Professional Documents
Culture Documents
حديث موضوعي الفرقة الرابعة
حديث موضوعي الفرقة الرابعة
مادة/الحديث الموضوعي
بدرا وكان ممن جمع القرآن على عهد النبي صلى هللا
-الراوي:عبادة بن الصامت أنصاري خزرجي ش ِهد العقبتين وش ِهد ً
عليه وسلم ،له في الصحيحين عشرة أحاديث،سافر إلى الشام لتعليم الناس القرآن بأمر عمر ومات بها أو بفلسطين.
"ش ِهد":الشهادة إذا تعلقت بمفرد كان معناها:مشاهدته وإدراكه ،تقول شهدتُ الهالل أي رأيته ،وإذا تعلقت بجملة أو
بمضمون جملة فيكون معناها:التقرير والتأدية لما علمته وشهدته من األمر،مثل شهدت بأن كذا هو كذا.
-لفظة الشهادة في الحديث ضمنية(متعلقة بمضمون جملة)وتلك الشهادة مدارها القلب انض ّم إليه اللسان أم ال.
-ما هي منزلة هذا الحديث؟ جمع النبي صلى هللا عليه وسلم في هذا الحديث أصول العقائد الدينية،
حيث اشتمل على ثالثة مقاصد:
)1معرفة المبدأ وهو وحدانية هللا تعالى[قسم اإللهيات] .
)2معرفة الواسطة وهو اإليمان بالمالئكة والكتب والرسل[قسم النبوات] .
)3معرفة المعاد وهو اإليمان بالبعث والحساب والحشر [قسم السمعيات].
-لم يتعرض المقصد األول لصفات هللا تعالى كلها:بل تعرض لصفة الوحدانية فقط دون غيرها من الصفات؛ألن باقي
الصفات متضمنة لتلك الصفة،وتم ذكر صفة الوحدانية دون غيرها؛ألنها العقيدة الوحدية التي يكفر بها الناس،فهم يعرفون
هللا بقدرته وعلمه ولكنهم يؤمنون به وهم به مشركون يتخذون له أندادًا من دونه.
"الجنة حق والنار حق":اقتصر عليهما إشارة للثواب والعقاب وألن ماعدا ذلك من الصراط وغيرها يندرج تحت هذين
األمرين.
"أدخله هللا الجنة على ما كان عليه من العمل":أي على حسب درجته في العمل،وفيه المبالغة في دخول الجنة مهما عمل من
سوء.
الحديث الثاني" :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:إذا أسلم العبد ف َحسُن إسالمه كتب هللا له كل حسنة كان أزلفها و ُمحيت
عنه كل سيئة كان أزلفها وكان بعد ذلك القصاص الحسة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها إال أن يتجاوز هللا
عنها".
"إذا أسلم":اإلسالم يطلق على االنقياد الظاهري ويكون القلب فيه مص ّدقًا للسان.
-وليس المراد بحسن اإلسالم أنه يصل إلى مرتبة المراقبة في األعمال كما ذكر في حديث جبريل"أن تعبد هللا كأنك تراه"؛
ألن المقصود هنا هو بيان حكم الداخل في اإلسالم أول ما يدخل فيه قبل أن يباشر شيئًا من األعمال.
-النوع األول :الحسنة التي كسبها العبد قبل إسالمه،وإليها اإلشارة بقوله صلى هللا عليه وسلم"كتب هللا له كل حسنة كان
وقربه ،و"كتب هللا كذا":أي أمر هللا الكرام الكاتبين بإثبات ذلك في صُحفهم.أزلفها"،يقال:أزلفه إذا قدّمه ّ
-كيف يقبل هللا عمل الكافرين وهللا تعالى يقول{إنما يتقبّ ُل هللا ِمنَ ال ُمتقين}؟
قاصرا عن تحصيل ثمرته واستحقاق أجره لوجود ً إن هللا لم يتقبل منه إال وهو من المتقين،فإن عمله في حال الكُفر كان
الكفر ،فلما زال الكفر ثبت استحقاق األجر.
-النوع الثاني:السيئة قبل اإلسالم،وفيها يقول صلى هللا عليه وسلم"و ُمحيت عنه كل سيئة كان أزلفها،والمحو:ضد اإلثبات.
–إن الكافر ت ُكتب عليه سيئاته وال ت ُكتب له حسناته؛ألنه جعل كتابة الحسنات ومحو السيئات ُمعلقًا على اإلسالم،
فباإلسالم ربح الصفقتين فأخذ كل ما له وقضى كل ماعليه.
"وكان بعد ذلك القصاص" :القصاص لغة:تتبع األثر،اصطال ًحا:هو ال ُمقاصة في الديون والمحاسبة عليها بالتماثل بدون
حيف أو ظلم ،وليس معنى القصاص هنا:القود بالمثل كقوله تعالى{كُتب عليكم القصاص}؛ألن ذلك خاص بالمكافأة على
اإلساءة ،بخالف ما هنا فإنه يشمل الخير والشر،
ثم ليس المراد بالمقاصة المحاسبة والمجازاة ،بل المراد:تقييد هذا الحساب بما له وما عليه في صحائفه.
-إن النبي صلى هللا عليه وسلم بيّن كيفية المقاصة والمحاسبة في جملتين مستأنفتين بقوله":الحسنة بعشر أمثالها إلى
سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها إال أن يتجاوز هللا عنها".
-إن معاملة هللا لعباده تكون:على ميزان القسط ،له عليهم حق يطالبهم به ولهم عليه سبحانه حق أال يضيع عمل عامل بل
يُحصي لكل عامل عمله ويوفيه جزاءه-.
-ما هو طريق المقاصة ال ُمنبّه عليها في الحديث؟ هو أن تقابَل الحسنات وما تستحقه من ثواب بالسيئات وما
تستحقه من عقاب ،فأيهما غلب صاحبه كان الحكم به ،فإن غلبت الحسنات أُدخل الجنة مباشرة ،وإن غلبت السيئات أُدخل
النار حتى يستوفي ما عليه ،وإن تساوتا فالترجيح لإليمان.
-الحديث الثالث" :عن أبي هريرة قل:قلت يا رسول هللا ،من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال:لقد ظننتُ يا أبا هريرة
أن ال يسألني عن هذا الحديث أح ٌد ّأول منك لما رأيت من حرصك على الحديث ،أسع ُد الناس بشفاعتي يوم القيامة:من قال
صا من قلبه".
ال إله إال هللا خال ً
"أبو هريرة":قال عليه الصحابة:لقد أكثر علينا أبا هريرة ولكنه رضي هللا عنه يَعزو كثرة حديثه إلى ما ذكرناه من
ُمالزمته مجلس مجلس الرسول صلى هللا عليه وسلم وحرسه على السماع منه وحفظه لما يسمع.
"الشفاعة":هي أن تلتمسه ممن هو في يده ال لنفسك ،بل لشخص ثالث،
والشفاعة عند هللا تعالى هي مظهر تكريم للشافعين بإجراء اإلحسان على أيديهم لمن أراد هللا اإلحسان إليه.
-هناك شفاعتان للنبي صلى هللا عليه وسلم:شفاعة عامة وهي شفاعته إلى جميع الخالئق،
شفاعة خاصة وشفاعته لبعض الناس بدخول الجنة بغيرحساب وإلخراج بعض الناس من النار.
