7

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 31

‫وزارة العدل‬

‫الهيئة الوطنية للمحامين بتونس‬


‫الفرع الجهوي للمحامين بتونس‬

‫محاضرة ختم التمرين‬

‫االختصاص الدولي للمحاكم التونسية في مادة االحوال الشخصية‬

‫االستاذ المشرف على التمرين‬ ‫االستاذة المحاضرة‬


‫حسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان التوكابري‬ ‫يسر الغري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبي‬

‫السنة القضائية‬
‫‪2022 /2021‬‬
‫إهداء‬

‫قال تعالى" وقل اعملوا فسيرى اهلل عملكم ورسوله والمؤمنين وسيردون الى عالم الغيب‬
‫والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون "‬
‫سورة التوبة اآلية ‪105‬‬

‫اهدي هذا العمل المتواضع الى‪:‬‬


‫‪ ‬اعز إنسانين علي في الحياة‪ :‬والدي‬
‫‪ ‬الى زوجي وأبنائي‬
‫شكر‬

‫اتوجه بخالص عبارات الشكر واالمتنان الى ‪:‬‬


‫السيد عميد واعضاء الهيئة الوطنية للمحامين بتونس‬
‫السادة اعضاء الفرع الجهوي للمحامين بتونس‬
‫والى األستاذ حسان التوكابري الذي قبل االشراف على تمريني بمكتبه‬
‫مخطط المحاضرة‬

‫المقدمة‬
‫العامة‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬حاالت االختصاص‬
‫الجزء ّ‬
‫التونسية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬االختصاص المبني على إقامة المطلوب بالبالد‬
‫الفصل ّ‬
‫الفصل الثاني‪ :‬االختصاص المبني على إرادة األطراف‬
‫الفصل الثالث‪ :‬االختصاص المبني على معيار الترابط‬

‫بمادة األحوال الشخصية‬


‫الخاصة ّ‬
‫ّ‬ ‫الجزء الثاني‪ :‬حاالت االختصاص‬
‫النبوة وحماية القصر‬
‫األول‪ :‬دعاوي ّ‬
‫الفصل ّ‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دعاوي النفقة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دعاوي الميراث‬
‫قائمة المختصرات‬

‫م ‪.‬ق‪ .‬د‪.‬خ‪ :‬مجلة القانون الدولي الخاص‬


‫م‪ .‬ا‪.‬ش‪ :‬مجلة االحوال الشخصية‬
‫م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪ :‬مجلة المرافعات المدنية والتجارية‬
‫المقدمة‬

‫التونسية على العالم الخارجي ومع تنامي‬


‫ّ‬ ‫الدولة‬
‫في خضم التطور الحضاري وانفتاح ّ‬
‫الهجرة واالعتراف بحق الفرد في تكوين عالقات مع أشخاص ال يشاركونه بالضرورة نفس‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مادة األحوال‬
‫الدولية في ّ‬‫الدعاوي ّ‬
‫االنتماء تكاثرت ّ‬
‫القانونية الّتي تقوم عليها صلة بمقتضى أحد‬
‫ّ‬ ‫دوليا كلّما كانت للعالقة‬
‫النزاع ّ‬
‫ويكون ّ‬
‫بعدة أنظمة قانونية غير النظام القانوني التونسي‪.1‬‬
‫عناصرها المؤثّرة بنظام أو ّ‬
‫دوليا‬
‫المختصة ّ‬
‫ّ‬ ‫أن ّأول سؤال يطرح عند نشوب ن ازع دولي هو تحديد المحكمة‬ ‫وحيث ّ‬
‫النزاع‪.‬‬
‫لفض ّ‬
‫ّ‬
‫بالمرة للحديث عن تنازع االختصاص بين المحاكم‬
‫وهنا تجدر المالحظة ّأنه ال مجال ّ‬
‫األجنبية فالقاضي التّونسي ال يتساءل إذا طرح أمامه نزاع حول عالقة‬
‫ّ‬ ‫ونسية والمحاكم‬
‫التّ ّ‬
‫للنظام القضائي الوطني فإذا‬
‫النزاع بوصفه ممثّال ّ‬
‫دولية إال عن مدى اختصاصه للنظر في ّ‬‫ّ‬
‫األجنبية‬
‫ّ‬ ‫يهمه أبدا تحديد المحكمة‬
‫القضية وال ّ‬
‫ّ‬ ‫مختصا فليس عليه سوى التّخّلي عن‬
‫ّ‬ ‫كان غير‬
‫يحدده إالّ قانونها الوطني‬
‫النزاع فمجال اختصاص المحاكم األجنبية ال ّ‬
‫للنظر في ّ‬‫المختصة ّ‬
‫ّ‬
‫اّلذي أنشأها وفي المقابل فإ ّن القاضي التونسي ال يعتمد سوى قانونه الوطني لتحديد مدى‬
‫الدولي‪.2‬‬
‫اختصاصه ّ‬
‫مادية توضع بصفة‬‫الدولي فهي قواعد ّ‬
‫واالمر يرجع إلى طبيعة قواعد االختصاص ّ‬
‫أحادية ففي ميدان االختصاص تكتفي القاعدة بتحديد ميدان اختصاص المحكمة المتعهّدة‬
‫ّ‬
‫النزاع وال تلتفت إلى اختصاص المحكمة األجنبّية‪.3‬‬
‫ب ّ‬
‫عام يخضع للسيادة فال يمكن لدولة ما‬
‫ويمكن تفسير هذه القاعدة بكون القضاء مرفق ّ‬
‫تحدد مجال اختصاص محاكم دولة أخرى‪.‬‬‫أن ّ‬

