Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 110

‫د‪ .

‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫كبَت من األمهية للدوؿ سواء ادلتقدمة منها أو النامية على حد سواء هبدؼ ربقيق طموحات ادلواطنُت‬
‫بتوفَت التنمية الشاملة و استمرارىا‪.‬‬

‫و تزداد ىذه األمهية نتيجة لل تحدايت العادلية و اإلقليمية من جانب‪ ،‬و التحدايت احمللية من اجلانب‬
‫اآلخر‪ ،‬و تتمثل األوذل يف العودلة‪ ،‬التجارة العادلية احلرة‪ ،‬األسواؽ التجارية ادلفتوحة‪ ،‬سرعة انتشار‬
‫ادلعلومات‪ ،‬التهديدات األمنية‪ ،‬أما التحدايت احمللية فتتمثل يف ( التنافسية‪ ،‬تشجيع االستثمارات‬
‫اخلارجية و الداخلية‪ ،‬الفقر‪ ،‬البطالة ‪ ،‬األمن)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Good‬‬ ‫كل ىذه التحدايت ربتم على سلتلف الدوؿ االلتزاـ دبنهج احلوكمة اجليدة‬
‫‪ ،Governance‬أف احلوكمة ‪ Corporate Governance‬أصبحت من ادلوضوعات ادلهمة‬
‫يف كافة اإلدارات و ادلؤسسات و ادلنظمات احمللية و اإلقليمية و الدولية العامة و اخلاصة‪ ،‬خصوصا بعد‬
‫سلسلة األزمات ادلالية ادلختلفة اليت وقعت يف الكثَت من الشركات و ادلؤسسات العادلية مثل‪ :‬االهنيارات‬
‫ادلالية اليت حدثت يف عدد من الدوؿ اآلسيوية و دوؿ أمريكا الالتينية‪ ،‬و أيضا أزمات الشركات‬
‫األمريكية‪ ،‬و ترجع ىذه االهنيارات إذل الفسا د اإلداري و احملاسيب بصفة عامة و الفساد ادلارل بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬مع مراعاة أف الفساد احملاسيب يرجع يف أحد جوانبو اذلامة إذل دور مراجعي احلساابت و‬
‫أتكيدىم على صحة البياانت ادلالية‪ ،‬و ما تتضمنو من معلومات زلاسبية سلتلفة عن الواقع و احلقيقة ‪.3‬‬

‫و اذبهت أنظار اجلميع إذل احلوكمة ابعتباره الوسيلة اليت دهدؼ إذل تعظيم أداء الشركات‪ ،‬ووضع‬
‫األنظمة الكفيلة بتجنب أو تقليل الغش و تضارب ادلصاحل و التصرفات غَت ادلقبولة ماداي و إداراي و‬
‫أخالقيا ‪.4‬‬

‫‪ 2‬عبد العظيم وزير‪ ،‬احلوكمة‪ ،‬مديرية التنظيم و اإلدارة‪ ،‬إدارة دراسات و حبوث التنمية و اإلدارة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ 3‬دمحم ايسُت غادر‪ ،‬زلددات احلوكمة و معايريىا‪ ،‬ادلؤسبر العلمي الدورل‪ :‬عودلة اإلدارة يف عصر ادلعرفة‪ ،‬جامعة اجلناف‪ 17- 15 ،‬ديسمرب‬
‫‪ ،2012‬ص ‪.04‬‬
‫‪ 4‬سناء عبد الكرًن احلناؽ‪ ،‬حوكمة ادلؤسسات ادلالية و دورىا يف التصدي لألزمات ادلالية التجربة ادلاليزية‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪4‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪.3‬مفهوم احلوكمة‬

‫لقد خاض يف رلاؿ التعريف دبفهوـ احلوكمة العديد من فقهاء القانوف و االقتصاد‪ ،‬بيد أف نسبة عالية‬
‫من ادلختصُت يف رلاؿ الشركات أمجعوا على مشولية التعريف الذي أورده ‪ Parkinson‬يف كتابو‬
‫‪ Corporate Governance‬عاـ ‪:1994‬‬

‫‪ -‬تعريف ابركينسوف‪ :‬احلوكمة‪ ‬ىي اإلجراء اإلداري‪ ،‬اإلشرايف و التنسيقي ادلعتمد و الذي يعكس‬
‫مصداقية إدارة الشركة يف رعايتها دلصاحل الشركاء ‪.5‬‬
‫‪ -‬تعرؼ مؤسسة التمويل الدولية ‪ IFC‬احلوكمة أبهنا ‪ ":‬ىي النظاـ الذي يتم من خاللو إدارة‬
‫الشركات و التحكم يف أعماذلا"‬
‫‪ -‬تعرؼ منظمة التعاوف االقتصادي و التنمية ‪ OECD‬أبهنا‪ ":‬رلموعة العالقات فيما بُت القائمُت‬
‫على إدارة الشركة و رللس اإلدارة و محلة األسهم و غَتىم من أصحاب ادلصاحل"‪.‬‬
‫‪ -‬يعد مصطلح احلاكمية ادلؤسسية ترمجة سلتصرة للمصطلح ‪ ،Corporate Governance‬أما‬
‫الًتمجة العلمية ذلذا ادلصطلح فهي‪ ":‬أسلوب شلارسة سلطات اإلدارة الرشيدة" ‪.6‬‬
‫‪ -‬و عرفتها جلنة ‪ Cadbury‬على أهنا ذلك النظاـ الذي وفقا لو يتم تسيَت و رقابة ادلؤسسة و تعتٍت‬
‫إبعطاء الوسائل الالزمة اليت تسمح إبجياد التوازف ادلنطقي للسلطة لتفادي كل االضلرافات الشخصية‬
‫و تقوـ على ثالثة ركائز أساسية وىي‪ :‬رللس اإلدارة‪ ،‬التدقيق و إدارة أعماؿ ادلؤسسة ‪.7‬‬
‫‪ -‬كما عرفتها مجعية ‪ Cadbury‬على أهنا‪ ":‬األسلوب الذي حيقق التوازف بُت األىداؼ االقتصادية‬
‫و االجتماعية من جهة‪ ،‬و بُت األىداؼ الفردية و ادلشًتكة من جهة أخرى؛ و أف إطار حوكمة‬

‫‪ ‬يعد مصطلح احلوكمة ىو الًتمجة ادلختصرة اليت راجت للمصطلح ‪ ،Corporate Governance‬أما الًتمجة العلمية ذلذا ادلصطلح و‬
‫اليت اتفق عليها فهي‪ ":‬أسلوب شلارسة سلطات اإلدارة الرشيدة"‪ ،‬و قد مت االتفاؽ على مصطلح "حوكمة" على وزف "فوعلة" لتكوف األقرب إذل‬
‫مفهوـ ادلصطلح ابللغة اإلصلليزية حيث تنطوي على معاين احلكم و الرقابة‪ ،‬وأصدر رلمع اللغة العربية اعتماد لفظ حوكمة الشركات يف بياف لو‬
‫سنة ‪.2003‬‬
‫‪ 5‬بالؿ خلف السكارنة‪ ،‬أخالقيات العمل‪ ،‬عماف‪ :‬دار ادلسَتة للنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2011 ،‬ص ‪.319‬‬
‫‪ 6‬مجاؿ عبيد دمحم العازمي‪ ،‬دور حوكمة الشركات يف رفع القدرة التنافسية للشركات الكويتية‪ ،‬رسالة ماجستَت‪ ،‬كلية األعماؿ جامعة الشرؽ‬
‫األوسط‪ ،2012- 2011 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 7‬مراد سكاؾ‪ ،‬فارس ىباش‪ ،‬مداخلة بعنواف‪ :‬دور التدقيق االجتماعي يف إطار احلوكمة ادلسؤولة اجتماعيا يف ظل االنفتاح اخلارجي‪ ،‬ادللتقى‬
‫الدورل حوؿ‪ :‬األزمة ادلالية و االقتصادية الدولية و احلوكمة العادلية‪ ،‬أايـ ‪ 21- 20‬أكتوبر ‪ ،2009‬كلية العلوـ االقتصادية و علوـ التسيَت‪،‬‬
‫جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬ص ‪.04‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪5‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫الشركات يشجع على االستخداـ الفعاؿ للموارد و حيث أيضا على توفَت نظم احملاسبة و ادلساءلة‬
‫عن إدارة ىذه ادلوارد و اذل دؼ من ذلك ىو التقريب قدر اإلمكاف بُت مصاحل األفراد و الشركات و‬
‫اجملتمع‪.‬‬

‫‪ .4‬أسباب تزايد االىتمام مبفهوم حوكمة الشركات يف اآلونة األخرية‬

‫لقد عملت ‪ OCDE‬على إصدار رلموعة من ادلبادئ‪ ،‬كما أصدرت العديد من القرارات و التقارير‬
‫الرمسية الدولية و احمللية ربث على تطبيق مبادئ حوكمة الشركات مثل صدور قانوف ‪Sarbanes-Oxley‬‬
‫‪ Act‬عاـ ‪ 2002‬يف الوالايت ادلتحدة األمريكية و الذي من أبرز مالزلو أنو جيرـ ادلسؤولُت الذي يستغلوف‬
‫مناصبهم من أجل الثراء على حساب أصحاب ادلصاحل األخرى‪ ،‬كما أف من أىم بنوده التأكيد على‬
‫ادلسؤولُت الكبار يف ال شركة لتقدًن أتكيد شريف على صحة و سالمة القوائم ادلالية‪ ،‬و أهنا تعكس الوضع‬
‫احلقيقي للشركة كما تضمن التأكيد على مراجعي حساابت الشركة شلارسة مسؤوليادهم عن طريق الفحص‬
‫ادلستقل للقوائم ادلالية للشركة و الشهادة على صحتها و اعتمادىا‪ ،‬و كذلك صدور قانوف األمن ادلارل يف‬
‫فرنسا ‪ La loi de la sécurité financière‬الذي حيدد شروط شلارسة مهنة مراجعة احلساابت و‬
‫التنقيط و االتصاؿ ادلارل للشركات ادلدرجة يف البورصة‪ ،‬كما فرضت اذليئات الدولية لتنظيم احملاسبة‬
‫(‪ )IAS/IFRS‬تطبيق ادلعايَت احملاسبية الدولية على الشركات ادلدرجة يف البورصة‪ ،‬كما أقدمت جلنة ابزؿ‬
‫للرقابة ادلصرفية على وضع قواعد احًتازية من خالؿ اتفاقية ابزؿ األوذل‪ ،‬أو ما مسيت بنسب كوك‪ ،‬مث اتفاقية‬
‫ابزؿ الثانية أو ما مسيت بنسب ماكدوان بدأ تطبيقها ابتداء من ‪ 2005‬هبدؼ محاية األمواؿ اخلاصة و تقوية‬
‫السالمة ادلصرفية؛ و ديكن تلخيص أسباب تزايد االىتماـ حبوكمة الشركات من خالؿ‪:‬‬

‫‪ -‬إفرازات العودلة ادلالية و ذلك بتعدد حاملي أسهم الشركات ادلدرجة يف البورصة ادلنتشرين عرب العادل‪،‬‬
‫و ابلتارل صعوبة مراقبة عمليات الشركات من طرؼ ادلسامهُت؛‬
‫‪ -‬سيطرة ادلدراء التنفيذيُت على الشركة و استغالذلا دلصاحلهم الشخصية ابلدرجة األوذل و ذلك إما‬
‫لضعف رلالس اإلدارة أو ابلتواطؤ معهم؛‬
‫‪ -‬تفشي ظاىرة الفساد ادلارل و اإلداري يف العديد من ادلؤسسات الوطنية و الدولية‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪6‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪.5‬القواعد الرئيسية حلوكمة ادلؤسسات و أىم زواايىا‬

‫القواعد الرئيسية حلوكمة ادلؤسسات‬ ‫أ‪-‬‬


‫‪ .1‬ادلسامهوف‪ :‬يقدموف رأس ادلاؿ مقابل احلق يف احلصوؿ على األرابح و زايدة قيمة ادلؤسسة؛‬
‫‪ .2‬رللس اإلدارة‪ :‬ديثل ادلصاحل األساسية للمسامهُت حيث يقدـ التوجيهات العامة و يشرؼ على‬
‫أداء اإلدارة؛‬
‫‪ .3‬اإلدارة‪ :‬و ىي مسؤولة عن اإلدارة اليومية للمؤسسة و عن تعظيم أرابحها و تقدًن التقارير‬
‫جمللس اإلدارة؛‬
‫‪ .4‬أصحاب ادلصاحل‪ :‬خاصة الدائنُت حيث أف مصلحتهم تًتكز يف تعظيم احتماالت تسديد‬
‫الديوف‪ ،‬و يتضمن ادلتعا ملوف مع ادلؤسسة أطراؼ أخرى مهمة‪ :‬و ىم ادلوظفوف و ادلوردوف و‬
‫العمالء بصفة عامة ‪8‬؛‬
‫زوااي احلوكمة‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫ادلنظور االجتماعي‪ :‬ادلسؤولية االجتماعية‬

‫ادلنظور االقتصادي‪ :‬أداء ادلؤسسة‬

‫اجلانب القانوين‪ :‬محاية‬


‫احلقوق‬

‫ادلصدر‪ :‬نرمُت نيبل أبو العطا‪ ،‬حوكمة الشركات و التمويل مع التطبيق على السوق ادلايل مبصر‪ ،‬رسالة ماجستَت ‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية و‬
‫العلوـ السياسية‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪03‬‬

‫‪ 8‬بن علي بلعزوز ‪ ،‬عبد الرزاؽ حبار‪ ،‬احلوكمة يف ادلؤسسات ادلالية و ادلصرفية‪ :‬مدخل للوقاية من األزمات ادلالية و ادلصرفية ابإلشارة حلالة‬
‫اجلزائر‪ ،‬ملتقى بعنواف‪ :‬األزمة ادلالية و االقتصادية الدولية و احلوكمة العادلية‪ ،2009 ،‬ص ‪.04‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪7‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪.6‬أىداف حوكمة الشركات‪:‬‬

‫تسعى قواعد و ضوابط احلوكمة إذل ربقيق رلموعة من األىداؼ ديكن تلخيص أمهها فيمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬مراعاة مصاحل و حقوؽ ادلسامهُت و محيادها؛‬


‫‪ -‬محاية حقوؽ محلة الواثئق و ادلستندات ذات الصلة بفعالية الشركات؛‬
‫‪ -‬محاية حقوؽ و مصاحل العاملُت يف الشركات بكافة فئادهم؛‬
‫‪ -‬ربقيق الشفافية يف مجيع أعماؿ الشركات ‪9‬؛‬
‫‪ -‬ربقيق و أتمُت العدالة لكافة أصحاب ادلصاحل و ادلتعاملُت مع الشركات؛‬
‫‪ -‬أتمُت حق ادلساءلة أماـ أصحاب احلقوؽ إلدارة الشركات؛‬
‫‪ -‬احلد من استغالؿ السلطة يف غَت ادلصلحة العامة؛‬
‫‪ -‬تنمية ادلدخرات و تشجيع تدفقها دبا يؤدي لتنمية االستثمارات االنتاجية وصوال لتعظيم األرابح و‬
‫يعيدا عن االحتكارات؛‬
‫‪ -‬االلتزاـ أبحكاـ القوانُت و التشريعات النافذة؛‬
‫‪ -‬العمل على أتكيد مراجعة األداء لكافة فعاليات الشركات دبا فيها األداء ادلارل من خالؿ جلاف‬
‫مراجعة خارجيُت و مستقلُت عن اإلدارة التنفيذية؛‬
‫‪ -‬زلاسبة اإلدارة التنفيذية أماـ ادلسامهُت‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أحمد منٌر النجار‪ ،‬البعد المصرفً فً حوكمة الشركات‪ ،‬مجلة اتحاد المصارف الكوٌتٌة‪ ،‬العدد ‪ ،04‬مارس‪7442 ،‬‬
‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪8‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫احملاضرة الثانية ‪ :‬نظام حوكمة الشركات و أركاهنا‬

‫تقوـ حوكمة الشركات أساسا على ربديد العالقة بُت ادلستثمرين و رلالس اإلدارة و ادلدراء و محلة‬
‫األسهم و غَتىم‪ ،‬و تعمل على زايدة قيمة استثمارات محلة األسهم إذل أقصى درجة شلكنة على ادلدى‬
‫الطويل‪ ،‬و ذلك عن طريق ربسُت أداء الشركات و ترشيد ازباذ القرارات فيها‪.‬‬

‫‪ .1‬حوكمة الشركات من ادلفهوم إىل النظام‬

‫تتلخص مدخالت احلوكمة و كيفية تشغيلها و سلرجادها فيمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬مدخالت نظاـ احلوكمة‪ :‬حيث يتكوف ىذا اجلانب شلا ربتاج إليو احلوكمة من مستلزمات و ما يتعُت‬
‫توفَته ذلا من متطلبات‪ ،‬سواء كانت متطلبات قانونية‪ ،‬تشريعية‪ ،‬إدارية و اقتصادية؛‬
‫‪ -‬نظاـ تشغيل احلوكمة‪ :‬و يقصد هبا اجلهات ادلسؤولة عن تطبيق احلوكمة‪ ،‬و كذلك ادلشرفة على ىذا‬
‫التطبيق ‪ ،‬و جهات الرقابة و كل أسلوب إداري داخل ادلؤسسة أو خارجها مساىم يف تنفيذ‬
‫احلوكمة‪ ،‬و يف تشجيع اإللتزاـ هبا و يف تطوير أحكامهاو االرتقاء بفعاليتها؛‬
‫‪ -‬سلرجات نظاـ احلوكمة‪ :‬احلوكمة ليست ىدفا يف حد ذادها و دلنها أداة و وسيلة لتحقيق نتائج و‬
‫أىداؼ يس عى إليها اجلميع‪ ،‬فهي رلموعة من ادلعايَت و القواعد و القوانُت ادلنظمة لألداء و‬
‫ادلمارسات العلمية و التنفيذية للمؤسسات و من مث احلفاظ على حقوؽ أصحاب ادلصاحل و ربقيق‬
‫اإلفصاح و الشفافية‪.‬‬

‫و منو ديكن أف نستخلص أف نظاـ حوكمة ادلؤسسات يتضمن رلموعة من ادلتطلبات القانونية و‬
‫التشريعية و اإلدارية و االقتصادية كمدخالت و اليت ربكمها منهجيات و أساليب و تستخدـ يف ذلك‬
‫آليات كادلراجعة الداخلية‪ ،‬ادلراجعة اخلارجية‪ ،‬جلنة ادلراجعة‪ ،‬رللس اإلدارة‪ ،‬ادلنظمات ادلهنية و اجلهات‬
‫الرقابية و اليت تتفاعل فيما بينها‪ ،‬و ىذا من أجل ربقيق سلرجات أو نتائج تعمل على إدارة ادلؤسسة و‬
‫مراقبتها دبا حيفظ حقوؽ أصحاب ادلصاحل و ربقيق االفصاح و الشفافية‪ ،‬و ديكن تلخيص نظاـ حوكمة‬
‫الشركات وفق الشكل التارل‪:‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪9‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫نظام حوكمة الشركات‬

‫‪-‬حماٌة حموق المساهمٌن؛‬ ‫عناصر خارجٌة‬ ‫عناصر داخلٌة‬


‫‪-‬حماٌة حموق أصحاب المصالح‬

‫‪ -‬تحمٌك االفصاح و الشفافٌة‬ ‫‪-‬متطلبات لانونٌة؛‬


‫‪-‬الهٌئات المهنٌة؛‬ ‫‪-‬مجلس اإلدارة؛‬
‫‪ -‬تأكٌد المعاملة العادلة و‬ ‫‪ -‬متطلبات تشرٌعٌة‪،‬‬
‫‪ -‬أسواق رأس المال؛‬ ‫‪ -‬المراجعة الداخلٌة؛‬
‫المتساوٌة؛‬
‫‪ -‬متطلبات التصادٌة‪.‬‬
‫‪ -‬المراجعة الخارجٌة‪.‬‬ ‫‪-‬لجنة المراجعة‬
‫‪ -‬تفعٌل مسؤولٌات مجلس اإلدارة؛‬

‫‪ -‬ضمان األساس الالزم لتفعٌل‬


‫حوكمة المؤسسات‪.‬‬
‫حركة تفاعلٌة بٌن األطراف‬

‫مخرجات النظام‬ ‫معالجة النظام‬ ‫مدخالت النظام‬

‫‪ .2‬أركان حوكمة الشركات‪:‬‬

‫تعتمد حوكمة الشركات على األركاف التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬ادلساءلة ‪ :Accountability‬و تعٍت تقدًن كشف حساب عن تصرؼ ما و تشمل جانبُت‪:‬‬

‫اجلانب األوؿ‪ :‬و ىو التقييم؛‬

‫اجلانب الثاين‪ :‬ىو الثواب أو العقاب أي تقييم العمل مث زلاسبة القائمُت عليو‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪10‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫و ابلتارل فمجلس اإلدارة خيضع دلساءلة ادلسامهُت و ادلدير العاـ بدوره خيضع دلسائلة ادلسامهُت‪ ،‬و ادلدير‬
‫العاـ بدوره خي ضع دلساءلة رللس اإلدارة‪ ،‬و خيضع ادلدراء التنفيذيوف دلساءلة ادلدير العاـ و ادلوظف خيضع‬
‫دلساءلة مديرة و ىكذا‪.‬‬

‫‪ .2‬االفصاح و الشفافية ‪ : Disclosure & Transparency‬و تعٍت العلنية يف مناقشة‬


‫ادلوضوعات و حرية تداوؿ ادلعلومات بشأف العمل‪ ،‬و يتطلب ىذا الركن القياـ خبطوتُت أساسيتُت‪:‬‬
‫إعداد كافة البياانت ادلرتبطة ابألمور ادلادية للشركة دبا يف ذلك ادلوقف ادلارل و األداء و‬ ‫أ‪-‬‬
‫ادللكية و الرقابة على الشركة ابإلضافة إذل ادلعلومات األخرى اليت تتطلبها اجلهات الرقابية‬
‫حسب التشريعات القائمة؛‬
‫توفَت قنوات اتصاؿ‪ :‬حيث ادلعلومات تسمح بعدالة و لكافة ادلستخدمُت و ادلهتمُت‬ ‫ب‪-‬‬
‫ابحلصوؿ على تلك ادلعلومات و ابلتوقيت ادلناسب و بتكلفة أقل؛‬
‫ادلشاركة ‪ : Participation‬تعٍت أف يكوف أسلوب اإلدارة دديقراطيا يشجع على ادلبادرة‪،‬‬ ‫ت‪-‬‬
‫و ليس سلطواي ينشر التقاعس و الالمباالة‪ ،‬و تكمن أمهية ىذا ادلبدأ يف أنو يؤدي إذل رفع‬
‫كفاءة األداء و زايدة إنتاجية العماؿ؛ كما أف عدـ تبٍت ادلشاركة يؤدي إذل ضعف الدور‬
‫االسًتاتيجي لإلدارات العليا‪ ،‬و ذلك النشغاذلا ابلتفاصيل و عدـ توفر الوقت الكايف‬
‫لالىتماـ ابالسًتاتيجية شلا ينعكس سلبا على أداء الشركة‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪11‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫احملاضرة الثالثة‪ :‬أمهية حوكمة الشركات و زلدداهتا‬

‫ربظى حوكمة الشركات ابلعديد من االىتماـ يف األعواـ األخَتة نتيجة حاالت االهنيار ادلارل للعديد‬
‫من الشركات الكربى يف الوالايت ادلتحدة األمريكية و دوؿ شرؽ آسيا نتيجة انعداـ أسلوب احلوكمة ‪ ،‬كما‬
‫أف ربرير أسواؽ ادلاؿ العادلية فتح الباب أماـ ادل ستثمرين الذين ابتوا يبحثوف عن ادلؤسسات ذات اذلياكل‬
‫السليمة و سبارس احلوكمة‪ ،‬لذلك تعترب احلوكمة من بُت ادلعايَت الدولية ادلعتمدة للحكم على االقتصاد‬
‫الوطٍت‪.‬‬

‫‪ .1‬أمهية احلوكمة ‪ :‬أتيت أمهية احلوكمة ألسباب سواء على االقتصاد اجلزئي أو الكلي و تعٍت‬
‫ابجلانب االقتصادي و ادلارل و التنظيمي كذلك‪.‬‬
‫أ‪ .‬على مستوى االقتصاد اجلزئي (ادلؤسسات)‬
‫‪ -‬منع ظهور تكاليف الوكالة‪ :‬نتيجة لكرب حجم ادلؤسسات و خاصة ادلؤسسات ادلساعمة ذات‬
‫االكتتاب العاـ و ادلتداولة أسهمها يف أسواؽ األوراؽ ادلالية‪ ،‬يالحظ تشتت ملكية أسهم ادلؤسسة‬
‫بُت عدد كبَت من ادلسامهُت (ادلالؾ)‪ ،‬أما إدارة ادلؤسسة فتكوف يف يد ادلدراء الذين ديلكوف نسبة من‬
‫أسهم ادلؤسسة‪ ،‬ويًتتب على اختالؼ شخص ادلالك عن شخص مدير اختالؼ مصاحل الطرفُت‬
‫ادلالك وادلدير‪ ،‬وابلتارل ربدث تكلفة الوكالة‪ ،‬وكلما زادت درجة انفصاؿ ادللكية عن اإلدارة كلما‬
‫تباعدت مصاحل الطرفُت وابلتارل تزداد مشاكل الوكالة وتكلفتها‪ ،‬وأتخذ تكاليف الوكالة عدة‬
‫أشكاؿ – منها سوء االستهالؾ ادلظهري من قبل اإلدارة‪ ،‬واالحتجاز ادلتزايد لألرابح‪ ،‬ومشاكل‬
‫انتقاؿ الثروة للمديرين‪....‬اخل‪ ،‬وتعترب حوكمة ادلؤسسات من أىم األساليب اليت سبنع ظهور مثل تلك‬
‫التكاليف وذلك ابستخداـ آليات احلوكمة الداخلية واخلارجية واليت تعمل يف رلموعها على ربقيق‬
‫مصاحل مجيع األطراؼ ادلرتبطة ابدلؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬تعظيم أداء ادلؤسسة‪ ،‬وذلك من خالؿ اإلدارة األكثر كفاءة واالستغالؿ األمثل دلوارد تلك ادلؤسسة‬
‫وسياسات العمالة اجليدة‪ ،‬والد ليل على ذلك صلده يف دراسة ‪Metrik&Gomers Ishili‬‬
‫عن الوالايت ادلتحدة األمريكية‪ ،‬والذين توصلوا يف دراستهم إذل أف أفضل شلارسات حلوكمة‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪12‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫ادلؤسسات تودي إذل ربسُت يف معدالت األداء مثل العائد على حقوؽ ادللكية‪ ،‬الرحبية‪ ،‬ومنو‬
‫ادلبيعات‪.‬‬
‫‪ -‬تعظيم قيمة ادلؤسسة‪ ،‬فإطار حوكمة ادلؤسسات اجليد ال يؤثر فقط على إمكانية حصوؿ ادلؤسسة‬
‫على سبويل خارجي ولكنو يؤثر أيضا على تكلفة احلصوؿ على رأس ادلاؿ وعلى قيمة ادلنشأة‪،‬‬
‫فادلسامهُت ادلستثمرين اخلارجيُت ‪ -‬يكوف لديهم الرغبة يف توفَت التمويل وينتظروف العائد من ذلك‬
‫االستثمار‪ ،‬ونتيجة لتزايد صراع ادلصاحل بُت ادلالكُت األقلية واألغلبية يف ادلؤسسات اليت تنخفض‬
‫فيها شلارسات احلوكمة ينخفض العائد على استثمارات صغار ادلسامهُت‪.‬‬
‫‪ -‬توفَت التمويل للمؤسسة‪ ،‬حيث تعترب العالقة بُت حوكمة ادلؤسسات والتمويل عالقة تبادلية‪ ،‬دبعٍت‬
‫انو إذا ما زاد التزاـ ادلؤسسات دبمارسات احلوكمة اجليدة زادت فرصة ادلؤسسات يف احلصوؿ على‬
‫التمويل يف ظل التنافسية ابألسواؽ والعكس صحيح‪ ،‬يف حُت أنو إذا ما وجدت مستوايت متقدمة‬
‫من البنية األساسية حلوكمة ادلؤسسات ابلسوؽ فإف ذلك يعمل على زايدة عمق واتساع آليات‬
‫التمويل بو دبا يدعم استقراره وتقدمو‪ ،‬وديكن القوؿ أنو إذا كماف ىناؾ احتياج للتمويل على مستوى‬
‫ادلؤسسات واألسواؽ والدوؿ مع تزا يد التنافسية على مستوى العادل‪ ،‬فإف ذلك سيكوف أحد الدوافع‬
‫الرئيسية لتطوير قواعد حوكمة ادلؤسسات‪,‬‬
‫ب ‪ .‬على ادلستوى االقتصادي الكلي‪:‬‬

‫أتيت أمهية حوكمة ادلؤسسات على ادلستوي الكلي من رلموعة من األسباب أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬إصلاح برانمج زبصصية وإعادة اذليكلة‪ ،‬شلا ال شك فيو أف وجود قواعد وضوابط واضحة وشفافة‬
‫تنظم العملية التخصيصية من أىم عوامل إصلاح ذلك الربانمج فإف العملية التخصيصية اليت تقًتف‬
‫ابلفساد يًتتب عليها زبريب االقتصاد والتأثَت السليب على بيئة األعماؿ‪ ،‬وكذلك فإف وجود آليات‬
‫ربدد ادلسؤولية وتتيح احملاسبة على ادلسئولية يف ظل قواعد جيدة لإلفصاح والشفافية وتوافر‬
‫ادلعلومات‪ ،‬من أىم عوامل إصلاح عملية إعادة ىيكلة ادلؤسسات تضمن حقوؽ الدولة والعاملُت‬
‫ابدلؤسسات وكذلك ربد من الفساد الذي يصاحب مرحلة التحوؿ االقتصادي‪ ،‬ويساعد على‬
‫جذب االستثمارات األجنبية‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪13‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬زايدة يف معدؿ النمو االقتصادي‪ ،‬فقد أوضحت بعض الدراسات اليت أجريت على ادلستوى الكلي‬
‫انو ىناؾ عالقة اجيابية بُت احلوكمة ومعدؿ النمو االقتصادي ‪ ،‬ولكنو قد أيخذ على تلك الدراسة‬
‫أهنا ركزت على مفهوـ ضيق للحوكمة وىو مقاومة الفساد‪ ،‬وابلتارل اعتمدت الدراسة على مؤشر‬
‫الفساد الذي ينشره تقرير الشفافية الدول ية كمؤشر للحوكمة زبتلف ابختالؼ ادلفهوـ الذي يتم‬
‫تناوذلا من خاللو‪ ،‬فاحلوكمة ال تقاوـ الفساد فحسب‪ ،‬بل دهيئ البيئة ادلؤسسية والسياسية والتشريعية‬
‫لألعماؿ‪ ،‬دبا يؤدي إذل ربفيز االستثمار احملرؾ للنمو‪.‬‬
‫‪ -‬ذبنب االهنيارات ادلالية واستقرار أسواؽ ادلاؿ وجذب االستثمارات األجنبية‪ ،‬أدت األزمات ادلالية‬
‫يف دوؿ جنوب شرؽ آسيا وروسيا والربازيل إذل زايدة االىتماـ حبماية حقوؽ ادلستثمرين يف األسواؽ‬
‫االنتقالية‪ ،‬وقد أرجع الكثَت من الكتاب حدوث تلك األزمات إذل ضعف شلارسات حوكمة‬
‫ادلؤسسات يف تلك األسواؽ‪ ،‬وتعزيز االستقرار يف أسواؽ ادلاؿ وتدعيم الكفاءة ادلالية واالقتصادية‪،‬‬
‫كما أصبح ادلستثمرين وخاصة ادلؤسسات االستثماراتية تطالب ابألدلة والرباىُت على أف ادلؤسسات‬
‫يتم إداردها وفقا للممارسات السليمة لألعماؿ اليت تؤدي إذل تقليل إمكانيات الفساد وسوء اإلدارة‬
‫إذل أقل حد شلكن‪ ،‬وذلك قبل االلتزاـ أبي قدر من التمويل‪ ،‬فضال عن ىذا فإف ادلستثمرين‬
‫األجانب يريدوف أف يتمكنوا من ربليل ومقارنة االستثمار احملتملة وفقا لنفس معايَت الشفافية‪،‬‬
‫والوضوح والدقة يف القوائم ادلالية قبل أف يقدموا على االستثمار‪ ،‬فاحلوكمة أصبحت أمر أساسي‬
‫للمؤسسات احمللية وكفاءة االقتصادايت لتنمو وتزدىر‪.‬‬
‫‪ -‬ربقيق التنمية االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪ ،‬يؤدي االلتزاـ أبفضل شلارسات للحوكمة إذل‬
‫كفاءة زبصيص ادلوارد‪ ،‬وربفيز االستثمار‪ ،‬وزايدة معدالت النمو‪ ،‬وضماف عدالة توزيع الثروة‬
‫والدخل‪ ،‬والقضاء على الفساد والفقر‪ ،‬واستقرار أسواؽ العمل‪ ،‬واحلفاظ على مستوى معُت من‬
‫التوظيف‪ ،‬وزبفيض ادلستوى العاـ لألسعار‪ ،‬وزايدة اإلنتاجية‪ ،‬وعالج عجز ادلوازنة العامة للدواة‪،‬‬
‫والقضاء على عجز ميزاف ادلدفوعات‪.‬‬
‫‪ ‬و تؤدي احلوكمة يف النهاية إذل زايدة الثقة يف االقتصاد الوطٍت ‪ ،10‬و تعميق دور سوؽ ادلاؿ و زايدة‬
‫قدرتو على تعبئة ادلدخرات و رفع معدالت االستثمار‪ ،‬و احلفاظ على حقوؽ األقلية أو صغار‬

‫‪ 10‬بالؿ خلف السكارنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.327‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪14‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫ادلستثمرين؛ ومن انحية أخرى تشجع احلوكمة على منو القطاع اخلاص و دعم قدراتو التنافسية‪ ،‬و‬
‫تساعد ادلشروعات يف احلصوؿ على التمويل و توليد األرابح و توفَت فرص عمل‪.‬‬

‫‪ .2‬زلددات احلوكمة (ادليكانيزمات)‪:‬‬

‫لكي تت مكن ادلؤسسات‪ ،‬بل والدوؿ من االستفادة من مزااي تطبيق مفهوـ حوكمة ادلؤسسة‪ ،‬جيب أف‬
‫تتوفر رلموعة من احملددات أو العوامل األساسية اليت تضمن التطبيق اجليد والسليم دلبادئ حوكمة ادلؤسسات‪،‬‬
‫ويف حاؿ عدـ توفر تلك العوامل‪ ،‬فإف تطبيق ىذا ادلفهوـ واحلصوؿ على مزاايه يعترب أمرا مشكوكا فيو‪.‬‬
‫وتشمل ىذه العوامل واحملددات على نوعُت من احملددات‪:‬‬

‫‪ - 1‬احملددات اخلارجية‪:‬‬

‫وىي تشَت إذل ادلناخ العاـ لالستثمار يف الدولة‪ ،‬والذي يشمل على سبيل ادلثاؿ ‪:‬‬

‫‪ -‬القوانُت ادلنظمة للنشاط االقتصادي (مثل قوانُت سوؽ ادلاؿ وادلؤسسات وتنظيم ادلنافسة ومنع‬
‫ادلمارسات االحتكارية واإلفالس)؛‬
‫‪ -‬وكفاءة القطاع ادلارل ( البنوؾ وسوؽ ادلاؿ) يف توفَت التمويل الالزـ للمشرعات؛‬
‫‪ -‬درجة تنافسية اسواؽ السلع وعناصر اإلنتاج؛‬
‫‪ -‬كفاءة األجهزة واذليئات الرقابية (سوؽ ادلاؿ والبورصة) يف إحكاـ الرقابة على أعماؿ الشركات‬
‫خاصة ادلدرجة يف أسواؽ ادلاؿ ‪11‬؛‬
‫‪ -‬وجود بعض ادلؤسسات ذاتية التنظيم اليت تضمن عمل األسواؽ بكفاءة (منها على سبيل ادلثاؿ‬
‫اجلمعيات ادلهنية اليت تضع ميثاؽ شرؼ للعاملُت يف السوؽ‪ ،‬مثل ادلراجعُت واحملاسبُت وادلؤسسات‬
‫العاملة يف سوؽ األوراؽ ادلالية وغَتىا )؛‬
‫‪ -‬وجود ادلؤسسات اخلاصة ابدلهن احلرة مثل مكاتب احملاماة وادلراجعة والتصنيف االئتماين‬
‫واالستشارات ادلالية واالستثمارية‪.‬‬

‫‪ 11‬مجاؿ عبيد دمحم العازمي‪ ،‬دور حوكمة الشركات يف رفع القدرة التنافسية للشركات الكويتية‪ ،‬رسالة ماجستَت‪ ،‬كلية األعماؿ‪ ،‬جامعة‬
‫الشرؽ األوسط‪ ،2012- 2011 ،‬ص ‪.22‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪15‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫وترجع أمهية احملددات اخلارجية إذل أف وجودىا يضمن تنفيذ القوانُت والقواعد اليت تضمن حسن‬
‫‪12‬‬
‫إدارة ادلؤسسة‪ ،‬واليت تقلل من التعارض بُت العائد االجتماعي والعائد اخلاص‪.‬‬

‫‪ - 2‬احملددات الداخلية‪:‬‬

‫يرتبط نظاـ حوكمة ادلؤسسات دبجموعة من احملددات الداخلية و اليت سبثل مقومات ادارية وفنية‬
‫ومالية وتنظيمية‪ ،‬و ىي سبثل يف ذات الوقت أركاف شاملة لنظاـ حوكمة ادلؤسسات‪ .‬وىي تشَت إذل القواعد‬
‫واألسس اليت ربدد كيفية ازباذ القرارات وتوزيع السلطات داخل ادلؤسسة بُت اجلمعية العامة ورللس اإلدارة‬
‫وادلديرين التنفيذيُت‪ ،‬واليت يؤدي توافرىا من انحية وتطبيقها من انحية أخري إذل تقليل التعارض بُت مصاحل‬
‫ىذه األطراؼ‪.‬‬