-لما كانت مواقف الشفاعة متعددة متفاوتة احتاج أبوهريرة إلى السؤال عن أسعد الناس بتلك الشفاعة،أي أكثرهم ح ً
ظا
وأعظمهم استفادة منها.
-أظهر النبي صلى هللا عليه وسلم استحسانه ألبي هريرة بعد سؤاله عن أسعد الناس بتلك الشفاعة،وذلك ألنه سبّاق إلى
طلب العلم حريص على سماع الحديث.
أول الناس منك" :كلمة ّأول ترفع على الوصفية أو تُنصب على الحالية " /من قال ال إله إال هللا خال ً
صا من "أح ٌد ّ
قبله":أي صادقًا موقنًا وأن يطابق اللسان مع القلب.
-أراد ابن عمر أن يُبيّن أن الجهاد ليس من الواجبات العينية وهو ليس من قواعد اإلسالم.
-إن السؤال لم يكن عن جهاد الكفار بل كان عن القتال بين المسلمين.
-إن ابن عمر ال يرى ذلك في القتال في سبيل هللا ،بل كان يراه من الفتن التي ينبغي الفرار منها.
-لم يكن ذلك رأي ابن عمر وحده في ذلك األمر ،بل ثبت مثله"أبي برزة األسلمي".
ي
ي كالزكاة ،وقولي كالشهادة ،وفعلي مثل الصالة ،ومنها ما هومال ّ-القواعد الخمس التي ذكرت في الحديث:منها ما هومال ّ
وقولي وفعلي وبدني كالحج.
الوسطى هي الشهادتان وأوتاده هي األركان األربعة الصاة والزكاة والصيام والحج، -دعامة اإلسالم ُ
وإنما ُخصت هذه األربعة بالذكر ؛ ألنها هي أعظم المظاهر وأوضح العناوين على اإليمان بهذا الدين.
الجر."....
ّ -الحديث الثاني" :عن ابن عباس وسألته امرأة عن نبيذ
"الجر" :اإلناء من الفخار.
ّ "النبيذ" :شراب يُصنع من التمر والعسل والزبيب ،وإذا تُرك مدة قد يتخ ّمر ويُكسر /
مرتين :في تلك المرة سألته امرأة واكتفى ابن عباس بذكر الحكم، -سُئل عبد هللا بن عباس عن حكم النبيذ ّ
ي تكفيه الفتوى
وقد ذكر هذا الحديث ألبي جمرة ،وفي هذا دليل على أن العالم يُعطي كل سائل على قدر استعداده ،فالعام ّ
والمتفقه يُساق له الدليل.
"إن وفد عبد القيس أتوا النبي صلى هللا عيله وسلم" :الوفد:الجماعة المختارة بين القوم لتقدمهم في لُقي للعظماء.
-هناك رواية تقول أن عددهم 14أو [40ويُجمع في ذلك:أن عددهم أربعين والرؤساء أربعة عشر].
-هناك رواية تقول أنهم وفدوا إلى النبي صلى هللا عيله وسلم سنة 8هـ أو قبلها[ويُجمع في ذلك :أنه كانت هناك هجرتان،
األولى كانت قبل مكة وكان عددهم 14ورئيسهم هو(األشج) – والثانية متأخرة وهي سنة 9هـ وعددهم ،]40
وقد قال لهم النبي صلى هللا عيله وسلم"ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت؟ وهذا يدل على تكرار الزيادة.
"فقال النبي صلى هللا عليه وسلم:من القوم أو من الوفد؟" :أو تفيد التردد من الراوي ،وليس هناك تردد لفظي ،وإنما
تحري نقل الصحابة عن النبي صلى هللا عليه وسلم.
ذلك لشدة ّ
(وقد سأل النبي صلى هللا عليه وسلم هذا السؤال ّ
لينزلهم منزلة التكريم).
"قالوا نحن ربيعة":ربيعة أخو ُمضر ج ّد النبي صلى هللا عليه وسلم.
الرحب"قال صلى هللا عليه وسلم:مرحبًا بالقوم أو بالوفد غير خزايا وال ندامى" :مرحبًا :تحية عربية قديمة بمعنى ّ
الرحب بالفتح وهو المكان الواسع ،والمعنى :أي صادقتم مكانًا فسي ًحا يطيب لكم فيه المقام بالضم وهو السعة ،أو بمعنى ّ
-قال العلماء:ال بأس من تقديم هذه التحية على رد السالم ،فنقول(مرحبًا وعليكَ السالم).
"فقالوا:يا رسول هللا ،إنا نأتيك من شُقة بعيدة" :الشُقة هي الناحية التي يقصدها المسافر ،كأنها مأخوذة من المشقة،
وقد أرادوا االعتذار للنبي صلى هللا عليه وسلم عن عدم حضورهم له بعدّة أمور[:بُعد المسافة – كُفار ُمضر في جزيرة
العرب كانوا يحولون بينهم وبين المدينة – أنهم ال يستطيعون اإلتيان إال في األشهر ال ُحرم التي يتوقف فيها القتال].
"ف ُمرنا بأمر فصل :"..القول الفصل هو األمر الواضح الظاهر الفاصل بين الحق والباطل ،وهو قول ال لبس فيه ومحكم ال
نقض له ،وهناك رواية للنسائي(ف ُمرنا بشئ نأخذ به وندعوا إليه من ورائنا) فيُجمع بين الروايتين[:أنهم طلبوا العلم ألنفسهم
ويعلمونه لغيرهم ونشره وتبليغه].
"ندخل به الجنة" :أفادت تقرير لقاعدة األسباب فإن الجزاء من جنس العمل ،قال تعالى{اد ُخلُوا ال َجنّةَ بِ َما كُنتُم تَع َملُون}.
الكف عن الفعل.
ّ "فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع":األمر هوطلب الفعل ،والنهي هو طلب
"أمرهم باإليمان باهلل وحده،ثم قال:شهادة أن ال إله إال هللا وان محمدًا رسول هللا وإقام الصالة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان
سا من ال َمغنم" :ال ُخمس هو الجزء من خمسة أجزاء ،وال َمغنم هو اسم للمال الذي يُغتنم
وح ّج البيت ،ثم قال:وأن تؤدوا ُخم ً
وزع على الجيش والقسم الخامس تُؤدى إلى الرسول]. من قتال الكفار [والغنائم تُقسم إلى خمسة أقسام:أربعة ت ُ ّ
-قد أمرهم النبي صلى هللا عليه وسلم وهم مؤمنون:لزيادة اإليمان والثبات عليه.
-كيف يجهلون معنى اإليمان ويردون علمه إلى هللا ورسوله مع أنه ال يكون مؤمنًا من ال يعرف المؤمن به؟ إنهم لم
ً
جهال وإنما قالوا كذلك تأدبًا مع النبي صلى هللا عليه وسلم وأن درجتهم في العلم لم تكن كدرجة علم يمتنعوا عن اإلجابة
النبي صلى هللا عيله وسلم.
سر اإليمان بهذه األعمال الظاهرة وهي معنى اإلسالم ال اإليمان؟ المقصود اإليمان الكامل الجامع ألصول والفروع -كيف ف ّ
سا؟ تعدد المأمورات في هذه القصة اختلفت فيه-كيف ع ّد المأمورات أربعًا عند اإلجمال والمذكور في التفصيل خم ً
الروايات ،ففي بعضها ذكر الشهادة مع الفرائض األربع وفي بعضها ذكر األربع فقط،وكلتا الروايتين صحيحتين.
