Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫جامعة األزهر‬

‫كلية الدراسات اإلسالمية والعربية‬


‫بنات القاهرة‬

‫مادة‪/‬التوحيد‬

‫إعداد الطالبة‪ /‬مريم محمد بدر‬

‫الطالبهنت‬
‫[مبحث النبوات]‬
‫‪-‬ما هو حكم إرسال الرسل؟ اختلف العلماء في هذا على ثالثة أقوال‪:‬‬
‫لطف من هللا تعالى‪،‬وهذا اللطف غير واجب عليه‪،‬فإرسال الرسل غير واجب‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪)1‬األشاعرة‪:‬إن إرسال الرسل‬
‫‪)2‬المعتزلة‪:‬إن إرسال الرسل واجبٌ على هللا تعالى ألن اللطف‬
‫‪)3‬الفالسفة‪:‬إن إرسال الرسل واجبٌ لحفظ النظام العام‪،‬فلذلك هي الزمة على هللا لبقاء النوع اإلنساني‪.‬‬

‫‪-‬ما هي الفائدة والحكمة من إرسال الرسل؟‬


‫‪ -1‬التأكيد لما يستقل العقل بمعرفته عنطريق الوحي كوجود الباري سبحانه‪ ،‬والتوضيح لما ال يستقل العقل بمعرفته‬
‫كالغيبيات‪ ،‬وإزالة اللبس من العقل في بعض األحكام كحكم الكذب‪.‬‬
‫‪-2‬الحث على األخالق المحمودة وترك األفعال المذمومة‪.‬‬
‫‪-3‬بيان ثواب الطائع وعقاب العاصي‪.‬‬
‫‪-4‬إقامة الدين وتحقيق العدالة وهداية قومهم وإرشادهم إلى الحق‪.‬‬
‫ا‬
‫رسوال منهم يتلو عليهم آياته‬ ‫‪-5‬تكميل النفوس البشرية بحسب استعدادتهم المختلفة‪،‬قال تعالى{هو الذي بعث في األميين‬
‫ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة‪.}..‬‬

‫‪-‬حاالت العقل الثالث مع الوحي‪:‬‬


‫‪-‬ما يستقل العقل بمعرفته‪ :‬مثل وجود الباري سبحانه‪،‬فيأتي الوحي تأكيداا لذلك‪.‬‬
‫‪-‬ما ال يستقل العقل بمعرفته‪:‬مثل الغيبيات‪،‬فيأتي الوحي توضي احا لذلك‪.‬‬
‫‪-‬ما يلتبس على العقل حكمه‪ :‬مثل الكذب والقتل‪،‬فيأتي الوحي لبيان القبيح والحسن من األفعال[قالت األشاعرة‪:‬‬
‫الحسن ما حسّنه الشرع والقبيح ما قبّحه الشرع‪ ،‬وقالت المعتزلة‪:‬الحسن ما حسّنه العقل والقبيح ما قبّحه العقل]‪.‬‬

‫‪-‬المنكرون للنبوة‪:‬أربع طوائف‪:‬‬


‫‪)1‬األولى‪ :‬لم تنكر النبوة صراحة ولكنها أنكرت متعلقاتها كنزول الوحي فأدى ذلك إلى إنكار النبوة‪.‬‬
‫‪)2‬الثانية‪:‬أن العقل كافٍ في إدراك الحن والقبح من األفعال فيكون إرسال الرسل ال فائدة منه‪.‬‬
‫‪)3‬الثالثة‪ :‬أنكرت المعجزة التي تتبع النبوة ألن المعجزة خارقة للعادة‪.‬‬
‫‪)4‬الرابعة‪ :‬تقول أن األديان تشتمل على بعض الشرائع والعبادات التي ال تعود بنفع على المعبود والعبد‬

‫[ال ُمعجزة]‬
‫هي أمر خارق للعادة مقرونة بالتحدي مقرونة بالدعوى مع عدم المعارضة‪.‬‬
‫[مقرونة بالتحدي‪:‬يعني أن يتحدّى ُمدعي النبوة القوم الذين أُرسل إليهم‪،‬قال تعالى{فأتوا بسورة من مثله}]‪.‬‬
‫‪ُ -‬محترزات العريف‪:‬خارق‪:‬خرج منه السحر والشعوذة ‪/‬‬
‫مقرون بالتحدي ‪:‬خرج منها الخوارق التي لم يتحدى بها مثل حنين الجذع ‪ /‬مع عدم المعارضة‪:‬خرج منه عدم اإلتيان بمثله‪.‬‬

‫‪-‬شروط المعجزة‪:‬أن تكون من فعل هللا تعالى – أن تكون مقرونة بالتحدي – خارقة للعادة – أن يخرج من النبي السحر‬
‫والشعوذة – عدم المعارضة – أال تكون ُمكذِّّبة للنبي – أن تكون موافقة للمطلوب أن يحصل – أن تكون على يد ُمدّعي‬
‫النبوة‪.‬‬

‫‪-‬خوارق العادات‪:‬المعجزات(والتي تظهر على يد ُمدّعي النبوة) – الكرامات(والتي تظهر على يد األولياء) –‬
‫اإلرهاصات(والتي تكون تمهيداا إلرسال النبي)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬
‫‪ُ -‬منكرو المعجزة‪:‬قدح ُمنكرو النبوة في المعجزة وقالوا بأنها سفسطة‪.‬‬
‫=الرد عليهم ‪:‬إن األمور الخارقة للعادة ممكنة في ذاتها ممتنعة في العادة أي لم تجري بوقوعها‪،‬وأن الذي ربط األسباب‬
‫قادر على خلقها كما أبدع في خلق السموات واألرض‪.‬‬ ‫والمسببات ٌ‬
‫نجوز نقلها للغائبين ألن المعجزات قد حدثت في زمن غير‬
‫جوزنا وقوع المعجزات لم ّ‬‫‪-‬رد المنكرون علينا قائلين‪:‬أننا لو ّ‬
‫زمانهم‪.‬‬
‫=الرد عليهم‪ :‬إن طريق التواتر يفيد التقرير ألن هناك شروط للقول‪،‬واللغو من العوارض التي تضعف الثقة في الخبر‪.‬‬

‫‪-‬وجه داللة المعجزة على صدق الرسالة‪:‬‬


‫‪)1‬داللة عقلية‪:‬إن األمر الخارق للعادة يدل ا‬
‫عقال على أن هللا تعالى أراد حصوله تصديقاا لنبيه‪ ،‬فالمعجزة يستحيل صدورها‬
‫عن كذب ألنها تدل على الصدق‪.‬‬
‫‪)2‬داللة وضعية‪:‬كل لفظ وضع للمعاني التي وضعت لها‪،‬فالمعجزة هي بمنزلة قوله"صدق عبدي فيما يُبلّغ عني"‪.‬‬
‫‪)3‬داللة عادية ‪:‬جرت العادة أن هللا تعالى يخلق عقب المعجزة العلم الضروري بصدق النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫‪-‬بعثةُ النبي محمد صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬


‫‪)1‬ادعى النبي صلى هللا عليه وسلم النبوة عن طريق‪:‬التواتر – صدقه في دعوته – سيرته الطيبة الحسنة – أخبار الكتب‬
‫السماوية السابقة‪.‬‬
‫‪)2‬أظهر النبي صلى هللا عليه وسلم المعجزات مثل‪:‬القرآن الكريم – اإلخبار بالغيب – أتى بأفعال مخالفة للمعتاد مثل نبع‬
‫الماء من أصابعه الشريفة صلى هللا عليه وسلم وتسبيح الحصى في يده صلى هللا عليه وسلم وغيره‪.‬‬
‫=وقد استحق صلى هللا عليه وسلم النبوة؛بسبب سيرته قبل النبوة حيث كان يُلقّب بالصادق األمين وبعد النبوة أيضاا‪،‬‬
‫ودين الحق ليُظهره على الدين كلّه}‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫قال تعالى{هو الذي أرس َل رسوله بال ُهدى‬

‫الحس ونحن مأمورون‬‫ّ‬ ‫‪-‬أوجه إعجاز القرآن‪:‬الفصاحة والبالغة – اشتماله على الغيبيات(هي كل ما غاب عن‬
‫الروم} – اشتماله على دقائق العلوم اإللهية كصفات هللا‬
‫ت ّ‬ ‫بتصديقها) الماضية كقصص األنبياء و اآلتية كقوله تعالى{غُلب ِّ‬
‫تعالى وأسمائه – اشتماله على المصالح الدينية والدنيوية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬
‫[النُبوة]‬
‫ذكرا – أن يكون كامل العقل – الفطنة – قوة الرأي – الخلو من األمراض المنفرة – السالمة‬ ‫‪-‬شروط النبوة‪:‬أن يكون ا‬
‫من كل ما يُنفر كـ زنا اآلباء – الكماالت الخِّ لقية – السالمة من األمور ال ُمخاة للمروءة‪.‬‬

‫‪-‬الفرق بين النبوة والتنبؤ‪:‬‬


‫النبوة‪ :‬اصطفاء هللا تعالى عبداا من عباده فيوحي إليه مباشرة أو من وراء حجاب أو بواسطة ملك ليخبر الناس بما أمره هللا‬
‫بإبالغه لهم‪.‬‬
‫التنبؤ‪:‬ادّعاء إنسان النبوة فيخبر عن هللا بدون أن يكون له دليل على ُمدعاه مثل ُمسيلمة الكذاب‪.‬‬

‫‪-‬عصمة األنبياء‪ :‬األنبياء معصومون من الكبائر عمداا أو ا‬


‫سهوا قبل البعثة وبعدها‪ ،‬والصغائر المنفّرة معصومون منها‬
‫أيضاا قبل البعثة وبعدها‪ ،‬والصغائر عمداا والتي تكون عن سهو معصومون منها‪،‬‬
‫وأيضاا هم معصومون من الكذب والكفر واإلتيان بالفواحش‪.‬‬

‫ُمدعو النبوة‪:‬‬
‫‪ُ )1‬مسيلمة الكذاب‪:‬تضمنت دعواه أنه نبي يوحى إليه – أن هللا أشركه مع النبي صلى هللا عليه وسلم في األرض‪ ،‬وقد ر ّد‬
‫عليه النبي صلى هللا عليه وسلم عندما سمع ذلك"بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬من محمد رسول هللا إلى ُمسيلمة الكذاب‪ ،‬سالم‬
‫على من اتّبع الهدى‪ ،‬أما بعد فإن األرض يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين"‪.‬‬

‫‪)2‬البهائية‪:‬تُغد البهائية الحلقة األخيرة في الخطة االستعمارية التي تستهدف اإلسالم والمسلمين‪،‬‬
‫وقد قامت على عدة مبادئ منها‪[:‬إنكار عقيدة النبوة – التوراة واإلنجيل مثل القرآن الكريم في كل شئ – إنكار مشاهد يوم‬
‫القيامة – تغيير سائر الشرائع اإلسالمية من الصالة وغيرها – وحدة األديان ألن مصدر األديان كلها واحد ‪ -‬وحدة‬
‫األوطان للسيطرة على أراضي المسلمين – وحدة اللغة فاختالف اللغة يؤدي إلى اختالف األمم – السالم العالمي وترك‬
‫الحروب – المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات]‪.‬‬

‫=الرد على أولئك الذين يدعون النبوة‪:‬‬


‫أن هؤالء لم يأتوا بمعجزات تد ّل على صدقهم كما هو الحال من كل نبي مرسل – أن ما جاءوا به من تشريعات إنما يدعو‬
‫إلى اإلباحة المطلقة فهم بذلك قد ألغوا ما جاء به اإلسالم من تشريعات وحالل وحرام – الناظر في كالمهم يرى أنه أسلوب‬
‫ركيك ردئ ال يتناسب مع النبي والرسول‪.‬‬

‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬ ‫‪3‬‬


‫[مبحث المالئكة]‬
‫‪-‬المالئكة هي ‪:‬أجسام نورانية لطيفة يمكن أن تظهر في أشكال حسنة فقط‪ ،‬ال توصف بذكورة وال بأنوثة وال يعصون هللا‬
‫عن‬ ‫تعالى{و َمن عِّندهُ ال يَستَكبِّرون َ‬
‫َ‬ ‫ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وال يتناكحون وال يأكلون وال يشربون وال ينامون‪ ،‬قال‬
‫هار ال َيفتُرون}‪.‬‬
‫ِّع َبادتِّه وال َيستَحسِّرون‪-‬يُسبّحونَ اللي َل والنّ َ‬
‫ا‬
‫تفصيال بمن ذكرهم هللا تعالى في القرآن الكريم بأسماءهم‬ ‫ا‬
‫إجماال‪ ،‬واإليمان‬ ‫‪-‬حكم اإليمان بالمالئكة‪:‬يجب اإليمان بهم‬
‫مثل جبريل وميكائيل‪،‬فاإليمان بالمالئكة ركن من أركان اإليمان الستة‪" ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪:‬اإليمان أن تؤمن باهلل‬
‫كافرا؛ لقوله تعالى{و َمن َيكفُر‬
‫ا‬ ‫وشره"‪ ،‬ومن أنكر وجودهم يكون‬
‫ّ‬ ‫ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر وتؤمن بالقدر خيره‬
‫ا‬
‫ضالال بعيداا}‪.‬‬ ‫ض ّل‬
‫اآلخر فقد َ‬
‫ِّ‬ ‫واليوم‬
‫ِّ‬ ‫باهلل و َمالئكتِّ ِّه وكُتب ِّه ُ‬
‫ورسُ ِّل ِّه‬