‫الخاص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫‪ -‬يراجع في هذا الشأن الفصل ‪ 2‬من مجلّة القانون ّ‬
‫‪1‬‬

‫الدراسات القانونية‬
‫الخاص‪ ،‬تنظيم مركز ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫ونسية"‪ ،‬دورة دراسية حل المجّلة التونسية للقانون ّ‬
‫الدولي للمحاكم التّ ّ‬
‫‪ -‬حاتم قطران‪" :‬االختصاص ّ‬
‫‪2‬‬

‫القضائية ‪ ،2442‬ص‪.02‬‬
‫ّ‬ ‫قانونية و‬
‫الدراسات ال ّ‬
‫القضائية يومي ‪ 40‬و‪ 40‬ماي ‪ ،2440‬منشورات مركز ّ‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫الدولي‬
‫التونسية للقانون ّ‬
‫ّ‬ ‫الخاص"‪ ،‬المجلّة‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫ونسية للقانون ّ‬
‫ونسية في المجلّة التّ ّ‬
‫الدولي للمحاكم التّ ّ‬
‫الدين قارة‪" :‬االختصاص القضائي ّ‬
‫‪ -‬نور ّ‬
‫‪3‬‬

‫القانونية‬
‫ّ‬ ‫الدراسات‬
‫القضائية يوم ‪ 02‬مارس ‪ ،0111‬منشورات مركز ّ‬
‫ّ‬ ‫الدراسات القانونية و‬
‫الخاص‪ ،‬االعمال الكاملة للملتقى الّذي نظّمه مركز ّ‬
‫ّ‬
‫القضائية ‪ ،2444‬ص‪.66‬‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫اإلشكاليات‬
‫ّ‬ ‫الدولي أثار العديد من‬
‫إن الطبيعة القانونية لالختصاص القضائي ّ‬ ‫ّ‬
‫ص؟‬‫القانونية هل هو اختصاص دولي أم ترابي أم من نوع خا ّ‬
‫الدولي قواعد ترابية الستنادها على‬
‫فهناك من الفقهاء من اعتبر قواعد االختصاص ّ‬
‫نفس معايير االختصاص الترابي (مقر المطلوب‪ ،‬مكان افتتاح التّركة‪ )...‬اال هناك اختالف‬
‫الدولي فليس هناك تقسيم ترابي في‬ ‫واضح بين االختصاص الترابي واالختصاص ّ‬
‫الدولي فهو في الواقع "إسناد اختصاص لنظام قضائي"‪ 4‬وهناك من الفقهاء من‬
‫االختصاص ّ‬
‫تم نقده أيضا‬
‫أن هذا ال أري ّ‬
‫حكمية إالّ ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولي هي قواعد‬
‫أن قواعد االختصاص ّ‬ ‫يرى ّ‬
‫الدولي فهو‬
‫أما االختصاص ّ‬ ‫عدة محاكم ّ‬