"نهاهم عن الدُّباء والحَنتم والنّقير وال ُمقير" :أي االنتباذ عن هذه األوعية أو شرب ما يُنبذ فيها،
الجرة المطلية بمادة زجاجية كا يُحمل فيها الخمر " /النقير" :جذع يُنقر وسطهّ "الدُّباء" :القرع الكبير اليابس " /الحَنتم":
"المقير" :هو المطلي بالقار وهو شئ يُطلى به السفن.
-ضابط ما نُهي عنه من األوعية:هو كل ما أسرع إلى تخمير ما يُنبذ فيه واشتداده ،والنهي عنه سدًّا للذريعة إلى الحرام
األصلي.
-لماذا خص النبي صلى هللا عليه وسلم األربع أنواع من األشربة مع أنه هناك الكثير من المحرمات غيرها؟ ألن سؤال
الوفد خاص بتلك األشربة [ وقد وردت الرخصة بعد ذلك في األوعية كلها مع اتقاء غيرها].
-رأي العلماء في حكم اإلقدام على االنتباذ في تلك األوعية التي ت ُسرع إلى اشتداد ما فيها[:الرأي األول:أباحه جمهور
العلماء – الرأي الثاني:ذهب مالك وأحمد إلى كراهية ذلك].
"احفظوهن وأخبروا بهنّ من ورائكم" :لم يكتفِ النبي صلى هللا عيله وسلم بتعليمهم ما احتاجوا إليه حتى ّ
زودهم بهذه
الوصية بتبليغ العلم لقومهم ونشر الدعوة فيهم ،وهي وصية جامعة لهم ،فيعملوا بهذا العلم ويبلّغوه وينقلوه.
-أثنى عليه النبي صلى هللا عليه وسلم بهذه الصفات؛ لما ظهر من آثارهما في قوله وفعله،
أما أناته:فألنه حين قدم المدينة لم يعجل بمقابلة النبي صلى هللا عليه وسلم حتى بدّل ثيابه وأصلح شأنه،
أما حِ لمه :ألن النبي صلى هللا عليه وسلم حين قال لهم:تبايعوني على أنفسكم وقولكم؟ فقالوا:نعم ،فقال األشج:يا رسول هللا
إنك لن تزاول الرجل عن شئ أش ّد عليه من دينه ،نبايعك على أنفسنا ،ونرسل إليهم من يدعوهم ،فمن اتبعنا كان منا ومن
أبى قاتلناه.
-الحديث الثالث" :عن سفيان بن عبد هللا الثقفي قال"قلت يا رسول هللا ،قل لي ً
قوال ال أسأل عنه أحدًا بعدك ،قال :قل آمنتُ
باهلل ثم استقم".
"قوال ال اسأل عنه أحدًا بعدك":يريد ً
قوال جام ًعا واض ًحا. ً "قل لي في اإلسالم" :في تحديد حقيقته الشرعية /
"قل آمنتُ باهلل ثم استقم":إشارة إلى أساس الدين وهو اإليمان باهلل ،وأشار بقوله (ثم استقم):إلى ما يتبع ذلك من طاعة هللا
تعالى والعمل بأوامره والوقوف عند حدوده.
هللا ثم استَقاموا} ،وكلمة االستقامة:اشتملت عل األصول والفروع -هذا الحديث ُمقتبس من قوله تعالى{إن الذين قالوا ربُّنا ُ
وهي مأخوذة من االعتدال أي سلوك الطريق المعتدل الذي ال اعوجاج فيه فتكون اعتدال في األخالق واألعمال والرأي.
"اإليمان بضع وستون شعبة أو بضع وسبعون شعبة" :هذا التردد ال يدل على عدم ضبط الراوي وإنما هو احتياط للنقل
عن النبي صلى هللا عيله وسلم ،فال تعارض بين رواية الستون والسبعون ،فالرواية الستون هي المتفق عليها ،ورواية
السبعون زيادة مقبولة من الراوي فقد سمعها من النبي صلى هللا عليه وسلم.
"البُضع":هوعدد ال يقل عن ثالثة وال يصل إلى عشرة ،والنيف:يُستعمل فيما دون المائة.
"شُعبة":يطلق عليها[الغصن والطرف ويكون معناها:فروع اإليمان وأعمال الجوراح – أو الطائفة ويكون معناها:أنها
متناولة ألصول الدين وفروعه].
=أيّهما أبلغ ،المعنى األول أم الثاني؟ المعنى األول أبلغ ذلك أن النبي صلى هللا عليه وسلم شبّه أصول اإليمان بالشجرة
رب هللا ك ِل َمةً طيّبةً
ض ََيف َ الثابتة في منابتها ،ثم شبّه وجوب الطاعات وفروع اإليمان بغصون الشجرة،قال تعالى{ألَم َ
تر ك َ
كَش َجرةٍ طيّب ٍة أصلُها ثَابتٌ وفَرعُها في السّماء}.
-قال القاضي عياض :أصول اإليمان وفروعه معلومة ،واإليمان بأنها على هذا العدد واجب عى الجملة ،لكن ال يلزم
معرفة أعيانها وال يقدح ذلك في اإليمان.
"فأفضلها قول:ال إله إال هللا":يُقصد بها أصل اإليمان المتعين الذي ال يصح شئ بدونه.
"أدناها إماطة األذى عن الطريق":اإلماطة :هي اإلزالة والتنحية ،واألذى:مصدر سُمي به كل ما يؤذي ،والمراد به هنا:
ما يوجد في الطريق من حجر وشوك وغيره.
"الحياء شعبة من اإليمان":الحياءواالستحياءهو تغيريعتري اإلنسان يقتضي االنقباض عن فعل ما يُعاب عليه المرء أويُذم
-كيف يجعل النبي صلى هللا عيله وسلم الحياء شعبة من اإليمان والحياء خلق وغريزة في النفس؟ نقول أنه كما أن
مجازا – وإن الحياء منه ما هو ُخلقي
ً الحياء يمنع اإلنسان من ارتكاب اآلثام واإليمان أيضًاُ ،جعل الحياء شعبة من اإليمان
ً
مجازا. ومنه ما هو كسبي ،والمكتسب يندرج تحت شعب اإليمان
5
-الحديث الثاني" :عن أنس قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:ثالث من كُ ّن فيه وجد حالوة اإليمان:أن يكون هللا
ورسوله أحبّ إليه ما سواهما."...
"أحب إليه مما سواهما" :أي أن يكون هللا ورسوله أش ّد محبوبية عنده من كل محبوب سواهما، ّ
(سواهما):األوالد واألهل واألموال وغيرهم ،قال تعالى{قُل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال
يأتي هللا
َ اقترفتموها وتجارة تخشَون كسادها ومساك ُن ترضونها أحبّ إليكم من هللا ورسوله وجهاد في سبيله فتربّصوا حتى
بأمره وهللا ال يهدي القوم الظالمين}،
وقال صلى هللا عليه وسلم"ال يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين".
-المح ّبة المقصودة هنا :العمل بطاعة هللا واجتناب نواهيه ،وليست الطاعة هي المحبة بل هي إحدى ثمراتها.