‫‪-‬هل المالئكة أفضل أم البشر؟ أجمع جمهور علماء أهل السنة على أن األنبياء والصالحين من البشر أفضل من‬
‫المالئكة‪ ،‬واستدلوا على ذلك بأدلة عقلية ونقلية‪:‬‬
‫‪-‬الدليل العقلي ‪ :‬البشر الصالحون أفضل من المالئكة ألن المالئكة معصومون لما فطرهم هللا تعالى عليه من الطاعة فهم ال‬
‫يفعلون الذنوب وال يقترفون اآلثام‪ ،‬أما البشر من األنبايء والصالحين فهم يعصون ويتوبون؛ وذلك ألن هللا تعلى خلق‬
‫اإلنسان ور ّكب فيه الشهوات‪ ،‬فمن قاوم شهواته فهو من الصالحين‪ ،‬فالمقاومة فيها مشقة وعناء أما المالئكة فهم مجبولون‬
‫على الطاعة‪.‬‬

‫َيم وآ َل عِّمرانَ على العَالَمين}‪ ،‬فلفظ(العَالمين)يشمل‬


‫آدم ونُو احا وآ َل إبراه َ‬
‫طفَى َ‬ ‫تعالى{إن هللا اص َ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬الدلي النقلي‪- :‬قال هللا‬
‫جميع الخالئق بما فيهم المالئكة‪.‬‬
‫س َجدُوا}فسجود المالئكة لسيدنا آدم يد ّل على أفضليّته عليهم‪.‬‬ ‫دم فَ َ‬ ‫‪-‬قال تعالى{وإذ قُلنَا ل َ‬
‫ِّلمالئ َك ِّة اس ُجدُوا ِّآل َ‬
‫‪-‬وصف المالئكة‪:‬‬
‫سال أولِّي أجنِّ َح ٍة َمثنَى وثُالثَ ُوربَاع}‪.‬‬
‫واألرض َجاع ِّل المالئِّك ِّة ُر ا‬
‫ِّ‬ ‫ت‬‫‪)1‬لهم أجنحة‪ ،‬قال تعالى{الحم ُد هلل فَاطِّ ِّر الس َموا ِّ‬
‫ظ شِّدا ٌد ال َيعصونَ هللا ما أ َمرهم و َيف َعلونَ ما يؤ َمرون}‪.‬‬ ‫عليها َمالئكةٌ غِّال ٌ‬‫‪)2‬مالئكة النار غالظ شداد‪ ،‬قال تعالى{ َ‬
‫علّ َمهُ شدي ُد القُوى‪-‬ذُو مِّ ّرةٍ فاست ََوى}‪.‬‬
‫‪)3‬جبريل عليه السالم ذو ِمرة‪:‬أي القومة وحسن المنظر‪ ،‬قال تعالى{ َ‬
‫‪)4‬ال يوصفون بذكورة وال أنوثة‪،‬فمن وصفهم بذكورة فسق ومن وصفهم بأنوثة كفر‪ ،‬قال تعالى{و َجعَلوا المالئكةَ‬
‫ستُكتَبُ شَها َدتُهم ويُسئلون}‪.‬‬ ‫الرحمن إناثاا أ ِّش ِّهدوا خَلقَهم َ‬
‫ِّ‬ ‫الذينَ هُم عِّبا ُد‬
‫قربهُ إليهم قا َل أال تأكلُون}‪.‬‬ ‫‪)5‬ال يأكلون وال يشربون‪ ،‬قال تعالى{فجاء بَعج ٍل َ‬
‫سمين‪-‬فَ ّ‬
‫بشرا سوياا} وهو جبريل عليه السالم‪ ،‬وظهر‬ ‫سلنَا إليها ُرو َحنا فَت َمث ّ َل لها ا‬
‫‪)6‬يظهرون في صورة البشر‪ ،‬قال تعالى{فأر َ‬
‫جبريل مرتين على صورته الحقيقية‪،‬يقول صلى هللا عليه وسلم"فبينما أنا أمشي سمعت صوتاا من السماء فرفعت رأسي فإذا‬
‫سا على كرسي بين السماء واألرض"‪ ،‬ويظهر أحياناا في صورة الصحابي دحية الكلبي‪.‬‬ ‫الملَك الذي جاءني بـ حراء جال ا‬
‫‪)7‬يتأذون مما يتأذى منه بنو آدم من الروائح الكريهة‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم"من أكل من هذه الشجرة‬
‫يقربن مسجدنا فإن المالئكة تتأذى مما يتأذى منه اإلنس"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المنتنة(يعني البصل والكراث)فال‬
‫)وهم يموتون‪،‬حتى ملك الموت يموت‪ ،‬قال تعالى{ك ّل ش ٍئ هَالكٌ إال َو َج َهه}‪.‬‬

‫‪-‬ثبت أن ال ِديَكة ترى المالئكة‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪":‬إذا سمعتم صياح الدِّيكة فاسألوا هللا من فضله فإنها رأت مل اكا‪،‬‬
‫وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا باهلل من الشيطان فإنه رأى شيطاناا"‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬
‫‪-‬عددهم وأشهرهم‪:‬ال يعلم عددهم إال هللا تعالى{و َما َيعل ُم ُجنو َد ربّكَ إال هُو}‪.‬‬
‫‪-‬لك ّل إنسان في هذا العالم عشرة مالئكة الحفظة بالنهار وعشرة بالليل – ك ّل يوم ينزل من السماء بعون ألف ملَك عند قبر‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫من المالئكة الذين ذُكر اسمهم في القرآن[جبريل الموكل بالوحي – ميكائيل الموكل باألمطار واألرزاق – مالك خازن النار‬
‫عزرائيل ملك الموت‪ ،‬ولم يذكر باسمه وإنما عبر عنه بملك الموت – إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور يوم القيامة]‪.‬‬

‫‪-‬أصناف المالئكة‪:‬‬
‫ي‬
‫عملِّه وشق ّ‬ ‫‪)1‬الموكلون باألرحام‪ :‬قال صلى هللا عليه وسلم"ثم يرسل إليه الملَك ويؤمر بأربع كلمات‪ :‬بكَت ِّ‬
‫ب رزقه وأجله و َ‬
‫أم سعيد"‪.‬‬
‫بين َي َدي ِّه و َمن خَل ِّف ِّه َيحفَظُونَهُ مِّن ِّ‬
‫أمر هللا} أي بأمر هللا‪.‬‬ ‫‪)2‬الحفظة‪ :‬قال تعالى{لَهُ ُمعقّباتٌ مِّن ِّ‬
‫عتيد}‪ ،‬رقيب‪:‬أي حافظ‪،‬‬ ‫اليمين والشِّما ِّل قَعيد‪-‬ما يَل ِّفظُ مِّن قَو ٍل إال لَ َدي ِّه َرقيبٌ َ‬
‫ِّ‬ ‫ع ِّن‬ ‫‪)3‬الكَتبة‪ :‬قال تعالى{إذ يَتلقّى ال ُمتلقّ ِّ‬
‫يان َ‬
‫عتيد‪:‬أي حاضر‪،‬فهما ليسا اسمين للملكين بل هووصف لهما‪،‬‬
‫وإن الكتبة يفارقون العبد في ثالث حاالت‪:‬الغائط واالغتسال والجماع‪ ،‬ويجعل هللا لهم عالمة على ما يصدر من العبد في‬
‫هذه الحاالت فيكتبونه‪،‬‬
‫والحكمة من الكتابة‪:‬حتى يستحيي المرء إذا علم أن كل شئ سيُكتب ويُعرض على المأل يوم القيامة{و َيقُولُون يا َويلَتَنا ما ِّل‬
‫صاها}‪،‬‬ ‫ُغادر صغيرة ا وال كَبيرة ا إال أح َ‬ ‫ب ال ي ُ‬‫هذا الكِّتا ِّ‬
‫وقد رأى بعض العلماء‪ :‬أن الحفظة والكتبة صنف واحد لقوله تعالى{وإن عَليكُم لَحَافِظِ ين‪-‬كِرا اما كَاتِبِن}‪ ،‬ومن رأى أنهما‬
‫صنفان قال أن(كاتبين)معطوف بغير حرف عطف‪،‬‬
‫وليس المالئكة الكتبة محصورين في الملكين المالزمين لنا بل هناك من يكتب أفعال العباد غيرهم‪.‬‬

‫ح األمِّ ين‪-‬على َقلبِّكَ لِّتكونَ مِّن ال ُمنذِّرين}‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم"أحياناا يأتيني‬
‫الرو ُ‬
‫‪)4‬تبليغ الوحي‪ :‬قال تعالى{نَز َل ب ِّه ّ‬
‫رجال فيكلمني فأعي ما‬‫ا‬ ‫ي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال‪ ،‬وأحياناا يتمثل لي ال َملَك‬ ‫مثل صلصلة الجرس وهو أشدّه عل ّ‬
‫يقول"‪.‬‬

‫‪ )5‬حث المسلم على الخير‪ :‬قال صلى هللا عليه وسلم"ما من يوم يُصبح العباد فيه إال وملكان ينزالن‪ ،‬فيقول أحدهما‪:‬‬
‫اللهم أعطِّ ُمنفقاا خلفاا‪،‬ويقول اآلخر‪:‬اللهم أعطِّ ُممس اكا تلفاا"‪.‬‬

‫‪)6‬نصر المؤمنين في معاركهم‪ :‬قال تعالى{إذ تَستَ ِّغثُون ربّكم أ ّني ُمم ّد ُكم بألفٍ مِّن ال َمالئك ِّة ُمردفين}‪ ،‬وعن سعد بن أبي‬
‫وقاص قال‪:‬رأيت عن يمين رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بياض ما رأيتهما قبل‬
‫وال بعد" يعني جبريل وميكائيل عليهما السالم‪.‬‬

‫رش و َمن َحولَهُ يُسبّحون بحم ِّد ربّهم ويُؤمِّ نونَ‬ ‫‪)7‬مالئكة الرحمة يدعون ويستغفرون للمؤمنين‪:‬قال تعالى{الذين َيحمِّلونَ ال َع ِّ‬
‫عذاب ال َجحِّ يم}‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِّب ِّه و َيستَغفِّرونَ للذينَ آمنوا ربّنا َوسِّعتَ ك ّل ش ٍئ َرحمةا وعِّل اما فاغفِّرللذينَ تَابوا واتّبعوا َ‬
‫سبيلَكَ وقِّ ِّهم‬
‫ت نَش ا‬
‫طا}‪،‬‬ ‫ت غَرقاا‪-‬والنَاشِّطا ِّ‬ ‫توفّاكُم َملَكُ ال َمو ِّ‬
‫ت الذي ُو ّك َل بِّكُم}‪ ،‬وقال تعالى{والنازعا ِّ‬ ‫‪)8‬قبض األرواح‪ :‬قال تعالى{قُل يَ َ‬
‫النازعات‪:‬المالئكة التي تقبض روح الكافرين بشدة وألم – والناشطات‪:‬المالئكة التي تقبض روح المؤمنين برفق ولين‪.‬‬

‫‪)9‬خزنة جهنم‪ :‬قال تعالى{عليها َمالئكةٌ غِّالظٌ شِّداد} وعددهم تسعة عشر‪ ،‬وهذا العدد فتنة واختبار{وما َجعَلنا ِّع ّدتَ ُهم إال‬
‫ع ّ‬
‫الزبانية}‪ ،‬وعلى رأسهم مالك‪.‬‬ ‫سنَد ُ‬ ‫فِّتنةا للذينَ كَفروا}‪ ،‬وهم الزبانية{ فَل َيد ُ‬
‫ع نَد َيه‪َ -‬‬