‫وتشمل ىذه احملددات‪:‬‬

‫* نظاـ أساسي للمؤسسة‪ :‬يعترب وضع نظاـ أساسي للمؤسسة حيدد قيم ورسالة ادلؤسسة وأىدافها وسلطتها‬
‫واختصاصها أحد ادلقومات األساسية لنظاـ حوكمة ادلؤسسات‪ ،‬إذ أف مجيع أنشطة ادلؤسسة ومجيع األطراؼ‬
‫ادلرتبطة هبا تسعى ضلو ربقيق رسالة ادلؤسسة واليت يعرب عنها يف شكل اسًتاتيجيات وأىداؼ وسلطات‬
‫واختصاصات‪.‬‬

‫* خطة اسًتاتيجية واضحة‪ :‬حيث يعترب وضع خطة اسًتاتيجية وزلددة ومتسقة سبكن من التنفيذ وقياس‬
‫األداء وادلساءلة أحد ادلقومات اذلامة حلوكمة ادلؤسسات‪ ،‬إذ أنو يف ضوء ادلقوـ السابق تتم ترمجة رسالة‬
‫ادلؤس سة إذل خطط واسًتاتيجيات سبكن اإلد ارة التنفيذية من متابعة وقياس األداء‪ ،‬فعملية الرقابة ومتابعة‬
‫األداء وادلساءلة جيب أف تتم على مستوايت متعددة قصَتة ومتوسطة وطويلة ادلدى مع وجود نوع من‬
‫التناسق بُت تلك ادلستوايت وىذا ما يعمل نظاـ حوكمة ادلؤسسات على ربقيقو‪.‬‬

‫* نظاـ واضح لتحديد ادلسؤوليات والصالحيات‪ :‬حيث جيب وضع نظاـ واضح لتحديد ادلسؤوليات‬
‫والصالحيات لصناع القرار على كل ادلستوايت‪ ،‬إذ أف عدـ وجود نظاـ واضح وزلدد لتحديد السلطات‬

‫‪ 12‬بالؿ خلف السكارنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.326‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪16‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫وادلسؤوليات لصناع القرار‪ ،‬ديكن أف يوجو الطاقات ادلختلفة داخل التنظيم من ربقيق ادلصلحة العامة إذل‬
‫ادلصلحة الشخصية‪.‬‬

‫* نظاـ معلومات مناسب‪ :‬لتفعيل نظاـ حوكمة ادلؤسسات فإنو جيب توافر نظاـ جيد لتقرير وتوصيل‬
‫ادلعلومات‪ ،‬والذي يعمل كقناة توصيل ادلعلومات بدرجة مقبولة من الكفاية والوقتية والشفافية دبختلف‬
‫اذباىادها الرأسية واألفقية‪.‬‬

‫* نظاـ حوافز مالية وإدارية مناسب لإلدارة التنفيذية‪ :‬يعترب وضع نظاـ حوافز مالية وإدارية مناسب لإلدارة‬
‫التنفيذية حلثها على التصرؼ ابلشكل ادلناسب وفق ادلصلحة العليا للمؤسسة و للمديرين وادلوظفُت ‪،‬أحد‬
‫العوامل اذلامة للمسامهة يف حل مشاكل الوكالة واليت يسعى من خالذلا البعض لتحقيق مصاحلهم الشخصية‬
‫على حساب ادلصاحل العامة‪.‬‬

‫* نظاـ رقابة داخلية قوي وفعاؿ‪ :‬يهدؼ نظاـ الرقابة الداخلية إذل محاية أصوؿ ادلؤسسة من أي تالعب أو‬
‫اختالس أو سوء استخداـ‪ ،‬والتأكد من دقة البياانت احملاسبية ادلسجلة ابلدفاتر إلمكاف ربديد درجة‬
‫االعتماد عليها قبل ازباذ أي قرار‪ ،‬والرقابة على استخداـ ادلوارد ادلتاحة‪ ،‬وحسن اختيار األفراد للوظائف اليت‬
‫يشغلوهنا‪ ،‬ووضع نظاـ للسلطات وادلسؤوليات وربديد االختصاصات‪ ،‬شلا جيعل نظاـ الرقابة الداخلية مقوما‬
‫أساسيا لنظاـ حوكمة ادلؤسسات‪.‬‬

‫ورغم أف توافر ادلقومات السابقة قد يكوف كفيال إلصلاح ىذا النظاـ إذل أف بعض الدراسات وضحت‬
‫أف ىناؾ رلموعة من احملددات (داخلية وخارجية) تعتمد بدورىا على ثقافة الدولة والنظاـ االقتصادي السائد‬
‫جيب أف تؤخذ يف احلسباف عند تطبيق ىذا النظاـ‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪17‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫احملاضرة الرابعة ‪ :‬النماذج الدولية حلوكمة الشركات‬

‫ابلنسبة للعديد من ادلنظرين يوجد نوعاف أساسياف من مناذج احلوكمة ‪ :13‬النماذج اليت تتمحور على‬
‫نش اط السوؽ ادلارل و النماذج ادلعتمدة على القطاع البنكي مع زلدودية نشاط السوؽ ادلارل و إضافة إذل نوع‬
‫اثلث من النماذج اليت تتوسط النموذجُت السابقُت‪ ،‬و عليو فهناؾ العديد من التجارب الدولية يف سبيل‬
‫صياغة مناذج حلوكمة الشركات تتماشى و طبيعة الدوؿ و سلتلف ظروفها السائدة‪" ،‬و تعترب كل من‬
‫األساليب اليت تنتهجها الشركات للحصوؿ على التمويل و ىيكل ملكيتها احملدداف الرئيسياف لنظاـ حوكمة‬
‫الشركات يف اقتصاد أي دولة" ‪14‬؛ و سنتطرؽ يف ىذه احملاضرة إذل أىم ثالث مناذج للحوكمة‪ ‬و ىي النموذج‬
‫األصللوساكسوين‪ ،‬النموذج األدلاين – الياابين و النموذج الالتيٍت‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف منوذج حوكمة ادلؤسسات‬

‫منوذج احلوكمة عبارة عن تطبيقات‪ ،‬وصف و سبثيل لوضعية احلوكمة ادلوجودة يف بلد ما‪ ،‬و الذي ديكننا‬
‫من التعرؼ على سلتلف العن اصر ادلكونة لإلطار الفكري للحوكمة‪ ،‬فهو يتكوف من رلموعة من ادلتغَتات‬
‫و العالقات و يصف التأثَتات ادلتبادلة بُت ىذه العناصر و كذلك النتائج ادلتوصل إليها يف بيئة أعماؿ‬
‫معينة ‪.15‬‬

‫‪ .2‬النموذج األجنلوساكسوين‪:‬‬

‫يتعلق ىذا النموذج أساسا هبياكل ادللكية ادلشتتة حيث يوجد عدد كبَت من أصحاب األسهم " ادلالؾ"‪،‬‬
‫ديلك كل منهم عددا صغَتا من أسهم الشركة و الذين ال يكوف لديهم عادة حافز دلراقبة نواحي نشاط الشركة‬
‫عن قرب‪ ،‬كما أهنم يفضلوف عدـ ادلشاركة يف القرارات أو السياسات اإلدارية‪ ،‬ومن مث يطلق عليهم‬

‫‪13‬‬
‫‪Cherif Lahlou, Gouvernance des entreprises, Actionnariat et performances, Revue‬‬
‫‪de L’économie& de Management, N° 07, Avril 2008, Université de Tlemcen, P254.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪Jill Solomon, Corporate Governance and Accountability, John Wiley & Sons Edition,‬‬
‫‪3rd , United Kingdom, 2010,P.194.‬‬
‫‪ ‬يتم تقسيم مناذج احلوكمة استنادا إذل معايَت تقييم أمهها ‪ :‬حجم تركز و تشتت ملكية الشركات‪ ،‬كفاءة رللس اإلدارة‪ ،‬احلماية القانونية‬
‫للمستثمرين السيما األقلية منهم و تطور أسواؽ ادلاؿ و أمهيتو ابعتباره من بُت أىم اآلليات الرقابية على عمل الشركات‪.‬‬
‫‪ 15‬محادي نبيل‪ ،‬عمر علي عبد الصمد‪ ،‬النماذج الدولية حلوكمة ادلؤسسات دراسة مقارنة ل ـ و‪.‬م‪.‬أ و فرنسا‪ ،‬ص ‪829‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪18‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬
‫‪16‬‬
‫أي أنو يف ظل ىذا النموذج تكوف ملكية األسهم موزعة على عدد كبَت من ادلستثمرين‪،‬‬ ‫"اخلارجيون"‪.‬‬
‫ادلؤسسات أو األفراد و ليست مركزة يف أيدي ادلالكُت من أفراد األسرة أو البنوؾ أو الشركات اليت تنتمي‬
‫إليها‪ ،‬و ابإلضافة إذل ذلك فمن الناذر أف يتدخل ادلستثمروف األمريكيوف أو الربيطانيوف يف إدارة الشركة‪ ،‬فهم‬
‫يفضلوف دائما البقاء بعيدا عنها إعطاء التنفيذيُت احلرية يف إداردها‪.‬‬

‫لقد أدى التطور الذي عرفتو سوؽ ادلاؿ يف الوالايت ادلتحدة األمريكية ووجود ىيئات رقابية فعالة‬
‫تعمل على مراقبتو و تشرؼ على شفافية القوائم ادلالية اليت تصدرىا الشركات ادلقيمة بو‪ ،‬ابإلضافة إذل التطور‬
‫الذي وصلت إليو مهنة احملاسبة و ادلراجعة‪ ،‬دفع إذل زايدة االىتماـ دبفهوـ حوكمة الشركات و إلزاـ الشركات‬
‫بتطبيق أفضل ادلمارسات اليت تضمن التطبيق السليم ذلا و خاصة الشركات ادلقيمة يف البورصة‪.‬‬

‫و دبا أف ادللكية مشتتة يف ىذا النموذج‪ ،‬فإف الشركات يطغى عليها ادلسامهوف غَت ادلراقبوف و ادلتمثلُت يف‬
‫‪17‬‬
‫كل من‪:‬‬

‫‪ -‬الصناديق ادلشًتكة‪ :‬يف الوالايت ادلتحدة األمريكية و ما يقابلها يف فرنسا هبيئات التوظيف اجلماعي‬
‫للقيم ادلنقولة ‪ OPCVM‬ىذا النوع يبحث عن مردودية على ادلدى القصَت؛‬
‫‪ -‬ادلستثمروف األفراد‪ :‬الذين يقوموف ابالكتتاب على أجزاء صغَتة من رأس ادلاؿ للبحث عن أقصى‬
‫أداء شلكن على ادلدى القصَت و ادلتوسط؛‬
‫‪ -‬األسواؽ ادلالية‪ :‬اليت تعكس التقلب و التذبذب يف األسعار‪ ،‬حيث ذبمع األطراؼ ذوي أكرب حصة‬
‫من األصوؿ يف السوؽ" ادلراجحوف ادلضاربوف" و الذين يبحثوف عن أقصى أداء على ادلدى القصَت‬
‫و ذلم كفاءة كبَتة يف إدارة استثمارادهم؛‬
‫‪ -‬ادلسامهُت ادلقرضُت‪ :‬ىم الذين ديلكوف السندات القابلة للتحويل إذل أسهم و يبحثوف عن أقصى أداء‬
‫على ادلدى القصَت و لديهم فريق من اإلدارة حيدد تكاليف إشرافهم على االستثمارات؛‬
‫‪ -‬األجراء ادلسامهُت‪ :‬يعد ىذا الصنف حديثا و ىو مدعو إذل الرفع من رأمساؿ الشركة‪.‬‬

‫‪ 16‬جوف سوليفاف و آخروف‪ ،‬ترمجة مسَت كرًن‪ ،‬حوكمة الشركات يف القرن احلادي و العشرون‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬مركز ادلشروعات الدولية‬
‫اخلاصة‪ ،‬غرفة التجارة األمريكية‪ ،‬وامشطن‪ ،2003 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪17‬‬
‫‪Jérémy Morvan, La Gouvernance d’entreprise managérial : Positionnement et‬‬
‫‪role des gerants de fonds socialement responsables, these de doctorat en sciences de‬‬
‫‪gestion, Université de Bretagne Occidentale, Brest, 2005, P P.41-42.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪19‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫يقوـ على إدارة الشركة و رقابتها رللس واحد يضم بنسب متفاوتة كل من ادلدراء التنفيذيُت و غَت‬
‫التنفيذيُت‪ ،‬حيث ال يفرؽ القانوف بُت وظائف األعضاء التنفيذيُت و األعضاء غَت التنفيذيُت يف اجمللس‪،‬‬
‫فكلهم يتحملوف ادلسؤولية عن نشاط الشركة‪ ،‬كما يقوـ اخلارجيوف ( ادلسامهوف) " بفرض رقابة غَت مباشرة‬
‫على الشركة عن طريق استخدامهم حلقوقهم يف التصويت‪.‬‬

‫و دييل ىذا النموذج إذل أف يكوف موجها للمسامهُت خاصة من حيث توفَت احلماية القانونية القوية‬
‫‪18‬‬
‫للمستثمرين‪ ،‬و خضوع شروط عضوية اجمللس لتقدير ادلسامهُت؛ و من بُت أىم ما دييز ىذا النموذج‪:‬‬

‫‪ -‬وجود عدد كبَت من الشركات ادلدرجة أوراقها ابلبورصة؛‬


‫‪ -‬وجود عدد كبَت من ادلسامهُت؛‬
‫‪ -‬وجود أسواؽ مالية متطورة و كبَتة و أكثر سيولة؛‬
‫‪ -‬قواعد زلاسبية صارمة تدعم شفافية و صدؽ ادلعلومات ادلالية ادلنشورة؛‬
‫‪ -‬قلة ادللكية ادلتبادلة بُت الشركات غَت ادلالية و بُت البنوؾ؛‬
‫‪ -‬ضعف أتثَت ادلؤسسات ادلالية على شلارسة حوكمة الشركات؛‬
‫‪ -‬اعتماد خطط للتحفيز مبنية على أساس كفاءة ادلسَتين و مرتبطة أبداء الشركة‪.‬‬

‫وفقا ذلذا النموذج و للهيكل التنظيمي للمؤسسة‪ ،‬ينتخب ادلالؾ ادلسامهوف رللس إدارة يتوذل‬
‫اإلشراؼ على أنشطة ادلؤسسة؛ و ىذا يعٍت أبف ادلسامهُت ديارسوف رقابتهم على ادلؤسسات اخلاصة من‬
‫خالؿ رلالس اإلدارة و األعضاء الذين يشكلوف تلك اجملالس‪ ،‬فاجمللس لديو ثالث وظائف أساسية تتمثل‬
‫يف‪:‬‬

‫سبثيل ادلالؾ ادلسامهُت؛‬ ‫ت‪-‬‬


‫التوجيو لإلدارة؛‬ ‫ث‪-‬‬
‫‪19‬‬
‫اإلشراؼ و ادلراقبة‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫فاجمللس يعُت و يشرؼ على ادلدراء الذين يديروف شؤوف ادلؤسسة اليومية كما ىو موضح يف الشكل ادلوارل‪:‬‬

‫‪ 18‬عبد اجمليد كموش‪ ،‬التزام شركات ادلسامهة مبيادئ حوكمة الشركات – دراسة تقييمية للشركات ادلدرجة يف بورصة اجلزائر ‪،-‬رسالة‬
‫ماجستَت‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية التجارية و علوـ التسيَت‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،2015- 2014 ،1‬ص ‪.93‬‬
‫‪ 19‬زىَت علد الكرًن الكايد‪ ،‬احلكمانية ‪ - Governance‬قضااي و تطبيقات‪ ،‬ص ‪36‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪20‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫النموذج األجنلو ‪ -‬ساكسوين حلوكمة الشركات‬

‫االل( مالن)‬
‫المساهمون‬
‫مجلس اإلدارة‬
‫( مشرفون)‬

‫هٌكل‬ ‫الدائنون‬

‫الشركة‬ ‫مــــــدراء‬

‫ذوو المصالح‬

‫الشركة‬
‫النظام المانونً‬

‫ادلصدر‪ :‬زىَت عبد الكرًن الكايد‪ ،‬احلكمانية ‪ - Governance‬قضااي و تطبيقات‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫مميزات و عيوب النموذج األجنلوساكسوين ( اخلارجيني)‪:‬‬

‫لنظاـ اخلارجيُت رلموعة من ادلميزات نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬اإلعتماد على األعضاء ادلستقلُت يف رلالس اإلدارة دلراقبة السلوؾ اإلداري و اإلشراؼ على بقائو‬

‫ربت السيطرة؛‬

‫‪ ‬دييل أعضاء زللس اإلدارة ادلستقلُت إذل اإلفصاح بشكل واضح و بدرجة متساوية عن ادلعلومات و‬
‫تقييم األداء اإلداري بشكل موضوعي ‪20‬؛‬

‫‪ 20‬سعود وسيلة‪ ،‬حوكمة ادلؤسسات كأداة لرفع أداء ادلؤسسات الصغرية و ادلتوسطة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم علوـ التسيَت‪ ،‬جامعة ادلسيلة‪،‬‬
‫‪ ، 2016- 2015‬ص ‪.34‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪21‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ ‬تعترب نظم اخلارجيُت أكثر قابلية للمحاسبة و أقل فسادا؛‬


‫‪ ‬يشكل ىذا النموذج دهديدا دائما للمدراء؛‬
‫‪ ‬ربقيق الكفاءة يف زبصيص ادلوارد االقتصادية‪.‬‬

‫و على الرغم من كل ىذه ادلزااي للنموذج األصللو ‪-‬ساكسوين إال أنو ال خيلو من بعض العيوب منها ‪:21‬‬

‫‪ ‬دييل ادلالؾ ادلشتتوف إذل االىتماـ بتعظيم األرابح يف األجل القصَت‪ ،‬و من مث فإهنم يتجهوف إذل‬
‫ادلوافقة على السياسات و االسًتاتيجيات اليت تنشا عنها مكاسب األجل القصَت‪ ،‬لكنها قد ال‬
‫تعمل ابلضرورة على تشجيع األداء طويل األجل للشركة؛‬
‫‪ ‬لصغار ادلستثمرين حافز أقل دلراقبة قرارات رللس اإلدارة بيقظة و حرص و زلاسبة أعضاء رللس‬
‫اإل دارة عن مسؤوليادهم‪ ،‬و نتيجة لذلك فقذ يظل أعضاء اإلدارة الذين يؤيدوف ازباذ القرارات غَت‬
‫الصائبة يف مناصبهم بينما تكوف مصلحة الشركة يف التخلص منهم؛‬
‫‪ ‬تكاليف اإلشراؼ و ادلراقبة‪.‬‬

‫‪ .3‬النموذج األدلاين ‪ -‬الياابين‬


‫‪22‬‬
‫يسود ىذا النموذج عدد من دوؿ‬ ‫يسمى كذلك النموذج ادلغلق أو النموذج ادلوجو بكبار ادلالؾ‪،‬‬
‫القارة األوربية‪ ،‬و بعض الدوؿ اآلسيوية كالياابف و كوراي اجلنوبية‪ ،‬و ىي رلموع الدوؿ اليت سبتاز بتشجيعها و‬
‫دعمها للقطاع البنكي‪ ،‬السيما من خالؿ مفهوـ البنوؾ الشاملة اليت تتميز بشساعة رلاؿ عملها و تقدديها‬
‫‪23‬‬
‫حلزمة متكاملة من اخلدمات‪.‬‬

‫يطلق عليهم اسم "الداخليون"‪ ،‬حيث يقوـ ىؤالء الداخليوف ذوي ادللكيات الضخمة من األسهم أو‬
‫الذين ديلكوف عددا قليال من األسهم و لكنهم يتمتعوف حبقوؽ التصويت‪ ‬أكثر من األخرى دبمارسة السيطرة‬

‫‪ 21‬جوف سوليفاف و آخروف‪ ،‬ترمجة مسَت كرًن‪ ،‬حوكمة الشركات يف القرن احلادي و العشرين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 22‬محادي نبيل‪ ،‬عمر علي عبد الصمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪832‬‬
‫‪ 23‬عبد اجمليد كموش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ ‬حيدث ذلك عندما تتعدد أنواع األسهم مع سبتع بعضها حبقوؽ تصويت أكثر من األخرى‪.‬‬
‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪22‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫أو التحكم يف الشركات بعدة طرؽ مثل التمثيل ادلباشر يف رللس إدارة الشركة أو عن طريق التوكيل ومن‬
‫خالؿ اربادات التصويت ‪.24‬‬

‫يعتمد ىذا النموذج بشكل أساسي على مشاركة البنوؾ و ادلستثمر ادلؤسسي يف عملية احلوكمة‪ ،‬حيث‬
‫تزداد نسبة ملكية البنوؾ و ادلستثمر ادلؤسسي يف ادلؤسسات‪ ،‬فهؤالء ادلستثمرين ادلؤسسُت و البنوؾ تتوافر‬
‫لديهم القدرات و اإلمكانيات اليت سبكنهم من الرقابة على اإلدارة و ضبط أدائها‪ ،‬و من بُت خصائص‬
‫النموذج الداخلي حلوكمة الشركات مايلي ‪:25‬‬

‫‪ -‬مسامهة مركزة من خالؿ سيطرة ادلستثمر ادلؤسسي و البنوؾ و الديوف تكوف متمركزة و متجانسة؛‬
‫‪ -‬أسواؽ رأس ادلاؿ أقل نشاطا حيث ىناؾ قلة يف عدد الشركات ادلسعرة؛‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬أسواؽ ادلاؿ أقل سيولة و ابلتارل أقل مالءمة للعرض العاـ؛‬

‫تواجد قوي للبنوؾ يف رأس ماؿ الشركات و دواـ و استمرار العالقات ادلتواجدة بُت ادلؤسسات و البنوؾ‪،‬‬
‫إضافة إذل وجود تشتت ضعيف لرأس ادلاؿ و العالقات القائمة بُت ادلستثمرين ( ادلسامهُت) و ادلؤسسة‬
‫تكوف يف ادلدى الطويل تبحث عن االستمرارية و الدديومة‪ ،‬كما أنو يف ىذا النوع من األنظمة تصبح‬
‫البنوؾ شريكا‪ ،‬و تتحمل أخطارا كبَتة ألهنا تقدـ قروضا طويلة ادلدى و ذات مبالغ كبَتة؛‬

‫‪ -‬يف النظاـ ادلوجو للبنوؾ ديكن ذلذه األخَتة أف تصبح دائنة أو مسامهة سواء بصفة مباشرة عن طريق‬
‫ادلشاركات‪ ،‬ربويل الديوف إذل جزء من رأس ادلاؿ‪ ،‬أو بصفة غَت مباشرة عن طريق التفويض أو‬
‫التوكيل؛‬
‫‪ -‬ضعف سيولة األسواؽ ادلالية شلا يؤدي إذل زلدودية سوؽ االستحواذ يف الرقابة على الشركات؛‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬قواعد زلاسبية أقل صرامة‪ ،‬و مرونة أكرب يف حرية عرض البياانت ادلالية‪.‬‬

‫‪ 24‬جوف سوليفاف و آخروف‪ ،‬ترمجة مسَت كرًن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪ 25‬محادي نبيل‪ ،‬عمر علي عبد الصمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪833‬‬
‫‪26‬‬
‫‪Bennafa Fariza, Création, Mesure et Management de la valeur Actionnariale - Cas‬‬
‫‪du groupe Danone, thèse de magister, département des sciences de gestion, université de‬‬
‫‪Tizi ouzou, 2015, P 21‬‬
‫‪ 27‬عبد اجمليد كموش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.97‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪23‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫أىم ادلفاىيم اخلاصة ابلنموذج ادلوجو ابلشبكة‬

‫النموذج ادلوجو ابلشبكة‬ ‫البيان‬


‫" النظاـ الطي تكوف فيو ملكية و رقابة الشركة ربت سلطة عدد قليل من كبار ادلالؾ ( شركات عائلية‪،‬‬ ‫ادلفهوم‬
‫الشركات القابضة‪ ،‬تكتل ادلسامهُت‪ ،‬ادللكية ادلتبادلة‪ )....‬أو البنوؾ الدائنة"‪.‬‬
‫الياابن‬ ‫أدلانيا‬
‫*السياق‪ :‬الياابف بلد دمرتو احلرب العادلية الثانية‪ ،‬و‬ ‫*السياق‪ :‬سامهت احلرب العادلية الثانية يف‬ ‫زلددات‬
‫عليو كانت الشركات غَت قادرة على توفَت ادلعلومات‬ ‫جعل الوساطة البنكية أكثر مالءمة من‬ ‫النموذج‬
‫الالزمة للمستثمرين و ضماف جوددها‪ ،‬شلا أدى إذل‬ ‫استخداـ األسواؽ ادلالية‪.‬‬
‫التحوؿ إذل البنوؾ كمصدر سبويل أكثر أماف‪.‬‬ ‫*اإلطار القانوين‪ :‬تعود أصولو إذل القوانُت‬
‫*اإلطار القانوين‪ :‬دل يكن سوؽ السندات مفتوحا‬ ‫الرومانية القددية‪ ،‬حيتوي ىذا النظاـ قوانُت و‬
‫سوى لكربى الشركات الوطنية‪.‬‬ ‫قواعد يلتظم القضاة أبحكامها دوف أف توفر‬
‫*اجلانب األخرقي‪ :‬يضم اإلمجاع و الشفافية و‬ ‫ذلم أي قدر من ادلرونة‪.‬‬
‫ادلشاركة‪ .‬و كلها أبعاد تدعم روح العمل اجلماعي‪.‬‬ ‫*اجلانب األخالقي‪ :‬ديثل االنضباط و اجلدارة‬
‫و السلوؾ ركائز احملور األخالقي لألدلاف يف‬
‫سعيهم لتحقيق اذلدؼ‪.‬‬
‫‪-‬درجة عالية من ادللكية ادلتبادلة بُت الشركات( وفقا‬ ‫‪-‬كرب حجم ادللكية ادلتبادلة بُت الشركات؛‬ ‫ىيكل رأس‬
‫لشَتد ‪ P.Sheard‬فإف ‪ 3/2‬من ادلؤسسات‬ ‫‪-‬ىيكل رأس ادلاؿ أكثر تركيزا ( أكرب مخسة‬ ‫ادلال‬
‫الصناعية يف الياابف شللوكة من قبل شركات اخرى؛‬ ‫مسامهُت حيملوف أكثر من ‪ % 40‬من رأمساؿ‬
‫‪-‬وجود قوي للبنوؾ يف رؤوس أمواؿ الشركات‪.‬‬ ‫الشركة يف أدلانيا؛‬
‫‪-‬ادللكية ادلعت ربة للبنوؾ يف رأمساؿ الشركة‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪24‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫أ‪ .‬النموذج األدلاين‪ :‬يتميز النموذج األدلاين‪ ‬حلوكمة الشركات أنو و ابلرغم من ملكية ادلسامهُت للشركة‬
‫إال أهنم ال يفرضوف آليات احلكمة فيها‪ ،‬حيث أف ‪ % 50‬من اجمللس اإلشرايف يتم انتخاهبم من قبل‬
‫ادلسامهُت‪ ،‬بينما ‪ %50‬الباقوف يتم تعيينهم من قبل اربادات العماؿ‪ ،‬و ينطوي ىذا النظاـ على أف‬
‫العماؿ ليسوا فقط معنيُت يف أمر الشركة أو متأثرين هبا‪ ،‬بل أيضا ذلم ميزة ادلشاركة يف حوكمتها فهم‬
‫متساووف يف ربمل مسؤولية تنفيذ السياسة لتحقيق األرابح للشركة‪.‬‬

‫النموذج األدلاين حلوكمة الشركات‬

‫ٌــعــٌن ‪%50‬‬
‫اجمللس اإلشرايف‬

‫احتادات ادلوظفني و العمال‬

‫ٌنـتــخب ‪%50‬‬
‫مجلس اإلدارة التنفٌذٌة متضمنا‬
‫مدٌر العاللات العمالٌة‬

‫ملكٌة‬ ‫ادلسامهون " ادلالك"‬


‫الشــــركة‬

‫ادلصدر‪ :‬زىَت عبد الكرًن الكايد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪ ‬ففي النموذج األدلاين ىناؾ عالقة من خالؿ التقارير بُت اجمللسُت اإلشرايف و اإلداري‪ ،‬فاجمللس اإلشرايف لو سلطات زلدودة تنحصر يف تعيُت‬
‫اجمللس التنفيذي دوف مباشرة اإلدارة غَت أنو من حقو االطالع على قرارات االستثمار و اال عًتاض عليها‪ ،‬ومن األمور ادلهمة يف ىذا النموذج أف‬
‫مدير العالقات العمالية يتم مشاركتو يف اجمللس اإلداري التنفيذي كعضو عامل‪ ،‬و يف النتيجة فإف آليات احلوكمة تضمنت مشاركة العماؿ يف‬
‫اجمللس‪ ،‬كما أف البنوؾ األدلانية سبتلك رأمساؿ يف الشركات عكس البنوؾ األمريكية‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪25‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫ب‪ .‬النموذج الياابين‪:‬‬

‫يتميز النظاـ الياابين بتدخل الدولة القوي يف الواقع االقتصادي‪ ،‬و كذا تنسيق السياسات االستثمارية‬
‫للشركات يف القطاعات ذات القيمة ادلضافة العالية‪ ،‬كما أف سياسات االستثمار مبالغ فيها ابلنظر‬
‫لالحتياجات احلقيقية للشركات‪ ، ‬و ديثل النموذج لشبكة األعماؿ التجارية اليت تعكس العالقات الثقافية‬
‫التارخيية للبنوؾ الياابنية‪ ،‬و هبذا فهي سبتلك عدد كبَت من الروابط بُت الشركات ‪."28‬‬

‫يتميز النموذج الياابين ابلدور األساسي الذي تلعبو ادلؤسسات ادلالية يف حوكمة الشركات‪ ،‬حيث ديتلك‬
‫األفراد يف ىذه الشركات ‪ %28‬منها مقابل ‪ %45‬شللوكة للمؤسسات ادلالية منها‪ %22 :‬للبنوؾ و ‪%11‬‬
‫لشركات التأمُت على احلياة و ‪ %12‬لصناديق االستثمار و ‪ %27‬للمؤسسات غَت ادلالية‪ ،‬ففي ظل ىذا‬
‫النموذج يعُت ادلسامهوف و البنك معا أعضاء و رئيس رللس اإلدارة اإلشرايف‪ ،‬و أف طبيعة عالقة اجمللس‬
‫ابلرئيس تتبع للهيكل أيضا؛ و يعتمد النموذج الياابين على رللس إدارة واحد إلدارة الشركات الياابنية‪ ،‬و‬
‫يرتكز على العناصر األربعة التالية‪:‬‬

‫‪ -‬اجلمعية العامة؛‬
‫‪ -‬رللس اإلدارة؛‬
‫‪ -‬ادلدراء؛‬
‫‪ -‬مكتب ادلراجعُت ( يعادؿ اجمللس اإلشرايف يف النموذج األدلاين)‪.‬‬

‫‪ ‬يعتمد يف الياابف على نظاـ ‪ Keiretsu‬و ىو نظاـ اإلدارة التعاونية و الذي ساعد على إقامة عالقات قوية بُت الشركات يف نفس اجملموعة‬
‫من خالؿ األسهم ادلشًتكة للشركات مع البنوؾ و ادلبٍت على تداخل العالقات بُت الشركات‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪Möbert Jochen And Tydecks Patrick., Power and Ownership Structures among‬‬
‫‪German Companies: A Network Analysis of Financial Linkages, Darmstadt‬‬
‫‪Discussion Papers in Economics, Vol 179, Darmstadt, Germany, 2007, P.20‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪26‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫النموذج الياابين حلوكمة الشركات‬

‫تحدٌد اإلجراءات فً حالة الضرورة‬


‫تعٌٌن‬
‫المجلس اإلشرافً (‬
‫بما فً ذلن الرئٌس)‬

‫التصدٌك على لرارات المجلس‬ ‫توفٌر المدراء‬


‫و المرالبٌن‬

‫الرئــٌس‬

‫المساهمون‬ ‫البنن الرئٌسً‬


‫مشاورات‬

‫اإلدارة التنفٌذٌة‬

‫إدارة‬ ‫توفٌر المروض‬


‫ملكٌة‬
‫الشركة‬

‫ملكٌة‬

‫من خالؿ الشكل السابق فإف ادلؤسسات ادلالية الياابنية تلعب دورا زلوراي يف احلوكمة‪ ،‬سواء عن طريق‬
‫شلارستها لصالحيادها الرقابية كمالك جلزء من رأس ادلاؿ‪ ،‬أو الضغوط اليت ديكن أف سبارسها كمقرض متحمل‬
‫جلزء من ادلخاطر اليت تتعرض ذلا الشركة‪ ،‬و رغم أف ادلسامهُت ديلكوف الشركة إال أف البنك ادلموؿ لو الدور‬
‫الرئيسي‪ ‬حبيث صلده يتدخل حىت بتزويد اإلدارة ابدلدراء و يسيطر على الوظائف اإلدارية‪ ،‬و يف كثَت من‬
‫األحياف يقوـ ىذا البنك بتغيَت جذري يف فريق اإلدارة شلا يشكل دهديدا للمدراء يف حالة األداء الضعيف‪.‬‬

‫‪ ‬لقد أظهرت الدراسات أف من بُت رلموعة البنوؾ الدائنة لشركة ما‪ ،‬فإف البنك الذي لديو الدين األكرب و ادلسمى ابلبنك الرئيسي لو احلق يف‬
‫إفادة بعثة ذلا السلطة إلجراء رقابة إضافية‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪27‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫ميزات و عيوب نظام الداخليني‪ :‬لنظاـ الداخليُت ( النموذج األدلاين –الياابين) رلموعة من ادلميزات نذكر‬
‫منها‪:‬‬

‫‪ -‬تركز ادللكية يف يد عدد قليل من ادلالؾ‪ ،‬شلا يسهل الوصوؿ إليهم؛‬


‫‪ -‬الداخليوف ذلم السلطة و احلافز دلراقبة اإلدارة عن كثب و ابلتارل تقليل احتماالت سوء اإلدارة؛‬
‫‪ -‬بسبب كرب ملكيات الداخلُت و حقوؽ اإلدارة اخلاصة هبم فإهنم دييلوف إذل أتييد القرارات اليت تعزز‬
‫أداء ادلؤسسة يف األجل الطويل مقابل القرارات اليت دهدؼ إذل تعظيم ادلكاسب يف األجل‬
‫‪29‬‬
‫الطويل؛‬
‫‪ -‬إيالء أمهية لعنصر العمل و سبثيل أصحاب ادلصاحل الرئيسية ‪.30‬‬

‫كما يعترب ىذا النموذج أقل عرضة دلشاكل الوكالة‪ ،‬فليس ىناؾ انفصاؿ كبَت بُت ملكية الشركة و‬
‫رقابتها ‪ ،‬حيث ديثل تركز ادللكية آلية مهمة حلوكمة الشركات ضم‬
‫‪31‬‬
‫ف ىذا النموذج خاصة يف ظل وجود احلافز دلراقبة اإلدارة لدى أصحاب النسب احلاكمة‪.‬‬

‫و إذل جانب ادلزااي اليت يتصف هبا النموذج األدلاين ‪ -‬الياابين‪ ،‬إال أنو يؤخذ عليو رلموعة من العيوب اليت‬
‫تشكل نقاط ضعفو أمهها‪:‬‬

‫‪ ‬إف أصحاب ادلؤسسة أو أصحاب حقوؽ التصويت من ذوي النسب ادلسيطرة‪ ،‬ديكن أف يرغموا‬
‫أو يتواطئوا مع إدارة ادلؤسسة لالستيالء على أصوؿ الشركة على حساب مسامهي األقلية‪ ،‬شلا‬
‫يشكل سلاطرة كبَتة خاصة عندما ال يتمتع صغار ادلسامهُت حبقوقهم القانونية؛‬
‫‪ ‬قد يستخدـ كبار ادلسامهُت أو كبار أصحاب القوة التصويتية سلطتهم للتأثَت على قرارات رللس‬
‫اإلدارة اليت قد يستفيدوف منها بشكل مباشر على حساب ادلؤسسة‪ ،‬مثل إقناع رلالس اإلدارة‬
‫دبرتبات و مزااي ابىظة للمدراء؛‬

‫‪ 29‬سعود وسٌلة‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪30‬‬
‫‪Touil Ratiba, Gouvernance d’entreprise et création de valeur : tendances actuelles‬‬
‫‪et orientations futures, thèse de Magistère, Faculté des sciences économiques et de‬‬
‫‪sciences de gestion, Université d’Alger , 2009, p 172‬‬
‫‪31‬‬
‫عبد المجٌد كموش‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪28‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ ‬عندما تكوف البنوؾ من بُت كبار ادلسامه ُت يف إحدى الشركات اليت تتوذل إقراضها‪ ،‬فإف البنوؾ‬
‫قد تواجو مشاكل تعارض ادلصاحل اليت ديكن أف دهدد مستقبل كل من البنك و الشركة‪ ،‬فللبنك‬
‫مصلحة واضحة يف استمرار الشركة و من مث فإنو يستمر يف تقدًن القروض ذلا على الرغم من‬
‫عدـ أىليتها لالقًتاض؛‬
‫‪ ‬استخداـ الداخليُت ل سلطادهم بطريقة غَت مسؤولة يعمل على ضياع موارد الشركة و زبفيض‬
‫مستوايت اإلنتاجية‪.‬‬