-حقيقة المحبّة:ميل القلب إلى كل ما يحبه ويستحسنه،وهذا االستحسان يختلف[استحسان جُثماني كـمحبة الصورة الحسنة
والصوت الحسن – استحسان عقلي كـ محبة الحكماء وأهل البر والصالح]،ومحبة هللا ورسوله أرقى أنواع المحبة العقلية.
يحب المرء ال يحبه إال هللا" :وهي جملة حالية ،والمعنى أن من تمام اإليمان أال يكون المرء في حبه أو بغضه تابعًا
ّ "أن
لهوى النفس بل يكون تاب ًعا للحق ،فيحب أهل الدين ال لشئ سوى أنهم على حال ترضي هللا ،ويبغض أهل الجحود ال لشئ
سوى أنهم على حال تغضب هللا.
-إن المحبة في هللا تعالى من وسائل التأسي بالصالحين في هيئتهم و ُخلقهم؛ لما ُجبل عليه اإلنسان من الميل إلى محاكاة
من يحبه ،وهي من أسباب مرافقتهم في الجنة.
"أن يكره أن يعود في الكفر :"..العود يطلق تارة بمعنى الرجوع إلى ما كان فيه ،ويطلق تارة على الصيرورة إلى الشئ
المتروك المهجور.
(-أن يكره) :هذه الكراهية ُموحية لمن كشف للمؤمن من محاسن اإلسالم ولما دخل قلبه من نور اإليمان ولما خلّصه هللا
سبحانه وتعالى من رذائل الجهل وقبح الكفران(جحود النعمة).
-الحديث األول":عن أنس بن مالك رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال له :يا ذا األذنين".
"يا ذا األذنين":أي صاحب األذنين السميعتين الواعيتين الضابطين لما سمعتاه،وصفه بذلك م ًحا له؛ لذكائه وفطنته.
-الحديث الثاني":عن أنس بن مال رضي هللا عنه قال :إن كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ليُخالطنا حتى يقول ألخٍ
لي :يا أبا عمير ،ما فعل النُغير؟".
صغيرا واسمه كبشه وأبوه طلحة زيد بن سهل ً أخ لي":كان
"ليُخالطنا":ليمازحنا ،والمراد بـ نا:أنس وأهل بيته ٍ " /
األنصاري " /النُغير":تصغير نُغر ،وهو طائر لون منقاره أحمر ،وإنما سأله النبي صلى هللا عليه وسلم مع علمه به
ً
وإدخاال للسرور عليه. تعجبًا منه أو مالطفةً له
-جاء إشكال بأن إعطاء الطير للصبي فيه تعذيب للحيوان ،فكيف نر ّد عليه؟
نقول إن التعذيب غير مقطوع به ،بل ربما يُراعيه فيبالغ في إكرامه له وإطعامه ،وإن الصبي ليلعب به لعبًا ال عذاب فيه
ويقوم بمؤنته على الوجه الالئق.
-الحديث الثالث":عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال :قالوا يا رسول هللا إنك تُداعبنا ،قال:نعم ،غير أني ال أقول إال حقًا".
"قالوا":أي الصحابة " /إنك ت ُداعبنا":من ال ُمداعبة وهي ال ُممازحة " /غير أني ال أقول إال حقًا" :مطابقًا للواقع.
-إن قصد الصحابة من سؤالهم هذا:هل المِ زاخ والمداعبة من خصائص النبي صلى هللا عليه وسلم فقط وممنوعة منهم،
فأجاب صلى هللا عليه وسلم بأنه يداعب لكن ال يقول إال حقًا ،فمن حافظ على قول الحق فله المداعبة بل هي سنة ،ومن لم
مار أخاك وال تُمازحه وال تعده موعدًا فتخلفه"،
يحافظ على ذلك فليس له المداعبة؛ لقوله صلى هللا عليه وسلم "ال ت ُ ِ
فالنهي هنا لمن ال يحافظ على قول الحق في المداعبة.
الحديث األول:عن المغيرة بن شعبة قال:صلّى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حتى انتفخت قدماه ،فقيل له:أتتكلف هذا وقد
شكورا؟".
ً غفر هللا لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال:أفال أكون عبدًا
-متى يندب االجتهاد في العبادة؟يندب االجتهاد في العبادة مالم يلزم عليه َملل وسآمة لقوله صلى هللا عليه وسلم"عليكم من
األعمال ما تطيقون ،فإن هللا ال يم ّل حتى تملّوا" ،والملل في حقه تعالى:هو قطع ثوابه.
"فقيل له" :أي قال بعض أكابر الصحابة،وفي رواية أنه عمر.
فعال بمشقة،وهو ممدوح وهو المراد هنا – أن يفعل ً
فعال تصن ًعا وهو "أتتكلف هذا؟":التكلف نوعان:أن يفعل اإلنسان ً
مذموم.
"ما تقدّم من ذنبك وما تأخر":است ُشكل هذا بأنه صلى هللا عليه وسلم ال ذنب له لكونه معصو ًما،وأحسن ما قيل فيه:أنه من
باب حسنات األبرار سيئات المقربين،وكان صلى هللا عليه وسلم يقول"سبحانك ما عبدناك حق عبادتك،"..
شكرا هلل تعالى.
ً وقد كان النبي صلى هللا عليه وسلم يجتهد في العبادة
"غفر هللا لك":المغفرة نوعان:مغفرة للعوام وهي مسامحتهم من الذنوب – ومغفرة للخواص وهي مسامحتهم من التقصير.
–ظنّ السائل أن النبي صلى هللا عليه وسلم يجتهد فبي العبادة خوفًا من الذنوب،لكن النبي صلى هللا عليه وسلم بيّن أنه
مغفورا له فهو يبالغ في االجتهاد ألداء شكر هللا تعالى.
ً وإن كان
ي رضي هللا عنه"إن قو ًما عبدوا رغبة فتلك عبادة شكورا":ذكر العبد في هذا المقام أدعى للشكر على الدوام ،قال عل ّ ً "عبدًا
شكرا فتلك عبادة األحرار".
ً التجار ،وإن قو ًما عبدوا رهبة فتلك عبادة العبيد ،وإن قو ًما عبدوا
الحديث الثاني ":عن األسود بن يزيد قال:سألت عائشة عن صالة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بالليل ،فقالت:كان ينام أول
الليل ثم يقوم،فإذا كان من السحر أوتر ،ثم أتى فراشه فإذا كان له حاجة أل ّم بأهله ،فإذا سمع األذان وثب فإذا كان ُجنبًا
أفاض عليه من الماء وإال توضأ وخرج إلى الصالة".
"صالته":المراد ما يشمل الوتر والتهجد" / .كان ينام أول الليل" :إلى تمام نصفه األول ،ومعلوم أنه كان ال ينام إال بعد
صالة العشاء ألنه كان يكره النوم قبلها" / .ثم يقوم" :يصلى فيستمر يصلى السدس الرابع والخامس من الليل.
سحر هو آخر الليل،وكان يوتر بثالث يقرأ في كل ركعة ثالث سور آخرهن سورة "فإذا كان من السحر أوتر":ال َ
اإلخالص ،وقيل أنه كان يقرأ في األولى (األعلى)وفي الثانية(الكافرون)وفي الثالثة(اإلخالص والمعوذتين).
