Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 58

‫تشجير كتاب‬

‫َّ‬
‫((القواعد الفقهية))‬
‫املستوى الثاني‬
‫َّ‬
‫أعده‪ :‬د‪ .‬مالك حسين شعبان‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الفقهية‬ ‫عريفية بالقواعد‬
‫ِّ‬ ‫املقدمة الت‬

‫َّ‬
‫الفقهية‪.‬‬ ‫تعريف القواعد‬

‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬


‫والن َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تعريف َّ‬
‫الفقهية‪.‬‬ ‫الفقهية‪ ،‬وبيان العالقة بينها وبين القواعد‬ ‫ظريات‬ ‫ألاصولية‪،‬‬ ‫الضابط الفقهي‪ ،‬وألاشباه والنظائر‪ ،‬والقواعد‬

‫َّ‬
‫الفقهية‪.‬‬ ‫أقسام القواعد‬

‫َّ‬
‫الفقهية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫أهمية وفوائد دراسة القواعد‬

‫ُّ‬
‫وتطورها‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الفقهية‬ ‫نشأة القواعد‬

‫َّ‬ ‫َّ‬
‫كل منهج‪.‬‬
‫مناهج العلماء في التأليف في القواعد الفقهية‪ ،‬وأهم الكتب املؤلفة على ِّ‬

‫َّ‬
‫الفقهية‪.‬‬ ‫صياغة القاعدة‬

‫َّ‬
‫الفقهية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫حجية القاعدة‬
‫تعريفات‬

‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الضابط الفقهي‬ ‫َّ‬
‫الفقهية‬ ‫القواعد‬
‫ألاشباه والنظائر‬

‫له إطالقات منها‬


‫ال َّ‬
‫فقهية‬ ‫القواعد‬
‫املناظرة‬ ‫املشابهة‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اصطالحا‬
‫ي ف ة ة ةةر فيه ة ة ةةا الاش ة ة ةةتراك فة ة ة ة‬ ‫الضابط علة الاشتراك ف أ ثر الوجوه ال ِكل ا‪.‬‬ ‫إطالق َّ‬ ‫الضابط علة‬ ‫إطالق‬ ‫اصطالحا‬ ‫لغة‬ ‫لغة‬
‫بع ة ة ة الوجة ة ةةوه‪ ،‬ولة ة ةةو كة ة ةةان‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الكليَّ‬ ‫َّ‬
‫القضي‬
‫وج ً ا ً‬ ‫الكلي‬ ‫القضي‬
‫واحدا‪.‬‬ ‫الفق َّي التي َّ‬ ‫تتكون‬‫َّ‬ ‫الفق َّي التي‬
‫تتكون‬ ‫العلة ة ةةم بارحك ة ة ةةا ال ة ة ةةرعي‬ ‫القضايا َّ‬ ‫جمع قاعدة‪" ،‬القاف والعين‬
‫م والعلم‪.‬‬ ‫الف‬ ‫الكلي ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫جزئياتها م قضايا‬
‫الفقهية‬ ‫النظائر في كتب القواعد‬ ‫الفقهية‬ ‫جزئياتها م قضايا ألاشباه في كتب القواعد‬ ‫العملية ة ة ة ة ‪ ،‬امل ة ة ة ة ة مة ة ة ة ة‬ ‫أي‪َّ :‬أنها محكو فيها علة‬ ‫والدال‪ ،‬وهذه املادة تعني‬
‫باب‬
‫ٍ‬ ‫كلي فق َّي م‬‫َّ‬ ‫كلي فق َّي ‪.‬‬
‫َّ‬
‫أدلتها التفصيلي ‪.‬‬
‫َّ‬
‫الاستقرار والثبات"‪ ،‬والقاعدة‬
‫كاف أفرادها‪ ،‬وتنطبق‬
‫الفروع التي أشبه بعض ا ً‬ ‫الفروع التي أشبه بعض ا ً‬ ‫فقهي واحد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وعلة هذا ال فرق بينه‬ ‫تعني ألاساس؛ فقواعد البيت‬
‫بعضا‬ ‫بعضا‬ ‫علة جميع جزئياتها‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫وبين القاعدة الفق َّي ‪.‬‬
‫الصورة ال ف الح م‪.‬‬ ‫ف‬ ‫الصورة والح م‪.‬‬ ‫ف‬ ‫وهذا التعريف الاصةطالي‬ ‫(ﭑ ﭒ‬ ‫أساسه‪ ،‬ومنه قوله‪:‬‬
‫ً‬ ‫ما انتظم ً‬ ‫َ‬
‫واحد‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫صورا متشابهة في موضوع‬ ‫منط ِبة ةةق علة ةةة القاعة ةةدة أية ةةا‬ ‫ﭖ‬ ‫ﭕ‬ ‫ﭔ‬ ‫ﭓ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫حكما‪.‬‬
‫ً‬
‫صورة ال ً‬ ‫ً‬
‫وحكما‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫الفقهية املتشابهة صورة‬ ‫الفروع‬ ‫مؤثر‪.‬‬
‫جامع ِّ‬
‫ٍ‬ ‫غير ُملت ٍ‬
‫فت فيها إلى معنى‬ ‫كانة ة ةةت؛ أي‪ :‬سة ة ةةوا أكان ة ة ةةت‬ ‫ﭗ)[البقرة‪( ،]621:‬ﯲ ﯳ‬
‫نحوية ة ة ة ة ‪ ،‬أ أص ة ة ة ةةولي ‪ ،‬أ‬ ‫ﯴ ﯵ ﯶ)[النحل‪.]21:‬‬
‫فق ي ‪.‬‬ ‫والعالق ة ة ة ة بينهمة ة ة ةةا م ة ة ة ة ج ة ة ة ة أنَّ‬
‫َّ‬ ‫ال َّن َّ‬ ‫القواعد ألا َّ‬
‫صولية‬
‫الفقهية‬ ‫ظريات‬ ‫ُ‬
‫ألاحك ةةا تبن ةةى عل ةةة القاع ةةدة‪ ،‬م ةةا‬
‫ُ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّأن الجدران تبنى علة ألاساس‪.‬‬
‫فقهية عاملة متشلابهة‬‫موضوعات َّ‬ ‫ٌّ‬
‫فقهي يدخل تحته‬ ‫موضوع ِّكل ٌّي‬ ‫القواعد التي ُي َّ‬
‫توصلل بهلا إللى اسلت باك ألاحكلام‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫كلية َّ‬
‫فقهية‪.‬‬ ‫فقهية‪ ،‬جزئياتها قضايا َّ‬
‫كلية َّ‬
‫قضية َّ‬
‫هي‪َّ :‬‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫فصيلية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الفرعية عن أدلتها الت‬ ‫الش َّ‬
‫رعية‬
‫لوع‬
‫في ألاركان والشروك وألاحكلام العاملة‪ ،‬ملع اختصلا ك ِّلل موض ٍ‬ ‫كلية َّ‬
‫قضية فيها تمثل قضايا َّ‬
‫الفقهية‪ ،‬التي جزئيات كل َّ‬
‫َّ‬ ‫أو هي‪ :‬القضايا َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫فقهية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الكلية‬
‫ونظريلة‬ ‫ونظرية العقد‪،‬‬ ‫كنظرية الحق‪،‬‬ ‫الخاصة؛‬ ‫بأركانه وشروطه‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الحق‪ ،‬ونظرية الضمان‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫َّ ُّ‬
‫التعسف في استعمال ِّ‬
‫َّ‬
‫الفقهية‬ ‫الفرق بين القواعد‬
‫وبين‬

‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الن َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الضابط الفقهي‬
‫الفقهية‬ ‫ظريات‬ ‫ألاصولية‬ ‫القواعد‬ ‫ألاشباه والنظائر‬

‫َّ‬
‫الفقهية‬
‫َّ‬
‫التشابه بين القواعد‬ ‫تشترك القواعد‬ ‫َّ‬
‫الفقهية‬ ‫تفترق القواعد‬ ‫تمثل ألامر‬ ‫ِ‬ ‫القواعد الفق َّي‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫تشترك القواعد‬
‫َّ‬
‫والن َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫والن َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الجامع بين الفروع الفق َّي‬
‫ظريات‬ ‫الفقهية‬ ‫الفقهية‬ ‫ظريات‬ ‫الفقهية والقواعد‬
‫َّ‬
‫والقواعد ألاصولية في‬
‫َّ‬ ‫َّأن القاعدة الفق َّي ‪-‬‬ ‫ً‬
‫فروعا‬ ‫َّأن القاعدة الفق َّي تجمع‬
‫َّ‬ ‫ألاصولية في وجهين‪:‬‬ ‫تمثل‬ ‫امل ابه ‪ ،‬وألاشباه والنظائر ِ‬
‫ُم َّتفق عليها ف الغال ‪-‬‬ ‫الضابط َّ‬
‫الفقهية في وجهين‪:‬‬ ‫أربعة أوجه‪:‬‬ ‫وأما َّ‬
‫م أبواب شتى‪َّ ،‬‬
‫فإنه‬
‫م‪ :‬ج اشترا ما ف َّأنهما يجمعان‬ ‫الفروع أو الجزئيات التي تجمع ا‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫بين مجموع املذاه أو‬ ‫فروعا م باب واحد‪.‬‬ ‫يجمع‬
‫أحكاما فق َّي م أبواب مختلف ‪.‬‬ ‫تلك القاعدة الفق َّي ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫الضابط‬ ‫أغلبها‪َّ ،‬أما‬ ‫فمثال‪ :‬قاعدة‪( :‬ألامور بمقاصدها)‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫يختص‬ ‫فالغال فيه أن‬ ‫فروعا م أبواب مختلف ‪.‬‬ ‫تجمع‬
‫تتضم ح ًما‬ ‫َّ‬ ‫القاعدة الفق َّي‬ ‫معيارا وميز ًانا للفروع‬
‫ً‬ ‫كل منهما ُّ‬
‫يعد‬ ‫ٌّ‬ ‫َّ‬
‫كلي‬ ‫َّ‬
‫قضي‬ ‫ٌّ‬
‫كل منهما‬ ‫َّ‬
‫معين‪.‬‬ ‫بمذه‬ ‫إال‬ ‫ُّ‬
‫الضابط‪( :‬كل ميت ٍ نج‬ ‫َّ‬
‫فق يا ف ذاتها‪ ،‬وهذا الح م ينتقل‬ ‫الفق َّي ؛ فقواعد ألاصول معيار‬ ‫يدخل‬ ‫متعلق بالفقه‪،‬‬‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ال َّ مك والجراد) لتعلقه بباب‬
‫َّ‬
‫ألادل ‪َّ ،‬‬ ‫تحتها فروع فق يَّ‬ ‫َّ‬
‫إلة الفروع املندرج تحتها‪.‬‬ ‫وأما‬ ‫الستنباط الفروع م‬ ‫ثيرة‪.‬‬ ‫واحد أو بابين؛ إذ قد يتعلق بباب‬ ‫ٍ‬
‫مثال‪ :‬قاعدة (اليقين ال يزول‬
‫ً‬ ‫القواعد الفق َّي فهي معيار لضبط‬ ‫النجاسات‪ ،‬وبباب الذبائح والصيد‪.‬‬ ‫َّ‬
‫تضمنت ح ًما فق يا ف‬ ‫َّ‬ ‫بال َّ ك)‬ ‫الفروع امل ابه بعد الاستنباط‪.‬‬
‫كل م أل اجتمع فيها يقين وشك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تمثل‬ ‫ها‬ ‫َّ‬
‫فإن‬ ‫َّ‬
‫ي‬ ‫الفق‬ ‫َّ‬
‫ظري‬ ‫َّأما َّ‬
‫الن‬
‫ِ‬
‫ٌّ‬ ‫معنى ً‬ ‫ً‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫فقهي؛‬ ‫عاما ليس فيه ح م‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫متقدم ف‬
‫ِ‬ ‫ألاصولي‬ ‫القاعدة‬ ‫َّ‬
‫يتوصل‬ ‫َّ‬
‫ألاصولي وسيل‬ ‫القاعدة‬ ‫ألاصولي هو ألادل‬ ‫َّ‬ ‫موضوع القاعدة‬ ‫َّ‬ ‫ألاصولي ُت َت َ‬
‫َّ‬
‫نظري الحق‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الجزئيات‬ ‫خرج منها أحكا‬ ‫القاعدة‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫الذهني والواقع علة‬ ‫وجودها ِ‬ ‫بها املجتهد إلة التعرف علة‬ ‫يعرض ل ا‪ ،‬أما القاعدة الفق َّي‬ ‫وما ِ‬ ‫مباشرة‪ ،‬أماَّ‬ ‫الفق َّي بواسط الدليل وليس‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫القواعد الفق ي ‪ ،‬بل إن القاعدة‬ ‫الفق َّي ‪ ،‬والقاعدة‬ ‫ألاحكا‬ ‫فموضوع ا هو فعل املكلف‪.‬‬ ‫الجزئيات‬ ‫َّ‬ ‫القاعدة الفق َّي ف ُ َت َ‬
‫خرج منها أحكا‬
‫‪2‬‬ ‫متقدم علة الفروع‬ ‫َّ‬
‫ألاصولي‬ ‫الفق َّي ضابط ِل ٌّ لألحكا‬ ‫توسط َّ‬‫مباشرة دون ُّ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ولذلك توصف بع القواعد بأنها‬ ‫الدليل‪.‬‬ ‫الفق َّي‬
‫الفق َّي ‪ ،‬التي َّ‬ ‫ُ‬
‫ظري‬ ‫َّأن بينهما عمو وخصوص وجهي؛ وذلك َّأن َّ‬
‫الن َّ‬ ‫نف ا التي جا ت القواعد‬ ‫توصل إليها املجتهد‬ ‫(أصولي فق َّي ) ‪-‬أي‪ :‬أنها ت َتعمل‬ ‫َّ‬
‫جرد ع القرين للوجوب) ال‬
‫ُ‬
‫مثال‪ :‬قاعدة (ألامر امل َّ‬‫ً‬
‫الفق َّي ُت ُّ‬ ‫الفق َّي لجمع ا وضبط ا‪.‬‬ ‫َّ‬
‫أعم وأوسع م القاعدة الفق َّي م ج‬ ‫عد ُّ‬ ‫ألاصولي ‪.‬‬ ‫باستعماله القاعدة‬ ‫ف ألامري ‪ ،-‬واشتمال ثير م ت‬ ‫تفيد وجوب الصالة أو الزكاة مباشرة‪ ،‬بل ال ُب َّد‬
‫النظري‬ ‫َّأن القاعدة الفق َّي يم أن تدخل تحت َّ‬ ‫َّ‬
‫القواعد علة قواعد اشتهر أنها‬ ‫توسط َّ‬
‫ُّ‬
‫الدليل بين القاعدة والح م؛ قوله‬ ‫م‬
‫وتخدم ا‪.‬‬ ‫َّ‬
‫أصولي خالص ‪.‬‬ ‫قواعد‬
‫أعم وأوسع م َّ‬ ‫والقاعدة الفق َّي ُت ُّ‬ ‫ً‬ ‫تعالة‪( :‬ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ)[النور‪.]61:‬‬
‫ظري الفق يَّ‬ ‫الن َّ‬ ‫عد ُّ‬ ‫ُ‬
‫مثال‪ :‬قاعدة (إعمال ال ال أولة م‬ ‫قاعدة (اليقين ال يزول بال َّ ك) تفيد أن م‬
‫َّ‬
‫معين‪َّ ،‬أما‬ ‫تتقيد بموضوع وال باب َّ‬ ‫م ج َّأن القاعدة ال َّ‬ ‫إلة‬ ‫إهماله)‪ ،‬وقاعدة (ال ُين َ‬ ‫شك ف الحدث‪َّ ،‬‬ ‫ثم َّ‬ ‫َّ‬
‫الط ارة َّ‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬ ‫فإنه يعمل‬ ‫تيق‬
‫متعلق بموضوع ُم َّعين؛ كالعقد‪،‬‬ ‫َّ َّ‬ ‫َّ‬
‫الن َّ‬ ‫سا ٍت قول)‪.‬‬ ‫توسط َّ‬ ‫َّ‬
‫بيقين الط ارة بدون الحاج إلة ُّ‬
‫ظري فال بد أن تكون ِ‬ ‫الدليل‪.‬‬
‫ً‬
‫حينئذ ف العبادات مثال‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أو املل َّي ‪ ،‬فال تدخل‬
‫تقسيم القواعد الفقهية باعتبار‬

‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫املوضوع‬ ‫ألاصل الذي است ِّم َّدت منه‬ ‫بعية‬
‫َّ‬
‫والت َّ‬ ‫الاستقالل‬ ‫الاتفاق عليها وعدمه‬
‫ِّ‬ ‫الشمول ِّ‬
‫والاتساع‬
‫أو باعتبار مصدرها‬
‫تقسيم القواعد إلى أقسام‬
‫ُمتع ِّلددة مللن حيل موضللوع‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫القواع ل ل ل ل ل للد َّ‬ ‫الكلي ل للة الك ل للرى‪ :‬وه ل للي‬ ‫القواع ل للد َّ‬
‫كل مجموعة منها‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القواعل ل للد ألاصل ل ل َّللية املسل ل للتقلة‬ ‫القواعد املاتلف فيها‬ ‫القواعللد املتفللق عليهللا بللين‬ ‫الخاصل ل ل ل ل للة‪ :‬وهل ل ل ل ل للي‬ ‫القواعل ل ل ل ل للد‬ ‫الكلي ل ل ل ل ل للة‬
‫جمي ل ل ل ل ل ل للع امل ل ل ل ل ل ل للذاهب ف ل ل ل ل ل ل للي‬ ‫لأبواب‬ ‫َّ‬ ‫الص ل ل ل ل ل ل ل للغرى‪ :‬وه ل ل ل ل ل ل ل للي‬ ‫القواع ل ل للد الداخل ل ل للة ف ل ل للي جمي ل ل للع‬
‫املثال‪:‬‬ ‫َّ‬
‫الن ُّ‬ ‫ع ل للن غيره ل للا؛ بحي ل ل ال تك ل للون‬ ‫في الجملة‪:‬‬ ‫القواع ل ل للد املاتص ل ل للة ب ل ل ل ٍ‬
‫ص‬ ‫القواعد التي أصلها‬ ‫القواعللد َّ‬
‫قواعد موضوعها‪:‬‬ ‫ُّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫قي ل ل ل ل ل ًلدا لقاع ل ل ل ل للدة أخ ل ل ل ل للرى‪ ،‬وال‬ ‫الجملل ل للة؛ ومنهل ل للا القواعل ل للد‬ ‫فقهي ل ل ل ل للة َّ‬
‫معين ل ل ل ل للة‪ ،‬ولكنه ل ل ل ل للا ال‬ ‫َّ‬ ‫الكليللة غيللر‬ ‫أب ل ل ل ل ل للواب الفق ل ل ل ل ل لله‪ ،‬أو غال ه ل ل ل ل ل للا‪،‬‬
‫والسنة)‪ ،‬وهذا‬ ‫الش ُّ‬
‫رعي (الكتاب‬ ‫الخمللس الك للرى‪ ،‬والغالللب‬ ‫ُ‬ ‫مبني عليها‪.‬‬ ‫والفقه ٌّ‬
‫ُّ‬ ‫متفرعل ٍلة ع للن غيره للا‪ ،‬و ش للمل‪:‬‬ ‫تتفل ل ل ل ل َّلرع عل ل ل ل للن القواعل ل ل ل للد ف ل ل ل ل للي‬ ‫طلل ل ل ل ل ل للق‬ ‫الك ل ل ل ل ل ل للرى‪ ،‬وأ ِّ‬
‫‪( -‬الشروك)‬
‫النوع ينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ف للي ه للذا القس للم أن ُيص للا‬ ‫َّ‬
‫وهي القواعد الخمس أو السلت‬
‫املالية)‬‫‪( -‬العقود َّ‬ ‫القواع ل ل ل للد الك ل ل ل للرى‪ ،‬وك ل ل ل للذلك‬ ‫القس ل ل للمين املتق ل ل ل ِّلدمين‪ ،‬وه ل ل للي‬ ‫عليه ل ل ل ل ل ل للا الصل ل ل ل ل ل ل للغرى‬
‫إنشائي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫بأسلوب خ ر ٍي ال‬ ‫الك رى‪:‬‬
‫تميي ل ل ل ل ل ل ً ا لهل ل ل ل ل للا ع ل ل ل ل ل للن‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫بمعنللى َّ‬
‫‪( -‬الحقوق والضمان)‬ ‫الصل للغرى الغي ل لر ِّ‬
‫متفرعل للة م ل للن‬ ‫الضللابط عنللد مللن يللرى‬ ‫ِّ‬
‫َّ‬ ‫القواعد الك رى‪.‬‬ ‫‪ -1‬ألامور بمقاصدها‪.‬‬
‫الش َّ‬
‫رعية)‪.‬‬ ‫‪َّ -‬‬
‫(السياسة‬ ‫لاب فقهل ل ل ل ل ل ٍلي‬
‫اختصاص ل ل ل ل لله ببل ل ل ل ل ل ٍ‬ ‫الك رى‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ب‬ ‫أ‬ ‫‪ -2‬اليقين ال يزول بالشك‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مع ل ل َّلين؛ كقاع ل للدة‪( :‬ك ل للل ميت ل ل ٍلة‬
‫ُّ‬ ‫وتنقسم إلى قسمين‪:‬‬ ‫َّ‬
‫مث ل ل ل ل ل للل‬
‫القواع ل ل ل ل ل للد الت ل ل ل ل ل للي ت ِّ‬
‫مث ل ل ل ل ل للل‬
‫القواع ل ل ل ل ل للد الت ل ل ل ل ل للي ت ِّ‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫نجس ل ٍلة إال َّ‬ ‫‪ -3‬املشقة تجلب التيسير‪.‬‬
‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫الس للمك والج لراد)‪،‬‬ ‫الضرر ُيزال‪.‬‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫بمعناه ل ل ل للا نص ل ل ل للا ش ل ل ل للرعيا؛‬
‫بلفظه ل ل ل ل للا نص ل ل ل ل للا ش ل ل ل ل للرعيا؛‬ ‫القواعللد املاتلللف فيهللا بللين‬ ‫القواعد املاتلف فيهلا بلين‬ ‫و(ك ل ل ل ل ُّلل مك ل ل ل للروه ف ل ل ل للي َّ‬
‫َّ‬ ‫الص ل ل ل للالة‬ ‫ُ َّ‬
‫مثل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل للل‪( :‬ألامل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل للور‬
‫بحي ل ل ل ل ال تاتل ل ل ل للف عن ل ل ل لله‬ ‫علم ل ل ل للاء امل ل ل ل للذهب الواح ل ل ل للد‪:‬‬ ‫الفقهي ل للة‬ ‫علم ل للاء امل ل للذاهب‬ ‫ُ‬ ‫‪ -5‬العادة محكمة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫‪2‬‬ ‫َّ‬ ‫سقط فضيلتها)‪.‬‬ ‫ي ِّ‬
‫بمقاصل ل للدها)‪ ،‬فقل ل للد أ ِّخل ل للذ‬
‫مطلقل للا‪ ،‬أو كل للان الاخل للتال‬ ‫َّ‬ ‫الغال ل للب ف ل للي ه ل للذا الن ل للوع أن‬ ‫املاتلفل ل ل ل ل ل ل ل ل للة؛ كقاع ل ل ل ل ل ل ل ل ل لدة‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -6‬إعمل ل ل للال الكل ل ل للالم أولل ل ل للى مل ل ل للن‬
‫املتفرع ل ل للة‪ ،‬التابع ل ل للة‬
‫ِّ‬ ‫القواع ل ل للد‬ ‫ُ‬
‫لفظها ملن معنلى قولله ‪:‬‬ ‫بينهمل ل ل للا يس ل ل ل ل ًليرا؛ مث ل ل ل للل‪( :‬ال‬ ‫لائي‪،‬‬
‫يص ل ل للا بأس ل ل لللوب إنش ل ل ل ٍ‬
‫ُ‬ ‫(ال ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ُّلرخص ال تن ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل للاك‬ ‫إهماله‪.‬‬
‫َّ‬ ‫لغيره للا م للن القواع للد الخادم للة‬
‫بالن َّيات»‪.‬‬ ‫ض ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل للرر وال ضل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل لرار)‪،‬‬
‫«إنما ألاعمال ِّ‬ ‫لها؛ من جهة‪:‬‬ ‫َفي ل ل ل ِّلر ُد بص ل ل لليغة الاس ل ل للتفهام؛‬ ‫باملعاص ي)‪.‬‬ ‫وبعض ل ل للهم يجعله ل ل للا قاع ل ل للدة‪( :‬ال‬
‫بالض ل ل ل ل ل للمان)؛‬ ‫َّ‬ ‫و(الخ ل ل ل ل ل لراع‬ ‫مثله القواعد‬ ‫َّ ُ‬ ‫بالن َّية)؛ وهي متداخللة‬ ‫ثواب إال ِّ‬
‫إشللارة إلللى وقللوع الخللال فللي‬ ‫وهذا النوع ي ِّ‬
‫فهما ُّ‬ ‫امل للذهب؛ كق للول ُّ‬ ‫مع القاعدة ألاولى‪.‬‬
‫نبويين‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫حديثين‬ ‫نص‬ ‫ليوطي‪:‬‬ ‫الس ل‬ ‫ألاربع ل ل ل ل ل للين الت ل ل ل ل ل للي ذكره ل ل ل ل ل للا‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫َّ‬
‫‪2‬‬ ‫ِّ‬
‫ُّ‬
‫القواع للد الت للي أص لللها الاس للتقراء ل حك للام الفقهي للة؛‬ ‫(قاع للدة‪ :‬ه للل الع للرة بص للي‬ ‫يوطي)‪ ،‬واقتصر (ابلن‬ ‫(الس ُّ‬ ‫املتفرع ل للة ع ل للن القواع ل للد‬ ‫الداخلللة ف للي أبللواب َّ‬
‫فقهيللة كثي للرة‪ ،‬القواع ل للد‬ ‫القواعللد َّ‬
‫ِّ‬
‫أي‪ :‬اسل للت بطها العلمل للاء مل للن خل للالل تتل ل ُّلب ِّعهم ألحكل للام‬ ‫العقود أو بمعانيها)‪.‬‬ ‫نجل ل ل لليم) منهل ل ل للا علل ل ل للى تسل ل ل للع‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫م للع ع للدم اختصاص للها بب للاب فقه ل ٍلي مع للين‪ ،‬الك للرى مللع كوتهللا ماتصللة بللأبواب‬
‫عشرة قاعدة‪.‬‬ ‫معينلة ملن أبلواب الفقله؛ كقاعلدة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫الن للوع ع ل َّلد من لله ُّ‬
‫(الس ل ُّ‬ ‫َّ‬
‫الفقلله فللي مواردهللا املاتلفللة‪ ،‬وهللذا القسللم أك للر مللن‬ ‫ليوطي) أربع للين‬ ‫وه للذا‬
‫القسم َّ‬ ‫قاعدة‪-‬وذكر أنله يتا َّلرع عليهلا ملا ال ينحصلر (الع ل ل ل للرة فل ل ل ل للي العق ل ل ل للود باملقاصل ل ل ل للد‬ ‫َّ‬
‫ألاول؛ ويكون هذا الاست باك َّإما‪:‬‬
‫الجزئيلة‪ ،-‬واقتصلر (ابلن نجليم) واملعاني ال باأللفاظ واملباني)‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫من ُّ‬
‫الصلور‬
‫ب‬ ‫أ‬ ‫َّ‬
‫منه ل ل للا علل ل ل للى تسل ل ل للع عش ل ل للرة قاعل ل ل للدة‪ .‬وهل ل ل للذه و‪( :‬ألايمللان مب يلة علللى ألاغ لرا ال‬
‫كوتهل ل للا قيل ل ل ًلدا لقاعل ل للدة أخ ل ل للرى‪ ،‬أو‬ ‫جانبللا مللن جوانللب قاعللدة‬ ‫أتهللا ُتمثللل ً‬
‫ِّ‬
‫ب‬ ‫علل ل للى ألالفل ل للاظ)؛ املتفل ل للرعتين عل ل للن‬ ‫القواعد منه ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل لا‪:‬‬
‫أ‬ ‫مسلتنناة منهلا ‪-‬عللى القلول بوجلود‬ ‫ً‬
‫أخ ل للرى‪ ،‬أو تطبيق ل للا له ل للا ف ل للي مج ل للاالت‬ ‫قاعدة‪( :‬ألامور بمقاصدها)‪.‬‬
‫َّ‬
‫بل للالنظر إلل للى مجمل للوع فتل للاوى ذلل للك مل للام‬ ‫لص صللرية ألحللد ألائم للة؛‬ ‫املستننيات من القواعد حقيقلة‪-‬‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫مللن نل ٍ‬ ‫معينة‪.‬‬
‫لتركة‪،‬‬‫لان مشل ٍ‬ ‫وإلللى ِّعل ِّلهللا‪ ،‬ومللا بينهللا مللن معل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫املث ل ل ل للال‪ :‬قاع ل ل ل للدة‪( :‬ال ي س ل ل ل للب‬ ‫مثللال‪ :‬قاعللدة‪( :‬إنمللا تعت للر العللادة‬ ‫الذمللة)‬
‫مثللال‪ :‬قاعللدة‪( :‬ألاصللل ب لراءة ِّ‬
‫لتم صللياغة القاعللدة فللي صللورة‬ ‫ومللن َثل َّلم يل ُّ‬
‫لس ل ل للاكت ق ل ل للول) و(إذا ض ل ل للاق‬ ‫إذا اط ل ل ل ل ل للردت أو غلب ل ل ل ل ل للت) فه ل ل ل ل ل للي‬ ‫تفرعلة علن قاعلدة‪( :‬اليقلين ال‬ ‫ُ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ُ‬
‫قض ل ل َّلية ك َّلي ل للة؛ املث ل للال‪ :‬قاع ل للدة‪( :‬م ل للا غ َّيل ل ل َر‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫فهلي م ِّ‬ ‫َّ‬
‫ألامللر اتسللع)؛ أ ِّث َرتللا عللن مللام‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الف ل ل ل للر ف ل ل ل للي َّأول ل ل ل لله َّ‬
‫تفرع ل ل للة ع ل ل للن قاع ل ل للدة‪( :‬الع ل ل للادة‬ ‫م ِّ‬ ‫ي ل للزول بالش ل ل ِّلك) م ل للن جه ل للة أن ب ل لراءة‬ ‫ما هو ملن القواعلد املسلتقلة علن القواعلد‬ ‫م للا ه للو متف ل َّلرع أو يمك للن تفر ع لله ع للن القواع للد‬
‫غي ل ل ل للره ف ل ل ل للي خ ل ل ل للره)؛‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬
‫افعي بهذا النص‪.‬‬ ‫الش ِّ‬ ‫محكمة)؛ إذ هي تعد قيدا لها‪.‬‬ ‫مثل جانب اليقين‪.‬‬ ‫الذمة فيها ت ِّ‬
‫َّ‬
‫ِّ‬ ‫الك للرى‪ ،‬والتللي يمكللن أن يتفل َّلرع عنهللا بع ل‬ ‫الك رى؛ كقاعدتي‪( :‬ال ُي سب إلى ساكت قلول)‬
‫اس ل للت بطها (أبل ل للو الحسل ل للن الكر ل ل للي) مل ل للن‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫خ للالل ُّ‬ ‫القواع ل ل للد؛ مث ل ل للل قاع ل ل للدة‪( :‬الت ل ل للابع ت ل ل للابع)‪،‬‬ ‫البين خطلؤه) املتفلرعتين علن‬ ‫و(ال ع رة بالظ ِّن ِّ‬
‫تأمل لله لك للالم ( م للام أب للي حنيف للة)‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫وقاعدة‪( :‬الاجتهاد ال ُينق ُ باالجتهاد)‪.‬‬ ‫قاعدة‪( :‬اليقين ال يزول بالش ِّك)‪.‬‬
‫في اثني عشر فرعا فقهيا في باب الصالة‪.‬‬
‫َّ‬
‫الفقهية‬ ‫َّ‬
‫أهمية وفوائد دراسة القواعد‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫املتخصصين ف علو‬ ‫يفيد غير‬ ‫ت اعد علة إدراك مقاصد ال َّ ريع ؛ وذلك‬ ‫الفق َّي لدى دارسه‬
‫ََ‬
‫تكوي املل‬ ‫جمع الفروع والجزئيات الفق َّي‬
‫ِ‬ ‫يفيد ف املقارن‬
‫ال َّ ريع ؛ م حيث اطالع م‬ ‫َّ‬
‫الكلي ‪ ،‬وما‬ ‫َّأن إدراك القاعدة الفق َّي‬ ‫بين املذاه الفق َّي ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫م ج ٍ ‪ ،‬وم ج ٍ أخرى يم ِ‬ ‫واحد‬
‫أصل ٍ‬‫املتعددة واملتناثرة تحت ٍ‬
‫ِ‬
‫علة الفقه بأي ر طريق‪،‬‬ ‫م ائل تفيد ف ف م‬ ‫يندرج تحتها م‬ ‫ذلك الفقيه م الاطالع علة مآخذ‬
‫َّ‬
‫موليته للفقه ْلاسالمر‪،‬‬ ‫وب‬ ‫وهذا ُيفيد ف أمري‬
‫رعي التي دعت إلة أحكا‬ ‫املقاصد ال َّ َّ‬ ‫الفقه‪ُ ،‬في اعده ذلك ف تخريج‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫والرد علة م يتهمونه بالجمود‪.‬‬ ‫ً‬
‫تلك الفروع؛ فمثال‪ :‬دراس قاعدة‪( :‬امل َّق‬ ‫الفروع بطريق سليم ٍ ‪ ،‬واستنباط‬
‫التي ير) وما يندرج تحتها م فروع‬ ‫َّ‬ ‫تجل‬ ‫املتجددة‪.‬‬ ‫ألاحكا املناسب للوقائع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫تعطر تصورا لدى الدارس‪ :‬بأن دفع الحرج‬ ‫ُي ِ ل إدراك أحكا الفروع وحفظ ا‬ ‫والصفات الجامع‬
‫الروابط ِ‬ ‫إدراك َّ‬
‫َْ َ َ‬
‫ورفعه م مقاصد هذه ال َّ ريع ‪.‬‬ ‫"اعل ْم أ َّن ف‬ ‫قال ال ُّ يوطر ‪-‬رحمه هللا‪:-‬‬ ‫بطريق أي ر؛ مع نمو الفقه ُّ‬
‫وتفرعه‪،‬‬ ‫بين هذه الفروع والجزئيات‬
‫َّ َ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َّ َ َ‬
‫النظا ِئر ف ٌّ َع ِظيم‪ِ ،‬ب ِه ُيطلع َعلة‬ ‫ألاشباه و‬ ‫ُّ‬
‫تجدد‬ ‫و ثرة م ائله؛ ب ب‬ ‫املتناثرة ف ألابواب املختلف ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫آخذه وأسراره‪،‬‬ ‫حقا ِئق ال ِفقه ومد ِار ه‪ ،‬وم ِ‬ ‫مر العصور‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الحوادث علة ِ‬
‫ضاره‪َ ،‬و ُي ْق َت َدر َعلة‬ ‫است ْح َ‬
‫َ ْ‬
‫ويت َم َّ ر ِف ف ْ مه و ِ‬
‫ََُ‬
‫َ َ َ َْ‬ ‫ْ ْ َ َ َّ ْ‬
‫التخ ِريج‪َ ،‬و َم ْع ِرف أ ْحكا امل َ ِائل‬ ‫ِْلالحاق و‬
‫َ ََْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ َ ْ‬ ‫ط ْالف ْق َه ب َق َواعده ْ‬
‫اس َت ْغ َنى َع ْ‬ ‫ََ ْ ََ َ‬
‫ال ِتي لي ت ِبم طور ٍة‪ ،‬والحو ِادث والوقا ِئع‬ ‫ِ ِ ِِِ‬ ‫قال القراف ‪-‬رحمه هللا‪" :-‬وم ضب‬
‫َّالتي َال َت ْن َقض ي َع َلة َم َمر َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ََْ ْ ُ ْ‬
‫الز َمان"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات"‪.‬‬ ‫ِحف ِظ أ ث ِر الجزِئ َّي ِ‬
‫ات ِالن ِد َر ِاج َ ا ِف الك ِلي ِ‬

‫وقال اب رج ‪-‬رحمه هللا‪:-‬‬


‫صولَ‬ ‫ط ل ْل َفقيه ُأ ُ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َََ‬ ‫َ"ف َ ِذه َق َو ُ ُ‬
‫اعد م ِ َّم وفوا ِئد جم ‪ ،‬تض ِب ِ ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان َع ْن ُه َق ْد َت َغ َّي ‪َ.‬‬ ‫ْاملَ ْذ َه ‪َ ،‬و ُت ْطل ُع ُه م ْ َمآخذ ْالف ْقه َع َلة َما َك َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ ُ َ ُ َ ْ ُ َ َْ‬
‫ور امل َ ا ِئ ِل ِف ِسلك َو ِاح ٍد‪َ ،‬وت َق ِي ُد ل ُه ال َّ َو ِار َد‬ ‫وتن ِظم له منث‬
‫َ‬ ‫َ ْ ْ َّ‬ ‫ََ ُ ُ ََ‬ ‫ََُ‬
‫اظ ُر ِف ِيه ا َّلنظ َر"‪.‬‬
‫اع ٍد‪ ،‬فل ُي ْم ِع الن ِ‬ ‫وتق ِر ُب عل ْي ِه ك َّل متب ِ‬
‫ُّ‬
‫وتطورها‬ ‫َّ‬
‫الفقهية‬ ‫نشأة القواعد‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قسم هذه ال شأة إلى مرحلتين‬
‫يمكن أن ن ِّ‬

‫َّ‬
‫املرحلة الثانية‬ ‫املرحلة ألاولى‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫مرحلة الجمع والتدوين‬ ‫مرحلة ال شوء والظهور‬

