Professional Documents
Culture Documents
Logou
Logou
مذكرة ماستر
ميـدان :الحقوق و العلوم السياسية
فرع :الحـقوق
تخصـص :قانـون إداري
رقم.............:
إعـداد الطــالبتين:
يوم2023/06/18 حُم ير كاميليا
غنـوم عفـاف
لجــنة المـناقـشة:
رئيسا أ مـح أ بسكرة عتيقة بن جبل
مشرفا و مقررا أ مـح أ بسكرة صوفيا شـراد
مناقشا أ مـح أ بسكرة مسـتاوي حفيظة
السنة الجامعية2022/2023:م
1
كـ ـ ـ ـ ــلمة شك ـ ـ ـ ـ ــر
البد لنا ونحن نخطو خطواتنا األخيرة في الحياة الجامعية من وقفة نعود إلى أعوام
قضيناها في رحاب الجامعة مع أساتذتنا الكرام الذين قدموا لنا الكثير باذلين
...بذلك جهودا كبيرة في بناء جيل الغد لتبعث األمة من جديد
وقبل أن نمضي نتقدم بأسمى آيات الشكر واالمتنان والتقدير والمحبة إلى الذين
...حملوا أقدس رسالة في الحياة
.....إلى الذين مـهدوا لنا طريق العلم والمعرفة
إلى جميع أساتذتنا األفاضل أساتذة كلية الحقوق والعلوم السياسية بسكرة وكل
.طاقم المكتبة الكلية
كن عالما ..فإن لم تستطع فكن متعلما ،فإن لم تستطع فأحب العلماء ،فإن لم "
"تستطع فال تبغضهم
.وأخص بالتقدير والشكر إلى :األستاذة المشرفة شراد صوفيا
إلى الذي كان عونا لنا في بحثنا هذا ونورا يضيء الظلمة التي كانت تقف أحيانا
في طريقنا
والمعلومات ،ربما دون أن يشعر بدوره بذلك فله منا كل الشكر لألستاذ :عبد
الوهاب برحايل
شكرا للجميع
2
﴾قال اهلل تعالى" :أم لم ينبأ بما في صحف موسى﴿36
﴾و إبراهيم الذي وفى"﴿" ﴾37أال تزر وازرة وزر أخرى" ﴿38
3
4
مقدمــــــــــــــــــــــــة ........................................................أ ب ج د ه و
المطلب الثــالث :ش روط و إج راءات نظ ام الترقي ة في ق انون الوظي ف العم ومي الجزائ ري
.23
5
الف رع الث اني :إج راءات نظ ام الترقي ة...................................................
27
6
الفرع الثاني :العقوبة التأديبية 37..................................................... .
الف رع الث اني :اإلحال ة على االس تيداع و وض عية خ ارج اإلط ار كم انعين آخ رين لترقي ة...
43
المبحث األول:الرقاب ــة كض ــمان على تط ــبيق نظ ــام الترقي ــة في ق ــانون الوظي ــف العم ــومي
الجزائري46......................................................................... .
7
الفرع الرابع :من حيث الرقابة على قراراته73.......................................
خــــاتمة 77.......................................................................
قائمة المحتويات79..............................................................
الملخص 80...................................................................
تمـــــــــهيد
تمارس الدولة نشاطها و سلطتها بواسطة موظيفها ،والتي تربطهم بها عالقة تنظيمية
تحكمها القوانين و اللوائح ،وتبعا للوظيفة التي يمارسها الموظف ،تثبت له مجموعة من
الحقوق مقابل التزامه بمجموعة من االلتزامات حيث يسعى إلى القيام بها بكل كفاءة
ومهينة ضمانا لحسن سير الموظف العام واستمرارية النشاط اإلداري وتحفيزا للموظف
المجتهد ،وتشجيعا على مواصلة أدائه تمنح له اإلدارة مجموعة من الحوافز المادية
والمعنوية ،يطلق عليها بالترقية .
حيث تساهم الترقية بالنهوض بالجهاز اإلداري ،لكي يحقق غاياته وأهدافه و يتطور
بشكل تصاعدي وعلى هذا األساس ،تحرص جميع الدول على إيجاد نظام ترقية سليم
يحقق أهدافها المرجوة ويحافظ بها كذلك على المهارات والطاقة التي يملكها الموظفين،
8
وهذا على غرار المشرع الجزائري الذي اهتم كثيرا بهذا الحق من خالل الكثير من
القوانين المتعاقبة ،بداية من األمر رقم 133 -66وصوال إلى األمر 03-06موضوع
الدراسة.
_1الحدود الموضوعية :اقتصرت دراستنا على نوع واحد من الحقوق التي يتمتع بها
الموظف ،وهي الترقية بجميع أنواعها ،دون التطرق إلى باقي الحقوق األخرى التي تثبت
له بسبب ممارسته للوظيفة.
_2الحدود الزمانية :اعتمدنا في هذا البحث على قانون الوظيفة العمومية الجزائري
من أول صدور في تشريع صادر في سنة 1966عن طريق األمر ، 66/133الى آخر
أمر وهو األمر 06/03صادر في 2006و المعتمد حاليا باعتباره القانون المنظم لهذا
الحق ،مع اإلشارة في بعض األحيان إلى بعض التشريعات العربية و الغربية المتعلقة
بذات الحق.
_3الحدود المكانية :كانت دراستنا منصبة على نظام الترقية متعلق بقانون الوظيف
العمومي في الجزائر ،وبالتالي فهي متعلقة بحق الموظف الجزائري في الترقية.
يعتبر نظام الترقية من أهم المرتكزات التي تقوم عليها الوظيفة العامة ،وتحدد العالقة
بين الموظف واإلدارة.
_1األهمية العلمية:
9
إن هذا النوع من المواضيع تساهم في توعية الموظف وفهمه لحقوقه ،وفي مقابلها
التزاماته باعتبار الترقية الوسيلة التي تشجع الموظف ،حيث عن طريقها يحقق مزايا مادية
و مكانة معنوية أسمى.
_2األهمية العملية:
إن موضوع الدراسة جد متشعب و عميق ،يتصل بأداء الموظف في الوظيفة التي
يشغلها .ولقد طرح نظام الترقية الكثير من اإلشكاالت القانونية وحتى العلمية ،التي
يستدعي الخوض فيها وتناولها من قبل الباحث القانوني تحقيقا الستمرارية المرفق العام
وحسن أدائه.
يدفع الباحث العلمي لدراسة موضوع معين ،دون آخر مجموعة من األسباب ،أهمها
مايلي-1 :األسباب الذاتية :يفرض التخصص كقانون إداري نفسه على الباحث لتناول
هذا النوع من المواضيع بالدراسة و التحليل ،كما أن شغفنا و محاولة معرفة كل ما يتعلق
بالموظف و عالقته باإلدارة ،دفعنا إلى الخوض في نظام الترقية في قانون الوظيف
العمومي الجزائري.
_2األسباب موضوعية:
يفرض نظام الترقية نفسه على كل باحث قانوني نظرا لتشعبه من جهة ،واعتبار اإلدارة
طرف الثاني في العالقة.
حيث أصبح يثير الكثير من اإلشكاليات العلمية وفي بعض األحيان تصل إلى درجة
التعسف في استعمال السلطة وإ لحاق الضرر بالموظف ،باعتباره الطرف المستفيد من
الترقية .
10
تلعب الترقية دورا هاما في الوظيفة العامة ،لكونها تعتبر من الحوافز األساسية التي
تكافئ الموظف القائم بوظيفته على أكمل وجه ،لذا كانت إشكاليتنا الرئيسية كاآلتي:
كيف عالج المشرع الجزائري نظام الترقية بالشكل الذي يحقق التوازن بين تشجيع
الموظف و تحفيزه من جهة ،واستمرار اإلدارة و القيام بأعمالها من جهة أخرى ؟
-1التعمق في قانون المنظم لنظام الترقية في الجزائر ،محاولة إبراز محاسنه وعيوبه.
-2وضع قواعد و أسس قانونية ،تساهم في الحّد من التجاوزات التي يتعرض لها
الموظف في الممارسة العلمية.
_3إبراز أساس الترقية وبيان معاييرها و مدى كفاءتها وكذلك شروطها و موانعها.
سبقت دراستنا الموسومة بنظام الترقية في قانون الوظيف العمومي الجزائري مجموعة
من البحوث العلمية المتنوعة التي تطرقت للموضوع بإجماله ،أو ألحد عناصره ومن
أهمها ما يلي_1 :دراسة الباحث جمال الدين دندن الموسومة بعنوان النظام القانوني
لترقية الموظف في اإلدارات و المؤسسات العمومية،المجلة األكاديمية للبحوث القانونية و
السياسية،العدد األول ،سنة ،2022تناول فيها أسس الترقية و شروط و إجراءات كل نوع
11
فيها فقط ،هذا األمر الذي ال يتمشى مع الفعالية التنظيمية للترقية ككل ،فدراستنا شملت
مفهوم الترقية ،أهدافها ،شروطها ،أنواعها ،معاييرها ،وموانعها و الرقابة على قراراتها .
_2دراسة الباحثة :أمينة وراس نجد أنها تناولت في موضوع أثر الترقية على المسار
المهني في المنظمة،مجلة الدراسات اإلنسانية و االجتماعية ،جامعة وهران،العدد السادس
عشر 02،مارس ،2021حيث ذكرت فيها مفهوم الترقية و أنواعها ،معاييرها ،أساليبها
نجد أنها تناولت موضوع الترقية بنسبة قليلة غير كافية ال تمس جميع جوانب الترقية كما
أن دراستها اختصت بعلم االجتماع على عكس دراستنا القانونية و الشاملة لموضوع
الترقية ككل .
_3دراسة الباحث :المسعود صيلع حيث تناول موضوع الترقية في الوظيفة العمومية
بالجزائر،مجلة مفاهيم الدراسات الفلسفية و اإلنسانية العميقة،جامعة زيان
عاشور،الجلفة،العدد الحادي عشر،أفريل ،2022حيث تطرق لتعريف الترقية ومعاييرها
وكذا أنواعها،كانت دراسته محدودة لم تشمل الفاعلية التنظيمية نظام الترقية وكذا موانعه
على غرار دراستنا التي تطرقنا من خاللها لجميع جوانب نظام الترقية .
ال يخلو أي موضوع من الصعوبات التي قد تواجه الباحث في بحثه و من أهم العوائق
التي واجهتنا في بحثنا هذا هي:
_1وجود المصادر كالجرائد الرسمية و أوامر يقابلها قلة المراجع و المؤلفات التي تخص
الترقية الرتباطها بالوظيفة العمومية في الجزائر
_2صعوبة الدراسة الميدانية و تطبيقية و حتى تنويع المالحق لضيق الوقت .
يتطلب هذا النوع من الدراسة ،استخدام المنهج الوصفي التحليلي ،ألننا بصدد التعرض
لمفهوم الترقية كظاهرة قانونية وبجميع عناصرها كما قمنا أحيانا باستقراء بعض
النصوص المتعلقة بمجال الدراسة ،ضمن ما يتطلبه حدود استخدام المنهج االستقرائي .
12
تاسعا :خطة الدراسة.
اعتمدنا في هذه الدراسة على خطة ثنائية تسبقها مقدمة وتنتهي بخاتمة وهي كاألتي:
الفصل األول:
اعتمدنا فيه على ماهية نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي الجزائري ولقد خصصنا
هذا الفصل إلى ثالث مباحث كاألتي:
المبحث األول إلى مفهوم نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي الجزائري يتضمن
المطلب األول تعريف نظام الترقية لغويا فقهيا وتشريعا مع بيان أهميته وأهم أهدافه،أما
المطلب الثاني تضمن خصائص و أنواع الترقية حيث تناول المطلب الثالث شروط و
إجراءات الترقية.
المبحث الثاني :فيحتوي على معايير الترقية ،ولقد تضمن المطلب األول معيار األقدمية،
أما المطلب الثاني معيار الكفاءة ،و أما المطلب الثالث تضمن األقدمية و الكفاءة معا.
المبحث الثالث :فتناولنا موانع الترقية في قانون الوظيفة العمومية الجزائري و المتمثلة في
مطلبين ،تضمن المطلب األول الموانع العامة الواردة على الترقية أما المطلب الثاني
فحددنا فيه الموانع الخاصة للترقية.
الفصل الثاني:
المبحث األول :ذكرنا الرقابة كضمان على تطبيق نظام الترقية ،حيث تضمن المطلب
األول الرقابة اإلدارية أما المطلب الثاني خصصناه لرقابة القضائية.
المبحث الثاني :حددنا فيه تقييم نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي الجزائري من
حيث إيجابيات و سلبيات الترقية تضمن المطلب األول إيجابيات الترقية و أما المطلب
الثاني سلبيات الترقية.
13
تمهيـــــــــــد:
تعد الترقية أحد مزايا الوظيفة العامة فهي حق من حقوق الموظف يطمح دوما
للحصول عليها حيث تمنحه مجموعة من المزايا مادية كالعالوات ،المرتبات ،التعويضات
و المكافآت.
14
ويمكن أن تكون أدبية،كالترقيات و اإلجازات ،فالترقية تعتبر من أهم المزايا التي
يتحصل عليها الموظف العمومي أثناء أداء مهامه و حتى بعد التقاعد ،و الترقية تساهم في
تحسين أداء وتحفيز الموظفين لالجتهاد أكثر في ممارسة مهامهم و مسؤولياتهم المطلوبة
منهم كما تساهم في تقدم و ارتقاء السلم الهرمي أو التدرج الهرمي لإلدارة فتنظيم
اإلداري على شكل هرم يجمع كل المستويات ،في قاعدته الموظفون الجدد وفي أعاله
الرئيس.
ولهذا قد قمنا بتخصيص هذا الفصل لدراسة طبيعة نظام الترقية و معاييره وما يحرم
الموظف من الترقية حيث اعتمدنا في تقسيمه إلى ثالثة مباحث:
15
. المبحث األول :ماهية نظام الترقية في الوظيف العمومي الجزائري
تعتبر الترقية حق من حقوق الموظف العام التي خولها إليه قانون الوظيف العمومي
الجزائري في األمر ( )03-06في المادة " 38للموظف الحق في التكوين و تحسين
المستوى و ترقية في الرتبة خالل حياته المهنية "،1ويمنح هذا الحق إال لفئة معينة تتوافر
فيهم شروط منحه ومن أهم ما يميز الترقية أنها بأداء و تشجيع و تحفيز الموظفين
العموميين على االجتهاد في وظائفهم ،كما أنها تستهدف حصول اإلدارة على موظفين
أكفاء ذو خبرة كبيرة تساهم في ممارسة القيادة اإلدارية.
ومن خالل رصد و تحليل مفهوم الترقية و بيان أهم خصائصها البالغة لدراستنا و
فاعليتها في مجال ترقية الموظف العام ،على ضوء ما سابق قسمنا هذا المبحث إلى ثالث
مطالب:
المطلب األول :تعريف نظام الترقية و بيان أهدافه في قانون الوظيف العمومي
الجزائري.
المطلب الثاني :خصائص و أنواع نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي
الجزائري.
المطلب الثالث :شروط و إجراءات نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي
الجزائري.
المادة 38من األمر ،03-06القانون األساسي العام المتضمن للوظيفة العمومية الجزائري،الجريدة الرسمية،الع دد 46 1
16
المطلب األول :تعريف نظام الترقية وبيان أهدافه في قانون الوظيف العمومي
الجزائري.
تعد الترقية من المسائل األكثر أهمية بالنسبة للموظفين في كافة اإلدارات و هذا لخلق
روح المنافسة اإليجابية والتي تقوم على النشاط و الحركة و الحيوية بين موظفي اإلدارة.
و لقد تعددت و اختلفت أراء المفكرين و توجهاتهم ،باختالف مشاربهم الفكرية ،و لذلك
سوف نتطرق في هذا المطلب إلى فرعين أوال :تعريف نظام الترقية في قانون الوظيف
العمومي الجزائري وثانيا :أهداف نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي الجزائري.
نشير في بداية إلى أنه من الصعب إعطاء تعريف جامع مانع لنظام الترقية ،ومع هذا فقد
وجدت عدة محاوالت لتعريف الترقية قسمناها كاآلتي:
أن الترقية هو انتقال الموظف من وضعية إلى وضعية ذات مستوى أعلى و بمرتب
أعلى منه حاليا و مستقبال كما قد يصاحب هذه الترقيات بالزيادة في االمتيازات الوظيفية
كتغير من طبيعة األعمال،و درجة المسؤولية و مجال السلطة ألن الموظف في حياته يبدأ
في أدنى درجاته السلم الــوظيفي.
ثم يعلى مركزه و يزداد دخله فالترقية هي أمر المرغوب عند أفراد المجتمع ،ألنها
2
تغير جزءا من ثقافة المجتمـعات.
المعجم الوسيط ،إصدار مجمع اللغة العربية ،القاهرة ،الطبعة (،1ب س ن)،ص . 380 1
سلوى تيشات (،أ ثر التوظيف العمومي على كفاءة الموظفين باإلدارات العمومية الجزائرية )،مذكرة مكملة لنيل 2
17
مما سبق يتبين أن الترقية هي كل ما يطرأ على الموظف من تغيرات في مركزه
القانوني الذي يكون من شأنه و تمييزه على اقرآنه و قد اختلف المفكرين في تعريف
الترقية فهناك من عرفها على أنها هي الوسيلة لتخطيط و تنمية وتطوير في مسار المهني
للموظف،وإ نها عملية تحريك الموظف من مستوى إداري أقل إلى مستوى إداري أعلى
مهني الذي تنطوي من خالله زيادة في المستوى الوظيفي و الدرجة المالية ،وقد يشغل
الموظف لوظيفة أخرى ذات مستوى أعلى و أحسن من مستوى وظيفته الحالية من حيث
السلطة و المسؤولية و المركز اإلداري-1 .1تعريف الترقية عند فقهاء الغرب
تداول آراء فقهاء غرب حول مفهوم الترقية نذكر أهمهم :
إذ يرى مارسل والين Marcel Walinالترقية أنها":هي نظام صعود و االرتقاء
الموظف أو العامل من وظيفتها دنيا في مهامها و نشاطها و مسؤولياتها و أهميتها و حتى
خطورتها إلى وظيفة عليا وكذالك إلى كافة الشروط و القدرات و المؤهالت و لنشاطات
الالزمة لشغلها"،أما الفقيه جون لوك سردين Jean -Luc-Cerdinالترقية بأنها ":هي
2
انتقال العامل من وظيفة إلى وظيفة أعلى منها إما في نفس المستوى أو في األعلى".