"ثم أتى فراشه" :لينام السدس السادس ليقوم لصالة الصبح بنشاط" / .حاجة":الجماع.
"أل ّم بأهله":قرب من زوجته وهوكناية عن الجماع ،ويؤخذ من ذلك أنه صلى هللا عليه وسلم كان يقدّم التهجد ثم يقضي
حاجته من نسائه " /أفاض عليه من الماء":أسال على جميع بدنه من الماء أي اغتسل .
"وإال توضأ وخرج إلى الصالة":إن لم يكن ُجنبًا توضأ وخرج إل الصالة.
"ميمونة" :هي الواهبة نفسها للنبي صلى هللا عليه وسلم ألنه لما بلغها أن النبي صلى هللا عليه وسلم خطبها وكانت إذ ذاك
على بعير قالت:هو وما عليه هلل ورسوله ،وفوضت أمرها للعباس فزوجها للنبي صلى هللا عليه وسلم،وسبب بيتوته عندها:
أن العباس أراد ان يعرف عبادته صلى هللا عليه وسلم بالليل ليفعل مثلها.
"وهي خالته":ألنها أخت أمه ألبيها،واسم أ ّمه لُبابة وكنيتها أم الفضل .
"فاضطجعت في عرض الوسادة" :وضعت جنبي باألرض ورأسي على عرض الوسادة .
"واضطجع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" :وضع جنبه باألرض ورأسه على طولها مع أهله ميمونة،ألن عادته أن ينام
مع زوجاته فإذا أراد القيام لوظيفته قام لها وترك أهله فيجمع بين حق أهله وحق ربه ،واعتزالها في النوم من عادة
األعاجم ،ويؤخذ من ذلك:ح ّل نوم الرجل مع أهله بغير مباشرة بحضرة محرم لها مم ِّيز.
"قرأ العشر اآليات الخواتيم من سورة آل عمران" :التي أولها{إن في خلق السموات واألرض آليات}..إلى آخر السورة .
"ثم قام إلى شنّ معلّق":هي قربة بالية معلّقة لتبريد الماء،وإنما ذكّر وصفه ً
نظرا للفظه وأنّث ضميره ً
نظرا لمعناه.
"فاحسن الوضوء":أتى بواجباته ومندوباته " /فقمتُ غلى جنبه":توضأتُ وقمتُ عن يساره فأخذه رسول هللا صلى هللا
حوله ندبًا بأخذ
عليه وسلم على يمينه تنبي ًها على ما هو السنة من وقوف المأموم عن يمين اإلمام ،فإذا وقف عن يساره ّ
أذنه وفَتلِها.
"فصلى ركعتين ثم ركعتين:"..يؤخذ منه أنه يُسنّ السالم من كل ركعتين وهذا هو المشهور،وص ّح الوصل منه فعله صلى
هللا عليه وسلم ،والظاهر أن ابن عباس صلّى معه جماعة فيؤخذ منه جواز فعل النفل جماعة ويؤخذ منه أيضًا
فطنة ابن عباس مذ كان ً
طفال لمراقبته أحوال النبي صلى هللا عليه وسلم.
"قال معنّ :ست مرات":فتكونا في الجملة 12ركعة .
"ثم أوتر":أي فراد ركعة وحدها فت ّمت 13ركعة كما في الصحيحين منها ركعتا سنة العشاء أو سنة الوضوء،
واإلحدى عشر وتر على المشهور " /حتى جاءه المؤذن" :أي سيدنا بالل لإلعالم بدخول وقت الصالة .
ّ
الصبح،فيسن فيهما التخفيف. "فصلى ركعتين خفيفتين":سنة
الحديث الرابع:عن عائشة أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان إذا لم يص ّل بالليل منعه من ذلك النوم أو غلبته عيناه صلّى من
النهار اثنتي عشرة ركعة".
"إذا لم يص ّل بالليل":يعني التهجد أو الوتر " /منعه من ذلك النوم أو غلبته عيناه" :بيان لسبب عدم الصالة في الليل.
اختيارا لكن بحيث ال يتأتى معه كمال الخشوع ،والثاني:ما إذا ما
ً "أو" :للتقسيم ،فاألول:ما إذا أراد النوم مع إمكان تركه
غلبه النوم بحيث ال يستطيع دفعه ألن النبي صلى هللا عليه وسلم قد يسلك مسلك الضعفاء للتشريع فينام عن ورده ليتعلم من
نزل به ذلك.
"صلّى من النهار اثنتي عشرة ركعة":يصليها بالنهار قضا ًء لما فاته من التهجد ،ولم يذكر ركعة الوتر ألن قضاءه معلوم
باألَ ْولى من قضاء التهجد.
"ثم يصلي ثالثًا":لم توصف هذه الثالث ال بالحسن وال بالطول إشارة إلى أنه خففها ،والظاهر أنه صلى الثالث
بسالم واحد وهو جائز بل واجب عند الحنفية لكن صالتها بسالمين أفضل عن الشافعية.
"إن عيني تنامان وال ينام قلبي":فال أخاف من فوت الوتر ،فالحاصل أن :من وثق بيقظته سُنّ له تأخيره ،ومن لم يثق
سنّ له تقديمه ،ولما علم النبي صلى هللا عليه وسلم بأن أبا هريرة قد ينام وال يوتر فيفوته أمره أن يصليه قبل النوم.
بها ُ
سا فيقرأ وهو جالس فإذا بقي من الحديث السادس :عن عائشة رضي هللا عنها أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يُصلي جال ً
قراءته قدر ما يكون ثالثين أو أربعين آية قام فقرأ وهو قائم ثم ركع وسجد ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك".
سا":قيل كان ذلك في كِبر سنّه ،ويؤخذ منه :جواز صالة القادر قاعدًا في النوافل،و ُخص بأن ثوابه في "كان يُصلي جال ً
ً
متنفال سواء. قعوده وقيامه
"فإذا بقي من قراءته قدر ما يكون:"..وفيه إشارة إلى أن ما كان يقرؤه قبل القيام أكثر ألن البقية تطلق غالبًا على األٌقل،
ويؤخذ منه:صحة بعض النفل قائ ًما وبعضه قاعدًا وصحة بعض الركعة قائ ًما وبعضها قاعدًا وجعل بعض القراءة في
القعود وبعضها في القيام ،وهو قول األئمة األربعة.
الحديث السابع " :عن عبد هللا بن شقيق قال:سألت عائشة رضي هللا عنها عن صالة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن
ً
طويال قاعدًا ،فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم ،وإذا قرأ وهوجالس طويال قائ ًما ً
وليال ً تطوعه فقالت:كان يصلي ً
ليال
ركع وسجد وهو جالس".
ً
طويال. ً
طويال":زمنًا "عن تطوعه":التطوع هو ما يتقرب إلى هللا تعالى تبرعًا من النفس " /يصلي ً
ليال
"فإذا قرأ وهو قائم :"...مخالف للحديث الذي قبله (فإنه فيه أنه إذا قرأ وهو جالس قام فقرأ ثم ركع وسجد وهو قائم)،
ويُجمع بين الحديثين :أنه صلى هللا عليه وسلم فعل هذا تارة وذاك تارة أخرى،ويؤخذ من ذلك:ندبُ تطويل القراءة في صالة
الليل وتطويل القيام فيها وهو أفضل بكثير من تكثير الركوع والسجود،
وال يعارضه حديث"عليك بكثرة السجود"ألن المراد كثرة الصالة ال كثرة السجود حقيقة.
