Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫محاضرات في مادة‪ :‬المدخل لدراسة الشريعة‬

‫اإلسالمية‬

‫• األستاذ‪ :‬طارق ايت طالب‬


‫• األفواج‪I-J-K :‬‬
‫• الموسم الجامعي‪2023-2024 :‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫محاور الفصل الثالث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مصادر الشريعة اإلسالمية المتفق عليها‬
‫المطلب األول‪ :‬القرآن‬
‫المطلب الثاني‪ :‬السنة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اإلجماع‬
‫المطلب الرابع‪ :‬القياس‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر الشريعة اإلسالمية المختلف عليها‬
‫سـتِص َحاب‬
‫المطلب األول‪ :‬اال ْ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قول الصحابي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المصلحة المرسلة‬
‫المطلب الرابع‪ :‬االستحسـان‬
‫المطلب الخامس‪ :‬سـد الذرائع‬
‫المطلب السادس‪ :‬العرف‬
‫المطلب السابع‪ :‬شرع من قبلنا‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اإلجماع‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف اإلجماع‬
‫اإلجماع لغة‪ :‬له معنيان‪ :‬أحدهما‪ :‬العزم على األمر والقطع به‪،‬‬
‫والثاني‪ :‬هو االتفاق‪ ،‬من قولهم‪ :‬أجمع القوم على كذا أي‪ :‬اتفقوا‪.‬‬
‫واصطالحا هو‪ :‬اتفاق مجتهدي األمة بعد وفاة رسول هللا على أمر‬
‫شرعي‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حجية اإلجماع‬
‫قُ‬‫لإلجماع حجة قطعية‪ ،‬وجب العمل بها لقوله تعالى‪َ ( :‬و َمن يُشَاقِ ِ‬
‫ل ا ْلمؤْ ِمنِ َُ‬
‫ين ن َو ِل ُِه َما‬ ‫س ِبي ُِ‬
‫ْر َ‬ ‫ى َويَت َّ ِب ُْع َ‬
‫غي َُ‬ ‫َّن لَهُ ْالهدَ ُ‬
‫ل ِمن بَ ْع ُِد َما تَبَي َُ‬ ‫الرسو َُ‬ ‫َّ‬
‫يرا)‪ .‬فمن اتبع غير سبيل المؤمنين‬ ‫ص ً‬‫ت َُم ِ‬‫سا َء ُْ‬ ‫ت َ َولَّىُ َون ْ‬
‫ص ِل ُِه َج َهنَّ َُمُۖ َو َ‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫انـدرج في هــذا الوعيد الشديد ألن مــا أجمعوا عليه من قول‪ ،‬أو‬
‫فعـل ال شك في أنـه سبيلهم‪ ،‬وال شك في أنه سبيل هـدى ألنهم ال‬
‫يجتمعون على ضاللة لقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬إن‬
‫أمتي ال تجتمع على‬
‫ضاللـة)‪ ،‬وقوله صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬يـد هللا مع الجماعة)‪ ،‬وقوله‬
‫صلى هللا عليه وسلم أيضا‪( :‬إن هللا‬
‫أجاركم من ثالث ِخالل أن ال يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعـُا ً ‪،‬‬
‫وأن ال يظهر أهـل الباطل على أهل الحق‪ ،‬وأن ال تجتمعوا على‬
‫ضاللة)‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬أركان اإلجماع‬
‫إذا كان اإلجماع هو اتفاق جميع المجتهدين من المسلمين في عصر‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫الواجبة في األتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اتفاق جميع المجتهدين‬