‫النموذج األدلاين‪ -‬الياابين‬ ‫النموذج األجنلوساكسوين‬ ‫األبعاد‬


‫‪-‬رقابة قوية؛‬ ‫‪-‬رقابة ضعيفة؛‬ ‫الدور الرقايب‬
‫رأمساؿ مركز عند مسامهُت مسيطرين؛‬ ‫‪-‬رأمساؿ متنوع؛‬ ‫للمسامهني‬
‫مشاركة متعددة للبنوؾ؛‬ ‫‪-‬رقابة شلارسة أساسا من ادلؤسسُت؛‬
‫أىداؼ طويلة األجل؛‬ ‫‪-‬أىداؼ قصَتة األجل؛‬
‫‪-‬شلارسة الرقابة من الفاعلُت الداخليُت و البنوؾ‬ ‫‪-‬رقابة تركز على أسعار األصوؿ يف البورصة‪.‬‬
‫األساسية‬
‫‪-‬رقابة اخلصوـ؛‬ ‫‪-‬رقابة األصوؿ؛‬ ‫ادلالك‬
‫‪-‬مديونية مهمة من البنوؾ؛‬ ‫‪-‬مديونية مصرفية ضعيفة‬
‫‪-‬أمهية القروض بُت ادلؤسسات؛‬ ‫‪ -‬مديونية مهمة من السوؽ ادلارل؛‬
‫‪-‬عالقة طويلة األجل؛‬ ‫‪ -‬عالقات أقل استقرارا‪.‬‬
‫‪-‬احتماؿ مشاركة البنوؾ يف رأس ادلاؿ‪.‬‬
‫‪-‬رقابة قوية منتظمة يف القرارات‪.‬‬ ‫‪-‬رقابة ضعيفة من طرؼ ىيئات النقابة‪.‬‬ ‫األجراء‬
‫‪-‬رقابة قوية جدا؛‬ ‫‪-‬رقابة ضعيفة؛‬ ‫دور رللس‬
‫‪-‬يغلب على رللس اإلدارة أىم أصحاب ادلصلحة و‬ ‫‪-‬رللس اإلدارة يسيطر عليو ادلدراء؛‬ ‫اإلدارة و نظم‬
‫حضور قوي للبنوؾ و األجراء؛‬ ‫‪-‬منط ادلكافآت يف احلقيقة جيب أف يكوف‬
‫احلوافز‬
‫‪-‬شبكة كم اإلداريُت أكثر تركزا؛‬ ‫زلفز؛‬
‫‪-‬رقابة على ادلدى البعيد و ذات نوعية؛‬ ‫‪-‬الرقابة على النتيجة و على أسعار األسهم؛‬
‫‪-‬نظاـ ادلكافآت أقل ربفيزا‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪29‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫أكثر صعوبة‬ ‫نسبيا سهل‬ ‫الدور العالجي‬


‫(حتويل حقوق‬
‫ادللكية)‬
‫‪ -‬ظاىراي أكثر سهولة؛‬ ‫‪-‬مع التضارب أكثر أو أقل سهولة حسب‬ ‫تغيري ادلدراء‬
‫‪-‬غالبا ما يتم التفاوض داخل رلموعة‪.‬‬ ‫التجذر؛‬
‫‪-‬أمهية السوؽ اخلارجي للمدراء‬
‫أكثر صعوبة ( عالقات طويلة األجل مع البنوؾ و مع‬ ‫أكثر سهولة‪.‬‬ ‫إمكانية خروج‬
‫األجراء)‪.‬‬ ‫أصحاب‬
‫ادلصلحة‬
‫‪-‬أكثر صالبة؛‬ ‫‪-‬أحسن زبصيص لرأس ادلاؿ؛‬ ‫النتائج على‬
‫‪-‬تفضيل التعاوف و االستثمار على ادلدى البعيد؛‬ ‫أحسن مرونة و قابلية للتكييف؛‬ ‫األداء‬
‫‪-‬ادلوافقة على النشاطات التقليدية‪.‬‬ ‫أتييد النشاطات اجلديدة‪.‬‬
‫االقتصادي‬

‫‪ .4‬النموذج اذلجني ( النموذج الالتيين)‬

‫يدخل يف نظاـ ىذا النموذج الذي يعترب مزيج بُت النماذج األصللوساكسونية و النموذج األماين ‪-‬‬
‫الياابين العديد من الدوؿ مثل اسيانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬بلغاراي و أيضا فرنسا‪ ،‬و يعتمد أساسا على تدخل الدولة يف‬
‫ربديد األطر اليت يستند إليها نظاـ حوكمة الشركات يف البلد ‪ ،‬و اجلدوؿ ادلوارل يبُت أىم ادلفاىيم اخلاصة هبذا‬
‫النموذج‪:‬‬

‫النموذج اذلجني‬ ‫البيان‬


‫ىو النظاـ الذي جيمع بُت رقابة السوؽ ادلارل و الرقابة ادلمارسة من طرؼ البنوؾ‪.‬‬ ‫ادلفهوم‬
‫*السياؽ‪ :‬ىيمنة الدولة منذ فًتة طويلة على االقتصاد الفرنسي من خالؿ ادلشاركة يف رأمساؿ‬ ‫زلددات النموذج‬
‫العديد من الشركات أو أتميمها‪ ،‬كوف الدولة ىي ادلالك لرأمساؿ أكرب البنوؾ الفرنسية فقد اشًتطت‬
‫تطوير نظاـ فرنسي للحوكمة من خالؿ خلق أسواؽ مالية زللية عن طريق فك ارتباطها (خوصصة)‬
‫برأمساؿ الشركات الوطنية األكثر صلاحا و إدخاؿ النموذج الياابين ( البنك الرئيسي)‪.‬‬
‫*اإلطار القانوين‪ :‬ال وجود ألي حدود تنظيمية تفرض على البنوؾ مستوايت عليا أو دنيا من‬
‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪30‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫ادلسامهة يف رأمساؿ الشركات غَت ادلالية‪ ".‬وطبقا للقانوف الفرنسي فإف للشركات حرية االختيار بُت‬
‫ىيكلُت متمايزين للحوكمة‪ ،‬حيث ديكن أف تُدار الشركة من خالؿ رللس إدارة واحد‪ ،‬أو من‬
‫خالؿ رللسُت‪ :‬أحدمها رللس تنفيذي و اآلخر رللس إشرايف" ‪.32‬‬
‫*اجلانب األخالقي‪ :‬يتلخص اجلانب األخالقي الفرنسي يف ثالثية‪ :‬الشرؼ‪ ،‬ادلنطق القانوين‪ ،‬ادلنهج‬
‫الديكاريت( االعتماد على العقل يف ادلعرفة‪ ،‬يقوـ على أساسُت‪ :‬البداىة ‪ ،‬االستنباط)‪.‬‬
‫‪-‬على الرغم من عدـ وجود قيود قانونية‪ ،‬فمشاركة البنوؾ ال تتجاوز يف ادلتوسط ‪ %5‬من رأمساؿ‬ ‫ىيكل رأس ادلال‬
‫الشركات غَت ادلالية؛‬
‫‪-‬ملكية متبادلة لألسهم بُت الشركات غَت ادلالية‪ ،‬تصل إذل نسبة ‪ %57‬من األسهم القائمة‪ ،‬و‬
‫اعتماد أقل للشركات الفرنسية على البنوؾ بسبب شيوع االئتماف التجاري؛‬
‫‪-‬تركز ادللكية يف الشركات الفرنسية بنسبة ‪ %48‬مقابل ‪ %78‬يف إيطاليا‪.‬‬
‫*الرقابة اخلارجية‪ :‬من خالؿ األسواؽ ادلالية أي الضغوط التأديبية الناشئة عن التهديدات دبمارسة‬ ‫طرق الرقابة‬
‫عمليات استحواذ عدائية و الرقابة ادلفروضة من قبل الشركات ادلالكة جلزء من رأس ادلاؿ‪.‬‬
‫*الرقابة الداخلية‪ :‬تتم من خالؿ رللس اإلدارة أو رللس ادلراقبة‪ ،‬و أىم األطراؼ الفاعلة دبا فيها‬
‫ادلوظفُت و العماؿ‪.‬‬

‫‪ 32‬حمادي نبٌل‪ ،‬عمر علً عبد الصمد‪ ،‬النماذج الدولٌة لحوكمة المؤسسات دراسة ممارنة لل و ‪.‬م‪.‬أ و فرنسا‪ ،‬الملتمى العلمً‬
‫الدولً حول‪ :‬آلٌات حوكمة المؤسسات و متطلبات تحمٌك التنمٌة المستدامة‪ ،‬ورللة الجزائر‪ 72- 72 ،‬نوفمبر ‪ ،7403‬ص ‪.47‬‬
‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪31‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫احملاضرة اخلامسة‪ :‬نظرايت حوكمة الشركات ( النظرايت التعاقدية)‬

‫ىيمنت النظرايت االقتصادية األصللوساكسونية للمنشأة على أفكار األكاددييُت و صانعي السياسات‬
‫يف العادل فيما يتعلق حبوكمة الشركات‪ ،‬على الرغم من االنتقادات اليت تعرضت ذلا الفروض اليت أتسست‬
‫عليها تلك النظرايت‪.‬‬

‫‪Olivier‬‬ ‫تعترب كتاابت بَتؿ و مينز ‪ ،Berle & Means‬و أعماؿ اوليفر ويليامسوف‬
‫‪ Williamson‬و روانلد كوز ‪ Ronald Coase‬فيما بعد‪ ،‬األساس النظري حلوكمة الشركات ؛ إف‬
‫‪ Berle & Means‬سنة ‪ 1932‬أوؿ ادلنظرين دلا مسي ب ػ ػػ" حوكمة الشركات" حيث قاما‬ ‫الباحثُت‬
‫بدراسة تشتت رأمساؿ أكرب اجملموعات األمريكية يف مؤلف ذلما بعنواف‪" :‬الشركة احلديثة و ادللكية‬
‫‪33‬‬
‫اخلاصة"‪ ،‬و قد خلصا إذل ظهور جديد للملكية‪.‬‬

‫و ديكن تصنيف النظرايت اليت حاولت إجياد احلجج اليت تفسر ضرورة تواجد نظاـ حوكمة الشركات‬
‫إذل رلموعتُت أساسيتُت‪ ،‬تتمثل األوذل يف النظرايت التعاقدية و الثانية يف النظرايت التنظيمية ( ادلعرفية)‪.‬‬

‫النظرايت التعاقدية ( االقتصادية)‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫حسب ىذه النظرايت تظهر الشركات كخياؿ قانوين يغطي رلموعة من العقود الصرحية و الضمنية‬
‫اليت ربكم العالقات بُت الوكالء الداخليُت يف الشركة مع بعضهم و مع أطراؼ أخرى‪ ،‬حبيث تسمح ىذه‬
‫العقود بتحديد حقوؽ كل عامل و أنظمة الرقابة و التقييم‪ ،‬فالشركة عبارة عن سوؽ داخلي تتألف من العقود‬
‫ادلربمة بُت رلموعة من األفراد لديهم أىداؼ سلتلفة و يبحثوف عن تعظيم منفعتهم اخلاصة‪.‬‬

‫‪ ‬فتلك النظرايت ترى أف ادلنشأة عبارة عن رلموعة من الشروط التعاقدية يوحدىا غرض تعظيم ادلنفعة الفردية للسلوؾ اإلنساين‪ ،‬و سبيل إذل‬
‫محاية رأس ماؿ ادلستثمرين؛ و قد تولت بعض النظرايت التنظيمية حلوكمة ادلؤسسات الرد على تلك النظرايت االقتصادية‪ ،‬و قد تبنت النظرايت‬
‫التنظيمية مفهوما أكثر تعقيدا للمنشأة‪ ،‬إال أف تطور النظرايت التنظيمية حلوكمة ادلؤسسات كاف ضعيفا و بطيئا‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪Armand Dayan et autres, Le Manuel de Gestion, V1, Paris, Edition ; Ellipses, 1999, P 216.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪32‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫نظرية الوكالة‪La théorie de l’agence :‬‬ ‫‪1.1‬‬

‫إف التوسع الذي عرفتو الشركة دعا إذل ضرورة أف يسند تسيَتىا إذل جهة متخصصة دبا يضمن‬
‫استمرارىا و صلاحها‪ ،‬فظهر بذلك فصل ادللكية عن التسيَت‪ ،‬و بناء عليو أصبح ينظر للشركة على أهنا‬
‫رلموعة عقود (‪ ،) Neoud de contrat‬و العقود تقتصر فقط على رلموعة من األطراؼ تشمل أساسا‪:‬‬
‫‪34‬‬
‫ادلسامهني‪ ،‬ادلوظفني‪ ،‬الدائنني‪ ،‬ادلوردين و ادلسريين‪.‬‬

‫تعود فكرة فصل ادللكية عن اإلدارة إذل كل من ‪ 1932 Means& Berle‬اللذاف درسا وظيفة‬
‫الرقابة اليت يقوـ هبا ادلالؾ ووظيفة ازباذ القرارات اليت يقوـ هبا ادلسَتين‪ ،‬إضافة إذل مشكلة توفر ادلعلومات‬
‫اليت حيصل عليها ادلسَتوف قد زبتلف عن ادلعلومات اليت حيصل عليها ادلالؾ ‪ ،‬ومن ىنا جاءت نظرية الوكالة‬
‫‪35‬‬
‫لتدرس العالقة بُت ىذين الطرفُت و احتمالية استغالؿ كل طرؼ على حساب اآلخر‪.‬‬

‫أ‪ .‬مضمون نظرية الوكالة و فلسفتها‬

‫إف ادلسَتين عادة ما يسعوف لتحقيق مصاحلهم‪ ،‬فهم على سبيل ادلثاؿ يقوموف ابستثمارات زلفوفة‬
‫ابدلخاطر من أجل زايدة حجم الشركة‪ ،‬و ىذا ابلنظر إذل زايدة حجم الشركة ىو ربسُت لسمعتهم يف سوؽ‬
‫العمل‪ ،‬كما أكد ‪ Jensen‬أف ادلسَتوف يفضلوف إعادة استثمار األرابح يف مشاريع مرحبة بدؿ توزيعها على‬
‫‪36‬‬
‫ادلسامهُت و ىذا ربقيقا لسيطردهم على ادلوارد اذلامة يف الشركة‪.‬‬

‫تعرؼ نظرية الوكالة‪ ‬على أهنا إطار فكري لتفسَت ظاىرة العالقات التعاقدية و تنشأ ىذه العالقة‬
‫عندما يفوض ( يوكل) شخص معُت ( أو رلموعة من األشخاص) يسمى األصيل‪ ،‬شخصا آخر ( أو‬
‫رلموعة من األشخاص) يسمى الوكيل للقياـ أبداء خدمة زلددة ابلنيابة عن األصيل‪ 37 ،‬ىذا ما مت نشره يف‬

‫‪ 35‬نوي فطيمة الزىرة‪ ،‬أثر تطبيق احلوكمة ادلؤسسية على حتسني أداء البنوك اجلزائرية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم العلوـ االقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫بسكرة‪ ،2017- 2016 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪36‬‬
‫‪Frank Bancel, La Gouvernace des Entreprises, Edition Economica, Paris, 1997,P18.‬‬
‫‪‬‬
‫عرفَا مسَتي الشركة كػ " وكالء"‬
‫لقد مت عرض نظرية الوكالة بصورة مفصلة من طرؼ ‪ Jensen & Meckling‬سنة ‪ 1976‬حيث َّ‬
‫‪ Agents‬و ادلسامهُت كػ " موكلُت" ‪ ، Principals‬و تتمثل وظيفة نظرية الوكالة يف ادلساعدة على إعداد تقنيات لوصف النزاع ادلالزـ لعالقة‬
‫ادلوكل – الوكليل ‪ Principal- Agent‬و التحكم يف الوضعية‪.‬‬
‫‪ 37‬نوي فطيمة الزىرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪33‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬
‫‪38‬‬
‫سنة ‪ 1976‬من طرؼ الباحثُت ‪ Jensen &Meckling‬يف مقاؿ ذلما‬ ‫‪Financial Economics‬‬ ‫رللة‬
‫بعنواف‪Theory of the Firm : Managerial Behavior, Agency costs, and Ownership :‬‬

‫‪.Structure‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص عالقة الوكالة‪ :‬من خصائص عالقة الوكالة‪:‬‬

‫‪ -‬تقوـ على السلطة؛‬


‫‪ -‬عدـ تناظر ادلعلومات؛‬
‫‪ -‬تتعاطى خصوصا مع نظرية حقوؽ ادللكية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬فرضيات نظرية الوكالة ‪ :‬تقوـ نظرية الوكالة على رلموعة من الفرضيات تتمثل يف مايلي‪:‬‬

‫‪ .1‬الفصل بُت األصيل و الوكيل‪ :‬أي الفصل بُت حقوؽ ادللكية و حقوؽ ازباذ القرار؛‬
‫‪ .2‬تعارض ادلصاحل ( تعظيم ادلصاحل الذاتية)‪ :‬حيث كل من الوكيل و األصيل يسعى إذل تعظيم منفعتو‬
‫‪39‬‬
‫و ابلتارل اختالؼ أىداؼ و أفضليات كل من األصيل و الوكيل ففي حُت يفضل‬ ‫الشخصية‪،‬‬
‫ادلوكل احلصوؿ على أكرب جهد شلكن من الوكيل مقابل مكافأة مرضية‪ ،‬ال دييل الوكيل بطبيعتو إذل‬
‫بذؿ اجلهد يف الوقت الذي أيمل فيو تعظيم ما حيصل عليو من مكافآت ‪40‬؛‬
‫‪ .3‬ادلوكل لديو القدرة على حفز الوكيل و بطرؽ سلتلفة – سواء كانت مادية أو معنوية ‪ -‬كمحاولة‬
‫‪41‬‬
‫للتغلب على تعارض ادلصاحل أو لضماف تصرؼ الوكيل لصاحل ادلوكل؛‬
‫‪ .4‬الرشادة‪ :‬و حسب ىذا الفرض فإنو يتوقع أف يتصرؼ كل من الوكيل و األصيل التصرؼ الرشيد و‬
‫أف يتسما ابلعقالنية يف ربقيق مصاحلهم الذاتية؛‬
‫‪ .5‬عدـ سباثل ادلعل ومات‪ :‬و ذلك ألف الوكيل لديو القدرة على احلصوؿ على معلومات أفضل على‬
‫نشاط و التوقعات ادلستقبلية للشركة‪ ،‬وىي بذلك تفوؽ ادلعلومات ادلتوفرة األصيل؛‬

‫‪38‬‬
‫‪Bennafa Fariza , OP.cit, P 29‬‬
‫‪ 39‬نوي فطيمة الزىرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪37‬‬
‫‪ 40‬حسن زكي‪ ،‬منوذج رايضي مقرتح لتخصيص تكاليف الطاقة الغارقة و التكاليف ادلشرتكة يف ادلؤسسات الصناعية‪ ،‬رللة جامعة دمشق‪ ،‬اجمللد ‪16‬‬
‫العدد ‪ ،2000 ،02‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 41‬ردية شيبوب‪ ،‬كفاءة نظام احلوكمة و أثرىا على األداء ادلايل للشركات يف ظل بيئة األعمال اجلزائرية – دراسة قياسية لبعض شركات ادلسامهة بوالية‬
‫سطيف ‪ ،-‬أطروحة ماجستَت‪ ، 2016 - 2015 ،‬كلية العلوـ االقتصادية التجارية و علوـ التسيَت‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،1‬ص ‪05‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪34‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ .6‬األخطار غَت ادلتوقعة‪ :‬و ذلك بوجود عوامل أخرى مثل احلظ السيء و العوامل غَت متوقعة أخرى‬
‫تؤدي إذل الفصل بُت نشاط الوكيل و النتائج ادلتحققة‪ ،‬إال أنو يف ظل عدـ سباثل ادلعلومات و تفوؽ‬
‫األصيل فإنو يريد أف يستدؿ على سلوؾ الوكيل من خالؿ اإلشراؼ على إدائو؛‬
‫‪ .7‬االبتعاد عن ادلخاطرة‪ :‬إف أداء الوكيل حيتوي على رلموعة من ادلخاطر ومن أجل االبتعاد عن ىذه‬
‫ادلخاطر يطلب تعويض أو مكافآت ‪ ،42‬كما أف القدر الذي يتحملو ادلوكل من ادلخاطرة‪ ‬قد ال‬
‫يكوف مساواي للقدر الذي يتحملو الوكيل‪ ،‬و يرجع ذلك إذل عدة أسباب منها إمكانية حصوؿ‬
‫‪43‬‬
‫الوكيل على ادلعلومات و صعوبة مالحظة و تقييم تصرفاتو من جانب ادلوكل‪.‬‬

‫مشاكل الوكالة‪:‬‬

‫لقد تطرؽ كل من ‪ Jensen & Meckling‬عاـ ‪ 1976‬و ‪ Fama‬عاـ ‪ 1980‬إذل مشكلة‬


‫الوكالة ‪ Agency Problem‬حيث أشاروا إذل حتمية حدوث صراع ابدلؤسسة عندما يكوف ىناؾ فصل‬
‫بُت ادللكية و اإلدارة‪ 44 ،‬و تتمثل أىم ادلشاكل النامجة عن عالقة الوكالة فيمايلي‪:‬‬

‫‪ ‬ادلخاطر ادلعنوية‪ : ‬تنتج ىذه ادلخاطر عن إمكانية اخت الؼ العمل الذي يقوـ بو الوكيل عن ذلك‬
‫الذي التزـ بو عند توقيع العقد ‪45‬؛‬
‫‪ ‬مشكلة التخلخل العكسي ( سوء االختيار)‪ :‬تنشأ عندما تكوف لدى الوكيل القدرة على احلصوؿ‬
‫على ادلعلومات اخلاصة بنتائج كل بديل و ذلك قبل قيامو ابألداء أو االختيار يف الوقت الذي ال‬
‫تتوفر فيو ىذه ادلعلومات ‪ ،46‬فاألصيل ليس واثقا أنو ديلك مجيع ادلعلومات ادلتاحة للوكيل‪.‬‬

‫‪ 42‬نوي فطيمة الزىرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.38‬‬


‫‪‬‬
‫إف اختالؼ نسبة ادلخاطرة اليت يتحملها كل من األصيل و الوكيل يرجع إذل عدة أسباب تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬عدـ قدرة األصيل على متابعة و مالحظة أداء و تصرفات الوكيل بصورة مباشرة نتيجة دلعايشة الوكيل لظروؼ العمل و مشاكلو؛‬
‫اختالؼ اخللفية التدريبية و اخلصائص الشخصية لكل منهما؛‬ ‫‪-‬‬
‫اختالؼ إمكانية التوصل إذل ادلعلومات و فهمها من طرؼ األصيل و الوكيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 43‬ردية شيبوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪06‬‬
‫‪ 44‬نوي فطيمة الزىرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ Alea Moral  ‬أو ‪ Hazard Moral‬وىو ادلصطلح األصلي للمخاطر ادلعنوية عند األصللوساكسوف‪ ،‬حيث زبتلف ترمجتو إذل العربية‬
‫من ادلخاطر ادلعنوية إذل مشكلة التخلخل اخللقي مرورا ابجملازفة ادلعنوية إذل ادلأزؽ األخالقي‪ ،‬إال أف أفضل ترمجة لو ىي ادلخاطر ادلعنوية و اليت‬
‫تنشأ عندما ال يستطيع األصيل مالحظة أداء الوكيل‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪Frédéric Parrat, Le gouvernement d’entreprise , Edition Maxima, Paris, 1999, P 32.‬‬
‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪35‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫تكاليف الوكالة‪ :‬حسب نظرية الوكالة فتؤدي ىذه ادلشاكل إذل ربمل كال الطرفُت عدة تكاليف نتيجة‬
‫االتفاقيات ادلربمة بينهما و تتمثل أساسا يف‪:‬‬

‫‪ .1‬تكاليف ادلراقبة ‪ :Monitoning Costs‬و اليت يقوـ هبا ادلسامهوف للتأكد من أف الوكيل‬
‫‪47‬‬
‫ال يتصرؼ من منطلق مصلحتو الشخصية على حساب مصاحل األصيل؛‬
‫‪ .2‬تكاليف اإللتزام (االرتباط) ‪ :Bonding Costs‬و اليت يتحملها‪ ‬الوكيل من أجل طمأنة‬
‫األصيل و أف يثبت لو انو يتصرؼ وفقا دلصاحلو من خالؿ تنفيذ التزاماتو؛‬
‫‪ .3‬اخلسارة ادلتبقية (تكاليف الفرصة البديلة) ‪ :Residual Costs‬ىي اخلسارة اليت يتحملها‬
‫األصيل بسبب تضارب ادلصاحل مع الوكيل ‪ ،‬و مع ذلك فإف اخلسارة ادلتبقية ال تتعلق ابألصيل‬
‫‪‬‬
‫لوحده فاألصيل يستطيع ربمل ىذه التكاليف أيضا‪.‬‬

‫و تقدـ نظرية الوكالة من أجل احلد من انتهازية ادلدراء و التقليل من تكاليف الوكالة عدة آليات‬
‫للرقابة على أداء ادلدراء و التأ كد من مساءلتهم أماـ ادلسامهُت وأصحاب ادلصاحل و اليت تتمثل أساسا يف‬
‫مايلي‪:‬‬

‫أ‪.‬ميكانيزمات الرقابة اخلارجية‪ :‬تتمثل يف سوؽ ادلنافسة اخلاصة ابلسلع و اخلدمات‪ ،‬و سوؽ عمل ادلسَتين‪،‬‬
‫السوؽ ادلارل‪....‬‬
‫‪48‬‬
‫ب‪.‬ميكانيزمات الرقابة الداخلية‪ :‬تتمثل يف حقوؽ التصويت‪ ،‬الرقابة التبادلية ‪ ،‬رللس اإلدارة ‪....‬‬

‫‪ 46‬رٌمة شٌبوب‪ ،‬مرجع سبك ذكره‪ ،‬ص ‪.42‬‬


‫‪ 47‬نوي فطيمة الزىرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪40‬‬
‫‪‬‬
‫ىذه التكاليف ديكن أف أتخذ أشكاال سلتلفة مثل‪ ":‬نشر ادلعلومات من طرؼ الوكيل أو اخلضوع الطوعي للمراقبُت"‪.‬‬
‫‪  ‬و كمثاؿ عن ىذه التكاليف" التخصيص السيء للموارد‪ ،‬اختيار اسًتاتيجية غَت مثلى‪ ، :...‬فهي إذف القرارات ادلتخذة من طرؼ الوكيل‬
‫ادلتعلقة بعدـ تعظيم رفاىية األصيل يف ظل وجود بدائل أخرى‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫‪Frédéric Parrat, Op.cit. p p 46-48.‬‬
‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪36‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫آليات الرقابة الداخلية و اخلارجية‬

‫اآلليات اخلارجية‬ ‫اآلليات الداخلية‬


‫البيئة القانونية و التنظيمية‬ ‫أنظمة رمسية للحوافز و الرقابة‪:‬‬ ‫اآلليات ادلسطرة " ادلقصودة"‬
‫نظاـ‬
‫مكافآت ادلدراء‬
‫‪ -‬سوؽ العمل للمدراء؛‬ ‫آليات غَت رمسية‪ :‬رقابة ادلدراء‬ ‫اآلليات التلقائية" العفوية"‬
‫‪ -‬السوؽ ادلارل؛‬
‫‪ -‬سوؽ السلع و اخلدمات‬

‫‪.2‬نظرية حقوق ادللكية‪:‬‬

‫ترجع نظرية حقوؽ ادللكية إذل كل ‪ 49‬من ‪ Alchain & Demetz‬سنة ‪ ،1973‬و تعترب ىذه‬
‫النظرية إحدى ادلقارابت األساسية للتوجو االنضباطي الذي ترتكز عليو حوكمة الشركات‪ ،‬و تتمثل نقطة‬
‫انطالؽ ربليل ىذه النظرية ىو النظر يف التفاعالت االقتصادية و االجتماعية و اليت ىي دبثابة تبادؿ يف‬
‫حقوؽ ادللكية‪ ‬على السلع و اخلدمات ‪.50‬‬

‫و ديكن تعريف حق ادللكية على أنو " حق خاص بفرد معني و قابل للتحويل عن طريق التبادل‬
‫مقابل حقوق مماثلة على ممتلكات أخرى"‪.‬‬

‫ادلؤسسة حسب ىذه النظرية ىي عبارة عن شكل تنظيمي كفء االنتاج يف إطار فريق عمل‪ ،‬كل‬
‫عضو فيو يعترب مالكا لو احلق يف توظيف‪ ،‬ترخيص ‪ ،‬تقييم‪ ،‬و تسيَت أعضاء فريقو وىذا من خالؿ تبادؿ‬
‫‪51‬‬
‫حقوؽ معينة‪.‬‬

‫‪ 49‬غضباف حساـ الدين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. .14‬‬


‫‪ ‬و حسب ىذه ادلقاربة فإف توزيع حقوؽ ادللكية لو أتثَت على سلوكيات األفراد و وظيفة و كفاءة النظاـ االقتصادي بصفة عامة و الشركة بصفة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪Marc- Hubert depret et d’autre, Gouvernement d’entreprise, p 43.‬‬
‫‪ 51‬غضباف حساـ الدين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪37‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫و تتوزع ىذه احلقوؽ على ثالث أمناط ملكية‪ ‬ىي‪:‬‬

‫‪ -‬حق االستعماؿ )‪ : ( L’usus‬و ىو احلق يف استخداـ ادللكية؛‬


‫‪ -‬حق االستفادة من دخل األصل)‪ : ( Le Fructus‬يقصد بو احلق يف ربصيل ادلنافع و األرابح؛‬
‫‪ -‬حق التنازؿ للغَت )‪ :( L’abusus‬وىو حق بيع الشيء‪.‬‬

‫و نسبة دلن ديتلك حقوؽ ادللكية ديكن أف منيز بُت عدة أنواع منها ‪:52‬‬

‫‪ .1‬احلقوؽ اخلاصة ‪ :Private Rights‬تعٍت أف صاحب ىذه احلقوؽ ىو الشخص الوحيد الذي لو‬
‫السلطة يف تقرير كيفية استعماؿ ادلوارد زلل احلقوؽ؛‬
‫‪ .2‬احلقوؽ العمومية ‪ :Communal Raghts‬ىي احلقوؽ اليت ديتلكها مجيع األفراد على مورد ما‪،‬‬
‫مثل حق صيد األمساؾ يف البحر؛‬
‫‪ .3‬احلقوؽ اجلماعية ‪ :Collective Rights‬يف ىذه احلالة يكوف مالك احلق رلموعة أفراد‪ ،‬حيث‬
‫يتخذ قرار استعماؿ ادلوارد زلل احلقوؽ بصورة مجاعية؛‬
‫‪ .4‬احلقوؽ القابلة للتبادؿ ‪ :Exchangeable Rights‬ىناؾ حقوؽ قابلة للتبادؿ و حقوؽ غَت قابلة‬
‫للتبادؿ‪‬؛‬

‫‪‬‬
‫اجلمع بُت األمناط الثالثة السابقة ادلكونة حلقوؽ ادللكية يكوف متفاوات وفق شكل ادلؤسسة اليت سبارس فيها ىذه احلقوؽ‪ ،‬حبيث‪:‬‬
‫‪ ‬يف ادلؤسسة الرأمسالية‪ :‬حق االستعماؿ‪ ،‬حق االستفادة من دخل األصل‪ ،‬و حق التنازؿ للغَت يكونوف مركزين يف أيدي شخص واحد‬
‫ىو ادلالك يف أغلب احلاالت؛‬
‫‪ ‬يف ادلؤسسة اإلدارية‪ :‬أين ىناؾ فصل بُت ادللكية و التسيَت‪ ،‬و ادلساىم ديتلك حق االستفادة من دخل األصل و حق التنازؿ‪ ،‬بينما ال‬
‫ديتلك ادلسَت سوى حق االستعماؿ؛‬
‫‪ ‬يف ادلؤسسة العمومية‪ :‬يكوف فيها حق االستعماؿ للجميع‪ ،‬أما حق االستفادة من دخل األصل و حق التنازؿ للغَت يكوف لدى‬
‫السلطات العمومية ادلسؤولة؛‬
‫‪ ‬ادلؤسسات التعاونية‪ :‬حيث ادللكية مجاعية و غياب ادلالك احلقيقي الذي يستفيد من الربح احملتمل‪ ،‬يكوف حق االستفادة من دخل‬
‫األصل لدى ادلسَتين و األجراء العاملُت يف ادلؤسسات‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪Martin Ricketts, The Economics of Business Enterprise : An Introduction to‬‬
‫‪Economic Organization and the Theory of the Firm, Cheltenham: Edward Elgar‬‬
‫‪Publishing Ltd, 2002, P 88-92.‬‬
‫‪ ‬مثال‪ :‬شخص ديلك منزال ديكن التصرؼ فيو من خالؿ بيع حقوؽ ملكيتو لشخص آخر مثل تلك احلقوؽ ىي حقوؽ قابلة للتبادؿ بينما‬
‫الشخص الذي لو منزؿ لك تدفع كل أقساطو بعد لو حقوؽ استعماؿ ادلنزؿ لكن ال ديكنو بيع تلك احلقوؽ‪ ،‬و ابلتارل فهي حقوؽ غَت قابلة‬
‫للتبادؿ‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪38‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ .5‬احلقوؽ القابلة للنقل و الثابتة ‪ :Aleinable and Inalienable Rights‬احلقوؽ اليت ال ديكن‬
‫نقلها لشخص آخر تسمى ابحلقوؽ الثابتة‪ ،‬و تلك اليت ال ديكن نقلها تعترب حقوؽ قابلة للنقل‪.‬‬
‫لقد أظهرت ىذه النظرية أف الفصل بُت اإلدارة و ادللكية يف ظل نظاـ ادللكية اخلاصة أكثر فعالية‬
‫ابدلقارنة مع نظاـ ادللكية العامة الذي يتطلب ضرورة تطبيق أسلوب حوكمة الشركات‪ ،‬إال أهنا أمهلت‬
‫تكاليف عقود الوكالة يف شركات ادلسامهة العامة‪.‬‬
‫‪ .3‬نظرية تكاليف الصفقات ( ادلعامالت)‪:‬‬

‫يعترب ‪ Ronald Coase‬ادلؤسس األوؿ ذلذه النظرية يف مقالو‪The nature of the Firm :‬‬
‫سنة ‪ 1937‬عندما تساءؿ عن سبب وجود الشركات و مقدردها على القياـ ابلعملية اإلنتاجية أبكملها‬
‫لوحدىا دوف اللجوء إذل السوؽ‪ 53 ،‬لتتطور بعدىا على يد ‪ Olivier Williamson‬سنة ‪1985‬‬
‫حيث قدـ تصنيف و ربليل تكاليف الصفقات‪ ‬يف سياؽ أو بيئة التنظيم الصناعي من خالؿ ما أمساه"‬
‫علم اقتصاد تكاليف الصفقات" اذلادؼ إذل دراسة أتثَتات تكاليف الصفقات على التنظيمات و النواتج‬
‫‪54‬‬
‫وقد وجد أف الصفقة ىي الوحدة األساسية للتحليل االقتصادي و اليت عرفها كما يلي‪":‬‬ ‫االقتصادية‪،‬‬
‫حتدث الصفقة عندما يتم حتويل سلعة أو خدمة من خالل وسيط‪".‬‬

‫و تقوـ نظرية تكاليف ادلعاملة على رلموعة من الفرضيات تتمثل يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تتميز البيئة بعدـ التأكد‪ ،‬وابلتارل فهي غَت قابلة للتوقع؛‬


‫‪ .2‬العدد الصغَت للمتعاملُت الذين يتوافق عرضهم و طلبهم و خصوصيات األصوؿ‪ ،‬جيعل من ادلكلف‬
‫‪55‬‬
‫على األفراد الداخلُت يف عالقات اقتصادية أف يتخلوا عن تلك العالقات؛‬

‫‪ 53‬عثماف عثمانية‪ ،‬احلوكمة و أثرىا على األداء ادلايل للشركة ‪ -‬دراسة مقارنة بني بعض الشركات األمريكية و اجلزائرية ‪ ،-‬مذكرة ماجستَت‪،‬‬
‫كلية العلوـ االقتصادية التجارية و علوـ التسيَت‪ ،‬جامعة تبسة‪،2011- 2010 ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪‬طور ‪ Williamson‬أكثر يف نظرية تكاليف الصفقات حيث فاز جبائزة نوبل لالقتصاد سنة ‪ 2009‬رفقة ‪ Elinor Ostron‬عن رلمل‬
‫أعمالو حوؿ احلوكمة و تطويره لنظرية تكاليف الصفقات‪.‬‬
‫‪ ‬لقد عرؼ ‪ " :Williamson‬تكاليف الصفقات على أهنا‪ ":‬كافة التكاليف اليت يتحملها األطراؼ يف سعيهم إلقامة و تنفيذ اتفاقيات و‬
‫عقود أو ىي تكلفة التعاقد يف السوؽ‪ ،‬و بوجو عاـ ىي التكاليف اليت يتحملها اقتصاد ما إذا ترؾ تنظيمو إذل العالقات الفردية اخلاصة"‬
‫‪54‬‬
‫أفيناش ديكسي‪ ،‬ترمجة اندر إدريس التل‪ ،‬صنع السياسة االقتصادية‪ :‬منظور علم سياسة تكاليف الصفقات‪ ،‬عماف‪ :‬دار الكتاب احلديث‬
‫للنشر و التوزيع‪ ،1998 ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ 55‬عثماف عثمانية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪39‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ .3‬العقالنية احملدودة‪ :‬يقصد بو الرشادة ليست مطلق ة و إمنا زلدودة‪ ،‬حيث أف الكفاءة البشرية زلدودة‬
‫ابدلعرفة و التعلم و القدرة على التنبؤ‪ ،‬ادلهارة‪ ،‬الوقت‪ ،‬كما أف إخفاء ادلعلومات قد ال يساىم يف‬
‫‪56‬‬
‫ازباذ القرار العقالين يف الوقت ادلناسب؛‬
‫‪ .4‬االنتهازية‪ :‬حيث يرى النيوكالسيكيُت أف األطراؼ تطمح إذل ربقيق مصلحتهم الشخصية‪ ،‬من ىذا‬
‫ادلنطلق يرى ويليامسوف أف طرؼ يتعرض النتهازية الطرؼ اآلخر‪ ،‬شلا يشكل حالة تضارب يف‬
‫ادلصاحل بُت األطراؼ ادلتعاقدة‪ ،‬وىذه الفرضية تتعلق ابجلانب التحفيزي للسلوؾ البشري‪ ،‬وتعترب ىذه‬
‫الفرضية جوىر نظرية تكاليف الصفقات و ذلك ألنو يف حالة غياب السلوؾ االنتهازي ‪.57‬‬

‫و تؤدي العوامل األربعة السابقة إذل زايدة تكاليف ادلعاملة عند التعاقد‪ ،‬وإذل إمكانية حدوث خالفات‪،‬‬
‫خصوصا بسبب نقص العقود جراء العقالنية احملدودة لألفراد و عدـ إمكانية توقع مجيع االحتماالت‬
‫ادلستقبلية يف ظل بيئة تتميز بعدـ التأكد ‪.58‬‬

‫نظرية تكاليف الصفقة و حوكمة الشركات‬ ‫ح‪-‬‬

‫تستمد ىذه النظرية أمهيتها من كوهنا تدرس سبل احملافظة على قيمة الشركة‪ ،‬فبناء على مواصفات‬
‫الصفقة يتم ربديد ما إذا كاف من األفضل للشركة التعهد ابألعماؿ الواجب إصلازىا دلتعهد خارجي أو‬
‫االكتفاء إبصلازىا داخليا؛ ‪ 59‬ومن أجل محاية أطراؼ التعاقد تصر النظري ة على ثالثة عناصر أساسية‪:‬‬