وقدم جون ماري أوبي Jean Marie Obeyتعريفا للترقية بأنها ":تعتبر ميزة تمنح
للموظف بقصد تحسين وضعية ومركزه عن طريق نقله و تصعيده إلى مركز و وضعية
تتضمن سلطات أعلى و أجر أكبر،أي ترقية في وظيفته ،أو نقله إلى رتبة و درجة و أجرأ
على أي ترقية في الرتبة و الدرجة "،أما الفقيه مارسل فالون Marcel Falunعرفها
كتالي ":تعني ارتقاء و صعود العامل العام من وظيفة منصب العمل أدنى في مهامها و
أهميتها و خطورتها و شروطها إلى وظيفة تكون أعلى و أرقى في مهامها و مسؤولياتها
في الشروط و القدرات و الكفاءات الالزمة التي تتوافر لشغلها ،وذلك لألساليب و
3
اإلجراءات المتبعة أو المقررة".
18
تعددت التعاريف الفقهاء و الباحثين لفكرة الترقية ومن الفقهاء أحمد ماهر يرى أن
الترقية":هي االنتقال من درجة إلى درجة أعلى منها أو من مسمى وظيفي أدنى إلى مسمى
وظيفي أعلى منه" ،كما عرفها الفقيه عادل حسن على أن الترقية هي ":نقل الفرد أو
الموظف من وظيفته الحالية إلى وظيفة أخرى أعلى في مستوى تنظيمي أعلى الذي يكون
له مسؤوليات و واجبات اكبر و التي يدفع لها مبلغ أو اجر أكثر"،أما عن الفقيه عبد الغفار
الحنفي الذي يرى أن الترقية هي" :النقل إلى درجة أو مركز أو وظيفة أعلى غالبا ما
1
تكون أو تتم الترقية إلى مستوى أعلى نتيجة لتقييم الوظائف أو تصنيف المهام"،
ومن جهة نجد وليد سعود القاضي عرفها بأنها ":صعود الموظف في السلم الرئاسي و
زيادة سلطاته و مسؤولياته،كما تعني زيادة مرتب الموظف المرقى و امتيازاته"،أما عبد
الغني بسيوني أنها":نقل الموظف إلى رتبة وظيفة ذات درجة أعلى من وظيفته في السلم
2
اإلداري للوحدة التي يعمل بها".
وأما إيهاب صبيح فعرف الترقية على أنها":مجموعة من المهام التي تفوضها السلطات
أعلى للفرد في منصبه الجديد و التي من خاللها تستلزم ضمان االرتقاء أو العلو في
التسلسل الهرمي اإلداري ،أو زيادة في الراتب لوضع الوظيفي االجتماعي للفرد"،أما عن
المليجي قال أن الترقية هي":عملية نقل الموظف أو العامل إلى وظيفة أعلى من حيث
السلطة و المسؤولية و النشاط و يعني ذلك نقله إلى وظيفة أكثر أهمية و أكثر صعوبة و
هذا ما يتبعه غالبا زيادة في األجر و هي ال تتم بناء على األقدمية المطلقة و إنما البد أن
3
تتوافر على شرط الشغل الوظيفة تبعا لما تحتاجه من مؤهالت و خبرة ومستوى.
3بدرية ناصر( ،نطاق السلطة الرئاسة في القانون اإلداري الجزائري ،معهد العلوم القانونية و اإلدارية)،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون العام ،المركز الجامعي الدكتور موالي الطاهر،سعيدة 2008 ،م 2009/م ،ص .61
المسعود صيلع،مرجع سابق،ص.94 1
نبيلة أقوجيل"،خصوصية نظام الترقية في األمر رقم ،"،03-06مجلة االجتهاد القضائي،المجلد ، 13العدد ،01جامعة 2
19
أما بنسبة للفقيه عامر خيضر الكابسي عرف الترقية على أنها ":الصعود إلى األعلى و
تحسين و ارتقاء األوضاع و األحوال".
أما نجم عبد اهلل العزاوي وعباس حسين جواد عرفا الترقية على أنها ":تكليف العامل
بالواجبات و مهام وظيفته األعلى من وظيفته الحالية التي كان يشغلها في السلم اإلداري
للمنظمة و ذلك من خالل تحريكه عموديا في سلم الدرجات الوظيفي عبرة عن زيادة في
1
األجور و االمتيازات األخرى".
نجد الدكتور سليمان محـمد الطماوي عرف الترقية على أنها ":أوال وقبل كل شيء هي
صعود الموظف في السلم و زيادته في السلطة و المسؤولية ،ولكنها تعني زيادة المرتب
الموظف المرقى وامتيازاته" أما عن علي السلمي فيرى أن الترقية على أنها ":الترفيع هو
نقل الموظف من مستوى إلى مستوى تنظيمي أعلى وغالبا ما يكون األساس في عملية نقل
الموظف هو شرط األقدمية ،وعرفها أيضا أنها" :أساس ترفـيع ،2الموظف بنقله إلى وظيفة
أعلى منها لها مجموعة مسؤوليات و سلطات أعلى ولكن بشرط توافر شروط شغل في
وظيفة األعلى" ،وهنا قام السلمي بإشارة لمؤشر التوافق متطلبات الوظيفة مع متطلبات
شاغل الوظيفة.
وأما عن الفقيه عاطف عبيد عرف الترقية على أنها ":عملية نقل الشخص من وظيفة إلى
وظيفة أخر يتطلب القيام بها تحمل عدة أعباء أمامه ،شرط أن يقبل الموظف هذا النقل
ويسلم على حامل التقدير من جانب المنشأة لجهوده أو لمدة خدمته ،و أضاف أيضا
عاطف عبيد إلى سابقيه في عملية شروط قبول العامل لهذه النقلة الوظيفية وقد يقوم
برفضها لعدم قدرته على القيام بمجهود ومسؤوليات ،يرى أنه يوجد من هو أحق منه في
الحصول على هذا المنصب ،وأشار إلى إحساس العامل بالتقدير لجهوده من طرف
3
المؤسسة أو اإلدارة".
-3تعريف الترقية عند فقهاء الجـزائرييـن:
20
لم نجد تعريفات كثيرة عند المفكرين الجزائريين حول نظام الترقية نذكر منها:
إذ يرى الدكتور عبد العزيز الجوهري أن نظام الترقية هو":التنظيم السليم لنقل الموظف
من وظيف ة معين ة إلى وظيف ة ذات مس توى أعلى" ،ذل ك ألن طبيع ة التنظيم اإلداري و ال تي
تقضي
ذلك في كل جهاز والمستويات اإلدارية المختلفة باختالف عددها تبعا لالختالف الظروف
العم ل و الترقي ة في معناه ا الص حيح هي نق ل كم وظيف ة إلى وظيف ة أخ رى ذات مس توى
ورتب ة في الس لم اإلداري ،إال هن اك بعض النظم م ازالت لم تص ل إلى ذل ك الق در من
التنظيم ات الوظيفي ة ال تي تأخ ذ في ه الترقي ة المع نى الس ابق و ذل ك المع نى ال ي أتي إال بع د
إجراء عمليات واسعة من تحليل وتوصيف و تقييم الوظائف. 1
و من جهة يري عمار عوابدي أن الترقية هي":عملية إدارية فنية قانونية تنقل و ترفع
العامل في نطا ق المبادئ و األساليب و اإلجراءات القانونية و الالئحية المقررة في
وظيفة أو في منصب عمل أعلى درجة في السلم التدرج اإلداري و الوظيفي للمنظمة
بانتظام من أجل تحقيق المصلحة العامة ".
كما عرفها الدكتور سعيد مقدم الذي ربط مفهوم الترقية عموما بتقييم أداء كل موظف أثناء
مساره المهني،و هذا تقييم مستمر و دوري يهدف إلى تقدير كل مؤهالته المهنية،أو في
2
الرتب أو إلى منح مجموعة من امتيازات مرتبطة بمرودية و تحسين في األداء".
نظم القانون األساسي العام للوظيفة العمومية سنة 1966م نظام الترقية و قسمها إلى
ثالثة أنواع متمثلة في ترقية في السلم وظيفي إلى سلم آخر أعلى منه ،وترقية من درجة
عبد العزيز الجوهري الوظيفة العامة ،دراسة مقارنة مع التركيز على التشريع الجزائري،ديوان المطبوعات 1
21
إلى درجة أخرى من نفس السلم الوظيفي،و ترقية من سلك الوظيفي إلى سلك أخر أعلى
1
منه.
تصدر الترقية من جهة مختصة بقرار نقل الموظف إلى وظيفة أعلى في المستوى
التنظيم اإلداري مكان وظيفته،ونعني بذلك نقله من وضع وظيفي أقل إلى وضع وظيفي
أرقى،ويجب أن يتحمل الموظف بموجب هذه الترقية كل المسؤوليات و كل المهام التي
خولت له و هذا األمر الذي يؤدي به إلى تحسين مستواه و مركزه من ناحيتين المالية
المتمثلة في زيادة في أجره أو مرتبه و العالوات ،و من ناحية األدبية المتمثلة في تكليف
2
الموظف بمسؤوليات و مهام أكبر.
-1تعد الترقية من أكثر الوسائل الضرورية و الالزمة في الهرم اإلداري و التي يمكن
من خاللها أن تتطور في المجتمعات و تتضمن كل الكفاءات المهنية للموظفين من
العناصر الهامة لتقدم اإلدارة،كما يجب أن يقوم الموظف و يسعى جاهد اإلثبات قدرته و
شمس الدين بشير الشريف،الجدارة في تقلد الوظيفة العمومية بين النظرية و التطبيق، ،جامعة سطيف الجزائر،دار 1
22
كفاءته المهنية و أن يتفانى في عمله الذي خولته له اإلدارة لكي يرقى للوظائف
العليا ،وللترقية مجموعة من المزايا المعنوية و المادية والتي تعتبر حافزا مباشر للموظفين
و تشجيعهم على النمو و التطور بكفاءاتهم و إتقان كل أعمالهم.
-2كما أنها من أكثر و أهم الدعامات التي من خاللها تقوم عليها الوظيفة العامة ،فهي
تحقق غرضين في آن واحد حيث تضمن للموظف المجد و تعطيه نفعا معنويا كبير يتمثل
في ترقية
23
الوظيفة األعلى له،ونفعا ماديا أيضا الذي يتجسد في زيادة مرتبه ،أن نظام الترقية يساهم
في االحتفاظ على الجهاز اإلداري بالعقول و الخيرات التي ساهمت الدولة في تأهيلها
وأيضا فيمنعها بالتسرب إلى القطاعات الخاصة أو خارج الدولة بحثا عن الحوافز
1
الوظيفية التي من خاللها يظهر نوع من اإلبداع.
-3كما أن الترقية ليست بشيء جديدا و أنما هي موجودة منذ القدم في القرآن الكريم
حيث حث القرآن الكريم على مكافأة اإلنسان على قيامه بعمله في قول اهلل تعالى" :أم لم
ينبأ بما في صحف موسى﴿" ﴾36و إبراهيم الذي وفى"﴿" ﴾37أال تزر وازرة وزر
أخرى" ﴿" ﴾38أن ليس لإلنسان إال ما سعى"﴿" ﴾39وأن سعيه سوف يرى"﴿ ﴾40سورة
النجم اآلية ()40-36
وقال اهلل تعالى ":فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره" ﴿"﴾07ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره""
﴿.﴾08سورة الزلزلة اآليتان ( ،)08-07ومالحظ من هذا أن الشريعة اإلسالمية نظمت
الحياة بصورة كاملة ومنها شؤون الوظيفة العامة فقد عرف النظام اإلسالمي ترقية
الموظفين منذ انفجاره ،فعن أبو بكر الصديق رضي اهلل عنه عندما كتب رسالة وبعثها مع
يزيد بن أبي سفيان إلى الشام قال فيها ":إني قد وليتك ألبوك وأجربك و أخرجك ،فإن
".2أحسنت رددتك إلى عملك و زدتك ،وإ ن أس ــأت عزلتك
-4و لترقية الموظف فقد استقر الفقه و القضاء اإلداريين وعليه يتوجب على اإلدارة أن
تضمن هذا الحق لموظفيها و ذلك من خالل مجموعة األنظمة الدقيقة ألن إذا غابت اآلفاق
المهنية يقود الموظفين الطموحين وأصحاب الكفاءات إلى مغادرة المؤسسة التي تكفل
لتحقيق العدالة و المساواة وتعيين األسس الموضوعية والتي تكون بعيدة عن األهواء و
3
النزاعات الشخصية بين كل الموظفين.
وليـد سعود القاضي،ترقية الموظف العام (،دراسة مقارنة)،كلية الحقوق ،جامعة األردنية ،دار الثقافة للنشر و التوزيع(، 1
24
4
-5إن نظام الترقية يعد من أهم الحوافز للتنمية الذاتية،والذي يثري الجهاز اإلداري.
-1إتاحة فرص الترقية أمام المرشحين2،وغرس حافز في الموظف لبذل أقصى جهد
3
والمهارة لنيل أو الفوز بالترقية.
- 2خلق روح من التنافس بين الموظفين مما يدفعهم إلى تحسين اإلنتاج و اإلنتاجية التي
تعمل على رفع معنويات لدى الموظفين خاصة إذا كانت اإلدارة هامة في إبراز أهميتها
4
من حيث إتقان الرؤساء لدورهم في تحفيز الموظفين.
-3رفع روح المعنوية للموظفين و تحسين ظروف العمل،وضمان ترقية أفضل المترشحين
5
لشغل الوظائف العليا.
-4توسيع و توزيع مجاالت الخبرة و المعرفة من خالل الحركة األفقية ،لجذب و استثمار
6
الطاقات اإلنتاجية التي تتوفر في الموارد البشرية.
نص األمر رقم 03-06على الترقية بمختلف أنواعها و ذلك بزيادة في الرواتب
محـمد يوسف المعداوي ،الوظيفة العامة في النظم المقارنة و التشريع الجزائري،ديوان المطبوعات الجامعية الساحة 2
جبلي فاتح(،الترقية الوظيفية واالستقرار المهني) (،دراسة حالة المؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت وحدة لخروب 4
قسنطينة) مذكرة مكملة لنيل شهادة ماجستير في علم االجتماع تخصص تنمية وتسيير الموارد البشرية ،جامعة منتوري
قسنطينة ،سنة 2005م2006/م ،ص .32
محمـد يوسف المعداوي،مرجع سابق،ص .70 5
25
باإلضافة إلى الكثير من التغييرات في المهام و مسؤوليات الموظف في أنواع عديدة و
معينة.
الترقية تعتبر من الدعائم األساسية التي يقوم من خاللها النظام المغلق في الوظيفة
العمومية ،و في هذا النظام عادة ما يعين في الراتب الدنيا في السلم اإلداري و يصنف في
مجموعات من سلك إلى سلك أعلى،وينتقل من مجموعة إلى مجموعة أخرى و هذا ضمن
مقومات محدد و إجراءات قانونية.
الترقية تتسم بالطابع الدوري و االستمرارية التي ترتبط بتقييم أداء الموظف في مساره
المهني ويتم هذا لغرض تقدير مؤهالت و ضمان حسن سير الوظيفة و يسعى لتحقيق
وضعه االجتماعي.
تعتبر الترقية من أهم الحوافز في الوظيفة العمومية ومن الحوافز اإليجابية التي يطمح
من خالله الموظف على تحسين و رفع مستوى المادي و االجتماعي و يمكن حتى أن
يواصل دارسته و ذلك بترخيص من اإلدارة للحصول على الشهادات العليا و تحصيل
مستواه العلمي من أجل أن تكون له القدرة على تولي الوظائف في المراتب األعلى أو في
1
المجموعات التي تتناسب مع كفاءاته و مؤهالته في الوظيفة الجديدة.
26
للترقية في الوظيفة العمومية خصوصية التي ترتبط بالعمليات الفعالة و المتعلقة بتسيير
المس ار المه ني للموظ ف ،فالم ادة 98من األم ر 03-06ال تي تؤك د ب أن الترقي ة في
الدرجات و الترقية في الرتبة تقوم و ترتكز على التقييم ،كما يدخل في تقييم معدل النقاط
التي يحصل عليها في التقديرات العام و اللذان يخضعان للسلطة التقديرية وهذا ما جاء
في التعليم ة رقم 05المؤرخ ة في ،03/07/1968و له ذا نق ول أن التق ييم ل ه ص لة وثيق ة
بالترقي ة في اإلدارات و المؤسس ات العمومي ة في الجزائر و هذا بعد األه داف التقييم التي
فالمس ؤولين على عملي ة التق ييم يقوم ون ب ه دون اح ترام ج اءت في األم ر .03-06
مع ايير التق ييم المعتم دة ،ومن جه ة أخ رى يعت بر التك وين المتخص ص في الحص ول على
الشهادات المطلوبة من طرف الترقية في الرتبة و هادا ما أكدت عليه المادتين من األمر
1
03-06المادة 107و. 109
قد نصت مجموعة النصوص القانونية المنظمة للوظيفة العمومية التي يخضع من
خاللها الموظف لقيامه بالخدمة النظام التنقيطي وهذا من حق السلطة التي لها حق التعيين
حيث تقوم هذه السلطة بوضع نقاط مرقمة للموظف وكل بناء على اقتراحات رئيس
3
المصلحة والذي يبين القيمة المهنية للموظف.