‫‪5‬‬
‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬
‫[الوحي]‬
‫‪-‬الوحي لغة‪:‬‬
‫أرضعِّيه}‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الجبا ِّل بُيوتاا}‪{،‬وأوحَينَا إلى أ ّم ُمو َ‬
‫سى أن‬ ‫أن اتّخِّ ذي مِّنَ ِّ‬ ‫‪)1‬يكون بمعنى اإللهام‪ ،‬قال تعالى{وأوحى ربّكَ ِّ‬
‫ُكرة ا َوعشيّا}‪.‬‬‫سبّحوا ب َ‬ ‫‪)2‬يكون بمعنى اإلشارة‪ ،‬قال تعالى{فأوحى إلَي ِّهم أن َ‬
‫‪)3‬يكون بمعنى األمر‪ ،‬قال تعالى{وإذ أوحيتُ إلى ال َح َو ِّاريّينَ أن آمِّ نُوا بِّي وبِّ َرسُولي}‪.‬‬
‫ين وأوحَى في ك ّل سماءٍ َ‬
‫أمرها}‪.‬‬ ‫ت في يَو َم ِّ‬ ‫سموا ٍ‬ ‫سب َع َ‬ ‫قض ُه ّن َ‬‫‪)4‬يكون بمعنى التكوين والتدبير‪ ،‬قال تعالى{فَ ِّ‬
‫تعالى{وإن الشياطِّ ينَ لَيُوحونَ إلى أوليائِّهم لُيجادلُوكم}‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪)5‬يكون بمعنى الوسوسة‪ ،‬قال‬

‫‪-‬الوحي شرعاا‪ :‬إخبار هللا أنبياءه بما يشاء‪ ،‬وله طرق أشار إليها قوله تعالى{و َما َكانَ لِّبش ٍَر أن يُكلّمه هللا إال َوحياا أو مِّن‬
‫ا‬
‫رسوال فَيوحي بإذنِّ ِّه ما يشاء}‪:‬‬ ‫وراء حجاب أو يُرس َل‬
‫َ‬
‫الطريقة األولى‪:‬اإللهام وهو النفث في الروع أي القلب يقظة أو منا اما‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪":‬إن روح القدس نفث في‬
‫روعي أن نفسنا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها"‪ ،‬ومنه الرؤيا الصادقة‪،‬قالت عائشة‪ :‬أول ما بدى به رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة" ‪ -‬الطريقة الثانية‪:‬المكالمة من وراء حجاب – الطريقة الثالثة‪:‬أن يرسل‬
‫رسوال وهو جبريل عليه السالم فيوحي بإذنه ما يشاء‪.‬‬ ‫ا‬

‫‪َ -‬ملَك الوحي يظهر في صورمختلفة‪:‬‬


‫‪)1‬في صورته الحقيقية‪:‬قال صلى هللا عليه وسلم"لم أرهُ(يعني جبريل)على صورته الحقيقية التي ُخلق عليها إال مرتين"‪.‬‬
‫‪)2‬في صورة إنسان ‪:‬حيث ظهر في صورة أعرابي وفي صورة دحيه الكلبي رضي هللا عنه‪.‬‬
‫‪)3‬يهبط ُخفية فال ُيرى‪:‬ولكن يظهر أثر التغير واالنفعال على النبي صلى هللا عليه وسلم فينتصب جبينه عرقاا في اليوم‬
‫ي النحل كما وصفه عمر رضي هللا‬ ‫الشديد البرد‪ ،‬ويكون وقعه عليه كوقع الجرس إذا صلصل في آذان سامعه‪ ،‬ومثل دو ّ‬
‫عنه وذلك أشد أنواعه‪ ،‬والحكمة في تقدم هذا الصوت العظيم ‪:‬أن يقرع سمعه الوحي فال يبقى فيه مكان لغيره‪ ،‬قال‬
‫قوال ا‬
‫ثقيال} وتقول عائشة‪:‬ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه‬ ‫سنُلقي عليك ا‬ ‫تعالى{إنا َ‬
‫ليتفصد عرقاا‪.‬‬

‫‪-‬الفرق بين الجن والمالئكة‪:‬‬


‫والجن ُخلقوا من نار‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪)1‬أن المالئكة ُخلقوا من نور‬
‫ّ‬
‫الجن منهم المسلم ومنهم الكافر‪.‬‬ ‫‪)2‬أن المالئكة جميعاا مؤمنون معصومون من الوقوع في الذنب‪،‬أما‬
‫ّ‬
‫الجن فهم كـاإلنس لديهم شهوة‪.‬‬ ‫‪)3‬أن المالئكة ليس عندهم شهوة‪،‬أما‬

‫‪6‬‬
‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬
‫[مبحث أشراط الساعة]‬
‫عةَ أن تَأ ِّت َي َهم َبغتَة فَقد‬ ‫‪-‬أشراط الساعة‪:‬هي العالمات التي تدل على قُرب يوم القيامة‪ ،‬قال تعالى{فَهل َينظُرونَ إال ال َ‬
‫سا َ‬
‫أشراطُها} ‪.‬‬
‫َجا َء َ‬
‫عالمات الساعة نوعان‪ :‬صغرى وكبرى‬
‫‪)1‬العالمات الصغرى‪:‬هي البعيدة عن اليوم اآلخر‪،‬وهي قسمين‪:‬إما وقعت كما جاء في الوحي وإما يُنتظر حوثها‪:‬‬

‫‪-‬فمن القسم األول‪)1 :‬بعثته صلى هللا عليه وسلم‪:‬قال صلى هللا عليه وسلم"بُعثتُ أنا والساعة كـهاتين وأشار بإصبعيه‬
‫ت السّاعةُ وانش َّق القَ َمر}‬
‫السبابة والوسطى" ‪)2 /‬انشقاق القمر‪ :‬قال تعالى{اقتَرب ِّ‬
‫صفّين‪:‬قال صلى هللا عليه وسلم"ال تقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان وتكون بينهما مقتلة‬ ‫ي ومعاوية في ِّ‬
‫‪)3‬قتال عل ّ‬
‫عظيمة ودعواهما واحدة" ‪)4 /‬انقطاع ورود الخراج وغيره من األقطار إلى أهل الحجاز‬
‫‪ )5‬النار التي خرجت بالمدينة المنورة‪:‬قال صلى هللا عليه وسلم"ال تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز"‪.‬‬

‫‪-‬ومن القسم الثاني‪ :‬قوله صلى هللا عيله وسلم"ال تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه" ‪-‬‬
‫"ال تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود" – "ال تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض"‪.‬‬

‫‪)2‬العالمات الكبرى‪:‬هي القريبة من اليوم اآلخر‪،‬وإذا ظهرت إحداها فال يقبل إيمان من كافر وال توبة من مذنب‪:‬‬
‫ُخان ُمبين}‪.‬‬
‫س َما ُء بد ٍ‬ ‫‪-1‬خروج الدخان‪:‬قال تعالى{فَارتَقِّب يَ َ‬
‫وم تَأتِّي ال ّ‬
‫دجاال؛ألنه يُغطي الحق بباطله‪ ،‬وهو ُمنفرج الرجلين في المشي وشعر‬‫ا‬ ‫‪-2‬المسيح الدجال‪:‬مكتوب بين عينيه كافر‪،‬وسُمي‬
‫رأسه شديد الجعودة وهو قصير الحجم أعور العين اليُسرى‪ ،‬وتظهر على يديه بعض الخوارق فيأمر السماء أن تمطر‬
‫ظهورا‪ ،‬ويهلك عند ذهابه إلى بيت المقدس حيث ينزل عليه سيدنا‬‫ا‬ ‫واألرض أن تنبت وخروجه أول األشراط الكبرى‬
‫عيسى عليه السالم فيقتله ‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم"يجيئ الدجال حتى ينزل في ناحية المدينة فترجف المدينة ثالث‬
‫رجفات فيخرج إأليه كل كافر ومنافق"‪.‬‬

‫الناس كانُوا بأيَاتِّنا ال يُوقنون}‪.‬‬


‫َ‬ ‫األرض تُكلّمهم ّ‬
‫أن‬ ‫ِّ‬ ‫أخرجنَا لَ ُهم دابّةا من‬
‫‪-3‬دابة األرض‪ :‬قال تعالى{وإذا َوقَع القو ُل علي ِّهم َ‬
‫‪-4‬طلوع الشمس من مغربها‪ :‬قال صلى هللا عليه وسلم"ال تقوم الساعة حتى تطلع من مغربها"‪.‬‬
‫وسلم"ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حك اما ا‬
‫عدال فيكسر الصليب ويقتل‬ ‫ّ‬ ‫‪-5‬نزول عيسى عليه السالم‪ :‬قال صلى هللا عليه‬
‫عةِ‪ }..‬أي أمارة لها فال تشكن في قيامها‪ ،‬المقصود به سيدنا‬ ‫الخنزير ويضع الجزية" ‪ ،‬وقوله تعالى{وإنه لَعِل ٌم للسا َ‬
‫عيسى عليه السالم‪ ،‬فيعلم قربها بنزوله عند المنارة البيضاء شرق دمشق‪.‬‬
‫ب يَن ِّسلُون}‪.‬‬
‫ج وهُم مِّن كُ ّل َح َد ٍ‬ ‫‪-6‬خروج يأجوج ومأجوج‪:‬قال تعالى{ َحتى إذا فُتِّ َحت يَأ ُجو ُ‬
‫ج و َمأ ُجو ُ‬

‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬


‫‪7‬‬
‫[مبحث اليوم اآلخر]‬
‫‪-‬الموت‪:‬هو انقطاع صلة الروح بالجسد‪ ،‬والذي يتولى ذلك هو َملَك الموت بأمر من هللا تعالى‪ ،‬وال يبقى من الجسد‬
‫إال(عجب الذنب) وهو عظيم صغير في آخر سلسلة الظهور‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم"كل ابن آدم يأكله التراب إال عجب‬
‫الذنب منه ُخلق وفيه يُركب"‪.‬‬

‫‪-‬بعد انصراف الناس من دفن الميت يأتيه َملَكان( ُمنكر ونكير) فيسأالنه من ربك وما دينك وما تقول في الرجل المبعوث‬
‫كافرا أو منافقاا‬
‫ا‬ ‫فيكم‪ ،‬فإن كان مؤمناا أجاب فيقوالن له‪:‬انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك هللا به مكاناا في الجنة‪،‬وإن كان‬
‫يقول‪:‬الدرت وال تليت‪،‬ويبدأ عذابه في القبر‪.‬‬

‫‪-‬سؤال القبر‪:‬يكون للروح والجسد حتى لو أكلته السباع أو التهمته النيران‪ ،‬وإن نعيم القببر وعذابه يكون للروح والجسد‬
‫معاا‪ ،‬فالقبر إما روضة من رياض الجنة أوحفرة من ُحفر النار‪.‬‬

‫‪-‬وقد أشار القرآن الكريم إلى حياة البرزخ(وهي الحياة التي بين الدنيا واآلخرة)‪ ،‬قال تعالى{ َحتى إذَا َجاء أ َح َدهم ال َموتُ‬
‫وم يُبعَثون}‪.‬‬ ‫كال إنّها ك ِّل َمةٌ هُو قَائِّلُها و َمن َو َرائِهم ب َ‬
‫َرز ٌ‬
‫خ إلى يَ ِّ‬ ‫ون‪-‬لعلَّي أع َم ُل َ‬
‫صا ِّل احا فِّي َما تَركتُ ّ‬ ‫قَال ربّ ارجعُ ِّ‬

‫عقال‪ ،‬والدليل على ذلك‪:‬‬ ‫أمر ممكن ا‬ ‫أوال‪:‬إمكان البعث‪ :‬فـ البعث ٌ‬ ‫‪ -‬ا‬
‫علقَ ٍة ث ّم من ُمضغَ ٍة ُمخلّقة‬
‫ث فإنّا خَلقنَاكُم من تُراب ث ّم من نُطفة ث ّم من َ‬ ‫اس إن كُنتُم في َري ٍ‬
‫ب مِّنَ البَع ِّ‬ ‫‪)1‬قوله تعالى{يا أيّها النّ ُ‬
‫وغير ُمخلّق ٍة ِّلنُبيّن لكم‪ ،}...‬فإن الذي خلق اإلنسان على هذه الصورة قادر على إعادته بعد موته‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫زوج بَهيج} فاألرض الميتة إذا‬
‫ٍ‬ ‫عليها ال َما َء اهت َّزت َ‬
‫وربَت وأنبَتَت من ك ّل‬ ‫األرض هَامِّ دة ا فإذا أنزَ لنَا َ‬
‫َ‬ ‫‪)2‬قوله تعالى{وتَرى‬
‫نزل عليها الماء عادت إليها الحياة‪ ،‬فالذي قدر على فعل ذلك قادر على إحياء اإلنسان بعد موته‪.‬‬