‫الرابع الهجري‪ ،‬وذلك م خالل أول تاب نجده‬ ‫بأن هذه املرحل بدأت ف القرن َّ‬ ‫ُيم القول َّ‬ ‫ص ال َّ رع ؛ م القرآن ال ريم وال ُّ َّن ‪ ،‬وذلك أي علم م العلو‬ ‫َّ‬
‫إن القواعد الفق ي ارتبطت ف ن أتها‪ ،‬بوجود الن ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫ف هذا ال َّ أن‪ ،‬وهو تاب ((رسال ف ألاصول التي عليها مدار فروع‬ ‫علما م العلو ‪.‬‬ ‫الصف ‪ ،‬وجمع ا‪ ،‬واعتبارها ً‬ ‫ال َّ َّ‬
‫الحنفي )) ربر الح‬ ‫رعي ‪ ،‬ول املقصود هنا‪ :‬هو ال ال ع ن أة القواعد وظ ورها بهذه ِ‬
‫فإن ن أة القواعد الفق َّي ‪ ،‬قد ارتبطت بن أة الفقه‪ُّ ،‬‬ ‫ورجل هذا؛ َّ‬
‫اختصارا بة(أصول ال رخ )‪ ،‬ول بع العلما قد‬ ‫ً‬ ‫ال رخ الحنفر (ت‪320‬ه)‪ ،‬وقد ُي َّمى‬ ‫وتعدد فروعه‪ ،‬ونضج مباحثه‪ ،‬فكان م املناس أن تأتر‬
‫الدباس) ‪-‬وهو م علما الحنفي ‪ ،‬وم أقران أبر الح ال رخ ‪ -‬قد َّرد‬ ‫ذ ر َّأن (أبا طاهر َّ‬ ‫ن أة القواعد الفق َّي مرتبط بعصر الاجتهاد الفقهي‪ ،‬املرت ز علة ال تاب وال ُّ َّن ‪.‬‬
‫تمثل عصر َّ‬ ‫َّ‬
‫كل حال فنح ال نعلم حقيق هذه القواعد‬ ‫مذه أبر حنيف إلة سبع ع رة قاعدة‪ ،‬وعلة ِ‬ ‫الصحاب ‪ ،‬وفترة م‬ ‫ولذلك؛ فإن ظ ور القواعد الفق َّي ف مبدئه كان قبل تدوي الفقه‪ ،‬وه املرحل التي ِ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫امل ار إليها‪ ،‬وهل ه بمعنى القواعد التي نح بصددها‪ ،‬أو أنها قواعد أصولي ؟‬ ‫النصوص التي ُيم أن ت َع َّد‬ ‫والتابعين‪ ،‬طائف م ُّ‬ ‫الصحاب ‪َّ ‬‬ ‫َّ‬ ‫التابعين‪ ،‬وهنا نجد َّأنه قد وردت علة أل ن بع‬ ‫عصر َّ‬
‫ُ‬ ‫نموذجا للقواعد الفق َّي ف تلك املرحل ‪ ،‬وم هذه َّ‬ ‫ً‬
‫ومما ُيذ ر ف هذه املرحل ‪ ،‬ما ن ِ َ إلة (القاض ي ح ين) (ت‪212‬ه) ‪-‬وهو م علما‬ ‫َّ‬ ‫النصوص‪:‬‬
‫ْ َ ُّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َّ َ َ‬
‫ال َّ افعي ‪ ،-‬م أنه َّرد مذه ال افع إلة أربع قواعد؛ وه القواعد الخمس ال برى‪ ،‬عدا‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫اط َع ال ُحقو ِق ِعند ال ُرو ِط)‪.‬مصنف اب أبر شيب‬ ‫‪ -1‬قول عمر ب الخطاب ‪ِ ( :‬إن مق ِ‬
‫قاعدة ألامور بمقاصدها‪.‬‬ ‫ارَي ِ ض َمان)‪.‬مصنف عبد الرزاق‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫‪ -2‬قول عل ‪َ ( :‬ل ْي َ َ َ َ‬
‫ُّ‬ ‫اح ِ الع ِ‬ ‫س علة ص ِ‬
‫َّ‬ ‫َ َ َّ َ‬
‫الفقهية وتدوينها‪ ،‬يرجع إلى أمرين‬ ‫سبب تأخر جمع القواعد‬ ‫ف)‪.‬مصنف اب أبر شيب‬ ‫‪ -3‬قول اب عباس ‪( :‬ال ِإيال َ ِإال ِبح ِل ٍ‬
‫َ ْ َ ََ َ‬
‫ً‬ ‫‪ -4‬قول شريح القاض ي‪( :‬ال ُيقض ى علة غ ِائ ٍ )‪.‬مصنف عبد الرزاق‬
‫ألاول‪ :‬ارتباط القواعد الفق َّي بارحكا والفروع الفق َّي ‪ ،‬فلم ت الحاج قائم إلة جمع‬ ‫ألامر َّ‬
‫َّ َّ‬
‫القواعد الفق َّي وتدوينها‪ ،‬إال بعد ا تمال تدوي الفقه‪ ،‬فجا جمع القواعد وتدوينها؛ لي ُ َّد‬ ‫ثم ملا بدأ تدوي الفقه‪ ،‬ظ رت ف نصوص الفق ا ‪ ،‬طائف ثيرة م القواعد الفق َّي ‪ ،‬ف أثنا عرض م امل ائل الفق َّي ‪ ،‬علة‬
‫النصوص‪:‬‬ ‫التقعيد للم أل الفق َّي ‪ ،‬وم هذه ُّ‬ ‫والتعليل له‪ ،‬ولم ي إيرادها بقصد َّ‬ ‫التوجيه للح م الفقهي‪َّ ،‬‬ ‫سبيل َّ‬
‫تفرق‬ ‫الحاج لدى تالميذ ألائم ‪ ،‬إلة م ي اعدهم علة تذ ر امل ائل الفق َّي ‪ ،‬ويضبط ل م ما َّ‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ ْ َ َ ًْ ْ َ َ َ‬ ‫‪ -1‬قول أبر يوسف (ت‪682‬ه)‪َ ( :‬و َل ْي َ‬
‫منها‪.‬‬ ‫س ِل ِإل َما ِ أن ُيخ ِرج شيئا ِم ي ِد أح ٍد ِإال ِبح ٍق ث ِاب ٍت َم ْع ُر ٍ‬
‫وف)‪ .‬تاب الخراج‬
‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فرضا َع َل ْيه‪َ ،‬فإ َّن ُه يكون ُم ً‬ ‫ان ْألاكل فيه ً‬ ‫‪ -2‬قول محمد ب الح (ت‪681‬ه)‪( :‬وكل َما َك َ‬
‫دائرا ف‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ألامر الثاني‪ :‬ان غال العلما الذي اشته َر عنهم الاهتما بالتقعيد والتأصيل‪ ،‬بما كان ً‬ ‫َّ‬ ‫ثابا علة ألاكل؛ ِر َّن ُه َيت َمثل ِب ِه ألامر‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫َّ ْ َ َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ساح الف ر ْلاسالمر آنذاك‪ ،‬فعلة سبيل املثال‪ :‬اشتهر ع ْلاما ال افع أنه م دون أصول‬ ‫الصالة‪ .)...‬تاب ال‬ ‫فيتوصل ِب ِه ِإلة أ َدا ال َف َرا ِئ م الصو و‬
‫ََ ْ ُ َْ‬ ‫َ ْ ُ َّ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬ ‫‪ -3‬قول ْلاما مالك (ن‪671‬ه)‪( :‬ك ُّل َما ال ُيف ِ د الث ْو َب فال ُيف ِ د املا َ )‪.‬املدون‬
‫الفقه‪ ،‬ومع ذلك لم يلجأ إلة تقعيد الفقه بقواعد وضوابط م تقل ؛ الن غاله بالفقه وأصوله‪،‬‬ ‫َّ َ َ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ َ َ‬ ‫َ ْ َْ ُ َ‬ ‫َّ‬
‫حتج به‪ ،‬وما ال‬ ‫مجاال للحوار الف ري ف عصره؛ كالبحث فيما ُي ُّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫وما يتعلق بهما م م ائل‪ ،‬كانت‬ ‫اس )‪.‬ألا‬ ‫ض َعلة الط ار ِة حتى ي ي ِق ِفيها النج‬ ‫‪ -4‬قول ْلاما ال افع (ت‪202‬ه)‪( :‬وألار‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُي ُّ‬ ‫تميز ع غيره‪،‬‬ ‫ثيرا م ت الفقه‪ ،‬قد اشتملت علة ثير م القواعد الفق َّي ‪ ،‬وإن كان بع تلك املؤلفات قد َّ‬ ‫فاملالحظ َّأن ً‬
‫ألاولوي ف مجال الاستنباط الفقهي‪.‬‬ ‫حتج به م ألادل ‪ ،‬وه م ائل كانت ل ا‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫النظر)) ربر‬ ‫وبعد (رسال ال رخ ) ال نجد م املؤلفات ف القواعد الفق َّي سوى تاب ((تأسيس َّ‬ ‫مؤلفه‪ ،‬وهذا يرجع إلة مدى اهتما الفقيه بضبط الح م وإرجاعه إلة عل ٍ جامع مطردة‪ ،‬وقد‬ ‫ببروز التقعيد الفقهي لدى ِ‬
‫كل ق م؛ إذ قد يكون‬ ‫زيد الدبوس ي الحنفر (ت‪230‬ه)‪ ،‬وقد ق َّ مه أق ًاما‪ ،‬بح‬ ‫اشتهرت بع املؤلفات الفق َّي بهذا ألامر؛ تاب ((ألا )) لل افع ‪ ،‬تاب ((التلخيص)) الب القاص (ت‪336‬ه)‪.‬‬
‫الخالف ف ِ‬
‫مالك‬ ‫الخالف بين علما الحنفي أنف م‪ ،‬وقد يكون بينهم وبين غيرهم م علما املذاه‬ ‫وقد استمرت هذه امليزة‪ ،‬ف مؤلفات فق َّي الحق ٍ ‪ ،‬حتى بعد تدوي القواعد الفق َّي ‪ ،‬ومنها تاب ((التحرير شرح الجامع‬
‫ٍ‬
‫أصال‪ ،‬وجعل كلَّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ال بير)) للحصيري (ت‪131‬ه)‪ ،‬و تاب ((بدائع الصنائع)) للكاسانر (ت‪687‬ه)‪ ،‬و تاب ((املغني)) الب قدام (ت‪120‬ه)‪ ،‬و تاب‬
‫وال افع ‪ ،‬وقد حوت هذه ألاق ا أصوال يرجع إليها الخالف‪ ،‬وصلت إلة (‪)81‬‬
‫ً‬ ‫الصبغ الفق َّي ‪.‬‬ ‫((الذخيرة)) للقراف (ت‪182‬ه)‪ ،‬و ت شيخ ْلاسال اب تيمي (ت‪728‬ه)‪ ،‬وتلميذه اب القيم (ت‪766‬ه) ذات ِ‬
‫أصل صابطا‪ ،‬أو قاعدة ملجموع ٍ م الفروع الفق َّي التي وقع الخالف فيها‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أي مؤلف ف القواعد الفق َّي إلة القرن السابع‬ ‫علة‬ ‫العثور‬ ‫ف‬ ‫املادي‬ ‫الوقائع‬ ‫عفنا‬ ‫ت‬ ‫لم‬ ‫َّ‬
‫ثم‬
‫ُ َِ‬
‫الهجري‪ ،‬وما ُيذ ر م ت قبل هذا القرن‪ ،‬ال يعلم ش ي ع وجودها‪ ،‬وال ع حقيق مضمونها‪.‬‬
‫َّ‬
‫التدوين في القرن َّ‬
‫السابع الهجري‬ ‫حالة‬
‫*((قواعد ألاحكا ف مصالح ألانا )) للعز ب عبد ال ال ال َّ افع (ت‪110‬ه)‪ ،‬وقد ُي َّمى هذا ال تاب بة(القواعد ال برى)‪ ،‬ف مقابل تابه آلاخر ((الفوائد ف اختصار املقاصد)) امل َّمى بة(القواعد ُّ‬
‫الصغرى)‪.‬‬
‫بيرا م ال تاب‪ ،‬وه مبثوث ف ال تاب م غير حص ٍر ف ق م ُم َّعين‪،‬‬ ‫اختصارا بة(الفروق)‪ ،‬وهو ليس خاصا بالقواعد الفق َّي ‪ ،‬ول َّ القواعد الفق َّي تأخذ ق ًطا ً‬
‫ً‬ ‫*((أنوار البروق ف أنوا الفروق)) للقراف املالكر (ت‪182‬ه)‪ُ ،‬وي َّمى‬
‫وقد بلغ مجموع قواعده (‪ )628‬قاعدة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬
‫وقد لقر تاب القراف اهتما علما املال ي تهذيبا وتعقبا‪ ،‬ومم اعتنى بهذا ال تاب‪:‬‬
‫َّ‬
‫اعتنى بترتي فروق القراف واختصارها‪ ،‬فرتبها علة ثالث مجموعات‪:‬‬ ‫أ) البقوري املالكر (ت‪707‬ه) ف تابه ((ترتي الفروق واختصارها))؛ حيث َ‬
‫َّ‬ ‫ألاولة‪ :‬القواعد َّ‬
‫النحوي وما يتعلق بها‪.‬‬
‫َّ‬
‫ألاصولي ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬القواعد‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الثالث ‪ :‬القواعد الفق ي ؛ مرتبا ل ا علة أبواب الفقه‪ ،‬وقد ل ا بمجموع م القواعد الكلي ‪ ،‬استفادها م تاب ((قواعد ألاحكا )) للعز ب عبد ال ال ‪.‬‬
‫الربع املالكر (ت‪766‬ه) ف تابه ((مختصر أنوار البروق))‪.‬‬ ‫الدي ِ‬‫ب) شمس ِ‬
‫ع) اب ال َّ اط (ت‪723‬ه) ف تابه ((إدرار ال روق علة أنوا الفروق))؛ حيث تعق القراف ف تابه بالنقد والتصحيح‪ ،‬وقد اعتمد العلما ‪ ،‬استدراكات اب ال اط علة القراف ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫التدوين في القرن الثامن الهجري‬ ‫حالة‬
‫َّ‬ ‫محدودا‪ ،‬إال َّ‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫في القرون َّ‬
‫أن القرن الثامن قد اختلف ألامر فيه‪ ،‬ومن ال ِّسمات البارزة في هذا القرن‪:‬‬ ‫الفقهية‬ ‫السابقة كان التأليف في القواعد‬
‫التأليف ف القواعد الفق َّي ‪ ،‬وذلك لل َّ ببين آلاتيين‪:‬‬ ‫‪ُ -1‬ي َع ُّد أزهة القرون ف مجال َّ‬
‫َ‬
‫أ) َّأنه قد اجتمع ف هذا القرن عدد بير م عظما املؤلفين ف القواعد الفق َّي ‪ ،‬وم مختلف املذاه الفق َّي ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َّ‬
‫املؤلفين ع بعض م ف املنهج؛ م حيث املضمون‪ ،‬وم حيث الترتي ‪.‬‬ ‫ب) أن التأليف ف هذا القرن ف القواعد الفق َّي ‪ ،‬قد بلغ الذروة؛ م حيث الاجتهاد‪ ،‬والاستقالل ف جمع القواعد‪ ،‬وصياغتها‪ ،‬وتق يم ا‪ ،‬والتفريع عليها‪ ،‬مع تميز ِ‬
‫والنظائر)‪ ،‬وذلك علة يد (صدر الدي اب الو يل ال َّ افع ) (ت‪761‬ه)‪.‬‬ ‫‪َّ -2‬أنه القرن الذي بدأت فيه َع ْن َو َن ُ ت القواعد الفق َّي باسم (ألاشباه َّ‬
‫ومن املؤلفات في هذا القرن ً‬
‫أيضا‪:‬‬
‫*((القواعد النوراني )) ل يخ ْلاسال اب تيمي (ت‪728‬ه)؛ ُم ِرت ًبا للقواعد الفق َّي علة أبواب الفقه‪.‬‬
‫*((القواعد)) للمقري املالكر (ت‪768‬ه)‪ ،‬جمع فيه (‪ )6200‬قاعدة وضابط ف الفقه املالكر‪ ،‬وقد تميز هذا ال تاب بما يأتر‪:‬‬
‫مؤلفه جمع قواعده م بطون ت الفقه املالكر‪ ،‬باستقرائه وت بعه ملا فيها‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ -1‬أن ِ‬
‫غير ما هو موجود فيها‪ ،‬وح صياغ قواعد أخرى‪.‬‬ ‫‪َّ -2‬أنه استنتج وأسس قواعد َ‬
‫‪َّ -3‬أنه َّرت القواعد الفق َّي علة أبواب الفقه‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ َ ُ‬
‫الح م‪ ،‬و ال الفالسف ‪ ،‬وألاقوال امل ورة‪ ،‬وبع ألامثال‪.‬‬ ‫ومما يؤخذ عليه أنه أقحم ف تابه عددا م ِ‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫*((الكليات)) للمقري املالكر ً‬
‫متعددة‪ ،‬واجتهد ف ترتيبه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ َ‬
‫*((املجموع املذه ف قواعد املذه )) للعالئر ال افع (ت‪716‬ه)‪ ،‬وقد استفاد معظم تابه م تاب (ألاشباه والنظائر) الب الو يل ال افع ‪ ،‬وزاد عليه زيادات مفيدة م مصادر ِ‬
‫التأليف ف القرن‬ ‫تميز هذا ال تاب َّ‬
‫بأنه ُيمثل أرقة ما وصل إليه منهج َّ‬ ‫والنظائر)) الب ال ُّ بكر ال افع (ت‪776‬ه)‪ ،‬وقصده م تأليفه‪ :‬تحرير تاب اب الو يل‪ ،‬وقد زاد مباحث ثيرة وهام ‪ ،‬لم يذ رها اب الو يل‪ .‬وقد َّ‬ ‫*((ألاشباه َّ‬
‫ِ‬
‫رن مؤلفه تبه وفق خط معين ‪ ،‬ومنهج محدد‪َّ ،‬‬ ‫الثام الهجري؛ وذلك َّ‬ ‫َّ‬
‫ووضح ما يقصده بالقواعد‪ ،‬والضوابط‪ ،‬واملدارك الفق َّي ‪ ،‬وهذه أمور كانت مفقودة عند غيره‪.‬‬
‫َ ُ‬
‫ومما ُيؤخذ عليه َّأنه انتقد م أقحم ما ليس م القواعد الفق َّي فيها‪ ،‬ل َّنه ارت مثل هذا املحذور ف تابه‪.‬‬ ‫َّ‬
‫*((املنثور ف القواعد)) لبدر الدي الزر ش ي ال افع (ت‪712‬ه)‪.‬‬
‫ُ‬
‫*((تقرير القواعد وتحرير الفوائد)) الب رج الحنبل (ت‪716‬ه)‪ ،‬جمع فيه مؤلفه (‪ )610‬قاعدة‪ ،‬وأضاف إليها (‪ )26‬فائدة‪ ،‬كل ذلك م واقع ت الفقه الحنبل ‪ ،‬وأ ثر ما ف هذا ال تاب‪ ،‬هو م قبيل الضوابط الفق ي ‪ ،‬ولم يخل م‬
‫حظر بثنا العلما عليه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بع القواعد ألاصولي ‪ ،‬وكانت صياغته للقواعد ف مجمل ا طويل ‪ ،‬وهو تاب قيم‪ ،‬ذو فوائد ثيرة‪،‬‬
‫والنظائر)) الب امللق ال افع (ت‪802‬ه)‪.‬‬ ‫*((ألاشباه َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫حالة التدوين في القرنين التاسع والعاشر الهجريين‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫القواعد‪.‬‬ ‫وإما من حي الترتيب العام في عر‬‫اختصارا‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫ستمدة منها‪ ،‬أو‬ ‫واضح باملؤلفات التي ُوجدت في القرن الثامن؛ َّإما من حي املضمون‪ ،‬بحي تكون مادتها ُم‬ ‫ٍ‬
‫َّ‬
‫الفقهية‪ ،‬مع تأث ٍر‬ ‫تتابع العلماء في التأليف في القواعد‬
‫َّ‬
‫فمن املؤلفات التي نجدها في القرن التاسع‪:‬‬
‫ُْ‬
‫ثيرا م تاب (املجموع املذ َه ) للعالئر‪.‬‬ ‫*((القواعد)) لتقر الدي الحصني ال افع (ت‪821‬ه)‪ ،‬الذي أفاده ً‬
‫ُْ‬
‫*((مختصر م قواعد العالئر و ال ألاسنوي)) الب خطي الده (ت‪832‬ه)‪ ،‬وظاهر م عنوانه استفادته م تاب (املجموع املذ َه ) للعالئر‪.‬‬
‫ورتبه علة أبواب الفقه‪.‬‬ ‫ثيرا م تاب (القواعد) للمقري؛ َّ‬ ‫*((املذه ف ضبط قواعد املذه )) ربر عبد هللا محمد ب أحمد املالكر‪ ،‬املعروف بة(عظو )‪ ،‬وقد أفاد ً‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الفقهية‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫ثم ي ُرز في أواخر القرن التاسع وفي القرن العاشر‪ ،‬مجموعة من املؤلفات في القواعد‬
‫َّ‬ ‫*((القواعد الكلي والضوابط الفق َّي )) الب عبد ال ادي الحنبل (ت‪101‬ه)‪* .‬خاتم تاب ((مغني ذوي ألاف ا ع ال ت ال ثيرة ف ألاحكا )) الب عبد ال ادي ً‬
‫أيضا‪ ،‬وهو مؤلف ف (الفقه) ف ألاصل‪ ،‬ذ ر مؤلفه ف خاتمته‬
‫َ‬
‫والح م ال ائع ‪.‬‬
‫مجموع م القواعد الكلي التي يترت عليها م ائل جزئي ف جميع الفقه‪ ،‬بلغت (‪ )70‬قاعدة‪ ،‬ذ رها بإيجاز م غير شرح وال تمثيل‪ ،‬وبعض ا ال عالق له بالفقه‪ ،‬بل هو م ألامثال‪ِ ،‬‬
‫التأليف ف القواعد الفق َّي ؛ لألسباب آلاتي ‪:‬‬ ‫النضج ف َّ‬ ‫والنظائر)) لل يوطر ال افع (ت‪166‬ه)‪ ،‬وهذا ال تاب ُيمثل قم ُّ‬ ‫*((ألاشباه َّ‬
‫ِ‬
‫ثيرا م القواعد الفق َّي ‪.‬‬ ‫ا‪َّ -‬أنه قد جمع فيه مؤلفه ً‬
‫ََ‬
‫وفصل َ ا ع غيرها م القواعد غير الفق َّي ‪.‬‬ ‫‪َّ -2‬أنه قد ميز القواعد فيه ع بعض ا؛ بجعل ا أق ًاما‪ ،‬ما ميزها‬
‫تميز بانتظا مباحثه‪.‬‬ ‫‪َّ -3‬أنه قد َّ‬
‫ثير م القواعد الفق َّي ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫استقرت بتأليف هذا ال تاب صياغ‬ ‫َّ‬ ‫‪َّ -2‬أنه قد‬
‫*منظوم ((املنهج املنتخ )) ربر الح الزقاق املالكر (ت‪162‬ه)‪ ،‬وقد بلغت أبياتها (‪ً )223‬‬
‫بيتا‪.‬‬
‫*((إيضاح امل الك إلة قواعد ْلاما مالك)) للون ريس ي املالكر (ت‪162‬ه)‪.‬‬
‫وفرع عليها م خالل فروع الفقه الحنفر‪.‬‬ ‫ثيرا م مباحثه‪َّ ،‬‬ ‫والنظائر)) الب ُنجيم الحنفر (ت‪170‬ه)‪ ،‬وقد سار فيه علة طريق ال يوطر‪ ،‬وأخذ ً‬ ‫*((ألاشباه َّ‬
‫رعي )) لعبد الوهاب ب أحمد ال عرانر ال افع (ت‪173‬ه)‪ ،‬وهو مختصر ل تاب (املنثور) للزر ش ي (ت‪712‬ه)‪.‬‬ ‫*((املقاصد ال ني ف القواعد ال َّ َّ‬
‫ثيرا وبالنص م تابر (الفروق) للقراف ‪ ،‬و(القواعد) للمقري‪.‬‬ ‫*((شرح املنهج املنتخ )) رحمد ب عل املنجور املالكر (ت‪116‬ه)‪ ،‬شرح فيها منظوم (املنهج املنتخ ) للزقاق‪ ،‬واملنجور ف شرحه هذا‪ ،‬ينقل ً‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫حالة التدوين في القرن التاسع والعاشر الهجريين‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫الفقهية بداية من القرن الحادي عشر‪ ،‬فإننا ُيمكن أن نارع بالنتائج آلاتية‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫إذا تأملنا حركة التأليف في القواعد‬
‫نظما ل ا‪ ،‬أو ً‬
‫تعليقا ي ًيرا عليها‪.‬‬ ‫اختصارا‪ ،‬أو ً‬
‫ً‬ ‫شرحا للمؤلفات ال ابق ‪ ،‬أو‬ ‫التأليف ف القواعد الفق َّي ؛ م حيث كون املؤلفات التي جا ت ف هذه الفترة كانت‪َّ :‬إما ً‬ ‫للخ َطى ال ابق ‪ ،‬ف َّ‬ ‫ً ُ‬
‫أوال‪ :‬ت َع ُّد هذه الفترة امتدادا‬
‫ً ُ‬
‫والتفريع عليها‪.‬‬ ‫نضجا‪ ،‬ف صياغ القواعد‪ ،‬وشرح ا‪َّ ،‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تميزت املؤلفات ف القواعد الفق َّي ف هذه الفترة؛ بكونها أ ثر ً‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫محدودا‪.‬‬ ‫ثم يأتر علما املال َّي وال َّ افعي علة ال َّ وا ‪َّ ،‬أما علما الحنابل فأثرهم ف هذه الفترة كان‬ ‫التأليف ف القواعد الفق َّي ف هذه الفترة‪َّ ،‬‬ ‫اطا ف َّ‬ ‫ثالثا‪ :‬كان علما الحنفي ‪ ،‬أ ثر ن‬
‫َّ‬ ‫ر ً‬
‫ابعا‪ :‬ظ رت ف هذه الفترة (مجل ألاحكا العدلي )‪ ،‬التي ورد ف مقدمتها مجموع م القواعد الفق َّي ‪ ،‬املنتقاة م ت الفقه الحنفر‪ ،‬وهذه (املجلة) قام بإصدارها جماعة من علماء الدولة العثمانية‪ ،‬بأمر م الدول العثماني ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫تتصد ُرها (‪)99‬‬ ‫مواد بلغت (‪ )1551‬مادة‪ ،‬ذات أرقام متسلسلة‪،‬‬ ‫إبان خالفتها علة بع ألاقطار العربي ؛ وذلك لتكون قانونا مدنيا عاما‪ ،‬م تمدا م ألاحكا الفق َّي ف املذه الحنفر‪ ،‬وكان ذلك عا ‪6281‬ه‪ ،‬وقد صدرت على هيئة ٍ‬
‫ُ‬ ‫استم َّدت م تاب (ألاشباه َّ‬ ‫قاعدة من قواعد الفقه‪ ،‬وقبل ا املادة ألاولة ف تعريف الفقه‪ ،‬وبيان أق امه‪ ،‬وهذه القواعد ُ‬
‫والنظائر) الب نجيم (ت‪170‬ه)‪ ،‬وخاتم تاب (مجامع الحقائق) للخادمر (ت‪6671‬ه)‪ ،‬وقد ُروعي في‬ ‫ِ‬
‫ثم َّإنه ُعطل العمل بهذه املجل ب قوط دول الخالف ‪.‬‬ ‫ثم صدر مرسو عا ‪6213‬ه‪ُ ،‬يلز العمل بها‪ ،‬وتطبيق أحكام ا ف محا م الدول ‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫الصياعة و يجاز‪َّ .‬‬ ‫ُ‬
‫اختيارها؛ حسن ِّ‬
‫الحق ُع ِربت هذه املجل ‪ ،‬وانبرى ل رح ا‪ ،‬أو شرح قواعدها‪ ،‬جماع م العلما ‪ ،‬ف أوقات متفاوت ‪.‬‬ ‫وف وقت ٍ‬
‫َّ‬
‫خامسا‪ :‬كانت موضوعات املؤلفات ف القواعد الفق ي ف هذه الفترة تدور ‪-‬ف الغال ‪ -‬حول أربع أمور‪:‬‬ ‫ً‬
‫َّ‬ ‫والنظائر)) لل يوطر ال افع (ت‪166‬ه)‪ ،‬أو اختصاره‪ ،‬أو َّ‬ ‫‪ -1‬شرح تاب ((ألاشباه َّ‬
‫التعليق عليه‪ ،‬أو نظمه ِكله‪ ،‬أو بعضه‪ ،‬وم هذه املؤلفات ف هذا املوضوع‪:‬‬
‫ً‬
‫الجني حاشي املواه ال َّ ني )) لل َّ يخ محمد ياسين الفادانر (‪ْ-Padang‬لاندونيس ي أصال) املكر (ت‪6260‬ه)‪ ،‬وال تاب حاشي علة تاب ((املواه ال َّ ني )) للجرهزي (ت‪6206‬ه)‪ ،‬الذي هو شرح ملنظوم ((الفرائد‬ ‫*((الفوائد َ‬
‫والنظائر)) لل يوطر‪.‬‬ ‫البهي )) ربر ب ر التهامر الح يني (ت‪6036‬ه)‪ ،‬الذي هو نظم ملخص ل تاب ((ألاشباه َّ‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪ -2‬شرح تاب ((ألاشباه والنظائر)) الب نجيم الحنفر (ت‪170‬ه)‪ ،‬أو اختصاره‪ ،‬أو التعليق عليه‪ ،‬فقد تعددت املؤلفات حول هذا ال تاب؛ م شروح وتعليقات‪ ،‬حتى إنها لتزيد علة ألاربعين ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫شرحا أو تعليقا‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫والنظائر)) رحمد ب محمد الحموي (ت‪6018‬ه)‪ ،‬وهو معدود م شروح ال تاب‪.‬‬ ‫*((غمز عيون البصائر شرح ألاشباه َّ‬
‫التعليقات علة هذا ال تاب‪.‬‬ ‫والنظائر)) الب عابدي (ت‪6262‬ه)‪ ،‬وهو معدود م َّ‬ ‫النواظر علة ألاشباه َّ‬ ‫*((نزه َّ‬
‫ُ‬ ‫بيتا‪ ،‬ثم شرح هذا َّ‬ ‫الت ميل؛ فقد أ مل هذه املنظوم (محمد ب أحمد ميارة) (ت‪6072‬ه)‪ ،‬حتى بلغت (‪ً )176‬‬ ‫للزقاق املالكر‪ ،‬أو ت ميل ا‪ ،‬وشرح هذا َّ‬ ‫‪ -3‬شرح منظوم ((املنهج املنتخ )) َّ‬
‫الت ميل ف تابه ((ب تان ف ر امل َهج))‪.‬‬
‫الت ميل (ال َّ يخ محمد ألامين ب أحمد زيدان ال نقيطر املالكر) (ت‪6326‬ه)‪ ،‬ف تاب سماه ((املنهج إلة املنهج إلة أصول املذه املبرج‪ ،‬مع شرح الت ميل))‪.‬‬ ‫وشرح ألاصل مع َّ‬
‫ُ‬
‫املتقد ذ ره؛ حيث َّ‬
‫جرد‬ ‫ِ‬ ‫واستمده م شرح (ال َّ يخ محمد ألامين ال نقيطر)‬ ‫َّ‬ ‫سماه ((إعداد امل َهج لالستفادة م املنهج))‪،‬‬ ‫وشرح ألاصل فقط (ال َّ يخ أحمد أحمد املختار ال نقيطر) وهو م علما املال َّي املعاصري ‪ ،‬ف تاب َّ‬
‫النص عند الحاج إلة ْلايضاح‪.‬‬ ‫وتصرف ف َّ‬
‫َّ‬ ‫املؤلف ال رح ع ألابيات‪ ،‬ووضح عبارة ال َّ رح‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫عملت بها‪ ،‬والقواعد التي ف املجل لي ت بالجديدة‪ ،‬ول الجديد‬ ‫‪ -4‬شرح ((مجل ألاحكا العدلي ))‪ ،‬أو شرح قواعدها فقط‪ ،‬فقد حظيت هذه املجل باهتما الفق ا ورجال القانون‪ ،‬ودرست ف كليات الحقوق ف البلدان التي ِ‬
‫َّ‬ ‫مواد‪ُ ،‬ير َاعة فيها عد ذ ر الخالفات‪ ،‬مع اعتمادها علة الرأي َّ‬
‫الصالح للتطبيق‪ ،‬م وج نظر أعضا اللجن التي تبت املجل ‪.‬‬ ‫فيها هو عرض الفقه وتنظيمه علة صورة ٍ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫فم ال ُّ روح التي تبت حول املجل ‪:‬‬
‫ً‬ ‫مجل ألاحكا )) لعل حيدر‪ ،‬الذي كان يعمل ً‬ ‫َّ‬
‫ووزيرا ف الدول العثماني ‪ ،‬وهذا ال رح تبه املؤلف باللغ التر ي ‪ ،‬ثم نقله إلة العربي (ف مي الح يني‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫العثماني ‪،‬‬ ‫أمينا للفتيا‪ ،‬ورئي ً ا أوال ملح م التمييز‬ ‫*((درر الحكا شرح‬
‫املحامر)‪ ،‬وهو م أفضل شروح املجل ‪.‬‬
‫َّ‬
‫*((شرح القواعد الفق َّي )) لل َّ يخ أحمد ب محمد الزرقا (ت‪6367‬ه)‪ ،‬وهو شرح لقواعد املجل فقط‪ ،‬جمعه م حصيل تدري ه لقواعد املجل ‪ ،‬ف املدارس ال رعي مدة ع ري عاما‪.‬‬
‫ً‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫بباب‪ ،‬تكلم فيه ع معنى القواعد ومكانتها‪ ،‬وع حر‬ ‫*((املدخل الفقهي العا )) لل يخ مصطفى ب أحمد الزرقا (ت‪6220‬ه)‪ ،‬و تابه هذا غير مقصور علة شرح القواعد الفق ي ‪ ،‬وقد كان شرحه ل ا موجزا‪ ،‬وقد لل ال عنها ٍ‬
‫قاعدة أخرى‪ ،‬مع شرح بعض ا‪ ،‬أو َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫التمثيل له بإيجاز‪ ،‬أو ْلاحال علة موضع ال ال عنها‪ ،‬وقد رت هذه القواعد ألاخيرة علة حروف املعجم‬ ‫ثم ق َّ م قواعد املجل إلة أساسي وفرعي ‪ ،‬وأضاف إليها إحدى وثالثين‬ ‫التأليف فيها‪َّ ،‬‬
‫بح أوائل الكلمات‪.‬‬
‫مما لم ُيدر حول‬ ‫َّ‬
‫الفقهية َّ‬ ‫َّ‬
‫موضوع من املوضوعات املتقدمة‪ ،‬ومن هذه املؤلفات‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫وإننا لنجد في هذه الفترة من املؤلفات في القواعد‬
‫الحنفي ف القرن الحادي ع ر‪ ،‬و تابه هذا تاب قيم ف القواعد الفق َّي ‪ ،‬رتبه مؤلفه علة حروف املعجم‪ ،‬واشتمل علة (‪ )211‬قاعدة‪ ،‬مع‬ ‫َّ‬ ‫*((ترتي الآلل ف سلك ألامال )) ملحمد سليمان‪ ،‬ال ير بة(ناظر زاده)‪ ،‬م علما‬
‫والتمثيل ل ا‪ ،‬وفيه م الفوائد ما ليس ف غيره‪.‬‬ ‫شرح ا‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫والضوابط الفق َّي التي بلغت (‪ )662‬قاعدة أو ضابطا‪ ،‬رتبها علة حروف املعجم م غير شرح‪،‬‬ ‫*خاتم تاب ((مجامع الحقائق)) ربر سعيد الخادمر (ت‪6671‬ه)‪ ،‬وال تاب مؤلف ف أصول الفقه‪ ،‬وذيله مؤلفه بعدد م القواعد‬
‫املتقد ذ ره‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يبعد َّأنه استفادها م تاب (ترتي الآلل )‬ ‫وال ُ‬
‫*((الفرائد البهي ف القواعد الفق َّي )) لل َّ يخ محمود حمزة الحنفر ‪-‬مفتي دم ق‪( -‬ت‪6306‬ه)‪ ،‬وقد استمد مادته م استقرائه لطائف ٍ م ت املذه الحنفر‪ ،‬وقد رتبه مؤلفه علة أبواب الفقه‪ ،‬وضمنه (‪ )266‬قاعدة‪.‬‬
‫الراجح)) لل يخ يحيى الوالتر املالكر (‪6330‬ه)‪ ،‬وهو نظم لقواعد الفقه ف املذه املالكر‪ُ ،‬وي ثنى منه آخر ال تاب الذي جا ف بع القواعد املتعلق بارحكا غير الفق َّي ؛ كال َّ ن‬ ‫َّ‬ ‫*((املجاز الواضح إلة معرف املذه‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫والبدع ‪ ،‬وبع امل ائل ألاصولي ‪ .‬وقد شرح الناظم نظمه هذا ف تاب ((الدليل املاهر الناصح شرح املجاز الواضح))‪ ،‬ويظ ر تأثر هذا ال تاب ب تاب (القواعد) للمقري‪ ،‬و تاب (إيضاح امل الك) للون ريس ي‪ ،‬و تاب (شرح املنهج‬
‫املنتخ ) للمنجور‪.‬‬
‫َّ ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫*((مجل ألاحكا ال رعي علة مذه ْلاما أحمد ب حنبل)) لل يخ أحمد ب عبد هللا القاري (ت‪6361‬ه)‪ ،‬ذ ر فيها (‪2382‬ه) مادة فق ي ‪ ،‬استمدها م تابر (شرح منتهى ْلارادات) و( اف القناع) ملنصور البهوتر‪ ،‬وبدأ مواد‬
‫التعريفات‪ً ،‬‬ ‫التعريفات التي يحتاج ا املقا ‪ ،‬وقد أخذت هذه َّ‬‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أرقاما‬ ‫فقهي‪ ،‬بع‬
‫ٍ‬ ‫كل تاب‬ ‫هذه املجل بذ ر (قواعد اب رج ) مجردة ف (‪ )610‬مادة‪ ،‬ثم بدأ بعدها ب رد املواد‪ ،‬ابتدا بال تاب ألاول ف البيوع‪ ،‬وهو يذ ر ف أول ِ‬
‫ت ل لي م مواد هذه املجل ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫املؤلف‪ ،‬م خالل ال تابين اللذي هما مصدر هذه املجل ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مواد؛ َّإما أن تكون منصوص بصيغ القاعدة‪ ،‬وإما أن تكون استنباطا م‬
‫َّ‬ ‫وما أتر به م‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫*((تهذي الفروق والقواعد ال ني ف ألاسرار الفق ي )) لل يخ محمد ح ين املالكر ‪-‬مفتي م ‪( ،-‬ت‪6317‬ه)‪ ،‬وهو تهذي ‪ ،‬وترتي ‪ ،‬وتوضيح ل تاب (الفروق) للقراف ‪ ،‬مع مراعاته لتعقبات (اب ال اط) علة (القراف )؛ ف و تلخيص‬
‫ل تابر (الفروق) للقراف ‪ ،‬و(إدرار ال روق) الب ال اط‪.‬‬
‫ً‬
‫*((رسال ف القواعد الفق َّي )) وه منظوم لل َّ يخ عبد الرحم ب ناصر ال عدي (ت‪6371‬ه)‪ ،‬تقع ف (‪ )27‬بيتا‪ ،‬ضمنها طائف م مختاراته ف القواعد والضوابط‪ ،‬وقد شرح ا الناظم شرحا موجزا‪ ،‬ول ا شروح ثيرة م طلب‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫العلم املعاصري ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫*((القواعد وألاصول الجامع والفروق والتقاسيم البديع النافع )) لل يخ ال عدي أيضا‪ ،‬ضمنه اختياراته م القواعد والضوابط والفروق والتقاسيم‪ ،‬استمد أ ثرها م قواعد اب رج ‪ ،‬وما أورده فيه م القواعد‪ ،‬جعله ف‬
‫ضابطا‪ ،‬ولم ي له منهج ُم َّ‬ ‫ً‬ ‫الق م َّ‬
‫حدد ف ترتيبها‪.‬‬ ‫ألاول م تابه‪ ،‬وأورد فيه (‪ )10‬قاعدة أو‬
‫ً‬
‫اختيارا‪ ،‬وال ينطبق علة أ ثرها املعنى‬ ‫ضمنه اختياراته م ت شيخ ْلاسال اب تيمي ‪ ،‬وتلميذه اب القيم‪ ،‬أوصل ا إلة (‪)6061‬‬ ‫*((طريق الوصول إلة العلم املأمول بمعرف القواعد والضوابط وألاصول)) لل َّ يخ ال عدي ً‬
‫أيضا‪َّ ،‬‬
‫يتعداه إلة العقائد وألاخالق‪.‬‬ ‫والضوابط‪ ،‬وال يقتصر موضوع ا علة الجان الفقهي‪ ،‬بل َّ‬ ‫َّ‬ ‫الاصطالي للقواعد‬
‫َّ‬ ‫إضافة إلى ما َّ‬ ‫ً‬
‫تقدم‪ :‬فقد تنوعت مظاهر الاهتما بالقواعد الفق ي م املعاصري ‪:‬‬
‫بالتأصيل ل ذا العلم والتنظير له‪ ،‬ما ف مؤلفات (ال َّ يخ الد تور يعقوب الباح ين)‪.‬‬ ‫اهتم َّ‬ ‫َّ‬ ‫فمنهم م‬
‫َّ‬
‫ومنهم م جا اهتمامه باستخراج القواعد م املؤلفات الفق ي ‪ ،‬لدى بع ألائم ألاعال ‪ ،‬ما هو مالحظ ف العديد م الرسائل العلمي ‪ ،‬ف مراحل الدراسات العليا ف الجامعات‪.‬‬
‫داعيا إلة بروز هذا العلم‪ ،‬والاستفادة منه‪ ،‬بإخراج املؤلفات فيه ون رها‪.‬‬ ‫اهتم بتحقيق املؤلفات املخطوط ف القواعد الفق َّي ؛ فكان هذا ً‬ ‫َّ‬ ‫ومنهم م‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ومنهم م ألف ف القواعد الفق ي ‪ ،‬جامعا بين التأصيل ل ذا العلم‪ ،‬وبين التطبيق فيه؛ بذ ر بع القواعد الفق ي ‪ ،‬وشرح ا‪ ،‬ما ف تاب ((الوجيز ف إيضاح قواعد الفقه الكلي ) للد تور محمد صدق البورنو‪.‬‬‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫وتطبيقا‪.‬‬ ‫اهتم بدراس قاعدة معين ‪ ،‬تأصيال‪،‬‬ ‫ومنهم م‬
‫وال ال ف ج ود املعاصري ‪ ،‬ف القواعد الفق َّي يطول‪ ،‬وغرضنا هنا ْلاشارة فح ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫كل منهج‬
‫مناهج العلماء في التأليف في القواعد الفقهية‪ ،‬وأهم الكتب املؤلفة على ِّ‬
‫تقدم في الكالم عن املؤلفات‪ ،‬وتنوع هذه املناهج بالنظر إلى اعتبارات معينة‪ ،‬يمكن أن ُت َ‬
‫مما َّ‬ ‫َّ‬
‫الفقهية‪ ،‬وظهر ش يء من هذا َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫حصر في اعتبارين‪:‬‬ ‫تعددت مناهج العلماء الذين ألفوا في القواعد‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الثاني‪ :‬مناهجهم باعتبار املضمون‪.‬‬ ‫ألاول‪ :‬مناهجهم باعتبار الترتيب‪.‬‬
‫ً‬
‫َّأوال‪:‬‬
‫َّ‬
‫مناهجهم باعتبار الترتيب‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫التنو ع بين منهجين أو أك ر من املناهج املتقدمة‬ ‫‪2‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الترتيب الفقهي‬ ‫الترتيب املوضوعي‬ ‫الترتيب الهجائي‬
‫وم املؤلفات التي جا ت علة هذا املنهج‪:‬‬
‫وذلك بترتي ت القواعد الفق َّي علة‬ ‫شمول ا‪،‬‬ ‫وذلك بترتي القواعد الفق َّي ‪ ،‬بح‬ ‫وذلك بترتي القواعد الفق َّي ‪ ،‬بح‬
‫*منظوم ((املنهج املنتخ )) للزقاق املالكر (ت‪162‬ه)‪ ،‬وشروح ا و(ت ميل ا)‬ ‫َ ُ‬
‫كل باب فقهي ما‬ ‫أبواب الفقه‪ ،‬وي ِرد ف ِ‬ ‫وات اع ا‪ ،‬والاتفاق عليها‪ ،‬والاختالف فيها‪ ،‬والغال‬ ‫حروف املعجم باعتبار َّأول كلم ٍ ف القاعدة‪،‬‬
‫لةمحمد ب أحمد ميارة (ت‪6072‬ه)؛ ومنها‪(( :‬شرح املنهج املنتخ )) للمنجور‬ ‫َ‬
‫ُيناسبه م القواعد‪ ،‬ويؤخذ علة هذا‬ ‫أن يكون تق يم م للقواعد ف الترتي علة النحو‬ ‫وم املؤلفات التي جا ت علة هذا املنهج‪:‬‬
‫املالكر (ت‪116‬ه)‪ ،‬و((املنهج إلة املنهج إلة أصول املذه املبرج‪ ،‬مع شرح‬
‫ُ‬ ‫املنهج ورود املحذوري اللذي تجنبهما‬ ‫آلاتر‪:‬‬ ‫*((املنثور ف القواعد)) لبدر الدي الزر ش ي‬
‫الت ميل)) ملحمد ألامين ال نقيطر املالكر (ت‪6326‬ه)‪ ،‬و((إعداد امل َهج‬ ‫أصحاب املنهج َّ‬
‫ألاول‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الق م ألاول‪ :‬القواعد الكلي التي يرجع إليها أغل‬ ‫ال َّ افع (ت‪712‬ه)‪ ،‬وهو الذي ابت ر هذه‬
‫لالستفادة م املنهج)) رحمد ال نقيطر‪.‬‬
‫فقد جا ت منظوم (املنهج) وشروح ا‪ ،‬ف أول ا مرتب علة أبواب الفقه‪ ،‬ثمَّ‬ ‫وم املؤلفات التي جا ت علة هذا املنهج‪:‬‬ ‫م ائل الفقه‪ ،‬جعلوا فيه القواعد الخمس ال برى‪.‬‬ ‫الطريق للتأليف ف القواعد الفق َّي ‪.‬‬
‫*((ترتي الفروق واختصارها)) للبقوري‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ورد فيها بع الفصول امل تمل علة قواعد عام ‪ ،‬ال ترتبط بباب ُم َّعين‪َّ ،‬‬ ‫الكلي التي يرجع إليها بع‬ ‫الق م الثانر‪ :‬القواعد‬ ‫*((ترتي الآلل ف سلك ألامال )) ملحمد‬
‫ثم‬ ‫ٍ‬ ‫ال ْال َ َال َأ ْو َلة م ْ‬ ‫م ائل الفقه‪ ،‬مثل قاعدة‪( :‬إ ْع َم ُ‬
‫ُ‬ ‫املالكر (ت‪707‬ه)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫سليمان‪ ،‬ال ير بة(ناظر زاده)‪ ،‬م علما‬
‫خ ِت َمت بال ال علة موضوعات عقدي ؛ كال ال ع ال ُّ َّن والبدع ‪ ،‬وبع‬ ‫ِ‬
‫ْ َ ُ َ َُْ ُ ْ‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫*((القواعد النوراني )) ل يخ ْلاسال اب‬ ‫ِإ ْه َم ِال ِه)‪ ،‬وقاعدة‪ِ ( :‬الاج ِتهاد ال ينق ِب ِمث ِل ِه)‪.‬‬ ‫الحنفي ف القرن الحادي ع ر‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ألاصولي ‪.‬‬ ‫امل ائل‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تيمي (ت‪728‬ه)‪.‬‬ ‫الق م الثالث‪ :‬القواعد الخالفي ؛ وه القواعد التي‬ ‫*خاتم تاب ((مجامع الحقائق)) ربر‬
‫وأما منظوم ((الت ميل)) وشروح ا؛ فقد جا ت مرتب علة أبواب الفقه‪،‬‬ ‫َ‬
‫*((القواعد)) للمقري املالكر (ت‪768‬ه)‪.‬‬ ‫وانبنى علة الخالف فيها خالف ف‬ ‫وقع فيها خالف‪،‬‬ ‫سعيد الخادمر (ت‪6671‬ه)‪.‬‬
‫وقد ت َّررت فيها بع ألابواب‪ ،‬التي جا ال ال ع قواعدها ف منظوم‬ ‫ْ َ ُ َ َْ‬
‫*((املذه ف ضبط قواعد املذه ))‬ ‫م ائل فرعي ‪ ،‬مثل قاعدة‪( :‬ال ِعبرة ِبالح ِال أو باملآل؟)‪،‬‬ ‫*((موسوع القواعد والضوابط الفق َّي ))‬
‫(املنهج)؛ باب الط ارة‪.‬‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫لعظو املالكر‪.‬‬ ‫(الن ِاد ُر َه ْل ُيل َح ُق ِب ِجن ِ ِه أ ْو ِب َن ْف ِ ِه؟)‪.‬‬
‫وقاعدة‪َّ :‬‬ ‫د‪.‬محمد صدق البورنو‪.‬‬
‫*منظوم ((املجاز الواضح)) وشرح ا ((الدليل املاهر الناصح)) ملحمد يحيى‬ ‫َّ‬
‫*((الفرائد البهي ف القواعد الفق ي ))‬ ‫وم املؤلفات التي جا ت علة هذا املنهج‪:‬‬ ‫وال َّ ب الذي دعا بع العلما إلة سلوك‬
‫الوالتر؛ فترتي هذا ال تاب قري م ترتي ما قبله‪.‬‬
‫َّ‬
‫*((مجل ألاحكا ال َّ َّ‬ ‫لل َّ يخ محمود حمزة الحنفر ‪-‬مفتي‬ ‫َْ‬
‫*((املجموع املذ َه ف قواعد املذ َه )) للعالئر‬
‫ُْ‬
‫فروع‬ ‫هذا املنهج؛ هو اشتمال القاعدة علة‬
‫رعي علة مذه ْلاما أحمد ب حنبل)) رحمد القاري‬ ‫ٍ‬
‫َّ‬ ‫(ت‪6361‬ه)؛ حيث أورد أو ًال (قواعد اب رج ) َّ‬
‫دم ق‪( -‬ت‪6306‬ه)‪.‬‬ ‫ال َّ افع (ت‪716‬ه)‪.‬‬ ‫متعددة‪ ،‬فيكون‬ ‫ِ‬ ‫أبواب فق َّي ٍ‬ ‫وم ائل‪ ،‬م‬
‫ثم َّرت مواد املجل‬ ‫مجردة‪َّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫ٍ‬
‫والنظائر)) الب ال ُّ بكر ال افع‬ ‫*((ألاشباه‬ ‫ف ترتي القواعد علة حروف املعجم سالم‬
‫علة ح أبواب الفقه‪.‬‬
‫ً‬ ‫(ت‪776‬ه)‪.‬‬ ‫م محذوري ‪:‬‬
‫*((املدخل الفقهي العا )) ملصطفى الزرقا (ت‪6220‬ه)؛ حيث أورد أوال‬ ‫ُّ‬
‫*((القواعد)) للحصني ال افع (ت‪821‬ه)‪.‬‬ ‫كل باب ل ا تعلق به‪.‬‬ ‫أول ما‪ :‬ت رار القاعدة ف ِ‬
‫موضوع ا‪،‬‬ ‫القواعد الواردة ف (مجل ألاحكا العدلي )‪ ،‬بعد أن َّرتبها بح‬ ‫*((ألاشباه َّ‬
‫بالنظر إلة شموليتها وات اع ا‪َّ ،‬‬ ‫إلة قواعد أساسي وأخرى فرعي ‪ ،‬وذلك َّ‬ ‫والنظائر)) لل يوطر ال افع (ت‪166‬ه)‪.‬‬ ‫ثانيهما‪ :‬ذ ر القاعدة ف باب واحد‪ ،‬وإغفال ا‬
‫ثم‬ ‫ُ‬ ‫*((ألاشباه َّ‬ ‫ف َّ‬
‫والنظائر)) الب نجيم الحنفر (ت‪170‬ه)‪.‬‬ ‫بقي ألابواب‪.‬‬
‫أورد زيادة عليها إحدى وثالثين قاعدة‪ ،‬مرتب علة حروف املعجم‪ ،‬بالنظر إلة‬
‫الثانر هنا‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫ثم املنهج ألاول‪.‬‬ ‫أول كلم ف القاعدة‪ ،‬فجمع بين النظر إلة املنهج‬
‫ً‬
‫ثانيا‪:‬‬
‫مناهجهم باعتبار املضمون‬ ‫‪5‬‬
‫قل أن نجد ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أن مناهجهم قد اختلفت‪ ،‬كما اختلفت في الترتيب‪ ،‬وهنا ي بغي التنبيه إلى أنه َّ‬ ‫َّ‬
‫فإننا نجد َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫املراد َّأننا إذا َّ‬
‫كتابا‬ ‫الفقهية‪،‬‬ ‫تأملنا مضمون الكتب املؤلفة في القواعد‬ ‫ترتيب معين‬
‫ٍ‬ ‫سرد القواعد بدون‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫خالصا في القواعد الفقهية‪ ،‬يل يذكر معها موضوعات أخرى متنوعة بحسب طريقة ِّ‬
‫املؤلف‪ ،‬ولهم في هذا ثالثة مناهج‪:‬‬
‫ً‬
‫جانبا‬ ‫مثل‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫وهذا إنما عددناه منهجا؛ لكونه ي ِ‬
‫فإنه يختلف‬ ‫ُم م ًال للمناهج املتقدم ‪ ،‬وإال َّ‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫عنها بكون الترتي فيه غير مقصود أصال‪ ،‬وال‬
‫املزع بين مضمون املنهجين السابقين‬ ‫َّ‬
‫الفقهية مع موضوعات‬ ‫إيراد القواعد‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُم َلت َفت إليه َّ‬
‫الفقهية مع القواعد‬ ‫إيراد القواعد‬ ‫سردا‪ ،‬أما‬ ‫مم جا بالقواعد‬
‫َّ‬
‫فقهية جزئية أو موضوعات عقائدية‬ ‫واملسائل ألاصوليةَّ‬
‫وم املؤلفات التي جا ت علة هذا املنهج‪:‬‬ ‫املناهج ألاخرى‪ ،‬فقد كان الترتي فيها‬
‫مقصودا‪ ،‬وإن اختلفت يفيته‪.‬‬ ‫ً‬
‫*((أنوار البروق ف أنوا الفروق)) للقراف املالكر (ت‪182‬ه)؛ حيث أورد ف تابه بع‬ ‫وم املؤلفات التي جا ت علة هذا املنهج‪:‬‬ ‫وم املؤلفات التي جا ت علة هذا‬
‫والغبط )‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫وم املؤلفات التي جا ت علة هذا املنهج‪:‬‬
‫العقدي ؛ كال ال ع قاعدة‪( :‬الغيب والنميم )‪ ،‬وقاعدة‪( :‬الح د ِ‬ ‫امل ائل‬ ‫*((املنثور ف القواعد)) لبدر الدي الزر ش ي‬ ‫املنهج‪:‬‬
‫ً‬
‫وقاعدة‪( :‬الطيرة والفأل)‪ ،‬ما أورد ثيرا م القواعد ألاصولي ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫*((أنوار البروق ف أنوا الفروق)) املعروف‬
‫موضوعات‬
‫ٍ‬ ‫ال افع (ت‪712‬ه)‪ ،‬فقد أورد فيه‬ ‫*((تأسيس النظر)) ربر زيد‬
‫َّ‬ ‫اختصارا بة(الفروق)للقراف املالكر (ت‪182‬ه)‪.‬‬ ‫ً‬
‫وي َبع هذا ال تاب‪ :‬ال ت التي اختصرته‪ ،‬وهذبته‪ ،‬أو رتبته‪ ،‬أو علقت عليه‪.‬‬ ‫فق َّي م تقل ؛ أحكا الفسخ‪ ،‬وأحكا‬
‫َّ‬ ‫الدبوس ي الحنفر (ت‪230‬ه)‪.‬‬
‫والنظائر)) الب ال ُّ بكر ال افع (ت‪776‬ه)؛ فقد َّ‬ ‫*((ألاشباه َّ‬ ‫ُْ‬ ‫والنظائر)) الب الو يل ال َّ افع‬ ‫*((ألاشباه َّ‬
‫تضم هذا ال تاب باإلضاف‬ ‫الدي ‪.‬‬‫الصالة‪ ،‬وأحكا َّ‬ ‫الن َّي ‪ ،‬وجل ات َّ‬ ‫ِ‬ ‫ف قواعد‬ ‫*((املجموع املذ َه‬
‫َْ‬ ‫(ت‪761‬ه)‪.‬‬
‫المي ‪،‬‬‫َّ‬ ‫ألاصولي ‪ ،‬وال ال ع م ائل‬ ‫َّ‬ ‫إلة القواعد الفق َّي ‪ ،‬ال ال علة بع القواعد‬ ‫*((تقرير القواعد وتحرير الفوائد)) الب رج‬ ‫ال َّ افع‬ ‫للعالئر‬ ‫املذ َه ))‬
‫يتخرج عليها‪ ،‬أو ين أ عنها فروع فق َّي ‪ ،‬باإلضاف إلة‬ ‫َّ‬ ‫وكلمات غريب ‪ ،‬ومر بات نحوي ؛‬ ‫الحنبل (ت‪716‬ه)؛ حيث َّ‬ ‫*((تقرير القواعد وتحرير الفوائد)) الب رج‬
‫تضم تابه أحكا‬ ‫(ت‪716‬ه)‪.‬‬
‫بع مآخذ الخالف بين ْلامامين ال افع وأبر حنيف ‪ ،‬وختم بال ال ع فوائد متفرق ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫الحنبل (ت‪716‬ه)‪.‬‬
‫ف العقود‪ ،‬وأنواع ا ِمللك‪ ،‬وأق ا‬ ‫القب‬ ‫*((القواعد)) لتقر الدي الحصني‬
‫*منظومتا ((املنهج املنتخ )) ربر الح الزقاق املالكر (ت‪162‬ه)‪ ،‬و((املجاز الواضح إلة‬ ‫ال افع (ت‪821‬ه)‪.‬‬ ‫*((إيضاح امل الك إلة قواعد ْلاما مالك))‬
‫ألايدي امل تولي علة الغير‪.‬‬
‫تضمنت‬ ‫الراجح)) لل يخ يحيى الوالتر املالكر (‪6330‬ه)‪ ،‬وشروح ما؛ حيث َّ‬ ‫َّ‬ ‫معرف املذه‬ ‫َّ‬ ‫للون ريس ي املالكر (ت‪162‬ه)‪.‬‬
‫والنظائر)) لل يوطر ال افع‬ ‫*((ألاشباه‬
‫العقدي ؛ كال ُّ نَّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫باإلضاف إلة ال ال ع القواعد الفق َّي ‪ ،‬ال ال ع بع امل ائل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫*خاتم تاب ((مغني ذوي ألاف ا )) الب عبد‬
‫(ت‪166‬ه)؛ حيث أورد ف تابه ‪-‬مثال‪ -‬تابا ف‬
‫َّ‬
‫ألاصولي ‪.‬‬ ‫والبدع ‪ ،‬وبع امل ائل‬ ‫ويقبح بالفقيه ج ل ا‪ ،‬و ً‬ ‫دورها‪ُ ،‬‬ ‫أحكا ي ثر ُ‬ ‫ال ادي (ت‪101‬ه)‪.‬‬
‫تابا‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫*مؤلفات ال َّ يخ عبد الرحم ال عدي املذكورة سابقا‪ ،‬فقد تضمنت باإلضاف إلة‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫ف أبواب م ابه ‪ ،‬وما افترقت فيه‪.‬‬
‫*القواعد الواردة ف ((مجل ألاحكا‬
‫العدلي ))‪ ،‬وشروح ا‪.‬‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫العقدي ‪.‬‬ ‫ألاصولي ‪ ،‬وبع امل ائل‬ ‫َّ‬ ‫القواعد الفق َّي ‪ ،‬ال ال َ ع بع القواعد‬ ‫ُ‬
‫والنظائر)) الب نجيم الحنفر‬ ‫َّ‬ ‫*((ألاشباه‬ ‫َّ‬
‫ضخم حجم ال تاب‪ ،‬ف‬ ‫شك َّأن مثل هذه ْلاضافات إلة ت القواعد الفق َّي ‪ُ َّ ،‬‬ ‫وال َّ‬ ‫َّ‬ ‫*مؤلفات ال يخ عبد الرحم ال عدي‪ ،‬التي‬
‫مما ي ِ‬ ‫(ت‪170‬ه)؛ حيث ضم تابه فنا ف الفوائد‪،‬‬ ‫عددناها فيما َّ‬
‫موضوعات قد ال تكون ل ا أي صل بالقواعد الفق َّي ‪ ،‬أو ل ا صل م‬ ‫تقد ‪.‬‬
‫وجه بعيد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أورد فيه جمل م أحكا الفقه ُم َّرت ًبا علة‬ ‫والذي يظهر َّ‬
‫أن هناك موانع حالت دون سلوكهم‬
‫الضوابط الجزئي مع القواعد‬ ‫َّ‬ ‫ولذا نجد َّأن اب ال ُّ بكر ُين ر علة م ُيدخل ال ال ع‬ ‫ت الفقه‪ ،‬وأورد فيه فنا ف الجمع والفرق‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الكلي ‪ ،‬ويذ ر َّأن هذا خروج ع َّ‬ ‫َّ‬ ‫منهجا معينا في الترتيب‪ ،‬ومنها ما يأتي‪:‬‬
‫التحقيق‪ ،‬وت رار للفقه‪ ،‬وترديد له علة غير الغال‬ ‫وفنا ف ألالغاز‪ ،‬وفنا ف الحيل‪ ،‬وفنا ف‬ ‫ً‬
‫ُ ََ‬ ‫املع ود‪ُ ،‬وين ر ذلك علة م ُيدخل ال ال ع َّ‬ ‫َّأوال‪َّ :‬أن تأليف بعض م ف القواعد الفق َّي لم‬
‫التقاسيم‪ ،‬واملآخذ والعلل التي ي ترك فيها‬ ‫ِ‬ ‫الفروق‪ ،‬وفنا ف الحكايات واملراسالت‪.‬‬ ‫مقصودا‪َّ ،‬‬
‫وإنما وردت القواعد ً‬ ‫ً‬
‫تبعا‪ ،‬ما‬ ‫ي‬
‫وألاحكا الفق َّي العام ف القواعد الفق َّي ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫عند القراف ‪ ،‬أو تتمته‪ ،‬واب عبد ال ادي‪.‬‬
‫بالقوة نف ا علة‬ ‫َّ‬ ‫قوي ‪ ،‬إال َّأنه َي ِر ُد‬ ‫الثانر بصورة َّ‬ ‫إال َّأن هذا املأخذ وإن كان علة املنهج‬ ‫ثانيا‪َّ :‬‬
‫ً‬
‫ألاول؛ َّ‬ ‫املنهج َّ‬ ‫تقد بعض م ف استنباط القواعد‬
‫ألاصولي ف ت القواعد الفق َّي ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫رن ال ال ع بع القواعد وامل ائل‬ ‫َّ‬ ‫وقت لم ي َّ‬
‫قد يكون له وجه م ج الارتباط الوثيق بين هذي العلمين‪ ،‬وعد الت ُّميز َّ‬ ‫تقر معه التأليف ف‬ ‫ٍ‬ ‫وجمع ا ف‬
‫التا بين‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫القواعد الفق ي بعد‪ ،‬ما عند اب الو يل‪.‬‬
‫قواعدهما حتى وقتنا الحاضر‪.‬‬
‫َّ‬
‫الفقهية‬ ‫َّ‬
‫حجية القاعدة‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫املتقدمون عن هذا املوضوع‪ ،‬ومن تكلم عنه من املتأخرين‪ ،‬وخاصة املعاصرين قليل‪ ،‬والذين ن ِّقل لهم كالم في املسألة من املتقدمين‪ ،‬إنما هو من قبيل‬
‫ِّ‬ ‫لم يتكلم العلماء‬
‫العامة في َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫الفقهية‬ ‫صياغة القاعدة‬
‫حجية القاعدة في اتجاهين‪:‬‬ ‫تاتص بهذه املسألة بعينها‪ ،‬وفي الجملة فإنه يمكن حصر الاتجاهات‬ ‫العمومات‪ ،‬التي قد ال‬
‫حجية‬‫َّ‬ ‫والذي يبدو في موضوع‬ ‫ُ َْ‬ ‫َّ‬
‫الفقهية‪َّ ،‬‬ ‫ص جملة واحدة‪،‬‬ ‫الفقهية لم ت‬ ‫القواعد‬
‫أن ألامر ال يزال‬ ‫َّ‬ ‫القواعد‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وإنما صيغت بالتدرع‪ ،‬ع ر مراحل نشأتها‬
‫نظر عند الكثيرين؛ بحي‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫محل ٍ‬ ‫َّ‬ ‫وتطورها‪ ،‬ويمكن هنا أن نلمة أربعة‬ ‫ُّ‬
‫َّإنه يصعب الجزم بترجية قو ٍل‬ ‫َّ‬
‫الفقهية‬ ‫الاحتجاع بالقاعدة‬ ‫الفقهية‬ ‫عدم الاحتجاع بالقاعدة‬ ‫َّ‬
‫الفقهية‪:‬‬ ‫معالم في صياغة القاعدة‬
‫عين في هذا املقام‪ ،‬إال َّ‬ ‫ُم َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أن هنا‬ ‫صالحا لالست باك والترجية‬ ‫وجعلها دليال‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ ً َّ‬
‫وهذا الاتجاه ُيف َ م م ال بع العلما ؛ وم ذلك‪:‬‬ ‫لكل قاعدة صائغ‬ ‫أوال‪ :‬أنه ال يعرف ِ‬
‫َّ‬
‫محل‬ ‫أربعة أمور تكاد تكون‬ ‫وهذا الاتجاه ُيف َ م م ال بع العلما ؛ وم ذلك‪:‬‬ ‫ُم َّعين‪ ،‬إال إذا كانت القاعدة َّ‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬ما ورد ع (إما الحرمين أبر املعال الجويني)؛ حينما أراد‬ ‫نص حديث‬
‫اتفاق؛ وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬ما ورد ع (القراف ) َّأنه يذه إلة نق ح م القاض ي‪ ،‬إذا خالف قاعدة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫الذ َّم )‪ ،‬حيث قال‪َ " :‬وغ َر ِض ي‬ ‫ال ال علة قاعدتر (ْلاباح و برا ة ِ‬ ‫الصحاب أو‬ ‫أثرا ع أحد‬ ‫نبوي‪ ،‬أو ً‬
‫َّأوال‪ :‬إذا كانت القاعدة ُم ندة‬ ‫م القواعد ال َّ امل ع املعارض‪.‬‬ ‫يه ْال َق َرائح ‪َ ،...‬و َل ْ ُت َأ ْقص ُد الا ْست ْد َال َل به َما‪َ ،‬فإنَّ‬ ‫بإ َيراده َما َت ْنب ُ‬ ‫َّ‬
‫َِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫التابعين‪ ،‬وم بعدهم م علما‬
‫نص شرع ٍ ‪ ،‬م ال تاب أو‬ ‫علة ٍ‬ ‫القوي التي‬ ‫َّ‬ ‫وهذا ُي ير إلة َّأن (القراف ) يرى َّأن القاعدة الفق َّي ف درج الحجج‬ ‫اصيل‪َ ،‬ل ْم َي ْ َ ِن ْد أ ْهلُ‬ ‫التفَ‬
‫الت َفاريع َو َّ‬
‫ِ‬
‫ض َخال ًيا َع َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ ُ‬ ‫ال َّ لف‪ ،‬وقد َّ‬
‫الزمان ِإذا ف ِر‬ ‫تقد مثال ذلك‪.‬‬
‫ال ُّ َّن أو ْلاجماع؛ فإنها تكون‬
‫َّ‬
‫النص‪ ،‬وْلاجماع‪ ،‬والقياس الجل ‪.‬‬ ‫تنق ح م القاض ي إذا ح م بخالف ا؛ وه َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ َ َّ َ َ ْ ُ‬
‫الزم ِان ِإال ِإلة مقط ٍوع ِب ِه"‪.‬‬ ‫ثانيا‪َّ :‬أن القواعد الفق َّي ا بت‬ ‫ً‬
‫ح َّج ‪ ،‬ول ليس لكونها قاعدة‬ ‫‪ -2‬ما ورد ع (اب عرف املالكر)؛ م َّأنه يقول بجواز ن ب القول إلة املذه‬ ‫ُ‬
‫‪ -2‬ما نقل ع (اب دقيق العيد)؛ ف موقفه م استنباط أحكا‬ ‫صياغتها م أثر تداول ا ف ت الفقه‪،‬‬
‫فق َّي ‪ ،‬بل العتمادها علة‬ ‫استنباطا م القاعدة الفق َّي ‪.‬‬
‫ً‬
‫بأنها غير مخلص ‪َّ ،‬‬ ‫الفروع م القواعد‪ ،‬ووصفه ل ذه الطريق َّ‬
‫الدليل َّ‬ ‫َّ‬ ‫نادا إلة القاعدة الفق َّي ‪َّ ،‬‬ ‫يدل علة َّأنه يرى صح الح م‪ ،‬اس ً‬ ‫وأن‬ ‫ٍ‬ ‫عبر مراحله املختلف ؛ وذلك قاعدة‪:‬‬
‫النقل ‪.‬‬ ‫فإنه إذا‬ ‫وهذا ُّ‬ ‫ْ َ َّ‬
‫َّ‬
‫ألاصولي ‪.‬‬ ‫الفروع ال يط ِر ُد تخريج ا علة القواعد‬ ‫(ال َع َادة ُم َح َم )‪ ،‬ف ذا اللفظ املوجز قد‬
‫ثانيا‪َّ :‬أن القاعدة الفق َّي تكون‬ ‫ً‬
‫جاز ن ب القول إلة املذه بنا ً علة القاعدة‪ ،‬جاز الح م بها‪.‬‬
‫حج ‪ُ ،‬ي تأنس بها مع َّ‬ ‫بأنه ال تجوز الفتوى بما‬ ‫صرح َّ‬ ‫‪ -3‬ما ُنقل ع (اب نجيم)؛ َّأنه َّ‬ ‫ذ ره (ال رخ ) ف (أصوله) بلفظ‪:‬‬
‫النص‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َْ‬
‫‪ -3‬ما ورد ع (ال يوطر) ف مقدم تابه ((ألاشباه والنظائر)‪" :‬اعلم أن ف‬
‫وأنها لم‬‫خصوصا َّ‬‫ً‬ ‫كلي ‪ ،‬بل أغلبي ‪،‬‬ ‫رنها لي ت َّ‬ ‫تقتضيه الضوابط؛ َّ‬ ‫َ‬
‫اب ال ُّ ؤ ِال َي ْج ِر ْي َعلة‬
‫َ‬ ‫ص ُل‪َ :‬أ َّن َج َو َ‬ ‫ألا ْ‬ ‫(‬
‫ال َّ رع ف الح م‪ ،‬علة الوقائع‬ ‫آخذه‬ ‫ََ‬ ‫ْ ْ ََ َ‬ ‫ُ َّ َ َ َ َ َ‬
‫ألاشباه والنظ ِائر ف ع ِظيم‪ِ ،‬ب ِه يطلع علة حق ِائق ال ِفقه ومد ِار ه‪ ،‬وم ِ‬
‫ْ َ ْ َ َ َّ َ َ َ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ ُ ُّ َ ْ ْ َ َ‬
‫تثبت ع ْلاما ‪ ،‬بل استخرج ا امل ايخ م المه‪.‬‬ ‫ح ِ ما تعارف كل قو ٍ ِف مك ِان ِهم)‪.‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َّ ْ‬
‫التخ ِريج‪َ ،‬و َم ْع ِرف‬ ‫است ْح َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََُ‬ ‫ََ ْ‬
‫قياسا علة امل ائل‬ ‫الجديدة‪،‬‬ ‫ضاره‪ ،‬ويقتدر علة ِْلالحاق و‬ ‫وأس َراره‪ ،‬ويت َم َّ ر ِف ف ْ مه و ِ‬ ‫تبناه واضعو (مجل ألاحكا‬ ‫تقد ُيف َ م َّأن الاتجاه الذي َّ‬ ‫وما َّ‬ ‫ثالثا‪َّ :‬أن العبارة التي تصاغ بها القاعدة‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫املدون ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ور ٍة‪َ ،‬وال َح َو ِادث َوال َوقا ِئع ال ِتي ال ت ْن َق ِض ي َعلة‬ ‫َأ ْح َكا ْاملَ َ ائل َّالتي َل ْي َ ْت ب َم ْ ُط َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫"أن حكا ال رع ‪-‬ما لم‬ ‫املجل ‪َّ :‬‬ ‫العدلي )‪ ،‬فقد ورد ف تقرير واضع‬ ‫َّ‬ ‫الفق َّي تكون ف الغال موجزة مع‬
‫َّ‬ ‫َم َمر َّ‬
‫ثالثا‪ :‬أن القاعدة الفق ي تكون‬ ‫الز َمان"‪.‬‬ ‫ً‬
‫يقفوا علة نقل صريح‪ ،-‬ال يح مون بمجرد الاس ناد إلة واحدة م‬ ‫وأحيانا يضطر بع‬ ‫شمول معناها‪،‬‬
‫حج ‪ ،‬فيما إذا ُع ِد َ الدليل‬ ‫َّ‬
‫كلي ‪،‬‬ ‫النظر إلة َّأن القواعد الفق َّي َّ‬ ‫والذي يبدوا َّأن هذا الاتجاه مبني علة َّ‬
‫َّ‬ ‫وأن ما قيل م َّأنها أغلبي ‪َّ ،‬‬ ‫ولي ت أغلبي ‪َّ ،‬‬ ‫هذه القواعد"‪.‬‬ ‫العلما إلة تطويل القاعدة؛ وم ذلك‬
‫النقل علة الواقع ‪ ،‬ل ب رط‬ ‫وأن امل تثنيات فيها ثيرة مردود؛‬ ‫َّ َّ‬ ‫ُُْ‬ ‫َّ َ ُ ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأما أدلة هذا الاتجاه‪ ،‬فيمكن إجمالها فيما يأتي‪:‬‬ ‫ود‬ ‫قول اب رج ‪( :‬التفاسخ ِف العق ِ‬
‫فقيها‬ ‫أن يكون امل تدل بها‪،‬‬ ‫تحقق ا‪ ،‬وموانع ينبغ انتفاؤها‪ ،‬فما ُيذ ر م َّأنه‬ ‫ُّ‬ ‫لكل قاعدة شروطا‪ ،‬ينبغ‬ ‫بأن ِ‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫َّأوال‪َّ :‬أن القواعد الفق َّي‬
‫َ َ‬ ‫ض َّم َ َ‬ ‫ْال َجائ َزة َم َتى َت َ‬
‫ً‬ ‫كلي ‪-‬ف نظرهم‪،-‬‬ ‫أغلبي ولي ت َّ‬
‫َّ‬ ‫ض َر ًرا َعلة أ َح ِد‬
‫ُمتم ِ ًنا‪ ،‬عارفا بما يدخل تحت‬ ‫ثنى منها‪َّ ،‬إنما هو ف الواقع؛ َّإما فاقد ل رط القاعدة‪ ،‬أو ُوجد به ما يمنع‬ ‫ً‬ ‫م‬ ‫ْ ُ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ ْ َ ُ َ َ ُّ‬
‫ِ ِ‬
‫القاعدة َّ‬ ‫وامل تثنيات فيها ثيرة‪ ،‬فم املحتمل أن يكون الفرع املراد إلحاقه‬ ‫املتع ِاقدي ِ أو غي ِر ِهما ِمم له تعلق‬
‫مما هو م م موالتها‪،‬‬ ‫م إلحاقه بح م ا‪.‬‬ ‫ب ْال َع ْقد َل ْم َي ُج ْز‪َ ،‬و َل ْم َي ْن ُف ْذ َّإال َأ ْن ُي ْم َ‬
‫َّ‬ ‫مما ُي َثنى منها‪.‬‬
‫بالقاعدة َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وما يكون م م تثنياتها إن‬ ‫َّ‬
‫وأما ما قيل‪ :‬م أن ثيرا م القواعد الفق ي ‪ ،‬كان مصدره الاستقرا غير‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َْ َ‬
‫ثيرا م القواعد الفق َّي كان مصدره الاستقرا ‪ ،‬وهو ف‬ ‫ثانيا‪َّ :‬أن ً‬‫ً‬ ‫ْ‬
‫اس ِتدراك الضر ِ ِبضم ٍان أو نح ِو ِه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وج َد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الكلي عليها‪ ،‬ما هو معلو م ال‬ ‫فإن هذا ال يمنع م إطالق وصف َّ‬ ‫التا ؛ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ُ ُ َ َ‬
‫الجمل استقرا غير تا ‪ ،‬فال تحصل به غلب الظ ‪ ،‬وال تطمئن له‬ ‫وز َعلة ذ ِل َك ال َو ْج ِه)‪.‬‬ ‫فيج‬
‫رابعا‪َّ :‬أن القاعدة الفق َّي تكون‬ ‫ً‬
‫ثير م العلما ع موضوع الاستقرا ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ر ً‬
‫النفس‪.‬‬ ‫ابعا‪ :‬أن القاعدة الفق ي إذا كان‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫حج لطال العلم ف بادئ‬ ‫وأما ما قيل‪ :‬م َّأن القواعد الفق َّي ‪ ،‬ثمرة للفروع‪ ،‬فال تجعل الثمرة دليال‬ ‫َّ‬
‫يحصل بها ضبط مجموع م‬ ‫ُ‬ ‫ثالثا‪َّ :‬أن القواعد الفق َّي ثمرة‬
‫ً‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُمت ً‬
‫َّ‬
‫تقر ألاحكا ف ذهنه‪.‬‬ ‫ألامر؛ ل‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫فإنها تصاغ بارسلوب‬ ‫فقا عليها‪،‬‬
‫تدل بالقاعدة الفق َّي عليها‪ ،‬ه الفروع‬ ‫ُّ‬ ‫يصح؛ رن الفروع التي ي‬ ‫ُّ‬ ‫عليها‪ .‬فال‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫عقل أن ُت َ‬ ‫الفروع‪ ،‬وال ُي َ‬ ‫َ‬
‫ُ َ‬ ‫جعل الثمرة دليال علة الفروع التي جا ت‬ ‫الخبري‪ ،‬وإذا كانت ُمختل ًفا فيها صيغت‬
‫الحادث ‪ ،‬ال الفروع التي است ِنبطت منها القاعدة‪.‬‬ ‫بأسلوب إن ائر‪َّ ،‬‬
‫لضبط أحكام ا‪.‬‬ ‫وتقد مثاله‪.‬‬
‫القاعدة الك رى ألاولى‬
‫ألامور بمقاصدها‬
‫مكانة هذه القاعدة‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫معنى القاعدة‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫الن َّية‬
‫حكم ِّ‬ ‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫َّ‬ ‫‪4‬‬
‫ألادلة على هذه القاعدة‬
‫‪4‬‬
‫الن َّية‬
‫املقصود من شرع ِّ‬ ‫‪5‬‬