‫‪ .1‬الوقاية حلماية كل طرؼ من السلوؾ االنتهازي على حساب اآلخر‪ ،‬و تقدـ دوافع لاللتزاـ ابدلعاملة‪،‬‬
‫و تشدد النظرية على التحكم يف تكاليف نقض العقد ابستعماؿ إيداعات آمنة كرىينة‪ ،‬استثمارات‬
‫ال ديكن الًتاجع عنها وطوؿ مدة اإللتزاـ؛‬
‫‪ .2‬بزايدة طوؿ مدة االلتزاـ يصبح من الضروري إعادة ربديد التزامات األطراؼ فيما يتعلق بسَت أداء‬
‫العقد‪ ،‬ىنا نالحظ مسة متناقضة لنقص العقود يف احًتاـ مصداقية االلتزاـ‪ ،‬فعندما يعلم األطراؼ أنو‬

‫‪ 56‬نوي فطيمة الزىرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪46‬‬


‫‪ 57‬نوي فطيمة الزىرة‪ ،‬نفس ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ 58‬عثماف عثمانية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ ‬فسامهت يف التوصل لبعض احللوؿ للمشكالت االقتصادية من خالؿ احلوكمة ادلؤسسية من خالؿ اختيار اذليكل ادلناسب الذي يسمح‬
‫بتخفيض التكاليف إذل أقصى حد شلكن‪.‬‬
‫‪ 59‬ردية شيبوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪40‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫ديكن مراجعة العقد مستقبال يكونوف أقل ميال النتهاؾ التزامادهم عندما ال يقدـ ذلم العقد نتيجة‬
‫مقنعة؛‬
‫‪ .3‬وضع آليات خاصة حلل النزاعات‪ ،‬فعلى األطراؼ ادلتعاقدين أف يوافقوا مسبقا على إجراءات ثنائية‬
‫حلل اخلالفات‪.‬‬
‫‪La théorie de l’enracinement des dirigents‬‬ ‫‪ .4‬النظرية التجذرية‪:‬‬

‫يقوـ ادلسَت وفق نظرية التجذر‪ ‬بوضع اسًتاتيجيات ربميو و ربفظ لو حقوقو‪ ،‬أو ما يعرؼ‬
‫ابلتجذر عن طريق استغالؿ نفوذه‪ ،‬شبكة عالقاتو و كذلك حجم ادلعلومات اليت يستقبلها ادلسَت حبكم‬
‫منصبو ‪ ،‬و بذلك فهو يفضل ربقيق مصاحلو و أىدافو الشخصية أوال قبل مصلحة ابقي ادلسامهُت و ابقي‬
‫أصحاب ادلصاحل ‪ ،‬لذا فحوكمة الشركات جاءت كرد فعل و استجابة لتطلعات ادلسامهُت الذين يطمحوف‬
‫للحد من التصرفات السلبية للمدراء( ادلسَتين) و لغرض رقابة ربمي ادلصاحل ادلشًتكة للجميع و ربافظ‬
‫على استمرارية الشركة أيضا‪.‬‬

‫فلسفة نظرية جتذر ادلسريين‬

‫اللذين يعترباف أف ادلسَت لو‬ ‫‪Shleifer & Vishny‬‬ ‫جاء بنظرية التجذر كل من األمريكياف‬
‫إمكانية اإللتفاؼ حوؿ آلية ادلراقبة اخلاصة بنظرية الوكالة ‪ ،60‬حيث أف تعارض ادلصاحل بُت ادلساىم و‬
‫ادلسَت جيعل من ىذا األخَت على دراية آبليات الرقابة ادلمارسة عليو هبدؼ بناء اسًتاتيجيات شخصية‬
‫‪61‬‬
‫ىادفة للمحافظة على منصبو تدعى بػ ػػ‪ " :‬اسرتاتيجية التجذر‪".‬‬

‫‪ ‬انطالقا من التسمية يف اللغة اإلصلليزية ‪ Entrenchment‬و ترمجتها للغة ال عربية فيقصد هبا " االستحكاـ" و الذي يعٍت التحكم و‬
‫اإلمساؾ بزماـ األمور‪ ،‬أي استحكاـ ادلسَت بزماـ األمور يف الشركة‪ ،‬أما يف اللغة الفرنسية ‪ Enracinement‬فالتسمية تًتجم إذل اللغة العربية‬
‫بػػ‪ " :‬التجذر"‪.‬‬
‫‪ 60‬خرخاش مجيلة‪ ،‬أثر تطبيق حوكمة الشركات يف تفعيل أنظمة الرقابة الداخلية لدى البنوك التجارية اجلزائرية ‪ -‬دراسة استشرافية ‪،-‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية التجارية و علوـ التسيَت‪ ،‬جامعة ادلسيلة‪ ،2018- 2017 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪61‬‬
‫‪Gérard Charreaux, Le gouvernement des entreprises : Corporate Governance,‬‬
‫‪Théorie et faits, Edition : Economica, Paris, 1997, PP 105-106.‬‬
‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪41‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫مفهوم التجذر‪:‬‬

‫يعرؼ التجذر على أنو " نسق أو سياؽ متكوف من شبكة من العالقات الرمسية و غَت الرمسية اليت‬
‫‪62‬‬
‫يتمكن من خالذلا ادلسَت من التخلص ولو بصفة جزئية من مراقبة ادلسامهُت و رللس اإلدارة"‪.‬‬

‫إف مفهوـ التجذر يغطي يف احلقيقة نوعُت من االسًتاتيجية‪:‬‬

‫‪ -‬االسًتاتيجية الشخصية اليت دهدؼ إذل االنسجاـ مع احمليط؛‬


‫‪ -‬االسًتاتيجية الشخصية اليت دهدؼ إذل وضع موانع من أجل دفاع ادلسَت عن مكانتو‪ ،‬أو ما يسمى‬
‫‪63‬‬
‫ابسًتاتيجية الوقاية( الدفاع)‪.‬‬

‫اسًتاتيجيات ذبذر ادلسَتين‪:‬‬

‫حىت يتمكن ادلسَت من التجذر فإنو يتبٌت عدة اسًتاتيجيات نذكر منها‪:‬‬

‫‪ .1‬استثمارات زلددة خاصة ابدلسَتين‪ :‬دهدؼ ىذه االسًتاتيجية إذل االنسجاـ مع احمليط حبيث يقوـ‬
‫ادلسَت ابستثمارات زلددة أو انتهازية لتغيَت بيئتو و تشكيل عالقات السلطة مع ادلسامهُت أو شركاء‬
‫ادلؤسسة‪ .‬فادلسَت إذف ديكنو أف ينجز استثمارات خاصة بو‪ ،‬حىت و إف دل تكن احلل األمثل‬
‫للمؤسسة ألنو يسعى لتحقيق أقصى قدر من القيمة؛‬
‫‪ .2‬التالعب ابدلعلومات‪ :‬تعد من االسًتاتيجيات ادلهمة‪ ،‬إذ يسعى ادلسَتوف لتعظيم مداخيلهم من‬
‫خالؿ التحكم يف ادلعلومات و إحداث عدـ سباثلها و ىذا يقلص من التهديد الذي يشكلو منافسيو‬
‫يف سوؽ ادلسَتين‪ .‬وقد ميز ‪ Hershleifer‬سنة ‪ 1993‬بُت ثالث أنواع من التالعب‬
‫ابدلعلومات وىي‪:‬‬
‫‪ -‬األوذل دهدؼ إذل ربسُت مؤشرات األداء على ادلدى القصَت؛‬
‫‪ -‬الثانية ترمي لتقدًن األخبار اجليدة و أتخَت األخبار السيئة؛‬

‫‪62‬‬
‫‪Benoit Pigé, Enracinement des dirigeants et Richesse des Actionnaires, revue‬‬
‫‪Finance-contrôle-stratégie, Vol.01,n°03, Septembre 1998, p 134.‬‬
‫‪ 63‬خرخاش مجيلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪26‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪42‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬أما النوع الثالث‪ :‬فهو مرتبط بسلوؾ التقليد أو التمييز‪ ،‬ويرمي إما إذل تقليد ونقل قرارات ادلسَتين‬
‫ذوي الشهرة أو ذبنب التشبو ابدلسَتين األقل كفاءة‪.‬‬
‫‪ .3‬شبكة العالقات‪ :‬يف ظل ىذه االسًتاتيجية‪ ،‬يعمل ادلسَت على استغالؿ نفوذه من خالؿ شبكة‬
‫العالقات و حيرص على احلفاظ على ىذه العالقات اليت مت تكوينها مع سلتلف األطراؼ الفاعلة يف‬
‫ادلؤسسة سواء كانت ىذه الع القات رمسية أو غَت رمسية‪ ،‬و اليت تعمل على ضماف بقائو على رأس‬
‫ادلؤسسة‪ .‬فعلى سبيل ادلثاؿ يقوـ ادلسَت بتكوين عالقات مع ادلوظفُت إما عن طريق منحهم أجور‬
‫إضافية أو مزااي عينية أو عن طريق وعدىم بًتقيات سخية ‪.64‬‬

‫‪ 64‬حايف سعاد‪ ،‬أثر احملددات السلوكية و ادلهنية للمسريين على احلوكمة الرشيدة يف ادلؤسسات االقتصادية اجلزائرية –دراسة تطبيقية‬
‫لبعض ادلؤسسات العمومية لوالية سطيف ‪ -‬أطروحة ماجستَت‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،2016- 2015 ،‬ص ‪.71‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪43‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫احملاضرة السادسة‪ :‬نظرايت حوكمة الشركات – النظرايت التنظيمية‪-‬‬

‫تعترب ىذه النظرايت من وجهة النظر التنظيمية البديل للنظرايت االقتصادية حلوكمة الشركات حيث‬
‫اىتمت بزوااي سلتلفة عما تطرقت إليو النظرايت التعاقدية ( االقتصادية)‪ ،‬كما أف نظردها للوكيل و لسلوكياتو‬
‫يف إدارة الشركة اختلفت ىي األخرى‪ ،‬و تتمثل أىم ىذه النظرايت فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬نظرية أصحاب ادلصاحل‪ :‬يعترب فردياف ‪ Freeman‬رائد ائد نظرية أصحاب ادلصاحل و مطور أفكارىا‬
‫‪Strategic Management ; A Stakeholder‬‬ ‫بداية من دراستو ادلعروفة‬
‫‪ Approach‬سنة ‪ 1984‬يف زلاولة منو لوضع إطار أكثر مرونة يتعامل مع التغَتات الشديدة يف‬
‫بيئة األعماؿ ‪ ،‬من منطلق أف اذلياكل االسًتاتيجية التقليدية ال سبكن ادلدراء من إحداث تطوير‬
‫اسًتاتيجي يساعدىم يف خلق فرص استثمارية جديدة يف بيئة أعماؿ شديدة التغيَت‪.‬‬

‫و قد عرؼ أصحاب ادلصاحل على أهنم " أي رلموعة أو فرد ديكن لو أف يتأثر و ‪ /‬أو يؤثر يف ربقيق‬
‫أىداؼ ادلنظمة"‪ ،‬و أف اذلدؼ من إدارة أصحاب ادلصاحل ىو " وضع أساليب و إجراءات إلدارة‬
‫اجلماعات و العالقات اليت ال تعد و ال ربصى‪ ،‬و اليت ذلا عالقة ابلتغَتات االسًتاتيجية يف بيئة‬
‫األعماؿ‪."‬‬

‫و يعرؼ ‪ G.Yahchouchi‬أصحاب ادلصاحل على أهنم " رلموعة األفراد و ادلؤسسات اليت تشارؾ‬
‫بشكل إرادي و غَت إرادي يف خلق الثروة ادلؤسسية‪ ،‬و يف إصلاز أنشطتها"‪ ،‬و يف نفس السياؽ قدـ كل من (‬
‫)‪ Jiaffon et Martimor‬منظورا للمؤسسة من كوهنا" رلموعة من العقود متعددة اجلوانب بُت كل‬
‫ذي مصلحة و أصيل )‪ (Principal‬و بُت ادلسؤولُت عن إدارة ادلؤسسة‪ ،‬و هبذا فإف اذلدؼ ادلركزي دلدخل‬
‫أصحاب ادلصلحة ىو العمل على دديومة ذبمع العقود الذي يكوف ادلؤسسة‪ ،‬و عليو فهذا ادلنظور حيمل‬

‫‪ ‬فقد الحظ ‪ Freeman‬أف النظرايت ادلوجودة يف ذلك الوقت تتناقض مع التغَتات ادلوج ودة يف بيئة األعماؿ من الناحية الكمية و الكيفية‪،‬‬
‫و أف األمر استدعى وضع إطار مفاىيمي جديد و قد وسعت ىذه النظرية مفهوـ اإلدارة االسًتاتيجية دلا ىو أبعد من أصولو االقتصادية و‬
‫التقليدية‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪44‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫توسعة للمدخل التعاقدي يف إنشاء القيمة و ذلك من خالؿ األخذ يف االعتبار مجيع أصحاب ادلصلحة على‬
‫أساس التوزيع العادؿ للقيمة ادلنشأة"‪.‬‬

‫و دهدؼ نظرية أصحاب ادلصاحل إذل ابتكار أسلوب إلدارة مجاعات و عالقات ال تعد و ال ربصى تؤثر يف‬
‫بيئة األعماؿ‪ ،‬فادلدراء يف حاجة إذل فهم اىتمامات محلة األسهم‪ ،‬ادلوظفُت‪ ،‬العمالء‪ ،‬ادلوردين و ا لدائنُت و‬
‫اجملتمع أبكملو‪ ،‬و ذلك لدعم و تطوير أىداؼ أصحاب ادلصاحل‪ ،‬و دبا ديكن ادلنشأة من ربقيق أىدافها على‬
‫ادلدى الطويل‪.‬‬

‫الفروض األساسية للنظرية‪ :‬تقوـ ىذه النظرية على عدد من الفروض األساسية أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬إف القيم األخالقية جزء أساسي يف بيئة األعماؿ و ال جيب التفريق بينهما؛‬
‫‪ -‬إف اذلدؼ األساسي للمنشأة ليس فقط تعظيم القيمة للمسامهُت و لكن تعظيم منافع كل أصخاب‬
‫ادلصاحل يف ادلنشأة؛‬
‫‪ -‬ىناؾ الكثَت من التغَتات حدثت يف بيئة األعماؿ شلا يتطلب إعادة رسم صورة ادلنشأة دبا يتناسب‬
‫مع تلك التغَتات‪.‬‬

‫و تتصدى ىذه النظرية‪ ‬للمفاىيم ادلتعلقة ابلقيم غَت األخالقية ادلرتبطة ابدلنشأة و اليت افًتضتها‬
‫النظرايت االقتصادية‪ ،‬حيث ترى ىذه النظرية أنو على ادلنشأة أف تضع رؤاي واضحة للتعارؼ و االستثمارات‬
‫يف العالقات حىت تضمن صلاح ادلؤسسة على ادلدى الطويل‪ ،‬شلا يتوجب إدراج ادلعايَت األخالقية يف اسًتاتيجية‬
‫ادلنشأة حىت تضمن البقاء و االستمرار يف السوؽ‪.‬‬

‫من جهة أخرى تعيد ىذه النظرية النقاش حوؿ الغرض من نشوء الشركة‪ ،‬حيث تعتربىا مرك از للتنسيق بُت‬
‫مصاحل كل األطراؼ ذات ادلصلحة‪ ،‬و يقوؿ )‪ ": ) Clarkson , 1995‬إف الشركة نفسها ديكن تعريفها‬
‫كنظاـ جيمع أصح اب ادلصاحل األساسيُت يف رلموعة معقدة من العالقات بينها و بُت أصحاب ادلصلحة‬
‫اآلخرين مع اختالؼ يف احلقوؽ‪ ،‬األىداؼ ‪ ،‬التوقعات و ادلسؤوليات"‪ ،‬أما الطريقة الوحيدة لفهم الكيفية‬
‫اليت تعمل هبا الشركة لتنسيق ىذه ادلصاحل فهي من خالؿ النظر إليها كمنظمة ترتبط بعقود اجتماعية مع‬

‫‪ ‬إضافة إذل ما سبق ترى النظرية أف تعظيم قيمة محلة األسهم تنطوي على اعتدا ء على حقوؽ ابقي أصحاب ادلصاحل‪ ،‬وأف حقوؽ ادلسامهُت‬
‫ليست مطلقة بغض النظر عما يراه االقتصاديُت‪ ،‬وال جيب استعماؿ تلك احلقوؽ يف تقييد حرية ابقي أصحاب ادلصاحل‪ ،‬السيما أف محلة األسهم‬
‫لديهم فرصة أكرب للخروج من ادلنشأة عند حدوث خسائر عن طريق بيع أسهمهم يف السوؽ‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪45‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫أصحاب ادلصلحة‪ ،‬و ىي فكرة مأخودة من النظرية السياسية حيث يستمد اجملتمع ‪ -‬و أيضا الشركة ‪ -‬أصولو‬
‫نتيجة اتفاقيات افًتاضية من خالذلا حيافظ الناس على نظامهم االجتماعي"‪.‬‬

‫‪ .2‬نظرية متعهد اإلدارة‪ :‬و تنسب ىذه النظرية لألستاذين ‪ Donaldson& Davis‬يف دراستهما‬
‫‪Stewardships Theory or Agency Theory : Corporate Governance and‬‬ ‫ادلعنونة ب ػ ػ‬
‫‪ ، Shareholde Returns 1991‬و ترى ىذه النظرية أف ادلدير متعهد على أصوؿ الشركة و ليس وكيال‬
‫للمسامهُت‪ ،‬وأف ادلشكلة ليست يف فصل ادللكية عن اإلدارة‪ ،‬و إمنا ادلشكلة يف كيفية إحداث تطوير‬
‫إجيايب و حتمي لتفعيل اإلدارة يف ادلنظمات ادلعقدة‪ ،‬وترى ىذه النظرية أف عمق ادلعرفة و اإللتزاـ و‬
‫الوصوؿ الفوري دلعلومات التشغيل و اخلربة التكنولوجية مجيعها عناصر أساسية لتمكُت ادلنشأة من‬
‫العمل بكفاءة‪ ،‬لذلك فإف األداء االقتصادي للمؤسسة يزيد مع تركز السلطة و اإلدارة يف يد واحدة أو‬
‫تنفيذي واحد‪ ،‬أي أف جيمع شخص واحد بُت منصيب رئيس رللس اإلدارة و العضو ادلنتدب – ادلدير‬
‫التنفيذي ‪ -‬و ال يتم تشتيت ىذا الشخص ابدلدراء غَت التنفيذيُت‪.‬‬

‫صلد أف نظرية متعهد اإلدارة ترى أف السلطة ادلطلقة لرئيس رللس اإلدارة‪ ،‬و الذي ديثل مصاحل‬
‫ادلسامهُت ضد ادلصاحل الشخصية للمدراء التنفيذيُت يكوف ذلا أتثَت إجيايب على أداء ادلنشأة و سوؼ يؤدي‬
‫إذل تعظيم مصاحل ادلسامهُت؛ و عليو فإف ادلدير التنفيذي‪ ‬أبعد ما يكوف عن االنتهازية و استغالؿ ثروات‬
‫ادلالكُت ألنو يف األصل يرغب يف احلفاظ على أصوؿ ادلنشأة‪.‬‬

‫و تعتقد نظرية متعهد اإلدارة أف ادلدير التنفيذي لديو الدافع خلدمة ادلنشأة ألنو يدرؾ أف بقاء ادلنشأة‬
‫حيقق أيضا مصاحلو‪ ،‬لذلك فإف ىذه النظرية تعترب ادلدير التنفيذي ىو زلور التنظيم‪ ،‬و ترى أنو يعمل‬
‫لتحقيق أفضل إصلاز للمنشأة‪ ،‬و يعلم أنو مسؤوؿ عن مصَتىا و بقاءىا‪ ،‬و ابلتارل أعادت ىذه النظرية‬
‫الثقة يف عالقة ادلدير التنفيذي ابدلدراء‪ ،‬و تدعوا ىذه النظرية إذل إعادة صياغة عالقة األصيل ابلوكيل من‬
‫منطلق الثقة و العالقات الشخصية و ىي ربتاج إذل وقت أطوؿ نسبيا‪ ،‬ة ليس من منطلق اإللزامية الناشئة‬
‫من التعاقدات و زبفيض تكالي ف الوكالة كما ترى نظرية الوكالة‪.‬‬

‫‪ ‬و تعترب ادلكانة التنظيمية اليت يشغلها ادلدير التنفيذي عند توليو منصب رئيس رللس اإلدارة وسيلة لدعمو و تشجيعو على القياـ ابدلهاـ ادلخولة‬
‫إليو أبفضل شكل شلكن‪ ،‬حيث تًتكز السلطة و الرقابة يف يد شخص واحد‪ ،‬و ابلتارل تستفيد ادلنشأة من ادلزااي التقليدية و ىي وحدة التوجو و‬
‫القيادة و السيطرة‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪46‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫و ترى نظرية متعهد اإلدارة أف الدوافع ادلعنوية ىي األكثر أتثَتا يف السلوؾ التنظيمي من الدوافع‬
‫الشكلية اليت تؤمن هبا نظرية الوكالة‪ ،‬حيث دهتم نظرية متعهد اإلدارة إبشباع احلاجات العليا يف مدرج‬
‫احلاجات اإلنسانية و ذلك عكس نظرية الوكالة‪ ،‬كما أف نظرية متهد اإلدارة ذات أصوؿ نفسية و‬
‫اجتماعية تؤمن بتحقيق األىداؼ اجلماعية و ربسُت األداء و ليس األىداؼ الفردية و زبفيض تكاليف‬
‫الوكالة كما ترى نظرية الوكالة‪.‬‬

‫‪ .3‬نظرية أمني اإلدارة‪ :‬وتنسب ىذه النظرية إذل كل من ‪ Kay & Silberston‬يف دراستهم بعنواف‪:‬‬
‫و ىذه النظرية ال زبتلف كثَتا عن متعهد اإلدارة‪ ،‬إال أهنا قدمت طريقة‬ ‫‪Corporate Governance‬‬

‫أفضل لتفسَت كيف يتم حكم ادلنشأة بدوف أف تسقط فريسة لبعض فرضيات النظرايت االقتصادية‪،‬‬
‫ففكرة أف يكوف رللس اإلدارة ىو األمُت‪ ‬على أصوؿ الشركة تشبو إذل حد كبَت فكرة نظرية متعهد‬
‫اإلدارة‪ ،‬حيث يرى مؤيدوىا أف ىذه النظرية دهتم أبدوار و مسؤوليات رللس اإلدارة بشكل أكثر دقة‬
‫من النظرايت االقتصادية ‪ ،‬حيث تؤكد ىذه النظرية على أف ادلدراء لديهم حزمة كبَتة من الدوافع أكثر‬
‫من تعظيم منافع ادلالكُت ‪ ،‬و تعًتؼ ىذه النظرية ابستقاللية ادلنشأة و أمهيتها التجارية و االقتصادية‪ ،‬و‬
‫تعترب أف ادلؤسسات ادلسامهة ادلتداولة الكربى مؤسسة اجتماعية و ليست رلرد عقود زلررة بُت أطرافها‬
‫كما ترى النظرايت االقتصادية‪ ،‬و ترى أف اإلدارة العليا للمؤسسة ليست وكيلة على محلة األسهم كما‬
‫ترى النظرايت االقتصادية‪ ،‬و إمنا ىي أمينة على أصوؿ ادلؤسسة و ملزمة ابحلفاظ على قيمة تلك‬
‫األصوؿ و ربسينها‪.‬‬

‫و يرى ‪ Kay& Silberston‬أف واجب أمُت اإلدارة ىو احلفاظ على قيمة أصوؿ ادلؤسسة اليت‬
‫يديرىا و ربسُت قيمتها‪ ،‬و أف يكوف عادال بُت ادلطالبات ادلختلفة على العوائد اليت ربققها ىذه األصوؿ‪ ،‬و‬
‫يرى أف منوذج األمُت خيتلف عن منوذج الوكالة يف أمرين أساسيُت مها‪:‬‬

‫‪ -‬إف مسؤولية األمُت ىي دعم أصوؿ ادلؤسسة و اليت زبتلف عن قيمة أسهم ادلؤسسة‪ ،‬وىذا‬
‫االختالؼ ال أييت فقط من أف أسواؽ ادلاؿ قد تقيم أسهم ادلؤسسة بشكل خاطئ‪ ،‬ولكن أييت‬

‫‪ ‬و فكرة أف يكوف رللس اإلدارة ىو األمُت على األصوؿ ادلادية و ادلعنوية للشركة ىي فكرة موجودة يف معظم الشركات األدلانية و الياابنية و‬
‫الكثَت من الشركات الربيطانية‪ ،‬حيث يرى ‪ Etzioni‬أنو يف احلاالت اليت قد ال ربمل يف طيادها مصلحة شخصية مباشرة للمدير‪ ،‬فإنو قد يقوـ‬
‫بتنفيذ األعماؿ من منطلق إحساسو ابلواجب و تعاطفو مع ادلنظمة‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪47‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫بسبب أف أصوؿ ىذه ادلؤسسة تشمل أيضا مهارات العاملُت ابدلؤسسة و توقعات العمالء و‬
‫ادلوردين و مسعة ادلؤسسة يف اجملتمع؛‬
‫‪ -‬ترى نظرية األمُت أف للمدراء التنفيذيُت قيمة مبدعة و خالقة يف رللس اإلدارة و ليس رلرد‬
‫اجلاسوس الذي يعمل لصاحل ادلسامهُت كما ترى نظرية الوكالة أو ادلتطفل الذي تؤمن بو نظرية‬
‫متعهد اإلدارة‪.‬‬
‫و سبتاز النظرايت االقتصادية عن النظرايت التنظيمية أبف النظرايت االقتصادية أتخذ دببادئ ادلسألة‬
‫و احملاسبة عن ادلسؤولية‪ ،‬إال أف ادلنطلق األساسي لػ ػ ‪ Kay & Silberston‬يف تفسَته لنظرية‬
‫أمُت اإلدارة أن نا ال نستطيع ربديد أاي من ادلسامهُت ابدلؤسسة ديلك أاي من األصوؿ هبا بشكل زلدد‬
‫سواء من الناحية العملية أو القانونية و ابلتارل يصعب ربديد ادلدير الذي جيب زلاسبتو‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪48‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫احملاضرة السابعة‪ :‬مبادئ حوكمة الشركات‬

‫نظرا ل الىتماـ ادلتزايد دبفهوـ احلوكمة‪ ،‬فقد حرصت العديد من ادلؤسسات على دراسة ىذا ادلفهوـ و‬
‫ربليلو ووضع مبادئ و معايَت زلددة لتطبيقو‪ ،‬ومن بُت ىذه ادلؤسسات صلد ‪ :‬ومنظمة التعاوف االقتصادي و‬
‫التنمية‪ ، OCDE‬بنك التسوايت الدولية ‪ BIS‬شلثال يف جلنة ابزؿ‪ ،‬و مؤسسة التمويل الدولية التابعة‬
‫للبنك العادلي‪.‬‬

‫‪ .1‬مبادئ حوكمة الشركات حسب ‪OCDE‬‬

‫يف أبريل ‪ 1988‬طلب رللس منظمة التعاوف االقتصادي و التنمية من ادلنظمة أف تقوـ ابالشًتاؾ مع‬
‫احلكومات الوطنية األعضاء ابدلنظمة‪ ،‬و غَتىا من ادلنظمات الدولية و القطاع اخلاص بوضع رلموعة من‬
‫ادلبادئ و اإلرشادات اخلاصة حبوكمة الشرك ات‪ ،‬كما مت االستفادة من رلهودات عدد من الدوؿ غَت األعضاء‬
‫يف ادلنظمة إضافة إذل رلهودات البنك الدورل وصندوؽ النقد الدورل و قطاع األعماؿ و غَتىا‪ ،‬ويف ماي‬
‫‪ 1999‬مت إصدار ىذه ادلبادئ و اليت تضمنت العديد من التعديالت اذلامة اليت صدرت بعد العديد من‬
‫ادلشاورات العام ة ادلكثفة‪ ،‬وقد وافقت الدوؿ األعضاء يف ادلنظمة على ىذه الصياغة ادلعدلة للمبادئ يف ‪22‬‬
‫أبريل ‪ 2004‬و ادلتكونة من‪:‬‬

‫‪ ‬ضماف وجود أساس إلطار فعاؿ حلوكمة الشركات‪ :‬كي يتم ضماف إطار فعاؿ حلوكمة الشركات‪،‬‬
‫فإف من الضروري وجود أساس قانوين و تنظيمي و مؤسسي فعال ديكن لكافة ادلشاركُت يف السوؽ‬
‫االعتماد عليو يف إنشاء عالقتهم التعاقدية اخلاصة‪ ،‬و عادة ما يضم إطار حوكمة الشركات على‬
‫عناصر تشريعية و تنظيمية و ترتيبات للتنظيم الذايت و االلتزامات االختيارية وشلارسات األعماؿ اليت‬
‫ىي نتاج الظروؼ اخلاصة ابلدولة و اترخيها و تقاليدىا؛‬
‫‪ ‬حقوؽ ادلسامهُت و الوظائف الرئيسية ألصحاب حقوؽ ادللكية‪ :‬يتمتع ادلستثمروف يف األسهم حبقوؽ‬
‫ملكية معينة مثل السهم الذي ديثل حصة ملكية يف إحدى الشركات العامة اليت يتم تداوؿ أسهم ما‬
‫ديكن شراؤه أو بيعو أو ربويلو‪ ،‬و أيضا أسهم ادللكية زبوؿ للمستثمر االشًتاؾ يف أرابح الشركة مع‬
‫التزاـ زلدود بقيمة استثماره‪.‬‬
‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪49‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫و تًتكز حقوؽ ادلسامهُت يف الشركة على موضوعات أساسية مثل انتخاب أعضاء رللس اإلدارة أو‬
‫الوسائل األخرى للتأثَت على تكوين رللس اإلدارة‪ ،‬و ادلوافقة على العمليات االستثنائية و بعض‬
‫ادلوضوعات األساسية األخرى‪ ،‬كما حيددىا قانوف الشركات و اللوائح الداخلية للشركة وديكن النظر‬
‫إذل ىذا القسم ابعتباره بياان دلعظم احلقوؽ األساسية للمسامهُت اليت مت االعًتاؼ هبا قانوان يف مجيع‬
‫دوؿ ‪ OCDE‬و ىناؾ حقوؽ إضافية مثل ادلوافقة على ‪ /‬أو انتخاب ادلراجعُت و التعيُت ادلباشر‬
‫ألعضاء رللس اإلدارة و القدرة على رىن األسهم و ادلوافقة على توزيعات األرابح؛‬
‫‪ ‬ادلعاملة ادلتساوية للمسامهُت‪ :‬إف ثقة ادلستثمرين أبف رأس ادلاؿ الذي يقدمونو ستتم محايتو من إساءة‬
‫االستخداـ أو إساءة التخصيص من جانب مديري الشركة أو رللس اإلدارة أو ادلسامهُت من ذوي‬
‫النسب احلاكمة يف الشركة من العوامل اذلامة يف أسواؽ رأس ادلاؿ‪ ،‬و إحدى الطرؽ اليت ديكن‬
‫للمسامهُت أف حيفظوا حقوقهم ىي قدردهم على ازباذ اإلجراءات القانونية و اإلدارية ضد إدارة‬
‫الشركة و رللس اإلدارة‪ ،‬فقد أظهرت التجربة أف أحد احملددات الرئيسية لدرجة احًتاـ حقوؽ‬
‫ادلساىم ىي ما إذا كانت ىناؾ طرؽ فعالة للحصوؿ على تعويض للشكاوى و بتكلفة معقولة و‬
‫بدوف أتخَت؛‬
‫‪ ‬دور أصحاب ادلصاحل يف حوكمة الشركات‪ :‬دهتم إحدى النواحي الرئيسية يف حوكمة الشركات بتأمُت‬
‫تدفق رأس ادلاؿ اخلارجي إذل الشركات سواء يف شكل حقوؽ ملكية أو ائتماف‪ ،‬و دهتم حوكمة‬
‫الشركات كذلك إبجياد ط رؽ لتشجيع سلتلف أصحاب ادلصاحل يف ادلنشأة على القياـ ابالستثمار يف‬
‫رأس ادلاؿ البشري و ادلادي اخلاص ابدلنشأة وفقا للمستوايت االقتصادية ادلثلى‪ .‬و ينبغي على الشركة‬
‫أيضا أف تعًتؼ أبف إسهامات أصحاب ادلصاحل تشكل أحد ادلوارد القيمة لبناء شركات تنافسية و‬
‫مرحبة‪ ،‬ومن مث فإف ادلصاحل طويلة األجل للشركات تقتضي ضرورة تعزيز التعاوف ادلنتج للثروة مع‬
‫أصحاب ادلصاحل؛‬
‫‪ ‬اإلفصاح و الشفافية‪ :‬يعترب وجود نظاـ إفصاح قوي يشجع على الشفافية احلقيقية أحد ادلالمح‬
‫احملورية لإلشراؼ على الشركات القائم على أساس السوؽ‪ ،‬و الذي يعترب أمرا رئيسيا لقدرة ادلسامهُت‬
‫على شلارسة حقوؽ ملكيادهم على أسس مدروسة‪ ،‬إف اإلفصاح‪ ‬دبكن أف يكوف أداة قوية للتأثَت‬

‫‪‬‬
‫و ينبغي أف يتضمن االفصاح عن ادلعلومات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬النتائج ادلالية و نتائج عملية الشركة؛‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪50‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫على سلوؾ الشركات و محاية ادلستثمرين ‪ ،‬و يساعد اإلفصاح أيضا يف ربسُت فهم اجلمهور ذليكل و‬
‫نواحي نشاط الشركة و سياسات الشركة و أدائها فيما يتعلق ابدلعايَت البيئية و األخالقية و عالقات‬
‫الشركة مع اجملتمعات اليت تعمل فيها‪ ،‬و تعترب إرشادات منظمة ‪ OCDE‬اخلاصة ابدلنشآت‬
‫متعددة اجلنسيات ذات الصلة يف ىذا الصدد‪.‬‬
‫‪ ‬مسؤوليات رللس اإلدارة‪ :‬يقوـ رللس اإلدارة بتوجيو اسًتاتيجية الشركة‪ ،‬كما أنو مسؤوؿ بصفة‬
‫رئيسية عن اإلشراؼ على األداء اإلداري و ربقيق عائد مناسب للمسامهُت مع منع تعارض ادلصاحل‬
‫و ربقيق التوازف بُت الطلبات ادلتنافسة على الشركة‪ .‬ومن بُت ادلسؤوليات ادلهمة األخرى جمللس‬
‫اإلدارة ىي اإلشراؼ على النظم اليت توضع لضماف قياـ الشركة إبطاعة القوانُت ادلطبقة دبا فيها‬
‫قوانُت الضرا ئب‪ ،‬ادلنافسة‪ ،‬العمل و البيئة و تساوي الفرص‪.‬‬
‫و رللس اإلدارة ليس خاضعا للمساءلة أماـ الشركة و مسامهيها فحسب‪ ،‬ولكن أيضا عليو واجب‬
‫ابلعمل لتحقيق أفضل دلصاحلهم‪ ،‬وابإلضافة إذل ىذا فإنو يتوقع من رللس اإلدارة أف أتخذ يف‬
‫حسباهنا أف تتعامل بشكل عادؿ مع اىتمامات أصحاب ادلصاحل اآلخرين ( العماؿ‪ ،‬الدائنُت‪،‬‬
‫العمالء‪ ،‬ادلوردوف‪.)...‬‬

‫أىداؼ الشركة؛‬ ‫‪-‬‬


‫ادللكيات الكربى لألسهم و حقوؽ التصويت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سياسة مكافأة أعضاء رللس اإلدارة و التنفيذيُت الرئيسيُت و ادلعلومات عن أعضاء رللس اإلدارة دبا يف ذلك مؤىالدهم؛‬ ‫‪-‬‬
‫العمليات ادلتعلقة أبطراؼ الشركة أو أقارهبم؛‬ ‫‪-‬‬
‫عوامل ادلخاطرة ادلتوقعة؛‬ ‫‪-‬‬
‫ادلوضوعات اخلاصة ابلعاملُت و أصحاب ادلصاحل اآلخرين؛‬ ‫‪-‬‬
‫ىياكل و سياسات احلوكمة‪ ،‬وبصفة خاصة ما حيتويو من نظاـ أو سياسة حلوكمة الشركة و العمليات اليت يتم تنفيذىا دبوجبها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪51‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪-‬ذو تأثٌر على األداء االلتصادي الشامل؛‬

‫‪ -‬المتطلبات المانونٌة والتنظٌمٌة فً نطاق اختصاص‬


‫تشرٌعً؛‬
‫ضمان جودة أساس إلطار فعال‬
‫‪ -‬توزٌع المسؤولٌات فً نطاق تشرٌعً؛‬ ‫حلوكمة الشركات‬
‫‪-‬لدى الجهات السلطة و النزاهة و الموارد للمٌام بواجباتها‪.‬‬

‫‪ -‬توافر الحموق األساسٌة للمساهمٌن؛‬

‫‪-‬الحك فً المعلومات عن المرارات؛‬

‫‪-‬الحك فً المشاركة بالتصوٌت؛‬


‫حقوق ادلسامهني و الوظائف‬

‫‪ -‬تسهٌل المشاركة الفعالة؛‬ ‫الرئيسية ألصحاب حقوق ادللكية‬

‫‪-‬اإلفصاح عن الهٌاكل و الترتٌبات‬

‫‪ -‬معاملة المساهمٌن معاملة متساوٌة؛‬

‫مبادئ منظمة التعاوف االقتصادي و التنمية ‪OCDE‬‬


‫‪-‬إلغاء جمٌع الموانٌن التً تعرلل التصوٌت عبر الحدود؛‬
‫ادلعاملة ادلتساوية للمسامهني‬
‫‪ -‬حماٌة مساهمً األللٌة من إساءة االستغالل التً ٌموم بها أو‬
‫ٌتم إجراؤها لصالح المساهمٌن أصحاب النسب الحاكمة‪.‬‬

‫‪-‬المصالخ وفك المانون أو االتفالٌات؛‬

‫دور أصحاب ادلصاحل‬


‫‪-‬التعوٌض ممابل انتهان الحموق؛‬

‫‪ -‬تطوٌر اآللٌات للمشاركة؛‬

‫‪-‬المعلومات فً الولت المناسب؛‬

‫‪-‬االهتمام بالممارسات؛‬

‫‪-‬االفصاح عن السٌاسات؛‬

‫‪-‬المستوٌات النوعٌة للمحاسبة؛‬

‫‪-‬المراجعة الخارجٌة؛‬ ‫اإلفصاح و الشفافية‬


‫‪-‬لابلٌة المراجع للمساءلة؛‬

‫‪-‬الفرصة و التولٌت للمستخدمٌن‬

‫‪-‬العمل وفما للمعلومات الكاملة؛‬


‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪52‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫‪-‬المعاملة العادلة للمساهمٌن؛‬

