منه يجادله‬ ‫و من لم يقل بالنص فيه معاندا‬

‫على الخلق حتى تضمحل بواطله‬ ‫يعّر فه حق الوصي و فضله‬

‫و ال سيما إن أظهر الدّر ساحله‬ ‫هو البحر يغنى من غدا في جواره‬

‫و ال عجب أن يندب الفخر ثاكله‬ ‫هو الفخر في الألوا اذا ما ندبته‬

‫و ستر على االسالم ذو الطول سابله‬ ‫حجاب آله الخلق أحكم رتقه‬

‫و حبل ينال الفوز في البعث واصله‬ ‫و باب غدا فينا لخير مدينة‬

‫يقول بحّر القول إن قال قائله‬ ‫و عيبة علم هّللا و الصادق الذي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪113 :‬‬

‫من العلم من كل البرية جاهله‬ ‫عليم بما ال يعلم الناس مظهر‬


‫فيبصر طّب الغي منه مسائله‬ ‫يجيب بحكم هّللا من كل شبهة‬

‫و كّذ ب دعوى كل رجس يناضله‬ ‫اذا قال قوال صّد ق الوحي قوله‬

‫شفيع وجيه ال ترّد وسائله‬ ‫حميد رفيع القول عند مليكه‬

‫و قد كان من خير الورى من يباهله‬ ‫و خلصان رب العرش نفس محمد‬

‫و ليس علي يحمل الطهر كاهله‬ ‫امام عال من ختم الرسل كاهال‬

‫على كتفيه كي تناهى فضائله‬ ‫و لكن رسول هّللا عاّل ه عامدا‬

‫و تحمله أفراسه و رواحله‬ ‫أ يعجز عنه من دحا باب خيبر‬

‫فبورك محمول و بورك حامله‬ ‫فشّر فه خير االنام بحمله‬

‫فكادت تنال النجم منه أنامله‬ ‫و لما دحا األصنام أومى بكفه‬

‫و من حوله االصنام و الكفر شامله‬ ‫و ذلك يوم الفتح و البيت قبله‬

‫و للناشي يمدحه (ع)‪:‬‬

‫صّير كل الورى لكم خوال‬ ‫يا آل ياسين إن مفخركم‬

‫الخلق رسوال لكنتم رسال‬ ‫لو كان بعد النبي يوجد في‬

‫ما قبل هّللا للورى عمال‬ ‫لو ال مواالتكم و حبكم‬

‫آدم يوم المتاب ما قبال‬ ‫يا كلمات لو ال تلّقنها‬

‫أوضح رب المعارج السبال‬ ‫أنتم طريق الى االله بكم‬

‫و بالذي غاب خائفا وجال‬ ‫آمنت فيمن مضى بكم و قضى‬

‫ما صنع المختفي و ما فعال‬ ‫و هو بعين هّللا العلي يرى‬

‫إذ كان طوّد ا لثبتها جبال‬ ‫و يؤمن االرض من تزلزلها‬

‫للقسط و العدل خير من عدال‬ ‫حتى يشاء الباري فيظهره‬

‫و باطنا ظاهرا لمن عقال‬ ‫يا غائبا حاظرا بانفسنا‬


‫يسطع في الخافقين ما أفال‬ ‫يا بن البدور الذين نورهم‬

‫قّو ض ظعن االشراك مرتحال‬ ‫و ابن الهمام الذي بسطوته‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪114 :‬‬

‫يداه في فتح مكة هبال‬ ‫اقام دين االله اذ كسرت‬

‫رام احتماال الحمد حمال‬ ‫عال على كاهل النبي و لو‬

‫بما له ذو الجالل قد كفال‬ ‫و لو أراد النجوم المسها‬

‫أوال فقد باء هابطا سفال‬ ‫من يغتل فليكن عاله كذا‬

‫أراه إال باهّلل متصال‬ ‫امسكت منكم حبل الوالء فما‬

‫و من شعره قوله يصف فرسا‪:‬‬

‫أو كقضاء نازل اذا هبط‬ ‫مثل دعاء مستجاب إن عال‬

‫و قوله‪:‬‬

‫ترجى النك دائما مشغول‬ ‫ال تعتذر بالشغل عنا إنما‬

‫المرجو و المطلوب و المأمول‬ ‫و اذا فرغت و ال فرغت فغيرك‬

‫و سمي بالناشي االصغر في مقابلة الناشي االكبر و هو‪:‬‬

‫أبو العباس عبد هّللا بن محمد االنباري البغدادي المعروف بابن شرشير الشاعر حكي انه كان في طبقة ابن‬
‫الرومي و البحتري و كان نحويا عروضيا منطقيا متكلم‪H‬ا ل‪H‬ه قص‪HH‬يدة في فن‪H‬ون من العلم تبل‪H‬غ أربع‪H‬ة آالف‬
‫بيت و له عدة تصانيف و أشعار كثيرة في جوارح الصيد و االمة و الصيود كأنه كان صاحب ص‪HH‬يد و ق‪HH‬د‬
‫أستشهد كشاجم بشعره في كتاب المصايد و المط‪HH‬ارد في مواض‪HH‬ع ت‪HH‬وفي بمص‪HH‬ر س‪HH‬نة ‪ 293‬انتهى م‪HH‬ا قال‪HH‬ه‬
‫القمي في الكنى و االلقاب‪ .‬و قال السيد االمين في األعيان‪:‬‬

‫الناشي االكبر اسمه عبيد هّللا بن محمد بن شرشر و ال دليل على تشيعه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪115 :‬‬

‫قصائد من شعر الناشي الصغير كما في ديوانه المخطوط و هذه أوائلها‪:‬‬

‫و أهل الكهف و الرعد‬ ‫‪ -1‬أال يا آل ياسين‬

‫أحمد المصطفى البشير النذيرا‬ ‫‪ -2‬استمع ما أتى به جبرئيل‬

‫بغير شك لنفسه نصحا‬ ‫‪ -3‬يا آل ياسين من يحبكم‬

‫قبور غّش ت اآلفاق نورا‬ ‫‪ -4‬ببغداد و إن ملئت قصورا‬

‫و تأمل به بفكر النبيه‬ ‫‪ -5‬اتل آي الكتاب للعلم فيه‬

‫بضياه يستدل‬ ‫‪ -6‬زينة االنسان عقل‬

‫فما تابع حقا يالم على الزمن‬ ‫‪ -7‬أال ال تلمني في والي أبا حسن‬

‫و كان يروي حديثا في الهدى عجبا‬ ‫‪ -8‬روى لنا انس فيما رأى انس‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪116 :‬‬

‫األمير محّم د بن عبد هّللا الّسوسي‬

‫قد مات عطشانا بكرب الظما‬ ‫لهفي على السبط و ما ناله‬

‫ليس من الناس له من حمى‬ ‫لهفي لمن نّك س عن سرجه‬

‫في رمحه يحكيه بدر الدجى‬ ‫لهفي على بدر الهدى إذ عال‬

‫تساق سوقا بالعنا و الجفا‬ ‫لهفي على النسوان إذ أبرزت‬

‫أبرزت بعد الصون بين المال‬ ‫لهفي على تلك الوجوه التي‬

‫عاله بالطف تراب العدا‬ ‫لهفي على ذاك العذار الذي‬


‫‪41‬‬
‫أحناه بالطف سيوف العدى‬ ‫لهفي على ذاك القوام الذي‬

‫و له‪:‬‬

‫سكبتها العيون في كربالء‬ ‫كم دموع ممزوجه بدماء‬

‫مفردا بين صحبه بالعراء‬ ‫لست أنساه في الطفوف غريبا‬

‫ب صريعا مخضبا بالدماء‬ ‫و كأني به و قد خّر في التر‬

‫وان يهتكن مثل هتك اإلماء‬ ‫و كأني به و قد لحظ النس‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪117 :‬‬

‫و قوله في الحسين‪:‬‬

‫بالطف أضحت كثيبا مهيال‬ ‫فيا بضعة من فؤاد النبي‬

‫و أبكيت من رحمة جبرئيال‬ ‫قتلت فأبكيت عين الرسول‬

‫و قوله أيضا‪:‬‬

‫أورثني فقدك المناحا‬ ‫يا قمرا حين الحا‬

‫صرفك من حادث سالحا‬ ‫يا نوب الدهر لم يدع لي‬

‫استعذب اللهو و المزاحا‬ ‫أبعد يوم الحسين و يحيى‬

‫بكى الهدى فقدكم و ناحا‬ ‫يا سادتي يا بني علّي‬

‫آنستم القفر و البطاحا‬ ‫أوحشتم الحجر و المساعي‬

‫‪ 41‬رواها ابن شهرآشوب في المناقب‪.‬‬


‫و له و هو وزن غريب‪:‬‬

‫جودي على الغريب اذ الجار ال يجار‬ ‫جودي على الحسين يا عين بانغزار‬

‫جودي على القتيل مطروحا في القفار‬ ‫جودي على النساء مع الصبية الصغار‬

‫أال يا بني الرسول أخلت منكم الديار‬ ‫أال يا بني الرسول لقد قل االصطبار‬

‫أال يا بني الرسول فال قّر لي قرار‬

‫و له‪:‬‬

‫و دم الحسين بكربالء أريقا‬ ‫ال عذر للشيعي يرقأ دمعه‬

‫ما عبشت في بحر الهموم غريقا‬ ‫يا يوم عاشورا لقد خّلفتني‬

‫و تمزقت أسبابهم تمزيقا‬ ‫فيك استبيح حريم آل محمد‬

‫لم يرو حتى للمنون أذيقا‬ ‫أ أذوق رّي الماء و ابن محمد‬

‫و له‪:‬‬

‫مذ غرس الحزن في فؤادي‬ ‫وّك ل جفني بالسهاد‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪118 :‬‬

‫أكرم به رائحا و غادي‬ ‫ناع نعى بالطفوف بدرا‬

‫لما أحاطت به االعادي‬ ‫نعى حسينا فدته روحي‬

‫و جاهدوا أعظم الجهاد‬ ‫في فتية ساعدوا و واسوا‬

‫و نّك سوه عن الجواد‬ ‫حتى تفانوا و ظّل فردا‬


‫جّر عه الموت و هو صادي‬ ‫و جاء شمر اليه حتى‬

‫كالبدر يجلو دجى السواد‬ ‫و ركب الرأس في سنان‬

‫على مطايا بال مهاد‬ ‫و احتملوا أهله سبايا‬

‫و له‪:‬‬

‫و من حوله االطهار كاألنجم الزهر‬ ‫أ أنسى حسينا بالطفوف مجدال‬

‫على الرمح مثل البدر في ليلة البدر‬ ‫أ أنسى حسينا يوم سير برأسه‬

‫يهتكن من بعد الصيانة و الحذر‬ ‫أ أنسى السبايا من بنات محمد‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪119 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫األمير محمد السوسي األمير ابو عبد هّللا محم‪HH‬د بن عب‪HH‬د هّللا بن عب‪HH‬د العزي‪HH‬ز بن محم‪HH‬د السوس‪HH‬ي ت‪HH‬وفي في‬
‫حدود سنة ‪ 370‬و دفن بحلب‪ .‬كان فاضال أديبا كاتبا بحلب و سافر الى فارس ثم عاد الى محله‪.‬‬

‫ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء اهل البيت المجاهرين و يطلق ه‪HH‬ذا اللقب على أحم‪HH‬د بن‬
‫يحيى بن مالك الهمداني ذكره الشيخ القمي في (الكنى و األلقاب) فقال‪ :‬كان كوفي األص‪HH‬ل‪ ،‬س‪HH‬كن س‪ّHH‬ر من‬
‫رأى و حّد ث بها‪ ،‬أخذ عن جماعة كثيرة من المحدثين و روى عنه جمع منهم أبو حاتم ال‪HH‬رازي ال‪H‬ذي كتب‬
‫عنه و سئل عنه فقال‪ :‬صدوق توفي سنة ‪.263‬‬

‫قال‪ :‬و هو غير السوسي الذي مدح أهل البيت عليهم السالم و رثى الحسين ابن علي عليه السالم‪.‬‬

‫و السوسي نسبة الى السوس كورة باهواز فيها قبر دانيال عليه السالم‪ ،‬معرب ش‪H‬وش‪ ،‬و بل‪H‬د ب‪H‬المغرب‪ ،‬و‬
‫بلد آخر بالروم‪ .‬انتهى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪120 :‬‬

‫سعيد بن هاشم الخالدّي‬

‫و الليل داجي المشرقين‬ ‫و حمائم نبهنني‬

‫ن و ما ذرفن دموع عين‬ ‫شبهتهن و قد بكي‬


‫‪42‬‬
‫لما بكين على الحسين‬ ‫بنساء آل محمد‬

‫رواها األمين في أعيان الشيعة عن يتيمة الدهر للثعالبي‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪121 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫ابو عثمان سعيد بن هاشم بن وعلة البصري العبدي ابو عثمان الخالدي االصغر‪ :‬توفي سنة ‪ 371‬الخالدي‬
‫نسبة الى الخالدية قرية من قرى الموصل‪ ،‬و العبدي نسبة الى قبيلة عب‪H‬د القيس المنتهى نس‪H‬به اليهم و كأن‪H‬ه‬
‫ورث التشيع عنهم‪ .‬و في معجم االدباء اسماه سعد‪ .‬و الص‪HH‬حيح س‪HH‬عيد ك‪HH‬ان ه‪HH‬و و اخ‪HH‬وه اب‪HH‬و بك‪HH‬ر‪ 43‬ادي‪HH‬بي‬
‫البصرة و شاعريها في وقتهما‪ ،‬و كان بينهما و بين السري الرفاء الموصلي م‪HH‬ا يك‪HH‬ون بين المتعاص‪HH‬ر من‬
‫التغاير و التضاغن فكان يدعى عليهما بسرقة ش‪HH‬عره و ش‪HH‬عر غ‪HH‬يره‪ .‬في اليتيم‪HH‬ة‪ :‬ك‪HH‬ان يتش‪HH‬يع و يتمث‪HH‬ل في‬
‫شعره بما يدل على مذهبه كقوله‪:‬‬

‫ال تتركّنى من ذنبي على وجل‬ ‫انظر إلّي بعين الصفح عن زللي‬

‫فكيف أهجر من في هجره أجلي‬ ‫موتي و هجرك مقرونان في قرن‬

‫فكيف أقطع من في وصله أملي‬ ‫و ليس لي أمل إال وصالكم‬

‫إال الوصي أمير المؤمنين علي‬ ‫هذا فؤادي لم يملكه غيركم‬

‫و من شعره‪:‬‬

‫و قّد مت الدعي على الوصي‬ ‫جحدت والء موالنا علي‬

‫من اللحظات في قلب الشجي‬ ‫متى ما قّلت إن السيف أمضى‬

‫‪ 42‬و في مقال للدكتور مصطفى جواد كتبه في العدد التاسع من مجلة( البالغ) الكاظمية السنة األولى‪ .‬ان هذه األبيات و التي بعدها ألبي بكر محمد‬
‫بن أحمد بن حمدان المعروف ب( الخباز البلدي) نسبة الى بلد من بلدان الجزيرة التي ف‪P‬وق الموص‪P‬ل و تس‪P‬مى ايض‪P‬ا( بل‪P‬ط) و تع‪P‬رف الي‪P‬وم باس‪P‬م‬
‫تركي هو( أسكي موصل) اي الموصل العتيق‪PP‬ة‪ .‬ك‪PP‬ان الخب‪PP‬از البل‪P‬دي أّمي‪PP‬ا إال أن‪PP‬ه حف‪PP‬ظ الق‪PP‬رآن الك‪PP‬ريم‪ ،‬ذك‪PP‬ره الثع‪PP‬البي في يتيم‪PP‬ة ال‪P‬دهر و العم‪PP‬اد‬
‫االصفهاني في خريدة القصر و ذكره نصر هّللا ابن األثير في المثل السائر‪ ،‬و كان من حسنات بلده‪ ،‬و شعره كل‪PP‬ه ملح و تح‪PP‬ف و غ‪PP‬رر و ال تخل‪PP‬و‬
‫مقطوعة له من معنى حسن أو مثل سائر ذكره القفطي في كتابه المذكور غير مرة و قال‪:‬‬
‫و كان يتشيع و يتمثل في شعره بما يدل على مذهبه كقوله‪:‬‬
‫و حمائم نبهّن ني االبيات‪ .‬و قوله جحدت والء موالنا الوصي األبيات‪.‬‬
‫أقول و روى له نتفا شعرية عذبة‪ .‬و قال الشيخ القمي في الكني و األلقاب‪ :‬محم‪P‬د بن احم‪P‬د بن الحس‪P‬ين البل‪P‬دي الموص‪P‬لي ش‪P‬يخ ع‪P‬الم فاض‪P‬ل اديب‬
‫شاعر امامي كان من شعراء الصاحب بن عباد و قد ذكر شيخنا الحر العاملي رحمه هّللا في أمل اآلمل بعض أشعاره‪.‬‬
‫‪ 43‬ابو بكر اسمه محمد بن هاشم بن وعلة بن عرام بن يزيد بن عبد هّللا ابن عبد منّبه بن يثربي بن عبد السالم بن خالد بن عبد منّب ه من ب‪PP‬ني عب‪PP‬د‬
‫القيس‪ ،‬و تأتي ترجمته في هذا الجزء‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫كفعل يزيد في آل النبي‬ ‫لقد فعلت جفونك في البرايا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪122 :‬‬

‫و له‪:‬‬

‫عنك يا قّرة عيني‬ ‫أنا ان رمت سّلوا‬

‫رك في قتل الحسين‬ ‫كنت في االثم كمن شا‬

‫بي بقّد كالرديني‬ ‫لك صوالت على قل‬


‫‪45‬‬
‫يوم بدر و حنين‬ ‫مثل صوالت علي‬

‫و له‪:‬‬

‫بين سيفين أرهفا و رديني‬ ‫أنا في قبضة الغرام رهين‬

‫ظن أني و ليت قتل الحسين‬ ‫فكأن الهوى فتى علوّي‬

‫فهو يختار أوجع القتلتين‬ ‫و كأني يزيد بين يديه‬

‫و له‪:‬‬

‫سواك على القطيعة و البعاد‬ ‫تظن بأنني أهوى حبيبا‬


‫‪46‬‬
‫و قلت بأنني مولى زياد‬ ‫جحدت اذا مواالتي عليا‬

‫و ترجمه السيد األمين في األعيان و ذكر له شعرا كثيرا و كل‪HH‬ه من الن‪HH‬وع الع‪HH‬الي و ذك‪HH‬ر ل‪HH‬ه الن‪HH‬ويري في‬
‫نهاية األدب قوله‪:‬‬

‫‪ 44‬اعيان الشيعة عن اليتيمة للثعالبي‪.‬‬


‫‪ 45‬أعيان الشيعة عن اليتيمة للثعالبي‪.‬‬
‫‪ 46‬أعيان الشيعة عن اليتيمة للثعالبي‪.‬‬
‫خلق فما في ذاك عار‬ ‫يا هذه إن رحت في‬

‫ة قميصها خرق وقار‬ ‫هذى المدام هي الحيا‬

‫و من شعره ما رواه الحموي في معجم االدباء‪:‬‬

‫قهوة تترك الحليم سفيها‬ ‫هتف الصبح بالدجى فاسقنيها‬

‫هي في كاسها أم الكاس فيها‬ ‫لست تدري لرقة و صفاء‬

‫و قال‪:‬‬

‫كأنه أنا مقياسا بمقياس‬ ‫أ ما ترى الغيم يا من قلبه قاسى‬

‫في القلب مني و ريح مثل أنفاسي‬ ‫قطر كدمعي و برق مثل نار جوى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪123 :‬‬

‫األمير تميم بن الخليفة‬

‫االمير ابو علي تميم بن الخليفة المعز لدين هّللا مسعد بن اسماعيل الفاطمي‪:‬‬

‫فحشو جفون المقلتين سهاد‬ ‫نأت بعد ما بان العزاء سعاد‬

‫و ليت دموعي للخليط مزاد‬ ‫فليت فؤادي للظعائن مربع‬

‫و قّرت بهم دار و صّح وداد‬ ‫نأوا بعد ما القت مكائدها النوى‬

‫و يبعد نجح األمر حين يراد‬ ‫و قد تؤمن األحداث من حيث تتقى‬

‫و للهو غيري مألف و مصاد‬ ‫أعاذل لي عن فسحة الصبر مذهب‬

‫هم لثغور المسلمين سداد‬ ‫ثوت لي أسالف كرام بكربال‬

‫و عاجلهم بالناكثين حصاد‬ ‫أصابتهم من عبد شمس عداوة‬


‫‪47‬‬
‫و جار على آل النبي زياد‬ ‫فكيف يلّذ العيش عفوا و قد سطا‬

‫يزيد بأنواع الشقاق فبادوا‬ ‫و قتلهم بغيا عبيد و كادهم‬

‫و كادوهم و الحق ليس يكاد‬ ‫بثارات بدر قاتلوهم و مكة‬

‫عليهم رماح للنفاق حداد‬ ‫فحكمت األسياف فيهم و سّلطت‬


‫‪48‬‬
‫دهاهم بها للناكثين كياد‬ ‫فكم كربة في كربالء شديدة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪124 :‬‬

‫و يغزون غزوا ليس فيه محاد‬ ‫تحّك م فيهم كل أنوك جاهل‬

‫و حادوا كما حادت ثمود و عاد‬ ‫كأنهم ارتّد وا ارتداد امية‬

‫أما لكم يوم النشور معاد‬ ‫أ لم تعظموا يا قوم رهط نبيكم‬


‫‪49‬‬
‫و تدرسهم جرد هناك جياد‬ ‫تداس بأقدام العصاة جسومهم‬

‫سفاها و عن ماء الفرات تذاد‬ ‫تضيمهم بالقتل أمة جدهم‬

‫و لم يجبنوا بل جالدوا فأجادوا‬ ‫فماتوا عطاشى صابرين على الوغى‬

‫تساموا و سادوا في المهود و قادوا‬ ‫و لم يقبلوا حكم الدعي‪ 50‬ألنهم‬

‫و عاش بهم قبل الممات عباد‬ ‫و لكنهم ماتوا كراما أعزة‬

‫بها جثث األبرار ليس تعاد‬ ‫و كم بأعالي كربال من حفائر‬

‫جواد اذا أعيا األنام جواد‬ ‫بها من بني الزهراء كل سميدع‬

‫وجوه بها كان النجاح يفاد‬ ‫معّفرة في ذلك الترب منهم‬

‫و خزي لمن عاداهما و بعاد‬ ‫فلهفي على قتل الحسين و مسلم‬

‫‪ 47‬يريد به زياد بن ابيه والد عبيد هّللا بن زياد الذى ارسل الجيوش لمحاربة الحسين عليه السالم‪.‬‬
‫‪ 48‬الكياد‪ :‬المكايدة مصدر كايد‪.‬‬
‫‪ 49‬يعني بذلك رّض جسد الحسين عليه السالم بحوافر الخيول‪.‬‬
‫‪ 50‬يعنى به ابن زياد الذي ال يعرف البيه أب‪.‬‬
‫إذا حان من بّث الكئيب نفاد‬ ‫و لهفي على زيد و بّثا مرددا‬

‫فيقطر حزنا أو يذوب فؤاد‬ ‫االكبد تفنى عليهم صبابة‬

‫أكل قلوب العالمين جماد‬ ‫أ ال مقلة تهمي أال أذن تعي‬

‫دماء بني بيت النبي تقاد‬ ‫تقاد دماء المارقين و ال أرى‬

‫بها انجاب شرك و اضمحل فساد‬ ‫أ ليس هم الهادون و العترة التي‬

‫سبايا الى ارض الشام تقاد‬ ‫تساق على االرغام قسرا نساؤهم‬

‫كما سيق في عصف الرياح جراد‬ ‫يسقن الى دار اللعين صواغرا‬

‫ألكرم من قد عّز منه قياد‬ ‫كأنهم فيء النصارى و إنهم‬

‫و قتل حسين و القلوب شداد‬ ‫يعز على الزهراء ذّلة زينب‬

‫لقد مجسوا‪ 51‬أهل الشام و هادوا‬ ‫و قرع يزيد بالقضيب لسّنه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪125 :‬‬

‫متى صح منكم في اإلله مراد‬ ‫قتلتم بني اإليمان و الوحي و الهدى‬

‫بهم و نقصتم عند ذاك و زادوا‬ ‫و لم تقتلوهم بل قتلتم هداكم‬

‫عدى فاملئوا طرق النفاق و عادوا‬ ‫أمية ما زلتم ألبناء هاشم‬

‫عليكم نفار منهم و عناد‬ ‫إلى كم و قد الحت براهين فضلهم‬


‫‪52‬‬
‫لقد قّل انصاف و طال شراد‬ ‫متى قط أضحى عبد شمس كهاشم‬

‫متى شارفت شم الجبال و هاد‬ ‫متى و زنت صّم الحجار بجوهر‬

‫نبيا علت للحق منه زناد‬ ‫متى بعث الرحمن منكم كجدهم‬

‫إذا عّد إيمان و عّد جهاد‬ ‫متى كان يوما صخركم كعلّيهم‬

‫‪ 51‬مجسوا‪ :‬دخلوا المجوسية‪ .‬و هادوا‪ :‬دخلوا اليهودية‪.‬‬


‫‪ 52‬الشراد‪ :‬النفور‪.‬‬
‫متى قيس بالصبح المنير سواد‬ ‫متى أصبحت هند كفاطمة الرضى‬

‫ستجنى عليكم ذلة و كساد‬ ‫أ آل رسول هّللا سؤتم و كدتم‬

‫إذا اشتد إبعاد و أرمل‪ 53‬زاد‬ ‫أ ليس رسول هّللا فيهم خصيمكم‬

‫بكم أم بهم دين اإلله يشاد‬ ‫بكم أم بهم جاء القرآن مبشرا‬

‫غزار و حزن ليس عنه رقاد‬ ‫سأبكيكم يا سادتي بمدامع‬

‫فال اتسعت بي ما حييت بالد‬ ‫و إن لم أعاد عبد شمس عليكم‬

‫على األرض من طول القرار مهاد‬ ‫و أطلبهم حتى يروحوا و ما لهم‬

‫من المستهالت العذاب عهاد‬ ‫سقى حفرا و ارتكم و حوتكم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪126 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫األمير ابو علي تميم بن الخليفة المعز لدين هّللا معد بن اسماعيل الفاطمي‪ :‬قال السيد األمين في األعي‪HH‬ان ج‬
‫‪ 14‬ص ‪:308‬‬

‫اديب شاعر من بيت الملك في ابان عزه و مجده ذكره صاحب اليتيم‪HH‬ة و لم ي‪HH‬ذكر من أحوال‪HH‬ه ش‪HH‬يئا س‪HH‬وى‬
‫أشعار له أوردها و قالت مجلة الرسالة المصرية عدد ‪ 331‬من السنة السابعة هو كما يعرف األدب‪HH‬اء ام‪HH‬ير‬
‫شعراء مصر في العصر الفاطمي و يمكننا القول بان تميما هذا كان مبدأ حياة خصيبة عامرة نشأ في وقت‬
‫واحد مع القاهرة و كان الشعر في مصر بما تعلم‪HH‬ه من الض‪HH‬عف و القل‪HH‬ة و الن‪HH‬درة أق‪HH‬ول و روى ل‪HH‬ه بعض‬
‫أشعاره التي نظمها سنة ‪ 374‬ه و شعره الذي يمدح به اخاه الخليفة العزيز باهّلل الفاطمي اكثره ب‪HH‬ل جّل ه في‬
‫ديوانه المطبوع بمطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة قال ابن خلك‪HH‬ان‪ :‬و ك‪HH‬انت وفات‪HH‬ه في ذي القع‪HH‬دة س‪HH‬نة‬
‫اربع و سبعين و ثالثمائة بمصر رحمه هّللا تعالى و دفن بالحجرة التي فيها قبر ابيه المعز‪.‬‬

‫و قال في الغزل‪:‬‬

‫في كربالء من الدماء‬ ‫ال و المضّر ج ثوبه‬

‫و بنيه اصحاب الكساء‬ ‫ال و الوصي و زوجه‬

‫ة الغاصبين االدعياء‬ ‫أوال فإني للعصا‬

‫عما عهدت من الوفاء‬ ‫ما حلت يا ذات اللمى‬

‫‪ 53‬أرمل‪ :‬نفد‪.‬‬
‫في الدمع من طول البكاء‬ ‫ها فانظريني سابحا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪127 :‬‬

‫قد تهيأ للفناء‬ ‫وضعي يديك على فؤاد‬

‫لسن و خدعة ذي ذكاء‬ ‫قالت‪ :‬تلطف شاعر‬

‫منك وجهي بالحياء‬ ‫امسك عليك فقد تقّنع‬

‫ال بما تحت الرداء‬ ‫و اعبث بما في العقد مني‪،‬‬

‫لعبوا باخالق النساء‬ ‫إّن الرجال اذا شكوا‬

‫و من شعره‪:‬‬

‫و من هو بالسر المكتم أعلم‬ ‫اما و الذي ال يملك االمر غيره‬

‫ألعالنها عندي اشّد و آلم‬ ‫لئن كان كتمان المصائب مؤلما‬

‫و إن كنت منه دائما اتبسم‬ ‫و بي كل ما يبكي العيون أقّله‬

‫و قال معارضا قصيدة عبد هّللا بن المعتز التي أولها‪:‬‬

‫و من لدموعي و تسكابها‬ ‫أال من لنفسي و أوصابها‬

‫أقول و قصيدة شاعرنا المترجم له طويلة فمنها‪:‬‬

‫و رام اللحوق بأربابها‬ ‫أال قل لمن ضّل من هاشم‬

‫أ أرؤسها مثل أذنابها‬ ‫أ أوساطها مثل أطرافها‬


‫علي و قاتل نّصابها‬ ‫أ عباسها كأبي حربها‬

‫و أول هادم أنصابها‬ ‫و أولها مؤمنا باإلله‬

‫فخّلوا المعالي ألصحابها‬ ‫بني هاشم قد تعاميتم‬

‫إذا أبدت الحرب عن نابها‬ ‫أ عباسكم كان سيف النبي‬

‫يذود الكتائب عن غابها‬ ‫أ عباسكم كان في بدره‬

‫جهارا و مالك أسالبها‬ ‫أ عباسكم قاتل المشركين‬

‫و معطى الّر غاب لطالبها‬ ‫أ عباسكم كوصّي النبي‬

‫و فّتح مقفل أبوابها‬ ‫أ عباسكم شرح المشكالت‬

‫غوّى المقالة كّذ ابها‬ ‫عجبت لمرتكب بغيه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪128 :‬‬

‫و يحكم تنميق إذهابا‬ ‫يقول فينظم زور الكالم‬

‫و لكن بنو العم أولى بها)‬ ‫(لكم حرمة يا بني بنته‬

‫بنو العّم أّف لغّصابها‬ ‫و كيف يحوز سهام البنين‬

‫أ تعمون عن نّص إسهابها‬ ‫بذا أنزل هّللا آي القرآن‬

‫و قاس المطايا برّك ابها‬ ‫لقد جار في القول عبد اإلله‬

‫و أنتم جذبتم بهّد ابها‬ ‫و نحن لبسنا ثياب النبي‬

‫و أهل الوراثة اولى بها‬ ‫و نحن بنوه و وّراثه‬

‫و نحن أحّق بجلبابها‬ ‫و فينا االمامة ال فيكم‬

‫بمثل البتول و أنجابها‬ ‫و من لكم يا بنى عّم ه‬

‫أب فتراموا بنّش ابها‬ ‫و ما لكم كوصّي النبي‬


‫و ساداتكم عند نّسابها‬ ‫ألسنا لباب بني هاشم‬

‫ألسنا ذهبنا بأحسابها‬ ‫ألسنا سبقنا لغاياتها‬

‫و ليس الوالة ككّتابها‬ ‫بنا صلتم و بنا طلتم‬

‫فذاك أشّد إلتعابها‬ ‫و ال تسفهوا أنفسا بالكذاب‬

‫و نحن غدونا كإعرابها‬ ‫فأنتم كلحن قوافي الفخار‬

‫و له قصيدة اخرى يرّد بها على ابن المعتز في تفضيله العباسيين على العلويين أولها‪:‬‬

‫و ثوى فيك كل غاد و سار‬ ‫جادك الغيث من محّلة دار‬

‫و منها‪:‬‬

‫في صغار من العال أو كبار‬ ‫يا بني هاشم و لسنا سواء‬

‫قد سبقناكم لكل فخار‬ ‫ان نكن ننتمي لجد فإنا‬

‫هل تقاس النجوم باالقمار‬ ‫ليس عباسكم كمثل علي‬

‫و موسى اكرم به من نجار‬ ‫من له قال انت مني كهارون‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪129 :‬‬

‫خّصه دون سائر الحّضار‬ ‫ثم يوم الغدير ما قد علمتم‬

‫ال و ال منصل سوى ذي الفقار‬ ‫من له قال‪ :‬ال فتى كعلي‬

‫جهالء بواضح االخبار‬ ‫و بمن باهل النبي أ أنتم‬

‫عن سبيل االنصاف كل مطار‬ ‫يا بني عمنا ظلمتم و طرتم‬


‫لم تنالوا رؤياه باالبصار‬ ‫كيف تحوون باالكف مكانا‬

‫احمدا و هو نحو يثرب سار‬ ‫من توّطأ الفراش يخلف فيه‬

‫مكة عن كّر ه على الفّجار‬ ‫و اسألوا يوم خيبر و اسألوا‬

‫االسالم فيه و طالب االوتار‬ ‫و اسألوا يوم بدر من فارس‬

‫هّللا عمن أغار كل مغار‬ ‫اسألوا كل غزوة لرسول‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪130 :‬‬


‫‪54‬‬
‫علي بن أحمد الجرجاني الجوهري‬

‫تهمي عليه ضلوعي قبل أجفاني‬ ‫وجدي بكوفان ما وجدي بكوفان‬

‫أتت بشاشتها أقصى خراسان‬ ‫أرض اذا نفحت ريح العراق بها‬

‫جهل الصدى فتراه غير صديان‬ ‫و من قتيل بأعلى كربالء على‬

‫رّي الجوانح من روح و رضوان‬ ‫و ذي صفائح يستسقي البقيع به‬

‫قّد ا معا مثلما قّد الشرا كان‬ ‫هذا قسيم رسول هّللا من آدم‬

‫وجه الهدى و هما في الوجه عينان‬ ‫و ذاك سبطا رسول هّللا جدهما‬

‫مضرجين نشاوى من دم قان‬ ‫وا خجلتا من أبيهم يوم يشهدهم‬

‫فاستبدلت للعمى كفرا بايمان‬ ‫يقول يا أمة حف الضالل بها‬

‫بخير ما جاء من آي و فرقان‬ ‫ما ذا جنيت عليكم إذ أتيتكم‬

‫على شفا حفرة من حّر نيران‬ ‫أ لم أجركم و أنتم في ضاللتكم‬

‫مثارة بين أحقاد و أضغان‬ ‫أ لم أؤلف قلوبا منكم فرقا‬

‫و آيه الغر في جمع و قرآن‬ ‫أ ما تركت كتاب هّللا بينكم‬

‫أ لم أكن فيكم ماء لظمآن‬ ‫أ لم أكن فيكم غوثا لمضطهد‬

‫هذا و ترجون عند الحوض إحساني‬ ‫قتلتم ولدي صبرا على ظمأ‬

‫‪ 54‬ترجمه صاحب( رياض العلماء) و وصف فضله و شعره‪.‬‬


‫بني البتول و هم لحمي و جثماني‬ ‫سبيتم ثكلتكم أمهاتكم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪131 :‬‬

‫كرام رهطني و راموا هدم بنياني‬ ‫يا رب خذ لي منهم إذ هم ظلموا‬

‫و الحاكم هّللا للمظلوم و الراني‬ ‫ما ذا تجيبون و الزهراء خصمكم‬

‫عليكم الدهر من مثنى و وحدان‬ ‫أهل الكساء صالة هّللا نازلة‬

‫شمس النهار و ما الح السماكان‬ ‫أنتم نجوم بني حواء ما طلعت‬

‫رّد ت بآلالئها أبصار عميان‬ ‫هذي حقائق لفظ كلما برقت‬

‫هي الردى لبنى حرب و مروان‬ ‫هي الحلى لبنى طه و عترتهم‬


‫‪55‬‬
‫محبة لكم من أرض جرجان‬ ‫هي الجواهر جاء الجوهري بها‬

‫و قال يرثي الحسين عليه السالم‪:‬‬

‫خذوا حدادكم يا آل ياسين‬ ‫يا أهل عاشور يا لهفي على الدين‬

‫بنات أحمد نهب الروم و الصين‬ ‫اليوم شقق جيب الدين و انتهبت‬

‫يقول من ليتيم أو لمسكين‬ ‫اليوم قام بأعلى الطف نادبهم‬

‫أمسى عبير نحور الحور و العين‬ ‫اليوم خّض ب جيب المصطفى بدم‬

‫و طاح بالخيل ساحات الميادين‬ ‫اليوم خّر نجوم الفخر من مضر‬

‫و برقعت عزة االسالم بالهون‬ ‫اليوم اطفئ نور هّللا متقدا‬

‫مما صلوه ببدر ثم صفين‬ ‫اليوم نال بنو حرب طوائلهم‬

‫و مّك ن الغي منها كل تمكين‬ ‫يا أمة ولي الشيطان رايتها‬

‫‪ 55‬عن أعيان الشيعة ج ‪ 41‬ص ‪.41‬‬


‫و ال الفواطم من هند و ميسون‬ ‫ما المرتضى و بنوه من معوية‬

‫تهمي و ال تدعي دمعا لمحزون‬ ‫يا عين ال تدعي شيئا لغادية‬

‫بكل لؤلؤ دمع فيك مكنون‬ ‫قومي على جدث بالطف فانتقضي‬

‫سيف يقّطع عنكم كل موصون‬ ‫يا آل أحمد إن الجوهري لكم‬

‫ذكرها الخوارزمي في مقتله‪ ،‬و ابن شهرآشوب في مناقبه‪ ،‬و العالمة المجلسي في العاشر من البحار‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪132 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫ابو الحسن علي بن احمد الجرجاني المعروف بالجوهري‪ :‬توفي في حدود سنة ‪ .380‬عن ري‪HH‬اض العلم‪HH‬اء‬
‫إنه كان شاعرا اديبا مشهورا‪ ،‬و هو ص‪H‬احب القص‪H‬ائد الف‪H‬اخرة الكث‪H‬يرة في من‪H‬اقب أه‪H‬ل ال‪H‬بيت و مص‪H‬ائب‬
‫شهدائهم‪.‬‬

‫كان من صنايع الوزير الصاحب بن عباد و ندمائه و شعرائه‪ ،‬تعاطى صناعة الشعر في ريعان من عم‪HH‬ره‬
‫جزاه هّللا خير جزاء المحسنين‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪133 :‬‬

‫الّص احب اسماعيل بن عباد‬

‫و اتركي الخد كالمحّل المحيل‬ ‫عين جودي على الشهيد القتيل‬

‫ي امام التنزيل و التأويل‬ ‫كيف يشفي البكاء في قتل موال‬

‫ما كفتني لمسلم بن عقيل‬ ‫و لو اّن البحار صارت دموعي‬

‫هم عليا إذ قاتلوا ابن الرسول‬ ‫قاتلوا هّللا و النبّي و موال‬

‫قتلوا حوله ضراغم غيل‬ ‫صرعوا حوله كواكب دجن‬

‫ث عرين و حّد سيف صقيل‬ ‫اخوة كّل واحد منهم لي‬

‫و انتهابا ياضلة من سبيل‬ ‫أو سعوهم طعنا و ضربا و نحرا‬

‫بين حّر الظبى و حّر الغليل‬ ‫و الحسين الممنوع شربة ماء‬


‫و غريق من الدماء الهمول‬ ‫مثكل بابنه و قد ضّم ه و ه‬

‫هل سمعتم بمرضع مقتول‬ ‫فجعوه من بعده برضيع‬

‫هي نفس التكبير و التهليل‬ ‫ثم لم يشفهم سوى قتل نفس‬

‫له نفس الوصي نفس البتول‬ ‫هي نفس الحسين نفس رسول ال‬

‫ب تصّد ع على العزيز الذليل‬ ‫ذبحوه ذبح األضاحي فيا قل‬

‫ويلهم من عقاب يوم وبيل‬ ‫وطأوا جسمه و قد قّطعوه‬

‫إن سعي الكفار في تضليل‬ ‫أخذوا رأسه و قد بّضعوه‬

‫ال دموعي تسيل كّل مسيل‬ ‫نصبوه على القنا فدمائي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪134 :‬‬

‫راء لّم ا صرخن حول القتيل‬ ‫و استباحوا بنات فاطمة الزه‬

‫تاب سبيا بالعنف و التهويل‬ ‫حملوهّن قد كشفن على االق‬

‫و لرزء على النبّي ثقيل‬ ‫يا لكرب بكربالء عظيم‬

‫في بنيه صّلوا على جبرئيل‬ ‫كم بكى جبرئيل مّم ا دهاه‬

‫م اذا حان محشر التعديل‬ ‫سوف تأتي الزهراء تلتمس الحك‬

‫حولها و الخصام غير قليل‬ ‫و أبوها و بعلها و بنوها‬

‫دي لماذا و أنت خير مديل‬ ‫و تنادي يا رب ذّبح أوال‬

‫ر و أّج ج و خذ بأهل الغلول‬ ‫فينادى بمالك ألهب النا‬

‫من عقاب التخليد و التنكيل)‬ ‫(و يجازى كّل بما كان منه‬

‫ت و نفسي لم تأت بعد بسولي‬ ‫يا بني المصطفى بكيت و ابكي‬

‫للذي نالكم من التذليل‬ ‫ليت روحي ذابت دموعا فأبكي‬


‫يوم القاكم على سلسبيل‬ ‫فوالئي لكم عتادي و زادي‬

‫حفظت حفظ محكم التنزيل‬ ‫لي فيكم مدائح و مراث‬

‫أن يقولوا‪ :‬من قيل اسماعيل‬ ‫قد كفاني في الشرق و الغرب فخرا‬
‫‪56‬‬
‫حسبي هّللا و هو خير وكيل‬ ‫و متى كادني النواصب فيكم‬

‫الصاحب بن عباد‪:‬‬

‫و أخذن قلبي في الرعيل األول‬ ‫حدق الحسان‪ 57‬رمينني بتململ‬

‫و تركنني و على العويل معّولي‬ ‫غادرنني و الى التفزع مفزعي‬

‫قد كان يذبل منه ركنا يذبل‬ ‫لو أن ما ألقاه حّم ل يذبال‬

‫حتى رأيت نجومه يبكين لي‬ ‫ما زلت أرعى الليل رعي موكل‬

‫[متبّسم] قد القيت في جدول‬ ‫فحسبتها زهرات روض ضاحك‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪135 :‬‬

‫قد مد سطرا مذهبا بتعّجل‬ ‫ينقض المعها فتحسب كاتبا‬

‫من سلك غانية مشت بتدلل‬ ‫و يغيب طالعها كدّر قد و هى‬

‫أبدت شجون تفّرق و ترّحل‬ ‫حتى إذا ما الصبح أنفذ رسله‬

‫سعدى و قد برزت لنا بتبذل‬ ‫و الفجر من رأد الضياء كأنه‬

‫فأتى الضياء بوجهه المتهلل‬ ‫و مضى الظالم يجر ذيل عبوسه‬

‫لم ينتزع من معدن بتعمل‬ ‫و بدا لنا ترس من الذهب الذي‬

‫كال و ال جليت بكف الصيقل‬ ‫مرآة نور لم تشن بصياغة‬

‫‪ 56‬عن ديوان الصاحب بن عباد ص ‪.261‬‬


‫‪ 57‬ذكر العالمة المجلسي في المجلد العاشر من( بحار األنوار) بعضها و قال‪ :‬هي من قصيدة طويلة‪.‬‬
‫تبغي هناك دفاع كرب معضل‬ ‫تسمو الى كبد السماء كأنها‬

‫وقفت كوقفة سائل عن منزل‬ ‫حتى اذا بلغت الى حيث انتهت‬

‫طير أسّف مخافة من أجدل‬ ‫ثم انثنت تبغي الحدور كأنها‬

‫في جحفل قد أتبعوه بجحفل‬ ‫حتى اذا ما الليل كّر ببأسه‬

‫كأس الرحيق و لم يخف من عّذ ل‬ ‫طرب الصديق الى الصديق و أبرزت‬

‫و الدّر يخرز من صراح المبزل‬ ‫فالعود يصلح و الحناجر تجتلى‬

‫و العتب يظهر عطنه في أنمل‬ ‫و العين تومئ و الحواجب تنتجي‬

‫من طفلة مع عودها كالمطفل‬ ‫و األذن تقضي ما تريد و تشتهي‬

‫أو شئت مرت في طريقة زلزل‬ ‫إن شئت مّر ت في طريقة معبد‬

‫وصلت طرائقه بفّن الموصلي‬ ‫تغنيك عن إبداع بدعة حسن ما‬

‫و مفّوف و مجّز ع و مهّلل‬ ‫فالروض بين مسّهم و مدّبج‬

‫ليطيب لي شرب المدام الّسلسل‬ ‫و الطير ألسنة الغصون و قد شدت‬

‫أو زرزر أو تدرج أو بلبل‬ ‫من حّم ر أو عندليب مطرب‬

‫تجلى علّي كمثل عين األشهل‬ ‫فأخذتها عادّية غيلّية‬

‫و الدهر أعمى ليس يعرف معقلي‬ ‫قد كان ذاك و في الصبا متنّفس‬

‫خّط االنابة رمتها بتبتل‬ ‫حتى اذا خّط المشيب بعارضي‬

‫في سادة آل النبي المرسل‬ ‫و جعلت تكفير الذنوب مدائحي‬

‫و رقوا الفخار بمقول و بمنصل‬ ‫في سادة حازوا المفاخر قادة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪136 :‬‬

‫و تفضل يوم الندى و تسهل‬ ‫و تشّد د يوم الوغى و تشّرر‬


‫و تحقق بالعلم غير محلحل‬ ‫و تقّد م في العلم غير محأل‬

‫ألداء‪ -‬فرض أو أداء تنّفل‬ ‫و عبادة ما نال عبد مثلها‬

‫هل كالوصّي منازع في محفل‬ ‫هل كالوصّي مقارع في مجمع‬

‫و حمى الجيوش كمثل ليل أليل‬ ‫شهر الحسام لحسم داء معضل‬

‫يسخو بمهجة محرب متأصل‬ ‫لّم ا أتوا بدرا أتاه مبادرا‬

‫دمه رداء أحمر لم يصقل‬ ‫كم باسل قد رّد ه و عليه من‬

‫قد خيل جري دمائها من جدول‬ ‫كم ضربة من كّفه في قرنه‬

‫ترمي الجبال بوقعها بتزلزل‬ ‫كم حملة و آلى على أعدائه‬

‫خصم دفاع وضوحه بتأّو ل‬ ‫هذا الجهاد و ما يطيق بجهده‬

‫و الجيش بين مكّبر و مهّلل‬ ‫يا مرحبا اذ ظل يردي مرحبا‬

‫قرم القروم يفوق كّل البّز ل‬ ‫و اذا انثنيت الى العلوم رأيته‬

‫تعدوه نكتة واضح أو مشكل‬ ‫و يقوم بالتنزيل و التأويل ال‬

‫لتهالكوا بتعسف و تجّهل‬ ‫لو ال فتاويه التي نّجتهم‬

‫سألوه مّد رعين ثوب تذّلل‬ ‫لم يسأل األقوام عن أمر و كم‬

‫لو أثبت النّص اب قول المرسل‬ ‫كان الرسول مدينة هو بابها‬

‫في الوقت فّر ارا فهل من معدل]‬ ‫[قد كان كّر ارا فسّم ي غيره‬

‫تغلي على األهلين غلي المرجل‬ ‫هذي صدورهم لبغض المصطفى‬

‫آل النبي على الخطوب النزل‬ ‫نصبت حقودهم حروبا أدرجت‬

‫عهدوا فقل في نكث باغ مبطل‬ ‫حّلوا و قد عقدوا كما نكثوا و قد‬

‫أن المدبر ثّم ربة محمل‬ ‫وافوا يخبرنا بضعف عقولهم‬

‫يا أّم ة مثل الّنعام المهمل‬ ‫هل صّير هّللا النساء أئمة‬

‫فاغتاله أشقى الورى بتخّتل‬ ‫دبت عقاربهم لصنو نبيهم‬


‫فلتجر غرب دموعها و لتهمل‬ ‫أجروا دماء أخي النبّي محمد‬

‫لعداه من ماض و من مستقبل‬ ‫و لتصدر اللعنات غير مزالة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪137 :‬‬

‫بوصّيه الطهر الزكي المفضل‬ ‫لم تشفهم من أحمد أفعالهم‬

‫بعظائم فاسمع حديث المقتل‬ ‫فتجّر دوا لبنيه ثم بناته‬

‫في كربالء فنح كنوح المعول‬ ‫منعوا حسين الماء و هو مجاهد‬

‫يردون في النيران أوخم منهل‬ ‫منعوه أعذب منهل و كذا غدا‬

‫حشرا متينا في العقاب المجمل‬ ‫يسقون غسلينا و يحشر جمعهم‬

‫حّي أمام ركابه لم يقتل‬ ‫أ يحّز رأس ابن الرسول و في الورى‬

‫محمدا وافى بمّلة هرقل‬ ‫تسبى بنات محمد حتى كأّن‬

‫على الفالح بفرصة و تعّجل‬ ‫و بنوا السفاح تحكموا في أهل حّي‬

‫هي للنبّي الخير خير مقّبل‬ ‫نكت الدعّي ابن البغي ضواحكا‬

‫أوداج أوالد النبّي و تعتلي‬ ‫تمضي بنو هند سيوف الهند في‬

‫و بكوا و قد سّقوا كئوس الّذ ّبل‬ ‫ناحت مالئكة السماء عليهم‬

‫و الضحك بعد السبط غير محّلل‬ ‫فأرى البكاء مدى الزمان محلال‬

‫و تنّز لي بالقلب ال تترّحلي‬ ‫قد قلت لألحزان‪ :‬دومي هكذا‬

‫و ثقي بحبل هّللا ال تتعجلي‬ ‫يا شيعة الهادين ال تتأّسفي‬

‫قعر الجحيم من الطباق األسفل‬ ‫قعدا ترون الناصبين و دارهم‬

‫في جنة الفردوس أكرم موئل‬ ‫و تنعمون مع النبّي و آله‬

‫في وصف علياء النبي و في علي‬ ‫هذي القالئد كالخرائد تجتلى‬


‫أزرت بشعر مزّرد و مهلهل‬ ‫لقريحة عدلّية شيعية‬

‫أن لم تكن لألعشيين و جرول‬ ‫ما شاقها لما أقمت و زانها‬

‫ساداته فأتت بحسن مكمل‬ ‫رام ابن عباد بها قربى الى‬

‫إال الذي وافى لعدة أفحل‬ ‫ما ينكر المعنى الذي قصدت له‬
‫‪58‬‬
‫حتى تحوز كمال عيش مقبل‬ ‫و عليك يا مكّي حسن نشيدها‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪138 :‬‬

‫و قال رحمه هّللا ‪:‬‬

‫هذا و ما ودعت شرخ شبابي‬ ‫ما بال علوى ال ترد جوابي‬

‫دور الخضاب فما عرفت خضابي‬ ‫أ تظّن أثواب الشباب بلمتي‬

‫و الدهر يلزم‪ -‬كيف شئت‪ -‬جنابي‬ ‫أو لّم تر الدنيا تطيع أوامري‬

‫و الهّم اقسم ال يطور ببابي‬ ‫و العيش غض و المسارح جّم ة‬

‫و العدل و التوحيد قد سعدا بي‬ ‫و والء آل محمد قد خير لي‬

‫باب الرشاد الى هدى و صواب‬ ‫من بعد ما استّد ت مطالب طالب‬

‫ثبت القواعد محكم األطناب‬ ‫عاودت عرصة أصبهان و جهلها‬

‫و الدين فيها مذهب الّنّصاب‬ ‫و الجبر و التشبيه قد جثما بها‬

‫ااّل أراذل من ذوي األذناب‬ ‫فكففتهم دهرا و قد فّقهتهم‬

‫ما ال يبقى شبهة المرتاب‬ ‫و رويت من فضل النبّي و آله‬

‫من مفخر االعمال و االنساب‬ ‫و ذكرت ما خّص النبّي بفضله‬

‫اّن الشفاء له استماع خطابي‬ ‫و ذر الذي كانت تعرف داءه‬

‫أمنت به نفسي من األوصاب‬ ‫يا آل احمد انتم حرزي الذي‬

‫و كذا يكون مع السعود مأبي‬ ‫أسعدت بالدنيا و قد واليتكم‬

‫‪ 58‬عن ديوان الصاحب بن عباد ص ‪.85‬‬


‫و حسامه في كّل يوم ضراب‬ ‫انتم سراج هّللا في ظلم الدجى‬

‫و ليوثه إن غاب ليث الغاب‬ ‫و نجومه الزهر التي تهدي الورى‬

‫هل يرتجى مطر بغير سحاب‬ ‫ال يرتجى دين خال من حّبكم‬

‫لو يعرف النّصاب رجع جواب‬ ‫أنتم يمين هّللا في أمصاره‬

‫و تعّللوا جهال بلمع سراب‬ ‫تركوا الشراب و قد شكوا غلل الصدى‬

‫ترك العقيدة ربة االنساب‬ ‫لم يعلموا أّن الهوى يهوي بمن‬

‫غلب الخضارم كّل يوم غالب‬ ‫لم يعلموا أّن الوصّي هو الذي‬

‫آخى النبّي اخّو ة االنجاب‬ ‫لم يعلموا أّن الوصّي هو الذي‬

‫سبق الجميع بسّنة و كتاب‬ ‫لم يعلموا أّن الوصّي هو الذي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪139 :‬‬

‫لم يرض باالصنام و االنصاب‬ ‫لم يعلموا أّن الوصّي هو الذي‬

‫آتى الزكاة و كان في المحراب‬ ‫لم يعلموا أّن الوصّي هو الذي‬

‫حكم الغدير له على األصحاب‬ ‫لم يعلموا أّن الوصّي هو الذي‬

‫قد سام أهل الّش رك سوم عذاب‬ ‫لم يعلموا أّن الوصّي هو الذي‬

‫أزرى ببدر كّل أصيد آبي‬ ‫لم يعلموا أّن الوصي هو الذي‬

‫ترك الضالل مغّلل األنياب‬ ‫لم يعلموا أّن الوصّي هو الذي‬

‫علياه تسبق عّد كّل حساب‬ ‫مالي أقّص فضائل البحر الذي‬

‫أبديه أرجو أن يزيد ثوابي‬ ‫لكّنني مترّو ح بيسير ما‬

‫سمعوا كالمي و هو صوت رباب‬ ‫و أريد اكماد النواصب كّلما‬

‫لكن على النّص اب مثل الصاب‬ ‫يحلو اذا الشيعّي رّد د ذكره‬
‫دأبي و هّن عقائد اآلداب‬ ‫مدح كأيام الشباب جعلتها‬

‫ظهرت عليه سرائري و ثيابي‬ ‫حّبي أمير المؤمنين ديانة‬

‫اعمال مرضّي اليقين عقابي‬ ‫أّد ت اليه بصائر أعملتها‬

‫لعمارة األسالف و األحساب‬ ‫لم يعبث التقليد بي و محبتي‬

‫زّفت الى بشر مدى األحقاب‬ ‫يا كفؤ بنت محمد لوالك ما‬

‫يك أحمد المبعوث ذا أعقاب‬ ‫يا أصل عترة احمد لوالك لم‬

‫قد ضمنت بحقائق األنجاب‬ ‫و أفئت بالحسنين خير والدة‬

‫حوت الكمال و كنت أفضل باب‬ ‫كان النبّي مدينة العلم التي‬

‫بهرت فلم تستر بلّف نقاب‬ ‫رّد ت عليك الشمس و هي فضيلة‬

‫عادتك و هي مباحة األسالب‬ ‫لم أحك إال ما روته نواصب‬

‫بأوابد جاءت بكل عجاب‬ ‫عوملت يا صنو النبّي و تلوه‬

‫نكصوا بحربهم على األعقاب‬ ‫عوهدت ثم نكثت و انفرد األلى‬

‫بعدا ألجمعهم و طول تباب‬ ‫حوربت ثم قتلت ثم لعنت يا‬


‫‪59‬‬
‫نفرت على االصرار و االضباب‬ ‫أ يشك في لعني أمية إنها‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪140 :‬‬

‫باعوا شريعتهم بكّف تراب‬ ‫قد لقبوك أبا تراب بعد ما‬

‫و لطول نوحي أو أصير لما بي‬ ‫قتلوا الحسين فيا لعولي بعده‬

‫و الحتف يخطبه مع الخّطاب‬ ‫و هم األلى منعوه بّلة غلة‬

‫أرواحهم شورا بكّف نهاب‬ ‫أودى به و باخوة غّر غدت‬

‫طلبوا دخول الفتح و األحزاب‬ ‫و سبوا بنات محمد فكأنهم‬

‫‪ 59‬و في نسخة‪ :‬جارت على االحرار و االطياب‪.‬‬


‫و النار باطشة بسوط عقاب‬ ‫رفقا ففي يوم القيامة غنية‬

‫نهضوا بحكم القاهر الغاّل ب‬ ‫و محمد و وصّيه و ابناه قد‬

‫و النار تلقاهم بغير حجاب‬ ‫فهناك عّض الظالمون أكّفهم‬

‫ملل و ال عجز عن االسهاب‬ ‫ما كّف طبعي عن إطالة هذه‬

‫كثار و التطويل و االطناب‬ ‫كاّل و ال لقصور علياكم عن اال‬

‫فقصدت ايجازا على اهذاب‬ ‫لكن خشيت على الرواة سأمة‬

‫صدق التشيع من ذوي األلباب‬ ‫كم سامع هذا سليم عقيدة‬

‫متخّش عا للواحد الوّهاب‬ ‫يدعو لقائلها بأخلص نّية‬

‫حنقا علّي و ال يطيق معابي‬ ‫و مناصب فارت مراجل غيظه‬

‫و فؤاده كره على ظبظاب‬ ‫و مقابل لي بالجميل تصّنعا‬

‫يرجو‪ 60‬برغم الناصب الكّذ اب‬ ‫اّن ابن عّباد بآل محمد‬
‫‪61‬‬
‫مثل الشباب و جودة األحباب‬ ‫فاليك يا كوفّي أنشد هذه‬

‫و قال‪:‬‬

‫بالموالي آل طه‬ ‫بلغت نفسي مناها‬

‫ز المعالي و حواها‬ ‫برسول هّللا من حا‬

‫شّرف هّللا بناها‬ ‫و أخيه خير نفس‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪141 :‬‬

‫أشبهت فضال أباها‬ ‫و ببنت المصطفى من‬

‫‪ 60‬لعله‪ :‬يزجو او ينجو‬


‫‪ 61‬عن الديوان‪.‬‬
‫لغ في العليا مداها‬ ‫و بحّب الحسن البا‬

‫م المساعي إذ حواها‬ ‫و الحسين المرتضى يو‬

‫قد تعالى و تناهى‬ ‫ليس فيهم غير نجم‬

‫يا جميعا في ذراها‬ ‫عترة أصبحت الّد ن‬

‫باغتصاب لعداها‬ ‫ال تغّروا حين صارت‬

‫لك إذ رمت قالها‬ ‫أيها الحاسد تعسا‬

‫هل عال مثل عالها‬ ‫هل سنا مثل سناها‬

‫ه على الخلق اصطفاها‬ ‫أو ليست صفوة الّل‬

‫و على النجم ثراها‬ ‫و براها إذ براها‬

‫للذي نال جناها‬ ‫شجرات العلم طوبى‬

‫أخذ القوس فتاها‬ ‫أّيها الناصب سمعا‬

‫في قريضي مجتالها‬ ‫استمع غّر معال‬

‫في الوغى يحمي لظاها‬ ‫من كموالي علي‬

‫صقن للخوف كالها‬ ‫و خصى األبطال قد ال‬

‫بالظبي حين انتضاها‬ ‫من يصيد الصيد فيها‬

‫ها عليهم فارتضاها‬ ‫انتضاها ثم أمضا‬

‫وقفات ال تضاهى‬ ‫من له في كل يوم‬

‫قّد بالصمصام فاها‬ ‫كم و كم حرب عقام‬

‫رمتما مني سفاها‬ ‫يا عذولّي عليه‬

‫لست أبغي ما سواها‬ ‫اذكرا أفعال بدر‬

‫انه شمس ضحاها‬ ‫اذكرا غزوة أحد‬

‫انه بدر دجاها]‬ ‫[اذكرا حرب حنين‬


‫انه ليث شراها‬ ‫اذكرا األحزاب تعلم‬

‫كيف أفناها تجاها‬ ‫اذكرا مهجة عمرو‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪142 :‬‬

‫‪62‬‬
‫و اصدقاني من تالها‬ ‫اذكرا أمر براة‬

‫راء كيما يتباهى‬ ‫اذكرا من زوج الزه‬

‫ر فقد طار سناها‬ ‫اذكرا لي بكرة الطي‬

‫م و من حل ذراها‬ ‫اذكرا لي قلل العل‬

‫و أمور نسياها‬ ‫كم امور ذكراها‬

‫ن لموسى فافهماها‬ ‫حاله حالة هارو‬

‫ه دراها من دراها‬ ‫ذكره في كتب الل‬

‫قد بلته فاسأالها‬ ‫أمّتا موسى و عيسى‬

‫المني القوم سفاها‬ ‫أعلى حّب علي‬


‫‪63‬‬
‫ري ال صّم صداها‬ ‫لم يلج اذ انهم شع‬

‫و تخطوا مقتضاها‬ ‫أهملوا قرباه جهال‬

‫ن أغاروا من قواها‬ ‫نكثوه بعد أيما‬

‫لزمتهم بعراها‬ ‫لعنوه لعنات‬

‫ال جال هّللا عشاها‬ ‫و مشوا في يوم خم‬

‫رض عنها و جفاها‬ ‫طلبوا الدنيا و قد أع‬

‫سف على من قد نفاها‬ ‫و هو لو ال الّد ين لم يأ‬

‫‪ 62‬براة‪ :‬اي براءة‪ .‬و يعني بها سورة براءة‪ ،‬و لعل األصوب( براء)‪.‬‬
‫‪ 63‬لعل المقصود‪ :‬يا صم صداها‪.‬‬
‫قام كلب فادعاها‬ ‫و احتمى عنها و لو قد‬

‫ة ال تخشى اشتباها‬ ‫يا قسيم النار و الجن‬

‫بعد ما فات سناها‬ ‫رّد ت الشمس عليه‬

‫له من شاء سقاها‬ ‫و له كأس رسول ال‬

‫جعل التقوى حالها‬ ‫أّو ل الناس صالة‬

‫أن جهلتم ما «طحاها»‬ ‫عرف التأويل لّم ا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪143 :‬‬

‫قد حماها و اعتماها‬ ‫ليس يحصي مأثرات‬

‫ض و [من] أحصى حصاها‬ ‫غير من [قد] وطأ األر‬

‫ي بأنواع بالها‬ ‫ناجزته عصب البغ‬

‫نع بما كان شقاها‬ ‫قتلته ثّم لم تق‬

‫بظباها و مداها‬ ‫فتصّد ت لبنيه‬

‫و ما كان كفاها‬ ‫أردت األكبر بالّسم‬

‫و غزته و غزاها‬ ‫و انبرت تبغي حسينا‬

‫البن دين مشرعاها‬ ‫و هي دنيا ليس تصفو‬

‫جرأة في ملتقاها‬ ‫ناوشته عّطشته‬

‫ير قد أروت صداها‬ ‫منعته شربة و الط‬

‫ليت روحي قد فداها‬ ‫و أفاتت نفسه يا‬

‫أخته تبكي أخاها‬ ‫بنته تدعو أباها‬

‫ن دهاه و دهاها‬ ‫لو رأى أحمد ما كا‬


‫و رأى شمرا سباها‬ ‫و رأى زينب و لهى‬

‫ه و قد كان شكاها‬ ‫لشكا الحال الى الل‬

‫و هو أولى من جزاها‬ ‫و الى هّللا سيأتي‬

‫لعنة تكوي الجباها‬ ‫لعن هّللا ابن حرب‬

‫ني بقولي من عداها‬ ‫أيها الشيعة ال أع‬

‫أزعجتني بأذاها‬ ‫كنت في حال شكاة‬

‫عن حمّياها حماها‬ ‫كأس حّم اها سقتني‬

‫مدح في الوقت ابتداها‬ ‫فتشّفيت بهذا ال‬

‫لم يثبت أذاها‬ ‫فو حق هّللا اّن هّللا‬

‫تّم شعري‪ -‬ما عراها‬ ‫و كفى نفسي‪ -‬لّم ا‬

‫عّز ذو العرش آلها‬ ‫أحمد هّللا كثيرا‬

‫قول يلقى في ذراها‬ ‫ثم ساداتي فإن ال‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪144 :‬‬

‫هذه و احلل حباها‬ ‫أيها الكوفّي أنشد‬

‫و إليه منتماها‬ ‫و ابن عّباد أبوها‬


‫‪64‬‬
‫لم يرد ماال و جاها‬ ‫طلب الجّنة فيها‬

‫الصاحب بن عباد‪:‬‬

‫ال و الذي ال آله اال هو‬ ‫ما لعلي العلي أشباه‬

‫‪ 64‬عن الديوان‪.‬‬
‫و أبناه عند التفاخر ابناه‬ ‫مبناه مبنى النبي تعرفه‬

‫عاله و الفرقدان نعاله‬ ‫لو طلب النجم ذات أخمصه‬

‫أ ما عرفتم علّو مثواه‬ ‫أ ما عرفتم سمّو منزله‬

‫عليه قد حاطه و رّباه‬ ‫أ ما رأيتم محمدا حدبا‬

‫و أعتامه مخلصا و آخاه‬ ‫و اختصه يافعا و آثره‬

‫رآه خير امرئ و القاه‬ ‫زوجه بضعة النبوة إذ‬

‫جاهد في الدين يوم بلواه‬ ‫يا بأبي السيد الحسين و قد‬

‫من حوله و العيون ترعاه‬ ‫يا بأبي أهله و قد قتلوا‬

‫سّيدها ال تريد مرضاه‬ ‫يا قّبح هّللا أمة خذلت‬


‫‪65‬‬
‫يقرع من بغضه ثناياه‬ ‫يا لعن هّللا جيفة نجسا‬

‫و قال الصاحب‪ -‬كما في المناقب‪:‬‬

‫لما صح عندي من قبيح غذائهم‬ ‫برئت من االرجاس رهط أمية‬

‫لكفرهم المعدود في شر دائهم‬ ‫و لعنتهم خير الوصيين جهرة‬

‫و سبيهم عن جرأة لنسائهم‬ ‫و قتلهم السادات من آل هاشم‬

‫حسين العلى بالكرب في كربالئهم‬ ‫و ذبحهم خير الرجال أرومة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪145 :‬‬