‫الن َّية‬
‫محل ِّ‬ ‫ُّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الن َّية‬ ‫الت ُّ‬
‫صر عن ِّ‬ ‫الت ُّ‬
‫صر ‪ ،‬أو‬ ‫الن َّية عن‬
‫انفراد ِّ‬ ‫‪7‬‬

‫الن َّية‬
‫شروك ِّ‬ ‫‪8‬‬

‫املتفرعة عنها‬
‫ِّ‬ ‫القواعد‬ ‫‪9‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القواعد املستنناة من القاعدة الك رى‬ ‫‪11‬‬


‫القواعد املستنناة من‬ ‫املتعلقة بالعقود‬
‫ِّ‬ ‫القواعد‬
‫املتعلقة باأليمان‬ ‫القواعد‬ ‫َّ‬
‫في بيان أنه ال ثواب إال ب َّية‬
‫ِّ‬ ‫‪11‬‬
‫القاعد الك رى‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫‪1‬‬ ‫الع رة في العقود باملقاصد واملعاني‪،‬‬
‫اصص اللفظ‬ ‫النية في اليمين ت ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫ال باأللفاظ واملباني‪.‬‬
‫عمم اللفظ الخا ‪ .‬من استعجل الش يء قبل‬ ‫العام‪ ،‬و ت ِّ‬
‫وقب بحرمانه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ 1‬ألايمان مب َّية على ألاغرا ال‬
‫أوانه ع ِّ‬
‫على ألالفاظ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 3‬مقاصد اللفظ على َّنية الالفظ‪،‬‬
‫إال في اليمين عند القاض ي‪.‬‬
‫‪ 4‬اليمين على َّنية الحالف إن كان‬
‫املستحلف‬
‫ِّ‬ ‫مظلوما‪ ،‬و على َّنية‬
‫ً‬
‫ظالل ًما‪.‬‬
‫إن كان ِّ‬
‫القاعدة الك رى ألاولى‬
‫ألامور بمقاصدها‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫َّ‬
‫ألادلة على هذه القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬
‫الن َّية‬
‫حكم ِّ‬ ‫مكانة هذه القاعدة وأهميتها‬

‫دل علة معنى هذه القاعدة َّأدل ثيرة م القرآن وال ُّ َّن وْلاجماع‪.‬‬ ‫َّ‬
‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬ ‫هذه القاعدة ينبني عليها أعمال القلوب‪،‬‬
‫العمدة ف تأصيل هذه القاعدة حديث عمر ب الخطاب ‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬ ‫‪ُ -1‬‬ ‫اختلف‬ ‫الن َّي عبادة م روع ‪ ،‬ول‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ألام للور‪ :‬جم ةةع أم ةةر‪ ،‬وه ةةو‪َّ :‬‬ ‫التي يكون بها صالح أعمال الجوارح أو‬
‫لكل امرئ ما نوى))‪ ،‬وهذا الحديث حصر‬ ‫َّ‬ ‫((إنما ألاعمال ِ َّ‬
‫بالنيات‪ ،‬وإنما ِ‬
‫هللا ‪َّ :‬‬ ‫املكلف العلما ف ح م ا؛ فجعل ا بعض م‬ ‫ُّ‬
‫تصرفات‬ ‫َّأن‬ ‫التص ة ُّةرفات‬
‫َّ‬
‫ً‬
‫فعلي ‪ ،‬شرطا لصح ألاعمال‪ ،‬وجعل ا ألا ثر‬ ‫قولي ‪ ،‬أو َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫والاعتقادي ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫والقولي‬ ‫َّ‬
‫الفعلي‬ ‫ف ادها‪ ،‬ما َّأن مبنى الثواب والعقاب‬
‫معناه‪ :‬ال عمل إال بني ‪ ،‬وف ال ال حذف ‪-‬اختلف العلما ف تقديره‪:-‬‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫عليها‪ ،‬وهذه القاعدة ت ند إلة حديث‪:‬‬
‫الني شرط‬ ‫بالن َّيات‪ ،‬وهذا علة قول م يرى أن ِ‬ ‫فقيل التقدير‪ :‬إنما صح ألاعمال ِ‬ ‫فالر يكون‬ ‫أو اعتقادي ‪ ،‬تختلف ر نا ف جميع ألاعمال‪ُّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫مقصةةد‪ ،‬وهةةو‪ْ :‬لارادة‬ ‫املقاصللد‪ :‬جمةةع‬
‫َّ َّ‬ ‫املتوج إلة الش ي ‪.‬‬
‫ف ألاعمال‪.‬‬ ‫ال رعي جز ً ا م حقيق الش ي ‪َّ ،‬أما ال َّ رط‬ ‫أحكام ا‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫بالنيات))‪ ،‬الذي ذ ر ثير‬
‫((إنما ألاعمال ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫باختالف إرادته ونيته‪.‬‬ ‫الني بمعناها‬ ‫ِ‬ ‫ير‬ ‫تف‬ ‫م‬ ‫قري‬ ‫وهذا‬ ‫م ألائم َّ‬
‫الني شرط‬ ‫بالنيات‪ ،‬وهذا علة قول م لم ير أن ِ‬ ‫وقيل التقدير‪ :‬إنما مال ألاعمال ِ‬ ‫خارجا ع حقيق الش ي ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فإنه يكون‬ ‫َّ‬ ‫"أنه ثلث العلم"‪ ،‬وهو أحد‬
‫العةةا ؛ وهةةو‪ :‬انبعةةاث القل ة نحةةو مةةا‬ ‫ُ‬
‫ف ألاعمال‪.‬‬
‫وللعالئر ‪-‬رحمه هللا‪ -‬تفصيل ح‬ ‫ً‬ ‫ثالث أحاديث ت َر ُّد إليها جميع ألاحكا ‪،‬‬
‫الصح أ ثر لزوما للحقيق م ال مال‪ ،‬فيكون املراد به‪ :‬اعتبار‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫لغرض مة جلة نف ٍةع أو‬ ‫موافقا‬ ‫يراه‬
‫والراجح ألاول؛ رن ِ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ون ِق َل ع ال افع ‪-‬رحمه هللا‪َّ :-‬أن هذا‬
‫ألاعمال‪ ،‬وبنا الح م عليها‪.‬‬ ‫الن َّي معتبرة ف‬ ‫وهو‪" :‬أن ما كانت ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫دفع ض ٍر‪ ،‬حاال أو مآال‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫بابا م أبواب‬ ‫الحديث يدخل سبعين ً‬
‫يصح‬ ‫صحته؛ فهي ر فيه‪َّ ،‬‬
‫وأما ما‬ ‫الن َّي ة ة بمعناهة ةةا الخة ةةاص‪:‬‬ ‫َّأم ةةا تف ة ةةير ِ‬
‫‪ -2‬قوله تعالة‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ)[ال ف‪،]28:‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫َّ‬ ‫والت ُّ‬ ‫الطاع َّ‬ ‫أهمي‬ ‫يدل علة‬ ‫وكل ذلك‬ ‫العلم‪.‬‬
‫والن َّي ف العمل؛ وذلك بإرادة وجه‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫هذه آلاي دليل علة أنه ال بد م مالحظ القصد ِ‬ ‫يتوقف حصول‬ ‫الن َّي ‪ ،‬ول‬
‫بدون ِ‬ ‫قرب إلة هللا ‪.‬‬ ‫قصد‬
‫َّ‬
‫دال علة الن َّي والقصد؛ َّ‬ ‫هللا ‪ ‬فيه‪ ،‬وذلك َّأن َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تصرفات املكلفين‪.‬‬‫ُّ‬ ‫والنيات ف‬
‫املقاصد ِ‬
‫رنهما م أنواع‬ ‫ِ‬ ‫التعبير باإلرادة ٌّ‬ ‫الن َّي تكون‬
‫الن َّي ؛ فإن ِ‬
‫الثواب فيه علة ِ‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫التعبير بلفظ القاعدة‪( :‬ألامور‬ ‫سبب عدول العلماء إلى‬
‫ْلارادة‪.‬‬ ‫شرطا فيه؛ وذلك كاملباحات‪ ،‬وال ف‬
‫بمقاصدها) دون لفظ الحدي ‪( :‬ألاعمال ِّ‬
‫بالنيات)‬
‫(ﯧﯨﯩﯪﯫ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺ‬ ‫‪ -3‬قوله تعالة‪:‬‬ ‫ع املعاص ي"‪.‬‬
‫والن َّي ف العمل‪.‬‬
‫ﯻ)[الن ا ‪ ،]600:‬ف هذه آلاي إرشاد إلة ضرورة إخالص القصد ِ‬
‫والن َّيات‬
‫الفرق بين املقاصد ِّ‬ ‫الفرق بين ألامور وألاعمال‬

‫الن َّيات (أخص)‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫املقاصد (أعم)‪:‬‬
‫ألاعمال (أخص)‪:‬‬ ‫ألامور (أعم)‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫والت ُّ‬ ‫َّ‬
‫والت ُّ‬ ‫ي مل الفعل فقط‬ ‫ي مل ألافعال‬
‫تتقد عليه إال‬ ‫وجه املقترن بالفعل‪ ،‬وال‬ ‫٭ي مل العز‬ ‫واملتقد‬
‫ِ‬ ‫وجه املقترن بالفعل‬ ‫٭ي مل العز‬
‫العمل‪ :‬ما كان ً‬ ‫وألاقوال والاعتقادات‬
‫لضرورة‪.‬‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫واقعا بقصد‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الثواب َّ‬
‫قرب إلة هللا تعالة‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫تختص بإمال ْلارادة إلة قصد الثواب والت ُّ‬ ‫٭‬ ‫قرب‬‫والت ُّ‬ ‫ُّ‬
‫تختص بإمال ْلارادة إلة قصد‬ ‫الفعل‪ :‬ما ُين َ إلة م يقع منه فعل بغير ٭ال‬
‫قصد‪ ،‬وقد ُين َ إلة الجمادات ً‬
‫أيضا‪.‬‬
‫إلة هللا تعالة‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬
‫الن َّية‬
‫املقصود من شرع ِّ‬
‫الن َّية‬ ‫ُّ‬
‫محل ِّ‬
‫َّ‬
‫يترت ُب على هذين ألامرين أربعة أمور‬ ‫ُ َ ْ‬
‫ُّ‬
‫الن َّية محلها القلب‬
‫ِّ‬ ‫الن َّية ألمرين‬
‫ش ِّرعت ِّ‬
‫َّ‬
‫ويترتب على هذا ثالثة أمور‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫الن َّي ف القل‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫تميي ُرتب العبادات بعضها عن بع‬ ‫تميي العبادات عن العادات‬
‫أنه ال ي ترط مع انعقاد ِ‬
‫َّ َّ ُّ‬ ‫َّ ُّ‬ ‫َّأنه إذا اختلف اللفظ‬ ‫َّأنه ال ي فر َّ‬
‫الت ُّلفظ بالل ان‬
‫بالن َّي‬
‫التلفظ بالل ان‪ ،‬بل إن التلفظ ِ‬ ‫نفال‪ ،‬وقد تكون ً‬
‫نذرا‪،‬‬
‫ن ً‬
‫فرضا‪ ،‬وقد تكو‬‫قد تكون العبادة ً‬ ‫بع ألاعمال َّ‬
‫بالل ان َّ‬ ‫تتردد بين أن تكون عبادة‪،‬‬
‫النبي ‪ ‬وال‬ ‫ال ُي رع؛ لعد ثبوته ع َّ‬ ‫عما ف القل ‪،‬‬ ‫ع انعقاد ال ِن َّي ف القل ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬
‫وقد تكون أدا ً ‪ ،‬وقد تكون إعادة‪ ،‬وقد تكون قضا ً ‪ ،‬وكل ا‬ ‫وبين أن تكون عادة‪ ،‬للموافق ف ال يئ ‪ ،‬فال‬
‫ع أحد م أصحابه‪.‬‬ ‫فاملعتبر ما ف القل ‪.‬‬ ‫عبادات ُي َّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫تقرب بها إلة هللا ‪.‬‬ ‫بالن َّي ‪.‬‬‫تتميز أنها عبادة إال ِ‬
‫وما استثناه بع العلما م أنه ي رع‬ ‫بالن َّي ‪ ،‬ولذلك ُي َترط ف‬‫وال تتميز رتب العبادة هنا إال ِ‬
‫َّ‬
‫املثال‪:‬‬
‫الحج فقط‪ ،‬ف ذا‬ ‫بالن َّي ف‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫التلفظ ِ‬ ‫بالن َّي ‪.‬‬
‫العبادات التي يلتبس بعض ا ببع تعيينها ِ‬ ‫ُ‬
‫وإنما هو ُّ‬ ‫تلف ًظا بالن َّي ‪َّ ،‬‬
‫ليس ُّ‬ ‫تردد بين أن يكون‬ ‫٭ الاغ ال باملا م ِ‬
‫تلفظ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫للتنظيف أو َّ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫٭ املقصود بااللتباس‪ :‬أن ت اوى العبادتان فعال وصورة؛‬ ‫الت ُّبرد‪ ،‬وبين أن يكون ط ارة‬
‫بالتلبي امل تمل علة املنوي‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ َّ‬
‫القدر والفريض ‪،‬‬ ‫اوي الظ ر والعصر ف‬ ‫وذلك‬ ‫بالن َّي ‪.‬‬
‫مييز إال ِ‬ ‫شرعي ‪ ،‬وال يحصل الت ِ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫و اوي صو ال فارة أو النذر مع صو القضا ف‬ ‫ُّ‬
‫٭ ْلام اك ع ألاكل وال رب‪ِ ،‬‬
‫متردد بين‬
‫الصف والح م‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫للتداوي‪ ،‬أو لعد الحاج‬ ‫أن يكون ح ْم َي ً َّ‬
‫ِ‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ً‬
‫إليه‪ ،‬وبين أن يكون صياما شرعيا‪ ،‬وال‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َّ‬
‫َّأن العادات قد تصبح عبادات‬ ‫٭ لو أخطأ املكلف ف َّني العبادة التي‬ ‫تميزة بنف ا‬ ‫أن العبادة إذا كانت م ِ‬ ‫تميزة بنف ا ال‬ ‫ُ‬
‫أن العبادة إذا كانت م ِ‬
‫َّ‬ ‫بالن َّي ‪.‬‬
‫مييز إال ِ‬ ‫يحصل الت ِ‬
‫َّ‬ ‫فإنها تبطل؛ م‬ ‫ُي ترط ل ا تعيين الن َّي ؛ َّ‬ ‫ال تلتبس بعبادة أخرى‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫بالن َّي ‪ ،‬فيحصل الثواب عليها؛ ما‬ ‫ِ‬ ‫فإنها ال‬ ‫تمييز‬
‫تلتبس بالعادة‪ ،‬فإنها ال تحتاج إلة ِ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫أراد أن يصل الظ ر ف وقت الظ ر‪ ،‬فنوى‬ ‫بالن َّي ؛‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫ف املباحات م ألاكل وال رب والنو‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫العصر‪َّ ،‬‬
‫كالحج‬
‫ِ‬ ‫ي ترط فيها تمييزها ِ‬ ‫القلبي م إيمان باهلل‬ ‫بالن َّي ؛ كارعمال‬
‫ِ‬
‫اب؛ إذا قصد بها َّ‬ ‫تصح‬ ‫تصح ظ ًرا‪ ،‬وال‬ ‫فإنها ال‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫التقوي‬ ‫والا‬ ‫عصرا؛ َّ‬ ‫والعمرة‪ ،‬وصو رمضان؛ رنه لو عين‬ ‫وخوف منه‪ ،‬ورجا له‪ ،‬و ذلك‬‫ٍ‬ ‫تعالة‪،‬‬
‫رنه قبل دخول وقته‪.‬‬ ‫ً‬
‫َّ‬ ‫غيرها انصرف إليها‪ ،‬في فر فيها‬ ‫قرا ة القرآن‪ ،‬وألاذكار‪ ،‬وألاذان‪ ،‬فهي‬
‫علة طاع هللا ‪ِ ،‬‬
‫والنكاح؛ إذا‬ ‫٭ لو أخطأ املكلف ف َّني ما ال ُي ترط‬ ‫ُ َ‬
‫َ‬
‫قصد به إعفاف نف ه‪ ،‬أو تحصيل‬ ‫فإنه ال ُّ‬ ‫فيه تعيين الن َّي ؛ َّ‬ ‫الن َّي ‪.‬‬
‫مطلق ِ‬ ‫متميزة بصورتها ال تحتاج إلة ني ‪.‬‬
‫يضره خطؤه؛‬ ‫ِ‬
‫الولد َّ‬
‫الصالح‪ ،‬وت ثير َّ‬ ‫يؤد‬ ‫لم‬ ‫وهو‬ ‫افل‬ ‫حج َّ‬
‫الن‬ ‫َّ‬ ‫م نوى‬
‫ألام ‪ .‬وطل‬ ‫ِ‬
‫العلم؛ لنفع َّ‬ ‫حج الفرض‪ ،‬أو‬ ‫الفرض‪ ،‬فإنه يقع ع‬ ‫َّ‬
‫النفس‪ ،‬برفع الج ل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ونفع َّ‬ ‫نوى صو قضا أو نافل ف رمضان‪ ،‬فإنَّ‬
‫الناس‪ ،‬أو تحصيل الوظيف‬
‫صيامه يقع ع رمضان‪ ،‬وال ُّ‬
‫يضره خطؤه‪.‬‬
‫التي ي ُّد بها حاجته‪ ،‬وينتفع به فيها‬
‫مجتمع ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الن َّية‬ ‫الت ُّ‬
‫صر عن ِّ‬ ‫الت ُّ‬
‫صر أو‬ ‫الن َّية عن‬
‫انفراد ِّ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الن َّية‬
‫صر عن ِّ‬ ‫الت ُّ‬ ‫انفراد‬ ‫الت ُّ‬
‫صر‬ ‫الن َّية عن‬
‫انفراد ِّ‬
‫له حالتان‬
‫الن َّي ة ل ةةم تقت ةةرن بفع ة ٍةل أو ق ةةو ٍل ظ ةةاهر‪،‬‬ ‫َّ‬
‫أي أن ِ‬
‫التصة ُّةرف‬ ‫بحيةةث لةةم تجةةاوز القصةةد والعةةز إلةةة َّ‬
‫‪2‬ب‬ ‫أ‬ ‫الحسة ة ي مة ة قة ةةول أو فع ةةل‪ ،‬وحينئ ةةذ ال َّ‬
‫تترتة ة‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫الن َّية‬ ‫للت ُّ‬
‫صر حتى تقترن به ِّ‬ ‫أن ال يثبت الحكم‬ ‫للن َّية‬
‫صر دون الحاجة ِّ‬
‫َّ‬
‫للت ُّ‬ ‫أن يثبت الحكم‬ ‫َّ‬
‫دنيوية ة ة ‪َّ ،‬أم ة ةةا ألاحك ة ةةا‬ ‫عليه ة ةةا أحك ة ةةا ش ة ة َّ‬
‫ةرعي‬
‫ُّ‬
‫وهذا يشمل الصور آلاتية‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ألاخروي مة ثةواب أو عقةاب‪ ،‬فقةد تترتة علةة‬
‫حت َمل أن‬ ‫كل منها ُي َ‬‫متعددة‪ٌّ ،‬‬ ‫صرفات غير َّ‬‫الت ُّ‬‫وهذا ي مل‪َّ :‬‬ ‫تصرف فعل ٌّ أو قول ‪.‬‬ ‫الن َّي ولو لم ُيصاحبها ُّ‬
‫الصريح ف املقصود منها‪ ،‬ول ا أوجه ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫صرف‪ ،‬فيبقى َّ‬ ‫حمل عليه هذا َّ‬ ‫ً‬
‫صرف موقوفا حتى ُي ِبين لنا صاحبه َّنيته منه‪.‬‬‫الت ُّ‬ ‫الت ُّ‬ ‫ُي َ‬ ‫٭ ل ةةو أن رج ةةال ن ةةوى تطلي ةةق زوجت ةةه فة ة قلب ةةه‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ً‬
‫طالقا؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫بالطالق‪َّ ،‬‬ ‫ولم َّ‬
‫تصرف يحتمل أوج ً ا‪ :‬منها‬ ‫رنه ُّ‬ ‫٭ م قال لزوجته‪( :‬اذهبي رهلك!)‪ ،‬ف ذا ال يكون‬ ‫فإنه ال يقع الطالق‪.‬‬ ‫يتلفظ‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫٭ ل ةةو ن ةةوى أن يوق ةةف ً‬
‫الطالق‪ ،‬ومنها أن تذه لزيارتهم‪ ،‬ومنها أن تبتعد عنه حتى يزول عنه ما به م غض ٍ مثال‪.‬‬ ‫وقف ةةا‪ ،‬ول ةةم يص ةةدر من ةةه‬
‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫قط ً وأخذها‪َّ ،‬‬‫ُ َ‬
‫وحينئذ‬
‫ٍ‬ ‫فإن أخذه ل ا يحتمل أوج ً ا‪ :‬منها َّأنه قصد تمل ا مباشرة؛‬ ‫٭ م وجد ل‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فإن ةةه ال َّ‬
‫يترتة ة‬ ‫ةدل عل ةةة ذل ةةك‪َّ ،‬‬
‫فع ةةل أو ق ةةول ي ة ُّ‬
‫واحد م ال يئين علة آلاخر‪.‬‬‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫ف‬ ‫يتوق‬ ‫أن‬ ‫هو‬ ‫ور‪:‬‬‫الد‬
‫َّ‬
‫غاصبا‪ ،‬يضمنها لو تلفت ف يده‪ ،‬تعدى وقصر‪ ،‬أو لم يتعد ولم ُيقصر‪ُ .‬ويحتمل أنه أخذها‬ ‫ً‬ ‫عد‬ ‫ُي ُّ‬ ‫ال َّ ل ل‪ :‬هو ُّ‬ ‫علة َّنيته ح م‪.‬‬
‫ترت أمور غير متناهي ‪.‬‬ ‫(ني ة القط ةةع) ف ة َّ‬
‫وي ة ثنى م ة ذل ةةك َّ‬
‫تعد‬ ‫ُ ُّ ً‬ ‫بقصد تعريف ا‪ ،‬وت ليم ا لصاحبها لو وجده؛ َّ‬ ‫ةإن من ةةه م ةةا‬
‫حينئذ يعد أمينا‪ ،‬ال يضم لو تلفت بال ٍ‬
‫ٍ‬ ‫فإنه‬
‫الن َّي ‪.‬‬
‫يثبت الح م فيه بمجرد ِ‬
‫وال تفريط منه‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫فإنها تحصل‬ ‫املباحات‪َّ ،‬‬ ‫القربات التي ال تلتبس‬ ‫صرفات َّ‬ ‫الت ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ترك املعاص ي‪ ،‬سوا‬ ‫الصريح التي ليس ل ا إال وجه واحد‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الواجبات التي تكون صورتها كافي‬
‫الن َّي ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ةؤدي اش ة ةةتراط‬ ‫التص ة ة ُّةرفات الت ة ةةي ي ة ة ِ‬
‫مصالح ا بدون ِ‬ ‫َّ‬ ‫بغيرها‪ ،‬ال ت َترط فيها‬ ‫تصر ًفا فعليا أو قوليا‪ ،‬وحينئذ َّ‬
‫فإن‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫سوا أكان‬ ‫َّ‬ ‫الن َّي فيها إلة َّ‬
‫أ‬ ‫محرم‬ ‫أكانت‬ ‫الدور أو ال ل ُ ل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ف تحصيل مصلحتها‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الاحتطاب‪ ،‬ونحوه‪.‬‬ ‫الن َّي ‪.‬‬‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫يترت علة هذا التصرف‪ ،‬وال ننظر إلة‬ ‫الح م َّ‬ ‫ُ‬ ‫مثل‪ :‬الن َّي نف ا‪َّ ،‬‬ ‫ورد الديَّ‬‫ُّ‬ ‫مثل‪ُّ :‬رد املغصوب‪،‬‬
‫الزنا‪،‬‬
‫م روه ؛ ترك ِ‬ ‫فإنةه ال ت َةترط‬ ‫ِ‬
‫مثل‪ :‬قرا ة القرآن‪ ،‬وذ ر‬ ‫الن َّي ‪.‬‬‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫وال َّ رق ‪.‬‬
‫وترك الريا ‪َّ ،‬‬
‫فإنه ي فر‬ ‫هللا ‪َّ ،‬‬ ‫ةؤدي إل ةةة‬ ‫ل ةةا َّنية ة ؛ رن اش ةةتراط ا ي ة ِ‬
‫ِ‬ ‫فإنه إذا كانت َّني‬ ‫ً‬
‫مثال‪ :‬م باع غيره شيئا؛ بقوله‪( :‬بعتك)‪ ،‬أو‬ ‫َّ‬ ‫صرفات يثبت الح م فيها‬ ‫ف ذه َّ‬
‫الت ُّ‬
‫َّ‬ ‫ال ل ة ة ةةل‪ .‬و ة ة ةةذلك ْلاس ة ة ةةال ‪ ،‬ال‬
‫ف تر ا مجرد الترك‬ ‫ْلان ان ف ذلك غير‬ ‫أوص ى لغيره بش ي ؛ بقوله‪( :‬أوصيت لفالن ب ذا)‪،‬‬
‫رن ةةه يل ةةز مة ة‬ ‫ُت ة َةترط ل ةةه الن َّية ة ؛ َّ‬ ‫الن َّي ‪.‬‬
‫بمجرد الفعل‪ ،‬وال حاج إلة ِ‬
‫الن َّي ‪.‬‬
‫دون ِ‬ ‫الريا ‪،‬‬‫ِ‬ ‫م بوق بش ي م‬ ‫فينعقد البيع‪ ،‬وتنعقد الوصي ولو لم يقصدهما‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫ُّ‬
‫َّ‬
‫الني ة ة م ة ة‬ ‫اش ةةتراط ا الة ةةدور‪ ،‬فة ةةإن ِ‬
‫فإنه ي فر مجرد الفعل‬ ‫َّ‬
‫بلفظ صريح‪ ،‬قوله‪( :‬يا ز ٍان)‬‫و ذا لو قذف غيره ٍ‬
‫ُليوصف َّ‬ ‫فإنه َّ‬‫ونحوه؛ َّ‬ ‫شروط ا ْلاسال ‪.‬‬
‫بأنه طاع ‪.‬‬ ‫يترت عليه ح م القذف‪.‬‬
‫الن َّية‬
‫شروك ِّ‬
‫ً‬
‫بالن َّية إذا فقدت واحدا منها‬ ‫ُ ُّ‬
‫ال يعتد ِّ‬
‫‪6‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬


‫الن َّية‬
‫خال في ِّ‬ ‫أن تكو‪4‬ن الن َّية‬ ‫َّ‬ ‫العلم باملنوي‪ ،‬فال ُّ‬ ‫‪2‬‬ ‫َّ‪1‬‬
‫ِّ‬ ‫تصح َّنية املكلف مع جهله‬ ‫مي ً ا‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫مسلما‬ ‫أن يكون الناوي‬
‫أي‪ُ :‬يراد بالعمل وجه هللا‬ ‫مقارنة َّ‬ ‫أن يكون الناوي م ِّ‬
‫ألول العمل‪،‬‬ ‫بحقيقة ما نواه أو بحكمه‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الني ف‬
‫الن َّي ‪.‬‬ ‫العقلي ة ة ة عل ة ة ةةة‬ ‫أي‪ :‬لدي ة ة ةةه الق ة ة ةةدرة‬ ‫وهو شرط لصح ِ‬
‫وحده‪ ،‬وهذا شرط لقبول ِ‬ ‫مما ُيشترك‬
‫إذا كان َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫التمييز بين َّ‬
‫وإذا خالط الن َّي الريا ‪ ،‬فإنهَّ‬ ‫الصالة أو الوضو لم‬ ‫بفرضي‬ ‫فم لم يعلم‬ ‫النافع والضار‪.‬‬ ‫العبادات‪ ،‬فالكافر فاقد ل رط‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فيه املقارنة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫يؤثر ف عد قبول العمل‪.‬‬
‫فعل معين‬ ‫يصح منه فعل ما‪ ،‬وم ج ل تحريم ٍ‬ ‫فالن َّية ة ة ال ُب ة ة َّةد فيه ة ةةا مة ة ة القص ة ةةد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫صح العبادة وهو ْلاسال ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫تحقق َّني‬ ‫لم يلزمه ح م فعله‪ ،‬وذلك لعد‬ ‫والص ةةبي‪ -‬ال‬ ‫َّ‬ ‫والغيةةر مميةةز ‪-‬كةةاملجنون‬
‫و ستثنى من ذلك أمران‪:‬‬
‫الفعل منه‪ .‬وي ثنى م ذلك‪ :‬الفعل الذي يؤول‬ ‫قصد له‪.‬‬
‫حاالت العمل بال ِّ سبة إلى‬
‫إلة العلم‪.‬‬ ‫واس ة ة ة ة ة ثنى العلم ة ة ة ة ةةا م ة ة ة ة ة ذل ة ة ة ة ةةك‬
‫وقته‬ ‫ْلات ةةالف؛ َّ‬
‫مثاله‪ْ :‬لاحرا املبهم؛ وهو ْلاحرا بما أحر به‬ ‫ً‬
‫موجب ةةا‬ ‫فإن ةةه يك ةةون س ة ًةببا‬
‫‪2‬‬ ‫فالن‪ ،‬ويم أن ي أل ذلك َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫ُ َّ‬ ‫الشخص ع نوع‬ ‫للض ةةمان‪ ،‬لتعل ةةق ْلات ةةالف بحق ةةوق‬
‫ُ َّ‬
‫أن يريد املكلف العبادة‪،‬‬ ‫أن يبتدئ املكلف العبادة‬ ‫عي ُنه‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُّ‬
‫إحرامه‪ ،‬فيصح هذا وينعقد ْلاحرا ‪ ،‬ثم ي ِ‬ ‫اح ‪.‬‬ ‫العباد‪ ،‬التي مبناها علة امل َّ‬
‫ويخش ى م الريا ‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫فإنه ال‬ ‫ِ‬ ‫يعرض له‬‫باإلخالص‪ ،‬ثم ِ‬ ‫بعد ال ُّ ؤال؛ ما َّأن عليا ‪ ‬أحر بما أحر به‬
‫ينبغ له أن يترك العبادة‬ ‫الريا ف أثنائها‪ ،‬فالح م‬ ‫فصححه له َّ‬
‫النبي ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫النبي ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫رجل هذه الخ ي ؛ َّ‬ ‫ِ‬
‫رنه‬ ‫الريا‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫أمر َّ‬ ‫لل ابق‪ ،‬وال يضر ِ‬ ‫و قول البائع للم تري‪ :‬بعتك بما باع به فالن‪،‬‬
‫متوهم‪.‬‬ ‫الالحق‪ ،‬وتج مدافعته‪.‬‬ ‫إذا كان يم نه أن يعلم القيم التي باع بها ذلك‬
‫الثم ؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫رنه‬ ‫الشخص‪ ،‬فيجوز مع الج ل بمقدار‬
‫يؤول إلة العلم‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫َّ‬
‫املكلف فيها َّ‬
‫مخي ًرا ف‬ ‫ٌّ‬ ‫َّ ُ َ ُ َّ‬ ‫ٌّ‬ ‫َّ ً‬ ‫َّ‬
‫أعمال ذات شبهين‪ ،‬فيكون‬ ‫أعمال يكون املكلف غير مخي ٍر ف إيقاع ا ف ِ‬
‫أي جز ٍ م وقتها؛‬ ‫أي جز‬‫أعمال يكون املكلف مخيرا ف إيقاع ا ف ِ‬
‫إيقاع ا ف أي وقت؛ ل ع وقتها‪ ،‬وليس َّ‬ ‫مضي ًقا ال ي ع ً‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫مخي ًرا ف‬ ‫ِ‬ ‫شيئا م جنس ذلك العمل‪ ،‬ف ذا‬ ‫ليكون وقتها‬ ‫واسعا ي ع العمل وي ع غيره‬ ‫م وقتها؛ لكون وقتها‬
‫ُ‬ ‫تتقد فيه الن َّي ُم ً‬‫يجوز أن َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ا مع ا ف هذا الوقت‪ ،‬ف ذا‬ ‫إيقاع غيرها م جن‬ ‫طلقا ع َّأول العمل‪ ،‬وال ت ترط‬ ‫ِ‬ ‫الن َّي مقارن‬‫م جن ه‪ ،‬ف ذه ي ترط أن تكون ِ‬
‫َّ‬ ‫املقارن ؛ ُّ‬ ‫قد الي ير؛ ملقاربته‪َّ ،‬‬ ‫الت ُّ‬ ‫يضر َّ‬ ‫َّ‬
‫فيه ع َّأول العمل؛ ويجوز أن‬ ‫الن َّي‬
‫يجوز أن تتأخر ِ‬ ‫لتميز العمل بكون وقته ال ي ع غيره م جن ه‪ ،‬ول ال‬ ‫فإن‬ ‫رول العمل‪ ،‬وال ُّ‬
‫النافل ‪َّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫فإنه يجوز أن ينويه م‬ ‫تتقد ؛ وذلك ِصيا‬ ‫الن َّي ع أول العمل؛ وذلك ِ‬
‫كالصيا الواج ‪.‬‬ ‫يصح أن تتأخر ِ‬ ‫كالصالة‪.‬‬ ‫ما قارب الش ي أعطر ح مه؛ وذلك‬
‫الزوال؛ لألحاديث الواردة ف ذلك‪.‬‬ ‫النهار وقبل َّ‬
‫َّ‬
‫الن َّي ف العبادات؛ إذا كان‬ ‫منافيا الستمرار ِ‬ ‫ً‬ ‫وهذا ألامر ُي َع ُّد‬ ‫الن َّية‬
‫شروك ِّ‬ ‫ً‬
‫الن َّي ‪ ،‬وعد الجز فيها أصال‪ ،‬فمثل‬ ‫َّ ُّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ ُّ‬ ‫التردد ف ِ‬
‫أمر م ٍاو له‪ ،‬أو أعلة منه وأقوى؛ مثل‬ ‫نقال م ش ي ٍ إلة ٍ‬ ‫واحدا منها‬ ‫بالن َّية إذا فقدت‬
‫ال يعتد ِّ‬ ‫الن َّي ابتدا ً ا؛ وذلك م اشترى‬ ‫هذا يناف انعقاد ِ‬
‫ُ‬
‫النفل‬ ‫َّ‬ ‫أن ينوي قل الفرض إلة فرض آخر‪ ،‬أو ينوي قل‬ ‫ً‬
‫بيتا لل ُّ نى‪ ،‬وهو ينوي إن‬ ‫للركوب‪ ،‬أو ً‬ ‫سيارة ُّ‬
‫إلة فرض؛ َّ‬ ‫‪4‬‬
‫فإنه ال يحصل واحد منهما‪.‬‬ ‫الن َّية واملنوي‬ ‫ُ‬ ‫فإنه ال زكاة عليه؛ َّ‬ ‫ربحا باعه‪َّ ،‬‬
‫أصاب ً‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫عدم املنافي بين‪ِّ 6‬‬ ‫رنه لم يجز‬
‫يؤثر ف‬ ‫وهذا بخالف النقل م ألاعلة إلة ألادنى؛ فإنه ال ِ‬ ‫واملنافي له هنا قسمان‬ ‫َّ‬
‫متردد فيها‪.‬‬
‫التجارة‪ ،‬بل هو ِ‬ ‫بني ِ‬
‫الن َّي لألدنى؛ م نوى قل‬ ‫استمرار َّني العبادة‪ ،‬فتنتقل ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ً‬ ‫النفل‪َّ ،‬‬ ‫الفرض إلة َّ‬ ‫الن َّي حال‬ ‫وي ثنى م هذا ال رط التردد ف ِ‬
‫فإنه ينقل نفال‪ ،‬وال تنقطع َّني‬
‫العبادة‪َّ .‬أما ف املعامالت فال يؤثر هذا َّ‬ ‫الاش باه‪ ،‬فيما لو نس ي أدا صالة يو ٍ ُم َّعين‪،‬‬
‫النوع إال إذا أتبعه‬ ‫ِ‬ ‫وج ل عينها‪َّ ،‬‬
‫صلوات‪ ،‬حتى‬‫ٍ‬ ‫فإنه ُيصل خمس‬
‫يدل عليه‪.‬‬ ‫بتصر ٍف ُّ‬
‫ُّ‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫يجز بوجودها‪ ،‬وتصح َّني القضا ف هذه‬
‫النقل للنيةَّ‬‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِّ‬ ‫القلب أو‬ ‫النية‬‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ما ينافي استمرار ِّ‬
‫ً‬
‫ابتداءا‪،‬‬ ‫الن َّية‬
‫ما ينافي انعقاد‪ِّ 1‬‬ ‫الصورة مع الت ُّردد‪ ،‬وعد الجز ف املقض ي‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫وله نوعان‬ ‫وله ثالثة أنواع‬ ‫‪11‬‬
‫‪2‬‬
‫تشريك تبطل فيه َّنية إحدى‬
‫العبادتين دون ألاخرى‬
‫ً‬
‫محله؛ أن ينوي قطع‬ ‫يؤثر بعد فوات ِ‬ ‫القطع ال ِ‬ ‫‪1‬‬ ‫وذلك أن ينوي مع العبادة عبادة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫فإن هذا ال يؤثر ف صحَّ‬ ‫العبادة بعد الفراغ منها؛ َّ‬ ‫أخرى ال يم تداخل ا مع ا؛‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫الن َّية‬
‫قطع ِّ‬ ‫الن َّية‬
‫التشريك في ِّ‬ ‫عد القدرة علة املنوي؛ َّإما عقال‪،‬‬
‫َّ‬
‫العبادة‪ ،‬ما أن ال َّ و والغفل ع ِ‬
‫النيَّ‬
‫وهذا املنافي ال يالو من حالتين‬
‫بحجه الفرض‬ ‫وذلك أن ينوي ِ‬ ‫َّ‬
‫وهذا النوع له ثالث حاالت‬ ‫ً‬
‫وإما عادة‪ ،‬واملقصود‪َّ :‬أنه‬ ‫وإما ً‬
‫شرعا‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫عد ً‬ ‫ف أثنا العبادة ال ُي ُّ‬ ‫فإن َّنيته تصح ف‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫والنفل‪،‬‬
‫قطعا ل ا‪.‬‬
‫الفرض‪ ،‬وتبطل ف َّ‬ ‫أمرا ي تحيل ف العقل‪ ،‬أو‬ ‫إذا نوى ً‬
‫النفل؛ لعد‬
‫صح َّ‬
‫التداخل بينهما‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يمتنع ف ال َّ رع‪ ،‬أو ف العادة‪َّ ،‬‬
‫فإن‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫ج‬ ‫َّنيته ال تنعقد صحيح ف ألاصل‪.‬‬
‫ً‬ ‫مؤث ًرا بمجرد َّنيته‬
‫مؤث ًرا في العمل مطلقا‬
‫أن ال يكون القطع ِّ‬ ‫أن يكون القطع ِّ‬
‫وعد تأثير هذا َّ‬ ‫َّ‬
‫النوع م القطع يكون ف‬ ‫مؤثر في العبادات‬ ‫وهذا النوع م القطع ِّ‬
‫ألامور آلاتي ‪:‬‬ ‫القلبية؛ وذلك كاإليمان باهلل تعالة؛‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫فم نوى قطع ْلايمان‪ ،‬صار مرتدا ف‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫الحج والعمرة‪ ،‬فم نوى قطع ما‪ ،‬لم ينقطعا وعليه الاستمرار فيهما؛‬
‫فإن َّ‬ ‫الحال؛ َّ‬ ‫الن َّية وال العبادة‬
‫تشريك ال يبطل ِّ‬ ‫الن َّية والعبادة ُمطلقا‬ ‫ُ‬
‫تشريك يبطل ِّ‬
‫لورود َّ‬
‫الدليل الخاص علة وجوب املض ي فيهما وإتمام ما‪.‬‬ ‫تؤثر ف العمل‪ ،‬سوا‬ ‫الردة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫وذلك بأن ينوي مع العبادة ما يم أن يكون عبادة؛‬ ‫وذلك بأن ينوي مع العبادة ما ال‬
‫اعتقادا‪ ،‬أو قوال‪.‬‬ ‫كانت شكا‪ ،‬أو‬ ‫والت ُّبرد‪ ،‬ف نا ُّ‬ ‫الغ ل َّ‬‫ُ‬ ‫ً‬
‫بمناف ل ا؛ م نوى ألاكل أو‬
‫ٍ‬ ‫العبادة التي يريد قطع ا َّ‬
‫بني ْلاتيان‬ ‫َّ‬ ‫يصح‬ ‫أن يغ ل باملا وينوي به‬ ‫بأي وجه‪ ،‬وال ُيم‬
‫يكون عبادة ِ‬
‫ومؤثر في العبادات الفعلية التي تكون‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫فإنه ال تنقطع صالته‪ ،‬أو ينوي‬‫الصالة‪ ،‬وال يفعل؛ َّ‬
‫َّ‬ ‫الفعل ال ثير ف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الن َّي ‪ ،‬ويكون اغ اله هنا صحيحا‪.‬‬ ‫ال ريك ف ِ‬ ‫تداخله مع ا؛ مثل‪ :‬أن يذبح‬
‫أفعال ا مرتبط ببعض ا زمانا ومكانا؛‬ ‫ً‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الصو ‪ ،‬وال يفعل؛ فإنه ال ينقطع صومه‪.‬‬ ‫ألاكل أو ال ُّ رب ف‬ ‫الصالة بطلت‬ ‫كالصالة‪ ،‬فم نوى قطع َّ‬ ‫َّ‬ ‫أو ينوي مع العبادة عبادة أخرى يم تداخل ا مع ا؛‬ ‫ألاضحي هلل ولغيره‪ ،‬ف نا تبطل ني‬
‫وتحي املسجد‪ ،‬أو‬ ‫بالر عتين سن الفجر َّ‬ ‫أن ينوي َّ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َّ‬
‫رن الذبح‬ ‫ألاضحي وتحر الذبيح ؛‬
‫بمناف‬
‫ٍ‬ ‫يؤثر فيها َّني القطع‪ ،‬ما لم يأت‬
‫املعامالت بين الخلق‪ ،‬ال ِ‬ ‫صالته بمجرد َّني القطع‪.‬‬ ‫َّ‬
‫يؤخر طواف ْلافاض إلة وقت الوداع‪ ،‬وينوي بالطواف‬ ‫ِ‬ ‫لغير هللا ال يم أن يكون عبادة‪،‬‬
‫ظاهر؛ م قو ٍل أو ٍ‬
‫فعل‪ ،‬فال تنقطع أو‬ ‫ٍ‬ ‫بعمل‬
‫ٍ‬ ‫عمل ٍ ‪ ،‬فهي تنعقد‬ ‫َّ‬
‫الني ‪ ،‬ويقع‬
‫ُّ َّ‬
‫الوداع وْلافاض ‪ ،‬ف نا يصح ال ريك ف ِ‬
‫َّ‬
‫وال ُيم أن يتداخل مع الذبح‬
‫تنبيه‬ ‫بعمل ظاهر‪.‬‬
‫تنفسخ إال ٍ‬ ‫فعله ع العبادتين‪.‬‬ ‫بقصد ألاضحي ‪.‬‬
‫املتفرعة عن قاعدة‬
‫ِّ‬ ‫القواعد‬
‫ألامور بمقاصدها‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫القواعد املستنناة من‬ ‫املتعلقة باأليمان‬


‫ِّ‬ ‫القواعد‬ ‫املتعلقة بالعقود‬
‫ِّ‬ ‫القواعد‬
‫القاعدة الك رى‬

‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪َّ -1‬‬


‫من استعجل الش يء قبل أوانه‬ ‫اصص اللفظ العام‪،‬‬
‫النية في اليمين ت ِّ‬
‫ِّ‬ ‫الع رة في العقود باملقاصد واملعاني‪،‬‬
‫ُعو ِّقب بحرمانه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫عمم اللفظ الخا ‪.‬‬
‫وت ِّ‬ ‫ال باأللفاظ واملباني‪.‬‬

‫ال على ألالفاظ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ألايمان مب َّية على ألاغرا‬

‫‪ -3‬مقاصد اللفظ على َّنية الالفظ‪ ،‬إال في‬

‫اليمين عند القاض ي‪.‬‬

‫ً‬
‫مظلوما‪،‬‬ ‫الن َّية على َّنية الحالف إن كان‬
‫‪ِّ -4‬‬
‫ظالل ًما‪.‬‬
‫املستحلف إن كان ِّ‬
‫ِّ‬ ‫وعلى َّنية‬
‫املتعلقة بالعقود‬
‫ِّ‬ ‫القواعد‬

‫الع رة في العقود باملقاصد واملعاني‪ ،‬ال باأللفاظ واملباني‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫وأما‬ ‫الحنفي ‪َّ ،‬‬‫َّ‬ ‫نص القاعدة عند‬ ‫هذا ُّ‬
‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫معنى القاعدة‬
‫افعي والحنابل فقد‬ ‫املال َّي وال َّ َّ‬
‫هذه القاعدة تفيد َّأن أحكا العقود‬ ‫ً‬
‫شخصا اشترى م َّبقال سلع ‪ ،‬وقال له‪" :‬خذ هذه ال َّ اع‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬لو َّأن‬
‫صاغوها بلفظ الاستف ا ؛ إشارة إلة‬
‫ُي َ‬
‫رجع فيها إلة َّني العاقد وقصده‪ ،‬ال إلة‬ ‫ُ‬
‫فإن هذه ال َّ اع ت َع ُّد ً‬ ‫الثم "‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬ ‫اختالف فق ائهم ف مضمون هذه‬
‫رهنا‪ ،‬وتأخذ‬ ‫أمان عندك حتى أحضر لك‬
‫لفظه‪ ،‬وهذا ما تفيده القاعدة ال برى؛‬ ‫رن هذا العقد ْ‬ ‫القاعدة‪ ،‬فقال الون ريس ي املالكر‪:‬‬
‫َّ‬ ‫وإن كان لفظه أمان ‪ ،‬إال َّأن‬ ‫الره ‪ ،‬وال تكون أمان ؛ َّ‬ ‫ح م َّ‬
‫تصرفات املكلف‬ ‫ُّ‬ ‫حيث أفادت َّأن‬ ‫رن العبرة ف العقود‬ ‫معناه ره ‪ ،‬فأخذنا بمعناه ولم نلتفت إلة لفظه؛ َّ‬ ‫َّأن أحكا العقود إذا اختلفت‬ ‫الع رة‪ :‬الاعتداد‬ ‫"إذا تعارض القصد واللفظ أيهما‬
‫تختلف أحكام ا باختالف َّنيته وقصده‪.‬‬ ‫ما بين ألفاظ املتكلم َّ‬ ‫العقود‪ :‬جمع عقد‪ ،‬وهو‪ :‬ارتباط‬ ‫قد ؟"‪ ،‬وقال ال يوطر ال َّ افع ‪:‬‬ ‫ُي َّ‬
‫باملقاصد واملعانر‪ ،‬ال بارلفاظ واملبانر‪.‬‬ ‫ونيته‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُُْ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ْلايجاب والقبول علة‬ ‫ود أ ْو‬ ‫"ه ْل ال ِعب َرة ِب ِص َي ِغ العق ِ‬
‫َّ‬
‫شخصا قال لخر‪" :‬وهبتك هذه ال يارة علة أن تعطيني‬ ‫ً‬ ‫‪ -2‬لو َّأن‬ ‫َّ‬
‫فإنه ال ُينظر إلة ألفاظه‪ ،‬وال‬
‫وجه‬
‫ٍ‬
‫ألامانة‪ :‬ما وج حفظه بعقد أو بغير عقد‪.‬‬ ‫سيارتك"‪ .‬فإن هذا العقد يأخذ ح م البيع‪ ،‬وإن كان بلفظ ال ب ؛ َّ‬ ‫محله‪.‬‬
‫ِ‬ ‫م روع‪ ،‬يثبت أثره ف‬ ‫ِب َم َع ِان َيها؟"‪ ،‬وقال اب رج الحنبل ‪:‬‬
‫س ْال َع ْين ب َّ‬
‫الد ْي ِ ‪.‬‬ ‫ا َّلر ْه ُن‪َ :‬ح ْب ُ‬ ‫رن‬ ‫تبنى عليها العقود‪ ،‬بل ُينظر‬
‫ُ‬ ‫ُُ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫املقاصد‪ :‬جمع مقصد‪ ،‬واملراد‬ ‫ود َما‬ ‫اظ العق ِ‬ ‫" ِف َيما إذا وصل ِبألف ِ‬
‫معناه البيع؛ والعبرة ف العقود باملقاصد واملعانر‪ ،‬ال بارلفاظ واملبانر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ُ َ ْ َْ ُ‬
‫شخصا قال لخر‪" :‬قد أحلتك َّ‬
‫ُ‬ ‫إلة مقصده َّ‬
‫ونيته‪ ،‬فعليها تبنى‬ ‫املتكلم ومر ُاده‪.‬‬ ‫به َّني‬ ‫وع َ ا‪ ،‬ف َ ل َي ْف ُ ُد‬ ‫يخ ِرج َ ا ع موض ِ‬
‫َ‬ ‫َْْ ُ ُ َ‬
‫وب ل ُه‪َ ،‬وق ْد‬
‫ْ‬
‫الت َب ُّر ُع ِب َما َين َت ِف ُع ِب ِه املوه‬
‫ْاله َب ُة‪َّ :‬‬ ‫بالدي املطلوب مني علة فالن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫‪ -3‬لو َّأن‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َْ ُ َ َ َ‬
‫ِّ‬ ‫علة أن تبقى ذمتي م غول ً حتى يدفع املحال عليه َّ‬ ‫أحكا العقود‪.‬‬ ‫املعاني‪ :‬جمع معنى‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫لك‪ ،‬أ ْو ُي ْج َعل ِ َن َاي َع َّما‬ ‫العقد ِبذ‬
‫َ‬ ‫َي ُكو ُن ب ْال َع ْين‪َ ،‬و َق ْد َي ُكو ُن ب َّ‬
‫الد ْي ِ ‪َ ،‬وق ْد َي ُكو ُن‬ ‫الدي "‪ .‬فإن هذا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ُ َّ ُ ُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الضمان‪ ،‬وال يكون حوال ؛ َّ‬ ‫العقد يأخذ ح م عقد ال فال أو َّ‬ ‫دل عليها‬ ‫هني التي َّ‬ ‫الذ َّ‬
‫الصورة ِ‬ ‫ُّ‬ ‫يم ِ ِصحته علة ذلك الوج ِه؟ و ِف ِيه‬
‫َ َْ‬ ‫رن هذا‬ ‫َ َُ‬
‫ِبغ ْي ِر امل ِال‪.‬‬ ‫العقد ْ‬ ‫القول أو الفعل‪.‬‬ ‫ِخالف َي َلت ِف ُت إلة أ َّن املغل َ َهل ُه َو‬
‫البيع‪ :‬مبادل مال بمال علة سبيل َّ‬ ‫وإن كان بلفظ الحوال إال َّأن معناه ضم ذم إلة ذم أخرى؛‬ ‫ْ ُ َ َ‬
‫التمليك‬ ‫ألالفاظ‪ :‬جمع لفظ‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫اللفظ أ ْو امل ْع َنى؟"‪.‬‬
‫والعبرة ف العقود باملقاصد واملعانر‪ ،‬ال بارلفاظ واملبانر‪.‬‬
‫ع تراض‪ ،‬ور ناه ْلايجاب والقبول‪.‬‬ ‫ال ال الذي ينطق به املر ‪،‬‬
‫عما بداخله‪.‬‬ ‫التعبير َّ‬ ‫بقصد َّ‬
‫َّ‬
‫وشافعي وحنابل ؛ ف م‬ ‫(الحنفي )‪َّ ،‬أما عند بع الفق ا م مال َّي‬
‫َّ‬ ‫نص‬ ‫ص َ‬
‫املعت َمد ل ذه القاعدة هو ُّ‬ ‫َّ‬
‫الن ُّ‬
‫يرون‪َّ :‬‬ ‫املباني‪ :‬جمع مبنى‪ ،‬وه كلم‬
‫أن العبرة ف العقود بارلفاظ واملبانر‪ ،‬ال باملقاصد واملعانر‪.‬‬ ‫مرادف للفظ‪ُ ،‬ي َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ألاول عندهم َّأنه‪ :‬أمان ‪ ،‬والثانر‪ِ :‬هب ‪ ،‬والثالث‪َ :‬حوال ‪.‬‬
‫وعلة هذا فيكون ح م الفرع َّ‬ ‫قصد بها هنا‬
‫صورته‪.‬‬
‫َ ُ َ َ ْ ُ َّ ْ‬ ‫َ ُ َ َّ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ َ َ َ ُ َ ْ ُ َ ْ َّ ْ‬
‫الحوالة‪ :‬مأخوذة ِم التح ِو ِيل وه ُو النقل ِم مكان إلة مكان؛ ف و نقل الدي ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِم ْ ِذ َّم ٍ إلة ِذ َّم ٍ ‪ ،‬ف َي ْق َت ِض ي ف َراغ ألاولة َع ْن ُه َوث ُبوت ُه ِف الثا ِن َي ِ ‪.‬‬
‫َّ ْ ُ‬
‫ألا َولة ل َي َت َح َّق َق َم ْع َنى َّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َْ‬ ‫ََْ َُ َ‬
‫الض ِم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الكفالة‪ :‬ض ُّم ِذ َّم ٍ ف َيقت ِض ي بقا َ الدي ِ ِف ِ‬
‫الذم ِ‬
‫ض ُّم ِذ َّم ٍ إلة ِذ َّم ِ ألاصيل ف املطالب ‪.‬‬ ‫الضمان‪َ :‬‬ ‫َّ‬
‫‪1‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫عمم اللفظ الخا‬
‫اصص اللفظ العام‪ ،‬وت ِّ‬
‫النية في اليمين ت ِّ‬
‫ِّ‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬ ‫نص القاعدة عند املال َّي والحنابل‬
‫هذا ُّ‬
‫َّ‬
‫الحنفي ‪.‬‬ ‫وبع‬
‫َّ‬ ‫وهذه القاعدة َّ‬
‫مكونة من شقين‬
‫بالن َّية‬
‫ِّ‬ ‫أمثلة تعميم الخا‬ ‫بالن َّية‬
‫أمثلة تاصيص العام ِّ‬
‫للن َّي ً‬ ‫َّ‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬
‫أثرا ف‬ ‫هذه القاعدة تفيد أن ِ‬ ‫أحدا"‪ ،‬ونوى أن ال ُيكلم زيداً‬ ‫شخصا حلف‪" :‬أن ال ُيكلم ً‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬لو أنَّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الن َّي‬
‫ألفاظ اليمين؛ م ج أن ِ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫فقط؛ َّ‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فإنه ال يحنث لو كلم غير زيد؛ رن يمينه وإن كانت عام ف‬ ‫املتكلم ل ا أثر ف باب‬ ‫َّأن َّني‬ ‫العز‬ ‫يقوي به جان‬ ‫اليمين‪ :‬عقد ِ‬ ‫‪1‬‬
‫العام ف لفظ ا‬ ‫اليمين‬ ‫خصص‬ ‫ت ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الخاص ف‬ ‫َّ‬ ‫عمم اليمين‬
‫ُ‬ ‫خصص اللفظ‬ ‫والني ف اليمين ت ِ‬ ‫املتكلم لو لفظ ا إال أنه قد خصص ا بنيته‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ألايمان؛ م ج َّأن‬ ‫علة الفعل أو الترك‪.‬‬ ‫بالن َّية‬
‫تاصيص العام ِّ‬
‫باتفاق‪ ،‬وقد ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫تلفظ بيمين لفظ ا عا ‪ ،‬ونوى العا ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ُويطلق علة الحلف‪ ،‬وسب إطالق ا‬ ‫متفق عليه بين املذاه ‪ ،‬وإن‬ ‫هذا َّ‬
‫لفظ ا‪ ،‬وهذا يت ِفق مع ما تفيده‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫فإن الن َّي ‪ -2‬لو أن رجال قال‪" :‬كل امرأة أتزوج ا فهي طالق"‪ ،‬ونوى ن ا بلدة‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫عليه؛ َّأنهم كانوا إذا تحالفوا‬
‫َّأن أحكا‬ ‫القاعدة ال برى م‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫شيئا خاصا؛‬ ‫الحنفي ‪-‬ما عدا‬ ‫َّ‬ ‫كان بع‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫عامل معين ‪ ،‬أو م أسرة معين ؛ فإن له أن يتزوج امرأة م غير البلدة التي‬ ‫ُتخصص لفظه هذا‪ُ ،‬وي َ‬ ‫تصافحوا باريمان‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫تصرفات املكلف تختلف باختالف‬ ‫عينها؛ رن يمينه وإن كانت َّ‬ ‫َّ‬ ‫عينها‪ ،‬وم غير ن ا تلك ألاسرة التي َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫الخصاف‪ -‬وبع ال افعي يرون‬
‫عام‬ ‫واليمين هنا ُي َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫َّنيته ومقصده‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ف لفظ ا‪ ،‬إال َّأنه قد َّ‬
‫بح م ما نواه‪ ،‬و ذا الع س‬ ‫قصد بها اليمين باهلل‬
‫َّ‬ ‫خصص العا ديان ال‬ ‫الن َّي ت ِ‬‫أن ِ‬
‫َّ‬
‫خصص اللفظ‬ ‫والن َّي ف اليمين ت ِ‬ ‫خصص ا بنيته‪ِ ،‬‬ ‫خاص‬ ‫بلفظ‬
‫ٍ‬ ‫تلفظ‬ ‫فيما لو َّ‬ ‫تعالة‪ ،‬والطالق والعتق وْلايال ‪.‬‬ ‫قضا ً ؛ أي‪َّ :‬أن ِادعا الحالف‬
‫ٍ‬
‫العا ‪.‬‬ ‫الن َّي‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫العام‪ :‬اللفظ املتناول ل يئين‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ونوى شيئا عاما؛ فإن ِ‬ ‫ً‬ ‫التخصيص غير مقبو ٍل ف الح م‪،‬‬
‫ُتعمم لفظه‪ُ ،‬ويعامل بح م ما ‪ -3‬لو أن شخصا حلف‪" :‬علة أن ال يأكل اللحم"‪ ،‬ونوى لحم ْلابل‬ ‫فصاعدا م غير حصر‪.‬‬ ‫ً‬
‫عد حانثا ‪-‬أي‪ً :‬‬ ‫في ُّ‬ ‫ُ‬
‫فإن هذا َّ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫آثما‪ ،-‬وتج‬
‫الشخص‬ ‫مثال‪َّ ،‬‬ ‫لحم غيره لحم الغنم‬ ‫ٍ‬ ‫ثم َّإنه أكل م‬ ‫فقط‪َّ ،‬‬
‫نواه‪.‬‬ ‫الدال علة م مى‬ ‫الخا ‪ :‬اللفظ َّ‬
‫عليه ال فارة‪ ،‬ول َّنه ُي َّ‬
‫دي فيما‬
‫والن َّي ف‬‫خاص ‪ِ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫رن لفظه وإن كان عاما إال َّأن َّنيته كانت‬ ‫ال يحنث؛ َّ‬ ‫فردا أو ً‬
‫نوعا‪.‬‬ ‫واحد؛ سوا أكان ً‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫بينه وبين هللا ‪.‬‬
‫خصص اللفظ العا ِاتفاقا‪.‬‬ ‫اليمين ت ِ‬ ‫التاصيص‪ :‬قصر اللفظ العا علة‬
‫الحنفية‪ ،‬يحنث إذا انتفع منه‬ ‫َّ‬ ‫املالكية والحنابلة وبع‬ ‫َّ‬ ‫فالن م عطش"‪ ،‬ونوى أن ال ينتفع منه بش ي ‪ ،‬فعند‬ ‫ٍ‬ ‫شخصا حلف‪" :‬أن ال ي رب م ما‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬لو َّأن‬ ‫بع أفراده‪.‬‬
‫الحنفية؛ َّ‬
‫فإن هذا‬ ‫َّ‬ ‫افعية وبع‬ ‫الش َّ‬ ‫َّ‬
‫وأما عند‬ ‫عام ‪ ،‬والن َّي ف اليمين ُتعمم اللفظ الخاص‪َّ .‬‬ ‫رن َّنيته َّ‬ ‫بش ي ‪ ،‬ولو كان لفظه خاصا بال ُّ رب منه م عطش؛ َّ‬ ‫‪2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عمم اللفظ الخاص‪.‬‬
‫ُ‬ ‫رن ِ َّ‬ ‫كالطعا أو اللباس؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫خاص ‪ ،‬وال يحنث لو انتفع منه بش ي آخر؛‬ ‫الشخص ال يحنث إال بال ُّ رب منه م عطش َّ‬ ‫َّ‬ ‫بالن َّية‬
‫ِّ‬ ‫تعميم الخا‬
‫الني عندهم ف اليمين ال ت ِ‬ ‫ٍ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ثم َّإنه دخل عليهم ً‬ ‫شخصا حلف‪" :‬أن ال يدخل هذا البيت"‪ ،‬ونوى هجران أهل هذا البيت‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫‪ -2‬لو َّأن‬ ‫َّ‬
‫الحنفية‪ ،‬يحنث‬ ‫املالكية والحنابلة وبع‬ ‫بيتا آخر‪ ،‬فعند‬ ‫الحنفي ؛ ف ؤال‬ ‫محل خالف؛ فأجازه املال َّي والحنابل وبع‬ ‫ُّ‬ ‫هذا‬
‫الش َّ‬
‫افعية وبع‬
‫َّ‬
‫وأما عند‬ ‫عام ‪ ،‬والن َّي ف اليمين ُتعمم اللفظ الخاص‪َّ .‬‬ ‫رن َّنيته َّ‬ ‫بالدخول عليهم ف هذا البيت؛ َّ‬ ‫الشخص ف يمينه‪ ،‬ولو كان لفظه خاصا ُّ‬ ‫هذا َّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خصص العا ‪.‬‬ ‫عمم الخاص‪ ،‬ما أنها ت ِ‬ ‫الني ت ِ‬ ‫عندهم أن ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َوم َن َع ُه ال َّ َّ‬
‫عمم اللفظ الخاص‪.‬‬ ‫الحنفية؛ فإنه ال يحنث إال بالدخول ف هذا البيت املعين‪ ،‬وال يحنث بالدخول عليهم ف بيت آخر؛ رن ا ِلني عندهم ف اليمين ال ت ِ‬ ‫الحنفي ؛ فلفظ القاعدة عند هؤال هو‪:‬‬ ‫افعي وبع‬
‫ُ‬
‫املالكية والحنابلة وبع‬ ‫َّ‬ ‫عصيرا أو ق وة‪ ،‬فعند‬ ‫ً‬ ‫ثم َّإنه شرب له بعد ذلك‬ ‫مطلقا‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫لفالن ما ً "‪ ،‬ونوى الامتناع ع ال ُّ رب‬ ‫ٍ‬ ‫شخصا حلف‪" :‬أن ال ي رب‬ ‫ً‬ ‫‪َّ -3‬أن‬ ‫عمم الخاص))‪.‬‬ ‫خصص اللفظ العا ‪ ،‬وال ت ِ‬
‫ُ‬
‫((الن َّي ف اليمين ت ِ‬‫ِ‬
‫الش َّ‬
‫افعية وبع‬
‫َّ‬
‫وأما عند‬ ‫عام ‪ ،‬والن َّي ف اليمين ُتعمم اللفظ الخاص‪َّ .‬‬ ‫رن َّنيته َّ‬ ‫الشخص ف يمينه‪ ،‬ولو كان لفظه خاصا ب رب املا ؛ َّ‬ ‫الحنفية‪ ،‬يحنث هذا َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫رن ِ َّ‬ ‫خاص ؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫فإن هذا َّ‬ ‫الحنفية؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫عمم اللفظ الخاص‪.‬‬ ‫الني عندهم ف اليمين ال ت ِ‬ ‫الشخص ال يحنث إال ب رب املا‬
‫‪2‬‬

‫ال على ألالفاظ‬ ‫ألايمان مب َّية على ألاغرا‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬


‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬ ‫َّ‬
‫املالكية‬ ‫عند‬ ‫‪1‬‬
‫القاعدة‬‫ُّ‬
‫نص‬ ‫هذا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫والحنابلة؛ فعندهم أنه يرجع ف ألايمان‬
‫هذه القاعدة تفيد َّأن ح م اليمين‬ ‫ثم َّإنه‬ ‫‪ -1‬لو اغتاظ الوالد م ابنه‪ ،‬فحلف‪" :‬أن ال ي تري له بريال"‪َّ ،‬‬ ‫إلة َّني الحالف‪ ،‬إذا احتمل ا اللفظ‪ ،‬ولم‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫بعد ذلك اشترى له ً‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫إذا اختلف بين لفظ الحالف‬ ‫املالكية والحنابلة يحنث‬ ‫شيئا بمئ ريال مثال‪ ،‬فعند‬ ‫املعنى فرادي‬ ‫سواء أكان موافقا‬ ‫الحالف ظاملا‪،‬‬ ‫ي‬
‫َّ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫مطلقا‪ ،‬وألايمان َّ‬ ‫ً‬ ‫الشخص؛ َّ‬ ‫هذا َّ‬ ‫ً‬
‫الن َّي ‪-‬إذا‬
‫ونيته؛ فإنه يبنى علة ِ‬ ‫مبني علة‬ ‫رن قصده عد نفع ابنه‬ ‫لظاهر اللفظ أم ماالفا له‪.‬‬
‫َّ‬
‫عية؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫الحنفية والش َّ‬
‫افعية‪َّ :‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫احتمل ا اللفظ‪ ،-‬وهذا َّيت ِفق مع ما‬ ‫والشاف َّ‬ ‫َّ‬ ‫ألاغراض ال علة ألالفاظ‪َّ .‬‬ ‫ألايمان‪ :‬جمع يمين‪ُ ،‬وي َ‬ ‫فإن مبنى‬ ‫وأما عند‬
‫فإن هذا‬ ‫الحنفية‬ ‫وأما عند‬
‫َّ َ ْ َُ‬ ‫َّأن اليمين باهلل تعالة إذا اختلف‬ ‫قصد به‬ ‫ْ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ألايمان على ألالفاظ إن أمكن استعمال‬
‫َّأن‬ ‫تفيده القاعدة ال برى م‬ ‫الشخص ال يحنث ف يمينه؛ رن لفظه (ريال)‪ ،‬واشترى له بأ ثر منه‪،‬‬ ‫لفظ ا ع َّني الحالف‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫اليمين باهلل تعالة فقط‪.‬‬ ‫َّ ُ َ‬
‫فإتها تبنى على ألاغرا ‪.‬‬ ‫اللفظ‪ ،‬وإال‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫مبني علة ألالفاظ ال‬ ‫فلم يفعل ما حلف علة تر ه‪ ،‬وألايمان عندهم َّ‬
‫تصرفات املكلف تختلف‬ ‫أحكا‬ ‫الح م هنا يكون مبنيا علة‬ ‫ألاغرا ‪ :‬جمع غرض‪ ،‬واملراد‬
‫َّ‬
‫باختالف نيته ومقصده‪.‬‬ ‫علة ألاغراض‪.‬‬ ‫الن َّي إذا احتمل ا اللفظ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الن َّي واملقصد‪.‬‬
‫به‪ِ :‬‬
‫لشخص آخر هذه ال ِ لع بع رة"‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -2‬لو َّأن شخصا حلف‪" :‬أن ال يبيع‬ ‫ً‬ ‫‪5‬‬
‫َّ‬ ‫ثم َّإنه باع ا َّإياه َّ‬ ‫َّ‬ ‫ت بيهان‬
‫املالكية والحنابلة يحنث هذا‬ ‫بأقل أو أ ثر‪ ،‬فعند‬
‫رن قصده عد نفع امل تري بهذا البيع‪ ،‬وألايمان َّ‬ ‫الشخص؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫مبني علة‬
‫فإن هذا‬ ‫افعية؛ َّ‬ ‫والش َّ‬ ‫َّ‬
‫الحنفية‬ ‫َّ‬ ‫وأما عند‬ ‫ألاغراض ال علة ألالفاظ‪َّ .‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫َّ َ ْ َُ‬ ‫َّ‬
‫الشخص ال يحنث ف يمينه؛ رن لفظه (ع رة)‪ ،‬ولم يفعل ما حلف‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الحنفي ع ال َّ َّ‬
‫افعي هنا‬ ‫َّ‬ ‫افترق مذه‬
‫علة تر ه‪ ،‬وألايمان عندهم َّ‬ ‫املالكية والحنابلة يطرد ف جان‬ ‫مذه‬
‫مبني علة ألالفاظ ال علة ألاغراض‪.‬‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫الني علة لفظ اليمين؛ سوا ف‬ ‫ِ‬ ‫تغلي‬ ‫َّ‬
‫ثم َّإنه جا ب ُ لم‪،‬‬ ‫الدار"‪َّ ،‬‬ ‫شخصا حلف‪" :‬أن ال يدخل تلك َّ‬ ‫ً‬ ‫‪ -3‬لو َّأن‬ ‫بأي لفظ‬
‫الحنفية‪ :‬تنعقد اليمين م الحالف ِ‬
‫الشخص؛ َّ‬ ‫املالكية والحنابلة يحنث هذا َّ‬ ‫تخصيص العا ‪ ،‬أو تعميم الخاص‪ ،‬أو ف بنا‬
‫رن‬ ‫َّ‬ ‫فصعد علة سطح ا‪ ،‬فعند‬ ‫وقعت به‪ ،‬ويحنث الحالف بفعل أو ترك‬
‫َّ‬ ‫الح م ف اليمين علة َّني الحالف دون لفظه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫املحلوف عليه؛ ذا ًرا أو ً‬
‫َّ‬
‫قصده عد مقارب هذه الدار‪ ،‬وألايمان مبني علة ألاغراض ال علة‬ ‫ناسيا‪ ،‬عاملا أو جاهال‪.‬‬
‫فإن هذا َّ‬ ‫افعية؛ َّ‬ ‫الحنفية ف ألايمان‪ُ :‬ي ِغلبون جان اللفظ علة جان‬ ‫َّ‬ ‫مذه‬
‫افعية‪ :‬ال ُب َّد م وجود القصد إلة الحلف‪،‬‬
‫والش َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ألالفاظ‪َّ .‬‬ ‫َّ‬
‫الش َّ‬
‫الشخص ال يحنث ف‬ ‫الحنفية‬ ‫وأما عند‬ ‫َّ‬
‫(الدخول)‪ ،‬أي‪ :‬عد الكون داخل َّ‬ ‫رن لفظه كان ُّ‬ ‫يمينه؛ َّ‬ ‫بالني ‪ ،‬أو‬‫الن َّي ؛ سوا ف مجال عد تعميم اللفظ الخاص ِ‬ ‫ِ‬
‫الدار‪ ،‬ولم‬ ‫وم وجود القصد إلة املحلوف عليه‪ ،‬حتى‬
‫يحصل منه هذا ألامر‪ ،‬وألايمان عندهم َّ‬ ‫الن َّي ‪ ،‬إال‬ ‫ِ‬ ‫مع‬ ‫اختالفه‬ ‫عند‬ ‫اليمين‬ ‫لفظ‬ ‫علة‬ ‫م‬ ‫الح‬ ‫بنا‬ ‫ف‬
‫مبني علة ألالفاظ ال علة‬ ‫َّ‬ ‫يم بنا الح م علة لفظ اليمين‪.‬‬
‫الني علة جان اللفظ ف اليمين‬ ‫ِ‬ ‫يغل جان‬ ‫أن بعض م ِ‬
‫ألاغراض‪.‬‬ ‫ف تخصيص العا ‪.‬‬ ‫املثال‪ :‬لو أراد شخص أن يحلف‪" :‬أن ال يلبس ً‬
‫ثوبا‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫والش َّ‬‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الحنفي ‪.‬‬ ‫افعية ف الجمل يتفقون مع‬ ‫أبيضا مثال"‪ ،‬ول نه قال‪" :‬وهللا ال ألبس عبا ة"‪،‬‬
‫وتفصيل ذلك يراجع في الكتاب‪.)95 ( :‬‬ ‫رنها لفظ ا‪ ،‬وعند‬ ‫الحنفية يحنث بلبس العبا ة؛ َّ‬‫َّ‬ ‫فعند‬
‫َّ‬
‫افعية‪ :‬ال يحنث بلبس العبا ة؛ رنه لم يقصدها بلفظه‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الش َّ‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬
‫مقاصد اللفظ على َّنية الالفظ‪ ،‬إال في اليمين عند القاض ي‬

‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪4‬‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫َّ‬
‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫معنى القاعدة‬ ‫الدليل على هذه القاعدة‬

‫هذه القاعدة تفيد َّأن ألفاظ اليمين‬ ‫هذه القاعدة َّ‬ ‫أخرج م لم ف ((صحيحه‪َ ))6163 -‬ع ْ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫متفق عليها ف املذاه ألاربع ‪.‬‬
‫الصادرة م املكلف‪ ،‬ت َرَّت ُ عليها‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬ ‫ال‪َ :‬ق َ ُ ُ‬ ‫َأبر ُه َرْي َر َة ‪َ ،‬ق َ‬
‫لفالن‬ ‫الدي ؛ َّأنه ما أخذ‬
‫ف القاض ي ُم ْن َر َّ‬
‫ِ‬ ‫ومن أمثلتها‪ :‬لو حل‬ ‫هللا ‪:‬‬ ‫ال َرسول ِ‬
‫َّنيته‪ُ ،‬وي ثنى م هذا‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِْ‬
‫ُ‬
‫ألاحكا بح‬ ‫َّ‬
‫شيئا‪ ،‬فحلف‪ ،‬ونوى أنه ما أخذ هذا اليو ‪ ،‬وكان ف الواقع قد‬ ‫ً‬ ‫«ال َي ِم ُين َعلة ِن َّي ِ امل ْ َت ْح ِل ِف»‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّأن ألاصل ف اليمين أن ُت َ‬ ‫مقاصد‪ :‬جمع مقصد‪ ،‬واملراد به‪ :‬ما‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫موضع واحد‪ ،‬تحمل ألفاظ اليمين فيه‬
‫َّ‬ ‫فإن هذا الحالف يحنث ف يمينه ‪-‬أي‪ :‬يأثم‪-‬؛‬ ‫أخذ قبل ذلك؛ َّ‬ ‫حمل‬ ‫َهذا ال َح ِديث َدليل َعلة َّأن اللفظ إذا‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ ُ ُ َ‬ ‫َ ً َْ َْ‬
‫علة ما دلت عليه؛ وذلك أما‬
‫حمل علة َّني الحالف‪ ،‬إال‬ ‫رنه وإن كان ألاصل ف اليمين أن ُت َ‬ ‫َّ‬ ‫ألفاظ ا وتف َّ ر بما نواه‬ ‫يدل عليه اللفظ م معنى‪.‬‬ ‫فإنه َيكون َعلة‬ ‫اض ي؛‬ ‫كان يمينا ِعند الق ِ‬
‫حق َّ‬
‫القاض ي‪ ،‬وم له ُّ‬ ‫الالفظ‪ُ :‬ي َ‬
‫التحليف‪ ،‬وذلك‬ ‫الحالف‪ُ ،‬وي ثنى م هذا‬ ‫املتكلم؛ سوا‬ ‫ِ‬ ‫قصد به‬ ‫ََ َ‬
‫اض ي)‪ ،‬فال ت ْن َف ُع‬ ‫َْ‬ ‫ُْ ْ َ ْ‬
‫دل عليه لفظ ا‪.‬‬‫حمل علة ما َّ‬ ‫فت َ‬‫َّأنها هنا أما القاض ي‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ِن َّي ِ امل تح ِل ِف (أي‪ :‬الق ِ‬
‫لضرورة ضبط ألاحكا ‪ ،‬وهذا ال يخرج‬ ‫موضع واحد وهو‪ :‬اليمين أما‬ ‫بحلف أ بغيره‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫تكل ًما‬
‫أكان م ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫الاس ِتث َنا ُ ‪َ ،‬و َهذا‬
‫َ َ َّ ُ‬
‫الت ْو ِر َي َوال‬ ‫الح ِالف‬
‫عما أفادته القاعدة ال برى‪.‬‬ ‫ف جملته َّ‬ ‫القاض ي‪ ،‬أو أما م له حقُّ‬ ‫ً‬
‫شرعا إلزا‬ ‫يحق له‬‫ُّ‬ ‫القاض ي‪ :‬م‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ ُ ُ ْ َ ُ ََ َ‬
‫وم ْنهاَ‬
‫ً‬ ‫يؤ ِيده ْلاجماع؛ علة أن ألالفاظ ‪ِ -‬‬
‫حمل‬ ‫فإن اليمين ُت َ‬
‫التحليف؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫بأمر لم ي الزما قبل ح مه‪.‬‬ ‫الغير ٍ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ َ ُ ُ َ َ َّ‬
‫ُ‬
‫كل‬ ‫اليمين‪ -‬تكون علة ِني املتل ِف ِظ ف ِ‬
‫وتف َّ ر بح‬ ‫َ َ َ َّ َ ْ ُ‬
‫دالل اللفظ‪،‬‬ ‫وهو هنا شامل للقاض ي املعروف‬ ‫اللفظ ِب َي ِم ٍين ِع ْن َد‬ ‫ألاح َوال‪ ،‬إال ِإذا تعلق‬ ‫ْ‬
‫ُّ‬ ‫شرعا‪ ،‬و ذا ُّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫َّني الحالف‪.‬‬ ‫ال بح‬ ‫حق‬ ‫كل م له‬ ‫َ‬
‫اض ي أ ْو ن ِائ ِب ِه‪ِ ،‬ف َد ْع َوى ت َو َّج َ ْت‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫الق ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫التحليف‪ُ ،‬ويطلق عليه هنا‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ ُ َ‬
‫َعل ْي ِه؛ ف َتكون َعلة ِن َّي ِ امل ْ َت ْح ِل ِف‪.‬‬
‫ُ‬
‫(امل ْ َت ْح ِل ِف) ما ف القاعدة آلاتي ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ظالل ًما‬ ‫َّ ُ ْ َ ْ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬


‫ف إن كان ِّ‬
‫اليمين على نية الحالف إن كان مظلوما‪ ،‬وعلى نية املستح ِّل ِّ‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫َّ‬ ‫هذه القاعدة َّ‬
‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫مكونة من شقين‬
‫املعنى جمالي للقاعدة‬