‫‪ -‬تطبٌك المعاٌٌر األخاللٌة؛ ‪ -‬الحكم الموضوعً المستمل؛‬


‫مسؤوليات رللس اإلدارة‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫مبادي حوكمة الشركات حسب البنك الدويل‪ :‬يعمل البنك الدورل على تشجيع الدوؿ‬ ‫‪.2‬‬
‫على تبٍت أفضل ادلمارسات الدولية و القياـ ابإلصالحات القانونية و التشريعية‪ ،‬و يقوـ بتقدًن الدعم ادلناسب‬
‫سواء على ادلستوى احمللي او اإلقليمي و العادلي فيما خيص تبٍت قواعد إلدارة جيدة للشركات‬

‫‪ -‬فعلى ادلستوى احمللي‪ :‬دعم البنك الدورل رلموعة من التقوديات اليت تقوـ هبا الدولة بنفسها لنفسها و اليت‬
‫ربدد على أساسها مواطن الضعف و القوة فيما خيص إدارة الشركات‪ ،‬شلا يساعد تلك الدوؿ على ترتيب‬
‫أولوايدها‪ ،‬و اذلدؼ منها التقوًن و دعم اإلصالح التشريعي‪ ،‬و يف الوقت ذاتو تبٌت األعماؿ التطوعية من‬
‫القطاع اخلاص يف ىذا اجملاؿ‪ .‬وىو األمر الطي يتفق و إطار البنك الدورل العاـ للتنمية الشاملة الذي يؤكد‬
‫على احلوكمة اجليدة للشركات كعامل أساسي يف التنمية‪.‬‬

‫‪ -‬على ادلستوى العادلي‪ :‬لقد عمل البنك مع منظمة التعاوف االقتصادي و التنمية لتوسيع دائرة مبادئ حوكمة‬
‫الشركات خارج نطاؽ دوؿ منظمة التعاوف االقتصادي و التنمية‪ ،‬حيث وقع البنك الدورل و منظمة التعاوف‬
‫االقتصادي و التنمية مذكرة تفاىم يف احلادي عشر من جواف ‪ 1999‬و ذلك برعاية ادلنتدى الدورل لقواعد‬
‫حوكمة الشركات ‪ ،‬و كاف اذلدؼ الرئيسي للمنتدى ىو مساعدة الدوؿ ذات الدخوؿ ادلنخفضة و ادلتوسطة على‬
‫ربسُت ادل عايَت اليت تستعملها إدارات الشركات لتشجيع ادلساءلة يف اإلدارة و العدؿ و الشفافية و ربمل‬
‫ادلسؤولية‪.‬‬
‫وقد توصل البنك الدورل بعد ادلشاورات مع ادلنظمات األخرى إذل وضع منوذج لتقوًن نظم إدارة الشركات يف‬
‫الدوؿ النامية‪ ،‬و صمم ىذا النموذج حبيث يتيح الفرصة لتقوًن نقا ط الضعف و القوة يف سلتلف األسواؽ و‬
‫أكد على أمهية أف تتضمن قواعد و أسس حوكمة الشركات على‪ :‬اإلعسار و حقوؽ الدائنُت إذل جانب‬
‫الشفافية‪.‬‬

‫‪ ‬اإلعسار و حقوؽ الدائنُت‪ :‬يف زلاولة إذل ربسُت استقرار النظاـ ادلارل بعد أزمة جنوب شرؽ آسيا قاد البنك الدورل مبادرة لتحديد األسس و‬
‫اخل طوط اإلرشادية للوصوؿ إذل نظاـ فعاؿ لإلعسار و دعم احلقوؽ اخلاصة ابلعالقة بُت الدائنُت و ادلدينُت يف األسواؽ الناشئة؛ حيث أاتحت‬
‫نظم اإلعسار للمقرضُت احلصوؿ على تقرير أكثر دقة عن سلاطر السعر و شجعت على أف يكوف اإلقراض يف صورة تدفق لألمواؿ بدال من أف‬
‫تكوف عمل ية اإلقراض توجهها العالقات أو السياسات‪.‬‬
‫الشفافية يف النظم احملاسبية و ادلراجعة‪ :‬من أجل احلصوؿ على التقارير ادلالية للشركة اليت تضمن توفر الشفافية و تقدـ يف الوقت ادلناسب و تكوف‬
‫صاحلة لالعتماد عليها سوؼ يقوـ البنك الدورل دبراجعة مدى االلتزاـ دبعايَت احملاسبة و ادلراجعة يف عدد من الدوؿ‪ ،‬و يهدؼ ىذا العمل إذل‬
‫وضع أساس دلقارنة األساليب ادلتبعة يف الدوؿ موضوع البحث و اليت يتم مراجعتها على أساس ادلعايَت احمللية و الدولية و اليت ستؤدي بدورىا إذل‬
‫تسهيل عمليات ادلقارنة عرب البالد و تصميم الربامج لدعم طريقة تقدًن التقارير ادلالية للشركات‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪53‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ .3‬مبادئ صندوؽ النقد الدورل‪ :‬إضافة إذل مبادرة صندوؽ النقد الدورل يف مبادرة البنك الدورل لاللتزاـ‬
‫ابدلعايَت و القواعد‪ ،‬فقد وضع الصندوؽ قواعد ادلمارسات اجليدة اخلاصة بشكل أساسي من أجل‬
‫شفافية السياسة ادلالية و النقدية احلكومية و تؤكد ىذه القواعد على أربعة نقاط‪:‬‬
‫‪ -‬وضوح األدوار و ادلسؤوليات؛‬
‫‪ -‬توافر ادلعلومات للمواطنُت؛‬
‫‪ -‬إعداد ادليزانية و تنفيذىا و تقدًن التقارير بطريقة واضحة؛‬
‫‪ -‬التأكيد على النزاىة‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪54‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫احملاضرة الثامنة ‪ :‬اإلفصاح احملاسيب و عالقتو حبوكمة الشركات‬

‫لقد حظي موضوع اإلفصاح احملاسيب‪‬و العرض ابىتماـ كبَت من قبل اجلمعيات ادلهنية‬
‫للمحاسبة و أسواؽ ادلاؿ العادلية و الدولية و احمللية اليت دهتم بشكل خاص دبوضوع الشفافية‪ ،‬فهو حيقق يف‬
‫حاؿ توفره جوا من الثقة بُت ادلتعاملُت و محاية مصاحل سلتلف األطراؼ‪.‬‬

‫و تعود اجلذور التارخيية دلفهوـ اإلفصاح عن ادلعلومات ادلالية لعاـ ‪ 1837‬حيث نشرت رللة‬
‫‪ Railway Magazine‬مقالة عن اإلفصاح‪ ،‬و اليت أشارت إذل أثر اإلبالغ عن أرابح الشركات على‬
‫سلوؾ ادلستثمرين حيث ساد يف الربع األخَت من القرف التاسع عشر اذباه حيث على الزايدة يف اإلفصاح‬
‫احملاسيب‪ ،‬خاصة ما تعلق بتقدًن معلومات عن األرابح و رأس ادلاؿ‪ ،‬االستهالكات و تقييم ادلوجودات‪ ،‬و‬
‫اإلفصاح عن القوائم ادلالية‪...‬‬

‫‪ .1‬مفهوم اإلفصاح‪:‬‬
‫‪ ‬لقد عرؼ اإلفصاح بشكل عاـ أبنو‪ ":‬بث ادلعارؼ أو نقل ادلعلومات من مصدر إنتاجها إذل‬
‫مستقر االستفادة منها أو استخدامها‪ ،‬فاإلفصاح ىو نقل ىادؼ للمعلومات شلن يعلمها دلن ال‬
‫‪65‬‬
‫بعلمها"‪.‬‬
‫‪ ‬كما عرؼ اإلفصاح احملاسيب على أنو عملية إظهار ادلعلومات ادلالية سواء كانت كمية أو‬
‫وصفية يف القوائم ادلالية أو يف اذلوامش و ادلالحظات و اجلداوؿ ادلكملة يف الوقت ادلناسب شلا‬
‫جيعل القوائم ادلالية غَت مضللة و مالئمة دلستخدمي القوائم ادلالية من األطراؼ اخلارجية و اليت‬
‫ليس ذلا سلطة االطالع على الدفاتر و السجالت للشركة ‪.66‬‬

‫‪ ‬لقد ازدادت أمهية اإلفصاح احملاسيب بعد أزمة الكساد الكبَت سنة ‪ 1929‬بعد إفالس عدد كبَت من الشركات بسبب التالعب ابلقوائم ادلالية‪،‬‬
‫و ىو األمر الذي أدى إذل إنشاء ىيئة تداوؿ األوراؽ ادلالية لتتوذل مراقبة تداوؿ األوراؽ ادلالية‪ ،‬و من مث إصدار قانوف األوراؽ ادلالية عاـ ‪1932‬‬
‫و الذي يعترب قانوان متعلقا ابإلفصاح‪.‬‬
‫‪ 65‬دمحم مسَت الصباف‪ ،‬دراسات يف األصول ادلالية – أصول و أساليب االتصال احملاسيب ‪ ،-‬بَتوت‪ :‬الدار اجلامعية‪ ،1996 ،‬ص ‪.245‬‬
‫‪ 66‬فاتح بلواضح‪ ،‬دمحم براؽ‪ ،‬حوكمة ادلؤسسات كآلية لتعزيز اإلفصاح احملاسيب و جودة التقارير ادلالية لغرض إدارة ادلخاطر ‪ -‬دراسة جتربة‬
‫أن سي أ رويبة يف رلال حوكمة ادلؤسسات ‪ ،-‬رللة االصالحات االقتصادية و التكامل يف االقتصاد العادلي‪ ،‬اجمللد ‪،12‬العدد ‪ ،25‬ص ‪.286‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪55‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ ‬اإلفصاح احملاسيب ىو إظهار كل ادلعلومات اليت قد تؤثر يف موقف متخذ القرار ادلتعلق ابلوحدة‬
‫احملاسبية و ىذا يعٍت أف تظهر ادلعلومات يف القوائم و التقارير احملاسبية بلغة مفهومة للقارئ دوف‬
‫‪67‬‬
‫لبس أو تظليل‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع اإلفصاح‪ :‬يقسم اإلفصاح من حيث كمية ادلعلومات ادلالئمة و اجلوىرية و ادلفيدة‬
‫للمستخدمُت إذل إفصاح كامل‪ ،‬إفصاح عادؿ‪ ،‬و إفصاح كاؼ؛ أما من حيث اجملاالت فيقسم إذل‬
‫إفصاح وقائي (تقليدي) و إفصاح إعالمي (تثقيفي) و تتمثل فيمايل‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلفصاح الكامل ‪ :Full disclosure‬و يشَت إذل مدى مشولية التقارير ادلالية و أمهية تغطيتها‬
‫ألي معلومات ذات أثر زلسوس على قرارات مستخدـ تلك التقارير‪ ،‬فاإلفصاح الشامل يتطلب أف‬
‫تصمم و تعد القوائم ادلالية ادلوجهة إذل عامة ادلستخدمُت بشكل يعكس بدقة مجيع األحداث و‬
‫احلقائق ادلالية اجلوىرية اليت أثرت على ادلنشأة خالؿ الفًتة ‪ ،‬ولكن يبقى ىذا ىدفا صعب ادلناؿ‬
‫بسبب تكلفة إنتاج و توصيل ادلعلومات من جهة و أيضا كثرة التفاصيل غَت ادلهمة اليت زبفض من‬
‫‪68‬‬
‫القدرة على االستيعاب من جهة أخرى؛‬
‫ب ‪ .‬اإلفصاح العادؿ ‪ : Fair disclosure‬يهتم اإلفصاح العادؿ ابلرعاية ادلتوازنة الحتياجات مجيع‬
‫األطراؼ ادلالية‪ ،‬إذ يتوجب إخراج القوائم ادلالية و التقارير ابلشكل الذي يضمن عدـ ترجيح‬
‫مصلحة فئة معينة على مصلحة الفئات األخرى من خالؿ مراعاة مصاحل مجيع ىذه الفئات بشكل‬
‫متوازف؛‬
‫ت ‪ .‬اإلفصاح الكايف ‪ : Adequate disclosure‬يشمل ربديد احلد األدىن الواجب توفَته من‬
‫ادلعلومات احملاسبية يف القوائم ادلالية‪ ،‬وديكن مالحظة أف مفهوـ احلد األدىن غَت زلدد بشكل دقيق‬
‫حسب االحتياجات و ادلصاحل ابلدرجة األوذل كونو يؤثر أتثَتا مباشرا يف ازباذ القرار‪ ،‬غَت أنو يتبع‬
‫‪69‬‬
‫للخربة اليت يتمتع هبا الشخص ادلستفيد؛‬

‫‪ 67‬محاد طارؽ عبد العاؿ‪ ،‬حوكمة الشركات ( ادلفاىيم‪ ،‬ادلبادئ‪ ،‬التجارب‪ ،‬تطبيقات احلوكمة يف ادلصارف)‪ ،‬مصر‪ :‬الدار اجلامعية‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪222‬‬
‫‪ 68‬رضواف حلوة حناف‪ ،‬النموذج احملاسيب ادلعاصر من ادلبادئ إىل ادلعايري‪ ،‬األردف‪ :‬دار وائل للنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ، 2006،‬ص‬
‫‪.473‬‬
‫‪ 69‬محاد طارؽ عبد العاؿ‪ ،‬حوكمة الشركات ( ادلفاىيم‪ ،‬ادلبادئ‪ ،‬التجارب‪ ،‬تطبيقات‪ ،‬احلوكمة يف ادلصارف)‪ ،‬مصر‪ :‬الدار اجلامعية‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪.223‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪56‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫ث ‪ .‬اإلفصاح الوقائي ‪ :Protective disclosure‬يقوـ ىذا النوع من اإلفصاح على ضرورة‬


‫اإلفصاح عن التقارير ادلالية حبيث تكوف غَت مضللة ألصحاب الشأف و اذلدؼ األساسي لذلك‬
‫محاية ادلستثمر العادي ذو القدرة احملدودة على استخداـ ادلعلومات‪ ،‬لذا جيب أف تكوف ادلعلومات‬
‫على درجة عالية من ادلوضوعية‪ ،‬فاإلفصاح الوقائي يتفق مع اإلفصاح الكامل ألهنما يفصحاف عن‬
‫ادلعلومات ادلطلوبة جلعلها غَت مضللة للمستثمرين اخلارجيُت؛‬
‫ج‪ .‬اإلفصاح التثقيفي( اإلعالمي) ‪ :Information disclosure‬ىو اإلفصاح عن ادلعلومات‬
‫ادلناسبة ألغراض ازباذ القرارات مثل‪ :‬اإلفصاح عن التنبؤات ادلالية من خالؿ الفصل بُت العناصر‬
‫العادية و غَت العادية للقوائم ادلالية و اإلفصاح عن اإلنفاؽ الرأس مارل احلارل و ادلخطط و مصادر‬
‫سبويلو‪ ،‬و يالحظ أف ىذا النوع من اإلفصاح من شأنو احلد من اللجوء إذل ادلصادر الداخلية‬
‫للحصوؿ على ادلعلومات اإلضافية بطرؽ غَت رمسية يًتتب عليها بعض ادلكاسب لبعض الفئات على‬
‫حساب اخرى‪.‬‬

‫‪ .3‬الشفافية احملاسبية‪:‬‬

‫تعرؼ الشفافية احملاسبية أبهنا مصطلح يشَت إذل مبدأ خلق بيئة يتم خالذلا جعل ادلعلومات عن‬
‫الظروؼ و القرارات و التصرفات القائمة قابلة للوصوؿ إليها بسهولة و مرئية‪ ،‬و قابلة للفهم لكافة‬
‫األطراؼ ادلشاركة ابلسوؽ‪ ،‬فهي تعرب عن التمثيل الصادؽ للمعلومات عن أحداث و معامالت ادلنشأة‬
‫الواردة يف القوائم ادلالية اليت أعدت وفق ادلعايَت اخلاصة إبعدادىا دوليا‪ ،‬وىي زبتلف عن اإلفصاح يف‬
‫كوهنا تتخطى مبادئ التقارير و القوائم ادلالية لتزويد ادلستخدمُت ابدلعلومات ادلا لية اليت حيتاجوهنا الزباذ‬
‫قرارات استثمارية رشيدة وواعية‪.‬‬

‫‪ .4‬قواعد اإلفصاح احملاسيب و الشفافية و امهيتهما‬


‫أ‪ .‬قواعد الشفافية و اإلفصاح احملاسيب‬

‫ينص ادلبدأ اخلامس للحوكمة الصادر عن منظمة التعاوف االقتصادي و التنمية‪ OCDE‬على‬
‫اآليت‪ ":‬ينبغي على إطار حوكمة الشركات أف يضمن القياـ ابإلفصاح السليم و الصحيح يف الوقت‬
‫ادلناسب عن كافة ادلوضوعات اذلامة ادلتعلقة ابلشركة دبا يف ذلك ادلركز ادلارل و األداء و حقوؽ‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪57‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫ادللكية و حوكمة الشركة"؛ و لتطبيق ىذا ادلبدأ ادلتعلق ابإلفصاح و الشفافية البد من االلتزاـ‬
‫دبجموعة من اإلرشادات أو القواعد ىي ‪:70‬‬

‫‪ ‬ينبغي أف يتضمن اإلفصاح ادلعلومات التالية‪:‬‬


‫‪ -‬النتائج ادلالية و نتائج عمليات الشركة؛‬
‫‪ -‬أىداؼ الشركة؛‬
‫‪ -‬ادللكيات الكربى لألسهم و حقوؽ التصويت؛‬
‫‪ -‬سياسة مكافأة أعضاء رللس اإلدارة التنفيذيُت الرئيسيُت و ادلعلومات عن رللس اإلدارة دبا يف ذلك‬
‫مؤىالدهم و عملية اختيار ادلدراء اآلخرين يف الشركة و ما إذا كاف ينظر إليهم ابعتبارىم مستقلُت؛‬
‫‪ -‬العمليات ادلتعلقة أبطراؼ من الشركة و أقارهبم؛‬
‫‪ -‬عوامل ادلخاطرة ادلتوقعة؛‬
‫‪ -‬ادلوضوعات اخلاصة ابلعاملُت و أصحاب ادلصاحل؛‬
‫‪ -‬ىياكل و سياسات احلوكمة و بصفة خاصة ما حيتويو أي نظاـ أو سياسة حلوكمة الشركة و‬
‫العمليات اليت يتم تنفيذىا دبوجبها‪.‬‬
‫‪ ‬ينبغي إعداد ادلعلومات و اإلفصاح عنها طبقا دلعايَت احملاسبة و ادلراجعة ادلالية و غَت ادلالية؛‬
‫‪ ‬جيب إجراء مراجعة سنوية حلساابت الشركة بواسطة مراجع مستقل و مؤىل‪ ،‬هبدؼ تقدًن‬
‫تقرير موضوعي للمجلس و ادلسامهُت يفيد أبف القوائم ادلالية سبثل ابلفعل ادلركز ادلارل للشركة‬
‫و أدائها يف مجيع اجملاالت ادلهمة؛‬
‫‪ ‬جيب أف يقدـ مراجعي احلساابت اخلارجيُت تقاريرىم للمسامهُت؛‬
‫‪ ‬جيب توفَت قنوات لبث ادلعلومات حىت يتمكن ادلستخدموف من احلصوؿ على ادلعلومات‬
‫الكافية‪ ،‬يف التوقيت ادلناسب و بتكلفة اقتصادية تتسم ابلعدالة؛‬
‫‪ ‬جيب أف يزود إطار اإلدارة احلاكمة للشركات دبنهج فعاؿ يتناوؿ التحليل أو ادلشورة عن‬
‫طريق احملللُت و السماسرة و وكاالت التقييم و التصنيف و غَتىا‪ ،‬و ادلتعلقة بقرارات‬

‫‪ 70‬دمحم مصطفى سليماف‪ ،‬دور حوكمة الشركات يف معاجلة الفساد ادلايل و اإلداري‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬الدار اجلامعية‪ ،2009 ،‬ص ص ‪- 60‬‬
‫‪.61‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪58‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫ادلستثمرين بعيدا عن تعارض ادلصا حل الذي قد يؤدي إذل اإلضرار بنزاىة ما يقوموف بو من‬
‫ربليل أو ما يقدموف من مشورة‪.‬‬
‫ب ‪ .‬أمهية اإلفصاح احملاسيب و الشفافية ‪ :‬يعترب وجود نظاـ إفصاح قوي يشجع على الشفافية‬
‫احلقيقية أحد ادلالمح احملورية لإلشراؼ على الشركات القائمة على أساس السوؽ‪ ،‬و الذي يعترب‬
‫أمر رئيسي للمسامهُت من أجل شلارسة حقوؽ ملكيادهم ‪ ،‬من جهة اثنية تعمل الشفافية على‬
‫زايدة ادلعلومات الوارد يف اإليضاحات ادلتممة على النحو الذي يؤدي إذل ذبسُت اإلفصاح يف‬
‫قوائم الشركات‪ ،‬و عليو تتمثل أمهية كل من االفصاح و الشفافية يف‪:‬‬
‫‪ -‬تزيد من عملية توضيح قيم البنود اليت ربتويها القوائم ادلالية؛‬
‫‪ -‬تقليل درجة التقلب يف األسواؽ ادلالية لضماف االستقرار ادلارل؛‬
‫‪ -‬ذبعل استجابة ادلشاركُت يف السوؽ لألخبار السيئة معتدلة و تساعدىم أيضا على توقع و تقييم‬
‫ادلعلومات السلبية؛‬
‫‪ -‬تعمل على القضاء على ظاىرة عدـ سباثل ادلعلومات؛‬
‫‪ -‬تقلل من ميل األسوا ؽ للًتكيز على األنباء اإلجيابية أو السلبية؛‬
‫‪ -‬توفَت ادلناخ جلميع ادلهتمُت ابدلنشأة؛‬
‫‪71‬‬
‫‪ -‬جذب اىتماـ ادلستثمرين و تعريفهم ابدلنشأة‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلفصاح و الشفافية يف ظل حوكمة الشركات‬

‫تعترب آلية اإلفصاح و الشفافية أحد أىم و ركائز و آليات حوكمة الشركات‪ ،‬فاإلفصاح يهدؼ إذل‬
‫إطالع ادلستثمرين الذين ذلم دراية زلدودة ابدلعلومات ادلوضوعية و ذلك حلماية ادلستثمر من التعامل غَت‬
‫العادؿ يف سوؽ ادلاؿ ‪ ،‬كما ال يقتصر اإلفصاح على تقدًن ادلعلومات ادلالية ادلوضوعية فقط‪ ،‬بل إذل تقدًن‬
‫للمعلومات ادلالئمة‪ ‬حسب االذباه ادلعاصر‪.‬‬

‫‪ 71‬بن الطاىر حسُت‪ ،‬بوطالعة دمحم‪ ،‬دراسة أثر حوكمة الشركات على الشفافية و اإلفصاح و جودة القوائم ادلالية يف ظل النظام احملاسيب‬
‫ادلايل ‪ ،‬مداخلة مقدمة للملتقى الوطٍت حوؿ‪ :‬حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد ادلارل و اإلداري‪ 07- 06 ،‬ماي ‪ ،2012‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫ص ‪.09‬‬
‫‪ ‬و ادلقصود ابدلعلومات ادلالئمة تلك ادلعلومات اليت ربتاج درجة كبَتة من الدراية و اخلربة يف فهمها و استخدامها‪ ،‬و اليت يعتمد عليها‬
‫ادلستثمرين الواعيُت و احملللُت ادلاليُت يف ازباذ قرارادهم‪ ،‬مثاؿ‪ :‬تقارير قطاعية على أساس خطوط اإلنتاج‪ ،‬أو ادلناطق اجلغرافية‪ ،‬و إعداد التقارير‬
‫ادلرحلية و ادلعلومات ادلتعلقة ابإلنفاؽ االستثماري احلارل و مصادر سبويلو‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪59‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫و عليو ربرص معظم ادلنشآت على بناء و أتسيس نظاـ حيد لإلفصاح و الشفافية و توفَت‬
‫ادلعلومات ابلكم و اجلودة و يف الوقت ادلناسب مع التزاـ ابلقواعد و اللوائح ادلنظمة و اليت ربدد جوانب و‬
‫رلاالت و خصائص اإلفصاح سواء فيما يتصل ابدلوضوعات أو العناصر اليت يتعُت اإلفصاح عنها و إثبادها‬
‫ابلقوائم ادلالية و اليت تعد بغرض تزويد متخذي القرار ابدلنشأة‪.‬‬

‫كما أف العالقة بُت حوكمة الشركات و اإلفصاح عالقة ذات اذباىُت‪ ،‬حيث يتوقف ربقيق‬
‫مزااي و منافع احلوكمة على إفصاح الشركات عن شلارسات احلوكمة هبا‪ ،‬شلا يؤدي إذل زايدة مصداقية الشركات‬
‫أماـ مجهور ادلت عاملُت و اكتساهبا مسعة حسنة األمر الذي يعيد الثقة هبا و بسوؽ ادلاؿ ككل‪.‬‬

‫كما تعمل حوكمة الشركات على تدعيم اإلفصاح من خالؿ توفَتىا دلعايَت اإلفصاح و الشفافية تضمن‬
‫مشوؿ التقارير ادلالية للشركات على مجيع ادلعلومات الالزمة و الضرورية إلعطاء مستخدمي ىذه التقارير صورة‬
‫واضحة عن نشاط الشركة ‪.72‬‬

‫‪ 72‬بن الطاىر حسُت‪ ،‬بوطالعة دمحم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪60‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫احملاضرة التاسعة ‪ :‬ادلراجعة و قواعد حوكمة الشركات‬

‫تعترب وظيفة ادلراجعة مكملة للعمل ادلارل و احملاسيب عموما خصوصا يف هناية الفًتة ادلالية‪ ،‬و زبضع‬
‫عملية ادلراجعة إذل رلموعة من ادلعايَت و القواعد‪.‬‬

‫‪ .1‬مفهوم ادلراجعة‪ :‬ىناؾ العديد من التعاريف ادلقدمة دلصطلح ادلراجعة أمهها‪:‬‬

‫أ‪.‬تعريف مجعية احملاسبة األمريكية‪ :‬ادلراجعة ىي عملية نظامية و منهجية جلمع و تقييم األدلة و القرائن‬
‫بشكل موضوعي و اليت تتعلق بنتائج األنشطة و األحداث االقتصادية لتحديد مدى توافق و تطابق النتائج‬
‫مع ادلعايَت ادلقررة‪ ،‬و تبليغ األطراؼ ادلعنية بنتائج ادلراجعة‪.‬‬

‫ب‪ .‬ادلراجعة ىي اختبار أو فحص يقوـ بو شخص مهٍت كفء و مستقل من أجل إبداء رأي مربر حوؿ‬
‫‪73‬‬
‫االنضباط و ادلصداقية يف إعداد البياانت اليت تتضمنها القوائم ادلالية اخلتامية‪.‬‬

‫ت‪ .‬تعرؼ منظمة العمل الفرنسي ادلراجعة على أهنا مسعى أو طريقة منهجية مقدمة بشكل منسق من طرؼ‬
‫مهٍت‪ ،‬يستعمل رلموعة من تقنيات ادلعلومات و التقييم بغية إصدار حكم معلل و مستقل استنادا على‬
‫معايَت التقييم و تقدًن ادلصادقة و فعالية النظاـ و اإلجراءات ادلتعلقة ابلتنظيم ‪.74‬‬

‫ث‪ .‬ادلراجعة ىي الفحص الف ٍت احملايد‪ ،‬و التعبَت ابلرأي عن القوائم ادلالية للمشروع بواسطة مراجع معُت مع‬
‫اإلذعاف ألي الزاـ قانوين حيكم ىذا العمل ‪.75‬‬

‫‪ .2‬أىداف ادلراجعة‪ :‬لقد تطورت أىداؼ ادلراجعة‪ ‬من اكتشاؼ الغش و السرقة من قبل ادلوظفُت‬
‫قبل الثورة الصناعية إذل أىداؼ تتالءـ و بيئة األعماؿ احلالية و ديكن تلخيصها فيمايلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬أىداؼ تقليدية و تتمثل يف أىداؼ رئيسية و أخرى فرعية‪:‬‬

‫‪ 73‬دمحم بوتُت‪ ،‬ادلراجعة و مراقبة احلساابت من النظرية إىل التطبيق‪ ،‬بن عكنوف اجلزائر‪ :‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية‪ ،2003 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪74‬‬
‫‪Lionel Collin, Gerard Valin, Audit et contrôle interne :Aspects Financier,‬‬
‫‪Opérationnel et Stratégiques, 4eme édition, Dalloze, Paris, 1992,P22.‬‬
‫‪ 75‬كماؿ عبد السالـ علي‪ ،‬خالد ادلعتصم‪ ،‬أصول علم ادلراجعة‪ ،2003 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ ‬إف ادلراجعة ال تعٍت ادلطابقة الشكلية بُت بياانت القوائم ادلالية و بُت ما ربتويو الدفاتر و السجالت ادلختلفة للمنشأة‪ ،‬بل تعٍت ا لفحص الفٍت‬
‫الدقيق احملايد للحساابت و إلبداء الرأي فيما ربويو القوائم ادلالية من بياانت و التأكد من أف احلساابت اخلتامية تعرب عن النتيجة الصحيحة‪ ،‬و‬
‫أف قائمة ادلركز ادلارل تعرب فعال و بوضوح عن ادلركز ادلارل احلقيقي للمنشأة و ذلك يف ضوء ادلبادئ احملاسبية ادلتعارؼ عليها‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪61‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬التحقق من صحة و دقة البياانت احلسابية ادلثبتة يف الدفاتر و مدى االعتماد عليها؛‬
‫‪ -‬إب داء رأي فٍت زلايد يستند على أدلة قوية عن مدى مطابقة القوائم ادلالية للمركز ادلارل ‪76‬؛‬
‫‪ -‬اكتشاؼ ما قد يوجد ابلدفاتر و السجالت من أخطاء أو غش؛‬
‫‪ -‬تقليص فرص ارتكاب األخطاء و الغش لوضع ضوابط و إجراءات ربوؿ دوف ذلك؛‬
‫‪ -‬اعتماد فرص ارتكاب األخطاء و الغش لوضع ضوابط و إجراءات ربوؿ دوف ذلك؛‬
‫‪ -‬اعتماد اإلدارة عليها يف تقرير و رسم السياسات اإلدارية و ازباذ القرارات حاضرا أو مستقبال؛‬
‫‪ -‬طمأنة مستخدمي القوائم ادلالية و سبكينهم من ازباذ القرارات ادلناسبة الستثمارادهم؛‬
‫‪ -‬معاونة دائرة الضرائب يف ربديد مبلغ الضريبة‬
‫ب ‪ .‬األىداؼ احلديثة ادلتطورة‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة اخلطة و تنفيذىا و مدى ربقيق األىداؼ و ربديد االضلرافات و أسباهبا و طرؽ معاجلتها؛‬
‫‪ -‬تقييم نتائج األعماؿ ووفقا للنتائج ادلرسومة؛‬
‫‪ -‬ربقيق أقصى كفاية إنتاجية شلكنة عن طريق منع االسراؼ يف مجيع نواحي النشاط؛‬
‫‪ -‬ربقيق أقصى قدر شلكن من الرفاىية ألفراد اجملتمع؛‬
‫‪ -‬التأكد من صحة القيود احملاسبية أي خلوىا من اخلطأ أو التزوير‪ ،‬و العمل على استكماؿ‬
‫ادلستندات ادلثبتة لصحة العمليات و ادلؤيدة للقيود الدفًتية؛‬
‫‪ -‬التأكد من صحة عمل احلساابت اخلتامية و خلوىا من األخطاء احلسابية و الفنية سواء ادلعتمدة أو‬
‫غَتىا نتيجة اإلمهاؿ أو التقصَت؛‬
‫‪ -‬دراسة النظم ادلتبعة يف أداء العمليات ذات ادلغزى ادلارل و اإلجراءات اخلاصة هبا ألف مراجعة‬
‫احلساابت تبدأ من صحة ىذه النظم؛‬
‫‪ -‬التأكد من الكفاية االنتاجية و كفاية األداء ‪77‬؛‬
‫‪ -‬العمل على زبفيض اإلىدار و اإلسراؼ يف مجيع أوجو النشاط‪.‬‬

‫‪ 76‬أمحد حجاج‪ ،‬كماؿ الدين سعيد‪ ،‬ادلراجعة بني النظرية و التطبيق‪ ،‬الرايض‪ :‬دار ادلريخ للنشر‪ ،1997 ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ 77‬أشرؼ دمحم إبراىيم منصور‪ ،‬مسحي عبد العاطي حامد‪ ،‬زمزـ أمحد أبوبكر أمحد‪ ،‬مبادئ ادلراجعة يف ضوء ادلعايري الدولية للمراجعة‪ ،‬جامعة‬
‫حلواف‪ :‬جهاز نشر و توزيع الكتاب اجلامعي‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪62‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ .3‬قواعد ادلراجعة‪ :‬للمراجعة رلموعة من ادلتطلبات أو القواعد األساسية للتعامل مع ادلشاكل‬


‫ادلرتبطة ببيئة ادلراجع تتمثل أمهها يف‪:‬‬
‫‪ -‬قابلية البياانت للفحص‪ :‬يعٍت أنو يف حالة قياـ شخصُت بفحص ادلعلومات نفسها جيب أف يصال‬
‫إذل نفس النتائج؛‬
‫‪ -‬عدـ وجود تعارض بُت مصلحة ادلراجع و اإلدارة‪ :‬تقوـ ىذه القاعدة على تبادؿ للمنافع بُت ادلراجع‬
‫و اإلدارة‪ ،‬فاألوؿ يقدـ لإلدارة ادلعلومات من أجل ازباذ القرارات الصائبة‪ ،‬و الثاين ديد ادلراجع‬
‫دبعلومات يكوف على أساسها رأاي فنيا زلايدا؛‬
‫‪ -‬خلو القوائم ادلالية من أية أخطاء تواطئية‪ :‬تنص ىذه القاعدة على مسؤولية ادلراجع يف اكتشاؼ‬
‫األخطاء غَت العادية أو التواطئية‪ ،‬وىو ما يشَت إذل درجة الًتكيز ادلطلوبة أثناء مزاولة ادلهنة؛‬
‫‪ -‬وجود نظاـ سليم للرقابة الداخلية يبعد احتماؿ حدوث أخطاء‪ :‬حبيث من ادلمكن إعداد برانمج‬
‫للمراجعة يف وقت أقل؛‬
‫‪ -‬التطبيق ادلناسب للمبادئ احملاسبية ادلتعارؼ عليها‪ :‬يس ًتشد ادلراجع ابدلبادئ احملاسبية كدليل للحكم‬
‫على مدى عدالة القوائم ادلالية و تربير رأيو الفٍت؛‬
‫‪ -‬العناصر اليت كانت صحيحة يف ادلاضي سوؼ تكوف كذلك يف ادلستقبل‪ :‬يفًتض ادلراجع إذا ما‬
‫ثبت أف إدارة ادلؤسسة رشيدة يف تصرفادها‪ ،‬ورقابتها الداخلية سليمة‪ ،‬أبف الوضع سيستمر كذلك يف‬
‫ادلستقبل إال إذا ثبت دليل عكس ذلك‪ ،‬و العكس صحيح؛‬
‫‪ -‬مراقب احلساابت يزاوؿ عملو كمراجع فقط‪ :‬تشَت ىذه القاعدة إذل أف مهمة ادلراجع تقتصر على‬
‫ادلهنة ادلوكلة إليو وفقا للعقد ادلربـ مع ادلؤسسة كما يتمتع ادلراجع ابالستقاللية يف أداء عملو؛‬
‫‪ -‬يفرض ادلركز ادله ٍت للمراجع التزامات تتناسب مع ىذا ادلركز‪ :‬يعٍت أف مهنة ادلراجع تتطلب عناية و‬
‫ربديدا دلسؤولياتو اذباه عملو و اذباه زابئنو و زمالئو‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪63‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ .4‬أنواع ادلراجعة‬

‫‪ 4.1‬من حيث الشخص القائم هبا‪ :‬تتضمن ادلراجعة من حيث طبيعة الشخص القائم هبا إذل نوعُت‬
‫مها ‪:78‬‬

‫أ‪ .‬مراجعة داخلية ‪ : Internal Audit‬تشَت ادلراجعة الداخلية إذل ادلراجعة اليت تتم دبعرفة‬
‫موظف أو موظفُت من داخل ادلنشأة خيضعوف ذلا ماليا و إداراي‪ ،‬و يطلق ادلوظف القائم بذلك‬
‫مصطلح ادلراجع أو ادلدقق الداخلي‪.‬‬
‫ب ‪ .‬ادلراجعة اخلارجية ‪ : External Audit‬تشَت ادلراجعة اخلارجية إذل ادلراجعة اليت تتم دبعرفة‬
‫مراجع خارجي ليس موظف ابدلنشأة و من مث ال خيضع ذلا ماليا أو إداراي‪ ،‬لذا فادلراجع اخلارجي‬
‫من ادلفروض أف يكوف أكثر حيادا من ادلراجع الداخلي‪.‬‬
‫من حيث درجة اإللزاـ هبا‪ :‬تقسم ادلراجعة من حيث اإللزاـ التشريعي ذلا إذل نوعُت مها‪:‬‬ ‫‪4.2‬‬
‫أ‪ .‬ادلراجعة اإللزامية‪ : Compulsory Audit‬و ىي ادلراجعة اإلجبارية اليت تلتزـ ادلنشأة‬
‫ابلقياـ هبا و ذلك حبكم القانوف؛‬
‫ب ‪ .‬ادلراجعة اإلختيارية‪ : Optional Audit :‬تشَت ادلراجعة االختيارية إذل ادلراجعة اليت تتم‬
‫دبحض إرادة إدارة أو أصحاب ادلنشأة دوف أف يوجد إلزاـ قانوين يلزمهم بذلك‪.‬‬
‫‪ .5‬دور ادلراجعة يف دعم حوكمة الشركات‪ :‬تلعب ادلراجعة اليوـ دورا مهما يف حل سلتلف‬
‫التعارضات بُت األطراؼ و خدمة مصاحلهم و تتمثل األدوار اليت من ادلمكن أف تلعبها ادلراجعة يف‬
‫حوكمة الشركات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عالقة الوكالة كمربر لتبٍت ادلراجعة القانونية‪ :‬حيث يتخوؼ ادلوكل من قياـ الوكيل دبمارسات زبدـ‬
‫منفعتو الشخصية‪ ،‬وىو ما يؤدي إذل ظهور تكاليف الوكالة‪ ،‬وقد ظهرت ادلراجعة كأداة لتخفيض‬
‫تكاليف الوكالة و منع احتماالت الغش و التزوير حلماية ادلسامهُت؛‬