‫ِّظام وهَي َرميم‪-‬قُل يُحييها الذي أنشَأها ّأول ّ‬


‫مرة وهُو بك ّل خَل ٍ‬
‫ق‬ ‫َسي خَلقه قال من يُحيي الع َ‬ ‫رب لنا َم ا‬
‫ثال ون َ‬ ‫ض َ‬‫‪)3‬قوله تعالى{و َ‬
‫نارا‪ }..‬فإن من قدر على النشأة األولى فهو على النشأة األخرى أقدر‪ ،‬ومن قدر‬ ‫ض ِّر ا‬
‫عليم‪-‬الذي جعَل لك ُم من الشَجر األخ َ‬
‫على إخراج النار من الشجر قادر على إحياء اإلنسان‪.‬‬
‫ّ‬
‫الخالقُ العليم}‪ ،‬فمن قدر على خلق‬ ‫قادر على أن يَخلُقَ مثلَ ُهم بلى وهُو‬
‫واألرض ٌ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫سموا ِّ‬ ‫‪)4‬قوله تعالى{أَ َو َ‬
‫ليس الذي خَلق ال َ‬
‫شئ عظيم كالسموات واألرض يقدر على خلق شئ بسيط كاإلنسان‪.‬‬
‫وربي لَتُب َعث ُ ّن ث ّم لَت ُ ّ‬
‫نبئن بما عملتم وذلك على هللا يسير} ‪-‬‬ ‫فعال والدليل على ذلك قوله تعالى{قُل بلى َ‬
‫‪-‬البعث أمر سيقع ا‬
‫أحق هُو قُل إي وربّي إنّه لَحق و َما أنتم بِّ ُمعجزين}‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وقوله تعالى{ويَسنبِّئونكَ‬

‫‪8‬‬
‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬
‫‪:‬قرن من نور كهيئة البوق ينفخ فيه إسرافيل عليه السالم‪.‬‬
‫والصور هو َ‬ ‫ثانياا‪:‬النفخ في الصور‪:‬‬
‫‪-‬هناك نفختان في الصور‪:‬‬
‫واألرض إال َمن شاء‬
‫ِّ‬ ‫ت‬
‫صعِّقَ َمن في السموا ِّ‬ ‫ور فَ َ‬ ‫‪-‬النفخة األولى‪:‬تُسمى نفخة الصعق أو الفزع‪ ،‬قال تعالى{ونُفخ في ال ّ‬
‫ص ِّ‬
‫هللا} – وقد اختلف العلماء في المستثنى في قوله تعالى{إال من شاء هللا}‪ :‬قيل أنهم هم الشهداء وقيل هم المالئكة(منهم جبريل‬
‫وميكائيل وملك الموت) وقيل هم الحور العين‪.‬‬
‫‪-‬النفخة الثانية‪:‬وتسمى نفخة البعث أو النشور‪ ،‬قال تعالى{ثم نُفخ فيه أخرى فإذا هُم قِّيا ٌم يَنظرون}‪ ،‬وقوله تعالى{يوم يُنفخ‬
‫في الصور فتأتون أفوا اجا}‪ ،‬وقوله تعالى{ونُفخ في الصور فجمعناهم َجم اعا}‪.‬‬

‫‪-‬قيل‪:‬إن بين النفختين مدة طويلة(قيل أربعون سنة)‪ ،‬وفي هذه المدة بعد أن يطوي هللا السموات بيمينه واألرض بشماله‬
‫يقول سحانه(لِّمن ال ُملكُ ال َيوم)فال يُجيبه أحد ألن الخلق أموات‪،‬فيجيب نفسه سبحانه(هلل الواح ِّد القَ ّهار}‪.‬‬

‫ثالثاا‪:‬الحَشر‪:‬‬
‫األرض والسموات و َب َرزوا‬
‫ِّ‬ ‫األرض غير‬
‫ُ‬ ‫وم تُب ّد ُل‬
‫وهو جمع الخالئق يوم القيامة للحساب فوق األرض ال ُمبدلة‪ ،‬قال تعالى{ َي َ‬
‫هللِّ الواحِّ ِّد القَ ّهار‪ ،‬وقوله تعالى{واتّقُوا هللا واعلَموا أنّكم إلي ِّه تُحشَرون}‪.‬‬

‫‪-‬يُحشر الناس يوم القيامة حُفاة عُراة‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم"يُحشر الناس يوم القيامة ُحفاة عُراة‬
‫غرال‪،‬قلتُ ‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬النساء والرجال ينظر بعضهم إلى بعض‪،‬فقال صلى هللا عليه وسلم"يا عائشة‪،‬األمر أش ّد من أن‬ ‫ا‬
‫امرئ منهم َيومئ ٍذ شأ ٌن يُغنيه}‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ينظر بعضهم إلى بعض‪ ،‬قال تعالى{لك ّل‬

‫‪-‬أخبر هللا تعالى عن طول يوم الحشر بأنه(كـ ألف سنة مما تعدون) وأخبر أنه(كـ خمسين ألف سنة)‬
‫وال تعارض بين القولين؛ألن المقصود بيان طول المدة‪،‬‬
‫أخف من الصالة‬‫ّ‬ ‫وإن اليوم يختلف باختالف الناس‪ :‬فيراه الكافر خمسين ألف سنة والفاسق ألف سنة والمؤمن يراه أنه‬
‫المكتوبة‪،‬‬
‫وهناك أقوام ال يشعرون بهول اليوم ألن هللا يظلهم في ظله يوم القيامة‪ ،‬وهم المذكورون في قوله صلى هللا عليه وسلم"‬
‫وتفرقا عليه ورجل دعته‬
‫ّ‬ ‫إمام عادل وشاب نشأ في عبادة هللا ورجل قلبه ُمعلّق بالمساجد ورجالن تحابّا في هللا اجتمعا عليه‬
‫امرأة ذات منصب وجمال فقال‪:‬إني أخاف هللا‪،‬ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ال تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل‬
‫ذكرهللا خالياا ففاضت عيناه"‪.‬‬

‫عةُ َجمِّيعاأ}ويكون معناها‪:‬قبولها‬ ‫‪-‬رابعاا‪:‬الشفاعة‪:‬هي طلب الخير من الغير للغير‪،‬وهي تُنسب هلل تعالى{قُل هللِّ ال ّ‬
‫شفا َ‬
‫وعفوه تعالى عمن يشاء‪.‬‬
‫‪-‬الشفاعة نوعان‪:‬شفاعة سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم – وشفاعة غيره صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪)1‬شفاعة سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم‪:‬عامة وخاصة‪.‬‬
‫الشفاعة العامة‪ :‬ا لتي هي من خصائصه‪،‬فتكون حين يشتد الكرب يوم القيامة‪ ،‬وهي الشفاعة العظمى التي اختص بها صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪،‬يقول صلى هللا عليه وسلم"وأنا ّأول شافع وأول مشفع يوم القيامة وال فخر"‪.‬‬
‫الشفاعة الخاصة‪:‬فتكون بإدخال قوم الجنة بغير حساب(وتكون لِّمرتكب الكبيرة) ‪ -‬ولرفع درجات المؤمنين في الجنة –‬
‫تخفيف العذاب عمن يستحقه‪.‬‬
‫‪)2‬شفاعة غيره صلى هللا عليه وسلم‪:‬قال صلى هللا عليه وسلم"يشفع يوم القيامة ثالثاا‪:‬األنبياء ثم العلماء ثم الشهداء"‪،‬‬
‫وفي حديث آخر"فيشفع النبيون والمالئكة والمقربون"‪( .‬وكل الذين يشفعون يشفعون على قدر درجتهم عند هللا تعالى)‪.‬‬

‫‪-‬قوله تعالى{وال يُقبل منها شفاعة وال يُؤخذ منها عدل‪}..‬فقد استثنى من ذلك العموم الشفاعة بإذنه في قوله تعالى{وال تنفع‬
‫الشفاعة عنده إال لِّمن أذن له} ‪ /‬وقوله تعالى{فما تنفعهم شفاعة الشافعين}المقصود بهم الكفار؛لما سبق من اآليات{قالوا لم‬
‫‪9‬‬ ‫نكُ من المصلّين‪-‬ولم نكُ نُطعم المسكين}‪.‬‬
‫سا‪:‬صحف األعمال‪:‬‬
‫‪-‬خام ا‬
‫وزع الصحف على الخلق بعد شفاعته صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وتلك الصحف اليومية يُوصل بعهضا ببعض يوم القيامة‬ ‫‪-‬ت ُ ّ‬
‫صغِّيرة ا وال َك ِّبيرة ا إال أح َ‬
‫صاهَا}‪،‬‬ ‫فتصير كتاباا يضم كل شئ‪،‬قال تعالى{و َيقُولونَ َيا َويلَتَنا َما ِّل هذا الكِّتا ِّ‬
‫ب ال يُغادِّر َ‬
‫يقول صلى هللا عليه وسلم"ما من مؤمن إال وله كل يوم صحيفة‪ ،‬فإذا طُويت وليس فيها استغفار طُويت وهي سوداء‬
‫مظلمة‪ ،‬وإذا طُويت وفيها استغفار طُويت ولها نور يتألأل"‪.‬‬
‫ان ألزَ منَاهُ َ‬
‫طائ َِّرهُ‬ ‫س ٍ‬‫تعالى{وك ّل إن َ‬
‫َ‬ ‫‪-‬ورد أن ري احا ت ُطير هذه الكتب من خزانة تحت العرش‪،‬وت ُسلمها المالئكة ألصحابها‪،‬قال‬
‫ُورا}‪.‬‬ ‫ج لَهُ َي َ‬
‫وم ال ِّق َيام ِّة كِّتاباا َيلقَا ُه َمنش ا‬ ‫عنُق ِّه ونُ ِّ‬
‫خر ُ‬ ‫في ُ‬
‫ورا}‪،‬‬ ‫سر ا‬ ‫سبُ حِّ ساباا يَسيِّ ارا‪-‬ويَنقَلِّبُ إلى أه ِّل ِّه مِّ ُ‬
‫سوف يُحا َ‬
‫َ‬ ‫‪-‬إن المؤمن يأخذ كتابه بيمينه‪،‬قال تعالى{فَ‬
‫سرورا}‪.‬‬
‫ا‬ ‫ِّيرا‪-‬إنّه كَان في أه ِّل ِّه َم‬ ‫سع ا‬ ‫ُورا‪-‬ويَصلَى َ‬ ‫وف يَدعُو ثُب ا‬
‫س َ‬ ‫والكافر يأخذ كتابه بشامله من وراء ظهره{فَ َ‬

‫سا‪:‬الحساب‪:‬‬
‫‪-‬ساد ا‬
‫سبت َال‬ ‫تعالى{اليوم تُجزَ ى كُ ّل ن ٍ‬
‫َفس بِّما َك َ‬ ‫َ‬ ‫ا‪،‬قوال أو ا‬
‫فعال أو اعتقاداا‪،‬قال‬ ‫ا‬ ‫شر‬
‫خيرا كانت أو ا‬
‫وهواطالع العباد على أعمالهم ا‬
‫ساب}‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم"لَتؤدّن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يُقاد للشاة الجلجاء من‬ ‫س ِّري ُع الحِّ َ‬ ‫ظُ َ‬
‫لم ال َيوم ّ‬
‫إن هللا َ‬
‫الشاة القرناء"‪.‬‬

‫‪-‬أقسام الناس يوم الحساب‪ :‬قسم يدخل الجنة بغير حساب – قسم يدخل النار بغير حساب(لِعظم ذنوبهم) –‬
‫قسم يُوقف للحساب ‪.‬‬
‫‪-‬الحساب منه اليسير ومنه العسير ومنه السر ومنه الجهر ومنه العدل ومنه الفضل‪.‬‬
‫‪-‬قال صلى هللا عليه وسلم‪:‬يدخل الجنة من أمتي سبعون الفاا ليس عليهم حساب‪،‬فقيل له‪:‬هال استزدت ربك؟فقال‪:‬استزته‬
‫فزادني ثالث حَيثات بيده الكريمة"‪.‬‬
‫‪-‬يشهد على الناس يوم القيامة‪:‬ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم‪ ،‬قال تعالى{يَوم تَش َه ُد َ‬
‫عليهم أل ِّسنَتُهم و أيدِّيهم وأر ُجلَهم بما‬
‫ارهم و ُجلُودُهم بما كانُوا يَع َملون}‪.‬‬ ‫ص ُ‬
‫سمعُهم وأب َ‬
‫عليهم َ‬ ‫كانُوا يَع َملون}‪ ،‬وسمعهم وأبصارهم‪ ،‬قال تعالى{ َ‬
‫ش ِّهد َ‬

‫‪-‬سابعاا‪:‬الميزان‪:‬‬
‫يبدأ وزن األعمال ليعرف العبد مصيره‪ ،‬فالحساب لتقرير األعمال والميزان إلظهار مقاديرها‪.‬‬
‫ِّيوم القِّيامة}‪ ،‬والمراد بالموازين‪:‬الموزونات‪ ،‬ف ُجمع باعتبار‬
‫ط ل ِّ‬‫ض ُع ال َموازينَ القِّس َ‬
‫‪-‬حكم اإليمان به‪:‬واجب‪ ،‬لقوله تعالى{ونَ َ‬
‫تنوع األعمال الموزونة‪ ،‬ويمكن أن تكون هناك موازين متعددة بحسب نوع األعمال‪.‬‬