‫هذه القاعدة تفيد َّأن ح م اليمين‬ ‫كل م ِش َّقيها املذكوري ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّأن اليمين إذا حصلت أما م له‬
‫هذا القاعدة انبنى عليها عدة فروع‪ ،‬ف ٍ‬
‫الن َّي ‪،‬‬
‫املترت عليها‪ ،‬يختلف باختالف ِ‬ ‫ِ‬ ‫حق َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫التحليف‪ ،‬واختلفت ألفاظ‬ ‫كون الحالف ظاملًا؛ فتكون‬ ‫ً‬
‫مظلوما؛‬ ‫كون الحالف‬
‫املبني علة اختالف حال الحالف؛ بين أن‬ ‫الحالف ع َّنيته؛ َّ‬ ‫ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فإنه إن كان‬ ‫اليمين علة َّني امل ْ َت ْح ِل ِف‪.‬‬ ‫َّ‬
‫فتكون اليمين علة نيته‪.‬‬
‫مظلوما‪ ،‬وبين أن يكون ظاملا‪ ،‬وهذا‬ ‫يكون‬ ‫حمل علة ما‬ ‫فإن اليمين ُت َ‬ ‫مظلوما؛ َّ‬ ‫ً‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ال يخرج عما أفادته القاعدة ال برى‪.‬‬ ‫الشق الثاني‬‫ِّ‬ ‫أمثلة‬ ‫من‬ ‫الشق ألاول‬ ‫هذه القاعدة بجزئيها َّ‬
‫من أمثلة ِّ‬ ‫نواه ال علة لفظه؛ فال يحنث ف‬ ‫متفق عليها ف الجمل ف املذاه ألاربع ‪.‬‬
‫ً‬ ‫يمينه‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫وأما إن كان الحالف ظاملا؛‬ ‫افعية والحنابلة؛ َّأنهم يجعلون‬ ‫َّ‬
‫والش َّ‬ ‫َّ‬
‫املالكية‬ ‫وما ذ ِ َر م َّأن مذاه‬
‫فعل معي ٍن؛ بأن املثال الذي ذ ِ َر ف القاعدة‬ ‫دل عليه ‪ -1‬لو أن ظاملا أجبر شخصا علة ٍ‬ ‫حمل علة ما َّ‬ ‫فإن اليمين ُت َ‬ ‫َّ‬ ‫اليمين علة َّني القاض ي؛ أي‪ :‬امل تحلف ُم ً‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫فالنا"‪ ،‬فقال هذه الكلم ‪َّ ،‬‬ ‫قال‪" :‬قل وهللا رقتل َّ ً‬ ‫طلقا‪ ،‬ف ذا محمول علة‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫الثالث ‪ ،‬يصلح مثاال ل ذا ال ِ ق‪.‬‬ ‫َّني‬ ‫لفظ ا‪ ،‬وتف َّ ر بح‬ ‫العادي ؛ أي‪ :‬حال ألاصل ف اليمين أما م له‬ ‫َّ‬ ‫الحلف ف ألاحوال‬‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ثم اس ثنى بامل يئ ؛ فإن الاستثنا هنا ينفعه‪،‬‬ ‫امل ْ َت ْح ِل ِف‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫حق التحليف‪ ،‬ويتفقون مع الحنفية علة أنه يخرج م هذا ألاصل‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫وتكون اليمين علة نيته‪ ،‬فال يحنث فيها إذا ترك‬ ‫َّ‬
‫الشخص امل َره علة قتله؛ َّ‬ ‫قتل ذلك َّ‬ ‫حينئذ ال َّتوري ‪ ،‬أو الاستثنا ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫فإن له‬‫مظلوما؛ َّ‬
‫ً‬ ‫ما إذا كان الحالف‬
‫رن اليمين‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫حينئذ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وتكون اليمين علة نيته‬
‫مظلوما‪.‬‬ ‫علة َّني الحالف إذا كان‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫طلق زوجته‪،‬‬ ‫‪ -2‬لو أن ظاملا أجبر رجال علة أن ي ِ‬
‫َّ‬
‫فتلفظ بطالق ا‪ ،‬ونوى ما يرفع ح م الطالق؛ بأن‬ ‫َّ‬ ‫ورد هذان ال ِ َّقان بلفظ ما فيما نقله البخاري ف (صحيحه‪-‬‬
‫قبل َّ‬
‫طلق ا ُ‬ ‫َّ‬ ‫"أنها غير َّ‬ ‫نوى‪َّ :‬‬ ‫ال‪" :‬إ َذا َك َ‬
‫ان‬ ‫الن َخ ِع ) حيث َق َ‬
‫رقم‪ )1160:‬م ال (إ ْب َراهيم َّ‬
‫ثم‬ ‫مقيدة"‪ ،‬أو "كان قد‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ ْ َ َ َ ْ ُ ً َ َّ ُ ُ‬ ‫ُ َ ً َ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫"أنها كانت ً‬
‫طالقا قبل‬ ‫الطالق‪َّ :‬‬ ‫راجع ا"‪ ،‬فنوى بهذا‬ ‫امل ْ َت ْح ِلف ظ ِاملا ف ِن َّي ال َح ِال ِف‪ ،‬وِإن كان مظلوما ف ِني امل تح ِل ِف"‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َّ‬
‫طالقا آلان"؛ فإن نيته تنفعه هنا؛‬ ‫َّ‬ ‫مدة‪ ،‬ولي ت ً‬ ‫َّ‬
‫ً‬
‫مظلوما‪.‬‬ ‫رن اليمين علة َّني الحالف إذا كان‬ ‫َّ‬
‫القواعد املستنناة من القاعدة الك رى‬

‫من استعجل الش يء قبل أوانه ُعو ِّقب بحرمانه‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬

‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫املعنى جمالي للقاعدة‬
‫اختلفت تعبيرات العلما ف‬ ‫كلية‪ ،‬وما قيل َّإنه‪:‬‬
‫الفقهية ‪َّ 1‬‬
‫َّ‬ ‫القواعد‬

‫القاعدة تشتمل على أمرين‬ ‫َّأن م يعمل الوسائل غير‬ ‫هذه القاعدة‪ ،‬ل َّ املقصود‬ ‫(م ثنى أو خارج عنها)؛ لم يدخل‬
‫ص منقول‬ ‫الن ُّ‬‫متحد‪ ،‬وهذا َّ‬ ‫منها َّ‬ ‫تحتها ف ألاصل‪ ،‬حتى يقال بخروجه؛‬
‫هذه القاعدة تفيد َّأن الح م ال‬ ‫امل روع ‪ ،‬بقصد الحصول‬
‫ع املال َّي ‪ ،‬وقري منه تعبير‬ ‫فإنه‪َّ :‬إما َّأنه لم ينطبق عليه شرط‬
‫َّ‬
‫ُيبنى وال ُي َّرت علة وفق َّني‬ ‫املنافع‬ ‫علة منفع ٍ م‬
‫َّ‬ ‫‪2‬‬
‫َّ‬
‫‪1‬‬
‫امل روع ‪ ،‬أو يعمل الوسائل‬
‫الحنفي وال َّ َّ‬
‫افعي ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫القاعدة‪ ،‬أو‪ُ :‬و ِجد مانع يمنع م‬
‫وسل بالوسائل املشروعة املكلف‪ ،‬إذا ظ ر لنا م فعله ما‬ ‫الت ُّ‬ ‫َّ‬
‫الت ُّ‬
‫وسل بالوسائل غير املشروعة‬
‫أمر‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬
‫امل روع تحايال للوصول إلة‬ ‫وقد ُي َّعبر عنها بقاعدة (املعامل‬ ‫دخوله ف مضمون القاعدة م‬
‫أمر غير مشروع يدل علة أنها تتضم قصد ٍ‬ ‫في الوصول إلى ٍ‬ ‫منفعة مشروعة‬
‫ٍ‬ ‫في الوصول إلى‬ ‫أمر غير م روع؛ َّ‬ ‫ألاصل‪.‬‬
‫غير م روع‪ ،‬وهذا خالف ما‬ ‫فإنه ُيعامل‬ ‫ٍ‬ ‫املقصود) ما عند‬ ‫بنقي‬
‫وأما من يرى َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الفقهية‬ ‫أن القواعد‬ ‫َّ‬
‫في َ‬‫قصده‪ُ ،‬‬
‫أفادته القاعدة ال برى؛ م َّأن‬ ‫حر م‬ ‫بنقي‬ ‫املال ي وال افعي ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وأما عند الحنابل فوردت‬ ‫َّ‬ ‫فإنه يرى َّأنه يم أن‬
‫أغلبية أك َّرية؛ َّ‬
‫َّ‬
‫رجال ف مرض ألاحكا تبنى علة ُمقتض ى َّني‬ ‫ً‬
‫مثاله‪ :‬لو َّأن‬ ‫ً‬
‫شخصا‬ ‫مثاله‪ :‬لو قتل شخص‬
‫هذه املنفع امل روع ‪ ،‬وال‬
‫ُّ‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫بصياغ فيها ش ي م الطول؛‬ ‫يخرج ع ح م ا بع امل تثنيات‪.‬‬
‫ثم املكلف‪ ،‬وما أراده‪.‬‬ ‫بائنا‪َّ ،‬‬ ‫طلق زوجته ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫نعتد بتلك الوسيل غير‬ ‫َّ‬
‫موته‬ ‫عمدا‪ ،‬وكان بينهما سب يوج‬ ‫َ ْ ََ َ َ‬ ‫الصنف ال يعني ال ليم‬ ‫وذ ر هذا ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫مات وه ف العدة؛ فإنها تورث‬ ‫التوارث؛ َّ‬
‫فإن القاتل ُي َ‬ ‫َّ‬ ‫امل روع ‪.‬‬ ‫قال اب رج َ ‪" :‬م أ َتى ِب ب ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫حر م‬ ‫ُ‬
‫الحل‪ ،‬أ ْو ُي ْ ِقط‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫أغلبي ‪ ،‬ول‬ ‫بأن القواعد الفق َّي‬
‫َّ‬ ‫منه؛ َّ‬ ‫إرث املقتول؛ َّ‬ ‫ي ِفيد ا ِمللك‪ ،‬أو ِ‬
‫رن الطالق وإن كان‬ ‫رن القتل هنا‬
‫ً‬ ‫ات َعلة َو ْج ٍه ُم َح َّر ٍ ‪،‬‬ ‫الو ِاج َب ِ‬
‫َ‬ ‫حتى ي تقيم التق يم فح ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫وسيل م روع ‪ ،‬إال َّأنه‬ ‫وسيل غير م روع ‪ ،‬يظ ر منها‬ ‫وس ْ‬ ‫الن ُف ُ‬ ‫َ‬
‫ان م َّما ت ْد ُعو ُّ‬ ‫ََ َ‬
‫ُ َّ‬ ‫ً‬ ‫إلي ِه‪،‬‬ ‫وك ِ‬
‫أمر غير هذه القاعدة ذ ر ل ا بع‬ ‫يتوصل به هنا إلة ٍ‬ ‫َّأن فيها استعجاال لإلرث الذي‬ ‫لك ال َّ َب َ ‪َ ،‬و َ‬ ‫لغة َذ َ‬ ‫َ َ‬
‫هو منفع م روع ‪ُ ،‬‬ ‫ص َار‬ ‫أ‬
‫ثيرا م امل تثنيات؛‬ ‫ً‬ ‫العلما‬ ‫م روع؛ وهو الحرمان م‬ ‫فيعاق‬ ‫لم َي َت َرَّت ْ‬ ‫الع َد ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ود ُه َك َ‬ ‫ُو ُج ُ‬
‫أي‪ً :‬‬ ‫فيجازى الفاعل بأن‬ ‫ْلارث؛ ُ‬ ‫ِ‬
‫ثيرا م الفروع التي كان‬ ‫القاتل بحرمانه م امليراث؛‬ ‫َع ْليه َأ ْح َك ُام ُه"‪ ،‬وقال‪َ " :‬م ْ‬
‫م املفترض أن ُيعامل فيها‬ ‫ُيعامل بنقي مقصوده‪.‬‬ ‫معامل له بنقي قصده‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫تعجل حقه‪ ،‬أو ما أ ِبيح له قبل‬
‫املكلف بنقي قصده‪ ،‬ول َّنه‬ ‫َو ْق ِت ِه‪َ ،‬علة َو ْج ِه ُم ْحر ُعو ِق َ‬
‫َّ‬ ‫ٍِ‬
‫لم يعامل‪.‬‬ ‫مقصوده؛ هو َّأن املصلح ف‬ ‫والذي يظ ر َّأن سب عد معامل املكلف فيها بنقي‬ ‫ِب ِح ْر َم ِان ِه"‪.‬‬
‫مثاله‪ -1 :‬ما لو شربت املرأة دوا ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ترتي الح م علة قصد املكلف ف الظاهر‪ ،‬أرجح م معاملته بنقي مقصوده‪ ،‬ولذلك‬
‫ُيعجل الحي ‪ ،‬فحاضت؛ َّ‬ ‫يدل علة هذا فقال‪" :‬م استعجل ً‬
‫شيئا‬ ‫مقي ًدا بقيد ُّ‬‫نص القاعدة َّ‬
‫َّ‬ ‫ذ ر بع العلما‬
‫فإنها‬ ‫ِ‬
‫ال يج عليها قضا الصلوات‪.‬‬ ‫نص القاعدة‪ ،‬ال‬
‫قبل أوانه‪ ،‬ولم ت املصلح ف ثبوته‪ ،‬عوق بحرمانه"‪ .‬وبهذا القيد ف ِ‬
‫الدائ املدي َ ؛ فإنَّ‬
‫‪ -2‬لو قتل َّ‬ ‫َّ‬
‫تتضم‬ ‫نقول‪َّ :‬إن القاعدة تحتمل الاستثنا الذي أشرنا إليه؛ َّ‬
‫رن هذه ألافعال امل تثناة‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫يحل‪ُ ،‬ويطال ُ به الورث ‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫الدي‬ ‫مصلح ؛ ه ف ثبوتها‪ ،‬أرجح م املصلح ف املعامل بنقي املقصود‪.‬‬
‫َّ‬
‫في بيان أنه ال ثواب إال ب َّية‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫ما تدخله القاعدة من ألاعمال‬ ‫معنى القاعدة جمالي‬ ‫َّ‬
‫الدليل على هذه القاعدة‬

‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬


‫تنبيه‪ :‬بع العبادات يرتبط الثواب‬ ‫هذه القاعدة ت مل جميع أحوال امل لم؛ َّ‬ ‫َّإن حصول الثواب ف آلاخرة‬
‫فإن امل لم ال ُيثاب‬ ‫لكل امرئ ما نوى))‪،‬‬
‫قوله ‪(( :‬وإنما ِ‬ ‫العلما يذ ر هنا قاعدة‬ ‫بع‬
‫ُّ‬
‫فيها بمقدار ما ي تحضره امل لم م‬
‫قرب إلة هللا تعالة‪ ،‬ومعظم‬ ‫بني َّ‬
‫الت ُّ‬ ‫علة أي عمل‪ ،‬إال إذا َّأداه َّ‬
‫ِ ٍ‬
‫َّ‬
‫أي عمل يعمله املكلف؛‬ ‫علة ِ‬ ‫فقد ذ ر بع العلما َّأن املراد‬ ‫َّ‬
‫بالني ‪ ،‬ول ال تعلق ل ا‬ ‫ِ‬ ‫متعلق‬
‫ِ‬
‫كالصالة‪ ،‬فقد َّ‬ ‫َّ‬ ‫الن َّي ؛ وذلك‬ ‫ُّ‬
‫دل الحديث‬ ‫ِ‬ ‫أحوال امل لم ال تخلو م ألامور آلاتي ‪:‬‬
‫َّ‬
‫ط فيه حصول َّني الت ُّ‬
‫قرب‬
‫ُ ََ ُ‬
‫ي تر‬ ‫بالحصر هنا‪َّ :‬إنه َّإنما يحصل لكل‬ ‫ُّ‬
‫بأحكا الدنيا‪ ،‬بل تعلق ا بأحكا‬
‫ْ‬
‫علة ذلك؛ قال رسول هللا ‪ِ « :‬إ َّن ال َع ْب َد‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬العبادات؛ سوا أكانت ً‬ ‫به إلة هللا تعالة‪ ،‬وي توي ف‬ ‫امر ٍئ ثواب العمل الذي نواه‪ ،‬فتكون‬ ‫َّ‬
‫آلاخرة‪ ،‬وبالثواب علة ألاعمال علة‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َل ُي َ‬ ‫فرضا أ نفال‪.‬‬
‫الصالة َما ُي َت ُ ل ُه ِم ْن َها ِإال‬ ‫ص ِل‬ ‫ً‬
‫ذلك أن يكون العمل عبادة ف‬
‫َّ‬ ‫هذه الجمل ً‬
‫بيانا لترتي الثواب علة‬ ‫ج الخصوص‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪ -2‬الواجبات التي تحصل مصلحتها بمجرد حصول صورتها؛ ِرد‬
‫ُع ُر َها‪ ،‬ت ْ ُع َ ا‪ ،‬ث ُم ُن َها‪ُ ،‬س ُب ُع َ ا‪ُ ،‬س ُد ُس َ ا‪،‬‬ ‫ألاصل‪ ،‬أو غير عبادة‪.‬‬ ‫الن َّي ف آلاخرة‪.‬‬
‫ِ‬
‫ُخ ُم ُ َ ا‪ُ ،‬رُب ُع َ ا‪ُ ،‬ث ُل ُث َها ن ْ‬ ‫املغصوب‪ ،‬ونفق ألاقارب‪.‬‬
‫ص ُف َ ا»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -3‬ترك املعاص ي‪.‬‬
‫وذلك راجع إلة مقدار ما استحضره فيها‬ ‫َّ‬
‫‪ -4‬فعل املباحات‪ ،‬وهذا باب واسع للثواب‪ ،‬ينبغ أن يغتنمه‬
‫م الخ وع‪ ،‬والخضوع‪ ،‬واستحضار‬ ‫امل لم‪ ،‬فال ُيفوت تحصيل ألاجر بالغفل ع َّني َّ‬
‫الت ُّ‬
‫َّ َّ ُّ‬ ‫قرب إلة هللا‬ ‫ِ‬
‫عمل فيها‪.‬‬‫بأي ٍ‬ ‫ني التقرب إلة هللا تعالة ِ‬ ‫وعمل ف‬
‫ٍ‬ ‫علم‪،‬‬ ‫وطل‬ ‫‪،‬‬ ‫و‬ ‫ون‬ ‫وشرب‪،‬‬ ‫أكل‪،‬‬ ‫م‬ ‫املباح؛‬ ‫تعالة بفعل‬
‫وظيف ‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫َّ‬
‫القاعدة الك رى الثانية‬
‫َّ‬
‫اليقين ال يزول بالشك‬
‫مكانة هذه القاعدة‬ ‫‪1‬‬
‫َّ‬
‫ألادلة على القاعدة‬ ‫‪2‬‬

‫صياغة هذه القاعدة‬ ‫‪3‬‬

‫معنى القاعدة‬ ‫‪4‬‬

‫نص القاعدة والجواب عنهما‬


‫اعتراضان على ِّ‬ ‫‪5‬‬

‫املتفرعة عنها‬
‫ِّ‬ ‫القواعد‬ ‫‪6‬‬
‫ُ َ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫خاتمة فيما تبنى عليه ألاحكام‬ ‫‪7‬‬
‫تمثل مفهوم‬
‫القواعد التي ِّ‬ ‫تمثل منطوق القاعدة‬
‫القواعد التي ِّ‬
‫لنص القاعدة‬
‫املاالفة ِّ‬ ‫‪ 1‬ألاصل بقاء ما كان على ما كان‪.‬‬
‫‪ 1‬ما ثبت بيقين ال يرتفع إال بيقين‪.‬‬
‫الذ َّمة‪.‬‬
‫‪ 2‬ألاصل براءة ِّ‬
‫َّ‬
‫‪ 2‬ال ع رة للداللة في مقابلة التصرية‪.‬‬
‫‪ 3‬ألاصل في ألامور العارضة العدم‪.‬‬
‫‪ 3‬ال ُح َّجة مع الاحتمال الناش ئ عن دليل‪.‬‬
‫‪ 43‬ألاصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 6‬ألاصل في ألاشياء باحة‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ 56‬ألاصل في ألابضاع التحريم‪.‬‬
‫لاكت قللو ٌل‪ ،‬ولكل َّلن ُّ‬
‫السللكوت فللي‬ ‫‪ 7‬ال ي سللب إلللى سل ٍ‬
‫ُ َ‬
‫عر الحاجة إلى البيان بيان‪.‬‬ ‫َ‬
‫م ِّ‬
‫َّ‬
‫بالت ُّ‬
‫وهم‪.‬‬ ‫‪ 8‬ال ع رة‬
‫َّ‬
‫‪ 8‬ال ع ل ل ل ل ل للرة بل ل ل ل ل للالظ ِّن البل ل ل ل ل ل ِّلين‬
‫ً‬ ‫‪ 9‬خطؤه‪.‬‬
‫‪ 31‬املمتن ل ل ل ل ل للع ع ل ل ل ل ل ل َلادة ك ل ل ل ل ل للاملمتنع‬
‫حقيقة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫َّ‬
‫القاعدة الك رى الثانية‬
‫َّ‬
‫اليقين ال يزول بالشك‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫نص القاعدة والجواب عنهما‬
‫اعتراضان على ِّ‬ ‫معنى القاعدة‬ ‫َّ‬ ‫مكانة هذه القاعدة وأهميتها‬
‫صياغة هذه القاعدة‬ ‫ألادلة على القاعدة‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬ ‫هذه القاعدة م القواعد التي ظ رت‬ ‫َّأن ل ذه القاعدة صل بعلم‬ ‫َّأن هذه القاعدة م أوسع‬
‫ً‬ ‫أصول الفقه‪ ،‬فقد َّ‬ ‫ً‬
‫املقررة َّأن‬‫َّأن م ألامور َّ‬ ‫َّأن م املعلو عقال َّأنه‬ ‫التقعيد الفقهي؛ فقد‬ ‫مب ًرا‪ ،‬ف مجال َّ‬
‫ِ‬
‫تعرض ل ا‬ ‫تطبيقا‪،‬‬ ‫القواعد الفق َّي‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫اليقين إذا طرأ عليه‬ ‫ال يم اجتماع اليقين‬ ‫َّأنه إذا ثبت أمر م ألامور‬ ‫اليقين لغة‪ :‬العلم وزوال ال َّ ك‪.‬‬ ‫ص ُل َما‬
‫َ‬
‫ورد ع ال افع ف ((ألا ))‪"َ :‬وأ ْ‬ ‫ألاصوليون باعتبارها م أدل‬ ‫وأ ثرها امتدادا ف أبواب‬
‫َّ‬
‫شك؛ زال اليقين؛‬ ‫ٌّ‬ ‫واحدة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫حال‬
‫ٍ‬ ‫وال َّ ك‪ ،‬ف‬ ‫اجحا‪،‬‬‫جازما أو ر ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ثبوتا‬ ‫اصطالحا‪ :‬حصول الجز بوقوع الش ي ‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫َ ُ ُ ْ َ َ َ ُ ْ ُ َّ َ َ‬
‫اس أ َب ًدا‬ ‫أقول ِم هذا أ ِنر أل ِز الن‬ ‫الفقه‪ ،‬أو َّأنها ت به أدل الفقه؛‬ ‫الفقه‪ ،‬وقد ذ ر ال يوطر‪:‬‬
‫بمعنى‪َّ :‬أنه لو كان‬ ‫وف الوقت نف ه لدى‬ ‫ثم طرأ‬ ‫وجودا أو ً‬
‫عدما‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫عد وقوعه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ال َي ِق َين‪َ ،‬وأط َر ُح َع ْن ُه ْم ال َّ َّك‪َ ،‬وال أ ْست ْع ِم ُل‬ ‫م حيث َّإنها ُيقض ى بها ف‬ ‫َّأنها تدخل ف جميع أبواب‬
‫متيق ًنا‪َّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫الشخص‬ ‫َّ‬ ‫واحد‪ ،‬ول‬
‫ٍ‬ ‫شخص‬
‫ٍ‬ ‫شك‪ ،‬أو وهم ف‬ ‫بعد ذلك ٌّ‬ ‫واليقين املراد به ف هذه القاعدة‪ :‬اليقين‬ ‫َعل ْي ِه ْم ألاغل َ "‪ ،‬وعند ال رخ بلفظ‪:‬‬
‫ََْْ‬ ‫َ‬ ‫جزئياتها َّأنها دليل علة ذلك‬ ‫وأن امل ائل‬ ‫َّ‬ ‫الفقه‪،‬‬
‫ِ‬
‫فإنه ُيوصف َّ‬ ‫شك؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الاصطالي ‪ ،‬وما هو ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫َّ‬
‫بأنه‬ ‫نص‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫الذي‬ ‫زوال ذلك ألامر الثابت؛‬ ‫أقل درج منه؛ وهو‪:‬‬
‫َّ‬
‫ص ُل‪ :‬أ َّن َماث َب َت ِبال َي ِق ْي ِن ال َي ُز ْو ُل‬ ‫"ألا‬ ‫الجزئر‪ ،‬وم حيث صلتها‬
‫ً‬ ‫باالستصحاب ‪-‬الذي ُي ُّ‬
‫املخرج عليها تبلغ ثالث‬
‫متيق ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫شاك‪ ،‬ال َّأنه‬‫ٌّ‬ ‫َّ‬
‫القاعدة‪ ،‬أنه يم‬ ‫فإنه ال ُي َلتفت إلة ذلك‬ ‫َّ‬ ‫(الظن)‪.‬‬ ‫ِبال ِك"‪ ،‬ثم ما زالت ألفاظ هذه‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫عد دليال‬ ‫أرباع الفقه وأ ثر‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ال َّ ك والوهم‪ ،‬بل ُيح م‬ ‫اصطالحا‪ :‬إدراك الاحتمال َّ‬‫ً‬ ‫َّ‬ ‫القاعدة ُت َ‬ ‫م أدل الفقه‪ ،-‬بل م العلما‬
‫الذي ُيف م م‬ ‫ول‬ ‫تلك‬ ‫اجتماع ما ف‬ ‫الراجح م‬ ‫الظن‬ ‫َّ‬
‫استقرت‬ ‫ختصر‪ُ ،‬وتهذب‪ ،‬حتى‬
‫نص القاعدة‪ :‬أنَّ‬ ‫ظاهر َّ‬ ‫الحال‪ ،‬فنح نف م م‬
‫َّ‬
‫ببقا ألامر الثابت علة ما‬ ‫الذه بينهما‪.‬‬ ‫َّ ُ‬
‫احتمالين أو أ ثر يتردد ِ‬ ‫علة قول م‪( :‬اليقين ال يزول بال َّ ك)‪.‬‬ ‫عد َّأن هذه القاعدة ه‬ ‫َّ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫وقد ُ‬
‫َّ‬ ‫ظاهر نص القاعدة؛ أنَّ‬ ‫ثبت عليه‪.‬‬ ‫استعمل الظ ُّ بمعنى اليقين ف القرآن‪:‬‬ ‫الاستصحاب نف ه‪.‬‬
‫اليقين ال يزول بال ِك‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫(ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫الطارئ‪ ،‬بل يبقى‪ ،‬وهذا‬ ‫الشخص إذا كان علة‬ ‫ُّ َّ‬
‫ثم طرأ عليه ٌّ‬ ‫يقين‪َّ ،‬‬ ‫من جماع‬ ‫السنة‬ ‫من‬
‫تناق ‪.‬‬ ‫شك‪،‬‬ ‫ﮥ‬ ‫ﮤ‬ ‫ﮣ‬ ‫(ﮢ‬ ‫ﯢ)[البقرة‪،]21:‬‬ ‫من القر ن الكريم‬
‫َ َ َ َ َ َ ُُ ْ َ ْ‬ ‫َق َ ُ ُ‬
‫فإنه يزول اليقين‬ ‫َّ‬ ‫ﮦ)[الحاق ‪.]20:‬‬
‫أجمع العلما علة‬ ‫هللا ‪ِ « :‬إذا وجد أحد م ِف بط ِن ِه‬ ‫ال َرسول ِ‬ ‫(ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬ ‫قال تعالة‪:‬‬
‫الجواب‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫بال َّ ِك‪ ،‬فيكون هذا‬
‫َّ‬
‫والظ معمول به ف ثير م أحكا ال رع‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أصل العمل بهذه‬ ‫ش ْي ًئا‪ ،‬فأشك َل َعل ْي ِه أخ َر َج ِم ْن ُه ش ْي أ ْ ال‪ ،‬فال‬
‫َ‬ ‫َي ْخ ُر َج َّ م َ ْاملَ ْسجد َح َّتى َي ْ َم َع َ‬ ‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ)[يونس‪،]31:‬‬
‫متيق ًنا شاكا ف‬ ‫َّ‬ ‫التداخل والاختالط‪ ،‬ومطلق‬ ‫الشك لغة‪َّ :‬‬ ‫َّ‬ ‫وإن‬ ‫القاعدة‪،‬‬ ‫ص ْو ًتا‪ ،‬أ ْو َي ِج َد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الظ ُّ َّ‬
‫نص‬
‫ِ‬ ‫املقصود م‬ ‫الشخص ِ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َّ َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫بأنه الحال التي ال‬ ‫فِر‬
‫َّ‬
‫القاعدة‪ :‬أن ح م‬ ‫الوقت نف ه‪ ،‬وهذا‬ ‫الت ُّردد‪.‬‬
‫َّ‬ ‫اختلفوا ف بع‬ ‫يحا»‪َ .‬وقال ‪ِ « :‬إذا شك أحد م ِف صال ِت ِه‪،‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ر ً‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َف َل ْم َي ْدر ْم َ‬
‫َ‬ ‫يقع بها علم بحقيق الش ي ‪ ،‬وال‬
‫اليقين ال يزول بال َّ ك‪،‬‬ ‫تناق ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ً َّ‬
‫اصطالحا‪ :‬الت ُّردد بين وجود الش ي وعدمه‪،‬‬ ‫تفصيالتها‪.‬‬ ‫صلة ثالثا أ ْ أ ْرَب ًعا‪ ،‬فل َيط َر ِح ال َّ َّك‬ ‫ِ‬
‫ََْْ ََ َ ْ َ‬ ‫شك وريب ‪،‬‬‫ٍ‬ ‫بصحته؛ وهذه حال‬
‫وليس املقصود َّأن ذات‬ ‫ترجيح رحدهما علة آلاخر‪.‬‬‫ٍ‬ ‫دون‬ ‫اس ْي َق َ ‪ .» ...‬الحديثان أخرج ما‬ ‫وليب ِن علة ما‬ ‫فدل علة أنَّ‬
‫ال تغني ع اليقين؛ َّ‬
‫الجواب‬ ‫َّ‬ ‫من املعقول‬ ‫م لم؛ وفيهما‪ :‬بيان َّأن املصل إذا َّ‬
‫اليقين ال تزول بال َّ ِك‪،‬‬ ‫ويدخل ف ال ك ما هو أقل منه؛ وهو‪:‬‬ ‫تردد ف‬ ‫ِ‬ ‫ال َّ ك لو قابل اليقين ال يقوى‬
‫َّ‬ ‫الدخول ف الصالة بط ارة‬ ‫َّ‬ ‫وجود الحدث بعد ُّ‬
‫بل اليقين ف ذاته زائل‬ ‫بنص القاعدة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫َّأن املراد‬ ‫(الوهم)‪ :‬إدراك الاحتمال املرجوح م‬ ‫أن اليقين أقوى‬
‫علة معارضته‪ ،‬بل يبقى الح م‬
‫يضره ال َّ ك‬ ‫ُم َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫بال َّ ك‪ ،‬والباق َّإنما هو‬ ‫َّأن اليقين ال َّ ابق ال‬ ‫الذه بينهما‪ ،‬سوا‬ ‫احتمالين‪ ،‬أو أ ثر‪ ،‬يتردد ِ‬ ‫م ال ك‪ ،‬فال‬
‫ً‬
‫تيقن ‪ ،‬فارصل اليقين‪ ،‬وال‬
‫َّ‬ ‫لليقين‪.‬‬
‫َّ‬ ‫يصح عقال أن‬ ‫ُّ‬ ‫الصالة؛ فإذا َّ‬ ‫َّ‬
‫ح م اليقين‪.‬‬ ‫يزول بال َّ ك الطارئ‬ ‫َّ‬
‫اس ند إلة دليل‪ ،‬أو لم ي ند‪.‬‬
‫َ‬
‫شك ف عدد‬ ‫الطارئ‪ .‬و ذلك ف‬
‫ً‬ ‫والذي ال ي ند إلة دليل ُيطلق عليه‪( :‬الظن‬ ‫يرتفع اليقين القوي‬ ‫فإنه يبني علة اليقين ‪-‬وهو ألاقل‪،-‬‬ ‫الر عات؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫الالحق‪ ،‬فال يحصل إذا‬ ‫بال َّ ك َّ‬
‫الضعيف‪.‬‬ ‫ويطرح ال َّ ك؛ َّ‬
‫اجتماع لليقين وال َّ ك‪.‬‬ ‫الفاسد)‪.‬‬ ‫رن ألاصل اليقين‪.‬‬
‫املتفرعة عن قاعدة‬
‫ِّ‬ ‫القواعد‬
‫َّ‬
‫اليقين ال يزول بالش ِّك‬

‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫تمثل مفهوم‬
‫القواعد التي ِّ‬ ‫تمثل منطوق القاعدة‬
‫القواعد التي ِّ‬
‫لنص القاعدة‬
‫املاالفة ِّ‬ ‫‪ 1‬ألاصل بقاء ما كان على ما كان‪.‬‬
‫ما ثبت بيقين ال يرتفع إال بيقين‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫الذ َّمة‪.‬‬
‫‪ 2‬ألاصل براءة ِّ‬
‫َّ‬
‫ال ع رة للداللة في مقابلة التصرية‪.‬‬ ‫أ‬
‫‪ 3‬ألاصل في ألامور العارضة العدم‪.‬‬
‫ال ُح َّجة مع الاحتمال الناش ئ عن دليل‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫أ ألاصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 5‬ألاصل في ألاشياء باحة‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ 6‬ألاصل في ألابضاع التحريم‪.‬‬
‫لاكت قللو ٌل‪ ،‬ولكل َّلن ُّ‬
‫السللكوت فللي‬ ‫ُ َ‬
‫ب ال ي سللب إلللى سل ٍ‬
‫َ‬
‫عر الحاجة إلى البيان بيان‪.‬‬ ‫‪ 7‬م ِّ‬
‫َّ‬
‫بالت ُّ‬
‫وهم‪.‬‬ ‫‪ 8‬ال ع رة‬
‫َّ‬
‫البين خطؤه‪.‬‬
‫‪ 2‬ال ع رة بالظ ِّن ِّ‬
‫ًَ‬ ‫‪9‬‬
‫عادة كاملمتنع حقيقة‪.‬‬ ‫‪ 11‬املمتنع‬
‫‪3‬‬
‫تمثل منطوق‬ ‫‪1‬‬
‫القواعد التي ِّ‬
‫القاعدة الك رى‬

‫‪ -1‬ألاصل بقاء ما كان على ما كان‪.‬‬


‫الذ َّمة‪.‬‬
‫‪ -2‬ألاصل براءة ِّ‬
‫‪ -3‬ألاصل في ألامور العارضة العدم‪.‬‬
‫‪ -4‬ألاصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته‪.‬‬
‫‪ -5‬ألاصل في ألاشياء باحة‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ -6‬ألاصل في ألابضاع التحريم‪.‬‬
‫السكوت‬ ‫َّ‬
‫ولكن ُّ‬ ‫ساكت قو ٌل‪،‬‬ ‫‪ -7‬ال ُي َسب إلى‬
‫ٍ‬
‫عر الحاجة إلى البيان بيان‪.‬‬ ‫َ‬
‫في م ِّ‬
‫َّ‬
‫بالت ُّ‬
‫وهم‪.‬‬ ‫‪ -5‬ال ع رة‬
‫َّ‬
‫البين خطؤه‪.‬‬ ‫‪ -9‬ال ع رة بالظ ِّن ِّ‬
‫ًَ‬
‫عادة كاملمتنع حقيقة‪.‬‬ ‫‪ -11‬املمتنع‬
‫ألاصل بقاء ما كان على ما كان‬

‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬ ‫مكانة هذه القاعدة وأهميتها‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ثم إنه بعد ذلك شك ف أنه قد‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫شخصا تيق أنه علة ط ارة‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫‪ -1‬لو أن‬
‫هذه القاعدة أفادت َّأن بقا الش ي علة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫هذه القاعدة جعل ا ثير‬
‫تيق ‪ُّ ،‬‬ ‫حالته التي ثبت عليها أمر ُم َّ‬ ‫أحدث؛ فإنه يح م ببقائه علة ط ارته؛ رن ألاصل هنا هو الط ارة‪،‬‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬
‫وتغي ُره‬ ‫م العلما ه نفس‬
‫وألاصل بقا ما كان علة ما كان‪.‬‬
‫بعد ثبوته أمر م كوك فيه‪ ،‬فنأخذ‬
‫باملُ َّ‬ ‫شك ف َّأنه‬ ‫ثم َّإنه َّ‬‫حدث‪َّ ،‬‬ ‫ً َّ َّ‬
‫شخصا تيق أنه ُم ِ‬ ‫والع س بالع س؛ فلو َّأن‬ ‫َّ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫تمر‬ ‫امل‬ ‫القاعدة‬ ‫‪:‬‬‫ألاصل‬
‫القاعدة ال برى ف املعنى؛‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫تيق ؛ وهو البقا ‪ ،‬ونترك امل كوك‬ ‫فإنه ُيح َ م ببقائه علة حدثه؛ َّ‬ ‫قد تط َّ ر؛ َّ‬ ‫م‬ ‫حال‬‫ٍ‬ ‫علة‬ ‫ثبت‬ ‫إذا‬ ‫ي‬ ‫الش‬ ‫أن‬ ‫ِ‬ ‫فإن ما ذ ِ َر م أدل‬ ‫لذلك َّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫رن ألاصل هنا هو الحدث‪،‬‬ ‫َّ ُ َُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫غيير‪ ،‬وهذا ما تفيده‬ ‫ال رع‪ ،‬أو الغال ف ال رع‪،‬‬
‫فيه؛ وهو الت ِ‬ ‫وألاصل بقا ما كان علة ما كان‪.‬‬
‫زمان ما؛ فإنه يح م‬ ‫ٍ‬ ‫ألاحوال ف‬
‫الراجح ف ال َّ‬ ‫القاعدة ال برى‪،‬‬ ‫ف‬
‫َّ‬ ‫رع‪.‬‬ ‫أو َّ‬ ‫َّ‬
‫ت بيهان‬ ‫القاعدة ال برى‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫شخصا يريد َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫مان‬ ‫الز‬ ‫ف‬ ‫ثبوته‬ ‫ودوا‬ ‫ببقائه‪،‬‬ ‫يجعلونه أدل علة هذه‬
‫الصو ‪ ،‬أكل آخر الليل وهو شاك ف طلوع الفجر؛‬ ‫‪ -2‬لو أن‬ ‫َّ‬ ‫ألامر‬ ‫ثبوت‬ ‫أي‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫بقاء ما كان‬
‫فإن صومه صحيح؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫املعتبر‬ ‫ر‬‫املغي‬
‫ِ‬ ‫يأتر‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫ال‬‫الت‬ ‫القاعدة‪ ،‬وبعض م جعل ا‬
‫رن ألاصل هنا هو بقا الليل‪ ،‬وألاصل بقا ما كان‬ ‫ً‬ ‫الزمان الحاضر‪.‬‬ ‫ف َّ‬
‫حينئذ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫شرعا‪ ،‬فيؤخذ بمقتضاه‬ ‫املتفرع ع‬ ‫م القواعد‬
‫علة ما كان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ثبت‬ ‫ما‬ ‫علة‬ ‫أي‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫على‬
‫‪1‬‬ ‫شاك ف غروب ال َّ مس‪،‬‬ ‫النهار‪ ،‬وهو ٌّ‬ ‫صائما أكل آخر َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شخصا‬ ‫‪ -3‬لو َّأن‬ ‫ي‪.‬‬ ‫املاض‬ ‫مان‬ ‫عليه ف َّ‬
‫الز‬
‫القاعدة ال برى‪.‬‬
‫صومه غير صحيح؛‬ ‫فإن َ‬ ‫وكان أكله بغير اجتهاد وتحر ف غروب ال َّ مس؛ َّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫رن ألاصل هنا هو بقا النهار‪ ،‬وألاصل بقا ما كان علة ما كان‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫(الاستصحاب) باعتبار زمن الش يء املستصحب ينقسم إلى‬
‫العدلي ) هذه القاعدة‪،‬‬ ‫ذ ر مؤلفو (مجل ألاحكا‬ ‫وسمي بتح م الحال؛ َّ‬
‫وذ روا قاعدة أخرى توافق هذه القاعدة ف املعنى‬ ‫ثم َّادعة نجاسته َلي ُر َّده علة البائع‪ ،‬وأن ر‬ ‫شخصا اشترى ما ً ا‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫‪ -2‬لو َّأن‬ ‫رن الحال‬
‫ُ َّ‬
‫ِ‬
‫البائع كون املا نج ً ا‪ ،‬فالقول هنا قول البائع مع يمينه؛ َّ‬ ‫القائم ه التي تح م ف امل أل ‪.‬‬
‫بزمان ُيح م ببقائه‪ ،‬ما لم‬ ‫ٍ‬ ‫وألامثل ؛ وه ‪( :‬ما ثبت‬ ‫رن ألاصل هنا‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫هو ط ارة املا ‪ ،‬وألاصل بقا ما كان علة ما كان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫يوجد املزيل)؛ ول تنفرد هذه القاعدة بذ ر قيد‬ ‫مستصحبا في املاض ي‪.‬‬ ‫جعل ألامر الثابت في الحال‬ ‫جعل ألامر الثابت في املاض ي‬
‫ً‬
‫نص ا لم يأت ذ ره ف القاعدة ألاخرى؛ وهو‪( :‬ما‬ ‫ف ِ‬ ‫ُوي َّمى‪ :‬املقلوب أو املعكوس‪ ،‬أو تح يم الحال‪.‬‬ ‫مستصحبا للحال‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫لم يوجد املزيل)؛ أي‪ :‬الدليل الدال علة عد البقا‬ ‫‪2‬‬
‫ً‬
‫وأهميتها؛ َّأن ل ا صل بعلم (أصول الفقه) م‬ ‫َّ‬ ‫مر معنا عند بيان مكان القاعدة ال برى‬ ‫َّ‬ ‫فلما مضت َّ‬ ‫دارا‪َّ ،‬‬ ‫شخصا استأجر ً‬ ‫ً‬ ‫املثال‪ :‬لو َّأن‬
‫فيف َ م م هذا َّأنه إذا ُو ِج َد املزيل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ووقوع َّ‬
‫التغيير؛ ُ‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫مدة‬ ‫وم هذا َّ‬
‫النوع‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ج ارتباط ا (باالستصحاب) املذكور دليال م ألادل ف (أصول الفقه)؛ ولبيان ذلك نقول‪:‬‬
‫ال ُيح م ببقا الش ي ‪ ،‬بل ُيح م بزواله‪.‬‬ ‫َّ‬
‫املؤجر امل تأجر بارجرة‪ ،‬امتنع‬ ‫ِ‬ ‫ْلاجارة‪ ،‬وطال‬
‫القاعدة‪:‬‬ ‫هذه‬
‫َ‬ ‫مثال‪ :‬إذا ثبت ُم ْل ُك ش ي رحد ما؛ َّ‬ ‫ألاول؛ لعد وجدان ما يصلح أن يكون‬ ‫الثانر؛ لثبوته ف َّ‬ ‫أمر ف‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فإنه ُيح م ببقا‬ ‫ٍ‬ ‫الاستصحاب هو‪ :‬ثبوت ٍ‬ ‫امل تأجر‪ ،‬واعتذر بأن الدار كانت معيب ‪ ،‬وأنه لم يتم‬
‫مغي ًرا‪ ،‬بعد البحث َّ‬ ‫َ‬ ‫م الانتفاع بها‪ ،‬وليس هناك بين ؛ َّ‬ ‫(ألاصل بقا ما كان‬
‫َّ‬
‫الشخص‪ ،‬فإذا ثبت أن ذلك‬ ‫املل َّي ‪ ،‬ودوام ا لذلك َّ‬ ‫التا ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فإنه ُينظر إلة حال‬ ‫ِ‬
‫وهذه القاعدة‪( :‬ألاصل بقا ما كان علة ما كان)؛ تمثل ً‬ ‫الدار عند الخصوم ؛ فإن كانت معيب ؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫علة ما كان)‪ ،‬وما‬
‫ُ‬ ‫نوعا م أنواع (الاستصحاب)؛ وهو‬
‫لشخص آخر‪ ،‬ب ب م أسباب‬ ‫ٍ‬ ‫الش ي انتقل ُمل ه‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫عبر عنه العالئر ‪-‬رحمه هللا‪ -‬بقوله‪َّ :‬‬
‫ما َّ‬
‫فإن الحال‬ ‫َّ‬
‫تفرع عنها م أمثل ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫انتقال املل َّي ؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫"النوع الثالث‪ :‬استصحاب ح ٍم دل ال رع علة ثبوته‬ ‫الزم املاض ي‪ُ ،‬وي َّ‬ ‫ُت تصح ف َّ‬
‫فإنا نح م بزوال ملك ذلك‬ ‫صدق امل تأجر‪ ،‬وإن‬
‫َّ‬
‫الشخص؛ لوجود ما يزيل البقا الثابت‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إتالف‪ ،‬أو التزا ‪ -‬إلة أن‬
‫ٍ‬ ‫ودوامه ‪-‬كامللك عند جريان ال َّ ب املقتض ي له‪ ،‬و غل ِ‬
‫الذ َّم عند‬ ‫فإن هذه الحال‬ ‫الدار عند الخصوم سليم ؛ َّ‬ ‫كانت َّ‬
‫يثبت معارض راجح علة ذلك‪ ،‬يرفعه"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الزم املاض ي‪ ،‬وال ُي َّ‬ ‫ُت تصح ف َّ‬
‫صدق امل تأجر‪ ،‬بل‬
‫املؤجر‪.‬‬ ‫ُ َّ‬
‫يصدق ِ‬
‫‪2‬‬

‫الذ َّمة‬
‫ألاصل براءة ِّ‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬ ‫َّ‬
‫الدليل على هذه القاعدة‬

‫ً َ َ‬
‫الذ َّم أمر‬ ‫َّ‬
‫هذه القاعدة تفيد أن برا ة ِ‬ ‫املتلف وصاح‬
‫ثم اختلف ِ‬ ‫ف متاع شخص آخر‪َّ ،‬‬ ‫‪ -1‬لو َّأن شخصا أتل‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ َ ُ‬
‫ُم َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬ ‫قوله ‪« :‬ال َب ِي َن َعلة امل َّد ِع ‪َ ،‬وال َي ِم ُين‬
‫تيق ‪ ،‬وان غال ا أمر م كوك فيه؛‬ ‫املتلف‬‫املتاع ف قيم الش ي املتلف‪ ،‬وال ِبين ؛ فإن القول هنا قول ِ‬
‫ُ َّ َ َ َ ْ‬ ‫ََ‬
‫َّ‬
‫باملتيق ‪ ،‬وهو البرا ة‪ ،‬ونترك‬ ‫فنأخذ‬ ‫الزيادة ف القيم التي َّيدعيها‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الغار مع يمينه؛ رن ألاصل برا ة ذمته م ِ‬
‫الترمذي‬ ‫علة املدعة علي ِه» أخرجه ِ‬

‫امل كوك فيه‪ ،‬وهو الان غال‪ ،‬وهذا ما‬ ‫صاح املتاع‪.‬‬ ‫تمرة ف ال َّ رع‪ ،‬أو َّأن القاعدة امل َّ‬
‫تمرة ف ال َّ رع‪:‬‬ ‫ألاصل‪ :‬القاعدة امل َّ‬ ‫وصححه ألالبانر‪ ،‬وف البخاري وم لم‪:‬‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الغال ف ال َّ رع‪ ،‬أو َّ‬ ‫َ َ َّ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ َْ‬
‫تفيده القاعدة ال برى‪.‬‬ ‫‪ -2‬لو َّأن شخصا شج رأس شخص آخر‪ ،‬ثم إن املجني عليه ادعة فقال‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫الراجح ف ال رع‪َّ .‬أن ْلان ان غير مكلف بش ي م‬ ‫«ول ِ الي ِمين علة املدعة علي ِه»‪،‬‬
‫ُ‬
‫شجتين‪ ،‬وأنا رفعت الحاجز بينهما‪ ،‬فأريد َّدي‬ ‫شجه َّ‬ ‫"إن الجانر قد َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َو َجا َ ِف ِر َو َاي ِ ْال َب ْي َه ِق ِر ِب ِإ ْس َن ٍاد َص ِح ٍيح‪:‬‬
‫براءة‪ :‬أي‪ :‬ال الم والخلو م التكليف‪ .‬الحقوق‪ ،‬لذا فإن تكليفه ٍ‬
‫بحق‬
‫َ‬ ‫« َل َّ ْال َبي َن َ علة َّ‬
‫فإن القول هنا قول الجانر مع يمينه؛‬ ‫شجتين"‪ ،‬وأن ر الجانر‪ ،‬وال َّبين ؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫خالف لألصل‪ ،‬فال‬ ‫ُ‬
‫م الحقوق‪ ،‬م ِ‬ ‫الذ َّمة‪ :‬أي‪ :‬ذات ْلان ان ونف ه‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫واليمين علة‬ ‫املد ِع ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫ذمته م َّدي الش َّج َّ‬
‫الزائدة‪.‬‬ ‫رن ألاصل برا ة َّ‬ ‫َّ‬ ‫بد أن يكون ثبوت تكليفه بدليل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َم ْ أن ر»‪.‬‬
‫الن َّبي ‪ ‬قد جعل‬ ‫وجه الداللة‪َّ :‬أن َّ‬
‫الذ َّم‬ ‫َّ‬
‫البين ه الدليل علة ان غال ِ‬ ‫ِ‬
‫كل م َّادعة علة غيره التز ًاما؛ بدي أو‬ ‫فإن َّ‬ ‫وه ذا َّ‬ ‫ً‬ ‫املدع ؛ َّ‬
‫شيئا علة‬ ‫رنه َّيدع‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫جان‬ ‫ف‬
‫بعمل ما‪ ،‬م ما كان سببه؛ م عقد‪ ،‬أو إتالف‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫املدعةَ‬ ‫َّ‬ ‫خالف الظاهر‪ ،‬ولم يطل م‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أي سب آخر م أسباب الضمان؛ فإن علة هذا‬ ‫يدل علة أنَّ‬ ‫مما ُّ‬ ‫عليه إال اليمين؛ َّ‬
‫املدع ْلاثبات‪ ،‬إذا أن ر الخصم؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫رن هذا الخصم‬ ‫ِ‬ ‫فإن فائدة‬ ‫الذ َّم ‪،‬‬ ‫ألاصل برا ة ِ‬
‫الذ َّم ‪ ،‬فيكون ظاهر‬ ‫َّ‬
‫أصلي ؛ ه برا ة ِ‬ ‫يتم َّ ك بحال ٍ‬ ‫َّ‬
‫اليمين؛ ه إبقا ألاصل الثابت‪.‬‬
‫للمد َعة عليه‪ ،‬ما لم يثبت خالفه‪.‬‬ ‫شاهدا َّ‬‫ً‬ ‫الحال‬
‫‪3‬‬

