Professional Documents
Culture Documents
ورق بحثي عن معبد ابو سمبل
ورق بحثي عن معبد ابو سمبل
كتابة
مصطفى التابعي سيد داود – محمد محمود محمود قبردي – محمد عبد الحميد محمد عواض
أبو سمبل هو موقع أثري يقع على الضفة الغربية لبحيرة ناصر نحو 290كم جنوب غرب أسوان .وهو أحد مواقع
«آثار النوبة» المدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي .والتي تبدأ من اتجاه جريان النهر من أبو سمبل إلى
فيلة (بالقرب من اسوان).
المعابد المزدوجة كانت أصال منحوتة من الجبال في عهد الملك رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميالد،
كنصب دائم له وللملكة نفرتاري ،لالحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش .ومع ذلك ،ففي 1960تم نقل مجمع
المنشآت كليا لمكان آخر ،على تلة اصطناعية مصنوعة من هيكل القبة ،وفوق خزان السد العالي في أسوان.
وكان من الضروري نقل المعابد لتجنب تعرضها للغرق خالل إنشاء بحيرة ناصر ،وتشكل خزان المياه االصطناعي
الضخم بعد بناء السد العالي في أسوان على نهر النيل .وال زالت أبو سمبل واحدة من أفضل المناطق لجذب السياحة في
مصر.
البناء
خالل فترة حكمه ،شرع رمسيس الثاني في برنامج بناء واسع النطاق في جميع أنحاء مصر والنوبة،
والتي سيطرت عليها مصر .كانت النوبة مهمة للمصريين ألنها كانت مصدًر ا للذهب والعديد من السلع
التجارية الثمينة األخرى .لذلك ،بنى رمسيس العديد من المعابد الكبرى هناك من أجل إبهار النوبيين بقوة
مصر وتمصيرهم .أشهر المعابد هي المعابد المنحوتة في الصخر بالقرب من قرية أبو سمبل الحديثة ،عند
شالل النيل الثاني ،على الحدود بين النوبة السفلى والنوبة العليا .يوجد معبدان ،المعبد الكبير ،المخصص
.لرمسيس الثاني نفسه ،والمعبد الصغير المخصص لزوجته الرئيسية الملكة نفرتاري
بدأ بناء مجمع المعابد في حوالي عام 1264قبل الميالد واستمر حوالي 20عاًما حتى عام 1244قبل
الميالد .كان يعرف باسم «معبد رمسيس المحبوب من قبل آمون».
إعادة االكتشاف
مع مرور الوقت ،هجرت المعابد فبالتالي أصبحت تغطيها الرمال .وفي ذلك الحين خالل القرن 6قبل
الميالد ،كانت الرمال تغطي تماثيل المعبد الرئيسي حتى الركبتين .وكان المعبد منسيًا حتى ،1813عندما
عثر المستشرق السويسري جي أل بورخاردت على كورنيش المعبد الرئيسي .وتحدث بورخاردت عن
هذا االكتشاف مع نظيره اإليطالي المستكشف جيوفاني بيلونزي ،الذين سافروا معُا إلى الموقع ،لكنهم لم
يتمكنوا من حفر مدخل للمعبد .وعاد بيلونزي في ،1817ولكن هذه المرة نجح في محاولته لدخول
المجمع .وأخذ كل شيء قيم يمكن أن يحمله معه .المرشدون السياحيون في الموقع يربطون االسم
بأسطورة «أبو سمبل» وهي أنه كان هناك فتى محليا صغيرا قاد المستكشفين إلى الموقع من جديد في
وقت مبكر للمعبد المدفون الذي كان يراه من وقت آلخر في الرمال المتحركة .في نهاية المطاف ،أطلقوا
اسم أبو سمبل على المعبد تبعًا السمه
نقل المجمع
وبدأت حملة تبرعات دولية إلنقاذ النصب من الغرق في عام :1959فإن اآلثار الجنوبية القديمة لهذه
الحضارة اإلنسانية كانت تحت تهديد ارتفاع مياه نهر النيل ،التي كانت على وشك أن تنتج عن عملية بناء
.السد العالي في أسوان
وبدأ انقاذ معابد أبو سمبل في عام ،1964وتكلفت هذه العملية 40مليون دوالر .بين عامي -1964
،1968فقد تقطع الموقع كله إلى كتل كبيرة (تصل إلى 30طنا وفي المتوسط 20طنا) ،وتم تفكيكها
وأعيد تركيبها في موقع جديد على ارتفاع 65م و 200م أعلى من مستوى النهر ،وتعتبر للكثير واحدة
من أعظم األعمال في الهندسة األثرية .وإن بعض الهياكل أنقذت من تحت مياه بحيرة ناصر .اليوم ،آالف
من السياح يقوموا بزيارة المعابد يوميا .وإن قوافل من الحافالت والسيارات المصاحبة بالحراسة تخرج
مرتين في اليوم من أسوان ،وهي أقرب مدينة .ويصل العديد من الزوار بالطائرة في المطار الذي تم بناؤه
.خصيصا لمجمع المعبد
المجمccع يتكccون من اثccنين من المعابccد .األكccبر مخصccص لثالث ألهccة لمصccر في ذلccك الccوقت وهم راع-
حاراختي ،وبتاح ،وامcون ،ويcبرز في الواجهcة أربعcة تماثيcل كبcيرة لرمسcيس الثcاني .والمعبcد األصccغر
مخصص لإلله حتحور ،الذي تمت تجسيده نفرتاري ،زوجة رمسيس األكثر حبًا إلى قلبه.