‫‪-‬ما الذي يوضع في الميزان؟ األعمال – العامل نفسه – صحائف األعمال‪.‬‬


‫فاألعمال توزن لقوله صلى هللا عليه وسلم"الطهور شطر اإليمان والحمد هلل تمأل الميزان"‪-‬وإن كانت أعراضاا يظهرها هللا‬
‫في صورة قابلة للوزن‪.‬‬
‫والعامل لنفسه يوزن لقوله صلى هللا عيله وسلم"إنه ليأتي بالرجل السمين يوم القيامة ال يزن عند هللا جناح بعوضة‪،‬‬
‫طت أع َمالُهم فَال نُقي ُم لهم َي َ‬
‫وم القِّيام ِّة َوزناا}‪.‬‬ ‫ت ربّهم ولِّقائِّ ِّه فَحِّ ِّب َ‬
‫ثم قال{أولئكَ الذين كَفروا ِّبآيا ِّ‬
‫ِّجالته في كفّة وقوله ال إله إال هللا في كفّة‪،‬فطاشت السجالت وثقلت‬ ‫رجال ُوضعت س ّ‬ ‫ا‬ ‫وصحائف األعمال ت ُوزن‪ :‬فقد روي أن‬
‫البطاقة فال يثقل مع اسم هللا شئ"‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬
‫ثامناا‪:‬الصراط‪:‬‬
‫تمر عليه جميع الخالئق ماعدا طائفة من الكفار يُعجَّل بإلقائهم في النار‪.‬‬ ‫وهو جسر ممدود عل ظهر جهنم ّ‬
‫ص َرا َ‬
‫ط ال ُمستَقيم}‪.‬‬ ‫وقد يراد بالصراط‪:‬الدين‪،‬كـقوله تعالى{اه ِّدنَا ال ّ‬
‫قوله تعالى{وإن مِّ نكُم إال َو ِّاردُها}اختلف العلماء في معنى الوورد هنا‪ ،‬واألظهر أنه المرور على الصراط المستقيم‪،‬‬
‫وإن ورود النار ال يستلزم دخولها وأن النجاة من الشر ال تستلزم حصوله‪.‬‬

‫‪-‬صفة الصراط‪:‬روي أن الصراط‪:‬أدق من الشعر وأحد من السيف‪ ،‬وقال صلى هللا عليه وسلم"دحض َمزلّة فيه خطاطيف‬
‫السعدان‪،‬فيمر المؤمن كطرف العين وكالبراق وكالريح وكالطير وكأجاويد‬
‫ّ‬ ‫سك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها‬
‫وكالليب و َح َ‬
‫والركاب‪،‬فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم"‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الخيل‬

‫‪-‬وال يتكلم يومئذ إال الرسل‪ ،‬ودعواهم‪:‬اللهم سلّم سلّم‪.‬‬


‫ت يَسعَى‬
‫تعالى{يوم ت ََرى ال ُمؤمنِّينَ وال ُمؤمنَا ِّ‬
‫َ‬ ‫ويمر المؤمنون على الصراط ونورهم يسعى بين أيديهم وال يخافون‪ ،‬قال‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ورهم بَينَ أيدِّيهم وبِّأي َمنِّهم بُشراكُ ُم اليوم َجنّاتٌ تَجري مِّن تَحتِّها األنهار‪.}..‬‬
‫نُ ُ‬
‫‪-‬ذهب بعض المعتزلة إلى أن الصراط ليس حقيقي وصرفوه عن ظاهره وقالوا أنه طريق الجنة وطريق النار‪،‬‬
‫ورد عليهم أهل السنة بأن حقيقة الصراط ممكنة وليس هناك ما يدعو إلى التأويل‪.‬‬

‫‪-‬تاس اعا‪:‬الجنة والنار‪:‬‬


‫الجنة‪:‬دار الثواب التي أعدّها هللا تعالى للمؤمنين ولِّعصاة المؤمنين(بعد أن يعفو هللا عنهم) وألطفال المؤمنين والكافرين‬
‫الذين ماتوا قبل البلوغ‪ ،‬وهي فوق السماء السابعة عند سدرة ال ُمنتهى‪ ،‬قال تعالى{عِّن َد سِّدرةِّ ال ُمنتهى‪-‬عِّن َدها َجنّةُ ال َمأوى}‪.‬‬
‫سبع درجات[الفردوس – عدن – الخلد – النعيم – المأوى – دار السالم – دار الجالل]أفضلها الفردوس‪،‬‬ ‫– وهي َ‬
‫وتلك الدرجات متصلة بمقام الوسيلة والدرجة الرفيعة‪،‬وأول من يدخل الجنة هو النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪-‬للجنة ثمانية أبواب ‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم"في الجنة ثمانية أبواب" ‪ ،‬ومفتاحها[ شهادة أن ال إله إال هللا ] ‪.‬‬
‫سمعت وال خطر على قلب بشر‪.‬‬ ‫وإن الجنّة فيها ما ال عين رأت وال أذن َ‬

‫يعف هللا عنهم إلى أن يأمر بخروجهم إلى الجنة‪،‬‬


‫ُ‬ ‫النار‪ :‬دار العذاب ال ُمعدّة للكافرين وعصاة المؤمنين الذين لم يتوبوا ولم‬
‫وهي دركات[جهنم – لَظى – الحطمة – السعير – سقر ‪ -‬الحميم – الهاوية]‪ ،‬ولجهنم سبعة أبواب(لكل باب منهم جزء‬
‫حر جهنم"‪.‬‬
‫مقسوم)‪ ،‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم عليها"ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جز ٌء من سبعين جز اءا من ّ‬

‫‪-‬هل الجنة والنار موجودتان اآلن؟ نعم؛وذلك لقوله تعالى عن الجنة{أ ِّعدّت لِّل ُمتقين} وعن النار{أ ِّعدّت لِّلكافِّرين}‪،‬‬
‫كثيرا‪،‬ثم قال‪:‬رأيت الجنة والنار‪.‬‬ ‫ا‬ ‫قليال ولبكيتم‬‫وقال صلى هللا عيله وسلم"والذي نفس محمد بيده لو رأتيم ما رأيت لضحكتم ا‬
‫‪-‬قوله تعالى{كُل ش ٍئ هالكٌ إال َوج َهه}المراد‪:‬كل شئ كتب هللا عليه الهالك‪،‬والجنة والنار ُخلقتا للبقاء وليس للفناء‪.‬‬
‫‪-‬قوله تعالى{إذ قَالَت ربّ ِّ‬
‫ابن لي عِّندَكَ بَيتاا في ال َجنّة}يدل على أن هللا يزيد في الجنة ما يشاء‪.‬‬
‫‪-‬قوله تعالى{ أ ِّعدّت لِّل ُمتقين}ال يعني عدم وجودها اآلن‪ ،‬فليس ملك هللا منحصر في السموات واألرض‪.‬‬

‫‪-‬هل الجنة والنار باقيتان؟ نعم؛ألن معنى الخلود في اآليات هو البقاء‪،‬قال تعالى{و َمن يُؤمن باللله ويَع َمل صا ِّل احا يُدخلهُ‬
‫عص هللا ورسُولَه ويَتع ّد ُحدو َدهُ يُدخله ا‬
‫نارا خا ِّلداا فيها}‪.‬‬ ‫ار خَالدِّينَ فيها أبداا}‪{،‬و َمن يَ ِّ‬ ‫َجنّا ٍ‬
‫ت تَجري مِّن تَحتِّها األن َه ُ‬
‫واألرض إال َما شَاء ربّك}‪ ،‬فالمقصود بها سماء الجنة وأرضها‪ ،‬وأما‬
‫ُ‬ ‫ت السمواتُ‬
‫‪-‬قوله تعالى{خالدين فيها ما َدام ِّ‬
‫االستثناء(إال ما شاء ربك)فإلعالمهم بأنهم مع خلودهم في مشيئته تعالى ال يخرجون عنها‪ ،‬فاالستثناء ليس لنفي تأييد‬
‫الخلود‪.‬‬

‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬ ‫‪11‬‬


‫عاشرا‪:‬رؤية هللا تعالى‪:‬‬
‫ا‬
‫‪-‬مذهب أهل السنة‪ :‬رؤية هللا تعالى جائزة من الناية العقلية في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وستحدث للمؤمنين في الجنة‪ ،‬أما وقوعها‬
‫في الدنيا فلم تحدث لغير النبي محمد صلى هللا عليه وسلم ليلة المعراج‪،‬‬
‫ورؤيته تعالى في المنام جائزة وتكون رؤية بالقلب ال تحديد صورة معينة‪،‬بخالف رؤيته صلى هللا عليه وسلم فهي حقيقة‪.‬‬
‫=أدلتهم العقلية والنقلية‪:‬‬
‫َاضرة‪-‬إلى ربّها نَاظِّ رة}‪{،‬للذِّينَ أ َحسنوا ال ُحسنى ِّوزيادة}فالحُسنى هي الجنة والزيادة هي‬
‫‪)1‬النقلية‪:‬قال تعالى{و ُجوهٌ َيومئ ٍذ ن ِّ‬
‫رؤيته تعالى‪ ،‬وقال صلى هللا عليه وسلم لما سُئل هل نرى ربّنا يوم القيامة‪:‬هل تُضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟هل‬
‫تُضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ فقالوا‪:‬ال يارسول هللا‪،‬قال فإنكم ترونه كذلك‪.‬‬
‫‪)2‬العقلية‪:‬هللا تعالى موجود وكل موجود تجوز رؤيته‪،‬فاهلل تعالى تجوز رؤيته‪.‬‬

‫‪-‬مذهب المخالفين للرؤية(المعتزلة والخوارج)‪:‬قالوا بأنه ال تجوز رؤية هللا تعالى‪.‬‬


‫=أدلتهم العقلي والنقلية‪:‬‬
‫‪)1‬النقلية‪{ :‬قا َل لَن تَراني} فتلك اآلية تفيد نفي رؤية هللا تعالى‪ ،‬والرد عليهم‪:‬أن (لن)ال تقتضي النفي المؤبد‪.‬‬
‫صار}معنى اإلدراك هنا هو الرؤية وقد نفاه هللا عنه فال يُرى‪ ،‬والرد عليهم‪:‬أن اإلدراك غير‬ ‫وقال تعالى{ال تُدركُه األب َ‬
‫الرؤية ألن معناه اإلحاطة بالشئ‪،‬فاهلل سبحانه يُرى ويُدرك‪.‬‬
‫ا‬
‫مقابال للرائي‪ ،‬وتلك الشروط مستحيلة على هللا تعالى‪،‬‬ ‫‪)2‬العقلية‪:‬للرؤية شروط‪:‬أن يكون المرئي جس اما‬
‫نزه عن ذلك‪.‬‬ ‫والرد عليهم‪:‬أن هذه الشروط خاصة برؤية المخلوقات بعضها لبعض‪،‬وهللا تعالى ُم ّ‬

‫رؤية نبينا صلى هللا عليه وسلم لربه ليلة المعراج‪:‬‬


‫‪-‬المذهب األول‪:‬ينكرون حدوثها‪،‬وعلى رأسهم السيدة عائشة رضي هللا عنها‪،‬حيث قالت‪":‬من زعم أن محمداا صلى هللا‬
‫عليه وسلم رأى ربّه فقد أعظم على هللا الفِّرية"‪ ،‬وتستدل على رأيها بآيتين‪ :‬قوله تعالى{ال تُدركهُ األب َ‬
‫صار وهُو يُدركُ‬
‫ا‬
‫رسوال‪}..‬‬ ‫شر أن يُكلّمه هللا إال َوحياا أو مِّن َ‬
‫وراء حِّ َجابو أو يُرسل‬ ‫األبصار} فاإلدراك هو الرؤية – وقوله تعالى{و َما كانَ ِّل َب ٍ‬
‫فإذا كان هللا تعالى ال يكلم البشرإال بحالة من تلك الحاالت فكيف يراه محمد صلى هللا عليه وسلم؟!‬

‫‪-‬المذهب الثاني‪:‬يثبتون حدوثها‪،‬وعلى رأسهم سيدنا ابن عباس رضي هللا عنه حيث قال‪":‬رآه بفؤاده مرتين"‬
‫وهو الراجح؛ وذلك ألن حادثة اإلسراء والمعراج كانت في مكة وكانت عائشة صغيرة‪ ،‬وقد قال أحدهم(ما عائشة عندنا‬
‫بأعلم من ابن عباس) – وأن عائشة تُنفي ةابن عباس يثبت‪ ،‬وال ُمثبت ُمقدم على المنفي – عائشة لم تنفِّ الرؤية بحديث‬
‫سمعته من النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وول كان عندها حديث لذكرته‪.‬‬