‫يحدد توزيع االختصاص بين ّ‬
‫فاالختصاص الحكمي ّ‬
‫ونسية"‪.5‬‬
‫"يتعلّق بمجموعة واحدة وهي مجمل المحاكم التّ ّ‬
‫الدولي‬
‫الرأي األرجح هو عدم االنشغال بـمسألة تكييف قواعد االختصاص القضائي ّ‬
‫ّ‬
‫‪6‬‬
‫الداخلي ‪.‬‬
‫اصة تختلف عن قواعد االختصاص ّ‬‫ألن لها طبيعة خ ّ‬
‫ّ‬
‫الدولي‬
‫أهمية كبيرة لمسألة االختصاص ّ‬
‫مشرع التّونسي أولى ّ‬
‫أن ال ّ‬
‫والجدير بالمالحظة ّ‬
‫الخاص عناصر إسناد‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫فحدد في العنوان الثاني من مجلّة القانون ّ‬
‫ونسية ّ‬
‫للمحاكم التّ ّ‬
‫ونسية في مجاالت عديدة من ذلك المجال التعاقدي‪ ،‬مجال‬ ‫االختصاص للمحاكم التّ ّ‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المسؤولية التقصيرية وكذلك في مجال األحوال‬
‫الشخصية حتى قبل االستقالل ومنذ انبعاث‬
‫ّ‬ ‫بمادة األحوال‬
‫الدولة التونسية ّ‬
‫لقد اهتمت ّ‬
‫الشخصية في ‪ 31‬أوت ‪3591‬‬ ‫ّ‬ ‫الحركة اإلصالحية واّلتي انتهت بإصدار مجّلة األحوال‬
‫الدولة التّونسية بتاريخ‬
‫وكان االهتمام أيضا بوضعية األجانب في البالد التونسية‪ .‬فأصدرت ّ‬
‫الشخصية للتّونسيين من غير المسلمين‬
‫ّ‬ ‫‪ 31‬جويلية ‪ 3591‬األمر المتعّلق بضبط األحوال‬
‫يسمى باألمر المتعلّق بضبط‬
‫تم تغيير تسميته في سبتمبر ‪ 3551‬وأصبح ّ‬
‫واليهود وقد ّ‬
‫الشخصية لألجانب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األحوال‬
‫وينص الفصل ‪ 1‬من هذا القانون "تشتمل بحالة األشخاص وأهليتهم وبالزواج ونظام‬ ‫ّ‬
‫األموال بين األزواج وحقوق الزواج وواجباتهم المتبادلة والطالق والتطليق والتفريق وبالبن ّوة‬

‫الخاص‪ ،‬األعمال الكاملة للملتقى الّذي‬


‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫التونسية للقانون ّ‬
‫ّ‬ ‫ص الخيارات واألهداف"‪ ،‬المجلّة‬
‫الدولي الخا ّ‬
‫‪ -‬مبروك بن موسى‪" :‬مجلّة القانون ّ‬
‫‪4‬‬