‫يجب أن يكون االتفاق على حكم شرعي لمسألة ما بين المجتهدين‬
‫باعتبارهم أهل النظر في األحكام الشرعية لما لديهم من فهم للحجة‬
‫والبرهان‪ ،‬وبذلك ال يكون لعامة الناس حق االجتهاد واستنباط الحكم‬
‫الشرعي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المجتهدون المسلمون‬
‫ال ينعقد اإلجماع إال من المجتهدين المسلمين دون غيرهم من‬
‫أصحاب الديانات والممل األخرى‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫ثالثا‪ :‬توقيت اإلجماع‬
‫يجب أن يكون اإلجماع على المسألة بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ومن ثم‬
‫يستبعد اإلجماع الموافق لحياته‪ ،‬ذلك أن اتفاقهم على حكم شرعي في‬
‫حياة الرسول وموافقته على اتفاقهم فإن هذا الحكم يدخل في السنة‬
‫النبوية‪ ،‬فإذا خالف الرسول اتفاقهم سقط هذا اإلجماع وال يعتد به‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اإلجماع الصريح‬
‫يجب أن يكون االتفاق بين المجتهدين من المسلمين في أرجاء العالم‬
‫اإلسالمي على حكم شرعي اتفاقا صريحا بأن تم إبداء الرأي‪ ،‬أو‬
‫الفتوى‪ ،‬أو القضاء بشكل صريح في هذا العصر‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬أنواع اإلجماع‬
‫إن اتفاق جميع المجتهدين يكون بإبداء كل واحد منهم رأيه في‬
‫الواقعة إما صراحة‪ ،‬أو ضمنيا بالسكوت‪ ،‬فيكون اإلجماع على‬
‫نوعين‪ :‬إجماع صريح وإجماع سكوتي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلجماع الصريح‬
‫يتحقق باتفاق مجتهدي عصر من العصور على حكم شرعي واحد‬
‫في الواقعة المعروضة‪ ،‬إما عن طريق إبداء كل منهم رأيه بفتوى‪،‬‬
‫أو قضاء‪ ،‬أي أن كل مجتهد يصدر منه قول أو فعل يعبر صراحة‬
‫عن رأيه‪ ،‬أو عن طريق مؤتمر فقهي يضم جميع المجتهدين من‬
‫فقهاء المسلمين ويحصل فيه االتفاق على حكم شرعي معين بعد‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫مناقشة اآلراء واألدلة المتعلقة بهذا الحكم‪ ،‬وال خالف عند جمهور‬
‫المسلمين في أن اإلجماع الصريح حجة قطعية في ثبوت األحكام‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلجماع السكوتي أو الضمني‬
‫يقع بإبداء بعض مجتهدي العصر رأيهم في واقعة بفتوى‪ ،‬أو قضاء‪،‬‬
‫ويقابل هذا الرأي بسكوت البعض اآلخر من مجتهدي نفس العصر‬
‫مع اطالعهم عليه‪ ،‬فيعتبر هذا السكوت إقرارُا ً وبالتالي يعد إجماعا‬
‫سكوتيا‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫المطلب الرابع‪ :‬القياس‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف القياس‬
‫لغة‪ :‬التقدير والمساواة‪ ،‬يقال‪ :‬قست الثوب بالمتر أي قدرته به‬
‫وعرفت مقداره‪ ،‬وقست الغالف بالكتاب إذا ساويته به‪.‬‬
‫وفي االصطالح‪ :‬هو إلحاق أمر لم يرد فيه نص أو إجماع‪ ،‬بأمر‬
‫آخر ورد بشأن حكمه نص‪ ،‬وتطبيق حكمه عليه الشتراكهما في علة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫وهو دليل شرعيُتـرد به األحكام إلى األصل الذي هو الكتاب‬