‫لما ورثوا من بغضهم في فنائهم‬ ‫و تشتيتهم شمل النبي محمد‬

‫أديلت و هم أنصارها لشقائهم‬ ‫و ما غضبت إال ألصنامها التي‬

‫‪ 65‬عن اعيان الشيعة‪.‬‬


‫ذنوبي لما أخلصته من والئهم‬ ‫أ يا رب جنبني المكاره و أعف عن‬

‫بغيظهم ال يظفروا بابتغائهم‬ ‫أ يا رب أعدائي كثير فرّد هم‬

‫و سائله لم يخش من غلوائهم‬ ‫أ يا رب من كان النبي و آله‬

‫بليت بهم فادفع عظيم بالئهم‬ ‫حسين توسل لي إلى هّللا إنني‬
‫‪66‬‬
‫فلم يثنني عنكم طويل عوائهم‬ ‫فكم قد دعوني رافضيا لحبكم‬

‫الصاحب بن عباد‪:‬‬

‫أبو القاسم كافي الكفاة اس‪H‬ماعيل بن أبي الحس‪H‬ن عب‪H‬اد بن العب‪H‬اس بن حم‪H‬د بن ادريس ال‪H‬ديلمي األص‪H‬فهاني‬
‫القزويني الطالقاني وزير مؤيد الدولة ثم فخر الدولة و أح‪HH‬د كت‪HH‬اب ال‪HH‬دنيا األربع‪HH‬ة و قي‪HH‬ل في‪HH‬ه و القائ‪HH‬ل أب‪HH‬و‬
‫سعيد الرستمي‪.‬‬

‫موصولة األسناد باالسناد‬ ‫ورث الوزارة كابرا عن كابر‬

‫رته و إسماعيل عن عباد‬ ‫يروي عن العباس عّباد وزا‬

‫ولد ألربع عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة ‪ 326‬باصطخر ف‪HH‬ارس و ت‪HH‬وفي ليل‪HH‬ة الجمع‪HH‬ة ‪ 24‬من ص‪HH‬فر‬
‫سنة ‪ 385‬بالري هكذا أرخ مولده ابن خلكان و ياقوت في معجم األدباء و شّيع في موكب مهيب مش‪HH‬ى في‪HH‬ه‬
‫فخر الدولة و القواد و حمل الى اصبهان و دفن هناك‪.‬‬

‫ولي الوزارة ثماني عشرة سنة و شهرا‪ .‬عده ابن شهر أشوب في شعراء أهل البيت المجاهرين و له عشرة‬
‫آالف بيت في مدح آل رسول هّللا و قد نقش على خاتمه‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪146 :‬‬

‫محمد و العترة الطاهرة‬ ‫شفيع اسماعيل في اآلخرة‬

‫فداء تراب نعل أبي تراب‬ ‫و قال‪ :‬انا و جميع من فوق التراب‬

‫و جاء في روضات الجنات أن أمويا وفد على الصاحب و رفع اليه رقعة فيها‪:‬‬

‫‪ 66‬عن أعيان الشيعة ج ‪ 11‬ص ‪.465‬‬


‫أتاك كريم الناس في الطول و العرض‬ ‫أ يا صاحب الدنيا و يا ملك االرض‬

‫مرائره ال تستميل الى النقض‬ ‫له نسب من آل حرب مؤثل‬

‫لتقضي حق الدين و الشرف المحض‬ ‫فزّو ده بالجدوى و دثره بالعطا‬

‫فلما تأملها الصاحب كتب في جوابها‪:‬‬

‫فال عاش حربّي يدب على األرض‬ ‫أنا رجل يرمونني الناس بالرفض‬

‫فإّن لهم حبي كما لكم بغضي‬ ‫ذروني و آل المصطفى خيره الورى‬

‫لشاهدت بعضي قد تبرأ من بعضي‬ ‫و لو أّن عضوي مال عن آل أحمد‬

‫و من شعره في اإلمام أمير المؤمنين عليه السالم‪:‬‬

‫جهنم كان الفوز عندي جحيمها‬ ‫أبا حسن لو كان حّبك مدخلي‬

‫بأنك مواله و أنت قسيمها‬ ‫و كيف يخاف النار من هو موقن‬

‫و من شعره‪:‬‬

‫و ليس يبلغها قولي و ال عملي‬ ‫مواهب هّللا عندي جاوزت أملي‬

‫واليتي ألمير المؤمنين علي‬ ‫لكّن أشرفها عندي و أفضلها‬

‫و ألف الثعالبي (يتيمة الدهر (باسمه لذاك تجد جّل ما فيها مدحا له‪.‬‬

‫كانت داره ال تخلو في كل ليلة من ليالي شهر رمضان من ألف نفس تتناول طعام اإلفطار على مائدته‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪147 :‬‬

‫و رثاه السيد الرضي بقصيدة لم يسمع اذن الزمان بمثلها و أولها‪:‬‬


‫أ كذا الزمان يضعضع االجباال‬ ‫أ كذا المنون يقطر االبطاال‬

‫قال ياقوت الحموي‪ :‬مدح الصاحب خمسمائة شاعر من أرباب الدواوين‪.‬‬

‫و قال ابن خلكان‪:‬‬

‫كان نادرة الدهر و أعجوبة العصر في فضائله و مكارمه و كرمه و كتب عنه الكتاب و ألفوا في‪HH‬ه و اخ‪HH‬يرا‬
‫كتب العالمة البحاثة الشيخ محمد حسن ياسين عنه ثم جمع ديوانه و نشر بعض رسائله فأف‪HH‬اد و أج‪HH‬اد‪ .‬و ال‬
‫يكاد يخلو كتاب من كتب االدب من ذكر أحوال الصاحب بن عباد‪ .‬و رثاه ابو سعيد الرستمى بقوله‪:‬‬

‫أخو أمل أو يستماح جواد‬ ‫أبعدا بن عباد يهّش الى السرى‬

‫فما لهما حتى المعاد معاد‬ ‫أبى هّللا إال أن يموتا بموته‬

‫و من شعر الصاحب في ذلك قوله‪:‬‬

‫يظّل يسّل السيف بعد وفاتي‬ ‫و كم شامت بي بعد موتي جاهال‬

‫من الظلم بعدي مات قبل مماتي‬ ‫و لو علم المسكين ما ذا يناله‬

‫لم يكن للصاحب من األوالد غير بنت‪ ،‬زّوجه‪HH‬ا من الش‪HH‬ريف ابي الحس‪HH‬ين علي بن الحس‪HH‬ين الحس‪HH‬ني‪ ،‬ق‪HH‬ال‬
‫الداودي صاحب (العمدة)‪ :‬صاهر الصاحب كافي الكف‪H‬اة‪ ،‬اب‪HH‬ا الحس‪HH‬ين علي بن الحس‪HH‬ين االط‪HH‬رش ال‪HH‬رئيس‬
‫بهمدان‪ -‬من أهل العلم و الفضل و األدب‪ -‬على ابنته‪ ،‬ينتهي نسبه الى الحسن الس‪HH‬بط علي‪HH‬ه الس‪HH‬الم‪ ،‬و ك‪HH‬ان‬
‫الصاحب يفتخر بهذه الوصلة و يباهي بها‪ ،‬و لما ولدت ابنة الصاحب من ابي الحسين ابنه عبادا و وصلت‬
‫البشارة الى الصاحب قال‪:‬‬

‫جاءنا عند العشّي‬ ‫أحمد هّللا لبشر‬

‫هو سبط للنبّي‬ ‫إذ حباني هّللا سبطا‬

‫بغالم هاشمّي‬ ‫مرحبا ثّم ت أهال‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪148 :‬‬


‫و قال في ذلك قصيدة أولها‪:‬‬

‫قد صار سبط رسول هّللا لي ولدا‬ ‫الحمد هّلل حمدا دائما أبدا‬

‫و كان الصاحب على تعاظمه و علّو مكانه سهل الجانب إلخوان‪HH‬ه‪ ،‬فان‪HH‬ه ك‪HH‬ان يق‪H‬ول لجلس‪HH‬ائه‪ :‬نحن بالنه‪HH‬ار‬
‫سلطان و بالليل اخوان‪.‬‬

‫و قال ابو منصور البيع‪ :‬دخلت يوما على الصاحب فطاولته الحديث فلم‪HH‬ا اردت القي‪HH‬ام قلت‪ :‬لعلي ط‪ّHH‬ولت‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ال بل تطّولت‪.‬‬

‫و قال العتبي‪ :‬كتب بعض اص‪HH‬حاب الص‪HH‬احب رقع‪HH‬ة الي‪HH‬ه في حاج‪HH‬ة‪ ،‬فوق‪HH‬ع فيه‪HH‬ا و لم‪HH‬ا ردت اليهم لم يج‪HH‬د‬
‫وافيها توقيعا‪ .‬و قد تواترت االخب‪HH‬ار بوق‪HH‬وع التوقي‪HH‬ع فيه‪HH‬ا‪ ،‬فعرض‪HH‬وها على ابي العب‪HH‬اس الض‪HH‬بي فم‪HH‬ا زال‬
‫يتصفحها حتى عثر بالتوقيع‪ ،‬و هو ألف واحدة‪ .‬و كان في الرقعة‪ :‬فان رأى موالنا أن ينعم بكذا‪.‬‬

‫فعل‪ .‬فأثبت الصاحب أمام كلمة‪ :‬فعل (الفا) يعني‪ :‬أفعل‪.‬‬

‫و في كتاب خاص الخاص للثعالبي تحت عنوان‪ :‬فيما يقارب االعجاز من إيجاز البلغاء‪ ،‬قول الصاحب بن‬
‫عباد في وصف الحّر‪ :‬وج‪H‬دت ح‪ّH‬را يش‪H‬به قلب الص‪HH‬ب و ي‪H‬ذيب دم‪H‬اغ الض‪HH‬ب و ج‪H‬اء في يتيم‪H‬ة ال‪H‬دهر ان‬
‫الضّر ابين رفعوا الى الصاحب قصة في ظالمة و قد كتبوا تحتها‪ :‬الضرابون‪ .‬فوّقع تحتها‪ :‬في حديد ب‪HH‬ارد‪.‬‬
‫و دخل عليه رجل ال يعرفه‪ ،‬فقال له الصاحب‪ :‬أبو من‪:‬‬

‫فأنشد الرجل‪:‬‬

‫كثيرا و لكن ال تالقي الخالئق‬ ‫و تتفق االسماء في اللفظ و الكنى‬

‫فقال له‪ :‬اجلس أبا القاسم‪.‬‬

‫قال جرجي زيدان في تاريخ آداب اللغة العربية‪:‬‬

‫هو ابو القاسم اسماعيل بن عباد بن العباس الطالقاني كان اديبا منشئا و عالما في اللغة و غيرها و هو اول‬
‫من لقب بالصاحب من الوزراء النه كان‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪149 :‬‬

‫يصحب ابن العميد فقيل له صاحب ابن العمي‪HH‬د‪ ،‬ثم اطل‪HH‬ق علي‪HH‬ه ه‪HH‬ذا اللقب لم‪HH‬ا ت‪HH‬ولى ال‪HH‬وزارة و بقي علم‪HH‬ا‬
‫عليه‪ .‬و قد وّز ر اوال لمؤيد الدولة بن ركن الدولة بن بويه بع‪HH‬د ابن العمي‪HH‬د‪ .‬فلم‪HH‬ا ت‪HH‬وفي مؤي‪HH‬د الدول‪HH‬ة ت‪HH‬ولى‬
‫مكانه اخوه فخر الدولة فاقّر الصاحب على وزارت‪HH‬ه و ك‪HH‬ان مبجال عن‪HH‬ده ناف‪HH‬ذ األم‪HH‬ر و ك‪HH‬ان مجلس‪HH‬ه مح‪HH‬ط‬
‫الشعراء و األدباء يمدحونه أو يتنافسون أو يتقاضون بين يديه‪.‬‬
‫و ذاعت ش‪HH‬هرته في ذل‪HH‬ك العص‪HH‬ر ح‪HH‬تى اص‪HH‬بح موض‪HH‬وع إعج‪HH‬اب الق‪HH‬وم يتس‪HH‬ابقون الى اطرائ‪HH‬ه و نظمت‬
‫القصائد في مدحه‪:‬‬

‫و له من التصانيف‪ :‬المحيط باللغة سبع مجلدات رتب‪HH‬ه على ح‪HH‬روف المعجم و الك‪HH‬افي بالرس‪HH‬ائل و جمه‪HH‬رة‬
‫الجمرة و كتاب االعياد‪ ،‬و كتاب االمامة‪ ،‬و كتاب الوزراء و كتاب الكشف عن مساويء شعر المتن‪HH‬بي‪ ،‬و‬
‫كتاب األسماء الحسنى و كان ذا مكتبة ال نظير لها‪.‬‬

‫و قال ابن خلكان‪:‬‬

‫ابو القاسم اسماعيل بن ابي الحسن عباد‪ ،‬بن العباس‪ ،‬بن عباد بن أحمد ابن ادريس الطالقاني‪:‬‬

‫كان نادرة الدهر و اعجوبة العصر في فضائله‪ ،‬و مكارمه و كرمه‪ ،‬اخذ األدب عن ابي الحسين‪ ،‬احمد بن‬
‫فارس اللغوي صاحب كتاب المجمل في اللغ‪HH‬ة‪ ،‬و اخ‪HH‬ذ عن ابي الفض‪HH‬ل بن العمي‪HH‬د و غيرهم‪HH‬ا‪ ،‬و ق‪HH‬ال اب‪HH‬و‬
‫منصور الثعالبي في كتابه اليتيمة في حقه‪ :‬ليست تحضرني عب‪H‬ارة ارض‪H‬اها لالفص‪H‬اح عن عل‪ّH‬و محل‪H‬ه في‬
‫العلم و األدب‪ ،‬و جاللة شأنه في الجود و الكرم و تف‪ّH‬ر ده بالغاي‪H‬ات في المحاس‪H‬ن و جمع‪H‬ه اش‪H‬تات المف‪H‬اخر‬
‫ألن هم‪HH‬ة ق‪HH‬ولي تنخفض عن بل‪HH‬وغ أدنى فض‪HH‬ائله و معالي‪HH‬ه‪ ،‬و جه‪HH‬د وص‪HH‬في يقص‪HH‬ر عن أيس‪HH‬ر فواض‪HH‬له و‬
‫مساعيه‪ ،‬ثم شرع في شرح بعض محاسنه و طرف من احواله‪:‬‬

‫و قال أبو بكر الخوارزمي في حقه‪ :‬الصاحب نشأ من الوزارة في حجرها‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪150 :‬‬

‫و دّب و درج من و كره‪H‬ا‪ ،‬و رض‪HH‬ع أف‪HH‬اويق دّره‪H‬ا و ورثه‪H‬ا عن آبائ‪H‬ه و ه‪H‬و أول من لقب بالص‪HH‬احب من‬
‫الوزراء ألنه كان يصحب أبا الفضل ابن العميد‪ ،‬فقيل له‪ :‬صاحب ابن العميد‪ ،‬ثم اطلق عليه هذا اللقب لم‪HH‬ا‬
‫تولى الوزارة‪ ،‬و بقي علما عليه‪.‬‬

‫و من شعره في رقة الخمر‪:‬‬

‫فتشابها و تشاكل األمر‬ ‫رّق الزجاج و راقت الخمر‬

‫و كأنما قدح و ال خمر‬ ‫فكأنما خمر و ال قدح‬

‫و له يرثي كثير بن أحمد الوزير‪ ،‬و كنيته ابو علي‪:‬‬

‫و ذلك رزء في األنام جليل‬ ‫يقولون لي أودى كثير بن أحمد‬

‫فمثل كثير في الرجال قليل‬ ‫فقلت دعوني و العال نبكه معا‬

‫و قوله‪:‬‬
‫و أمرك ممتثل في األمم‬ ‫و قائلة لم عرتك الهموم‬

‫فإن الهموم بقدر الهمم‬ ‫فقلت دعيني على حيرتي‬

‫و الصاحب مجيد في شعره كما هو بارع في نثره‪ ،‬و قّلما يكون الكاتب جيد الش‪HH‬عر و لكن الص‪HH‬احب جم‪HH‬ع‬
‫بينهما‪ .‬و من قوله في منجم‬

‫تراجع المريخ في برج الحمل‬ ‫خّوفني منجم أخو خبل‬

‫فالمشتري عندي سواء و زحل‬ ‫فقلت دعني من أباطيل الحيل‬

‫بخالقي و رازقي عّز و جل‬ ‫و دفع عني كل آفات الدول‬

‫و ذكر صاحب البغية أنه كان في الصغر إذا أراد المضي الى المسجد ليق‪HH‬رأ تعطي‪HH‬ه والدت‪HH‬ه دين‪HH‬ارا في ك‪HH‬ل‬
‫يوم و درهما و تقول له‪ :‬تصّد ق بهذا على أول فقير تلق‪HH‬اه‪ ،‬فك‪HH‬ان ه‪HH‬ذا دأب‪HH‬ه في ش‪HH‬بابه الى أن ك‪HH‬بر و ص‪HH‬ار‬
‫يقول للفّراش كل ليلة‪:‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪151 :‬‬

‫اطرح تحت المطرح دينارا و درهما‪ ،‬لئال ينساه‪ ،‬فبقي على هذا مدة‪ .‬ثم أن الفّر اش نسي ليلة من الليالي ان‬
‫يطرح له الدرهم و الدينار‪ .‬فانتبه و صّلى و قلب المطرح ليأخذ الدرهم و الدينار ففقدهما فتطّي ر من ذل‪HH‬ك‪،‬‬
‫فقال للفراشين‪:‬‬

‫خذوا كل ما هنا من الفراش و أعطوه ألول فقير تلقونه‪ ،‬فخرجوا و إذا بهاشمّى أعمى تقوده زوجته‪ ،‬فقالوا‬
‫هلّم لتأخذ مطرح ديباج و مخاد ديباج‪ ،‬فأغمي عليه‪ .‬فأعلموا الصاحب بأمره‪ ،‬فأحضره و رّش عليه الماء‪،‬‬
‫فلما أفاق سأله عن أمره‪ ،‬فقال‪ :‬سلوا هذه المرأة إن لم تصدقوني‪ ،‬فقالوا له‪ :‬اشرح فقال‪:‬‬

‫انا رجل شريف لي ابنة من هذه الم‪HH‬رأة خطبه‪HH‬ا رج‪HH‬ل فزوجن‪HH‬اه‪ ،‬ولي س‪HH‬نتين آخ‪HH‬ذ م‪HH‬ا يفض‪HH‬ل عن قوتن‪HH‬ا و‬
‫اشتري جهازا لها فقالت أمها‪ :‬اشتهيت لها مطرح ديباج‪ ،‬فقلت لها‪ :‬من أين لي ذلك‪ .‬و جرى بي‪HH‬ني و بينه‪HH‬ا‬
‫نزاع حتى خرجت على وجهي‪ .‬فلما ق‪HH‬ال لي ه‪H‬ؤالء ه‪H‬ذا الكالم ح‪ّH‬ق لي أن يغمى علّي ‪ .‬فق‪H‬ال الص‪HH‬احب ال‬
‫يكون الديباج إال مع ما يليق به‪ ،‬ثم اشترى له جهازا ثمينا و احضر الزوج و دفع له بضاعة سنية ليعمل و‬
‫يربح‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪152 :‬‬

‫محّم د بن هاشم الخالدي‬

‫ثم تجلى و هم ذبائحه‬ ‫أظلم في كربالء يومهم‬


‫تهمي غواديه أو روائحه‬ ‫ال برح الغيث كل شارقة‬

‫هّللا مجروحة جوارحه‬ ‫على ثرى حّله غريب رسول‬

‫و نال أقصى مناه كاشحه‬ ‫ذّل حماه و قّل ناصره‬

‫كّلهم جمة فضائحه‬ ‫يا شيع الغي و الضالل و من‬

‫جبريل بعد الرسول ماسحه‬ ‫عفرتم بالثرى جبين فتى‬

‫هّللا و ابن السفاح سافحه‬ ‫يطل ما بينكم دم ابن رسول‬


‫‪67‬‬
‫خاذله منكم و ذابحه‬ ‫سيان عند اإلله كّلكم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪153 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫أبو بكر محمد بن هاشم بن وعلة الخالدي الكبير أحد الخالديين و اآلخر اخوه ابو عثمان سعيد‪.‬‬

‫توفي حدود ‪ 386‬في حلب‪.‬‬

‫و الخالدي نسبة الى الخالدية من قرى الموص‪H‬ل‪ ،‬ل‪H‬ه دي‪H‬وان الم‪H‬راثي و ش‪H‬ارك أخ‪H‬اه الخال‪H‬دي الص‪H‬غير أب‪H‬ا‬
‫عثمان سعيد في ديوانه و قيل انه شاركه في كتاب الحماسة‪.‬‬

‫و مدح الخالديان الشريف أبا الحسن محمد بن عمر العلوي الزبي‪HH‬دي فابط‪HH‬أت عنهم‪HH‬ا جائزت‪HH‬ه فأرس‪HH‬ال الي‪HH‬ه‬
‫قصيدة‪ -‬و كان قد أراد السفر‪:‬‬

‫اذا عدم المطر‬ ‫قل للشريف المستجاربه‬

‫و الميامين الغرر‬ ‫و ابن األئمة من قريش‬

‫النعم المضاعف و الوتر‬ ‫أقسمت بالرحمن و‬

‫ينعم لعبديه النظر‬ ‫لئن الشريف مضى و لم‬

‫في الضالل المشتهر‬ ‫لنشاركن بني أمية‬

‫بكر و لم يظلم عمر‬ ‫و نقول لم يغصب أبو‬

‫‪ 67‬رواها السيد االمين في االعيان عن يتيمة الدهر للثع‪P‬البي ص ‪ 170‬أق‪P‬ول و ق‪P‬د تق‪P‬دمت ه‪P‬ذه األبي‪P‬ات في ترجم‪P‬ة كش‪P‬اجم من جمل‪P‬ة قص‪P‬يدة‪ ،‬و‬
‫الشاعران في عصر واحد‪ .‬و ربما نظم أحدهما قطعة و جاراه اآلخر فنظم على القافية فكانتا قصيدة واحدة‪.‬‬
‫من يخالفه كفر‬ ‫و نرى معاوية إماما‬

‫قتل الحسين و ال أمر‬ ‫و نقول إن يزيد ما‬

‫من الميامين الغرر‬ ‫و نعد طلحة و الزبير‬

‫دخول عبديه سقر‬ ‫و يكون في عنق الشريف‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪154 :‬‬

‫فضحك الشريف لهما و أنجز جائزتهما‬

‫و من شعره ما رواه النويري في نهاية األرب‪:‬‬

‫بالبيد و الظلماء و العيس‬ ‫ان خانك الدهر فكن عائذا‬

‫رءوس أموال المفاليس‬ ‫و ال تكن عبد المنى فالمنى‬

‫و قال أيضا‪:‬‬

‫و الشيء مملول اذا ما يرخص‬ ‫و أخ رخصت عليه حتى مّلني‬

‫إن رمته إال صديق مخلص‬ ‫ما في زمانك ما يعّز وجوده‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪155 :‬‬

‫الحسين بن الحّجاج‬

‫سقوه كؤس الموت بالبيض و االسل‬ ‫أبا حوا دم المقتول بالطف بعد ما‬

‫كما الليث في سرب النعاج اذا حمل‬ ‫و تاهّلل ما أنساه بالطف صائال‬

‫و يصبر للحرب الشنيع اذا اشتعل‬ ‫ينهنه عنه القوم يمنا و يسرة‬

‫فيا خير محمول و يا خير من حمل‬ ‫فلهفي لمن كان النبي قلوصه‬
‫و ينكته أهل البدائع و الزلل‬ ‫يقّبل فاه مرة بعد مّر ة‬

‫و القصيدة تربو على الستين بيتا‪ .‬جاء في أولها‪:‬‬

‫و سل عن دمي في مذهب الحب لم يحل‬ ‫دع المرهفات البيض و الطعن باالسل‬

‫فعال كفعل االعين النجل و المقل‬ ‫فما للصفاح المشرفيات و القنا‬

‫و يشرقن كاالقمار في حلل الحلل‬ ‫فما البيض إال البيض يلمعن كالدما‬
‫‪68‬‬
‫فما لك فيها ناقة ال و ال جمل‬ ‫فخّل حديث الطعن و الضرب في الوغا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪156 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫الحسين بن الحجاج المتوفي سنة ‪ :391‬ابو عبد هّللا الحسين بن احمد بن الحجاج ال‪HH‬نيلي البغ‪HH‬دادي االم‪HH‬امي‬
‫الكاتب الفاضل من شعراء أهل البيت‪ ،‬كان فرد زمانه في وقته‪ .‬يقال انه في الشعر في درجة ام‪HH‬رئ القيس‬
‫و انه لم يكن بينهما مثلهما‪ .‬كان معاصرا للسيدين و له ديوان شعر كب‪HH‬ير ع‪HH‬دة مجل‪HH‬دات‪ ،‬و جم‪HH‬ع الش‪HH‬ريف‬
‫الرضي رحمه هّللا المختار من شعره سماه (الحسن من شعر الحسين) و كان ذلك في حياة ابن الحج‪HH‬اج‪ ،‬و‬
‫في أمل األمل للحر العاملي قال‪ :‬كان إمامي المذهب و يظهر من ش‪H‬عره أن‪H‬ه من اوالد الحج‪H‬اج بن يوس‪H‬ف‬
‫الثقفي و عّد ه ابن خلكان و ابو الفداء من كّبار الشيعة‪ ،‬و الحموي في معجم األدباء يقول‪ :‬من كب‪H‬ار ش‪H‬عراء‬
‫الشيعة‪ ،‬و آخر من فحول الكّتاب‪ ،‬فالش‪HH‬عر ك‪HH‬ان أح‪HH‬د فنون‪HH‬ه كم‪HH‬ا أن الكتاب‪HH‬ة إح‪HH‬دى محاس‪HH‬نه الجّم ة و ع‪ّH‬د ه‬
‫صاحب رياض العلماء من كبراء العلماء و كان ذا منصب خطير و ه‪HH‬و تولي‪HH‬ه الحس‪HH‬بة ببغ‪HH‬داد‪ -‬و الحس‪HH‬بة‬
‫هي األمر بالمعروف و النهي عن المنكر بين الناس كاّفة و ال تكون إال لوجيه البلد و ال يك‪HH‬ون غ‪HH‬ير الح‪HH‬ر‬
‫العدل و المعروف بالرأي و الصراحة و الخشونة بذات هّللا و معروفا بالديانة موصوفا بالصيانة بعي‪HH‬دا عن‬
‫التهم‪ ،‬و شاعرنا ابن الحجاج قد توالها مرة بعد أخرى‪ ،‬قالوا إن‪HH‬ه ت‪HH‬ولى الحس‪HH‬بة م‪HH‬رتين ببغ‪HH‬داد‪ ،‬م‪HH‬رة على‬
‫عهد الخليفة العباسى المقتدر باهّلل ‪ ،‬و اخرى أقامه عليها عّز الدولة في وزارة ابن بقّية ال‪HH‬ذي اس‪HH‬توزره ع‪HH‬ز‬
‫الدولة سنة ‪ 362‬و توفي سنة ‪ 367‬و الغالب على شعره الهزل و المج‪HH‬ون‪ ،‬و ك‪HH‬ان اذا استرس‪HH‬ل فيهم‪HH‬ا فال‬
‫يجعجع به حضور ملك أو هيبة أمير‪ ،‬كما أن جّل شعره يعرب عن والئه الخالص أله‪HH‬ل ال‪HH‬بيت و الوقيع‪HH‬ة‬
‫في مناوئيهم‪.‬‬

‫و من شعره قصيدته الغراء التي أنشدها في حرم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السالم و أولها‪:‬‬

‫من زار قبرك و استشفي لديك شفي‬ ‫يا صاحب القّبة البيضا على النجف‬

‫‪ 68‬عن المجموع الرائق المخطوط للسيد احمد العطار ص ‪.207‬‬


‫تحظون باألجر و اإلقبال و الزلف‬ ‫زوروا أبا الحسن الهادي لعلكم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪157 :‬‬

‫يزره بالقبر ملهوفا لديه كفي‬ ‫زوروا لمن تسمع النجوى لديه فمن‬

‫ملبيا واسع سعيا حوله وطف‬ ‫إذا وصلت فأحرم قبل تدخله‬

‫تأّم ل الباب تلقا وجهه فقف‬ ‫حتى إذا طفت سبعا حول قبته‬

‫أهل السالم و أهل العلم و الشرف‬ ‫و قل‪ :‬سالم من هّللا السالم على‬

‫مستمسكا من حبال الحق بالطرف‬ ‫إني أتيتك يا موالي من بلدى‬

‫و تسقني من رحيق شافي الّلهف‬ ‫راج بأنك يا موالي تشفع لي‬

‫بها يداه فلن يشقى و لم يخف‬ ‫ألنك العروة الوثقى فمن علقت‬

‫على مريض شفي من سقمه الّد نف‬ ‫و إن أسماءك الحسنى إذا تليت‬

‫و إّن نورك نور غير منكسف‬ ‫ألن شأنك شأن غير منتقص‬

‫للعارفين بأنواع من الطرف‬ ‫و إنك اآلية الكبرى التي ظهرت‬

‫يهبطن نحوك باأللطاف و التحف‬ ‫هذي مالئكة الّرحمن دائمة‬

‫جبريل ال أحد فيه بمختلف‬ ‫كالسطل و الجام و المنديل جاء به‬

‫من االمور و قد أعيت لديه كفي‬ ‫كان النبي إذا استكفاك معضلة‬

‫تخبر بما نّص ه المختار من شرف‬ ‫و قّص ة الطائر المشوّي عن أنس‬

‫تكّر ما من إله العرش ذي اللطف‬ ‫و الحّب و القضب و الزيتون حين أتوا‬

‫و المشرفيات قد ضّجت على الحجف‬ ‫و الخيل راكعة في النقع ساجدة‬

‫فأصبحوا كرماد غير منتسف‬ ‫بعثت أغصان بان في جموعهم‬

‫أو شئت قلت لهم‪ :‬يا أرض انخسفي‬ ‫لو شئت مسخهم في دورهم مسخوا‬
‫و قد حكمت فلم تظلم و لم تجف‬ ‫و الموت طوعك و األرواح تملكها‬

‫بخ بخ لك من فضل و من شرف‬ ‫ال قّد س هّللا قوما قال قائلهم‪:‬‬

‫«محّم د» بمقال منه غير خفي‬ ‫و بايعوك «بخّم » ثم أّك دها‬

‫يمنعهم قوله‪ :‬هذا أخي خلفي‬ ‫عاقوك و اّطرحوا قول النبّي و لم‬

‫به يداه فلن يخشى و لم يخف‬ ‫هذا وليكم بعدي فمن علقت‬

‫قال الشيخ االميني س‪H‬لمه هّللا ان الس‪H‬لطان عض‪H‬د الدول‪H‬ة بن بوي‪H‬ه لم‪H‬ا ب‪H‬نى س‪H‬ور المش‪H‬هد الش‪H‬ريف و دخ‪H‬ل‬
‫الحضرة الشريفة و قّبل اعتابها و احسن األدب فوقف‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪158 :‬‬

‫ابو عبد هّللا الحسين بن الحجاج بين يديه و أنشد هذه القصيدة فلما وصل منها الى الهجاء أغلظ له الش‪HH‬ريف‬
‫سيدنا المرتضى و نهاه أن ينشد ذلك في باب حضرة اإلمام عليه السالم فقطع عليه ف‪HH‬انقطع فلّم ا جّن علي‪HH‬ه‬
‫الليل رأى ابن الحّجاج اإلمام علّيا عليه السالم في المنام و هو يقول‪ :‬ال ينكسر خاطرك فقد بعثتا المرتضى‬
‫علم الهدى يعتذر إليك فال تخرج إليه حتى يأتيك‪ ،‬ثم رأى الشريف المرتضى في تل‪HH‬ك الليل‪HH‬ة الن‪HH‬بّي األعظم‬
‫صّلى هّللا عليه و آله و سلم و األئمة صلوات هّللا عليهم حوله جلوس فوق‪HH‬ف بين أي‪HH‬ديهم و س‪HH‬لم عليهم فحّس‬
‫منهم عدم إقب‪HH‬الهم علي‪HH‬ه فعظم ذل‪HH‬ك عن‪HH‬ده و ك‪HH‬بر لدي‪HH‬ه فق‪HH‬ال‪ :‬ي‪HH‬ا م‪HH‬والّي أن‪HH‬ا عب‪HH‬دكم و ول‪HH‬دكم و م‪HH‬واليكم فبم‬
‫استحققت هذا منكم؟ فقالوا‪ :‬بما كسرت خاطر ش‪HH‬اعرنا أبي عب‪HH‬د هّللا ابن الحج‪HH‬اج فعلي‪HH‬ك أن تمض‪HH‬ي إلي‪HH‬ه و‬
‫تدخل عليه و تعتذر إليه و تأخذه و تمضي به إلى مسعود بن بابويه و تعّر فه عنايتنا فيه و شفقتنا عليه‪ ،‬فقام‬
‫السيد من ساعته و مضى إلى أبي عبد هّللا فقرع عليه الباب فقال ابن الحجاج‪ :‬سيدي الذي بعثك إلّي أمرني‬
‫أن ال أخرج اليك؛ و قال‪ :‬إنه سيأتيك‪ ،‬فقال‪ :‬نعم سمعا و طاعة لهم‪ .‬و دخل عليه و اعتذر إليه و مض‪HH‬ى ب‪HH‬ه‬
‫الى السلطان و قصا القّص ة عليه كم‪HH‬ا رأي‪HH‬اه فأكرم‪HH‬ه و أنعم علي‪HH‬ه و خّص ه ب‪HH‬الرتب الجليل‪HH‬ة و أم‪HH‬ر بإنش‪HH‬اد‬
‫قصيدته‪.‬‬

‫و له من قصيدة رّد بها على قصيدة ابن سكرة محمد بن عبد هّللا بن محمد الهاشمي البغ‪HH‬دادي من ول‪HH‬د علي‬
‫بن المهدي العباسي و قد تحامل بها على آل رسول هّللا (ص) فقال ابن الحجاج في الرد عليه‪.‬‬

‫يد االمير بحمد هّللا تحييني‬ ‫ال أكذب هّللا إن الصدق ينجيني‬

‫الى ان قال‪:‬‬

‫إال ابتغاءك تهجو آل ياسين‬ ‫فما وجدت شفاء تستفيد به‬


‫بسّب أهل العال الغّر الميامين‬ ‫كافاك ربك إذ أجرتك قدرته‬

‫حتى الممات بال دنيا و ال دين‬ ‫فقر و كفر هميع أنت بينهما‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪159 :‬‬

‫قول امرئ لهج بالنصب مفتون‬ ‫فكان قولك في الزهراء فاطمه‬

‫ال زال زادك حّبا غير مطحون‬ ‫عّيرتها بالرحا و الزاد تطحنه‬

‫مسكينة بنت مسكين لمسكين‬ ‫و قلت‪ :‬إن رسول هّللا زّوجها‬

‫األغالق بالليل مفكوك الزرافين‬ ‫كذبت يا بن التي باب استها سلس‬

‫أهل الجنان بحور الخّرد العين‬ ‫سّت النساء غدا في الحشر يخدمها‬

‫على معاوية في يوم صفين‬ ‫فقلت‪ :‬إن أمير المؤمنين بغى‬

‫في هّللا عزم إمام غير موهون‬ ‫و إّن قتل الحسين السبط قام به‬

‫إثم المسيء و ال شمر بملعون‬ ‫فال ابن مرجانة فيه بمحتقب‬

‫آل النبوة أجر غير ممنون‬ ‫و إّن أجر ابن سعد في استباحته‬

‫بكل شعر ضعيف اللفظ ملحون‬ ‫هذا و عدت الى عثمان تندبه‬

‫ما ليس يخفى على البله لمجانين‬ ‫فصرت بالطعن من هذا الطريق الى‬

‫صّح ت روايته يوم الشعانين‬ ‫و قلت‪ :‬أفضل من يوم «الغدير» إذا‬

‫ما يستعد النصارى للقرابين‬ ‫و يوم عيدك عاشورا تعّد له‬

‫ذكر العجوز سوى وحي الشياطين‬ ‫تأتي بيوتكم فيه العجوز و هل‬

‫و بأس ربك بأس غير مأمون‬ ‫عاندت ربك مغترا بنقمته‬

‫و أمر ربك بين الكاف و النون‬ ‫فقال‪ :‬كن أنت قردا في استه ذنب‬

‫عند الملوك و في دور السالطين‬ ‫و قال‪ :‬كن لي فتى تعلو مراتبه‬


‫زمان موسى و في أيام هارون‬ ‫و هّللا قد مسخ األدوار قبلك في‬

‫و دع لحاقك بي إن كنت تنويني‬ ‫بدون ذنبك فالحق عندهم بهم‬

‫قلنا سابقا ان السيد الشريف الرضى قد جم‪HH‬ع ش‪HH‬عر ابن الحج‪HH‬اج و رتب‪HH‬ه على الح‪HH‬روف فق‪HH‬ال ابن الحج‪HH‬اج‬
‫يشكر السيد‪ -‬كما في الجزء االخير من ديوانه‪ -‬قوله‪:‬‬

‫فأضحى على ملكه يحتوي‬ ‫أ تعرف شعري الى من ضوي‬

‫الشريف أبي الحسن الموسوي‬ ‫إلي البدر حسنا إلى سيدي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪160 :‬‬

‫تلقيته بالعزيز القوي‬ ‫الى من أعوّذ ه كّلما‬

‫و قد رّد ني فيه خلقا سوي‬ ‫فتى كنت مسخا بشعري السخيف‬

‫و طورا بصّحته يلتوي‬ ‫تأملته و هو طورا يصّح‬

‫فيه من الجّيد المستوي‬ ‫فمّيز معوّجه و الردي‬

‫و قّر ر فيه حروف الروي‬ ‫و صّحح أوزانه بالعروض‬

‫فأصلح شيطان شعري الغوي‬ ‫و أرشده لطريق السداد‬

‫في نسج ديباجه الخسروي‬ ‫و بّين موقع كّف الصناع‬

‫اليمين على الحنث ال ينطوي‬ ‫فأقسم باهّلل و الشيخ في‬

‫ألزرى على المنطق الفهلوي‬ ‫لو أن زرادشت أصغى له‬

‫فيه شديد الظما قد ذوي‬ ‫و صادف زرع كالمي البليغ‬

‫و ماء البشاشة حتى روي‬ ‫فما زال يسقيه ماء الطرا‬

‫بالغيظ من سيدي مكتوي‬ ‫فال زال يحيى و قلب الحسود‬


‫على النار مطروحه تشتوي‬ ‫له كبد فوق جمر الغضا‬

‫لم يختلف اثنان في تاريخ وفاته و انه‪HH‬ا في جم‪HH‬ادى اآلخ‪HH‬رة س‪HH‬نة ‪ 391‬بالني‪HH‬ل و هي بل‪HH‬دة على الف‪H‬رات بين‬
‫بغداد و الكوفة و حمل الى مشهد االمام موس‪HH‬ى الك‪HH‬اظم علي‪HH‬ه الس‪HH‬الم و دفن في‪HH‬ه‪ ،‬و ك‪HH‬ان أوص‪HH‬ى أن ي‪HH‬دفن‬
‫هن‪HH‬اك بح‪HH‬ذاء رجلي االم‪HH‬ام (ع) و يكتب على ق‪HH‬بره (و كلبهم باس‪HH‬ط ذراعي‪HH‬ه بالوص‪HH‬يد) و رث‪HH‬اه الش‪HH‬ريف‬
‫الرضي بقصيدة توجد في ديوانه و منها‪:‬‬

‫فلله ما ذا نعى الناعيان‬ ‫نعوه على حسن ظني به‬

‫من القلب مثل رضيع اللبان‬ ‫رضيع والء له شعبة‬

‫يفّل بضارب ذاك اللسان‬ ‫و ما كنت احسب أّن الزمان‬

‫فقد كنت خفة روح الزمان‬ ‫ليبك الزمان طويال عليك‬

‫برهن الشيخ االميني أن الرجل عّم ر عمرا طويال تجاوز المائة سنة رحمه هّللا و أجزل ثوابه‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪161 :‬‬

‫علي بن حماد العبدي‬

‫كم من حشا أقرحت منا و من عين‬ ‫هّلل ما صنعت فينا يد البين‬

‫كم فّر ق البين قدما بين إلفين؟!‬ ‫مالي و للبين؟! ال أهال بطلعته‬

‫ماء النعيم و في التشبيه شكلين‬ ‫كانا كغصنين في أصل غذاؤهما‬

‫روح و قد قّسمت ما بين جسمين‬ ‫كأّن روحيهما من حسن إلفهما‬

‫و ال يزيلهما لوم العذولين‬ ‫ال عذل بينهما في حفظ عهدهما‬

‫و ال يميالن من عهد إلى مين‬ ‫ال يطمع الدهر في تغيير وّد هما‬

‫خّلين في العيش من هم خليّين‬ ‫حتى إذا أبصرت عين النوى بهما‬

‫فأصبحا بعد جمع الشمل ضّد ين‬ ‫رماهما حسدا منه بداهية‬

‫مشّردين على بعد شّجيين‬ ‫في الشرق هذا و ذا في الغرب منتئيا‬


‫يرمي وصالهما بالبعد و البين‬ ‫و الدهر أحسد شيء للقريبين‬

‫و ذو لسانين في الّد نيا و وجهين‬ ‫ال تأمن الّد هر إن الدهر ذو غير‬

‫فما ترى جامعا منهم بشخصين‬ ‫أخنى على عترة الهادي فشّتتهم‬

‫كعاتب ذي عناد أو كذي دين‬ ‫كأّنما الّد هر آلى أن يبّد دهم‬

‫بكربالء و بعض بالغرّيين‬ ‫بعض بطيبة مدفون و بعضهم‬

‫بغداد بدرين حاّل وسط قبرين‬ ‫و أرض طوس و سامّر ا و قد ضمنت‬

‫أبكي بجفنين من عيني قريحين؟!‬ ‫يا سادتي أ لمن أبكي أسّى ؟! و لمن‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪162 :‬‬

‫أم الحسين لقى بين الخميسين؟‬ ‫أبكي على الحسن المسموم مضطهدا؟!‬

‫معّفر الخّد محزوز الوريدين‬ ‫أبكي عليه خضيب الشيب من دمه‬

‫و الدمع في خّد ها قد خّد خّد ين‬ ‫و زينب في بنات الّطهر الطمة‬

‫حتى استبّد ت به دوني يد البين‬ ‫تدعوه‪ :‬يا واحدا قد كنت أمله‬

‫روحي و ال طعمت طعم الكرا‪ ،‬عيني‬ ‫ال عشت بعدك ما إن عشت النعمت‬

‫أذكا فراقك في قلبي حريقين‬ ‫انظر إلّي أخي قبل الفراق لقد‬

‫لليتم و السبي قد خّصت بذّلين‬ ‫انظر الى فاطم الصغرى أخي ترها‬

‫فتلتقي الضرب منها بالذراعين‬ ‫اذا دنت منك ظّل الّرجس يضربها‬

‫روحي لرزءين في قلبي عظيمين‬ ‫و تستغيث و تدعو‪ :‬عّم تا تلفت‬

‫للثكل ضرب فما أقوى لضربين‬ ‫ضرب على الجسد البالي و في كبدي‬

‫قد قّيدوه على رغم بقيدين‬ ‫انظر عليا أسيرا ال نصير له‬

‫و ارحمتا لألسيرين اليتيمين‬ ‫و ارحمتا يا أخي من بعد فقدك بل‬


‫ببسط كّفين أو تقبيض رجلين‬ ‫و السبط في غمرات الموت مشتغل‬

‫للسّيدين القتيلين الشهيدين‬ ‫ال زلت أبكي دما ينهّل منسجما‬

‫خير الورى من أب مجد و جّد ين‬ ‫السّيدين الشريفين اللذين هما‬

‫المسرعين الى الحّق الشفيعين‬ ‫الضارعين الى هّللا المنيبين‬

‫العادلين الحليمين الّرشيدين‬ ‫العالمين بذي العرش الحكيمين‬

‫المعرضين عن الدنيا المنيبين‬ ‫الصابرين على البلوى الشكورين‬

‫الصادقين عن هّللا الوفّيين‬ ‫الشاهدين على الخلق اإلمامين‬

‫المؤمنين الشجاعين الجرّيين‬ ‫العابدين التقّيين الزكّيين‬

‫الطّيبين الطهورين الزكّيين‬ ‫الحّج تين على الخلق األميرين‬

‫قال النبّي لعرش هّللا قرطين‬ ‫نورين كانا قديما في الّظالل كما‬

‫لفاطم و علّي الّطهر نسلين‬ ‫تّفاحتي احمد الهادي و قد جعل‬

‫قبريهما ابدا نوء السماكين‬ ‫صّلى اإلله على روحيهما و سقا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪163 :‬‬

‫الى ان يقول فيها‪:‬‬

‫إال تمّسكه بالميم و العين‬ ‫ما البن حّم اد العبدّي من عمل‬

‫و العين أعني علّيا قّر ة العين‬ ‫فالميم غاية آمالي محّم دها‬
‫‪69‬‬
‫شمس و ما غربت عند العشائين‬ ‫صّلى اإلله عليهم كلما طلعت‬

‫و البن حماد‪:‬‬

‫ضّم كنز التقى و علما خطيرا‬ ‫حّي قبرا بكربال مستنيرا‬

‫‪ 69‬عن شعراء الغدير ج ‪ 4‬ص ‪.162‬‬


‫منك دمعا في الوجنتين غزيرا‬ ‫و أقم مأتم الشهيد و أذرف‬

‫و أطل بعد لثمك التعفيرا‬ ‫و التثم تربة الحسين بشجو‬

‫ت من الغيث هاميا جمهريرا‬ ‫ثّم قل‪ :‬يا ضريح موالي سّقي‬

‫بحت بالّتيه و الفخار جديرا‬ ‫ته على ساير القبور فقد أص‬

‫من المصطفى مّحال أثيرا‬ ‫فيك ريحانة النبّي و من حّل‬

‫و حقيق بأن تكون فخورا‬ ‫فيك يا قبر كّل حلم و علم‬

‫و قد كان بالهدى معمورا‬ ‫فيك من هّد قتله عمد الدين‬

‫و ميكال بالحباء صغيرا‬ ‫فيك من كان جبرئيل يناغيه‬

‫بجناحي رضى و كان حسيرا‬ ‫فيك من الذ فطرس فترّقى‬

‫لذحول أمست تحّل الصدورا‬ ‫يوم سارت له جيوش ابن هند‬

‫نحير أفديت ذاك الّنحيرا‬ ‫آه وا حسرتي له و هو بالسيف‬

‫خوفا على النساء غيورا‬ ‫آه إذ ظّل طرفه يرمق الفسطاط‬

‫ينعاه بالصهيل عفيرا‬ ‫آه إذ أقبل الجواد على النسوان‬

‫األقراط بارزات الشعورا‬ ‫فتبادرن بالعويل و هّتكن‬

‫و من قبل مسبالت الستورا‬ ‫و تبادرن مسرعات من الخدر‬

‫و غادرن بالّنياح الخدورا‬ ‫و لطمن الخدود من ألم الثكل‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪164 :‬‬

‫و عفن الحجاب و التخفيرا‬ ‫و بدا صوتهّن بين عداهّن‬

‫صون الوجوه و التخفيرا‬ ‫بارزات الوجوه من بعد ما غودرن‬

‫فوق رمح حكى الهالل المنيرا‬ ‫ثّم لّم ا رأين رأس حسين‬
‫و لم نأت في األنام نكيرا؟!‬ ‫صحن بالذل أّيها الناس لم نسبى‬

‫فيكم يا هؤالء نصيرا؟!‬ ‫مالنا ال نرى آلل رسول هّللا‬

‫و لعن يبقى و يفنى الدهورا‬ ‫فعلى ظالميهم سخط هّللا‬

‫أحمد‪ :‬ال زلت في لظى مدحورا‬ ‫قل لمن الم في ودادي بني‬

‫عذوال و ال تكون عذيرا‬ ‫أعلى حّب معشر أنت قد كنت‬

‫إماما و هاديا و أميرا‬ ‫و أبوهم أقامه هّللا في «خّم »‬

‫هّللا فسائل دوحاته و الغديرا‬ ‫حين قد بايعوه أمرا عن‬

‫علم ما كان أّوال و أخيرا‬ ‫و أبوهم أفضى النبّي إليه‬

‫قد رقى كاهل النبّي ظهيرا‬ ‫و أبوهم عال على العرش لّم ا‬

‫لّم ا هوى بها تكسيرا‬ ‫و أماط األصنام كال عن الكعبة‬

‫إذن كنت عند ذاك قديرا‬ ‫قال‪ :‬لو شئت ألمس النجم بالكف‬

‫و هي كادت لوقتها أن تغورا‬ ‫و أبوهم رّد ت له الشمس بيضا‬

‫لغروب و كّورت تكويرا‬ ‫و قضى فرضه أداء و عادت‬

‫الهم و يرّد عنه الكفورا‬ ‫و أبوهم يروي على الحوض من وا‬

‫في الحشر عادال لن يجورا‬ ‫و أبوهم يقاسم النار و الجنة‬

‫فناهيك زائرا و مزورا‬ ‫فإذا اشتاقت المالئك زارته‬

‫بليغا مكّررا تكريرا‬ ‫و أبوهم قال النبي له قوال‬

‫بعد موتي أكرم بذاك وزيرا‬ ‫أنت خدني و صاحبي و وزيري‬

‫لم اكن ابتغي سواه ظهيرا‬ ‫أنت مني كمثل هارون من موسى‬

‫حين القاه في العجاج أسيرا‬ ‫و أبوهم أودى بعمرو بن وّد‬

‫قالعا ليس عاجزا بل جسورا‬ ‫و أبوهم لباب خيبر أضحى‬

‫من لم يزل جبانا فرورا‬ ‫حامل الراية التي رّد ها باألمس‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪165 :‬‬

‫و أعطاه شبرا و شبيرا‬ ‫خّص ه ذو العال بفاطمة عرسا‬

‫فارتّد ذنبه مغفورا‬ ‫و هم باب ذي الجالل على آدم‬

‫لكادت بأهلها أن تمورا‬ ‫و بهم قامت السماء و لوالهم‬

‫ألهم في الورى عرفت نظيرا؟!‬ ‫و بهم باهل النبّي فقل لي‬

‫عظيما و ذاك جّم ا خطيرا‬ ‫فيهم أنزل المهيمن قرآنا‬

‫آيا ما كان في الذكر زورا‬ ‫في الطواسين و الحواميم و الرحمن‬

‫فجعلناه سامعا و بصيرا‬ ‫و خلقناه نطفة نبتليه‬

‫يبدي له المقام الكبيرا‬ ‫لبيان إذا تأمله العارف‬

‫قل له إن كنت تفهم التفسيرا‬ ‫ثم تفسير هل أتى فيه يا صاح‬

‫كان عندي مزاجها كافورا‬ ‫إن األبرار يشربون بكأس‬

‫فّجروها لديهم تفجيرا‬ ‫فلهم أنشأ المهيمن عينا‬

‫فمن مثلهم يوفي النذورا؟!‬ ‫و هداهم و قال‪ :‬يوفون بالنذر‬

‫شّر ه كان في الورى مستطيرا‬ ‫و يخافون بعد ذلك يوما‬

‫و يلقون نضرة و سرورا‬ ‫فوقاهم إلههم ذلك اليوم‬

‫و الجهر جنة و حريرا‬ ‫و جزاهم بأنهم صبروا في السّر‬

‫يلقون فيها شمسا و ال زمهريرا‬ ‫فاتكوا من على األرائك ال‬

‫سلسبيل مقّد ر تقديرا‬ ‫و أوان و قد أطيفت عليهم‬

‫قّد روها عليهم تقديرا‬ ‫و بأكواب فّض ة و قوارير‬

‫لّذ ة الشاربين تشفي الصدورا‬ ‫و بكأس قد مازجت زنجبيال‬


‫دائما عندهم و ملكا كبيرا‬ ‫و إذا ما رأيت ثّم نعيما‬

‫خضر في الحشر تلمع نورا‬ ‫و عليهم فيها ثياب من السندس‬

‫و سقاهم ربي شرابا طهورا‬ ‫و يحّلون باألساور فيها‬

‫و قد كان صادقا مبرورا‬ ‫و روى لي عبد العزيز الجلودّي‬

‫هو أكرم بذا و ذا مذكورا‬ ‫عن ثقاة الحديث أعنى العالئي‬

‫قال‪ :‬كنا عند النبّي حضورا‬ ‫يسندوه عن ابن عباس يوما‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪166 :‬‬


‫‪70‬‬

‫أدب الطف ؛ ج‪ 2‬؛ ص‪166‬‬

‫و توالي شهيقها و الّز فيرا‬ ‫إذ أتته البتول فاطم تبكي‬

‫قالت و أخفت التعبيرا‬ ‫قال‪ :‬مالي أراك تبكين يا فاطم؟!‬

‫يطلن التقريع و التعييرا‬ ‫اجتمعن النساء نحوي و اقبلن‬

‫علّيا بعال عديما فقيرا‬ ‫قلن‪ :‬إّن النبّي زّوجك اليوم‬

‫فقد نلت منه فضال كبيرا‬ ‫قال‪ :‬يا فاطم اسمعي و اشكري هّللا‬

‫و ما زال يحسن الّتدبيرا‬ ‫لم ازّو جك دون إذن من هّللا‬

‫رافعا في السماء صوتا جهيرا‬ ‫أمر هّللا جبرئيل فنادى‬

‫وردوا بيت رّبنا المعمورا‬ ‫و أتاه األمالك حتى إذا ما‬

‫هّلل جّل و التكبيرا‬ ‫قام جبريل قائما يكثر التحميد‬

‫علّي الّطهر الفتى المذكورا‬ ‫ثم نادى‪ :‬زّو جت فاطم يا رّب‬

‫لها خالصا يفوق المهورا‬ ‫قال رّب العال‪ :‬جعلت لها المهر‬

‫‪ 70‬شبر‪ ،‬جواد‪ ،‬أدب الطف‪10 ،‬جلد‪ ،‬دار المرتضى ‪ -‬لبنان ‪ -‬بيروت‪ ،‬چاپ‪ 1409 ،1 :‬ه‪.‬ق‪.‬‬
‫جبت على الخلق وّد ها المحصورا‬ ‫خمس أرضي لها و نهري و أو‬

‫في البرايا مصّححا مأثورا‬ ‫و روينا عن النبّي حديثا‬

‫إذ عاينوا ضياء و نورا‬ ‫اّنه قال‪ :‬بينما الناس في الجّنة‬

‫أّي شيء هذا؟ و أبدوا نكورا‬ ‫كاد أن يخطف العيون فنادوا‪:‬‬

‫شمس فيها ترى و ال زمهريرا‬ ‫أو ليس اإلله قال لنا‪ :‬ال‬

‫مهال أمنتم التغييرا‬ ‫و إذا بالنداء‪ :‬يا ساكن الجّنة‬

‫هراء موالتكم فأبدت سرورا‬ ‫ذا علّي الولّي قد داعب الّز‬

‫فزيدوا إكرامه و الحبورا‬ ‫فبدا إذ تبّسمت ذلك النور‬

‫و اتكالي إذا أردت النشورا‬ ‫يا بني أحمد عليكم عمادي‬

‫من يعاديكم و يصلي سعيرا‬ ‫و بكم يسعد الموالي و يشقى‬

‫ذخر أكرم به مذخورا‬ ‫أنتم لي غدا و للشيعة األبرار‬

‫فزانت و حّبرت تحبيرا‬ ‫صاغ أبياتها علّي بن حّم اد‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪167 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫ابن حماد العبدي ابو الحسن علي بن حماد بن عبيد هّللا بن حماد العدوي العبدي البص‪HH‬ري يس‪HH‬تظهر الش‪HH‬يخ‬
‫األميني انه ولد في أوائل القرن الرابع و توفي في أواخره‪.‬‬

‫كان حماد والد المترجم له أحد شعراء أهل البيت عليهم السالم كما ذكره ولده بقوله‪:‬‬

‫كذا حّم اد عبدكم األديب‬ ‫و إن العبد عبدكم عليا‬

‫و أوصاني به أن ال أغيب‬ ‫رثاكم والدي بالشعر قبلي‬

‫و المترجم له علم من أعالم الشيعة و فّذ من علمائها و شعرائها و من حفظ‪HH‬ة الح‪HH‬ديث المعاص‪HH‬رين للش‪HH‬يخ‬
‫الصدوق و نظرائه‪ ،‬و قد أدركه النجاشي و قال في رجاله‪ :‬قد رأيته‪.‬‬
‫قال الشيخ األميني‪ :‬جمع العالمة السماوي شعره في أهل البيت فكان يربو على ‪ 2200‬بيتا‪ .‬و لم نقف على‬
‫تاريخ والدة ابن حماد و وفاته غير أن النجاشي الذي أدركه و رآه و لم يرو عنه ولد في صفر سنة ‪ 372‬و‬
‫شيخه الذي يروي عنه و هو الجلودي البص‪HH‬ري ت‪HH‬وفي ‪ 17‬ذي الحج‪HH‬ة س‪HH‬نة ‪ 332‬فيس‪HH‬تدعي التاريخ‪HH‬ان أن‬
‫المترجم ولد في أوائل القرن الرابع و توفي في أواخره ثم قال‪:‬‬

‫وقفنا البن حماد على قصيدة في مجموعة عتيقة مخطوطة في العصور المتقادمة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪168 :‬‬

‫و ق‪HH‬د ذك‪HH‬ر ابن شهرآش‪HH‬وب بعض ابياته‪HH‬ا نس‪HH‬بة الى العب‪HH‬دي (س‪HH‬فيان بن مص‪HH‬عب) و تبع‪HH‬ه البياض‪HH‬ي في‬
‫(الصراط المستقيم) و غيره‪ .‬و القصيدة للمترجم له‪ ،‬و قال القمى في الكنى‪ :‬اب‪HH‬و الحس‪HH‬ن علي بن عبي‪HH‬د هّللا‬
‫بن حم‪HH‬اد الع‪HH‬دوي الش‪HH‬اعر البص‪HH‬ري من اك‪HH‬ابر علم‪HH‬اء الش‪HH‬يعة و ش‪HH‬عرائهم و مح‪HH‬دثيهم و من المعاص‪HH‬رين‬
‫للصدوق و نظرائه و من شعره في مدح امير المؤمنين عليه السالم قوله‪:‬‬

‫فساميت يوشع لما سما‬ ‫و رّد ت لك الشمس في بابل‬

‫كنجليك سبطى نبّي الهدى‬ ‫و يعقوب ما كان اسباطه‬

‫و قال ابن حماد العبدي‪:‬‬

‫سلي الليل عني هل أجن إذا جّنا‬ ‫أسايلتي عما أالقي من األسى‬

‫إذا ما انقضا فّن يوكل لي فّنا‬ ‫ليخبرك إني في فنون من الجوى‬

‫قفي و انظري و استخبري الجسد المضنى‬ ‫و إن قلت‪ :‬إّن الليل ليس بناطق‬

‫دموعي التي سالت و أقرحت الجفنا‬ ‫و إن كنت في شك فديتك فاسألي‬

‫لما كانت اللذات تشغلكم عّنا‬ ‫أحّبتنا لو تعلمون بحالنا‬

‫و أظهرتم الهجران ما هكذا كنا‬ ‫تشاغلتموا عّنا بصحبة غيرنا‬

‫فقد و حياة الحّب خنتم و ما خنا‬ ‫و آليتموا أن ال تخونوا عهودنا‬

‫و حلتم عن العهد القديم و ما حلنا‬ ‫غدرتم و لم نغدر و خنتم و لم نخن‬

‫و نحن على صدق الحديث الذي قلنا‬ ‫و قلتم و لم توفوا بصدق حديثكم‬

‫على الجمر؟! ال تهنا و ال بعدكم نمنا‬ ‫أ يهنا لكم طيب الكرى و جفوننا‬
‫فما زادنا إال جوى ذلك المغنا‬ ‫أنخنا بمغناكم لتحي نفوسنا‬

‫و نصبر عنكم مثل ما صبركم عنا‬ ‫سنرحل عنكم إن كرهتم مقامنا‬

‫و نجعل قطع الوصل منكم و ال مّنا‬ ‫و نأخذ من نهوى بديال سواكم‬

‫و ال تفر طوابل صححوا اللفظ و المعنى‬ ‫تعالوا الى اإلنصاف فيما اّد عيتموا‬

‫بأّن لكم نصفا و أّن لنا ثمنا‬ ‫أ ليتكم ناصفتمونا فريضة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪169 :‬‬

‫و إن غربت جّد دت ذكركم حزنا‬ ‫إذا طلعت شمس النهار ذكرتكم‬

‫غريب الهوى و القلب و الدار و المغنى‬ ‫و إني ألرثي للغريب و إنني‬

‫و ما كنت أدري أّن صحبتنا تفنا‬ ‫لقد كان عيشي باألحّبة صافيا‬

‫بكينا على أيامه بدم أقنا‬ ‫زمان نعمنا فيه حتى إذا مضى‬

‫و ال برح التسهيد لي بعدكم حفنا‬ ‫فو هّللا ما زال اشتياقي اليكم‬

‫موارده حتى نعود كما كنا‬ ‫و ال ذقت طعم الماء عذبا و ال صفت‬

‫و ال زلت طول الّد هر مقترعا سّنا‬ ‫و ال بارحتني لوعة الفكر و الجوى‬

‫كأنهم كانوا أحّق بها مّنا‬ ‫و ما رحلوا حتى استحّلوا نفوسنا‬

‫لزهدكم فينا و بعدكم عّنا‬ ‫ترى منجدي في أرض بغداد واهنا‬

‫بغيركم مستبدال!؟ بئس ما ظّنا‬ ‫أ يزعم أن أسلوا!؟ و يشغل خاطري‬

‫ظننا بكم ظنا فاخلفتموا الظنا‬ ‫أ يا ساكني نجد سالمي عليكم‬

‫كأنجم ليل بينها البدر أو أسنا‬ ‫أمثل موالي الحسين و صحبه‬

‫و شمر عليه بالمهّند قد أحنى‬ ‫فلما رأته أخته و بناته‬

‫حسينا فال تقتله يا شمر و اذبحنا‬ ‫تعّلقن بالشمر اللعين و قلن‪ :‬دع‬
‫على الّر مح مثل الشمس فارقت الدجنا‬ ‫فحّز وريديه و رّك ب رأسه‬

‫و قد صبغت من نحره الجيب و الّردنا‬ ‫فنادت بطول الويل زينب أخته‬

‫أمّية منا بعدك الحقد و الضغنا‬ ‫‪ :‬أال يا رسول هّللا يا جّد نا اقتضت‬

‫و طيف بنا عرض البالد و شتتنا‬ ‫سبينا كما تسبى اإلماء بذلة‬

‫و حزني لهم باق مدى الّد هر ال يفنى‬ ‫ستفنى حياتي بالبكاء عليهم‬

‫و أخزى الذي أمال له و به استنا‬ ‫أال لعن هّللا الذي سّن ظلمهم‬

‫و أمنح من عاداكم السّب و اللعنا‬ ‫سأمدحكم يا آل أحمد جاهدا‬

‫ألكرم من لّبى و من نحر البدنا‬ ‫و من منكم بالمدح أولى ألّنكم‬

‫إله البرايا قاب قوسين أو أدنا‬ ‫بجّد كم أسرى البراق فكان من‬

‫مالئك ال تنفّك صبحا و ال وهنا‬ ‫و شخص أبيكم في السماء تزوره‬

‫و أعطى و ما أكدى و صّد ق بالحسنى‬ ‫أبوكم هو الصّد يق آمن و اّتقى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪170 :‬‬

‫و عروته و العين و الوجه و األذنا‬ ‫و سّم اه في القرآن ذو العرش جنبه‬

‫و كان له في كّل نائبة ركنا‬ ‫و شّد به أزر النبّي محّم د‬

‫فمن قدره يسمو و من فعله يكنى‬ ‫و أفرده بالعلم و البأس و الّندى‬

‫كما الّد ر و المرجان من قعره يجنى‬ ‫هو البحر يعلو العنبر المحض فوقه‬

‫لحيدرة في القوم كفوا و ال قرنا‬ ‫إذا عّد أقران الكريهة لم نجد‬

‫و قد مألت منه ليوث الّش رى جبنا‬ ‫يخوض المنايا في الحروب شجاعة‬

‫يناديه من هّنا و يدعوه من هّنا‬ ‫يرى الموت من يلقاه في حومة الوغا‬

‫فوارسها و استخلفوا الضرب و الطعنا‬ ‫إذا استعرت نار الوغى و تغشمرت‬


‫و ألقت على األشداق أردية دكنا‬ ‫و أهدت إلى األحداق كحال معصفرا‬

‫و من فوقها ليال من النقع قد جّنا‬ ‫و خلت بها زرق األسّنة أنجما‬

‫كثّلة ضان أبصرت أسدا شّنا‬ ‫فحين رأت وجه الوصي تمزقت‬

‫كذاك حياة الّسلم في كّفه اليمنى‬ ‫فتى كّفه اليسرى حمام بحربه‬

‫و كم معدم أغنى و كم سائل أقنى‬ ‫فكم بطل أردى و كم مرهب أودى‬

‫و ال يتبع المعروف من مّنه مّنا‬ ‫يجود على العافين عفوا بماله‬

‫لما عرفوا في الّناس بخال و ال ضّنا‬ ‫و لو فّض بين الناس معشار جوده‬

‫قصاراه أن يستّن في الجود ما سّنا‬ ‫و كّل جواد جاد بالمال إّنما‬

‫فإّن أمير المؤمنين به يعنى‬ ‫و كل مديح قلت أو قال قائل‬

‫و يقرع يوم البعث من ندم سّنا‬ ‫سيخسر من لم يعتصم بوالئه‬

‫و كنت على األحوال عبدا له قنا‬ ‫لذلك قد واليته مخلص الوال‬

‫متى سجعت قمرية و علت غصنا‬ ‫عليكم سالم هّللا يا آل أحمد‬

‫علينا فآمّنا بذاك و صّد قنا‬ ‫موّد تكم أجر النبّي محّم د‬

‫‪ :‬آلخذه كاّل و ال كيف أو أّنا‬ ‫و عهدكم المأخوذ في الّذ ر لم نقل‬

‫أناس و ما خّنا و حالوا و ما حلنا‬ ‫قبلنا و أوفينا به ثّم خانكم‬

‫و طبتم فمن آثار طيبكم طبنا‬ ‫طهرتم فطّهرنا بفاضل طهركم‬

‫كرهنا‪ ،‬و ما قلتم رضينا و صّد قنا‬ ‫فما شئتم شئنا و مهما كرهتموا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪171 :‬‬

‫إليكم إذا إلف إلى إلفه حّنا‬ ‫فنحن مواليكم تحّن قلوبنا‬

‫لو أّنا على أحداقنا لكم زرنا‬ ‫نزوركم سعيا و قّل لحّقكم‬
‫إذن لم نحل عنه بحال و ال زلنا‬ ‫و لو بّضعت أجسادنا في هواكم‬