‫‪-‬المذهب الثالث‪ :‬التوقف عن الجزم بأحد الرأيين لعدم وجود دليل قاطع وخاصة أنها مسألة عقدية وليست فقهية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬
‫[مبحث ُمرتكب الكبيرة]‬
‫غير وكَبير ُمستَطر}‬
‫ص ٍ‬ ‫‪-‬المعاصي‪:‬كبائر وصغائر‪ :‬قال تعالى{وكُ ّل َ‬
‫‪ُ -‬مكفرات الذنوب‪:‬‬
‫َفورا رحي اما}‪.‬‬
‫سه ث ّم يستغفر هللا يج ِّد هللا غ ا‬
‫‪)1‬االستغفار وهو طلب المغفرة من هللا‪ ،‬قال تعالى{و َمن يعمل سو اءا أو يَظلِّم نَف َ‬
‫‪)2‬التوبة وهي الندم على فعل الذنب والعزم على عدم العودة‪ ،‬قال تعالى{وإنّي لَغفّار لِّمن تاب وآ َمن وعمِّ ل صال احا‪،}..‬‬
‫واالستغفار والتوبة إذا اجتمعا افترقا‪ ،‬وإذا افترقا اجتمعا(فإذا اجتمعا كان المقصود باالستغفار طلب مغفرة ما مضى من‬
‫الذنوب‪ ،‬والمقصود من التوبة طلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من المعاصي‬
‫أما إذا افترقا فإن كل واحد منهما يشمل معنى مختلف عن اآلخر كما قلنا)‪.‬‬

‫ت يُذهبنَ السيئات}‪.‬‬ ‫ّ‬


‫تعالى{إن الحسنا ِّ‬ ‫‪)3‬فعل الحسنات‪:‬قال‬
‫‪)4‬مصائب الدنيا‪:‬إذا تلقّاها المسلم بالصبر الجميل‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم"وما يزال البالء بالعبد حتى يمشي على ظهر‬
‫األرض ليس عليه خطيئة"‪.‬‬

‫‪-‬الكبيرة هي‪:‬الذنب الذي فيه ح ّد في الدنيا أو توعد بالنار أو اللعنة أو الغضب‪ ،‬مثل شرب الخمر والزنا والسرقة والقتل‬
‫وعقوق الوالدين وقطع الرحم وغيرها‪.‬‬
‫حكم مرتكب الكبيرة‪:‬‬
‫مفوض إلى هللا‪ ،‬وقالوا انه ال يُخلّد في النار‬
‫عاص‪،‬إن تاب تاب هللا عليه‪،‬وإن لم يتب فأمره ّ‬‫ٍ‬ ‫أوال‪:‬عند أهل السنة‪:‬هو مؤمن‬‫ا‬
‫ألنه من أهل التوحيد‪.‬‬
‫‪-‬دليلهم على أنه مؤمن وليس كافر‪{:‬وإن طائفتان مِّن المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما}‪،‬فجعل الذين اقتتلوا مع المؤمنين‪،‬‬
‫وإن النبي صلى هللا عيله وسلم لم يكفر من ارتكب الكبائر من سرقة وزنا‪ ،‬حيث أن ماعز لما زنا رجمه النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم ولم يُكفّره‪.‬‬
‫غفر أن يُشركَ به ويغفر ما دونَ ذلك لمن يشاء}‪ ،‬وقال‬
‫‪-‬دليلهم على جواز العفو على مرتكب الكبيرة‪{:‬إن هللا ال َي ُ‬
‫تعالى{وإن ربّك لذو مغفرة للناس على ظُلمهم}‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪-‬ثانياا‪:‬عند الخوارج‪:‬هوكافر ُمخلّد في النار‪،‬‬


‫‪-‬دليلهم على أنه كافر‪{:‬ومن لم يحكم بما أنزل هللا فأولئك هم الكافرون}‪ ،‬ر ّد أهل السنة عليهم‪ :‬إن الحكم بغير ما أنزل هللا قد‬
‫كافرا حقيقياا‪ ،‬وإن كان معتقداا صحته‬
‫ا‬ ‫منكرا للحكم كان‬
‫ا‬ ‫كفرا أصغر‪ ،‬فهو بحسب حالهم‪ ،‬فإن كان‬ ‫كفرا أكبر وقد يكون ا‬
‫يكون ا‬
‫كفرا أصغر‪.‬‬
‫مع اعترافه بتقصيره فهو كافر ا‬
‫‪-‬دليلهم على أنه ُمخلد في النار‪{:‬ومن يقتل مؤمناا متعمداا فجزاؤه جهنم خالداا فيها‪ ،}..‬رد عليهم اهل السنة‪:‬أن المراد من قتل‬
‫مؤمناا إليمانه أو ألنه مستحل لقتله‪،‬والمراد بالخلود هنا المكث الطويل‪.‬‬

‫‪-‬تعقيب على مذهب الخوارج‪[ :‬فهذا المذهب يخالف الشرع ‪ -‬يعارض العقل السليم – يصادم فطرة اإلنسان)‪.‬‬

‫‪-‬ثالثاا‪:‬عند المعتزلة‪:‬هو في منزلة بين المنزلتين وهو فاسق‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬
‫"مبحث اإليمان بالقضاء والقدر"‬
‫‪-‬تعريف القضاء والقدر‪ :‬القضاء هو ‪:‬إرادة هللا تعالى لألشياء في األزل حسب علمه‪،‬وكتابته في اللوح المحفوظ‪.‬‬
‫علِّمه ا‬
‫أزال‪.‬‬ ‫والقدر هو‪ :‬إيجاده تعالى لألشياء طبقاا لما َ‬
‫‪-‬فالقضاء في األزل زالقدر فيما اليزال ؛إلن القضاء وجودجميع المخلوقات في اللوح المحفوظ مجتمعة‪ ،‬والقدر وجودها في‬
‫أوقاتها التي حددها هللا تعالى لها بأوصافها وشروطها‪.‬‬

‫‪-‬شروط اإليما بالقضاء والقدر‪:‬‬


‫[اإليمان بعلمه تعالى بما سيكون قبل أن يكون – اإليمان بمشيئته تعالى العامة وإرادته الشاملة لكل الموجودات ‪-‬‬
‫اإليمان بكتابته لكل شئ في اللوح المحفوظ – اإليمان بإيجاده تعالى لجميع المخلوقات حسب علمه وإرادته]‪.‬‬

‫‪-‬حكم اإليمان بالقضاء والقدر‪ :‬واجب؛ألنه الركن السادس من أركان اإليمان‪ ،‬قال تعالى{وك ّل ش ٍئ أحصينَاهُ في إ َما ٍم‬
‫ُمبين} ‪ ،‬وقوله صلى هللا عيله وسلم"واعلم أن األمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إال بشئ قد كتبه هللا لك‪ ،‬ولو‬
‫عيلك‪،‬رفعت األقالم وجفت الصحف"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إال بشئ قد كتبه هللا‬

‫‪-‬الرضا بالقضاء والقدر‪ :‬إن القضاء له جهتان‪:‬‬


‫األولى‪:‬كونه ا‬
‫فعال منسوباا هلل تعالى‪ ،‬وهو من هذه الجهة كله خير وحكمة‪ ،‬فيجب أنرضى بالقضاء كله‪.‬‬
‫اختيارا‪ ،‬وهو من هذه الجهة قسمين‪[:‬قسم نرضى به فنرضى باإليمان والطاعات والمصائب ‪-‬‬
‫ا‬ ‫الثانية‪:‬كونه فعل العبد‬
‫وقسم ال نرضى به فنسخط الكفر والمعاصي والمنكرات]‪.‬‬

‫‪-‬هل يجوز االحتجاج بالقدر؟ منه ما هو جائز ومنه ما هو ممنوع‪.‬‬


‫ا‬
‫أوال االحتجاج الجائز‪ :‬يجوز االحتجاج بالقدر في الحاالت التي ال يكون فيها إبطال الشرع وال معارضة له‪،‬وذلك بأن يكون‬
‫بعد وقوع الذنب وبعد التوبة منه‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم"وإن أصابك شئ فال تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل‬
‫قدّر هللا وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان"‪.‬‬

‫ثانياا االحتجاج الممنوع‪ :‬وهو االحتجاج في حال ارتكاب الذنب أو في حال العزم على فعله في المستقبل‪ ،‬مثل قول‬
‫المشركين{وقالوا لَو شَاء ّ‬
‫الرحم ُن ما َ‬
‫عبدنَ ُهم}‪.‬‬

‫‪-‬اإلنسان ُمخير أم ُمسير‪:‬‬


‫‪)1‬رأي الجبريين‪:‬إن اإلنسان ُمجبر على أفعاله‪ ،‬فهو كالريشة ال ُمعلقة في الهواء تحركها الرياح كيف تشاء‪،‬‬
‫الدليل العقلي‪:‬لوكان لإلنسان اختيار في خلق أفعاله لكان شري اكا هلل تعالى في الخلق وهذا مستحيل‪.‬‬
‫الدليل النقلي‪{:‬ذلكم هللا ربّكم ال إله إال هوخالق كل شئ فاعبدوه}‪.‬‬

‫‪)2‬رأي االختياريين‪:‬إن اإلنسان ُمختار في أفعاله وله القدرة على تنفيذ ما اختاره‪.‬‬
‫ختارا لكان تكليفه بالشرع عبثاا من هللا وهللا ُمنزه عن العبث‪ ،‬ولما استحق اإلنسان الذم‬
‫الدليل العقلي‪:‬لو لم يكن العبد ُم ا‬
‫والمدح على أفعاله‪.‬‬
‫شرا يره}‪.‬‬‫ذرة ا‬ ‫خيرا يره‪-‬ومن يَعمل مثقال ّ‬
‫ذرة ا‬ ‫الدليل النقلي‪{:‬فَمن يَع َمل مثقال ّ‬
‫‪-‬القول الراجح في تلك المسألة من الناحية العقلية‪:‬أنها عصية على الحل – مضيعة للوقت – مبددة للجهد – مفرقة‬
‫للجميع‪ ،‬وقوله تعالى{فمن يُر ِّد هللا أن َيهديه يشرح صدره لإلسالم‪...‬كذلك يجعل هللا الرجس على الذين ال يؤمنون}‪ ،‬فإن‬
‫عدم إيمانهم كان السبب في جعل الرجس عليهم‪.‬‬
‫‪-‬يقول أبو حنيفة(هذ مسألة استعصت على الناس فأنى يُطقونها‪،‬هذه مسألة ُمقفلة قد ض ّل مفتاحها)‪ ،‬وقال صلى هللا عيله‬
‫‪14‬‬ ‫وسلم"إذا ذُكر القدر فأمسكوا"‪.‬‬
‫مبحث األسماء واألحكام‬
‫‪-‬األسماء‪ :‬يقصد بها األسماء المحمودة مثل لفظ مسلم واألسماء المذمومة مثل لفظ كافر‪.‬‬
‫‪-‬األحكام‪:‬هي األجزية المترتبة على هذه األسماء في الدنيا واآلخرة‪ ،‬فك َْون أحدهم مسل اما يترتب عليه جزاء في المعامالت‬
‫كافرا يترتب عليه جزاء في المعامالت والثواب والعقاب‪.‬‬ ‫ا‬ ‫والثواب والعقاب‪ ،‬وك َْون أحدهم‬

‫[اإليمان واإلسالم]‬
‫‪-‬عندما سأل جبري ُل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن معنى اإلسالم قال‪":‬اإلسالم أن تشهد أن ال إله إال هللا وأن محمداا‬
‫ا‬
‫سبيال"‪،‬‬ ‫رسول هللا وتقيم الصالة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه‬
‫وعندما سأله عن معنى اإليمان قال‪:‬أن تؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر وتؤمن بالقدر خيره وشره"‪.‬‬

‫‪-‬فاإلسالم هو ‪:‬األعمال الظاهرية التي يقوم بها اللسان وسائر الجوارح‪.‬‬


‫‪-‬واإليمان هو‪:‬التصديق الباطني باألمور الستة المذكورة‪ ،‬والتي ليس منها اإلمامة أو الخالفة ألنها مسائل عُرفية ومحلّه‬
‫القلب‪.‬‬

‫‪-‬تعريف اإليمان لغةا وشرعاا‪:‬‬


‫ؤمن لنا} ‪.‬‬
‫لغة‪:‬مطلق التصديق‪ ،‬قال تعالى{وما أنت بم ٍ‬
‫ا‬
‫وتفصيال‪(.‬وهو تعريف األشاعره)‬ ‫شرعاا ‪:‬تصديق النبي صلى هللا عليه وسلم فيما جاء به عن ربه تعالى إجما اال‬
‫مكان التصديق‪:‬قلب المؤمن‪ ،‬قال تعالى{إال من أُكره وقلبه مطمئن باإليمان}‪.‬‬