‫‪ 78‬أشرؼ دمحم إبراىيم منصور و آخروف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪64‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬الدور االقتصادي للمراجعة يف إطار نظرية تكلفة الصفقة‪ :‬نظرا لتطور احمليط التنافسي تسعى‬
‫ادل ؤسسات إذل زبفيض تكاليف بعض الصفقات للحفاظ على استمراريتها يف السوؽ‪ ،‬وىنا برز دور‬
‫التفتيش و الرقابة اليت يقوـ هبا ادلراجع؛‬
‫‪ -‬ادلراجعة و دورىا يف خدمة أصحاب ادلصاحل‪ :‬حيث تفيد ادلراجعة يف‪:‬‬
‫‪ .1‬التقليل من حدة الصراع القائم بُت ادلسامهُت و ادلسَتين من خالؿ إفصاحو عن كل ادلمارسات اليت‬
‫تؤثر على سبثيل القوائم ادلالية مع إجبار اإلدارة على التقيد ابلتشريعات و اخلطة العامة للمؤسسات‬
‫للتقليل من خدة الصراع بُت ادلسامهُت و اإلدارة؛‬
‫‪ .2‬ادلراجعة اخلارجية أداة للتقليل من آاثر االختيار العكسي‪ :‬عندما تريد ادلؤسسات رفع رأمساذلا فإف‬
‫ادلس َتين ديلكوف معلومات داخلية عن نوعية أدائهم و اليت ليست يف متناوؿ ادلستثمرين (اجلدد)‪،‬‬
‫فالنقص يف ادلعلومات يؤدي إذل عدـ إمكانية التمييز بُت ادلسَتين اجليدين من غَتىم‪ ،‬فيربز دور‬
‫ادلراجع اخلارجي لتخفيض عدـ سباثل ادلعلومات ‪ .‬فادلراجع يف نظر ادلسَتين وسيلة يف أيدي ادلسَتين‬
‫األكفاء إلرساؿ إشارة إذل ادلستثمرين و اجتذاب أكرب عدد منهم؛‬
‫‪ .3‬أتمُت ادلعلومة ادلالية اليت يتم نشرىا يف القوائم ادلالية‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪65‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫احملاضرة العاشرة‪ :‬آليات حوكمة الشركات‬

‫يقصد أبليات حوكمة الشركات الطرؽ و الوسائل ادلستعملة لتطبيق مبادئ احلوكمة و تتمثل فيمايلي‪:‬‬

‫‪ .1‬اآلليات الداخلية‪ :‬تنصب آليات حوكمة الشركات الداخلية على أنشطة و فعاليات الشركة‪،‬‬
‫وازباذ االجراءات الالزمة لتحقيق أىداؼ الشركة و ديكن تصنيف آليات حوكمة الشركات الداخلية‬
‫إذل‪:‬‬
‫ادلسامهون الكبار‪ :‬ادلساىم الكبَت ىو مساىم نشيط‪ ،‬راغب و قادر على مراقبة اإلدارة‬ ‫‪1.1‬‬
‫العليا عمليا‪ ،‬و ديتلك حصة ك بَتة من رأس ماؿ الشركة‪ ،‬و يؤدي دور ادلراقب الرئيسي لعمل اإلدارة‬
‫العليا‪ ،‬و عادة ما يكوف ادلسامهوف الكبار األساسيوف ضمن األصناؼ التالية‪ :‬الشركات القابضة‬
‫‪ ، Holding‬ادلؤسسات ادلالية‪ ،‬الشركات الصناعية و التجارية‪ ،‬ادلستثمروف األ فراد‪ ،‬العائالت أو‬
‫ادلدراء ‪.79‬‬

‫و يشار إذل ادلسامهُت كمالؾ للشركة و لكن الشخصية القانونية ذلذه األخَتة تثَت الكثَت من‬
‫التساؤالت حوؿ طبيعة التملك‪ ،‬خصوصا يف ظل االعتماد على أشخاص آخرين ( من غَت‬
‫ادلسامهُت) يف إداردها و القياـ أبعماذلا‪ .‬ورغم ذلك يقوـ ادلسامهوف ابالجتماع سنواي من أجل‬
‫التصويت و اإلقرار و ادلصادقة على احلساابت و إبداء الرأي بعض ادلقًتحات أو القرارات اليت سبثل‬
‫‪80‬‬
‫زلور النقاش‪.‬‬

‫‪ 1.2‬دور رللس اإلدارة‪ :‬يعترب رللس اإلدارة أكثر آليات حوكمة الشركات أمهية‪ ،‬ألنو ديثل قمة إطار‬
‫احلوكمة‪ ،‬فالوظيفة األساسية جمللس اإلدارة ىي تقليل التكاليف الناشئة عن الفصل بُت ادللكية و‬
‫سلطة ازباذ القرار‪ ،‬و يكوف رللس اإلدراة مسؤوال بصفة مجاعية عن رفع مستوى النجاح يف الشركة و‬

‫‪ 79‬عبد اجمليد كموش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.47‬‬


‫‪ 80‬عثماف عثمانية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪76‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪66‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫القيادة و التوجيو لشؤوف الشركة؛ ‪81‬وحىت تكوف ىذه اجملالس فعالة بنبغي أف تكوف يف ادلوقف الذي‬
‫يؤىلها للعمل دلصلحة الشركة و يف ذات الوقت أتخذ األىداؼ االجتماعية بعُت االعتبار‪.‬‬
‫ليس ىناؾ منوذج بعينو وحيد للحوكمة ادلؤسسية اجليدة للشركة ديكن تطبيقو يف كل‬
‫الدوؿ وعلى كافة الشركات‪ ،‬إذ أف شلارسات احلوكمة زبتلف فيما بُت الشركات و تبعا للظروؼ‪،‬‬
‫كما زبتلف بشكل أكرب فيما بُت الدوؿ‪ ،‬و ينبغي أف تتمتع حوكمة الشركات بقدر من ادلرونة و‬
‫التطور‪ ،‬إال أف احلقيقة العادلية ىي أف الطلبات اليت يفرضها السوؽ من شفافية و محاية‬
‫ادلستثمرين تفرض على الدوؿ و الشركات أف تقوـ بفحص نظاـ احلوكمة هبا و أف تتحرؾ ضلو‬
‫توفَت الضماانت اليت يطلبها و يسعى إليها ادلستثمروف و غَتىم من أصحاب ادلصاحل‪.‬‬

‫وسائل تطبيق رللس اإلدارة حلوكمة الشركات‬

‫مكونات مجلس اإلدارة‬

‫وضع اإلستراتٌجٌة‬ ‫المدرة على التنافس‬ ‫اإلشراف المستمل‬ ‫اا‬

‫‪.1‬المدرة على استبدال مجلس‬ ‫‪.1‬أعضاء غٌر تنفٌذٌٌن مستملٌن‬


‫‪.1‬استراتٌجٌة كل وحدة من العمل‬ ‫اإلدارة؛‬
‫‪.2‬استمالل المٌادة‬
‫‪ .2‬استراتٌجٌة الشركة‬ ‫‪.2‬اإلشراف اإلداري‬
‫‪.3‬االجتماع لغٌر التنفٌذٌٌن‬

‫مسؤوليات رللس اإلدارة‪ :‬و تتمثل يف مايلي‪:‬‬

‫‪ 81‬فكري عبد الغٍت دمحم جوده‪ ،‬مدى تطبيق مبادئ احلوكمة ادلؤسسية يف ادلصارف الفلسطينية وفقا دلبادئ منظمة التعاون االقتصادي و‬
‫التنمية و مبادئ جلنة ابزل للرقابة ادلصرفية ‪ -‬دراسة حالة بنك فلسطني ‪ ،-‬رسالة ماجستَت‪ ،‬جامعة غزة‪ ،‬فلسطُت‪ ،2008 ،‬ص ‪.41‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪67‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫أوال‪ :‬جيب أف يتصرؼ أعضاء رللس اإلدارة على أساس من ادلعلومات الكاملة و أبمانة وابلعناية و ادلهارة‬
‫الالزمة‪ ،‬ووفقا ألفضل مصلحة للشركة و مسامهيها؛‬

‫اثنيا‪ :‬يف حالة ازباذ اجمللس قرارات تؤثر على فئات ادلسامهُت بصورة سلتلفة فإف على اجمللس أف يعامل كافة‬
‫ادلسامهُت بعدالة؛‬

‫اثلثا‪ :‬جيب أف يطبق رللس اإلدارة معايَت أخالقية سامية يراعي فيها مصلحة ادلسامهُت؛‬

‫رابعا‪ :‬جيب أف يؤدي اجمللس الوظائف ادلعينة التالية‪:‬‬

‫‪ -‬مراجعة اسًتاتيجية الشركة و اخلطط الرئيسية لألداء و سياسة اخلطر و ادلوازانت التقديرية و خطط‬
‫األعماؿ‪ ،‬وأف حيدد أىداؼ األداء و أف يراقب األداء و التنفيذ‪ ،‬فضال عن مراقبة اإلنفاؽ الرأمسارل‬
‫الرئيسي و االستحواذ و التخلص من االستثمارات؛‬
‫‪ -‬مراقبة فعالية شلارسات احلوكمة و إدخاؿ التعديالت الالزمة؛‬
‫‪ -‬اختيار و ربديد مكافآت و مراقبة األداء و عزؿ و إحالؿ ادلوظفُت الرئيسيُت؛‬
‫‪ -‬ضماف نزاىة أنظمة التقرير ادلارل و احملاسيب للشركة‪ ،‬دبا يف ذلك ادلراجعة ادلستقلة‪ ،‬و مالئمة أنظمة‬
‫الرقابة و على األخص األنظمة ادلتعلقة إبدارة اخلطر و مراقبة التشغيل و العمليات و االلتزاـ‬
‫ابلقوانُت و ادلعايَت ذات العالقة؛‬
‫‪ -‬مراقبة عمليات اإلفصاح و االتصاالت‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬جيب أف يكوف رللس اإلدارة قادرا على شلارسة التقييم ادلستقل و ادلوضوعي ألمور الشركة‪‬؛‬

‫سادسا‪ :‬جيب أف تتاح ألعضاء اجمللس فرصة احلصوؿ على ادلعلومات السليمة و ادلالئمة يف التوقيت ادلالئم و‬
‫على ضلو ديكنهم من الوفاء دبسؤوليادهم‪.‬‬

‫‪ ‬من خالؿ مراعاة ما يلي‪:‬‬


‫‪ .1‬زبصيص عدد كاؼ من أعضاء اجمللس غَت التنفيذيُت ليتولوا ادلهاـ اليت من احملتمل أف تنطوي على تعارض يف ادلصاحل ( مثل التحقق‬
‫من نزاىة التقارير ادلالية و غَت ادلالية‪ ،‬مراجعة ادلعامالت مع األطراؼ ذوي العالقة‪ ،‬اختيار ادلوظفُت الرئيسيُت)‬
‫‪ .2‬جيب توصيف و ربديد تشكيلة و إجراءات عمل اللجاف ادلنبثقة من اجمللس؛‬
‫‪ . 3‬جيب أف يكوف أعضاء اجمللس قادرين على االلتزاـ ابدلسؤوليات ادللقاة على عاتقهم بصورة فعالة ‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪68‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫و حىت يتمكن رللس اإلدارة القياـ بواجباتو يف الت وجيو و ادلراقبة يلجأ إذل أتليف رلموعة من اللجاف من بُت‬
‫أعضائو غَت التنفيذيُت أبرزىا مايلي ‪:82‬‬

‫جلنة التدقيق (ادلراجعة)‪:‬يتمثل اذلدؼ األساسي للجنة ادلراجعة يف اإلشراؼ على السَت احلسن‬ ‫أ‪-‬‬
‫دلهاـ ادلراجعة الداخلية و اخلارجية دبا يضمن استقاللية كبَتة للمراجعة‪ ،‬و ذلك ابنتقاء ادلراجعُت‬
‫اخلارجيُت دبا يضمن قياـ ىذا األخَت دبهامو على درجة كبَتة من الكفاءة و الفعالية‪ ،‬أما فيما‬
‫خيص تنظيم ىذه اللجنة اليت يتم تعيُت أعضائها عن طريق رللس اإلدارة‪ ،‬فإف ىذه اللجنة‬
‫تتكوف من ثالثة أعضاء على األقل من األعضاء ادلستقلُت غَت التنفيذيُت من أعضاء رللس‬
‫اإلدارة يًتأسها رئيس يتوذل االعداد لالجتماعات و عرض ادلوضوعات عليها‪.‬‬
‫كما تعترب جلنة التدقيق كأداة من أدوات حوكمة الشركات يف زايدة الثقة و الشفافية يف ادلعلومات ادلالية‬
‫اليت تفصح عنها الشركات و ذلك من خالؿ دورىا يف إعداد التقارير ادلالية و إشرافها على وظيفة‬
‫التدقيق الداخلي وكذلك دورىا يف دعم ىيئات التدقيق اخلارجي و زايدة استقالليتها فضال عن دورىا يف‬
‫التأكيد على االلتزاـ دببادئ حوكمة الشركات‪.‬‬
‫و تتوذل اللحنة القياـ ابدلهاـ التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ضماف تطبيق اإلجراءات اخلاصة بنظاـ الرقابة وظيفة ادلراجعة الداخلية؛‬
‫‪ ‬مراقبة و ضماف مهاـ ادلراجع القانوين عن طريق ضماف استقاللية كل من ادلراجع اخلارجي و‬
‫مكاتب ادلراجعة؛‬
‫‪ ‬متابعة اإلجراءات ادلساعدة على االتصاؿ ادلارل‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة الكشوفات ادلالية قبل تقدديها إذل رللس اإلدارة؛‬
‫‪ ‬مناقشة نطاؽ و طبيعة األولوايت يف التدقيق و االتفاؽ عليها؛‬
‫‪ ‬ادلناقشة مع ادلدققُت اخلارجيُت ألية ربفظات أو مشكالت تنشأ أثناء عملية التدقيق‪.‬‬

‫وقد أمجعت األدبيات ادلتخصصة يف حوكمة الشركات على أنو حىت تتسم جلنة التدقيق ابلفعالية يف أداء‬
‫مهامها وجب أف ربقق رلموعة من العناصر‪.‬‬

‫‪ 82‬حساين رقية ‪ ،‬مروة كرامة‪ ،‬محزة فاطمة‪ ،‬آليات حوكمة الشركات و دورىا يف احلد من الفساد ادلايل و اإلداري‪ ،‬مداخلة مقدمة للملتقى‬
‫الوطٍت حوؿ‪ :‬حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد ادلارل و اإلداري‪ ،‬يومي ‪ 07- 06‬ماي ‪ ،2012‬جامعة دمحم خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪69‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫محددات فعالٌة لجنة التدلٌك‬

‫العمل وفك نظام أساسً‬ ‫الفحص النافً للجهالة‬ ‫الخبرة‬ ‫االستماللٌة‬

‫جلنة ادلكافآت‪ :‬توصي أغلب الدراسات اخلاصة حبوكمة الشركات و التوصيات الصادرة عن اجلهات‬ ‫ب‪-‬‬
‫ادلهتمة هبا ابنو جيب أف تشكل جلاف ادلكافآت من أعضاء رللس اإلدارة غَت التنفيذيُت‪ ،‬و يف رلاؿ‬
‫ادلؤسسات ادلملوكة للدولة فقد تضمنت إرشادات منظمة التعاوف االقتصادي و التنمية أتكيدا على‬
‫ضرورة أف تكوف مكافآت أعضاء رللس اإلدارة و اإلدارة العليا معقولة‪ ،‬وذلك لضماف تعزيز مصاحل‬
‫ادلؤسسة يف األمد البعيد من خالؿ جذب ادلهنيُت ذوي الكفاءات العالية‪ ،‬و تًتكز وظائف جلنة‬
‫ادلكافآت وواجبادها يف ربديد الرواتب و ادلكافآت و ادلزااي اخلاصة ابإلدارة العليا‪ ،‬لذا فإف ‪Mintz‬‬
‫حدد تلك الواجبات دبا أييت‪:‬‬
‫‪ -‬ربديد ادلكافآت و ادلزااي األخرى لإلدارة العليا و مراجعتها و التوصية جمللس اإلدارة ابدلصادقة عليها؛‬
‫‪ -‬وضع سياسات إلدارة برامح مكافأة اإلدارة العليا و مراجعة ىذه السياسات بشكل دوري؛‬
‫‪ -‬ازباذ خطوات لتعديل برامج مكافآت اإلدارة العليا اليت ينتج عنها دفعات ال ترتبط بشكل معقوؿ‬
‫أبداء عضو اإلدارة العليا ‪83‬؛‬
‫‪ -‬وضع سياسات دلزااي اإلدارة و مراجعتها ابستمرار‪.‬‬
‫جلنة التعيينات‪ :‬جيب أف يتم تعيُت أعضاء رللس اإلدارة و ادلوظفُت من بُت أفضل ادلرشحُت الذين‬ ‫ت‪-‬‬
‫تتالءـ مهارادهم و خربادهم مع ادلهارات و اخلربات احملددة من ادلؤسسة‪ ،‬و لضماف الشفافية يف تعيُت‬
‫أعضاء رللس اإلدارة و بقية ادلوظفُت فقد وضعت ذلذه اللجنة رلموعة من الواجبات منها تعيُت أفضل‬

‫‪ 83‬بوراس بودالية‪ ،‬آليات حوكمة الشركات ودورىا يف احلد من الفساد اإلداري و ادلايل‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية التجارية‬
‫علوـ التسيَت‪ ،‬جامعة عُت سبوشنت‪،2021- 2020 ،‬ص ‪.29‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪70‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫ادلرشحُت ادلؤىلُت و تقوًن مهاردهم ابستمرار‪ ،‬و توخي ادلوضوعية يف عملية التوظيف و كذلك اإلعالف‬
‫‪84‬‬
‫عن الوظائف ادلطلوب شغلها؛‬
‫جلنة احلوكمة‪ :‬يقع ربت مسؤوليتها مهمة اإلشراؼ على عمليات تقييم ىيكل و عمليات نظاـ احلوكمة‬ ‫ث‪-‬‬
‫يف الشركة و تقدًن التوصيات الضرورية هبدؼ ا لتحسُت عند الضرورة؛‬
‫اللجاف اخلاصة‪ :‬رلالس إدارة الشركات ذلا حرية إنشاء جلاف إضافية وفق ما تستدعيو احلاجة‪ ،‬و غاليا‬ ‫ج‪-‬‬
‫ما دهتم ىذه اللجاف ابلرقابة على اجملاالت الوظيفية ذات األبعاد االسًتاتيجية للشركة و اليت تستلزـ‬
‫إشراؼ و رقابة إضافية ‪.85‬‬
‫التدقيق الداخلي‪ :‬تؤدي وظيفة التدقيق الداخلي دورا مهما يف عملية احلوكمة إذ أهنا تفرز‬ ‫‪1.2‬‬
‫ىذه العملية و ذلك بزايدة قدرة ادلواطنُت على مساءلة الشركة حيث يقوـ ادلدققوف الداخليوف من خالؿ‬
‫األنشطة اليت ينفذوهنا بزايدة ادلصداقية‪ ،‬العدالة‪ ،‬سلوؾ ادلوظفُت العاملُت يف الشركات ادلملوكة للدولة و‬
‫تقليل سلاطر الفساد اإلداري و ادلارل‪.‬‬
‫تؤكد البحوث ادلعاصرة على " انتقاؿ ادلدقق الداخلي من الدور احملصور يف التأكيد على االمتثاؿ‪ ،‬إذل‬
‫إضافة القيمة و ربط عالقات مع اإلدارة من أجل إجياد احللوؿ و ليس فقط التحديد ادلشاكل"‪ ،‬و ىو‬
‫ما يوضحو الشكل ادلوارل‪:‬‬

‫‪ 84‬حساين رقية و آخروف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.19‬‬


‫‪ 85‬عبد اجمليد كموش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪71‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫حوكمة الشركات و التدقيق الداخلي‬

‫مجلس اإلدارة‬

‫لجنة التدلٌك‬
‫*أصحاب المصالح‪:‬‬
‫‪ -‬المساهمون؛‬
‫اإلدارة‬
‫‪ -‬الدائنون؛‬
‫‪ -‬العمال؛‬
‫التدلٌك الداخلً‬
‫‪ -‬العمالء؛‬
‫الموردون‬ ‫‪-‬‬ ‫حموق‬
‫الملكٌة‬
‫األصول‬
‫الدٌون‬

‫‪ .2‬اآلليات اخلارجية حلوكمة الشركات‪ :‬سبثل اآلليات اخلارجية حلوكمة الشركات القوى اليت تقع خارج الشركة‪،‬‬
‫خصوصا يف بيئة تتميز بقوة التشريعات يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬ومن بُت تلك اآلليات نذكر‪:‬‬
‫‪ 2.1‬القوانُت و التشريعات‪ :‬تعترب القوانُت و التشريعات من بُت أىم العناصر اخلارجية قدرة على التأثَت على‬
‫مستوايت االلتزاـ حبوكمة الشركات‪ ،‬و ذلك من خالؿ رسم اإلطار الذي حيتوي (بصفة رمسية) كافة التفاعالت‬
‫بُت األطراؼ الفاعلة يف العملية من انحية‪ ،‬وقدردها على إلزاـ الشركات ابعتماد و تطبيق بعض أو كل ادلبادئ‬
‫اخلاصة ابدلمارسات السليمة لألعماؿ من انحية أخرى ‪.86‬‬
‫‪ 2.2‬السوؽ ‪ :Market for Control‬تؤدي اآلليات الداخلية غَت الفعالة حلوكمة الشركات إذل تدخل‬
‫السوؽ من أجل التحكم يف الشركة‪ ،‬ومن بُت آليات التدخل‪ :‬عمليات الشراء ‪ ،Takeovers‬اإلندماج‬

‫‪ 86‬عبد اجمليد كموش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.85‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪72‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ Mergers‬و االستحواذ ‪ Aquisition‬و لكن تبقى اآلليات السابقة زلل تساؤؿ كوهنا آليات تساىم يف‬
‫ربسُت ثروة مسامهي الشركات ادلطبقة عليها‪.‬‬
‫وقد يكوف للسوؽ دورا غَت مباشر على الشركة‪ :‬أوال قد يؤدي رلرد دهديد عملية شراء ‪ Takeover‬إذل زايدة‬
‫‪87‬‬
‫الشركة‪ .‬اثنيا‪ :‬الشركات احملمية من عمليات شراء السوؽ ذلا أسعار أسهم أقل‪.‬‬
‫سوؽ العمل اإلداري‪ :‬كغَتىم من ادلوظفُت خيضع ادلدراء للتقييم ادلستمر يف سوؽ العمل‪ ،‬ىذا األخَت ديكن لو‬ ‫‪2.3‬‬
‫أف يلعب دورا جوىراي يف دهذيب سلوؾ ادلسَتين و انضباطهم‪ ،‬وىو ما يساىم حتما يف زبفيض تكاليف‬
‫الوكالة‪ ،‬فسوؽ العمل يكفل عالقة شليزة بُت كفاءة ادلدراء و نظاـ التحفيز و ادلكافآت اخلاص هبم‪ ،‬و ديكن‬
‫التمييز بُت سوقُت للعمل اإلداري‪ :‬سوؽ العمل اإلداري الداخلي‪ ،‬وسوؽ العمل اإلداري اخلارجي ‪.88‬‬
‫ادلدققوف اخلارجيوف‪ :‬يعتمد ادلسامهوف‪ /‬ادلستثمروف يف تقييمهم ألداء الشركات و ربديد القيمة العادلة‬ ‫‪2.4‬‬
‫ألوراقها ادلالية على ادلعلومات اليت تقوـ ىذه األخَتة ابإلعالف عنها‪ ،‬و "ألف اإلدارة ىي ادلسؤولة عن‬
‫إعداد ىذه ادلعلومات فالبد من وجود طرؼ اثلث مستقل و زلايد يقوـ بتقدًن ضماانت على أف‬
‫ادلعلومات اليت يتلقوهنا دقيقة‪ ،‬و كافية و تعرب عن الواقع الفعلي للشركة و ىو الدور الذي يقوـ عليو ادلراجع‬
‫اخلارجي"‪.‬‬

‫وسبثل ادلراجعة اخلارجية أحد أىم مكوانت حوكم ة الشركة‪ ،‬و ذلك من خالؿ إسهامها يف غرس الثقة بُت‬
‫ادلسامهُت و اإلدارة و ادلستثمرين احملتملُت و كل األطراؼ ذات ادلصلحة‪ ،‬و التأكيد على إدارة الشركة وفق‬
‫القواعد و ادلعايَت السليمة؛ و يؤكد معهد ادلدققُت الداخليُت يف الوالايت ادلتحدة األمريكية على أف ‪":89‬‬
‫التدقيق اخلارجي يعزز مسؤوليات احلوكمة يف اإلشراف و التبصر و احلكمة ‪."‬‬

‫‪87‬‬
‫عثماف عثمانية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪48‬‬
‫‪ 88‬عبد اجمليد كموش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪89‬‬
‫يوىدة علي‪ ،‬قنادزة مجيلة‪ ،‬احلوكمة كأداة للقضاء على الفساد ادلايل و اإلداري‪ ،‬مداخلة مقدمة للمؤسبر الدورل الثامن حوؿ‪ :‬دور احلوكمة‬
‫يف تفعيل أداء ادلؤسسات و االقتصادايت‪ ،‬اجلزء األوؿ‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬اجلزائر‪ 20- 19 ،‬نوفمرب‪ ،2013 ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪ ‬فاإلشراؼ يتم من خالؿ التحقق من عمل الشركة وفق ما تقتضيو الضرورة‪ ،‬واكتشاؼ حاالت الغش و التزوير‪ ،‬و احلد من حالت الفساد‬
‫ادلارل و اإلداري‪ ،‬و التالعب أبمواؿ الشركات‪ ،‬و التبصر يساعد متخذي الق رارات من خالؿ تزويدىم بتقييم مستقل للربامج و السياسات و‬
‫العمليات و النتائج و نظاـ الرقابة الداخلية و إدارة ادلخاطر‪ ،‬و أما احلكمة فتحدد االذباىات و التحدايت اليت تواجهها الشركة‪ .‬و يف سبيل‬
‫ربقيق ىذا الدور وفق ما تقتضيو العناية‪ ،‬يقوـ ادلراجعوف اخلارجيوف ابدلراجعة ادلالية و مراجعة األداء و التحقق و اخلدمات االستشارية‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪73‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫و يقوـ ادلدققوف بتقييم البياانت ادلالية لضماف مطابقتها للمعايَت احملاسبية ادلعموؿ هبا‪ ،‬و يقدـ‬
‫ادلدققوف اخلارجيوف رأاي حوؿ احلالة احلقيقية و العادلة للصحة ادلالية للشركة‪ ،‬كما يفصح ادلدققوـ اخلارجيوف‬
‫االلتزاـ ‪ Compliance‬من خالؿ قواعد و معايَت معينة‪ ،‬و ابلتارل فهم يقدموف نظرة مستقلة حلالة‬
‫الشركة ادلالية‪ .‬وقد توصل الباحثاف ‪ J.Fan & T.Wong‬يف دراسة حوؿ ادلدققُت اخلارجيُت يف حوكمة‬
‫‪90‬‬
‫الشركات يف األسواؽ الناشئة إذل أف ادلدققُت اخلارجيُت يؤدوف دورا سلففا لنزاعات الوكالة‪.‬‬

‫‪ 2.5‬مراقبة الدائنُت‪ :‬ترتبط بعض الشركات ابلدائنُت بصورة وثيقة‪ ،‬بسبب حجم ديوهنا الذي يكوف‬
‫كبَتا يف بعض األحياف ‪ ،‬و ابلتارل تكوف الشركة عرضة لتدخل ىؤالء الدائنُت يف حالة حدوث مشاكل يف‬
‫حوكمة الشركة‪ .‬و قد بُت شاليفر و فيشٍت ‪ Shleifer & Vishny‬سنة ‪ 1997‬ألف الدائنُت الكبار‬
‫يؤدوف دورا شلاثال للمسامهُت الكبار‪ ،‬ألف ىؤالء الدائنُت ديلكوف استثمارات كبَتة يف الشركة و ابلتارل ذلم‬
‫دافع قوي دلراقبة اإلدارة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪Joseph P.H Fan & T.J Wong, Do External Auditors Perform a Corporate‬‬
‫‪Governance Role in Emerging Markets ?Evidence from East Asia. Journal of‬‬
‫‪Accounting Research, Vol.43 N°01, March 2005, USA.‬‬
‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪74‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫احملاضرة احلادية عشر‪ :‬حوكمة الشركات و القيم األخالقية يف بيئة األعمال‬

‫تعترب عملية ازباذ القرار ذات أمهية ابلغة‪ ،‬حيث تعتمد بشكل كبَت على جانب تقٍت مبٍت على‬
‫ادلعطيات ادلتوفرة‪ ،‬إال أف ىذه العملية يتخللها جانب مهم مرتبط ابلتحلي ابلقيم األخالقية و السلوكيات‬
‫احلميدة يف شلارسة سلتلف األنشطة يف بيئة األعماؿ‪.‬‬

‫‪ .1‬ماىية أخالقيات األعمال‬


‫أ‪ .‬مفهوم السلوك األخالقي‪ :‬يعود أصل كلمة أخالقيات إذل الكلمة اإلغريقية ‪ ETHOS‬و اليت‬
‫تعٍت العادة‪ ،‬يف إشارة إذل حسن الفرد على حل مشكالت احلياة ضمن سياقها التارخيي و‬
‫احلضاري‪.‬‬
‫و يعرؼ ‪ Alvin Arens‬السلوؾ األخالقي أبنو‪ ":‬السلوؾ الذي ال يتعارض مع معتقدات‬
‫الفرد و مفهومو للسلوؾ ادلناسب ضمن ظروؼ معتينة‪ ،‬ىذا السلوؾ ينطوي ضمنيا على اآلداب و‬
‫الواجبات األخالقية يف اختيار الذات دلعايَت الصواب و اخلطأ و اليت هبا ديكنو التعرؼ على‬
‫التصرفات اخلاطئة ‪ ،‬ففي نطاؽ ىذه األبعاد يضع اجملتمع الدليل األخالقي ادللزـ ألفراد مجاعتو يف‬
‫اتباع ىذه القواعداليت تتناوؿ سلوؾ التعامل مع اآلخرين و ربديد ما جيعل األفراد يتصرفوف بطريقة‬
‫يعتربىا ذلك الفرد غَت أخالقية" ‪.91‬‬
‫ب‪.‬مفهوم أخالقيات األعمال‬

‫يعرؼ فالوؾ ‪ Valok‬أخالقيات األعماؿ أبهنا‪ ":‬الدراسة ادلنهجية للخيار األخالقي اليت يتم من خالذلا‬
‫اختيار ما ىو جيد"‪ ،‬و حياوؿ ىذا التعريف أف يعطي ألخالقيات األعماؿ بعدا علميا ليتم استيعاهبا ضمن‬
‫علم اإلدارة‪ ،‬حىت ال تصبح أخالقيات اإلدارة ىي نقطة الضعف الذاتية يف الدراسة ادلنهجية لإلدارة و قرارادها‬
‫و عمليادها ادلختلفة‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫سعيداين دمحم السعيد‪ ،‬لعبيدي مهاوات‪ ،‬أمحد بكاي‪ ،‬مدى فعالية حوكمة الشركات يف االلتزام أبخالقيات األعمال و ادلسؤولية‬
‫االجتماعية يف الشركات العائلية يف سبيل حتقيق أبعاد التنمية ادلستدامة‪ ،‬رللة ادلالية و حوكمة الشركات‪ ،‬اجمللد ‪ ،02‬العدد‪ ،02‬ديسمرب‬
‫‪ ،2018‬جامعة أـ البواقي‪ ،‬ص ‪.116- 115‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪75‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫يرى بيًت دراكر ‪ P.Dracker‬أف األخالؽ يف اإلدارة ىي العلم الذي يعاجل االختيارات العقالنية على‬
‫أساس التقييم بُت الوسائل ادلؤدية إذل األىداؼ" ليضيف إذل أخالقيات اإلدارة بعدا موضوعيا‪.‬‬

‫و قد ميز ‪ Max Weber‬بُت الدوافع وراء تبٍت األخالقيات بُت أخالقيات القناعة و أخالقيات‬
‫ادلسؤولية‪ ،‬فاألوذل تستند على نظاـ القيم الشخصية دوف الرجوع إذل عواقب مًتتبة عن األفعاؿ‪ ،‬يف حُت‬
‫أخالقيات ادلسؤولية أف الشخص مسؤوؿ أماـ اآلخرين يف ربقيق أىدافو و العواقب اليت قد تنجم عنها‪ ،‬مع‬
‫إلزامية قبوؿ الشخصية عن اختيار الوسائل ادلستخدمة ‪.92‬‬

‫و يرى البعض أف أخالقيات األعماؿ ىي رلموعة من ادلبادئ أو األسباب‪ ،‬و اليت جيب أف تغطي تصرؼ‬
‫منظمات األعماؿ سواء على ادلستوى الفردي أو اجلماعي‪ ،‬كما يرى ‪ " Woller‬أف أخالقيات األعماؿ‬
‫‪93‬‬
‫ىي االلتزاـ ابلقيم األخالقي ة ( األمانة‪ ،‬االستقامة‪ ،‬الثقة و الصدؽ يف العمل)‪".‬‬

‫‪ .2‬أمهية أخالقيات العمل‬

‫تتمثل أىم الفوائد اليت ديكن أف ربصل عليها منظمات األعماؿ جراء االلتزاـ ابدلبادئ و السلوؾ‬
‫األخالقي سواء ا على صعيد الفرد يف الوظيفة أو ابلنسبة دلنظمات األعماؿ ذات أمهية ابلغة دلختلف‬
‫شرائح اجملتمع‪ ،‬حيث أف ىذا األمر يقوي االلتزاـ دببادئ العمل الصحيح و الصادؽ‪ ،‬و يبعد ادلنظمة من‬
‫أف ترى مصاحلها دبنظور ضيق ال يستوعب غَت معيار زلدد تتجسد يف االعتبارات ادلالية اليت ربقق ذلا‬
‫فوائد على ادلدى القصَت و لكن ستكوف ذات أثر سليب على ادلدى الطويل؛ و تكمن أمهية االلتزاـ‬
‫ابدلنظور األخالقي فيمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬ال ديكن القبوؿ ابدلنظور التقليدي للعمل و الذي يرى تعارضا بُت ربقيق مصاحل منظمة األعماؿ‬
‫ادلتمثلة ابلربح ادلادي و بُت االلتزاـ ابدلعايَت األخالقية؛‬
‫‪ -‬قد تتحمل منظمات األعماؿ أعباء كثَتة نتيجة ذباىلها االلتزاـ ابدلعايَت األخالقية و ىنا أييت‬
‫التصرؼ األخالقي ليضع ادلنظمة يف مواجهة الكثَت من الدعاوى القضائية؛‬

‫‪ 92‬حيياوي نور اذلدى‪ ،‬أخالقيات األعمال و أثرىا على حوكمة ادلنظمات‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬زبصص اقتصاد ادلنظمات‪ ،‬كلية العلوـ‬
‫االقتصادية التجارية و علوـ التسيَت‪ ،‬جامعة جيالرل ليابس‪ ،2018- 2017 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪93‬سللويف كنزة‪ ،‬أخالقيات األعمال و عالقتها بتدعيم ممارسات احلوكمة يف قطاع البنوك‪ ،‬رللة الدراسات االقتصادية ادلعمقة‪ ،‬اجمللد ‪،03‬‬
‫العدد ‪ 2018 ،02‬ص ‪.148‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪76‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬تعزيز مسعة ادلنظمة على صعيد البيئة احمللية و اإلقليمية و الدولية و ىذا أيضا لو مردود إجيايب على‬
‫ادلنظمة؛‬
‫‪ -‬احلصوؿ على شهادات عادلية و امتيازات عمل خاصة‪.‬‬
‫‪ .3‬مصادر أخالقيات العمل‪ :‬بشكل عاـ ديكن أف تستند أخالقيات األعماؿ على ركنُت‬
‫أساسيُت‪:‬‬

‫األول‪ :‬نظاـ القيم ا الجتماعي و األخالقي و األعراؼ و التقاليد السائدة يف اجملتمع؛‬

‫الثاين‪ :‬ىو النظاـ القيمي الذايت ادلرتبط ابلشخصية و ادلعتقدات اليت تؤمن هبا و كذلك خربدها السابقة‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ : 11‬مصادر أخالقيات األعمال‬

‫أخاللٌات العمل‬

‫نظام المٌم و‬ ‫نظام المٌم‬


‫المعتمدات الشخصٌة‬ ‫االجتماعٌة‬

‫المٌم الشخصٌة الذاتٌة الفطرٌة؛‬ ‫‪-‬‬ ‫الثمافة السائدة فً المجتمع؛‬ ‫‪-‬‬


‫المعتمدات الدٌنٌة و المذهبٌة؛‬ ‫‪-‬‬ ‫لٌم الجماعة؛‬ ‫‪-‬‬
‫الخبرة السابمة و المستوى التعلٌمً؛‬ ‫‪-‬‬ ‫لٌم العائلة؛‬ ‫‪-‬‬
‫الخصوصٌة الفردٌة؛‬ ‫‪-‬‬ ‫لٌم العمل؛‬ ‫‪-‬‬
‫الحالة الصحٌة و النفسٌة الجسمانٌة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لٌم المجتمع الحضاري‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪77‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ .4‬أخالقيات العمل مكون رئيسي حلوكمة الشركات‬