‫ألاصل في ألامور العارضة العدم‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬
‫َّ‬
‫هذه القاعدة تتعلق بصفات ألاشياء‪،‬‬ ‫اختلفت تعبيرات العلماء في لفظ القاعدة‬
‫(الصفات) و (ألامور) على نوعين‬
‫وهذه ِّ‬
‫هذه القاعدة تفيد َّأن عد ألامور‬ ‫تمرة ف (ألامور العارض ) هو العد ؛‬ ‫ِ‬ ‫َّأن القاعدة امل‬ ‫‪ -1‬قال ال يوطر‪" :‬ألاصل العد "‪.‬‬
‫العارض أمر ُم َّ‬
‫تيق ‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫التعبير‬‫بأن هذا َّ‬‫وانتقده (اب نجيم) َّ‬ ‫َ‬
‫وأن وجودها أمر‬ ‫الصف‬
‫لذلك فإن الذي يد ِع وجود ألامر العارض‪ ،‬أو ِ‬
‫َّ‬ ‫ألامور العارضة‬ ‫َّ‬
‫ألاصلية‬ ‫ألامور‬ ‫ليس علة إطالقه؛ َّ‬
‫باملتيق ؛ الذي هو‬ ‫م كوك فيه؛ فنأخذ‬ ‫شيئا علة خالف ألاصل‪ ،‬فيلزمه‬ ‫ً‬ ‫فإنه َّيد ِع‬‫العارض ؛ َّ‬ ‫رن العد ليس‬
‫مطلقا‪َّ ،‬‬
‫ً‬
‫عد ألامور العارض ‪ ،‬ونترك امل كوك‬ ‫البين ‪ ،‬والذي َّيد ِع عد ألامر‬ ‫حينئذ الدليل الذي هو ِ‬
‫َّ‬
‫ٍ‬ ‫وه الصفات أو َّ‬
‫وإنما هو ف ألامور‬ ‫هو ألاصل‬
‫َّ ُّ‬ ‫صرفات التي‬ ‫الت ُّ‬ ‫ِ‬ ‫العارض فقط‪َّ ،‬أما ألامور ألاصليَّ‬
‫فيه؛ الذي هو وجود ألامور العارض ‪،‬‬ ‫الصف العارض ؛ ف و متم ِ ك بارصل‪،‬‬ ‫الصفات أو التصرفات التي العارض َ أو ِ‬ ‫وه ِ‬
‫ً‬ ‫ًَ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫مقارن لألصل ابتدا ا‪،‬‬ ‫توجد‬
‫وهذا ما تفيده القاعدة ال برى‪.‬‬ ‫ال توجد مع ألاصل ابتدا ا‪ ،‬بل وهذا تطل منه اليمين؛ إبقا ً لألصل الثابت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فارصل فيها الوجود‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ولي ت طارئ ‪ ،‬ف و م تمل‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ه طارئ ‪ ،‬فيكون الش ي‬ ‫عبر عنها بقوله‪:‬‬ ‫‪ -2‬ومنهم م‬
‫شخص آخر ليت ِجر به‪ ،‬ويعمل عليه ف عقد‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -1‬لو أن شخصا دفع ماله إلة‬ ‫خاليا منها ً‬ ‫بطبيعته ً‬ ‫غالبا؛ وذلك‬ ‫ً‬ ‫عليها بطبيعته‬
‫غالبا؛ وذلك‬ ‫الصفات العارض‬ ‫ِ‬ ‫"ألاصل ف‬
‫ثم َّإن صاح املال َّاد َعة وجود الربح‪ ،‬وأن ر العامل الذي َّيتجرُ‬ ‫مضارب ٍ ‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مثل‪ :‬املرض‪ ،‬أو العي ف املبيع‪،‬‬ ‫والصح‬ ‫ِ‬ ‫كالحياة للحيوان‪،‬‬ ‫العد "‪ ،‬وانتقده (مصطفى الزرقا)‬
‫باملال‪ ،‬وال بين ‪ ،‬فالقول هنا قول العامل ف عد الربح مع يمينه؛ َّ‬
‫رن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫التجارة‪،‬‬
‫والربح أو الخ ارة ف ِ‬ ‫وال َّ الم م العيوب ف املبيع‪،‬‬ ‫الصفات‬ ‫ِ‬ ‫بأنه يحصر العد ف‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫الربح صف عارض ‪ ،‬والعامل يتم َّ ك بارصل؛ الذي هو عد ألامر‬ ‫ِ‬ ‫بالن ب للمرآة‪.‬‬ ‫والبكارة ِ‬
‫العارض؛ َّ‬ ‫أة‪.‬‬‫ر‬‫للم‬ ‫ب‬ ‫بالن‬
‫ِ‬ ‫يوب‬ ‫والث‬ ‫فقط؛ كالجنون واملرض والبكارة‪،...‬‬
‫فإن ألاصل ف ألامور العارض العد ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫النوع م (ألامور) أو‬ ‫وهذا َّ‬ ‫والقاعدة ت مل ما هو ُّ‬
‫وهذا النوع م (ألامور) أو‬ ‫أعم م‬
‫ثم َّإنه َّاد َعة ألادا ‪ ،‬أو َّاد َعة َّأن صاح‬ ‫شخصا ثبت عليه دي ‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫‪ -2‬لو َّأن‬
‫قبل قول املدي ؛ َّ‬ ‫الدي ؛ َّ‬
‫فإنه ال ُي َ‬ ‫َّ‬ ‫(الصفات)‪ ،‬ألاصل فيه العد ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫(الصفات)‪ ،‬ألاصل فيه الوجود‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الصفات؛ إذ َّإنها ت مل ألامور‬ ‫ِ‬
‫رن‬ ‫املال أبرأه م دينه‪ ،‬وأن ر صاح‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الصف ألاصلي ؛‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وهو الذي تتعلق به قاعدتنا هذه‪.‬‬ ‫فمد ِع وجود ِ‬ ‫امل تقل ؛ كالعقود وْلاتالف‪ ،‬وهذه‬
‫في َ‬
‫ألادا أو ْلابرا أمر عارض؛ وألاصل ف ألامور العارض العد ‪ُ ،‬‬
‫قبل قول‬ ‫متم ِ ك بارصل‪ ،‬والذي َّيد ِع‬ ‫صفاتا‪ ،‬ومع ذلك فهي داخل‬ ‫ً‬ ‫لي ت‬
‫الدائ مع يمينه‪.‬‬ ‫مد ٍع لش ي علة خالف‬ ‫عدم ا؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ف القاعدة؛ لذلك كان التعبير بلفظ‬
‫شخصا اشترى سيارة‪ ،‬ثم ادعة وجود عي فيها م حين العقد؛‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫‪ -3‬لو َّأن‬
‫وذلك رجل أن َّ‬
‫حقه‪.‬‬ ‫البين ف ِ‬ ‫ألاصل‪ ،‬فتكون َ ِ‬ ‫(ألامور) أسلم؛ ل موله وعمومه‪،‬‬
‫ُ‬
‫يردها علة البائع‪ ،‬وأن ر البائع وجود العي ف ذلك‬ ‫وألاول َّإنما تطل منه اليمين‪،‬‬ ‫َّ‬
‫خاص مع ثرة تعبير الفق ا ف‬ ‫َّ‬
‫رنه يتم َّ ك بارصل‬ ‫الوقت‪ ،‬وال بين ‪ ،‬فالقول هنا قول البائع مع يمينه؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫إبقا ً لألصل الثابت‪.‬‬ ‫تعليالتهم بلفظ (ألامور)‪ ،‬دون لفظ‬
‫الذي هو عد العي ف ذلك الوقت؛ وألاصل ف ألامور العارض العد ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وهذا َّ‬
‫النوع ال تتعلق به قاعدتنا‬ ‫(الصفات)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫خاص ‪ ،‬ه ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫هذه‪ ،‬وله قاعدة‬
‫الصفات‬ ‫(ألاصل ف ألامور أو ِ‬
‫ألاصلي الوجود)‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪4‬‬

‫ألاصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬


‫َّ‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫معنى ‪1‬‬
‫وجه الشبه والافتراق‬ ‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫القاعدة‬
‫بين هذه القاعدة والتي قبلها‬
‫ثيرا ما تختلف أحكا الحوادث‬ ‫ً‬ ‫فإن هذا املني‬ ‫احتالما‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫شخصا رأى علة ثوبه منيا‪ ،‬ولم يذ ر‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬لو َّأن‬
‫ُ‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬
‫باختالف تاريخ حدوثها‪ ،‬وقد أفادت هذه‬ ‫ُين َ إلة آخر نوم نام ا‪ ،‬فيلزمه الغ ْ ل‪ ،‬وإعادة كل صالة صالها بعد‬
‫نازع ف وقت وقوع‬ ‫القاعدة؛ َّأنه عند َّ‬
‫الت ُ‬ ‫النوم ؛ َّ‬ ‫تلك َّ‬
‫رن املني أمر حادث؛ وألاصل إضاف الحادث إلة أقرب‬ ‫َّ‬
‫فإن وقوع الحادث ف وقته‬‫ألامر الحادث‪َّ ،‬‬ ‫أوقاته‪.‬‬ ‫تمرة ف ال َّ رع‪:‬‬
‫َّأن القاعدة امل َّ‬ ‫الحادث‪ :‬الش ي الذي لم ي‬
‫القري ؛ هو ألامر َّ‬
‫املتيق ‪َّ ،‬‬
‫وأن وقوعه ف‬ ‫شخصا ضرب بط امرأة حامل‪ ،‬فانفصل منها ولد ميت؛ فإنَّ‬ ‫ً‬ ‫‪ -2‬لو َّأن‬ ‫َّأنه إذا ُو ِج َد أمر حادث‪ ،‬وأم‬ ‫ثم ُو ِج َد‪.‬‬ ‫ً‬
‫موجودا‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫الضرب؛ َّ‬ ‫إلة َّ‬ ‫ً‬
‫وبعيدا؛ َّ‬ ‫أن يكون وقته ً‬ ‫إضافة‪ :‬أي‪ :‬ن ب الحادث‬
‫الوقت البعيد؛ أمر م كوك فيه‪ ،‬فنأخذ‬ ‫رنه وقته القري ؛ وألاصل إضاف‬ ‫موت هذا الجنين ُين‬ ‫فإن‬ ‫قريبا‬
‫إلة وقت ُم َّ‬
‫َّ‬ ‫وقته َ‬
‫املعت َبر هو الوقت القري ‪.‬‬ ‫حد ٍد‪ ،‬وترتي‬ ‫ٍ‬
‫باملتيق ؛ وهو الوقت القري ‪ ،‬ونترك‬ ‫الحادث إلة أقرب أوقاته‪.‬‬
‫ً‬ ‫ولو َّأنه بعد َّ‬ ‫الن ب ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫امل كوك فيه؛ وهو الوقت البعيد‪ ،‬وهذا‬ ‫َّ‬
‫الضرب انفصل منها ولد ي ٌّ ‪ ،‬وبقر زمانا بال ألم‪ ،‬ثم مات؛‬ ‫الح م علة هذه ِ‬
‫ما تفيده القاعدة ال برى‪.‬‬ ‫رن‬‫الضرب‪ ،‬بل ُين َ إلة سب آخر قري ؛ َّ‬ ‫فإن موته ال ُين َ إلة َّ‬ ‫َّ‬
‫ألاصل إضاف الحادث إلة أقرب أوقاته‪.‬‬
‫َّ‬ ‫يمثل ل ذه القاعدة ً‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫أيضا باملثال الثالث ف القاعدة ال ابق ‪.‬‬ ‫ُويم ِ أن‬

‫َّ‬
‫وجه الافتراق‬ ‫وجه الشبه‬

‫حتاج إليها عند الاختالف ف ذات ألامر‬ ‫َّأن القاعدة املتقدم ؛ ُي َ‬ ‫َّأن الحادث ‪-‬الذي هو موضوع‬
‫ِ‬
‫في َ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫الاتفاق علة‬
‫ِ‬ ‫عند‬ ‫إليها‬ ‫اج‬‫حت‬ ‫القاعدة؛‬ ‫هذه‬ ‫ا‬ ‫وعدما‪َّ ،‬أم‬ ‫وجودا‬ ‫قاعدتنا‪-‬؛ هو الش ي الذي لم‬
‫وجود ألامر الحادث العارض‪ ،‬مع الاختالف ف زم حدوثه؛ فإذا‬ ‫موجودا ثم ُو ِج َد‪ ،‬ف و م‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫كان القول هناك قول م ينفر وجود ألامر العارض أو الحادث‪،‬‬ ‫قبيل ألامور العارض ؛ فارصل‬
‫فإن القول هنا قول م ُيضيفه إلة أقرب ألاوقات إلة الحال‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الزم البعيد‪.‬‬ ‫فيه العد ف َّ‬
‫‪5‬‬

‫ألاصل في ألاشياء باحة‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫َّ‬
‫ألادلة على هذه القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬
‫بح م ألاشيا‬ ‫هذه القاعدة ُمتعلق ُ‬
‫أمره‪ ،‬يكون ح مه ْلاباح ؛ وذلك كالزراف ‪ ،‬قال‬ ‫‪ -1‬الحيوان امل ِكل ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫هذه القاعدة تفيد َّأن إباح ألاشيا‬ ‫ص َل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ال ال ُّ ْبك ُّر‪ْ :‬املُ ْخ َت ُار أ ْك ُل َ ا‪ :‬ر َّن ْألا ْ‬
‫ِ‬
‫ال ُّ يوطر‪َ " :‬وم ْن َها‪َ :‬م ْ َأ َل ُ َّ‬
‫الز َر َاف ِ ‪َ ،‬ق َ‬ ‫ِ‬ ‫تمرة ف‬
‫ِ‬ ‫َّأن القاعدة امل‬ ‫امل كوت عنها؛ أي التي لم ي ِرد‬
‫شرعا‪ ،‬وغير َّ‬ ‫ً‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ َ َ َّ ُ‬ ‫ْ َ َ ُ ََْ َ ََ َ َ‬ ‫ُ َُ‬
‫الض َّارة‪،‬‬ ‫امل كوت عنها‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫اسر‪ ،‬فال ت مل ا أ ِدل التح ِر ِيم"؛ رن ألاصل ف‬ ‫ِْلاباح ‪ ،‬وليس ل ا ناب ك ِ‬ ‫ب أنها دليل يبيح ا بعينها‪ ،‬أو ال َّ رع‪َّ :‬أن ألاشيا امل كوت‬
‫ُ‬ ‫أمر ُم َّ‬ ‫شرعا‪ ،‬وغير َّ‬ ‫حرم ا بعينها‪ ،‬ولفظ (ألاشيا ) ف‬ ‫ُ‬
‫تيق ‪ ،‬وحرمتها أمر م كوك‬ ‫ألاشيا ْلاباح ‪.‬‬ ‫الض َّارة م‬ ‫ً‬ ‫عنها‬ ‫ي ِ‬
‫َْ‬
‫باملتيق ؛ وهو ْلاباح ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فيه‪ ،‬فنأخذ‬ ‫وج ل ضرره؛ يكون ح مه ْلاباح ؛ رنَّ‬ ‫النبات الذي ُج َلت ُس َّم ُيته‪ُ ،‬‬ ‫‪َّ -2‬‬ ‫ألاعيان واملنافع واملعامالت؛‬ ‫هذه القاعدة‪ ،‬وإن جا ُمطل ًقا‪ ،‬إال‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫التحقيق َّ‬ ‫َّأنه عند َّ‬
‫ونترك امل كوك فيه؛ وهو التحريم‪،‬‬ ‫ألاصل ف ألاشيا ْلاباح ‪.‬‬ ‫حرم ‪ ،‬وال ُينتقل‬ ‫َّأنها غير ُم َّ‬ ‫مقيد بارشيا غير‬
‫الض َّارة؛ َّ‬
‫َّ‬
‫وهذا ما تفيده القاعدة ال برى‪.‬‬ ‫‪َ -3‬ل ْو َّأن َح َم ًاما َد َخ َل ُب ْر َج شخص‪َ ،‬و َش َّك َه ْل ُه َو ُم َباح َأ ْو َم ْم ُلوك؟ َف ُ وَ‬ ‫ع هذا الح م إال بدليل‪.‬‬ ‫رن ألاشيا التي ثبت‬
‫ص ُّر ُف فيه؛ َّ‬ ‫الت َ‬‫َأ ْو َلة به‪َ ،‬و َل ُه َّ‬ ‫ضر ُرها‪ ،‬ليس ألاصل فيها ْلاباح ‪،‬‬ ‫َ‬
‫رن ألاصل ف ألاشيا ْلاباح ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َّ‬ ‫وإن لم ِيرد ب أنها دليل بعينها‪.‬‬
‫يتخر ُج علة هذه القاعدة ثير م العقود‪ ،‬واملعامالت املالي ‪ ،‬التي جدت‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ً‬
‫ف العصر الحديث‪ ،‬وذلك إذا خلت ابتدا ً ا م أي محذور شرع ؛ َّ‬ ‫إذا‪ :‬فلفظ (ألاشيا ) هنا يخرج منه‬
‫فإنه‬ ‫ِ‬ ‫ما ورد ب أنه دليل ُي ُ‬
‫يكون ح م ا ْلاباح ؛ َّ‬ ‫بيحه‪ ،‬أو‬
‫رن ألاصل ف ألاشيا ْلاباح ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫حر ُمه بعينه‪ ،‬ف ذا ُي َب ُع فيه‬ ‫ي ِ‬
‫ُ‬
‫الدليل‪ ،‬ويخرج منه ذلك ما ثبت‬ ‫َّ‬
‫ُّ َّ‬ ‫َّ‬
‫ضار؛ فإنه يكون ُم َّ‬
‫حر ًما‪.‬‬ ‫َّأنه ٌّ‬
‫من املعقول‬ ‫السنة‬ ‫من‬ ‫من القر ن‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬


‫َّأن هللا تعالة؛ َّإما أن يكون قد خلق هذه ألاشيا لح م ‪،‬‬ ‫‪ -1‬قوله ‪َ « :‬ما أ َح َّل الل ُه ف ِ َت ِاب ِه ف ُ َو َحالل‪َ ،‬و َما َح َّر َ ف ُ َو َح َرا ‪َ ،‬و َما‬
‫الل َه َل ْم َي ُ ْ‬ ‫ْ َّ َ َ َ ُ َ َّ َّ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -1‬قوله تعالة‪( :‬ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ)[البقرة‪ ،]21:‬وجه الداللة‪َّ :‬أن هللا تعالة‬
‫أو لغير ح م ‪ ،‬وكونه خلق ا لغير ح م ممتنع بدليل‬ ‫َس َت َع ْن ُه ف ُ َو َعا ِف َي ‪ ،‬فاق َبلوا ِم الل ِه عا ِفيته‪ ،‬ف ِإن‬ ‫َ‬
‫َ ً َّ َ‬ ‫امتن علينا ف هذه آلاي ‪ ،‬بأن خلق لنا جميع ما ف ألارض‪ ،‬وأبل ُغ أوجه الامتنان؛ إباح‬‫َّ‬
‫قوله تعال‪( :‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ)[ألانبيا ‪،]61:‬‬ ‫ثم تال َه ِذ ِه آلاي ‪ :‬ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ)» أخرجه الدار قطني‪ ،‬وح َّ نه ألالبانر‪.‬‬ ‫ن ِ يا‪،‬‬ ‫َّ‬
‫بالش ي ‪ ،‬فيكون الانتفاع بجميع ما ف ألارض ً‬
‫ال‪ْ « :‬ال َح َال ُل ماَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫مباحا لنا‪.‬‬ ‫الانتفاع‬
‫[الد َخان‪ ،]38:‬فيبقى‬
‫(ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ) ُّ‬ ‫‪ -2‬وورد أنه ‪ ‬س ِئ َل ع الجبن وال َّ ْم وال ِف َرا ِ ‪ ،‬فق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫(ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫‪ -2‬قوله تعالة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الل ُه ف َتابه‪َ ،‬و َما َس ت َعنه ف ُ وَ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ُ َ َ َّ َ َّ‬ ‫َّ‬
‫َّأن هللا تعالة خلق هذه ألاشيا لح م ‪ ،‬وهذه الح م ال‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫أ َح َّل الل ُه ِف ِ َت ِاب ِه‪ ،‬والحرا ما حر‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ) [ألانعا ‪ ،]626:‬وجه الداللة‪ :‬أن هللا تعالة ذ ر هنا املحرمات‬
‫تخلو؛ َّإما أن تكون النتفاعه بها‪ ،‬أو النتفاع خلقه بها‪.‬‬ ‫ِم َّما َع َفا َع ْن ُه» أخرجه ِالترمذي واب ماجه‪ ،‬وح َّ نه ألالبانر‪.‬‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ َ َ‬ ‫َّ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫أصل علة خالف امل ثنى‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫م املطعومات علة وجه الاستثنا ‪ ،‬والاستثنا ال يكون إال م‬
‫ممتنع؛ الستغنائه سبحانه‬ ‫ِ‬ ‫وانتفاعه تعالة بهذه ألاشيا‬ ‫ات فال‬ ‫ض ف َر ِائ َ فال تض ِي ُعوها‪َ ،‬وح َّر َ ُح ُر َم ٍ‬ ‫‪ -3‬قوله ‪ِ « :‬إن الله فر‬ ‫فيكون ألاصل فيما عدا هذه َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ ْ َ ُ َ َ َ َّ ُ ُ ً َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ‬ ‫املحرمات هو ْلاباح ‪.‬‬
‫ع خلقه‪ ،‬فيبقى َّأنه سبحانه خلق ا النتفاع الخلق بها؛‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫تنت ِهكوها‪ ،‬وحد حدودا فال تعتدوها‪ ،‬وس ت ع أشيا ِم غي ِر ِن ي ٍان‪،‬‬
‫َّ‬ ‫وضعفه ألالبانر‪.‬‬ ‫َف َال َت ْب َح ُثوا َع ْن َها» أخرجه الدار قطني‪ ،‬وح َّ نه النووي َّ‬ ‫‪ -3‬قوله تعالة‪( :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ )[ألاعراف‪ ،]32:‬وجه الداللة‪َّ :‬أن‬
‫رنهم هم املحتاجون إليها‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫يأت‬
‫فدل علة أن ما لم ِ‬ ‫حر أشيا بدون دليل صادر عنه تعالة؛ َّ‬ ‫هللا تعالة قد أن ر علة م َّ‬
‫فثبت إذا َّأن ألاصل ف ألاشيا ْلاباح ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حرمه‪ ،‬يكون ُح مه ْلاباح ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ب أنه دليل ي ِ‬
‫‪6‬‬
‫َّ‬
‫ألاصل في ألابضاع التحريم‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬


‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫معنى ‪1‬القاعدة‬
‫ً ُ َّ ً‬
‫رجل بن ا قري ٍ محصورات‪ ،‬وال‬ ‫حرم اشتبهت علة ٍ‬ ‫‪ -1‬لو َّأن أمرأة م‬
‫هذه القاعدة تفيد َّأن حرم‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ألابضاع ُم َّ‬
‫املحرم‬ ‫يعرف عينها؛ فإنه ال يجوز له أن يجتهد‪ ،‬ويتحرى ف ِ‬
‫تعيين املرأة‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬
‫وإباحتها م كوك‬ ‫تيقن ‪،‬‬ ‫رن حرم هؤال الن وة َّ‬ ‫ثم النكاح م البواق ؛ َّ‬
‫َّ‬
‫باملتيق ؛ وهو َّ‬ ‫متيقن ؛ لكونها‬ ‫ِ‬ ‫عليه‪ِ َّ ،‬‬
‫التحريم‪،‬‬ ‫فيها‪ ،‬فنأخذ‬ ‫ألاصل‪ ،‬وقد حصل ال َّ ُّك هنا ف إباحته له‪.‬‬
‫ثم ن يها؛ َّ‬ ‫ً َّ‬ ‫تمرة ف ال َّ رع‪،‬‬
‫َّأن القاعدة امل َّ‬ ‫ألابضاع‪ :‬جمع ُبضع‪ ،‬وهو الفرج‪،‬‬
‫ونترك امل كوك فيه؛ وهو ْلاباح ‪،‬‬ ‫فإنه ال يجوز له أن‬ ‫طلق إحدى ن ائه بعينها‪َّ ،‬‬ ‫‪ -2‬لو َّأن رجال‬
‫وهذا ما تفيده القاعدة ال برى‪.‬‬ ‫املطلق ‪ ،‬ووط البواق ؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الن ا ‪ ،‬والاستمتاع‬ ‫ف أمور ِ‬ ‫فاربضاع ه الفروج‪ ،‬وهذا‬
‫رن حرم ألابضاع‬ ‫يجتهد‪ ،‬ويتحرى ف ِ‬
‫تعيين‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫به َّ ؛ ه َّ‬ ‫اللفظ ف هذه القاعدة؛ ناي‬
‫متيقن ؛ لكونها ألاصل‪ ،‬وقد حصل ال َّ ُّك هنا ف إباح زوجاته له‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫التحريم‪ ،‬فال يخرج م‬
‫هذه القاعدة إال بيقين ْلاباح ‪.‬‬ ‫الن ا ‪ ،‬والاستمتاع به َّ ‪.‬‬
‫ع ِ‬
‫‪7‬‬
‫الحاجة إلى البيان ٌ‬
‫بيان‬ ‫َّ‬
‫ولكن ُّ‬
‫السكوت في معر‬ ‫ساكت قو ٌل‪،‬‬ ‫ال ُي َس ُب إلى‬
‫ٍ‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬

‫العالق هنا تنحصر ف ال ق َّ‬


‫ألاول م‬ ‫القاعدة‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫أمثلة الشق َّ‬ ‫َّ‬
‫الشق الثاني‬
‫أمثلة ِّ‬ ‫ألاول‬ ‫َّ‬
‫القاعدة‪ ،‬وهو قول م‪( :‬ال ُين َ إلة سا ٍت‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫مكون من شقين‬
‫قول)‪ ،‬وبيانها‪َّ :‬أن عد دالل ال ُّ كوت علة‬
‫العادي أمر ُم َّ‬
‫تيق ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫القول ف ألاحوال‬ ‫شريكا علم َّ‬ ‫ً‬
‫بأن شري ه قد باع‬ ‫‪ -1‬لو َّأن‬ ‫شخص آخر‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫شخصا باع مال‬ ‫‪ -1‬لو َّأن‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫ودالل ال ُّ كوت علة القول هنا أمر‬ ‫يخصه م العقار‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫نصيبه الذي‬ ‫أو أتلفه‪ ،‬وصاح املال ي اهد وهو‬ ‫الحاجة‬ ‫السكوت في معر‬ ‫َّ‬
‫ولكن ُّ‬
‫َّ‬
‫باملتيق هنا؛ وهو‬ ‫م كوك فيه‪ ،‬فنأخذ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وس ت؛ َّ‬ ‫فإن سكوته هذا ال ُي َع ُّد ً‬ ‫سا ت؛ َّ‬ ‫إلى البيان بيانٌ‬ ‫ساكت قو ٌل‬
‫ٍ‬ ‫ال ُي َس ُب إلى‬
‫فإن سكوته هذا يعد إسقاطا‬ ‫إذنا‬
‫عد دالل ال ُّ كوت علة القول‪ ،‬ونترك‬ ‫رنه سكوت ف‬ ‫منه لحقه ف ال ُّ فع ؛ َّ‬ ‫رنه ال ُين َ‬ ‫بالبيع أو ْلاتالف؛ وذلك َّ‬
‫ِ‬
‫امل كوك فيه؛ وهو دالل ال ُّ كوت علة‬ ‫موضع نحتاج فيه إلة البيان؛ فيكون‬
‫ُ‬
‫فإنه يبطل‬ ‫إلة سا ت قول‪ ،‬وبنا ً ا عليه َّ‬
‫ٍ‬
‫القول‪ ،‬وهذا ما تفيده القاعدة ال برى‪.‬‬ ‫ال ُّ كوت فيه ً‬
‫ٍ‬
‫َّ‬ ‫هذا هو ألاصل ف ال ُّ كوت؛ ومعناه‪ُ :‬ي َع ُّد استثنا ً ا م ألاصل ال َّ ابق؛‬
‫بيانا‪.‬‬ ‫بيع ذلك الشخص الفضول ل ذا املال‪،‬‬
‫ُ َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫وال ي ُقط ُّ‬ ‫َّأن ال ُّ كوت ال ُي َّنز ُل منزل القول م ومعناه‪َّ :‬أن ال ُّ كوت قد ُي َّنز ُل منزل‬
‫ؤذنت ف نكاح ا‪،‬‬ ‫‪ -2‬لو أن ِب ًرا است ِ‬ ‫الضمان‬ ‫حق صاح املال ف‬ ‫ُ َ‬ ‫ج ما َّ‬
‫فإن سكوتها ُي َع ُّد ً‬ ‫ف تت؛ َّ‬ ‫عند ْلاتالف‪ ،‬بل يج ال َّ‬ ‫فيعطى أحكامه؛‬ ‫يترت علة القول م أحكا القول م ج ؛‬
‫إذنا منها‬ ‫ضمان علة‬
‫زوج؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫بالت ُّ‬ ‫وذلك ف حال وجود الحاج إلة البيان‪.‬‬ ‫وآثار‪.‬‬
‫رن الغال م حال ألابكار‬ ‫املتلف‪.‬‬
‫ِ‬
‫الحيا ‪ ،‬وعد إبدا َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫النكاح‪،‬‬
‫الرغب ف ِ‬ ‫ؤذنت ف نكاح ا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫است‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ثي‬
‫ِ‬ ‫أن‬ ‫لو‬ ‫‪-2‬‬
‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫موضع نحتاج فيه إلة البيان؛‬ ‫فنح ف‬ ‫ف تت؛ فإن سكوتها ال يعد إذنا منها‬
‫فيكون سكوتها ٍهنا ً‬ ‫زوج؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫بيانا‪.‬‬ ‫رنه ال ُين َ إلة سا ٍت قول‪.‬‬ ‫بالت ُّ‬
‫‪8‬‬

‫َّ‬
‫بالت ُّ‬
‫وهم‬ ‫ال ع رة‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫ت بيهان‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫رعية‬
‫َّ‬
‫الش َّ‬ ‫وجه عدم بناء ألاحكام‬ ‫معنى القاعدة‬
‫َّ‬
‫الت ُّ‬
‫وهم‬ ‫على‬
‫التم يد للقاعدة ال برى‪َّ ،‬أن‬ ‫تبين لنا ف َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫مست ً‬ ‫َّ َّ‬
‫الت ُّ‬ ‫ََ‬ ‫َّ َّ‬
‫ُ‬ ‫ندا‬ ‫وهم ال يصلح‬ ‫أن‬ ‫وهم ال يصلح ُم ْستن ًدا‬
‫الت ُّ‬ ‫أن‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬
‫شرعا َّإنما ت َبنى علة اليقين‪ ،‬أو ما‬ ‫ً‬ ‫ألاحكا‬ ‫شرعا‬
‫َّ‬ ‫لتأخير العمل ُ‬
‫بالحكم الثابت ً‬ ‫َّ‬
‫الشرعيةَّ‬ ‫ُ َ‬
‫تبنى عليه ألاحكام‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫يقو مقامه شرعا؛ وهو الظ ‪ ،‬أما بنا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وهم؛‬ ‫ألاحكا أو تأخير العمل بها‪ ،‬بنا ً ا علة َّ‬
‫الت ُّ‬ ‫لو َّأن ال ُّ ود ماتوا أو غابوا ع‬ ‫اشتبهت القبل علة امل لم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫لو‬ ‫وهم وما أ ِلحق به ال يصل ُح‬ ‫الت ُّ‬ ‫َّأن َّ‬ ‫ال ع رة‪ :‬ال اعتداد‪.‬‬
‫َّ‬
‫فإنه ال ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫توهم‪ ،‬والاسم منه‪َ ْ ُ :‬‬ ‫وهم‪ :‬مصدر للفعل َّ‬ ‫الت ُّ‬ ‫َّ‬
‫يصح‪ ،‬وهو ما أفادته هذه القاعدة‪.‬‬ ‫مجلس القضا ‪ ،‬بعد أدائهم‬ ‫تحر‬
‫ٍ‬ ‫فصلة إلة ج ٍ بدون‬ ‫م ندا‪ ،‬تبنى عليه ألاحكا‬
‫ُ‬
‫ال َّ ادة عند القاض ي فيما‬ ‫فإن صالته غير‬ ‫َّ‬ ‫واجتهاد؛‬ ‫رعي ‪ ،‬ما َّأنه ال يصل ُح‬ ‫ال َّ َّ‬ ‫الوهم؛ وهو‪ :‬إدراك الاحتمال املرجوح م‬
‫مض ى؛ َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫فإنه ال يجوز للقاض ي أن‬ ‫رنه َب َنى أمر إثبات‬ ‫صحيح ؛ َّ‬ ‫احتمالين‪ ،‬أو أ ثر‪ ،‬يتردد ِالذه بينها‪ ،‬سوا م ندا لتأخير العمل بارحكا‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫الت ُّ‬‫جرد َّ‬ ‫ج القبل علة ُم َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫اس ند إلة دليل‪ ،‬أو لم ي ند‪.‬‬
‫القضي ‪،‬‬ ‫الح م ف‬ ‫يؤخر‬‫ِ‬ ‫وهم‪،‬‬ ‫شرعا‪.‬‬ ‫الثابت‬
‫ُّ‬ ‫ومعلو َّأنه ال عبرة َّ‬
‫بالت ُّ‬ ‫َّ‬
‫الحتمال رجوع ال ود ع‬ ‫وهم‪.‬‬ ‫والذي ال ي ند لدليل؛ هو‪( :‬الظ الفاسد)‪.‬‬
‫رن هذا الاحتمال‬ ‫ش ادتهم؛ َّ‬
‫ً‬ ‫ً ُ َْ‬ ‫َّ‬ ‫دليل‪ ،‬إال َّأن‬
‫والوهم وإن كان قد ي ند إلة ٍ‬
‫املوهو إما أن يكون احتماال م ِندا إلة‬ ‫ً‬ ‫ُ َّ‬ ‫َّ‬
‫توهم‪ ،‬ومعلو َّأنه ال عبرة‬‫مجرد ُّ‬ ‫َّ‬ ‫دليل مرجوح‪ ،‬ف و حينئذ غير ُمعتد به؛ رنَّ‬ ‫هذا الدليل ال بد أن يكون مرجوحا ِ‬
‫بأي‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫رنه لو كان ر ً‬ ‫وجه؛ َّ‬
‫بالتوهم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫املرجوح ف مقابل َّ‬ ‫اجحا لكان ظنا‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫الراجح ملحق بالعد ‪،‬‬
‫ً‬ ‫وقد ألحق بع العلما بالوهم هنا أمران‪:‬‬
‫جر ًدا ع‬
‫احتماال ُم َّ‬ ‫وإما أن يكون املوهو‬ ‫َّ‬
‫‪ -1‬إدراك الاحتمال العقل البعيد َّ‬
‫ب‬ ‫َّ‬ ‫النادر‬
‫أ‬ ‫حينئذ‬
‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫الدليل العقل والحس ي‪ ،‬ف يكو‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحصول‪ ،‬ف ذا ُي َع ُّد م قبيل الوهم‪.‬‬
‫َّأن بع العلما قد ذ ر َّأن ألاحكا قد ت َبنى علة الوهم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫احتماال بعيدا قليل الوقوع؛ ف و ف ِعداد هذه القاعدة يع ر عنها بألفاظ أخرى؛‬
‫ويكون املوهو كا َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫الذه ‪ ،‬م غير‬ ‫‪ -2‬توارد الاحتماالت علة ِ‬
‫موضع يدعو املقا‬ ‫ملحقق؛ وذلك إذا كان ف‬ ‫ظاهرا‪ ،‬ال ُيؤخ ُر ملوهوم)‪ ،‬و‪( :‬املعلوم ال‬ ‫ً‬ ‫(الثابت ً‬
‫قطعا أو‬ ‫النادر‪ ،‬ومعلو أن النادر ال ُيبنى عليه مثل‪:‬‬ ‫وجود سب ُم َ‬
‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ؤخر للموهوم)‪ ،‬وهذان ال ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُح م‪ ،‬وال ُي َلتفت إليه؛ ف و ُم َ‬ ‫عت َبر؛ وه (الوسوس )‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فيه إلة الاحتياط‪.‬‬ ‫شقر املعنى‬ ‫مثالن إال شقا م‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بالعد‬ ‫ق‬ ‫لح‬
‫الذي ُّ‬ ‫ً‬ ‫الفرق بين الوهم والوسوسة‬
‫مثال‪ :‬لو وقع س م ف صيد‪ ،‬فتحامل َّ‬
‫الصيد وغاب‪ ،‬وقعد ف‬ ‫يدل عليه لفظ القاعدة املختار؛ ف ما يفيدان عد‬ ‫أيضا‪.‬‬
‫فإن الصيد ال ُّ‬ ‫ميتا؛ َّ‬‫ثم أدر ه ً‬ ‫طلبه‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫يحل؛ الحتمال أن يكون‬ ‫جواز تأخير الح م أو العمل بالش ي الثابت‪ ،‬وال يدالن‬
‫ُّ‬ ‫لفظا علة عد جواز بنا ُ‬ ‫ً‬ ‫الوسوسة‬ ‫الوهم‬
‫التحرز منه‪.‬‬ ‫قد مات ب ب ٍ آخر يم‬ ‫الح م علة الوهم‪.‬‬
‫وهذا احتمال ُم َّ‬ ‫شقر املعنى الذي َّ‬ ‫يدل علة َّ‬ ‫و‪( :‬املوهوم كاملعدوم)‪َّ ،‬‬ ‫‪ -1‬قد يكون غير ُم ند إلة دليل‪ -1 .‬ليس ل ا سب ُم َ‬
‫جرد‪ ،‬ف و أمر موهو ‪ ،‬ول قد قال العلما ‪:‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫دل عليه‬ ‫عت َبر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كاملحقق‪ُ ،‬ويبنى عليه الح م احتياطا"‪.‬‬ ‫"إن املوهو هنا‪ُ ،‬ي َ‬
‫جعل‬ ‫َّ‬
‫لفظ القاعدة؛ إال أن لفظ القاعدة املختار أصرح ف‬ ‫الذه فيه حا ًما ‪ -2‬ال ُح م فيها للذه ‪ ،‬بل ه ترددُّ‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬يكون ِ‬
‫داللته علة هذي املعنيين‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫بالش ي ً‪ ،‬مع احتمال نقيضه بين عدة احتماالت‪ ،‬ال ي تطيع ِ‬
‫الذه‬
‫الح م بش ي منها‪.‬‬ ‫احتماال ر ً‬
‫اجحا‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫َّ‬
‫البين خطؤه‬
‫ال ع رة بالظ ِّن ِّ‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪2‬‬
‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫رعية‬
‫َّ‬
‫الش َّ‬ ‫وجه عدم بناء ألاحكام‬ ‫معنى القاعدة‬
‫َّ‬
‫على الظ ِّن الخطأ‬
‫التم يد للقاعدة ال برى‪َّ ،‬أن ألاحكا‬ ‫تبين لنا ف َّ‬ ‫َّ‬
‫فإن وضو ه صحيح‬ ‫‪ -1‬لو َّأن م ًلما ظ َّ ط ارة ما ؛ َّ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬
‫شرعا َّإنما ت َبنى علة اليقين‪ ،‬أو ما يقو مقامه‬ ‫ً‬
‫تبين له َّأنه ما نجس؛ فإن عليه‬
‫َّ‬ ‫الظاهر‪ ،‬ل لو َّ‬ ‫َّ‬
‫رعي تبنى علة اليقين ف‬
‫َّأن ألاحكا ال َّ َّ َ‬
‫َُّّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫شرعا؛ وهو الظ واملقصود بالظ ِ ‪ :‬الظ‬ ‫رنه قد َبنى أمر الوضو‬ ‫الظ عند أن ُيعيد الوضو بما ط ور؛ َّ‬
‫ِ‬ ‫ف ألاصل‪ ،‬وقد ت َبنى علة‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫الصواب‪َّ ،‬أما الظ ُّ الخطأ فقد أفادت قاعدتنا‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫تبين خطؤه‪ ،‬وال عبرة بالظ ِ ف هذه‬ ‫رن الغال ف علة ظ قد َّ‬ ‫تعذر اليقين؛ وذلك َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّأن بنا ألاحكا علة الظ ِ بنا‬ ‫ال ع رة‪ :‬ال اعتداد‪.‬‬
‫َ‬ ‫هذه َّأنه ال ُي ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫صحيح‪ ،‬فلو َّأنه َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫عتد به ف هذه الحال‪ُ ،‬ويلغة ما ُب َني‬ ‫الظ ِ ْلاصاب ‪ ،‬والخطأ فيه نادر‪ ،‬الحال‪.‬‬
‫َّ‬ ‫تبين بعد ذلك‬ ‫الظن‪ :‬إدراك الاحتمال الراجح م‬
‫َّ‬
‫الظ َّ‬ ‫الظ ؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫الذه بينها‪.‬‬ ‫َّ‬
‫عليه م أحكا ‪.‬‬ ‫للنادر‪ ،‬ول قد ُي َترك ‪ -2‬لو َّأن م ًلما ظ َّ َّأن وقت َّ‬ ‫والغال ال ُي َترك َّ‬ ‫فإن هذا‬ ‫خطأ هذا ِ‬ ‫احتمالين‪ ،‬أو أ ثر‪ ،‬يتردد ِ‬
‫الصالة قد دخل‪،‬‬
‫الظاهر‪ ،‬ل لو َّ‬ ‫َّ‬ ‫فصلة؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ال ُيعت ُّد به ً‬
‫شرعا‪ُ ،‬ويلغة ما ُب َني‬ ‫البين خطؤه‪ :‬أي‪ :‬الواضح والظاهر َّأنه خطأ‪.‬‬
‫تبين‬ ‫فإن صالته صحيح ف‬ ‫العمل بالغال والاحتجاج به‪ ،‬إذا‬ ‫َّ‬
‫صلة؛ فإنَّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫عليه م أحكا ٍ وآثار‪.‬‬ ‫الظن‪ :‬حصول الخلل ف‬ ‫واملراد بالخطأ في‬
‫علمنا خروج ذلك الش ي ع ُح م له بعد ذلك أن الوقت لم يدخل حين‬ ‫َّ‬
‫إدراك الاحتمال الراجح؛ ب ب الخلل ف‬
‫صالته غير صحيح ؛ فيلزمه إعادتها إن كان ف‬ ‫الغال ‪ ،‬وف قاعدتنا هذه؛ انتق‬ ‫طريق هذا ْلادراك‪ ،‬أو ف محل ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الح م‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ح م الغال الذي هو ْلاصاب ف الوقت‪ ،‬وإال قضاها؛ رنه بنى أمر الصالة علة ظ ٍ قد‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫تبين خطؤه‪ ،‬وال عبرة بالظ ِ ف هذه الحال‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الظ ِ ‪ ،‬ب ُّبي ِن الخطأ فيه‪ ،‬فصار الخطأ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الدي الذي َف َل به أحد‬ ‫الظ م غلب ‪ -3‬لو َّأن ال فيل أوفة َّ‬
‫ِ‬ ‫سببا ف إخراج‬ ‫البين ً‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫وفه؛ فإن فعله هذا‬ ‫ْلاصاب ‪ ،‬إلة تحقق الخطأ‪ ،‬فصار الناس‪ ،‬ظنا منه أن امل فول لم ي ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫تبين له أن امل فول قد وفة‬ ‫َّ‬ ‫للدي ‪ ،‬ل لو َّ‬ ‫يقع أدا ً ا َّ‬ ‫كاذبا‪ ،‬والظ ُّ الكاذب ال أثر له‪.‬‬ ‫الظ ُّ ً‬
‫يحق لل فيل أن ي ِتر َّد املال‬ ‫فإنه ُّ‬ ‫دينه قبل ذلك؛ َّ‬
‫يحق للم فول أن ي ِتر َّد ماله فيما لو‬ ‫املدفوع‪ ،‬ما ُّ‬
‫دينا عليه‪ ،‬بعد أن أوفاه عنه ال فيل دون علمه؛‬ ‫دفع ً‬
‫ظنهما‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وذلك رن دفع ما املال للدائ ‪ ،‬كان مبنيا علة ِ‬
‫َّ‬ ‫الذي قد َّ‬
‫تبين خطؤه‪ ،‬وال عبرة بالظ ِ ف هذه الحال‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫املمت ِّنع عادة كاملمت ِّنع حقيقة‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬


‫املمتنع عادة‬ ‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫املمتنع حقيقة‬

‫من أمثلته‬ ‫حكمه‬ ‫تعريفه‬ ‫من أمثلته‬ ‫حكمه‬ ‫تعريفه‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫فقره‪َّ ،‬ادعة أموالا عظيم‬ ‫شخصا معروف ُ‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬لو َّأن‬ ‫بنوة شخص آخر‪،‬‬ ‫لو َّادعة شخص َّ‬
‫قرضا أو ً‬ ‫وأنه أخذها منه ً‬ ‫شخص آخر‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫هو‪ :‬الذي ال ُيع َ د وقوعه‪ ،‬وإن ال ُت َ‬ ‫الشخص َّ‬ ‫ً والحال َّأن َّ‬ ‫ُ‬
‫غصبا أو‬ ‫قبل الدعوى فيه أصال؛ علة‬ ‫املدع م ٍاو ف‬ ‫الدعوى فيه أصال؛‬ ‫ال ُت َ‬
‫قبل َّ‬ ‫هو‪ :‬الذي ال يم ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫كان فيه احتمال عقل ؛ أي‪ :‬أنه للتيق ب ذب مدعيه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫للت ُّيق ب ذب َّ‬
‫َّ‬
‫نحو ذلك‪ ،‬ولم يع د أن هذا الفقير‪ ،‬قد أصاب مثل‬ ‫ال ِ ِ للشخص املدعة‪ ،‬أو أن املد ِع‬ ‫مدعيه‪.‬‬ ‫وقوعه؛ ملخالفته للعقل؛‬
‫َّ ى ُ‬ ‫ً‬
‫َ‬
‫بإرث ونحوه؛ فإن هذه الدعو ال تقبل‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ذلك املال؛ ٍ‬ ‫م قبيل امل تحيل عادة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أصغر سنا م الشخص املدعة؛ فإن‬ ‫َّ‬ ‫قبيل‬ ‫أي‪َّ :‬أنه م‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫الدعوى ال ُت َ‬ ‫ً‬
‫املمتنع عادة أن يملك الفقير‬ ‫ِ‬ ‫وال يلتفت إليها؛ رن م‬ ‫ُ‬ ‫قبل‪ ،‬وال ُي َلتفت إليها؛‬ ‫هذه َّ‬ ‫امل تحيل عقال‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫كاملمتنع حقيق ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مثل ذلك املال العظيم‪ ،‬واملمت ِنع عادة‬ ‫رنها دعو ًى بش ي ممتنع حقيق ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬لو َّأن ول َّ الي يم َّاد َعة َّأنه أنفق عليه أموالا‬
‫فإن هذه‬ ‫عظيم ‪ ،‬وظاهر حال الي يم ُي ذب ذلك؛ َّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ى ُ‬ ‫املمت ِنع‬ ‫هذه القاعدة تفيد‪َّ :‬أن تجويز وقوع‬
‫املمتنع عادة أن ينفق علة‬ ‫الدعو ال تقبل؛ رن م‬ ‫ً‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫عادة‪ ،‬وألاخذ به‪ ،‬أخذ بما ُيفيد ال َّ ك؛ لذلك‬
‫الي يم أموالا عظيم ‪ ،‬وال يظ ر ذلك علة أحواله‪،‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫باملمت ِنع عادة‪،‬‬ ‫فإن اليقين هو عد ألاخذ‬
‫كاملمتنع حقيق ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫واملمتنع عادة‬
‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫باملمت ِنع حقيق ‪ ،‬وعد اعتبار ال َّ ك‬ ‫َ‬ ‫إلحاقا له‬
‫هنا‪ ،‬وألاخذ بما ُيفيد اليقين‪ ،‬هو ما أفادته‬
‫القاعدة ال برى‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫تمثل مفهوم‬
‫القواعد التي ِّ‬
‫لنص القاعدة‬
‫املاالفة ِّ‬