‫‪-‬اختلف العلماء في تعريف اإليمان‪:‬‬


‫ا‬
‫وتفصيال‪.‬‬ ‫ا‬
‫إجماال‬ ‫‪)1‬األشاعرة‪:‬تصديق النبي صلى هللا عليه وسلم فيما جاء به عن ربه تعالى‬
‫‪)2‬الكرامية"وهومذهب جهم بن صفوان"‪ :‬المعرفة فقط‪ ،‬قال تعالى{الذين ءايتناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}‪.‬‬
‫‪)3‬المعتزلة والخوارج‪ :‬تصديق القلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح [ واالختالف بينهم‪:‬أن المعتزلة قالوا‪:‬أن تارك العمل‬
‫في منزلة بين اإليمان والكفر"وهوغير صحيح" – والخوارج قالوا ‪:‬أن من لم يعمل بالشرع دخل في الكفر" وهو غير‬
‫صحيح أيضاا"]‪.‬‬
‫‪-‬والرأي الراجح في تلك المسألة‪:‬هو قول األشاعرة لقوله تعالى{إال من أكره وقلبه مطمئن باإليمان}‪.‬‬

‫‪-‬حكم النطق بالشهادتين‪:‬من صدّق بقلبه ولم ينطق الشهادتين فهو مؤمن عند هللا فقط وليس مؤمناا عندنا فال نعامله‬
‫معاملة المسلمين‪ ،‬وإن النطق بالشهادتين عالمة تدل على التصديق القلبي وهو شرط إلجراء األحكام الشرعية‪،‬‬
‫قالت المعتزلة والخوارج‪:‬أنها ركن من أركان اإليمان ‪.‬‬
‫وقالت األشاعرة‪ :‬ليست من ركن من أركان اإليمان لكنها شرط إلجراء األحكام الدنيوية‪.‬‬

‫صل الكمال‪،‬‬
‫صل العمل ح ّ‬ ‫‪-‬العمل بالشريعة من األوامر والنواهي‪:‬هو شرط كمال وليس جزء من اإليمان‪ ،‬فمن ح ّ‬
‫صل العمل كان إيمانه ناقص عند األشاعرة‪ ،‬وقالت المعتزلة أنه ركن من أركان اإليمان‪.‬‬ ‫ومن لم يح ّ‬
‫‪-‬والرأي الراجح‪:‬هو قول األشاعرة لقوله صلى هللا عليه وسلم‪:‬أن تؤمن باهلل ومالئكته وكتبه‪."..‬‬

‫‪15‬‬

‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬


‫‪-‬فالعم ُل بالشريعة من األوامر والنواهي‪:‬شرط كمال لإليمان ال يضيع بضياعه وال يفقد بفقده‪،‬يدل على ذلك ما يلي‪:‬‬
‫=الدليل على أن اإليمان شئ واألوامر والنواهي شئ آخر‪{:‬يا أيها الذين كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم‬
‫لعلكم تتقون‪.‬‬
‫=الدليل على أن اإليمان واألعمال أمران مختلفان ‪{:‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم} هنا عطف األعمال‬
‫تكرارا‪.‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫داخال في اإليمان لكان‬ ‫على اإليمان وهو يفيد المغايرة‪ ،‬ولو كان العمل الصالح‬
‫=الدليل على أن اإليمان والمعاصي قد يجتمعان ‪{:‬وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما}‪.‬‬
‫طا لقبول العمل الصالح‪{:‬ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فال يخاف ظُل اما‬ ‫=الدليل على أن هللا تعالى جعل اإليمان شر ا‬
‫وال هض اما}‪.‬‬
‫صرح بالخلود في النار بسبب المعاصي مع اإليمان‪:‬مثل قوله صلى هللا عليه وسلم"ال يدخل‬ ‫‪-‬هناك بعض النصوص التي ت ُ ّ‬
‫الجنة نَ ّمام" – "ال يدخل الجنة قاطع رحم"‪ ،‬ولكن تلك النصوص من باب الترهيب والمبالغة في التنفير والزجر عن هذه‬
‫الذنوب‪ ،‬فتلك األحاديث تنفي كمال اإليمان ليس أصله وصحّته‪.‬‬

‫[اإليمان يزيد وينقص]‬


‫‪-‬اختلف العلماء في هل اإليمان يزيد وينقص‪:‬‬
‫‪-‬المعتزلة والخوارج‪ :‬قالوا أن اإليمان يزيد بزيادة التصديق واإلقرار والعمل‪،‬وينقص بنقصهم‪.‬‬
‫‪-‬األشاعرة والمحققين‪ :‬قالوا أن اإليمان يزيد وينقص‪،‬واستدلوا على كالمهم من خالل‪:‬‬
‫ي ال ُحجة كلما كان اإليمان به قوي – جهة ُمتعلقه‪:‬عن طريق األمور التي‬
‫[الدليل الموصل إلى اإليمان‪:‬كلما كان الدليل قو ّ‬
‫أمرنا بها الشارع أن نؤمن بها – من جهة ثمرته‪:‬األثر الذي يخرج بعد تمام اإليمان]‪.‬‬
‫ٌ‬
‫وسلم‪":‬ثالث من كُ ّن فيه وجد حالوة اإليمان‪،‬أن يكون هللا ورسوله أحبّ إليه‬ ‫‪-‬ما هي عالمات اإليمان؟ قال صلى هللا عليه‬
‫مما سواهما وأن يحبّ المرء ال يحبّه إال هللا وأن يكره أن يعود في الكفركما يكره أن يقذف في النار"‪.‬‬

‫[مبحث اإلسالم]‬
‫‪-‬اإلسالم لغةا‪:‬له معنيان‪:‬‬
‫تعالى{أفغير دين هللا يبغون وله أسلم من في السموات واألرض طوعاا وكرهاا وإليه يُرجعون}‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪)1‬االستسالم واالنقياد‪،‬قال‬
‫‪)2‬إخالص العبادة هلل تعالى‪،‬قال تعالى{ومن يُسلم وجهه إلى هللا وهو ُمحسن فقد استمسك بالعروة الوثقى}‪.‬‬
‫‪-‬إن اإلسالم بهذين المعنيين‪:‬هو دين هللا تعالى في جميع رساالته إلى خلقه‪،‬‬
‫أجري إال على هللا وأمرتُ أن أكون من المسلمين}‪،‬‬ ‫َ‬ ‫فسيدنا نوح يقول لقومه{فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن‬
‫وعندما رفع إبراهيم وإسماعيل قواعد البيت قاال{ربنا واجعلنا ُمسل َمين لك ومن ذريتنا أمةا ُمسلمة لك}‪،‬‬
‫قوم إن كنتم آمنتم باهلل فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين}‪.‬‬
‫وقال موسى لقومه{يا ِّ‬
‫‪-‬اإلسالم شرعاا‪:‬االمتثال ألوامر هللا تعالى ونواهيه‪،‬وهو مبني على‪:‬الشهادة – الصالة – الزكاة – الصيام – الحج ‪.‬‬
‫=إذا وجد إسالم دون إيمان‪:‬فليس هذا اإلسالم معتبر شرعاا ألنه ال يُنجي صاحبه من النار‪.‬‬
‫=إذا اجتمع اإليمان واإلسالم معاا‪:‬افترق معناهما فكان اإلسالم األعمال الظاهرة واإليمان التصديق الباطني بأركان اإليمان‬
‫الستة‪،‬مثل قوله تعالى{إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات}‪.‬‬
‫=إذا جاء أحدهما دون اآلخر شمل معنى اآلخر‪:‬مثل انفراد اإلسالم وحده في قوله تعالى{قل إني أمرتُ أنا أكون أول من‬
‫ي الذين ءامنوا يُخرجهم من الظلمات إلى النور}‪.‬‬‫أسلم}‪ ،‬وانفراد اإليمان وحده في قوله تعالى{هللا ول ّ‬

‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬ ‫‪16‬‬


‫[مبحث الكفر والتكفير]‬
‫‪-‬الكفر لغةا‪:‬التغطية والستر والجحود وضده اإليمان‪ ،‬ويطلق الكفر على جحود النعمة فيكون ضد الشكر‪،‬قال تعالى{وإذ‬
‫تأذّن ربكم لئن شكرتم ألزيدنّكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}‪.‬‬

‫‪-‬الكفر شرعاا‪:‬تكذيب النبي صلى هللا عليه وسلم في شئ مما جاء به من ربه أو جحود شئ مما يصير به المؤمن مؤمناا‬
‫ليشمل التعريف الخالي من التصديق والتكذيب‪.‬‬
‫=الكافر هو اسم لمن ال إيمان له‪،‬فهو يشمل‪:‬‬
‫‪)1‬من أظهر اإليمان وأبطل الكفر(المنافق) – ‪)2‬من طرأ كفره بعد إسالمه(ال ُمرتد) – ‪)3‬من قال بإلهين أو أكثر(المشرك)‬
‫ا‬
‫أصال(الملحد‪-‬المعطل‪-‬الدهري‪-‬الزنديق)‪.‬‬ ‫‪)4‬من كان متدين بدين اليهودية أو النصرانية(الكِتابي) – ‪)5‬من ال يؤمن بإله‬

‫الكفر‪:‬كُفر الملّة وكُفر النعمة‪.‬‬ ‫‪-‬أنواع‬

‫‪)1‬كفر الملة‪:‬هو جحود شئ مما جاء به النبي صلى هللا عليه وسلم مما عُلم من الدين بالضرورة‪،‬أي ثبت بآية قرآنية‬
‫أصال من أصل الدين أو أجمعت عليه األمة‪.‬‬‫ا‬ ‫قطعية أوحديث نبوي متواتر وكان‬
‫‪-‬أما ما ثبت بأحاديث اآلحاد الصحيحة فيجب اإليمان به‪،‬لكن ال يكفر من أوله كما فعلت المعتزلة في موضوع رؤية هللا‬
‫يكفر من ّأول وما من فرقة في اإلسالم إال وقد اضطرت إلى التأويل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تعالى وبعض مشاهد يوم القيامة‪،‬وكيف‬
‫سواك رجال}‬ ‫‪-‬من أنكر وجود هللا تعالى فهو كافر{قال له صاحبه وهو يُحاوره أكفرتَ بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم ّ‬
‫‪ // //-‬رسالة النبي صلى هللا عليه وسلم فهو كافر{ويقول الذين كفروا لستَ ُمرسال}‪.‬‬
‫‪ // //-‬كتابه عزوجل فهو كافر{قل أرءيتم إن كان من عند هللا وكفرتم به}‪,‬‬
‫=تلك اآليات في كفر الملة وهي أكثر في القرآن من كفر النعمة‪.‬‬
‫مقابال لإليمان في القرآن{إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تُنذرهم ال يؤمنون}‪.‬‬
‫ا‬ ‫كثيرا‬
‫ا‬ ‫‪-‬يُذكر كفر الملة‬

‫‪-‬حكم كُفر المِ لة‪ :‬في اآلخرة يُخلد في النار‪،‬وفي الدنيا يترتب على كفره أمور منها‪[:‬ال تحل له زوجته – ال والية له على‬
‫ورث الختالف الدين – ال يُصلى عليه وال يُدفن في‬‫أوالده فال والية لكافر على مسلم – ال تحل ذبيحته – ال يرث وال ّ‬
‫مقابر المسلمين]‪.‬‬

‫‪)2‬كفر النعمة‪:‬يُسمى الكفر المجازي والكفر العملي؛ألنه يكون في األعمال‪ ،‬وهو جحود النعمة وعدم شكر ال ُمنعم سبحانه‪،‬‬
‫ا‬
‫مقابال للشكر‪،‬قال تعالى{لئن شكرتم ألزيدنّكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}‪ ،‬وقال تعالى{وكيف تكفرون‬ ‫وقد جاء في القرآن‬
‫وأنتم تُتلى عليكم آيات هللا وفيكم رسوله} فليس المقصود الكفر باهلل‪،‬ولكن تغطية ما كانوا عليه من األلفة والمودة والنعمة‬
‫وعدم شكر المنعم بها‪.‬‬

‫تنفيرا من فعلها وترهيباا لفاعلها‪،‬والمراد بالكفر كفر النعمة‪،‬قال صلى هللا عليه وسلم‬
‫ا‬ ‫ُفرا‪:‬‬
‫‪-‬سمى الشرع بعض الذنوب ك ا‬
‫للنساء"تُكثرن اللعن وتكفرن العشير"‪.‬‬
‫‪-‬تذكر بعض األحاديث أن فاعل بعض الذنوب ال يدخل الجنة بما قد يُفهم أنه كافر كُفر ِملة‪:‬لكن هذه األحاديث واردة‬
‫للتنفير من الذنوب المذكورة فتكون من باب كفر النعمة‪،‬مثل"ال يدخل الجنّة ن ّمام" – "ال يدخل الجنة قاطع رحم"‪.‬‬