‫و نحن إذا متنا نوّر ثه األبنا‬ ‫و آبائنا منهم ورثنا والءكم‬

‫لنحذر خسرانا بها ال و ال غبنا‬ ‫و أنتم لنا نعم التجارة لم نكن‬

‫عليكم بحسن الذكر في كتبه أثنى‬ ‫و مالي ال اثني عليكم و رّبكم‬

‫فيسكن ذا نارا و يسكن ذا عدنا‬ ‫و إن أباكم يقسم الخلق في غد‬

‫فما منكم بّد و ال عنكم مغنى‬ ‫و أنتم لنا غوث و أمن و رحمة‬

‫لما قبلت أعمالنا أبدا مّنا‬ ‫و نعلم أن لو لم ندن بوالئكم‬

‫إذا نحن من أجداثنا سرعا قمنا‬ ‫و أّن إليكم في المعاد إيابنا‬

‫إذا ما وفدنا يوم ذاك و حوسبنا‬ ‫و أّن عليكم بعد ذاك حسابنا‬

‫فأسعدهم من كان أثقلهم وزنا‬ ‫و أّن موازين الخالئق حّبكم‬

‫فيظما الذي يقصى و يروى الذي يدنى‬ ‫و موردنا يوم القيامة حوضكم‬

‫فطوبا لنا إذ نحن عن أمركم جزنا‬ ‫و أمر صراط هّللا ثّم إليكم‬

‫سوى أّننا قوم بما دنتم دنا‬ ‫و ما ذنبنا عند الّنواصب ويلهم‬

‫بأّنا عليه ال انثينا و ال نثنى‬ ‫فإن كان هذا ذنبنا فتيّقنوا‬

‫رفضنا و عودينا و بالّرفض نّبزنا‬ ‫و لّم ا رفضنا رافضيكم و رهطهم‬

‫و هّلل نّز هنا و إّياه وّحدنا‬ ‫و إنا اعتقدنا العدل في هّللا مذهبا‬

‫فقالوا‪ :‬خلقنا للمعاصي و أجبرنا‬ ‫و هم شّبهوا هّللا العلّي بخلقه‬

‫و لو شاء لم نؤمن و لو شاء آمّنا‬ ‫فلو شاء لم نكفر و لو شاء أكفرنا‬

‫إماما لنا لكن ألنفسنا اخترنا‬ ‫و قالوا‪ :‬رسول هّللا ما اختار بعده‬

‫بفضل من الّر حمن تهتم و ما تهنا‬ ‫فقلنا‪ :‬إذن أنتم إمام إمامكم‬

‫لنا يوم «خّم » ال ابتدعنا و ال جرنا‬ ‫و لكّننا اخترنا الذي اختار رّبنا‬

‫فتجزون ما قلتم و نجزى بما قلنا‬ ‫سيجمعنا يوم القيامة رّبنا‬


‫و دين على غير القواعد ال يبنى‬ ‫هدمتم بأيديكم قواعد دينكم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪172 :‬‬

‫فيا رّب زدنا منك نورا و ثبتنا‬ ‫و نحن على نور من هّللا واضح‬

‫و أحرى به أن ال يخيب له ظّنا‬ ‫و ظّن ابن حّم اد جميل بربه‬

‫تراثا جزى الّر حمن خيرا أبي شّنا‬ ‫بنى المجد لي شّن بن أقصى فحزته‬

‫ولي حسب عبد القيس مرتبة تبنى‬ ‫و حسبي بعد القيس في المجد والدي‬

‫فنلت بذا مجدا و نلت بذا أمنا‬ ‫و خالي تميم تّم مجدي بفخره‬

‫مديحا فلم تترك لذي مطعن طعنا‬ ‫و دونك الما للقالئد هّذ بت‬

‫تأمل ال عين تراه و ال لحنا‬ ‫و ال ظّل أو أضحى و ال راح و اغتدى‬

‫تمّثلت األشعار عندهم لكنا‬ ‫فصاحة شعري مذ بدت لذوي الحجى‬

‫و جّلت معانيه فزادت بها حسنا‬ ‫و خير فنون الشعر ما رّق لفظه‬

‫فذاك هذاء في الرءوس بال معنى‬ ‫و للشعر علم إن خال منه حرفه‬

‫من الكرب و التنغيص قد ادخل السجنا‬ ‫إذا ما أديب أنشد الغّث خلته‬

‫و أثبتهم قوال و أطيبهم لحنا‬ ‫إذا ما رأوها أحسن الناس منطقا‬

‫ألّذ من أيام الشبيبة أو أهنى‬ ‫تلّذ بها األسماع حتى كأنها‬

‫إذا ما انتشاه قيل يا ليته ثّنى‬ ‫و في كّل بيت لذة مستجّد ة‬

‫إذا ما انتشاه قيل يا ليته ثّنى‬ ‫و في كّل بيت لذة مستجّد ة‬

‫و ثّقل ميزاني بخيراتها وزنا‬ ‫تقّبلها ربي و وّفى ثوابها‬

‫إله السما ما عسعس الليل أو جّنا‬ ‫و صّلى على األطهار من آل احمد‬

‫و قال ابو الحسن علي بن حماد العبدي البصري يمدح امير المؤمنين عليا صلوات هّللا عليه‪:‬‬
‫برء لقلبك من داء الهوى الوصب‬ ‫هل في سؤالك رسم المنزل الخرب‬

‫ما استحدرته النوى من دمعك السرب‬ ‫أم حّر ه يوم و شك البين يبرده‬

‫نأي الخليط الذي ولي و لم يؤب‬ ‫هيهات أن ينفذ الوجد المثير له‬

‫له المدامع من ماء و من عشب‬ ‫يا رائد الحي حسب الحي ما ضمنت‬

‫ان العيون لهم أهمى من السحب‬ ‫ما خلت من قبل ان حالت نوى قذف‬

‫لّبا و كم قطعوا للوصل من سبب‬ ‫بانوا فكم أطلقوا دمعا و كم أسروا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪173 :‬‬

‫غدرا و ما الغدر من شأن الفتى العربي‬ ‫من غادر لم أكن يوما أسّر به‬

‫للكاشحين و يخفي وجد مكتئب‬ ‫و حافظ العهد يبدي صفحتي فرح‬

‫عن النواظر أطراف القنا السلب‬ ‫بانوا قبابا و أحبابا تصونهم‬

‫بطرفه خدر من يهوى فلم يصب‬ ‫و خّلفوا عاشقا ملقى رمى خلسا‬

‫كأنه ما نسوا في الدار من طنب‬ ‫ألقى النحول عليه برده فغدا‬

‫حجبن من قضب عنا و من كثب‬ ‫لهفي لما استودعت تلك القباب و ما‬

‫لعساء مرتشف غراء منتقب‬ ‫من كل هيفاء أعطاف هضيم حشى‬

‫ما ضمت الكاس من راح و من حبب‬ ‫كأنما ثغرها و هنا و ريقتها‬

‫بّر دن كل حشى بالوجد ملتهب‬ ‫و في الخدور بدور لو برزن لنا‬

‫شوق الى برد ذاك الظلم و الشنب‬ ‫و في حشاي غليل بات يضرمه‬

‫بان الخليط و يا مضني الغرام ثب‬ ‫يا راقد اللوعة أهبب من كراك فقد‬

‫ريب المنون و غالته يد النوب‬ ‫أما و عصر هوى دّب العزاء له‬

‫دار و لم أقض ما في النفس من أرب‬ ‫الشرقن بدمعي إن نأت بهم‬


‫لكن بقائي و قد بانوا من العجب‬ ‫ليس العجيب بأن لم يبق لي جلد‬

‫سهم متى ما يصب شمل الفتى يشب‬ ‫شبت ابن عشرين عاما و الفراق له‬

‫و ال اعتراني من وجد و من طرب‬ ‫ما هّز عطفي من شوق الى وطني‬

‫الى الغري و ما فيه من الحسب‬ ‫مثل اشتياقي من بعد و منتزح‬

‫خير الرجال و هذا أشرف الترب‬ ‫أزكى ثرى ضّم أزكى العالمين فذا‬

‫فإنه عن ضميري غير محتجب‬ ‫إن كان عن ناظري بالغيب محتجبا‬

‫من الجنوب فرّو ته من الحلب‬ ‫مّر ت عليه ضروع المزن رائحة‬

‫ارزام صادية االزواد و القرب‬ ‫من كل مقربة إقراب مرزمة‬

‫لهن تحت سجاليها من اللهب‬ ‫يذيبها حّر نيران البروق و ما‬

‫مزن المدامع من جار و منسكب‬ ‫بل جاد ما ضم ذاك الترب من شرف‬

‫مني و ال مثلما تجتاح في رحب‬ ‫تهفو اشتياقا اليه كل جارحة‬

‫لطاب لي عنده بعدي و مقتربي‬ ‫و لو تكون لي االيام مسعدة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪174 :‬‬

‫مالءة البيد بالتقريب و الخبب‬ ‫يا راكبا جسره تطوي مناسمها‬

‫مسرى و ال تتشكى مؤلم التعب‬ ‫هو جاء ال يطعم االنضاء غاربها‬

‫و تطلح الكاسر الفتخاء في جنب‬ ‫تقّيد المغزل االدماء في صعد‬

‫حسر الطالئح بالغيطان و الخرب‬ ‫تثني الرياح اذا مّر ت بغايتها‬

‫أوفى البرية من عجم و من عرب‬ ‫بّلغ سالمي قبرا بالغري حوى‬

‫و ناد خير وصي صنو خير نبي‬ ‫و اجعل شعاري هّلل الخشوع به‬

‫عن حكمك انقلبوا عن خير منقلب‬ ‫اسمع أبا حسن ان األولى عدلوا‬
‫وضحته و اقتفوا نهجا من العطب‬ ‫ما بالهم نكبوا نهج النجاة و قد‬

‫زمامه من قريش كف مغتصب‬ ‫و دافعوك عن األمر الذي اعتلقت‬

‫خشاشها تربت من كف مجتذب‬ ‫ظلت تجاذبها حتى لقد خرمت‬

‫أرادها اليوم لو لم يأت بالكذب‬ ‫و كان باألمس منها المستقبل فلم‬

‫و الحلم أحسن ما يأتي مع الغضب‬ ‫و انت توسعه صبرا على مضض‬

‫و الموت داع متى يدع امرءا يجب‬ ‫حتى إذا الموت ناداه فاسمعه‬

‫منه بافضع محمول و محتقب‬ ‫حبابها زفرا فاعتاض محتقبا‬

‫لك النبي و لكن حال من كثب‬ ‫و كان أول من أوصى ببيعته‬

‫و قد تبّد ل منها الجد باللعب‬ ‫حتى إذا ثالث منهم تقّم صها‬

‫تجّر فيها ذئاب آكلة الغلب‬ ‫عادت كما بدأت شوهاء جاهلة‬

‫لّم ا رقى احمد الهادي على قتب‬ ‫و كان عنها لهم في خم مزدجر‬

‫ثاو لديه و من مصغ و مرتقب‬ ‫و قال و الناس من دان اليه و من‬

‫ابّلغ الناس و التبليغ أجدر بي‬ ‫قم يا علي فاني قد أمرت بأن‬

‫بعدي و أن عليا خير منتصب‬ ‫إني نصبت عليا هاديا علما‬

‫اليك من فوق قلب عنك منقلب‬ ‫فبايعوك و كل باسط يده‬

‫قوال و ال لهج بالغش و الريب‬ ‫عافوك ال مانع طوال و ال حصر‬

‫و ال تدور رحى إال على قطب‬ ‫و كنت قطب رحى االسالم دونهم‬

‫و ال تشابههم في البيت و النسب‬ ‫و ال تماثلهم في الفضل مرتبة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪175 :‬‬

‫وريد ممتنع في الروح مجتنب‬ ‫و ان هززت قناة ظلت توردها‬


‫يظل مضطربا في كف مضطرب‬ ‫ان تلحظ القرن و العّسال في يده‬

‫إال و تحجبه في رأس محتجب‬ ‫و ال تسّل حساما يوم ملحمة‬

‫عن اليهود بغير الفر و الهرب‬ ‫كيوم خيبر إذ لم يمتنع زفر‬

‫على الثرى ناكصا يهوى على العقب‬ ‫فاغضب المصطفى اذ جّر رايته‬

‫يحبه هّللا و المبعوث منتجب‬ ‫فقال اني ساعطيها غدا لفتى‬

‫مظنة الموت ال كالخائف النحب‬ ‫حتى غدوت بها جذالن مخترقا‬

‫الزرق اللهادم و الماذّي و اليلب‬ ‫جّم الصالدم و البيض الصوارم و‬

‫و المستظل مثار القسطل الهدب‬ ‫فاألرض من الحقيات مطهمة‬

‫لمع األسنة و الهندية القضب‬ ‫و عارض الجيش من نقع بوارقه‬

‫يصوب مزنا و لو أحجمت لم يصب‬ ‫اقدمت تضرب صبرا تحته فغدا‬

‫أو مقعص بدم األوداج مختضب‬ ‫غادرت فرسانه من هارب فرق‬

‫عّد ا و يعجز عنها كل مكتتب‬ ‫لك المناقب يعيى الحاسبون لها‬

‫راحت توارى عن االبصار بالحجب‬ ‫كرجعة الشمس إذ رمت الصالة و قد‬

‫لناظر و كأن الشمس لم تغب‬ ‫رّد ت عليك كأن الشهب ما اتضحت‬

‫لم تطو عن نازح يوما و مقترب‬ ‫و في براءة انباء عجائبها‬

‫أمنا و غيرك مآلن من الرعب‬ ‫و ليلة الغار لما بّت ممتلئا‬

‫و مظهر الحق و المنعوت في الكتب‬ ‫ما أنت إال أخو الهادي و ناصره‬

‫دون الورى و ابو ابنائه النجب‬ ‫و زوج بضعته الزهراء يكنفها‬

‫باهّلل معتقد هّلل محتسب‬ ‫من كل مجتهد في هّللا معتضد‬

‫كانوا لطارقهم أهدى من الشهب‬ ‫و ارين هادين إن ليل الظالم دجا‬

‫وّد ي و أحسن ما ادعى به لقبي‬ ‫لقبت بالرفض لما أن منحتهم‬

‫على ابن فاطمة الكشاف للكرب‬ ‫صالة ذي العرش تترى كل آونة‬


‫و من معّفر خد بالثرى ترب‬ ‫و ابنيه من هالك بالسم مخترم‬

‫أبناء حرب اليهم جحفل الحرب‬ ‫لو ال السقيفة ما قاد الذين هم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪176 :‬‬

‫و باقر العلم داني غاية الطلب‬ ‫و العابد الزاهد السجاد يتبعه‬

‫البّر الرضا و الجواد العابد الدئب‬ ‫و جعفر و ابنه موسى و يتبعه‬

‫ذي األمر البس أثواب الهدى القشب‬ ‫و العسكريين و المهدي قائمهم‬

‫جورا و يقمع أهل الزيغ و الشغب‬ ‫من يمأل االرض عدال بعد ما ملئت‬

‫حرب الطغاة على قّب الكال شزب‬ ‫القائد البهم الشوس الكماة الى‬

‫دين المهيمن بالدنيا و بالرتب‬ ‫أهل الهدى ال أناس باع بائعهم‬

‫ألغنت النار عن مذك و محتطب‬ ‫لو أّن أضغانهم في النار كامنة‬

‫ذد النواصب عن سلساله العذب‬ ‫يا صاحب الكوثر الرقراق زاخره‬

‫جّر دت من خاطر أو مقول ذرب‬ ‫قارعت منهم كماة في هواك بما‬

‫خواطري بمضاء الشعر و الخطب‬ ‫حتى لقد وسمت كلما جباههم‬

‫إن سائني سخط أّم بّر ة و أب‬ ‫إن ترض عني فال أسديت عارفة‬

‫لي الصحاب فكانا خير مصطحب‬ ‫صحبت حبك و التقوى و قد كثرت‬

‫طابت و لو جاوزت مغناك لم تطب‬ ‫فاستجل من خاطر العبدي آنسة‬

‫اليك حالية بالفضل و األدب‬ ‫جاءت تمايل في ثوبي حبا و هدى‬

‫بأن راحتها في ذلك التعب‬ ‫أتعبت نفسي و نفسي بعد عارفة‬

‫و قال يمدحه صلوات هّللا عليه و يرثي ولده الحسين عليه السالم‪:‬‬
‫بداء ال تصيب له دواء‬ ‫شجاك نوى االحبة كيف شاءا‬

‫و رّح ل عنك من رحلوا العزاءا‬ ‫ابانوا الصبر عنك غداة بانوا‬

‫حدا الحادي بفرقتهم عشاء‬ ‫و اعشوا بالبكا عينيك لما‬

‫و بينهم كما زعموا سواء‬ ‫لعمر أبيك ليس الموت عندي‬

‫و مضنى البين مزداد بالءا‬ ‫فإن الموت للمضنى مريح‬

‫سوى داء الهوى داء عياءا‬ ‫سل العلماء هل علموا فسموا‬

‫عليهم احمد مّد العباءا‬ ‫و هل ساد البرية غير قوم‬

‫ففاخر كل من سكن السماءا‬ ‫رقى جبريل إذ جعلوه منهم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪177 :‬‬

‫بساق العرش مشرقة ضياءا‬ ‫رآهم آدم أشباح نور‬

‫فكّفر ربه عنه الخطاءا‬ ‫هناك بهم توسل حين أخطأ‬

‫علّي اذ ننيط به الرجاءا‬ ‫فمنهم ذلك الطهر المرجى‬

‫و من بترابه نلفي الشفاءا‬ ‫امير المؤمنين أبو تراب‬

‫له فرض الخالفة و الوالءا‬ ‫خليفة ربنا في األرض حقا‬

‫و فّهمه الحكومة و القضاءا‬ ‫و عّلمه القضايا و الباليا‬

‫حكيما كي يتّم له العالءا‬ ‫و سّم اه عليا في المثاني‬

‫فليس يخاف من شيء إباء‬ ‫و اعطاه أزمة كل شيء‬

‫و هل للشمس قط ترى خفاء‬ ‫فأبدع معجزات ليس تخفى‬

‫أراد به امتحانا و ابتالء‬ ‫و شبهه ابن مريم في مثال‬

‫اذن مألت بكثرتها الفضاءا‬ ‫فواضل فضله لو عددوها‬


‫و لم يعكف على العزى انحناءا‬ ‫إمام ما انحنى لآلت يوما‬

‫كمن قد خان بل حفظ اإلخاء‬ ‫و واخاه النبي فلم يخنه‬

‫وفاه و مثله حفظ الوفاءا‬ ‫و عاهده فلم يغدر و لكن‬

‫فجاد بها لعافيها سخاء‬ ‫و كم عرضت له الدنيا حضورا‬

‫ببذل المال سائله عطاء‬ ‫شفى بالعلم سائله و أغنى‬

‫و صّد ق احمد الهادي ابتداء‬ ‫هو الصّد يق اول من تزكى‬

‫به عرفوا السعادة و الشقاءا‬ ‫هو الفاروق إن هم أنصفوه‬

‫و رحمته صباحا أو مساء‬ ‫صالة هّللا دائمة عليه‬

‫نوازع تستطير بي ارتقاء‬ ‫فقد ابقت مودته بقلبي‬

‫يواصل ذلك الكرب البالءا‬ ‫و لي في كربالء غليل كرب‬

‫لقتل السبط ظلما و اعتداء‬ ‫غداة غدا ابن سعد مستعدا‬

‫فكّل منهم يشكو الظماءا‬ ‫فاصبح ظاميا مع ناصريه‬

‫بانفسهم لسيدهم فداء‬ ‫و لم يالوا مواساة و بذال‬

‫من هّللا المثوبة و الجزاءا‬ ‫الى أن جّد لوا عطشا فنالوا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪178 :‬‬

‫و لم يبلغ من الماء ارتواء‬ ‫و امسى السبط منفردا وحيدا‬

‫رأى في غيلة نعما و شاءا‬ ‫فاوغل فيهم كالليث لما‬

‫فبزوه العمامة و الرداءا‬ ‫و لما أثخنوه هوى صريعا‬

‫كبدر التم قد نشر الضياءا‬ ‫و عّلوا رأسه في رأس رمح‬

‫سبايا لسن يعرفن السباءا‬ ‫و أبرزن النساء مهتكات‬


‫و قد جعل التراب له وطاء‬ ‫فلما أن بصرن به صريعا‬

‫حوامي الخيل كّش فت الغطاءا‬ ‫تغطيه نصولهم و لكن‬

‫و أعد من التصبر و العزاءا‬ ‫سقطن على الوجوه مولوالت‬

‫و ليس بسامع منها النداءا‬ ‫تناديه سكينة و هي حسرى‬

‫و كنت من المنون لك الفداء‬ ‫أبي ليت المنية عاجلتني‬

‫حياتي ال تمتعت البقاءا‬ ‫أبي ال عشت بعدك ال هنت لي‬

‫و لكن خّيب الدهر الرجاءا‬ ‫رجوتك ان تعيش ليوم موتي‬

‫على خصمي لخاصمت القضاءا‬ ‫ابي لو تنفع العدوى لمثلي‬

‫حسينا كان أحسن ما أساءا‬ ‫لو أن الموت قّد مني و أبقى‬

‫مناه من الشماتة حيث شاءا‬ ‫ابي شمت العدو بنا و أعطى‬

‫و هّتكت العدى منا الخباءا‬ ‫هتكنا بعد صون في خبانا‬

‫تساق كما يسوقون االماءا‬ ‫ابي لو تنظر الصغرى بذل‬

‫تخّم ر وجهها بيد حياء‬ ‫اذا سلب القناع الرجس عنها‬

‫فعدني بعد توديعي لقاءا‬ ‫أبي حان الوداع فدتك نفسي‬

‫كما في التم مطلعه أضاءا‬ ‫فيا قمرا تغّش اه خسوف‬

‫غضاضته كما اعتدل استواء‬ ‫و يا غصنا حنت ريح المنايا‬

‫أعادتها ذوابلهم ذواءا‬ ‫و يا ريحانة لشميم طاها‬

‫أسى و بكاه من سكن السماءا‬ ‫بكته االرض و الثاوي عليها‬

‫و أذرت من مدامعها دماءا‬ ‫و قد بكت السماء عليه شجوا‬

‫و لست أرى لمرزاتي فناءا‬ ‫سيفنى باالسى عمري عليه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪179 :‬‬


‫و اجعل ندبه ابدا عزاءا‬ ‫سأبكيه و أسعد من بكاه‬

‫و أوسع من يعاديهم هجاءا‬ ‫و امدح آل أحمد طول عمري‬

‫و ال أبغي لغيرهم الوفاءا‬ ‫و احفظ عهدهم سرا و جهرا‬

‫و ممن خان عهدهم البراءا‬ ‫و اعتقد الوالء لهم حياتي‬

‫و أفضلهم رجاال أو نساء‬ ‫و أعلم أنهم خير البرايا‬

‫فليس برابح إال العناءا‬ ‫فمن ناواهم بالفضل يوما‬

‫الصبح بّر ه ابدا هباء‬ ‫و لم يك بالوالء لهم مقّرا‬

‫أنال به لعمرك كبرياء‬ ‫فيا موالي و هو لك انتساب‬

‫هو الياقوت أو أبهى صفاءا‬ ‫اليك من ابن حماد قريضا‬

‫و قال يمدحه و يذكر بعض مناقبه و يرثي ولده الحسين صلوات هّللا عليهما‪:‬‬

‫و ناديت السلو فما اجابا‬ ‫دعوت الدمع فانسكب انسكابا‬

‫رأت عيناه بالطف اكتئابا‬ ‫و هل لك أن يجيب فتى حزينا‬

‫الى الطف المجيئي أو الذهابا‬ ‫و كيف يمّل شيعّي منيب‬

‫لهيبته فلم أملك خطابا‬ ‫يحار اذا رأيت الحير فكري‬

‫من النور المقدس أن يهابا‬ ‫و حق لمن حوى ما قد حواه‬

‫فيا لك منسبا عجبا عجابا‬ ‫ساللة أحمد و فتى علي‬

‫به عن ربه دأبا فدابا‬ ‫فكان محمد هنّي و عّز ي‬

‫له ميكال و انتحبا انتحابا‬ ‫ربا في حجر جبريل و ناعى‬

‫من اهل الجنة الغّر الشبابا‬ ‫و ساد و صنوه الحسن المزكى‬

‫اذا واالهما الشم استطابا‬ ‫هما ريحانتا المختار طيبا‬


‫يدا من سّن ظلمهما تبابا‬ ‫و قرطا عرش رب العرش تّبت‬

‫و ذاك بكربال منع الشرابا‬ ‫سقي هذا المنون بكاس سّم‬

‫لشيبته و قد نصلت خضابا‬ ‫سأخضب و جنتي بدماء عيني‬

‫له عريان قد سلب الثيابا‬ ‫و ألبس ثوب أحزاني لذكري‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪180 :‬‬

‫تروّي البيض منه و الحرابا‬ ‫فوا حزنا عليه و آل حرب‬

‫كبدر التم قد علي شهابا‬ ‫و وا حزنا و رأس السبط يسري‬

‫و قد هتك العدى منها الحجابا‬ ‫و وا حزنا و نسوته سبايا‬

‫تعّو دت التخمر و النقابا‬ ‫و قد سفرت لدهشتها وجوها‬

‫بها األوساط لم تأل انتدابا‬ ‫و قد جّز ت نواصيها و شّد ت‬

‫يكاد يفطر الصّم الصالبا‬ ‫و زينب في النساء لها رنين‬

‫تجدد كل يوم لي مصابا‬ ‫تنادي يا أخي ما لليالي‬

‫و قد القيت أهواال صعابا‬ ‫فقدت أحبتي ففقدت صبري‬

‫به أسلو اذا ما الخطب نابا‬ ‫و كنت بقية الماضين عندي‬

‫اذا ما الدهر ينقلب انقالبا‬ ‫فبعدك من ترى أرجوه ذخرا‬

‫دعوتك لم ترّد لي الجوابا‬ ‫و أعظم حسرتي أني اذا ما‬

‫و ما عّو دتني إال اقترابا‬ ‫فلم أبعدتني يا سؤل قلبي‬

‫على زبر الحديد إذن لذابا‬ ‫لو أّن عشير ما ألقاه يلقى‬

‫لما قّر ت بكاء و انتحابا‬ ‫أخي لو أن عينك عاينتني‬

‫يحّث السائقون بها الركابا‬ ‫فكنت ترى األرامل و اليتامى‬


‫و تخفي الصوت خوفا و ارتقابا‬ ‫و كنت ترى سكينة و هي تبكي‬

‫شمول الضيم ذال و اكتئابا‬ ‫و فاطمة الصغيرة قد كساها‬

‫و قد هتك العدى منها الحجابا‬ ‫تنادي و هي باكية أباها‬

‫و من أجرى بقدرته السحابا‬ ‫حلفت برّب مكة حلف بّر‬

‫لقتل محمد دفعوا الدبابا‬ ‫فما قتل الحسين سوى أناس‬

‫و حازوا إرث فاطمة اغتصابا‬ ‫و راموا قتل والده علّي‬

‫يعّد له و ينقلب انقالبا‬ ‫سيعلم ظالم االطهار ما ذا‬

‫يعّد له اذا ورد الحسابا‬ ‫و كيف يجيب سائله و ما ذا‬

‫كما يروون ان لها كالبا‬ ‫كالب النار كانوا دون شك‬

‫و رب العرش يصليه عذابا‬ ‫فليس يشم ريح الخلد كلب‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪181 :‬‬

‫ألنا قد تتبعنا الصوابا‬ ‫و لكن الجنان لنا مقام‬

‫و طبنا حين والينا الطيابا‬ ‫أئمتنا الهداة بهم هدينا‬

‫أجّل الخلق فرعا و انتسابا‬ ‫رسول هّللا و المولى عليا‬

‫و ذا ختم الوصّية ال ارتيابا‬ ‫فذا ختم النبوة دون شك‬

‫كما عن أمره آخى الصحابا‬ ‫و أخاه النبي بأمر رّب‬

‫و صار لها علي الطهر بابا‬ ‫فصار لنا مدينة كل علم‬

‫أ لم يخلف أخاه حين غابا‬ ‫و مّثله بهارون المزكى‬

‫و يحسن بعده عنه الغيابا‬ ‫يسد مسّد ه في كل حال‬

‫أجاد الطعن عنه و الضرابا‬ ‫و في بدر و في أحد و سلع‬


‫من االطفال يشهدها لشابا‬ ‫مشاهد حربه لو ان طفال‬

‫بلحظته اليه السترابا‬ ‫لو أّن الموت شّخ ص ثم ألوى‬

‫ألخلى الهام منها و الرقابا‬ ‫أو األبطال تلقاه وجوها‬

‫و اكرم سيد وطأ الترابا‬ ‫امير المؤمنين أبو تراب‬

‫و أهجر من يعاديه اجتنابا‬ ‫سأمنح من يواليه وصاال‬

‫فال أعدمت ذّياك المعابا‬ ‫فان عاب النواصب ذاك مني‬

‫فلست بمبتغ عنه متابا‬ ‫و إن يك حب أهل البيت ذنبي‬

‫و أوسع من يجانبهم سبابا‬ ‫أحّبهم و أمنحهم مديحا‬

‫و لكّني مدحتهم ارتغابا‬ ‫و لم أمنحهم قط اكتسابا‬

‫بحسن مديحهم إال الثوابا‬ ‫و لن يرجو ابن حماد علي‬

‫فلم أحتج بنيلهم اكتسابا‬ ‫فإنهم كفوني عن معاشي‬

‫و من يعلق بغير هواه خابا‬ ‫و نلت مآربي بهوى علي‬

‫جليل اللفظ يمتدح الذبابا‬ ‫رأيت لبعض هذا الخلق شعرا‬

‫و حسن الباب ال يغني الخرابا‬ ‫كباب عّلقوه على خراب‬

‫فكان و قد غررت به ضبابا‬ ‫و كم غيم رجوت الغيث منه‬

‫لوافق في مدائحه الكتابا‬ ‫فلو جعل المدائح في علي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪182 :‬‬

‫و قال يرثي الحسين عليه السالم و يمتدح أهل البيت و يذم اعداءهم اذ كانوا فرحين‪:‬‬

‫مثلي بكى يوم الحسين و ناحا‬ ‫دعني أنوح و أسعد النواحا‬

‫أضنى الجسوم و أتلف األرواحا‬ ‫يوم الحسين بكربالء لعمره‬

‫في يوم عاشورا سنا و صباحا‬ ‫و كسا الصباح دجى الظالم فال ترى‬
‫ال نلت في كل األمور نجاحا‬ ‫يا من يسّر بيومه من بعده‬

‫فردا تنافحه النصول كفاحا‬ ‫أنسيت سبط المصطفى في كربال‬

‫حنقا عليه أسّنة و صفاحا‬ ‫عطشان تروي الكفر من أوداجه‬

‫يكسوه سافي الذاريات وشاحا‬ ‫متزمال بدمائه فوق الثرى‬

‫كالشمس يتخذ البروج رماحا‬ ‫مستشرفا في رأس رمح رأسه‬

‫في الرمح منتصبا عليها الحا‬ ‫حتى إذا نظرت سكينة رأسه‬

‫قد اثخنته ظبى السيوف جراحا‬ ‫و الجسم عريانا طريحا في الثرى‬

‫تبكي و تعلن رّنة و صياحا‬ ‫صرخت و خّر ت في التراب و أقبلت‬

‫ساء الصباح لنا الغداة صباحا‬ ‫يا أخت و ايتمي و يتمك بعده‬

‫فلقد فقدنا السيد الجحجاحا‬ ‫يا أخت كيف يكون صبر بعده‬

‫فلقد يكون لنا الممات صالحا‬ ‫يا أخت لو متنا جميعا قبله‬

‫و ألجعلن لي البكاء سالحا‬ ‫ألجّد دن ثياب حزني حسرة‬

‫و ألجعلن لي المدامع راحا‬ ‫و ألشربن كئوس تنغيصى له‬

‫و اشاركن بذلك النواحا‬ ‫و ألجعلن غذاي تعديدي له‬

‫و أرى جفوني بالدموع قراحا‬ ‫حتى أموت صبابة و تلهفا‬

‫تهدون مصباحا به مصباحا‬ ‫يا آل احمد يا مصابيح الهدى‬

‫فينا و أوضح أمركم ايضاحا‬ ‫هّللا شّر فكم و عظم قدركم‬

‫تزلوا بجبهة عرشه أشباحا‬ ‫و هو القديم و أنتم البادون لم‬

‫التوراة و االنجيل و االلواحا‬ ‫أوحى بفضلكم القرآن و قبله‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪183 :‬‬


‫بكم و صّير حبكم مفتاحا‬ ‫و أقام كنز الرزق بين عباده‬

‫تفنى المديح و تعجز المداحا‬ ‫من ذا يقّد ر قدركم و صفاتكم‬

‫و هّللا أفصحني بكم افصاحا‬ ‫و أنا ابن حماد غذيت بحبكم‬

‫والكم و وصلت منه جناحا‬ ‫عاديت من عاداكم و وليت من‬


‫‪71‬‬
‫ما ساد نجم في السماء و الحا‬ ‫صّلى االله عليكم يا سادتي‬

‫و قال يرثي ابا عبد هّللا الحسين عليه صلوات هّللا و على أصحابه الميامين‪:‬‬

‫لذراري محمد المختار‬ ‫ابك ما عشت بالدموع الغزار‬

‫و خلت منهم عراص الدار‬ ‫شّر دوا في البالد شرقا و غربا‬

‫و غليل من الصدور الحرار‬ ‫و غزتهم بالحقد أرجاس هند‬

‫ن كئوس الردى بحّد الشفار‬ ‫فكأني بهم عطاشى يسقو‬

‫عن سرجه تريب العذارى‬ ‫و كأني أرى الحسين و قد نكس‬

‫و فرى النحر في شبا البتار‬ ‫فهوى شمر اللعين عليه‬

‫يتألأل كضوء شمس النهار‬ ‫ثم عاّل ه في السنان سنان‬

‫زن للسبي من خبا األخدار‬ ‫و كأني بالطاهرات و قد أبر‬

‫و هو ملقى على الجنادل عاري‬ ‫و كأني بزينب إذ رأته‬

‫يترك الصخر شجوه بانفطار‬ ‫سقطت دهشة و نادت بصوت‬

‫نعمت مقلتي بطيب الغرار‬ ‫يا اخي ال حييت بعدك بل ال‬

‫طالما صنتها عن االبصار‬ ‫أبرزت للسباء منا وجوه‬

‫ألبسها اليتم ذّلة االنكسار‬ ‫يا أخي لو ترى سكينة قد‬

‫حياء من بعد سلب الخمار‬ ‫لو تراها تخّم ر الرأس بالكّم‬

‫‪ 71‬عن الديوان المخطوط جمعه الشيخ السماوي‪.‬‬


‫تمسك حزنا أحشاءها باليسار‬ ‫تستر الوجه باليمين و قد‬

‫بطول العشي و األبكار‬ ‫لعن هّللا ظالميهم من الناس‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪184 :‬‬

‫بكثر البكا و كثر المزار‬ ‫فابكهم أيها المحب و ناصرهم‬

‫جبه ذو الجالل للزوار‬ ‫لو درى زائر الحسين بما أو‬

‫و حط الذنوب و االوزار‬ ‫فله عفوه و رضوانه عنهم‬

‫األمن من عذاب النار‬ ‫و تناديهم المالئك قد أعطيتم‬

‫لمن يهبطون في األخبار‬ ‫و يقول اإلله جّل اسمه االعلى‬

‫في أماني و ذمتي و جواري‬ ‫بشروهم بأنهم أوليائي‬

‫و خطاهم عفو من الغّفار‬ ‫و خطاهم محسوبة حسنات‬

‫الضعف من درهم و من دينار‬ ‫و عليه اخالف ما أنفقوه‬

‫و نسك و خشية و وقار‬ ‫فاذا زرته فزره بإخبات‬

‫ئر في جهرة و في اسرار‬ ‫و ادع من يسمع الدعاء من الزا‬

‫لم يمت عند ربه القهار‬ ‫و يرّد الجواب إذ هو حي‬

‫بة قبر معظم المقدار‬ ‫ثم طف حول قبره و التثم تر‬

‫ذلك الطهر خامس األطهار‬ ‫فيه ريحانة النبي حسين‬

‫و أبو السادة الهداة الخيار‬ ‫و هو خير الورى أبا ثم أما‬

‫علي من مثله في الفخار‬ ‫جده المصطفى و والده الهادي‬

‫فيهم قالئد االشعار‬ ‫و أنا الشاعر ابن حماد الناظم‬

‫و هاتيك عصمة االبرار‬ ‫قد تمسكت فيهم بالمواالة‬


‫فكانوا شعائري و شعاري‬ ‫و تغذيت في هواهم و في الود‬

‫محل الشعار ثم الدثار‬ ‫سيط لحمي بلحمهم و دمي فهو‬

‫قيل هذا مولى بني المختار‬ ‫فاذا قال جاهل بي من ذا‬

‫طير على ذرى االشجار‬ ‫فعليهم صّلى المهيمن ما غّرد‬

‫و قال يرثيه أيضا صلوات هّللا عليه في أيام عاشوراء من المحرم‪:‬‬

‫أ يؤمر مثلي ال أبا لك بالصبر‬ ‫أ آمرتي بالصبر أسرفت في أمري‬

‫و لو أن عيني من دم دمعها يجري‬ ‫أ في يوم عاشورا أالم على البكا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪185 :‬‬

‫و لم أندب االطهار فيه فما عذري‬ ‫اذا لم أقم في يوم عاشور مأتما‬

‫غريبا بارض الطف في مهمه قفر‬ ‫أ أنسى حسينا حين أصبح مفردا‬

‫على صدره أكرم بذلك من صدر‬ ‫و شمر عليه لعنة هّللا راكب‬

‫على حنق منه و ينحر بالنحر‬ ‫يقطع أوداج الحسين بسيفه‬

‫على عجل حتى تعلقن بالشمر‬ ‫و أنسى نساء السبط بادرن حّسرا‬

‫و البستنا ثوب االسى أبد الدهر‬ ‫و قلن له يا شمر فّرقت بيننا‬

‫كأنك ال ترجو الشفاعة في الحشر‬ ‫أ تقتل أوالد النبي محمد‬

‫سليبا فلما أن نظرن الى المهر‬ ‫و قد مّر بنعاه الى االهل مهره‬

‫و هان عليهن الخروج من الخدر‬ ‫هتكن سجوف الخدر عنهن دهشة‬

‫و شيبته مخضوبة من دم النحر‬ ‫و أسرعن حتى إذ رأين مكانه‬

‫كبدر الدجى قد الح في ربعة العشر‬ ‫و لما رأين الراس في راس ذابل‬
‫و أيقّن بالتهتيك و السبي و االسر‬ ‫سقطن على حر الوجوه لرهبة‬

‫عقيلة آل المصطفى أحمد الطهر‬ ‫و قد قبضت احشاءها بيمينها‬

‫و اخرى صغارا هجهجتهم يد الذعر‬ ‫تضم عليا تارة نحو صدرها‬

‫أعاني األيامى و اليتامى من الضر‬ ‫و تدعو حسينا يا بن أّم تركتني‬

‫و في كبدي جمر يبّرد بالجمر‬ ‫ففي مقلتي دمع يدافع مقلتي‬

‫و اسعد من يبكي عليك مدى عمري‬ ‫سابكيك عمري يا بن بنت محّم د‬

‫و يا ناظرا من حيث ندري و ال ندري‬ ‫فيا غائبا في خطة القدس حاضرا‬

‫و تاتي به األوقات من زاهر العصر‬ ‫متى ينجز الوعد الذي قد وعدته‬

‫و تبليغه حتى نرى راية النصر‬ ‫حقيق على الرحمن انجاز وعده‬

‫يقيم عماد الدين بالبيض و السمر‬ ‫قيام إمام ال محالة قائم‬

‫يوازره عيسى و يشفع بالخضر‬ ‫يقوم بحكم العدل و القسط و الهدى‬

‫و يقتص من أعداء ساداته الغر‬ ‫لعل ابن حماد يجّرد سيفه‬

‫ساقتلهم باللعن في محكم الشعر‬ ‫فان قصرت كفي بيومي فاننى‬

‫فكم أعقبت لي النجح عاقبة الصبر‬ ‫فيا نفس صبرا ثم صبرا على االذى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪186 :‬‬

‫‪72‬‬
‫من هّللا و العبدي في مدة الدهر‬ ‫و يا عترة الهادي سالم عليكم‬

‫و قال يرثي الحسين ايضا صلوات هّللا عليه و على جده و ابيه و امه و أخيه‪:‬‬

‫أم لعيني من الرقاد نصيب‬ ‫هل لجسمي من السقام طبيب‬

‫‪ 72‬عن الديوان المخطوط‪.‬‬


‫بقائي على السقام عجيب‬ ‫ما عجيب بقاء سقمي و لكّن‬

‫زفرات يعلو لهّن لهيب‬ ‫ما ذكرت الحسين إال علتني‬

‫للذي قد لقيته لغريب‬ ‫يا غريب الديار إن اصطباري‬

‫و هو من بردة العزاء سليب‬ ‫يا سليب الرداء خّلفت قلبي‬

‫تركت األديم و هو خضيب‬ ‫يا خضيب الشيب المعظم بالدم‬

‫و ماء الفرات منك قريب‬ ‫بابي انت ظامئا تمنع الماء‬

‫بابي جسمك العفير التريب‬ ‫بابي وجهك المضيء المدمى‬

‫بابي ثغرك القريع الشنيب‬ ‫بابي رأسك القطيع المعّلى‬

‫ثم يثنى بقرعهن القضيب‬ ‫يرشف المصطفى ثناياك حبا‬

‫تعتريهن ذّلة و خطوب‬ ‫بابي أهلك السبايا حيارى‬

‫بشجو و دمعها مسكوب‬ ‫بابي زينب و قد أبرزت تدعو‬

‫فتهاوت على فؤادي الكروب‬ ‫يا اخي كنت ارتجيك لكربي‬

‫كفيل من للنساء رقيب‬ ‫من لهذا العليل من للمذاعير‬

‫و ترى موقفي و ليس تجيب‬ ‫كم انادي و أنت تسمع صوتي‬

‫ألياب عالم هذا المغيب‬ ‫أيها الغائب الذي ليس يرجى‬

‫بنت عنا فأّي شيء يطيب‬ ‫طاب عيشي ما دمت حيا فلما‬

‫من محب له فؤاد كئيب‬ ‫يا بني أحمد السالم عليكم‬

‫المجد و االصل و الفخار ضريب‬ ‫ما لكم في الندى شبيه و ال في‬

‫و بكم يغفر الخطأ و الذنوب‬ ‫انتم باب حطة في البرايا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪187 :‬‬


‫رب العلى و فيها يتوب‬ ‫و باسمائكم على آدم قد تاب‬

‫اذا تحشر الورى و تئوب‬ ‫و لكم ترتضى الشفاعة في الحشر‬

‫درجات الحساب و الترتيب‬ ‫و اليكم ايابهم و عليكم‬

‫أعطاكم اإلله الوهوب‬ ‫و بايديكم الجنان مع النيران‬


‫‪73‬‬
‫غدا في هواكم ال يخيب‬ ‫فلعمر الباري رجاء ابن حماد‬

‫و قال يرثي الحسين بن علي صلوات هّللا عليهما و سالمه و يمدحهما‪:‬‬

‫على من نوره شمل الطفوفا‬ ‫خليلي عج بنا نطل الوقوفا‬

‫له و نعاه حيرانا أسيفا‬ ‫و نبك لمن بكى جبريل حزنا‬

‫و بدرا طالعا وافى خسوفا‬ ‫إماما من بني الهادي علي‬

‫اذا شاهدت مشهده الشريفا‬ ‫و ناد بحرقة و بطول كرب‬

‫و سيل الجود و العلم المنيفا‬ ‫و قل يا خير من صّلى و زكى‬

‫غدا دين االله لك الحليفا‬ ‫قتلت بكربال و الدين لما‬

‫أنوح و اسكب الدمع الذروفا‬ ‫على اّي الرزايا يا لقومي‬

‫تناهبت األسنة و السيوفا‬ ‫أ أبكي منه اعضاء عظاما‬

‫و أوداجا تسيل دما نزيفا‬ ‫فاشالء تقّلبها الحوامي‬

‫به في سائر البلدان طيفا‬ ‫و رأسا ال تطوف به الدياجي‬

‫أ أبكي مدنفا حرضا ضعيفا‬ ‫أ أبكي لألرامل و اليتامى‬

‫و تندبه و لم تسطع وقوفا‬ ‫أ أبكي زينبا تدعو أخاها‬

‫الحداة بظعنهم سوقا عنيفا‬ ‫أ أبكي إذ سروا أسرى تسوق‬

‫و ألعن من أنا لهم الحتوفا‬ ‫سأبكي ما حييت دما عليهم‬

‫‪ 73‬عن الديوان المخطوط‬


‫و ال سقى الحيا لهم جدوفا‬ ‫فال رحم اإلله لهم نفوسا‬

‫وضيعا كان منهم أو شريفا‬ ‫سألعن ظالميهم طول عمري‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪188 :‬‬

‫و حق أنكروه فما أحيفا‬ ‫فكم من باطل قد أظهروه‬

‫لذكر مصابكم أمسى لهيفا‬ ‫أال يآل طاها إن قلبي‬

‫أكون لهم من أجلكم أليفا‬ ‫إذا صادفت في حزن أناسا‬

‫تحّف الصالحات بها حفوفا‬ ‫أومل عندكم جنات عدن‬

‫فانكم تجيرون المخوفا‬ ‫و ال أخشى هنالك كل ذنب‬

‫الوال كرما و كان بكم رءوفا‬ ‫و إن هّللا شفعكم بأهل‬

‫بمدحكم القوافي و الحروفا‬ ‫و ان عليا العبدي ينشى‬

‫الجماع و أن توّقوه الصروفا‬ ‫و يرجو أن تلّقوه األماني‬


‫‪74‬‬
‫عليكم و هو لم يزل اللطيفا‬ ‫صالة هّللا و االلطاف تتلو‬

‫و قال يرثي الحسين عليه الصالة و السالم و على جده و ابيه و امه و اخيه و بنيه‪:‬‬

‫أي عيد لمستاح العزاء‬ ‫هّن بالعيد إن أردت سوائي‬

‫فأله عني و خلني بشجائي‬ ‫ان في مأتمي عن العيد شغال‬

‫كان عيدي بزفرة و بكاء‬ ‫فاذا عّيد الورى بسرور‬

‫ثوبي من لوعتي و ضنائي‬ ‫و اذا جّد دوا ثيابهم جددت‬

‫من دموع ممزوجة بدماء‬ ‫و اذا أدمنوا الشراب فشربي‬

‫‪ 74‬عن ديوان المخطوط‪.‬‬


‫و عويلي على الحسين غنائي‬ ‫و اذا استشعروا الغناء فنوحي‬

‫لمصاب الغريب في كربالء‬ ‫و قليل لو مّت هما و وجدا‬

‫أبادتهم يد االعداء‬ ‫أ يهنى بعيده من مواليه‬

‫كرب لنفس شجّية و بالء‬ ‫آه يا كربالء كم فيك من‬

‫ظلما إذن لقّل حيائي‬ ‫أ ألذ الحياة بعد قتيل الطف‬

‫ع كأس الردى بكرب الظماء‬ ‫كيف التّذ شرب ماء و قد جّر‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪189 :‬‬

‫مّثلته عاريا سليب الرداء‬ ‫كيف ال أسلب العزاء اذا‬

‫بعد تضريج شيبه بالدماء‬ ‫كيف ال تسكب الدموع عيوني‬

‫و جسمي يلتّذ لين الوطاء‬ ‫تطأ الخيل جسمه في ثرى الطف‬

‫ل من خدرها كسبي االماء‬ ‫بابي زينب و قد سبيت بالذ‬

‫ب معّرى مجدال بالعراء‬ ‫فاذا عاينته ملقى على التر‬

‫فتدعو في خيفة و خفاء‬ ‫أقبلت نحوه فيسمعها الشمر‬

‫نظرة منه فهي أقصى منائي‬ ‫أيها الشمر خلني اتزود‬

‫و ابن امي خلفتني بشقائي‬ ‫ثم تدعو الحسين لم يا شقيقي‬

‫و أضنى جسمي و أوهى قوائي‬ ‫يا أخي يومك العظيم برى عظمي‬

‫و حياتي فخاب مني رجائي‬ ‫يا اخي كنت ارتجيك لموتي‬

‫كنت أفديك بي و قّل فدائي‬ ‫يا أخي لو فدى من الموت شخص‬

‫عشت إال بمقلة عمياء‬ ‫يا اخي ال حييت بعدك بل ال‬

‫و قد أبرزت بذل السباء‬ ‫آه وا حسرتي لفاطمة الصغرى‬


‫و كف أخرى على االحشاء‬ ‫كفها فوق رأسها من جوى الثكل‬

‫فاحصا باليدين في الرمضاء‬ ‫فاذا ابصرت أباها صريعا‬

‫فنادته في خفي النداء‬ ‫لم تطق نهضة اليه من الضعف‬

‫يا أبي أو لمحنتي و ابتالئي‬ ‫يا أبي من ترى ليتمي و ضعفي‬

‫ما أنارت كواكب الجوزاء‬ ‫يا بني احمد السالم عليكم‬

‫و من بعد خاتم االنبياء‬ ‫انتم صفوة اإلله من الخلق‬

‫البرايا في حندس الظلماء‬ ‫و نجوم الهدى بنوركم تهدى‬

‫تكمو في غد ليوم جزائي‬ ‫انا موالكم ابن حماد اعدد‬


‫‪75‬‬
‫و اعتقادي بكم بلوغ الرجائي‬ ‫و رجائي أن ال أخيب لديكم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪190 :‬‬

‫و قال ايضا يرثيه صلوات هّللا عليه‪:‬‬

‫و داعي مبادى شيبه فتورعا‬ ‫دعا قلبه داعي الوعيد فاسمعا‬

‫و حاذر من عقبى الذنوب فاقلعا‬ ‫و أيقن بالترحال فاعتّد زاده‬

‫و قد مّر منك االطيبان فودعا‬ ‫الى كم و حتام اشتغالك بالمنى‬

‫رأى الرأس منه بالمشيب تقنعا‬ ‫أ يقنع بالتفريط في الزاد عاقل‬

‫فليس يرى إال الى الموت مسرعا‬ ‫إذا نزع االنسان ثوب شبابه‬

‫لتغدو لموت في غد متوقعا‬ ‫و شيبك توقيع المنون مقدما‬

‫فلست ترى للنفس في العيش مطمعا‬ ‫أ تطمع أن تبقى و غيرك ما بقي‬

‫ليوم اذا ما حّم لم تغن مدفعا‬ ‫تدافع باآلمال عن أخذ إهبة‬

‫و هيهات أن تعطى هنالك مرجعا‬ ‫و تسأل عند الموت رّبك رجعة‬

‫و كنت لهم نحو القبور مشّيعا‬ ‫أما لك اخوان شهدت وفاتهم‬

‫‪ 75‬عن الديوان المخطوط‪.‬‬


‫و ينعاك لالخوان ناع لهم نعى‬ ‫و انت فعن قرب الى الموت صائر‬

‫و اضجعته بين األحبة مضجعا‬ ‫و كم من أخ قد كنت و اريته الثرى‬

‫فاصبح بين الدود نهبا موزعا‬ ‫جرت عينه النجال على صحن خده‬

‫و مستودع ما كان عندك موعا‬ ‫و انت كضيف ال محالة راحل‬

‫مضى باطال و اصنع من الخير مصنعا‬ ‫تالقي الذي فرطت فاستدرك الذي‬

‫هالكك منها أن تغّر و تخدعا‬ ‫و ال تطلب الدنيا الغرور فانما‬

‫فلست ترى اال مرّز ا مفّجعا‬ ‫فقد جعلت دار الفجائع و االسى‬

‫أصابهم سهم المصائب أجمعا‬ ‫كفاك نجير الخلق آل محمد‬

‫فأغرب باالرزاء فيهم و أبدعا‬ ‫تخّطفهم ريب المنون بصرفه‬

‫خرابا يبابا قفرة الجو بلقعا‬ ‫وقفت على أبياتهم فرأيتها‬

‫تكاد لها األطواد أن تتزعزعا‬ ‫و ان لهم في عرصة الطف وقعة‬

‫و لم ترع فيهم من لهم كان قد رعى‬ ‫غزتهم بجيش الحقد امة جدهم‬

‫و جيش ابن سعد حوله قد تجمعا‬ ‫كأني بموالي الحسين و صحبه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪191 :‬‬

‫و لم يك من ريب المنون ليجزعا‬ ‫و قد قام فيهم خاطبا قائال لهم‬

‫تقولون عّج ل نحونا السير مسرعا‬ ‫أ لم تأتني يا قوم بالكتب رسلكم‬

‫لغيرك في حق االمامة موضعا‬ ‫فانا جميعا شيعة لك ال نرى‬

‫فما عندكم في ذاك قولوا ال سمعا‬ ‫و قد جئت للعهد الذي لي عليكم‬

‫فقال لهم خّلوا سبيلي ال رجعا‬ ‫فقالوا له ما هذه الكتب كتبنا‬

‫الى ابن زياد كارهين و خّضعا‬ ‫فقالوا له هيهات بل لنسوقكم‬


‫تجّر عكم أطرافها السم منقعا‬ ‫فان لم تجيبوا فاألسنة بيننا‬

‫عن الماء كي نروى فقالوا له معا‬ ‫فقال لهم يا ويلكم فتباعدوا‬

‫و مالوا عليه باألسنة شّر عا‬ ‫سنوردكم حوض الردى قبل ورده‬

‫فرادى و مثنى حاسرين و دّر عا‬ ‫فبادر أصحاب الحسين اليهم‬

‫رأوا دونها زرق األسنة مشرعا‬ ‫إذا ما دنوا نحو الشريعة من ظما‬

‫و لم يك عند هّللا صبر مضّيعا‬ ‫لقد صبروا ال ضّيع هّللا صبرهم‬

‫فلله ذاك المصرع الفّذ مصرعا‬ ‫الى أن ثووا صرعى على الترب حوله‬

‫فقل حمر القت هزبرا سميدعا‬ ‫فهاجوا على المولى و قد ظل وحده‬

‫يظل نياط القلب منها مقطعا‬ ‫يشّد عليهم شدة علوية‬

‫و هل تلد الشجعان إال المشجعا‬ ‫كشد أبيه في الهياج و ضربه‬

‫يالحظ فسطاط النساء موّد عا‬ ‫الى أن هوى عن سرجه متعفرا‬

‫و خّلف منه الجسم شلوا مبضعا‬ ‫و أقبل شمر الرجس فاحتز راسه‬

‫كبدر الدجى وافى من التّم مطلعا‬ ‫و شال سنان في السنان كريمه‬

‫فيا يومهم ما كان أدهى و أفظعا‬ ‫و مالوا على رحل الحسين و أهله‬

‫يسقن على رغم عطاشى و جّو عا‬ ‫فلو تنظر النسوان في ذلة السبا‬

‫أ يا أخت ركني قد و هى و تضعضعا‬ ‫و زينب ما تنفك تدعو باختها‬

‫لحادثة االيام حصنا ممنعا‬ ‫أ يا اخت من بعد الحسين نعّد ه‬

‫فبعد حسين قط لن نتجمعا‬ ‫أ يا اخت هذا اليوم آخر عهدنا‬

‫برضوى إذن ال نهد أو لتزعزعا‬ ‫أ يا اخت لو أن الذى بي من االسى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪192 :‬‬


‫و ال مؤمن إال الذي قد تشيعا‬ ‫فيا مؤمنا في دينه متشّيعا‬

‫إمامك فاعثر عفر خديك اللعا‬ ‫أ تذبح في يوم به ذبح العدى‬

‫و ترب الثرى أضحى لموالك مضجعا‬ ‫و يألف في عاشور جنبك مضجعا‬

‫به ثغر موالك الحسين مقّرعا‬ ‫و يضحك منك الثغر من بعد ما غدا‬

‫و بيتك فيه ال يزال موسعا‬ ‫و ينهب فيه رحل آل محمد‬

‫و يا ليت لم يخلق لي هّللا مسمعا‬ ‫فيا ليت سمعي صم عن ذكر يومه‬

‫و إن يك لم يترك لي الحزن مدمعا‬ ‫سأبكي دما بعد الدموع لفقده‬

‫و ال زلت أبكيهم الى أن اشيعا‬ ‫برئت الى الرحمن ممن شناهم‬

‫على بغض من يشنا الشفيع المشفعا‬ ‫و من ذا يالحيني و من ذا يلومني‬

‫لذلك أرجوهم غدا لى شفعا‬ ‫والئي لهم شفع البرا من عدّوهم‬

‫بطينا كما سمي من الشرك أنزعا‬ ‫أو الي الذي سّم ي لكثرة علمه‬

‫و أجمع أن تلغى الحقوق و تمنعا‬ ‫و اشنا الذي لم يقض حق محمد‬


‫‪76‬‬
‫سيجزي بيوم المرء يجزى بما سعى‬ ‫و مدح ابن حماد آلل محمد‬

‫و قال يرثيه صلوات هّللا عليه‪:‬‬

‫و حزني على آل النبي يطول‬ ‫خواطر فكري في حشاي تجول‬

‫و ذلك رزء لو علمت جليل‬ ‫أراق دموعي ظلم آل محمد‬

‫و قتلي نفسي في المصاب قليل‬ ‫تهون الرزايا عند ذكر مصابهم‬

‫و أمر عنيف في االنام مهول‬ ‫فذلك خطب في الزمان جليل‬

‫يزلزل أطواد الحجى و يزيل‬ ‫مصارع أوالد النبي بكربال‬

‫و أحشاؤه بالدمع ليس تسيل‬ ‫فاّي امرء يرنو قبورهم بها‬

‫‪ 76‬عن الديوان المخطوط‬


‫صعود ال مالك السماء و نزول‬ ‫قبور عليها النور يزهو و عندها‬

‫و يعطي بها رب العلى و ينيل‬ ‫قبور بها يستدفع الضر و االذى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪193 :‬‬

‫هوى و والء ظاهر و دخيل‬ ‫أتيت اليها زائرا يستشفني‬

‫و كان لها من قبل ذاك همول‬ ‫و لما رأيت الحير‪ 77‬حارت مدامعي‬

‫العدائه بالطف و هو يقول‬ ‫و مّثل لي يوم الحسين و وعظه‬

‫لعترة أوالد النبي وصول‬ ‫أما فيكم يا أيها الناس راحم‬

‫بأن ليس لي في العالمين عديل‬ ‫أ أقتل مظلوما و قدما علمتم‬

‫أما أنا للطهر النبي سليل‬ ‫أ ليس أبي خير الوصيين كلهم‬

‫و عماي حقا جعفر و عقيل‬ ‫أما فاطم الزهراء أمّي ويلكم‬

‫لقتلي فعندي بالظماء غليل‬ ‫دعوني أرد ماء الفرات و دونكم‬

‫فليس الى ما تبتغيه سبيل‬ ‫فنادوه مهال يا بن بنت محمد‬

‫لها في حشاه رنة و صليل‬ ‫و مالوا عليه باالسنة و الظبى‬

‫و انت عفير في التراب جديل‬ ‫فديتك روحي يا حسين و مهجتي‬

‫و رأسك في راس السنان مشيل‬ ‫تشّل على جثمانك الخيل شزبا‬

‫عليه خيول الظالمين تجول‬ ‫و جسمك عريان طريح على الثرى‬

‫و نجلك ما بين العداة قتيل‬ ‫بناتك تسبى كاالماء حواسرا‬

‫جريح لفقدان الحسين ثكول‬ ‫و زينب تدعو يا حسين و قلبها‬

‫فأصبح عزي فيك و هو ذليل‬ ‫أخي يا أخي قد كنت عزي و منعتي‬

‫‪77‬‬
‫الحير هو المكان الذى يحير فيه الماء و لذلك سمي موضع مقتل الحسين( ع) بالحائر‪.‬‬
‫الختك مأمول سواك و سول‬ ‫أخي يا أخي لم أعط سؤلي و لم يكن‬

‫بنا لرأت أمرا هناك يهول‬ ‫أخي لو رأت عيناك ما فعل العدى‬

‫يجّد بنا نحو الشآم رحيل‬ ‫رحلنا سبايا كاالماء حواسرا‬

‫و ال طاب لي حتى الممات مقيل‬ ‫أخي ال هنت لي بعد فقدك عيشتي‬

‫أمالك من بعد الرحيل قفول‬ ‫اذا كنت أزمعت الرحيل فقل لنا‬

‫و ادمعه بعد البتول همول‬ ‫اقول كما قد قال من قبل والدي‬

‫و صاحبها حتى الممات عليل‬ ‫أرى علل الدنيا علي كثيرة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪194 :‬‬

‫و إن بقائي بعدكم لقليل‬ ‫لكل اجتماع من خليلين فرقة‬

‫و ليس الى ما يبتغيه سبيل‬ ‫يريد الفتى أن ال يفارق خّله‬

‫دليل على أن ال يدوم خليل‬ ‫و ان افتقادي فاطما بعد أحمد‬

‫و من فضلهم عند اإلله جليل‬ ‫عليكم سالم هّللا يا خيرة الورى‬

‫على طيب ميالد االنام دليل‬ ‫بكم طاب ميالدي فان ودادكم‬

‫إذ الطرف في يوم المعاد كليل‬ ‫و انكم أعلى الورى عند ربكم‬

‫خفيف لمن يأتي به و ثقيل‬ ‫و ان موازين الخالئق حبكم‬

‫و مالي سواكم في األنام وسيل‬ ‫و انكم يوم المعاد وسيلتي‬

‫مقيما عليه لست عنه أحول‬ ‫فاصفيتكم ودي و دنت بحبكم‬

‫تتيه على أقرانها و تطول‬ ‫فسمعا لها بكر الرثاء إذا بدت‬

‫على الشعر إن رام القريض يقول‬ ‫منمقة األلفاظ من قول قادر‬

‫ورائي سديد في األمور جميل‬ ‫لساني حسام مرهف الحّد قاطع‬


‫و فضل إلهي في العباد جزيل‬ ‫و ذلك فضل من إلهي و نعمة‬

‫لكان الى خير األمور يؤل‬ ‫أال رب مغرور بحلمي و لو درى‬

‫(و ليس سواء عالم و جهول)‬ ‫تشبه لي في الشعر عجزا و سرقة‬

‫لقلت و لكن الحليم حمول‬ ‫و لو ال حفاظ العهد بيني و بينه‬

‫لئام ترّبوا في الخنا و نغول‬ ‫كفى أن من يهوى غواة أراذل‬

‫لهم شيم محمودة و عقول‬ ‫و إني بحمد هّللا ما بين عصبة‬

‫رويدا رويدا فالحديث يطول‬ ‫فقل للذي يبغي عنادي لحينه‬

‫و يعلوه ظل في األنام ظليل‬ ‫سيعطي ابن حماد من اآلل سؤله‬


‫‪78‬‬
‫يتاه به عن قصده و يميل‬ ‫فآمل آل هّللا ينجو و غيره‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪195 :‬‬

‫و قال يرثي الحسين عليه السالم‪:‬‬

‫و شيب الرأس منقصة و عيب‬ ‫أ تشبيبا و قد الح المشيب‬

‫و داء ماله أبدا طبيب‬ ‫بياض الشيب عند البيض عار‬

‫سديد قوله سهم مصيب‬ ‫و ما االنسان قبل الشيب إال‬

‫نذير بعده الحتف القريب‬ ‫فان نزل المشيب فذاك وعظ‬

‫اذا ولّى الشباب و ال يطيب‬ ‫و ليس اللهو يجمل و التصابي‬

‫فما يغتّر بالدنيا لبيب‬ ‫فكفي هذه و اليك عني‬

‫فلي جّد تواله الشحوب‬ ‫دعيني من داللك و التمني‬

‫باشجان لها كبدي تذوب‬ ‫ولي بالغاضرية عنك شغل‬

‫يشب لظى و اجفاني تصوب‬ ‫و ذكرى للحسين بها فؤادي‬

‫‪ 78‬عن الديوان المخطوط‪.‬‬


‫و ما قامت لهم معه حروب‬ ‫لما قد ناله من آل حرب‬

‫بكتب شرحها عجب عجيب‬ ‫فقد كانوا خداعا كاتبوه‬

‫فقد حنت لرؤيتك القلوب‬ ‫بانك انت سيدنا فعّجل‬

‫سواك ليهتدي فيه المريب‬ ‫و ليس لنا إمام فيه رشد‬

‫ضغائن في الصدور لها لهيب‬ ‫و لكن أضمروا بغضا و حقدا‬

‫و خيبر و األسارى و القليب‬ ‫تشّب سعيرها بدر و احد‬

‫و صفين و هاتيك الخطوب‬ ‫و يذكي النهر و ان لها لظاها‬

‫و ضيم بهن شبان و شيب‬ ‫فتلك وقائع قتلت رجاال‬

‫و ناداهم عصوه و لم يجيبوا‬ ‫فلما جاء محتمال اليهم‬

‫و كان الغدر فيكم و الشغوب‬ ‫فقال لهم أال يا قوم خنتم‬

‫دعوتم ضّر عا و أنا المجيب‬ ‫أتتنى كتبكم فأجبت لّم ا‬

‫فان األرض تمنع من يجوب‬ ‫فخلوا إن تخاذلتم سبيلي‬

‫و لست تعود عنا أو تئوب‬ ‫فقالوا ال سبيل لما تراه‬

‫تسّد سبيله منها الكعوب‬ ‫و مالوا باالسنة مشرعات‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪196 :‬‬

‫بذات شبا تواصلها شعوب‬ ‫فظل محاميا يسطو عليهم‬

‫فخر و صدره بدم خضيب‬ ‫الى أن غاله سهم المنايا‬

‫يحمحم و الصهيل له نحيب‬ ‫و راح المهر ينعاه حزينا‬

‫بجنب و العنان له جنيب‬ ‫فلما أن رأين السرج ملقى‬

‫بحومتها فشققت الجيوب‬ ‫خرجن و قلن قد قتل المحامي‬


‫ليذبحه و في يده القضيب‬ ‫و جئن صوارخا و الشمر جاث‬

‫تدافعه و مدمعها سكوب‬ ‫فصاحت زينب فيه و ظّنت‬

‫اخي فهو المؤمل و الحبيب‬ ‫تقول له يا شمر دع لي‬

‫كفيال حين ندعوه يجيب‬ ‫فما أبقى الزمان لنا سواه‬

‫ألرض الشام تحملهن نيب‬ ‫و ساروا بالسباء الى يزيد‬

‫و كم من صائحات يا غريب‬ ‫فكم من نادبات يا أبانا‬

‫تقّلبه الشمائل و الجنوب‬ ‫و ظل السبط شلوا في الفيافي‬

‫فمنها برده أبدا قشيب‬ ‫و تكسوه من الحلل السوافي‬

‫و دام لها به أرج و طيب‬ ‫اذا هّبت عليه الريح طابت‬

‫عبيرا كلما حصل الهبوب‬ ‫و لم تزل األنوف تشم منها‬

‫و هل قلب دراه و ال يذوب‬ ‫فذب يا قلب من حزن عليه‬

‫فما فضل السحابة ال تصوب‬ ‫و صبي الدمع يا عينّي صبا‬

‫زهى فكأنه الفنن الرطيب‬ ‫و دونك يا بن خير الخلق نظما‬

‫ذريني من داللك يا خلوب‬ ‫يوازن ما نظمت بكم قديما‬

‫ليطرفكم بما ال يستطيب‬ ‫فما العبدي عبدكم علي‬

‫بأني ال أغّب و ال أغيب‬ ‫رثاكم والدي قبلي و أوصى‬

‫فقد كثرت على صحفي الذنوب‬ ‫فوفوا لي الشفاعة يوم حشري‬

‫فسائلكم لعمري ال يخيب‬ ‫و وفوا والدي ما كان يرجو‬

‫يرّويها له سّح سكوب‬ ‫سقى اجداثكم غيث ملّث‬

‫عليكم ما شدا طير طروب‬ ‫و ال زالت صالة هّللا تترى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪197 :‬‬