‫والسنة لذا يعد الزمُا ً عن أصل‪ ،‬أي ناشئُا ً عنه وملحقُا ً به‪ ،‬وراجعُا ً‬
‫إليه‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهمية القياس‬
‫اعتبره األئمة المجتهدون وسيلة عظمى لتوسع الشريعة‪ ،‬ونموها‪،‬‬
‫وقدرتها على تناول ما يستجد وما ال يتناهى من القضايا‪ ،‬حتى قال‬
‫اإلمام أحمد بن حنبل‪« :‬ال يستغني أحد عن القياس»‪ ،‬وقيل‪« :‬ما‬
‫كل شيء تسأل عنه تحفظه ولكنا نعرف الشيء بالشيء ونقيس‬
‫الشيء بالشيء»‪ .‬وقال المزني‪« :‬الفقهاء من عصر رسول هللا إلى‬
‫يومنا هذا استعملوا المقاييس في الفقه في جميع األحكام في أمر‬
‫دينهم»‪ ،‬وقال‪« :‬وأجمعوا أن نظير الحق حق‪ ،‬ونظير الباطل‬
‫باطل»‪ ،‬وقال ابن عقيل الحنبلي‪« :‬قد بلغ التواتر المعنوي عن‬
‫الصحابة باستعمال القياس وهو قطعي»‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬أمثلة القياس‬
‫‪ ‬حكم استحقاق الموصى له للوصية‪ ،‬إذا قتل الموصي عمدُا ً‪.‬‬
‫حكم هذه النازلة لم يرد فيه نص في الكتاب وال في السنة‪.‬‬
‫فاجتهد العلماء في استنباط حكم المسألة بقياسهم لها على قتل‬
‫الموروث للوارث‪ ،‬التي ثبت فيها نص بحرمان القاتل من الميراث‪،‬‬
‫النبي ِ صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬ال يرث القاتل)‪ .‬فألحقوا حكم‬
‫ُ‬ ‫في قول‬
‫الثانية بحكم األولى‬
‫لتساويهما في علة الحكم؛ وهي استعجال الشيء قبل أوانه‪ ،‬ألن الوارث‬
‫استعجل الميراث‪ ،‬والموصى له استعجل الوصية‪.‬‬
‫‪ ‬قياس العلماء استعمال الزوجين برضاهما للعازل الطبي وكل ما يحول‬
‫دون التقاء الحيوان المنوي ببويضة المرأة؛ قياسا على العزل‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫‪ ‬حكم استئجار اإلنسان على استئجار أخيه‪.‬‬
‫قاسه الفقهاء على النهي عن بيع اإلنسان على بيع غيره‪ ،‬وخطبته‬
‫على خطبته‪ ،‬في حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪« :‬ال يبع‬
‫أحدكم على بيع أخيه‬
‫وال يخطب على خطبته حتى ينكح أو يذر»‪ .‬ألن علة النهي عن‬
‫البيع والخطبة هنا هي االعتداء على حق الغير‪ ،‬وهو محقق أيضا‬
‫في االستئجار‪.‬‬
‫‪ ‬شرب الخمر‬
‫واقعة ثبت بالنص حكمها‪ ،‬وهو التحريم لعلة هي اإلسكار الذي دلُ‬
‫ين آ َمنُوا ِإنَّ َما ْالخ َْمرُ َو ْال َُم ْي ِسرُ‬‫عليه قوله سبحانه وتعالى‪َ ( :‬يا أَيُّ َها الَّ ِذ َُ‬
‫اجتَنِبوهُ ُلَ َعلَّك ُْم‬
‫ان فَ ْ‬
‫ط ُِ‬‫ش ْي َ‬
‫ل ال َّ‬ ‫ع َم ُِ‬
‫ن َ‬ ‫صابُ َو ْاأل َ ْز َالمُ ِر ْجسُ ِم ُْ‬
‫َو ْاألَن َ‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫ون)‪.‬فكل نبيذ توجد فيه هذه العلة (اإلسكار) يسوى بالخمر في‬ ‫ت ْف ِلح َُ‬
‫حكمه ويحرم شربه‪.‬‬
‫‪ ‬حكم اإلجارة بعد النداء لصالة الجمعة‪.‬‬
‫نهى هللا تعالى عن البيع وقت النداء لصالة الجمعة في قوله تعالى‪:‬‬
‫ص َالةُِ ِمن يَ ْو ُِم ْالجم َع ُِة فَا ُْ‬
‫س َع ْوا ِإلَىُ‬ ‫ي ِلل َُّ‬‫ين آ َمنوا ِإذَا نو ِد َُ‬ ‫«يَا أَيُّ َها الَّ ِذ َُ‬