‫عاص ألنه فعل كبيرة من الكبائر‪،‬إن مات فاعلها قبل التوبة فأمره إلى هللا إن شاء عاقبله وإن شاء‬
‫ٍ‬ ‫‪-‬حكم كُفر النعمة‪ :‬هو‬
‫عفا عنه‪ ،‬وإن دخل النار ال يُخلّد فيها بل مصيره الجنة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬
‫الشرك‪:‬شرك أكبر – شرك أصغر‬ ‫‪-‬أنواع‬
‫‪)1‬الشرك األكبر‪:‬هو اعتقاد وجود شريك هلل أو أكثر في ُملكه‪ ،‬وصاحبه ُمخلد في النار‪،‬قال تعالى{إن هللا ال يغفر أن‬
‫ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يُشرك باهلل فقد افترى إث اما عظي اما}‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يُشرك به‬

‫وتنفيرا من فعله‪،‬‬
‫ا‬ ‫‪)2‬الشرك األصغر‪:‬شرك مجازي عملي يكون في بعض الذنوب والمعاصي‪ ،‬وسمي شر اكا ترهيباا لفاعله‬
‫قال تعالى{وما يؤمن أكثرهم باهلل إال وهم مشركون}‪ ،‬يقول هللا تعالى في الحديث القدسي"أنا أغنى الشركاء عن الشرك‪،‬من‬
‫ا‬
‫عمال أشرك فيه معي غيري تركته وشِّركه"‪.‬‬ ‫عمِّ ل‬
‫‪-‬والشرك األصغر قسمان‪[:‬شرك صغير ظاهر‪:‬ويكون في الكالم كالحلف بغير هللا وفي األعمال كالتميمة خشية الحسد ‪-‬‬
‫شرك صغير خفي ‪:‬ويكون بالنية وهو الرياء وهو أن يعمل الخير ليمدحه الناس]‪.‬‬

‫النفاق‪:‬نفاق أكبر – نفاق أصغر‬ ‫‪-‬أنواع‬


‫‪)1‬النفاق األكبر‪ :‬وهو إظهار اإلسالم وإخفاء الكفر‪،‬وصاحبه في الدرك األسفل من النار‪.‬‬
‫‪)2‬النفاق األصغر‪ :‬وهو النفاق المجازي العملي؛ألنه يكون يكون في األعمال فهي معصية يجب التوبة منه وال يخلد في‬
‫النار‪.‬‬

‫الفسق‪:‬فسق أكبر – فسق أصغر‪.‬‬ ‫‪-‬أنواع‬


‫‪)1‬الفسق األكبر‪:‬وهو الكفر‪،‬قال تعالى{وال تُص ّل على أحد منهم مات أبداا وال تقم على قبره إنهم كفروا باهلل ورسوله‬
‫وماتوا وهم فاسقون}‪.‬‬
‫‪)2‬الفسق األصغر‪:‬وهو فعل المعاصي‪،‬قال تعالى وال تأكلوا مما لم يُذكراسم هللا عليه وإنه لفسق}‪.‬‬
‫‪-‬يقول اإلمام القرطبي في تعريف الفسق‪ :‬هو الخروج عن طاعة هللا عزوجل‪،‬فقد يطلق عى من خرج بكفر وعلى من خرج‬
‫بعصيان‪.‬‬

‫"قضية التكفير واإلكفار"‬


‫وسلم‪:‬تفرقت اليهود على إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين فرقة‪،‬والنصارى مثل ذلك‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪"-‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وتفرترق أ ّمتي على ثالث وسبعين فرقة"‪.‬‬

‫أمورا منها‪:‬أنه يحصر الف َِّرق في العدد المذكور – أن كون الف َِّرق المخالفة‬
‫ا‬ ‫‪-‬ف ِهم بعض المؤرخين للفرق من الحديث‬
‫للجماعة في النار يعني أنها كافرة ُمخلّدة فيها‪.‬‬
‫‪-‬الرد على فِهمهم هذا‪:‬فيما يخص الحصر في الفِرق فنقول ‪:‬أنه ال يجوز المراد بالعدد المذكور بيان كثرة الف َِّرق‬
‫كافرا ُمخلداا‬
‫ا‬ ‫وتشعبها‪،‬فذكر العدد لبيان الكثرة – وفيما يخص خلود تلك الفرق في النار فنقول‪:‬أن ليس كل من يدخل النار‬
‫فيها‪،‬فإن عُصاة المؤمنين يدخلونها على حسب معاصيهم ثم يدخلون الجنة‪.‬‬

‫التسرع في الحكم بالكفر‪،‬فهناك اتجاه للعلماء يمكن أن نس ّميه(اتجاه ال ُمتريثين في الحكم ال ُمتورعين‬
‫ّ‬ ‫‪-‬وعلى هذا‪:‬فال يجوز‬
‫عن التسرع)‪،‬من أمثلة أولئك المتورعين عن الكفر‪:‬اإلمام مالك‪-‬الشافعي‪-‬أبو حنيفة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬
‫اإل َمامة]‬
‫[مبحث ِ‬
‫‪-‬اإلمامة لغة‪:‬التقدم‪،‬يقال‪:‬أ ّم القوم أي تقدمهم‪ ،‬واإلمام من ائت ّم به الناس من رئيس وغيره‪ ،‬ولفظ اإلمامة يطلق أيضاا على‬
‫الخليفة‪.‬‬
‫حا‪:‬هي رئاسة عامة في أمر الدين والدنيا خالفةا عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪-‬اإلمامة اصطال ا‬
‫‪-‬حكم نصب اإلمام‪:‬‬
‫المذهب األول‪:‬ذهب أهل السنة إلى وجوب اإلمامة‪،‬وأن األمة واجب عليها االنقياد إلمام يقيم فيهم أحكام هللا تعالى‪،‬‬
‫األمر مِّ نكم}‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ودليلهم النقلي‪{:‬يا أيّها الذين ءا َمنوا أطِّيعُوا هللا وأطِّ يعُوا الرسو َل وأُولِّي‬
‫يعص‬
‫ِّ‬ ‫وقوله صلى هللا عليه وسلم"من أطاعني فقد أطاع هللا ومن يعصني فقد عصى هللا ومن يطع األمير فقد أطاعني ومن‬
‫األمير فقد عصاني"‪ ،‬وإن الصحابة قد جعلوا نصب اإلمام من أهم الواجبات في الدين‪.‬‬
‫ودليلهم العقلي ‪:‬أن قيام الناس بما أوجبه هللا من األحكام في األموال والنكاح والدماء وإقامة الحدود وغيرها ال يتم إال‬
‫بوجود إمام فاضل عالم قوي قادر على إنفاذ هذه األمور الواجبة‪ ،‬وما ال يتم الواجب إال به فهو واجب؛ فنصب إمام‬
‫للمسلمين واجب‪.‬‬

‫المذهب الثاني‪:‬ذهب بعض المعتزلة إلى أن نصب اإلمام واجب علينا ا‬


‫عقال لما فيه من دفع الضرر‪ ،‬ودفع الضرر واجب‬
‫ا‬
‫عقال‪.‬‬
‫الرد على المعتزلة‪ :‬أن الوجوب هنا بمعنى كونه من مقتضيات العقول والعادات‪ ،‬والكالم في الوجوب بمعنى استحقاق‬
‫تاركه العقاب‪ ،‬وهو ممنوع هنا‪.‬‬

‫ا‬
‫محصال للمعرفة الواجبة ألن نظر‬ ‫المذهب الثالث‪:‬ذهبت الشيعة إلى أن نصب اإلمام واجب على هللا تعالى؛ لكونه لطفاا‬
‫العقل غير كافٍ في حصول المعرفة المقربة إلى الطاعة واللطف واجب على هللا تعالى‪.‬‬
‫الرد على الشيعة‪:‬أنه ال يجب على هللا تعالى شئ‪ ،‬ولو سُلّم فإنما يكون نصب اإلمام واجب لو لم يقف لطف آخر مقامه‪،‬‬
‫ولو كان ذلك واجباا لما خال زمان من إمام‪ ،‬لكن ذلك باطل حيث خلت أزمان ليس فيها إمام‪.‬‬

‫ا‬
‫أصال‪ ،‬وقالوا أن في تنصيب اإلمام إشارة للفتنة‪.‬‬ ‫المذهب الرابع‪:‬ذهبت الخوارج إلى أنه ال يجب نصب اإلمام‬
‫الرد على الخوارج‪:‬أن في نصب اإلمام منافع ال تُحصى وكل ما هو كذلك فهو واجب‪.‬‬

‫‪-‬شروط اإلمامة‪:‬‬
‫‪)1‬العقل ‪:‬ألن غير العاقل ال يصلح لتصرفات نفسه فلن يقدر على تصرفات المسلمين‪.‬‬
‫‪)2‬البلوغ‪ :‬ألن اإلمامة رئاسة لشئون المسلمين‪ ،‬وعقل الصبي قاصر عن إدارة هذه الشئون‪.‬‬
‫‪)3‬الذكورة‪:‬فال تنعقد اإلمامة للنساء‪،‬ألنهن ناقصات عقل ودين‪.‬‬
‫‪)4‬العدالة‪ :‬ألن الفاسق ال يوثق ألوامره ونواهيه وكذلك الظالم‪.‬‬
‫ا‬
‫منشغال بأوامر سيّده فسيصرفه ذلك عن أمور المسلمين‪.‬‬ ‫‪)5‬الحرية‪:‬وذلك ألن العبد غير ال ُح ّر يكون‬
‫[تلك الشروط الثالثة‬ ‫‪)6‬الشجاعة‪:‬ألنه إن لم يكن شجاعاا فسيكون جباناا في الحروب ومقاومة الخصوم‪.‬‬
‫ليست أساسية‬ ‫‪)7‬االجتهاد‪:‬وذلك حتى يتمكن من القيام بأمور الدين‪.‬‬
‫كباقي الشروط]‪.‬‬ ‫‪)8‬إصابة الرأي في تدبير األمور‪:‬حتى تتحقق مصالح المسلمين‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الطالبه‪/‬مريم محمد بدر‬
‫‪-‬لمن تكون اإلمامة بعد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم؟‬
‫‪)1‬ذهب أهل السنة والمعتزلة وأكثر الفرق إلى‪:‬أن أبا بكر هو اإلمام الحق بعد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وذلك ألن‪:‬‬
‫طري نصب اإلمام إما بالنص أو باإلجماع‪ ،‬ولم يوجد النص ولكن يوجد اإلجماع‪ ،‬فقد انعقد اإلجماع على خالفة أبي بكر‬
‫رضي هللا عنه ولم ينازعه أحد – أن النبي صلى هللا عليه وسلم استخلف أبا بكر في الصالة ولم يعزله‪ ،‬ولذا قال علي‬
‫رضي هللا عنه"قدّمكَ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ألمر ديننا‪،‬أفال نُقدّمكَ ألمر دُنيانا"‪.‬‬

‫‪)2‬ذهبت الشيعة إلى أن‪:‬علي بن أبي طالب هو األحق باإلمامة‪،‬وذلك ألن أبا بكر لم يكن معصو اما ويجب على اإلمام أن‬
‫يكون معصو اما‪ ،‬وأن البيعة ال تصلح طريقاا إلثبات اإلمامة‪ ،‬فقد ثبتت إمامة أبا بكر بالبيعة اتفاقاا‪.‬‬
‫[قال أهل السنة أن البيعة طريق صحيح إلثبات اإلمامة]‪.‬‬

‫‪-‬حكم إمامة المفضول مع وجود الفاضل‪:‬اختلفت اآلراء حول ذلك‪:‬‬


‫صر في‬
‫األول‪:‬ذهب أكثر الفقهاء والمتكلمين إلى‪ :‬جواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل وتصح بيعته طالما أنه ليس ب ُمق ّ‬
‫شروط الوالية(الرأي الراجح)‪.‬‬

‫الثاني‪:‬فرقة الزيدية من الشيعة إلى نفس الرأي‪ ،‬وقالوا‪:‬إن الشروط التي يجب توافرها في اإلمام ليست شروط لصحة‬
‫اإلمامة وإنما هي شروط كمال لها‪.‬‬

‫الثالث‪:‬ذهبت فرقة اإلمامية من الشيعة والجاحظ ‪ :‬إلى عدم جواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل‪.‬‬

‫ال تنسوني من دعواتكم"مريم محمد بدر"‬ ‫الحمد هلل الذي بنعمت ِه تتم الصالحات‬

‫‪20‬‬

You might also like