‫‪79‬‬
‫ولى سآؤكم فيما ينوب‬ ‫و ال انفكت لعائنه تنوب األ‬

‫و قال يرثيه عليه السالم‪:‬‬

‫و جسمي يبلى و السقام جديد‬ ‫أرى الصبر يفنى و الهموم تزيد‬

‫أباه فواد للهموم عتيد‬ ‫اذا ما تعمدت السلو لخاطري‬

‫غريب باكناف الطفوف فريد‬ ‫و ذكرني بالحزن و النوح و البكا‬

‫لهم أبد االيام ليس يعود‬ ‫يودع أهليه وداع مفارق‬

‫كانهم بين الخميس أسود‬ ‫كأني بموالي الحسين و صحبه‬

‫سبيل الى شرب المياه ورود‬ ‫عطاشى على شاطى الفرات فما لهم‬

‫و كنت بما جادوا هناك أجود‬ ‫فيا ليتني يوم الطفوف شهدتهم‬

‫الى أن فنوا من حوله و أبيدوا‬ ‫لقد صبروا ال ضيع هّللا أجرهم‬

‫يرى كثرة االعداء و هو وحيد‬ ‫و قد خّر موالي الحسين مجدال‬

‫مجيء نحوس وافقته سعود‬ ‫و جاء اليه الشمر فاحتز رأسه‬

‫يسوقهم قاسي الفؤاد عنيد‬ ‫و ساقوا السبايا من بنات محمد‬

‫و قد كّظها جهد هناك جهيد‬ ‫و فاطمة الصغرى تقول الختها‬

‫سلي سائق االضعان اين يريد‬ ‫أخي لقد ذابت من السير مهجتي‬

‫مقاال تكاد االرض منه تميد‬ ‫فقالت و قد أبدت من الثكل ضّرها‬

‫فما حال من يبكي عليه حسود‬ ‫و نادت بصوت قد بكى منه حاسد‬

‫فواد على ما قد لقيت جليد‬ ‫فنى جلدي يا بن الوصي و ليس لي‬

‫مزارك من قرب الديار بعيد‬ ‫فيا غائبا ال يرتجى منه أوبة‬

‫‪ 79‬عن الديوان المخطوط‪.‬‬


‫و يأس الرجا أمر علّي شديد‬ ‫ظننت بأن تبقى فآيسني الرجا‬

‫إذا ما هم يوم المعاد أعيدوا‬ ‫سيعلم أعداء الحسين و رهطه‬

‫مالئكة الرب الجليل جنود‬ ‫و أقبلت الزهراء فاطم حولها‬

‫دما ودج يجري به و وريد‬ ‫و في يدها ثوب الحسين مضمخ‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪198 :‬‬

‫ينادي منادي الحق أين يزيد‬ ‫فتبكي لها األمالك كال و عندها‬

‫و أوجههم بين الخالئق سود‬ ‫فيؤتى به سحبا و يؤتى بقومه‬

‫فان قتلوا من بعد ذاك أعيدوا‬ ‫فيأمر ذو العرش المجيد بقتلهم‬

‫و شيعتهم و العالمون شهود‬ ‫و تقتلهم أبناء فاطم كلهم‬

‫يكون بها للظالمين خلود‬ ‫و يحشرهم ربي الى ناره التي‬

‫أعيدت لهم من بعد ذاك جلود‬ ‫إذا نضجت فيها هناك جلودهم‬

‫و ال استحسنت ما استحسنته ثمود‬ ‫فما فعلت عاد قبيح فعالهم‬

‫و من هم عماد للعلى و عمود‬ ‫فيا سادتي يا آل بيت محمد‬

‫فكان له عيش بذاك حميد‬ ‫علي بن حماد بمدحكم نشا‬

‫و وافت له بعد الوفود وفود‬ ‫حلفت بمن حج الملّبون بيته‬

‫و من حملته في المهامه قود‬ ‫بأن رسول هّللا أكرم من مشى‬

‫و سيدها و الناس بعد مسود‬ ‫و ان عليا أفضل الناس بعده‬

‫و طّهر آباء له و جدود‬ ‫و ان بنيه خير من وطأ الحصا‬

‫و لم يك وعد فيهم و وعيد‬ ‫فلوالهم لم يخلق هّللا خلقه‬


‫فيشقى شقي أو يفوز سعيد‬ ‫و ما خلقوا إال ليمتحن الورى‬

‫و لوالهم ما كان ثّم وجود‬ ‫فهم عّلة االيجاد دون سواهم‬

‫و ما اخضر يوما في االراكة عود‬ ‫عليهم سالم هّللا ما ذّر شارق‬


‫‪80‬‬
‫فيحسن في تحبيرها و يجيد‬ ‫و ما حّبر العبدي فيهم مدائحا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪199 :‬‬


‫‪81‬‬

‫أدب الطف ؛ ج‪ 2‬؛ ص‪199‬‬

‫أحمد بن الحسين بديع الّز مان الهمذاني‬

‫ن على معرّسها خيامه‬ ‫يا لّم ة ضرب الزما‬

‫مى روضة عادت ثغامه‬ ‫هّلل دّرك من خزا‬

‫للدين أشراط القيامه‬ ‫لرزّية قامت بها‬

‫ة ضارب بيد اإلمامة‬ ‫لمضّر ج بدم النبو‬

‫ف مجّرع منها حمامه‬ ‫متقّسم بظبا السيو‬

‫منه على طرف الثمامه‬ ‫منع الورود و ماؤه‬

‫‪ 80‬عن الديوان المخوط‪.‬‬


‫هذه نماذج من شعر ابن حماد العبدي و لو اردت استقصاء جميع ما قال في أهل البيت لوجب أن أفرد له مجلدا خاصا به من هذه الموس‪PP‬وعة و ق‪PP‬د‬
‫أشار شيخنا االميني سلمه هّللا الى أوائل قصائده و مطالعها و قال‪ :‬هناك قصائد تعزى الى شاعرنا ابن حماد العبدي في بعض المجاميع و هي البن‬
‫حماد محمد المتأخر عن المترجم له بقرون‪ ،‬منها قصيدة مطلعها‪:‬‬
‫و ال انت ذا سلو عن الحزن جازع‬ ‫لغير مصاب السبط دمعك ضائع‬
‫وقفنا على تمام هذه القصيدة و في آخرها‪:‬‬
‫له في غد خير البرية شافع‬ ‫لعّل ابن حّماد محمد عبدكم‬

‫‪ 81‬شبر‪ ،‬جواد‪ ،‬أدب الطف‪10 ،‬جلد‪ ،‬دار المرتضى ‪ -‬لبنان ‪ -‬بيروت‪ ،‬چاپ‪ 1409 ،1 :‬ه‪.‬ق‪.‬‬
‫فوق الورى نصب العالمة‬ ‫نصب ابن هند رأسه‬

‫بلثمه يشفي غرامه‬ ‫و مقبّل كان النبّي‬

‫ب عذابه فرط استضامه‬ ‫قرع ابن هند بالقضي‬

‫ه و صّب بالفضالت جامه‬ ‫و شدا بنغمته علي‬

‫و العدل ذو خال و شامه‬ ‫و الدين أبلج ساطع‬

‫ب قفاه و الدنيا أمامه‬ ‫يا ويح من ولى الكتا‬

‫مة حين ال تغني الندامه‬ ‫ليضرسّن يد الندا‬

‫مة سوء عاقبه الغرامه‬ ‫و ليدركّن على الغرا‬

‫ة عن طوائلهم حرامه‬ ‫و حمى أباح بنو أمي‬

‫ر و استبدوا بالزعامه‬ ‫حتى اشتفوا من يوم بد‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪200 :‬‬

‫ن بمثل إعالن اإلقامه‬ ‫لعنوا أمير المؤمني‬

‫ء و لم تصّبي يا غمامه‬ ‫لم ال تخّر ي يا سما‬

‫ل و لم تشولي يا نعامه‬ ‫لم ال تزولي يا جبا‬

‫أعناقهم طوق الحمامه‬ ‫يا لعنة صارت على‬

‫للئيم ما تحت العمامه‬ ‫إن العمامة لم تكن‬

‫دون البتول و ال كرامه‬ ‫من سبط هند و ابنها‬

‫ع و زّر عي بدم رغامه‬ ‫يا عين جودي للبقي‬

‫ع و أرسلي بددا نظامه‬ ‫جودي بمذخور الدمو‬


‫ء فوفري مني ذمامه‬ ‫جودي بمشهد كربال‬
‫‪82‬‬
‫ع أجد بما جاد ابن مامه‬ ‫جودي بمكنون الدمو‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪201 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫أبو الفضل احمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد بن يسر الهمذاني الملقب ببديع الزمان‪.‬‬

‫ولد في ‪ 13‬جمادى اآلخرة ‪ 358‬و قيل ‪ 353‬بهم‪HH‬ذان و ت‪HH‬وفي س‪HH‬نة ‪ 398‬به‪HH‬راة‪ 83‬و ق‪HH‬د أربى على أربعين‬
‫سنة كما في اليتيمة‪ .‬و الهمذاني نسبة الى همذان بفتح الهاء و الميم و الذال المعجم‪HH‬ة‪ .‬و المدين‪HH‬ة المش‪HH‬هورة‬
‫ببالد الجبل‪ .‬في أمل اآلمل‪ :‬إمامي المذهب‪ ،‬فاضل جلي‪HH‬ل‪ ،‬حاف‪HH‬ظ أديب منش‪HH‬ئ ل‪HH‬ه المقام‪HH‬ات العجيب‪HH‬ة و ل‪HH‬ه‬
‫ديوان شعر و كان عجيب البديهة و الحفظ‪ .‬كان شاعرا و كاتبا و لغويا و في تذكرة سبط بن الجوزي ق‪HH‬ال‪:‬‬
‫و من شعر بديع الزمان قوله‪:‬‬

‫بيت مختلف المالئك‬ ‫يا دار منتجع الرسالة‬

‫و الترائك و االرائك‬ ‫يا بن الفواطم و العواتك‬

‫مولى والئك و ابن حائك‬ ‫أنا حائك إن لم اكن‬

‫اقول و جاء في مجمع البحرين للشيخ الطريحي‪ :‬ذكر حائ‪H‬ك عن‪H‬د ابي عب‪H‬د هّللا علي‪H‬ه الس‪H‬الم و ان‪H‬ه ملع‪H‬ون‬
‫فقال عليه السالم‪ :‬إنما ذلك ال‪H‬ذي يح‪H‬وك الك‪H‬ذب على هّللا و رس‪H‬وله‪ .‬و مثل‪H‬ه ق‪H‬ول الب‪H‬ديع الهم‪H‬داني (ي‪H‬ا دار‬
‫منتجع الرسالة) االبيات و قال النسابة في كتابه (منتقلة الطالبية)‪ :‬قال بديع الزمان الهمداني يمدح ابا جعفر‬
‫محمد بن موسى محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه السالم‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪202 :‬‬

‫رافضّي في والئك‬ ‫أنا في اعتقادى للتسنن‬

‫ء فلست أغفل عن أولئك‬ ‫و إن انشغلت بهؤال‬

‫بيت مختلف المالئك‬ ‫يا عقد منتظم النبوة‬

‫‪ 82‬أعيان الشيعة ج ‪ 8‬ص ‪.331‬‬


‫‪ 83‬و هراة بافغانستان‪.‬‬
‫و الترائك و االرائك‬ ‫يا بن الفواطم و العواتك‬

‫عبدا لعبدك‪ ،‬و ابن حائك‬ ‫انا حائك إن لم أكن‬

‫و جاء في الكنى و االلقاب‪ :‬ابو الفضل احمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني الشاعر المشهور فاض‪HH‬ل جلي‪HH‬ل‬
‫إمامي أديب منشئ له المقامات و هو مبدعها و نس‪HH‬ج الحري‪HH‬ري على منوال‪HH‬ه و زاد في زخرفته‪HH‬ا و طبعت‬
‫المقامات مكررا و طبع بعضها مع ترجمته‪H‬ا باللغ‪H‬ة االنكليزي‪H‬ة في م‪H‬دراس‪ ،‬و ك‪H‬ان ب‪H‬ديع الزم‪H‬ان معج‪H‬زة‬
‫همذان و من أعاجيب الزمان‪ ،‬يحكى انه كان ينشد القصيدة التي لم يسمعها قط و هي اكثر من خمسين بيتا‬
‫فيحفظها كلها و يؤديها من أولها الى آخره‪HH‬ا ال يخ‪HH‬رم منه‪HH‬ا حرف‪HH‬ا‪ ،‬و ينظ‪HH‬ر في أرب‪HH‬ع أو خمس أوراق من‬
‫كتاب لم يعرفه و لم يره نظرة واحدة ثم يمليها عن ظهر قلبه‪ ،‬و ك‪HH‬ان ي‪HH‬ترجم م‪HH‬ا يق‪HH‬ترح علي‪HH‬ه من األبي‪HH‬ات‬
‫الفارسية المشتملة على المعاني الغريبة باألبيات العربية فيجمع فيها بين االبداع و االس‪HH‬راع‪ ،‬و من كلمات‪HH‬ه‬
‫البديعة‪:‬‬

‫الماء إذا طال مكثه ظهر خبثه و إذا سكن متنه تحرك نتنه و كذلك الضيف يسمج لقاؤه إذا طال ثواؤه‪.‬‬

‫و حكي انه مات بالسكتة و عجل دفنه فأفان في قبره و سمع ص‪H‬وته باللي‪H‬ل و انهم نبش‪H‬وا ق‪H‬بره فوج‪H‬دوه ق‪H‬د‬
‫قبض على لحيته و مات من هول القبر‪ .‬و ذكره الثعالبي في يتيم‪HH‬ة ال‪HH‬دهر من جمل‪HH‬ة ش‪HH‬عراء الص‪HH‬احب بن‬
‫عباد و أثنى عليه‪.‬‬

‫و جاء في روضات الجنات‪ :‬أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمداني الحافظ المعروف بب‪HH‬ديع الزم‪HH‬ان‬
‫كان من أجالء شعراء اإلمامية و كتابهم صاحب المقاالت الرائقة و المقامات الفائق‪HH‬ة‪ ،‬و على منوال‪HH‬ه نس‪HH‬ج‬
‫الحريري مقاماته و احتذى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪203 :‬‬

‫حذوه و اقتفى أثره و اعترف في خطبته بفضله و انه الذي أرشده الى سلوك ذلك المنهج و عّبر عنه هنالك‬
‫ببديع الزمان و عالمة همدان و قد ص‪HH‬حب الص‪HH‬احب الكب‪H‬ير اس‪H‬ماعيل بن عب‪H‬اد ال‪H‬وزير الى ان ص‪HH‬ار من‬
‫خواصه و ندمائه‪ ،‬و له ديوان شعر مشهور و من شعره قوله من قصيدة طويلة‪:‬‬

‫لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا‬ ‫و كان يحكيك صوب الغيث منسكبا‬

‫و الليث لو لم يصد و البحر لو عذبا‬ ‫و الدهر لو لم يخن و الشمس لو نطقت‬

‫و من شعره في ذم همدان‪:‬‬

‫لكنه من اقبح البلدان‬ ‫همدان لي بلد أقول بفضله‬

‫و شيوخه في العقل كالصبيان‬ ‫صبيانه في القبح مثل شيوخه‬


‫قال جرجي زيدان في آداب اللغة العربية‪ :‬و كان سريع الخاطر قوي البديهة يق‪HH‬ترح علي‪HH‬ه نظم القص‪HH‬يدة أو‬
‫إنشاء الرسالة فيفرغ منها في الوقت و الساعة و ربما يكتب الكتاب المقترح عليه فيبتدأ بآخر س‪HH‬طر من‪HH‬ه و‬
‫هلم جر الى األول و له من المؤلفات‪ ،‬رسائل مجموعة في كتاب يع‪HH‬رف برس‪HH‬ائل ب‪HH‬ديع الزم‪HH‬ان طبعت في‬
‫اآلستانة سنة ‪ 1298‬ه و في بيروت سنة ‪ 1890‬م و ديوان شعر منه نسخة خطي‪HH‬ة في مكتب‪HH‬ة ب‪HH‬اريس و ق‪HH‬د‬
‫طبع بمصر سنة ‪ 1321‬ه و مقامات تع‪HH‬رف باس‪HH‬مه و هي أق‪HH‬دم كت‪HH‬اب وص‪HH‬ل الين‪HH‬ا في ه‪HH‬ذا الفن عن فن‪HH‬ون‬
‫اللغة‪.‬‬

‫و قال في ارجوزة‪:‬‬

‫لم توسموا إال بنيران الكرم‬ ‫يا آل عصم انتم أولو العصم‬

‫عنكم فال تخطوا بها دون االمم‬ ‫ال ينزع هّللا سرابيل النعم‬

‫يا سادة السيف و أرباب القلم‬ ‫طابت مبانيكم و طبتم ال جرم‬

‫انتم فصاح ما خال في ال و لم‬ ‫تهمى سجاياكم بعقيان و دم‬

‫و المال لآلمال نهب مقتسم‬ ‫الجار و العرض لديكم في حرم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪204 :‬‬

‫يا سيدا نيط له بيت القدم‬ ‫انتم اسود المجد ال اسد األجم‬

‫هل لك ان تعقد في بحر الشيم‬ ‫بالعمد األطول و الفرع األشم‬

‫و يقصر الشكر عليها قل نعم‬ ‫عارفة تضرم نارا في علم‬

‫و ثغر مجد في معاليك ابتسم‬ ‫اما و انعامك انه قسم‬

‫يا فرق ما بين الوجود و العدم‬ ‫انك في الناس كبرء في سقم‬

‫ما أحد كهاشم و ان هشم‬ ‫و بعد ما بين الموالي و الخدم‬

‫ليس الحدوث في المعالي كالقدم‬ ‫و ال امرؤ كحاتم و ان حتم‬

‫شتان ما بين الّذ ناني و القمم‬ ‫و ال شباب النبت فيها كالهرم‬


‫و من شعره‪:‬‬

‫فقالت الثرى بفم الكاذب‬ ‫يقولون لي ال تحب الوصي‬

‫و أختص آل أبي طالب‬ ‫أحب النبّي و أهل النبي‬

‫و أجري على الّسنن الواجب‬ ‫و اعطي الصحابة حق الوالء‬

‫فاني كما زعموا ناصبي‬ ‫فان كان نصبا والء الجميع‬

‫فال يبرح الرفض من جانبي‬ ‫و ان كان رفضا والء الوصي‬

‫و هّلل من عجب عاجب‬ ‫فلله انتم و بهتانكم‬

‫على العجب كنت على الغارب‬ ‫فلو كنتم من والء الوصي‬

‫فلم تحكمون على غائب‬ ‫يرى هّللا سري اذا لم تروه‬

‫أ ال تهتدون الى هّللا بي‬ ‫أ ال تنظرون لرشد معي‬

‫بل المثل السوء للضارب‬ ‫أ يرجو الشفاعة من سّبهم‬

‫فما المرء إال مع الصاحب‬ ‫اعّز النبي و أصحابه‬

‫و لبيك من أمل خائب‬ ‫حنانيك من طمع بارد‬

‫و خّطوه في الجمد الذائب‬ ‫تمّنوا على هّللا مأمولكم‬

‫و شتاّم ة القوم من ذاهب‬ ‫نعم قبح الشتم من مذهب‬


‫‪84‬‬
‫و في الشبهات يد الحاطب‬ ‫له في المكارم قلب الجبان‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪205 :‬‬

‫قال طابع ديوانه محمد شكري المكي‪ :‬هو االستاذ فخر همذان بديع الزم‪HH‬ان اب‪HH‬و الفض‪HH‬ل احم‪HH‬د بن الحس‪HH‬ين‬
‫الهمذاني المتوفي سنة ‪ 398‬و قد اربى على ‪ 40‬سنة و له ديوان شعر هو ديوان االدب يح‪HH‬ق أن تفخ‪HH‬ر ب‪HH‬ه‬
‫العجم على العرب يزري بعقود الجمان و قالئد العقيان فمنه قوله في أبي بكر الخوارزمي‪:‬‬

‫فانظر لروعة أرضه و سمائه‬ ‫برق الربيع لنا برونق مائه‬

‫‪ 84‬عن ديوانه المطبوع في مصر سنة ‪ 1321‬ه ‪ 1903‬م بمطبعة الموسوعات‪.‬‬


‫من نوره بل مائه و روائه‬ ‫فالترب بين ممّسك و معنبر‬

‫من حسن كدرته و لون صفائه‬ ‫و الماء بين مصندل و مكفر‬

‫مثل المغني شاديا بغنائه‬ ‫و الطير مثل المحسنات صوادحا‬

‫يهدي لنا نفحاته من مائه‬ ‫و الورد ليس بممسك رياه بل‬

‫و جلوت للراءين خير جالئه‬ ‫زمن الربيع جلبت أزكى متجر‬

‫في خلقه و صفائه و عطائه‬ ‫فكأنه هذا الرئيس اذا بدا‬

‫و المحتوي هو هارب بذمائه‬ ‫يعشو اليه المجتدي و المجتني‬

‫أمطاره و الجود في أنوائه‬ ‫ما البحر في تزخاره و الغيث في‬

‫ال زال هذا المجد حول فنائه‬ ‫بأجّل منه مواهبا و رغائبا‬

‫متمدحين بمدحه و ثنائه‬ ‫و السادة الباقون سادة عصره‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪206 :‬‬

‫الّش ريف الّرضي‬

‫للسيد الرضي عليه الرحمة‪ :‬قالها و هو بالحائر الحسيني يرثي جده سيد الشهداء عليه السالم‪:‬‬

‫ما لقي عندك آل المصطفى‬ ‫كربال ال زلت كربا و بال‬

‫من دم سال و من دمع جرى‬ ‫كم على تربك لما صّرعوا‬

‫خدها عند قتيل بالظما‬ ‫كم حصان الذيل يروى دمعها‬

‫عن طال نحر زميل بالدما‬ ‫تمسح الترب على أعجالها‬

‫نزلوا فيها على غير قرى‬ ‫و ضيوف لفالة قفرة‬

‫بحدي السيف على ورد الردى‬ ‫لم يذوقوا الماء حتى اجتمعوا‬

‫ال تدانيها ضياء و عال‬ ‫تكسف الشمس شموسا منهم‬

‫أرجل السبق و أيمان الندى‬ ‫و تنوش الوحش من أجسادهم‬


‫قمر غاب و من نجم هوى‬ ‫و وجوه كالمصابيح فمن‬

‫جائر الحكم عليهن البال‬ ‫غيرتهن الليالي و غدا‬

‫و هم ما بين قتل و سبا‬ ‫يا رسول هّللا لو عاينتهم‬

‫عاطش يسقى أنابيب القنا‬ ‫من رميض يمنع الظّل و من‬

‫خلف محمول على غير وطا‬ ‫و مسوق عاثر يسعى به‬

‫نقب المنسم مهزول المطا‬ ‫متعب يشكو أذى السير على‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪207 :‬‬

‫للحشا شجوا و للعين قذى‬ ‫لرأت عيناك منهم منظرا‬

‫اّم ة الطغيان و الغي جزى‬ ‫لبس هذا لرسول هّللا يا‬

‫فأذاقوا اهله مّر الجنا‬ ‫غارس لم يأل في الغرس لهم‬

‫ثم ساقوا أهله سوق األما‬ ‫جزروا جزر االضاحي نسله‬

‫سنن األوجه أو بيض الطال‬ ‫معجالت ال يوارين ضحى‬

‫بهر السير و عثرات الخطا‬ ‫هاتفات برسول هّللا في‬

‫بذلة العين و ال ظّل خبا‬ ‫يوم ال كسر حجاب مانع‬

‫و أديل الغي منهم فاشتفى‬ ‫أدرك الكفر بهم ثاراته‬

‫عمد الدين و أعالم الهدى‬ ‫يا قتيال قّو ض الدهر به‬

‫أنه خامس أصحاب العبا‬ ‫قتلوه بعد علم منهم‬

‫شّد لحيين و ال مّد ردى‬ ‫وا صريعا عالج الموت بال‬

‫كّفنوه غير بوغاء الثرى‬ ‫غّسلوه بدم الطعن و ما‬


‫بأب بر و جّد مصطفى‬ ‫مرهقا يدعو و ال غوث له‬

‫علما ما بين نسوان الورى‬ ‫و بأم رفع هّللا لها‬

‫جّد يا جّد أغثني يا أبا‬ ‫أّي جد و أب يدعوهما‬

‫يا امير المؤمنين المرتضى‬ ‫يا رسول هّللا يا فاطمة‬

‫بانقالب األرض أو رجم السما‬ ‫كيف لم يستعجل هّللا لهم‬

‫فعلوا فعل يزيد ما عدا‬ ‫لو بسبطي قيصر أو هرقل‬

‫عرقت بينهم عرق المدى‬ ‫كم رقاب لبني فاطمة‬

‫جده األكرم طوعا و إبا‬ ‫حملوا رأسا يصّلون على‬

‫عمم الهام و ال حلوا الحبا‬ ‫يتهادى بينهم لم ينقضوا‬

‫و أبوها و علي ذو العال‬ ‫ميت تبكي له فاطمة‬

‫قعد اليوم عليه للعزى‬ ‫لو رسول هّللا يحيى بعده‬

‫كاشف الكرب اذا الكرب عرى‬ ‫معشر فيهم رسول هّللا و ال‬

‫و حسام هّللا في يوم الوغى‬ ‫صهره الباذل عنه نفسه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪208 :‬‬

‫لم يقّد م غيره لما دعا‬ ‫أّو ل الناس الى الداعي الذي‬

‫بحسى السم و هذا بالضبا‬ ‫ثم سبطاه الشهيدان فذا‬

‫ادق القول و موسى و الرضا‬ ‫و علي و ابنه الباقر و الص‬

‫و الذي ينتظر القوم غدا‬ ‫و علي و ابوه و ابنه‬

‫و بدور األرض نورا و سنا‬ ‫يا جبال األرض عزا و عال‬

‫بيننا الوجد طويال و البكا‬ ‫جعل الرزء الذي نالكم‬


‫رزؤكم يسلى و ان طال المدى‬ ‫ال أرى حزنكم ينسى و ال‬

‫ال الجوى باخ‪ 85‬و ال الدمع رقى‬ ‫قد مضى الدهر و يمضي بعدكم‬

‫و غدا الساقون من حوض الروى‬ ‫أنتم الشافون من داء العمى‬

‫و تخطى الناس طرا و طوى‬ ‫نزل الذكر عليكم بيتكم‬

‫وضح السبل و أقمار الدجا‬ ‫أين عنكم لمضّل طالب‬

‫ظّل عدن دونها حّر لظى‬ ‫أين عنكم للذي يبغي بكم‬

‫مع رسول هّللا فوزا و نجى‬ ‫أين عنكم للذي يرجو بكم‬

‫معرضا ممتنعا عند اللقا‬ ‫يوم يغدو وجهه عن معشر‬

‫يفلح الجيل الذي منهم شكا‬ ‫شاكيا منهم الى هّللا و هل‬

‫نصروا أهلي و ال أغنوا غنا‬ ‫رب ما آووا و ال حاموا و ال‬

‫بالعظيمات و لم يرعوا الوال‬ ‫بّد لوا ديني و نالوا أسرتي‬

‫قائم الشرك ألبقى و رعى‬ ‫لو ولي ما قد و لو من عترتي‬

‫و عرى الدين فما ابقوا عرى‬ ‫نقضوا عهدي و قد ابرمته‬

‫بنتي االدنون ذبح للعدى‬ ‫حرمي مسترفدات و بنو‬

‫خلفوه بجميل اذ مضى‬ ‫أ ترى لست لديهم كامرئ‬

‫جئت مظلوما و ذا يوم القضا‬ ‫رب إني اليوم خصم لهم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪209 :‬‬

‫و قال يرثي الحسين بن علي في يوم عاشوراء سنة ‪391‬‬

‫و اسكب سخّي العين بعد جمادها‬ ‫هذي المنازل بالغميم فنادها‬

‫أو مهجة عند الطلول ففادها‬ ‫إن كان دين للمعالم فاقضه‬

‫مضمونة االيدي الى أكبادها‬ ‫و لقد حبست على الديار عصابة‬

‫‪ 85‬باخ‪ :‬سكن‪.‬‬
‫و تعط‪ 86‬للزفرات في أبرادها‬ ‫حسرى تجاوب بالبكاء عيونها‬

‫كانت قوائمهن من أوتادها‬ ‫وقفوا بها حتى كأن مطيهم‬

‫و لواعج األشجان من أزوادها‬ ‫ثم انثنت و الدمع ماء مزادها‬

‫شيئا سوى عبراتها و سهادها‬ ‫هل تطلبون من النواظر بعدكم‬

‫كال و ال عين جرى لرقادها‬ ‫لم يبق ذخر للمدامع عنكم‬

‫لبكاء فاطمة على أوالدها‬ ‫شغل الدموع عن الديار بكاؤنا‬

‫دفع الفرات تذاد عن ورادها‬ ‫لم يخلفوها في الشهيد و قد رأى‬

‫لقنا بني الطرداء عند والدها‬ ‫أ ترى درت أن الحسين طريدة‬

‫أموية بالشام من أعيادها‬ ‫كانت مآتم بالعراق تعّد ها‬

‫زرع النبي مظّنة لحصادها‬ ‫ما راقبت غضب النبي و قد غدا‬

‫و شرت معاطب غّيها برشادها‬ ‫باعت بصائر دينها بضاللها‬

‫فلبئس ما ذخرت ليوم معادها‬ ‫جعلت رسول هّللا من خصمائها‬

‫و دم النبي على رءوس صعادها‬ ‫نسل النبي على صعاب مطيها‬

‫تبعت أمية بعد عز قيادها‬ ‫وا لهفتاه لعصبة علوية‬


‫‪87‬‬
‫و عالط و سم الضيم في أجيادها‬ ‫جعلت عران الذل في آنافها‬

‫أو ليس هذا الدين عن أجدادها‬ ‫زعمت بأن الدين سّو غ قتلها‬

‫و شفت قديم الغل من أحقادها‬ ‫طلبت ترات الجاهلية عندها‬

‫و قضت بما شاءت على أشهادها‬ ‫و استأثرت باألمر عن غّيابها‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪210 :‬‬

‫‪ 86‬تعط‪ :‬تشق‬
‫‪ 87‬العران عود يجعل في أنف البعير‪ ،‬و العالط حبل يجعل في عنقه‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫و كسبتم اآلثام في أجسادها‬ ‫هّللا سابقكم الى أرواحها‬

‫خّر ت عماد الدين قبل عمادها‬ ‫إن قّو ضت تلك القباب فانما‬

‫عن شعبها ببياضها و سوادها‬ ‫إن الخالفة أصبحت مزوية‬

‫تنزو ذئابهم على أعوادها‬ ‫طمست منابرها علوج امية‬

‫و قضى أوامره الى أمجادها‬ ‫هي صفوة هّللا التي أوحى لها‬

‫أن يصبح الثقالن من حّسادها‬ ‫أخذت بأطراف الفخار فعاذر‬

‫و مهود صبيتها ظهور جيادها‬ ‫عصب تقّم ط بالنجاد وليدها‬

‫أبدا و تسنده الى أضدادها‬ ‫تروي مناقب فضلها أعداؤها‬

‫و تزحزحي بالبيض عن أغمادها‬ ‫يا غيرة هّللا اغضبي لنبيه‬

‫و بنيه بين يزيدها و زيادها‬ ‫من عصبة ضاعت دماء محمد‬

‫و أكف آل هّللا في أصفادها‬ ‫صفدات مال هّللا ملء أكفها‬

‫ضرب الغرائب عدن بعد ذيادها‬ ‫ضربوا بسيف محمد أبناءه‬

‫هي مهجة علق الجوى بفؤادها‬ ‫قف بي و لو لوث اإلزار فإنما‬

‫و مناخ اينقها ليوم جالدها‬ ‫بالطف حيث غدا مراق دمائها‬

‫حّب القلوب يكّن من إمدادها‬ ‫تجري لها حبب الدموع و إنما‬

‫تترقص األحشاء من إيقادها‬ ‫يا يوم عاشوراء كم لك لوعة‬

‫حّر ى و لو بالغت في إبرادها‬ ‫ما عدت إال عاد قلبي غّلة‬

‫خزر العيون تعوده بعدادها‬ ‫مثل السليم مضيضة آناؤه‬

‫تغشى الضمير بكّر ها و طرادها‬ ‫يا جد ال زالت كتائب جسرة‬

‫إن لم يراوحها البكاء يغادها‬ ‫أبدا عليك و أدمع مسفوحة‬

‫في كل منزلة ربيع بالدها‬ ‫أ أقول جادكم الربيع و أنتم‬

‫‪ 88‬االجساد جمع جسد و هو هنا الدم‬


‫أين الجبال من الربى و وهادها‬ ‫أم أستزيد لكم عال بمدائحي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪211 :‬‬

‫فوق العيون الى مدى أبعادها‬ ‫كيف الثناء على النجوم إذا سمت‬

‫بجاللها و ضيائها و بعادها‬ ‫أغنى طلوع الشمس عن أوصافها‬

‫و قال أيضا يرثيه عليه السالم في يوم عاشوراء سنة ‪:395‬‬

‫تقلبه بالرمل أيدي األباعد‬ ‫ورائك عن شاك قليل العوائد‬

‫بمطروفة انسانها غير راقد‬ ‫توّز ع بين النجم و الدمع طرفه‬

‫قضى وطرا مني و ليس بعائد‬ ‫ذكرتكم ذكر الصبا بعد عهده‬

‫علقت بأطراف المنى و المواعد‬ ‫اذا جانبوني جانبا من وصالهم‬

‫اليها و ال دمعي عليها بجامد‬ ‫هي الدار ال شوقي القديم بناقص‬

‫من السقم غيري ما بغاها بناشد‬ ‫ولي كبد مقروحة لو أضاعها‬

‫بقلبي حتى عادني منه عائدي‬ ‫تأّوبني‪ 89‬داء من الهم لم يزل‬

‫و ما يومنا من آل حرب بواحد‬ ‫تذكرت يوم السبط من آل هاشم‬

‫سقوه ذبابات الرقاق البوارد‬ ‫و ظام يريغ الماء قد حيل دونه‬

‫على ما أباحوا من عذاب الموارد‬ ‫أتاحوا له مّر الموارد بالقنا‬

‫فعلوا على أساس تلك القواعد‬ ‫بنى لهم الماضون آساس هذه‬

‫يذودوننا عن إرث جد و والد‬ ‫رمونا كما يرمى الظماء عن الروى‬

‫على ما رأى بل كل ساع لقاعد‬ ‫و يا رب ساع في الليالي لقاعد‬

‫‪ 89‬تأوبني‪ :‬راجعني‪.‬‬
‫يعز على الباغين منها النواشد‬ ‫أضاعوا نفوسا بالرماح ضياعها‬

‫خموش لكلب من أمية عاقد‬ ‫أ هّللا ما تنفك في صفحاتها‬

‫فما هّللا عما نيل مّنا براقد‬ ‫لئن رقد النّص ار عما أصابنا‬

‫الى هّللا تغني عن يمين و شاهد‬ ‫لقد علقوها بالنبي خصومة‬

‫رمونا عن الشنان‪ 90‬رمي الجالمد‬ ‫و يا رب أدنى من أمية لحمة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪212 :‬‬

‫ضرائب عن أيمانهم و السواعد‬ ‫طبعنا لهم سيفا فكنا لحّد ه‬

‫على قبح فعل اآلخرين بزائد‬ ‫أال ليس فعل األولين و ان عال‬

‫لسير بني أعمامنا غير قاصد‬ ‫يريدون أن نرضى و قد منعوا الرضى‬

‫إذا قلت يوما أنني غير واجد‬ ‫كذبتك إن نازعتني الحق ظالما‬

‫و للسيد الرضى رضي هّللا عنه في رثاء جده الحسين عليه السالم في عاشوراء سنة ‪:377‬‬

‫تقّلبي في ظهور الخيل و العير‬ ‫صاحت بذودي بغداد فانسني‬

‫عارضتها بجنان غير مذعور‬ ‫و كلما هجهجت بي عن مباركها‬

‫و افعل الفعل فيها غير مأمور‬ ‫أطغى على قاطنيها غير مكترث‬

‫و ما خلقت لغير السرج و الكور‬ ‫خطب يهددني بالبعد عن وطني‬

‫فقد نجوت و قد حي غير مقمور‬ ‫إني و إن سامني ما ال أقاومه‬

‫و البر عريان من ظبي و يعفور‬ ‫عجالن ألبس وجهي كل داجية‬

‫بناظر من نطاف الدمع ممطور‬ ‫و رب قائلة و الهّم يتحفني‬

‫‪ 90‬الشنأن‪ :‬البغض‪.‬‬
‫و ما المقيم على حزن بمعذور‬ ‫خفّض عليك فلال حزان آونة‬

‫ال يعرف الحزن إال يوم عاشور‬ ‫فقلت هيهات فات السمع الئمه‬

‫سنان مطّرد الكعبين مطرور‬ ‫يوم حدى الظعن فيه البن فاطمة‬

‫إال بوطئ من الجرد المحاضير‬ ‫و خّر للموت ال كف تقّلبه‬

‫عن بارد من عباب الماء مقرور‬ ‫ظمآن سّلى نجيع الطعن غلّته‬

‫نار تحّك م في جسم من النور‬ ‫كأن بيض المواضي و هي تنهبه‬

‫فم الردى بعد إقدام و تشمير‬ ‫هّلل ملقى على الرمضاء غّص به‬

‫عن النواظر أذيال االعاصير‬ ‫تحنو عليه الربى ظال و تستره‬

‫و قد أقام ثالثا غير مقبور‬ ‫تهابه الوحش ان تدنو لمصرعه‬

‫جرت عليه المنايا بالمصادير‬ ‫و مورد غمرات الضرب غّرته‬

‫جنى الزمان عليه بالمقادير‬ ‫و مستطيل على األيام يقدرها‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪213 :‬‬

‫و سعيه ليزيد غير مشكور‬ ‫أغرى به ابن زياد لؤم عنصره‬

‫و كان ذلك كسرا غير مجبور‬ ‫و وّد أن يتالفى ما جنت يده‬

‫و الدين غض المبادى غير مستور‬ ‫تسبى بنات رسول هّللا بينهم‬

‫فطالما عاد رّيان االظافير‬ ‫إن يظفر الموت منه بابن منجبة‬

‫وقع القنا بين تضميخ و تعفير‬ ‫يلقى القنا بجبين شان صفحته‬

‫قلب فسيح و رأي غير محصور‬ ‫من بعد ما رّد أطراف الرماح به‬

‫على الغزالة جيب غير مزرور‬ ‫و النقع يسحب من اذياله و له‬


‫‪91‬‬
‫برق تدّلى على اآلكام و القور‬ ‫في فيلق شرق بالبيض تحسبه‬

‫عن ساهر في أقاصي االرض موتور‬ ‫بني امية ما األسياف نائمة‬

‫و السابقات تمّطى في المضامير‬ ‫و البارقات تلّو ى في مغامدها‬

‫عريان يقلق منه كل مغرور‬ ‫إني ألرقب يوما ال خفاء له‬

‫من الرقاب شراب غير منزور‬ ‫و للصوارم ما شاءت مضاربها‬

‫يهوى بوقع العوالي و المباتير‬ ‫أ كّل يوم آلل المصطفى قمر‬

‫يشوبها الدهر من رنق و تكدير‬ ‫و كل يوم لهم بيضاء صافية‬

‫أمسى و أصبح نهبا للمغاوير‬ ‫مغوار قوم يروع الموت من يده‬

‫مضى بيوم من االيام مشهور‬ ‫و أبيض الوجه مشهور تغطرفه‬

‫و الحزن جرح بقلبي غير مسبور‬ ‫مالي تعجبت من همي و نفرته‬

‫عيني و لجلجت عنها بالمعاذير‬ ‫باي طرف أرى العلياء ان نضبت‬

‫عمر الزمان و قلب غير مسرور‬ ‫القى الزمان بكلم غير مندمل‬

‫على الدموع و وجد غير مقهور‬ ‫يا جد ال زال لي هّم يحّرضني‬


‫‪92‬‬
‫خفر الحنّية عن نزع و توتير‬ ‫و الدمع تخفره عين مؤرقة‬

‫و ما السلو على قلب بمحظور‬ ‫إن السلو لمحظور على كبدي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪214 :‬‬

‫و قال يرثي جده الشهيد‪:‬‬

‫و مضّر بك البقاء الطويل‬ ‫راحل أنت و الليالي نزول‬

‫البيض و ال آمل و ال مأمول‬ ‫ال شجاع يبقى فيعتنق‬

‫و كذا غاية الغصون الذبول‬ ‫غاية الناس في الزمان فناء‬

‫‪ 91‬القور جمع قارة‪ :‬الجبيل الصغير‪.‬‬


‫‪ 92‬الخفر‪ :‬الدفع‪ .‬و الحنية القوس‪.‬‬
‫و للطعن تستجّم الخيول‬ ‫إنما المرء للمنّية مخبوء‬

‫عناء و في التراب مقيل‬ ‫من مقيل بين الضلوع إلى طول‬

‫يوم دجن و مّز قته قبول‬ ‫فهو كالغيم ألفته جنوب‬

‫يتناءى خل و تبكي طلول‬ ‫عادة للزمان في كل يوم‬

‫كما ساعد الذوابل طول‬ ‫فالليالي عون عليك مع البين‬

‫فرح غيره به متبول‬ ‫ربما وافق الفتى من زمان‬

‫هذا مالال كأنها عطبول‬ ‫هي دنيا إن واصلت ذا جفت‬

‫طال بقاء و الثاكل المثكول‬ ‫كل باك يبكى عليه و إن‬

‫للذي ظن إنها تعليل‬ ‫و األمانّي حسرة و عناء‬

‫بعد ما غالت ابن فاطم غول‬ ‫ما يبالي الحمام أين ترّقى‬

‫حادث رائع و خطب جليل‬ ‫أّي يوم أدمى المدامع فيه‬

‫الصحب فيه و ال أجار القبيل‬ ‫يوم عاشور الذي ال أعان‬

‫العهد رجال و المحافظون قليل‬ ‫يا ابن بنت الرسول ضّيعت‬

‫بأرماحهم إليك الذحول‬ ‫ما أطاعوا النبّي فيك و قد مالت‬

‫لو أن عذرهم مقبول‬ ‫و أحالوا على المقادير في حربك‬

‫أجلبوا فيها أ اآلن أيها المستقيل‬ ‫و استقالوا من بعد ما‬

‫السيف لمن حازه لمرعى وبيل‬ ‫إّن أمرا قّنعت من دونه‬

‫و قد فّله الحسام الصقيل‬ ‫يا حساما فّلت مضاربه الهام‬

‫الطعن و وّلى و نحره مبلول‬ ‫يا جوادا أدمى الجواد من‬

‫يوم يبدو طعن و تخفى حجول‬ ‫حّج ل الخيل من دماء األعادي‬

‫و فاض الونى و غاض الصهيل‬ ‫يوم طاحت أيدي السوابق في النقع‬

‫و على وجهه تجول الخيول‬ ‫أ تراني أعير وجهي صونا‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪215 :‬‬

‫يرو من مهجة اإلمام الغليل‬ ‫أ تراني ألّذ ماء و لما‬

‫فيه المنايا و عانقته النصول‬ ‫قبلته الرماح و انتضلت‬

‫و قد نالت الجيوب الذيول‬ ‫و السبايا على النجائب تستاق‬

‫و من أدمع مرآها الهمول‬ ‫من قلوب يدمى بها ناظر الوجد‬

‫فيه للصون من قناع بديل‬ ‫قد سلبن القناع عن كّل وجه‪،‬‬

‫على كل ذي نقاب دليل‬ ‫و تنّقبن باألنامل و الدمع‬

‫و تنادين و النداء عويل‬ ‫و تشاكين و الشكاة بكاء‬

‫و ال يفتّر عن رّنة العديل العديل‬ ‫ال يغّب الحادي العنيف‬

‫و قتيل األعداء نومي قتيل‬ ‫يا غريب الديار صبري غريب‬

‫و شوق و غرام و زفرة و عويل‬ ‫بي نزاع يطغي اليك‬

‫أن ثراه بمدمعي مطلول‬ ‫ليت أني ضجيع قبرك أو‬

‫من طراق األنواء غيث هطول‬ ‫ال أغّب الطفوف في كل يوم‬

‫و نسيم غّض و ظّل ظليل‬ ‫مطر ناعم و ريح شمال‬

‫غائب عن طعانه ممطول‬ ‫يا بني أحمد الى كم سناني‬

‫و مقامي يروع عنه الدخيل‬ ‫و جيادي مربوطة و المطايا‬

‫يحكم في كل فاضل مفضول‬ ‫كم الى كم تعلو الطغاة و كم‬

‫غير بدع أن استطّب العليل‬ ‫قد أذاع الغليل قلبي و لكن‬

‫و في الكّف صارم مسلول‬ ‫ليت أني أبقى فامترق الناس‬

‫يستلحق الرعيل الرعيل‬ ‫و أجّر القنا لثارات يوم الطف‬


‫و شيبي لو ال الردى ال يحول‬ ‫صبغ القلب حبكم صبغة الشيب‬

‫والدي حيدر و أمي البتول‬ ‫انا موالكم و ان كنت منكم‬

‫شأآهم من قال جدي الرسول‬ ‫و إذا الناس أدركوا غاية الفخر‬

‫و األنام الذي أراه فضول‬ ‫يفرح الناس بي ألني فضل‬

‫سرورا و سامع ما أقول‬ ‫فهم بين منشد ما أقّفيه‬

‫ترتضيه خواطر و عقول‬ ‫ليت شعري من الئمي في مقال‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪216 :‬‬

‫الشريف الرضي ذو الحسبين أبو الحسن محمد بن الطاهر ذي المنقب‪HH‬تين ابي احم‪HH‬د الحس‪HH‬ين بن موس‪HH‬ى بن‬
‫محمد بن موسى بن ابراهيم بن موسى بن جعفر عليه السالم‬

‫ولد سنة ‪ 359‬ببغداد و توفي سنة ‪ 406‬في السادس من المح‪HH‬رم و دفن ب‪HH‬داره في بغ‪HH‬داد ثم نق‪HH‬ل الى مش‪HH‬هد‬
‫الحسين عليه السالم بكربال‪.‬‬

‫نظم الشعر في عهد الطفولة و لم يزد عم‪HH‬ره على عش‪HH‬ر س‪HH‬نين فأج‪HH‬اد و حل‪HH‬ق و ح‪HH‬از قص‪HH‬ب الس‪HH‬بق بغ‪HH‬ير‬
‫منازع‪ ،‬و لم تكن للرضي سقطات كما لغيره من الشعراء‬

‫أما إباؤه و عزة نفسه فكان ال يرى أحق بالخالفة منه فاسمعه حيث يقول‪:‬‬

‫مقول صارم و أنف حمّي‬ ‫ما مقامي على الهوان و عندي‬

‫كما راغ طائر وحشّي‬ ‫و إباء محّلق بي عن الضيم‬

‫و بمصر الخليفة العلوّي‬ ‫أحمل الضيم في بالد األعادي‬

‫اذا ضامني البعيد القصّي‬ ‫من أبوه ابي و مواله موالي‬

‫الناس جميعا محمد و علّي‬ ‫لّف عرقي بعرقه سيد‬

‫و أوامي بذلك النقع رّي‬ ‫إن ذلي بذلك الجّو عز‬

‫النطالق و قد يظام االبّي‬ ‫قد يذل العزيز ما لم يشّم ر‬

‫في طالب العلى و حظي بطّي‬ ‫إن شرا علّي إسراع عزمي‬
‫م قصورا و لم تعّز المطّي‬ ‫أرتضي باألذى و لم يقف العز‬

‫من خلفه النهار المضّي‬ ‫كالذي يخبط الظالم و قد أقمر‬

‫قال ابن أبي الحديد كان الرضي لعلّو همته تنازعه نفسه الى أمور عظيمة يجيش بها خاطره و ينظمه‪HH‬ا في‬
‫شعره و ال يجد من الدهر عليها مساعدا فيذوب (‪ )1‬الذمر‪ :‬المالمة و الحض و التهدد‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪217 :‬‬

‫كمدا و يفنى وجدا حتى توفي و لم يبلغ غرضا فمن ذلك قوله‪:‬‬

‫من ولدي ما كان من والدي‬ ‫ما أنا للعلياء إن لم يكن‬

‫سرير هذا االصيد الماجد‬ ‫و ال مشت بي الخيل إن لم أطأ‬

‫و حسبك من جرأته و علّو نفسه ما خاطب به القادر باهّلل الخليفة العباسي‪:‬‬

‫في دوحة العلياء ال نتفرق‬ ‫عطفا أمير المؤمنين فإننا‬

‫أبدا كالنا في المعالي معرق‬ ‫ما بيننا يوم الفخار تفاوت‬

‫أنا عاطل منها و أنت مطوق‬ ‫إال الخالفة ميزّتك فإنني‬

‫فقال له القادر باهّلل ‪ :‬على رغم انف الشريف‪ .‬و روى أنه كان يوما عند الخليفة الط‪HH‬ائع باهّلل العباس‪HH‬ي و ه‪HH‬و‬
‫يعبث بلحيته و يرفعها الى أنفه فقال له الطائع‪ :‬أظنك تشم منها رائحة الخالف‪HH‬ة‪ ،‬ق‪HH‬ال‪ :‬ب‪HH‬ل رائح‪HH‬ة البن‪HH‬وة‪ .‬و‬
‫كان يلقب بذى الحسبين‪ .‬لّقبه بذلك بهاء الدولة بن بويه‪ ،‬و كان يخاطبه بالشريف األجّل‪.‬‬

‫قال صاحب عمدة الطالب‪ :‬كانت له هيبة و جاللة و فيه ورع و عفة و تقشف و مراعاة لألهل و العش‪HH‬يرة‪،‬‬
‫ولي نقابة الطالبيين مرارا و كانت له إمارة الحج و المظالم كان يتولى ذل‪HH‬ك نياب‪HH‬ة عن أبي‪HH‬ه ذي المن‪HH‬اقب ثم‬
‫تولى ذلك بعد أبيه مستقال‪ ،‬و حج بالناس مّرات‪.‬‬

‫و هو اول طالبي جعل عليه السواد‪ .‬و كان أوحد علماء عصره و اتصف الشريف الرض‪HH‬ى بإب‪HH‬اء النفس و‬
‫علّو الهمة و كان رفيع المنزلة سامي المكانة يطمح الى معالي االمور‪ ،‬و بلغ من إبائه و عفته ان‪HH‬ه لم يقب‪HH‬ل‬
‫من احد صلة أو جائزة و تشدد في ذلك فرفض قبول ما يجريه الملوك و األم‪HH‬راء على أبي‪HH‬ه من الص‪HH‬الة و‬
‫الهبات مدة حياته‪ ،‬و بذل آل بويه كل ما في وسعهم لحمله على قبول صالتهم فلم يقبل و ق‪HH‬ال‪ -‬و ق‪HH‬د س‪HH‬اءه‬
‫أمر صدر من أبيه و من أخيه‪-‬‬
‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪218 :‬‬

‫من الناس إطراقي على الهون أو أغضي‬ ‫تهّض مني من ال يكون لغيره‬

‫و كاد فمي يمضي من القول ما يمضي‬ ‫إذا اضطرمت ما بين جنبّي غصة‬

‫من الغيظ و استعطفت بعضى على بعضي‬ ‫شفعت الى نفسي لنفسي فكفكفت‬

‫أم‪HH‬ا مكانت‪HH‬ه العلمي‪HH‬ة فه‪HH‬و أوح‪HH‬د علم‪HH‬اء عص‪HH‬ره و ق‪HH‬د قي‪HH‬ل ان الرض‪HH‬ي أعلم الش‪HH‬عراء ل‪HH‬و ال المرتض‪HH‬ى‪ ،‬و‬
‫المرتضي اشعر العلماء لو ال الرضي‪ .‬و هذه مؤلفاته تعطينا صورة جلية عن براعته فهذا (حقائق التأوي‪HH‬ل‬
‫في متشابه التنزيل) كما يقول ابن جني‪ -‬صّنف الرضي كتابا في معاني القرآن الكريم يتعذر وجود مثله‪.‬‬

‫و كتاب المجازات النبوية) و (تلخيص البيان عن مجازات القرآن) و غيرها‪.‬‬

‫و هو الذي جمع كالم امير المؤمنين و اسماه نهج البالغة قال الس‪H‬يد االمين في الج‪H‬زء االول من االعي‪H‬ان‪:‬‬
‫و الشريف الرضي محمد بن الحسين الذي قيل فيه انه افصح ق‪HH‬ريش ال‪HH‬ذين هم أفص‪HH‬ح الع‪HH‬رب ألن‪HH‬ه مك‪HH‬ثر‬
‫مجيد و ألن المجيد من الشعراء ليس بمكثر و المكثر ليس بمجيد‪ ،‬و الرضي جمع بين االكثار و االجادة و‬
‫امره في الورع و الفضل و العلم و االدب و عفة النفس و علو الهمة و الجاللة اشهر من أن يذكر‪ .‬اق‪HH‬ول و‬
‫كفى بعظمته أن تكون فيه اللياقة و األهلية ألن ينسب الناس الي‪H‬ه نهج البالغ‪H‬ة و ه‪H‬ل يلي‪H‬ق بأح‪H‬د كالم س‪H‬يد‬
‫البلغاء و إمام الفصحاء و هو فوق كالم المخلوق و دون كالم الخالق و تظهر عظمة السيد من تعليق‪HH‬ه على‬
‫كالم االمام و تقريضه له و شرحه لمفرداته‪ .‬قالوا عن السيد الرض‪HH‬ي رحم‪HH‬ه هّللا ‪ :‬و لم‪HH‬ا تّم و كم‪HH‬ل ب‪HH‬دره و‬
‫بلغ سبع و اربعين عمره اختار هّللا له دار بقاءه فناداه و لباه و فارق دنياه و ذلك في بكرة ي‪H‬وم االح‪H‬د لس‪H‬ت‬
‫خلون من المحرم سنة ست و أربعمائ‪HH‬ة فق‪H‬امت علي‪HH‬ه ن‪HH‬وادب األدب و انثلم ح‪ّH‬د القلم و فق‪H‬دت عين الفض‪HH‬ل‬
‫قّر تها و جبهة الدهر غّر تها و بكاه األفاضل مع الفضائل و رثاه األكارم مع المكارم على أن‪HH‬ه م‪HH‬ا م‪HH‬ات من‬
‫لم يمت ذكره و خلد مع األيام نظمه و نثره و هّللا يتواله بعفوه و غفران‪HH‬ه و يحيي‪HH‬ه بروح‪HH‬ه و ريحان‪HH‬ه‪ ،‬فلم‪HH‬ا‬
‫قضى نحبه حضر الوزير فخر الملك و جمي‪HH‬ع األعي‪HH‬ان و االش‪HH‬راف و القض‪HH‬اة جنازت‪HH‬ه و الص‪HH‬الة علي‪HH‬ه و‬
‫مضى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪219 :‬‬

‫أخوه السيد المرتضى من جزعه عليه الى مشهد جده موسى بن جعفر عليه السالم ألنه لم يستطع أن ينظر‬
‫الى جنازة أخيه و دفنه‪ ،‬و صّلى عليه فخر الملك أبو غالب و مضى بنفسه آخر النهار الى السيد المرتضى‬
‫الى المشهد الكاظمي فألزمه بالعود الى داره و رثاه أخوه المرتضى بأبيات منها‪:‬‬
‫و وددت لو ذهبت علّي برأسي‬ ‫يا للرجال لفجعة جذمت يدي‬

‫فحسوتها في بعض ما أنا حاسي‬ ‫ما زلت أحذر وردها حتى أتت‬

‫لم يثنها مطلي و طول مكاسي‬ ‫و مطلتها زمنا فلما صممت‬

‫و لرب عمر طال باالدناس‬ ‫هّلل عمرك من قصير طاهر‬

‫و رثاه تلميذه مهيار الديلمي بقصيدة منها‪:93‬‬

‫غاياتها متعودا قدامها‬ ‫بكر النعّي من الرضى بمالك‬

‫نفضت على وجه الصباح ظالمها‬ ‫كلح الصباح بموته عن ليلة‬

‫و الناطق العربي شّق كالمها‬ ‫بالفارس العلوي شق غبارها‬

‫مصالحها عّم الها عاّل مها‬ ‫سلب العشيرة يومه مصباحها‬

‫أعداءها و تقدمت اعمامها‬ ‫برهان حجتها التي بهرت به‬

‫قال السيد األجل السيد علي خان رحمه هّللا في أنوار الربيع‪ :‬و ش‪HH‬قت ه‪HH‬ذه المرثي‪HH‬ة على جماع‪HH‬ة ممن ك‪HH‬ان‬
‫يحسد الرضي رضي هّللا تعالى عنه على الفضل في حياته أن يرثى بمثلها بعد وفاته فرثاه بقص‪HH‬يدة أخ‪HH‬رى‬
‫مطلعها في براعة االستهالل كاالولى و هو‪:‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪220 :‬‬

‫‪ 93‬و أولها‪:‬‬
‫و لوي لويا فاستزل مقامها‬ ‫من جب غارب هاشم و سنامها‬

‫بيد و قوض عزها و خيامها‬ ‫و غزى قريشا بالبطاح فلّفها‬


‫و منها‪:‬‬
‫و قد اصطفتك شبابها و غرامها‬ ‫ابكيك للدنيا التي طلقتها‬

‫زهدا و قد القت اليك زمامها‬ ‫و رميت غاربها بفضلة معرض‬


‫فتواكلي غاض الندى و خال الندي‬ ‫أ قريش ال لفم أراك و ال يد‬

‫و ما زلت معجبا بقوله منها‪:‬‬

‫إن كان يصدق فالرضي هو الردي‬ ‫بكر النعي فقال أودى خيرها‬

‫و ما احسن قوله من جملتها‪:‬‬


‫‪94‬‬
‫عنها و عاد كأنه لم ينشد‬ ‫يا ناشد الحسنات طّو ف فاليا‬

‫من صاح بالبطحاء يا نار اخمدي‬ ‫اهبط الى مضر فسل حمراءها‬

‫و لرّب آيات لها لم تشهد‬ ‫فجعت بمعجز آية مشهودة‬

‫ثم ادعت بك حقها لم تجحد‬ ‫كانت اذا هي في االمامة نوزعت‬

‫و عرى تميمك‪ 95‬بعد لّم ا تعقد‬ ‫تبعتك عاقدة عليك امورها‬

‫فتزحزحوا لك عن مكان السيد‬ ‫و رآك طفال شيبها و كهولها‬

‫ولد الرضي سنة تسع و خمسين و ثالثمائة‪ ،‬و توفي يوم األحد سادس المحرم سنة س‪H‬ت و اربعمائ‪H‬ة و دفن‬
‫في داره ثم نقل الى مشهد الحسين «ع» فدفن عند ابيه‪ .‬و ابوه الط‪HH‬اهر ذو المن‪HH‬اقب الش‪HH‬ريف األوح‪HH‬د نقيب‬
‫النقباء امير الحجيج السفير بين الملوك‪ ،‬امه موسوية‪ .‬ولي القضاء بين الطالبيين و خصومهم من العامة‪.‬‬

‫و جاء في ص ‪ 339‬من السنة ‪ 3‬من مجلة المرشد البغدادية هكذا‪.‬‬

‫موسى (االبرش) ابن محمد (االعرج) ابن موسى (ابي سبحة) ابن ابراهيم (المرتضى) ابن االم‪HH‬ام موس‪HH‬ى‬
‫الكاظم عليه السالم و هو جد المرتضى و الرضي‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪221 :‬‬

‫أقول‪ :‬والد المرتضى و الرضي هو احمد الطاهر الحسين بن موسى الذي يسمى باالبرش‪.‬‬

‫‪ 94‬فاليا‪ :‬باحثا‪.‬‬
‫‪ 95‬التميمة ما يعّلق في عنق الصبي اتقاء من العين‪.‬‬
‫و قال السيد حسن الصدر قدس سره في كتابه (نزهة اهل الحرمين)‪ :‬لقد تعرضت في تكملة امل االمل الى‬
‫تحقيق قبري السيدين المرتضى و الرضي و انهما في ك‪HH‬ربالء‪ ،‬و ان المك‪HH‬ان المع‪HH‬روف في بل‪HH‬د الكاظمي‪HH‬ة‬
‫بقبرهما هو موضع دفنهما فيه أوال ثم نقال منه الى كربالء‪ ،‬و ال بأس بزيارتهما في هذا الموضع ايضا‪ ،‬و‬
‫إنما أبقوه كذلك لعظم شأنهما‪.‬‬

‫قال رحمه هّللا يفتخر بأهل البيت عليهم السالم و يذكر قبورهم و يتشوقها‪:‬‬

‫و عزم ال يرّو ع بالعتاب‬ ‫أال هّلل بادرة الطالب‬

‫هوي المصلتات‪ 96‬الى الرقاب‬ ‫و كل مشّم ر البردين يهوي‬

‫و يعذلني على قرب االياب‬ ‫أعاتبه على بعد التنائي‬

‫و يرضى عن نوائبها الغضاب‬ ‫رأيت العجز يخضع لليالي‬

‫هجمت على العلى من كل باب‬ ‫و لو ال صولة االيام دوني‬

‫وصال البيض و الخيل العراب‬ ‫و من شيم الفتى العربي فينا‬

‫و من عاداته صدق الضراب‬ ‫له كذب الوعيد من االعادي‬

‫و ما عّر يت من خلع الشباب‬ ‫سأدّرع الصوارم و العوالي‬

‫مضاء السيف شّذ عن القراب‬ ‫و اشتمل الدجى و الركب يمضي‬

‫و نار الحي حائرة الشهاب‬ ‫و كم ليل عبأت له المطايا‬

‫تالعب بالضراغم و الذئاب‬ ‫لقيت االرض شاحبة المحيا‬

‫كما فزع المشيب الى الخضاب‬ ‫فزعت الى الشحوب و كنت طلقا‬

‫تعذبه بمسّود اإلهاب‬ ‫و لم نر مثل مبيض النواحي‬

‫أرى اآلمال أشقى للركاب‬ ‫أبيت مضاجعا أملي و إني‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪222 :‬‬

‫فشجعنا الرجاء على الطالب‬ ‫إذا ما اليأس خّيبنا رجونا‬

‫‪ 96‬المصلتات‪ :‬السيوف‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫زفون القطر رقاص الحباب‬ ‫أقول اذا استطار من السواري‬

‫ليقذفه على قمم الشعاب‬ ‫كأن الجو غّص به فأومى‬

‫و يسحب فوقها عذب الرباب‬ ‫جدير أن تصافحه الفيافي‬

‫رضابا في ثنّيات الهضاب‬ ‫اذا هتم‪ 98‬التالع رأيت منه‬

‫لباب الماء و النطف العذاب‬ ‫سقى هّللا المدينة من محل‬

‫رخّي الذيل مآلن الوطاب‬ ‫و جاد على البقيع و ساكنيه‬

‫معالمها من الحسب اللباب‬ ‫و أعالم الغري و ما استباحت‬

‫قضى ظمأ الى برد الشراب‬ ‫و قبرا بالطفوف يضم شلوا‬

‫هطول الودق منخرق العباب‬ ‫و سامرا و بغدادا و طوسا‬

‫كما نطف الصبير‪ 99‬على الروابي‬ ‫قبور تنطف العبرات فيها‬

‫لذابت فوقها قطع السراب‬ ‫فلو بخل السحاب على ثراها‬

‫على عدواء داري و اقترابي‬ ‫سقاك فكم ظمئت اليك شوقا‬

‫و صوني فضل بردك عن جنابي‬ ‫تجافي يا جنوب الريح عني‬

‫و ما استحقبت من ذاك التراب‬ ‫و ال تسري إلّي مع الليالي‬

‫و تنحر فيه أعناق السحاب‬ ‫قليل أن تقاد له الغوادي‬

‫فيلفظهم الى النعم الرغاب‬ ‫أما شرق التراب بساكنيه‬

‫تدير عليهم كاس المصاب‬ ‫فكم غدت الضغائن و هي سكرى‬

‫على تلك المعالم و القباب‬ ‫صالة هّللا تخفق كل يوم‬

‫و إن قّلت مساعدة الصحاب‬ ‫و إني ال أزال اكّر عزمي‬

‫تطّلع من تراب أبي تراب‬ ‫و اخترق الرياح الى نسيم‬

‫و ينشب في المنى ظفري و نابي‬ ‫بودي ان تطاوعني الليالي‬

‫‪ 97‬السواري‪ :‬جمع سارية السحاب‪ .‬زفون القطر‪ :‬دفاع المطر‪ .‬الحباب‪ :‬فقاقيع الماء‪.‬‬
‫‪ 98‬الهتم‪ :‬كسر الثنايا من أصلها‪.‬‬
‫‪ 99‬الصبير‪ :‬السحاب الذي يصير بعضه فوق بعض‪.‬‬
‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪223 :‬‬