‫القضائية ‪ ،2444‬ص‪.66‬‬
‫ّ‬ ‫القانونية و‬
‫ّ‬ ‫الدراسات‬
‫الدراسات القانونية والقضائّية يوم ‪ 02‬مارس ‪ ،0111‬منشورات مركز ّ‬
‫نظّمه مركز ّ‬
‫‪ -5‬مبروك بن موسى‪ ،‬مقال مذكور سابقا‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫ص"‪ ،‬مقال مذكور سابق‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫الدولي الخا ّ‬
‫ونسية في المجلّة التّونسية للقانون ّ‬
‫الدولي للمحاكم التّ ّ‬
‫الدين قارة‪" :‬االختصاص القضائي ّ‬
‫‪ -‬نور ّ‬
‫‪6‬‬
‫ألبوة وانكارها والعالقات بين األصل والفروع وواجب النفقة بين األقارب وغيرهم‬
‫واإلقرار با ّ‬
‫وتصحيح النسب والت ّبني والوصاية والقيامة والحجر والترشيد والهبات والمواريث والوصايا‬
‫ميتا"‪.‬‬
‫صرفات بموجب الموت والغيبة واعتبار المفقود ّ‬
‫وغير ذلك من التّ ّ‬
‫الشخصية لكن بداية من‬
‫ّ‬ ‫حدد محتوى األحوال‬
‫شرع قد ّ‬ ‫الم ّ‬
‫ويتّضح من هذا الفصل أ ّن ُ‬
‫تم إلغاء كامل أحكام األمر المذكور‪.‬‬
‫الخاص ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫جريان العمل بمجّلة القانون ّ‬
‫تبنى نفس الفهم لألحوال‬
‫شرع قد ّ‬ ‫الم ّ‬
‫أن ُ‬‫ولكن رغم إلغاء األمر المذكور يبدو ّ‬
‫شخصية أصبحت‬
‫ّ‬ ‫الشخصية طبق الفصل ‪ 1‬المذكور نصه إالّ أ ّن مؤسسات األحوال ال‬
‫ّ‬
‫متعددة بعد أن كانت موجودة بفصل وحيد‪.‬‬
‫موجودة في فصول ّ‬
‫مادة األحوال‬
‫ونسية في ّ‬
‫الدولي للمحاكم التّ ّ‬
‫تظهر جدوى دراسة مسألة االختصاص ّ‬
‫مادة‬
‫تدخل القاضي التّونسي في ّ‬
‫تحدد مجال ّ‬ ‫الشخصية في حصر عناصر اإلسناد الّتي ّ‬
‫ّ‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األحوال‬
‫الشخصية أوسع بكثير من المواد‬
‫ّ‬ ‫مادة األحوال‬
‫فمجال تد ّخل القاضي التونسي في ّ‬
‫العينية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مادة الحقوق‬
‫التعاقدية أو ّ‬
‫ّ‬ ‫كالمادة‬
‫ّ‬ ‫األخرى‬
‫اإلشكالية اّلتي تطرح‬
‫ّ‬ ‫العام للموضوع إلى حصر‬
‫توصلنا بهذا التقديم ّ‬
‫ّ‬ ‫ولعّلنا نكون قد‬
‫صية ويمكن حصرها‬ ‫الدولي للمحاكم التّونسية في ما ّدة األحوال الشخ ّ‬
‫مسألة االختصاص ّ‬
‫كالتالي‪ :‬ماهي عناصر اإلسناد المعتمدة من قبل القاضي التّونسي في دعاوي األحوال‬
‫دوليا؟‬
‫لشخصية الّتي تحمل طابعا ّ‬
‫ّ‬ ‫ا‬
‫العامة‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬حاالت االختصاص‬
‫الجزء ّ‬

‫الخاص عناصر إسناد االختصاص‬‫ّ‬ ‫الدولي‬


‫يحدد العنوان الثاني من مجلّة القانون ّ‬
‫ّ‬
‫يتبين ّأنه هناك ثالث فصول‬
‫تونسية‪ .‬و بقراءة األحكام الواردة صلب هذا العنوان‪ّ ،‬‬
‫للمحاكم ال ّ‬
‫الشخصية وهي‬
‫ّ‬ ‫مادة األحوال‬
‫عام الختصاص المحاكم التّونسية في ّ‬ ‫يمكن اعتمادها كسند ّ‬
‫يكرس مبدأ عاما يقضي باختصاص المحاكم‬ ‫الفصول ‪ 4 ،1‬و‪ 1‬من م‪ .‬ق‪ .‬د‪.‬خ فالفصل ‪ّ 1‬‬
‫الرابع فهو يمنح‬
‫أما الفصل ّ‬
‫األول) ّ‬
‫التونسية( الفصل ّ‬
‫ّ‬ ‫نسية إذا كان المطلوب مقيما بالبالد‬
‫التو ّ‬
‫أما‬
‫إلرادة األطراف دو ار هاما في تأسيس االختصاص للمحاكم التونسية (الفصل الثاني) ّ‬
‫كل دعوى لها ارتباط‬
‫بالنسبة للفصل ‪ 1‬فهو يسند االختصاص للمحاكم التّونسية للنظر في ّ‬
‫بنزاع منشور أمامها (الفصل الثالث)‪.‬‬

‫التونسية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬االختصاص المبني على إقامة المطلوب بالبالد‬
‫الفصل ّ‬