الهيكل العظيم
استغرق بناء المعبد العظيم في أبو سمبل ما يقرب من عشرين عاما ،وقد أنجز في حوالي 24سنة من
حكم رمسيس العظيم (وهو ما يعادل 1265قبل الميالد) .كان مخصص لالله أمون ،راع-
حاراختي ،بتاح ،وكذلك لرمسيس ]5[.ويعتبر عموما أروع وأجمل المعابد التي كلفت في عهد رمسيس
.الثاني ،وواحدة من األجمل في مصر
أربعة تماثيل ضخمة للفرعون التي يصل طولها إلى 20م مع تاج عاطف المزدوج للوجهين البحري
والقبلي لتزيين واجهة المعبد ،والذي عرضه 35مترا ،ومكلل بكورنيش فيه 22قرد الرباح ،ويحيط
المدخل عبدة الشمس ]6[.وكانت التماثيل الضخمة منحوتة مباشرة من الصخور في كان يقع فيها المعبد قبل
نقله .جميع التماثيل تمثل رمسيس الثاني جالسا على العرش ومرتديا التاج المزدوج للوجهين البحري
والقبلي لمصر .التمثال الذي يقع على يسار المدخل تضرر في زلزال ،ولم يتبق سليمًا إال الجزء السفلي
.من التمثال .ويمكن أن يرى الرأس والجذع تحت قدمي التمثال
[
بجوار الساقين للتمثال الضخم ،هناك تماثيل أخرى ال تزيد في االرتفاع عن الركبتين من الفرعون.
]5وهذا يصور نفرتاري الزوجة الرئيسية لرمسيس ،والملكة األم موتاي ،وله ابنان أمون هر
.خبشف ،رمسيس ،وله ست بنات بنتاناث ،باكتموت ،نفرتاري ،مريتامن ،نيبتاوي ،وأستنوفرت
والمدخل نفسه متوج بنقش ضئيل البروز ،يمثل صورتين للملك وهو يعبد الصقر ذو الرأس راع
حاراختي التي يقف تمثالها في مشكاة كبيرة ]5[.وهذا اإلله يمسك في يده اليمنى عقد الهيروغليفية فن
الكتابة المصرية الفرعونية المستخدم والريشة في حين يمسك في يده اليسرى معات إلهة الحقيقة والعدالة،
وهذا ال يقل عن نبتة من الالزهرية نبتة للعمالق رمسيس الثاني واسم العرش المستخدم ماعت -ري.
وعلى رأس واجهة المبنى متوج بصف من 22قرد الرباح وأذرعتهم مرفوعة في الهواء ،ويفترض أنهم
يعبدون الشمس المشرقة .ومالمح بارزة أخرى لواجهة المبنى هو لوحة يسجل فيها زواج رمسيس من
.ابنة الملك هاتسيلي الثالث ،والتي أدت إلى السالم بين مصر وهيتيتس
الثاني أوزيريس Ramessesواحد من ثمانية أعمدة في القاعة الرئيسية للمعبد ،كما تبين
الجزء الداخلي من المعبد له نفس التصميم الثالثي الذي تتبعه معظم المعابد المصرية القديمة ،مع انخفاض
في حجم الغرف من مدخل المعبد .المعبد عبارة عن هيكل معقد جدا وغير عادي نظرا للعديد من
الحجرات الجانبية .فإن قاعة الهيبوستايل (ويطلق عليها أحيانا بروناوس) فهي عبارة عن 18متر طول
وعرضه 16,7مترا ويدعمه ثمانية أعمدة ضخمة أوسيريد يصور رمسيس المتحدي يرتبط
باإلله أوزيريس ،إله الجحيم ،ويشير إلى الطبيعة األبدية للفرعون .التماثيل الضخمة على طول الجدار في
الجهة اليسرى ،وتحمل التاج األبيض للوجه القبلي ،بينما الذين على الجانب المقابل يرتدوا التاج المزدوج
وعلى الجزء السفلى من جدران بروناوس تبرز صور لمشاهد ](pschent).[5للوجهين البحري والقبلي
من المعارك التي شنها الحاكم في حمالت عسكرية .التمثال هو لمعركة قادش على نهر العاصي التي
تسمى في هذا اليوم سوريا ،التي حارب فيها ملك مصر ضد الملك حيثيون ]6[.والنقش األكثر شهرة يظهر
الملك على عربة السهام يطلق السهام ضد الهاربين من األعداء الذين يؤخذوا كأسرى ]6[.ومشاهد أخرى
[]5
تظهر انتصارات مصرية في ليبيا والنوبة.