‫تغلغل بين أحشاء الروابي‬ ‫فارمي العيس نحوكم سهاما‬


‫‪100‬‬
‫كما انحدر الغثاء عن العقاب‬ ‫ترامى باللغام على طالها‬

‫فأملي باللغام على اللغاب‬ ‫و أجنب بينها خرق المذاكي‬

‫تغلغل بين قلبي و الحجاب‬ ‫لعلي أن ابّل بكم غليال‬

‫على كنز الغنيمة و الثواب‬ ‫فما لقياكم إال دليل‬

‫بقربهما نزاعي و اكتئابي‬ ‫ولي قبران بالزوراء أشفي‬

‫سالما ال يحيد عن الجواب‬ ‫أقود اليهما نفسي و اهدي‬

‫و يدرأ عن ردائي كل عاب‬ ‫لقائهما يطهر من جناني‬

‫به باب النجاة من العذاب‬ ‫قسيم النار جدي يوم يلقى‬

‫و فاتحة الصراط الى الحساب‬ ‫و ساقي الخلق و المهجات حّرى‬

‫تضن بكل عالية الكعاب‬ ‫و من سمحت بخاتمه يمين‬

‫تصدق أو مناجاة الحباب‬ ‫اما في باب خيبر معجزات‬

‫فجاء النصر من قبل الغراب‬ ‫ارادت كيده و هّللا يأبى‬

‫و هذي الشمس تطمس بالضباب‬ ‫أ هذا البدر يكسف بالدياجي‬

‫يرى ترك العقاب من العقاب‬ ‫و كان إذا استطال عليه جان‬

‫فمن لي أن يذكركم ثوابي‬ ‫أرى شعبان يذكرني اشتياقي‬

‫و عنكم طال باعي في الخطاب‬ ‫بكم في الشعر فخري ال بشعري‬

‫لكم أرمي و أرمى بالسباب‬ ‫اجّل عن القبائح غير أني‬

‫و أنطق بالبراء و ال أحابي‬ ‫فأجهر بالوالء و ال أوّري‬

‫‪100‬‬
‫اللغام‪ :‬لعاب االبل و الطلى العنق و الغثاء البالي من ورق الشجر المخالط زبد السيل و العقاب جمع عقبة مرقى صعب من الجبال‪.‬‬
‫و في أيديكم طرف انتسابي‬ ‫و من أولى بكم مني ولّيا‬

‫و زائركم و لو عقرت ركابي‬ ‫محبكم و لو بغضت حياتي‬


‫‪101‬‬
‫و مرجعنا الى النسب القراب‬ ‫تباعد بيننا غير الليالي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪224 :‬‬

‫و قال و قد بلغه عن بعض قريش افتخار على ولد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السالم‪:‬‬

‫بتيم اذا عّد السوابق أو عدي‬ ‫يفاخرنا قوم بمن لم يلدهم‬

‫عذار جواد في الجياد مقّلد‬ ‫و ينسون من لو قدموه لقّد موا‬

‫لمرمى على أو نيل مجد و سؤدد‬ ‫فتى هاشم بعد النبي و باعها‬

‫و ال جعجعوا منها بمرعى و مورد‬ ‫و لو ال علي ما علوا سرواتها‬

‫طالع المساعي من مقام و مقعد‬ ‫أخذنا عليهم بالنبي و فاطم‬

‫رقاب الورى من متهمين و منجد‬ ‫و طلنا بسبطي احمد و وصيه‬

‫بمولد بنت القاسم بن محمد‬ ‫و حزنا عتيقا و هو غاية فخركم‬

‫فما بعد جّد ينا علي و احمد‬ ‫فجّد نبّي ثم جّد خليفة‬

‫يد صفقت يوم البياع على يد‬ ‫و ما افتخرت بعد النبي بغيره‬

‫و في ثنايا شعره يتمدح كثيرا بجده الحسين سيد أهل اإلباء قال من قصيدة‪:‬‬

‫تبّد ى الماء من ثغب الرعان‬ ‫وجدى خابط البيداء حتى‬

‫و وفد ضيوفه حول الجفان‬ ‫قضى و جياده حول المعالى‬

‫و يغسله دم السمر اللدان‬ ‫تكفّنه شبا بيض المواضي‬

‫‪ 101‬القراب‪ :‬القريب‪.‬‬
‫و من روائعه التي سارت مسير االمثال‪:‬‬

‫و إن حساما ال يقد قطيع‬ ‫اال إن رمحا ال يصول لنبعة‬

‫و قوله‪:‬‬

‫اذا جاور االيام و هو ذليل‬ ‫و موت الفتى خير له من حياته‬

‫و قوله‪:‬‬

‫و عرضه آمن من هاجرات فمي‬ ‫اذا العدو عصاني خاف حّد يدي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪225 :‬‬

‫و قوله‪:‬‬

‫و قبل سؤالي عنه في القوم ما اسمه‬ ‫تشّف خالل المرء لي قبل نطقه‬

‫و قوله‪:‬‬

‫ريح يمّر و ال يشم نسيمها‬ ‫يمضي الزمان و ال نحّس كأنه‬

‫و قوله‪:‬‬

‫و لم يدنس بذم من لئيم‬ ‫فليت كريم قوم نال عرضي‬

‫و قوله‪:‬‬
‫يا قرب ما عاد بالضراء يبكيني‬ ‫و منظر كان بالسراء يضحكني‬

‫و قوله‪:‬‬

‫و ربما ضّر إبقاء و إحسان‬ ‫يا قوم ان طويل الحلم مفسدة‬

‫و قوله‪:‬‬

‫اذا فارقتها بالمنون يمين‬ ‫و ما تنفع المرء الشمال وحيدة‬

‫و قوله‪:‬‬

‫كم مخبر سمج عن منظر حسن‬ ‫ال تجعلن دليل المرء صورته‬

‫و قوله‪:‬‬

‫فعّفته له زاد و ماء‬ ‫اذا ما الحّر أجدب في زمان‬

‫و قوله‪:‬‬

‫لم يحرج الليث لم يخرج من االجم‬ ‫أوطأتموه على جمر العقوق و لو‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪226 :‬‬

‫و قوله‪:‬‬

‫و يقطع العضو الكريم لأللم‬ ‫قد يقدع المرء و إن كان ابن عم‬
‫و قال رحمه هّللا ‪:‬‬

‫أبى بعد طول الغمز أن يتقّوما‬ ‫و كم صاحب كالرمح زاغت كعوبه‬

‫و أدمج دوني باطنا متجّهما‬ ‫تقّبلت منه ظاهرا متبّلجا‬

‫و أضمر كالليل الخداري مظلما‬ ‫فأبدى كروض الحزن رقت فروعه‬

‫أقمت على ما بيننا اليوم مأتما‬ ‫و لو أنني كّش فته عن ضميره‬

‫و ال فاغرا بالذم إن رابني فما‬ ‫فال باسطا بالسوء إن سائني يدا‬

‫و من حمل العضو األليم تألما‬ ‫كعضو رمت فيه الليالي بفادح‬

‫أقول عسى ظنا به و لعّلما‬ ‫إذا أمر الطب اللبيب بقطعه‬

‫و من الم من ال يرعوي كان ألوما‬ ‫صبرت على إيالمه خوف نقصه‬

‫و إن قطعت شانت ذراعا و معصما‬ ‫هي الكف مضن تركها بعد دائها‬

‫أعّز من القلب المطيع و أكرما‬ ‫أراك على قلبي و إن كنت عاصيا‬

‫فال تنجلي يوما و ال تبلغ العمى‬ ‫حملتك حمل العين لّج بها القذى‬

‫و ال تنشر الداء العضال فتندما‬ ‫دع المرء مطوّيا على ما ذممته‬

‫على مضض لم تبق لحما و ال دما‬ ‫اذا العضو لم يؤلمك إال قطعته‬

‫تعّر ض ان يلقى اجل و أعظما‬ ‫و من لم يوّطن للصغير من األذى‬

‫و قال في االقبال و االدبار‪:‬‬

‫وادعا خطرا جسيما‬ ‫المرء باإلقبال يبلغ‬

‫رجع الشفيع له خصيما‬ ‫و اذا انقضى إقباله‬

‫سلب الذي أعطى قديما‬ ‫و هو الزمان إذا نبا‬


‫من بعد ما بدأت نسيما‬ ‫كالريح ترجع عاصفا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪227 :‬‬


‫‪102‬‬

‫أدب الطف ؛ ج‪ 2‬؛ ص‪227‬‬

‫و قال في اخوان الرخاء‪:‬‬

‫عني فكنتم عون كل ملمة‬ ‫أعددتكم لدفاع كل ملّم ة‬

‫نظر العدّو مقاتلي من جنتي‬ ‫و تخذتكم لي جنة فكأنما‬

‫لفراقكم أبدا و ال متلفت‬ ‫فألرحلن رحيل ال متلّهف‬

‫نفض األنامل من تراب الميت‬ ‫و ال نفضن يدّي يأسا منكم‬

‫تحقيق حول قبر السيدين المرتضى و الرضي‬

‫ذكر كثير من المؤرخين عند ترجمة الشريف الرض‪HH‬ي نق‪HH‬ل جثمان‪HH‬ه الى ك‪HH‬ربالء المقدس‪HH‬ة بع‪HH‬د دفن‪HH‬ه ب‪HH‬داره‬
‫بالكرخ‪ ،‬فدفن عند ابيه ابي احمد الحسين بن موسى‪.‬‬

‫و يظهر من التاريخ ان قبره كان في القرون الوسطى مشهورا معروف‪HH‬ا في الح‪HH‬ائر المق‪HH‬دس‪ .‬ق‪HH‬ال ص‪HH‬احب‬
‫عمدة الطالب‪ :‬و قبره في كربالء ظاهر معروف و قال في ترجمة اخيه المرتضى‪ :‬دفن عند ابيه و اخيه و‬
‫قبورهم ظاهرة مشهورة‪.‬‬

‫و روي في كت‪H‬اب مدين‪H‬ة الحس‪H‬ين (ع) عن الس‪H‬يد محم‪H‬د مه‪H‬دي بح‪H‬ر العل‪H‬وم الكب‪H‬ير ق‪HH‬ال‪ :‬ان موض‪HH‬ع ق‪HH‬بر‬
‫الشريف الرضي عند قبر جده ابراهيم المجاب‪ ،‬و هو في آخر الرواق فوق الرأس في الزاوية الغربي‪HH‬ة من‬
‫الحرم الحسيني‪ .‬و روى السيد حسن الصدر في كتابه نزهة الحرمين في عمارة المشهدين ان قبر الشريف‬
‫الرضي عند قبر والده خلف الضريح الحسيني بستة أذرع و لعل هذا القبر هو الذي الحظه العالم‪HH‬ة الس‪HH‬يد‬
‫حسن آغا مير بنفسه عند التعميرات التي اجريت داخل الروضة المطهرة في سنة ‪ 1367‬ه‪ ،‬و ق‪HH‬ال‪ :‬هن‪HH‬اك‬
‫خلف الضريح بستة اذرع ثالثة قبور شاهدت ذلك بنفسي عند حفر االسس لدعائم القبة ال‪HH‬تي ج‪HH‬رى بناؤه‪HH‬ا‬
‫مؤخرا با (لكونكريت) المسّلح‪ ،‬فرجوت المعمار عدم مس تلك القبور الثالثة‪ .‬و من المرجح ان هذه القبور‬
‫الثالث‪HH‬ة هي ألبي أحم‪HH‬د الحس‪HH‬ين بن موس‪HH‬ى م‪HH‬ع ولدي‪HH‬ه محم‪HH‬د الملقب بالش‪HH‬ريف الرض‪HH‬ي‪ ،‬و علي الملقب‬
‫بالمرتضى‪ .‬اقول‪:‬‬
‫‪ 102‬شبر‪ ،‬جواد‪ ،‬أدب الطف‪10 ،‬جلد‪ ،‬دار المرتضى ‪ -‬لبنان ‪ -‬بيروت‪ ،‬چاپ‪ 1409 ،1 :‬ه‪.‬ق‪.‬‬
‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪228 :‬‬

‫نقلن‪HH‬ا ه‪HH‬ذا باختص‪HH‬ار عن اجوب‪HH‬ة المس‪HH‬ائل الديني‪HH‬ة الس‪HH‬نة الثاني‪HH‬ة ص ‪ 318‬و ج‪HH‬اء في مقدم‪HH‬ة دي‪HH‬وان الس‪HH‬يد‬
‫المرتضى المطبوع في مصر بقلم الدكتور مصطفى جواد أقوال المؤرخين في نقل الشريف المرتضى من‬
‫داره بالكرخ الى كربالء بجوار جده الحسين (ع) و قال السيد جعفر بحر العلوم في تحف‪HH‬ة الع‪HH‬الم ممن ف‪HH‬از‬
‫بحسن الجوار ميتا الشريف ابو احمد الحسين بن موس‪HH‬ى وال‪HH‬د الش‪HH‬ريفين الرض‪HH‬ى و المرتض‪HH‬ى س‪HH‬نة ‪400‬‬
‫ببغداد و قد اناف على التسعين ثم حمل الى الحائر فدفن قريبا من قبر الحس‪HH‬ين (ع) و في كت‪HH‬اب ال‪HH‬درجات‬
‫الرفيعة انه مدفون مع‪HH‬ه ول‪HH‬داه الرض‪HH‬ي و المرتض‪HH‬ى بع‪HH‬د ان دفن‪HH‬ا في دارهم في بل‪HH‬د الك‪HH‬اظمين ثم نقال الى‬
‫جوار جدهما الحسين (ع)‪.‬‬

‫و قال ابن شدقم الحسيني في كتاب‪HH‬ه زه‪HH‬ر الري‪HH‬اض و زالل الحي‪HH‬اض ان في س‪HH‬نة (‪ )942‬نبش ق‪HH‬بره بعض‬
‫قضاة األروام فرآه كما هو لم تغّير األرض منه شيئا‪ ،‬و حكى من رآه أثر الحّناء في يده و لحيته و ق‪HH‬د قي‪HH‬ل‬
‫أن األرض لم تغّير أجساد الصالحين‪ .‬انتهى‬

‫و قال جدي بحر العلوم بعد نقل ما ذكر‪ :‬و الظاهر أن قبر السيد و ق‪HH‬بر أخي‪HH‬ه و أبي‪HH‬ه في المح‪HH‬ل المع‪HH‬روف‬
‫بابراهيم المجاب‪ .‬انتهى‬

‫و قيل انهم مدفونون مع ابراهيم االصغر ابن االمام الكاظم و ان قبره خلف ظهر الحسين بستة اذرع‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪229 :‬‬

‫القسم الثاني‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪231 :‬‬

‫شعراء القرن الخامس الهجري‬

‫ابو نصر بن نباته‬

‫المهيار الديلمي‬

‫الشريف المرتضي‬

‫ابو العالء المعري‬

‫زيد بن سهل الموصلي النحوي‬

‫أحمد بن عبد هّللا (ابن زيدون)‬

‫أحمد بن أبي منصور القطان‬

‫ابن جبر المصري‬

‫االمير عبد هّللا بن محمد بن سنان الخفاجي‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪233 :‬‬

‫أبو نصر بن نباتة‬

‫[ترجمته]‬

‫قال ابو نصر بن نباتة المتوفى ‪:405‬‬


‫‪103‬‬
‫حياة و العيش في الذل قتال‬ ‫و الحسين الذي رأى الموت في العّز‬

‫قال الشيخ القمي في الكنى‪ :‬ابن نباتة بضم النون هو ابو نصر عبد العزيز بن عم‪H‬ر بن محم‪H‬د بن احم‪H‬د بن‬
‫نباتة الشاعر المشهور الذي طاف البالد و مدح الملوك و الوزراء و الرؤس‪HH‬اء‪ ،‬و ل‪HH‬ه في س‪HH‬يف الدول‪HH‬ة ابن‬
‫حمدان غرر القصائد و نخب المدائح و كان قد أعطاه فرسا أدهم اغر محجال‪.‬‬

‫له ديوان شعر كبير و من شعره‪:‬‬

‫تعددت االسباب و الموت واحد‬ ‫و من لم يمت بالسيف مات بغيره‬

‫و هو الذي حكي عنه انه ذكر ان رجال من المشرق و رجال من الغرب وردا عليه و أرادا منه أن يأذنهم‪HH‬ا‬
‫لروايته‪ .‬توفى ببغداد سنة ‪.405‬‬

‫أقول و هذه الكنية تطلق على جماعة‪ .‬منهم ابو يحيى عبد الرحيم بن محمد ابن اسماعيل بن نبات‪HH‬ة الف‪HH‬ارقي‬
‫صاحب الخطب المعروفة المتوفي ‪ 374‬و قد يطلق على جمال الدين محم‪HH‬د بن محم‪HH‬د بن نبات‪HH‬ة المص‪HH‬ري‬
‫االديب الشاعر المتوفى سنة ‪.768‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪234 :‬‬

‫المهيار الدسلمي‬

‫قال يرثي الحسين عليه السالم في شهر المحرم سنة اثنتين و تسعين و ثالثمائة‪:‬‬
‫‪104‬‬
‫فقل في قناة و قل في نزيف‬ ‫مشين لنا بين ميل و هيف‬

‫ب من مجتنيه دواني القطوف‬ ‫على كل غصن ثمار الشبا‬

‫ل منه يدّل بحمل الخفيف‬ ‫و من عجب الحسن أن الثقي‬

‫‪ 103‬رواها السيد األمين في األعيان ج ‪ 4‬القسم األول‪.‬‬


‫‪ 104‬عن ديوان المهيار‪ ،‬طبع مصر‪.‬‬
‫ن بين خالخيلها و الشنوف‬ ‫خليلّي ما خبر ما تبصرا‬

‫و معناه مفسدة للعفيف‬ ‫سالني به فالجمال اسمه‬

‫توّلج ذاك الخيال المطيف؟‬ ‫أ من «عربية» تحت الظالم‬

‫د يفضح نومي بين الضيوف‬ ‫سرى عينها أو شبيها فكا‬

‫سيلقاه قلبي بعهد ضعيف‬ ‫نعم و دعا ذكر عهد الصبا‬

‫بسطن لساني لذّم الصروف‬ ‫«بآل علّي » صروف الزمان‬

‫مصاب األليف بفقد األليف‬ ‫مصابي على بعد داري بهم‬

‫ليوم «الحسين» و غير األسوف‬ ‫و ليس صديقي غير الحزين‬

‫لدى «كربالء» بريح عصوف‬ ‫هو الغصن كان كمينا فهّب‬

‫كما نغر الجرح حّك القروف‬ ‫قتيل به ثار غّل النفوس‬

‫و ساقت له اليوم أيدي الحتوف‬ ‫بكل يد أمس قد بايعته‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪235 :‬‬

‫و تالده مع حّق طريف‬ ‫نسوا جّد ه عند عهد قريب‬

‫بأجنحة غّش ها في الحفيف‬ ‫فطاروا له حاملين الّنفاق‬

‫الى جبل منك عال منيف‬ ‫يعّز علّي ارتقاء المنون‬

‫يشّهر و هو على الشمس موفي‬ ‫و وجهك ذاك األغّر التريب‬

‫بذاك الذميل و ذاك الوجيف‬ ‫على ألعن أمره قد سعى‬

‫لقد باع جّنته بالطفيف‬ ‫و ويل اّم مأمورهم لو أطاع‬

‫و كان أبوك برغم األنوف‬ ‫و أنت‪ -‬و إن دافعوك‪ -‬اإلمام‬

‫و من صاحب الجّن يوم الخسيف‬ ‫لمن آية الباب يوم اليهود‬


‫«و أحد» بتفريق تلك الصفوف‬ ‫و من جمع الدين في يوم «بدر»‬

‫بمرأى عيون عليها عكوف‬ ‫و هّد م في هّللا أصنامهم‬

‫ضياء الندّي هزبر العزيف‬ ‫أ غير أبيك إمام الهدى‬

‫لسّو د خزيا وجوه السيوف‬ ‫تفّلل سيف به ضّرجوك‬

‫و آلم جلدي وقع الشفوف‬ ‫أمّر بفّي عليك الزالل‬

‫جوارح جسمي هذا الضعيف؟‬ ‫أتحمل فقدك ذاك العظيم‬

‫ر‪ :‬أنك تبرد حّر اللهيف‬ ‫و لهفي عليك مقال الخبي‬

‫ن أم المسك خالط ترب الطفوف؟‬ ‫أنشرك ما حمل الزائرو‬

‫ع هّبت عليه نسيم الخريف‬ ‫كأن ضريحك زهر الربي‬

‫و حّنت مطّو قة في الهتوف‬ ‫أحّبكم ما سعى طائف‬

‫ف معتلق وّد ه بالشريف‬ ‫و إن كنت من «فارس» فالشري‬

‫و يفسد تفضيلكم بالوقوف‪-‬‬ ‫ركبت‪ -‬على من يعاديكم‬


‫‪105‬‬
‫صعوبة رّيضها و القطوف‬ ‫سوابق من مدحكم لم أهب‬
‫‪106‬‬
‫و تزلق أكفالها بالرديف‬ ‫تقّطر غيرى أصالبها‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪236 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫المهيار الديلمي المتوفي سنة ‪ 428‬هو أبو الحسن مهيار بن مرزوي‪HH‬ه ال‪HH‬ديلمي البغ‪HH‬دادي في ال‪HH‬رعين األول‬
‫من ناشري لغة الضاد دّل على ذلك شعره العالي و أدبه الجزل و ديوانه الفخم و كم‪H‬ا ك‪H‬ان عربي‪H‬ا في أدب‪H‬ه‬
‫فهو علوي في مذهبه مسلم في دينه يعتز و يفتخر باسالمه و يتمدح بآبائه االكاسرة مل‪HH‬وك الش‪HH‬رق و جم‪HH‬ع‬
‫بين فصاحة العرب و مع‪H‬اني العجم‪ .‬أس‪H‬لم على ي‪H‬د الس‪H‬يد الش‪H‬ريف الرض‪H‬ي س‪H‬نة ‪ 394‬و تخ‪H‬رج علي‪H‬ه في‬
‫األدب و الشعر و توفي ليلة األحد لخمس خلون من جمادى الثانية سنة ‪ 428‬و جاهد بلسانه عن أهل البيت‬
‫و مدح عليا و عدد مناقبه بشعر بديع و دافع عن حقوقه في الخالفة دفاعا حارا مؤثرا‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫القطوف‪ :‬الدابة التي تسيء السير و تبطئ‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫تقطر‪ :‬تلقي االنسان على قطره و هو كاثبته و عجزه‪ ،‬و الكاثبة‪ :‬اعلى الظهر‪.‬‬
‫قال بعض العلماء‪ :‬خيار مهيار خير من خيار الرضي و ليس للرضى ردّي أص‪HH‬ال‪ .‬ق‪HH‬ال ابن خلك‪HH‬ان‪ :‬ك‪HH‬ان‬
‫جزل القول مقدما على أهل وقته و له ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات‪ ،‬ذك‪HH‬ره الخطيب في ت‪HH‬اريخ‬
‫بغداد و اثنى عليه و ذكره ابو الحسن الباخرزي في دمية القصر فقال‪:‬‬

‫هو شاعر له في مناسك الفض‪HH‬ل مش‪H‬اعر و ك‪H‬اتب تجلى ك‪H‬ل كلم‪H‬ه من كلمات‪H‬ه ك‪H‬اعب و م‪H‬ا في قص‪HH‬يدة من‬
‫قص‪HH‬ائده بيت يتحكم علي‪HH‬ه يل‪HH‬و و ليت فهي مص‪HH‬بوبة بق‪HH‬والب القل‪HH‬وب و بمثله‪HH‬ا يعت‪HH‬ذر الزم‪HH‬ان الم‪HH‬ذنب عن‬
‫الذنوب و يتوب‪ ،‬و للسيد جمال‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪237 :‬‬

‫الدين أحمد بن طاوس قدس سره شرح على المية مهيار أسماه (كتاب االزهار في شرح المية مهيار)‪.‬‬

‫من أشهر الشعراء الذين برزوا في النصف االخير من القرن الراب‪HH‬ع و النص‪HH‬ف االول من الق‪HH‬رن الخ‪HH‬امس‬
‫الهجري و لعله كان أشهرهم على االطالق بعد استاذه الشريف الرضي‪ ،‬اشتهر بالكتابة و االدب و الفلسفة‬
‫كما اشتهر بالشعر‪ ،‬كان ثائر النفس عالي الهمة قوي الشخصية معتزا بأدبه و نسبه و ه‪HH‬ذا ال‪HH‬ذي دفع‪HH‬ه ألن‬
‫يقول‪:‬‬

‫أّم سعد فمضت تسأل بي‬ ‫أعجبت بي بين نادي قومها‬

‫فأرادت علمها ما حسبي‬ ‫سّر ها ما علمت من خلقي‬

‫انا من يرضيك عند النسب‬ ‫ال تخالي نسبا يخفضني‬

‫و مشوا فوق رءوس الحقب‬ ‫قومي استولوا على الدهر فتى‬

‫و بنوا أبياتهم بالشهب‬ ‫عمموا بالشمس هاماتهم‬

‫أين في الناس اب مثل أبي‬ ‫و أبي كسرى على أيوانه‬

‫شرف االسالم لي و االدب‬ ‫سورة الملك القدامى و على‬

‫و قبست الدين من خير نبي‬ ‫قد قبست المجد من خير أب‬

‫سودد الفرس و دين العرب‬ ‫و ضممت الفخر من أطرافه‬

‫فهو كما نراه يعتز بنسبه كما يعتز بدينه و عقيدته و أي انس‪H‬ان ال يع‪H‬تز بقوميت‪H‬ه و ال يفخ‪H‬ر بنس‪H‬به‪ ،‬ام‪H‬ا ان‬
‫المهيار يوصم بالشعوبية النه فخر بآبائه فذلك فما ال يقّر ه الوجدان‪ .‬لقد س‪HH‬ئل االم‪HH‬ام زين العاب‪HH‬دين علي بن‬
‫الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السالم عن العصبية فقال‪ :‬العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى‬
‫الرجل شرارا قومه خ‪HH‬يرا من خي‪HH‬ار ق‪HH‬وم آخ‪HH‬رين‪ ،‬و ليس من العص‪HH‬بية أن يحب الرج‪HH‬ل قوم‪HH‬ه‪ ،‬و لكن من‬
‫العصبية أن يعين قومه على الظلم‪ ،‬انك لتق‪HH‬رأ في ش‪HH‬عر مهي‪HH‬ار من االع‪HH‬تزاز باالس‪HH‬الم اك‪HH‬ثر من اع‪HH‬تزازه‬
‫بآبائه فأسمعه يقول في قصيدته بعد أن أنعم هّللا عليه بنعمة االسالم ثم يعيب على‬
‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪238 :‬‬

‫قومه حيث لم يهتدوا الى رشدهم و يرجعوا عن سفههم و يعيب عبادة النار‪.‬‬

‫هجرنا تقى ما وصلنا ذنوبا‬ ‫دواعي الهوى لك أن ال تجيبا‬

‫أمور أرين العيون العيوبا‬ ‫قفونا غرورك حتى انجلت‬

‫نهى لم تدع لك فينا نصيبا‬ ‫نصبنا لها أو بلغنا بها‬

‫و غصن الشبيبة غضا قشيبا‬ ‫و هبنا الزمان لها مقبال‬

‫صبا هرما و شباب مشيبا‬ ‫فقل لمخّوفنا أن يحول‬

‫ولدنا اذا كره الشيب شيبا‬ ‫وددنا لعّفتنا أننا‬

‫عشيرته نائيا أو قريبا‬ ‫و بّلغ اخا صحبتي عن اخيك‬

‫و خبث مواقدها الخلد طيبا‬ ‫تبدلت من ناركم رّبها‬

‫بأّية يستبقون الذنوبا‬ ‫حبست عناني مستبصرا‬


‫‪107‬‬
‫و ناديتكم لو دعوت المجيبا‬ ‫نصحتكم لو وجدت المصيخ‬

‫ضاللة مثلكم أن يتوبا‬ ‫أفيئوا فقد وعد هّللا في‬

‫فمن قام و الفخر‪ ،‬قام المصيبا‬ ‫و إال هلموا أباهيكم‬

‫اذا الحكم وّليتموه لبيبا‬ ‫أمثل محمد المصطفى‬

‫و فصل مكان يكون الخطيبا‬ ‫بعدل مكان يكون القسيم‬

‫ببعثته و أرانا الغيوبا‬ ‫أبان لنا هّللا نهج السبيل‬

‫يخرج في الفلتات النجيبا‬ ‫لئن كنت منكم فان الهجين‬

‫و قال يرثي أهل البيت عليهم السالم و يذكر بيان البركة بوالئهم فيما صار اليه‪:‬‬

‫قال عنه ما ال يقول الخيال‬ ‫في الظباء الغادين أمس غزال‬

‫‪ 107‬المصيخ‪ :‬المصغي‪.‬‬
‫و يرينا أن المالل دالل‬ ‫طارق يزعم الفراق عتابا‬

‫سّر نا ما يقول و هو محال‬ ‫لم يزل يخدع البصيرة حتى‬

‫من منيع صعب عليه النوال‬ ‫ال عدمت األحالم كم نّولتني‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪239 :‬‬

‫جب له مّنة علّي الوصال‬ ‫لم تنّغ ص وعدا بمطل و لو يو‬

‫عشق أن تكره الليالي الطوال‬ ‫فلليلي الطويل شكري و دين ال‬

‫حبذا ما مشت به اإلجمال!‬ ‫لمن الّظعن غاصبتنا جماال؟‬

‫أنها الشمس أنها ال تنال‬ ‫كانفات بيضاء دّل عليها‬

‫بحليم له السلّو عقال‬ ‫جمع الشوق بالخليع فأهال‬

‫تي خصيب و ماء عيشي زالل‬ ‫كنت منه أيام مرتع لّذ ا‬

‫غرض ال تصيبه العّذ ال‬ ‫حيث ضلعي مع الشباب و سمعي‬

‫فاسلواني‪ ،‬لكل شيء زوال‬ ‫يا نديمّي كنتما فافترقنا‬

‫ن على «آل أحمد» إشغال‬ ‫لي في الشيب صارف و من الحز‬

‫ي عليهم‪ -‬سفاهة‪ -‬و الضالل‬ ‫معشر الرشد و الهدى حكم البغ‬

‫لهم ثم بّد لوا فاستحالوا‬ ‫و دعاة هّللا استجابت رجال‬

‫را تخّف الجبال و هي ثقال‬ ‫حملوها يوم «السقيفة» أوزا‬

‫ن و هيهات عثرة ال تقال‬ ‫ثم جاءوا من بعدها يستقيلو‬

‫م غدا بينهم فقال و قالوا‬ ‫يا لها سوأة إذا «أحمد» قا‬

‫ق و تبلى الهموم و األطالل‬ ‫ربع همّي عليهم طلل با‬

‫و هو للمحل فيهم قّتال‬ ‫يا لقوم إذ يقتلون «عليا»‬


‫كيف كانت يوم «الغدير» الحال‬ ‫و تحال األخبار و هّللا يدري‬

‫م عليه ثرى «البقيع» يهال‬ ‫و لسبطين تابعيه فمسمو‬

‫ار هيهات! كيف يخفى الهالل!‬ ‫درسوا قبره ليخفى عن الزّو‬

‫ت و كادت له تزول الجبال‬ ‫و شهيد «بالطف» أبكى السماوا‬

‫ء عليه و هو الشراب الحالل‬ ‫يا غليلي له و قد حّرم الما‬

‫طع من آل بيته األوصال‬ ‫قطعت وصلة «النبّي » بأن تق‬

‫بان زهد و ال نجا األطفال‬ ‫لم تنّج الكهول سّن و ال الش‬

‫لهفة كسبها جوى و خبال‬ ‫لهف نفسي يا آل «طه» عليكم‬

‫ّز مع الوجد أو دموعي تذال‬ ‫و قليل لكم ضلوعي تهت‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪240 :‬‬

‫ب و مالي في الّد ين بعد اتصال‬ ‫كان هذا كذا و وّد ي لكم حس‬

‫ن و منكم بياضها و الّص قال‬ ‫و طروسي سود فكيف بي اآل‬

‫ك و في منكبي له أغالل‬ ‫حبكم كان فّك أسرى من الّش ر‬

‫قمت في ثوب عّز كم أختال‬ ‫كم تزّم لت بالمذلة حتى‬

‫ما أمّل الضالل عّم و خال‬ ‫بركات لكم محت من فؤادي‬

‫لي بمدحي عليكم إقبال‬ ‫و لقد كنت عالما أن إقبا‬

‫ر فمنه اإلبطاء و االعجال‬ ‫لكم من ثناي ما ساعد العم‬

‫ني بخير لو يحصر المثقال‬ ‫و عليكم في الحشر رجحان ميزا‬


‫‪108‬‬
‫لي بكم يوم تكذب اآلمال‬ ‫و يقيني أن سوف تصدق آما‬

‫‪ 108‬عن الديوان‪.‬‬
‫و قال يمدح أهل البيت عليهم السالم‪:‬‬

‫و كيف محا اآلخر األوال‬ ‫سال من سال‪ :‬من بنا استبدال‬

‫س أنساه ذاك الهوى المحوال؟‬ ‫و أّي هوى حادث العهد أم‬

‫يضيق عليهّن أن تعذال؟‬ ‫و أين المواثيق و العاذالت‬

‫ن أم حلم الليل ثم انجلى؟‬ ‫أ كانت أضاليل وعد الزما‬

‫ل من تاه بالحسن أن يسأال‬ ‫و مّم ا جرى الدمع فيه سؤا‬

‫معاجا‪ -‬و إن فعال‪ :-‬أجمال‬ ‫أقول «برامة»‪ :‬يا صاحبي‬

‫و إن هو لم يشفه عّلال‬ ‫قفا لعليل فإن الوقوف‬

‫و إن زادنا صلة منزال‬ ‫بغربي «و جرة» ينشدنه‬

‫لكان من القبح أن تبخال‬ ‫و حسناء لو أنصفت حسنها‬

‫على النأى علقا قديما غال‬ ‫رأت هجرها مرخصا من دمي‬

‫أ سابقه الرّد أن ينبال‬ ‫‪109‬‬


‫و رّبت واش بها منبض‬

‫فلّفق ما شاء أن يمحال‬ ‫رأى وّد ها طلال ممحال‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪241 :‬‬

‫رددت و قد شرعت ذبال‬ ‫و ألسنة كأعالي الرماح‬

‫تعّر ضها قمرا مقبال‬ ‫و يأبى «لحسناء» إن أقبلت‬

‫ر» فيما أعّل و ما أنهال‬ ‫سقى هّللا «ليالتنا بالغوي‬

‫‪ -‬حنينا له‪ -‬عبرة أسبال‬ ‫حيا كلما أسبلت مقلة‬

‫خلت فالكرى بعدها ما حال‬ ‫و خّص و إن لم تعد ليلة‬

‫‪ 109‬المنبض‪ :‬الذي يشد وتر القوس‪،‬‬


‫و كان تعّود أن يمطال‬ ‫و في الطيف فيها بميعاده‬

‫و ما كان لو لم يزر أطوال‬ ‫فما كان أقصر ليلي به‬

‫ب ما كان منها الّصبا ذّيال‬ ‫مساحب قّصر عّني المشي‬

‫م باألرب الجّد أن أهزال‬ ‫ستصرفني نزوات الهمو‬

‫مباردها تأكل المنصال‬ ‫و تنحت من طرفي زفرة‬

‫ّي إن نّسب الشعر أو غّز ال‬ ‫و أغرى بتأبين آل النب‬

‫و يأبى الهدى غير أن تشعال‬ ‫بنفسي نجومهم المخمدات‬

‫د تملؤه فيضيء المال‬ ‫و أجسام نور لهم في الصعي‬

‫على ظهرها األرض ان تحمال‬ ‫ببطن الثرى حمل ما لم تطق‬

‫و تهوي فكانت عال أجبال‬ ‫تفيض فكانت ندى أبحرا‬

‫ر‪ ،‬أين سمت شرفات العال‪:‬‬ ‫سل المتحدي بهم في الفخا‬

‫فكان الرسول بهم أبهال؟‬ ‫بمن باهل هّللا أعداءه‬

‫على من؟ و في بيت من؟ نّز ال‬ ‫و هذا الكتاب و إعجازه‬

‫ّم من كان فيه جميل البال؟‬ ‫«و بدر» و «بدر» به الّد ين ت‬

‫و من كان أفقه أو أعدال‬ ‫و من نام قوم سواه و قام؟‬

‫فطبق في ذلك المفصال؟‬ ‫بمن فصل الحكم يوم «الحنين»‬

‫كفى معجزا ذكرها مجمال‬ ‫مساع أطيل بتفصيلها‬

‫على الحق أو كاد أن يبطال‬ ‫يمينا لقد سّلط الملحدون‬

‫قضى جدل القول أن نخجال‬ ‫فلوال ضمان لنا في الطهور‬

‫مطاعا فيعصى و ما غّسال!‬ ‫أ هّللا يا قوم يقضي «النبّي »‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪242 :‬‬


‫ه في تركه دينه مهمال!‬ ‫و يوصي فنخرص دعوى علي‬

‫و ينبيك «سعد» بما أشكال!‬ ‫و تجتمعون على زعمهم‬

‫ت مفضولهم يقدم األفضال‬ ‫فيعقب إجماعهم أن يبي‬

‫ألّن «عليا» له أّهال‬ ‫و أن ينزع األمر من أهله‬

‫بظلمهم كلكال كلكال‬ ‫و ساروا يحّطون في آله‬

‫فتفنيهم أّو ال أّوال‬ ‫تدّب عقارب من كيدهم‬

‫و ما قبل ذاك و ما قد تال‬ ‫أضاليل ساقت صاب (الحسين)‬

‫و إن خفى الثأر أو حّصال‬ ‫«أمّية» البسة عارها‬

‫ّي طّر ق يومك في «كربال»‬ ‫فيوم «السقيفة» يا بن النب‬

‫و أّم ك حّسن أن تقتال‬ ‫و غصب أبيك على حّقه‬

‫تخال اذا انبسطت أجدال‬ ‫أ يا راكبا ظهر مجدولة‬

‫اذا ما انتشرون طوين الفال‬ ‫شأت أربع الريح في أربع‬

‫ء خيل بادراكها وّك ال‬ ‫اذا وكلت طرفها بالسما‬


‫‪110‬‬
‫و طالت غزال الفال أيطال‬ ‫فعّز ت غزالتها غرة‬

‫‪ -‬لتدرك يثرب‪ -‬أو مرقال‬ ‫كطّيك في منتهى واحد‬

‫لمن كان في حاجة موصال‬ ‫فصل ناجيا و علّي األمان‬

‫فناد بها «أحمد» المرسال‬ ‫تحّم ل رسالة صّب حملت‬

‫تأّش ب نهجك و استوغال‬ ‫و حّي و قل‪ :‬يا نبّي الهدى‬

‫و شرعك قد تّم و استكمال‬ ‫قضيت فأرمضنا ما قضيت‬

‫ت أن يتقّبل أو يمثال‬ ‫فرام ابن عّم ك فيما سنن‬

‫ن من غّير الحق أو بّد ال‬ ‫فخانك فيه من الغادري‬

‫‪ 110‬األيطل‪ :‬الخاصرة‪.‬‬
‫و أضحت «بنو هاشم» عّطال‬ ‫الى أن تحّلت بها «تيمها»‬

‫ل بيت عدّي لها األحبال‬ ‫و لما سرى امر «تيم» أطا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪243 :‬‬

‫و قد هّو ن الخطب و استسهال‬ ‫و مّد ت «أمية» أعناقها‬

‫يظّن و ما نال بل نّوال‬ ‫فنال «ابن عّفان» ما لم يكن‬

‫ن من قبله خشنا قلقال‬ ‫فقّر و أنعم عيش يكو‬

‫فحّر ق فيها بما أشعال‬ ‫و قّلبها «أرد شيرية»‬

‫حياض الّردى منهال منهال‬ ‫و ساروا فساقوه أو أوردوه‬

‫ك رّد الى الحق فاستثقال‬ ‫و لما امتطاها «علّي » أخو‬

‫و هم قد ولوا ذلك المقتال‬ ‫و جاءوا يسومونه القاتلين‬

‫غدا و المعاجل من أمهال‬ ‫و كانت هناة و أنت الخصيم‬

‫و ودي حال و فؤادي خال‬ ‫لكم آل «ياسين» مدحي صفا‬

‫ت قولي [ما] صاحب المقوال‬ ‫و عندي ألعدائكم نافذا‬

‫مألت بهّن فروج المال‬ ‫اذا ضاق بالسير ذرع الرفيق‬

‫له كّل جارحة مقتال‬ ‫فواقر من كل سهم تكون‬

‫بكم الح لي بعد ما أشكال؟‬ ‫و هال و نهج طريق النجاة‬


‫‪111‬‬
‫و كنت أخابطه مجهال‬ ‫ركبت لكم لقمي فاستننت‬

‫ن غال على منكبي مقفال‬ ‫و فّك من الشرك أسري و كا‬

‫و ما اصطخب الرعد أو جلجال‬ ‫أواليكم ما جرت مزنة‬

‫فإن البراءة أصل الوال‬ ‫و أبرأ ممن يعاديكم‬

‫‪111‬‬
‫استننت‪ :‬ذهبت في واضح الطريق‪ .‬و المجهل‪ :‬القفر‪.‬‬
‫فكونوا له في غد موئال‬ ‫و موالكم ال يخاف العقاب‬

‫و قال يرثي أمير المؤمنين عليا و ولده الحسين عليهم‪HH‬ا الس‪HH‬الم و ي‪HH‬ذكر مناقبه‪HH‬ا في المح‪HH‬رم س‪HH‬نة اثن‪HH‬تين و‬
‫تسعين و ثالثمائة‪:‬‬
‫‪112‬‬
‫تعّر ض طيف آخر الليل طائف‬ ‫يزّو ر عن «حسناء» زورة خائف‬

‫كما عّودت و ال رحيقا لراشف‬ ‫فأشبهها لم تغد مسكا لناشق‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪244 :‬‬

‫و مانعة أهدت سالم مساعف‬ ‫قصية دار قّر ب النوم شخصها‬

‫تبّر بهجراني ألّية حالف‬ ‫ألين و تغري باإلباء كأنما‬

‫حنانيك من شات لديه وصائف‬ ‫و «بالغور» للناسين عهدي منزل‬

‫فأسال عنه و هو بادي المعارف‬ ‫أغالط فيه سائال ال جهالة‬

‫على عرصات الحب أول واقف‬ ‫و يعذلني في الدار صحبي كأنني‬

‫طوال الفيافي أو عراض التنائف‬ ‫خليلّي إن حالت‪ -‬و لم أرض‪ -‬بيننا‬

‫و ال تّم ذاك البدر إال لكاسف‬ ‫فال زّر ذاك الّسجف إال لكاشف‬

‫بخاتلة بين القنا و المخاوف‬ ‫فإن خفتما شوقي فقد تأمنانه‬

‫لضّنت فما حّلت فتاة لقاطف‬ ‫بصفراء لو حّلت قديما لشارب‬

‫يحّد ث عنها من ملوك الطوائف‬ ‫يطوف بها من آل «كسرى» مقرطق‬

‫فأنبع نبتا أخضرا في السوائف‬ ‫سقى الحسن حمراء السالفة خّد ه‬

‫سلوت سوى هّم لقلبي محالف‬ ‫و أحلف أنى شعشعت لي بكّفه‬

‫بنهي عذول أو خداع مالطف‬ ‫عصيت على األيام أن ينتزعنه‬

‫‪ 112‬عن الديوان‪.‬‬
‫سنا بارق من أرض «كوفان» خاطف‬ ‫جوى كلما استخفى ليخمد هاجه‬

‫سمعت بذاك الرزء صيحة هاتف‬ ‫يذّك رني مثوى «علّي » كأنني‬

‫تخّب بجاري دمعي المترادف‬ ‫ركبت القوافي ردف شوقي مطّية‬

‫هزأت بأذيال الرياح العواصف‬ ‫الى غاية من مدحه إن بلغتها‬

‫بنفسي و لو عّرضتها للمتالف‬ ‫و ما أنا من تلك المفازة مدرك‬


‫‪113‬‬
‫و تعلق ريح المسك راحة دائف‬ ‫و لكن تؤّد ي الشهد إصبع ذائق‬

‫اذا قّل يوم الحق من لم يجازف‬ ‫بنفسي من كانت مع هّللا نفسه‬

‫و إن قسموا دنيا فأول عائف‬ ‫إذا ما عزوا دينا فآخر عابد‬

‫لمستأخرين عنهما و مزاحف‬ ‫كفى «يوم بدر» شاهد «و هوازن»‬

‫مرام على أيدي الخطوب الخفائف‬ ‫«و خيبر» ذات الباب و هي ثقيلة ال‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪245 :‬‬

‫على أنه و هّللا إنكار عارف‬ ‫أبا «حسن» إن أنكروا الحق [واضحا]‬

‫و إال سمت للنعل إصبع خاصف‬ ‫فإال سعى للبين أخمص بازل‬

‫و صهرا وصفوا كان من لم يقارف‬ ‫و إال كما كنت ابن عّم و واليا‬

‫بعجزهم عن بعض تلك المواقف‬ ‫أخّص ك بالتفضيل إال لعلمه‬

‫و ما آنف في الغدر إال كسالف‬ ‫نوى الغدر أقوام فخانوك بعده‬

‫فهل دفعوا ما عنده في المصاحف‬ ‫وهبهم سفاها صححوا فيك قوله‬

‫يسومونه بالجور خطة خاسف‬ ‫سالم على االسالم بعدك إنهم‬

‫أباحوا لذاك القرف حّك ة قارف‬ ‫و جّد دها «بالطف» بابنك عصبة‬

‫صبيب دم من بين جنبيك واكف‬ ‫يعّز على «محمد» بابن بنته‬

‫‪113‬‬
‫الدائف‪ :‬الخالط الذي يخلط المسك بغيره من الطيب‪.‬‬
‫جوامع منه في رقاب الخالئف‬ ‫أجازوك حقا في الخالفة غادروا‬

‫سقيتك فيه من دموعي الذوارف‬ ‫أ يا عاطشا في مصرع لو شهدته‬

‫على غير إلمام به غير آسف‬ ‫سقى غّلتي بحر بقبرك إنني‬

‫ألشرف إن عيني له لم تشارف‬ ‫و أهدى اليه الزائرون تحّيتي‬

‫شفائي مما استحقبوا في المخاوف‬ ‫و عادوا فذّروا بين جنبّي تربة‬

‫و أبدي لمن عاداك سّب مخالف‬ ‫أسّر لمن واالك حّب موافق‬
‫‪114‬‬
‫سواه اليها أمس مشي الخوالف‬ ‫دعّي سعى سعي األسود و قد مشى‬

‫على صنم فيما رووه بعاكف‬ ‫و أغرى بك الحساد أنك لم تكن‬

‫كذاك حصان العرض من فم قاذف‬ ‫و كنت حصان الجيب من يد غامر‬

‫بغالب وّد بين جنبّي طارف‬ ‫و ما نسب ما بين جنبّي تالد‬

‫أنابله‪ 115‬في تأبينكم و أسايف‬ ‫و كم حاسد لي وّد لو لم يعش و لم‬

‫يعّض علّي الكّف عّض الصوارف‬ ‫تصّر فت في مدحيكم فتركته‬

‫يبّيض يوم الحشر سود الصحائف‬ ‫هواكم هو الدنيا و أعلم أنه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪246 :‬‬

‫و قال يفتخر بآبائه و يذكر سبقهم بالملك و السياسة ثم يذكر أه‪HH‬ل ال‪HH‬بيت عليهم الس‪HH‬الم و هي أول قول‪HH‬ه في‬
‫سنة سبع و ثمانين و ثالثمائة‪:‬‬

‫كم ألخيك في الهوى من الئم‬ ‫أ تعلمين يا بنت األعاجم‬

‫ينطق عن قلب حسود راغم‬ ‫يهّب يلحاه بوجه طلق‬

‫ماض مضاء المشرفّي الصارم‬ ‫و هو مع المجد على سبيله‬

‫إن الشبول شبه الضراغم‬ ‫ممتثال ما سّنه آباؤه‬

‫ما الن غمزا فرعها لعاجم‬ ‫من أيكة مذ غرستها «فارس»‬

‫‪ 114‬الخوالف‪ :‬النساء‪.‬‬
‫‪ 115‬انابله‪ :‬أراميه بالنبل‪ .‬أسايف‪ :‬أجالده بالسيف‪.‬‬
‫أبنية ال تبتغى لهادم؟‬ ‫لمن على االرض‪ -‬و كانت غيضة‪-‬‬

‫أرغم للمظلوم أنف الظالم‬ ‫من فرس الباطل بالحق و من‬

‫طر بخوافيهم و بالقوادم‬ ‫إال «بنو ساسان» أو جدودهم‬

‫يجّل عن دموعي السواجم‬ ‫أيهم أبكي دما فكّلهم‬

‫جذب الفريق من فؤاد الهائم‬ ‫كم جذبت ذكراهم من جلدى‬

‫لم تحل يوما بعدهم لطاعم‬ ‫ال غرو و الدنيا بهم طابت اذا‬

‫إال و كنت غّص ة المخاصم‬ ‫[ما] اختصمتني فيهم قبيلة‬

‫إال نثرت ملء عقد الناظم‬ ‫و ال نشرت في يدي فضلهم‬

‫أنكر روض نعم الغمائم!!‬ ‫إن يجحد الناس عالهم فبما‬

‫فليس غير كفه للقائم‬ ‫أو قّلد الصارم غير ربه‬

‫عامرها بشرف العزائم‬ ‫أحق باألرض اذا أنصفتم‬

‫هبوا فلألضغاث عين الحالم‬ ‫يا ناحلى مجدهم أنفسهم‬

‫و أرؤس تفخر بالعمائم‬ ‫شتان رأس يفخر التاج به‬

‫خطى الزمان قائما بقائم‬ ‫كم قّص رت [سيوفهم] عن جارهم‬

‫عظائم تكشف بالعظائم‬ ‫و دفعت حماتهم عن نوب‬

‫جّل السماح عن يمين غارم‬ ‫و خّولوا من [نعمة] و اغتنموا‬

‫من بأس «عمرو» و سماح «حاتم»‬ ‫مناقب تفتق ما رقعتم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪247 :‬‬

‫حتى أضاء كوكب في «هاشم»‬ ‫ما برحت مظلمة ديناكم‬


‫سرا يموت في ضلوع كاتم‬ ‫بنتم به و كنتم من قبله‬

‫بعد الوهاد في ذرى العواصم‬ ‫حللتم بهديه و يمنه‬

‫تدعون هل من مالك مقاوم؟‬ ‫و عاد‪ ،‬هل من مالك مسامح‬


‫‪116‬‬
‫إذا ادرعتم باسمه في جاحم‬ ‫تخفق راياتكم منصورة‬

‫أخباره في سير المالحم‬ ‫عّم ر منكم في أذى تفضحكم‬

‫يكفر أو منافق مسالم‬ ‫بين قتيل منكم محارب‬

‫فلم يكن من غدركم بسالم‬ ‫ثم قضى مسّلما من ريبة‬

‫و حلتم عن سنن المراسم‬ ‫نقضتم عهوده في أهله‬

‫خير مصّل بعده و صائم‬ ‫و قد شهدتم مقتل ابن عّم ه‬

‫«يزيد» «بالطف» من «ابن قاطم»‬ ‫و ما استحل باغيا إمامكم‬

‫من دمه مناسر القشاعم‬ ‫و ها إلى اليوم الظبا خاضبة‬

‫لم تنل العروة كّف فاصم‬ ‫«و الفرس» لما علقوا بدينه‬

‫موقوفة على النعيم الدائم؟‬ ‫فمن إذا أجدر أن يملكها‬

‫من سابق أو هفوة من حازم‬ ‫ال بّد يوما أن تقال عثرة‬

‫لم يتعوذ من أذى السمائم‬ ‫لو هّبت الريح نسيما أبدا‬

‫عينا لما احتاجت الى التمائم‬ ‫أو أمنت حسناء طول عمرها‪-‬‬

‫يرمى الى قلبك بالضرائم‬ ‫خذ يا حسودي بين جنبيك جوى‬

‫بالصغر أن تقرع سّن نادم‬ ‫و اقنع فقد فّتك غير خامل‬

‫بوادع و سهرا لنائم‬ ‫ال زلت منحوس الجزاء قلقا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪248 :‬‬

‫و قال يمدح أهل البيت عليهم السالم‪:‬‬

‫‪ 116‬الجاحم‪ :‬الحرب و شدة القتل فيها‪.‬‬


‫و غار يغالط في المنجد‬ ‫بكى النار سترا على الموقد‬

‫أضّل و خاف فلم ينشد؟‬ ‫أحّب و صان فوّرى هوى‬

‫غنى التفّرد عن مسعد‬ ‫بعيد اإلصاخة عن عاذل‬

‫صبور عن الماء و هو الّصدي‬ ‫حمول على القلب و هو الضعيف‬

‫متى ما يرح شيبه يغتدي‬ ‫وقور و ما الخرق من حازم‬

‫فكم رسن فيك لم ينقد‬ ‫و يا قلب إن قادك الغانيات‬

‫بأفواهها العذب من موردي‬ ‫أفق فكأني بها قد أمّر‬

‫بما بّيض الدهر من أسودي‬ ‫و سّو د ما ابيّض من وّد ها‬

‫بلى من عوائده العود‬ ‫و ما الشيب أول غدر الزمان‬

‫بما استحق و كم أجتدي‬ ‫لحا هّللا حظي كما ال يجود‬

‫أذّم م يومي و أرجو غدي‬ ‫و كم أتعلل عيش السقيم‬

‫و أصبح عن نيلها مقعدي‬ ‫لئن نام دهري دون المنى‬

‫فلي أسوة ببني «أحمد»‬ ‫و لم أك أحمد أفعاله‬

‫اذا ولد الخير لم يولد‬ ‫بخير الورى و بني خيرهم‬

‫و ميت توّسد في ملحد‬ ‫و أكرم حّي على األرض قام‬

‫و طال علّيا على الفرقد‬ ‫و بيت تقاصر عنه البيوت‬

‫و يصبح للوحى دار الندي‬ ‫تحوم المالئك من حوله‬

‫من استوجب اللوم أو فّند‬ ‫أال سل «قريشا» و لم منهم‬

‫ل لم تشكروا نعمة المرشد؟‬ ‫و قل‪ :‬ما لكم بعد طول الضال‬

‫بكم جائرين عن المقصد‬ ‫أتاكم على فترة فاستقام‬

‫و من سّن ما سّنه يحمد‬ ‫و وّلى حميدا الى رّبه‬

‫«لحيدر» بالخبر المسند‬ ‫و قد جعل األمر من بعده‬


‫لو اتبع الحق لم يجحد‬ ‫و سّم اه مولى بإقرار من‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪249 :‬‬


‫‪117‬‬

‫أدب الطف ؛ ج‪ 2‬؛ ص‪249‬‬

‫و من يك خير الورى يحسد‬ ‫فملتم بها‪ -‬حسد الفضل‪ -‬عنه‬

‫أال إنما الحّق للمفرد‬ ‫و قلتم‪ :‬بذاك قضى االجتماع‬

‫تالعب «تيم» بها أو «عدي»‬ ‫يعّز على «هاشم» و «النبي»‬

‫اذا آية اإلرث لم تفسد‬ ‫و إرث «علّي » ألوالده‬

‫و من ثائر قام لم يسعد‬ ‫فمن قاعد منهم خائف‬

‫ق منهم على سّيد سّيد‬ ‫تسّلط بغيا أكّف النفا‬

‫و ال عّنفوا في بنى المسجد‬ ‫و ما صرفوا عن مقام الصالة‬

‫ت فانقص مفاخرهم أو زد‬ ‫أبوهم و أمهم من علم‬

‫عليال له الموت بالمرصد‬ ‫أرى الدين من بعد يوم «الحسين»‬

‫اذا انت قست بمستبعد‬ ‫و ما الشرك هّلل من قبله‬

‫أعادوا الضالل على من بدي‬ ‫و ما آل «حرب» جنوا إنما‬

‫بأّي نكال غدا يرتدي‬ ‫سيعلم من «فاطم» خصمه‬

‫فباء بقتلك ما ذا يدي؟‬ ‫و من ساء «أحمد» يا سبطه‬

‫ك لو أن مولى بعبد فدي‬ ‫فداؤك نفسي و من لي بدا‬

‫يقوت الّردى و أكون الّردي‬ ‫و ليت دمي ما سقى األرض منك‬

‫‪ 117‬شبر‪ ،‬جواد‪ ،‬أدب الطف‪10 ،‬جلد‪ ،‬دار المرتضى ‪ -‬لبنان ‪ -‬بيروت‪ ،‬چاپ‪ 1409 ،1 :‬ه‪.‬ق‪.‬‬
‫أمامك يا صاحب المشهد‬ ‫و ليت سبقت فكنت الشهيد‬

‫ك قلب مغيظ بهم مكمد‬ ‫عسى الدهر يشفى غدا من عدا‬

‫عسى يغلب النقص بالسؤدد‬ ‫عسى سطوة الحق تعلو المحال‬

‫أرى كبدي بعد لم تبرد‬ ‫و قد فعل هّللا لكنني‬

‫يلبي لها كل مستنجد‬ ‫بسمعي لقائمكم دعوة‬

‫اذا القول بالقلب لم يعقد‬ ‫أنا العبد واالكم عقده‬

‫و إن كان في «فارس» مولدي‬ ‫و فيكم ودادي و ديني معا‬

‫و لوالكم لم أكن اهتدى‬ ‫خصمت ضاللي بكم فاهتديت‬

‫يد الشرك كالصارم المغمد‬ ‫و جردتموني و قد كنت في‬

‫ينّقل فيكم الى منشد‬ ‫و ال زال شعري من نائح‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪250 :‬‬

‫‪118‬‬
‫اذا فاتني نصركم باليد‬ ‫و ما فاتني نصركم باللسان‬

‫و قال يذكر مناقب امير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات هّللا عليه و سالمه‪ ،‬و ما مني به من أعدائه‪:‬‬

‫بين البيوت عن فؤادي‪ :‬ما فعل‬ ‫إن كنت ممن يلج «الوادي» فسل‬

‫واجد جسم قلبه منه يضل؟‬ ‫و هل رأيت‪ -‬و الغريب ما ترى‪-‬‬

‫و طّلقت بعدكم بنت الغزل‬ ‫و قل لغزالن «النقا»‪ :‬مات الهوى‬

‫مّد الحباالت لكّن فاحتبل‬ ‫و عاد عنكّن يخيب قانص‬

‫دماؤهم‪ ،‬هّللا في قتلى المقل‬ ‫يا من يرى قتلى السيوف حظرت‬

‫‪ 118‬عن الديوان‪.‬‬
‫سباه ظبي و هو في ألف رجل‬ ‫ما عند سكان «منى» في رجل‬

‫و جرحته أعين الّسرب النجل‬ ‫دافع عن صفحته شوك القنا‬

‫أرض حرام‪ ،‬يال «نعم» كيف حّل؟!‬ ‫دم حرام لألخ المسلم في‬

‫كّر ي اللحاظ و اسئلى عن الخبل‬ ‫قلت‪ :‬شكا‪ ،‬فأين دعوى صبره‬

‫و الحب ما رّق له الجلد و ذّل‬ ‫عن هواك فأذل جلدي‬

‫هيهات في وجهك بدر ال يدّل‬ ‫من دّل مسراك علّي في الدجي‬

‫أعناق ما دّق من الحسن وجل‬ ‫رمت الجمال فملكت عنوة‬

‫على قوام عّلم الطعن األسل‬ ‫لواحظا عّلمت الضرب الظبا‬

‫من حيث ما استقبلها فهي قبل‬ ‫يا من رأى «بحاجر» مجاليا‬


‫‪119‬‬
‫مرفوعة و قد هوت شمس األصل‬ ‫اذا مررت بالقباب من «قبا»‬

‫فحلبة الحسن ألقمار الكلل‬ ‫فقل ألقمار السماء‪ :‬اختمري‬

‫يرّد عيشا بالحمى قولك‪ :‬هل؟‬ ‫أين ليالينا على «الخيف» و هل‬

‫بح و ظال كالشباب فانتقل‬ ‫ما كّن إال حلما رّو عه الص‬

‫يد امرئ و ال المشيب و الجذل‬ ‫ما جمعت قط الشباب و الغنى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪251 :‬‬

‫أعدى بياضا في العذارين نزل‬ ‫يا ليت ما سّو د أيام الصبا‬


‫‪120‬‬
‫حتى ذوى أسود رأسي فنصل‬ ‫ما خلت سوداء بياضي نصلت‬

‫أواخر العيش بفرطات األول‬ ‫طارقة من الزمان أخذت‬

‫و نطق الشيب بنصح لو قبل‬ ‫قد أنذرت مبيضة ان حّذ رت‬

‫‪ 119‬االصل جمع اصيل و هو وقت ما بعد العصر الى المغرب‪.‬‬


‫‪ 120‬نصل‪ :‬خرج من خضابه‪.‬‬
‫عمرك أن الحظ فيما قد رحل‬ ‫و دّل ما حط عليك من سنى‬

‫ملتفت تتبع شيطان االمل‬ ‫كم عبرة و أنت من عظاتها‬

‫إال كما بين مناك و األجل‬ ‫ما بين يمناك و بين أختها‬

‫أو ال فقل خيرا توّفق للعمل‬ ‫فاعمل من اليوم لما تلقى غدا‬

‫إن ثّقلوا الميزان في الخير ثقل‬ ‫ورد خفيف الظهر حول اسرة‬

‫فإنه عقدة فوز ال تحل‬ ‫اشدد يدا بحب آل «أحمد»‬

‫صفوة ما راض الضمير و نخل‬ ‫و ابعث لهم مراثيا و مدحا‬

‫و شاردات و هي للسارى عقل‬ ‫عقائال تصان بابتذالها‬

‫بحمله أقوى المصاعيب الّذ لل‬ ‫تحمل من فضلهم ما نهضت‬

‫معّلقات فوق أعجاز اإلبل‬ ‫موسومة في جبهات الخيل أو‬

‫عنهم و تنعى بطال بعد بطل‬ ‫تنثو‪ 121‬العالء سّيدا فسيدا‬

‫الكائنون وزرا‪ 122‬يوم الوجل‬ ‫الطيبون أزرا تحت الدجى‬

‫[من جدبه] و العام غضبان أزل‬ ‫و المنعمون و الثرى مقّطب‬

‫و حافيا داس الثرى و منتعل‬ ‫خير مصّل ملكا و بشرا‬

‫أكرم من تحوي السماء و تظل‬ ‫هم و أبوهم شرفا و أمهم‬


‫‪123‬‬
‫و ال يجارون اذا الناصر قل‬ ‫ال طلقاء منعم عليهم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪252 :‬‬

‫‪124‬‬
‫و غيرهم شعاره «أعل هبل»‬ ‫يستشعرون «هّللا أعلى في الورى»‬

‫‪ 121‬تنثو تذيع‪.‬‬
‫‪ 122‬الوزر الملجأ‪.‬‬
‫هّللا‬
‫‪ 123‬يشير الى فتح مكة لما مّن رسول على أهل مكة و قال اذهبوا فانتم الطلقاء‪.‬‬
‫‪ 124‬هبل صنم كان في الكعبة‪ ،‬و يشير بذلك الى قول أبي سفيان في يوم أحد أعل هبل‪.‬‬
‫فقال رسول هّللا صّلى هّللا عليه و آله أجيبوه و قولوا‪ :‬هّللا أعلى و أجل‪.‬‬
‫منهم يزيغ قلبه و ال يضل‬ ‫لم يتزخرف وثن لعابد‬

‫خبائث ليست مريئات األكل‬ ‫و ال سرى عرق اإلماء فيهم‬

‫مهوية الظهر بعّضات الرحل‬ ‫يا راكبا تحمله «عيدية»‬


‫‪126‬‬
‫إذا شكا غاربها حيف اإلطل‬ ‫ليس لها من الوجا‪ 125‬منتصر‬

‫و الماء عّد ‪ 127‬و البنات مكتهل‬ ‫تشرب خمسا و تجر رعيها‬


‫‪129‬‬
‫سّوفها الفجر و مّناها الطفل‬ ‫‪128‬‬
‫اذا اقتضت راكبها تعريسة‬
‫‪130‬‬
‫أزكى ثرى و واطئا أعلى محل‬ ‫عّر ج بروضات «الغرى» سائفا‬

‫خير «الوصيين» أخا خير الرسل‬ ‫و أّد عني مبلغا تحيتي‬

‫كناية لم تك فيها منتحل‬ ‫سمعا «امير المؤمنين» إنها‬


‫‪131‬‬
‫ودا مجتك وّد ها على دخل‬ ‫ما «لقريش» ما ذقتك عهدها‬

‫بعد أخيك بالترات و الذحل‬ ‫و طالبتك عن قديم غّلها‬

‫فاستوزروا الرأي و أنت منعزل‬ ‫و كيف ضموا أمرهم و اجتمعوا‬

‫فيك و ال قاض عليك بوهل‬ ‫و ليس فيهم قادح بريبة‬

‫إال لك التفصيل منها و الجمل‬ ‫و ال تعّد بينهم منقبة‬

‫عمر الحياة و بغوا فيه الغيل!‬ ‫و ما لقوم نافقوا «محمدا»‬

‫فرقان» فيها ناطقا بما نزل‬ ‫و تابعوه بقلوب نزل «ال‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪253 :‬‬

‫‪ 125‬الوجا‪ :‬الحفا‪.‬‬
‫‪ 126‬االطل‪ :‬الخاصرة‪.‬‬
‫‪ 127‬العد‪ :‬الغزير الذي ال ينقطع‪.‬‬
‫‪ 128‬التعريسية‪ :‬نزول القوم آخر الليل لالستراحة‪.‬‬
‫‪ 129‬الطفل‪ :‬قبيل غروب الشمس‪.‬‬
‫‪ 130‬سائفا‪ :‬ساما‪.‬‬
‫‪ 131‬الدخل‪ :‬الخداع و الغش‪.‬‬
‫ناعقة منهم و لم يرغ جمل‬ ‫مات فلم تنعق على صاحبه‬

‫منهم و ال عنفهم و ال عذل‬ ‫و ال شكا القائم في مكانه‬

‫أم خلصت أديانهم لما نقل‬ ‫فهل ترى مات النفاق معه‬

‫و شده منك بركن لم يزل‬ ‫ال و الذي أّيده بوحيه‬

‫في الكفر كانت تلتوى و تعتدل‬ ‫ما ذاك إال أن نياتهم‬

‫صفائه رضاهم بما فعل‬ ‫و أن وّد ا بينهم دل على‬

‫أن النفاق كان فيهم و بطل‬ ‫وهبهم تخرصا قد ادعوا‬

‫فذكروا تلك الحزازات األول!‬ ‫فما لهم عادوا و قد وليتهم‬

‫باسط كف تحتها قلب نغل‬ ‫و بايعوك عن خداع‪ ،‬كلهم‬

‫عاهد منهم «أحمدا» ثم نكل‬ ‫ضرورة ذاك كما عاهد من‬

‫عنك‪ -‬و قد ضايقه الموت‪ -‬عدل‬ ‫و صاحب الشورى لما ذاك ترى‬

‫و خص قوما بالعطاء و النفل‬ ‫«و األموي» ما له أّخ ركم‬

‫يضاع فيها الدين حفظا للدول‬ ‫وردها عجماء «كسروّية»‬

‫و هم عليك قّد موه فقبل‬ ‫كذاك حتى أنكروا مكانه‬

‫فعظم الخطب عليهم و ثقل‬ ‫ثم قسمت بالسواء بينهم‬

‫تلك الزبى و أضرمت تلك الشعل‬ ‫فشحذت تلك الظبا و حفرت‬

‫منها و عارا لهم «يوم الجمل»‬ ‫مواقف في الغدر يكفي سبة‬

‫بزعم من اكّد ذاك و نقل)‬ ‫(و إن تكن ذات الغبيط أقلعت‬


‫‪132‬‬
‫لو ال هناة جرحها لم يندمل)‬ ‫(فما لها تمنع من دفن ابنه‬

‫لك المواضي و انتحتك بالذبل‬ ‫يا ليت شعري عن أكف أرهفت‬

‫أي اعتذار في المعاد تتكل؟!‬ ‫و احتطبت تبغيك بالشر‪ ،‬على‬

‫‪ 132‬البيتان المقوسان في الديوان المخطوط‪.‬‬


‫يديك أ ال غير و ال بدل؟‬ ‫أنسيت صفقتها أمس على‬

‫تخراجها ستر النبي المنسدل‬ ‫و عن حصان أبرزت يكشف باس‬

‫بمثلها في الحرب إال من خذل‬ ‫تطلب امرا لم يكن ينصره‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪254 :‬‬