محـمد أنس قاسم ،مذكرات في الوظيفة العامة ،معهد العلوم القانونية و اإلدارية،ديوان المطبوعات الجامعية 3
27
لقد نص المشرع الجزائري في المادة 106من األمر 03-06على " تتمثل الترقية في
الدرجة على االنتقال من درجة إلى درجة أعلة مباشرة و تتم بصفة مستمرة حسب الوتائر
و الكيفيات التي تحدد عن طريق التنظيم"،من خاللها يفهم أن الترقية في الدرجة و هي
صعود الموظف من درجة إلى درجة أعلى منها مباشرة وهذا بعد توفر شرط األقدمية
المطلوبة في السن المعين تبعا إلى تنقيط السلطة المختصة بالتعيين ،فالموظف بحكم طبيعة
مركزه القانوني و من خالل حياته المهنية يحق له أن يطمح في تكوين و تحسين من
مستواه بصفة تدرجية طوال هذه المدة و هذا دون تغيير من طبيعة عمله أو مدى
مسؤوليته في عملية تطور من منصبه أو رتبته.1
و نعني بمصطلح الترقية في الدرجة التقديم في السلم اإلداري،من خالله يشكل تطور
خطي بالنسبة للزمن الذي قد قضى داخل اإلدارة ،وعن تراكم األقدمية فالموظف الذي
ينتقل في درجات السلم و يترجم هذا االنتقال آليا بربح مالي،و تبعا للسلطة التي لها
صالحيات التعيين و هذا بعد إجراء مجموعات من الدورات التكوينية مما يؤدي إلى الذين
ال تتوافر فيهم شروط األقدمية وكلهم يخضعون إلى دورة تكوينية و التي تؤهلهم للوصول
إلى معيار األقدمية المطلوبة لالنتقال إلى درجات أعلى و ترقية الدرجة.
و قد تتم الترقية في الدرجة على ثالث وتائر و هي:المدة الدنيا،المدة الوسطى،المدة
القصوى.
الــجدول(.)01
رابح مقيحة "،إشكالية الترقية في المسارات المهنية بين الطموحات الوظيفية والعراقيل القانونية"،مجلة دراسات في 1
علم اجتماع المنظمات،جامعة الجزائر ،03العدد 2016 /06 /30 ،1م ،ص .12
28
1
و توزع و تنقسم هذه الوتائر على 12درجة وفق لنص المادة 11من المرسوم الرئاسي
رقم 304- 07المؤرخ في 29سبتمبر 2007المحدد للشبكة االستداللية لنظام دفع
2
مرتبات و رواتب الموظفين.
ولقد صنف المشرع الجزائري في المادة الثامنة من قانون الوظيفة العمومية بخصوص
المرتبات للموظفين و هذا حسب المؤهالت المطلوبة في المجموعات األربعة هي:
_ 1المجموعة "أ" و التي تضم مجموع الموظفين الحائزين على مستوى التأهيل المطلوبة
لممارسة نشاطات التصميم و البحث و الدراسات أو كل مستوى تأهيل مماثل.
_3المجموعة "ج" و التي تضم مجموع الموظفين الحائزين على مستوى التأهيل
المطلوب لممارسة نشاطات التحكيم أو كل مستوى تأهيل مماثل.
هاشمي خرفي،ا لوظيفة العمومية على ضوء التشريعات الجزائرية وبعض التجارب األجنبية ،دار هومة ،الجزائر(ب 1
دفع مرتبات و رواتب الموظفين و نظام دفع رواتبهم ،الجريدة الرسمية،العدد ، 61السنة ،2007ص . 12
رابح مقيحة ،مرجع سابق ،ص .12 3
29
_4المجموعة "د" و تضم مجموع الموظفين الحائزين على مستوى التأهيل المطلوب
1
لممارسة نشاطات التنفيذ أو كل مستوى تأهيل مماثل.
يقوم الموظف خالل مساره المهني على شهادة و التي من حقه أن تنعكس إيجابا على
كيفية وضعه الوظيفي ،فيقوم بترقيته من رتبته إلى رتبة أخرى و هذا ما نص على
المشرع الجزائري في المرسوم 59-85المتضمن للقانون األساسي النموذجي لعمال
المؤسسات و اإلدارات العمومية و هذه من بين فئتين المستفيدين من هذه الترقيات ،و تظم
الفئة االولى جميع الموظفين الذين يتحصلون على مؤهالت و الشهادات المطلوبة في
2
الوظائف الشاغرة.
ونقص د في ه ذه الحال ة أن اإلدارة العمومي ة تق وم بمنح فرص ة لتك وين بعض من
الم وظفين من خالل مس ارهم المه ني عن طري ق إرس الهم إلى معاه د و م دارس
متخصص ة س وء ك انت جهوي ة أو وطني ة أو دولي ة وه ذا لني ل ش هادات و اكتس اب
مجموع ة م الخ برات و المه ارات ال تي من ش أنها ت ؤهالهم للترقي ة في ال رتب العلي ا و
3
ذلك طبقا لتنظيم المعمول به مع مراعاة جميع اإلجراءات المعلن عنه.
و ه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة 107من األم ر 03-06ال تي ج اءت على أن الترقي ة في
الرتبة أو بناء على االمتحان المهني أو الفحص المهني ،4وهذا من المرسوم التنفيذي رقم
293-29المتعل ق بكيفي ات تنظيم المس ابقات و االمتحان ات و االختب ارات المهني ة داخ ل
المؤسس ات و اإلدارات العمومي ة،و ه ذا من أج ل تحدي د ك ل القواع د المش تركة ال تي له ا
30
عالق ة في تط بيق االمتحان ات و المس ابقات و االختب ارات المهني ة ال تي من خالله ا يلتح ق
الموظ ف بمجم وع األس الك اإلدارات العمومي ة وه دا م ا أكدت ه المديري ة العام ة للوظيف ة
العامة بشأن التعليمية الوزارية المشتركة رقم 08المؤرخة في 18أكتوبر 2004المعدلة
و المتمم ة ،م ع الجه ات المخول ة مهني ا م ع تس توفي الموظ ف بترقيت ه من رتب ة إلى رتب ة
1
جديدة أعلى منها.
و ق د اعتم د ه ذا الن وع على عناص ر الكف اءة و على االنج ازات و األس س ال تي يحققه ا
الموظف من هدف الترقية ،بإيجاد مجموعة من الحوافز لدى الموظفين لزيادة كفاءتهم و
تحس ين أدائهم للمه ام الموكل ة لهم،و ك ل ه ذا يتماش ى م ع اإلس تراتيجيات اإلداري ة الس ليمة
الختيار أفصل و أحسن العناصر و عن حرية اإلدارة في اختيار الموظف الصالح للترقية
و التي تكون فيها حرية اإلدارة المطلقة و مفيدة لمعايير معينة و قد تتعلق باألقديمة و قد
تتعل ق بالكف اءة م ع اإلش ارة إلى معظم ال دول المعاص ر حالي ا و وض عت ه ذه األخ يرة ع دة
أس س و مع ايير لالختي ار و أص بحت س لطة اإلدارة مفي دة ،حيث أض اف األس تاذ محـمد
الطم اوي في ه ذا ش أن أن ه إذا لم يوض ع نظ ام ص الح للترقي ة دب الفس اد في اإلدارة و
سادتها الفوضى فإن جعلت الترقيات منوطة بالوساطة و المحسوبية فلن يعمل أحد سواء
من ال وساطة له ألنه يعلم تنقصه الوسيلة خاصة للترقية و ال المحظوظ ذو الوساطة ألنه
يعلم أن وسيلة الترقية هي شيء أخر عمد التفاني في العمل و هكذا تضيع مصالح الناس
بين اليأس و االستهتار ،يتحكم في تنظيم اإلختيار ثالثة معايير أساسية وهي:
_1االمتحانات.
2مصطفى جغيدل(،نظام الترقية في الوظيفة العامة)،رسالة ماجستير،كلية الحقوق،جامعة محمد خيضر،بسكرة/ 2013،
، 2014ص.22
31
خامسا :الترقية االستثنائية.
و يختص هذا النوع من الترقيات موظفي بعض القطاعات و مكافأة كل األعمال البطولية
أو المخاطر التي يتعرض لها الموظفين من خالل القيام بمهامهم و قد جاءت المادة 57
من
القانون األساسي النموذجي على مجموعة القوانين األساسية الخاصة على إمكانية تحديد و
تدقيق للرتب و األسالك التي قد يطبق عليها القانون هذه الترقيات و التي يمكن العمل بها
في كل األحوال إال في حدود ،%5من عدد المناصب المطلوب شغلها،و قد جاء في
التعليمة رقم 240المؤرخة في 15ماي 1955الصادرة عن المديرية العامة للوظيف
1
العمومي و التي أحاطت بمجموعة من الشروط إجرائية المقيدة:
-1القيام بعمل شجاع أو بطـولي معترف به أو إثبات و استحقاق شخصي مميز.
-2تقديم التقرير معللة و مفصلة عن ظروف القيام بهذا العمل االستثنائي أو التحلي بكل
االستحقاق الشخصي،للحصول على رأي مطابق للجنة المتساوية األعضاء و غالبا من
تصدر هذه الترقيات على موظفين في سلكي رجال األمن و رجال المطافئ مثال،من خالل
2
و االحتفاالت التكريمية التي تنظمها القطاعات المعينة و ذلك لالعتراف بالجميل.
المطلب الثالث :شروط و إجراءات نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي الجزائري.
وتقتضي الترقية بنقل الشخص من وظيفة إلى أخرى وهذا يتطلب منا الكثير من
المسؤوليات و ويجب أن يتحمل الموظف كل األعباء مقابل في الزيادة في مرتبه و أن
.يحمل معنى التقدير من جانب المؤسسة لجهوده في فترة خدمته داخل اإلدارة
و عليه يجب توافر مجموعة من الشروط واإلجراءات التي يجب أن تكون موجودة
3
في الشخص المراد ترقيته في المكان المناسب أو في الوظيفة المناسبة له.
الفرع األول :شروط نظام الترقية.
يقوم نظام الترقية على مجموعة من الشروط أهمها :
أوال :شروط الترقية في الدرجات.
32
يمكن تلخيص الشروط الترقية بالدرجات كاآلتي:
أ-شرط األقدمية :نصت عليه المادة 11من المرسوم الرئاسي رقم 304-07المؤرخ في
.29
سبتمبر 2007المحدد للشبكة االستداللية لنظام دفع مرتبات و رواتب الموظفين و
توزع و تنقسم هذه الوتائر على 12درجة.
ب-شرط التنقيط :و نقصد بعملية التنقيط الحصول على تقييم الموظف 1من السلطة
المعنية التي لها كامل الصالحيات التعيين ،وإ ن النقطة التي يتحصل عليها الموظف سنويا
لها دورا كبيرا في ترقيته 2،فالتنقيط يعتبر آلية لتقييم أداء الموظف.
ونصت المادة 02من مرسوم التنفيذي رقم" :165-19يخضع الموظف،أثناء مساره
المهني إلى تقييم متواصل ودوري من طرف مسؤوليته السلميين ،يهدف إلى تقرير
مؤهالته المهنية وفقا لمناهج تقييم بالنظر لخصوصيات رتبة انتمائه وطبيعته نشاطات
الهيكل الذي ينتمي إليه" ،3فال يستفيد من عملية التنقيط إال الموظف الذي تم ترسيمه في
منصبه ،والتي تكون بالنقاط الممنوحة للموظف من عنصرين هما :نقطة عددية و مالحظة
4
عامة يفصح فيها للموظف عن قيمته المهنية .
تقييم مصطلح مرادف لعدة تسميات نذكر منها :تقييم األداء ،قياس األداء ،تقرير األداء ،التقرير 31
33
5
م،ص .59أبو السعود ،االتجاهات الحديثة لقياس و تقييم أداء الموظفين منشأة المعارف ،اإلسكندرية (ب ط)،2004
أحمد
34
3-شرط التسجيل في جدول الترقية.
ال يمكن للموظف أن يستفيد من الترقية بنوعيها ،إال إذا كان مسجال في جداول الترقية
الذي تحضره اإلدارة في كل سنة.
- 4شرط أن تكون الترقية من درجة إلى الدرجة األعلى منها مباشرة.
يجب أن تكون الترقية من درجة إلى درجة أخرى أعلى منها مباشرة ،ألن القانون قد
1
منع القفز بالدرجات وهذا حسب نص المادة 10من المرسوم الرئاسي رقم.304- 07
وضع المشرع الجزائري الترقية في الرتبة إطارا قانونيا و قد حدد له مجموعة من
المعايير و األساليب و هذا ما نصت عليه المادة 38من األمر 03-06على أنه":
للموظف حق في التكوين و تحسين المستوى و الترقية في الرتبة خالل حياته
المهنية"،وجاء المشرع بمجموعة من الشروط حسب كل حالة و هي:
_1يجب أن تكون الترقية إلى درجة شاغرة و لها تمويل كبير في الميزانية.
_3أن تكون الترقية من درجة إلى درجة أعلى منها في السلم اإلداري.
نموذج توضيحي لتقييم أداء الموظفين من مصلحة المستخدمين جامعة محمد خيضر بسكرة. 1
35
يتعين على الموظفين الذين يخضعون ألالمتحان المهني أن تتوفر فيهم مجموعة من
الشروط و التي تكون في مقدمتها شرط األقدمية في الرتبة،و التي يجب تبلغ 05سنوات
من الخدمة الفعلية و هذا حسب القوانين األساسية المعمول بها حاليا في حدود %30من
المناصب الشاغرة داخل اإلدارة.
الشرط األول :ويتمثل في األقدمية في السلك،و يعني أن يستوفى الموظف عدد السنوات
المطلوبة في الرتبة ،لكن القانون األساسي لم يفصل بشكل نهائي فقد ترك مهمة تحديدها
للقوانين الخاصة حسب المرسوم 224-89المؤرخ في 5ديسمبر 1989المتضمن
القانون األساسي الخاص المطبق على الموظفين المنتمين لألسالك المشتركة للمؤسسات و
اإلدارات العمومية.
الشرط الثاني :يجب توفر فيهم شرط األقدمية و وجوب تسجيل الموظفين في قوائم التأهيل
في كل سنة حسب المناصب الشاغرة و المخصصة في حدود %10بعد استشارة كل من
1
اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء.
تمر عملية الترقية بعدة مراحل وإ جراءات يمكن إيجازها فيما يلي:
_1في نهاية السنة تقوم اإلدارة بتحضير بطاقات التنقيط السنوية لجميع الموظفين و
إرسالها إلى مسؤوليهم المباشرين المشرفين عنهم و ذلك من خالل منحهم نقاط مرقمة و
التي يرفق بها في التقدير العام و الذي يقدم إلى اللجنة المتساوية األعضاء المختصة مع
تبين القيمة المهنية للموظفين أثناء أداء لواجباتهم.
36
_2بعد القيام بإرسال بطاقة التنقيط السنوية المستخدمة لإلدارة ،يجب إرفاق بأخر
مستخرج أو قرار ترقية الموظف في الرتبة و كذا بقرار يمنح األقدمية إلى الجنوب في
حالة اإلحالة أو االستيداع و هذا أن وجد وحسب ترتيب األسالك و الرتب،وداخل كل رتبة
يتم ترتيبهم حسب الدرجات المشغولة و هذا بتحديد عدد كل درجة ،و يتم إعداد جدول
الترقية الذي يتوقف بتاريخ 31ديسمبر من السنة الماضية.
_ 3يقوم رئيس اللجنة المتساوية األعضاء بإستداعهم ،و يقوم بتحديد جدول أعمال اللجنة
وموعد تجمع فيه
_4تكون الترقية في الدرجة للموظف الموجود في العطلة المرضية طويلة المدى على
أساس المدة المتوسطة و ذلك بقرار فردي خارج عن جدول الترقية.
_5تعمل لجنة المتساوية األعضاء على دارسة جميع ملفات الموظفين بجدول الترقية وذلك
بتحرير محضر االجتماع الذي يتم إمضاؤه من طرف اللجنة المتساوية األعضاء و يرسل
المحضر إلى السلطات اإلدارية المختصة التي لها سلطة التعيين ،و بعدها يتم استخدام
1
قرارات فردية للترقية ولكل موظف.
_1تمتلك السلطات التي لها صالحيات بأخذ قرار فتح االمتحان المهني ،و هذا ما جاء
في نص المادة 02من المرسوم رقم 145-66المتعلق بتحرير و نشر بعض القرارات
ذات طابع تنظيمي أو فردي الذي يهتم بوضعية الموظفين.
_2نصت المادة 12من األمر رقم 194-12على وجوب إشهار فاالمتحانات المهنية
وفق الكيفيات المحدد في أجال أقصاه سبعة أيام عمل ،ابتداء من تاريخ الحصول الرأي
المطابع للمصالح الوظيفة العمومية.
يجب أن يحتوي ملف الترشح على مجموعة من الوثائق التي جاءت في التعليمة ثامنة
المؤرخة في 10أفريل .2004
37
طلبي خطي للمشاركة في االمتحان المهني. -
نسخة من قرار التعيين أو التثبيت حسب الحالة المعنية. -
يجب االقتضاء على نسخة من شهادة تثبيت صفة العضوية في صفوف جيش -
1
التحرير الوطني أو المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني أو أرملة أو ابن شهيد.
_1الترقية االختيارية تتم بعد المصادقة على المخطط السنوي لتسيير الموارد البشرية من
طرف مصالح الوظيفة العمومية ،في حدود %10من المناصب الشاغرة.
_2تقوم اإلدارة المعنية لعملية اإلحصاء الموظفين التي تتوافر فيهم مجموعة من الشروط
القانونية و الذين يثبتون أقدميه في الرتب و التي تقدر ب 10سنوات ،مع النظر في
ملفات المعنيين من أجل استخراج قرارات التعيين.
_3تقوم اإلدارة بعد جمع جميع ملفات المترشحين بدارسة شاملة و دقيقة والتي علة أثرها
يتم إعداد قوائم التأهيل التي تعد في 31ديسمبر ،ومن خاللها تنشر القوائم االسمية حسب
الرتبة و حسب السلك في مكان العمل المناسب.
_4يجب تمديد مدة اإلشهار لمدة كافية ،بحيث يسمح بعدد كبير من المترشحين.