الحديث ":عن عبد هللا بن سعد قال:سألت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن الصالة في بيتي والصالة في المسجد،قال:
ي من أن أصلي في المسجد إال أن تكون صالة مكتوبة". قد ترى ما أقرب بيتي من المسجد فألن أصلي في بيتي أحبّ إل ّ
"عن الصالة في بيتي":أي أيهما أفضل والمراد صالة النفل.
"قد ترى ما أقرب بيتي من المسجد":قد ترى كمال القرب بينهما ،وقد للتحقيق.
"من أن أصلي في المسجد":أحبّ إليه لتحصيل البركة للبيت ولتنزل المالئكة وتذهب الشياطين.
"صالة مكتوبة":مفروضة،فإن األحب صالتها في المسجد؛ألنها من شعائر اإلسالم.
الحديث األول":عن عبد هللا بن الشخير قال:أتيتُ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهو يصلي ولِجوفه أزيز المِ ر َجل من
البكاء".
"لِجوفه أزيز":صوت البكاء أو غليانه في الجوف.
"كأزيز المِ رجل":القِدر الذي يطبخ فيه،وسمي بذلك ألنه إذا نُصب فكأنه أقيم على رجلين.
"من البكاء":بسبب الخوف واإلجالل هلل سبحانه وتعالى وذلك ما ورثه عن أبيه إبراهيم فإنه كان يُسمع من صدره صوت
كـغليان القِدر.
يضر في الصالة.
ّ ً
مشتمال على حرفين أو حرف ُمفهم:لم يؤخذ من ذلك:أنه إذا لم يكن الصوت
-تلك الحالة كانت تعرض للنبي صلى هللا عليه وسلم:عند تجلّي هللا عليه بصفات الجالل والجمال معًا فيمتزج الجمال مع
الجالل،وإال فالجالل غير الممزوج ال يطيقه أحد من الخالئق.
ي،الحديث الثاني":عن عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه قال:قال لي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:اقرأ عل ّ
فقلتُ :يارسول هللا،أقرأ عليك وعليك أنزل؟،فقال:إني أحبّ أن أسمعه من غيري ،فقرأتُ سورة النساء حتى بلغتُ {وجئنا بك
على هؤالء شهيدًا}،قال:فرأيتُ عيني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم تَهمِ الن".
"قال لي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم":وهو على المنبر كما جاء في الصحيحين.
صا يتعقّل المعاني دون اشتغال بضبط األلفاظ والحروف / "أن أسمعه من غيري":ليكون سمعي خال ً
طهرا.
"شهيدًاُ :مزكيًا ُم ً
ّ
يحق لها البكاء. "تهمِ الن":أي تسيل دموعهما لِفرط رأفته ومزيد شفقته ألنه استحضر أهوال القيامة وشدة الحال التي
الحديث الرابع" :عن عائشة أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قبّل عثمان بن مظعون وهو ميّت وهو يبكي"،
أو قال:عيناه تُهراقان".
ً
رجال وهاجر إلى المدينة وهاجر "قبّل عثمان" :في وجهه أو بين عينيه ،وكان أخاه في الرضاعة وهو قرشي أسلم بعد 13
بدرا وهو أول من مات من المهاجرين بالمدينة ،وكان عابدًا مجتهدًا من فضالء الصحابة ودُفن بالبقيع.
الهجرتين وشهد ً
"ت ُهراقان":يهرقهما النبي صلى هللا عليه وسلم أي يصبّ دمعهما.
ت النصارى عيسى -الحديث األول" :عن عمر بن الخطاب قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:ال تُطروني كما َ
أطر ِ
ابن مريم،إنما أنا عبد فقولوا:عبد هللا ورسوله".
"ال ت ُطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم":اإلطراء هو حسن الثناء ،أي ال تُبالغوا في مدحي كما بالغت
النصارى في مدح عيسى حتى جعلوه إل ًها ،فقال هللا تعالى لبيان جهلهم{ما المسيح ابن مريم إال رسول قد خلت من قبله
الرسل}.
ي ما ينافيهما.
"فقولوا عبد هللا ورسوله":ألني موضوف بالعبودية والرسالة فال تقولوا ف ّ
-الحديث الثاني" :عن أنس بن مالك،أن امرأة جاء ت إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقالت له:إن لي إليك حاجة،
ت أجلس إليكِ ".
ي طريق المدينة شئ ِ
فقال:اجلسي في أ ّ
"أن امرأة":من األنصار ،وفي وراية(امرأة كان في عقلها شئ) " /إن لي إليك حاجة" :كأنها تريد إخفائها من غيره /
"في أي طريق المدينة:في أي جزء من أجزاء المدينة /أجلس إليك":معكِ حتى أقضي حاجتك ،فجلس معها حتى قضى
حاجتها لِسع ِة حلمِ ِه وبراءته،
ويؤخذ منه:ال يخلو أجنبي بأجنبية ،بل يجلس معها عند الحاجة في موضع ال تهمة فيه-وينبغي للحاكم المبادرة إلى تحصيل
للمارة.
ّ أغراض ذوي الحاجات-ح ّل الجلوس في الطريق للحاجة،ومح ّل النهي عنه إذا لزم منه اإليذاء
12
-الحديث الثالث" :عن أنس بن مالك قال:كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يعود المرضى ويشهد الجنائز ويركب الحمار
ويُجيب دعوة العبد ،وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم من لِيف وعليه إكاف من لِيف".
فارا يُرجى إسالمهم ،فقد عا َد غُال ًما يهود ًيا كان يخدمه فأمره صلى هللا عليه وسلم أن يُسلم
"يعود المرضى":ولو كانوا كُ ً
فأسلم ،وقد عَاد ع ّمه أبي طالب وعرض عليه اإلسالم ،وكان يجلس عند رأس المريض ويسأله كيف حالك.
"يشهد الجنائز" :يحضرها لتشييعها والصالة عليها سواء كانت لشريف أووضيع.
"ويركب الجنائز" :فقد تأسى به أكابر السلف في ذلك ،فقد روي أنه كان لـ سالم بن عبد هللا حمار ه َِرم ،فنهاه بنوه عن
ركوبه فأبى،فجدعوا أذنه فركبه ،فجدعوا األخرى فركبه ،فقطعوا ذَنَبه ،فاصر يركبه مجدوع األذنين مقطوع الذَنَب.
"ويُجيب دعوة العبد" :ألمر يدعوه له من ضيافة وغيرها ،وفي رواية(دعوة المملوك) ،قال البخاري"أنه كانت األمة تأخذ
بيده فتنطلق به حيث شاءت" – وقال النسائي "ال يأنف أن يمشي مع األرملة والمسكين فيقضي له الحاجة".
"وكان يوم ببني قريظة":يوم الذهاب إليهم لِحربهم وكان ذلك عقب الخندق .
"على حمار مخطوم بحبل من لِيف":أي مجعول له خِ طام(بالكسر)أي زمام.
سرج للفرس. "وعليه إكاف من لِيف":كأي بَرذعة وهو لذوات الحوافر بمنزلة ال َ
-ويؤخذ منه:أن ركوب الحمار لِمن له منصب شريف ال يُخ ّل ب ُمروءتِه.