‫ون»‪.‬‬ ‫ّللاِ َوذَروا ْال َب ْي َُعُۚ ُذَ ِلك ُْم َخُْيرُ لَّك ُْم ِإن كنت ُْم ت َ ْعلَم َُ‬
‫ِذ ْك ُِر َُّ‬
‫ألحق بها العلماء النهي عن اإلجارة‪ ،‬لعلة النهي عن كل عمل مشغل‬
‫عن صالة الجمعة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬أركان القياس‬
‫أركان القياس أربعة‪ ،‬وهي‪ :‬أصل‪ ،‬وفرع‪ ،‬وحكم األصل‪ ،‬والعلة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األصل‬
‫وهو المقيس عليه‪ ،‬ويسمى كذلك المشبه به‪ ،‬أو المحمول عليه‪.‬‬
‫ويراد به الواقعة التي ورد بشأن حكمها نص شرعي‪ ،‬ويشترط فيه‬
‫عا من أصل آخر‪.‬‬‫أن يكون شرعيًّا‪ ،‬وغير منسوخ‪ ،‬وأال يكون فر ً‬
‫ثانيا‪ :‬الفرع‬
‫وهو الواقعة أو الحادثة التي نريد معرفة حكمها‪ ،‬ويشترط في الفرع‬
‫أن يساوي األصل في العلة‪ ،‬وأن يساوي حكمه حكم األصل‪ ،‬وأال‬
‫يكون حكمه متقد ًما على حكم األصل‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫ثالثا‪ :‬حكم األصل‬
‫وهو الحكم الشرعي الثابت لألصل الذي يراد إلحاق الفرع به‪.‬‬
‫ويشترط فيه ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون حكم األصل ثابتا بالكتاب كحرمة الخمر الثابتة بالقرآن‪،‬‬
‫أو ثابتا بالسنة‪ ،‬أو باإلجماع عند الجمهور؛‬
‫‪ -‬أن يكون الحكم معقول المعنى‪ ،‬بحيث يمكن للعقل إدراك علته‬
‫كتحريم الخمر‪ ،‬فإن علة تحريمه هي اإلسكار‪ ،‬وهذه العلة يمكن‬
‫إدراكها‪.‬‬
‫‪ -‬أن ال يكون حكم األصل مختصا به‪ ،‬ألن الدليل الدال على هذا‬
‫االختصاص يمنع تعدي هذا الحكم إلى الفرع بطريق القياس‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫رابعا‪ :‬العلة‬
‫هي الوصف الجامع بين األصل والفرع كاإلسكار الجامع بين الخمر‬
‫الذي هو األصل وبين النبيذ الذي هو الفرع‪ .‬ويشترط فيها‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون وصفا ظاهرُا ً غير خفي‪ :‬ألنه إذا كان خفيُا ً كان أشبه‬
‫بالمغيب فال يصح التعليل به وبناء القياس عليه‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون وصـفا منضبطُا ً غير مضطرب‪ :‬أي أن األشياء التي‬
‫تتفاوت في نفسها كالمشقـة‪ ،‬والتي تختلف من مكلف إلى آخر ال‬
‫تصلح علة‪ .‬لذلك وجب ضبطها ليتأتى بنـاء الحكم عليها‪ .‬ومثال‬
‫ذلك السفـر فقد رخـص الشارع للمسافر قصر الصالة لمشقة السفر‪،‬‬
‫فحدد ما يضبطها وهو السفر مسافة ثـمانين كيلومترا‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر الشريعة‬
‫‪ -1‬األصل ‪ /‬المقيس عليه‪ :‬ما ورد نص‬
‫قتل الوارث للموروث‬
‫بحكمه في الكتاب أو السنة‬

‫‪ -2‬الفرع ‪ /‬المقيس‪ :‬ما لم يرد نص بحكمه‪،‬‬


‫قتل الموصى له للموصي‬
‫ونريد إلحاقه باألصل‬

‫‪ -3‬الحكم ‪/‬حكم األصل‪ :‬الحكم الشرعي‬


‫حرمان الوارث من اإلرث‬
‫الذي ورد به النص‬

‫‪ -4‬العلة‪ :‬الوصف الذي بني عليه حكم‬


‫استعجال الشيء قبل أوانه‬
‫األصل‬

You might also like