_5يمكن دارسة الطعون التي يتقدم بها الموظفين الغير المسجلين في قائمة التأهل من
طرف المصلحة المتخصصة.
_6يجب إعداد قوائم المترشحين حسب األسالك و الرتب و وفق درجة االستحقاق و
األخذ بعين االعتبار األقدمية المكتسبة ،ولهذا يتم استدعاء اللجنة المتساوية األعضاء و
2
يحدد فيه جداول األعمال مع يوم االجتماع.
38
المبحث الثاني :معايير نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي الجزائري.
يعتبر معيار الترقية أهم عائق يواجه القائم على نظم الوظيفة العامة ،فمن المعتاد قد يزيد
عدد الموظفين الصالحين لترقية عن عدد الوظائف المتاحة ،وغالبا نتبع مجموعة من
األسس والمعايير لترقية الموظفين نستدرجها في مجموعة من المطالب وهي كالتالي:
يعتبر أسلوب الترقية األقدمية من األساليب التي يرقى فيها الموظف تلقائيا و ذلك وفق
لتسلسله موقعه في قائمة الموظفين ،فيتم انتقال الموظف القدم الذي أمضى الفترة المحددة
لترقية سواء لدرجة أو الوظيفة األعلى متى كانت شاغرة كما أنه يتوافق مع أن الكفاءة
المهنية والخبرة الحقيقة.
تمنح األولوية في الترقية للموظف الذي قضى في وظيفته أطول من الفترة التي قضاها
زمالءه ويمكن أن يسبب هذا األسلوب إلى وضع أشخاص غير أكفاء في المنصب مما
1
يؤدي إلى إضعاف الألداء.
ويقصد بها مرور فترة زمنية معينة على تولي الموظف مهام وظيفته ليصبح بعدها
2
مرشح للصعود للوظيفة أخرى أعلى منها درجة.
بدر بن أحمد علي العمري"،استقطاب الموارد البشرية " ،المجلة العربية للنشر العلمي ،وزارة المالية -المملكة العربية 1
39
-1يمتاز معيار األقدمية بالوضوح والبساطة عند تطبيقه.
-3يشكل معيار األقدمية ضمانة أكيدة وحماية محققة للموظف من تعسف جهة اإلدارة.
-4تطبيق معيار األقدمية يؤدي إلى اكتساب الموظفين للخبرة المطلوبة لتحسن الوظائف
القيادية واإلشرافية في الدولة .
- 1يودي اعتماد على معيار األقدمية إلى تفشي روح التهاون وعدم المباالة حيث يصبح
الموظف غير مكترث لعمله.
1
.وليد سعود القاضي،مرجع السابق،ص،ص119 ،118 :
40
-3إن االعتماد على األقدمية يؤدي إلى إحباط العاملين المجددين ،و شعورهم بعدم
1
الرضا من صغار الموظفين ذوي الخبرات مما يؤدي إلى يأسهم.
- 4إن القول بأن أعمال مبدأ األقدمية يجعل اإلدارة تهتم بالموظف من خالل إلحاقه ببرامج
تدريبية قول غير صحيح ،إذ يجب على اإلدارة أن تهتم بتدريب الموظفها ،بغض النظر
عن الطريقة أو األسلوب الذي تنتهجه لترقيتهم .
-5األخذ بأسلوب األقدمية كمعيار للترقية فإنها تكافئ الموظف لقاء الفترة الزمنية التي
2
قضاها في منصبه يعد ظالما لذوي الكفاءات العالية .
تحتوي هذه الطريقة على فكرة االستفادة من مزايا كل من نظام الترقية و نظام الجدارة،و
كيفية التمييز بين مجموعة من الوظائف العليا و الوظائف الدنيا الروتينية و تتطلب هذه
القدرات العالية و المهارات التي تتوافر في جميع المترشحين.
المترشحين وفي تساوي المترشحين يتعين الرجوع إلى معيار األقدمية،3هي التي تحدد
أولوية الترقي ،فالهدف منها هو إيجاد حافز لدى موظفين لزيادة كفاءاتهم وتحسين مستوى
4
أدائهم عند القيام بأعباء وظائفهم الحالية.
1
.نسيمة أحمد الصيد ،مرجع سابق،ص 12
2
.وليد سعود القاضي ،مرجع سابق،ص 125
شمس الدين بشير الشريف،مرجع سابق ،ص . 90 3
4
.محمد يوسف المعداوي ،مرجع سابق ،ص 72
5فاتح جبلي ،مرجع سابق ،ص .38
41
هي المعيار الثاني الذي يعزز أحقية الترقية ،ويعكس هذا المعيار القدرة على األداء في
1
وظائف عديدة وفي مختلف الوسائل اإلدارية.
2
بمثابة جواز سفر للوصول إلى الوظيفة األعلى في السلطات ولمسؤولياته األجر.
- 5شعور الموظفون غير األكفاء بوجوب االلتحاق بدورات تدريبيه لتحسين مستويات
أدائهم أو تقوية صالتهم أو عالقاتهم بمن هم أكفاء منهم للتعلم واالستفادة.
-1إساءة التطبيق من قبل الرؤساء أو صعوبة تحديد معايير قياس الجدارة أو الكفاءة.
2
.نسيمة أحمد الصيد،مرجع سابق ص 12
3
.محـمد يوسف معداوي،مرجع سابق ،ص 73
42
- 3يصعب التطبيق الكفاءة لتعذر المقارنة بين أنماط السلوك و أساليب التعامل التي
يمارسها العاملون في أداء واجباتهم ،كما أن هذا المعيار يكلف بعض الوقت و الجهد
1
لوضع األسس والمؤشرات أو إلجراء المقابالت و االختبارات.
1
.مـحمد أحمد عبد النبي،مرجع سابق،ص ص146،147 :
43
المطلب الثالث :الترقية على أساس األقدمية والكفاءة معا.
ليس غريبا أن معظم الدول تأخذ بعدة معايير لترقية موظفيها ،فنظام الترقية ال يقتصر
على معيار واحد يمكن دمج كل من األقدمية و الكفاءة معا و المؤكد أن هذا الدمج يضمن
حقوق الموظفين واإلدارة أيضا.
وتقوم هذه الطريقة على فكرة االستفادة من مزايا كل من نظام الترقية باألقديمة ونظام
الترقية بالجدارة وهنا يتم التمييز بين الوظائف العليا والوظائف التخصصية والوظائف
وبنسبة للوظيفة العليا يجب أن تتم الترقية على 1
الدنيا الروتينية.
أساس الكفاءة ألنها تتطلب مهارات وقدرات إدارية ربما ال تتوفر في جميع
المرشحين،على أساس األقدمية فقط ولكن إذا تساوت كفاءة المرشحين لترقية فال بد من
إما بخصوص 2
الرجوع إلى األقدمية.
الوظائف التخصصية فيفضل تخصيص نسبة معينة منها لترقية على أساس الكفاءة ونسبة
3
أخرى تتم الترقية إليها باعتماد على معيار األقدمية.
أما بالنسبة للوظائف الدنيا الروتينية فإنها ال تحتاج إلى مهارات وقدرات كبيرة ،فيفضل أن
4
تتم الترقية على أساس األقدمية.
يمتاز هذا األساس باعتماد على األقدمية مع إتاحة الفرص للكفاءات دون االعتبارات
الزمنية المحددة في معيار األقدمية أي أن المجال للترقية مفتوح للقدماء وأصحاب
الكفاءات .
1
.شمس الدين بشير الشريف،مرجع سابق ،ص 90
2
.محـمد يوسف المعداوي،مرجع سابق ،ص 76
3
.شمس الدين بشير الشريف ،مرجع سابق،ص 90
4
.مـحمد يوسف المعداوي ،مرجع سابق ،ص 76
44
-1وجود وظائف شاغرة يمكن ترقية الموظفين إليها.
-2أن يكون الجهاز اإلداري منظما مرتبا كل الوظائف و محددا مسؤوليات كل وظيفة
على حدى.
-3يجب أن يتم تدريب كل موظف أو بممارسة الفعلية قبل مدى من محددة قبل صدور
قرار الترقية ليكون جاهزا للمنصب الجديد.
-4يجب أن تتوافر لدى كل موظف الذي سيترقى شروط ومتطلبات كاتخاذ القرارات
الخبرة العملية و المهارة.
-6المراعاة للتدرج الهرمي في الوظيفية فكما ترقى الموظف زادت مسؤولياته و زادت
فرصه في وصول أعلى المراتب ،و العكس. 1
يوجد عدة حاالت يحرم الموظف العام فيها من الترقية رغم انه يستوفي كل الشروط
المطلوبة لترقية بسبب موانع أو عوائق التي تحرمه من الترقية.
قد يرجع سبب هذه الموانع إلى مانعين أساسيين األول وهو مانع متعلق بالقيود العامة
الواردة على الترقية للموظف العام و الثاني متعلق بالقيود الخاصة الواردة على ترقية
الموظف العام في وظيفته.
الشائع أن الموانع أنها سبب من األسباب التي تحول بين الموظف و ترقيته ولإلدارة سلطة
اإلصدار قرار الترقية وال يجوز لإلدارة إصدار قرار ترقية لموظف لديه مانع من موانع
مصطفى نجيب شاويش ،إدارة الموارد البشرية (إدارة األفراد)،الطبعة الثالثة،دار الشروق للنشر و التوزيع عمان، 1
45
الترقية ،فقد يحال الموظف إلى المحكمة أثناء ممارسة مهامه ينتج عنها توقيفه من العمل
أو يتعرض إلى عقوبة تأديبية.
تعد اإلحالة إلى المحكمة مانع من موانع الترقية ،إذ تقتضي التشريعات المتعلقة بالوظيفة
العامة بعدم جواز النظر في ترقية الموظف المحال إلى "المحاكمة التأديبية" ،1أو المحاكمة
الجنائية خالل مدة إحالته وتعالج ترقيته بعد انتهاء المحاكمة،2اإلحالة إلى المحاكمة التأديبية
هي إجراء قانوني وقائي مؤقت يتم بصدور قرار اإلحالة من الجهة اإلدارية التي يحددها
القانون.3
وبمعناها العام فالمحكمة االنضباطية هو صدور قرار اإلحالة من الجهة اإلدارية المختصة
4.وتنصرف اإلحالة إلى المحاكمة
تفرض السلطة المعنية عقوبات على الموظف العام الذي ارتكاب األخطاء التي من
شأنها أن تؤدي مباشرة إلى تجميد مركزه القانوني،5حيث صنف األمر 03-06أن
مرتكب األخطاء الجسيمة إلى الشطب من قائمة التأهيل أو الفصل المباشر عن عمل أو
6.لوقت محدد أو التنزيل لدرجة أو درجتين أو تنزيل لدرجة السفلى مباشرة
1تختلف"الجريمة التأديبية عن الجريمة الجزائية من حيث وصفها القانوني ،حيث توصف الجريمة التأديبية على انها
إخالل الموظف بالواجبات الوظيفية أو الخروج عن مقتضياتها أو ارتكابها خارج الوظيفة العامة بما قد ينعكس عليها
انظر:
احمد بن المالك "،النظام القانوني للمحاكمة التأديبية في التشريع الجزائري" ،المجلة الجزائية للدراسات التاريخية و
.20 القانونية المجلد 1العدد ، 1أفريل 2022م،ص
2عبد القادر ضياف"،موانع الترقية في الوظائف العليا"،المجلة األكاديمية للبحوث القانونية و السياسية،المجلد الثاني،
العدد، 4جامعة باجي مختار عنابة(،ب س ن) ،ص ص.510 509 :
3وليد سعود القاضي،مرجع سابق ،ص .244
.510 4عبد القادر ضياف،مرجع سابق ،ص
نبيلة أقوجيل ،مرجع سابق ،ص .420 5
46
يأمر قاضي التحقيق بتكليف المتهم بالحضور أمام المحاكمة المختصة وهذا وفقا
للقواعد المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجزائية ،و مهم من الموضوع هو أثرها
على الترقية كمانع وقتي إلى حين صدور قرار أو حكم إما بإدانة المتهم أو تبرئته.
فإذا تمت براءة الموظف مما نسب إليه وثبت عدم إدانته أو بحفظ أوراقه أو بمعاقبته
بعقوبة ال ترتب المنع من الترقية فإن األثر القانوني المترتب على ترقيته هو حساب
األقدمية في الوظيفة المرقى إليها من التاريخ الذي كانت تتم فيه ل ولم يحال إلى المحاكمة
االنضباطية أو الجزائية .1
أما إذا ثبتت إدانة الموظف و ارتكابه لخطأ وظيفي من الدرجة الثانية أو الدرجة الثالثة ،أو
الدرجة الرابعة وهي أكثر خطورة ،إذ يقابله التنزيل في الرتبة ،فإن ثبتت معاقبته في
الدرجة األولى فإنه يسرح مباشرة ،وقد يعاد تعيينه في وظيفة أسفل سلكه فإذ ما كان
الموظف حديث التعيين أو الترسيم في منصبه هنا العقوبة ستؤدي إلى تسريحة لعدم وجود
2
رتب دنيا.
و منه إحالة الموظف للمحاكمة يعتبر كعائق يحول بينه و بين الترقية حيث نستنتج
العناصر التالية:
-1أن اإلحالة إلى المحكمة ليست إال صورة من صور التصرف في التحقيق الذي عادة ما
ينتهي إم ا بتوقي ع ج زاء إداري بالخص م م دة ال تزي د على 15ي وم أو تنتهي باإلحال ة إلى
المحاكمة أو بالحفظ.
-2أما في حالة ارتكاب الموظف مخالفة مالية أو إدارية فالتحقيق عادة ال يكون معه فقط،
بل األمر يتطلب استجواب الموظفين ممن يرتبط بهم الموظف بحكم عملهم.
-3أم ا في حال ة التحقي ق م ع الموظ ف ق د يتم توقيف ه عن العم ل ،وق د ال ي ترتب على ه ذا
منعه من الترقية .3
47
اختلفت تعريفات الفقهية للعقوبة التأديبية من فقيه إلى آخر،فهناك من يعرفها على
أساس طبيعتها و محلها وهناك من عرفها على أساس األهداف المرجوة منها ،في حين
يرى آخرون أنها أساس نوعية األفعال المسببة لها ،فقد عرفها الفقيه فالين
بأنها ":سلطة في إيقاع العقوبة التأديبية على الموظف العمومي تناله في المزايا التي
يتمتع بها بسبب الوظيفة أو تحرمه من الوظيفة نفسها إذا ارتكب خطأ يتعارض مع
"1.واجب الوظيفة
ويرى األستاذ سليمان مـحمد الطماوي أن العقوبة التأديبية هي كل فعل امتناع عن
2.فعل يرتكب مخالف لواجب الوظيفة
وعرفها سامي جمال الدين أنها ":جزاءات يقررها القانون لمعاقبة الموظفين العموميين
."3الذين يرتكبون جرائم تأديبية
وبالرجوع إلى التشريع الجزائري فهو لم يعرف العقوبة االنضباطية إنما ذكرها على
لحصر حيث بدأ بأخفها و انتهى بأشدها،وترك للسلطة المختصة بتأديب الموظف سبيل
ولها سلطة التقديرية في توقيع العقوبة التي تراها مناسبة للخطأ المرتكب من الموظف
.4العام
كما نص القانون 74لسنة 1978على عدم جواز النظر في الترقية عامل وقع عليه
:جزاء من الجزاءات التأديبية المبينة فيما يلي بعد انقضاء الفترات التالية
هشام باهي"،العقوبات التأديبية للموظف العام في التشريع الجزائري"،مجلة الحقوق و حريات"،المجلد ،5العدد 1
48
1-ستة شهور في حالة الخصم من المرتب لمدة تزيد على أسبوع.
من الواضح أن المنع من الترقية نتيجة لتوقيع بعض العقوبات التأديبية هو منع مؤقت فقط
.لوقت حدده القانون
أ-إذن يتوق ف تحدي د العقوب ة التأديبي ة على درج ة جس امة الخط أ ،والض رر ال ذي لح ق
بالمص لحة لح ق المص لحة أو ب المنتفعين من اإلدارة بنظ ر إلى الظ روف ارتك اب الخط أ
ومسؤولية الموظف العام.
1
ب-اتخاذ اإلجراءات التأديبية من السلطة التي لها صالحية التعيين.
-3الدرج ة الثالث ة :توقي ف عن العم ل من أربع ة إلى ثماني ة أي ام وتنزي ل من درج ة إلى
درجتين أو النقل اإلجباري.
2
-4الدرجة الرابعة :التنزيل إلى الدرجة السفلى مباشرة أو التسريح.
عبد القادر ضياف ،مرجع سابق ،ص ص.512، 511 : 1
49
-1األخطاء المهنية من الدرجة االولى :وهو اإلخالل كل باالنضباط يمكن أن يمس بالسير
الحسن للمصالح.
-2األخطاء المهنية من الدرجة الثانية :فهي األعمال التي يقوم من خاللها الموظف العام
يأتي:المساس سهوا أو إهماال باألمن المستخدمين أو أمالك الدولة أو اإلخالل بالواجبات
القانونية األساسية التي حددها قانون الوظيف العمومي في المادتين 180و 181من
األمر .03-06
-3األخطاء المهنية من الدرجة الثالثة :نظرا للخطورة هذه األخطاء على مسار المهني،
فحددها المشرع على سبيل الحصر،وال يمكن للسلطة المعينة تعيين عقوبة للموظف إال ما
جاء في قانون والتي حددتها المادة 180من األمر 03-06أيضا وهي األعمال التي يقوم
من خاللها الموظف بأتي:
ب -إخفاء المعلومات ذات طابع المهني التي من واجبه تقديمها خالل تأدية مهامه.
ج -رفض تنفيذ تعليمات السلطة في إطار تأدية المهام المرتبطة بوظيفته دون مبرر
مقبول.
ه -استعمال أمالك اإلدارة ألغراض شخصية أو ألغراض خارجة ايطار المصلحة.