‫‪ -1‬ما ثبت بيقين ال يرتفع إال بيقين‪.‬‬


‫َّ‬
‫‪ -2‬ال ع رة للداللة في مقابلة التصرية‪.‬‬
‫‪ -3‬ال ُح َّجة مع الاحتمال الناش ئ عن دليل‪.‬‬
‫لنص القاعدة الك رى‬ ‫القواعد التي ُت ِّ ُ‬
‫مثل مفهوم املاالفة ِّ‬
‫‪1‬‬
‫َ‬
‫ما ثبت بيقين ال َيرت ِّف ُع إال بيقين‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬
‫َّ‬
‫الدليل على هذه القاعدة‬

‫ثم َّإنه َّ‬ ‫َّ‬ ‫الش ي إذا ثبت ً‬ ‫َّ َّ‬ ‫َ َ َ َ َّ ُ ُ َ َ َّ‬
‫مث ُل مف و املخالف‬
‫ُ‬
‫هذه القاعدة ت ِ‬ ‫مأمور م‬ ‫ٍ‬ ‫شك ف فعل‬ ‫الصالة‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -1‬لو َّأن املكلف دخل ف‬ ‫ً‬
‫جازما أو‬ ‫ثبوتا‬ ‫أن‬ ‫الر ُج ُل‪،‬‬ ‫النبي ‪َّ :‬‬
‫ورد أنه ش ِكر َ ِإلة ِ ِ‬
‫فإنه ُيح َ م عليه َّ‬ ‫مأموراتها؛ َّ‬ ‫فإنه ُيح َ مُ‬
‫عدما؛ َّ‬
‫وجودا أو ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫للقاعدة ال برى‪ ،‬وبيان ذلك‪َّ :‬أن‬ ‫يأتر به إن أم‬ ‫بأنه لم يفعله‪ ،‬وعليه أن َ‬ ‫راجحا‪،‬‬ ‫ُيخ َّي ُل ِإل ْي ِه أ َّن ُه َي ِج ُد الش ْي َ ِف‬
‫ُ َُ‬
‫(أن اليقين‬ ‫نصت علة‪َّ :‬‬‫القاعدة ال برى َّ‬ ‫شك ف َّأنه تر ه منها إن كان ر ًنا‪،‬‬ ‫بالر ع التي َّ‬ ‫تدار ه ف محله‪ ،‬أو يأتر َّ‬ ‫بأمر جاز ‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫ببقائه‪ ،‬وال يح م بتغي ِره‪ُّ ،‬إال ٍ‬ ‫ص ِرف َح َّتى‬
‫َ َْ َ ُ‬
‫ال ‪« :‬ال ين‬ ‫الص َال ِة‪َ ،‬ق َ‬ ‫َّ‬
‫مندوبا؛ رنَّ‬ ‫ً‬ ‫يجب ُره بسجود ال َّ و إن كان ً‬ ‫ويسجد لل َّ و له‪ ،‬أو ُ‬ ‫َ‬
‫ص ْو ًتا‪ ،‬أ ْو َيج َد ر ً‬ ‫َي ْ َم َع َ‬
‫املخالف‬
‫ِ‬ ‫ال يزول بال َّ ِك)‪ ،‬واملف و‬ ‫واجبا أو‬ ‫اجح آخر‪ ،‬ينفر ذلك الثبوت‪.‬‬ ‫أو ر ٍ‬ ‫يحا»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫شغل ِ َّ‬ ‫َ‬ ‫َو َق َ ُ ُ‬
‫(أن اليقين يزول بما هو أقوى‬ ‫لذلك‪َّ :‬‬ ‫بيقين‪ ،‬فال يرتفع إال بيقين الفعل‪.‬‬ ‫الذم بذلك املأمور قد ثبت ٍ‬ ‫هللا ‪ِ « :‬إذا َو َج َد‬ ‫ال َرسول ِ‬
‫ً‬ ‫ثم َّإنه َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ََ ْ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫م ال َّ ِك؛ وهو‪ :‬اليقين)‪.‬‬ ‫شك ف أثنائه‪ :‬هل طاف ‪-‬مثال‪-‬‬ ‫الطواف‪َّ ،‬‬ ‫‪ -2‬لو َّأن املكلف دخل ف‬ ‫ْ َ‬
‫أ َح ُد ْم ِف َبط ِن ِه ش ْي ًئا‪ ،‬فأشك َل َعل ْي ِه‬
‫ً‬ ‫الرمر َّ‬ ‫ست أو سبع أشواط؟ أو َّأنه ف َّ‬ ‫َأ َخ َر َج م ْن ُه َش ْي َأ ْ َال‪َ ،‬ف َال َي ْخ ُر َج َّ‬
‫شك‪ :‬هل َرمى ‪-‬مثال‪ -‬خم ً ا أو ستا؟‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ص ْو ًتا‪َ ،‬أوْ‬
‫يأت بال َّ وط ال َّ ابع‪ ،‬وعليه ْلاتيان به‬ ‫َّ‬
‫فإنه ُيح م ف الحال ألاولة‪ :‬بأنه لم ِ‬
‫َّ‬ ‫م َ ْاملَ ْسجد َح َّتى َي ْ َم َع َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الثاني ‪َّ :‬أنه لم َي ْر الحصاة ال َّ ادس ‪ ،‬فعليه أن َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َيج َد ر ً‬
‫يرميها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ويح م ف الحال‬ ‫‪،‬‬ ‫يحا»‪ .‬أخرج ما م لم‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫الرمرُّ‬‫رن ألاشواط ال َّ بع ‪ ،‬و ذا َّ‬ ‫حصاة سابع ً بعدها؛ وذلك َّ‬ ‫ً‬
‫ويرمر‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫وجه الدالل ‪ :‬أن النبي ‪ ‬أرشد إلة‬
‫الذم بيقين‪ ،‬فال يرتفع إال بيقين الفعل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫بالحصيات ال بع‪ ،‬قد ثبت ف ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّأنه ف حال ُّ‬
‫الصالة‪ ،‬أو‬ ‫الدخول ف‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ُ‬
‫شك‪ :‬هل طلق زوجته أو ال؟ فإنه يح م بعد وقوع الطالق؛‬ ‫رجال َّ‬ ‫‪ -3‬لو َّأن‬ ‫الدخول ف املسجد ‪-‬وهذا ال ُب َّد أن‬ ‫ُّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تيقن ‪-‬؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫النكاح قد ثبت بيقين‪ ،‬فال يرتفع إال بيقين الطالق‪.‬‬ ‫رن ِ‬ ‫فإنه ال يخرج‬ ‫ارة ُم ٍ‬ ‫يكون بط ٍ‬
‫م هذا اليقين إال بيقين آخر‪ ،‬وهذا‬
‫يتمثل ف سماع َّ‬ ‫َّ‬
‫الصوت‪ ،‬أو‬ ‫اليقين‬
‫الريح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وجدان‬
‫‪2‬‬
‫َّ‬
‫ال ع رة للداللة في مقابلة التصرية‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬

‫مث ُل مف و املخالف للقاعدة‬


‫ُ‬ ‫شخص آخر بإذنه‪ ،‬فوجد إنا ً ا معدا لل ُّ رب‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫شخصا دخل دار‬ ‫‪ -1‬لو َّأن‬
‫هذه القاعدة ت ِ‬ ‫يضم ؛ َّ‬ ‫فتناوله لي رب‪ ،‬فوقع ْلانا وان ر‪َّ ،‬‬
‫ال برى‪ ،‬وذلك‪َّ :‬‬ ‫رنه مأذون له‬ ‫فإنه ال َ‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬
‫(أن اليقين يزول بما هو أقوى م‬
‫َّ‬ ‫بطريق دالل الحال ف الانتفاع‪ ،‬ل لو َّ‬
‫ال َّ ِك؛ وهو‪ :‬اليقين)‪ ،‬وبيانه ف هذه القاعدة‪َّ :‬أن‬ ‫الدار‪ ،‬بمنعه م‬ ‫صرح صاح‬
‫الدالل إذا لم ُيعارض ا تصريح بخالف ا؛ َّ‬ ‫رن‬‫يضم ؛ َّ‬
‫فإنه َ‬ ‫ال ُّ رب م هذا ْلانا ‪ ،‬فتناوله لي رب‪ ،‬فوقع وان ر‪َّ ،‬‬ ‫َّأن الدالل َّإنما ُت َ‬
‫عت َبر ُوي َ‬
‫فإنها‬ ‫عت ُّد بها‪،‬‬ ‫ال ع رة‪ :‬ال اعتداد‪.‬‬
‫فأما إذا عارض ا‬ ‫فيعمل بها‪َّ ،‬‬ ‫تفيد اليقين؛ ُ‬ ‫ْلاذن بال ُّ رب بطريق الدالل ‪ ،‬قد عارضه تصريح بخالفه‪ ،‬وال عبرة‬ ‫الداللة‪ :‬كل ما يفيد فائدة‪ ،‬وهو غير إذا لم ُيعارض ا تصريح بخالف ا‪،‬‬
‫ُّ‬
‫فإن هذا َّ‬
‫تصريح بخالف ا؛ َّ‬ ‫للدالل ف مقابل َّ‬
‫التصريح ُيفيد اليقين‬ ‫التصريح‪.‬‬ ‫فأما إن عارض ا تصريح بخالف ا؛‬ ‫َّ‬ ‫لفظ‪ ،‬وذلك؛ كاليد‪ ،‬والعرف‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫مما تفيده الدالل ؛ فيزول‬ ‫أيضا‪ ،‬وهو أقوى َّ‬ ‫ً‬ ‫العرف باستعمال ا ف حمل‬ ‫سيارة‪ ،‬جرى ُ‬ ‫شخصا استأجر َّ‬ ‫ً‬ ‫‪ -2‬لو َّأن‬ ‫عت ُّد بها‪ ،‬ويكون الاعتداد‬ ‫فإنه ال ُي َ‬ ‫َّ‬ ‫وْلاشارة‪ ،‬والحال‪ ،‬ونحوها‪.‬‬
‫ويرتفع يقين الدالل ‪ ،‬بيقين َّ‬ ‫رنه مأذون له بطريق‬ ‫فإنه يجوز له الانتفاع بها ف هذا ألامر؛ َّ‬ ‫ألامتع ‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫التصريح‪.‬‬ ‫في مقابلة‪ :‬أي عند التعارض بينهما‪ ،‬بالتصريح؛ رنه هو ألاقوى‪.‬‬
‫املؤجر بمنع‬ ‫النوع م الاستعمال‪ ،‬ل لو َّ‬ ‫العرف ف هذا َّ‬‫دالل ُ‬
‫صرح ِ‬ ‫قبل العمل بالدالل ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫تأجر‬‫تأجر م استعمال ال يارة ف هذا ألامر‪ ،‬فإنه ال يجوز للم ِ‬ ‫امل ِ‬ ‫ظاهرا‬ ‫التصرية‪ :‬ما كان املراد به‬
‫َّ‬
‫حينئذ أن ي تعمل ا ف حمل ألامتع ؛ رن ْلاذن باستعمال ا بطريق‬ ‫ٍ‬ ‫ورا ِبي ًنا؛ بطريق اللفظ أو ال تاب ‪.‬‬
‫ظ ً‬
‫َّ‬
‫الدالل ‪ ،‬قد عارضه تصريح بخالفه‪ ،‬وال عبرة للدالل ف مقابل التصريح‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫َّ‬
‫ال ُح َّجة مع الاحتمال الناش ئ عن دليل‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫َ‬ ‫َّ‬ ‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬
‫تتحدث ع الاحتمال امل ِند إلة‬ ‫هذه القاعدة‬
‫عتبرَ‬ ‫الح َّج لم ُت َ‬ ‫دليل‪ ،‬ف ذا الاحتمال إذا عارض ُ‬ ‫فإن ْلاقرار ُي َع ُّد‬
‫أقر ف مرض موته‪ ،‬رحد ورثته بدي ؛ َّ‬ ‫شخصا َّ‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬لو َّأن‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫حينئذ‪ ،‬واملف و املخالف لذلك‪ :‬أن الاحتمال إذا‬ ‫ٍ‬ ‫مث ُل مف و املخالف للقاعدة‬ ‫هذه القاعدة ت ِ‬ ‫الح َّج قد عارض ا احتمال؛‬ ‫الدي ‪ ،‬ول هذه ُ‬ ‫حج ف ألاصل ف ثبوت َّ‬ ‫َّ‬ ‫أمر م‬
‫أن الحج القائم علة ٍ‬
‫َّ‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫(أن اليقين يزول بما هو أقوى م‬ ‫ال برى‪ ،‬وذلك‪َّ :‬‬ ‫ألامور‪ ،‬ال ُت َ‬
‫عت َب ُر وال ُي َ‬
‫عت ُّد بها‪ ،‬إذا‬
‫دليل؛ فإنه يبقى احتماال‬ ‫لم ي م ِندا إلة ٍ‬ ‫وهو إرادة نفع بع الورث ‪ ،‬وحرمان الباقين‪ ،‬وهذا الاحتمال م ِند إلة‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫يقوى علة ُمعارض الحج ‪ ،‬فيكون‬ ‫جر ًدا‪ ،‬ال َ‬‫ُم َّ‬ ‫ال َّ ِك؛ وهو‪ :‬اليقين)‪ ،‬وبيانه ف هذه القاعدة‪َّ :‬أن‬ ‫الشخص ف مرض موته؛ لذلك‬ ‫دليل؛ وهو َّأن ْلاقرار َّإنما حصل م هذا َّ‬ ‫عارض ا احتمال‪ ،‬وكان هذا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫رنه ال ُح َّج مع الاحتمال َّ‬ ‫عت ُّد به؛ وذلك َّ‬ ‫يبطل هذا ْلاقرار‪ ،‬وال ُي َ‬ ‫ُ‬ ‫ندا إلة دليل‪.‬‬ ‫الاحتمال م ً‬
‫بمنزل املعدو ‪.‬‬ ‫دليل؛‬
‫الحج إذا لم يعارض ا احتمال م ِند إلة ٍ‬ ‫الناش ى‬
‫املق َّر َّ‬ ‫َّ‬ ‫فإن هذا الاحتمال ف هذه الحال يفيد اليقين‬ ‫َّ‬
‫أقر‬ ‫ففر املثالين الذي ذ رناهما؛ لو أن ِ‬ ‫ع دليل‪.‬‬
‫بالدي ف مرض موته لغير وارث؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫مما تفيده ُ‬
‫الح َّج ؛ فيزول ويرتفع‬ ‫أيضا؛ وهو أقوى َّ‬ ‫ً‬
‫فإن احتمال‬ ‫ٍ‬ ‫وهذا ف حال ما إذا اعترض باق الورث علة هذا ْلاقرار‪َّ ،‬أما إن رضوا؛‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬
‫نفعه احتمال قائم‪ ،‬ول َّنه احتمال غير م ِن ٍد‬ ‫دليل‪.‬‬
‫يقين الحج ‪ ،‬بيقين الاحتمال امل ِند إلة ٍ‬ ‫فالحق ل م‪ ،‬ول م إسقاطه‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫َّ‬
‫عت َب ُر هذا الاحتمال‪ ،‬وال ُي َلت َف ُت‬ ‫إلة دليل؛ فال ُي َ‬ ‫يخصه‪ ،‬فباع الو يل ذلك‬ ‫ُّ‬ ‫شخصا آخر ف بيع ش ي‬‫ً‬ ‫شخصا وكل‬ ‫ً‬ ‫‪ -2‬لو َّأن‬
‫إليه‪ .‬و ذا لو َّأن الو يل باع لغير قريبه؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫فإن البيع ُي َ‬ ‫الش ي لقريبه؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫فإن‬ ‫عت َب ُر ُح َّج علة إثبات ملك الش ي املبيع ف‬
‫احتمال إرادته نفع امل تري احتمال قائم‪ ،‬ول َّنه‬ ‫الح َّج قد عارض ا احتمال؛ وهو إرادة الو يل بذلك‬ ‫ألاصل‪ ،‬ول هذه ُ‬
‫عت َب ُر هذا‬ ‫احتمال غير م َ ند إلة دليل؛ فال ُي َ‬ ‫البيع نفع قريبه امل تري‪ ،‬وهذا الاحتمال م ِند إلة دليل؛ وهو وجود‬
‫ٍِ‬
‫ُ‬
‫يبطل هذا البيع؛ َّ‬
‫الاحتمال‪ ،‬وال ُي َلت َف ُت إليه‪.‬‬ ‫رنه ال ُح َّج مع‬ ‫القراب ‪ ،‬بين الو يل وامل تري؛ لذلك‬
‫املشخص لحال هذا‬ ‫وم هنا جا ت القاعدة‬ ‫الناش ى ع دليل‪.‬‬ ‫الاحتمال َّ‬
‫ِ‬
‫ُّ‬
‫فالحق‬ ‫املوكل علة هذا البيع‪َّ ،‬أما إن رض َي؛‬
‫الاحتمال؛ وه قول م‪:‬‬ ‫وهذا ف حال ما إذا اعترض ِ‬
‫َّ‬
‫(ال عبرة باالحتمال غير الناش ئ ع دليل)‪.‬‬ ‫له‪ ،‬وله إسقاطه‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫فيما ُت َبنى عليه ألاحكام ً‬
‫شرعا‬

‫َّ ُ َ‬
‫ألاحكام في الشرع تبنى في ألاصل على اليقين والعلم‪،‬‬
‫الظن َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ‬
‫املتمثلة في أمرين‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫للضرورة؛‬ ‫وقد تبنى على ِّ‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أن الغالب في الظ ِّن صابة‪ ،‬والخطأ فيه نادر‪ ،‬والغالب ال ُيترك للنادر‬ ‫يتعذر في أك ر ُّ‬
‫الصور‬ ‫أن ألاخذ باليقين‬

‫وينبني علة هذا ألامر؛ َّأن ال َّ َّك ال ُي َلت َف ُت إليه ف بنا ألاحكا ‪ُ ،‬وي ثنى م‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫هذا أنه يجوز البنا علة ال ِك ف حال الضرورة والحاج ‪.‬‬

‫وهذه َّ‬
‫الضرورة‪ ،‬وتلك الحاجة تظهر في موضعين‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫املش َّقة َ‬
‫املترِّت َبة على عدم البناء على الش ِّك‬ ‫عند وجود‬ ‫َّ ُّ‬
‫عند عدم التحقق‬

‫شك بعد فراغه م العبادة‪ ،‬ف ترك‬ ‫شخصا َّ‬ ‫ً‬ ‫مثاله‪ :‬لو َّأن‬ ‫فإنه ُي َبنى‬
‫تعذر الحصول علة اليقين‪ ،‬أو ما قا مقامه؛ َّ‬ ‫ُّ‬
‫أي‪ :‬عند‬
‫ً‬
‫فإن هذه العبادة تكون صحيح ‪ُ ،‬وي َبنى‬ ‫مأمور م مأموراتها؛ َّ‬
‫ٍ‬
‫َّ‬
‫الح م علة ال ِك‪.‬‬ ‫ُ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫وأقر بال َّ ادتين؛ َّ‬
‫مثاله‪َّ :‬أن م ُّاته َم بالر َّدة‪ ،‬فأن ر‪َّ ،‬‬
‫الح م بصحتها مع ال ِك فيها؛ وذلك رنا لو كلفناه إعادة‬ ‫فإنا نح م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن امل لم لو ُك ِلف أن يكون‬ ‫العبادة‪ ،‬ل َّق عليه ذلك؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫بصح إسالمه‪ ،‬مع حصول الت ُّردد ف ُم َن ِده‪ :‬هل هو ْلاسال‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫ذا ًرا‪ ،‬ملا َّأداه م العبادة‪ ،‬لتعذر عليه ذلك‪ ،‬ولم ُي ِط ْق ُه‪،‬‬ ‫َّ‬
‫املجدد؟‬ ‫ال َّ ابق‪ ،‬أو ْلاسال‬
‫فينبغ أن ُي َامح فيه‪.‬‬ ‫كاملتحقق؛ ً‬
‫نظرا‬ ‫ِ‬ ‫الشخص امل كوك ف بقائه‬ ‫ونجعل إسال هذا َّ‬
‫ُّ‬
‫الح َّج ‪ ،‬إلة البنا علة ال َّ ِك‪.‬‬
‫حقق‪ ،‬وقيا ُ‬ ‫الت ُّ‬
‫لتعذر َّ‬
‫َّ‬
‫القاعدة الك رى الثالثة‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫تجلب التيسير‬
‫املشقة ِّ‬
‫مكانة هذه القاعدة وأهميتها‬ ‫‪1‬‬
‫َّ‬
‫ألادلة على القاعدة‬ ‫‪2‬‬

‫معنى القاعدة‬ ‫‪3‬‬


‫َّ‬
‫أقسام تيسيرات الشرع وتافيفاته‬ ‫‪4‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أسباب املشقة الجالبة للتيسير‬ ‫‪5‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ضابط املشقة الجالبة للتيسير‬ ‫‪6‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫شروك اعتبار املشقة الجالبة للتيسير‬ ‫‪7‬‬

‫املتفرعة عنها‬
‫ِّ‬ ‫القواعد‬ ‫‪8‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪ 1‬إذا ضاق ألامر اتسع‪ ،‬وإذا اتسع ألامر ضاق‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪َّ 2‬‬
‫الض ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل للرورات تب ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل للية‬
‫بقد ِّرها‪.‬‬ ‫الضرورات ُت َق َّد ُر ْ‬ ‫َّ‬
‫‪ 3‬املحظورات‪.‬‬
‫حق الغير‪.‬‬ ‫‪ 4‬الاضطرار ال ُيبطل َّ‬
‫ِّ‬
‫ُ‬
‫‪ 5‬الحاجة تن َّ ُل من لة الضرورة عامة كانت أو خاصة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫القاعدة الك رى الثالثة‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫تجلب التيسير‬
‫املشقة ِّ‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬


‫َّ‬ ‫القاعدة وأهميتها‬
‫معنى القاعدة‬ ‫ألادلة على‪2‬القاعدة‬ ‫مكانة هذه ‪1‬‬

‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬


‫َّ‬ ‫التي ير عند وجود ُ‬
‫العذر الطارئ؛ وه تفيد‪:‬‬
‫َّ‬
‫ألادل علة َّ‬ ‫ما كان دالا م‬ ‫هذه القاعدة واحدة م القواعد الفق َّي ال برى‪،‬‬
‫يدل‬ ‫َّ‬
‫الترخص‪ ،‬عند وجود امل ق التي ُربطت بأسباب َّ‬
‫معين ‪ُّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫ُّ‬ ‫َّ َّ‬
‫م روعي‬ ‫التي ُب ِن َي عليها الفقه‪ ،‬وقد ذ ر العلما ‪َّ :‬أن هذه‬
‫َّ‬
‫البدني ‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫والصعوب‬ ‫املشقة لغة‪ :‬الج د والعنا وال ِ َّدة َّأن ال ِ َّدة‬ ‫َّ‬ ‫تحقق امل َّق املعتبرة ً‬
‫شرعا‪.‬‬ ‫وجودها علة ُّ‬ ‫يتخرج عليها جميع رخص ال َّ رع‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫القاعدة‬
‫َّ‬ ‫أو َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫وتخفيفاته‪ ،‬يضاف إلة هذا‪ :‬أن هذه القاعدة م‬
‫النف َّي ‪ ،‬التي يجدها املكلف‬ ‫والتع ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫بالتكاليف‬ ‫َّ‬ ‫القيا‬ ‫التع وال ِ َّدة عند‬ ‫اصطالحا‪ :‬الوقوع ف َّ‬
‫ً‬ ‫أوضح مظاهر رفع الحرج ف ال َّ ريع ‪ ،‬وه أبرز ما‬
‫رعي ‪ ،‬تصير ً‬ ‫ال َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫عند القيا بالتكاليف ال َّ‬ ‫ي ف ع تطبيقات هذا ألاصل ف ال َّ رع‪.‬‬
‫سببا شرعيا‬ ‫رعي ‪.‬‬ ‫ُّ َّ‬ ‫من القر ن الكريم‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫السنة‬ ‫من‬
‫صحيحا‪ ،‬لل يل والتخفيف؛‬ ‫تجلب‪ :‬هو سوق الش ي ‪ ،‬واملج به‬
‫بحيث تزول تلك ال ِ َّدة‬ ‫موضع إلة موضع‪.‬‬ ‫م‬ ‫ان‬ ‫الل َه َت َج َاو َز َع ْ ُأ َّمتي ْال َخ َط َأ َوالن ْ َي َ‬ ‫َّ َّ‬
‫‪ -1‬قال ‪ِ « :‬إن‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬قال تعالة‪ ( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ)[البقرة‪]686:‬؛ وجه الداللة‪ :‬أباح هللا مل‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫التي ير لغ ‪ :‬م الي ر‪ ،‬ضد الع ر‪ .‬والصعوب ‪ ،‬أو تهون‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫اس ُت ْ ر ُهوا َع َل ْيه» أخرجه اب ماجه‪ ،‬وجه الداللة‪ :‬أنَّ‬ ‫َو َما ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالصو ‪ ،‬ف حال املرض أو ال َّ فر؛ أن ُيفطر ويقض ي بعد ذلك‪.‬‬ ‫لحقته م َّق م َّ‬
‫التكليف َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫والتخفيف‪،‬‬ ‫واملعنى هنا‪ :‬ال يل‬ ‫املؤاخذة بما يحصل؛ خطأ‪ ،‬أو ن يانا‪ ،‬أو إ ر ًاها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -2‬قوله تعالة‪( :‬ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ) ِ‬
‫[الن ا ‪،]606:‬‬
‫ثق ُل‬
‫بعمل ال يج ِ د النفس‪ ،‬وال ي ِ‬ ‫ؤاخذ‬ ‫ُ‬
‫يترت عليه لحوق امل ق باملكلف؛ لذا لم ي ِ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫املتمثل ف الخوف عند القتال‪ ،‬أن‬
‫ِ‬ ‫وجه الداللة‪َّ :‬أن هللا تعالة أباح للم لمين ف حال امل َّق ؛‬
‫الج م‪.‬‬ ‫صرف ف هذه ألاحوال‪ ،‬تي ًيرا‬ ‫الت ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ال َّ رع بموج‬
‫ً‬ ‫الصالة‪ُ ،‬وي ِغيروا نظم ا‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يقصروا َّ‬
‫سببا‬ ‫يدل علة َّأن حصول امل َّق ُي َع ُّد ً‬ ‫مما ُّ‬ ‫وتخفيفا‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -3‬آلايات َّ‬
‫ف َّ‬ ‫الضرورة؛ وم تلك‬ ‫الدال علة جواز ألاخذ باري ر وألاس ل‪ ،‬ف حال الوقوع ف‬
‫التي ير‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫‪َ -2‬ع ْاب َع َّباس َق َ‬ ‫آلايات قوله تعالة‪( :‬ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ) [املائدة‪ ،]3:‬وجه الداللة‪:‬‬
‫ال َج َم َع َر ُسو ُل الل ِه ‪َ ‬ب ْي َن الظ ْ ِر‬ ‫َّ‬ ‫لحقت ُه م َّق متمثل ف ضرورة ال الك ً‬
‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ْ َ ْ َْ ْ‬
‫َّ‬
‫املحر ؛‬ ‫جوعا‪ ،‬أن يأكل الطعا‬ ‫ِ‬ ‫َّأن هللا تعالة أباح مل‬
‫ص ِر َواملغ ِر ِب َوال ِع ا ِ ِبامل ِد َين ِ ‪ِ ،‬م ْ غ ْي ِر خ ْو ٍف َوال‬ ‫والع‬
‫ال‪َ :‬أ َ َاد َأنْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫كامليت ‪.‬‬
‫اس‪ :‬ما أراد ِإلة ذ ِلك؟ ق ر‬ ‫مط ٍر‪ .‬ف ِق ُيل ِالب ِ عب ٍ‬
‫َال ُي ْحر َج أ َّم َت ُه‪ .‬أخرجه أبو داود‪ ،‬وجه الداللة‪ :‬أن هذا ُّ‬
‫َّ‬ ‫(ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫‪ -4‬قوله تعالة‪:‬‬
‫يدل‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ)[النحل‪ ،]601:‬وجه الداللة‪ :‬أن هللا تعالة أباح مل وقع ف‬
‫علة أن الجمع بين الصالتين‪ ،‬لعذر الخوف واملطر‪،‬‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫م َّق ْلا راه علة ال فر‪ ،‬أن َّ‬
‫يتلفظ بكلم ال فر ف الظاهر‪ ،‬مع اطمئنان قلبه باإليمان‪.‬‬
‫الصحاب ‪ ،‬وأيا كان ال َّ ب ف َج ْم ِع‬ ‫ُمتقرر عند َّ‬
‫ِ‬
‫يدل علة‬ ‫فإنه ُّ‬ ‫الصالتين ف هذا الحديث؛ َّ‬ ‫النبي ‪ ‬بين َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -5‬قوله تعالة‪( :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ)[الن ا ‪ ،]23:‬وجه الداللة‪َّ :‬أن هللا تعالة شرع َّ‬
‫َّأن الجمع ُمالحظ فيه (دفع الحرج وامل َّق )؛ ما ف م‬ ‫التيمم‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫وبين أنَّ‬
‫بدال ع الاغ ال باملا ‪ ،‬ف حال عد وجدانه‪ ،‬أو العجز ع استعماله‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬
‫أمر‬ ‫بالتراب‪،‬‬
‫ذلك اب عباس؛ مما يدل علة أن تحقق امل ق ف ٍ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تحقق امل َّق ‪.‬‬‫التي ير ُيراعة عند ُّ‬
‫يدل علة َّأن َّ‬ ‫ذلك فيه تي ير وتخفيف؛ َّ‬
‫مما ُّ‬
‫داع إلة التي ير والتخفيف‪.‬‬ ‫م ألامور ٍ‬
‫َّ‬
‫وقد ُي َّعبر عنه بة(ْلاباح مع قيا الحاظر)‬ ‫أقسام تيسيرات الشرع وتافيفاته‬
‫بقي آثار‬ ‫صح صالة امل تجمر مع َّ‬ ‫مثاله‪َّ :‬‬
‫ِ‬
‫النجاس التي ال تزول إال‬ ‫النجو ‪-‬أي‪ :‬آثار َّ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫باملا ‪ ،-‬وبصورة أعم‪َّ :‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬
‫الصالة مع‬ ‫صح‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫افيف الطارئ‬
‫التيسير والت ‪2‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫النجاس التي يع ُ ر الاحتراز منها؛ ومنه‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫التيسير والتافيف ألاصلي‬
‫والت ُّلفظ‬
‫َّ‬ ‫للتداوي‪،‬‬‫النجاسات َّ‬ ‫تناول َّ‬
‫َّ‬
‫بكلم ال فر عند ْلا راه‪.‬‬ ‫املراد به‪َّ :‬أن ال َّ رع قد ر َاعة وجود بع ألاعذار الطارئ‬ ‫املراد به‪َّ :‬أن ال َّ رع قد جا بأحكا ُروع َ فيها َّ‬
‫للمكلف‪ ،‬ف أحواله املختلف ‪ ،‬ف رع َّ‬ ‫َّ‬ ‫التي ير‬
‫َّ‬ ‫التي ير عند‬ ‫ُ ُ‬ ‫َّ‬
‫الست‪.‬‬ ‫ذكر (العز بن عبد السالم) هذه ِّ‬ ‫وجودها‪ ،‬وهو املقصود َّ‬
‫َّ‬
‫وعام‬ ‫والتخفيف‪ُ ،‬منذ شرعت هذه ألاحكا ابتدا ً ا‪،‬‬
‫بالرخص عند العلما ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫مبني علة هذا؛ حتى َّإن ال َّ ريع أصبحت‬
‫أحكا ال َّ رع َّ‬
‫تافيف الترخيص‬ ‫توصف بمعناه‪ ،‬وقد وردت آيات وأحاديث ثيرة‪ُّ ،‬‬
‫وقد َّ‬ ‫تدل‬
‫‪6‬‬ ‫العلماء إلى ثمانية أقسام‬ ‫قسمه بع‬
‫(ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬ ‫علة هذا املعنى؛ ما قال تعالة‪:‬‬
‫(ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬ ‫ﮰ)[الحج‪ ،]78:‬وقوله‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫يف َّي ِ‬
‫ﯜ)[البقرة‪ ،]281:‬وقوله ‪« :‬ب ِعثت ِبالح ِن ِ‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ال َّ ْم َح » أخرجه أحمد ف ((امل ند))‪ ،‬وقوله ‪« :‬إ َّن الدي َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫تافيف التأخير‬ ‫تافيف التقديم‬ ‫تافيف بدال‬ ‫تافيف التنقيص‬ ‫تافيف ‪1‬سقاك‬ ‫ُي ْ ر» أخرجه البخاري‪ ،‬وما ف معنى هذه ألادل ثير‪.‬‬

‫بع‬ ‫مثاله‪ :‬تأخير‬ ‫بع‬ ‫مثاله‪ :‬تقديم‬ ‫وال ُب َّد هنا أن يكون‬ ‫َّ‬
‫الصالة‬ ‫مثاله‪ :‬قصر‬ ‫مثاله‪ :‬إسقاط الجمع‬
‫َّ‬ ‫ومن صور هذا القسم ما يأتي‬
‫َّ‬
‫الصلوات املعين إلة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الصلوات املعين إلة‬ ‫َّ‬ ‫البدل‪ ،‬أخف وأس ل م‬ ‫َّ‬
‫باعي ف ال فر إلة‬ ‫الر َّ‬
‫ُّ‬ ‫والجماع ع املري ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وقت ما بعدها ‪-‬ملا ذ ِ َر‬ ‫وقت ما قبل ا؛ تقديم‬ ‫املبدل؛ حتى يكون م‬ ‫ر عتين‪ ،‬وتنقيص ما‬
‫ف تخفيف َّ‬ ‫ُّ‬ ‫أنواع َّ‬
‫وإسقاط وجوب الحج‬ ‫بالن ب لل َّ رائع ال َّ ابق ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ْلاسالمي‬ ‫‪ -1‬س ول ال َّ ريع‬
‫التقديم‪،-‬‬ ‫العصر إلة الظ ر‪،‬‬ ‫التخفيف‪.‬‬ ‫م‬ ‫عجز عنه املري‬ ‫للحج إال‬ ‫َّ‬ ‫‪ -2‬مراعاة إباح ما يحتاج إليه َّ‬
‫الناس‪ ،‬م املعامالت م عم لم يجد ِ‬
‫و ذا تأخير صو رمضان‬ ‫واملغرب إلة الع ا ف‬ ‫مثاله‪ :‬إبدال الوضو‬ ‫الصالة؛ تنقيص‬ ‫أفعال َّ‬ ‫ألاصل؛ كال َّ َلم [تعجيل َّالثم وتأخير ال لع ؛ يأتر املزارع إلة َّالتاجر‪ ،‬طريق البحر‪ ،‬وكان‬
‫ُ َ‬ ‫إلة َّ‬ ‫ال َّ فر واملطر‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫والغ ل َّ‬ ‫ُ‬
‫عدة م أيا أخر؛‬ ‫بالت ُّيمم‪ ،‬وإبدال‬ ‫والسجود‪ ،‬إلة‬ ‫ُّ‬ ‫الركوع‬‫ُّ‬ ‫الغال عد ال َّ الم ‪.‬‬ ‫ً‬
‫َّ‬ ‫ماال‪ ،‬علة أن يعطيه م املحصول]‪ ،‬وْلاجارة‪.‬‬ ‫ويأخذ منه‬
‫لعذر شرع ‪.‬‬ ‫ذلك يكون عند الخوف‬ ‫الصالة‬ ‫ف‬ ‫القيا‬ ‫القدر املي ور م ذلك‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫التي ير علة الناس‪ ،‬باعتبار أن ألاصل ف ألاشيا ْلاباح ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫والحاج واملرض‪ ،‬و ذا‬ ‫والقعود‬ ‫بالقعود‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬مراعاة اختالف أحوال َّ‬
‫غيير‬
‫تافيف الت ِّ‬ ‫تقديم َّ‬ ‫ايير‬
‫تافيف الت ِّ‬ ‫الناس‪ ،‬ومج ألاحكا علة وفق‬
‫الزكاة علة الحول‪.‬‬ ‫باالضطجاع‪ ،‬والاضطجاع‬ ‫هذا الاختالف م ألاصل؛ مراعاة حال املرأة‪َّ ،‬‬
‫والتخفيف‬
‫مثاله‪ :‬تغيير نظم َّ‬ ‫باإليما ‪ ،‬وإبدال العتق ف‬ ‫الرجل‪ ،‬ومراعاة حال العبد‪َّ ،‬‬ ‫بالن ب لحال َّ‬
‫الصالة‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫خيير ف َّفارة اليمين؛ بين ْلاطعا ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫مثاله‪ :‬الت ِ‬
‫والتخفيف‬ ‫عليها ِ‬
‫بالصو عند‬ ‫ال فارات‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫حال الخوف‪.‬‬ ‫خيير ف جزا‬ ‫َّ‬ ‫عليه بالن ب لحال الحر‪ ،‬ومراعاة حال الصبي الصغير‪،‬‬
‫َّ‬ ‫فقدان الرقب ‪ ،‬أو العجز‬ ‫َّ‬ ‫وال وة‪ ،‬وتحرير الرقب ‪ ،‬و ذا الت ِ‬ ‫َّ‬
‫النوع َّ‬
‫مما استدركه‬ ‫وهذا‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫بالن ب لحال البالغ العاقل‪.‬‬ ‫والتخفيف عليه‪ِ ،‬‬
‫َّ‬ ‫والصيا ‪.‬‬ ‫الصيد؛ بين ا ِملثل‪ ،‬وْلاطعا ‪ِ ،‬‬
‫والصو باإلطعا‬ ‫عنها‪،‬‬ ‫مما استدركه ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫العالئي على العز بن عبد‬ ‫الدكتور يعقوب‬ ‫النوع َّ‬ ‫‪ -5‬مراعاة عد التكليف‪ ،‬بما يتعذر‪ ،‬أو يمتنع؛ وهو وهذا‬
‫َّ‬ ‫عند عد الاستطاع ‪.‬‬
‫السالم‪.‬‬ ‫تقدمه ِّم َن العلماء‪.‬‬‫الباحسين على َم ْن َّ‬ ‫امل تحيل‪.‬‬
‫والضرورة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫حصر ألاسباب ف سبع غير سديد‪ ،‬ف ناك غيرها؛ كالخطأ‪ ،‬والخوف‪،‬‬
‫َّ‬
‫والريح‬
‫والنفاس‪ ،‬والاستحاض ‪ ،‬و بر ال ِ أو ال يخوخ ‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫والحاج ‪ ،‬والحي‬
‫ُ َ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫املظلم الباردة‪ ،‬وحال نزول الثلج‪ ،‬أو البرد‪ ،‬وغيرها‪ .‬ويعتذر مل‬ ‫ِ‬ ‫ال َّ ديدة ف الليل‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َّأن‬ ‫ألاغلبي ؛ أي‪َّ :‬أن الغال‬
‫َّ‬ ‫حصرها ف هذه ال َّ بع ؛ َّ‬
‫بأنه نظر إلة جان‬
‫أسباب املشقة الجالبة للتيسير‬
‫تخفيفات ال َّ رع ترجع إلة هذه ال َّ بع ‪ ،‬وما عداها يم إرجاع ا إليها بنوع م‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫املراد بها‪ :‬الطرق التي يكون سلوكها مؤديا إلى الت ُّلبس باملشقة؛ وهي سبعة أسباب‬
‫النقص‪ ،‬أو إلة املرض‪ ،‬وإرجاع الخطأ والحي‬ ‫التأويل؛ إرجاع ْلاغما إلة َّ‬ ‫َّ‬
‫والضرورة والحاج إلة عمو البلوى‪ ،‬وه ذا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫والنفاس‬
‫ِ‬

‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬


‫َّ‬ ‫ال ِّ سيان‬ ‫الجهل‬ ‫كراه‬ ‫العسر وعموم البلوى‬ ‫املر‬ ‫َّ‬
‫الس‪1‬فر‬
‫النقص‬

‫ُ‬
‫ومن تافيفاته‪ :‬عد ْلاثم‪،‬‬ ‫ومن تافيفاته‪ :‬عد سقوط‬ ‫ومن تافيفاته‪َّ :‬أن م أ ِره‬ ‫لو ُع ِبر عنه بة (عمو‬ ‫ومن تافيفاته‪ :‬جواز ومن تافيفاته‪ :‬جواز‬
‫وهو نوعان‬ ‫كافيا؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫وعد وجوب القضا ‪ ،‬علة‬ ‫حق ال ُّ فع ‪ ،‬إذا كان‬ ‫ِ‬ ‫فإنه ال‬ ‫علة البيع أو ال را ؛ َّ‬
‫ِ‬ ‫رن‬ ‫ً‬ ‫البلوى) لكان‬ ‫حال‬ ‫الت ُّيمم ف‬ ‫الفطر ف حال َّ‬
‫الصو‬
‫ً‬
‫ناسيا‬ ‫م أكل أو شرب‬ ‫ً‬ ‫ال َّ‬ ‫ُّ‬ ‫الع ر بمعنييه ‪-‬الاحتراز‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫يضر‬ ‫ال َّ فر‪ ،‬وجواز املرض‪ ،‬الذي‬
‫بحقه فيها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫جاهال‬ ‫فيع‬ ‫يلزمه موج تصرفه‪ ،‬بل‬ ‫ف‬
‫وهو صائم‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫ُي َّ‬ ‫مثل جز ً ا‬ ‫ُ‬ ‫القصر والجمع بين معه الاغ ال باملا ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫الحق ف‬
‫ِ‬ ‫وعد سقوط‬ ‫خير بين ْلامضا والفسخ‪،‬‬ ‫والاستغنا ‪ ،-‬ي ِ‬
‫‪2‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الر ِد‪ ،‬إذا ا ف امل تري‬ ‫َّ‬ ‫َوم ْ أ ِره علة الطالق ال يقع‬ ‫م حقيق عمو البلوى‬ ‫الصالتين ف هذه وجواز الفطر ف حال‬ ‫َّ‬
‫النقص الحكمي‬ ‫النقص الحقيقي‬ ‫ُ‬
‫عيبا‪ ،‬وج ل‬‫ً‬ ‫َّأن ف ال ِ لع‬ ‫طالقه‪َ ،‬وم ْ أ ِره علة إتالف‬ ‫عند الفق ا ؛ ومعناه‪:‬‬ ‫وجواز‬ ‫الصيا ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الحال‪.‬‬
‫َّ ُّ‬
‫َّ‬
‫بمجرد‬ ‫َّأنه يج ُّرد ال ِ لع‬ ‫فإنه ال يضمنه‪،‬‬ ‫مال غيره؛ َّ‬ ‫شمول وقوع الحادث‬ ‫التخلف ع صالة‬
‫نقص ف‬
‫ٍ‬ ‫نقص ف البدن‪ ،‬أو أحد وهو الذي ال يعود إلة‬ ‫ٍ‬ ‫وهو الذي يعود إلة‬ ‫بل يكون َّ‬ ‫َّ‬
‫ا اف العي ‪.‬‬ ‫الضمان علة م‬ ‫للمكلفين‪ ،‬أو أ ثرهم؛‬ ‫الجمع والجماع ف‬
‫البدن‪ ،‬أو أحد أعضائه؛ وهذا‬ ‫أعضائه؛ وهذا نوعان‪:‬‬ ‫َ ْ ُ‬
‫َ‬ ‫أ َر َه ُه‪ ،‬وم أ ِره علة‬ ‫بحيث يع ُ ر الاحتراز منها‪،‬‬ ‫املسجد‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫ٌّ‬
‫الصغ ْر‪ ،‬والجنون‪ ،‬مختص ِ‬
‫بالرق‪.‬‬ ‫‪ -1‬نقص عقل ٌّ ؛ في مل‪ِ :‬‬
‫والع َته‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫التل ُّفظ بكلم ال فر‪ ،‬لم‬ ‫َّ‬ ‫أو الاستغنا ع العمل‬
‫والنو ‪ ،‬وْلاغما ‪ ،‬وال ُّ ر‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫تلف ِظه‬ ‫يؤاخذ بموج‬ ‫بها‪.‬‬
‫‪ -2‬نقص عضو ٌّي‪ ،‬غير العقل؛ وهو نوعان‪:‬‬
‫بل انه فقط‪.‬‬
‫خلقر طبيع ٌّ ؛ وهو ألانوث ‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫أ)‬ ‫العسر له صورتان‬
‫خلقر غير طبيع ؛ فيدخل فيه أنواع‬ ‫ٌّ‬ ‫ب)‬
‫العاهات؛ كالعمى‪ ،‬والخرس‪ ،‬والعرج‪،‬‬
‫مما َّ‬ ‫‪1‬‬
‫يترت ُ عليه نقص القوى‬ ‫ونحوها َّ‬
‫عسر الاستغناء‬ ‫عسر الاحتراز‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وهذه ف الغال ُم َّ‬
‫خفف‬ ‫النقص أضعف م ذي ال مال؛ ولذلك نجد َّأن ال َّ ارع قد َّ‬ ‫البدني ‪َّ .‬‬ ‫٭ذا‬ ‫باختيار م املكلف‪ ،‬وتكون الحادث ف هذه‬ ‫ٍ‬ ‫اختيار م املكلف‪ ،‬وهذه ف الغال مختص بما يقع‬ ‫ٍ‬ ‫ختص بما يقع بغير‬
‫َّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الصورة مطلوب جلبها‪ ،‬والعمل بها‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫الصورة مطلوب دفع ا‪.‬‬ ‫وتكون الحادث ف هذه ُّ‬
‫عنه؛ إما باإلسقاط‪ ،‬وإما بالتنقيص‪ ،‬وإما باإلبدال‪ ،‬وإما بالترخيص‪ ،‬أو غير‬ ‫َّ ُّ‬
‫علم‪ ،‬مع عد ط ارتهم؛ َّ‬ ‫النجاس الي يرة التي تكون ب ب نجاس ٍ ‪ ،‬يع ُ ر املثال‪ُّ :‬‬ ‫املثال‪َّ :‬‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫فإن ذلك يجوز‪ ،‬وال‬ ‫الصبيان للمصحف عند الت‬ ‫مس ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫والد الذي ال يرقأ‪َّ ،‬‬ ‫الاحتراز منها؛ لس البول‪َّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فمثال‪ :‬الصغير غير مكلف بالعبادات البدني ‪ ،‬و ذا املجنون‪ ،‬واملرأة غير‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫املتمثل‬
‫ِ‬ ‫ؤم ُرون بالط ارة‪ ،‬وال ُيكلف ألاوليا بأمرهم بالط ارة؛ وذلك لعمو البلوى‪،‬‬ ‫والد ُي َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫فإنه تجوز َّ‬‫والدمامل؛ َّ‬
‫الذي يكون ب ب القروح َّ‬
‫مكلف بالجمع والجماع ‪ ،‬و ذا العبد‪ ،‬وألاعمى وألاعرج غير مكلفين‬ ‫الصالة ف ع ر الاستغنا ع م ِ م املصحف ف هذه الحال ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫التخفيفات التي ُب َنيت علة هذا ال َّ ب ‪.‬‬ ‫بالج اد‪ ،‬إلة غير ذلك م َّ‬ ‫السبب ُي َع ُّد أهم أسباب املشقة‪ ،‬وأوسعها تطبيقا‪ ،‬وأك رها مالمسة للقضايا‬ ‫معه‪ ،‬لعمو البلوى‪ ،‬املتمثل ف ع ر الاحتراز ع تلك وهذا َّ‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الفقهية املستجدة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫النجاسات‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الجالبة للتيسير‬
‫ِّ‬ ‫شروك اعتبار املشقة‬ ‫الجالبة للتيسير‬
‫ِّ‬ ‫ضابط املشقة‬
‫َّ‬ ‫كل ما ْ‬
‫يح ُ‬ ‫َّ‬
‫الشرك‪ :‬ما يلزم من عدمه العدم‪ ،‬وال يلزم من وجوده وجود وال عدم لذاته‪.‬‬ ‫أمر معين‪.‬‬
‫جزئيات ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ص ُر‬ ‫الضابط‪ :‬هو ُّ‬