‫ونسية‬
‫الدولي للمحاكم التّ ّ‬
‫العامة لالختصاص ّ‬ ‫ّ‬ ‫وضع الفصل ‪ 6‬م‪ .‬ق‪ .‬د‪.‬خ القاعدة‬
‫ونسية‪.‬‬
‫وهي قاعدة ترتكز على اشتراط أن يكون المطلوب مقيما بالبالد التّ ّ‬
‫الدولي للمحاكم التّونسية هو‬
‫أن المبدأ العا ّم الّذي يقوم عليه االختصاص ّ‬
‫شك ّ‬
‫وما من ّ‬
‫العام لالختصاص الترابي المعمول‬
‫اصة المبدأ ّ‬
‫الدولية الخ ّ‬
‫يكرس على مستوى العالقات ّ‬ ‫مبدأ ّ‬
‫به في القانون الداخلي وفق الفصل ‪ 13‬من م ‪.‬م ‪.‬م‪ .‬ت ‪.7‬‬
‫ذمة الّذي مفاده ّأنه ال‬
‫أن هذا المبدأ له صلة وثيقة بمبدأ براءة ال ّ‬
‫ومن الملفت لالنتباه ّ‬
‫تحمل أعباء اإلجراءات ومشاق التّنّقل إلى المحكمة الّتي‬ ‫يمكن جبر المدعي عليه على ّ‬
‫الدفاع عن نفسه فالمطلب يجب مقاضاته أمام محاكم مقر‬
‫يقطن بدائرتها الطالب قصد ّ‬

‫أن "المطلوب شخصا كان أو ذاتا معنوية تلزم محاكمته لدى المحكمة الّتي بدائرتها‬
‫‪ -‬اقتضت الفقرة األولى من مجلّة المرافعات المدنية التجارية ّ‬
‫‪7‬‬

‫مقره المختار" ويراجع في هذا الصدد علي كحلون التعليق على مجلة المرافعات المدنية والتجارية " الطبعة االولى منشورات مجمع‬ ‫مقره األصلي أو ّ‬
‫ّ‬
‫االطرش للكتاب المختص ‪.2406‬‬
‫ادعاءاته إلى أن يثبت‬
‫يبرر "بضرورة تحميل من يطرق باب التقاضي تبعات ّ‬
‫إقامته وهو مبدأ ّ‬
‫صحتها"‪.8‬‬
‫ّ‬
‫العامة بعدا متكامال يتّجه قبل حصر مجال تطبيقها‬
‫ّ‬ ‫وإلعطاء دراسة هاته القاعدة‬
‫المقر على معنى أحكام الفصل ‪ 1‬من م‪ .‬ق‪ .‬د‪.‬خ (المبحث‬
‫(المبحث الثاني) توضيح مفهوم ّ‬
‫األول)‪.‬‬

‫المقر‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم‬

‫يبين‬
‫رغبة منه إللغاء التأويل الّذي كان يحوم الفصل ‪ 1‬قديم من م‪.‬م‪ .‬م‪ .‬ت والّذي لم ّ‬
‫الدولي للمحاكم التونسية هل هي إقامة المطلوب بالتراب التونسي‬
‫إقامة تؤسس االختصاص ّ‬
‫شرع عند تحريره لمقتضيات الفصل ‪ 1‬من م‪ .‬ق‪ .‬د‪.‬خ‬ ‫الم ّ‬
‫أو إقامة الطالب والمطلوب‪ ،‬سعى ُ‬
‫سية تنظر في‬
‫أن المحاكم التون ّ‬
‫أن يعتمد صياغة واضحة وصريحة إذا اقتضى هذا الفصل ّ‬
‫المدنية والتجارّية بين جميع األشخاص مهما كانت جنسيتهم إذا كان المطلوب‬
‫ّ‬ ‫النزاعات‬
‫ّ‬
‫التونسية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مقيما بالبالد‬
‫تبنى نفس المعيار وهو معيار اإلقامة وهو ما‬
‫شرع ّ‬
‫الم ّ‬
‫أن ُ‬‫لكن ما يمكن مالحظته هو ّ‬
‫من شأنه أن يطرح تساؤالت عديدة ألن اإلقامة هي مفهوم واقعي وليس قانوني مثل مفهوم‬
‫‪9‬‬
‫ولعل الصياغة الفرنسية للفصل المذكور أكثر داللة على حقيقة األمر المقصود إذ‬
‫ّ‬ ‫المقر‬
‫ّ‬
‫‪10‬‬
‫المقر‬
‫ّ‬ ‫اعتمدت على مفهوم المقر "‪ "domicile‬ونظ ار لتركيز أحكام هذا الفصل على‬
‫عيار لتحديد‬
‫أن عبارة اإلقامة تعتبر م ا‬
‫فإنه يتّجه تحديد مفهوم المقر مع التذكير على ّ‬
‫واإلقامة ّ‬
‫المقر‪.11‬‬
‫ّ‬
‫المقرات‪:‬‬
‫أن هنالك ثالث أنواع من ّ‬
‫السابع من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت يتّضح ّ‬
‫وبالرجوع إلى الفصل ّ‬
‫ّ‬
‫المقر األصلي‪ ،‬مقر النشاط أو العمل‪ ،‬المقر المختار‪.‬‬
‫ّ‬