‫يف دراسة استقصائية عادلية للحوكمة و عالقتها أبخالقيات األعماؿ‪ ،‬وجد ‪ Rossow,2005‬أف‬
‫حلوكمة الشركات طبيعة أخالقية متميزة‪ ،‬و أكد أف اآلليات اليت تشكل نظاـ حوكمة الشركات كًتكيبة رللس‬
‫اإلدارة و عملو‪ ،‬إدارة ادلخاطر‪ ،‬التدقيق‪ ،‬اإلفصاح‪ ،‬و متطلبات اإلفصاح كلها رلرد ضماف أف ادلؤسسة‬
‫ستعمل بطريقة عادلة‪ ،‬مسؤولة‪ ،‬شفافة و خاضعة للمساءلة ‪ -‬بعبارة بسيطة ‪ :‬أخالقية ‪.-‬‬

‫يف ربليل العالقة بُت حوكمة الشركات و أخالقيات األعماؿ وجد ‪Nainawat ;Meena,‬‬
‫‪ 2013‬أف حوكمة الشركات تقوـ على القيم األخالقية‪ ،‬وأىم القيم األساسية اليت ينبغي االلتزاـ هبا ىي قيم‬
‫الشفافية و ادلساءلة‪ ،‬ىذه القيم ينبغي أف تشكل أساسا جلميع إجراءات و قرارات رللس اإلدارة و جلميع‬
‫جوانب احلوكمة مثل تكوين رللس اإلدارة‪ ،‬اإلبالغ و اإلفصاح‪ ،‬إدارة ادلخاطر اليت تعترب بدورىا أساليب و‬
‫أدوات لتحقيق ىذه القيم األخالقية األساسية‪ .‬فحوكمة الشركات تشكل ىيكال يعمل – على األقل من‬
‫الناحية النظرية ‪ -‬دبا يعود على مجيع أصحاب ادلصلحة من خالؿ ضماف التزاـ ادلؤسسات ابدلعايَت األخالقية‬
‫ادلقبولة وأفضل ادلمارسات عن القوانُت الرمسية‪.‬‬

‫و قد ركز أصحاب ىذا ادلنظور على الطبيعة األخالقية حلوكمة الشركات‪ ،‬فاحلوكمة تقوـ على عدد‬
‫من القيم األخالقية األساسية‪ ،‬على رأسها الشفافية و ادلساءلة و ادلسؤولية‪ ،‬و ينبغي أف تتخلل ىذه القيم‬
‫مجيع جوانب احلوكمة‪ ،‬و تظهر يف مجيع إجراءات و قرارات رللس اإلدارة‪ .‬فمختلف جوانب احلوكمة مثل‬
‫تركيبة رللس اإلدارة و اإلبالغ و اإلفصاح و إدارة ادلخاطر تبقى تعترب أدوات و طرقا لتحقيق القيم األساسية‬
‫يف احلوكمة؛ حيث توفر حوكمة الشركات احملددة بشكل جيد ىيكال يعمل على األقل من الناحية النظرية دبا‬
‫يعود ابلفائدة على مجيع أصحاب ادلصلحة‪ ،‬من خالؿ ضماف التزاـ ادلؤسسة ابدلعايَت األخالقية ادلقبولة و‬
‫أفضل ادلمارسات فضال عن القوانُت الرمسية ‪.94‬‬

‫‪ 94‬حيياوي نور اذلدى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.43‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪78‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫احملاضرة الثانية عشر‪ :‬التجارب الدولية حلوكمة الشركات‬

‫ىناؾ العديد من الدوؿ اليت اىتمت ابحلوكمة من منطلق أمهيتها و ما جيب أف ربتويو وثيقة احلوكمة‬
‫من مصلحة جلميع األطراؼ حسب طبيعة كل بلد و االطالع على ىذه التجارب الدولية وما ذلا من اثر‬
‫كبَت يف توضيح أمهية حوكمة الشركات ومدى أتثَتىا على سلتلف األطراؼ‪.‬‬

‫‪ .1‬التجارب الدولية األجنبية‬


‫‪ 1.1‬جتربة ادلملكة ادلتحدة‪:‬‬

‫تعترب ادلملكة ادلتحدة من أوؿ الدوؿ الرائدة يف تطبيق نظاـ حوكمة الشركات بسبب تعثر العديد من‬
‫شركادها يف عقد الثمانينات من جراء ادلشاكل ادلًتتبة عن إخفاء ادلعلومات و البياانت ادلالية ابحلساابت و‬
‫القوائم ادلالية ادلقدمة للمسامهُت ما يعٍت عدـ تطبيق حوكمة الشركات ‪.95‬‬

‫أنشأت ادلملكة ادلتحدة رللس اإلبالغ ادلارل يف عاـ ‪ 1990‬لتشجيع اإلبالغ ادلارل اجليد من خالؿ‬
‫ىيئتُت مها‪ :‬رللس ادلعايَت احملاسبية و ىيئة استعراض تقارير اإلبالغ ادلارل‪ ،‬و يف عاـ ‪ 2003‬أعلنت احلكومة‬
‫إدخاؿ صالحيات على رللس اإلبالغ ادلارل تستهدؼ خلق لوائح تنظيمية مستقلة دلهنة احملاسبة و ادلراجعة‬
‫و االرتقاء دبعايَت حوكمة الشركات و يف عاـ ‪ 2003‬بدأ رللس اإلبالغ ادلارل اجلديد ديارس أعمالو‪ ،‬و كاف‬
‫ىدفو ىو تعزيز ثقة اجلمهور و ادلستثمرين يف أنظمة اإلبالغ و احلوكمة و الشركات‪.‬‬

‫كما أف حوكمة الشركات يف بريطانيا تطورت و تكيفت كجزء من ثقافة ادلفهوـ السائد يف لندف عن‬
‫"منشآت األعماؿ"‪ ،‬فقد كاف يتم إخفاء ادلشكالت الرئيسية يف احلساابت و القوائم ادلالية ادلقدمة للمسامهُت‬
‫و ادلستثمرين‪ ،‬و يف شهر ماي ‪ 1991‬بدأت بورصة األوراؽ ادلالية يف لندف و رللس التقارير ادلالية و جهات‬
‫رلاسبية أخرى دبراجعة ادلشكالت و ضماف أف الثقة يف أسواؽ لندف دل تتضرر مطلقا و كانت البداية من‬
‫أعضاء جلنة كادبَتي و جلنة أخرى‪ ،‬وكانت ىذه الفرصة األوذل جملتمع األعماؿ لالىتماـ إبجراء حوار جدي‬
‫و مفتوح عن موضوع حوكمة الشركات و ادلسؤولية مثل ما مهت اللجنة إذل عملو‪ ،‬و قد برزت حاالت‬

‫‪ 95‬فايزة بلعابد‪ ،‬عزوز سللويف‪ ،‬دروس مستفادة من جتارب دولية رائدة يف حوكمة الشركات‪ ،‬رللة ادلقريزي للدراسات اال قتصادية و ادلالية‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،03‬العدد ‪ ،01‬خاص‪ ،‬جانفي ‪ ،2019‬ص ‪.294‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪79‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ BCCI‬و ‪ MAXWELL‬و ازبذ عم ل اللجنة شكال ىاما جدا‪ ،‬فقد كانت مسعة لندف كمركز‬
‫ذباري على احملك (نتيجة التعرض لالنتقادات)‪ ،‬و بدأ تقرير كادبَتي كجسر احتجاج حيث شعر رلتمع‬
‫األعماؿ أبنو قد ىوجم من جانب الكم اذلائل من اللوائح اجلديدة‪ ،‬و سبثل البنود ‪ 19‬الواردة يف الكود‬
‫توجيهات ادلمارسات السلي مة اليت كانت تقاومها شركات عديدة يف البداية وىو عبارة عن رلموعة ادلبادئ‬
‫ادلقدرة على النحو التارل‪:‬‬

‫‪ .1‬ينبغي على رللس اإلدارة أف جيتمع ابنتظاـ و حيافظ بصفة دائمة على رقابة كاملة و فعالة على‬
‫الشركة و أف يتابع أعماؿ اإلدارة التنفيذية؛‬
‫‪ .2‬البد من وجود تقسيم واضح و قبوؿ للمستوايت يف رائسة الشركة دبا يضمن توازف القوى و‬
‫السلطة حىت ال ينفرد شخص واحد ابلسلطة يف ازباذ القرار؛‬
‫‪ .3‬جيب أف يضم رللس اإلدارة أعضاء غَت تنفيذيُت بتوازف و عدد كايف مقارنة ابألعضاء التنفيذيُت‬
‫و بشكل جيعل آلرائهم وزان ىاما؛‬
‫‪ .4‬البد أف يكوف جمللس اإلدارة جدوؿ رمسي للمسائل ادلخصصة لو بصفة خاصة الزباذ القرارات‬
‫و لضماف توجهات و رقابة الشركة يف يده بشكل مؤكد؛‬
‫‪ .5‬البد من وجود إحراء متفق عليو ابلنسبة ألعضاء اجمللس يف تقرير واجبادهم للحصوؿ على‬
‫مشورة مهنية مستقلة عند الضرورة على حساب الشركة؛‬
‫‪ .6‬يتعُت أف يكوف لكل عضو من أع ضاء اجمللس حق الدخوؿ على ادلشورة و خدمات سكراترية‪،‬‬
‫و أمانة الشركة ىي ادلسؤولة عن اجمللس لضماف إجراءات اجمللس تتبع و أف القواعد ادلطبقة و‬
‫اللوائح يتم التوافق معها؛‬
‫‪ .7‬ينبغي أف يكوف ألعضاء جلنة ادلراجعة (من غَت اإلدارة التنفيذية) حكم مستقل مسموع عن‬
‫ادلسائل اخلاصة ابالسًتاتيجية و األداء و ادلوارد دبا يف ذلك التعيينات األساسية و معايَت‬
‫السلوؾ؛‬
‫‪ .8‬جيب أف يكوف أعضاء جلنة ادلراجعة مستقلُت عن اإلدارة و أال يكوف ألعضائها أي أعماؿ أو‬
‫ارتباطات أخرى تؤثر جوىراي على طبيعة أعماذلم الرقابية أو تتداخل مع شلارسة احلكم ادلستقل‬
‫بعيدا؛‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪80‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ .9‬جيب أف يتم تعيُت أعضاء جلنة ادلراجعة دلدة معينة و ال يعاد تعيينهم تلقائيا؛‬
‫جيب أف يتم تعيُت أعضاء جلنة ادلراجعة من خالؿ عملية رمسية ما يتعلق هبا من تعيينات‬ ‫‪. 10‬‬
‫جيب أف تكوف أمرا خاصا ابجمللس ككل؛‬
‫‪ . 11‬جيب أف ال تتجاوز عقود خدمة ادلديرين ثالث سنوات بدوف موافقة ادلسامهُت؛‬
‫جيب اإلفصاح الكامل عن كل ما يتقاضاه األعضاء و ما يتقاضاه رئيس اجمللس و األعضاء‬ ‫‪. 12‬‬
‫األعلى أجرا؛‬
‫ما يدفع للمدرين التنفيذيُت جيب أف خيضع لتوصيات جلنة األجور ادلكونة كلها أو بصفة‬ ‫‪. 13‬‬
‫رئيسية من أعضاء جلنة ادلراجعة؛‬
‫‪ . 14‬يقع على عاتق رللس اإلدارة تقدًن تقدير متوازف و مفهوـ لوضع البنك؛‬
‫البد أف يضمن اجمللس احملافظة على عالقة موضوعية و مهنية مع ادلراجعُت؛‬ ‫‪. 15‬‬
‫جيب على اجمللس أف يضمن وجود جلنة ادلراجعة ادلكونة من ثالثة أعضاء على األقل مع‬ ‫‪. 16‬‬
‫وضع أحكاـ مكتوبة كمرجعية تتناوؿ بوضوح سلطادهم؛‬
‫‪ . 17‬ينبغي على األعضاء أف يوضحوا مسؤوليادهم عن إعداد التقارير ادلالية لبياف ادلراجعُت حةؿ‬
‫مسؤوليادهم عن التقارير؛‬
‫جيب على ادلدراء إعداد تقرير عن مدى فاعلية نظاـ الشركة للرقابة الداخلية؛‬ ‫‪. 18‬‬
‫جيب على أعضاء اجمللس إعداد تقرير عن أف األعماؿ مستمرة مع افًتاضات أو متطلبات‬ ‫‪. 19‬‬
‫معززة ضمن دليل احلوكمة اليت تشمل‪:‬‬
‫‪ -‬احلاجة إذل الفصل بُت الوظائف األساسية لضماف الرقابة؛‬
‫‪ -‬احلاجة إذل التصدي إلساءة استخداـ احلرية ابلنسبة ألجور و مزااي أعضاء اجمللس؛‬
‫‪ -‬احلاجة إذل ضماف وجود رقابة جيدة على التشغيل؛‬
‫‪ -‬احلاجة إذل ضماف إشراؼ أفضل من خالؿ جلنة ادلراجعة و ادلبادئ األساسية اليت تدعم ىذا الدليل‪.‬‬

‫يتميز مدخل حوكمة الشركات يف ادلملكة ادلتحدة بتحقيق جودة مرتفعة حلوكمة الشركات أبقل تكاليف‬
‫إلتزاـ قانوين شلكنة‪ ،‬و لقد وضعت التقارير ادلنشورة عن ‪ Matrics International‬و ‪ FTSE‬يف سنة‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪81‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ 2005‬ادلملكة ادلتحدة يف مقدمة البلداف اليت تطور حوكمة الشركات هبا‪ ،‬كما أكدت ‪ FRC‬أهنا تبنت‬
‫مدخال شليزا حلوكمة الشركات عن ابقي دوؿ العادل‪.‬‬

‫التجربة األمريكية‪:‬‬ ‫‪1.2‬‬

‫يف عاـ ‪ 1999‬أصدرت كل من بورصة نيويورؾ )‪ (NYSE‬و ادلنظمة الوطنية لتجار األوراؽ ادلالية (‬
‫)‪ NASD‬تقريرمها ادلعروؼ ابسم ‪ Blue Ribbon report‬الذي اىتم بفعالية الدور الذي ديكن أف‬
‫تؤديو جلاف ادلراجعة من استقالؿ و خربة يف الزلاسبة و ادلراجعة ليتمكن من أداء مهامو دبوضوعية و حياد‪،‬‬
‫إضافة إذل مسؤوليات اللجنة ادلتعلقة إبعداد التقارير ادلالية و مسؤوليتها ذباه وظيفيت ادلراجعة الداخلية و‬
‫اخلارجية‪.‬‬

‫سباثل ذبربة الوالايت ادلتحدة األمريكية سباما ذبربة ادلملكة ادلتحدة و ذلك ابلرغم من أف ىياكل مسؤولية‬
‫الشركة و جلنة بورصة األوراؽ ادلالية بنظمها ادلختلفة زبتلف يف بعض اجلوانب و تشمل رلموعة مبادئ‬
‫احلوكمة يف الوالايت ادلتحدة‪ ‬ربت اسم " مبادئ حوكمة الشركات األساسية" و ىي كالتارل‪:‬‬

‫‪ .1‬جيب أف تكوف األغلبية اجلوىرية جمللس اإلدارة من أعضاء مستقلُت؛‬


‫‪ .2‬جيب أف يتم عقد اجتماع لالعضاء ادلستقلُت على األقل مرة يف السنة بدوف ادلدير التنفيذي أو‬
‫األعضاء غَت ادلستقلُت؛‬
‫‪ .3‬عندما يعمل رئيس رللس اإلدارة يف الشركة كتنفيذي فإف اجمللس جيب أف يعُت رمسيا أو بشكل غَت‬
‫رمسي عضوا مستقال يعمل بصفة أساسية لتنسيق عمل األعضاء ادلستقلُت؛‬
‫‪ .4‬إنشاء جلاف جمللس اإلدارة تكوف مكونة ابلكامل من األعضاء ادلستقلُت و شاملة ( ادلراجعة‪ ،‬تعيُت‬
‫األعضاء‪ ،‬تقييم أعماؿ اجمللس‪ ،‬تقييم أجور التنفيذيُت و اإلدارة‪ ،‬التوافق مع القوانُت و توافر‬
‫األخالقيات)؛‬
‫‪ .5‬ال يقوـ أي عضو ابجمللس أبي عمل استشاري أو خدمة يقدمها للشركة؛‬

‫‪ ‬من أجل زايدة موثوقية التقارير ادلالية ألزـ القانوف ادلدير التنفيذي و ادلدير ادلارل للشركات ابدلصادقة على ىذه التقارير مع ربمل ادلسؤولية كاملة‬
‫يف حالة االفصاح عن معلومات خاطئة‪ .‬و يعترب تطبيق ىذا القانوف الزامي على كل الشركات ادلدرجة يف بورصة األوراؽ ادلالية يف الوالايت‬
‫ادلتحدة األمريكية‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪82‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ .6‬جيب أف تتم مكافآت األعضاء من خالؿ الدمج بُت مبالغ نقدية و أوراؽ مالية للشركة‪.‬‬

‫‪ 1.3‬التجربة الفرنسية‪ :‬نشأ مفهوـ حوكمة الشركات يف فرنسا من التقارير ادلنشورة خالؿ الفًتة‬
‫‪ ، 2003- 1995‬و استمدت ىذه التقارير نصوصها و قوانينها من القوانُت الدولية‪ ،‬مثل قانوف‬
‫‪ Cadbury‬سنة ‪ ، 1992‬وقانوف منظمة التعاوف االقتصادي و التنمية سنة ‪ ،1999‬حيث‬
‫اعتربت تقاريرىا إرشادية و ليست إلزامية‪ ،‬و ديكن تلخيص التقارير فيمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬تقرير فينو األوؿ ‪ Viénot 1‬عاـ ‪ 1995‬بدأ االىتماـ حبوكمة الشركات يف فرنسا بصدور ىذا‬
‫التقرير ربت إشراؼ اجلمعية الفرنسية دلؤسسات القطاع اخلاص ‪ AFPE‬و اجمللس الوطٍت‬
‫ألصحاب األعماؿ للفرنسيُت ‪ ، ONEP‬و يسمى ب ػػ" رللس اإلدارة للشركات ادلدرجة ابلبورصة"‪،‬‬
‫و قسم ىذا التقرير إذل ثالث أقساـ‪ ،‬و أىم ما تضمنتو ىذه األقساـ ىي مهاـ و تعيُت رللس‬
‫اإلدارة و مكوانتو و وظائفو؛‬
‫‪ ‬تقرير ماريٍت‪ : Marini‬و يتمحور حوؿ إمكانية الفصل بُت وظيفيت رئيس رللس اإلدارة‬
‫و ادلدير التنفيذي‪ ،‬ووضع حدود لفرص ذبديد الوكالة لدى ادلديرين‪ ،‬وإعطاء أمهية أكرب‬
‫‪96‬‬
‫للدور الذي تلعبو جلاف رللس اإلدارة؛‬
‫‪ ‬تقرير فينو الثاين ‪ Viénot 2‬سنة ‪ : 1999‬إبشراؼ اجلمعية الفرنسية دلؤسسات القطاع‬
‫اخلاص ‪ AFPE‬و حركة ادلؤسسات الفرنسية ‪ MEDF‬ومن أىم أفكاره اليت تضمنتها‬
‫أقسامو مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬القسم األوؿ‪ :‬الفصل بُت وظائف الرئيس و ادلدير العاـ‪ :‬و يتضمن اإلفصاح عن مكافآت ادلديرين‬
‫ابلشركات ادلدرجة‪ ،‬اإلفصاح عن خطط االكتتاب و شراء األسهم فيها؛‬
‫‪ -‬القسم الثاين‪ :‬و يتمحور حوؿ ادلديرين و نشاطات رللس اإلدارة‪ ،‬و نشاطات جلاف اجمللس‪ ،‬و‬
‫االفصاح عن ادلعلومات ادلالية‪ ،‬كما يتناوؿ توصيات و اقًتاحات على اجلمعية العامة للمسامهُت‬
‫حوؿ إمكانية زايدة رأس ا دلاؿ يف فًتة االكتتاب العاـ ابإلضافة إذل التزاـ الشركات بتوصيات تقارير‬
‫فينو األوؿ و الثاين‪.‬‬

‫‪ 96‬مسية بن عمورة‪ ،‬ابديس بوغرة‪ ،‬جتارب دولية يف حوكمة الشركات‪ ،‬رللة مناء لالقتصاد و التجارة‪ ،‬اجمللد ‪ 03‬العدد ‪ ،02‬ديسمرب ‪،2019‬‬
‫ص ‪.140‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪83‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬تقرير ‪ Bouton‬سنة ‪ :2002‬و جاء بعد سلسلة االهنيارات الكربى للشركات األمريكية و يضم‬
‫ثالثة أقساـ‪ ،‬تضمن معايَت ربسُت شلارسات احلكومة فيما يتعلق بدور رللس اإلدارة و أمهية‬
‫اإلداريُت ادلستقلُت‪ ،‬و استقاللية زلافظي احلساابت ‪ ،‬و ضرورة تضمن التقارير السنوية كل‬
‫اإلجراءات الداخلية ادلتعلقة بتحديد و الرقابة على االلتزامات خارج ادليزانية و كل ما يتعلق‬
‫ابإلفصاح عن ادلعلومة ادلالية؛‬
‫‪ ‬تقرير األمن ادلارل سنة ‪ :2003‬بعد سلسلة االهنيارات ادلالية يف كربى الشركات األمريكية‬
‫و األوربية‪ ،‬ظهرت أزمة عدـ الثقة يف جودة ادلعلومة احملاسبية و ادلالية ادلوجهة خلدمة‬
‫ادلستثمرين‪ ،‬و تتمحور أىم نصوصو حوؿ كيفية إعداد تقارير الرقابة الداخلية و متضمنادها‬
‫و اىتمامها ابدلعلومة ادلالية و الشفافية و اإلفصاح عنها لتفا دي التالعب احملاسيب‪.‬‬
‫التجربة الياابنية‪ :‬أف جهود حوكمة الشركات يف الياابف ال تزاؿ يف مراحلها األوذل‪ ،‬منتدى احلوكمة‬ ‫‪1.3‬‬
‫الياابين ‪ CGF‬ادلكوف من شلثلي ادلستثمرين و السياسيُت و األكاددييُت وضع تقري ار و قتيا يربز‬
‫اذباىا من خطوتُت ضلو تطبيق احلوكمة‪ ،‬اخلطوة األوذل تتمثل يف اإلصالحات قصَتة األجل و اليت‬
‫سيتم تنفيذىا حىت عاـ ‪ ، 2002‬أما اخلطوة الثانية تشمل إصالحات أكثر جوىرية يتم تطبيقها‬
‫على األمد البعيد‪ .‬كما أعلنت بورصة طوكيو )‪ (TSE‬أهنا ستقوـ بوضع دليل للتطبيقات اجليدة‬
‫حلوكمة الشركات لكي دهتدي هبا ادلؤسسات الياابنية‪ ،‬وذ لك يف سبيل اإلعداد دلعايَت زللية ايابنية‬
‫‪97‬‬
‫تتفق مع القانوف التجاري الياابين‪.‬‬
‫التجربة الروسية‪ :‬أدخل مستثمرو احلافظة ادلالية حوكمة الشركات إذل روسيا عندما ضغطوا على‬ ‫‪1.4‬‬
‫الشركات األجنبية العاملة يف البلد لتجاوز قانوف الشركات البسيط‪ ،‬دل ينجحوا إال يف إقناع الشركات‬
‫الكربى ابعتماد ادلمارسات الفضلى الدولية‪ ،‬و دبا أف استثمارادهم كانت حدسية زلضة‪ ،‬غدت‬
‫مصلحتهم يف تعزيز حوكمة الشركات قصَتة األمد‪.‬‬
‫تكوف معايَت احلوكمة اخلاصة هبا‪ ،‬آملة ربسُت ىبتها األولية‬
‫مع الوقت قررت الشركات الروسية أف َ‬
‫العامة أو رفع رأس ادلاؿ من ادلستثمرين الدوليُت‪ ،‬وقد أتَتى مزيد من الدوافع لتنمية احلوكمة الداخلية‬
‫من اىتماـ متزايد بعمليات الدمج و االكتساابت من خالؿ ربقيقات بٌدئ هبا ضد الشركات‬

‫‪ 97‬طروبيا ندير‪ ،‬جتارب دولية إلرساء مبادئ حوكمة الشركات كآلية حملاربة الفساد االقتصادي ( بني إلزامية ادلرحلة و احتشام احملاولة)‪،‬‬
‫رللة التكامل االقتصادي‪ ،‬اجمللد ‪ ،02‬العدد ‪ ،04‬مارس ‪ ،2014‬ص ‪.108‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪84‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫الروسية من قبل سلطات تنظيمية يف اخلارج ‪ .‬وقد أدى ىذا التغيَت إذل اعتبار حوكمة الشركات كأدة‬
‫جلذب االستثمارات ال لتحسُت العمليات‪ ،‬نتيجة لذلك انطوت الرقابة الداخلية و إدارة ادلخاطر‬
‫ضمن فئة اإلدارة الواسعة بدى من برانمج مستقل‪.‬‬
‫تكشف تقارير احلوكمة الروسية السنوية و الربع سنوية عن ادلظيد من التفاصيل على األداء ادلارل و‬
‫غَت ادلارل للشركات رغم ما يتطلبها األداء غَت ادلارل من مشولية قياـ عدد من الشركات الروسية‬
‫الكربى إبصدار تقاريرىا و فق معايَت احملاسبة الدولية ‪ IAS‬و ادلبادئ احملاسبية ادلقبولة ذات القبوؿ‬
‫العاـ ‪ ،GAAP‬و شلا ىو جدير اب لذكر أف معهد قانوف حوكمة الشركات أعطى الشركات الروسية‬
‫درجات عالية دلمارسة الشفافية و اإلفصاح ادلطبق فيها ‪ ،‬و كذلك أحدثت الشركات الروسية تقدما‬
‫ملحوظا يف رلاؿ إعداد و عقد الواثئق الداخلية للشركة ‪ ،‬حيث ينص قانوف الشركات الروسية على‬
‫أف تتضمن لوائح كل شركة مسامهة وضع أنظمة أساسية لالجتماعات العامة للمسامهُت‪ ،‬رللس‬
‫اإلدارة‪ ،‬جلاف متخصصة مثل‪ :‬جلنة ادلراجعة و خدمة الرقابة ادلالية و خدمة ادلراجعة الداخلية ‪.98‬‬
‫‪ .2‬التجارب الدولية العربية‬
‫التجربة ادلصرية‪ :‬ظهرت أوؿ بوادر احلوكمة يف مصر‪ ‬عاـ ‪ 2001‬دببادرة من وزارة االقتصاد و‬ ‫‪2.1‬‬
‫التجارة اخلارجية آنذاؾ ( وزارة التجارة حاليا)‪ ،‬حيث وجدت الوزارة أف برانمج اإلصالح االقتصادي‬
‫الذي بدأتو مصر أوائل التسعينات ال يكتمل إال بوضع إطار تنظيمي ورقايب حيكم عمل القطاع‬
‫‪99‬‬
‫احلاص يف ظل السوؽ احلر‪.‬‬

‫و أشار التقرير يف رلملو إذل أف مفهوـ و مبادئ حوكمة الشركات يف مصر متواجد يف نسيج عدد‬
‫من القوانُت احلاكمة و لوائحها التنفيذية و تعديالدها من أمهها قانوف رأس ادلاؿ ‪ ،1992/95‬قانوف‬

‫‪ 98‬مسية بن عمورة‪ ،‬ابديس بوغرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.141‬‬


‫‪ ‬اعتربت مصر أوؿ دولة عربية يتم إجراء تقييم دلمارسة حوكمة الشركات فيها من قبل البنك الدورل و صندوؽ النقد الدورل عاـ ‪ ،2001‬وقد‬
‫أشارت نتائج ىذا التقييم إذل أف القواعد ادلنظمة إلدارة الشركات و ادلطبقة يف مصر تتماشى مع ادلبادئ الدولية يف سياؽ ‪ 40‬مبدأ من إمجارل‬
‫‪ 48‬مبدأ‪.‬‬
‫‪ 99‬طروبيا ندير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.109‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪85‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫الشركات ‪ ،1981/153‬قانوف االستثمار ‪ ،1997/8‬قانوف قطاع األعماؿ ‪،1991/203‬‬


‫قانوف التسوية ة اإليداع و احلفظ ادلركزي ‪ 2000/93‬و غَتىا ‪.100‬‬

‫و يرى العض أف أسلوب احلوكمة مت تطبيقو يف مجيع البنوؾ ادلصرية و على رأسها البنوؾ‬
‫العامة الكربى و ذلك من خالؿ إدارات التفتيش و ادلراجعة‪ ،‬و جيري ربديث و تطوير اآلليات‬
‫الالزمة لذلك للوصوؿ إذل ربقيق األسلوب األمثل لتطبيق الشفافية يف العمل ادلصريف‪ ،‬و قد شهدت‬
‫السوؽ ادلصرفية بدء تنفيذ برانمج ربديث اجلهاز ادلصريف الذي أطلقتو احلكومة ابلتعاوف مع البنك‬
‫ادلركزي ادلصري خالؿ الربع األخَت من عاـ ‪ ، 2012‬حيث بدأ الربانمج إبجراء تغيَتات واسعة يف‬
‫رؤساء و أعضاء رلالس إدارات البنوؾ العامة ليشغلها ذوي الكفاءات و اخلربات العادلية القادرة على‬
‫‪101‬‬
‫تفعيل حركة التطوير الشاملة يف اجلهاز ادلصريف دبا يؤدي إذل رفع مستوى األداء يف البنوؾ‪.‬‬

‫و يف سنة ‪ 2016‬مت إصدار الدليل ادلصري حلوكمة الشركات يف نسخة زلدثة‪ ،‬أي أنو يعد أوؿ‬
‫ربديث متكامل منذ سنة ‪ ،2005‬يستهدؼ أف يقدـ اإلرشاد أبفضل ما ىو معموؿ بو يف رلاالت احلوكمة‬
‫وتطبيقات الشفافية و اإلدارة الرشيدة دبا خيدـ كافة األطراؼ ذات العالقة ابلشركة اليت تطبقو‪.‬‬

‫التجربة الفلسطينية‪ :‬دل تكن فلسطُت بعيدة عن التوجو العادلي‪ ،‬حيث أصبحت كافة‬ ‫‪2.2‬‬
‫القطاعات تطالب بتطبيق قواعد احلوكمة ادلتمثلة يف الشفافية و اإلفصاح و ادلساءلة‪ ،‬و‬
‫محاية حقوؽ ادلسامهُت‪ ،‬و صغار ادلسامهُت‪ ،‬و الكشف عن كل ادلخصصات و الرواتب‬
‫‪102‬‬
‫ألعضاء رلالس اإلدارة و ادلدراء التنفيذيُت و ادلراتب العليا‪.‬‬

‫و يف إطار اجلهود ادلبذولة لنشر ثقافة احلوكمة يف فلسطُت فقد لعب مركز تطوير القطاع اخلاص و‬
‫مجعية رجاؿ األعماؿ الفلسطينُت دورا رايداي يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬فقد استمر التعاوف منذ عاـ ‪ 2001‬بُت مركز‬
‫البحوث و الدراسات الفلسطيٍت‪ ،‬و مركز تطوير القطاع اخلاص التابع جلمعية رجاؿ األعماؿ الفلسطينيُت يف‬
‫القدس هبدؼ دعم برانمج حوؿ اإلطار القانوين و التنظيمي للقطاع اخلاص الفلسطيٍت‪.‬‬

‫‪ 100‬مسية بن عمورة‪ ،‬ابديس بوغرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.141‬‬


‫‪ 101‬بنك االسكندرية‪ ،‬دعم احلوكمة يف اجلهاز ادلصريف‪ ،‬النشرة االقتصادية‪ ،‬اجمللد اخلامس و الثالثوف‪ ،2003 ،‬ص ‪.11- 1‬‬
‫‪ 102‬جرب إبراىيم الداعور‪ ،‬دمحم نواؼ عابد‪ ،‬مدى التزام ادلصارف العاملة يف فلسطني مبتطلبات احلوكمة ادلتقدمة ( دراسة ميدانية)" ‪ ،‬رللة‬
‫األزىر بغزة‪ ،‬سلسلة العلوـ االنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ،15‬العدد ‪ ،2013 ،01‬ص ‪.257‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪86‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫و من أىم نشاطات مركز تطوير القطاع اخلاص‪ ،‬إعداد دراسة يف عاـ ‪ 2003‬سبحورت حوؿ البنية‬
‫اذليكلية للمنشآت التجارية و مستوى احلوكمة السائدة فيها‪ ،‬و يف عاـ ‪ 2006‬أصلزت دراسة بعنواف‪":‬‬
‫ربديث احلوكمة يف ادلنشآت التجارية الفلسطينية"‪ ،‬كما عقد ادلركز رلموعة من ورش العمل حوؿ ربديث‬
‫احلوكمة يف ادلصارؼ التجارية ابلتعاوف مع سلطة النقد الفلسطينية‪ ،‬ابإلضافة إذل رلموعة من اللقاءات‬
‫التثقيفية يف اجلامعات الفلسطينية‪.‬‬

‫التجربة اللبنانية ‪ :‬صدر تقرير عن ادلنتدى اإلقليمي الثاين حلوكمة الشركات الذي عقد يف‬ ‫‪2.3‬‬
‫بَتوت عاـ ‪ ،2004‬بعنواف " حوكمة الشركات يف منطقة الشرق األوسط و مشال‬
‫إفريقيا‪ :‬حتسني اإلفصاح و الشفافية"‪ ،‬و كانت أىم توصياتو أف يتم إنشاء منتدى سنوي‬
‫على ادلستويُت القومي و اإلقليمي وفقا ألفضل ادلعايَت و ادلستوايت و ادلمارسات الدولية‬
‫لتنفيذ احلوكمة‪ .‬مث قامت مجعية رج اؿ األعماؿ اللبنانية ( منظمة الشفافية يف لبناف) بنشر‬
‫كود أخالقيات العمل يف فرباير ‪ 2004‬أو ما يعرؼ بالئحة حوكمة الشركات الصغَتة و‬
‫ادلتوسطة بتبٍت ىذا الكود من كافة أعضاء اجلمعية‪ ،‬و مت توزيعو على منظمات أخرى كثَتة‬
‫هبدؼ تبنيو و تطبيقو‪ ،‬حيث العاملوف يف ىذه ادلنطقة من الفاعلُت يف رلاؿ احلوكمة‪.‬‬
‫التجربة ادلغربية‪ :‬بدأت احلوكمة يف ادلغرب يف عاـ ‪ 1993‬عندما سبت خصخت بورصة‬ ‫‪2.4‬‬
‫كازابالنكا و ربديثها‪ ،‬و يف عاـ ‪ 1995‬صدر قانوف الشركات الذي قضى بضرورة وجود‬
‫رللس إدارة مستقل‪ ،‬ووجود ىيكل مزدوج ذي رللس إشرايف و جلنة إدارة‪ ،‬ابإلضافة إذل‬
‫زايدة الشفافية و اإلفصاح و محاية أكرب دلسامهي األقلية‪.‬‬

‫و يف عاـ ‪ 2004‬قاـ االرباد العاـ للشركات ادلغربية إبجراء دراسة حوؿ احلوكمة بغية مراجعة و‬
‫استعراض شلارسات احلوكمة وفقا دلبادئ منظمة التعاوف االقتصادي و التنمية‪ ،‬وقياس مدى الوعي بضرورة‬
‫تطبيق احلوكمة حيث أجريت الدراسة على ‪ 40‬شركة مغربية من عدة قطاعات‪ ،‬إال أف استجابتهم دل تتعد‬
‫‪ %45‬من الشركات يف العينة كاف من بينها ‪ 14‬شركة مدرجة يف البورصة‪ ،‬و قد لوحظ مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬أف أغلب الشركات دل ربصل على معلومات صحيحة عن مبادئ منظمة التعاوف االقتصادي و‬
‫التنمية ادلتعلقة ابحلوكمة؛‬
‫‪ -‬ىناؾ احًتاـ حلق ادلسامهُت يف احلصوؿ على معلومات عن حقوقهم؛‬
‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪87‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬عدـ قياـ رللس اإلدارة و ادلديرين التنفيذيُت ابإلفصاح عن مصاحلهم ادلادية يف أي عملية أو‬
‫موضوع يؤثر على الشركة بشكل مباشر؛‬
‫‪ -‬ضعف الشفافية فيما يتعلق بعمليات الًتشيح و االنتخاابت و مكافآت أعضاء رللس اإلدارة؛‬
‫‪ -‬ابلنسبة لدور أصحاب ادلصاحل وحد اف ىناؾ ت نفيذ لقانوف العمل و توجد آليات حلماية البيئة و‬
‫حقوؽ ادلستهلكُت‪.‬‬

‫و لتعزيز شلارسات احلوكمة وتطويرىا أكثر يف الشركات ادلغربية مت يف مارس ‪ 2008‬إصدار قانوف احلوكمة‬
‫ادلغريب الذي يهدؼ إذل إرساء اإلفصاح و الشفافية‪ ،‬و ربسُت األداء و دعم القدرة التنافسية للشركات و‬
‫‪103‬‬
‫( ادلوظفوف‪ ،‬العمالء‪ ،‬الدائنوف و‬ ‫كذلك ربسُت صوردها مع ادلستثمرين و أصحاب ادلصلحة اآلخرين‬
‫غَتىم)‪.‬‬

‫‪ 103‬حكيمة بوسلمة‪ ،‬صلوى عبد الصمد‪ ،‬جتارب الدول يف إرساء مبادئ احلوكمة للحد من الفساد ادلايل و اإلداري‪ :‬قراءة حتليلية‪ ،‬اجمللة‬
‫اجلزائرية للتنمية االقتصادية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،05‬العدد‪ ،2018 ،01‬ص ‪.98‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪88‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫احملاضرة الثالثة عشر‪ :‬حوكمة الشركات يف اجلزائر‬

‫إف قضية احلوكمة بشكل عاـ دل تكن مطروحة للنقاش يف اجلزائر‪ ،‬فلم يكن ىذا ادلصطلح متداوال‪ ،‬إال أنو‬
‫بعد إحلاح اذليئات ادلالية الدولية و على رأسها صندوؽ النقد الدورل و البنك العادلي بضرورة تبٍت مبادئ‬
‫احلوكمة سواء على ادلستوى الكلي يف إدارة االقتصاد‪ ،‬أو على ادلستوى اجلزئي ادلتعلق إبدارة الشركات‪.‬‬

‫و قد قامت اجلزائر إبصدار مدونة حوكمة الشركات يف ‪ 11‬مارس ‪ ،2009‬و قد جاءت ىذه ادلدونة‬
‫ابلدرجة األوذل لتوضيح أمهية احلكم الراشد‪ ‬يف ربسُت أداء ادلؤسسات الصغَتة و ادلتوسطة و كيف ديكن‬
‫لتطبيقها أف يكسبها ميزة تنافسية اليت ىي ىدؼ أي مؤسسة ‪.104‬‬