حددتها المادة 181من األمر 03-06وهي األعمال التي يقوم من خاللها الموظف بما
يلي وهي األخطاء المهنية األكثر خطورة:
أ-االس تفادة من امتي ازات من أي ش خص ط بيعي ك ان أو معن وي مقاب ل القي ام بأعم ال في
ايطار ممارسة مهامه الوظيفية.
50
1
ج-إتالف وثائق إدارية قصد اإلساءة إلى السير الحسن للمصلحة.
ال يعني وجود وظيفة شاغرة اشتراط الترقية لكن يجب توافر جملة من الشروط والتي
تختلف باختالف نوعية الترقية وفي حالة عدم وجودها فإنها تكون كمانع من موانع الترقية
:بالنسبة للموظف تتلخص هذه الموانع في
عدم وجود درجة شاغر :إن الترقية وفقا لمبادئ التنظيم اإلداري السليم للوظائف -1
ألي جهاز إداري يجب أن تكون الوظيفة التي سيرقى إليها الموظف شاغرة ،وأن
يوجد اختالف بين الواجبات و مسؤوليات التي يشغلها و الوظيفة التي سيرقى
إليها،فالترقية هي استجابة لحاجة فعلية في حجم العمل وعبئه داخل الوحدة اإلدارية
ويترتب على ما تقدم أن تحدد مسالك لترقية خالل تقسيمات الهيكل التنظيمي الذي
يضع أمام السلطات المختصة.
عدم تحقق شرط المدة الالزمة للترقية :حسب ما اقتضى في تشريع الوظيفة -2
العمومية وجب أن يقضي الموظف مدة زمنية معينة قبل ترقيته من درجة إلى
درجة تعلوها والتي حددها المرسوم الرئاسي رقم 304-07المؤرخ في 27
سبتمبر ،2007ذلك من خالل المادة ":10تتمثل الترقية في الدرجة في االنتقال من
درجة إلى درجة أعلى منها مباشرة،بصفة مستمرة في حدود 12درجة حسب مدة
تتراوح مابين 30و 42سنة".إذن الترقية تستمر حسب ثالثة وتائر هي:
51
ج-المدة القصوى 3:سنوات و 6أشهر.1
تسعى اإلدارة دوما تحقيق المصلحة العامة سواء للمستفيد أو للموظف لذلك تحاول وضع
الرجل المناسب في المكان المناسب إال انه هناك موانع تحول بين الموظف وترقيته في
مهنته لوجود عائق من العوائق الخاصة كالنقل أو االستيداع.
قد ينقل الموظف العام تلقائيا أي نقل الموظف من مكان إلى آخر ،قد يكون النقل نوعيا
أي نقل من وظيفة إلى أخرى وفي بعض األحيان يكون التغيير كامال للوظيفة ذاتها،2قد
3
يصدر قرار نقل الموظف،إما بناء من طلب الموظف أو بناء على قرار تصدره اإلدارة.
وهذا ما نصت عليه المادة 156من األمر 03-06أن يتم نقل الموظفين إما باألقديمة
أو بالكفاءة لكن هذا النقل يمكن أن ياخر في ترقية أما المادة 157من نفس األمر فقد
4
نصت على نقل الموظف لطلب منه لضرورة ملحة مع مراعاة مصلحة اإلدارة.
كما أجاز القانون نقل الموظف إجباريا إذا لزم ذلك مع األخذ برأي "لجنة متساوية
األعضاء".5
مع تعويض الموظف نفقات النقل أو تغيير اإلقامة وينصب مباشرة في منصبه جديد
6
بمقتضى المادتين 158و 159من األمر .03-06
2عبد الكريم بلعرابي"،نظام الترقية في قانون الوظيفة العمومية"،مجلة دراسات في الوظيفة العامة ،بالمركز الجامعي
نور البشير بالبيض ،العدد، 1ديسمبر ،2013ص .30
وليد سعود القاضي ،مرجع سابق،ص .270 3
تعد لجنة متساوية األعضاء لجان إدارية متساوية األعضاء لدى اإلدارات العمومية حسب الحالة لكل رتبة أو سلك أو 5
مجموعة أسالك تتساوى مستويات تأهيلها ،وتتشكل هذه اللجان من ممثلين منتخبين عن الموظفين و وترأسها السلطة
الموضوعية ،انظر:
.118 شمس الدين بشير الشريف ،مرجع سابق ،ص
المادة 158و ،159قانون الوظيفة العمومية الجزائري ،مصدر سابق. 6
52
ال يعتبر النقل الداخلي في الجهة اإلدارية مانعا لترقية الموظف ألنه ال يترتب عليه تغيير
المركزه قانوني أو اقدميته ،إذ أن الدرجات و األقدميات واحدة في الوحدة بأكملها فطالما
كانت الترقية متعذرة لعدم وجود درجات خالية في المكان الذي كان يعمل فيه فإن
1
الترقية ستظل أيضا متعذرة وإ ن نقل الموظف إلى مكان آخر.
الفرع الثاني :اإلحالة على االستيداع و وضعية خارج اإلطار كمانعين آخرين لترقية.
توجد أيضا موانع أخرى تعرقل ترقية الموظف العام وهي من وضعيات القانونية األساسية
للموظف العام و هما وضعيتي إحالة على االستيداع و وضعية خارج اإلطار:
تعتبر وضعية اإلحالة على االستيداع من الوضعيات القانونية األساسية مانعا للترقية،2و
حسب األمر 03-06حددها في المواد 153-145من الفصل الرابع من الباب السادس
وقد تأثر سلبا على الترقية وعلى مسار الوظيفي للموظف ،تعتبر هذه الوضعية طبقا
ألحكام المادة 145من األمر المذكور أعاله بأنها إيقاف مؤقت لعالقة العمل بمعنى أن
يكون موظف مرسم في منصبه خارج سلكه األصلي لمدة محددة قانونا وتبقى تابعة له.
كما ال تسقط عنه صفة الموظف ،تكرس هذه القاعدة بموجب قرار إداري فردي صادر
عن السلطة المعنية التي لها سلطة التعيين ،ويمنع الموظف الذي أحيل على االستيداع من
ممارسة أي نشاط مربح مهما كان هذا النشاط و نوعه ،كما يحال الموظف على وضعية
االستيداع إما بقوة القانون أو بطلب منه ألغراض شخصية و ذلك من خالل إتباع
اإلجراءات وإ رفاق طلبه بوثائق ثبوتية لكل حالة من الحاالت التالية:
-1في حالة تعرض أحد أصول الموظف أو زوجه أو أحد األبناء المتكفل بهم لحادث أو
3
إلعاقة أو مرض خطير.
-2للسماح للموظف بااللتحاق بزوجته إذا اضطر إلى تغيير إقامته بحكم مهنته.
3
.عبد القادر ضياف ،مرجع سابق ،ص 516
53
-3لتمكين الموظف من ممارسة مهام عضو مسير لحزب سياسي.
أجاز المشرع للموظف حق تقديم طلب اإلحالة ألغراض شخصية خاصة من أجل
1
دراسات و أبحاث وهذا ما ورد في 148من قانون الوظيفة العمومية.
بين المشرع الجزائري أحكام وضيعة خارج اإلطار في نص المادة 141من األمر -06
03حيث جاء فيه ":ال يستفيد الموظفون الذين يوضعون في حالة خارج اإلطار من
الترقية في الدرجات" ،إلن هذا التأثير السلبي لحالة خارج اإلطار يمس الترقية في الدرجة
دون الترقية في الرتبة أو يكون في مجموعات و هذا طيلة 05سنوات كأقصى مدة يسمح
بها و تكون مقررة قانونا لهذه الوضعية و بعد انقضاء مدة الوضعية و إدماج و إعادة
الموظف في رتبته األصلية و بقوة القانون،يقوم بتقديم طلب الترقية و يقدم لإلدارة التي
تكون لها صالحيات التعيين ،و هذا إن حاز على شهادات أو مؤهالت جديدة في فترة
تواجده في وضعية خارج اإلطار و يمكن له أن يشارك في االمتحانات المهنية على
2
أساسها يتم ترقيته إلى رتبة أعلى أو سلك أو مجموعة مباشرة.
تمـ ــهيد
تقوم اإلدارة بقرار ترقية الموظف في حال استفادته من جميع شروطها ،حيث يقيم
الموظف إداري ليحصل على الترقية والتي يسعى لها لتحقيق مزايا مادية و معنوية التي
تساهم في تحسين وضعه في مجال العمل الوظيفي ،لذا كفل المشرع الجزائري ضمانات
1
.عبد القادر ضياف ،مرجع سابق ،ص 516
2
.نبيلة أقوجيل ،مرجع سابق ،ص 421
54
للدفاع عن حقوق الموظف العام ،فالقرارات اإلدارية تعتبر من أهم و أكثر الرسائل التي
تستخدمها اإلدارة في تسيير مرافقها ،فهي أداة من أدوات التعامل اليومي لها ،وعن
طريقها تنشئ و تعدل و تلغى المراكز القانونية للموظفين.
والتـي يترتب عليها أن تصبح كل قراراتها مشوبة بعيوب تنعتها بعدم المشروعية ،والتي
تخضع جميع أعمالها للرقابة اإلدارية و الرقابة القضائية ،كما أن لترقية إليجابيات و
سلبيات تقيم بها ،وهذا ما سوف نتعرض له من خالل تقسيم مبحثنا إلى مبحثين أساسين
هما :كيفية تقييم الترقية من إيجابيتها و سلبياتها
المبحث األول :الرقابة كضمان على تطبيق نظام الترقية في قانون الوظيف
العمومي الجزائري.
المبحث الثاني :تقييم نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي الجزائري .
المبحث األول :الرقابة كضمان على تطبيق نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي.
من المفروض أن اإلدارة هي من تصدر قرار ترقية الموظف عندما ال يمنعه حاجز
يحول بينه وبين الترقية أو عندما ال يستوفي شروط الترقية كاملة ،لكن قد تقع اإلدارة في
األخطاء تحرم الموظف من الترقية سواء كان الخطأ عمدي أو غير عمدي فإن قرار
اإلدارة يصبح غير مشروع ،لذلك البد من أن تخضع أعمالها المشوبة بالعيب للرقابة.
55
ويسعى الموظف العام لتحقيق الترقية ألنها أسمى أهدافه لحقق مزايا المادية و معنوية
ويحسن مستواه بالتالي فموظف يحتاج لضمانات ليحمي حقوقه في أداء وظيفته ،نجد
المشرع الجزائري اصدر نصوص لحماية الموظف العام من قرارات من تعسف اإلدارة
والرقابة على قراراتها غير مشروعة في حيث تخضع القرارات اإلدارية إما لرقابة
اإلدارية أو القضائية ،وسوف نتعرف عليهما في هذا المبحث من خالل تقسيمه إلى
مطلبين هما:
المطلب األول :الرقابة اإلدارية على نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي الجزائري.
تعتبر الرقابة اإلدارية هي الرقابة التي تمارسها اإلدارة على قراراتها أو أعمالها حيث
تراقب نفسها لوحدها عند إدراكها بالخطأ تتراجع في أعمالها غير المشروعة وتصحح ما
صدر منها تلقائيا أو لرفع الموظف تظلم إداري ،فإن الرقابة تكون على مدى استيفاء
الموظف لشروط الترقية حتى يكون قرار الترقية صحيح وتنظر اإلدارة في قرارها.
56
الفرع األول :المديرية العامة للوظيفة العمومية.
حظيت المديرية العامة للوظيفة العمومية منذ االستقالل بكثير من االهتمامات من طرف
السلطات العمومية ،إذ قد أنشئت ألول مرة المرسوم رقم 526-62المؤرخ في
18/09/1962وكلفت لهذا الجهاز بمهمة تحضير سياسة شاملة للوظيفة العمومية في
جانبها التنظيمي و التطبيقي،و إعداد القوانين األساسية و التكوين و األجور و مراقبة
تسيير المستخدمين،ومن ثما ألحقت بمفوضية الشؤون اإلدارية بمجلس الوزراء،ثم الرئاسة
الجمهورية في سنة ،1964ثم تكليفها بسياسة التعاون التقني بموجب المرسوم رقم -64
304المؤرخ في 15/10/1964وهذا تبعا للتعديل الوزاري الذي أجري سنة 1964و
قد تحولت المديرية العامة للوظيفة العمومية إلى وزارة اإلصالح اإلداري و الوظيفة
العمومية،ثم عهدت لها مهمة التكفل بإتحاد كافة التدبير الالزمة لتحسين و تنظيم سير
المرافق العامة.1
في مجال الوظيفة العمومية مرت الرقابة اإلدارية بمرحلتين أساسيتين ،و هذا حسب
المرسوم التنفيذي رقم 126-195و هو بمثابة الحد الفاصل بين المرحلتين السابقة و
الالحقة المختلفين للرقابة على المسار الوظيفي للموظف العام.
مرحلة نظام الرقابة السابقة( :)1995-1962و يقصد بالمرحلة السابقة هي الرقابة التي
2
تمارسها الوظيفة العمومية و هذا حيال كل.
مقررات تسيير الحياة الوظيفية للموظف العام قبل أن يستكمل القرار لمقومات إصداره
ولوجوده النهائي ،و قد يكون هذا القرار اإلداري القاضي بالتعيين أو التثبيت أو التحويل
الغيا أي عديم األثر إذا لم يتضمن تأشيرة سابقة لجهاز الوظيفة العمومية،و لهذا تقوم
المصالح المسيرة و المتمثلة في المؤسسات و اإلدارات العمومية بتقديم القرارات و
المشاريع قبل دخولها حيز التنفيذ و التي تكون مرفقة بالوثائق المثبتة لمختلف العمليات
1
.يسرى بوعكاز،رجع سابق،ص106
2
محـمد أمين قرموش "،دور هيئات الرقابة في مجال تسيير الموارد البشرية للمؤسسات و اإلدارات العمومية
.الجزائرية"( ،المجلة األكاديمية للبحوث القانونية و السياسية)،المجلد ،07العدد01،2023م،ص3322
57
المتعلقة بالمسار المهني للموظفين و األعوان العموميين لمصالح الوظيفة العمومية
المركزية منها أو المحلية حسب الحالة من أجل مراقبتها و التأكد من مطابقتها لألحكام
القانونية و التنظيمية السارية المفعول.
ثانيا :مرحلة نظام الرقابة الالحقة( 1995إلى يومنا هذا) :الرقابة الالحقة هي المرحلة
التي تمارسها مصالح الوظيفة العمومية و تعتمد على تقنيات التسيير الحديثة وتعتبر
المورد البشري الرأسمالي الحقيقي ألي دولة ،و هذا النتهاج سياسة التسيير و التقدير
للموارد البشرية التي توافر احتياجات المؤسسة كما و كيفا لتحقيق أهدافها .مع تحديد كل
اإلجراءات و الكيفيات الكفيلة بذلك،حيث تهدف مصالح الوظيفة العمومية من خالل
ممارستها لنظام الرقابة الجديد لبلوغ و تكريس كل من نظام توقعي و نظام تقديري
للموارد البشرية،و للوظيفة العمومية رقابة علة األدوات القانونية للعالقة التنظيمية الالئحية
تحقيقا لمبدأ المشروعية و هذا ما جاء في إطار اإلصالح الوظيفي طبقا لألحكام المرسوم
1
126-95المؤرخ 29في أفريل 1995المعدل للمرسوم .145-66
بما أن القرار اإلداري هو إفصاح اإلدارة عن إرادتها الملزمة ،بما لها من سلطة
بمقتضى القوانين و اللوائح ،وذلك بقصد إحداث مركز قانوني معين،متى كان
ممكنًا،وجائزًا قانونُا،و كان الباعث عليه ابتغاء مصلحة عامة، 2فإن هذا القرار قد يشوبه
عيب أحد أركانه و هذا يؤدي إلى إلحاق ضرر بالمخاطب بالقرار،في هذه الحالة يمكن
القرار،طالبا ممن أصدره،أو رئيسه األعلى لذي المصلحة أن يقدم بالشكوى من
3
إلغاء هذا القرار أو تعديله أو سحبه أو التعويض عن سببه من ضرر.
1
قرموش محـمد أمين،مرجع سابق،ص3322
2
نجم األحمد"،التظلم اإلداري" ،مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية و القانونية ،قسم القانون العام،كلية الحقوق،جامعة
.دمشق،المجلد ،29العدد03،2013م ،ص 26
3
.نجم األحمد،مرجع سابق،ص9
58
قد أجاز المشرع الجزائري بموجب نص المادة 830من قانون اإلجراءات والمدنية
لشخص المتضرر من القرار اإلداري تقديم تظلم للجهة اإلدارية مصدرة القرار في األجل
1
المحدد قانونًا.
و لقد تعددت تعاريف التظلم اإلداري ،حيث ذهب جانب من الفقه إلى تعريف التظلم بأنه
وسيلة من الوسائل القانونية التي تسمح بإصدار قرار إداري و الذي يتفق بمجموعة من
القوانين و األنظمة2،و تقوم الرقابة اإلدارية إما بصفة تلقائية من جانب اإلدارة نفسها أو
بناء على أي تظلم يقدم إليها من طرف األفراد ذوي المصلحة الذين أضربهم القرار
اإلداري ،و هو أيضا بمثابة إعطاء الفرصة لإلدارة لتصحيح أوجه الضرر التي قد تصيب
في حال من تنفيذ القرار ،و يعرف أيضا التظلم اإلداري علة أنه":وسيلة لحل المنازعات
اإلدارية وديا ،أي بين اإلدارة و المخاطبين بأعمالهم دون تدخل القضاء في ذلك" ،و لهذا
يطلق عليها األستاذ أحمد محيو أسم الدعاوى اإلدارية ،لكونها تنطلق من دعوى ترفع أمام
اإلدارة نفسها و لهذا فإنها تتميز عن الدعاوى القضائية التي ترفع أمام القاضي ،و عرفه
البعض بأنه":هو الوصول إلى حل المشكالت اإلدارية بصورة ودية ،في وقت قصير و
بدون اللجوء إلى الطريق القضائي".التظلم اإلداري هو اتجاه صاحب المصلحة للجهة
اإلدارية المختصة محتجا على قرار اإلداري الذي يرى من شأنه تطبيقه في حقه كليا أو
جزئيا وقد يسبب له ضرر ماديا أو معنويا و هذا يؤثر على حقوق المكتسبة و مراكزه
القانونية القائمة بهدف تقديم الشكوى إلى البحث عن حل النزاع القائم بين الشاكي و
3
السلطة اإلدارية صاحبة القرار اإلداري.