‫القضائية ‪ ،2442‬ص‪.31‬‬
‫ّ‬ ‫الد ارسات القانونية و‬
‫الخاص منشورات مركز ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫‪ -‬لطفي الشاذلي ومالك الغزواني‪ :‬مجلّة القانون ّ‬
‫‪8‬‬

‫الدين قارة‪ :‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص‪.34‬‬


‫‪ -‬نور ّ‬
‫‪9‬‬

‫‪ -10‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص‪ 34‬ويراجع كذلك نورالدين الغزواني "إجراءات مدنية وتجارية القانون االجرائي العام "منشورات مجمع االطرش للكتاب‬
‫المختص ‪ 2012‬ص ‪45‬‬
‫الخاص‪ ،‬نشر المؤلف‪ ،‬تونس ‪ ،2446‬ص‪.00‬‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫‪ -‬مبروك بنموسى‪ ،‬شرح المجلّة التونسية للقانون ّ‬
‫‪11‬‬
‫عادة وهو مفهوم‬
‫المقر األصلي‪ :‬وهذا المكان الّذي يقيم به الشخص ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫موضوعي يستند إلى فكرة االستقرار في الزمن‪.12‬‬
‫مقر النشاط أو العمل‪ :‬وهو المكان اّلذي يباشر فيه الشخص مهنته أو‬ ‫‪-‬‬
‫تجارته فإذا كانت لألجنبي تجارة أو مهنة ُيمارسها بتونس تكون المحاكم التونسية‬
‫مقره األصلي بالخارج‪.13‬‬
‫ضده ولو كان ّ‬
‫الموجهة ّ‬
‫ّ‬ ‫الدعاوي‬
‫بالنظر في ّ‬
‫مختصة ّ‬
‫ّ‬
‫يعينه االتفاق أو القانون لتنفيذ التزام‬
‫المقر المختار‪ :‬وهو المكان اّلذي ّ‬ ‫‪-‬‬
‫أو للقيام بعمل قضائي‪.‬‬
‫كمحل‬
‫ّ‬ ‫المعين‬
‫الصدد يمكن أن نتساءل هل يعتبر مكتب محامي المطلوب و ّ‬
‫وفي هذا ّ‬
‫مقر له على معنى أحكام الفصل ‪ 1‬من م‪ .‬ق‪ .‬د‪.‬خ‪.‬‬
‫مخابرة له ّا‬
‫أن مكتب محامي المطلوب ال‬ ‫الخاص ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫استقر الرأي لدى فقهاء القانون ّ‬
‫ّ‬ ‫لقد‬
‫يتأسس عليه اختصاص المحاكم التونسية‪.‬‬
‫يعتبر مق ار له وال يمكن أن يكون سندا ّ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مجال تطبيق القاعدة العامة‪:‬‬

‫العامة المنصوص عليها صلب الفصل ‪ 1‬من‬ ‫ّ‬ ‫يتّجه تحديد مجال تطبيق القاعدة‬
‫الدعاوي (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫م‪ .‬ق‪ .‬د‪.‬خ من حيث األشخاص (الفقرة األولى) ومن حيث ّ‬

‫العامة من حيث األشخاص‪:‬‬


‫الفقرة األولى‪ :‬مجال تطبيق القاعدة ّ‬

‫النزاعات بين جميع‬


‫أن المحاكم التّونسية تنظر في ّ‬‫اقتضى الفصل ‪ 1‬من م‪ .‬ق‪ .‬د‪.‬خ ّ‬
‫األشخاص مهما كانت جنسيتهم إذا كان المطلوب مقيما بالبالد التونسية يؤخذ من هذا النص‬
‫شرع أقصى معيار الجنسية التونسية كأساس الختصاص المحاكم التونسية‬ ‫الم ّ‬
‫أن ُ‬‫القانوني ّ‬
‫النزاعات الّتي يكون فيها المطلوب مقيما بالبالد التونسية وذلك مهما‬
‫فهي تنظر في جميع ّ‬
‫كانت جنسية الطالب أو المطلوب‪.‬‬