‫‪ .1‬دوافع إصدار ميثاق احلكم الراشد‬

‫كانت ىناؾ رلموعة من العوامل اليت أدت إذل تبٍت ميثاؽ احلكم الراشد للمؤسسة‪ ،‬ذلدؼ سبكنُت‬
‫ادلؤسسات الصغَتة و ادلتوسطة من ربقيق تطور ملموس يف ظل اقتصاد السوؽ‪ ،‬و تتمثل ىذه األسباب‬
‫فيمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬تفشي ظاىرة الفساد دلختلف أنواعو بسبب ضعف أليات الرقابة و عدـ تفعيلها‪ ،‬و قلة اإلجراءات‬
‫الردعية و العقابية من جهة أخرى؛‬
‫‪ -‬غياب منظومة بنكية و مالية فعالة و متوازنة تضمن تدفق االستثمارات احمللية و األجنبية شلا يعود‬
‫ابلفائدة على حركية االقتصاد الوطٍت ؛‬

‫‪ ‬يف شهر جويلية من سنة ‪ 2007‬انعقد أوؿ ملتقى دورل حوؿ " احلكم الراشد للمؤسسات"‪ ،‬وقد شكل ىذا ادللتقى فرصة مواتية لتالقي مجيع‬
‫األطراؼ الفاعلة يف عادل ادلؤسسة‪ ،‬و حدد ذلذا ادللتقى ىدؼ جوىري يتمثل يف ربسيس ادلشاركُت قصد الفهم ادلوحد و الدقيق دلصطلح و‬
‫إشكالية احلكم الراشد للمؤسسة‪ ،‬من زاوية ادلمارسة يف الواقع و سبل تطوير األداء ببلورة الوعي أبمهية احلكم الراشد يف تعزيز تنافسية ادلؤسسات‬
‫يف اجلزائر و كذا االستفادة من التجارب الدولية‪.‬‬
‫‪ 104‬معيزي أحالـ‪ ،‬ضرورة تبين احلوكمة ادلصرفية يف ظل التحرير ادلايل ‪ -‬دراسة حالة اجلزائر‪ ،‬رللة الدراسات ادلالية و ادلصرفية‪ ،‬العدد‬
‫الثالث‪ ،2017 ،‬ص ‪.20‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪89‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬عجز ادلؤسسات العمومية و تسريح عدد كبَت من العماؿ حيث ارتفعت نسبة البطالة من ‪% 19‬‬
‫سنة ‪ 1990‬إذل ‪ %29.5‬سنة ‪ ، 2000‬كما ذباوز عجز ادلؤسسات العمومية ‪ 14‬مليار دوالر‬
‫هناية ‪2002‬؛‬
‫‪ -‬االعتماد على عائدات النفط‪ :‬ضعف االستثمارات خارج قطاع احملروقات الذي ديثل نسبة ‪،%90‬‬
‫شلا جيعل االقتصاد اجلزائري ريعيا أحاداي ‪ ،‬فجعل ذلك اقتصاد البالد بعيش على تقلبات السوؽ‬
‫البًتولية و االنعكاسات ادلًتتبة على ذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬مؤشرات توجو اجلزائر حنو تبين حوكمة الشركات‬

‫ديكن استخالص بعض ادلؤشرات و ادلعطيات اليت توحي بتوجو اجلزائر ضلو اعتماد أساليب احلوكمة‬
‫يف إدارة الشركات اجلزائرية‪ ،‬و اليت نستعرضها كمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬سعي اجلزائر إذل االندماج يف االقتصاد العادلي‪ ،‬و االنتقاؿ إذل اقتصاد السوؽ جعلها زبضع‬
‫اللتزامات االنضماـ للمنظمات الدولية و التجمعات اإلقليمية اليت تقوـ على الشفافية و تعزيز‬
‫التنافسية و زايدة ربرير االقتصاد‪ ،‬وىذا ما انعكس على مراجعة آليات إدارة االقتصاد و زايدة‬
‫االنفتاح على ادلبادرات اخلاصة الوطنية و األجنبية؛‬
‫‪ -‬مراجعة ادلنظومة ادلصرفية و إصالحها من جهة‪ ،‬و إنشاء سوؽ مالية سبكن من طرح بدائل سبويلية‬
‫مباشرة و تبسيط النظاـ الضرييب و التحكم يف مؤشرات االقتصاد الكلي من جهة أخرى؛‬
‫‪ -‬اعتماد نظاـ زلاسيب و مارل جديد وفقا للمعا يَت احملاسبية الدولية‪ ،‬وىو ما يسمح بتحسُت نوعية‬
‫ادلعلومات احملاسبية و ادلالية‪ ،‬و قد مت الشروع يف تطبيقو على كافة ادلؤسسات و القطاعات منذ سنة‬
‫‪2010‬؛‬
‫‪ -‬إلزاـ الشركات ذات ادلسؤولية احملدودة على اعتماد مراجع حساابت خارجي يعمل وفق مدونة‬
‫للسلوؾ و األخالقيات‪ ،‬بعدما كاف ىذا االلزاـ خاصا بشركات ادلسامهة فقط؛‬
‫‪ -‬مراجعة القانوف التجاري بشكل يوضح كيفية إسناد و توزيع ادلسؤوليات داخل ادلؤسسات؛‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪90‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬تصنيف مكافحة الفساد كأولوية وطنية ‪ (105‬التعليمة الرائسية رقم ‪ 03‬ادلؤرخة يف ‪ 13‬ديسمرب‬
‫‪‬‬
‫‪ 2009‬ادلتعلقة دبكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪ .3‬مضمون ميثاق احلكم الراشد يف اجلزائر‪:‬‬

‫حيمل دليل حوكمة الشركات يف اجلزائر اسم " ميثاؽ احلكم الراشد للمؤسسة يف اجلزائر" وىو مستمد‬
‫من كوف اإلجراءات و التدابَت اخلاصة ابإلدارة الرشيدة للشركة مدونة ضمن مدونة ضمن ميثاؽ يشكل‬
‫مرجع جلميع األطراؼ الفاعلة يف ادلؤسسة‪ ،‬و يهدؼ ادليثاؽ إذل أف يضع ربت تصرؼ الشركات اجلزائرية‬
‫اخلاصة جزئيا أو مليا وسيلة عملية مبسطة تسمح بفهم ادلبادئ األساسية للحكم الراشد للمؤسسة‪ ،‬قصد‬
‫الشروع يف مسعى يهدؼ إذل تطبيق ىذه ادلبادئ على أرض الواقع ‪.106‬‬

‫يتضمن ادليثاؽ جزأين ىامُت و مالحق ديكن تلخيصهما فيمايلي‪:‬‬

‫‪ ‬اجلزء األوؿ‪ :‬يوضح الدوافع اليت أدت إذل جعل احلكم الراشد للمؤسسات اليوـ ضروراي يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬كما أنو يربط الصالت مع إشكاليات ادلؤسسات اجلزائرية السيما الصغَتة و‬
‫ادلتوسطة؛‬

‫‪ 105‬غضباف حساـ الدين‪ ،‬مسامهة يف اقًتاح منوذج حلوكمة ادلؤسسات االقتصادية اجلزائرية ‪ -‬دراسة حالة رلموعة من ادلؤسسات االقتصادية‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه ؿ‪.‬ـ‪.‬د‪ ،‬كلية العلوـ االقتصادية التجارية و علوـ التسيَت‪ ،‬جامعة دمحم خيضر –بسكرة ‪ ،2013 ،-‬ص ‪.107‬‬
‫‪‬‬
‫و يف ىذا اإلطار مت ازباذ اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء ديواف مركزي لقمع الفساد خيتص أساسا إبجراء التحقيقات و البحث عن الدالئل ادلتعلقة جبرائم الفساد و عرض مرتكبيها‬
‫على النيابة العامة و كذا تطوير التعاوف مع اذليئات ادلماثلة؛‬
‫إحلاؽ االختصاصات يف رلاؿ مكافحة الفساد ابالختصاصات القضائية اجلنائية ذات الصالحيات ادلوسعة؛‬ ‫‪-‬‬
‫إلزامية اعتماد القوانُت و القواعد األخالقية يف إبراـ الصفقات العامة و تنظيمها و مراقبتها كما ىو منصوص عليو يف ادلرسوـ الرائسي‬ ‫‪-‬‬
‫رقم ‪ 236- 10‬ادلؤرخ يف ‪ 07‬أكتوبر ‪2010‬؛‬
‫شروع اذليئة الوطنية دلنع الفساد و مكافحتو يف العمل يوـ ‪ 11‬جواف ‪ 2010‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫توسيع اختصاصات زلكمة ادلراجعُت و ادلفتشية العامة للمالية لتشمل رلمل ادلؤسسات العمومية و االقتصادية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬احلكم الراشد للمؤسسة ىو عبارة عن فلسفة تسيَتية و رلموعة من التدابَت العملية الكفيلة يف آف واحد‪ ،‬لضماف استدامة و تنافسية ادلؤسسة‬
‫بواسطة‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف حقوؽ وواجبات األطراؼ الفاعلة يف ادلؤسسة؛‬
‫تقاسم الصالحيات و ادلسؤوليات ادلًتتبة على ذلك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫و بصفة عامة فإف فحوى و تد ابَت احلكم الراشد للمؤسسة مدونة ضمن ميثاؽ يشكل مرجع جلميع األطراؼ الفاعلة يف ادلؤسسة‪.‬‬
‫‪ 106‬عبد اجمليد كموش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.105‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪91‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ ‬اجلزء الثاين‪ :‬يتطرؽ إذل ادلقاييس األساسية اليت يُبٌت عليها احلكم الراشد للمؤسسات‪ ،‬فمن‬
‫جهة يعرض العالقات بُت اذليئات التنظيمية للمؤسسة ( اجلمعية العامة‪ ،‬رللس اإلدارة و‬
‫ادل ديرية التنفيذية)‪ ،‬ومن جهة اخرى عالقات ادلؤسسة مع األطراؼ الشريكة األخرى‬
‫كالبنوؾ و ادلؤسسات ادلالية و ادلوردوف و اإلدارة‪.‬‬

‫و ٌخيتتم ىذا ادليثاؽ دبالحق ذبمع – يف األساس ‪ -‬أدوات و نصائح عملية ديكن للمؤسسات اللجوء إليها‬
‫‪107‬‬
‫بغرض االستجابة النشغاؿ واضح و دقيق‪.‬‬

‫بعد أف مت إصدار ادليثاؽ‪ ،‬يبدأ اجلزء األصعب من العمل‪ ،‬أال وىو تنفيذ اإلطار؛ وقد بدأت العملية بداية‬
‫إجيابية‪ ،‬و دلساعدة الشركات يف إصلاز ىذه العملية تتجلى ضرورة وضع جهاز مرافقة يتكفل دبايلي‪:‬‬

‫‪ -‬تسجيل ادلؤسسات ادلنخرطة ضمن ىذا ادليثاؽ و التعديالت و اإلثراءات اليت تريد إدراجها؛‬
‫‪ -‬تشكيل رلموعات عمل و تفكَت حوؿ اقًتاحات التعديل احملتملة حوؿ ميثاؽ احلكم الراشد‬
‫للمؤسسة يف السياؽ اجلزائري؛‬
‫‪ -‬تنظيم لقاءات ربسيسية و تكوينية حوؿ احلكم الراشد للمؤسسات السيما ذباه مديري ادلؤسسات؛‬
‫‪ -‬تطوير العالقات الدولية مع اذليئات ادلماثلة هبدؼ تبادؿ التجارب‪ ،‬و ادلشاركة يف ادلنتدايت و‬
‫الشيكات العادلية اليت ذلا عالقة ابحلكم الراشد للمؤسسات‪.‬‬
‫‪ .4‬عراقيل تطبيق حوكمة الشركات يف اجلزائر‬

‫ىناؾ عدة معوقات ربد من تطبيق مبادئ حوكمة الشركات يف اجلزائر على أرض الواقع و اليت قد تنشأ من‬
‫داخل الشركة أو من خارجها و تتمثل فيمايلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬ادلصدر الداخلي‪ :‬و يتمثل يف عدـ الفصل بُت ادللكية و اإلدارة فأغلب االقتصادايت العادلية اليت‬
‫يكوف فيها تطبيق حوكمة ال شركات فعاال رباوؿ أف تبتعد قدر االمكاف يف أتسيس شركتها عن‬
‫الشركات العائلية ‪ ،‬فليس ابلضرورة أف يكزف رئيس رللس اإلدارة أو الرئيس التنفيذي من ديتلك‬

‫‪107‬‬
‫ميثاؽ احلكم الراشد للمؤسسات يف اجلزائر‪ ،‬إصدار ‪ ،2009‬على اخلط ‪،‬‬
‫‪ ، www.algeriacorporategovernance.org‬تارٌخ االطالع ( ‪ ،)0054257470‬ص ‪.02‬‬
‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪92‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫ب ‪ .‬النسبة األكرب من أسهم الشركة شلن يتمتعوف بعالقات واسعة مع مسامهُت الشركة‪108 .‬ابإلضافة إذل‬
‫ىذا العائق ىناؾ مشاكل أخرى اثنوية أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬تشكيل رللس اإلدارة و عدـ الفصل بُت مهمة رللس اإلدارة و مهمة اإلدارة التنفيذية و مسؤوليات‬
‫إدارة الشركة‪ ،‬و مستوى الرقابة و عدد اجتماعات اجمللس؛‬
‫‪ -‬أعضاء رللس اإلدارة‪ :‬عدـ توفر أعضاء مستقلُت غَت تنفيذيُت يف رللس اإلدارة بعدد مناسب‬
‫يكوموف قادرين على تقدًن اآلراء و اجتهادات مستقلة انبعة من إحساسهم ابدلسؤولية و من خربادهم‬
‫و تفهمهم لعمل الشركة؛‬
‫‪ -‬جلاف رللس اإلدارة‪ :‬و أمهها جلنة التدقيق‪ ،‬و جلنة ادلكافآت و الًتشيحات و مدى فعاليتها و‬
‫استقالليتها‪ ،‬و توفر أعضاء غَت تنفيذيُت مستقلُت فيهما‪.‬‬
‫ت ‪ .‬ادلصدر اخلارجي‪ :‬وىو ادلناخ االستثماري العاـ يف الدولة و مدى توفر القوانُت و التعليمات ادلنظمة‬
‫للنشاط االقتصادي‪ ،‬اليت تضمن تطبيق احلوكمة يف الشركات و إعطائها صفة االلزاـ و عدـ‬
‫تعارضها مع ىذه القوانُت‪ ،‬ومن بُت العراقيل اليت تقف أماـ التطبيق الفعلي للحوكمة يف اجلزائر صلد‪:‬‬
‫‪ -‬انتشار الفساد ادلارل و اإلداري و ىو ما بينتو التقارير اليت تصدرىا اذليئات الرمسية الدولية؛‬
‫‪ -‬افتقار اجلزائر إذل سوؽ مارل ابدلفهوـ ادلتعارؼ عليو‪ ،‬شلا عرقل عملية ذبسيد اخلوصصة و كذا يف‬
‫تطوير النظاـ ادلصريف ابلشكل ادلطلوب خاصة مع انعداـ الشفافية و غياب ادلساءلة و نقص‬
‫ادلعلومات الكافية و الضرورية شلا قد يعطي صورة غَت صادقة عن الشركات‪.‬‬
‫‪ .5‬إجيابيات و سلبيات ادليثاق الوطين للحوكمة‪ :‬تربز بعض اإلجيابيات اليت أتى هبا دليل حوكمة‬
‫الشركات يف اجلزائر من جهة و أيضا بعض السلبيات و اليت نذكر منها مايلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬إجبابيات احلوكمة‪:‬‬
‫‪ -‬يعترب إصدار ادليثاؽ حداث يف حد ذاتو ألنو كسر أحد الطابوىات ادلعقدة يف اجلزائر‪،‬‬
‫‪ -‬أال وىو التسيَت؛‬
‫‪ -‬يقدـ ادليثاؽ فرصة للمؤسسات لألخذ بو دوف إثقاؿ كاىلها ابلبحث و الدراسة إلصلاز ميثاؽ شلاثل؛‬
‫‪ -‬حاوؿ الدليل تغطية أكرب قد شلكن من ادلشاكل اليت تواجو ادلؤسسات االقتصادية اجلزائرية؛‬

‫‪ 108‬صافً أحمد‪ ،‬صفٌح صادق‪ ،‬بن زٌدان ٌاسٌن‪ ،‬آلٌات حوكمة الشركات و أجهزة دعمها لتعزٌز األداء االلتصادي فً‬
‫الجزائر‪ ،‬مجلة التنمٌة و االلتصاد التطبٌمً‪ ،‬العدد ‪ ،43‬مارس ‪ ،7402‬ص‪.22‬‬
‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪93‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬
‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬ديثل إصدار الدليل خطوة ضلو مواكبة التطورات احلاصلة يف رلاؿ نظرية احلوكمة‪ ،‬خاصة و أف مجيع‬
‫االقتصادايت عملت على إصلاز مواثيق شلاثلة‪.‬‬
‫‪ -‬يعرب ادليثاؽ على حسن نية و إرادة ادلسَتين يف اجلزائر على تعديل أوضاع مؤسسادهم‪ ،‬ما حيسن من‬
‫صورة اجلزائر اخلارجية؛‬
‫‪ -‬اعتماد ادليثاؽ على ادلبادئ العامة و ادلعًتؼ هبا دوليا يف رلاؿ احلوكمة‪.‬‬

‫ب‪ .‬سلبيات و االنتقادات ادلوجهة للحوكمة يف اجلزائر‪:‬‬


‫‪ -‬يعترب ابدليثاؽ طوعيا و ليس إجباراي و ىذا ليس إجياب يا ابلنسبة للمؤسسات اليت ترغب يف التغيَت؛‬
‫‪ -‬تركيز ادليثاؽ على القطاع اخلاص الذي و إف نعًتؼ أبمهيتو يف ظل اقتصاد السوؽ‪ ،‬ولكن ال ينبغي‬
‫إمهاؿ ادلؤسسات العمومية و إمهاؿ مشاريع إصالحها؛‬
‫‪ -‬توظيف بعض ادلفاىيم احلديثة يف الدليل‪ ،‬اليت ينبغي تبسيطها بشكل أكرب لسهولة استيعاهبا‪.‬‬

‫‪ .6‬إجراءت حتسني حوكمة الشركات يف اجلزائر‬

‫تسعى اجلزائر إذل استحداث إجراءات لتحسُت حوكمة الشركات و تسهيل تطبيقها على أرض‬
‫الواقع‪ ،‬و تتمثل ىذه اإلجراءات فيمايلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬إجراءات قصَتة األجل‪:‬‬


‫‪ -‬تنص سياسة حوكمة الشركات على إنشاء رللس إدارة استشاري مكوف من ثالثة أو أربعة أعضاء‪،‬‬
‫و الغرض من إنشائو ىو ادلساعدة يف عملية ازباذ القرار عن طريق تزويد اإلدارة و رللسها آبراء‬
‫موضوعية ذات بعد مستقل‪ ،‬وكذا تزويد مسامهي الشركة دبرشحُت زلتملُت للعمل كأعضاء رللس‬
‫إدارة مستقلُت؛‬
‫‪ -‬تقوـ الشركة بتعيُت عضو رللس إدارة منتدب من بُت اخلرباء ادلوجودين يف السوؽ؛‬
‫‪ -‬تقوـ الشركة ابتباع سياسة بيئية اجتماعية للشركة ذباه ادلواطنُت و يتم االفصاح و اإلعالف عنها؛‬
‫‪ -‬تؤكد الواثئق األساسية للشركة مع ضماف معاملة متساوية دلسامهي األقلية‪.‬‬
‫ب ‪ .‬إجراءات متوسطة األجل‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪94‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬تعيُت عضو من رللس اإلدارة مستقال و غَت موظف خالؿ عامُت‪ ،‬و ديكن أف يكوف عضوا دبجلس‬
‫اإلدارة االستشاري؛‬
‫‪ -‬أف تقوـ الشركة ابإلفصاح يف تقريرىا السنوي ادلقدـ إذل ادلسامهُت عن زلتوى و مدى سياسة الشركة‬
‫ادلكتوبة اخلاصة حبوكمة الشركات و السياسة البيئية للشركة اذباه ادلواطنُت؛‬
‫‪ -‬أف تقوـ الشركة ابإلفصاح يف تقريرىا السنوي عن مدى التزامها بقواعد حوكمة الشركات ‪.109‬‬

‫‪ 109‬بوراس بودالية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.69- 68‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪95‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫احملاضرة الرابعة عشر‪ :‬احلوكمة يف ادلؤسسات ادلصرفية‬

‫إف وجود نظاـ مصريف سليم يعد احد الركائز ادلهمة واألساسية لسالمة عمل ادلؤسسات‪ ،‬إذ يوفر‬
‫القطاع ادلصريف االئتماف والسيولة لعمل ادلؤسسة ومنوىا‪ ،‬كما أف القطاع ادلصريف السليم ىو احد أىم الركائز‬
‫اليت تسهم يف بناء اإلطار ادلؤسسي حلوكمة الشركات‪ ،‬ومنو تظهر أمهية تطبيق مبادئ احلوكمة يف القطاع‬
‫ادلصريف‪.‬‬

‫‪ .1‬مفهوم احلوكمة ادلصرفية‬

‫على الرغم من عدـ وجود تعريف موحد عادليا للحوكمة‪ ،‬فمن الواضح أف مبدأ احلوكمة ىو التحكم‬
‫بكافة العالقات السلوكية للمؤسسة و ادلتعاملُت معها‪ ،‬ومنو حوكمة ادلصارؼ ىي الطريقة اليت تدار هبا‬
‫أعماؿ ادلصرؼ دبا يف ذلك وضع األىداؼ ادلؤسسية و إدارة ادلخاطر و إجياد ترابط و تناسق بُت األنشطة و‬
‫السلوكيات ادلؤسسية من جهة و توقع أف تعمل اإلدارة أبسلوب آمن و سليم من جهة أخرى‪.‬‬

‫تعرؼ جلنة ابزؿ للرقابة ادلصرفية ‪ 110‬حاكمية ادلصارؼ أبهنا "الطريقة اليت تتم هبا إدارة أعماؿ وشؤوف‬
‫ادلؤسسات ادلصرفية من لدف رلالس اإلدارة ‪ ،‬واإلدارات العليا واليت تؤثر يف كيفية قياـ ادلصرؼ بوضع‬
‫األىداؼ واخلطط وربديد السياسات واإلصالحات وادلسؤوليات والرقابة والتحكم يف ادلخاطرة االئتمانية وغَت‬
‫ذلك"‪.‬‬

‫و ىناؾ ما يعرفها على أف احلوكمة ابجلهاز ادلصريف تعٍت مراقبة األداء من قبل رللس اإلدارة و اإلدارة‬
‫العليا‪ ،‬ومحاية حقوؽ محلة األسهم و ادلودعُت‪ ،‬ابإلضافة إذل االىتماـ بعالقة الفاعلُت اخلارجيُت‪ ،‬و اليت ربدد‬
‫من خالؿ اإلطار التنظيمي و سلطات اذليئة الرقابية ‪.111‬‬

‫‪ 110‬أماؿ عياري وأبو بكر خوالد ‪ ،‬تطبيق مبادئ احلوكمة يف ادلؤسسات ادلصرفية ‪ ،‬دراسة حالة اجلزائر ‪ ،‬ادللتقى الوطٍت حوؿ حوكمة‬
‫الشركات كآلية للحد من الفساد ادلارل واإلداري ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 8‬‬
‫ادلصريف اجلزائري منوذحا ‪، -‬‬
‫‪ 111‬دمحم إقباؿ غناية‪ ،‬حكيمة حليمي‪ ،‬فهم مبادئ احلوكمة ادلصرفية بني الواقع و ادلأمول – النظام‬
‫‪ ، Journal of Economic Growth and Entrepreneurship JEGE‬اجمللد رقم ‪ ،4‬العدد ‪ ،2021 ،04‬ص ‪128‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪96‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫بصفة عامة ديكننا القوؿ أف حوكمة ادلصارؼ ىي‪ ":‬النظاـ الذي تتم دبوجبو إدارة ادلصارؼ و‬
‫مراقبتها ابتغاء ربقيق غاايدها و أىدافها‪ ،‬فهو ابلتارل النظاـ الذي يتعاملوف دبوجبو مع مصادر رؤوس مواؿ‬
‫ادلسامهُت و ادلستثمرين و ادلؤسسُت"‪.‬‬

‫‪ .2‬أمهية احلوكمة يف ادلؤسسات ادلصرفية‬

‫تزداد أمهية احلوكمة يف ادلصارؼ مقارنة ابدلؤسسات األخرى نظرا لطبيعتها اخلاصة‪ ،‬حيث إف إفالس ادلصارؼ‬
‫ال يؤثر فقط على األطراؼ ذوي العالقة من عمالء و مودعُت و مقرضُت‪ ،‬وإمنا يؤثر على استقرار ادلصارؼ‬
‫األخرى من خالؿ سلتلف العالقات ادلوجودة بينها‪ ،‬فيما يعرؼ بسوؽ ما بُت ادلصارؼ‪ ،‬و ربقق احلوكمة‬
‫العديد من ادلزااي ادلرتبطة ابألداء ادلصريف و احملافظة على أموالو و موجوداتو‪ ،‬شلا يعزز االستقرار ادلارل و من مث‬
‫االستقرار االقتصادي‪ ،‬ومن أىم مزااي تطبيق احلوكمة يف ادلصارؼ نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬زبف يض ادلخاطر ادلتعلقة ابلفساد ادلارل و اإلداري اليت تواجهها ادلصارؼ ومن مث الدوؿ؛‬
‫‪ -‬رفع مستوى األداء للمصارؼ ومن مث التقدـ و النمو االقتصادي و التنمية للدولة؛‬
‫‪ -‬جذب اال ستثمارات األجنبية و تشجيع رأس ادلاؿ احمللي على االستثمار يف ادلشروعات الوطنية و‬
‫ضماف تدفق األمواؿ احمللية و الدولية؛‬
‫‪ -‬الشفافية و الدقة و الوضوح و النزاىة يف القوائم ادلالية‪ ،‬شلا يزيد من اعتماد ادلستثمرين عليها يف ازباذ‬
‫القرار؛‬
‫‪ -‬محاية ادلستثمرين بصفة عامة سواء كانوا من ادلستثمرين الصغار أو ادلستثمرين الكبار ‪ ،‬سواء كانوا‬
‫أقلية أو أغلبية و تعظيم عائدىم مع مراعاة مصاحل اجملتمع؛‬
‫‪ -‬ضماف وجود ىياكل إدارية ديكن معها زلاسبة إدارة ادلصارؼ أماـ مسامهيها مع ضماف وجود مراقبة‬
‫مستقلة عن احملاسبُت و ادلراجعُت للوصوؿ إذل قوا ئم مالية على أسس زلاسبية صحيحة؛‬
‫‪ -‬تعظيم قيمة أسهم ادلصرؼ و تدعيم التنافسية يف أسواؽ ادلاؿ العادلية؛‬
‫‪ -‬ذبنب انزالؽ ادلصارؼ يف مشاكل مالية و زلاسبية ‪ ،‬شلا يعمل على تدعيم و استقرار نشاط‬
‫ادلصارؼ العاملة ابالقتصاد و درء حدوث االهنيارات ابألجهزة ادلصرفية و أسواؽ ادلاؿ احمللية و‬
‫العادلية؛‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪97‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬احلصوؿ على رللس إدارة قوي‪ ،‬يستطيع اختيار مديرين مؤىلُت قادرين على ربقيق و تنفيذ أنشطة‬
‫ادلصرؼ يف إطار القوانُت و اللوائح احلاكمة و بطريقة أخالقية‪.‬‬

‫‪ .3‬دور البنك ادلركزي يف تعزيز تطبيق مبادئ احلوكمة‬

‫تعلب ادلصارؼ ادلركزية دورا أساسيا يف تفعيل و إرساء احلوكمة على مستوى ادلصارؼ و ذلك من‬
‫خالؿ إجراءات الرقابة ادلصرفية ووسائل الوقاية و الضبط و السيطرة الداخلية ابلقدر الذي حيقق احلماية‬
‫الكافية ألصوؿ ادلؤسسات ادلالية و ادلصرفية و حقوؽ ادلودعُت‪ ،‬و يضمن سالمة مركزىا ادلارل و تدعيم‬
‫استقرارىا ادلارل و اإلداري‪.‬‬

‫و للبنك ادلركزي دور أساسي يف تعزيز و تشجيع احلوكمة ادلؤسسية يف البنوؾ التجارية و ذلك‬
‫لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إف تطبيق احلوكمة ادلؤسسية اجليدة يقع ضمن ادلسؤوليات اإلشرافية للبنك ادلركزي؛‬
‫‪ -‬إف ادلصارؼ زبتلف عن غَتىا من شركات ادلسامهة ألف طبيعة عملها ربمل ادلخاطر‪ ،‬إضافة إذل‬
‫كوهنا مسؤولة عن احملافظة على أمواؿ الغَت ( ادلودعُت)؛‬
‫‪ -‬نتيجة لتعرض ادلصارؼ ذلذه ادلخاطر وبسبب تداوؿ أسهمها يف بورصة األوراؽ ادلالية‪ ,‬فإف وجود‬
‫احلوكمة مسألة مهمة وضرورية ذلذه ادلصارؼ؛‬
‫‪ -‬حيتاج أعضاء رللس اإلدارة يف ادلصارؼ ضماف أف ادلخاطر اليت تتعرض ذلا طبيعة أعماذلم تدار بشكل‬
‫سليم‪ ,‬وأف لدى ادلصرؼ ادلركزي ادلسؤولية القانونية للتأكد من ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬ليس من السهل احلصوؿ على أعضاء رللس اإلدارة مستقلُت بشكل حقيقي‪ ،‬أو األعضاء الذين ديكن‬
‫أف يقفوا يف وجو ادلسامهُت ادلسيطرين على رأس ماؿ ادلصرؼ‪.‬‬

‫‪ .4‬آليات احلوكمة يف اجلهاز ادلصريف‬


‫إف آليات احلوكمة ىي عبارة عن أسلوب يضعو أصحاب ادلصاحل لرقابة أداء الوكالء وربقيق التوازف بُت‬
‫احلوافز اخلاصة هبم ‪ ،‬وبُت الوكالء الذين يتخذوف القرارات نيابة عنهم ‪ ،‬والتأكد من أف ىؤالء يعملوف‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪98‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫لتحقيق وتعظيم العائد ألصحاب ادلصاحل يف ادلصرؼ ‪ ،112‬وتزداد أمهية احلوكمة يف ادلصارؼ مقارنة‬
‫ابدلؤسسات األخرى نظرا لطبيعتها اخلاصة إذ أف إفالس ادلصرؼ ال يؤثر فقط يف األطراؼ ادلعنية من مودعُت‬
‫وزابئن ومقًتضُت وإمنا يؤثر أيضاَ يف استقرار ادلصارؼ األخرى من خالؿ سلتلف العالقات ادلوجودة بينهم‬
‫وابلتارل يؤثر يف االقتصاد ككل ‪ ،‬كما إف إشكالية احلوكمة تعد أكثر تعقيدا يف القطاع ادلصريف من‬
‫القطاعات األخرى بوصف ادلصارؼ ربتوي على رلموعة من العناصر ال توجد يف القطاعات األخرى مثل‬
‫التأمُت على الودائع وإدارة ادلخاطر النظامية والنوعية وتقدير رأس ادلاؿ ادلخصص للمقًتضُت ونظاـ الرقابة‬
‫الداخلية وكذلك ىيكل رأس ادلاؿ الذي يتشكل بنسبة كبَتة من الديوف ونسبة قليلة من األمواؿ اخلاصة ‪،‬‬
‫كما إف مصادر األمواؿ يف ادلصارؼ تكوف أغلبها على شكل ودائع يشًتط أف تكوف متوافرة عند الطلب من‬
‫طرؼ ادلودعُت ‪ ،‬يف حُت إف أصوؿ ادلصرؼ تكوف يف اغلبها قروض متوسطة وطويلة األجل ‪ ،‬وابلتارل تكوف‬
‫ادلراقبة أكثر تشددا على مستوى ادلصارؼ مقارنة ابدلؤسسات األخرى ‪ ،‬واف التطبيق اجليد للحوكمة ادلصرفية‬
‫يتوقف على جودة رلموعتُت من احملددات وىي ‪:‬‬
‫احملددات الداخلية ‪ :‬تتمثل يف القواعد واألسس اليت ربدد طريقة ازباذ القرار وتوزيع السلطات‬ ‫‪-1‬‬
‫بُت اجلمعية العامة ورللس اإلدارة وادلديرين ‪ ،‬دبا يؤدي إذل زبفيض التعارض بُت مصاحل ىذه‬
‫األطراؼ‪ ،‬و تشمل احملددات الداخلية‪:‬‬
‫‪ -‬محلة األسهم‪ :‬يلعب محلة األسهم دورا ىاما يف مراقبة أداء الشركات بصفة عامة‪ ،‬حيث أنو يف‬
‫إمكاهنم التأثَت على ربديد توجهات ادلصرؼ؛‬
‫‪ -‬رللس اإلدارة‪ :‬وضع االسًتاتيجيات و توجيو اإلدارة العليا ووضع سياسات التشغيل و ربمل‬
‫ادلسؤولية و التأكد من سالمة موقف البنك؛‬
‫‪ -‬اإلدارة التنفيذية‪ :‬البد أف يكوف ذلم الكفاءة و النزاىة ادلطلوبتُت إلدارة ادلصرؼ‪ ،‬كما أنو عليهم أف‬
‫يتعاملوا وفقا ألخالقيات ادلهنة؛‬
‫‪ -‬ادلراجعني الداخليني‪ :‬أصبح للمراجعُت دورا ىاما يف تقييم عملية إدارة ادلخاطر‪.‬‬
‫‪ - 2‬احملددات اخلارجية ‪ :‬تتمثل يف عناصر البيئة اخلارجية ادلؤثرة على ادلصرؼ و تضم‪:‬‬

‫‪ 112‬أكرـ زلسن الياسري‪ ،‬أثر اخلصائص التكنولوجية للمعلومات ادلصرفية وحكومة ادلصارف يف حتقيق الرقابة السلوكية‪ ،‬رللة دراسات إدارية‬
‫‪ ،‬جامعة البصرة ‪ ،‬اجمللد اخلامس‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ، 9‬ص ‪.48‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪99‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬اإلطار القانوين و التنظيمي و الرقايب‪ :‬يعترب وجود إطار تنظيمي و قانوين متطور لنظاـ ادلصرؼ أمرا‬
‫ىاما و حيواي‪ ،‬ىذا ابإلضافة إذل الدور الرقايب للبنك ادلركزي؛‬
‫‪ -‬دور العامة‪ :‬مفهوـ العامة ديكن أف يكوف لو أتثَتا أكرب يف إحكاـ الرقابة وفرض انضباط السوؽ‬
‫على أداء ادلصرؼ ‪ ،‬إذا ما اتسع ليشمل ‪:‬‬
‫‪ .1‬ادلودعُت‪ :‬يتمثل دور ادلودعُت يف الرقابة على أداء اجلهاز ادلصريف يف قدردهم على سحب‬
‫مدخرادهم إذا ما الحظوا إقباؿ ادلصرؼ على ربمل قدر مبالغ فيو من ادلخاطر؛‬
‫‪ .2‬شبكة األماف وصندوؽ أتمُت الودائع‪ :‬يعترب التأمُت على الودائع أحد أىم أشكاؿ شبكة األماف‬
‫( نظاـ التأمُت الضمٍت‪ ،‬نظاـ التأمُت الصريح)؛‬
‫‪ .3‬وسائل اإلعالـ‪ :‬ديكن لوسائل اإلعالـ أف سبارس الضغط على ادلصارؼ لنشر ادلعلومات ورفع‬
‫كفاءة رأس ادلاؿ البشري و مراعاة مصاحل الفاعلُت اآلخرين يف السوؽ‪ ،‬ابإلضافة إذل أتثَتىم‬
‫على الرأي العاـ؛‬
‫‪ .4‬شركات التصنيف و التقييم االئتماين‪ :‬تساعد مؤسسات التقييم على دعم االلتزاـ يف السوؽ‪،‬‬
‫حيث تقوـ فكرة التقييم على ا لتأكد من توافر ادلعلومات لصغار ادلستثمرين ومن مث فإف توافر‬
‫ىذه اخلدمة من شأنو أف يساىم يف زايدة درجة الشفافية و دعم احلماية اليت جيب توافرىا‬
‫للمتعاملُت يف السوؽ‪.‬‬

‫‪ .5‬مبادئ جلنة ابزل للرقابة ادلصرفية‬

‫وضعت جلنة ابزؿ عاـ ‪ 1999‬تعليمات و إرشادات تتعلق ابحلوكمة ادل صرفية و ادلالية‪ ،‬و تتمثل أىم ىذه‬
‫التعليمات فيمايلي ‪:113‬‬

‫‪ -‬وضع مواثيق شرؼ بُت الشركات لتحقيق و تطبيق التصرفات اجليدة بُت ىذه الشركات؛‬
‫‪ -‬وضع اسًتاتيجية للشركة دبشاركة و مسامهة األفراد فيها؛‬

‫‪ 113‬مناور حداد‪ ،‬دور حوكمة الشركات يف التنمية االقتصادية‪ ،‬ادلؤسبر العريب األوؿ حوؿ حوكمة الشركات و دورىا يف اإلصالح االقتصادي‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬أايـ ‪ 16/15‬أكتوبر ‪ ،2008‬ص ‪.06‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪100‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬


‫د‪ .‬هند همداوي‬ ‫حمارضات يف مقياس حومكة الرشاكت‬

‫‪ -‬ربديد ادلسؤوليات ومراكز ازباذ القرار بُت أفراد اجمللس؛‬


‫‪ -‬إجياد نظاـ يتضمن مهاـ التدقيق الداخلي و اخلارجي و إدارة مستقلة؛‬
‫‪ -‬إجياد نوع من ادلراقبة دلراكز ادلخاطر مثل ( كبار ادلسامهُت و اإلدارة العليا)؛‬
‫‪ -‬تطبيق العدالة و ادلساواة عند توزيع احلوافز ادلادية و اإلدارية أو ترقيات بُت ادلديرين و ادلوظفُت؛‬
‫‪ -‬ضماف توفَت ادلعلومات ادلناسبة‪.‬‬

‫ختصص اقتصاد و تس يري املؤسسة ‪101‬‬ ‫الس نة الث انية ماسرت‬

You might also like