ويعتبر التظلم اإلداري إجراء يرسمه القانون أحيانا إلتباعه و يتمثل في طعن إداري يقوم
به الشخص الذي يريد مقاضاة اإلدارة كإجراء أولي عن طريق توجيهه لشكوى أو
1
المادة 830من القانون 09-08المؤرخ في 25فيفري 2008م ،المتضمن لقانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية،الجريدة الرسمية،العدد،21الصادر بتاريخ 23أفريل 2008م
2
.وليد سعود القاضي ،مرجع سابق ،ص306
3
مرية العقون "،تنظيم التظلم اإلداري في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية"،مجلة الحقوق و العلوم السياسية،جامعة
.محـمد بوضياف المسيلة،سنة2017،م ،ص ص392، 391:
59
احتجاجا أو التماسا لإلدارة ،ويدعى ذلك اإلجراء" تظلما مسبقا"أو طعنا إداريا تطالب به
اإلدارة من خالله مراجعة نفسها عن تصرفاتها قبل الشروع في مقاضاتها،و هذا يعرف
أنه طلب و شكوى مرفوعة من طرف المتظلم إلى السلطة اإلدارية المختصة لفض النزاع
1
أو الخالف النابع من عمل قانوني مادي أو إداري.
-1التظلم الوالئي.
و هو الذي يتقدم به ذو المصلحة المتضرر من القرار إلى الجهة التي صدر منها قرار
المخالفة للقانون ،و هذا طالبا منه أن يعيد النظر في قراره ،إما بسحبه أو بإلغائه ،أو
تعديله ،أو عن طريق استبداله بعد أن يوجه الخطأ الذي شاب القرار،على الرغم من أهمية
التظلم الوالئي يرى بعضهم أنه قد ال يحقق في حاالت كثيرة الغرض المرجو منه ،ألن
اإلدارة التي أصدرات القرار قد تتمسك بموقفها و تسعى ألن يكون رأيها هو الصواب و
ال تفضل العدول عنه.و التظلم الوالئي يعكس حالة مؤداها تفضيل تسوية األمر داخل
المرفق العام بعيد عن الخصومة القضائية ،وليس صحيحا أن اإلدارة ستتمسك دوما
بموقفها،إلن من الممكن حدوث نقيضه بأن تفضل اإلدارة التراجع عن قرار خاطئ صدر
عنها بدال من نشر األمر،و إعالنه على كافة منازعات القضائية ،إلن الرئيس اإلداري
سيعمل على إصدار قراراته بعقالنية أكبر ،الن هناك من يراجعها و يتظلم منها ،ال بل
يمكن أن ينازعه في مدى مشروعيتها.2
_2التظلم الرئاسي.
هو بمثابة رقابة فوقية ،والتي يقصد به أن يقوم الموظف بتقديم تظلمه إلى الرئيس
اإلداري المصدر للقرار ،طالبا منه ممارسة سلطته الرئاسية و اتخاذ كل اإلجراءات
1
شريفة بوزيفي"،التظلم اإلداري كآلية لفض النزاع اإلداري" -دارسة مقارنة -بين النصوص قانون اإلجراءات المدنية
66/154وقانون اإلجراءات المدنية و االدارية 08/09و قانون الصفقات العمومية،مجلة صوت القانون،المجلد،07
.العدد ،01ماي 2020م،ص888
2
.نجم األحمد،مرجع سابق،ص15
60
القرار إما بإلغائه أو تعديله أو سحبه،و تتضح أهمية التظلم الكفيلة بتصحيح ذلك
اإلداري الرئاسي بالمقارنة مع التظلم
الوالئي في أنه يتمثل أداة رقابية على نشاطات المرؤوسين ،و هذا قد يساعد على كشف
أوجه الخلل و القصور لدى الجهة اإلدارية التي يشرف عليها الرئيس اإلداري األعلى،
فصال عن تزايد احتماالت توافر ضمانات الحيدة و الموضوعية في نظر التظلم،الفصل
فيه من قبل الرئيس اإلداري و هذا أمر قد ال يتوافر في التظلم الوالئي.1
_3التظلم الوصائي.
و يصنف هذا النوع من التظلم الخارجي فمع غياب التظلم الوالئي و التظلم الرئاسي
يستطيع هنا الموظف أن ينازع في القرار الصادر بحقه فيطالب من الجهة الخارجية أو
لجنة الخارجية بشكل تلقي التظلمات و البث فيها بسحب أو تعديا أو إلغاء القرار المخالف
للقانون و غالبا ما تقوم الجهات اإلدارية وبتشكيل لجان إدارية خاصة من أجل تلقي
التظلمات وكل االعتراضات التي يقدمها الموظفون بهدف الفصل فيها بعد دراستها دراسة
جيدة و وافية ،ويعتبر التظلم الذي يقدم للسلطة المركزية و التي باعتبارها جهة رقابية
تشمل مراقبة كل أعمال و تصرفات الجهات الالمركزية اإلقليمية و المرفقية من ناحية
المشروعية و المالئمة ضمانة حماية المصلحة العامة القومية التي تمثل السلطة الوصائية
2
اإلدارية.
_4التظلم االختياري.
ونقصد بالتظلم االختياري هو قيام المتظلم اختياريا بعرض أوجه الطعن الموجهة من
جانبه إلى القرار اإلداري الصادر عنه على جهاز اإلدارة ،وبذلك مطالبا منها إنصافه
سواء من خالله إزالة وجه عدم المشروعية التي جاء القرار محل التظلم ،و القيام بسحبه
أو تعديله أو من خالل إزالة عليه ذلك القرار ،و يتمثل التظلم االختياري األصل العام و
الطعون اإلدارية ألنه غير محدد بحاالت ال يجوز المتبع في مجال التظلمات و
إلى التظلم الوجوبي المحدد قانونا حاالته تقديمه إال بصددها ،كما هو الحال بالنسبة
1
.مرجع نفسه،ص16
2
.وليد سعود القاضي،مرجع سابق،ص315
61
على سبيل الحصر و هو ما يستفيد منه الشخص المعني بهذا التظلم و يكون متمتعا بحرية
كبيرة و التي تمثل جانب أول في إمكان إقدامه على تحريك هذا التظلم أمام الجهة اإلدارة
مصدرة القرار أو لدى جهتها الرئاسية أو على عكس األحجام عن طريق تحريكها أمامها،
فإن الشخص المعني يمكنه اللجوء مباشرة و فورا إلى القضاء طالبا إليه إلغاء القرار
1
محل الطعن القضائي ،دون ألن يلزم بسبق اللجوء في نفس الموضوع إلى الجهة اإلدارة.
_5التظلم الوجوبي(الجوازي).
لقد كان التظلم اإلداري السابق قاعدة عامة وشرطا الزما لممارسة الدعوى اإلدارية
بجميع أنواعها ،حيث ال تكون الدعوى اإلدارية مقبولة ما لم تكن مسبوقة بالتظلم ،و منذ
اإلصالح سنة ،21990تخلى المشرع الجزائري عن فكرة التظلم اإلداري بالنسبة للدعاوى
العائدة الختصاص المحاكم اإلدارية(الغرفة اإلدارية المحلية و الجهوية على مستوى
المجالس القضائية سابقا) ،وابقي عليه بالنسبة للدعاوى العائدة الختصاص مجلس
الدولة(الغرفة اإلدارية لدى المحكمة العليا سابقا) ،أما في ظل القانون اإلجراءات المدنية و
اإلدارية ،أصبح التظلم اإلداري جوازيا في جميع المنازعات العامة سواء المقيمة على
مستوى المحاكم اإلدارية أو على مستوى مجلس الدولة و هذه قاعدة عامة ،و االستثناء
هو على إبقاء التظلم اإلداري كشرط إلزامي لقبول الدعوى اإلدارية في بعض من
3
المنازعات اإلدارية الخاصة.
نستخلص للتظلم اإلداري أربعة حاالت لالستجابة و هي إما بسحب القرار أو تعديله أو
إلغائه أو تصحيحه.
1
محمـد خليفة الخييلي (،التظلم اإلداري دارسة مقارنة بين قوانين المملكة األردنية الهاشمية واإلمارات العربية
.المتحدة) ،كلية الحقوق ،قسم القانون العام،رسالة استكمال الماجستير ،جامعة الشرق األوسط2009،م ،ص ص42، 41:
2
قانون رقم 23-90المؤرخ في 18أوت 1990م ،المعدل و المتمم لألمر رقم 154-66المتضمن قانون اإلجراءات
.المدنية ،الجريدة الجزائرية الرسمية ،العدد ،37صادر بتاريخ 22أوت1990م(ملغى)
3
حسين كمون "،مدى فعالية التظلم اإلداري كإجراء للتسوية الودية للمنازعة اإلدارية في ظل القانون اإلجراءات المدنية
و اإلدارية والقوانين الخاصة" ، ،مجلة الحقوق و الحريات ،جامعة البويرة ،مخبر الحقوق و الحريات في األنظمة جامعة
محمـد خيضر-بسكرة،-العدد 06،2018م ،ص156
62
_1سحب قرار الترقية.
إن قرار الترقية إذا صدر من جهة إدارية غير مختصة يكون قرارا منعدما و يجوز لجهة
اإلدارة سحبه في أي وقت و دون أن تتقيد بالمواعيد المتعلقة بإلغاء أو السحب ،بل يجب
أن يصدر القرار من الجهة المختصة و ال شك أن الالدارة الحق في سحب قراراتها
1
الصادرة بالترقية إذا كانت فاقدة لشرط المدة البينية من خالل المواعيد المقررة.
أ-الحـالة األولى :إذا كان خطأ اإلدارة بسيط ال يرقى إلى درجة الجسامة التي تجعل القرار
اإلداري منعدما ،هنا تستطيع الرجوع عن قرار سحبه بعد فوات مواعيد السحب وبالتالي
يصبح القرار محصنا
ب_الحــالة الثانــية :إذا كان خطأ اإلدارة جسيما بحيث يهبط بالقرار اإلداري إلى درجة
االنعدام ،يجوز لإلدارة سحبه في أي وقت ،بقطع النظر عن مواعيد القانونية المتعلقة
بالسحب وفي كلتا الحالتين ينبغي على اإلدارة أن تراعي المصلحة العامة و أن تحافظ
على استقرار المراكز القانونية المكتسبة.
و تكون االستجابة لإلدارة للتظلم اإلداري المقدم إليها من طرف الموظف في صورة
تعديل قرار الترقية و هذا باإلضافة أو الحذف و قد تقوم ذات الجهة التي أصدرت ذلك
القرار بهذا اإلجراء في حالة التظلم الوالئي ،بالتالي ال يجوز استبدال بقرار إداري أخر
ألنه لو تم استبدال قرار إداري أخر به هنا ينبغي لإلدارة سحب،فالتعديل يبقى القرار
2
األصلي قائما مع إجراء بعض التعديالت عليه أما بالحذف أو اإلضافة.
يقصد بإاللغاء اإلداري للقرار اإلداري هو إبطال العمل به برفع قوته الملزمة،و هذا يعني
إنهاء آثاره القانونية ،ويتم اإللغاء اإلداري عن طريق صدور القرار من جهة اإلدارة سواء
كانت هي ذات الجهة التي أصدرته أو الجهة الرئاسية التي لها كل الحق التعقب على
1
.وليد سعود القاضي ،مرجع سابق،ص ص323،328:
2
.مرجع نفسه،ص ص323،328:
63
القرارات ،و نالحظ أن اإللغاء يتعلق دائما بقرار غير مشروع ،بيمنا ال يجوز إلغاء
القرارات المشروعة،و بالتالي يتعين تنفيذ و احترام القرار المشروع و تعديله من الناحية
القانونية.
إن األصل في القاعدة العامة هي عدم جواز تصحيح القرارات اإلدارية بأثر رجعي و
االستثناء على هذه القاعدة هو جواز تصحيح تلك القرارات ،من المسلم به أن اإلدارة تملك
تصحيح القرارات اإلدارية ،واإلدارة تمارس هذا الحق عندما تدرك أن قرارها الذي
أصدرته كان معيبا،ولكنها ال تنوي سحبه بل ترغب في االحتفاظ به من تاريخ إصداره،
في هذه الحالة تعمل تصحيح هذا القرار من خالل إصدار قرار الحق يرتد أثره إلى
1
صدور القرار المراد تصحيحه بحيث يكون له أثر رجعي.
_2أن يقدم التظلم إلى الجهة مصدرة القرار أو الجهة الرئاسية له.
1
المرجع السابق ،ص ص328،329:
2
.أحمد يوسف محمـد علي،التظلم اإلداري في ضوء الفقه و القضاء،دار الجامعة الجديدة،اإلسكندرية2011،م،ص 160
64
_2أن يحتوي التظلم على تاريخ صدور القرار المتظلم منه و تاريخ نشره في الجريدة
الرسمية أو في النشرة المصلحية أو تاريخ إعالن المتظلم به.
_3يجب أن يكون الموضوع و القرار المتظلم منه و وجود األسباب التي بني عليها
التظلم و يرفق بالمستندات التي يجب تقديمها ،وبمجرد تقدي لتظلم إلى الجهة اإلدارية تقوم
1
هذه الجهة بقيد المتظلم برقم متسلسل في سجل و يبين فيه تاريخ تقديمه أو ورده.
المطلب الثاني :الرقابة القضائية على نظام الترقية في الوظيف العمومي الجزائري.
نعرض لدعوى اإللغاء من خالل بيان تعريف قرار الترقية القابل لطعن باإللغاء و شروط
رفعها من طرف الموظف العام.
قرار الترقية هو قرار إداري يعتبر منتجًا آلثاره القانونية اعتبارًا من تاريخ
صدوره،فيسرى على المستقبل فقط ،و من ثم فإن قاعدة العامة هي عدم رجعية القرارات
اإلدارية ،كما عرفها الدكتور طعيمة الجوف بأنها ":الدعوى القضائية التي يرفعها
1
محمـد إبراهيم خيري الوكيل ،التظلم اإلداري ماهية التظلم اإلداري و أنواعه ،دار الفكر والقانون للنشر و التوزيع،
2011.م ،ص ص158،159:
65
أصحاب الشأن و المصلحة من األفراد أو الموظفين العموميين و الهيئات أمام جهة
1
القضاء اإلداري المختص بطلب إلغاء القرارات اإلدارية النهائية غير المشروعة".
إال أن هذه القاعدة يرد عليها مجموعة من االستثناءات و التي تتمثل في مايلي:
_1القرارات اإلدارية التي تصدر تنفيذًا لقوانين نصت عليها بأثر رجعي.
_2القرارات التي تصدر تنفيذًا ألحكام صادرة من جهة القضاء ،والتي تتضمن إلغاء
قرارات إدارية خاصة بالترقية و التي يتـحدد فيها تاريخ استحقاق الموظف للترقية من
التاريخ الذي يحدده الحكم القضاء النهائي .و مـما سبق لنا القول يتضح أن دعوى اإللغاء
هي دعوى يرفعها صاحب المصلحة إلى القضاء اإلداري ،هادفًا أو مبتغيًا طلب إلغاء
2
قرار إداري مخالف للقانون ،و إزالة اآلثار المترتبة عنه.
أن دعوى اإللغاء أمام مجلس الدولة بهيئة القضاء إداري أو مجلس الدولة،يجب أن يكون
الموضوع تلك الدعوى الطعن في قرار إداري،ويحكم القاضي اإلداري بعدم قبول الدعوى
قبل الدخول في الموضوع النزاع ،في هذه الحالة يحكم بعدم القبول من تلقاء نفسه أو بناء
على طلب اإلدارة المدعى عليها و هناك ثالثة عناصر أساسية للقرار اإلداري و تتمثل
في:
66
الشروط العامة لدعوى اإللغاء.
تعتبر دعوى اإللغاء من الدعاوى التي ترفع أمام القضاء اإلداري من أجل الفصل في
مشروعية
القرار اإلداري و هذا يتم إال من خالل تعديله أو إلغاءه أو تصحيحه أو سحبه ،وتتم النظر
إليها من طرف القاضي اإلداري.
لقد وضع قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية قاعدة عامة تسري على مختلف الطعون و
الدعاوى المدنية و اإلدارية ،منها الطعن باإللغاء أما الغرفة اإلدارية و مجلس
الدولة،1حيث نصت المادة 13من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ":ال يجوز ألي
شخص التقاضي ما لم تكن له صفة و المصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون،يثير
2
القاضي تلقائيا انعدام الصفة في المدعي أو المدعي عليه".
و يرى غالبية الفقهاء بإدماج الصفة ضمن المصلحة ،ويقصد بالصفة الوضعية التي يحتج
بها المدعي للقيام بدعواه و التي سلبا بالقرار المطعون فيه أمام القاضي اإللغاء،أي أن
يكون رافع الدعوى هو نفسه صاحب الحق المعتدي عليه بالنسبة للمدعي،أما المدعي عليه
يكون هو الشخص الذي يوجد الحق في مواجهته،و تثبيت الصفة بمجرد فيجب أن
إثبات الحق و الحصول االعتداء عليه فيكون لصاحب الحق المعتدي عليه صفة في
مقاضاة المعتدي.