من قاعة الهيبوستايل ندخل على القاعة الثانية الركائز التي لديها أربعة أركان مزينة بمشاهد جميلة
لعروض لآللهة .وهناك صور لرمسيس ونفرتاري مع القوارب المقدسة ألمون ورع-حاراختي .تعطي
هذه القاعة للوصول إلى ردهة مستعرض في الوسط ومنه يكون المدخل للمعبد .وهنا على حائط أسود،
يوجد قطع لمنحوتات صخرية ألربعة تماثيل جالسة :رع-حوراختي ،رمسيس الملك المؤله ،واآللهة أمون
رع وبتاه رع حورخارتي ،أمون رع ،وبتاه كانوا اآللهة الرئيسية في تلك الفترة ،ومراكز الطائفة
[]5
في مصر الجديدة ،وطيبة ،وممفيس على التوالي.
ومحور المعبد وضع في مكانه من قبل المهندس المصري القديم بطريقة خاصة بحيث يتكرر مرتين في
السنة يوم 22أكتوبر و 21فبراير ،أن تخترق أشعة الشمس المعبد ويلقى الضوء على التمثال فيظهر
[[]5
على الجدار الخلفي ،باستثناء تمثال بتاه ،فإن اإلله كان مرتبط بالجحيم ،والذي ظل دائما في الظالم.
]6ويقال أن هذه التواريخ هي مناسبة عيد ميالد الملك وعلى التوالي يوم تتويجه ،ولكن ال يوجد دليل يدعم
هذا ،وإن كان من المنطقي تماما أن نفترض أن بعض هذه المواعيد لها عالقة لحدث كبير ،مثل االحتفال
اليوبيل الذكرى الثالثين لحكم الفرعون .في الواقع ،وفقا للحسابات التي أجريت على أساس االرتفاع
والنقوش التي عثر عليها علماء اآلثار ،فإن التاريخ كان يجب أن ) (Sothisالشمسي لنجم سيريوس
يكون 22أكتوبر .هذه الصورة للملك تم تعزيزها وتنشيطها بالطاقة الشمسية للنجم ،والمؤله رمسيس
[]5
العظيم يمكن أن يأخذ مقامه بجوار أمون رع ورع -هوراختي.
بسبب نقل المعبد ،فإنه يعتقد على نطاق واسع أن هذا الحدث يحدث اآلن يوم واحد متأخر مما كان عليه
في األصل
المعبد الصغير
معبد حتحور ونفرتاري ،والمعروف أيضا باسم المعبد الصغير ،وقد بني على بعد حوالى مائة متر إلى
حتحور ،ورمسيس الثاني Hathor ،الشمال الشرقي من معبد رمسيس الثاني وكانت قد خصصت لإللهة
وزوجته نفرتاري .وفي الواقع هذه هي في المرة الثانية في التاريخ المصري القديم التي يكرس فيها معبد
للملكة .والمرة األولى كانت عندما خصص أخناتون معبد لزوجته الملكة العظيمة نفرتيتي ]5[.وقطع
الصخر التي في الواجهة مزينة بمجموعتين من العمالقة ،وتفصل بالبوابة الكبيرة .فان ارتفاع التماثيل
أكثر بقليل من عشرة امتار للملك والملكة .على الجانب اآلخر من البوابة هما تماثيل للملك ،مرتديا التاج
األبيض لصعيد مصر (ضخم للجنوب) والتاج المزدوج (ضخم للشمال)؛ هذه التماثيل يحيط بها تماثيل
الملكة والملك .ما يثير الدهشة حقا هو أنه للمرة األولى في الفن المصري ،ويكون تمثال الملك والملكة
[]5
يكونوا متساوين في الحجم.