-الحديث الرابع" :عن أنس بن مالك قال :كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يُدعى إلى ُخبز الشعير واإلهالة ال ّ
سنِخة
فيُجيب ،ولقد كا درع عند يهودي فما وجد ما يفُ ّكها حتى مات".
الشحم،رهَنها في 30صاعًا من شعير اقترضها منه أو اشتراها منه ،وفي رواية أنها ،20فلعلها
َ "عند يهودي":هو أبو
كانت دون الثالثين وفوق العشرين ،فمن قال َ 30ج َبر الكسر ،ومن قال 20ألغاه ،وكان الشراء إلى أجل سنة.
ورهن عنده دون الصحابة؛لبيان جواز معاملة اليهود وجواز الرهن -ولقد عامل النبي صلى هللا عليه وسلم اليهودي َ
بالدّين حتى في الحضر ،وإن كان القرآن ُمقيدًا بالسفر لكونه الغالب وألن الصحابة ال يأخذون مه رهنًا وال يتقاضون منه
ثمنًا ،فعدل إلى اليهودي لذلك.
"فما وجد ما يفُكّها حتى مات" :وافتكها بعده أبو بكر ،لكن روي أن أبا بكر قضى عِداته وأن عليًا قضى ديونه،
ويؤخذ من ذلك :ما كان عليه صلى هللا عليه وسلم من الزهد والتقلل من الدنيا والكرم الذي ألجأه إلى رهن درعه.
"وما قال لشئ صنعته ل َم صنعته:"..أي لشدة وثوقه ويقينه بالقضاء والقدر ،ولذلك زاد في رواية(قدّر هللا وما شاء فعل)،
فكان يشهد أن الفعل من قدر هللا تعالى،وأنس رضي هللا عنه ال فعل له في الحقيقة ،فالغضب على المخلوق في شئ فعله
أو تركه ينافي كمال التوحيد ،فهذا من كمال ُخلقه صلى هللا عليه وسلم وصفحه وحِ لمه وترك العقاب على مافات،
(وهذا في األمور المتعلقة بحق اإلنسان) ،أما ما يتعلق باهلل تعالى فال يتسامح فيه ألنه إذا انتهكت محارم هللا تعالى اشت ّد
غضبه ،وهذا يقتضي أن أنس رضي هللا عنه لم ينتهك شيئًا من محارم هللا في مدّة خدمة النبي صلى هللا عيله وسلم ،وفي
ذلك فضيلة تامة له.
"وكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من أحسن الناس ُخلقًا":ينبغي إسقاط "من"؛ألنه صلى هللا عليه وسلم أحسنهم
ُخلقًا وإن كانت ال تنافيه ،وإن هذا شأنه مع عموم الناس ال مع خصوص أنس.
-ع َّرف بعض الناس حُسن الخلق بأنه :مخالطة الناس بالجميل والبِشر وتح ّمل األذى والحلم والصبر وتجنّب الغِلظة
والغضب.
" َمسست":لمست َ " /خ ًّزا":ثوب منسوج من حرير وغيره ،وهو مباح إن لم يزد الحرير على غيره ،وكان كفّه صلى هللا
عيله وسلم ألي ُن من الحرير ،فمع غلظتها كانت ناعمه.
"مِ سكًا":طِ يب معروف ،أصله دم يتج ّمد في خارج سُ ّرة الظبية ثم ينقلب طيبًا ،وهو طاهر إجماعًا.
"عطرا" :تعميم بعد تخصيص.ً
"من عرق النبي صلى هللا عليه وسلم" :أي أن عرقه أطيب ما ش ّمه ،وإنما كان صلى هللا عليه وسلم يتطيب في كثير من
األوقات مبالغة في طيب ريحه واالقتداء به في التطيب.
-الحديث الثاني" :عن عائشة رضي هللا عنها أنها قالت:لم يكن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فاحشًا وال ُمتفحشًا وال
ص ّخابًا في األسواق،وال يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح".
"فاحشًا" :أي ذا فُحش طب ًعا في أقواله وأفعاله وصفاته وإن كان استعماله في القول أكثر ُ " /متفحشًا":أي ُمتكلفًا لل ُفحش.
"ص ّخابًا":أي صيّا ًحا ،فإن الصخب ُمحر ًكا شدة الصوت وليست هذه الكلمة للمبالغة بل هي للنسب ،فالنفي للصخب من
أصله.
"في األسواق":سُميت بذلك لِسوق األرزاق إليها " /وال يجزي":أي ال يُكافئ " /يعفو":أي عن الجاني
"ويصفح":يُظهر له أنه لم يطلع على شئ مما فعله, ،أصله من اإلعراض بصفحة العنق عن الشئ كأنه لم َيره.
"ما ضرب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بيده شيئ ًا قط" :يؤخذ منه:أن األَولى لإلمام أن ال يقيم الحدود والتعازير بنفسه
بل يقيم لها من يستوفيها ،والمراد :نفي الضرب المؤذي ،وضربه لمركوبه لم يكن مؤذيًا بل للتأديب ،وضرب التأديب من
محاسن الشرع.
وكزه صلى هللا عليه وسلم بعير جابر حتى سبق القافلة بعد ما كان بعيدًا عنها من قبيل المعجزة - -أمثلة للضربِ :
ً
هزيال ضعيفًا فقال:اللهم بارك فيه. وضر ِبه فرس طفيل األشجعي وقد كان
قول عائشة":بيده":للتأكيد ألن الضرب عادة ال يكون إال بها " /شيئ ًا" :أي آدميًا وغيره " /قط" :في الزمن الماضي.
ي بن خلف في غزوة أحد، "إال أن يجاهد في سبيل هللا" :فيضرب بيده إن احتاج إليه ،وقد وقع منه في الجهاد حتى قتل أب ّ
ولم يقتل بيده الشريفة احدًا غيره.
ّ
فالتنزه عن ضرب "وال يضرب خاد ًما وال امرأة":أي مع وجود سبب ضربهما وهو مخالفتهما غالبًا إن لم يكن دائ ًما،
الخادم والمرأة أفضل حيث أمكن.
-الحديث الرابع" :عن عائشة قالت:استأذن رجل على رسول هللا صلى هللا عيله وسلم وأنا عنده،فقال:بئس ابن العشيرة أو
أخو العشيرة ،،ثم أذن له فلما دخل أالن له القول ،فلما خرج قلت :يا رسول هللا ،قلتَ ما قلتَ ثم النتَ له القول،
شر الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فُحشه.
إن من ّ فقال:يا عائشةّ ،
رازي ،وكان حين ذلكّ "استأذن رجل على رسول هللا صلى هللا عيله وسلم وأنا عنده" :الرجل هو:عُيينة بن حِ صن الفَ
شره ،وهذه ليست غِيبة؛بل نصيحة لألمة ،وقد ارت ّد في منافق ،فلذا قال فيه النبي صلى هللا عيله وسلم ما قال حتى يتقي ّ
زمن أبي بكر لكنه أسلم وحضر بعض الفتوحات في زمن عُمر.
"بئس ابن العشيرة أو أخو العشيرة" :شك من الراوي ،والعشيرة هي القبيلة ،أي بئس هذا الرجل من هذه القبيلة.