‫ثأر «بني امية» و تنتحل‬ ‫يا للرجال و «لتيم» تّد عي‬

‫‪ -‬و فيهم القاتل‪ -‬غير من قتل‬ ‫و للقتيل يلزمون دمه‬

‫عليهم و سبق السيف العذل‬ ‫حتى اذا دارت رحى بغيهم‬

‫بعد اعتزال منهم بما مطل‬ ‫و انجز النكث العذاب‪ 133‬فيهم‬

‫للصبر حمال لهم على العلل‬ ‫عاذوا بعفو ماجد معّود‬

‫و أكل الحديد منهم من أكل‬ ‫فنحت البقيا عليهم من نجا‬

‫بفاضحات ربها يوم الجدل‬ ‫فاحتّج قوم بعد ذاك لهم‬

‫عنانه عن المصاع فاعتزل‬ ‫فقّل منهم من لوى ندامة‬

‫فرّد بالكره فشد فحمل‬ ‫و انتزع العامل‪ 134‬من قناته‬

‫عن توبة و إنما كان فشل‬ ‫و الحال تنبي أن ذاك لم يكن‬

‫و ليس بعد الموت للمرء عمل‬ ‫و منهم من تاب بعد موته‬

‫و إن طغى خطبهما بعد وجل‬ ‫و ما الخبيثان «ابن هند» و ابنه‬

‫و إنما تقفيا تلك السبل‬ ‫بمبدعين في الذي جاءا به‬

‫في المشكالت و لما فيك كمل‬ ‫إن يحسدوك فلفرط عجزهم‬

‫و وارث العلم و صاحب الرسل‬ ‫الصنو أنت و الوصي دونهم‬

‫‪ 133‬و في االصل« العدات»‪.‬‬


‫‪ 134‬العامل‪ :‬صدر الرمح و هو ما يلي السنان‪.‬‬
‫ّل و من كّلمه قبلك صّل؟!‬ ‫و آكل الطائر و الطارد للص‬

‫منهل في يوم القليب و المعل‬ ‫و خاصف النعل و ذو الخاتم و ال‬

‫«يوم الحنين» و هو حكم ما فصل‬ ‫و فاصل القضية العسراء في‬

‫تشعب االلباب فيه و تضل‬ ‫و رجعة الشمس عليك نبأ‬

‫غيظا و الذا قدم فيك تزل‬ ‫فما ألوم حاسدا عنك انزوى‬

‫نفس تواليك عن العذب النهل‬ ‫يا صاحب الحوض غدا ال حّلئت‬

‫عنق اليك بالوداد ينفتل‬ ‫و ال تسّلط قبضة النار على‬

‫حتى رموني عن يد إال األقل‬ ‫عاديت فيك الناس لم احفل بهم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪255 :‬‬

‫لحمي و في مدحك عنهم لي شغل‬ ‫تفّر غوا يعترقون‪ 135‬غيبة‬

‫تقّله االرض علّي فاعتدل‬ ‫عدلت أن ترضى بأن يسخط من‬

‫فلقاه فوقي في هواك لم أبل‬ ‫و لو يشّق البحر ثم يلتقي‬

‫لمجد «سلمان» اليكم تتصل‬ ‫عالقة بي لكم سابقة‬

‫ضرب فحول الشول في النوق البزل‬ ‫ضاربة في حبكم عروقها‬

‫موّد ة شاخت و دين مقتبل‬ ‫تضمني من طرفي في حبلكم‬

‫فضيلة اإلسالم أسالف الملل‬ ‫فضلت آبائي الملوك بكم‬

‫ألّم من ال يتقيهن الهبل‬ ‫لذاكم أرسلها نوافذا‬


‫‪136‬‬
‫تنحى أعاديكم بها و تنتبل‬ ‫يمرقن زرقا من يدي حدائدا‬
‫‪137‬‬
‫و ربما أخطأ رام من «ثعل»‬ ‫صوائبا إما رميت عنكم‬

‫‪ 135‬يعترقون‪ :‬ينزعون ما على العظم من لحم‪.‬‬


‫‪ 136‬تنتبل ترمى بالنبل‪.‬‬
‫‪ 137‬ثعل‪ :‬اسم قبيلة مشهورة بالرمي‪:‬‬
‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪256 :‬‬

‫الّش ريف المرتضى‬

‫قال يذكر مصرع جده الحسين عليه السالم‪:‬‬

‫و دوركم آل الرسول خالء؟‬ ‫أ أسقى نمير الماء ثّم يلّذ لي‬

‫كما شئتم في عيشة و أشاء‬ ‫و أنتم كما شاء الشتات و لستم‬

‫به إبل للغادرين و شاء‬ ‫تذادون عن ماء الفرات و كارع‬

‫كأنهم للمبصرين مالء‬ ‫تنّش ر منكم في القواء معاشر‬

‫و أدوى قلوبا ما لهّن دواء‬ ‫أال إن يوم الطف أدمى محاجرا‬

‫و رب مصاب ليس فيه عزاء‬ ‫و إن مصيبات الزمان كثيرة‬

‫و داء على داء فأين شفاء؟‬ ‫أرى طخية فينا فأين صباحها‬

‫يراد لها لو أعطيته جالء‬ ‫و بين تراقينا قلوب صديئة‬

‫على لوعتي و اللوم منه عناء؟‬ ‫فيا الئما في دمعتي أو «مفندا»‬

‫و ما لك إال زفرة و بكاء‬ ‫فما لك مني اليوم إال «تلّهف»‬

‫شريدهم ما حان منه ثواء‬ ‫و هل لي سلوان و آل محمد‬

‫و يزوى عطاء دونهم و حباء‬ ‫تصّد عن الروحات أيدي مطيهم‬

‫و من شعبه أو حزبه بعداء‬ ‫كأنهم نسل لغير محمد‬

‫و إن حال عنها بالغبي غباء‬ ‫فيا أنجما يهدى الى هّللا نورها‬

‫فأنتم الى خلد الجنان رشاء‬ ‫فإن يك قوم وصلة لجهنم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪257 :‬‬


‫صباح على أخراكم و مساء‬ ‫دعوا قلبي المحزون فيكم يهيجه‬

‫تقاطرن من قلبي فهّن دماء‬ ‫فليس دموعي من جفوني و إنما‬

‫و ال خير فيها و البقاء فناء‬ ‫اذا لم تكونوا فالحياة منية‬

‫نعيمي اذا لم تلبسوه شقاء‬ ‫و إما شقيتم في الزمان فإنما‬

‫ألنكم أحسنتم و أساءوا‬ ‫لحا هّللا قوما لم يجازوا جميلكم‬

‫و ال مسهم يوم البالء جزاء‬ ‫و ال انتاشهم عند المكاره منهض‬

‫و ال زال منهال بهن رواء‬ ‫سقى هّللا أجداثا طوين عليكم‬

‫زماجر من قعقاعه و حداء‬ ‫يسير إليهن الغمام و خلفه‬

‫لهّن حنين دائم و رغاء‬ ‫كأن بواديه العشار تروحت‬


‫‪138‬‬
‫فالمّسه من [ذي] السحائب ماء‬ ‫و من كان يسقى في الجنان كرامة‬

‫و قال يرثي جده الحسين عليه السالم و يستنهض المهدي عليه السالم لثأره في األنام‪:‬‬

‫لعبت بها أيدي الشتات‬ ‫قف بالديار المقفرات‬

‫بمرور هوج العاصفات‬ ‫فكأنهن هشائم‬

‫أل غير صم صامتات‬ ‫فإذا سألت فليس تس‬

‫ت بهن هام المصغيات‬ ‫خرس يخلن من السكو‬

‫ت على الرسوم الماحالت‬ ‫عج بالمطايا الناحال‬

‫ت شبيهة بالباقيات‬ ‫الدارسات الفانيا‬

‫طرحوا على شّط الفرات‬ ‫و اسأل عن القتلى األلى‬

‫ن على أكف الماشطات‬ ‫شعث لهم جمم عصي‬

‫بدهان ايد داهنات‬ ‫و عهودهن بعيدة‬

‫‪ 138‬عن الديوان‪.‬‬
‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪258 :‬‬

‫‪139‬‬
‫بيال بحوك الرامسات‬ ‫نسج الزمان بهم سرا‬

‫محوا بهطل المعصرات‬ ‫تطوى و تمحى عنهم‬

‫ت تارة أو معريات‬ ‫فهم أليد كاسيا‬

‫ت بين صم يابسات‬ ‫و لهم أكّف ناضرا‬

‫يا و المنايا جاريات‬ ‫ما كّن إال بالعطا‬

‫ن الحتف للقوم الّسرات‬ ‫كم ثّم من مهج سقي‬


‫‪140‬‬
‫ت في الدآدي عاشيات‬ ‫و الى عصائب ساريا‬

‫عريان إال من أذاة‬ ‫غرثان إال من جّوى‬

‫أكف بالعطايا باخالت‬ ‫و إذا استمد فمن‬

‫ب أو كروب كارثات‬ ‫و اذا استعان على خطو‬

‫ن هناك مفلول الّش باة‬ ‫فبكّل مغلول اليدي‬

‫ضلوا الطريق عن الهداة‬ ‫قل لأللى حادوا و قد‬

‫ئب في الفالة بال حداة‬ ‫و سروا على شعب الركا‬

‫كن عن عيون ساهرات‬ ‫نامت عيونكم و ل‬

‫يمحو القلوب من الترات‬ ‫و ظننتم طول المدى‬

‫توقده الليالي بالغداة‬ ‫هيهات إن الضغن‬

‫ظر من قلوب مرصدات‬ ‫ال تأمنوا غض النوا‬

‫ت من السيوف المغمدات‬ ‫إن السيوف المعريا‬

‫‪ 139‬الرامسات‪ :‬الرياح الدوافن لآلثار الطامسة لرسوم الديار‪.‬‬


‫‪ 140‬الدآدي‪ :‬جمع الدأدأة و هي آخر ليالي الشهر المظلمة‪.‬‬
‫ت من األمور الهّينات‬ ‫و المثقالت المعييا‬

‫تل هّن نفس المخطئات‬ ‫و المصميات من المقا‬


‫‪141‬‬
‫في البسيطة بالكماة‬ ‫و كأنني بالكمت تردى‬

‫هوال مرهوب الشذاة‬ ‫و بكل مقدام على األ‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪259 :‬‬

‫ة أتى المنية بالقناة‬ ‫و مثقف مثل القنا‬

‫ه ردى «شفار» المرهفات‬ ‫أو مرهف ساقت إلي‬

‫«أقتاد نجب» ناجيات‬ ‫كرهوا الفرار و هم على‬

‫لهّن أجواز الفالت‬ ‫يطوين طّي األتحمّي‬

‫ة مع المذّلة كالممات‬ ‫و تيّقنوا أن الحيا‬

‫ست كالّرزايا الماضيات‬ ‫و رزية للدين لي‬

‫و مضت بما تحت الشواة‬ ‫تركت لنا منها الّش وى‬

‫ن غدا بحّبهم نجاتي‬ ‫يا آل أحمد و الذي‬

‫أشهى إلّي من الحياة‬ ‫و منيتي في نصرهم‬


‫‪142‬‬
‫صهوات حدب شامصات؟‬ ‫حتى متى أنتم على‬

‫ة في أكّف عاصيات‬ ‫و حقوقكم دون البري‬


‫‪143‬‬
‫و أديمكم للفاريات‬ ‫و سروبكم مذعورة‬

‫سي في أمور معضالت‬ ‫و ولّيكم يضحى و يم‬

‫م على الليالي المقمرات‬ ‫يلوى و قد خبط الظال‬

‫‪ 141‬الكمت جمع الكميت و هو من الخيل أو االبل بين االشقر و األدهم‪.‬‬


‫‪ 142‬الشامصات‪ :‬النافرات‪.‬‬
‫‪ 143‬األديم‪ :‬الجلد‪ ،‬الفاريات‪ :‬الشاقات‪ ،‬من فرى االديم أي شقه‪.‬‬
‫ب الهيات ساهيات‬ ‫فإذا اشتكى فالى قلو‬

‫إال بأرواح العداة‬ ‫قرم فال شبع له‬

‫صقر تشرف من عالة‬ ‫و كأنه متنمرا‬

‫نجالء كأردان الفتاة‬ ‫و الرمح يفتق كّل‬


‫‪144‬‬
‫م على شدوق اليعمالت‬ ‫تهمي نجيعا كاللغا‬

‫أبدا يبّر ح باألساة‬ ‫تؤسى و لكن كلها‬

‫ظانا لنا بعد السنات‬ ‫حتى يعود الحّق يق‬

‫قد كان يحسب غير آت‬ ‫و لكم أتى من فرجة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪260 :‬‬

‫شوراء و الحدب المواتي‬ ‫يا صاحبي في يوم عا‬

‫سوى دموع الباكيات‬ ‫ال تسقني باهّلل فيه‬

‫فأسمح لنا بالصيبات‬ ‫ما ذاك يوما صّيبا‬

‫إال ديار الثاكالت‬ ‫و إذا ثكلت فال تزر‬

‫عن قلوب ساليات‬ ‫و تنّح في يوم المصيبة‬

‫للنساء المعوالت‬ ‫و متى سمعت فمن عويل‬

‫بالمراثي المحزنات‬ ‫و تداو من حزن بقلبك‬

‫ئر من سالم أو صالة‬ ‫ال عطلت تلك الحفا‬

‫عن و كيف الساريات‬ ‫و سقين من وكف التحية‬

‫ن أريجه بالّذ اكيات‬ ‫و نفحن من عبق الجنا‬

‫‪ 144‬اللغام‪ :‬زبد افواه االبل‪ ،‬و الشدوق‪ :‬األفواه‪.‬‬


‫‪145‬‬
‫و بدورنا في المشكالت‬ ‫فلقد طوين شموسنا‬

‫و قال يرثي الحسين عليه السالم في عاشوراء سنة ‪ 429‬ه‪:‬‬

‫لم أجد منه طبيبا‬ ‫من عذيرى من سقام‬

‫يسكّن القلوبا‬ ‫و هموم كأوار الّنار‬

‫أشبهن الكروبا‬ ‫و كروب ليتهّن اليوم‬

‫بتن ينسين الخطوبا‬ ‫و خطوب معضالت‬

‫ّى و لم آت المشيبا‬ ‫شيبت مني فود‬

‫و قد كان رطيبا‬ ‫و رمت في غصني اليبس‬

‫كل من كان قريبا‬ ‫بان عني و تناءى‬

‫في الدنيا عزوبا‬ ‫و تعّريت من األحباب‬


‫‪146‬‬
‫قة من أهوى ذنوبا‬ ‫و سقاني الدهر من فر‬

‫كان لّلدين عصيبا‬ ‫إن يوم الطف يوم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪261 :‬‬

‫للمسّر ات نصيبا‬ ‫لم يدع في القلب مني‬

‫فالتزم فيه الّنحيبا‬ ‫إنه يوم نحيب‬


‫‪147‬‬
‫معشرا عطوا الجيوبا‬ ‫عّط تامورك و اترك‬

‫لنا عاشور طيبا‬ ‫و اهجر الطيب فلم يترك‬

‫‪ 145‬عن الديوان‪.‬‬
‫‪ 146‬الذنوب بالفتح الدلو الكبير‪.‬‬
‫‪ 147‬عط‪ :‬شق‪ ،‬و التامور‪ :‬غشاء القلب‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫أترعوا الّد نيا غصوبا‬ ‫لعن هّللا رجاال‬

‫قدروا شّنوا الحروبا‬ ‫سالموا عجزا فلما‬

‫شماال و جنوبا‬ ‫في المعّرات يهبون‬

‫ازدادوا عيوبا‬ ‫كلما ليموا على عيبهم‬

‫و ما زلنا ركوبا‬ ‫ركبوا أعوادنا ظلما‬

‫على البعد مجيبا‬ ‫و دعونا فرأوا مّنا‬

‫في الّد ياجير الّسهوبا‬ ‫يقطع الحزن و يطوى‬

‫على األين الّد ءوبا‬ ‫بمطى ال يبالين‬

‫كالال و لغوبا‬ ‫ال و الذقن على البعد‬


‫‪149‬‬
‫يهززن السبيبا‬ ‫و خيول كرئال الدّو‬
‫‪150‬‬
‫خالها الراءون روبا‬ ‫فأتونا بجموع‬

‫ر تبرقعن العطوبا‬ ‫بوجوه بعد إسفا‬

‫ها و ما نهوى النشوبا‬ ‫فنشبنا فيهم كر‬

‫خفوقا و وجيبا‬ ‫بقلوب ليس يعرفن‬

‫طّعانا ضروبا‬ ‫و لقد كان طويل الباع‬

‫وريدا و تريبا‬ ‫بالضبا ثم القنا يفرى‬

‫قدرها منها هيوبا‬ ‫ال يرى و الخرب تغلى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪262 :‬‬

‫عندم الّطعن صبيبا‬ ‫فجرى مّنا و منهم‬

‫‪ 148‬اترعوا‪ :‬ملئوا‪ ،‬و الغصوب الظلم‪.‬‬


‫‪ 149‬الرئال‪ :‬فرخ النعام‪ ،‬و الدو‪ :‬المفازة‪ .‬و السبيب‪ :‬شعر عرف الفرس أو اذنيه‪.‬‬
‫‪ 150‬الروب‪ :‬القطع من الليل‪.‬‬
‫و الضرب لهيبا‬ ‫و صلينا من حريق الطعن‬

‫فبهم عاد جديبا‬ ‫كان مرعانا خصيبا‬

‫جورهم فينا خطوبا‬ ‫لم نكن نألف لو ال‬


‫‪151‬‬
‫في ضواحينا ندوبا‬ ‫ال و ال تبصر عين‬

‫عندنا ظلما و حوبا‬ ‫طلبوا أوتار «بدر»‬

‫و قد فات القليبا‬ ‫و رأوا في ساحة الطف‬

‫منكم فردا نجيبا‬ ‫قد رأيتم فأرونا‬

‫بتقاه أو لبيبا‬ ‫أو تقيا ال يرائى‬


‫‪152‬‬
‫للورى كنتم عجوبا‬ ‫كلما كّنا رءوسا‬

‫إال مستريبا‬ ‫ما رأينا منكم بالحق‬

‫كان كذوبا‬ ‫و صدوقا فإذا فّتشته‬

‫مطمع الخير عزوبا‬ ‫و خليعا خاليا عن‬

‫ه و إن كان نسيبا‬ ‫و بعيدا بمخازي‬

‫حّقنا كان صليبا‬ ‫ليت عودا من غشوم‬

‫صلنا كان ضريبا‬ ‫و بوّد ى أّن من يأ‬

‫ر لكم فينا نضوبا‬ ‫في غد ينضب تّيا‬

‫من كان عبوبا‬ ‫و يقىء البارد الّسلسال‬

‫من األمر قشيبا‬ ‫و يعود الخلق الّرث‬

‫ناكبا يضحى نكيبا‬ ‫و الذي أضحى و أمسى‬

‫أعيا اللبيبا‬ ‫آل ياسين و من فضلهم‬


‫‪153‬‬
‫إذا كنت نخيبا‬ ‫أنتم أمني لدى الحشر‬

‫‪ 151‬الندوب هو اثر الجرح‪.‬‬


‫‪ 152‬العجوب‪ :‬جمع العجب و هو العقب أو العجز‪.‬‬
‫‪ 153‬النخيب‪ :‬الخائف‪.‬‬
‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪263 :‬‬

‫بالتباشير الغيوبا‬ ‫انتم كّش فتم لي‬

‫عني حديدا و نيوبا‬ ‫كم رددتم مخلبا‬

‫جلت موتا أن أنوبا‬ ‫و بكم «أنجو» أذاعو‬


‫‪154‬‬
‫ما حدا الحادون نيبا‬ ‫و اليكم جمحاني‬

‫مشهدا لي و مغيبا‬ ‫و عليكم صلواتي‬

‫لكم زّن الكثيبا‬ ‫يا سقى هّللا قبورا‬

‫و أبا ضخما حسيبا‬ ‫حزن خير الناس جّد ا‬

‫أن القى شعوبا‬ ‫لقي هّللا و ظّن الناس‬


‫‪155‬‬
‫قيل قد حّل الجبوبا‬ ‫و هو في الفردوس لّم ا‬

‫و قال يرثي جده الحسين عليه السالم في يوم عاشوراء سنة ‪:413‬‬

‫و وفد هموم لم يردن رحيال‬ ‫لك الليل بعد الذاهبين طويال‬

‫يعود هتونا في الجفون هطوال‬ ‫و دمع إذا حبسته عن سبيله‬

‫أسون كليما أو شفين غليال‬ ‫فيا ليت أسراب الدموع التي جرت‬

‫و يأبى الجوى أال أكون عليال‬ ‫أخال صحيحا كل يوم و ليلة‬

‫و أرجو ضنينا بالوصال بخيال‬ ‫كأني و ما أحببت أهوى ممّنعا‬

‫و يندب رسما بالعراء محيال‬ ‫فقل للذي يبكي نؤيا و دمنة‬

‫شجّيا أبكّي أربعا و طلوال‬ ‫عداني دم لي طّل بالطف إن أرى‬

‫‪ 154‬الجمحان‪ :‬القصد‪.‬‬
‫‪ 155‬الجبوب‪ :‬جمع جب و هو الحفرة‪.‬‬
‫وجدت كثيري في العزاء قليال‬ ‫مصاب إذا قابلت بالصبر غر به‬

‫مدى الدهر لم أحمل سواه ثقيال‬ ‫و رزء حملت الّثقل منه كأنني‬

‫الى كلمه في األقربين سبيال‬ ‫وجدتم عداة الدين بعد محمد‬

‫خشوعا مبينا في الورى و خموال‬ ‫كأنكم لم تنزعوا بمكانه‬

‫و قد عاش دهرا قبل ذاك ذليال‬ ‫و أّيكم ما عّز فينا بدينه؟‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪264 :‬‬

‫إذا كنت ترضى ان تكون قئوال‬ ‫فقل لبني حرب و آل أمّية‬

‫ملئن ثلوما في الطلى و فلوال‬ ‫سللتم على آل النبي سيوفه‬

‫فأخرجكم من وادييه خيوال‬ ‫و قدتم الى من قادكم من ضاللكم‬

‫اليكم لتحظوا بالنجاة رسوال‬ ‫و لم تغدروا إال بمن كان جده‬

‫[بدنيا] و دينا دنتموه هزيال‬ ‫و ترضون ضّد الحزم إن كان ملككم‬

‫يرّج عن منكم لوعة و عويال‬ ‫نساء رسول هّللا عقر دياركم‬

‫سقوا الموت صرفا صبية و كهوال‬ ‫لهّن ببوغاء الطفوف أعزة‬

‫رياح جنوبا تارة و قبوال‬ ‫كأنهم نّوار روض هوت به‬

‫ألعيننا حتى هبطن أفوال‬ ‫و أنجم ليل ما علون طوالعا‬

‫و أي غصون ما لقين ذبوال‬ ‫فأي بدور ما محين بكاسف‬

‫خفافا الى تلك العهود عجوال‬ ‫أ من بعد أن اعطيتموه عهودكم‬

‫و حلتم عن الحق المنير حؤوال‬ ‫رجعتم عن القصد المبين تناكصا‬

‫و من لم يرد ختال أصاب ختوال‬ ‫و قعقعتم أبوابه تختلونه‬

‫و أّي كريم ال يجيب سئوال؟‬ ‫فما زلتم حتى أجاب نداءكم‬


‫تطاولن أقطار السباسب طوال‬ ‫فلما دنا ألفاكم في كتائب‬

‫سمعت رغاء «مضعفا» و صهيال‬ ‫متى تك منها حجزة أو كحجزة‬

‫و إال قطوعا للذمام حلوال‬ ‫فلم ير إال ناكثا أو منّك با‬

‫و إال جبوها بالردى و خذوال‬ ‫و إال قعودا عن لمام بنصره‬

‫و أفئدة مألى يفضن ذحوال‬ ‫و ضغن شغاف هّب بعد رقاده‬

‫و سمرا طويالت المتون عسوال‬ ‫و بيضا رقيقات الشفار صقيلة‬

‫إليكم و ال لما أراد قفوال‬ ‫و ال انتم أفرجتم عن طريقه‬

‫نبذن على أرض الطفوف شكوال‬ ‫عزيز على الثاوي بطيبة أعظم‬

‫فإن سيم قول الفحش قال جميال‬ ‫و كل كريم ال يلم بريبة‬

‫شهادة من ماء الفرات بديال‬ ‫يذادون عن ماء الفرات و قد سقوا ال‬

‫و غّر وا و كم غر الغفول غفوال‬ ‫رموا بالّر دى من حيث ال يحذرونه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪265 :‬‬

‫على الغر آل هّللا كنت نزوال!‬ ‫أ يا يوم عاشوراء كم من فجيعة‬

‫أال بئسما ذاك الدخول دخوال‬ ‫دخلت على أبياتهم بمصابهم‬

‫نزعت يمينا أو قطعت قليال‬ ‫نزعت شهيد هّللا منا و إنما‬

‫فقيدا و عّز المسلمين قتيال‬ ‫قتيال وجدنا بعده دين احمد‬

‫برجع الذي نازعتموه كفيال‬ ‫فال تبخسوا بالجور من كان رّبه‬

‫و إن عذلوني عن هواي عديال‬ ‫أحبكم آل النبي و ال أرى‬

‫و كم غير ذي نصح يكون عذوال‬ ‫و قلت لمن يلحي على شغفي بكم‬

‫فلن ترحلوا مني الغداة ذلوال‬ ‫رويدكم ال تنحلوني ضاللكم‬


‫و سفرا تطيعون النوى و حلوال‬ ‫عليكم سالم هّللا عيشا و ميتة‬

‫فال زّل عما ترتضون زليال‬ ‫فما زاغ قلبي عن هواكم‪ ،‬و أخمصى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪266 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫السيد المرتضى علم الهدى المولود سنة ‪ 355‬و المتوفى سنة ‪.436‬‬

‫هو ذو المجدين ابو القاسم علي بن الحسين بن موس‪HH‬ى بن محم‪HH‬د بن موس‪HH‬ى بن اب‪HH‬راهيم بن االم‪HH‬ام موس‪HH‬ى‬
‫الكاظم عليه السالم مفخرة العصور و معجزة الدهور‪ ،‬نواحي فض‪HH‬له زاخ‪HH‬رة بالعظم‪HH‬ة‪ ،‬فه‪HH‬و إم‪HH‬ام الفق‪HH‬ه و‬
‫مؤسس أصوله‪ ،‬و استاذ الكالم و نابغة الشعر و راوية الحديث و بط‪HH‬ل المن‪HH‬اظرة و الق‪HH‬دوة في اللغ‪HH‬ة و ب‪HH‬ه‬
‫األسوة في العلوم العربية كلها و هو المرجع في كتاب هّللا العزيز‪ ،‬و جماع القول انك ال تج‪HH‬د فض‪HH‬يلة إال و‬
‫هو ابن بجدتها أضف الى ذلك نسبه الوضاح و أواصره النبوي‪HH‬ة الش‪HH‬ذية و م‪HH‬آثره العلوي‪HH‬ة و حس‪HH‬بك ش‪HH‬اهدا‬
‫مؤلفاته السائرة مسير األمثال‪.‬‬

‫يلقب بالمرتضى‪ ،‬و األجل الط‪HH‬اهر‪ ،‬و ذي المج‪HH‬دين‪ ،‬و لّقب بعلم اله‪HH‬دى س‪HH‬نة ‪ 420‬و ذل‪HH‬ك ان ال‪HH‬وزير أب‪HH‬ا‬
‫سعيد محمد بن الحسن بن عبد الرحيم مرض في تلك السنة ف‪HH‬رأى في منام‪HH‬ه ام‪HH‬ير المؤم‪HH‬نين علي‪HH‬ه الس‪HH‬الم‬
‫يقول له‪:‬‬

‫قل لعلم الهدى يق‪H‬رأ علي‪H‬ك ح‪H‬تى ت‪H‬برأ‪ .‬فق‪H‬ال‪ :‬ي‪H‬ا أم‪H‬ير المؤم‪H‬نين و من علم اله‪H‬دى‪ ،‬فق‪H‬ال علي بن الحس‪H‬ين‬
‫الموسوي‪ :‬فكتب اليه فقال رضي هّللا عنه‪ :‬هّللا هّللا في أمرى فإن قبولي لهذا اللقب شناعة علّي فقال الوزير‪:‬‬
‫و هّللا ما كتبت اليك إال ما أمرني به أمير المؤمنين عليه السالم‪.156‬‬

‫و كان يلقب بالثمانين لما كان له من الكتب ثمانون الف مجلد‪ ،‬و من القرى ثمانين قرية تجبى اليه‪ ،‬و كذلك‬
‫من غيرهما حتى أن مدة عمره كانت ثمانين سنة و ثمانية أشهر‪ ،‬و ص‪HH‬نف كتاب‪HH‬ا يق‪HH‬ال ل‪HH‬ه الثم‪HH‬انون‪ .‬و من‬
‫تصانيفه المشهورة منها الشافي في االمامة لم يصنف مثله في اإلمامة لم يصنف مثله في اإلمام‪HH‬ة و كت‪HH‬اب‬
‫الشيب و الشباب و كتاب‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪267 :‬‬

‫الغرر و الدرر و له ديوان شعر يزيد على عشرين الف بيت و قد طب‪HH‬ع اخ‪HH‬يرا في بغ‪HH‬داد و ق‪HH‬د قي‪HH‬ل‪ :‬ل‪HH‬و ال‬
‫الرضي لكان المرتضى أشعر الناس‪ ،‬و لو ال المرتضى لكان الرضي أعلم الناس‪ .‬ق‪HH‬ال آي‪H‬ة هّللا العالم‪H‬ة‪ :‬و‬
‫بكتبه استفادت اإلمامية منذ زمنه رحمه هّللا الى زماننا هذا و هو سنة ‪ 693‬و هو ركنهم و معّلمهم قدس هّللا‬
‫روحه و جزاه عن أجداده خيرا‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫و ذكره الخطيب في تاريخ بغداد و اثنى عليه و قال‪ :‬كتبت عنه و عن جامع األص‪HH‬ول ان‪HH‬ه ع‪HH‬ده ابن األث‪HH‬ير‬
‫من مجددي مذهب اإلمامية في رأس المائة الرابعة‪.‬‬

‫‪ 156‬ذكره الشهيد في أربعينه‪.‬‬


‫قال ابن خلكان في وصف علم الهدى‪ :‬كان نقيب الطالبيين و كان إماما في علم الكالم و األدب و الش‪HH‬عر و‬
‫هو أخو الشريف الرضي و له تصانيف على مذهب الشيعة و مقال‪HH‬ة في أص‪HH‬ول ال‪HH‬دين و ل‪HH‬ه الكت‪HH‬اب ال‪HH‬ذي‬
‫سماه (الغرر و الدرر) و هي مجالس أمالها تش‪HH‬تمل على فن‪HH‬ون من مع‪HH‬اني األدب تكلم فيه‪HH‬ا على النح‪HH‬و و‬
‫اللغة و غير ذلك و هو كتاب ممتع يدل على فضل كثير و توسع في االطالع على العلوم و ذكره ابن بسام‬
‫في أواخر كتاب الذخيرة فقال‪:‬‬

‫كان هذا الشريف إمام أئمة العراق اليه فزع علماؤه‪HH‬ا و من‪HH‬ه أخ‪HH‬ذ عظماؤه‪HH‬ا‪ ،‬ص‪HH‬احب مدارس‪HH‬ها و جم‪HH‬اع‬
‫شاردها و أنسها‪ ،‬ممن سارت أخباره و عرفت به أشعاره و تص‪HH‬انيفه في أحك‪HH‬ام المس‪HH‬لمين ممن يش‪HH‬هد ان‪HH‬ه‬
‫فرع تلك األصول و من ذلك البيت الجليل‪ ،‬و أورد له عدة مق‪H‬اطيع‪ .‬اق‪HH‬ول و أم‪HH‬ه هي فاطم‪HH‬ة بنت الحس‪HH‬ين‬
‫ابن احمد بن الحسن بن الناصر االصم و هو ابو محمد الحسن بن علي بن عمر األش‪HH‬رف ابن علي بن ابي‬
‫طالب و هي ام اخيه ابي الحسن الرضى‪.‬‬

‫حكي عن القاضي التنوخي صاحب السيد المرتضى انه قال‪ :‬إن مولد السيد س‪HH‬نة ‪ 355‬و خل‪HH‬ف بع‪HH‬د وفات‪HH‬ه‬
‫ثمانين الف مجلد من مقروءاته و مصنفاته و محفوظاته و من األموال و األمالك ما يتجاوز عن الوصف‪،‬‬
‫و صنف كتابا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪268 :‬‬

‫يقال له الثمانين و خّلف من كل شيء ثمانين و عّم ر احدى و ثمانين س‪H‬نة من أج‪H‬ل ذل‪H‬ك س‪H‬مي الثم‪H‬انيني و‬
‫بلغ في العلم و غيره مرتبة عظيمة قّلد نقابة الشرفاء شرقا و غربا و إمارة الحاج و الح‪HH‬رمين و النظ‪HH‬ر في‬
‫المظالم و قضاء القضاء و بلغ على ذلك ثالثين سنة‪ .‬انتهى‬

‫و في أمل اآلمل مولده في رجب و توفي في شهر ربيع األول‪ ،‬و في روضات الجن‪HH‬ات لخمس بقين من‪HH‬ه و‬
‫ذكر قسما من مؤلفاته و منها‪ :‬التنزيه في عصمة األنبياء‪ ،‬الرسالة الباهرة في العترة الطاهرة‪ ،‬إنقاد البش‪HH‬ر‬
‫من القضاء و القدر و قال‪:‬‬

‫و ذكره الشيخ في الفهرست و اثنى عليه و ذكر من مؤلفاته ثمانيا و ثالثين و كذلك النجاشي و العالمة‪.‬‬

‫و قال صاحب روضات الجنات‪ :‬كان الشريف المرتضى أوحد أهل زمانه فضال و علما و كالم‪HH‬ا و ح‪HH‬ديثا‬
‫و شعرا و خطابة و جاها و كرما الى غير ذلك‪.‬‬

‫قرأ هو و أخوه الرضى على ابن نباتة صاحب الخطب و هما طفالن‪ ،‬ثم قرأ كالهما على الشيخ المفيد أبي‬
‫عبد هّللا محمد بن محمد بن النعمان قدس سره و كان المفيد رأى في منامه أن فاطمة الزهراء عليها الس‪HH‬الم‬
‫دخلت عليه و هو في مسجده ب‪HH‬الكرخ و معه‪HH‬ا ول‪HH‬داها الحس‪HH‬ن و الحس‪HH‬ين عليهم‪HH‬ا الس‪HH‬الم و هم‪HH‬ا ص‪HH‬غيران‬
‫فسّلمتهما اليه و قالت‪ :‬عّلمهما الفقه‪ ،‬فانتبه الشيخ و تعجب من ذلك فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليل‪HH‬ة‬
‫التي رأى فيها الرؤيا دخلت عليه المسجد فاطم‪H‬ة بنت الناص‪HH‬ر و حوله‪H‬ا جواريه‪H‬ا و بين ي‪H‬ديها ابناه‪H‬ا علي‬
‫المرتضي و محمد الرضي ص‪HH‬غيرين فق‪H‬ام اليهم‪H‬ا و س‪ّH‬لم عليهم‪H‬ا فق‪H‬الت ل‪H‬ه‪ :‬ايه‪H‬ا الش‪H‬يخ ه‪H‬ذان ول‪H‬داي ق‪HH‬د‬
‫أحضرتهما اليك لتعلمهما الفقه فبكى الشيخ و قّص عليها المن‪HH‬ام و ت‪HH‬ولى تعليمهم‪HH‬ا و أنعم هّللا عليهم‪HH‬ا و فتح‬
‫هّللا لهما من أبواب العلوم و الفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا و هو باق ما بقى الدهر‪.‬‬

‫و كان رحمه هّللا نحيف الجسم حسن الصورة كما في روضات الجنات و قال‪:‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪269 :‬‬


‫كانت وفاته رحمه هّللا لخمس بقين من شهر ربيع األول سنة ست و ثالثين و أربعمائ‪HH‬ة و ص‪ّH‬لى علي‪HH‬ه ابن‪HH‬ه‬
‫ابو جعفر محمد‪ ،‬و تولى غسله أبو الحسين أحمد بن الحسين النجاشي و معه الش‪HH‬ريف اب‪HH‬و يعلى محم‪HH‬د بن‬
‫جعفر الجعفري و ساّل ر بن عبد العزيز الديلمى و دفن أوال في داره ثم نقل الى جوار ج‪HH‬ده الحس‪HH‬ين و دفن‬
‫في مشهده المقدس مع أبيه و أخيه و قبورهم ظاهرة مشهورة‪.‬‬

‫و قال سيدنا العالمة الطباطبائي في كتابه (الفوائد الرجالية) عند ذكره للسيد المرتض‪HH‬ي بع‪HH‬د التعظيم ل‪HH‬ه‪ .‬و‬
‫في زهر الرياض للحسين بن علي بن شدقم الحسيني المدني صاحب مسائل ش‪HH‬يخنا البه‪HH‬ائي ق‪HH‬ال‪ :‬و بلغ‪HH‬ني‬
‫ان بعض قضاة االروام و أظنه سنة ‪ 942‬نبش قبره فرآه كما هو لم تغّير األرض منه شيئا و حكى من رآه‬
‫أن أثر الحّناء في يديه و لحيته و قد قيل ان األرض ال تغّير أجساد الصالحين‪.‬‬

‫قلت و الظاهر أن قبر السيد و قبر أبيه و أخيه في المحل المعروف ب‪H‬إبراهيم المج‪H‬اب و ك‪H‬ان اب‪H‬راهيم ه‪H‬ذا‬
‫هو جد المرتضى و حفيد اإلمام موسى عليه الس‪HH‬الم‪ ،‬و ص‪HH‬احب أبي الس‪HH‬رايا ال‪HH‬ذي مل‪HH‬ك اليمن و هّللا أعلم‪.‬‬
‫أنتهى‪.‬‬

‫قال يذكر جده الحسين عليه السالم و من قتل معه‪:‬‬

‫كيف خال أفقك من أنجم‬ ‫يا دار دار الصّوم القّوم‬

‫في ظّل عيش بينها أنعم‬ ‫عهدي بها يرتع سّك انها‬

‫إاّل بكأسى خمرة األنعم‬ ‫لم يصبحوا فيها و لم يغبقوا‬

‫بكيتها واقعة من دم‬ ‫بكيتها من أدمع لو أبت‬

‫سواهم األوصال و الملطم‬ ‫و عجت فيها راثيا أهلها‬

‫بعض بقايا شطن مبرم‬ ‫نحلن حّتى حالهّن الّسرى‬

‫إاّل سقيطات على المنسم‬ ‫لم يدع اإلسآد هاماتها‬

‫لحمى بخّد ّى عن األعظم‬ ‫يا صاحبي يوم أزال الجوى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪270 :‬‬

‫و دائي المعضل لم تعلم‬ ‫«داويت» ما أنت به عالم‬

‫من قرن الّسالي بالمغرم؟‬ ‫و لست فيما أنا صّب به‪،‬‬


‫من مخرم ناء إلى مخرم‬ ‫وجدى بغير الظّن سّيارة‬

‫و ال بذات الجيد و المعصم‬ ‫و ال بلّفاء هضيم الحشا‬

‫بالّطّف بين الّذ ئب و القشعم‬ ‫فاسمع زفيرى عند ذكر األلى‬

‫أو سائل النفس على مخذم‬ ‫طرحى فإّم ا مقعص بالقنا‬

‫لغفلة الّسلك فلم ينظم‬ ‫نثر كدر بدد مهمل‬

‫من قبل الخضراء باألنجم‬ ‫كأّنما الغبراء مرمّية‬

‫كم غّر قوما قسم المقسم‬ ‫دعوا فجاءوا كرما منهم‬

‫طوالعا من رهج أقتم‬ ‫حّتى رأوها أخريات الّد جى‬

‫لمنجد األرض على متهم‬ ‫كأنهم بالّص ّم مطرورة‬

‫مكتحل الّطرف بلون الّد م‬ ‫و فوقها كّل مغيظ الحشا‬

‫أرشده الحرص إلى مطعم‬ ‫كأنه من حنق أجدل‬

‫خّو اض بحر الحذر المفعم‬ ‫فاستقبلوا الّطعن إلى فتية‬

‫موّك ل الكاهل بالمعظم‬ ‫من كّل نّهاض بثقل األذى‬

‫هيجاء بالحوباء لم يندم‬ ‫ماض لما أّم فلو جاد في ال‬

‫أطعم يوم الّسلم لم يطعم‬ ‫و كالف بالحرب لو أنه‬

‫عرض صحيح الحّد لم يثلم‬ ‫مثّلم السيف و من دونه‬

‫بين تراقي الفارس المعلم‬ ‫فلم يزالوا يكرعون الظبا‬

‫تحكى لراء فغرة االعلم‬ ‫فمثخن يحمل شّهاقة‬

‫أو أنبتت من قضب العندم‬ ‫كأنما الورس بها سائل‬

‫عبل الشوى أو عن مطا أدهم‬ ‫و مستزّل بالقنا عن قرا‬

‫النقلبوا بالخزى و المرغم‬ ‫لو لم يكيدوهم بها كيدة‬

‫في ظل ذاك العارض األسحم‬ ‫فاقتضبت بالبيض أرواحهم‬


‫و رهطه في المأل االعظم‬ ‫مصيبة سيقت إلى أحمد‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪271 :‬‬

‫و مؤلم ناهيك من مؤلم‬ ‫رزء و ال كالّرزء من قبله‬

‫مصمية من ساعد أجذم‬ ‫و رمية أصمت و لكنها‬

‫من جائر عن رشده أوعم‬ ‫قل لبني حرب و من جمعوا‬

‫يحسب يقظان من النّوم‬ ‫و كّل عان في إسار الهوى‬

‫أمّر في الحلق من العلقم‬ ‫ال تحسبوها حلوة إنها‬

‫كم فدي المحجم بالمقدم‬ ‫صّر عهم أنهم أقدموا‬

‫مجّر ح الجلد من الّلّوم‬ ‫هل فيكم إال أخو سوأة‬

‫أو هاب و شك الموت لم يقدم‬ ‫إن خاف فقرا لم يجد بالندى‬

‫منهج ذاك السنن األقوم‬ ‫يا آل ياسين و من حبهم‬

‫و مستقر المنزل المحكم‬ ‫مهابط األمالك أبياتهم‬

‫على فصيح النطق أو أعجم‬ ‫فأنتم حجة رب الورى‬

‫الى اإلله الخالق المنعم‬ ‫و أين؟ إال فيكم قربة‬

‫نظمي و نثري و مرامي فمي‬ ‫و هّللا ال أخليت من ذكركم‬

‫من كلمي طورا و من أسهمي‬ ‫كال و ال أغببت أعداءكم‬

‫منكشفا في مشهد مبسمي‬ ‫و ال رئي يوم مصاب لكم‬

‫بمرهفات لم أغب بالفم‬ ‫فإن أغب عن نصركم برهة‬

‫قبوركم من مسبل مثجم‬ ‫صّلى عليكم رّبكم و ارتوت‬

‫أصوات ليث الغابة المرزم‬ ‫مقعقع تخجل أصواته‬


‫و أنتم الرحمة للمجرم؟‬ ‫و كيف أستسقي لكم رحمة‬

‫و قال يرثي جده الحسين عليه السالم و يذكر آل حرب‪:‬‬

‫فما «لكم» إال الجوى و التلّهف‬ ‫خذوا من جفوني ماءها فهي ذّرف‬

‫غروب مآقينا فما هّن وقف‬ ‫و إن أنتما استوقفتما عن مسيلها‬

‫غصون مطيرات الّذ رى فهي و كّف‬ ‫كأن عيونا كن زورا عن البكا‬

‫فما هجر األحزان إال المعّنف‬ ‫دعا العذل و التعنيف في الحزن و األسى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪272 :‬‬

‫على الصبر إال حسرة و تلهف‬ ‫تقولون لي صبرا جميال و ليس لي‬

‫عنفت به يقوى علّي و أضعف‬ ‫و كيف أطيق الصبر و الحزن كلما‬

‫تهّب بهم للموت نكباء حرجف‬ ‫ذكرت بيوم الطّف أوتاد أرضه‬

‫و سيقوا الى الموت الّز ؤام فأوجفوا‬ ‫كرام سقوا ماء الخديعة و ارتووا‬

‫هنالك مسنون الغرارين مرهف‬ ‫فكم مرهف فيهم ألّم بحّد ه‬

‫لواه إلى الموت الطويل المثقف‬ ‫و معتدل مثل القناة مثّقف‬

‫و لم ينكلوا يوم الطّعان و يضعفوا‬ ‫قضوا بعد أن قّضوا منى من عّد وهم‬

‫و دوحة عّز فرعها متعّطف‬ ‫و راحوا كما شاءت لهم أريحّية‬

‫بجّنات عدن جامع متأّلف‬ ‫فإن ترهم في القاع نثرا فشملهم‬

‫أديرت عليهم في الّز جاجة قرقف‬ ‫إذا ما ثنوا تلك الوسائد مّيال‬

‫يحاّل و أصحاب الوالية ترشف‬ ‫و أحواضهم مورودة فغّد وهم‬

‫هناك و أنياب المنّية تصرف‬ ‫فلو أّنني شاهدتهم أو شهدتهم‬


‫و من وهب الّنفس الكريمة منصف‬ ‫لدافعت عنهم واهبا دونهم دمي‬

‫حسام ثليم أو سنان مقّصف‬ ‫و لم يك يخلو من ضرابي و طعنتي‬

‫و كم حسد األقوام فضال و أسرفوا!‬ ‫فيا حاسديهم فضلهم و هو باهر‬

‫و تغدو على مضمارها تتغطرف‬ ‫دعوا حلبات السبق تمرح خيلها‬

‫فلن تلحقوا و للّصالل «التزحف»‬ ‫و ال تزحفوا زحف الكسير إلى العال‬

‫فما يستوي طبع نبا و تكّلف‬ ‫و خلوا التكاليف التي ال تفيدكم‬

‫و أعوز إنصاف و طال تحيف‬ ‫فقد دام إلطاط بهم في حقوقهم‬

‫كأن مقاال قال فيهم محّرف‬ ‫تناسيتم ما قال فيهم نبّيكم‬

‫يراق و من نفس تمات و تتلف‬ ‫فكم لرسول هّللا في الطّف من دم‬

‫يقاد بأيدي الناكثين و يعسف‬ ‫و من ولد كالعين منه كرامة‬

‫كما بيع قطع في عكاظ و قرطف‬ ‫عزيز عليه أن تباع نساؤه‬

‫من الماء أجمال لهم ال تكفكف‬ ‫يذدن عن الماء الّرواء و ترتوى‬

‫و يا لقلوب ضغنها متضّعف‬ ‫فيا لعيون جائرات عن الهدى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪273 :‬‬

‫و بيت له ذاك الّستار المسّجف‬ ‫لكم أم لهم بيت بناه على الّتقى‬

‫جهير ملّب أو سريع مطّوف‬ ‫به كّل يوم من قريش و غيرها‬

‫مضى و هو عريان الفرا متكّش ف‬ ‫إذا زاره يوما دلوح بذنبه‬

‫و أيمانهم من رحمة هّللا تنطف‬ ‫و زمزم و الركب الذي يمسحونه‬


‫‪157‬‬
‫تكّب على األذقان قسرا فتحتف‬ ‫و وادي منى تهدى إليه نحائر‬

‫و من قبله يوم الوقوف المعّرف‬ ‫و جمع و ما جمع لمن ساف تربه‬

‫‪ 157‬تحتف‪ :‬تهلك‪.‬‬
‫نبّيكم حيث األسنة ترعف؟‬ ‫و أنتم نصرتم أم هم يوم خيبر‬

‫و ما عنه منهم حائد متحّرف‬ ‫فررتم و ما فّروا وحدتم عن الردى‬

‫و باب منيع باألنامل يقذف‬ ‫فحصن مشيد بالّسيوف مهّد م‬

‫و ما فيهم من خيفة يتوّقف‬ ‫توقفتم خوف الّر دى عن مواقف‬

‫بيوم حنين كّلما ال يزحلف‬ ‫لهم دونكم في يوم بدر و بعدها‬

‫من الّنسب الّد اني مرائر تحصف‬ ‫فقل لبني حرب و إن كان بيننا‬

‫و أنتم بال نهج إلى الحّق يعرف؟‬ ‫أ في الحّق أّنا مخرجوكم إلى الهدى‬

‫ضياء و ليل الكفر فيهّن مسدف‬ ‫و إّنا شببنا في عراص دياركم‬

‫بنا فوق هامات األعّز ة مشرف‬ ‫و إنا رفعناكم فأشرف منكم‬

‫لها سحب ظلماؤها ال تكّش ف‬ ‫و ها أنتم ترموننا بجنادل‬

‫قتيل صريع أو شريد مخّوف‬ ‫لنا منكم في كّل يوم و ليلة‬


‫‪158‬‬
‫سمان من األموال إذ نحن شّسف‬ ‫فخرتم بما مّلكتموه و إنكم‬

‫قميص موّش ى أو رداء مفّوف‬ ‫و ما الفخر‪ -‬يا من يجهل الفخر للفتى‪-‬‬

‫مالئك أو ما قد حوى منه مصحف‬ ‫و ما فخرنا إاّل الذي هبطت به ال‬

‫و يعرفه في القوم من يتعّرف‬ ‫يقّر به من ال يطيق دفاعه‬

‫و ليس لكم في موضع الّردف مردف‬ ‫و لّم ا ركبنا ما ركبنا من الّذ را‬

‫أحّق و أولى في األنام و أعرف‬ ‫تيقنتم أّنا بما قد حويتم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪274 :‬‬

‫و أهوى إليه خابط متعّسف‬ ‫و لكن أمرا حاد عنه محّصل‬

‫‪ 158‬الشسف‪ :‬جمع الشاسف و هو الضامر الهزيل‪.‬‬


‫‪159‬‬
‫حسام و كم قّط الّضريبة مقرف‬ ‫و كم من عتيق قد نبا بيمينه‬

‫لمن يركب اليوم العبوس فيوجف‬ ‫فال تركبوا أعوادنا فركوبها‬

‫تميل بكم شوقا إلينا و ترجف‬ ‫و ال تسكنوا أوطاننا فعراصنا‬

‫طواها الّرجال الحازمون و لّففوا‬ ‫و ال تكشفوا ما بيننا من حقائد‬

‫و إما صديقا دهره يتلطف‬ ‫و كونوا لنا إّم ا عدّو ا مجامال‬

‫و للشّر إن أحببتم الشر موقف‬ ‫فللخير إن آثرتم الخير موضع‬

‫و أنتم على ما يعلم هّللا عّك ف‬ ‫عكفنا على ما تعلمون من التقى‬

‫و ليس لنا إال الهضيم المخفف‬ ‫لكم كل موقوذ بكّظة بطنه‬

‫و أهدن قوما بالجميل و ألطف؟‬ ‫الى كم أداري من أداري من العدا‬

‫من الجور منج ال و ال الظلم منصف‬ ‫تالعب بي ايدي الرجال و ليس لي‬

‫متى أّلفوها أقسمت ال تألف‬ ‫و حشو ضلوعي كل نجالء ثّر ة‬

‫و باطنها خاوي الدخيلة أجوف‬ ‫فظاهرها بادي الّسريرة فاغر‬

‫تحكك باأليدي علّي و تقرف‬ ‫إذا قلت يوما قد تالءم جرحها‬

‫و ما أنا إال أعزل الكف أكتف‬ ‫فكم ذا أالقي منهم كل رابح‬

‫كأني ما بين األصّحاء مدنف‬ ‫و كم أنا فيهم خاضع ذو استكانة‬

‫بطيء الخطا عاري األضالع أعجف‬ ‫أقاد كأني بالزمام مجّلب‬

‫و من ذيد عن بسط الخطا فهو يرسف‬ ‫و أرسف في قيد من الحزم عنوة‬

‫و أحسب مضعوفا و غيري المضّعف‬ ‫و يلصق بي من ليس يدري كاللة‬

‫شخوص الى إدراكه ليس تطرف‬ ‫وعدنا بما مّنا عيون كثيرة‬

‫فيا حججا هّلل طال التوكف‬ ‫و قيل لنا حان المدا فتوكفوا‬

‫و حاشا لكم من أن تقولوا فتخلفوا‬ ‫فحاشا لنا من ريبة بمقالكم‬

‫‪ 159‬المقرف‪ .‬المتهم و المعيب‪.‬‬


‫فأصرف عن ذاك الزمان و أصدف‬ ‫و لم أخش إال من معاجلة الردى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪275 :‬‬

‫و قال رضي هّللا عنه يرثي الحسين عليه السالم في يوم عاشوراء «سنة ‪»427‬‬

‫عراه من ريب البلى ما عرا؟‬ ‫أ ما ترى الّر بع الذي أقفرا‬

‫لم يجر من دمعي له ما جرى‬ ‫لو لم أكن صّبا لسكانه‬

‫مقلبا أبطنه أظهرا‬ ‫رأيته بعد تمام له‬

‫أقرأ من أطالله أسطرا‬ ‫كأنني شكا و علما به‬

‫شّذ ب من أوصالهن الّسرى‬ ‫وقفت فيه أينقا ضّم را‬

‫و معشري أبكى لهم معشرا‬ ‫لي بأناس شغل عن هوى‬

‫بين أناس سربلوا العثيرا‬ ‫أجل بأرض الطّف عينيك ما‬

‫عليهم الّذ ؤبان و األنسرا‬ ‫حّك م فيهم بغي أعدائهم‬

‫ليل الفيافي لهم مقمرا‬ ‫تخال من ألالء أنوارهم‬

‫و قّطروا كّل فتى قّطرا‬ ‫صرعى و لكن بعد أن صّرعوا‬

‫بالطعن إال العلق األحمرا‬ ‫لم يرتضوا درعا و لم يلبسوا‬

‫يركب في يوم الوغى ضّم را‬ ‫من كّل طّيان الحشا ضامر‬

‫سّطرها في القوم من سطرا‬ ‫قل لبني حرب و كم قولة‬

‫أنذركم في هّللا ما أنذرا‬ ‫تهتم عن الحّق كأّن الذي‬


‫‪160‬‬
‫عن الهدى القصد بأّم القرى‬ ‫كأّنه لم يقركم ضّلال‬

‫من بعد أن أصبحتم حسرا‬ ‫و ال تدّر عتم بأثوابه‬

‫و لم تكونوا قط ممن فرى‬ ‫و ال فريتم أدما «مّر ة»‬

‫هيهات ال قربى و ال عنصرا!‬ ‫و قلتم‪ :‬عنصرنا واحد؛‬

‫‪160‬‬
‫يقركم‪ :‬يرشدكم و يهدكم‪ .‬و القصد‪ .‬الهدى و الرشاد‪ ،‬و ام القرى‪ .‬مكة المكرمة‪.‬‬
‫أّخ ره في الفرع ما أخّرا‬ ‫ما قدم األصل أمرءا في الورى‬

‫و إنما اغتّر الذي غّررا‬ ‫و غّركم بالجهل إمهالكم‬

‫ماء فحّلئتم به الكوثرا‬ ‫حألتم بالطف قوما عن ال‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪276 :‬‬

‫فسوف تلقون بهم منكرا‬ ‫فإن لقوا ثّم بكم منكرا‬

‫جّد هم العدل كما أّم را‬ ‫في ساعة يحكم في أمرها‬

‫تنزره الحازم و استحقرا‬ ‫و كيف بعتم دينكم بالذي أس‬

‫وجدتم شأنكم احقرا‬ ‫لو ال الذي قّد ر من أمركم‬

‫ال بّد للسابق أن يعثرا‬ ‫كانت من الدهر بكم عثرة‬

‫تركتم فينا لكم مفخرا‬ ‫ال تفخروا قّط بشيء فما‬

‫حتى ترى العين الذي قّد را‬ ‫و نلتموها بيعة فلتة‬

‫هّبت به نكباؤه صرصرا‬ ‫كأنني بالخيل مثل الّد بى‬

‫تخاله من حنق قسورا‬ ‫و فوقها كّل شديد القوى‬

‫اال برّش الّد م إن أمطرا‬ ‫ال يمطر الّسمر غداة الوغى‬

‫و يقبل األمر الذي أدبرا‬ ‫فيرجع الحق الى أهله‬

‫و من بهم أبصر من أبصرا‬ ‫يا حجج هّللا على خلقه‬

‫علمتم المبعث و المحشرا‬ ‫أنتم على هّللا إليكم كما‬

‫شفعكم في العفو أن يغفرا‬ ‫فإن يكن ذنب فقولوا لمن‬

‫فليس مني منكر منكرا‬ ‫إذا توليتكم صادقا‬

‫آلمل بالسيف أن أنصرا‬ ‫نصرتكم قوال على أنني‬


‫حوشي أن يبدو و أن يظهرا‬ ‫و بين أضالعي سّر لكم‬

‫و حق للموعود أن ينظرا‬ ‫انظر وقتا قيل لي بح به‬

‫قد ضقت أن أكظم أو أصبرا‬ ‫و قد تبصرت و لكنني‬

‫جوانح «منه» و ما فّطرا‬ ‫و أّي قلب حملت حزنكم‬

‫فينا و ال عّم ر من عّم را‬ ‫ال عاش من بعدكم عائش‬


‫‪161‬‬
‫قرارة مبدي و ال محضرا‬ ‫و ال استقرت قدم بعدكم‬

‫من بعد أن جّنبتم األبحرا‬ ‫و ال سقى هّللا لنا ظامئا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪277 :‬‬

‫‪162‬‬
‫أرجلكم عن متنه منبرا‬ ‫و ال علت رجل و قد زحزحت‬

‫و قال رثاء جده الحسين عليه السالم‪:‬‬

‫و طافوا به يوم الطواف و كّبروا‬ ‫حلفت بمن الذت قريش ببيته‬

‫و قد أّم نحو الجمرة المتجّم ر‬ ‫و بالحصيات الاّل ت يقذفن في منى‬

‫فليس به إال الهدّي المعّفر‬ ‫و واد تذوق البزل فيه حمامها‬

‫طالئح أضنتها التنائف ضّم ر‬ ‫و جمع و قد حّطت إليه كال كل‬

‫سفائن في بحر من اآلل يزخر‬ ‫يخلن عليهّن الهوادج في الّضحى‬

‫تطاح به الّز الت منهم و تغفر‬ ‫و يوم وقوف المحرمين على ثرى‬

‫و ما فيهم إال الطليق المحّرر‬ ‫أتوه أسارى الموبقات و وّد عوا‬

‫كسائر ال توسى و ال هي تجبر‬ ‫لقد كسرت للدين في يوم كربال‬

‫‪ 161‬المبدي هو البدو‪ ،‬و المحضر هو محل الحضر‪.‬‬


‫‪ 162‬عن الديوان‪.‬‬
‫و إّم ا قتيل في التراب معّفر‬ ‫فإّم ا سبّي بالّرماح مسّوق‬

‫و صرعى كما شاءت ضباع و أنسر‬ ‫و جرحى كما اختارت رماح و أنصل‬

‫وجوه كأمثال المصابيح تزهر‬ ‫لهم و الدجى بالقاع مرخ سدوله‬

‫و توبل من وبل الجنان و تمطر‬ ‫تراح بريحان و روح و رحمة‬

‫دفائن تبدو عن قليل و تظهر‬ ‫فقل لبني حرب و في القلب منهم‬

‫بأن الذي أسلفتم ليس يذكر‬ ‫ظننتم و بعض الّظّن عجز و غفلة‬

‫مجاري دم للفاطميين يهدر‬ ‫و هيهات تأبى الخيل و البيض و القنا‬

‫و لكنها االقدار في القوم تقدر‬ ‫و لستم سواء و الذين غلبتم‬

‫فقد نال ما قد نال كسرى و قيصر‬ ‫و إن نلتموها دولة عجرفّية‬

‫بمن لم يكن يوما من الّد هر يغدر‬ ‫و ليس لكم من بعد أن قد غدرتم‬

‫و إاّل هجاء في البالد مسّير‬ ‫سوى الئمات آكالت لحومكم‬

‫و دان من األرحام يثنى و يسطر‬ ‫تقّطع وصل كان مّنا و منكم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪278 :‬‬

‫أصول لنا نأوى إليها و عنصر‬ ‫و هل نافع أن فّرقتنا أصولكم‬

‫و ليس لرّب السّرب سرب منّفر‬ ‫و عضو الفتى إن شّل ليس بعضوه‬

‫و فيه الثرى من كثرة القتل أحمر‬ ‫و ال بّد من يوم به الجو أغبر‬

‫هشيم بأيدي العاصفات مطّير‬ ‫و أنتم بمجتاز السيول كأنكم‬

‫و يخبو لكم ذاك اللهيب المسّعر‬ ‫فتهبط منكم أرؤس كّن في الّذ را‬
‫‪163‬‬
‫و قد تظفر األيام من ليس يظفر‬ ‫و يثأر منكم ثائر طال مطله‬

‫‪ 163‬عن الديوان‪.‬‬
‫و قال يرثي جده الحسين عليه السالم و من قتل من أصحابه‪:‬‬

‫دوي الفؤاد بغير الخّرد الخود؟‬ ‫هل أنت راث لصب القلب معمود‬

‫من غير جرم و ال خلف المواعيد‬ ‫ما شّفه هجر أحباب و إن هجروا‬

‫و في الضلوع غرام غير مفقود‬ ‫و في الجفون قذاة غير زائلة‬

‫بين الحشى‪ -‬وجد تعنيف و تفنيد‬ ‫يا عاذلي‪ -‬ليس وجد بّت أكتمه‬

‫إن كان شربك من ماء العناقيد‬ ‫شربي دموعى على الخدين سائلة‬

‫عمر الليالي و لكن أي تسهيد؟‬ ‫و نم فإن جفونا لي مسهدة‬

‫لو كان سمعي عنه غير مسدود‬ ‫و قد قضيت بذاك العذل «مأربة»‬

‫و لم يعدك كما يعتادني عيدي‬ ‫تلومني لم تصبك اليوم قاذفتي‬

‫و هجنة لوم موفور لمجهود‬ ‫فالظلم عذل خلّي القلب ذا شجن‬

‫و الهّم ما بين محلول و معقود‬ ‫كم ليلة بّت فيها غير مرتفق‬

‫و ال أقول لها مستدعيا‪ :‬عودي‬ ‫ما إن أحّن اليها و هي ماضية‬


‫‪164‬‬
‫و زايلت كزيال المائد المودي‬ ‫جاءت فكانت كعّو ار على بصر‬

‫فإن صبحي صبح غير «مودود»‬ ‫فإن يود أناس صبح ليلهم‬

‫على قلوب عن البلوى محاييد‬ ‫عشية هجمت منها مصائبها‬

‫بعد السمو و كم أذللت من جيد‬ ‫يا يوم عاشور كم طأطأت من بصر‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪279 :‬‬

‫قد كان قبلك عندي غير مطرود‬ ‫يا يوم عاشور كم أطردت لي أمال‬

‫و مولج البيض من شيبي على السود‬ ‫أنت المرنق عيشي بعد صفوته‬

‫‪164‬‬
‫العوار‪ :‬ما يصيب العين من رمد‪ .‬و المائد‪ :‬المتحرك‪ .‬و المودي‪ :‬المهلك‪.‬‬
‫خّر القضاء به بين الجالميد‬ ‫جز بالطفوف فكم فيهن من جبل‬
‫‪165‬‬
‫إما النسور و إما أضبع البيد‬ ‫و كم جريح بال آس تمزقه‬

‫و كم صريع حمام غير ملحود‬ ‫و كم سليب رماح غير مستتر‬

‫كواكب في عراص القفرة السود‬ ‫كأن أوجههم بيضا «مأللئة»‬

‫بالضرب و الطعن أعناق الصناديد‬ ‫لم يطعموا الموت إال بعد أن حطموا‬
‫‪166‬‬
‫دما لترب و ال لحما إلى سيد‬ ‫و لم يدع فيهم خوف الجزاء غدا‬

‫وسط الندّي بفضل غير مجحود‬ ‫من كل أبلج كالدينار تشهده‬

‫عن الضراب و قلب غير مزءود‬ ‫يغشى الهياج بكف غير منقبض‬

‫عفوا و ال طبعوا إال على الجود‬ ‫لم يعرفوا غير بّث العرف بينهم‬
‫‪167‬‬
‫لي الغرائب عن نبت القراديد‬ ‫يا آل أحمد كم تلوى حقوقكم‬

‫مبددين و لكن أي تبديد؟‬ ‫و كم أراكم بأجواز الفال جزرا‬

‫ألقى إليكم مطيعا بالمقاليد‬ ‫لو كان ينصفكم من ليس ينصفكم‬

‫و الناس «ما» بين محروم و محسود‬ ‫حسدتم الفضل لم يحرزه غيركم‬

‫في فيلق كزهاء الليل ممدود‬ ‫جاءوا إليكم و قد أعطوا عهودهم‬


‫‪168‬‬
‫كما يشاءون ركض الضّم ر القود‬ ‫مستمرحين بأيديهم و أرجلهم‬
‫‪169‬‬
‫هوّي سجل من األوذام مجدود‬ ‫تهوي بهم كل جرداء مطهمة‬

‫حّد الظبا أدرعا من نسج داود‬ ‫مستعشرين ألطراف الرماح و من‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪280 :‬‬

‫‪ 165‬االسي‪ .‬الطبيب‬
‫‪ 167‬القراديد‪ .‬هو ما ارتفع و غلظ من األرض‬
‫‪ 166‬السيد‪ .‬الذئب و االسد‬
‫‪ 168‬القود‪ .‬من الخيل ما طال ظهره و عنقه‬
‫‪ 169‬السجل‪ .‬الدلو العظيمة و األوذام جمع الوذمة و هي السير بين آذان الدلو و الخشبة المعترضة عليها‪.‬‬
‫أصوات دوح بأيدي الريح مبرود‬ ‫كأن أصوات ضرب الهام بينهم‬