ال تقبل دعوى اإللغاء إال إذا كان للمدعي مصلحة ألنه بوجودها تتحقق له صفة
التقاضي،و يقصد بالمصلحة الفائدة المرجو تحقيقها و حمايتها باللجوء إلى القضاء شريطة
1
محـمد الصغير بعلي،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،طبقا للقانون رقم 09-08المتضمن
.اإلجراءات المدنية و اإلدارية الجديد،كلية الحقوق،جامعة عنابة(،ب ،د ،ن)،ص139
2
المادة 13األمر 09-08من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية،الجريدة الجزائرية الرسمية العدد ،21المؤرخ في
25.فيفري 2008م
67
أن تكون مشروعة و غير مخالفة للنظام العام و اآلداب العامة ،فالمصلحة تعبر عن
الجانب الواقعي للدعوى و يشترطها المشروع حتى يضع حدا للمنازعات،وتختلف
المصلحة في دعوى اإللغاء عنها في المنازعات المدنية و التجارية و حتى دعوى
التعويض،و تتميز المصلحة بكونها شخصية أو جماعية أو مادية أو معنوية ،قائمة كانت
أو حالة و هو المسعى الجديد الذي تبناه المشرع الجزائري في المادة 13السالفة الذكر
على خالف موقعه في القانون القديم ،األمر الذي يشجع األفراد على الدفاع على دولة
1
الحق و القانون.
ج_شرط األهلية.
تدور مالبسات دعوى اإللغاء بين شخص معنوي عام و شخص طبيعي أو معنوي،حيث
نصت المادة 64على حاالت بطالن اإلجراءات حيث أشير فيها النعدام أهلية الخصوم أو
التفويض بالنسبة لممثل الشخص المعنوي أو الطبيعي،أما بالنسبة لألهلية الشخص الطبيعي
فقد حددتها المادة 40من القانون المدني و هي بلوغ الشخص 19سنة ،و أنا يكون متمتعًا
بكامل قواه العقلية حتى يكون كامل األهلية ،أما الشخص المعنوي فقد نصت المادة 50
2
من القانون المدني حق التقاضي و ضرورة تعيين نائبًا يعبر عن إرادته.
يشترط في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية لقبول الطعن التقيد بجملة من اإلجراءات
المنصوص عليها في المادة 15من ق.إ.م.إ و التي تتضمن عريضة افتتاح الدعوى
:المرفوعة أمام المحكمة التنازع الشروط األساسية اآلتية
1
ريم عبيد" ،دعوى اإللغاء في ظل اإلجراءات المدنية و اإلدارية"،مجلة العلوم اإلنسانية،العدد ،46مارس ،2017جامعة
.محمـد خيضر بسكرة ،ص295
2
.مرجع سابق ،ص 295
68
.ج_اسم و لقب و موطن المدعى عليه،فإن لم يكن له موطن معلوم،فأخر موطن له
.د_ عرض موجزا للوقائع و الطلبات و الوسائل التي تؤسس عليها الدعوى
و_أن تكون موقعه من طرف محامي معتمد لدى المحكمة العليا و لدى مجلس
الدولة،شأنها شأن عرائض الدعاوى المرفوعة عموما أمام هاتين الهيئتين القضائيتين ،أما
بالنسبة للدولة أي السلطات اإلدارية المركزية ،يجب أن توقع العريضة من طرف الوزير
المعني ،المادة 828من ق.إ.م.إ السارية المفعول حيال المحاكم اإلدارية و مجلس الدولة،
أما للجماعات العمومية األخرى( الواليات ،البلديات) ،و هيئات العمومية(المؤسسات
العمومية) ،فإن تمثيلها يكون من طرف الشخص المؤهل قانونا(الوالي ،رئيس البلدية،
2
المدير).
قد حدد المشرع الجزائري ميعاد رفع الدعوى اإللغاء ضمن قانون اإلجراءات المدنية و
اإلدارية،و يعد هذا الشرط من شروط النظام العام حيث يمكن للخصوم و القاضي إثارته
في أي مرحلة كانت عليها الدعوى،وأن المشرع قد حد في ميعاد رفع الدعوى اإللغاء أمام
المحكمة اإلدارية و مجلس الدولة و أربعة ( )04أشهر من تاريخ تبليغ القرار الفردي أو
نشر القرار التنظيمي و في حاالت التي يرفع فيها تظلمًا إداريا يتم حساب الميعاد كاآلتي:
_يعد سكوت اإلدارة عن الرد خالل مدة شهرين بمثابة رفض له و في حالة يستفيد المتظلم
من شهرين ابتداء من تاريخ تبليغ القرار لرفع دعواه أمام المحكمة اإلدارية أو مجلس
الدولة ، 3و في حالة رد اإلدارة على التظلم فيسري أجل شهرين من تاريخ تبليغ رد اإلدارة
و يثبت التظلم بكل وسائل اإلثبات ،و الهدف من توحيد ميعاد رفع دعوى اإللغاء خالفا لما
1
عفاف لعقون،دور القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء"،مجلة الحقوق و العلوم السياسية"،المجلد ،15العدد ،02جامعة
.البليدة ،02الجزائر،2022،ص758
2
.محمـد الصغير بعلي ،مرجع سابق،ص 285
3
عبد الكريم بودريوه"،آجال رفع دعوى اإللغاء"(،وفق للقانون 09-08المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و
اإلدارية)،مجلة األكاديمية للبحث القانوني،العدد، ،2كلية الحقوق،جامعة بجاية2018 ،م،ص17
69
كان سائدا في قانون القديم هو عدم تفويت الفرصة أمام المتقاضين للجوء إلى القضاء
اإلداري للدفاع عن حقوقهم و مصالحهم وضمان الحترام مبدأ المشروعية و تكريس
الدولة للحق و القانون ،و هذا حسب نص المادة 405من قانون اإلجراءات المدنية و
اإلدارية ":تحسب كل اآلجال المنصوص عليها في هذا القانون كاملة وال يحسب يوم
1
التبليغ أو التبليغ الرسمي و يوم انقضاء األجل".
قد أستحدث المشرع الجزائري في مجال أساس االختصاص النوعي للقضاء اإلداري (
)800،801،802أين الزالت إشكالية المعيار العضوي المتٌبع في توزيع االختصاص بين
القضاء العادي و القضاء اإلداري مطروحة بين األخذ بالمعيار العضوي أو الموضوعي،
وقد عرفت بعض المسائل اإلجرائية ُم عاملة متمَي زة من طرف المشرع الجزائري و حاول
من خاللها تصحيح كل األخطاء الموجودة من قبل،و تبسيط شروط مباشرة الدعوى
2
القضائية كما فعل.
1
.مرجع نفسه،ص17
2
.مرجع نفسه،ص17
70
األول :قد عمل بمقتضيات المادة 907من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية و حدد
المشرع الجزائري مسألة كل من آجال رفع دعوى اإللغاء بحيث أن المواد ،829،830
(183،832المشار إليها في المادة ،)907و تسري فيها دعوى اإللغاء المرفوعة أمام
المحكمة اإلدارية و أمام مجلس الدولة.
الثاني :تتحدث عن وضعية التظلم اإلداري و تبين الشروط الشكلية لرفع دعوى اإللغاء،
1
أين يمكن من خالل استقرار نص المادة 830من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية.
1
.عبد الكريم بودريوه،مرجع سابق،ص17
2
وليد شريط "،الشروط الشكلية لقبول دعوى اإللغاء على ضوء قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،"09-08مجلة
.البحوث السياسية و اإلدارية،العدد ،5جامعة البليدة،2،ص48
71
و هذا بغض النظر عن الشروط األخرى لصحة الدعوى شكال(الصفة ،المصلحة ،األهلية
و اللجوء إلى الجهة القضائية المختصة ،)...إذا ُر فعت الدعوى بعد آجال أربعة أشهر
فإنها و في حاالت القطع ترفض شكال لفوات الميعاد.
ولحساب اآلجال يمكن من خالل المادة 830من ق.إ.م.إ نستخلص مايلي:
أوال :في حال تفضيل المخاطب بالقرار اإلداري تقديم التظٌلم اإلداري ،و يجب أن ترفع
خالل أربعة أشهر من تاريخ التبليغ القرار أو نشره فيكون التظلم اإلداري المرفوع بعد
الميعاد مرفوضا و ترفض على أساس دعوى اإللغاء.
ثانيا :في حالة رفع التظلم اإلداري في ميعاد المحدد يستوجب قبول رفع الدعوى اإللغاء و
انتظار رٌد اإلدارة صراحة برفض التظلم أو اعتباره سكوتها المدة أقصاها شهرين رفضا
ضمنيا ،وهذا بمعنى القبول سيكون مصير الدعوى التي رفعت قبل الرَد الصريح من
اإلدارة.
ثالثا :أٌن ميعاد رفع الدعوى اإللغاء أمام الجهة المختصة(المحكمة اإلدارية أو مجلس
الدولة) ،تكون خالل شهرين من تاريخ التبليغ الرَد الصريح بالرفض أو من تاريخ انقضاء
1
مدة شهرين التي يعتبر فيها السكوت اإلدارة رفضا ضمنيا.
خامسا :عدم مشروعية الداخلية.
حينما تكون السلطة اإلدارة مقيدة ال تتوقف رقابة القاضي اإللغاء على عدم المشروعية
الخارجية للقرار اإلداري ،و قد ترتد إلى عدم المشروعية الداخلية والتي لها نتيجة لوجود
عيب إما في محله بمخالفة القانون أو في سببه أو في غايته.
إن عيب المحل أو مخالفة القانون من الناحية شديد اإلتساع ،حيث يستوعب كل من
العيوب األخرى ،ومن ناحية أخرى قد يبدو شديد الضيق إذ لم يدل على أن المقصود هو
مخالفة النصوص الصادرة عن البرلمان،ألنه يعد عيب المحل من أهم أوجه اإللغاء و
األكثر تطبيقا علميا ،فرقابة القضاء اإلداري فيما يتعلق بعيب المحل هو مخالفة القانون ،و
قد يكون القرار اإلداري معيبا في فحواه أو موضوعه،و أن يكون األثر القانوني المترتب
1
.عبد الكريم بودريوه،مرجع سابق،ص18
72
عليه غير جائز أي مخالف للقانون أو غير ممكن تحقيقه فعال أو قانونا،و بالتحديد القواعد
القانونية التي صدر القرار استناد لها،و حتى يمكن تحديد ما إذا كان محل القرار مشروعا
أم ال،فإن قاضي اإللغاء يقوم بإعادة وضع القرار المطعون فيه على سلم التدرج القانوني
للقواعد المختلفة و إجراء مقارنة بين هذا القرار و القاعدة األعلى ،ولهذا فإن رقابة اإللغاء
محل القرار هي رقابة موضوعية،ألنها من خاللها يلغى القرار اإلداري عندما ترتكب
اإلدارة مخالفة مباشرة أو غير مباشرة في تسيير و تطبيق القانون أو بعض مبادئه العامة.
1
1
2
جمال قروف"،رقابة القاصي اإللغاء على السلطة المقيدة لإلدارة" ،مجلة دفاتر السياسة و القانون،كلية الحقوق و العلوم
.السياسية،جامعة 20أوت 1955سكيكدة،العدد19،2018م،ص190
73
هدفها المقرر لها سعيا وراء غرض غير معترف لها ،فإن اإلدارة تلتزم في إصدار
1
قرارها الصالح العام.
سادسا :عدم المشروعية الخارجية.
للقرار اإلداري مجموعة من األركان الضرورية لمشروعيته حتى ينتج آثاره قد تختلف
أحد هذه األركان أو إصابة عيب أثر في سالمته ،و قد أصبح غير مشروع و غير منتج
لتلك اآلثار و عدم مشروعية الخارجية للقرار اإلداري و هي تلك األوجه التي يستند عليها
رافع دعوى اإللغاء القرار اإلداري سواء كان أمام المحكمة اإلدارية أو مجلس الدولة،و
التي تعرف بالعيوب التي تنصب أركانها الخارجية في القرار اإلداري ،و يقصد بها أيضا
هي تلك العيوب التي تتعلق باألركان الشكلية الخارجية للقرار اإلداري ،أي عدم
المشروعية المرتبطة بعيب عدم االختصاص ،وعيب مخالفة الشكل ،و اإلجراءات التي
يرقبها القاضي اإلداري في القرار محل دعوى اإللغاء.2
_1عدم مشروعية بسبب العيب عدم االختصاص.
يعد عيب عدم االختصاص من أول وجه لرقابة قاضي اإلداري على القرارات اإلدارية،
و قد استمده مجلس الدولة الفرنسي و هدا بتاريخ 28/03/1807في قضية(
)DUPUY_BRIACEفإن عيب عدم االختصاص في دعوى اإللغاء و هو عدم القدرة
على عمل قانوني معين ،الن المشرع الجزائري جعل من سلطة هيئة أو فرد أخر ويكون
عدم االختصاص هو العيب الذي يصيب القرار اإلداري بسبب صدوره ممن ال يملك
القدرة القانونية على إصداره ،سواء كان هذا الشخص يحمل صفة الموظف العام أو ال
يحمل هذه الصفة ،و لهذا السبب يكون القرار معيبا بعيب عدم االختصاص ،إذا كان
صادرا من شخص أو هيئة ال تمتلك القدرة القانونية على إصداره ،طبقا للقواعد المنظمة
3
الختصاص الهيئات العامة و ما عنها من أجهزة مختلفة.
_2عدم المشروعية بسبب عيب الشكل و اإلجراءات.
و يعتبر عيب الشكل و اإلجراءات الوجه الثاني من أوجه اإللغاء بعد عيب االختصاص،
ألنهما يعيبان المشروعية الخارجية للقرار اإلداري ،هو عدم التزام الجهات اإلدارية
1
.جمال قروف ،مرجع سابق ،ص195
2
.مرجع نفسه ،ص195
3
.مرجع نفسه ،ص195
74
بالقواعد الشكلية و اإلجرائية التي أوجبها القوانين و اللوائح إلصدار كل القرارات
اإلدارية،سواء كانت بإهمال تلك القواعد الكلية أو بمخالفتها جزئيا،و إضافة إلى قواعد
االختصاص التي تقوم كحاجز و موازن لسلطات اإلدارة الخطيرة في مجال القرارات
اإلدارية.
بالرجوع إلى القضاء اإلداري الجزائري فإنه من النادر ما يميز بين مختلف كل وسائل
اإلبطال ،فقليلة هي القرارات التي أسست على عيب الشكل و أشارت إليه باعتباره
1
جوهريا ،و إنما تركز لإلبطال على ذكر عيب مخالفة القانون.
إن الغاية من القرار اإلداري تتم بالنظر إلى البواعث والنوايا الخاصة بالسلطة اإلدارية
وبالتالي فتعارض نية اإلدارة مع الغاية المحددة مسبقا من القرار اإلداري يجعل القرار
االدراي مشوبا بعيب عدم المشروعية متمثال في االنحراف بالسلطة أو إساءة استعمال
السلطة ،أي أن اإلدارة استخدمت سلطاتها لغاية أخرى غير الغاية التي تم على أساسها
منحه هذه السلطة فاالنحراف بالسلطة يقع عندما يحيد مصدر القرار عن تحقيق المصلحة
العامة أو عن الهدف المخصص الذي يبتغيه القرار.
حيث إن األصل في القرار اإلداري هو صدوره بريئا في بواعثه وأهدافه و النعي عليه
بإساءة استعمال السلطة مؤداه انحرافه عن المصلحة العامة وتنكب لمتطلباته وانقطاع
صلته بها أو مجاوزته إلغراض بذاتها رصدها المشرع عليه ،وانه متى الن هذا العيب
ينال من الغاية التي توخاها المجلس في قراره ،فانه يعد عيبا قصديا ال يفترض ،ويتسم
هذا العيب بأنه عيب خفي وغير ظاهر ،ومن ثم يصعب على القضاء اكتشافه ،بحيث يقود
القضاء إلى البحث عن النوايا الشخصية لمصدر القرار وتحديد بواعثه النفسية ،كما انه
عيب يقتضي خطا إداريا عمديا.2
1
.جمال قروف ،مرجع سابق ،ص195
2
.وليد سعود القاضي،مرجع سابق349،
75
يتمثل عيب السبب في القرار اإلداري في حالة غياب األسباب القانونية أو الواقعية التي
قام عليها القرار ،فالقرار اإلداري البد إن يقوم على سبب يتمثل في الحالة القانونية ،أو
الواقعية التي تدفع اإلدارة إلى إصداره ،وهذه الحالة تسبق القرار اإلداري ،فسبب إصدار
القرار اإلداري ،يعد ركنا أساسيا من أركان القرار اإلداري ،وبالتالي فان انتقاء وجوده
يجعل القرار معيبا بعيب عدم قيام المسبب الذي يبرر إصداره ،األمر الذي يتعين معه
إلغاؤه،على أن كل قرار إداري أيا كانت السلطة التي يصدر عنها مقيدة كانت أم تقديرية،
يجب إن يقوم على سبب يدعو إلى إصداره ،وان هذا السبب هو عنصر من عناصر
1
القرار اإلداري وشرط لصحته.
الـفرع الثاني :دعوى التعويض لقرار الترقية.
إن دعوى اإللغاء ال توفر الحماية الكاملة لحقوق األفراد من تعسف اإلدارة،ألن دعوى
اإللغاء ال توقف تنفيذ القرار المعيب،ولهذا قد ينتج عنه أضرار جسيمة بحقوق األفراد،إلن
بعد أن يحصل المتظلم من قرار بحكم اإللغاء يكون ذلك قد نفذ كله أو جزء منه فينتج عنه
أضرار ،و ال سبيل للمتضرر إال بتحريك دعوى التعويض.
أوال :تعريف دعوى التعويض.
هي الدعوى التي يرفعا صاحب الشأن و المصلحة من األشخاص إلى الجهة القضاء
المختص للمطالبة بتعويض عما أصابهم من أضرر بفعل عَم ال اإلدارة عند قيامهم بعمل
غير مشروع،و بهذا تكون دعوى التعويض هي أم ضمانة لحقوق األفراد،ألنها توفر لهم
حصانة كبيرة ضد تعسف اإلدارة وقيامهم بأعمال غير مشروعة،فالقاضي اإلداري أمام
دعاوى القضاء الكامل تكون له مجموعة من سلطات واسعة لحماية حقوق الموظفين .
_1شروط رفع التعويض.
2
تتمتع دعوى التعويض بجملة من الشروط القانونية المتمثلة في مايلي:
أ)_شرط وجود قرار إداري سابق.