وبالتقليدي تكون تماثيل الملكات واقفة بجانب الفرعون ،ولكن لم تكن أطول من قامة ركبتيه .ويشهد هذا
االستثناء لقاعدة منذ وقت طويل ،على األهمية الخاصة التي توليها لنفرتاري من قبل رمسيس الذي ذهب
إلى أبو سمبل مع زوجته المحبوبة في السنة 24من حكمه .كما يوجد في المعبد الكبير للملك تماثيل
صغيرة ألمراء وأميرات إلى جانب والديهم .في هذه الحالة هي في وضع متوازن :على الجانب الجنوبي
(في اليسار عندما تكون في وجه البوابة) ،من اليسار إلى اليمين ،واألمراء ميري أتوم ومرير،
واألميرات ميرت آمون وهنتاوي ،واألمراء راحيرونمف ،وامون هر خبشف ،في حين أنهم موجودين في
.الجانب الشمالي لكن بترتيب عكسي .تصميم المعبد الصغير هو نسخة مبسطة للمعبد الكبير
صغيرة في معبد أبو سمبل Ramessesمجموعة اآللهة (إلى اليسار) وحورس (الحق) في العشق
كما أن المعبد الكبير مخصص للملك ،فقاعة الهيبوستايل أو البروناوس محمول على ستة أعمدة؛ في هذه
الحالة ،فإنها ليست أعمدة أوسيريد التي تظهر الملك ،وإنما هي مزينة بمشاهد للملكة تلعب بسينسترم (أداة
مقدسة لأللهة هاذور) ،جنبا إلى جنب
مع آلهة حورس ،خنوم ،خونسو ،وثوث ،واإللهة هاذور ،إيزيس ،ماعت ،موت من
آشر ،ساتيس ،وتاورت؛ في مشهد واحد لرمسيس وهو يقدم الزهور أو حرق البخور ]5[.وأن األعمدة
الرئيسية تحمل وجه اإللهة هاذور؛ وهذا النوع من العمود يعرف باسم هاذورك .وفي قاعة الركائز بروز
توضح تأليه الملك ،وتدمير أعدائه في الشمال والجنوب (في هذه المشاهد الملك ترافقه زوجته) ،وتقديم
الملكة عروض إللهة هاذور وموت ]6[.وقاعة الهيبوستايل يليها ردهة تمنح الوصول من خالل ثالثة
أبواب كبيرة .على الجدران الجنوب والشمال في هذه الغرفة يوجد اثنين من البروز الشعرية -للملك
والوفد المرافق له بتقديم البردي والنباتات لهاذور الذي يوصف بأنه بقرة على متن سفينة تبحر في حزمة
من أوراق البردي .على الحائط الغربي ،رمسيس الثاني ونفرتاري يقدموا عروض
.لإلله حورس واإللهيات كاتراكتس -ساتيس ،أنوبيس ،وخنوم
قطع الصخور المعبد ،والغرفتان المتجاورتين متصلين لردهة المستعرض ومصطف مع محور المعبد.
وتبرز البروز السفلية على الجدران الجانبية الصغيرة ،مشاهد تقديم المستندات لأللهة المختلفة سواء
مقدمة من قبل الفرعون أو الملكة ]5[.وعلى الجدار الخلفي ،والتي تقع إلى الغرب على طول محور
من المعبد ،ثمة مشكاة لهاذور كبقرة مقدسة ،ويبدو أنها تخرج من الجبل :اإللهة موصوفة بأنها عشيقة
[]5
المعبد المكرس لها وللملكة نفرتاري ،التي ترتبط ارتباطا وثيقا باإللهة.
و لكل معبد كاهن مخصوص يمثل الملك في االحتفاالت الدينية اليومية .من الناحية النظرية ،ينبغي أن
يكون فرعون هو الكاهن الوحيد ألداء الطقوس الدينية اليومية في مختلف المعابد في مختلف أنحاء مصر.
في واقع األمر ،فإن الكاهن األكبر هو الذي لعب هذا الدور .للوصول إلى هذا الموقف ،فإنه كان من
الضروري للوصول إلى هذا المركز ،التوسع في تعليم الفن والعلم ،مثلما كان فرعون .القراءة ،الكتابة،
والهندسة ،والحساب ،والهندسة ،والفلك ،ومقاييس الفضاء ،قياس الوقت ،فكل هذا جزء من عملية التعلم.
.على سبيل المثال ،فكهنة هليوبوليس أصبحوا األوصياء للمعرفة المقدسة واكتسبوا سمعة الحكماء
.