‫املتقدم ‪.‬‬ ‫هذه ال ُّ روط م تفادة م َّ‬


‫النظر ف ضابط امل َّق وأسبابها‬ ‫ُي َع َّد ضبط وتحديد امل اق الجالب َّ‬
‫للتي ير‪ً ،‬‬
‫ِ‬ ‫أمرا بالغ‬
‫ُّ‬
‫وأهم هذه الشروك‬ ‫وخاص امل اق التي لم َي ِرد ب أنها م ال َّ ارع‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ألاهمي ‪،‬‬
‫نظرا ملا ُي َبنى علة هذه امل اق م‬
‫ضبط وال تحديد؛ ً‬
‫َّ‬
‫التخفيفات‪.‬‬
‫وهذه املشاق ال تالو من قسمين‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ُ َّ ً‬ ‫َّ ُ َّ ً‬
‫أن يكون للم َّق شاهد‬ ‫توهم ‪:‬‬ ‫حقق بالفعل‪ ،‬ال م‬ ‫أن تكون امل ق م‬ ‫أن تكون امل َّق خارج ً‪ 2‬ع املعتاد؛ أي‪ :‬امل قَّ‬ ‫أن تكون امل َّق م‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫م جن ا‪ ،‬ف أحكا‬ ‫عندما ت ِن ُد إلة ألاسباب التي خفف ال ارع‬
‫َّ‬
‫تصرف ا‪ ،‬ويحصل ل ا‬ ‫ُّ‬ ‫التي ت وش علة ُّ‬
‫النفوس ف‬ ‫تنفك عنها‬ ‫امل اق التي ُّ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ال َّ رع؛ م َّق سلس‬ ‫عندها‪ ،‬وما جرى مجراها‪ .‬أو أن تكون امل َّق‬ ‫الاضطراب عند القيا بالعمل‪ ،‬امل تمل علة تلك‬ ‫غالبا؛ رنَّ‬ ‫ً‬ ‫نص م العبادة‬ ‫نص م م ٌّ‬ ‫م ٌّ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ٌّ‬ ‫اق لم َي ِرد ب أنها‬ ‫ٌّ‬ ‫اق ورد ب أنها‬
‫البول‪ ،‬أو الجرح الذي ال‬ ‫دخل امل َّق فيما‬ ‫َّ‬
‫منضبط بالضوابط التي ت ِ‬ ‫الدوا علة‬ ‫امل َّق ‪ ،‬ف الحال أو ف املآل‪ ،‬ويؤدي َّ‬
‫ِ‬
‫امل اق التي ال تنفكُّ‬ ‫َّ‬
‫ال ارع‪ ،‬ف ذه ينبغ أن ُي بع فيها ال َّ ارع‪ ،‬يضبط ا علة النحو ال َّ ابق‪.‬‬
‫َّ‬
‫يرقأ دمه‪ ،‬ونحوهما؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫فإن‬ ‫للتي ير‪.‬‬ ‫وجالبا َّ‬
‫ً‬ ‫مخف ًفا‪،‬‬
‫اعتبره ال ارع ِ‬ ‫العمل مع ا إلة الانقطاع ع العمل أو بعضه‪ ،‬وإلة‬
‫ُ‬
‫عنها العبادة‪ ،‬ال ت ِؤثر‬ ‫وهذه ال تالو من نوعين‬ ‫ص‬ ‫ص؛ سوا أكان هذا َّ‬
‫الن ُّ‬ ‫الن ُّ‬ ‫َّ‬
‫َّ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫م َّقتهما تدخل ف جنس‬ ‫تحقق امل َّق بالفعل؛ َّإما َّ‬
‫بالت ُّلبس‬ ‫علم ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ف التي ير‪ ،‬ما تقد ‪.‬‬
‫وإنما ي‬ ‫حال م ألاحوال‪.‬‬ ‫خلل ف النفس‪ ،‬أو املال‪ ،‬أو ٍ‬ ‫وقوع ٍ‬ ‫بتعيين سب امل َّق ‪ ،‬أو بضبط‬ ‫ِ‬
‫م َّق الاستحاض ‪ ،‬التي‬ ‫بامل َّق ‪ ،‬ع طريق الدخول ف الفعل‬
‫ُّ‬ ‫َّأما امل َّق الزائدة ع املعتاد؛ فال تجل التي ير؛‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ال َّ ب نف ه‪ ،‬الذي تتحقق به‬
‫اعتبرها ال َّ رع جالب‬ ‫وإما بحصول الظ ِ القوي‪،‬‬ ‫املتضم ل ا‪َّ ،‬‬ ‫رن َّ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫التكليف نف ه فيه زيادة ع املعتاد قبل‬ ‫امل َّق ‪.‬‬
‫للتي ير‪.‬‬ ‫بوقوع امل َّق عند الدخول ف الفعل‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ً‬
‫النفس؛ القتضائه أعماال‬ ‫شاق علة َّ‬‫التكليف‪ ،‬وهو ٌّ‬ ‫َّ‬
‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫زائدة علة ما اقتضته الحياة الدنيا‪.‬‬
‫غالبا؛ ‪-‬أي‬ ‫مما تنفك عنه العبادة ً‬ ‫أن تكون امل اق ف جان العبادات‪ ،‬وه َّ‬ ‫أن تكون امل اق ف جان العبادات‪ ،‬وال‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫َّأن الحال الغالب أن ُت َّ‬
‫أن ال يكون بنا َّ‬ ‫ؤدى العبادة بدونها‪ ،-‬أو تكون هذه امل َّق ف جان‬ ‫غالبا؛ أي‪َّ :‬أنه ال يم‬
‫تنفك عنها العبادة ً‬
‫التي ير علة‬ ‫أن ال يكون لل ارع مقاصد م ورا‬
‫َّ‬ ‫املعامالت‪.‬‬ ‫تأدي العبادة بدونها؛ مثل‪ :‬م َّق الوضو‬
‫مؤد ًيا إلة تفويت‬‫امل ق ‪ِ ،‬‬ ‫التكليف بها؛ وذلك م َّق الج اد؛‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫والت ُّ‬ ‫م ال َّ فر‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫وهذا يم ضبطه بالنظر إلة معتاد الناس وعرف م؛ فإن جرت عادة‬ ‫الحر‬
‫ِ‬ ‫الصو ف‬ ‫َّ‬ ‫والغ ل ف البرد‪ ،‬وم َّق‬
‫مصلح ٍ أعظم؛ فإن كان‬ ‫عرض لل الك‪ ،‬وتلف‬ ‫يتحملوا هذا َّ‬ ‫َّ‬
‫النوع م امل اق‪ ،‬وأن ي تطيعوا املداوم علة‬ ‫الناس علة أن َّ‬ ‫الن ْف ُر ف الج اد‪.‬‬
‫النهار‪ ،‬وم َّق َّ‬
‫وطول َّ‬
‫امل َّق‬ ‫ذلك‪ ،‬لم ت‬ ‫َّ‬
‫ألاعضا ؛ فإنها م ق غير جالب ٍ‬
‫َّ‬ ‫للتي ير؛ َّ‬
‫جالب ً َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تكليف إال وفيه م َّق‬ ‫ٍ‬ ‫رنه ما م‬ ‫َّ‬
‫العمل معه‪ ،‬ف ذا غير جال ٍ‬
‫َّ‬
‫فهذا النوع من املشاق ال أثر له في‬
‫حينئذ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫للتي ير‬ ‫للتي ير؛ رن لل ارع مقاصد م ورا‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫رنها لو كانت جالب َّ‬
‫التافيف؛ َّ‬
‫َّ‬
‫َّ‬ ‫يم احتمال ا؛ أدناها رياض النفس علة ترك املمنوع‪ ،‬وألاخذ بامل روع‪،‬‬ ‫للتي ير‪،‬‬
‫التكليف بها‪ ،‬تنغمر فيها هذه امل اق‪،‬‬ ‫ولو كانت َّ‬ ‫َّ‬
‫خالصا‪ ،‬لم يوجد عصاة‪ ،‬وال مخالفون‪.‬‬ ‫ً‬ ‫التكاليف ُي ًرا‬ ‫لفاتت مصالح العبادات والطاعات‪ ،‬ف‬
‫الدي ‪ ،‬وأم‬‫ِ‬ ‫وذلك م حماي‬ ‫الناس بعد احتماله‪َّ ،‬‬ ‫وأما ما جرت عادة َّ‬ ‫َّ‬
‫مما هو خارج ع طاقتهم‪ ،‬وال‬ ‫جميع ألاوقات أو غالبها‪ ،‬ولفات ما ُرِت‬
‫وحري ممارس شعائرهم‪،‬‬ ‫امل لمين‪ِ ،‬‬ ‫النوع م امل اق جال َّ‬ ‫يم نهم املداوم علة الفعل معه‪ ،‬ف ذا َّ‬ ‫عليها م املثوبات‪.‬‬
‫للتي ير‪.‬‬
‫وحفظ أعراض م‪ ،‬وشرف ن ائهم‪.‬‬ ‫عمل فيها َّ‬ ‫فإن هذه امل َّق ‪ُ ،‬ي َ‬ ‫محدد؛ َّ‬ ‫وأما إذا لم ي هناك عرف َّ‬ ‫َّ‬
‫بالتقري‬
‫للتي ير‬ ‫َّ‬
‫إلة امل اق املعت َبرة ف جن ا‪ ،‬وحينئذ يم تمييز امل ق الجالب َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫م غيرها‪.‬‬
‫املتفرعة عن قاعدة‬
‫القواعدَّ َ ِّ‬
‫َّ‬
‫املشقة ت ْج ِّلب التيسير‬

‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪ -1‬إذا ضاق ألامر اتسع‪ ،‬وإذا اتسع ألامر ضاق‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫الضرورات تبية املحظورات‪.‬‬

‫الضرورات ُت َق َّد ُر ْ‬
‫بقد ِّرها‪.‬‬ ‫‪َّ -3‬‬

‫‪ -4‬الاضطرار ال ُيبطل َّ‬


‫حق الغير‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫عامة كانت أو َّ‬
‫خاصة‪.‬‬ ‫‪ -5‬الحاجة ُتن َّ ُل من لة َّ‬
‫الضرورة َّ‬
‫‪1‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫إذا ضاق ألامر اتسع‪ ،‬وإذا اتسع ألامر ضاق‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫َّ‬
‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫ألادلة على هذه القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬
‫َّ‬ ‫هذه القاعدة َّ‬
‫مكونة من شقين متقابلين‬
‫هذه القاعدة تفيد ف شق ا َّ‬
‫ألاول؛‬ ‫ِ‬ ‫حال‪ ،‬فأع ر ف سداده‪ ،‬وليس له‬ ‫ٌّ‬ ‫شخصا كان عليه دي‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬لو َّأن‬
‫َّ‬ ‫فإنه‬ ‫فإنه يج إنظاره‪ ،‬وإذا لم ي تطع أدا ه جمل ً ؛ َّ‬ ‫فيل باملال؛ َّ‬ ‫ُّ َّ‬
‫السنة‬ ‫من‬ ‫من القر ن الكريم‬
‫وهو قول م‪( :‬إذا ضاق ألامر ات ع)‪،‬‬
‫َّ‬ ‫اعد ف تأديته مق ًطا؛ َّ‬ ‫َّ‬
‫أمر م‬ ‫ٍ‬ ‫َّأن حصول امل َّق ف‬ ‫رن ألامر إذا ضاق ات ع‪ ،‬فلو َّأن هذا املع ِ ر‬ ‫ُي َ‬ ‫وإذا اتسع ألامر‬ ‫إذا ضاق ألامر‬
‫َّ‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫حاال؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫قد ال إع اره بعد ذلك؛ َّ‬
‫للتوسيع‬ ‫ً‬
‫سببا‬ ‫ألامور‪ُ ،‬ي َع ُّد‬ ‫رن‬ ‫بالدي‬ ‫فإنه يج عليه الوفا‬ ‫ز‬ ‫َّ‬
‫روعي صالة الخوف ف‬ ‫ورد ف شأن م‬
‫ضاق‬ ‫اتسع‬
‫والتي ير‪ ،‬وهذا هو عين ما ُت ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فيده‬ ‫ألامر إذا ات ع ضاق‪.‬‬ ‫(ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ‬ ‫قوله تعالة‪:‬‬
‫يطلع عليه الرجال غالباً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫القاعدة ال برى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الن ا منفردات علة ما ال‬ ‫‪ -2‬أن ش ادة ِ‬ ‫‪...-‬إلة‬ ‫ﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍ‬
‫َّ‬
‫شق ا الثانر؛‬ ‫ما َّأنها أفادت ف‬ ‫قبل‪ ،‬و ذا ش ادته َّ ‪ ،‬وش ادة الصبيان علة الحوادث التي تقع ف‬ ‫ُت َ‬
‫ِ‬ ‫ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ‬ ‫قوله‪-...‬‬ ‫معناهما‬
‫َّ‬
‫فإننا إن لم‬ ‫رن ألامر إذا ضاق َّات ع؛ َّ‬ ‫املواضع التي ال يحضرها الرجال؛ َّ‬
‫وهو قول م‪( :‬وإذا ات ع ألامر ضاق)‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ) ِ‬
‫[الن ا ‪.]603-606:‬‬
‫التي ير عند حصول امل َّق ‪،‬‬ ‫َّأن َّ‬ ‫حينئذ؛ رنه ال سبيل إلة إثباتها إال‬ ‫ٍ‬ ‫ق‬‫نقبل ش ادتهم لضاعت الحقو‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وجه الداللة‪َّ :‬أن هللا تعالة شرع لنا قصر‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫مقيد بحال وجود امل َّق ‪َّ ،‬أما إذا‬ ‫َّ‬ ‫الن ا منفردات‪ ،‬وال‬ ‫َ‬
‫بهذه ال ادة‪ ،‬وفيما عدا ذلك ال تقبل ش ادة ِ‬ ‫َّ‬
‫أمر م‬
‫أنه إذا تحققت م ق ف ٍ‬
‫فإن َّ‬ ‫زالت؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ش ادة الصبيان؛ َّ‬ ‫وتغيير نظم ا‪ ،‬عند حصول‬ ‫ِ‬ ‫الصالة‪،‬‬ ‫ألامور‪ ،‬ونتج عنها حرج وضيق؛‬
‫التي ير يزول مع ا‪،‬‬ ‫رن ألامر إذا ات ع ضاق‪.‬‬
‫الضيق‪ ،‬وامل َّق ف حال الخوف م‬ ‫ِ‬ ‫خفف بما ُيزيل‬‫وسع فيها‪ُ ،‬وي َّ‬ ‫َّ‬
‫فإنه ُي َّ‬
‫تقييد للقاعدة ال برى‪.‬‬ ‫وهذا ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫العدو‪ ،‬مما يدل علة أن ألامر إذا ضاق‬ ‫هذه امل َّق ‪ ،‬فإذا زالت عاد ألامر‬
‫ثم َّبين َّأنه إذا زال الخوف‪ ،‬وحصل‬ ‫َّات ع‪َّ ،‬‬ ‫إلة ما كان عليه ف أصل َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َََ‬ ‫الض َح َايا َب ْع َد َث َالث»‪َ ،‬ق َ َ ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َع ْ َع ْبد هللا ْب َواقد ‪َ ،‬ق َ َ َ ُ ُ‬ ‫التكليف‪.‬‬
‫هللا ْب ُ أ ِبر َب ٍر‪ :‬فذ ْر ُت ذ ِل َك ِل َع ْم َرة‪،‬‬ ‫ال ع ْبد ِ‬ ‫ٍ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫هللا ‪َ ‬ع ْ أك ِل ل ُحو‬ ‫ال‪« :‬نهى َرسول ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫الاطمئنان؛ َّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ َْ َ َ ْ ََ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ ِ َ ْ ُ َ َ َ َ ُ ُ َ َّ َ ْ ُ َ‬ ‫الصالة علة‬ ‫فإنه يلز إقام‬
‫هللا ‪« :‬اد ِخروا‬ ‫هللا ‪ ،‬فقال رسول ِ‬ ‫ات ِم أه ِل الب ِادي ِ حضرة ألاضحة زم رسو ِل ِ‬ ‫فقالت‪ :‬صدق‪ ،‬س ِمعت ع ِائ ‪ ،‬تقول‪ :‬دف أهل أبي ٍ‬ ‫مما ُّ‬
‫يدل‬ ‫هيئتها املعتادة ف أصل َّ‬
‫التكليف‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َ َ َّ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً ُ َ َ َّ ُ‬
‫هللا‪ِ ،‬إن الناس يت ِخذون ألاس ِقي ِم ضحاياهم‪ ،‬ويجملون ِمنها الودك‪،‬‬ ‫ثالثا‪ ،‬ث َّم تصدقوا ِب َما ب ِق َر»‪ ،‬فل َّما كان بعد ذ ِلك‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫علة َّأن ألامر إذا ات ع ضاق‪.‬‬
‫َ ُُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الض َح َايا َب ْع َد َث َال ٍث‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫اك؟» َق ُالوا‪َ :‬ن َه ْي َت َأ ْن ُت ْؤ َك َل ُل ُحو ُ َّ‬
‫ال َ ُسو ُل هللا ‪َ « :‬و َما َذ َ‬ ‫ََ‬
‫الداف ِ ال ِتي َدف ْت‪ ،‬فكلوا‬ ‫ال‪ِ « :‬إ َّن َما َن َه ْي ُت ْم ِم ْ أ ْج ِل‬ ‫ِ‬ ‫فق َ ر‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َّ َ ُ‬ ‫َ َّ ُ َ َ َ َّ ُ‬
‫الث؛ لكر ت َ َع م‪ ،‬جا هللا بال َّ ع ‪،‬‬ ‫صدقوا» أخرجه م لم‪ ،‬وقال رسول هللا ‪« :‬إنا نا ن َه ْينا م ع ل ُحوم ا أن تأكلوها فوق ث ٍ‬ ‫واد ِخروا وت‬
‫فكلوا َّ‬‫ُ‬
‫واد ِخ ُروا وات ِج ُروا‪ » ...‬أخرجه أبو داود‪.‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫وجه الداللة‪َّ :‬أن َّ‬
‫توسيعا علة امل لمين ملا ضاق ألامر عليهم‪ ،‬بقدو أهل البادي إلة‬ ‫الضحايا فوق الثالث؛‬ ‫الرسول ‪ ‬نهى ع ِادخار لحو‬
‫ُ‬ ‫َّ َّ‬
‫الضيق بعد ذلك‪ ،‬عاد ألامر إلة ما كان عليه؛ فأبيح ل م الانتفاع ما كانوا م قبل‪.‬‬ ‫املدين وقت املجاع ‪ ،‬فلما ات ع ألامر‪ ،‬وزال ِ‬
‫‪2‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الضرورات تبية املحظورات‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫َّ‬
‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫ألادلة على القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬ ‫هذه القاعدة ُيحت َمل تفر عها علة‬
‫َ‬
‫التي ير)؛‬ ‫َّ‬ ‫قاعدة‪( :‬امل َّق تجل‬
‫َّ‬
‫الضرورة‬ ‫هذه القاعدة تفيد َّأن‬ ‫شخصا شارف علة‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬لو َّأن‬ ‫(ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫‪ -1‬قوله تعالة‪:‬‬ ‫مثل‬
‫ُ‬
‫م ج أن الضرورة فيها ت ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫التي ه أعلة درجات امل َّق ‪ُ ،‬ي َرع‬ ‫جوعا‪ ،‬ولم يجد إال ً‬
‫طعاما‬ ‫ال الك ً‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬ ‫خفف عندها باس باح‬ ‫م َّق ً ُي َّ‬
‫ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‬
‫ُمحر ًما؛ كامليت ؛ َّ‬ ‫َ‬
‫عندها ألاخذ باري ر‪ ،‬ولو كان ذلك‬ ‫فإنه يجوز له‬ ‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ) [البقرة‪.]673:‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫املحر ‪ُ .‬ويحت َمل تفر عها علة‬ ‫َّ‬
‫حر ؛ وذلك م‬ ‫باس باح ألامر املُ َّ‬ ‫دفعا مل َّق الجوع‪.‬‬ ‫ألاكل منها‪ً ،‬‬ ‫حد ال الك‪ ،‬أو‬ ‫الضرورات‪ :‬جمع ضرورة؛ وه ‪ :‬أن الوصول إلة ِ‬ ‫(الضرر ُيزال)‪ ،‬التي ُي َّعبر‬ ‫َّ‬ ‫قاعدة‪:‬‬
‫‪ -2‬وقوله‪( :‬ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحال التي يصل فيها ْلان ان إلة مقاربته‪ ،‬إذا لم ي للخلوص‬
‫أجل دفع هذه امل َّق ‪ ،‬وهذا املعنى‬ ‫‪ -2‬لو َّأن حيوانا أو إن انا صال‬ ‫َُ َ ُ‬ ‫عنها بقاعدة‪( :‬ال ضرر وال ِضرار)؛‬
‫ُ‬ ‫حر ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑﮒ ) [املائدة‪.]3:‬‬ ‫لجز أو خيف منه إال طريق تناول املُ َّ‬
‫هو ما تفيده القاعدة ال برى‪.‬‬ ‫شخص‪ ،‬ولم ي له دفعه‬ ‫علة‬ ‫حد إذا لم تراع؛ ِ‬ ‫ٍ‬
‫الت ُّلبس‬ ‫َّ‬ ‫َّأن حال‬ ‫م ج‬
‫ٍ‬ ‫فإنه ُي َّ‬
‫شرعا؛ َّ‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫الضروريَّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -3‬وقوله‪( :‬ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫رخص ف تناوله‪.‬‬ ‫أن تضيع مصالحه‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫إال بقتله؛ فإنه ي رع له ذلك‪،‬‬ ‫[الدي ‪َّ ،‬‬ ‫بضرر ينبغ‬ ‫ٍ‬ ‫بالضرورة‪ ،‬تلبس‬
‫الصيال‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ﭢ ﭣ)[ألانعا ‪.]661:‬‬ ‫النفس‪ ،‬العرض‪ ،‬املال‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وذلك دفعا مل ق ِ‬ ‫إزالته؛ بدفعه أو رفعه‪.‬‬
‫‪ -4‬وقوله‪( :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬ ‫العقل]‪.‬‬
‫وهذا ُيف ِ ر لنا فعل (اب ال بكر)‬
‫ُّ‬
‫ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ‬ ‫ُتبية‪ :‬م ْلاباح ؛ واملراد به‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫الترخيص ف تناول املُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫عندما َّرر ذ ر هذه القاعدة عند‬
‫حر ‪.‬‬
‫قيود هذه القاعدة‬ ‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗﯘﯙ‬ ‫المه علة القاعدتين‪ُ ،‬ويف ِ ر لنا‬
‫املحظورات‪ :‬جمع محظور؛ وهو‬
‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ)[ألانعا ‪ .]626:‬ستأتر قيود ف القواعد الالحق ‪ ،‬وم هذه القيود ما ذ ره بع العلما ‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫املمنوع‪ ،‬أي‪ :‬املُ َّ‬ ‫ذلك اختالف َم ْ جا بعده ف‬
‫مالزما‬ ‫شرعا‪.‬‬ ‫حر‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ﮗ‬ ‫ﮖ‬ ‫ﮕ‬ ‫ﮔ‬ ‫ﮓ‬ ‫(‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫تتفرع منها هذه‬ ‫َّ‬ ‫القاعدة التي‬
‫(الضرورات تبية املحظورات‪ ،‬بشرك عدم نقصاتها‬ ‫لنص القاعدة؛ وهو قول م‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ‬ ‫القاعدة‪.‬‬
‫عنها)‪ .‬واملعنى‪َّ :‬أنه ال ُب َّد أن يكون البقا علة حال الضرورة‪ ،‬أشد م ْلاقدا علة‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ) َّ‬
‫الضرورة‬‫َّ‬ ‫حر ‪ ،‬حتى ُيم ِ إعمال هذه القاعدة‪ ،‬وبنا ً ا عليه‪ ،‬فلو َّأن حال‬ ‫ألامر املُ َّ‬ ‫[النحل‪.]666:‬‬ ‫وألاولة تفريع ا علة هذه القاعدة؛‬
‫َّ‬ ‫رن مضمون هذه القاعدة التي‬ ‫َّ‬
‫حينئذ ال‬
‫ٍ‬
‫فإن َّ‬
‫الضرورة‬ ‫حر ؛ َّ‬‫وجه الداللة‪ :‬أن هذه آلايات قد أفادت كانت ُم اوي ً ف ال ِ َّدة لحال ْلاقدا علة ألامر املُ َّ‬
‫شخصا ُهدد بالقتل‪ ،‬علة أن ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫بأن َّ‬
‫الت ُّلبس‬ ‫صراح ً ؛ َّ‬ ‫بالتي ير عند وجود‬ ‫معنا‪ُ ،‬متعلق َّ‬
‫ً‬
‫معصوما؛‬ ‫ً‬
‫شخصا‬ ‫يقتل‬ ‫ً ِ‬ ‫بحال الضرورة‪ ،‬تبيح املحظور‪ .‬املثال‪ :‬لو َّأن‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫شرعا‪.‬‬ ‫ُمبيح لتناول ألامر املُ َّ‬
‫حر‬ ‫الاضطرار‪ ،‬وهذا املعنى أليق‬
‫املتمثل ف قتله هو‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫رورة‬ ‫الض‬ ‫حال‬ ‫لدفع‬ ‫القتل؛‬ ‫علة‬ ‫ْلاقدا‬ ‫له‬ ‫يجوز‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫فإن‬
‫التي ير)؛‬ ‫َّ‬ ‫تجل‬ ‫بقاعدة‪( :‬امل َّق‬
‫الضرورة‪ ،‬أنقص ف ال ِ َّدة م حال ْلاقدا علة‬ ‫َّ‬ ‫وم باب أولة؛ لو كانت حال‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫الضرورة أيضا ال تبيح املحظور‪ .‬املثال‪ :‬لو أن شخصا ه ِدد بأخذ‬
‫ً ُ‬ ‫فإن َّ‬‫حر ؛ َّ‬ ‫ألامر املُ َّ‬ ‫مثل‬ ‫والضرورة ف هذه القاعدة ت ِ‬
‫َّ‬
‫أعلة درجات امل ق ‪.‬‬
‫فإنه ال يجوز له ْلاقدا علة القتل؛ لدفع‬ ‫معصوما؛ َّ‬‫ً‬ ‫ً‬
‫شخصا‬ ‫ماله‪ ،‬علة أن ُ‬
‫يقتل‬
‫املتمثل ف أخذ ماله‪.‬‬ ‫الضرورة‬ ‫َّ‬ ‫حال‬
‫ِ‬
‫‪3‬‬
‫الضرو ات ُت َق َّد ُر ْ‬
‫بقد ِّرها‬ ‫َّ‬
‫ر‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫َّ‬
‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫ألادلة على القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬

‫صرف الذي ُي باح به ألامر‬ ‫َّأن َّ‬


‫الت ُّ‬
‫الضرورة التي ه أعلة درجات‬ ‫تقد َّأن َّ‬
‫َّ‬ ‫طعاما ُمحر ًما؛‬
‫ً‬ ‫جوعا‪ ،‬ولم يجد إال‬ ‫شخصا شارف علة ال الك ً‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬لو َّأن‬ ‫(ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬ ‫‪ -1‬قوله تعالة‪:‬‬
‫دفعا مل َّق الجوع ‪ -‬ما َّ‬ ‫كامليت ؛ َّ‬ ‫حر رجل َّ‬ ‫املُ َّ‬
‫امل َّق ‪ُ ،‬ي َرع عندها ألاخذ باري ر‪ ،‬ولو‬ ‫تقد ف‬ ‫فإنه يجوز له ألاكل منها‪ً ،‬‬
‫ﮣ ﮤﮥ ﮦ) [البقرة‪.]673:‬‬
‫الضرورة؛ يج أن‬
‫حر ؛ وأفادت‬ ‫كان ذلك باس باح ألامر املُ َّ‬ ‫يقت ِصر ف ألاكل علة ما يدفع‬ ‫القاعدة ال َّ ابق ‪ ،-‬ول يج عليه أن َ‬ ‫ُي َتفى فيه بما يدفع تلك‬
‫َّ‬ ‫(ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬ ‫‪ -2‬وقوله‪:‬‬ ‫َّ‬
‫هذه القاعدة‪َّ :‬أن ما ُي باح م املُ َّ‬
‫حر ‪،‬‬ ‫حر ‪ ،‬كان رجل‬ ‫الطعا املُ َّ‬ ‫رن إباح ألاكل م‬‫جوعا؛ َّ‬ ‫ً‬ ‫ضرورة ال الك‬ ‫الضرورة‪ ،‬وال تجوز ِ‬
‫الزيادة‪.‬‬
‫[النحل‪.]666:‬‬ ‫ﮩ) َّ‬
‫قت َ‬‫يج أن ُي َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫صر فيه علة ما يحصل به‬ ‫الضرورة‪ ،‬والضرورة تقدر بقدرها‪.‬‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫شخصا اضطر إلة ف عورته للطبي ؛ رجل املعالج ؛ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫وجه الداللة‪َّ :‬أنه قد ف ِ ر‪:‬‬
‫الضرورة‪ ،‬وهذا املعنى هو ما‬ ‫التي ير‪ ،‬ويدفع َّ‬ ‫َّ‬ ‫فإنه‬ ‫ً‬ ‫‪ -2‬لو َّأن‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫يبغ الحرا مع قدرته‬ ‫(الباغي)؛ بأنه الذي ِ‬
‫تفيده القاعدة ال برى‪.‬‬ ‫ُيباح له ذلك‪ ،‬ول يج عليه أن يقتصر علة ف موضع املعالج‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫م العورة فقط‪ ،‬و ذلك ُ‬ ‫علة الحالل‪.‬‬
‫النظر إلة غير موضع‬ ‫يحر علة الطبي‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫(العادي)؛ ِبأنه الذي يتعدى القدر الذي‬ ‫ِّ‬ ‫و‬
‫عد ً‬‫يالحظ َّأن هذه القاعدة ُت ُّ‬
‫َ‬ ‫بالن ب للمري ‪ ،‬ونظر‬ ‫املعالج م العورة؛ وذلك رن ف العورة ِ‬ ‫ُ‬
‫قيدا لقاعدة‪:‬‬ ‫والضرورات ُت َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫قدر بقدرها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الطبي إليها‪َّ ،‬إنما جاز؛ رجل ضرورة املعالج ‪،‬‬ ‫يحتاج إليه م املحر ‪.‬‬
‫(الضرورات تبيح املحظورات)‪ ،‬وقد ورد هذا‬ ‫ُّ‬
‫فإن هذه آلايات‪ :‬تدل علة جواز‬ ‫وبنا ً ا عليه؛ َّ‬
‫تقل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يبغ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُّ‬
‫نص م ِ‬‫القيد أيضا ف ٍ‬ ‫الترخص ف حال الضرورة؛ ب رط أن ال ِ‬
‫وهذا القيد ُيفيد ف املعنى ما أفاده القيد‬ ‫املضطر عند اس باحته املُ َّ‬ ‫َّ‬
‫حر ؛ أي‪ :‬أن ال‬
‫الوارد ف القاعدة ألاولة؛ وهو قول م‪( :‬وإذا‬ ‫فدل علة َّأن‬
‫حر ‪َّ ،‬‬ ‫يتعدى قدر حاجته م املُ َّ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫الضرورة ينبغ أن ُت َّ‬ ‫َّ‬
‫ات ع ضاق)‪.‬‬ ‫قدر بقدرها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪4‬‬

‫الاضطرار ال ُيبطل َّ‬


‫حق الغير‬ ‫ِّ‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫َّ‬
‫عالقة هذه القاعدة بالقاعدة الك رى‬ ‫ألادلة على القاعدة‬ ‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬

‫ً‬
‫الضرورة التي ه أعلة درجات‬ ‫تقد َّأن َّ‬ ‫َّ‬ ‫حق الغير‬ ‫كل اضطرار ال ُيبطل َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫تدل بلفظ ا‪ ،‬علة َّأن َّ‬ ‫هذه القاعدة ُّ‬ ‫محترما صال علة إن ان‪ ،‬ولم يم له دفعه إال‬ ‫ً‬ ‫حيوانا‬ ‫‪ -1‬لو َّأن‬ ‫صرف الذي ُي باح به ألامر‬ ‫َّأن َّ‬
‫الت ُّ‬
‫َّ‬ ‫املُ َّ‬
‫امل َّق ‪ُ ،‬ي َرع عندها ألاخذ باري ر‪ ،‬ولو‬ ‫النظر ف فتاوى العلما ‪ ،‬نجدهم يجعلون‬ ‫طلقا‪ ،‬ول عند َّ‬ ‫ُم ً‬ ‫بقتله‪ ،‬فقتله‪ ،‬فقد قيل‪َّ :‬إنه يج عليه ضمان هذا الحيوان‬ ‫الضرورة؛ إذا تعلق‬‫حر رجل َّ‬
‫َّ َ َ‬ ‫بإتالف حق لدمر‪ ،‬أو تفويته؛ َّ‬
‫حر ؛ وأفادت‬ ‫كان ذلك باس باح ألامر املُ َّ‬ ‫حينا آخر؛ لذلك حاول (اب‬ ‫حينا‪ ،‬وغير مبطل ً‬
‫ٍ‬
‫الاضطرار ُمبط ًال ً‬
‫ِ‬ ‫الضرورة‪ ،‬إال‬‫مباحا؛ رجل َّ‬‫ً‬ ‫رن ق ْتل ُه وإن كان‬ ‫بقيمته لصاحبه؛‬ ‫فإنه‬ ‫ِ ٍ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َي ْل َز ُ َ‬
‫حر ‪ ،‬إذا‬
‫ُ‬
‫امل َّ‬ ‫هذه القاعدة‪َّ :‬أن ما ُي باح م‬ ‫قاعدة فيها تفصيل دقيق‬ ‫ٍ‬
‫َّ‬
‫رج ) أن يضبط هذا التفاوت‪ ،‬بذ ر‬ ‫بطل حق الغير‪.‬‬ ‫أن الاضطرار‪ ،‬ال ي ِ‬ ‫ض َمان هذا الحق‪ ،‬وال يبطل‬
‫كان ُم ً‬ ‫لف َش ْيئاً‬‫َ َ ُ َّ َ ُ َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫‪ -2‬لو َّأن سفين أشرفت علة الغرق‪ ،‬فألقى بع َم ْ كان عليها‪،‬‬ ‫بهذا الاضطرار‪.‬‬
‫حق م حقوق الخلق‪ ،‬أو‬ ‫تعلقا بإتالف ٍ‬
‫ِ‬ ‫اعدة ال ِادس وال ِع رون‪ :‬م أت‬ ‫ح ؛ فقال‪" :‬الق ِ‬
‫َ ْ َ َ ُ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َْ َ ُ َ ْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫خف َف َ ا‪ ،‬فقد قيل‪َّ :‬إنه يلز امل ِلقر‬
‫َّ‬
‫تفويته؛ فإن هذا الحق ال يبطل بل يلز‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫لدف ِع أذاه له‪ ،‬لم يضمنه‪ ،‬وِإن أتلفه لدف ِع أذاه ِب ِه‪ ،‬ض ِمنه"‪.‬‬ ‫متاع غيره بدون إذنه؛ وذلك ُلي ِ‬
‫هنا ضمان هذا املتاع؛ َّ‬
‫ضمانه‪.‬‬ ‫وخرج علة هذه القاعدة ُجمل م الفروع الفق َّي ‪ ،‬التي يظ ر م‬ ‫َّ‬ ‫رن إتالف املتاع بإلقائه ف املا وإن كان‬
‫خالل ا هذا َّ‬ ‫الضرورة‪ ،‬إال َّأن الاضطرار‪ ،‬ال ُيبطل َّ‬
‫حق الغير‪.‬‬ ‫مباحا؛ رجل َّ‬ ‫ً‬
‫التفصيل؛ ومنها‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫حيوانا صال علة إن ان‪ ،‬ولم يم له دفعه‬ ‫‪ -1‬لو َّأن إن ًانا أو‬
‫عد ً‬‫يالحظ َّأن هذه القاعدة ُت ُّ‬
‫قيدا لقاعدة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫رنه أتلفه لدفع أذاه له‪ ،‬ولو َّأنه‬ ‫فإنه ال يضمنه؛ َّ‬ ‫إال بقتله‪ ،‬فقتله؛ َّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫مملوكا لغيره‪ ،‬ف مجاع ليحيي به نف ه؛ َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫(الضرورات تبيح املحظورات)‪ ،‬وقد ورد هذا‬ ‫فإنه‬ ‫ٍ‬ ‫حيوانا‬ ‫قتل‬
‫تقل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫نص م ِ‬‫القيد أيضا ف ٍ‬ ‫يضمنه؛ رنه أتلفه ليدفع ألاذى به‪.‬‬
‫وهذا القيد ُيفيد ف املعنى ما أفاده القيد‬ ‫‪ -2‬لو َّأن سفين أشرفت علة الغرق‪ ،‬فألقى بع م كان عليها‪،‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الوارد ف القاعدة ألاولة؛ وهو قول م‪( :‬وإذا‬ ‫رنه أتلفه لدفع‬ ‫فإنه يضمنه؛ َّ‬ ‫متاع غيره بدون إذنه؛ ُليخفف ا؛ َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ات ع ضاق)‪.‬‬ ‫ألاذى به‪ ،‬ولو َّأنه سقط عليه متاع غيره‪ ،‬فخش َي أن ُيهل ه‪،‬‬
‫رنه أتلفه ليدفع ألاذى له‪.‬‬ ‫فإنه ال يضمنه؛ َّ‬ ‫فدفعه‪ ،‬فوقع ف املا ؛ َّ‬

‫قد يقول قائل‪ :‬فما فائدة الاضطرار هنا‪ ،‬إذا‬


‫ترت عليه؟‬‫كان ال ُيبط ُل ما َّ‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الجواب‪ :‬أن فائدة الضرورة هنا‪ ،‬ه ف رفع‬
‫ُ‬
‫ترت علة إتالف مال امل لم‪ ،‬أو‬ ‫ْلاثم امل ِ‬
‫حق م حقوقه‪ ،‬الحاصل ف حال‬ ‫تفويت ٍ‬
‫الضرورة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫عد‬
‫ً‬ ‫َّ َّ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الضرورة تبيح املحظور؛ سوا أكان الاضطرار حاصال‬ ‫ب‪َّ -‬أن َّ‬ ‫بالضرورة‪ ،‬تكون ف الغال إباح ملحظور‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الاستثنائي الثابت‬ ‫أ‪َّ -‬أن ألاحكا‬
‫سببا ف َّ‬ ‫ً‬
‫التي ير؛ إال‬ ‫للفرد أ للجماع ‪َّ ،‬أما الحاج فال تكون ً‬ ‫صريح‪ ،‬وقد تكون هذه ْلاباح مؤقت ‪ ،‬حيث تنتهي‬ ‫ٍ‬ ‫خاص‬
‫ٍ‬ ‫بنص شرع ٍ‬
‫ممنوع ٍ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫خاص بطائف ثيرة غير محصورة‪،‬‬ ‫عام أو َّ‬ ‫إذا كانت حاج َّ‬ ‫بزوال الاضطرار‪ ،‬وتتقيد بالشخص املضطر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ َّ‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫الاستثنائي الثابت بالحاج ‪ ،‬فهي غالبا ال تخالف نصا خاصا‬ ‫َّأما ألاحكا‬
‫فرد أو أفراد محصوري ‪.‬‬ ‫فال تكون سببا ف التي ير ف ِ‬
‫حق ٍ‬ ‫‪5‬‬
‫العام ف ال َّ رع‪ُ ،‬‬ ‫صريحا‪ ،‬ول َّنها ُتخالف ُّ‬
‫الحاجة ُتن َّ ُل من لة َّ‬ ‫العام ‪ ،‬أو القواعد َّ‬
‫النصوص َّ‬ ‫ً‬
‫عامة كانت أو َّ‬
‫خاصة‬ ‫الضرورة َّ‬ ‫والح م‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ب‬ ‫أ‬ ‫ثابتا بصورة دائم ‪ ،‬وي تفيد منها املحتاج وغيره‪.‬‬ ‫الثابت بها يكون ف الغال‬

‫َّ‬ ‫‪5‬‬
‫والضرورة‬ ‫الفرق بين الحاجة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫أمثلة للفروع املب َّية على القاعدة‬ ‫شروك إعمال هذه القاعدة‬ ‫معنى القاعدة‬

‫التعامل بجمل ٍ م العقود؛ كاإلجارة‪،‬‬ ‫الناس يحتاجون إلة َّ‬ ‫‪َّ -1‬أن َّ‬
‫والضمان‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫والقرض‪ ،‬والوكال ‪ ،‬والوديع ‪ ،‬واملضارب ‪ ،‬واملزارع ‪،‬‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫املعنى جمالي‬ ‫املعنى فرادي‬
‫ينتفع إال بما هو مل ه‪ ،‬وال يتعاطى أموره‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫رحد أن ِ‬ ‫عام ؛ أي‪ :‬أن يكون ولو قيل‪ :‬إنه ال يحق ٍ‬ ‫َّ‬ ‫أن تكون الحاج‬ ‫تحقق ‪ ،‬وإذا كان‬ ‫أن تكو الحاج م ِ‬ ‫ن‬
‫مم عليه حقه؛ للحقت امل َّق العظيم‬ ‫إال بنف ه‪ ،‬وال ي توف إال َّ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫م شأنها ال مول لعمو ألام ‪ ،‬أو‬ ‫ُّ‬ ‫بتحقق الحاج فيه ع ر؛‬ ‫ُّ‬ ‫الح م‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫بالناس؛ فجا َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الحاجة‪ :‬ه الافتقار إلة ما يقو به‬
‫الضرورة‪.‬‬ ‫العام منزل‬ ‫التي ير عليهم؛ تنزيال للحاج‬ ‫لطائف معين ٍ منهم‪ ،‬ف جميع أحوال م‪.‬‬ ‫أن الحاج عام كانت أو لكونها م ألامور الباطن ‪ ،‬التي يصع‬
‫ً‬ ‫الت َّجار يحتاجون إلة اعتبار البيع َّ‬ ‫‪َّ -2‬أن ُّ‬ ‫عطى ح م َّ‬ ‫َّ ُ َ‬
‫بالنموذج‪ُ ،‬م ِقطا لخيار الرؤي ‪.‬‬ ‫فإنه يم أن‬ ‫الوقوف علة حقيقتها؛ َّ‬ ‫الضرورة؛‬ ‫الحال‪ ،‬وي تمر معه املعاش؛ بحيث خاص ؛ ت‬
‫َّ‬
‫وأن خيار الرؤي ال ي ُقط إلة برؤي الش ي‬ ‫ولو قيل‪ :‬بعد اعتباره‪َّ ،‬‬
‫ج‬ ‫بتحقق دليل ا‪.‬‬ ‫تحقق ا‪ُّ ،‬‬ ‫تدل علة ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُي‬ ‫سببا ف‬ ‫ً‬ ‫يؤدي عد مراعاته إلة الحرج م ج كونها‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫والضيق‪ ،‬دو ال الك أو خ يته‪.‬‬ ‫ن‬
‫ثيرا محفوظا‬ ‫خاص إذا كان املبيع ً‬ ‫َّ‬ ‫املبيع ِكله؛ ل َّق ذلك علة الت َّجار‪،‬‬ ‫حر امل باح بالحاج ‪ ،‬م‬
‫ن ُ َّ ُ‬
‫أن يكو امل‬ ‫ودليل الحاجة هو‪ :‬ألامارة املح وس ‪،‬‬ ‫امل ق ‪ ،‬التي يجوز الترخص‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ف أغلف أو نحوها؛ فجا َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫قبيل املُ َّ‬ ‫التي ُّ‬ ‫عامة كانت أو خاصة‪ :‬هذا وصف عندها‪.‬‬
‫العام منزل‬ ‫التي ير عليهم؛ تنزيال للحاج‬ ‫ٍ‬ ‫حر لغيره‪ ،‬وقد ُي َّعبر عنه‬ ‫يدل وجودها علة وجود الحاج ف‬
‫الضرورة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الغال ‪ ،‬سوا أكانت هذه ألامارة؛ ً‬ ‫للحاج ‪.‬‬
‫لعارض‪ ،‬أو سدا‬ ‫ٍ‬ ‫بالحرا ؛ ل به‪ ،‬أو‬ ‫زمانا‪،‬‬
‫والحاجة ال تالو من نوعين‪:‬‬
‫برد املبيع إلة‬ ‫يتضم التزا امل تري ِ‬ ‫َّ‬ ‫للذريع ‪ ،‬ومعنى هذا‪َّ :‬أن الحاج ال ‪َّ -3‬أن بيع الوفا ؛ ‪-‬وهو عقد‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫صادرا م املكلفين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مكانا‪ ،‬أ عمال‬ ‫ً‬ ‫أ‬
‫الثم ‪ ،-‬قد احتاج إلة َّ‬ ‫َّ‬
‫وقت‬‫ٍ‬ ‫التعامل به ف‬ ‫حر لذاته‪ ،‬أو البائع‪ ،‬متى َّرد البائع إليه‬ ‫تقوى علة اس باح املُ َّ‬ ‫الزوجان أو أحدهما إلة‬ ‫مثال‪ :‬قد يحتاج َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫حر لوصفه؛ وذلك مض ى بع ُ أهل البالد؛ أهل بخارى‪ ،‬وأهل مصر؛ وذلك رن الناس‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫ما ُي َّعبر عنه باملُ َّ‬ ‫مأذونا فيه‬ ‫حينئذ‬
‫ٍ‬ ‫الطالق‪ ،‬فيكون‬
‫الضرورة أم كوا ع إقراض أموال م بال منفع ؛ ف َّق ذلك علة م يريد‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أقل م‬ ‫رنه ملا كانت الحاج‬ ‫َّ‬ ‫شرعا‪ ،‬وهذه الحاج أمر باط ‪ ،‬يع ُ ر‬ ‫ً‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫ف ال َّدة‪ ،‬كانت أضعف منها ف الانتفاع باملال‪ ،‬دون الوقوع ف املراباة؛ فقيل بالتي ير عليهم؛ تنزيال‬ ‫الاطالع عليه‪ ،‬والح م بتحققه‪ ،‬لذا‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الحاجة الخاصة‬ ‫الحاجة العامة‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الضرورة‪.‬‬ ‫العام منزل‬ ‫النص املُحر ‪ ،‬وم املعلو للحاج‬ ‫تخصيص َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فإنه ي تدل علة وجود الحاج إلة‬ ‫وه ‪ :‬الحاج ال امل لطائف‬ ‫ألام ‪،‬‬‫وه ‪ :‬الحاج ال َّ امل لجميع َّ‬
‫‪4‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الناس؛ أهل بلد‪ ،‬أو الطالق‪ ،‬بوقوعه ف زمنه؛ وهو الط ر أن ما ُحر سدا للذريع ‪ ،‬أخف َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫عين م َّ‬
‫مما‬ ‫ُم َّ‬ ‫يمس مصالح م َّ‬
‫العام ‪.‬‬ ‫فيما ُّ‬
‫عالقتها بالقاعدة الك رى‬ ‫ِ‬
‫ُ َّ ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ُح ِر تحريم املقاصد؛ أي‪ :‬ما كان محرما‬ ‫كالتجار‪ ،‬أو الخال ع الجماع؛ فإن الغال أن م‬ ‫ُّ‬ ‫معين ؛‬ ‫َّ‬ ‫حرف‬ ‫النوع م‬ ‫نص العلما علة هذا َّ‬ ‫وقد َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫تقد َّأن َّ‬ ‫َّ‬ ‫لذاته‪.‬‬ ‫أوقع الطالق ف هذا الزمان؛ فإنه يكون‬ ‫الصناع‪ ،‬أو الزراع‪.‬‬ ‫نصوص‬ ‫الحاجات‪ ،‬ف بع‬
‫الضرورة التي ه أعلة درجات‬ ‫د‬ ‫محتاجا إليه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫القواعد؛ فقالوا‪( :‬الحاج إذا‬
‫امل َّق ‪ُ ،‬ي َرع عندها ألاخذ باري ر‪،‬‬ ‫رن َّ‬ ‫التحريم؛ وذلك َّ‬ ‫صريحا ف َّ‬ ‫ً‬ ‫أن ال يكون َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وأفادت هذه القاعدة؛ إلحاق الحاج العامَّ‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫للن‬ ‫ا‬‫خاص‬ ‫ا‬ ‫نص‬ ‫هي‬ ‫الن‬ ‫كالضرورة)‪.‬‬ ‫عمت‪ ،‬كانت‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ف هذه الحال م القوة‪ ،‬ما ال تقوى معه الحاج علة تخصيصه‪،‬‬ ‫فالحاج ف هذي النوعين معتبرة‪ ،‬عند إلحاق ا بالضرورة‪ ،‬أما الحاجة الخاصة ٍ‬
‫بفرد‬
‫حينئذ‬
‫ٍ‬ ‫بالضرورة‪ ،‬فتكون الحاج‬ ‫الخاص‬ ‫أو‬ ‫َّ‬ ‫فالحاج ُي َ‬ ‫فرد‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫قتصر أثرها علة تخصيص النص العا ‪ ،‬أو القياس‬ ‫لكل ٍ‬ ‫أو بأفر ٍاد محصورين‪ ،‬فغير معتب ٍرة أصال‪ ،‬وال تلحق بالضرورة؛ وذلك رن ِ‬
‫سببا ف امل ق الجالب للتي ير‪.‬‬ ‫العا ؛ املُ َّعبر عنه‪ :‬بالقاعدة َّ‬
‫العام ف ال َّ ريع ‪.‬‬ ‫خاص به‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫فرد ت ريع‬ ‫لكل ٍ‬ ‫تجددة‪ ،‬ومختلف ع غيره‪ ،‬وال يم أن يكون ِ‬
‫ُ‬ ‫حاجات ُم ِ‬

You might also like