1
.وليد سعود القاضي،مرجع سابق،ص349
2
أبو بكر صالح بن عبد اهلل،الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة ،دراسة مقارنة بين والية المظالم و القضاء اإلداري
.المعاصر،المطبعة العربية،الطبعة األولى،الجزائر ،نوفمبر2005م.ص 410
76
نص المشرع الجزائري على أنه ":ال يجوز رفع الدعوى إلى المجلس القضائي من أحد
األفراد إال بطريق الطعن في القرار اإلداري" ،و بعد التعديل األخير لقانون اإلجراءات
المدنية 90-23ألغى المشرع الجزائري الفقرة السادسة من المادة 169مكرر ،وبهذا
يكون قد ألغى التظلم اإلداري المسبق عن طريق التدرج الرئاسي ،ويبقى فقط اشتراط
الطعن ضد قرار إداري يحمل مواصفات القرار اإلداري ،ليستعيد بذالك األحكام القضائية
وقراراتها ،و األعمال التشريعية ،وكذا العقود اإلدارية و األعمال الصادرة األفراد
والمؤسسات الخاصة ،أو المؤسسات العمومية ،ذات الطابع التجاري والصناعي
واالقتصادي.
ب)_شرط الصفة والمصلحة لدعوى التعويض.
بما أن دعوى التعويض دعوى قضائية فيجب أن تتوفر لدى المدعي بها الصفة
والمصلحة تطبيقا للمادة 459من(ق.إ.م.ج).
و تعرف الصفة بان أنها القدرة القانونية على رفع الدعوى القضائية سواء كان المدعي
هو األصيل أو الوالي أو الوكيل أو الشخص االعتباري أو الجهة اإلدارية المخولة قانونا
للتقاضي باسم ولحساب جهة إدارية معينة أمام القضاء.
1
و أما المصلحة فيشترط فيها أن تكون مشروعة وشخصية وحالة مباشرة.
حرصا على استقرار األوضاع والمراكز القانونية حدد المشرع مهلة أربع أشهر لرفع
دعوى التعويض وفقا للمادة 169مكرر(ق.إ.م.ج) ،بداية من تاريخ علم وتبليغ المتظلم
بالقرار المطعون فيه أو من تاريخ نشره ،وبفوات المهلة المحددة قانونا يسقط الـحق في
دفع دعوى التعويض ،وسقوط الحق في رفع الدعوى ال يعني سقوط الحق الذي تدافع
عليه تلك .الدعوى"،ال يترتب على سقوط الدعوى انقضاء الحق ،وإ نما يؤدي فقط إلى
إلغاء اإلجراءات الحاصلة فيها ،بحيث ال يمكن على أي حال االستناد إلى أي من
2
إجراءات الدعوى الساقطة أو االحتجاج به.
1
أبو بكر صالح بن عبد اهلل ،مرجع سابق410،
2
.مرجع نفسه410،
77
د)_ شرط عدم تقادم الحق والدعوى المستندة إليه.
زيادة على عدم فوات مواعيد رفع الدعوى ،يشترط أن يكون الحق الذي تستند إليه دعوى
التعويض مازال قائما ولم يسقط بالتقادم ،سواء الطويل أو المتوسط أو القصي ،ما حدد
القانون المدني ،والقوانين الفرعية أخرى
رابعا :مدى والية القضاء اإلداري في دعوى التعويض.
ولهذا يشترط الحصول على االعتداء المادي الشروط التالية:
_1وجود عمل مادي تنفيذي.
_2أن يشوب ذلك العمل عيب جسيم ظاهر،فيجعله غير مشروع.
_3حدوث االعتداء على حقوق مشروعة أو حريات عامة.
وعند وقوف القاضي اإلداري على توافر هذه الشروط يستطيع أن يحكم على اإلدارة:
_ رد األموال التي أخذتها اإلدارة من األفراد بطرق غير مشروعة.
_ الحكم على اإلدارة بالطرد من األماكن والعقارات التي شغلتها عنوة بطرق غير
مشروعة.
_الحكم على اإلدارة بالغرامة التهديدية بسبب مماطلتها في عدم تنفيذ قرارات المحكمة.
_الحكم على اإلدارة بوقف األعمال أو هدمها إذا أقامتها على أراضي مغتصبة إلغراض
شخصية ،إما إذا كانت بناءات للمصلحة العامة وقد تم بناؤها ،فيتحول القضاء إلى
التعويض المالي.
ثالثا :خصائص دعوى التعويض.
_1أنها دعوى شخصية ،أي أنها تستند إلى حق شخصي وذاتي ،ورافعها يستند إلى
مركزه القانوني الشخصي ،وهذا على خالف دعوى اإللغاء التي تهاجم األعمال الضارة
والتصرفات غير المشروعة.
كما أن المدعي في دعوى التعويض يهاجم ويخاصم السلطات اإلدارية المتسببة في
1
الضرر الذي أصابه.
-2أنها من دعاوى القضاء الكامل ،ألنها تخول القاضي صالحيات واسعة تبدأ من فحص
المشروعية إلى إصدار األوامر إلى اإلدارة إلرجاع الحقوق إلى أصحابها.
1
مرجع نفسه411،
78
_ 3أنها من دعاوى الحقوق ،ألنها تستند إلى وجود تستند إلى وجود حق ثار حوله النزاع،
1
والمدعي بها يطالب بحماية هذا الحق.
تعد الترقية نظام قائما بذاته يحمي حقوق الموظفين فهي األهم بالنسبة لمسار المهني
للموظف العام ،وذلك بنظر إلى إيجابيات التي تحققها سواء للموظف أو لإلدارة العامة،
فهي تتعتبر مظهر من مظاهر ممارسة سلطة الدولة ،لكن هذا ال يعني أن نظام الترقية
يخلو من سلبيات ،ومن خالل األحكام الواردة في قانون الوظيفة العمومية توصلنا لفوائد
كثيرة للترقية ،كما تعرضت لمجموعة من االنتقادات السلبية التي أثرت على الوظيفة
سواء كان الموظف أو اإلدارة ،من هنا نستعرض إيجابيات و سلبيات نظام الترقية في
قانون الوظيف العمومي الجزائري من حيث مناقشة شروطه ،إجراءاته ،أنواعه ،معاييره
و الرقابة عليه.
يتميز نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي الجزائري بمجموعة من اإليجابيات لها
تأثير على تنظيم الوظيفة العامة أي المسار المهني للموظف أو اإلدارة العامة ،وتتمثل هذه
اإليجابيات في اإلجراءات والمعايير التي وضعها المشرع لترقية الموظف و الموانع التي
تمنعه منها وكيفية والرقابة عليها كل هذه األحكام لها تأثير إيجابي على الترقية ،تمثلت
هذه اإليجابيات فيما يلي:
الفرع األول :من حيث أنواعه.
تقتصر إيجابيات األنواع نظام الترقية على ما يلي:
التنوع اإليجابي ألنواع الترقية إذ قام المشرع بتكريس طرق الترقية سواء في الرتبة أو
الترقية على أساس الشهادة أو التكوين المتخصص أو االمتحان المهني أو على أساس
االختيار بعد التسجيل في قائمة التأهيل وهذا ما تميز به قانون الوظيفة العمومية بالتنوع
1
.أبو بكر صالح بن عبد اهلل ،مرجع سابق ،ص408
79
في أساليب وطرق الترقية و الصعود في السلم الوظيفي ،فهذا طبعا يعد أمرا تحفيزيا و
1
ترغيبا لالنضمام إلى قطاع الوظيفة العمومية.
إن إيجابيات شروط و إجراءات نظام الترقية حددت على النحو التالي:
يعتبر نظام الترقية نظام مبسط يتساوى كل الموظفين في الشروط المتاحة لترقية حيث
وجب المشرع على التساوي في التوظيف نصت المادة 51الدستور الجزائري 1996إنه
:يتساوى جميع لمواطنين في تقلد المهام والوظائف في الدولة دون أية شروط أخرى
غير الشروط التي يحددها القانون" ،وفي تعديل دستور 2020نصت المادة على:
يتساوى جميع لمواطنين في تقلد المهام والوظائف في الدولة باستثناء المهام والوظائف
2
ذات الصلة بالسيادة وامن المواطنين".
ضرورة الجمع بين أسلوبين إن عدم إمكانية االعتماد على أسلوب األقدمية بمفرده من
جهة وذلك لقصوره ،ومن جهة أخرى عدم إمكانية أسلوب الجدارة بمفرده لما فيه من
إعطاء سلطات واسعة للرئيس اإلداري اقتضت ضرورة الجمع بين األسلوبين ،وهو بالفعل
ما اعتمده المشرع الجزائري،إذا بالرجوع إلى النصوص القانونية نجد هذا األخير قد نص
في المادة 55من المرسوم 59-85تتم الترقية حسب كيفيات االتية:
_1عن طريق المسابقات أو االمتحانات المهنية.
1
.نبيلة أقوجيل ،مرجع سابق ،ص 424
2
دستور الجمهورية الديمقراطية الشعبية ،المؤرخ في 15جمادى األولى عام 1442ه الموافق ل 30ديسمبر
،2020.جريدة الرسمية،العدد82
3
.نبيلة أقوجيل ،مرجع سابق ،ص 409
80
_2باالختيار بين الموظف الذي تتوفر فيه شروط األقدمية إلثبات الخبرة المهنية الكافية
وعن طريق تسجيل في جدول سنوي لترقية بعد استشارة لجنة الموظفين.
_3على أساس الشهادات بين الموظفين الذين أحرزوا المؤهالت والشهادات المطلوبة في
حدود الوظائف المطابقة لتأهيلهم الجديد.
_4نصت المادة 56من نفس المرسوم على ":يتمتع الموظفون الذين لهم مؤهالت
شهادات تسمح لهم أن يلتحقوا بسلك أعلى في فروعهم المهني بحق األولوية في
1
االستفادة من التدابير الواردة في المادة السابقة".
_5وأضافت أيضا المادة 57من نفس المرسوم "يمكن للموظف أن يحصل على ترقية
استثنائية إذا أثبت تأهيال خاصا بقدر التأهيل بعد اإلطالع على ملف المعني،و على تقدير
المصلحة المسيرة واستشارة لجنة الموظفين قانونا".
-6كما نجد المادة 107من األمر رقم 03-06المتعلقة بالوظيفة العمومية نصت على
أنه ":تتمثل الترقية في الرتب في تقديم الموظف في مسار المهني وذلك باالنتقال من رتبة
2
إلى الرتبة األعلى مباشرة في نفس السلك أو في السلك األعلى مباشرة".
أ_على أساس الشهادة من بين الموظفين الذين تحصلوا خالل مسارهم المهني على
الشهادات والمؤهالت المطلوبة.
1
.بدرية ناصر،مرجع سابق،ص 68
2
.المادة ،107القانون األساسي للوظيفة العمومية الجزائري ،مصدر سابق
81
-7على سبيل االختيار عن طريق التسجيل في قائمة التأهيل ،بعد أخذ رأي اللجنة
1
المتساوية األعضاء ،من بين الموظفين الذين يثبتون األقدمية المطلوبة.
2
-8تساهم معايير الموضوعية للترقية في زيادة الرضا الوظيفي.
الفرع الرابع :من حيث الرقابة على قراراته.
تتمثل إيجابيات الرقابة اإلدارية و القضائية على قرار الترقية فيما يلي:
-9وضع القانون الوظيفة العمومية ضمانات لحماية حقوق الموظف من تعسف اإلدارة
عن طريق إخضاع القرارات اإلدارية صادرة من اإلدارة إلى رقابة إدارية و قضائية
أ) -تعمل اإلدارة على مراقبة أعمالها بنفسها وتتراجع في تتمثل إيجابياتها في:
قراراتها المشوبة بعيوب أو غير
مشروعة ،هذا ما يسمى بالرقابة اإلدارية فهي تعتبر وسيلة لتصحيح األخطاء الصادرة
من اإلدارة سواء كانت عمدية أو ال في مجال الترقية.
ب) -منح الموظف العام حق في رفع التظلم لدى الجهة اإلدارية المختصة ،ليتم إعادة
النظر في القرار الصادر منها إما باإللغاء أو التعديل ،و التظلم يكون إما رئاسي أو
وصائي حسب نوع الجهة مقدم لها التظلم ،قد يكون وجوبيا أو اختياريا.
ج) -للموظف الحق في الطعن إما باإللغاء أو التعويض في القرارات المعيبة ،والرقابة
القضائية تستند على مبدأ المشروعية تتصف هذه باالستقاللية و الحياد و الموضوعية فهي
أحسن ضمان لحماية الموظف ولضمان للخضوع للقانون احترامه وفقا لمبدأ المشروعية.
3
1
.مرجع نفسه،ص 68
2
.نسيمة أحمد الصيد ،مرجع السابق ،ص 139
3
.وليد سعود القاضي ،مرجع سابق ،ص ص373 ،372 :
82
بالرغم من اإليجابيات التي تبدو على لنظام الترقية إال أنها ال تسلم من االنتقادات ،سواء
كان في أنواعها أو شروطها و إجراءاتها أو معاييرها أو في موانعها أو الرقابة عليها
فالترقية تعد نظام قائم بذاته فأكيد يتكون لها إيجابيات و سلبيات.
الفرع األول :من حيث أنواعه.
ولنظام الترقية سلبيات عديدة و متعددة من حيث أنواعه تتلخص فيما يلي:
_إن سياسة التوظيف المعتمدة في اإلدارات الجزائرية غير مبنية على أسس موضوعية و
علمية ،وهذا ما أثر على أداء الموظفين الفتقارهم للكفاءة و االحترافية المطلوبة والتي
ساهمت في عدم فعالية أجهزة اإلدارية الجزائرية ،فاإلدارة تحتاج إلى نظام التوظيف
مطبق يعتمد على المسابقات مثال كأسلوب التوظيف الخارجي 1،من شأنه أن يحقق مبدأ
2
المساواة في التوظيف في التوظيف.
فرع الثاني :من حيث شروطه و إجراءاته .
إما من حيث شروطه و إجراءاته فتتمثل هذه السلبيات فيما يلي :
-قلة النصوص التنظيمية الغير موضحة بالتفصيل لشروط وإ جراءات المتعلقة بكل كيفية
3
من كيفيات الترقية في الرتبة.
-اعتماد معايير التقييم الموظف الغير قابلية القياس فقانون الوظيفة العمومية ربط بين
الترقية و التقييم ،حيث يعتمد على معايير(الكفاءة المهنية ،الفعالية و المردودية ،كيفية
الخدمة و احترام الواجبات العامة و الواجبات القانونية األساسية).
-ضعف تأهيل الرؤساء اإلداريين ،ووجود الوساطة والمحسوبية ،فالتقارير التقييمية لتقييم
ال تعبر عن الواقع ،كما أنها تكبح روح اإلبداع عند الموظف وتحد من اإلجتهاده في
وظيفة.4
1
تتمثل سياسة التوظيف الخارجية في اعتماد مصادر خارجية في التوظيف ك المكاتب العمل الحكومية ،مكاتب
.التوظيف الخاصة ،اإلعالن ،الجامعات المعاهد و المنظمات العمالية و المهنية
أنظر في هذا سمية حدادة "،تقييم اإلجراءات الجديدة لسياسة التوظيف بالمؤسسات العمومية في الجزائر"(دراسة حالة-
.المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم األعالم)"مجلة المدّبر ،المجلد ،7العدد 2020 ،02م ،ص13
2
.سلوى تيشات ،مرجع سابق ،ص ص180 ،197 :
3
.جمال الدين دندن ،مرجع سابق ،ص2136
4
.نبيلة أقوجيل ،مرجع سابق،ص 426
83
-ابتعاد شروط الترقية وإ جراءاتها عن المنطق المهني ،فكان من المفروض أن يطبعها
ترجيع المعارف األكاديمية والكفاءة المهنية و المهارتية للموظف كونها أكثر نفعا للخدمة
العمومية .1
-أن اعتماد أحد المعيارين فقط في الترقية يؤثر سلبا على أداء الوظيفي .
-ال يصلح تطبيق معيار األقدمية في الوظائف العليا في الدولة ،التي تتطلب صفات معينة
في الموظف تمكنه من القدرة على تولي مناصب العليا في الدولة ومعيار األقدمية ال
يمكنه الكشف على هذه المواصفات بإضافة إلى ذلك أن الترقية بمضي الوقت تعتبر في
غاية الخطورة،فهي تهمل الوظيفة وتحبط الموظفين وتشكل خطورة على اإلدارة مما يؤثر
عليا ويتسبب في تراجعها أداءها.
-يؤدي األخذ بمعيار الكفاءة للتقرير الشخصي غير الموضوعي من الرئيس اإلداري،
فتتم ترقية الموظف بناء على رأي رئيسيه اإلداري بعيدا عن كل اعتبارات األقدمية و
االستحقاق.2
-اقتصار الرقابة القضاء اإلداري علي الرقابة المشروعية فقط ،على عكس سلطة اإلدارة
3
للرقابة على قرارات اإلدارية سلطة مالئمة ومشروعية (اإللغاء أو تعديل أو سحب).
1
.المرجع نفسه،ص 425
2
.وليد سعود القاضي ،مرجع سابق ،ص 370
3
أسية دعاس" ،التظلم اإلداري كوسيلة ودية إلنهاء المنازعات اإلدارية" ،مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية و
.السياسية ،المجلد ( ،7ب ع) 16،أفريل 2022م ص 1033
84
-عدم وجود جهاز إداري أو لجان خاصة مهمتها دراسة الشكاوى و الطعون اإلدارية
المقدمة على مستوى كل إدارة ،االختيارية منها و اإلجبارية ،ولها حق القبول أو الرفض
1
بعد ذلك.
-لم ترقى ضمانات التظلم اإلداري في الجزائر إلى فعالية لصالح الموظف في مواجهة
قرار الجزاء ،خاصة أن القوانين التي تحكم سير و اختصاص اللجان المتساوية األعضاء
2
لصالح السلطة اإلدارية ،مما يجعل التظلم اإلداري أقل فعالية.
1
.محـمد بركات ،مرجع سابق ،ص 402
2
سليم جديدي ،سلطة تأديب الموظف العام في التشريع الجزائري دراسة مقارنة ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية(،ب
.ط)2011 ،م ،ص 323
85