‫الخاص"‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫الدولي للمحاكم التونسية في مجال القانون ّ‬
‫‪ -‬حاتم قطران‪" :‬االختصاص ّ‬
‫‪12‬‬

‫الخاص‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫‪ -‬مبروك بنموسى‪ ،‬شرح المجلّة التونسية للقانون ّ‬
‫‪13‬‬
‫يهم أن‬
‫يهم أن يكون الزوج تونسيا وال ّ‬
‫النزاع شخصيا فال ّ‬ ‫وتأسيسا لما سبق‪ ،‬فإذا كان ّ‬
‫المدعي عليه‬
‫فالمهم هو أن يكون ّ‬
‫ّ‬ ‫يهم حتّى إذا كان كالهما تونسيا‬
‫تكون الزوجة تونسية وال ّ‬
‫التونسية أن تفصل في دعوى طالق بين زوجين‬ ‫ّ‬ ‫مقيما بتونس وبالتالي ال يمكن للمحاكم‬
‫تونسيين مقيمين بالخارج كما ّأنه ال يمكن لزوجة تونسية تقيم بتونس أن تقوم برفع دعوى‬
‫طالق أمام المحاكم التونسية ض ّد زوجها التونسي المقيم خارج تونس وذلك لعدم اختصاصها‬
‫حسب منطوق الفصل ‪ 1‬من م‪ .‬ق‪ .‬د‪.‬خ‪.‬‬
‫أن هناك عديد من‬ ‫وبمعاينة فقه القضاء التونسي بعد صدور م ق د خ ‪ ،‬يتّضح ّ‬
‫األحكام اّلتي احترمت مقتضيات الفصل ‪ 1‬فالمحاكم التونسية تنظر في قضايا الطالق اّلتي‬
‫الصادر عن محكمة‬
‫يكون فيها المطلوب مقيما بتونس من ذلك القرار االستئنافي عدد ‪ّ 139‬‬
‫االستئناف بتونس بتاريخ ‪ 19‬جوان ‪ 141331‬والّذي قضت فيه ما يلي "تطبيقا للفصل ‪ 1‬من‬
‫طالق‬
‫مختصة بالنظر في دعوى ال ّ‬
‫ّ‬ ‫التونسية غير‬
‫ّ‬ ‫فإن المحاكم‬
‫الخاص ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫مجّلة القانون ّ‬
‫صد زوجته السويسرية طالما أنها غير مقيمة بالبالد التونسية و كذلك الحكم‬‫المرفوعة ّ‬
‫قضية‬
‫النظر في ّ‬ ‫االبتدائية بتونس بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪ 2013‬حيث قبلت ّ‬
‫ّ‬ ‫الصادر عن المحكمة‬
‫ضد زوجها البلجيكي الجنسية المقيم بتونس لكن‬
‫الطالق المرفوعة من زوجة تونسية جنسية ّ‬
‫المدعي‬
‫النظر في قضايا الطالق الّتي يكون فيها ّ‬
‫في المقابل أعلنت عدم اختصاصها في ّ‬
‫‪15‬‬
‫عليه موجودا خارج اإلقليم التونسي‪.‬‬

‫الدعاوي‪:‬‬
‫العامة من حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬مجال تطبيق القاعدة‬

‫جاءت عبارات الفصل ‪ 1‬من م‪ .‬ق‪ .‬د‪.‬خ مطلقة وبالتالي يتبادر للذهن أن المحاكم‬
‫النزاعات الشخصية إذا كان المطلوب مقيما بالبالد التونسية من‬
‫التونسية تنظر في جميع ّ‬
‫ّ‬
‫ذلك قضايا الطالق‪ ،‬النفقة‪ ،‬النسب‪ ...،‬غير ّأنه بتص ّفح المزيد من فصول مجّلة القانون‬

‫‪14‬‬
‫‪GHAZOUANI (M) ; Compétence internationale et divorce ; observations sous l’arrêt de la‬‬
‫‪cour d’appel de Tunis n° 215 du 25 Janvier 2003 ; RTD ; 2003 ; P.229‬‬