"فلما دخل أالنَ له القول" :أي لَ ّ
طف القول ليتألفه لُيسلم قومه ،ألنه كان رئيسهم،
ويؤخذ منه :جواز ال ُمداراة وهي المالطفة وبذل الدنيا إلصالح الدين والدنيا.
"قلت ما قلت ثم ألنت" :أي ما السبب في عدم التسوية بين الحالين .
شر الناس من تركه الناس :"..أي إنما ألنتُ له الكالم التّقاء فُحشه ،ألنه ربما أفسد حال عشيرته وزيّن لهم "إن من ّ
العصيان ،فـ إالنةُ القول له من السياسة الشرعية،
ويتبين لنا أن النبي صلى هللا عيله وسلم قد ك ّمله هللا تعالى في كل شئ ،ومن ذلك تأليفه لمن يمشي معه ،فكان يتألفهم ببذل
األموال وطالقة الوجه شفقة على الخلق.
-الحديث" :عن أبي سعيد الخدري قال:كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أش ّد حيا ًء من العذراء في خدرها ،وكان إذا كره
شيئًا عُرف في وجهه".
"كان أش ّد حيا ًء من العذراء في خدرها" :العذراء :هي البكر ،وسميت بذلك؛لتعذر وطئها.
-مح ّل كون الحياء محمودًا:ما لم ينت ِه إلى ضعف أوجُبن أو ترك إقامة الح ّد وإال كان مذمو ًما ،ولشدّة حيائه صلى هللا عليه
وسلم كان يغتسل من وراء الحجرات ،وما رأى أحد عورته قط.
ُصرح بكراهيته ،بل إنما يُعرف في وجهه ،فكذا العذراء في "وكان إذا كره شيئ ًا عُرف في وجهه" :فكان لغاية حيائه ال ي ّ
صرح بكراهيتها للشئ بل يُعرف ذلك في وجهها غالبًا.خدرها ال ت ُ ّ
"ألستم في طعام وشراب ما شئم؟" :أي ألستم ُمتنعمين في طعام وشراب الذي شئتموه من التوسعة واإلفراط،
والقصد :التقريع والتوبيخ على اإلكثار من ذلك ،وإن الشبع بدعة ظهرت بعد القرن األول،
والمذموم :إنما هو الشبع المثقل الذي يوجب الكسل ،أما األكل المعين على الطاعة فهو مطلوب.
"لقد رأيت نبيكم:"..الدّقل:هو ردئ التمر وأضاف النبي للمخاطبين؛لإلشارة إلى االقتداء به في عدم التطلع للدنيا،
وروي "أنه صلى هللا عليه وسلم لم يشبع قط وما كان يسأل أهله طعا ًما قط وال يشتهي ،إن أطعموه أكل وما أطعموه قَبِل
وما سقوه شرب".
-هل يقتصر باإلحسان على القدر الواجب أو بما زاد عليه؟ يكون بالقدر الزائد.
"جدَته" :أي من غناه.
ِ
" )2عن أبي شُريح الخزاعي عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال:من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليُحسن إلى جاره ،ومن
خيرا أو ليصمت".
كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليُكرم ضيفه ،ومن كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليقل ً
"من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر" :المقصود المبالغة في إتيان هذه األفعال ،وتخصيص اليوم اآلخر بالذكر؛ ألن رجاء
الثواب والعقاب راجع إلى اإليمان باليوم اآلخر ،وتكريره لالهتمام واالعتناء بكل خصلة.
"فليُحسن إلى جاره":أن يعينه ويدفع عنه السوء وتعزيته وتهنئته وإقراضه وعيادته.
"فليُكرم ضيفه":وإكرام الضيف يختلف باختالف األشخاص واألحوال ،فقد يكون فرض عين وقد يكون فرض كفاية وقد
يكون مستحبًا.
لداع يدعو – أن يأتيه في موضعه – أن يقتصر على قدر الحاجة – أن يكون ٍ خيرا" :فإن للكالم شرو ً
طا[:أن يكون "فليقل ً
فصي ًحا مهذبًا].
"أو لِيصمت" :الصمت أبلغ من السكوت ؛ألنه ال يستعمل فيما ال قوة لنطق ،وكثرة الكالم بغير ذكر هللا قسوة للقلب،والنطق
بالخير أفضل من الصمت.
-إن لم يُعين الدعوة:لم تجب اإلجابة بل ال تستحب؛ ألن عدم اإلجابة ُمعلل بما فيه كسر القلب الداعي ،وإذا ع ّم فال كسر.
-قيل إن الوجه في تأكيد اإلجابة هو :صيانة الطعام عن اإلضاعة ،فإن المضيف يكثر الطعام في وقت الضيافة ،فإن لم
يحضر الناس لتضرر صاحبه به.
-من األعذار التي يسقط به وجوب إجابة الدعوة أو ندبها [:أن يكون الطعام به شبهة أو هناك في المكان خمر ولهو أو
صور حيوان أو آنية ذهب وفضة].
راع:
-باب العبد ٍ
راع وكُلكم مسؤول عن رعيته."..ٍ "عن ابن عمر أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال:كُلكم
"مسؤول" :عما يجب رعايته " /رعيته" :كل ما يكون في نظر الراعي ورعيته " /على أهل بيته" :رواية أخرى(في أهل)
راع في مال سيده وأوالده وأمواله ومتاع.
ٍ "عبد الرجل" :رواية أخرى(الخادم) ،فالعبد
-المنفرد الذي ال زوج له وال خادم وال ولد:يكون راعيًا على جوارحه يعملها بالمأمورات وال يصرفها في المنهيات.
"األيمان":اليمين لغة:اليد ،ثم استعملت على الحلف " /النذور" :أصله اإلنذار ،وهو إيجاب ماليس بواجب لحدوث أمر.
"الركب"ُ :ركبان اإلبل،وهم العشرة فصاعدًا ،وقد يكون للخيل .
"فليحلف باهلل" :ليس المراد االقتصار على هذا اللفظ فإنه صلى هللا عليه وسلم كان يحلف بغيره.
ت والعُزى).
"وال باألنداد" :أصنامم حيث كاوا يحلفون ب(الال ِ
-شبهة :استدل البعض على أن الحلف بغير هللا مكروه وليس محرم بحديث(أفلح وأبيه إن صدق).
-الرد عليها:تلك الرواية غير محفوظة ،وقد جاءت(أفلح وهللا إن صدق) – أنها لم تخرج مخرج القسم بل هي من الكالم
الجاري على األلسنة.
-شبهة :استدل القائلون بالكراهة أن هللا تعالى أقسم بالمخلوقات في كتابه.
-الرد عليها:ليس للعبد االقتداء بالربّ تعالى ،فإنه يفعل ما يشاء.
-وجه التحريم :أن الحلف يقتضي تعظيم المحلوف به والعظمة مختصة باهلل تعالى وحده.
-الحلف بالبراءة من اإلسالم محرم:قول النبي صلى هللا عليه وسلم"من حلف فقال إني برئ من اإلسالم ،فإن كان كاذبًا فهو
كما قال ،وإن كان صادقًا فلن يرجع إلى اإلسالم سال ًما"[ .ال توجد كفارة للحلف سوى أن يقول كلمة التوحيد].
ال تنسوني من دعواتكم"مريم محمد بدر" 19 "الحمد هلل الذي بنعمت ِه تت ّم الصالحات"