‫مرنح بنسيم الريح أملود‬ ‫حمائم األيك تبكيهم على فنن‬

‫على حسين فتعديد كتغريد‬ ‫نوحي فذاك هدير منك محتسب‬

‫بمبتنى بإزاء العرش مقصود‬ ‫أحبكم و الذي طاف الحجيج به‬

‫أوفى و أربى على كل المواريد‬ ‫و زمزم كلما قسنا مواردها‬


‫‪170‬‬
‫عند الجمار من الكوم «المقاحيد»‬ ‫و الموقفين و ما ضحوا على عجل‬

‫أمسى و أصبح إال غير مردود‬ ‫و كل نسك تلقاه القبول فما‬

‫في موقف بالردينيات مشهود‬ ‫و ارتضى أنني قد مّت قبلكم‬

‫في القاع ما بين متروك و محصود‬ ‫جّم القتيل فهامات الرجال به‬

‫ركبتموها بتخبيب و تخويد‬ ‫فقل آلل زياد أّي معضلة‬

‫و الحرب تغلي بأوغاد عراديد؟‬ ‫كيف استلبتم من الشجعان أمرهم‬

‫و أنتم بين تطريد و تشريد‬ ‫فرقتم الشمل ممن لف شملكم‬

‫أدناكم من أمان بعد تبعيد؟‬ ‫و من أعزكم بعد الخمول و من‬

‫أو خلسة لقصير الباع معضود‬ ‫لوالهم كنتم لحما لمزدرد‬

‫أو كالجناء سقيطا غير معمود‬ ‫أو كالسقاء يبيسا غير ذي بلل‬

‫فسالب العود فيها مورق العود‬ ‫أعطاكم الدهر ما ال بد «يرفعه»‬

‫لكم بنان بأزمان أراغيد‬ ‫و ال شربتم بصفو ال و ال علقت‬

‫مقلقالت بتمهيد و توطيد‬ ‫و ال ظفرتم و قد جّنت بكم نوب‬

‫منكم و بّد ل محدودا بمجدود‬ ‫و حّو ل الدهر ريانا الى ظمأ‬

‫تحققا بمصاب السادة الصيد‬ ‫قد قلت للقوم حطوا من عمائمهم‬

‫و عددوا إنها أيام تعديد‬ ‫نوحوا عليه فهذا يوم مصرعه‬

‫‪170‬‬
‫المقاحيد‪ :‬جمع المقحاد و هي الناقة عظيمة السنام‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫جادت و إن لم أقل يا أدمعي جودي‬ ‫فلي دموع تباري القطر واكفة‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪281 :‬‬

‫و قال يرثي الحسين عليه السالم في يوم عاشوراء سنة خمس و ثالثين و أربعمائة‪:‬‬

‫ت قفارا و لم تكونى قفارا؟‬ ‫يا ديار األحباب كيف تحّول‬

‫رغم أنفي الشموس و األقمارا‬ ‫و محت منك حادثات الليالي‬

‫ور» في ذاك كّله ما أعارا‬ ‫و استرد الزمان منك «و ماسا‬

‫بعد أن كنت للعيون نهارا‬ ‫و رأتك العيون ليال بهيما‬

‫و لقد كّن قبل ذاك قصارا‬ ‫كم ليالّي فيك هّم ا طوال‬

‫ت لمن يبتغي نداك بحارا؟‬ ‫لم أصبحت لي ثمادا و قد كن‬

‫ما توقعت أن تكوني يسارا‬ ‫و لقد كنت برهة لي يمينا‬

‫أوحشوا بالنوى علينا الديارا‬ ‫إن قوما حلوك دهرا و وّلوا‬

‫ين و ينبي عن الجنوب القرار‬ ‫زّو دونا ما يمنع الغمض للع‬

‫ت خليال و إن ركبت الخطارا‬ ‫يا خليلي كن طائعا لي ما دم‬

‫إذا ما رضيت عنك حذارا‬ ‫ما أبالي فيك الحذار فال تخش‬

‫فيها و ال تجزهن دارا‬ ‫عج بأرض الطفوف عيسك و أعقلهن‬

‫دموعا إن كن فيك غزارا‬ ‫و ابك لي مسعدا لحزني و أمنحنى‬

‫سوى البغى من عدى و أسارى‬ ‫فلنا بالطفوف قتلى و ال ذنب‬

‫بعد أن أكرهوا القنا و الّش فارا‬ ‫لم يذوقوا الردى جزافا و لكن‬

‫و أماروا ذاك النجيع الممارا‬ ‫و أطاروا فراش كّل رءوس‬

‫نا عليكم و ما شربت عقارا‬ ‫إن يوم الطفوف رّنحنى حز‬

‫كنت أنساه ضيق األقطارا‬ ‫و إذا [ما] ذكرت منه الذي ما‬

‫‪ 171‬عن الديوان‪.‬‬
‫حيدا عن تنعمي و ازورارا‬ ‫و رمى بي على الهموم و ألقى‬

‫عليكم أن أهتك األستارا‬ ‫كدت لما رأيت إقدامهم فيه‬

‫و توارى عن الحشا ما توارى‬ ‫و أقول الذي كتمت زمانا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪282 :‬‬

‫في ديار ما يملكون منارا‬ ‫قل لقوم بنوا بغير أساس‬

‫لت لياليه تسترّد المعارا‪:‬‬ ‫و استعاروا من الزمان و ما زا‬

‫ال و ال منزل سكنتم قرارا‬ ‫ليس أمر غصبتموه لزاما‬

‫عّو د الدهر لم يكن أطوارا؟‬ ‫أّي شيء نفعا و ضرا على ما‬

‫لم يكن فيهم فتى غرارا‬ ‫قد غدرتم كما علمتم بقوم‬

‫كرما منهم و عودا نضارا‬ ‫و دعوتم منهم إليكم مجيبا‬

‫آمن من وفائنا الغدارا‬ ‫أمنوكم فما وفيتم و كم ذا‬

‫لو رضوا بالنجاء منكم فرارا‬ ‫و لكم عنهم نجاء بعيد‬

‫عاينوا عسكرا لكم جرارا‬ ‫و أتوكم كما أردتم فلما‬

‫و قنا في أيمانكم خطارا‬ ‫و سيوفا طووا عليها أكّفا‬

‫ع مكرا من لم يكن مكارا‬ ‫علموا أنكم خدعتم و قد يخد‬

‫بيننا فاستلبتم األستارا‬ ‫كان من قبل ذاك ستر رقيق‬

‫د عهودا معقودة و ذمارا‬ ‫و تناسيتم و ما قدم العه‬

‫و كالما ما قيل فينا سرارا‬ ‫و مقاال ما قيل رجما محاال‬


‫‪172‬‬
‫و خبرناكم فكنتم خبارا‬ ‫قد سبرناكم فكنتم سرابا‬

‫‪ 172‬الخبار‪ :‬بالفتح ماالن من االرض و استرخى‪.‬‬


‫فكنتم عنا غفوال حيارى‬ ‫و هديناكم إلى طرق الحّق‬

‫تم بذاك الصنيع إال صغارا‬ ‫و أردتم عزا عزيزا فما أزدد‬

‫ح ما بيننا فعدن خسارا‬ ‫و طلبتم ربحا و كم عادت األربا‬

‫ضمارا‪ ،‬فاآلن عاد جهارا‬ ‫كان ما تضمرون فينا من الشّر‬

‫حلن فيكم إقبالكم إدبارا‬ ‫في غد تبصر العيون إذا ما‬

‫أنكم ما ملكتم دينارا‬ ‫و توّد ون لو يفيد تمّن‬

‫ذاك اإليراد و اإلصدارا‬ ‫ال و ال حزتم بأيديكم في الناس‬

‫و عن شعبه العزيز مزارا‬ ‫عّد عن معشر تناءوا عن الحق‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪283 :‬‬

‫و لكن شينا طويال و عارا‬ ‫لم يكونوا زينا لقومهم الغّر‬

‫بمقالي أزيدكم إصرارا‬ ‫و كأّني أثنيكم عن قبيح‬

‫يتلوه مرة و مرارا‬ ‫قد سمعتم ما قال فينا رسول هّللا‬

‫عن هوانا من قومه كفارا‬ ‫و هو الجاعل الذين تراخوا‬

‫حال منكم إقراركم إنكارا‬ ‫و إذا ما عصيتم في ذويه‬

‫غدا يوم يقبل األعذارا‬ ‫ليس عذر لكم فيقبله هّللا‬

‫د جهول بالحلم إال اغترارا‬ ‫و غررتم بالحلم عنكم و ما زي‬

‫و حنين فيما تخالون ثارا‬ ‫و أخذتم عما جرى يوم بدر‬

‫ال و ال صرتم بذاك مصارا‬ ‫حاش هّلل ما قطعتم فتيال‬

‫ع رجال أن يكسفوا األنوارا‬ ‫إن نور االسالم ثاو و ما اسطا‬

‫بيد الحق تلكم اآلثارا‬ ‫قد ثللنا عروشكم و طمسنا‬


‫مقاما و منطقا و ديارا‬ ‫و طردناكم عن الكفر باهّلل‬

‫دت رعاة األنعام فينا العشارا‬ ‫ثم قدناكم إلينا كما قا‬

‫ما تقولون ذلة و احتقارا‬ ‫كم أطعتم أمرا لنا و اطرحنا‬

‫عن الطائلين إال قصارا‬ ‫و فضلناكم و ما كنتم قّط‬

‫و جروح لما يكّن جبارا‬ ‫كم لنا منكم جروح رغاب‬

‫م و بالحلم خاب ذاك ضرارا‬ ‫و ضرار لو ال الوصية بالسل‬

‫صدقكم بعد أن فضحتم نزارا‬ ‫و ادعيتم الى نزار و أنى‬

‫ل بعيدا فما قربن نجارا‬ ‫و اذا ما الفروع حدن عن األص‬

‫ضرما بيننا لهم و أوارا‬ ‫إن قوما دنوا إلينا و شبوا‬

‫كم حمى هّللا من أراد البوارا‬ ‫ما أرادوا إال البوار و لكن‬
‫‪173‬‬
‫و دثاري االبس األغمار‬ ‫فإلى كم و التجربات شعاري‬

‫قبيح سعوا له إحضارا‬ ‫و بطيئين عن جميل فإن عن‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪284 :‬‬

‫ن و يكسى فوق الستار ستارا‬ ‫قسما بالذي تساق له البد‬

‫غير أن يقذفوا بها األحجارا‬ ‫و بقوم أتوا منى ال لشيء‬

‫داعيات مخّوال غّفارا‬ ‫و بأيد يرفعن في عرفات‬

‫فانثنى بالغا بها األوطارا‬ ‫كم أتاها مخّيب ما يرجى‬

‫ن الذي ما استجير إال أجارا‬ ‫و المصلين عند جمع يرّجو‬

‫تلك اآلماد و األسفارا‬ ‫فوق خوص كللن من بعد أن بّلغن‬

‫ت منها تحت الهجار هجارا‬ ‫و أعاد الهجير و القر و الروحا‬

‫‪173‬‬
‫الشعار‪ :‬الثوب الذي يلي البدن‪ ،‬و الدثار فوقه‪ ،‬و االغمار‪ :‬الحمقى و الجهالء‬
‫هير من ربهم لهم إكبارا‬ ‫يا بني الوحي و الرسالة و التط‬

‫راء سقفا و العاصفات إزارا‬ ‫إنكم خير من تكون له الخض‬

‫خلق طرا كانت هباء مطارا‬ ‫و إذا ما شفعتم من ذنوب ال‬

‫فينا األسماع و األبصارا‬ ‫و لقد كنتم لدين رسول هّللا‬

‫يوم أخشى به و أدارى؟‬ ‫كم أداري العدا فهل في غيوب هّللا‬

‫يقضى بأن بّت لألكارم جارا؟‬ ‫و أصادي اللئام دهري فهل‬

‫و أخوض الغمار ثم الغمارا‬ ‫و أقاسي الشدات بعدا و قربا‬

‫أنني كنت في األذى صبارا‬ ‫و أمورا يعيين للخلق لو ال‬

‫صر في الناس ديمة مدرارا‬ ‫أنا ظام و ليس أنقع أن أب‬

‫صر عيني في الخلق إال الشرارا‬ ‫و طموح الى الخيار فما تب‬

‫نلت فيهن ساعة إيثارا‬ ‫ليت أني طوال هذي الليالي‬

‫ء مدى العمر لم أذق إمرارا‬ ‫و إذا لم أذق من الدهر إحال‬


‫‪174‬‬
‫كل األماني إن أملك اإلقصارا؟‬ ‫مّي أنى لي أن أقصر اليوم عن‬

‫كيف شاءت و قد رأيت الثمارا‬ ‫ساليا عن غروس أيدي الليالي‬

‫خاليات و ال أرى دّيارا‬ ‫أّي نفع في أن أراها ديارا‬

‫ذب فيه أعيوا علّي السكارى‬ ‫و سكارى الزمان بالطمع الكا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪285 :‬‬

‫ض عليه األنواء و األمطارا‬ ‫فسقى هّللا ما نزلتم من األر‬

‫فثنى هّللا للرواح قطارا‬ ‫و إذا ما اغتدى اليها قطار‬

‫دّب مطّي الفالة فيها و سارا‬ ‫ما حدا راكب بركب و ما‬

‫‪ 174‬مي‪ :‬ترخيم مية‪ ،‬منادى محذوف حرف النداء الياء‪.‬‬


‫احتجتم الى النصر مني األشعارا‬ ‫لست أرضى في نصركم و قد‬

‫أو بضرب أسابق النّصارا‬ ‫غير أني متى نصرتم بطعن‬

‫ع خذوا اليوم من لساني انتصارا‬ ‫و الى أن يزول عن كفي المن‬

‫بشبا البيض فحلي الهّد ار‬ ‫و اسمعوا ناظرين نصر يميني‬

‫بطويل و ما الغرار غرارا‬ ‫فلساني يحكي حسامي طويال‬

‫ر و ما كلنا يطيق اصطبارا‬ ‫و أمرنا بالصبر كي يأتي األم‬

‫عن مراد فقد صبرنا اضطرارا‬ ‫و إذا لم نكن صبرنا اختيارا‬

‫وا بعيدا فلن أخاف العثارا‬ ‫أنا مهما جريت في مدحكم شأ‬

‫سراعا فمرجل الحي سارا‬ ‫و إذا ما رثيتكم بقوافّي‬

‫ما بشّك و زادني استبصارا‬ ‫عاضني هّللا في فضائلكم عل‬


‫‪175‬‬
‫كل يوم ما يعجب األبصارا‬ ‫و أراني منكم و فيكم سريعا‬

‫و قال يرثي جده الحسين عليه السالم في عاشوراء‪:‬‬

‫عصب الرسول و صفوة الرحمن؟‬ ‫يا يوم أّي شجى بمثلك ذاقه‬

‫و لذعتهم بلواذع النيران‬ ‫جرعتهم غصص الردى حتى أرتووا‬

‫للذئب آونة و للعقبان‬ ‫و طرحتهم بددا بأجواز الفال‬

‫أو بردهم موتا بحّد طعان‬ ‫عافوا القرار و ليس غير قرارهم‬

‫من تائق للورد أو ظمآن‬ ‫منعوا الفرات و صّر عوا من حوله‬

‫قدما و قد أعروا من األعوان‬ ‫أو ما رأيت قراعهم و دفاعهم؟‬

‫حشي الظبا و أسّنة المران‬ ‫متزاحمين على الردى في موقف‬

‫‪ 175‬عن الديوان‪.‬‬
‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪286 :‬‬

‫عنه حذار الموت كل جبان‬ ‫ما إن به إال الشجاع و طائر‬

‫و سرى الى عدنان أو قحطان‬ ‫يوم أذّل جماجما من هاشم‬

‫رعي الهشيم سوائم العدوان‬ ‫أرعى جميم الحّق في أوطانهم‬

‫قد كان للنيران لون دخان‬ ‫و أنار نارا ال تبوخ و ربما‬

‫بالغدر قائمة من البنيان‬ ‫و هو الذي لم يبق من دين لنا‬

‫و مشاركّي اليوم في أحزاني‬ ‫يا صاحبّي على المصيبة فيهم‬

‫إن شئتما «و الماء» من أجفاني‬ ‫قوما خذا نار الصال من أضلعي‬

‫حذر العدا يأبى على الكتمان‬ ‫و تعّلما أن الذي كّتمته‬

‫و الكفر معلول على اإليمان‬ ‫فلو أنني شاهدتهم بين العدا‬

‫و محوت من دمهم حجول حصاني‬ ‫لخضبت سيفي من نجيع عدوهم‬

‫داء الحقود و وعكة األضغان‬ ‫و شفيت بالطعن المبرح بالقنا‬

‫يوم الطفوف بأرخص األثمان‬ ‫و لبعتم نفسي على ضنّن بها‬

‫و قال يرثي جده الحسين عليه السالم‪:‬‬

‫و مر دموع العين أن تجري‬ ‫عّر ج على الدارسة القفر‬

‫و الدار وحش لم تطع أمري‬ ‫فلو نهيت الّد مع عن سّحه‬

‫«عبر» هبوب الريح و القطر‬ ‫منزلة أسلمها للبلى‬

‫بطلعة الشمس أو البدر‬ ‫فجعت في ظلمائها عنوة‬

‫سكران ال من نشوة الخمر‬ ‫لهفان ال من حّر جمر الجوى‬

‫و من دموع العين في بحر‬ ‫كأنني في جاحم من شجى‬


‫ما كان مذخورا من الّصبر‬ ‫عجت بها أنفق في آيها‬

‫«في ذيلهم» أجنحة الّد هر‬ ‫في فتية طارت بأوطارهم‬

‫ما شاءت األعداء من مّر‬ ‫ضيموا و سّقوا في عراض األذى‬

‫ممتلئ الجلد من الّضّر‬ ‫كّل خميص البطن بادي الطوى‬

‫بري العصا من كان ال يبري‬ ‫يبري لحا صعدته عامدا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪287 :‬‬

‫يساق من أمن إلى حذر‬ ‫كأّنه من طول أحزانه‬


‫‪176‬‬
‫عن حّيه من شفق العّر‬ ‫أو مفرد أبعده أهله‬

‫لو كان يرضى لي بالقعر‬ ‫يا صاحبي في قعر مطوية‬

‫مآلن من غيظ و من وتر‬ ‫أ ما تراني بين أيدي العدا‬

‫و الشر في ظلمائها يسري‬ ‫تسرى إلى جلدي رقش لهم‬

‫أنقل من ناب إلى ظفر‬ ‫مرّد د في كل مكروهة‬

‫أو طائر ظّل بال و كر‬ ‫كأنني نصل بال مقبض‬

‫و قد قرى من لم يكن يقري‬ ‫بالدار ظلما غير سكانها‬

‫ما شاء من أوراقه الخضر‬ ‫و الّسرح يرعى في حميم الحمى‬

‫لوامع ينذرن بالجمر‬ ‫و قد خبالي الجمر في طّيه‬

‫إال على قاصمة الظهر‬ ‫ال تبك إن أنت بكيت الهدى‬

‫أمامه سطرا إلى سطر‬ ‫و أبك حسينا و األولى صّر عوا‬

‫أمثاله بالبيض و الّسمر‬ ‫ذاقوا الردى من بعد ما ذوقوا‬

‫‪ 176‬العّر ‪ :‬الجرب‪.‬‬
‫من نيل بالقتل و باألسر‬ ‫قتل و أسر بأبي منكم‬

‫على مواعيد من الّنصر‬ ‫فقل لقوم جئتهم دارهم‬

‫و ال قرى أوعية الغدر‬ ‫قروكم لّم ا حللتم بها‬

‫بما لكم في محكم الذكر‬ ‫و أّطرحوا النهج و لم يحفلوا‬

‫من غير حق بيد القسر‬ ‫و استلبوا إرثكم منكم‬

‫و كسرة الدين بال جبر‬ ‫كسرتم الدين و لم تعلموا‬

‫على رسول هّللا في القبر‬ ‫فيا لها مظلمة أو لجت‬

‫بكفه من ربق الكفر!‬ ‫كأنه ما فك أعناقكم‬

‫بال رياش حبر الفخر‬ ‫و ال كساكم بعد أن كنتم‬

‫من بعد أن كنتم بال ذكر‬ ‫فهو الذي شاد بأركانكم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪288 :‬‬

‫من بعد يأس غّر ة الفجر‬ ‫و هو الذي أطلع في ليلكم‬

‫مخّيم ما عشت في صدري‬ ‫يا عصب هّللا و من حبهم‬

‫«زادي» إذا و سّد ت في قبري‬ ‫و من أرى «ودهم» وحده‬

‫و عصمتي في ساعة الحشر‬ ‫و هو الذي أعددته جنتي‬

‫من أحد كان بكم نصري‬ ‫حتى إذا لم أك في نصرة‬

‫لتاجر أنفق من بّر‬ ‫بموقف ليس به سلعة‬

‫يهدى مع الّنيب الى النحر‬ ‫في كل يوم لكم سيد‬

‫دمائكم في الترب من شمر‬ ‫كم لكم من بعد «شمر» مرى‬

‫باع رسول هّللا بالنزر‬ ‫ويح «ابن سعد عمر» إنه‬


‫و استّل فيهم أنصل المكر‬ ‫بغى عليه في بني بنته‬

‫من حطب النار و ال يدري‬ ‫فهو و إن فاز بها عاجال‬

‫إليكم في الّسر و الجهر؟‬ ‫متى أرى حّقكم عائدا‬

‫أمطل من عام الى شهر؟‬ ‫حتى متى ألوى بموعودكم‬

‫لبحت بالمكتوم من سّري‬ ‫لو ال هنات هّن يلوينني‬

‫بنظم أبيات من الشعر‬ ‫و لم أكن أقنع في نصركم‬

‫تركنني وعرا على وعر‬ ‫فإن تجلت غمم رّك د‬

‫أبذل فيهّن لكم نحري‬ ‫رأيتموني و القنا شّرع‬


‫‪177‬‬
‫كأنه القدح من الضمر‬ ‫على مطا طرف خفيف الشوى‬
‫‪178‬‬
‫أو جيب إذ جيب من الحضر‬ ‫تخاله قد قّد من صخرة‬

‫في نصركم بالبذل للوفر‬ ‫أعطيكم نفسي و ال أرتضي‬

‫فاهّلل أولى فيه بالعذر‬ ‫و إن يدم ما نحن في أسره‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪289 :‬‬

‫و قال في يوم عاشوراء من «سنة ‪.»430‬‬

‫كلما رمت الّنهوضا‬ ‫يا خليلي و معيني‬

‫مع عّو ادي مريضا‬ ‫داو دائى أو فعدني‬

‫فض من ليس رفوضا‬ ‫فقبيح بك أن تر‬

‫راء ما كان بغيضا‬ ‫قد أتى من يوم عاشو‬

‫و دموعى أن تفيضا‬ ‫دع نشيجي فيه يعلو‬

‫الّد م من سنّي عضيضا‬ ‫و بناني قد خضبن‬

‫‪ 177‬المطا‪ :‬الظهر‪ ،‬و الطرف« بكسر الطاء»‪ :‬الجواد من الخيل‪ ،‬و الشوى‪ :‬االطراف و القدح‪ :‬السهم‪ ،‬و الضمر‪ :‬الهزال‪.‬‬
‫‪ 178‬جيب و قّد بمعنى واحد أي‪ :‬قطع‪ ،‬و منه قوله تعالى« و ثمود الذين جابوا الصخر بالواد» و الحضر‪ :‬الحجارة‪.‬‬
‫ب متى كنت نهوضا‬ ‫و كن الناهض للحر‬

‫من مآقيك مغيصا‬ ‫و أجعل الجيب لدمع‬

‫من نواحيه مضيضا‬ ‫إنه يوم سقينا‬

‫ه و قد كان نحيضا‬ ‫هزل الدين و من في‬

‫كان في البطن جهيضا‬ ‫و رمت مجهضة من‬

‫من مراثيه «القريضا»‬ ‫و دع األطراب و أسمع‬

‫نسنا ثوبا رحيضا‬ ‫ال ترد فيه و قد أد‬

‫في الجهاالت ربوضا‬ ‫قل لقوم لم يزالوا‬

‫دوا و ما شادوا بعوضا‬ ‫غّر هم أنهم سا‬

‫سترّد ون القروضا‬ ‫في غد بالرغم منكم‬

‫لكم طال نقيضا‬ ‫سوف تلقون بناء‬

‫هكم اليوم حميضا‬ ‫و الذي يحلو بأفوا‬

‫ها و هادا و حضيضا‬ ‫و قبابا أنتم في‬

‫كالدبى سودا و بيضا‬ ‫و أراها عن قريب‬

‫ض عليهن وميضا‬ ‫و ترى للبيض و البي‬


‫‪179‬‬
‫يلفى جريضا‬ ‫و على أكتادها كل فتى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪290 :‬‬

‫كان باالمس غضيضا‬ ‫فبهم يطمع طرف‬

‫ن‪ -‬و قد ضيموا‪ -‬المريضا‬ ‫و بهم يبرأ من كا‬

‫‪ 179‬االكتاد‪ :‬الظهور‪ ،‬و الجريض‪ :‬المغموم‪.‬‬


‫لم يكن وجدا غموضا‬ ‫و بهم يرقد طرف‬

‫ل على األرض غريضا‬ ‫ألباة دمهم سا‬

‫لي القنا يحكي الوميضا‬ ‫رفع الرأس على عا‬

‫خيل بالعدو رضيضا‬ ‫و أنثنى الجسم لجرد ال‬

‫منهم أو أستعيضا‬ ‫حاش لي أن أتخلى‬

‫لهم العذب الغضيضا‬ ‫فسقى هّللا قبورا‬

‫ضر و الّروض األريضا‬ ‫و أبت إال ثرى األخ‬

‫قوم هاتيك الغروضا‬ ‫و إليهّن يشّد ال‬

‫إنما قضوا فروضا‬ ‫ما نحوهّن لندب‬

‫يترك األفواه فوضى‬ ‫و حيوهّن استالما‬

‫و قال يذكر بني أمية و يرثي جده الحسين عليه السالم (و قد سقط أولها)‪:‬‬

‫هنالك يعقرون بها العباطا‬ ‫كأّن معّقري مهج كرام‬

‫و من خلطوا بغدرهم خالطا‪:‬‬ ‫فقل لبني زياد و آل حرب‬

‫ترّو يها سيوفكم البالطا‬ ‫دماؤكم لكم و لهم دماء‬

‫تهابا و ازدرادا و استراطا‬ ‫كلوها بعد غصبكم عليها ان‬

‫و ال أّم رتم إال غالطا‬ ‫فما قّد متم إال سفاها‬

‫مراتبكم به إال سفاطا‬ ‫و ال كانت من الزمن الملّحى‬

‫تقودون المسّومة الّسالطا؟‬ ‫أنحو بني رسول هّللا فيكم‬

‫لتكرع من جوانبه الغطاطا‬ ‫تثار كما أثرت الى معين‬

‫ظهورا أو ضلوعا أو مالطا‬ ‫و ما أبقت بها الّروحات إال‬

‫إذا أرضيتم زادوا اختالطا‬ ‫و فوق ظهورها عصب غضاب‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪291 :‬‬

‫‪180‬‬
‫ترى أبدا على كنفيه طاطا‬ ‫و كل مرّفع في الجو طاط‬

‫أشاط على الصوارم أم أشاطا‬ ‫إذا شهد الكريهة ال يبالي‬

‫على آذان خيلهم قراطا‬ ‫و ما مد القنا إال و خيلت‬

‫لقين بكم جحودا أو غماطا‬ ‫و كم نعم لجّد هم عليكم‬

‫جنوبكم النمارق و النماطا‬ ‫هم أتكوا مرافقكم و أعطوا‬

‫حللتم وسط عقوته انتشاطا‬ ‫و هم نشطوكم من كل ذل‬

‫على شجرات دوحكم اللياطا‬ ‫و هم سدوا مخارمكم و مدوا‬


‫‪181‬‬
‫لما طلتم و ال حزتم ضغاطا‬ ‫و لو ال أنهم حدبوا عليكم‬

‫و ال أمضيتم لهم اشتراطا‬ ‫فما جازيتم لهم جميال‬

‫تبين على رقابكم اختطاطا؟‬ ‫و كيف جحدتم لهم حقوقا‬

‫كمرخ القيظ أضرم فاستشاطا‬ ‫و بين ضلوعكم منهم ترات‬

‫لرقع خروقه زدن انعطاطا‬ ‫و وتر كلما عمدت يمين‬

‫و هل قربى لمن قطع المناطا؟‬ ‫فال نسب لكم أبدا اليهم‬

‫و قّطع من جوانحنا النياطا‬ ‫فكم أجرى لنا عاشور دمعا‬

‫نميط من الجوى ما لن يماطا‬ ‫و كم بتنا به و الليل داج‬

‫و يولجنا توّجعه الوراطا‬ ‫يسّقينا تذكره سماما‬

‫و ال رفعت لكم أبدا سياطا‬ ‫فال حديت بكم أبدا ركاب‬

‫و ال ازددتم به إال انحطاطا‬ ‫و ال رفع الزمان لكم أديما‬

‫‪ 180‬الطاط‪ :‬الشجاع‪ ،‬و الباشق من الطيور‪.‬‬


‫‪ 181‬الضغاط‪ :‬جمع الضغيطة و هي النبتة الضعيفة‪.‬‬
‫و ال ألفت قلوبكم اغتباطا‬ ‫و ال عرفت رءوسكم ارتفاعا‬

‫و ال جزتم هنالكم الّصراطا‬ ‫و ال غفر اإلله لكم ذنوبا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪292 :‬‬

‫و قال يذكر مناقب أهل البيت عليهم السالم‪:‬‬

‫«و من لهم فوق» أعناق الورى منن‬ ‫يا آل خير عباد هّللا كّلهم‬
‫‪182‬‬
‫و كم تعّر س فيكم دهرها المحن‬ ‫كم تثلمون بأيدي الناس كلهم‬

‫ممأل الّص در باألحقاد مضطغن‬ ‫و كم يذودكم عن حّقكم حنقا‬

‫لم يغبنوكم و لكن دينهم غبنوا‬ ‫إن الذين نضوا عنكم تراثكم‬

‫و ليس هّلل فيما باعه ثمن‬ ‫باعوا الجنان بدار ال بقاء لها‬

‫عند البناء الذي تهدى له البدن‬ ‫احّبكم و الذي صّلى الجميع له‬

‫وارى عن الناس جمعا أعظم جبن‬ ‫و أرتجيكم لما بعد الممات إذا‬

‫فليس لي غير ما أنتم به سنن‬ ‫و إن يضّل أناس عن سبيلهم‬

‫لناظرّي ‪ ،‬أضاء الخلق أم دجنوا‬ ‫و ما أبالى إذا ما كنتم و ضحا‬

‫و أنتم يوم يرميني العدا الجنن‬ ‫و أنتم يوم أرمي ساعدي و يدي‬

‫و قال في التوسل إلى هّللا تعالى بأهل البيت صلوات هّللا عليهم‪:‬‬

‫و قلت «لنا»‪ :‬هم خير من أنا خالق‬ ‫أقلني ربي بالذين أصطفيتهم‬

‫فإني بهم «إن» شئت عندك الحق‬ ‫و إن كنت قد قصرت سعيا إلى التقى‬

‫و قد صّم مت نحوى «النيوب» العوارق‬ ‫هم أنقذوا لّم ا «فزعت» إليهم‬

‫و قد طرقت «بابي» الخطوب الطوارق‬ ‫و هم «جذبوا» ضبعى» إليهم من األذى‬

‫‪ 182‬تعرس‪ :‬تقيم من التعريس و هو نزول المسافر لالستراحة‪.‬‬


‫و ال اّتسعت فيه علّي المضائق‬ ‫و لوالهم «مانلت» في الدين «حظوة»‬

‫و ال طّيرته بينهّن مشارق‬ ‫و ال سّيرت فضلي إليها مغارب‬

‫لها وطنا تأوي إليه الحقائق‬ ‫و ال صّيرت قلبي من الّناس كّلهم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪293 :‬‬


‫‪183‬‬

‫أدب الطف ؛ ج‪ 2‬؛ ص‪293‬‬

‫و قال يفتخر بآبائه عليهم السالم‪:‬‬

‫و قصاره و قد انتئوا أن يقصرا‬ ‫لو لم يعاجله النوى لتحيرا‬

‫عبرات عين لم تقّل فتكثرا؟‬ ‫أ فكلما راع الخليط تصوبت‬

‫لم تستعر و مرين دمعا ما جرى‬ ‫قد أوقدت حرق «الفراق» صبابة‬

‫خفيت و حق لمثلها أن يظهرا‬ ‫«شعف» يكتمه الحياء و لوعة‬

‫صبرا و لكن كان ذاك تصّبرا‬ ‫«و أبى» الركائب لم يكن «ما علنه»‬

‫بين القباب البيض موتا أحمرا‬ ‫لبين داعية النوى فأريننا‬

‫«فكأنهّن » بعدن عنا أشهرا‬ ‫و بعدن بالبين المشتت ساعة‬

‫أجرى العيون غداة بانوا أبحرا‬ ‫عاجوا على ثمد البطاح و حبهم‬

‫ما في الجوانح من هواهم أوعرا‬ ‫و تنكبوا وعر الطريق و خلفوا‬

‫قصد القلوب و قد حشين تذكرا‬ ‫أما السلو فإنه ال يهتدى‬

‫فقد السبيل إلى الهدى أن يعذرا‬ ‫قد رمت ذاك فلم أجده و حق من‬

‫يقظى و مفضلة علينا في الكرى‬ ‫أهال بطيف خيال مانعة «الحبا»‬

‫‪ 183‬شبر‪ ،‬جواد‪ ،‬أدب الطف‪10 ،‬جلد‪ ،‬دار المرتضى ‪ -‬لبنان ‪ -‬بيروت‪ ،‬چاپ‪ 1409 ،1 :‬ه‪.‬ق‪.‬‬
‫لو باعدت وقت الورود المصدرا!‬ ‫ما كان أنعمنا بها من زورة‬

‫بلغ الشباب مدى الكمال فنّورا‬ ‫جزعت لو خطات المشيب و إنما‬

‫ال بّد يورده الفتى إن عّم را‬ ‫و الشيب إن «فكرت» فيه مورد‬

‫لو لم يزره الشيب و اراه الثرى‬ ‫يبيّض بعد سواده الشعر الذي‬

‫و سقاك منهمر الحيا ما استغزرا‬ ‫زمن الشبيبة العدتك تحية‬

‫في ظلك الوافي و عودي اخضرا‬ ‫فلطالما اضحى ردائي ساحبا‬

‫شعفا و يطرقني الخيال إذا سرى‬ ‫أيام يرمقني الغزال إذا رنا‬

‫اصطبح العقار و إنما اغتبق الّسرى‬ ‫و مرّنح في الكور يحسب أنه‬


‫‪184‬‬
‫فإذا مشى فيه الّز ماع تغشمرا‬ ‫بطل صفاه للخداع مزّلة‬

‫«نايا» يناغي في البطالة مزمرا‬ ‫«إما» سألت به فال تسأل به‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪294 :‬‬

‫يخبطن هاما أو يطأن سّنورا‬ ‫و أسأل به الجرد العتاق مغيرة‬

‫علقا و أنفاس السوافي عثيرا‬ ‫يحملن كل مدجج يقرى الظبا‬

‫تركوا طريق الدين فينا مقمرا‬ ‫قومي الذين و قد دجت سبل الهدى‬

‫ذاك التليد تطرفا و تخيرا‬ ‫غلبوا على الشرف التليد و جاوزوا‬

‫يردى إذا شاء الهزبر القسورا‬ ‫كم فيهم من قسور متخمط‬

‫أّد ته بسام المحّيا مسفرا‬ ‫متنّم ر و الحرب إن هتفت به‬

‫أضحى جديرا في العال أن يشكرا‬ ‫و ملّو م في بذله و لطالما‬

‫يوم الخطابة قد تسنم منبرا‬ ‫و مرفع فوق الرجال تخاله‬

‫‪ 184‬تغشمر‪ :‬تنمر‪.‬‬
‫ختموا إلى المرأى الممّد ح مخبرا‬ ‫جمعوا الجميل إلى الجمال و إنما‬

‫رّد ت جبين بني الضالل معّفرا‬ ‫سائل بهم بدرا و أحدا و التي‬

‫حملوا عن االسالم يوما منكرا‬ ‫هّلل دّر فوارس في خيبر‬

‫تلك الجوانح لوعة و تحسرا‬ ‫عصفوا بسلطان اليهود و أولجوا‬

‫األزالم من أيديهم و الميسرا‬ ‫و استلحموا أبطالهم و استخرجوا‬

‫ال تصطلي و بسالة «ال تعترى»‬ ‫و بمرحب ألوى فتى ذو جمرة‬

‫ل مصّد قا أو رام رام «مطّهرا»‬ ‫إن حّز حّز مطبقا أو قال قا‬

‫لطخ الحمام عليه صبغا أصفرا‬ ‫فثناه مصفّر البنان كأنما‬

‫زمنا به شم الذوائب و الّذ را‬ ‫«تهفوا» العقاب بشلوه و لقد هفت‬

‫لو كان ينفع «جائرا» أن ينذرا‬ ‫أما الرسول فقد أبان والءه‬

‫و أشاد ذكرا لم يشده «مغّررا»‬ ‫أمضى مقاال لم يقله معّرضا‬

‫علما على باب النجاة مشهرا‬ ‫و ثنى اليه رقابهم و أقامه‬

‫ثلجت نفوسهم «و أدوى» معشرا‬ ‫و لقد شفى «يوم الغدير» معاشرا‬

‫نفسا و مانع أنة أن تجهرا‬ ‫«قلقت» بهم أحقادهم فمرجع‬

‫أشبت بساحته الهموم فاصحرا‬ ‫يا راكبا رقصت به مهرية‬

‫جبال تطأطأ فاطمأن به «الثرى»‬ ‫عج «بالغرّي » فإن فيه ثاويا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪295 :‬‬

‫كشفت له حجب الصباح فأبصرا‬ ‫و اقرا السالم عليه من كلف به‬

‫تلك القبور الّز هر حتى أقبرا‬ ‫فلو استطعت جعلت دار إقامتي‬

‫و من روائعه قوله‪:‬‬
‫من قبلك الحساد و األعداء‬ ‫و من السعادة أن تموت و قد مضى‬

‫و فناء من بلغ المراد بقاء‬ ‫فبقاء من حرم المراد فناؤه‬

‫و هم إذا جاء الّردى أكفاء‬ ‫و الناس مختلفون في أحوالهم‬

‫من ليس يشكر ما صنعت عناء‬ ‫و طالب ما تفنى و تتركه على‬

‫و قوله‪:‬‬

‫أال حبذا نجد و إن لم تفد قربا‬ ‫أحب ثرى نجد و نجد بعيدة‬

‫و قد صدقوا لكنني منهم حّبا‬ ‫يقولون نجد لست من شعب أهلها‬

‫فتى ضل عنه قلبه ينشد القلبا‬ ‫كأني و قد فارقت نجدا شقاوة‬

‫و قوله في أخرى‪:‬‬

‫منكم زائر على اآلكام‬ ‫و لقد زادني عشية جمع‬

‫في منامي غّب السرى من منامي‬ ‫بات أشهى الى الجفون و أحلى‬

‫حراما أحل من إحرامي‬ ‫كدت لما حللت بين تراقيه‬

‫من زالل مصفق بمدام‬ ‫و سقاني من ريقه فسقاني‬

‫و أعطى كثيره في المنام‬ ‫صّد عني بالنزر إذ أنا يقظان‬

‫سوى أن ذاك في األحالم‬ ‫و التقينا كما اشتهينا و ال عيب‬

‫فالليالي خير من األيام‬ ‫و اذا كانت المالقاة ليال‬

‫و من قوله في قصيدة طويلة‪:‬‬

‫و المنى للمرء شغل‬ ‫أ ترى يؤب لنا األبيرق‬


‫على ثراه دم يطّل‬ ‫طلل لعزة ال يزال‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪296 :‬‬

‫هم لنا قود و عقل‬ ‫فتلوا و ما قتلوا و عند‬

‫لنا خلف و مطل‬ ‫قل للذين على مواعدهم‬

‫و مّلني من ال أمّل‬ ‫كم ضامني من ال أضيم‬

‫كّل على سمعي و ثقل‬ ‫يا عاذال لعتابه‬

‫فقل لقلبي كيف يسلو‬ ‫ان كنت تأمر بالسلو‬

‫ان كان قلبك منه يخلو‬ ‫قلبي رهين في الهوى‬

‫اّن الهوى سقم و ذّل‬ ‫و لقد علمت على الهوى‬

‫مفارقي و تشيب جمل‬ ‫و تعجبت جمل لشيب‬

‫ما رأته هناك قبل‬ ‫و رأت بياضا في سواد‬

‫الهضبات السارين ضّلوا‬ ‫كذبالة رفعت على‬


‫‪185‬‬
‫فهو للجهالء غّل‬ ‫ال تنكريه‪ -‬ويب غيرك‬

‫و له قدس هّللا سره‪:‬‬

‫خذ بيدي قد وقعت في اللجج‬ ‫موالي يا بدر كل داجية‬

‫كالبحر حّد ث عنه بال حرج‬ ‫حسنك ما تنقضي عجائبه‬

‫سّلط سلطانها على المهج‬ ‫بحق من خط عارضيك و من‬

‫ثم ادع لي من هواك بالفرج‬ ‫مّد يديك الكريمتين معا‬

‫‪185‬‬
‫ويب‪ :‬كلمة ويل زنة و معنى‪ .‬و الغل بالضم‪ :‬طوق من حديد يجعل في اليد‪.‬‬
‫و قوله‪:‬‬

‫تبّين وّد خالص و تودد‬ ‫و لما تفرقنا كما شاءت النوى‬

‫أخو جّنة مما أقوم و أقعد‬ ‫كأني و قد سار الخليط عشية‬

‫و له من قصيدة‪:‬‬

‫تحّم ل الى أهل الخيام سالمي‬ ‫أال يا نسيم الريح من أرض بابل‬

‫أما آن أن تسطيع رجع كالمي‬ ‫و قل لحبيب فيك بعض نسيمه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪297 :‬‬

‫لما كنت أرضى منكم بلمام‬ ‫رضيت و لو ال ما علمتم من الجوى‬

‫على أنني منها استفدت سقامي‬ ‫و اني ألرضى أن اكون بأرضكم‬

‫و قوله‪:‬‬

‫في الحب أطراز الرماح‬ ‫بيني و بين عواذلي‬

‫ال حكم إال للمالح‬ ‫أنا خارجي في الهوى‬

‫و قوله‪:‬‬

‫رّق لي من جوانح فيك تدمى‬ ‫قل لمن خده من اللحظ دام‬

‫ال تلمني إن مّت منهن سقما‬ ‫يا سقيم الجفون من غير سقم‬
‫ركب البحر فيك إما و إما‬ ‫أنا خاطرات في هواك بقلب‬

‫و قوله من قصيدة‪:‬‬

‫و جميل العذول ليس جميال‬ ‫قل لمعّز بالصبر و هو خلي‬

‫لو وجدنا الى السلو سبيال‬ ‫ما جهلنا أن السلو مريح‬

‫و قوله من مقطوع في الشيب‪:‬‬

‫و أسهمه إياي دونهم تصمي‬ ‫يقولون ال تجزع من الشيب ضّلة‬

‫فقلت بما يبرى و يعرق من لحمي‬ ‫و قالوا أتاه الشيب بالحلم و الحجى‬

‫كفاني ما قبل المشيب من الحلم‬ ‫و ما سرني حلم يفيء الى الردى‬

‫حياتي فقل لي كيف ينفعني حزمي‬ ‫اذا كان يعطيني من الحزم سالبا‬

‫فما شّد من وهنى و ال سّد من ثلمي‬ ‫و قد جّر بت نفسي الغداة وقاره‬

‫أعاد بال سقم و أجفى بال جرم‬ ‫و إني مذ أضحى عذارى قراره‬

‫وقفن عليه أم وقفن على رسمي‬ ‫و سّيان بعد الشيب عند حبائبي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪298 :‬‬

‫أبو العالء المعّري‬

‫علي و نجله شاهدان‬ ‫و على الدهر من دماء الشهيدين‬

‫ن و في أولياته شفقان‬ ‫فهما في أواخر الليل فجرا‬

‫حشر مستعديا الى الرحمن‬ ‫ثبتا في قميصه ليجيء ال‬


‫كل جد منهم جمال اوان‬ ‫و جمال األوان عقب جدود‬

‫و مبيد الجموع من غطفان‬ ‫يا ابن مستعرض الصفوف ببدر‬

‫راض في كل منطق و المعاني‬ ‫أحد الخمسة الذين هم االع‬

‫قبل خلق المريخ و الميزان‬ ‫و الشخوص التي خلقن ضياء‬

‫مر أفالكهن بالدوران‬ ‫قبل أن تخلق السماوات أو تؤ‬

‫ب تروى عن رأسه الشرطان‬ ‫لو تأتى لنطحها حمل الشه‬

‫د كسير القناة قبل الطعان‬ ‫أو أراد السماك طعنا لها عا‬

‫عجر منها و خانها األبرهان‬ ‫أو رمتها قوس السماء لزال ال‬

‫حتفه صائد من الحدثان‬ ‫أو عصاها حوت النجوم سقاه‬

‫ء حتى سموا على الحيوان‬ ‫و بهم فّض ل المليك بني حوا‬

‫ن اذا لم يزّن بالخرصان‬ ‫شرفوا بالشراف و السمر عيدا‬

‫يشير ابو العالء الى الحديث الشريف القائل بأن هّللا عّز و جل خلق أنوار الخمسة‪ :‬محم‪HH‬د و علي و فاطم‪HH‬ة‬
‫و الحسن و الحسين قبل أن يخلق الخلق‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪299 :‬‬

‫و قوله كما أورد سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص‪:‬‬

‫فما أنا في العجائب مستزيد‬ ‫أرى األيام تفعل كل نكر‬


‫‪186‬‬
‫و كان على خالفتكم يزيد‬ ‫أ ليس قريشكم قتلت حسينا‬

‫[ترجمته]‬

‫أبو العالء المعري‪ 187‬التنوخي‪ :‬أحمد بن عبد هّللا ‪:‬‬


‫‪ 186‬جاء في الحديث الشريف‪ :‬ال يزال أمر أمتي قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد‪.‬‬
‫رواه ابن حجر في مجمع الزوائد ج ‪ 5‬ص ‪ 241‬عن مسند أبي يعلى و ال‪PP‬بزاز و في الص‪PP‬واعق المحرق‪PP‬ة ص ‪ 132‬عن مس‪PP‬ند الروي‪PP‬اني عن أبي‬
‫الدرداء عنه صّلى هّللا عليه و آله و سلم‪ :‬أول من يبّدل سنتى رجل من بني أمية يقال له يزيد‪.‬‬
‫‪ 187‬المعري‪ :‬نسبة الى معرة النعمان من بالد الشام‪.‬‬
‫ولد بمعرة النعمان سنة ‪ 363‬و توفي بها يوم الجمعة ثاني ربيع األول سنة ‪ 449‬عن ‪ 86‬سنة‪ .‬و لم‪HH‬ا م‪HH‬ات‬
‫أنشد على قبره أربعة و ثمانون شاعرا مراثي من جملتها أبيات لعلي بن الهمام من قصيدة طويلة‪:‬‬

‫فلقد أرقت اليوم من جفني دما‬ ‫إن كنت لم ترق الدماء زهادة‬

‫مسك مسامعها يضّم خ أو فما‬ ‫سّيرت ذكرا في البالد كأنه‬

‫ذكراك أوجب فدية من أحرما‬ ‫و نرى الحجيج اذا أرادوا ليلة‬

‫يقول أن ذك‪HH‬راك طيب و الطيب ال يح‪HH‬ل لمح‪HH‬رم فيجب علي‪HH‬ه فدي‪HH‬ة‪ ،‬و الح‪HH‬ق ان أب‪HH‬ا العالء فلت‪HH‬ة من فلت‪HH‬ات‬
‫الزمن و نابغة من نوابغ العالم‪ .‬اختلف الناس فيه فمن قائل‪ ،‬هو مس‪HH‬لم موّح د‪ ،‬و بين من يرمي‪HH‬ه بااللح‪HH‬اد و‬
‫اذكر حديثا للمرحوم المصلح الشيخ محمد حسين كاشف العط‪H‬اء ب‪H‬رهن في‪H‬ه على ايمان‪H‬ه و تش‪H‬يعه‪ ،‬و ذك‪H‬ر‬
‫صاحب نسخة السحر انه من شعراء الشيعة‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪300 :‬‬

‫و من شعره تتنسم عبير التشيع فاسمعه يقول في قصيدته‪:‬‬

‫فقد ألممت ليتك لم تلّم ي‬ ‫أدنياي اذهبي و سواي إّم ي‬

‫تؤهله العقول و ال لذّم‬ ‫و كان الدهر ظرفا ال لحمد‬


‫‪188‬‬
‫ببين الحّي في صحراء ذّم‬ ‫و أحسب سانح األزميم نادى‬

‫فإن كليهما ألب و أّم‬ ‫اذا بكر جنى فتوق عمرا‬


‫‪189‬‬
‫مجيء النطح من روق و جّم‬ ‫و خف حيوان هذي األرض و احذر‬

‫و ليس جميعهّن ذوات سّم‬ ‫و في كل الطباع طباع نكز‬

‫و صّير قوتها مما تدّم ي‬ ‫و ما ذنب الضراغم حين صيغت‬

‫كما جبل الوفود على التنمي‬ ‫فقد جبلت على فرس و ضرس‬

‫و قول ضاع في آذان صّم‬ ‫ضياء لم يبن لعيون كمه‬

‫و ال أضحى و ال بغدير خم‬ ‫لعمرك ما أسّر بيوم فطر‬

‫ألجل تنّسب ببالد قّم‬ ‫و كم أبدى تشّيعه غوّي‬

‫‪ 188‬ازميم‪ :‬ليلة من ليالي المحاق‪ .‬و الهالل اذا دق في آخر الشهر و استقوس‪ ،‬ذم‪ :‬الهالك‬
‫‪ 189‬الروق‪ :‬القرن‪ ،‬جم جمع االجم‪ :‬الكبش ال قرن له‪.‬‬
‫و من شعره‪:‬‬

‫أتاهم علمهم في جلد جفر‬ ‫لقد عجبوا آلل البيت لما‬

‫تريه كل عامرة و قفر‬ ‫و مرآة المنّجم و هي صغرى‬

‫و قوله كما في نسمة السحر‪:‬‬

‫و اشكر هّللا ان العقل أمر‬ ‫أمر الواحد فافعل ما أمر‬

‫ادرك الطرف المدى حتى ضمر‬ ‫أضمر الخيفة و اضمر قّل ما‬

‫فلقد صّح قياس و اشتهر‬ ‫أيها الملحد ال تعصى النهى‬

‫فهو كالربع خال ثم عمر‬ ‫إن يعد في الجسم يوما روحه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪301 :‬‬

‫زمر واردة إثر زمر‬ ‫و هي الدنيا أذاها ابدا‬

‫أعتيق ساد فيها أم عمر‬ ‫يا أبا السبطين ال تحفل بها‬

‫قال السيد األمين في األعيان‪:‬‬

‫هو ابو العالء احمد بن عبد هّللا بن سليمان المعري التنوخي الش‪HH‬اعر المتفنن ك‪HH‬ان ع‪HH‬ربّي النس‪HH‬ب من قبيل‪HH‬ة‬
‫تنوخ بطن من قضاعة من بيت علم و قضاء ولد بمعرة النعمان س‪H‬نة ‪ 363‬و ج‪H‬در في الثالث‪H‬ة من عم‪H‬ره و‬
‫كف بصره و تعلم على أبيه و غيره من ائمة زمانه فكان يحفظ ما يسمعه من مرة واحدة‪ ،‬و ق‪HH‬ال الش‪HH‬عر و‬
‫هو ابن احدى عشرة سنة‪ ،‬و نسك في آخر عمره و لم يبرح منزله و سّم ى نفسه رهين المحبسين‪ :‬العمى و‬
‫المنزل‪ :‬و بقي مكّبا على التدريس و التأليف و نظم الشعر مقتنعا بالقليل من الدنانير يس‪HH‬تغلها من عق‪HH‬ار ل‪HH‬ه‬
‫مجتنبا أك‪HH‬ل الحي‪HH‬وان و م‪HH‬ا يخ‪HH‬رج من‪HH‬ه مكتفي‪HH‬ا بالنب‪HH‬ات و الفاكه‪HH‬ة و ال‪HH‬دبس متعلال بأن‪HH‬ه فق‪H‬ير و ان‪HH‬ه ي‪HH‬رحم‬
‫الحيوان‪ ،‬و عاش عزبا الى أن مات سنة ‪ 449‬بالمعرة و أمر أن يكتب على قبره‪:‬‬
‫و ما جنيت على أحد‬ ‫هذا جناه أبي علّي‬

‫أقول الحق انه فيلسوف الش‪HH‬عراء و ش‪HH‬اعر الفالس‪HH‬فة و ال يس‪HH‬مح ال‪HH‬دهر بامثال‪HH‬ه إال في الس‪HH‬نين المطاول‪HH‬ة و‬
‫االزمان المتباعدة و هذه آراؤه تتجدد و أشعاره بمعانيها ت‪HH‬زداد حالوة و عذوب‪HH‬ة و ان ه‪HH‬ذه االختالف‪HH‬ات في‬
‫هذا الرجل داللة على عمقه و عظمته و اليك قوله في إثبات البعث و المعاد‪.‬‬

‫ال تحشر االجساد قلت‪ :‬اليكما‬ ‫قال المنجم و الطبيب كالهما‬

‫أو صّح قولي فالخسار عليكما‬ ‫إن صّح قولكما فلست بخاسر‬

‫و في معجم األدباء‪ :‬ولد بمعرة النعمان (‪ )363‬و اعتّل عّلة الجدري التي ذهب فيها بص‪HH‬ره (‪ )367‬و ق‪HH‬ال‬
‫الشعر و هو ابن ‪ 11‬سنة و رحل الى بغداد سنة ‪ 398‬فأقام بها سنة و سبعة أش‪HH‬هر ثم رج‪HH‬ع الى بل‪HH‬ده فأق‪HH‬ام‬
‫بها و لزم منزله الى أن مات بالتاريخ المتقدم‪ .‬قال‪ :‬و نقلت من بعض الكتب أن أبا العالء‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪302 :‬‬

‫لما ورد الى بغداد قصد ابا الحسن علي بن عيسى الربعي ليقرأ عليه فلم‪H‬ا دخ‪H‬ل علي‪H‬ه ق‪HH‬ال علي بن عيس‪H‬ى‬
‫ليصعد االصطبل فخرج مغضبا و لم يعد اليه‪ ،‬و االصطبل في لغة أه‪HH‬ل الش‪HH‬ام األعمى و لعله‪HH‬ا معّرب‪HH‬ة‪ .‬و‬
‫دخل على المرتضى ابي القاسم فعثر برجل فقال‪ :‬من هذا الكلب‪ ،‬فقال المعري‪ :‬الكلب من ال يعرف للكلب‬
‫سبعين اسما‪ ،‬و سمعه المرتضى فاستدناه و اختبره فوجده عالما مشبعا بالفطنة و الذكاء فأقب‪HH‬ل علي‪HH‬ه إقب‪HH‬اال‬
‫كثيرا‪ ،‬و كان أبو العالء يتعصب للمتنبي و يزعم انه أشعر المحدثين و يفضله على بش‪H‬ار و من بع‪H‬ده مث‪H‬ل‬
‫أبي نواس و أبي تمام‪ ،‬و كان المرتضى يبغض المتنبي و يتعصب عليه فجرى يوما بحضرته ذكر المتنبي‬
‫فتنقصه المرتضى و جعل يتتبع عيوبه‪ ،‬فقال المعري‪ :‬لو لم يكن للمتنبي من الشعر إال قوله‪ -:‬لك يا من‪H‬ازل‬
‫في القلوب منازل‪ -‬لكفاه فضال فغضب المرتضى و أمر فحس‪HH‬ب برجل‪HH‬ه و اخ‪HH‬رج من مجلس‪HH‬ه‪ ،‬و ق‪HH‬ال لمن‬
‫بحضرته أ تدرون أي شيء أراد بذكر هذه القص‪HH‬يدة ف‪HH‬إن للمتن‪HH‬بي م‪HH‬ا ه‪HH‬و أج‪HH‬ود منه‪HH‬ا‪ -‬اراد قول‪HH‬ه في ه‪HH‬ذه‬
‫القصيدة‪:‬‬

‫فهي الشهادة لي بأني كامل‬ ‫و إذا أتتك مذمتي من ناقص‬

‫قال السيد االمين إن هذه القصة موضوعة و ال يصح قول من قال أن المرتضى ك‪HH‬ان يبغض المتن‪HH‬بي فان‪HH‬ه‬
‫ال موجب لبغضه إياه و ليس معاصرا له فمول‪HH‬د المرتض‪HH‬ى ق‪HH‬ريب من وف‪HH‬اة المتن‪HH‬بي‪ ،‬و ال لتعص‪HH‬به علي‪HH‬ه‪،‬‬
‫فالمرتضى في علمه و فضله و معرفت‪HH‬ه لم يكن يتعص‪HH‬ب على ذي فض‪HH‬ل ك‪HH‬المتنبي و ال يجه‪HH‬ل مكانت‪HH‬ه في‬
‫الشعر‪ ،‬و المعري مع علمه بجاللة قدر المرتضى و علّو مكانه لم يكن ليواجه بهذا الكالم و للمعري بيت‪HH‬ان‬
‫يمدح الرضي و المرتضى في القصيدة التي رثى بها والد السيدين المرتضى و الرضي و هما‪:‬‬
‫خطط العال بتناصف و تصافي‬ ‫ساوى الرضي المرتضى و تقاسما‬

‫المرضي فيا لثالثة أحالفه‬ ‫خلفا ندى سبقا و صّلى االطهر‬

‫و االطهر المرضي هو ابن للشريف المرتضى‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪303 :‬‬

‫قال السيد االمين في االعيان‪:‬‬

‫اختلف الناس فيه فبين ناسب له الى االلحاد و التعطيل و بين قائل انه مسلم موحد‪ .‬في معجم االدب‪HH‬اء‪ :‬ك‪HH‬ان‬
‫متهما في دينه يرى رأي البراهمة ال يرى افساد الص‪HH‬ورة و ال يأك‪HH‬ل لحم‪HH‬ا و ال ي‪HH‬ؤمن بالرس‪HH‬ل و البعث و‬
‫النشور و عاش س‪H‬تا و ثم‪H‬انين س‪H‬نة لم يأك‪H‬ل اللحم منه‪H‬ا خمس‪H‬ا و أربعين س‪H‬نة‪ ،‬و ح‪H‬دثت أن‪H‬ه م‪H‬رض م‪H‬رة‬
‫فوصف الطبيب له الفروج فلما جيء به لمسه بيده و قال‪ :‬استضعفوك فوصفوك هاّل وص‪HH‬فوا ش‪HH‬بل األس‪HH‬د‪.‬‬
‫و حدث غرس النعمة أبو الحسن الصابي انه بقي خمسا و اربعين سنة ال يأك‪HH‬ل اللحم و ال ال‪HH‬بيض و يح‪ّHH‬رم‬
‫إيالم الحيوان و يقتصر على ما تنبت االرض و يلبس خشن الثياب و يظهر دوام الصوم‪ .‬قال‪ :‬و لقيه رجل‬
‫فقال‪ :‬لم ال تأكل اللحم قال ارحم الحيوان قال فما تقول في السباع التي ال طعام له‪HH‬ا اال لح‪HH‬وم الحي‪HH‬وان ف‪HH‬ان‬
‫كان لذلك خالق فم‪H‬ا أنت ب‪H‬أرأف من‪H‬ه‪ ،‬و ان ك‪H‬انت الطب‪H‬ائع المحدث‪H‬ة ل‪H‬ذلك فم‪H‬ا أنت بأح‪H‬ذق منه‪H‬ا و ال أتقن‬
‫عمال‪ ،‬فسكت‪ -‬قال ابن الجوزي‪ :‬و قد كان يمكنه أن ال يذبح رحمة و أما ما ذبحه غيره ف‪HH‬أّي رحم‪HH‬ة بقيت‪.‬‬
‫قال‪ :‬و قد حدثنا عن ابي زكريا أنه قال‪ :‬قال لي المعري ما ال‪HH‬ذي تعتق‪H‬ده؟ فقلت في نفس‪HH‬ي الي‪HH‬وم أق‪HH‬ف على‬
‫اعتقاده‪ ،‬فقلت له ما أنا إال شاك‪ ،‬فقال و هكذا شيخك قال القاضي ابو يوسف عبد السالم القزويني‪ :‬ق‪HH‬ال لي‬
‫المعري لم أهج أحدا قط‪ ،‬فقلت له صدقت‪ ،‬إال االنبياء عليهم السالم فتغّير وجهه‪.‬‬

‫(قال المؤلف)‪ :‬اما عدم ذبحه الحيوان و عدم أكله اللحوم فكاد يكون متواترا عنه و م‪ّHH‬ر في مرثي‪HH‬ة علي بن‬
‫الهمام له قوله‪:‬‬

‫فلقد أرقت اليوم من جفني دما‬ ‫ان كنت لم ترق الدماء زهادة‬

‫مما دل على أن ذلك كان معروفا مشهورا عنه‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪304 :‬‬

‫لما ذا لم يأكل اللحم؟‬

‫و قد علل امتناع‪H‬ه عن أك‪H‬ل اللح‪H‬وم و غيره‪H‬ا في أح‪H‬د اجوبت‪H‬ه في المراس‪H‬لة ال‪H‬تي دارت بين‪H‬ه و بين داعي‬
‫الدعاة‪ .‬قال جواب إحدى تلك الرسائل‪:‬‬
‫قد بدأ المعترف بجهله المقر بحيرته و عجب أن مثل‪HH‬ه يطلب الرش‪HH‬د ممن ال رش‪HH‬د عن‪HH‬ده و ق‪HH‬د ذك‪HH‬ر اي‪HH‬د هّللا‬
‫بحياته بيتا من أبيات على قافية الحاء ذكرها ولي‪HH‬ه ليعلم غ‪HH‬يره م‪HH‬ا ه‪HH‬و علي‪HH‬ه من االجته‪HH‬اد في الت‪HH‬دين و م‪HH‬ا‬
‫حيلته في قوله تعالى (َم ْن َيْهِد ُهَّللا َفُهَو اْلُم ْهَتِد ) و أولها‪:‬‬

‫لتعلم أنباء االمور الصحائح‬ ‫غدوت مريض العقل و الدين فالقني‬


‫‪190‬‬
‫و ال تبغ قوتا من غريض الذبائح‬ ‫فال تأكلن ما أخرج الماء ظالما‬

‫و الحي‪HH‬وان البح‪HH‬ري ال يخ‪HH‬رج من الم‪HH‬اء إال و ه‪HH‬و ك‪HH‬اره و العق‪HH‬ل ال يقبح ت‪HH‬رك أكل‪HH‬ه و إن ك‪HH‬ان حالال ألن‬
‫المتدينين لم يزالوا يتركون ما هو لهم حالل مطلق‪:‬‬
‫‪191‬‬
‫ألطفالها دون الغواني الصرائح‬ ‫و أبيض أّم ات أرادت صريحه‬

‫و المراد باالبيض اللبن و األم اذا ذبح ولدها وجدت عليه وجدا عظيما و سهرت لذلك ليالي ف‪HH‬أّي ذنب لمن‬
‫تحرج عن ذبح السليل و لم يرغب في استعمال اللبن و لم يزعم أنه محرم و إنما تركه اجتهادا في التعّبد و‬
‫رحم‪H‬ة للم‪H‬ذبوح رغب‪H‬ة أن يج‪H‬ازى عن ذل‪H‬ك بغف‪H‬ران خ‪H‬الق الس‪H‬موات و األرض و اذا قي‪H‬ل ان هّللا س‪H‬بحانه‬
‫يساوي بين عباده في االقسام فأي شي اسلفته الذبائح من الخطأ حتى تمنع حظها من الرأفة و الرفق‪:‬‬

‫بما وضعت فالظلم شّر القبائح‬ ‫فال تفجعّن الطير و هي غوافل‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪305 :‬‬

‫و قد نهى النبي صّلى هّللا عليه و آله و سلم عن صيد الليل و ذلك أحد القولين في قول‪HH‬ه علي‪HH‬ه الس‪HH‬الم اق‪ّHH‬روا‬
‫الطير في و كناتها‪ ،‬و في الكتاب العزيز (يا أيها الذين آمنوا ال تقتلوا الصيد و أنتم حرم و من قتل‪HH‬ه متعم‪HH‬دا‬
‫فجزاء مثل ما قتل من النعم) فاذا سمع من له أدنى حّس هذا القول فال لوم عليه اذا طلب التق‪HH‬ريب الى رب‬
‫السماوات و االرضين بأن يجعل صيد الحل كصيد الحرم و إن كان ذلك ليس بمحظور‪:‬‬

‫كواسب من أزهار نبت فوائح‬ ‫ودع ضرب‪ 192‬النحل الذي بكّرت له‬

‫‪ 190‬الغريض‪ :‬اللحم النبيء‪.‬‬


‫‪ 191‬أمات‪ :‬جمع أم و الصريح في كل شيء الخالص منه‪.‬‬
‫‪ 192‬الضرب بفتحين‪ :‬العسل‪.‬‬
‫لما كانت النحل تحارب الشائر‪ 193‬عن العسل بما تقدر عليه فال غ‪HH‬رو إن أع‪HH‬رض عن اس‪HH‬تعماله رغب‪HH‬ة في‬
‫أن تجعل النحل كغيرها مما يكره من ذبح األكيل و اخذ ما كان يعيش به لتشربه النساء كي يبّد ن و غيره‪HH‬ا‬
‫من بني آدم‪ ،‬و روي عن علي عليه السالم حكاية معناها انه كان له دقيق ش‪HH‬عير في وع‪HH‬اء يختم علي‪HH‬ه ف‪HH‬اذا‬
‫كان صائما لم يختم على شيء منه و قد كان عليه السالم يصل اليه غّلة كثيرة و لكن‪HH‬ه ك‪HH‬ان يتص‪HH‬دق به‪HH‬ا و‬
‫يقتنع أشد اقتناع‪ .‬و روي عن بعض أهل العلم انه قال في بعض خطبه ان غّلته تبلغ خمس‪HH‬ين ال‪HH‬ف دين‪HH‬ار و‬
‫هذا يدل على ان االنبياء و المجتهدين من االئمه يقصرون نفوسهم و يؤثرون بما يفضل عنهم أهل الحاجة‪.‬‬
‫و قد أوما سيدنا الرئيس الى أن من ترك أكل اللحم ذميم و لو أخذ بهذا المذهب ل‪HH‬وجب على االنس‪HH‬ان أن ال‬
‫يصلي اال ما افترض عليه و من له مال كثير اذا اخرج زكات‪H‬ه ال يحس‪H‬ن ب‪H‬ه أن يزي‪H‬د على ذل‪H‬ك‪ .‬و أم‪H‬ا م‪H‬ا‬
‫ذكره من المكاتبة في توسيع الرزق علي فالعب‪HH‬د الض‪HH‬عيف الع‪HH‬اجز م‪HH‬ا ل‪HH‬ه رغب‪HH‬ة في التوس‪HH‬ع و مع‪HH‬اودة اال‬
‫طعمة و تركها صار له طبعا ثانيا و انه ما أكل شيئا من حيوان خمسا و أربعين سنة‪.‬‬

‫و مما يعجب له من أمر أبي العالء فبينا البعض يستظهر من اشعاره تشكيكه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪306 :‬‬

‫و الحاده و اذا به يصوم الدهر و يحافظ على الصلوات و يصلى جالسا بعد سقوط قّو ته و ال يترك الص‪HH‬الة‬
‫بحال و يقول في اثبات الخالق عّز و جل‪.‬‬

‫سوى شبح رمي الكمّي المناجد‬ ‫متى ينزل األمر السماوي لم يفد‬

‫فما وجدت مثال له نفس واجد‬ ‫و إن لحق اإلسالم خطب يغّضه‬

‫يكون له كيوان أول ساجد‬ ‫اذا عّظموا كيوان عظمت واحدا‬

‫و يقول‪:‬‬

‫من شأنه التفريط و التكذيب‬ ‫و هّللا حق و ابن آدم جاهل‬

‫قال الشيخ القمي في الكنى و األلقاب‪ :‬أحمد بن عبد هّللا بن سليمان المعروف ب‪HH‬أبي العالء المع‪ّHH‬ري الش‪HH‬اعر‬
‫األديب الشهير كان نسيج وحده بالعربية ضربت آباط اإلبل اليه‪ ،‬و له كتب كث‪H‬يرة و ك‪H‬ان أعمى ذا فطان‪H‬ة‪،‬‬
‫و له حكايات من ذكائه و فطانته‪ ،‬حكي انه لما سمع فضائل الشريف الس‪HH‬يد المرتض‪HH‬ى اش‪HH‬تاق الى زيارت‪HH‬ه‬
‫فحضر مجلس السيد‪ ،‬و كان سيد المجالس فجعل يخطو و يدنو الى السيد فعثر على رجل فقال الرجل‪:‬‬

‫من هذا الكلب؟ فقال المعري الكلب من ال يعرف للكلب سبعين اسما فلما س‪HH‬مع الش‪HH‬ريف ذل‪HH‬ك من‪HH‬ه قّرب‪HH‬ه و‬
‫أدناه فامتحنه فوجده وحيد عصره و أعجوبة دهره‪ ،‬فكان ابو العالء يحضر مجلس السيد و عّد ه من شعراء‬
‫مجلسه‪ ،‬و جرى بينهما مذاكرات من الرموز ما هو مشهور و في كتب االحتجاج مسطور‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫الشائر من شار العسل و اشتاره أي جناه‪.‬‬
‫قيل ان المعري لما خرج من العراق سئل عن السيد المرتضى رضي هّللا تعالى عنه فقال‪:‬‬

‫أال هو الرجل العاري من العار‬ ‫يا سائلي عنه لما جئت اسأله‬

‫و الدهر في ساعة و األرض في دار‬ ‫لو جئته لرأيت الناس في رجل‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪307 :‬‬

‫و من شعره‪:‬‬

‫و العذب يهجر لالفراط في الخصر‬ ‫لو اختصرتم من االحسان زرتكم‬

‫(الخصر البرد) و من شعر المعري قصيدة يرثي بها بعض أقاربه‪:‬‬

‫نوح باك و ال ترنم شاد‬ ‫غير مجد في ملتي و اعتقادي‬

‫على فرع غصنها المياد‬ ‫أبكت تلكم الحمامة أم غّنت‬

‫ض فأين القبور من عهد عاد‬ ‫صاح هذي قبورنا تمأل األر‬

‫رض إال من هذه االجساد‬ ‫خفف الوطىء ما أظن أديم اال‬

‫هوان اآلباء و األجداد‬ ‫و قبيح بنا و إن قدم العهد‬

‫ضاحك من تزاحم األضداد‬ ‫رّب لحد قد صار لحدا مرارا‬

‫في طويل األزمان و اآلباد‬ ‫و دفين على بقايا دفين‬

‫من قبيل و آنسا من بالد‬ ‫فاسأل الفرقدين عمن أحّسا‬

‫و انارا لمدلج في سواد‬ ‫كم أقاما على زوال نهار‬

‫إال من راغب في ازدياد‬ ‫تعب كّلها الحياة فما أعجب‬

‫أضعاف سرور في ساعة الميالد‬ ‫إن حزنا في ساعة الموت‬

‫أمة يحسبونهم للنفاد‬ ‫خلق الناس للبقاء فضّلت‬


‫إلى دار شقوة أو رشاد‬ ‫إنما ينقلون من دار أعمال‬

‫حكي عنه انه كان يقول أتمنى أن أرى الماء الجاري و كواكب السماء‪ ،‬حيث كان أعمى و في عم‪HH‬اه يق‪HH‬ول‬
‫بعض الشعراء‪:‬‬

‫ان العمى أوالك إحسانا‬ ‫أبا العالء بن سليمانا‬

‫لم ير انسانك إنسانا‬ ‫لو أبصرت عيناك هذا الورى‬

‫قال جرجي زيدان في (تاريخ آداب اللغة العربية)‪:‬‬

‫ابو العالء المعري هو خاتمة شعراء العصر العباسى الثالث كما كان شبيهه أبو الطيب المتن‪HH‬بي فاتحت‪HH‬ه‪ -‬و‬
‫نعم الفاتحة و الخاتمة‪ .‬و هو الشاعر الحكيم الفيلسوف‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪308 :‬‬

‫احمد بن عبد هّللا بن سليمان بن محمد التنوخي‪ .‬ولد في المعرة س‪HH‬نة ‪ 363‬ه و ك‪HH‬ان أب‪HH‬وه من أه‪HH‬ل األدب و‬
‫تولى جّد ه القضاء فيها‪ .‬و كانت أمه ايضا من أسرة وجيه‪H‬ة يعرف‪H‬ون ب‪H‬آل س‪H‬بيكة‪ ،‬اش‪H‬تهر منهم غ‪H‬ير واح‪H‬د‬
‫بالوجاهة و األدب و كانت المعرة تحت سيطرة الدول‪H‬ة الحمداني‪H‬ة بحلب و أميره‪H‬ا يومئ‪H‬ذ س‪H‬عد الدول‪H‬ة أب‪H‬و‬
‫المعالي‪.‬‬

‫و لم يتم أبو العالء الثالثة من عمره حتى أصابه الجدري فذهب بيسرى عينيه و غشي يمناها بياض‪ .‬فك ‪ّH‬ف‬
‫بصره و هو طفل و كان يقول‪« :‬ال أعرف من األلوان إال األحمر ألني البست في الجدري ثوب‪HH‬ا مص‪HH‬بوغا‬
‫بالعصفر»‪ .‬لقنه أبوه النحو و اللغة في حداثته ثم قرأ على جماعة من أهل بل‪HH‬ده‪ -‬و لم‪HH‬ا أدرك العش‪HH‬رين من‬
‫عمره عمد الى سائر علوم اللغة و آدابها فاكتسبها بالمطالعة و االجتهاد‪ -‬و كان يقيم أناسا يقرءون له كتبها‬
‫و أشعار العرب و أخبارهم‪ .‬و هو قوي الحافظة الى ما يفوق التصديق‪.‬‬

‫و كان مطبوعا على الشعر نظمه قبل أن يتم الحادية عشرة من عمره‪ .‬و لم يمنعه العمى من مباراة أرب‪HH‬اب‬
‫القرائح في ما اشتغلوا به حتى في العابهم فقد كان يلعب الشطرنج و النرد و يجيد لعبهما ال يرى في العمى‬
‫نقصا‪ .‬بل هو كان يقول «احمد هّللا على العمى كما يحم‪H‬ده غ‪H‬يري على البص‪H‬ر» و ك‪H‬ان يرت‪H‬زق من وق‪H‬ف‬
‫يحصل له منه ثالثون دينارا في العام ينفق نصفها على من يخدمه‪.‬‬

‫و رحل في طلب العلم على عاداتهم في ذلك العهد فأتى طرابلس و الالذقية و سواهما من بالد الشام و أخذ‬
‫فلس‪HH‬فة اليون‪HH‬ان عن الرهب‪HH‬ان‪ -‬ثم رح‪HH‬ل الى بغ‪HH‬داد س‪HH‬نة ‪ 398‬و ش‪HH‬هرته ق‪HH‬د س‪HH‬بقته اليه‪HH‬ا فاس‪HH‬تقبله علماؤه‪HH‬ا‬
‫بالحفاوة‪ .‬و اطلع في أثناء اقامته هناك على فلسفة الهنود و الفرس فضال عن سائر العلوم‪ .‬ح‪HH‬تى اذا نض‪HH‬ج‬
‫عقله و أمعن النظر في الوجود رأى الدنيا كما هي فزهد فيها و ع‪HH‬زم على االع‪HH‬تزال ليتس‪HH‬نى ل‪HH‬ه التأم‪HH‬ل و‬
‫التفكير‪ .‬فغادر بغداد سنة ‪ 400‬ه و أتى المعرة و لزم بيته و سمى نفسه «رهين المحبسين» و أخذ بالتأليف‬
‫و النظم و تدوين أفكاره و آرائه‬
‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪309 :‬‬

‫و محفوظه في الكتب‪ .‬و انقطع عن أك‪HH‬ل اللحم من ذل‪HH‬ك الحين و اقتص‪HH‬ر على النب‪HH‬ات كم‪HH‬ا يفع‪HH‬ل النب‪HH‬اتيون‬
‫اليوم‪ -‬اقتبس ذلك من آراء البراهمة الهنود فذهب مذهبهم فيه رفق‪HH‬ا ب‪HH‬الحيوان و تجافي‪HH‬ا عن إيالم‪HH‬ه‪ .‬و ل‪HH‬زم‬
‫الصوم الدائم‪.‬‬

‫قضى ابو العالء في هذه العزلة بضعا و أربعون سنة و أكله العدس و حالوته التين و هو يؤل‪HH‬ف و ينظم و‬
‫الناس يتوافدون اليه ليسمعوا أقواله و أخباره أو يكاتبوه في اس‪HH‬تفهام و اس‪HH‬تفتاء و يأخ‪HH‬ذوا عن‪HH‬ه العلم مجان‪HH‬ا‬
‫حتى توفاه هّللا سنة ‪.449‬‬

‫و كان معدودا من أقطاب العلم و األدب و الشعر و يمتاز بأنه لم يتكسب بشعره‪.‬‬

‫مؤلفاته‪ :‬خلف مؤلفات في الشعر و في االدب‪ -‬أما اشعاره فاشهرها‪:‬‬

‫‪ -1‬اللزوميات‪ :‬و هو ديوان كبير طب‪HH‬ع في بمب‪HH‬اي س‪HH‬نة ‪ 1303‬ه‪ .‬ثم في مص‪HH‬ر س‪HH‬نة ‪ 1895‬في نح‪HH‬و ‪900‬‬
‫صفحة‪ .‬في صدرها مقدمة في الشعر و شروطه و قوافيه على اسلوب انتقادي ي‪HH‬دل على رس‪HH‬وخ قدم‪HH‬ه في‬
‫اللغة و الشعر‪ .‬و ذكر ما التزمه في نظم ه‪HH‬ذا ال‪HH‬ديوان من الش‪HH‬روط اهمه‪HH‬ا ال‪HH‬تزام ح‪HH‬رفين في القافي‪HH‬ة و ق‪HH‬د‬
‫نظمه في اثناء عزلته و ضمنه كثيرا من آرائه في الوجود و الخليقة و النفس و الدين‪.‬‬

‫فكان له وقع عند أصحاب الفلس‪HH‬فة فق‪HH‬الوا‪« :‬ان أب‪HH‬ا العالء أتى قب‪HH‬ل عص‪HH‬ره باجي‪HH‬ال» و تمت‪HH‬از اش‪HH‬عاره في‬
‫عزلته بصبغه سوداوية تشف عن سوء ظنه في الحياة و يأسه من أسباب السعادة لع‪H‬ل س‪H‬ببها اختالل عم‪H‬ل‬
‫الهضم بتوالي الصوم و االقتصار على نوع او ن‪HH‬وعين من األطعم‪HH‬ة‪ .‬على ان اك‪HH‬ثر اش‪HH‬عاره في الفلس‪HH‬فة و‬
‫الزهد و الحكم و الوصف و يندر فيها المدح او التشبيب‪ .‬و قد نقل امين افندي ريحاني بعض رباعياته الى‬
‫االنكليزي‪HH‬ة نش‪HH‬رت في اميرك‪HH‬ا من‪HH‬ذ بض‪HH‬ع س‪HH‬نين و ت‪HH‬رجم بعض اش‪HH‬عاره ايض‪HH‬ا ج‪HH‬ورج س‪HH‬لمون الى اللغ‪HH‬ة‬
‫الفرنسية و نشرها في باريس سنة ‪.1904‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪310 :‬‬

‫‪ -2‬سقط الزند‪ :‬و هو ديوان آخر نظمه قبل العزلة‪ .‬طبع مرارا‬

‫‪ -3‬ضوء السقط‪ :‬يقتصر على ما نظمه في الدرع طبع في بيروت سنة ‪.1894‬‬

‫اما االدب فله مؤلفات عديدة ربما زادت على خمسين كتابا أكثرها في اللغة و القوافي و النق‪HH‬د و الفلس‪HH‬فة و‬
‫المراسالت ضاع معظمها و اليك ما بلغ الينا خبره منها‪:‬‬

‫‪ -4‬رسائل أبي العالء‪ :‬هي كثيرة لو جمعت كلها لبلغت ثمانمائة كراس و قد توخى فيها التسجيع و العب‪HH‬ارة‬
‫العالي‪HH‬ة و الكالم الغ‪HH‬ريب نح‪HH‬و م‪HH‬ا يفعل‪HH‬ون في إنش‪HH‬اء المقام‪HH‬ات فال تفهم بال تفس‪HH‬ير و هي من قبي‪HH‬ل الش‪HH‬عر‬
‫المنثور في وصف الخالئق كالنمل و الجراد و النس‪HH‬ر و الفي‪HH‬ل و النح‪HH‬ل و الض‪HH‬فدع و الف‪HH‬رس و الض‪HH‬بع و‬
‫الحية و نحوها من الحيوانات‪ .‬غير وصف االم‪HH‬اكن و المواق‪HH‬ف و الثي‪HH‬اب و المآك‪HH‬ل و غيره‪HH‬ا مم‪HH‬ا يحس‪HH‬ن‬
‫تحديه لو ال ما فيه من اللفظ الغريب‪ .‬و لكن معظمها ضاع و قد جمع اكثر ما بقي منها في كت‪HH‬اب طب‪HH‬ع في‬
‫بيروت سنة ‪ 1894‬مضبوطا بالحركات‪ .‬و طبع ايضا في اكسفورد سنة ‪ 1898‬بعناي‪HH‬ة االس‪HH‬تاذ مرجلي‪HH‬وت‬
‫المستشرق االنكليزي مع ترجمة انكليزية و تعاليق و شروح تاريخية و ادبية مفيدة‪.‬‬
‫و قد صدرها بمقدمة في ترجمة المؤلف باالنكليزية و ذيلها بما ذكره الذهبي من ترجمته و ختمها بفه‪HH‬رس‬
‫لالعالم‪.‬‬

‫‪ 5‬رسالة الغفران‪ :‬هي جملة رسائله و لكننا أفردناها بالكالم النها طبعت على ح‪H‬دة و له‪H‬ا ش‪H‬أن خ‪H‬اص من‬
‫حيث موض‪HH‬وعها‪ .‬و هي فلس‪HH‬فية خيالي‪HH‬ة كتبه‪HH‬ا في عزلت‪HH‬ه و ض‪HH‬منها انتق‪HH‬اد ش‪HH‬عراء الجاهلي‪HH‬ة و االس‪HH‬الم و‬
‫ادبائهم و الرواة و النحاة على اسلوب روائي خيالي لم يسبقه الي‪HH‬ه اح‪HH‬د‪ .‬فتخّي ل رجال ص‪HH‬عد الى الس‪HH‬ماء و‬
‫وصف ما شاهده هناك كما فعل دانتي شاعر االيطاليان في «الرواي‪H‬ة االلهي‪H‬ة» و م‪H‬ا فع‪H‬ل ملتن االنكل‪H‬يزي‬
‫في «ضياع الفردوس» لكن أبا العالء سبقهما ببضعة قرون‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪311 :‬‬

‫ألن دانتي توفي س‪HH‬نة ‪ 720‬ه و ملتن نح‪HH‬و س‪HH‬نة ‪ 1084‬ه و ت‪HH‬وفي اب‪HH‬و العالء س‪HH‬نة ‪ 449‬ه فال ب‪HH‬دع اذا قلن‪HH‬ا‬
‫باقتباس هذا الفكر عنه‪ .‬و اقدمهما (دانتي) لم يظهر اال بعد احتكاك االفرنج بالمسلمين‪ .‬و االيطاليان أس‪HH‬بق‬
‫االفرنج الى ذلك‪.‬‬

‫و نقسم مواض‪HH‬يع رس‪HH‬الة الغف‪H‬ران الى قس‪HH‬مين ادبي لغ‪HH‬وي و ن‪HH‬وادر خيالي‪HH‬ة عن بعض الزنادق‪HH‬ة و مس‪HH‬تقلي‬
‫االفكار و المتنبئين و نحوهم ممن توالى ظهورهم في اثناء التمدن االسالمي‪ .‬و يتخلل ذل‪HH‬ك مح‪HH‬اورات م‪HH‬ع‬
‫الشعراء الجاهليين يسألون فيها عما غفر لهم به فيذكر كل منهم ش‪H‬عرا قال‪H‬ه أو عمال عمل‪H‬ه فغف‪H‬ر ل‪H‬ه ب‪H‬ه‪ .‬و‬
‫منها تسمية هذه الرسالة برسالة الغفران‪ -‬كأنه يعرض بما يرجوه من المغفرة لنفسه عم‪HH‬ا ف‪HH‬رط من‪HH‬ه أحيان‪HH‬ا‬
‫من االبيات التي يعدها الناس كفرية‪ .‬و قد طبعت هذه الرسالة بمصر سنة ‪ 1906‬و لخصناها في السنة ‪15‬‬
‫من الهالل من صفحة ‪279‬‬

‫‪ -6‬ملقى الس‪HH‬بيل‪ :‬هي رس‪HH‬الة فلس‪HH‬فيه نش‪HH‬رتها مجل‪HH‬ة المقبس س‪HH‬نة ‪ 7‬ج ‪ 1‬عن أص‪HH‬ل خطي ق‪HH‬ديم وج‪HH‬د في‬
‫االسكولاير بعناية ح‪ .‬ح‪ .‬عبد الوهاب التونسي‪.‬‬

‫و هي على نسق رس‪HH‬ائله األخ‪HH‬رى لكن أكثره‪HH‬ا منظ‪HH‬وم‪ .‬و ق‪HH‬د قاب‪HH‬ل الناش‪HH‬ر بين آراء المع‪HH‬ري فيه‪HH‬ا و آراء‬
‫شوبنهور الفيلسوف االلماني من حيث الحياة و مصيرها و طبعها على حدة سنة ‪.1912‬‬

‫‪ -7‬كتاب االيك و الغصون و يعرف باسم الهمزة و الردف‪ :‬يبحث في االدب و اخبار العرب يق‪HH‬ارب مائ‪HH‬ة‬
‫جزء ضاع منذ بضعة قرون و إنما ذكرناه لعل أحدا يعثر على شيء منه إذ يظه‪HH‬ر أن‪HH‬ه عظيم االهمي‪HH‬ة فق‪HH‬د‬
‫قال فيه الذهبي «حكى من وقف على المجلد االول بعد المائة من كتاب الهمزة و الردف فقال‪:‬‬

‫ال أعلم ما كان يعوزه بعد هذا المجلد» و عنى أبو العالء بشرح كتب هامة أو اختصارها مّر ذكر بعض‪HH‬ها‪.‬‬
‫منها شرح الحماسة من‪HH‬ه نس‪HH‬خة خطي‪HH‬ة في المكتب‪HH‬ة الخديوي‪HH‬ة في ‪ 442‬ص‪HH‬فحة و ه‪HH‬و ش‪HH‬رح لغ‪HH‬وي و ك‪HH‬ان‬
‫مشاركا في كثير من علوم االقدمين كالفلسفة و الكيمياء و النجوم و المنطق و يظهر أثر ذلك في أشعاره و‬
‫أقواله‪ .‬و لو أردنا االتيان بامثلة منها لضاق بنا المقام و دواونيه شائعة فميزناه‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪312 :‬‬

‫نجلو ترجمته من االمثلة الشعرية كما ميزنا المتنبي قبله‪ .‬و ق‪HH‬د تق‪H‬دم ذك‪H‬ر ش‪H‬يء من ش‪H‬عره في كالمن‪H‬ا عن‬
‫مزايا الشعر في هذا العصر و غيره‪ .‬و سنأتي بأمثلة اخرى في أمكنة أخرى‪.‬‬

‫منزلته‪ :‬و يقال باالجمال ان الشعر العربي دخل بعد المعري في طور جديد من حيث النظر في الطبيع‪HH‬ة و‬
‫التفكير في الخلق و الحكمة االجتماعية‪ .‬فانتقل الشعر على يده من الخيال الى الحقيقة‪ .‬و اختلف الن‪HH‬اس في‬
‫مناقب أبي العالء و اخالقه و اعتقاده‪ .‬و له فلسفة خاصة في الدين و الطبيع‪HH‬ة و الخليق‪HH‬ة‪ .‬و ه‪HH‬و أق‪HH‬رب من‬
‫هذا القبي‪H‬ل الى م‪H‬ذهب الالأدريين و يعتق‪H‬د التقمص و خل‪H‬ود الم‪H‬ادة و ان الفض‪H‬اء ال نهاي‪H‬ة ل‪H‬ه‪ .‬و ك‪H‬ان يقبح‬
‫الزواج و يعد تخليف االوالد جناية‪ .‬و كان يرى المرأة ال ينبغي لها أن تتعلم غير الغزل و النس‪HH‬ج و خدم‪HH‬ة‬
‫المنزل‪ .‬و كان من القائلين بالرفق بالحيوان فقضى النصف األخير من عمره لم يذق لحما‪ .‬و ل‪HH‬ه أق‪HH‬وال في‬
‫هذا الموضوع سبق بها أص‪H‬حاب الرف‪H‬ق ب‪H‬الحيوان الي‪H‬وم ع‪H‬دة ق‪H‬رون‪ .‬و ع‪H‬ثر ل‪H‬ه االس‪H‬تاذ مرجلي‪H‬وث على‬
‫رسالة في هذا الموضوع جزيلة الفائدة نشرها في المجلة االسيوية االنكليزي‪HH‬ة و لخص‪HH‬ناها في الهالل س‪HH‬نة‬
‫‪ 15‬ج ‪.4‬‬

‫و قد اتهمه بعضهم بالكفر و كانوا يتهمون به كل حر الضمير مستقل الفكر في تلك االيام‪ .‬م‪HH‬ع أن اعتراف‪HH‬ه‬
‫بالخالق و وحدانيته ظاهرة في كثير من أشعاره لكنه لم يكن ي‪HH‬رى االعتق‪HH‬اد بالتس‪HH‬ليم ب‪HH‬ل التفك‪HH‬ير‪ .‬و ك‪HH‬انت‬
‫حقيقة الدين عنده أن يعمل االنسان خيرا ال أن يكثر من الصالة و الصوم‪ .‬و لذلك ك‪HH‬ان ش‪HH‬ديد الوط‪HH‬أة على‬
‫الفقهاء الذين يتظاهرون بالدين لالرتزاق‪ .‬و قد فصلنا ذلك و ايدناه باالمثلة من أش‪HH‬عاره و أقوال‪HH‬ه في الس‪HH‬نة‬
‫الخامسة عشرة من الهالل من صفحة ‪.195‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪313 :‬‬

‫فمن شعره في الزهد‪:‬‬

‫و حّق لسّك ان البسيطة أن يبكوا‬ ‫ضحكنا و كان الضحك منا سفاهة‬

‫زجاج و لكن ال يعاد لنا سبك‬ ‫يحّطمنا صرف الّز مان كأّننا‬

‫و من شعره في الزهد‪:‬‬

‫فما التشّرف بالّد نيا هو الّش رف‬ ‫فال تشّرف‪ 194‬بدنيا عنك معرضة‬

‫فكلنا عن مغانيها‪ 195‬سينصرف‬ ‫و اصرف فؤادك عنها مثلما انصرفت‬

‫فيك الخناء و فيك البؤس و السرف‬ ‫يا أم‪ 196‬دفر لحاك هّللا والدة‬

‫لكنك االّم مالي عنك منصرف‬ ‫لو أّنك العرس أوقعت الطالق بها‬

‫و كتب الحموي في معجم االدباء ترجمة وافية البي العالء و أورد طائفة كب‪H‬يرة من اش‪H‬عاره و ذك‪H‬ر جمل‪H‬ة‬
‫من مؤلفاته قال‪ :‬و منها كت‪HH‬اب بعض فض‪HH‬ائل ام‪HH‬ير المؤم‪HH‬نين علي بن ابي ط‪HH‬الب ك‪HH‬رم هّللا وجه‪HH‬ه ثم أورد‬
‫جملة من رسائله و في سوء اعتقاده و قال‪ :‬فمنها قوله‪:‬‬

‫‪ 194‬اصلها تتشرف فحذف أحد التاءين تخفيفا‪.‬‬


‫‪ 195‬جمع مغنى و هو المحل المأهول بأهله‪.‬‬
‫‪ 196‬كنية الدنيا‪.‬‬
‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪314 :‬‬

‫و ان نعوذ بموالنا من النار‬ ‫تناقض ما لنا إال السكوت له‬


‫‪198‬‬
‫ما بالها قطعت في ربع دينار‬ ‫يد بخمس مئين عسجد‪ 197‬فديت‬

‫أقول و هناك من رد عليه و أبان له الحكمة فقال‪:‬‬

‫ذّل الخيانة فافهم حكمة الباري‬ ‫عّز األمانة اغالها و ارخصها‬

‫و قال آخر‪ :‬لما كانت امينة ثمينة و لما خانت هانت‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪315 :‬‬

‫زيد بن سهل الموصلي النحوي‬

‫زيد بن سهل الموصلي النحوي‪ -‬مرزكة‪ -‬يرثي الحسين عليه السالم‪:‬‬

‫لما جاءنا بعد الحسين غمام‬ ‫فلو ال بكاء المزن حزنا لفقده‬
‫‪199‬‬
‫لما انجاب من بعد الحسين ظالم‬ ‫و لو لم يشق الليل جلبابه اسى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪316 :‬‬

‫زيد بن سهل الموصلي النحوي يعرف ب مرزكة‪:‬‬

‫توفي بالموصل حدود ‪ 450‬كما في الطليعة و في بغية الوع‪HH‬اة (مرزك‪HH‬ة) بفتح الميم و س‪HH‬كون ال‪HH‬راء و فتح‬
‫ال‪HH‬زاي و تش‪HH‬ديد الك‪HH‬اف و في مع‪HH‬الم العلم‪HH‬اء‪ :‬زي‪HH‬د بن س‪HH‬هل النح‪HH‬وي الم‪HH‬رزكي الموص‪HH‬لي‪ ،‬و وص‪HH‬فه ابن‬
‫شهرآشوب في المناقب في بعض المواضع بالواسطي و هو تحريف الموصلي‪.‬‬

‫‪ 197‬العسجد‪ :‬الذهب‪ ،‬مقدار دية اليد على من اتلفها‪.‬‬


‫‪ 198‬استفهام انكاري متضمن معنى التعجب‪.‬‬
‫‪ 199‬اعيان الشيعة ج ‪ 33‬ص ‪.40‬‬
‫قال الصفدي كان نحويا شاعرا اديبا رافضيا و قال في ترجمة علي بن دبيس النحوي الموصلي قال ياقوت‬
‫اخذ عنه زيد مرزكة الموصلي‪ .‬و في معالم العلماء زيد بن س‪HH‬هل النح‪HH‬وي الم‪HH‬رزكي الموص‪HH‬لي ل‪HH‬ه ش‪HH‬رح‬
‫الصدور‪ .‬و هو من شعراء اهل البيت ذكره ابن النديم في شعراء الشيعة و متكلميهم‪.‬‬

‫أورد له صاحب المناقب من الشعر قوله‪:‬‬

‫و كل من حاد عن الباب جهل‬ ‫مدينة العلم علي بابها‬

‫قال سلوني قبل ادراك االجل‬ ‫أم هل علمتم قيلة من قائل‬

‫و له‪:‬‬

‫و بطوس و الزورا و سامراء‬ ‫حفر بطيبة و الغري و كربال‬

‫و تبّد ل السراء بالضراء‬ ‫ما جئتهم في كربة إال انجلت‬

‫و جرت سفينة نوح فوق الماء‬ ‫قوم بهم غفرت خطيئة آدم‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪317 :‬‬

‫و له في االمام موسى بن جعفر عليهما السالم‪:‬‬

‫بقصدك تمحيص الذنوب الكبائر‬ ‫قصدتك يا موسى بن جعفر راجيا‬

‫و أنت لعمر هّللا خير الذخائر‬ ‫ذخرتك لي يوم القيامة شافعا‬

‫و له كما في المناقب البن شهرآشوب‪:‬‬

‫فهل لرسول هّللا غيرهم عقب‬ ‫أ يا الئمي في حّب أوالد فاطم‬

‫و قاعدة الدين الحنيفي و القطب‬ ‫هم أهل ميراث النبوة و الهدى‬

‫و وارث علم هّللا و البطل الندب‬ ‫أبوهم وصّي المصطفى و ابن عمه‬
‫و له كما في المناقب‪:‬‬

‫هوت هوّي الكوكب الغائر‬ ‫رّد ت له الشمس ضحى بعد ما‬

‫و له كما في أعيان الشيعة‪:‬‬

‫و أنتم في مضاجعكم رقود‬ ‫و نام على الفراش له فداء‬

‫و قد نشرت من الشرك البنود‬ ‫و يوم حنين إذ ولوا هزيما‬

‫و لم تغن المغافر و الحديد‬ ‫فغادرهم لدى الفلوات صرعى‬

‫عفير الترب يلثمه الصعيد‬ ‫فكم من غادر ألقاه شلوا‬

‫و حيدرة بمهجته يجود‬ ‫هم بخلوا بانفسهم و وّلوا‬

‫تكاد الشامخات لها تميد‬ ‫و في االحزاب جاءتهم جيوش‬

‫و قد كادوا بيثرب أن يكيدوا‬ ‫فنادى المصطفى فيهم عليا‬

‫تذّل لك الجبابر و االسود‬ ‫فأنت لهذه و لكل يوم‬

‫فهزمت الجحافل و الجنود‬ ‫فسقّى العامرّي كئوس حتف‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪318 :‬‬

‫و أورد له صاحب المناقب قوله في أهل البيت عليهم السالم‪:‬‬

‫و علّي األب فانتهى الشرف‬ ‫قوم رسول هّللا جّد هم‬

‫و نجا بنوح فلكه القذف‬ ‫غفر اإلله آلدم بهم‬

‫ورات و االنجيل و الصحف‬ ‫امناء قد شهدت بفضلهم الت‬

‫وطئ الحصى و أجّل من أصف‬ ‫منهم رسول هّللا اكرم من‬

‫وارى غرائب فضله النجف‬ ‫و علّي البطل االمام و من‬


‫في الحشر يوم تنّش ر الصحف‬ ‫و غدا على الحسنين مّتكلي‬

‫و بها من اآلثام اكتنف‬ ‫و شفاعة السجاد تشملني‬

‫كفي بحبل والئه الزلف‬ ‫و بباقر العلم الذي علقت‬

‫و لشقوتي في ظّله كنف‬ ‫و بحب جعفر اقتوى أملي‬

‫اكرم بهم من معشر سلفوا‬ ‫و وسيلتي موسى و عترته‬

‫لي و ابنه و محمد الخلف‬ ‫منهم علي و ابنه و ع‬

‫مثواهم الهطالة الوكف‬ ‫صّلى اإلله عليهم و سقى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪319 :‬‬

‫أحمد بن عبد هّللا (ابن زيدون)‬

‫ابن زيدون المولود ‪ 394‬و المتوفى ‪ 463‬ه‪:‬‬

‫فما البكاء على األشباح و الصور‬ ‫الدهر يفجع بعد العين باألثر‬

‫عن نومة بين ناب الليث و الظفر‬ ‫أنهاك أنهاك ال آلوك موعظة‬

‫و البيض و السود مثل البيض و السمر‬ ‫فالدهر حرب و إن أبدى مسالمة‬

‫يد الضراب و بين الصارم الذكر‬ ‫و ال هوادة بين الرأس تأخذه‬

‫فما صناعة عينيها سوى السهر‬ ‫فال تغّر نك من دنياك نومتها‬

‫من الليالي و خانتنا يد الغير‬ ‫و ما الليالي أقال هّللا عثرتنا‬

‫منا جراح و إن زاغت عن البصر‬ ‫في كل حين لنا في كل جارحة‬

‫كاأليم ثار الى الجاني من الزهر‬ ‫تسّر بالشيء لكن كي تعّز به‬

‫لم تبق منها و سل ذكراك من خبر‬ ‫كم دولة قد مضت و النصر يخدمها‬

‫و أسلمت كل منصور و منتصر‬ ‫و رّو عت كل مأمون و مؤتمن‬

‫من غيلة حمزة الظالم للجزر‬ ‫و مّز قت جعفرا بالبيض و اختلست‬


‫و أمكنت من حسين راحتي شمر‬ ‫و أجزرت سيف أشقاها أبا حسن‬

‫فدت عليا بمن شاءت من البشر‬ ‫وليتها إذ فدت عمروا بخارجة‬

‫أتت بمعضلة األلباب و الفكر‬ ‫و في ابن هند و في ابن المصطفى حسن‬

‫يبوء بشسع له قد طاح أو ظفر‬ ‫و أردت ابن زياد بالحسين فلم‬

‫عليه وجدا قلوب اآلي و السور‬ ‫و أحرقت شلو زيد بعد ما احترقت‬

‫دم بفخ آلل المصطفى هدر‬ ‫و أسبلت دمعة الروح األمين على‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪320 :‬‬

‫ابن زيدون‪ .‬احمد بن عبد هّللا بن احمد بن غالب بن زيدون المخزومي األندلسي القرطبي الشاعر المشهور‬
‫كان من خواص المعتضد عباد صاحب اشبيلية و كان معه في صورة وزير‪ .‬له أش‪HH‬عار كث‪HH‬يرة و من ب‪HH‬ديع‬
‫قالئده هذه القصيدة‪:‬‬

‫و ناب عن طيب لقيانا تجافينا‬ ‫أضحى التنائي بديال من تدانينا‬

‫يقضي علينا األسى لو ال تآمينا‬ ‫تكاد حين تناجيكم ضمائرنا‬

‫سودا و كانت بكم بيضا ليالينا‬ ‫حالت لبعدكم أيامنا فغدت‬

‫ثوبا من الحزن ال يبلى و يبلينا‬ ‫من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم‬

‫أنسا بقربكم قد عاد يبكينا‬ ‫إن الزمان الذي قد كان يضحكنا‬

‫و انبّت ما كان موصوال بأيدينا‬ ‫فانحّل ما كان معقودا بأنفسنا‬

‫و اليوم نحن و ال يرجى تالقينا‬ ‫باألمس كنا و ما يخشى تفرقنا‬

‫إذ طالما غّير النأي المحبينا‬ ‫ال تحسبوا نأيكم عنا يغّيرنا‬

‫عنكم و ال انصرفت فيكم أمانينا‬ ‫و هّللا ما طلبت أرواحنا بدال‬

‫توفي باشبيلية سنة ‪ 463‬و كان له ولد يقال له ابو بكر تولى وزارة المعتمد بن عباد قت‪HH‬ل ي‪HH‬وم اخ‪HH‬ذ يوس‪HH‬ف‬
‫بن تاشفين قرطبة من ابن عباد و ذلك في ‪ 2‬صفر سنة ‪.484‬‬
‫قال الشيخ ابن نما الحلي في كتابه مقتل الحسين المسمى ب (مثير االحزان)‪:‬‬

‫و ق‪HH‬د ختمت كت‪HH‬ابي ه‪HH‬ذا به‪HH‬ذه األبي‪HH‬ات و هي البن زي‪HH‬دون المغ‪HH‬ربي‪ ،‬فهي تنف‪HH‬ذ في كب‪HH‬د المح‪HH‬زون نف‪HH‬وذ‬
‫السمهري‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪321 :‬‬

‫شوقا اليكم و ما جّفت مأقينا‬ ‫بنتم و بّنا فما ابتّلت جوانحنا‬

‫يقضي علينا االسى لو ال تأسينا‬ ‫تكاد حين تناجيكم ضمائرنا‬

‫سودا و كانت بكم بيضا ليالينا‬ ‫حالت لبعدكم أيامنا فغدت‬

‫كنتم الرواحنا إال رياحينا‬ ‫ليبق عهدكم عهد السرور فما‬

‫ثوبا من الحزن ال يبلى و يبلينا‬ ‫من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم‬

‫أنسا بقربكم قد عاد يبكينا‬ ‫إن الزمان الذي قد كان يضحكنا‬

‫بان نغّص فقال الدهر آمينا‬ ‫غيظ العدى من تساقينا الهوى فدعوا‬

‫و أنبّت ما كان موصوال بايدينا‬ ‫فانحل ما كان معقودا بانفسنا‬

‫و اليوم نحن و ال يرجى تالقينا‬ ‫باالمس كنا و ما يخشى تفّرقنا‬

‫إذ طالما غّير النأي المحبينا‬ ‫ال تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا‬

‫عنكم و ال انصرفت فيكم أمانينا‬ ‫و هّللا ما طلبت أرواحنا بدال‬

‫رأيا و لم نتقّلد غيره دينا‬ ‫لم نعتقد بعدكم إال الوفاء لكم‬

‫وردا جاله الصبا غّضا و نسرينا‬ ‫يا روضة طال ما اجنت لواحظنا‬

‫من لو على البعد حيا كان يحيينا‬ ‫و يا نسيم الصبا بّلغ تحّيتنا‬

‫و قدرك المعتلي في ذاك يكفينا‬ ‫لسنا نسّم يك إجالال و تكرمة‬

‫فحسبنا الوصف ايضاحا و تبيينا‬ ‫اذا انفردت و ما شوركت في صفة‬

‫سالين عنه و لم نهجره قالينا‬ ‫لم نجف أفق كمال أنت كوكبه‬

‫صبابة بك تخفيها فتخفينا‬ ‫عليك منا سالم هّللا ما بقيت‬


‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪322 :‬‬

‫األمير عبد هّللا بن محّم د بن سنان الخفاجي‬

‫القرآن فيه ضاللها و رشادها‬ ‫يا أمة كفرت و في أفواهها‬

‫و بسيفه نصبت لكم أعوادها‬ ‫أعلى المنابر تعلنون بسّبه‬

‫قتل الحسين و ما خبت أحقادها‬ ‫تلك الخالئق بينكم بدرية‬

‫و منها في علي أمير المؤمنين عليه السالم‪:‬‬

‫أحقادها و تسالمت أضدادها‬ ‫مالي أراك على عالك تناكرت‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪323 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫قال السمعاني في االنساب ج ‪ 5‬ص ‪ :170‬الخفاجي‪ ،‬بفتح الحاء المنقوطة و الفاء و في آخرها الجيم‪ ،‬ه‪HH‬ذه‬
‫النسبة إلى خفاجة‪ ،‬و هي اسم امرأة‪ ،‬هكذا ذكر لي أبو أزيد الخفاجي في برّية السماوة‪ ،‬و ول‪HH‬د له‪HH‬ا أوالد و‬
‫كثروا و هم يسكنون بنواحي الكوفة‪ ،‬و كان أبو أزيد يق‪HH‬ول‪ :‬ي‪HH‬ركب من‪HH‬ا على الخي‪HH‬ل أك‪HH‬ثر من ثالثين أل‪HH‬ف‬
‫فارس سوى الركبان و المشاة‪ .‬و لقيت منهم جماعة كثيرة و صحبتهم؛ و المشهور باالنتساب إليهم الشاعر‬
‫المفلق أبو [محمد عبد هّللا بن محمد بن] سعيد بن [س‪H‬نان] الخف‪H‬اجي ك‪H‬ان يس‪H‬كن حلب و ش‪H‬عره مم‪H‬ا ي‪H‬دخل‬
‫األذن بغير إذن‪.‬‬

‫توفي سنة ‪ 466‬و له شعر في أمير المؤمنين علي عليه السالم كذا قال األمين في الجزء األول من األعيان‬
‫ص ‪.392‬‬

‫األمير أبو محمد عبد هّللا بن محمد بن سنان الشاعر الشيعي المعروف بابن سنان صاحب سر الفصاحة في‬
‫اللغة‪.‬‬

‫توفي سنة ‪ 466‬حكي انه كان ق‪HH‬د تحص‪HH‬ن بقري‪HH‬ة (اع‪HH‬زاز (من أعم‪HH‬ال حلب ثم أطعم‪HH‬وه خش‪HH‬كنانجه مس‪ّH‬م ة‬
‫فمات الخفاجي في اعزاز و حمل الى حلب و دفن فيها كذا جاء في الكنى و األلقاب‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪324 :‬‬

‫و قال السيد األمين في األعيان‪:‬‬


‫األمير ابو محمد عبد هّللا بن محم‪H‬د بن س‪H‬عيد بن يح‪H‬يى بن الحس‪H‬ين بن محم‪H‬ود بن الربي‪H‬ع المع‪H‬روف ب‪H‬ابن‬
‫سنان الخفاجي الحلبي‪.‬‬

‫له ديوان شعر مطبوع‪ ،‬و كان واليا على قلعة اعزاز‪ ،‬واّل ه عليها محمود ابن ص‪HH‬الح فاس‪HH‬تبد به‪HH‬ا‪ ،‬و ك‪HH‬انت‬
‫واليته بواسطة ابي نصر محمد بن محمد ابن النحاس‪.‬‬

‫و ذكره السيد االمين ايضا في الجزء السادس من األعيان ص ‪ 479‬فقال‪:‬‬

‫اسمه عبد هّللا بن سعيد بن محمد بن سنان‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪325 :‬‬

‫أحمد بن أبي منصور القطان‬

‫غاثك مستحفز هطول‬ ‫يا أيها المنزل المحيل‬

‫شجاك من أهلك الرحيل‬ ‫أزرى عليك الزمان لما‬

‫أّن يد الدهر تستطيل‬ ‫ال تغترر بالزمان و اعلم‬

‫فيه و آمالنا تطول‬ ‫فإن آجالنا قصار‬

‫شوقي و ال حسرتي تزول‬ ‫تفنى الليالي و ليس يفنى‬

‫به و ال حافظ وصول‬ ‫ال صاحب منصف فاسلو‬

‫باطنه باطن جميل‬ ‫و كيف أبقى بال صديق‬

‫يقول مثل الذي أقول‬ ‫يكون في البعد و التداني‬

‫فال حميم و ال وصول‬ ‫هيهات قّل الوفاء فيهم‬

‫فال كتاب و ال رسول‬ ‫يا قوم ما بالنا جفينا‬

‫لكاتبونا و لم يحولوا‬ ‫لو وجدوا بعض ما وجدنا‬

‫لنا بوصل و لم يذيلوا‬ ‫حالوا و خانوا و لم يجودوا‬

‫أفتنه طرفك البخيل‬ ‫قلبي قريح به كلوم‬

‫كأنه خصرك النحيل‬ ‫أنحل جسمي هواك حتى‬

‫بمهجة شّفها غليل‬ ‫يا قاتلي بالصدود رفقا‬


‫ريح الخزامى به يميل‬ ‫غصن من البان حيث مالت‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪326 :‬‬

‫كأنه مرهف صقيل‬ ‫يسطو علينا بغنج لحظ‬

‫أراذل ما لهم أصول‬ ‫كما سطت بالحسين قوم‬

‫به و أنتم له نكول‬ ‫يا أهل كوفان لم غدرتم‬

‫و في طوّياتها دخول‬ ‫أنتم كتبتم اليه كتبا‬

‫يا بأبي المفرد القتيل‬ ‫قتلتموه بها فريدا‬

‫قامت لدى جّد ه الذحول‬ ‫ما عذركم في غد إذا ما‬

‫ناغاه في المهد جبرئيل‬ ‫أين الذي حين أرضعوه‬

‫قّبله أحمد الرسول‬ ‫أين الذي حين غمدوه‬

‫و أمه فاطم البتول‬ ‫أين الذي جّد ه النبّي‬

‫على ذوي النصب يستطيل‬ ‫أنا ابن منصور لي لسان‬


‫‪200‬‬
‫و لست عن مذهبي أحول‬ ‫ما الرفض ديني و ال اعتقادى‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪327 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫أبو أحمد بن أبي منصور بن علي القطيفي المعروف بالقطان‪ ،‬ق‪HH‬ال الس‪HH‬يد األمين في األعي‪HH‬ان ج‪HH‬زء ‪ 6‬ص‬
‫‪:119‬‬

‫في البحار عن بعض كتب المناقب القديمة أخبرني أبو منصور الديلمي عن احمد بن علي بن ع‪HH‬امر الفقي‪HH‬ه‬
‫أنش‪HH‬دني اب‪HH‬و احم‪HH‬د بن أبي منص‪HH‬ور بن علي القطيفي المع‪HH‬روف بالقط‪HH‬ان ببغ‪HH‬داد لنفس‪HH‬ه (ي‪HH‬ا أيه‪HH‬ا الم‪HH‬نزل‬
‫المحيل)‪.‬‬

‫‪ 200‬االعيان ج ‪ 6‬ص ‪.119‬‬


‫و جاء ذكره في الجزء الثالث من الكنى و األلقاب ص ‪ 55‬و روى له بعض هذه األبيات‪.‬‬

‫أقول و كرر السيد الترجمة في الجزء ‪ 10‬ص ‪ 226‬و ذكر القصيدة بزيادة بيتين‪ ،‬و زاد في الترجم‪HH‬ة ب‪HH‬أن‬
‫ذكر سنة وفات‪HH‬ه فق‪HH‬ال‪ :‬ت‪HH‬وفي ح‪HH‬دود س‪HH‬نة ‪ 480‬ببغ‪HH‬داد و دفن بمق‪HH‬ابر ق‪HH‬ريش‪ ،‬و لكن أس‪HH‬ماه هن‪HH‬ا‪ :‬أحم‪HH‬د بن‬
‫منصور بن علي القطيفي القطان البغدادي و لعله أصوب‪.‬‬

‫و جاء في شعراء القطيف للعالمة المعاصر الشيخ علي منصور المرهون قال‪:‬‬

‫احم‪HH‬د بن منص‪HH‬ور المت‪HH‬وفي س‪HH‬نة ‪ 480‬ه‪HH‬و أحم‪HH‬د بن منص‪HH‬ور بن علي القط‪HH‬ان القطيفي البغ‪HH‬دادي األديب‬
‫الشاعر‪ ،‬ترّح ل من بالده القطيف الى بغداد و سكن بها و مدح أمراءها كما مدح و رثى أه‪HH‬ل ال‪HH‬بيت عليهم‬
‫السالم و ما زال في بغداد مقيما حتى مات بها و دفن في مقابر قريش‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪328 :‬‬

‫ابن جبر المصري‬

‫رّث الجديد فهل رثيت لذاك؟!‬ ‫يا دار غادرني جديد بالك‬

‫عجماء مذ عجم البلى مغناك؟!‬ ‫أم انت عما اشتكيه من الهوى‬

‫إاّل تباريح الهموم قراك‬ ‫ضفناك نستقري الرسوم فلم نجد‬

‫عبراتنا حتى تبّل ثراك‬ ‫و رسيس شوق تمتري زفراته‬

‫يشكو الذي انا من نحولي شاك‬ ‫ما بال ربعك ال يبّل؟ كأنما‬

‫سفكت دمي يوم الّر حيل دماك‬ ‫طّلت طلولك دمع عيني مثلما‬

‫و فتور ألحاظ الظباء ظباك‬ ‫و أرى قتيلك ال يديه قاتل‬

‫بالساكنيك تشّبها ذكراك‬ ‫هّيجت لي إذ عجت ساكن لوعة‬

‫رّيا األحّبة سقت من رّياك‬ ‫لّم ا وقفت مسلما و كأنما‬

‫لو كّف صوب المزن عنك كفاك‬ ‫و كفت عليك سماء عيني صّيبا‬

‫أو طاره قبل احتكام نواك‬ ‫سقيا لعهدي و الهوى مقضّية‬

‫لّلهو غير بطيئة االدراك‬ ‫و العيش غّض و الشباب مطّية‬

‫يعصى فنقصى عنك إذ زرناك‬ ‫أّيام ال واش يطاع و ال هوى‬

‫رمنا القصاص من اقتصاص مهاك‬ ‫و شفيعنا شرخ الشبيبة كلما‬


‫و لحاك ريب صروفها فمحاك‬ ‫و لئن أصارتك الخطوب الى بلى‬

‫و أبحت ريعان الّش باب حماك‬ ‫فلطالما قّضيت فيك مآربي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪329 :‬‬

‫منها القالئد‪ ،‬للبدور حواكي‬ ‫ما بين حور كالنجوم تزّينت‬

‫منها األهلة ال من األفالك‬ ‫هيف الخصور من القصور بدت لنا‬

‫متغّز لين و عّفة النساك‬ ‫يجمعن من مرح الشبيبة خّفة ال‬

‫نجل كصيد الطير باألشراك‬ ‫و يصدن صادية القلوب بأعين‬

‫جيدا و غصن البان لين حراك‬ ‫من كل مخطفة الحشا تحكي الرشا‬
‫‪201‬‬
‫من ظلم صامتة البرين ضناك‬ ‫هيفاء ناطقة النطاق تشكيا‬

‫دّر تباكره بعود أراك‬ ‫و كأّنما من ثغرها من نحرها‬

‫مسكا يعّل به ذرى المسواك‬ ‫عذب الّرضاب كأّن حشو لثاتها‬

‫قلبي فكانت أعنف الماّل ك‬ ‫تلك التي ملكت علّي بدّلها‬

‫و نهتك عنه واعظات نهاك‬ ‫إّن الصبى يا نفس عّز طالبه‬

‫برداك فاتبعي سبيل هداك‬ ‫و الشيب ضيف ال محالة مؤذن‬

‫زادا متى أخلصته نّجاك‬ ‫و تزّودي من حّب آل محّم د‬

‫للحشر إن علقت يداك بذاك‬ ‫فلنعم زادا للمعاد و عّد ة‬

‫تصلي بذاك إلى قصّي مناك‬ ‫و إلى الوصّي مهّم أمرك فّوضي‬

‫و إليه فيها فاجعلي شكواك‬ ‫و به ادرئي في نحر كّل مّلمة‬

‫بالزيغ عنه مسالك الهالك‬ ‫و بحّبه فتمسكي أن تسلكي‬

‫‪ 201‬البرين‪ :‬بالضم جمع بره‪ :‬الخلخال‪.‬‬


‫أبدا و هجر عداه هجر قالك‬ ‫ال تجهلي و هواه دأبك فاجعلي‬

‫أو بات منطويا على اإلشراك‬ ‫فسواء انحرف امرؤ عن حّبه‬

‫من شانئيه و أمحضيه هواك‬ ‫و خذي البراءة من لظى ببراءة‬

‫رأي ابن سلمى فيه و ابن صهاك‬ ‫و تجّنبي إن شئت أن ال تعطبي‬

‫في كشف مشكلها على موالك‬ ‫و اذا تشابهت األمور فعّولي‬

‫و األصل و الفرع التقي الزاكي‬ ‫خير الرجال و خير بعل نساءها‬

‫من شّر كل مضّلل أّفاك‬ ‫و تعّو ذي بالّز هر من أوالده‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪330 :‬‬

‫بهم فتحظي بالخسار هناك‬ ‫ال تعدلي عنهم و ال تستبدلي‬

‫و العروة الوثقى لذي استمساك‬ ‫فهم مصابيح الّد جى لذوي الحجى‬

‫يجلو عمى المتحّير الشّك اك‬ ‫و هم األدلة كاألهّلة نورها‬

‫بهواهم أنف الذي يلحاك‬ ‫و هم الّص راط المستقيم فأرغمي‬

‫فدعي لتيم و غيرها دعواك‬ ‫و هم األئمة ال إمام سواهم‬

‫إن الذي استرشدته أغواك‬ ‫يا أّم ة ضّلت سبيل رشادها‬

‫للنفس ضّيعها غداة رعاك‬ ‫لئن أئتمنت على البرّية خائنا‬

‫خدعا بحبل غرورها داّل ك‬ ‫أعطاك إذ وّطاك عشوة رأيه‬

‫مغتّر ة بالنزر من دنياك‬ ‫فتبعته و سخيف دينك بعته‬

‫لّم ا دعاك بمكره فدهاك‬ ‫لقد اشتريت به الضاللة بالهدى‬

‫فيما بأمر وصّيه وّصاك‬ ‫و أطعته و عصيت قول محّم د‬

‫للدين تابعة هوى هّواك‬ ‫خّلفت و استخلفت من لم يرضه‬


‫هيهات ما أّد اك بل أرداك‬ ‫خلت اجتهادك للّصواب مؤّد يا‬

‫و عققت من بعد النبي أباك‬ ‫و لقد شققت عصا النبّي محّم د‬

‫يوم «الغدير» له فما عذراك‬ ‫و غدرت بالعهد المؤكد عقده‬

‫عقاب ناكصة على عقباك‬ ‫فلتعلمّن و قد رجعت به على اال‬

‫من ال يساوي منه شسع شراك؟!‬ ‫أعن الوصّي عدلت عادلة به‬

‫و هو النعيم شقاك عنه ثناك‬ ‫و لتسألّن عن الوالء لحيدر‬

‫وعر مسالكه على الساّل ك‬ ‫قست المحيط بكّل علم مشكل‬

‫و كفاه عنه بنفسه من حاكي‬ ‫بالمعتريه‪ -‬كما حكى‪ -‬شيطانه‬

‫ضربا يقّد به إلى األوراك‬ ‫و الضارب الهامات في يوم الوغى‬

‫من بأسه و حسامه البّتاك‬ ‫إذ صاح جبريل به متعّجبا‬

‫إاّل علّي فاتك الفّتاك‬ ‫ال سيف إاّل ذو الفقار و ال فتى‬

‫و الحرب يذكيها قنا و مذاكي‬ ‫بالهارب الفّرار من أقرانه‬

‫بفؤاد ذي روع و طرف باكي‬ ‫و القاطع الليل البهيم تهّجدا‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪331 :‬‬

‫لو ال الرياء لطال ما راباك‬ ‫بالتارك الّص لوات كفرانا بها‬

‫لم تأت فيه اّم ة مأتاك‬ ‫أبعد بهذا من قياس فاسد‬

‫عنك اعتراك الشك حين عراك؟!‬ ‫أو ما شهدت له مواقف أذهبت‬

‫إاّل نبّي أو وصّي زاكي‬ ‫من معجزات ال يقوم بمثلها‬

‫لقضاء فرض فائت اإلدراك‬ ‫كالشمس إذ رّد ت عليه ببابل‬

‫طوعا ولّي هّللا فوق قواك‬ ‫و الريح إذ مّر ت فقال لها‪ :‬احملي‬
‫أمر اإلله حثيثة االيشاك‬ ‫فجرت رخاء بالبساط مطيعة‬

‫ليزيل عنه مرية الشكاك‬ ‫حتى إذا وافى الرقيم بصحبه‬

‫بالرّد بعد الصمت و اإلمساك‬ ‫قال‪ :‬السالم عليكم فتبادروا‬

‫حنق لستر نفاقه هّتاك‬ ‫عن غيره فبدت ضغاين صدر ذي‬

‫فأجابه و أبيت حين دعاك‬ ‫و الميت حين دعا به من صرصر‬

‫عند امتحان الّص دق من دعواك‬ ‫ال تّد عى ما ليس فيك فتندمي‬

‫فتيقظي ياويك من عمياك‬ ‫و الخّف و الثعبان فيه آية‬

‫جبريل حسبك خدمة األمالك‬ ‫و الّسطل و المنديل حين أتى به‬

‫في يوم كّل كريهة و عراك‬ ‫و دفاع أعظم ما عراك بسيفه‬

‫و الخوف إذ وليت حشو حشاك‬ ‫و مقامه‪ -‬ثبت الجنان‪ -‬بخيبر‬

‫سبعين باعا في فضا دكداك‬ ‫و الباب حين دحى به عن حصنهم‬

‫لو ال جحودك ما رأت عيناك‬ ‫و الطائر المشوّي نصر ظاهر‬

‫منها النفوس دحى بها فسقاك‬ ‫و الصخرة الصّم ا و قد شّف الظما‬

‫ما بين باكية إليه و باكي‬ ‫و الماء حين طغى الفرات فأقبلوا‬

‫فالماء يؤذننا بوشك هالك‬ ‫قالوا‪ :‬أغثنا يا بن عّم محّم د‬

‫طوعا بأمر هّللا طاغي ماك‬ ‫فأتى الفرات فقال‪ :‬يا أرض ابلعي‬

‫من فوق راسخة من األسماك‬ ‫فأغاضه حتى بدت حصباؤه‬

‫يجري على قدر ففيم مراك!؟‬ ‫ثّم استعادوه فعاد بأمره‬

‫سّيان سخطك عنده و رضاك‬ ‫موالك راضية و غضبى فاعلمي‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪332 :‬‬


‫و عن البصيرة يا عدّي عداك‬ ‫يا تيم تّيمك الهوى فأطعته‬

‫و وليته ظلما فمن واّل ك؟!‬ ‫و منعت إرث المصطفى و تراثه‬

‫بالظلم جادية على مغناك‬ ‫و بسطت أيدي عبد شمس فاغتدت‬

‫و هّللا ما قتل الحسين سواك‬ ‫ال تحسبيك بريئة مما جرى‬

‫كبدي خطوبا للقلوب نواكي‬ ‫يا آل أحمد كم يكابد فيكم‬

‫مسفوحة و جوى فؤادى ذاكي‬ ‫كبدي بكم مقروحة و مدامعي‬

‫لجفوني‪ :‬اجتنبي لذيذ كراك‬ ‫و إذا ذكرت مصابكم قال األسى‬

‫بكت السماء دما فحّق بكاك‬ ‫و ابكي قتيال بالطفوف ألجله‬

‫عيني بوجه مسفر ضّحاك‬ ‫إن تبكهم في اليوم تلقاهم غدا‬

‫من موبقات الظلم و االشراك‬ ‫يا رّب فاجعل حبهم لي جنة‬

‫من ظالم لدمائهم سفاك‬ ‫و اجبر بها الجبري رّب و بّر ه‬


‫‪202‬‬
‫غلقت رهونهم‪ -‬فجد بفكاك‬ ‫و بهم‪ -‬إذا أعداء آل محمد‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪333 :‬‬

‫[ترجمته]‬

‫ابن جبر ابن جبر المصري أحد شعراء مصر على عه‪HH‬د الخليف‪HH‬ة الف‪HH‬اطمي المستنص‪HH‬ر باهّلل ‪ ،‬المول‪HH‬ود س‪HH‬نة‬
‫‪ 420‬و المتوفى سنة ‪ 487‬كذا ذكر الشيخ األميني في (الغدير)‪.‬‬

‫و قال السيد االمين في االعيان ج ‪ 15‬ص ‪:262‬‬

‫جبر الجبري شاعر آل محمد صّلى هّللا عليه و آله و سلم‪ ،‬شاعر مجيد له قص‪HH‬يدة في م‪HH‬دح أه‪HH‬ل ال‪HH‬بيت من‬
‫جيد الشعر يستشهد ابن شهرآشوب في المناقب بأبيات منها‪.‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪335 :‬‬

‫الفهرس‬

‫لشعراء القرن الرابع الموضوع صفحة‬

‫‪ 202‬شعراء الغدير ج ‪ 4‬ص ‪.313‬‬


‫منصور بن سلمة الهروي ‪9‬‬

‫أبو بكر بن دريد شعره‪ ،‬ترجمته‪ ،‬تشّيعه‪ ،‬مقصورته في الحكم و اآلداب ‪10‬‬

‫أحمد بن محمد بن الحسن الصنوبري طائفة من شعره في أهل ال‪HH‬بيت (ع) ترجمت‪HH‬ه‪ ،‬منتخب‪HH‬ات من أش‪HH‬عاره‬
‫‪19‬‬

‫علي بن أصدق الحائري بعض الشعراء الكوفيين ‪34‬‬

‫أبو الحسن السري بن أحمد الرفاء الموصلي شعره في الحسين (ع) ترجمته‪ ،‬شعره في الصناعة ‪36‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪336 :‬‬

‫الموضوع صفحة‬

‫محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك شعره في الحسين ترجمته ‪45 -40‬‬

‫طلحة بن عبيد هّللا العوني المصري شعره في الحسين‪ -‬ترجمته ‪47‬‬

‫أبو القاسم الزاهي الشاعر شعره‪ ،‬ترجمته ‪51‬‬

‫األمير أبو فراس الحمداني ترجمت‪HH‬ه‪ ،‬نم‪HH‬اذج من ش‪HH‬عره‪ ،‬قص‪HH‬يدته الش‪HH‬افية‪ ،‬روائ‪HH‬ع من نظم‪HH‬ه في الوف‪HH‬اء و‬
‫االخوان ‪61‬‬

‫ترجمة عقيل بن ابي طالب و الدفاع عن كرامته ‪70‬‬

‫لون من غزل ابي فراس و أحاسيسه ‪71‬‬

‫محمد بن هاني األندلسي روائع من منظومه و قصائده ‪74‬‬

‫ترجمته و نماذج من روائعه‪ ،‬قصائده في مدح المعّز لدين هّللا الفاطمي يصف انتصاره على الروم ‪78‬‬

‫الناشي الصغير قصائده في الحسين عليه السالم‪ ،‬ترجمته‪102 ،‬‬

‫قصائده في مدح أمير المؤمنين عليه السالم و تعداد المناقب ‪108‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪337 :‬‬

‫الموضوع صفحة‬

‫ايضاح عن الناشي الكبير و شيء من أحواله ‪114‬‬

‫األمير محمد بن عبد هّللا السوسي طائفة من شعره في الحسين‪ ،‬ترجمته ‪116‬‬

‫سعيد بن هاشم الخالدي شعره‪ ،‬ترجمته‪ ،‬اشارة للخباز البلدي ‪120‬‬


‫األمير تميم بن الخليفة الفاطمي شعره‪ ،‬رده على عبد هّللا بن المعتز ‪123‬‬

‫علي بن احمد الجرجاني الجوهري شعره في الحسين‪ ،‬ترجمته‪ ،‬نظمه في اإلمام أمير المؤمنين (ع) ‪130‬‬

‫الصاحب بن عباد رثاؤه للحسين و مدحه لالمام أمير المؤمنين (ع) ‪133‬‬

‫أحواله‪ ،‬مكارمه‪ ،‬أريحيته‪ ،‬فتوته‪ ،‬سخاؤه‪ ،‬أدبه ‪145‬‬

‫طائفة من أشعاره‪ ،‬أخباره‪ ،‬نوادره ‪147‬‬

‫محمد بن هاشم الخالدي شعره‪ ،‬أحواله ‪152‬‬

‫الحسين بن الحجاج شعره و طرائفه‪ ،‬شعره في اإلمام أمير المؤمنين (ع) ‪155‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪338 :‬‬

‫الموضوع صفحة‬

‫قصيدته التي أنشدها في حرم امير المؤمنين بالنجف األشرف و إكرام االمام له ‪157‬‬

‫قصيدته في الّر د على ابن سكرة‪ ،‬السيد الرضي يرثيه ‪159‬‬

‫علي بن حماد العبدي قصائده في الحسين (ع) ترجمته و عدد من قصائده من ص ‪161 198 -162‬‬

‫أحمد بن الحسين بديع الزمان الهمداني الرثاء في الحسين (ع) ‪199‬‬

‫ترجمته‪ ،‬ألوان من شعره‪ ،‬عقيدته و مذهبه ‪201‬‬

‫الشريف الرضى قصيدته في الحائر الحسيني بكربالء المقدسة ‪206‬‬

‫غرر الشعر في يوم كربالء و ما نظمه في يوم عاشوراء ‪209‬‬

‫نسب الشريف و كبر النفس‪ ،‬اقوال في آبائه و عزة نفسه ‪216‬‬

‫اشعاره في الفخر و الحماسة‪ ،‬روائعه التي سارت مسير االمثال ‪221‬‬

‫تحقيق حول قبر السيدين المرتضى و الرضي ‪227‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪339 :‬‬

‫الموضوع صفحة‬

‫شعراء القرن الخامس ‪231‬‬

‫أبو نصر بن نباتة ترجمته‪ ،‬من أشتهر بابن نباتة غيره ‪222‬‬
‫المهيار الديلمي رثاؤه للحسين‪ ،‬ترجمته و اعتزازه بنسبه‪ ،‬اتهامه بالشعوبية و الدفاع عنه ‪234‬‬

‫روائعه في اهل البيت عليهم السالم ‪238‬‬

‫الشريف المرتضي ألوان من رثائه لجّد ه الشهيد ‪256‬‬

‫حياته‪ ،‬مواهبه‪ ،‬مؤلفاته تعداد مآثره و مفاخره ‪266‬‬

‫النفس الثائرة‪ ،‬قطع من أدبه و نتف من روائعه ‪270‬‬

‫أبو العالء المعري شعره في الحسين‪ ،‬تشّيعه و أدبه ‪298‬‬

‫اخباره و آثاره‪ ،‬آراؤه و أفكاره‪ ،‬اقوال المؤرخين فيه ‪301‬‬

‫اقوال الفالسفة و اراؤهم فيه‪ ،‬نموذج من أشعاره ‪306‬‬

‫مؤلفاته و دواوينه‪ ،‬شعره العقائدي ‪310‬‬

‫زيد بن سهل الموصلي النحوي شعره في الحسين (ع) ‪315‬‬

‫أدب الطف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪340 :‬‬

‫الموضوع صفحة‬

‫ترجمته‪ ،‬طائفة من أشعاره بأهل البيت (ع) ‪317‬‬

‫أحمد بن عبد هّللا (ابن زيدون) شعره‪ ،‬ترجمته قطعة من شعره في العتاب ‪319‬‬

‫األمير عيد هّللا بن سنان الخفاجي شعره و ترجمته ‪322‬‬

‫أحمد بن أبي منصور القطان شعره‪ ،‬و نبذة من ترجمته ‪325‬‬

‫ابن جبر المصري رائعته في الحسين (ع) ‪328‬‬


‫‪203‬‬
‫نبذة من سيرته ‪332‬‬

‫‪ 203‬شبر‪ ،‬جواد‪ ،‬أدب الطف‪10 ،‬جلد‪ ،‬دار المرتضى ‪ -‬لبنان ‪ -‬بيروت‪ ،‬چاپ‪ 1409 ،1 :‬ه‪.‬ق‪.‬‬

You might also like