‫‪15‬يراجع في هذا الصدد الحسين السالمي وفاطمة الزهراء بن محمود‪" :‬منظومة للقانون الدولي الخاص التونسي " الطبعة‬
‫األولى منشورات مجمع األطرش للكتاب المختص ‪1331‬‬
‫مادة األحوال‬
‫تحدث بدوره عن ّ‬
‫أن الفصل ‪ 1‬من هاته المجلّة ّ‬ ‫الخاص يتّضح ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫ّ‬
‫الشخصية حيث ذكر النفقة‪ ،‬النسب وبالتالي بقراءة مزدوجة للفصلين ‪ 1‬و‪ 1‬من م‪ .‬ق‪ .‬د‪.‬خ‬
‫ّ‬
‫أن‬
‫مادة الطالق باعتبار ّ‬
‫أن الفصل ‪ 3‬يسند االختصاص للمحاكم التونسية في ّ‬ ‫يتّضح جليا ّ‬
‫شرع لم يفرده بفصول خاصة به‪.‬‬
‫الم ّ‬
‫ُ‬

‫الفصل الثاني‪ :‬االختصاص المبني على إرادة األطراف‬

‫إما "إذا عينها األطراف‬


‫أن االختصاص ينعقد للمحاكم التونسية ّ‬
‫الرابع ّ‬
‫اقتضى الفصل ّ‬
‫لتدخل اإلرادة‬
‫شرع إلى صورتين ّ‬ ‫الم ّ‬
‫أو إذا قبل المطلوب بالتقاضي لديها"‪ ،‬بذلك فقد أشار ُ‬
‫تحيل أوال هما إلى االتّفاق الصريح (المبحث األول) في حين تحيل الثانية إلى قبول‬
‫المطلوب (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬االتفاق الصريح‪:‬‬

‫تكون إرادة منح االختصاص إلى المحاكم التونسية إرادة صريحة إذا وجد اتفاق بين‬
‫يعبر عنه باالمتداد اإلرادي لالختصاص القضائي للمحاكم‬
‫النزاع على ذكر وهو ما ّ‬
‫طرفي ّ‬
‫التونسية "‪"clause attributive de juridiction‬‬
‫شرع صلب الفصل ‪ 4‬م‪ .‬ق‪ .‬د‪.‬خ بصفة صريحة مشروعيته االتفاق المبرم‬ ‫الم ّ‬
‫أقر ُ‬
‫وقد ّ‬
‫التونسية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدولي للمحاكم‬
‫بهدف إسناد االختصاص ّ‬
‫شرع أشار فقط إلى إقصاء المواد الّتي ترجع إلى‬ ‫الم ّ‬
‫أن ُ‬ ‫ومن الملفت لالنتباه ّ‬
‫تدخل اإلرادة‬
‫االختصاص المطلق للمحاكم التونسية ولم يشر الرأي موضوع آخر من نطاق ّ‬
‫وهو ما يطرح تساؤل حول إمكانية إبرام اتفاقيات حول االختصاص القضائي ال ّدولي للمحاكم‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ومادة األحوال‬
‫التونسية ّ‬
‫أهم مجال يمكن أن تبرم فيه اتفاقيات منح‬
‫دية تبقى ّ‬
‫النزاعات التعاق ّ‬
‫أن ّ‬ ‫بالرغم من ّ‬
‫ّ‬
‫النزاعات‬
‫فإن صياغة الفصل ‪ 4‬من م‪ .‬ق‪ .‬د‪.‬خ ال تقصي ّ‬ ‫التونسية ّ‬
‫ّ‬ ‫االختصاص للمحاكم‬
‫تدخل اإلرادة‪.‬‬
‫العائلية من ّ‬
‫في نفس هذا السياق أ ّكد األستاذ علي المزغني على اتّساع مجال إمكانية التوسيع‬
‫الموسعة لألشخاص في مجال األحوال‬
‫ّ‬ ‫اإلرادي لالختصاص معتب ار ّأنه يمكن القبول بالشروط‬
‫الشخصية‪.16‬‬
‫وعلى عكس القانون التونسي يقصي القانون الفرنسي من دائرة التوسيع اإلرادي‬
‫وبكل ما‬
‫ّ‬ ‫النزاعات المتعّلقة بالحالة الشخصية وبأهلية األشخاص‬
‫لالختصاص القضائي ّ‬
‫الية‪.17‬‬
‫الذمة الم ّ‬
‫يتعّلق بالعالقات العائلية اّلتي تخرج عن مجال ّ‬
‫الرخاء باالختصاص ضمنيا‪:‬‬
‫ويمكن أن يكون ّ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االتفاق الضمني‪:‬‬

‫الدولي‬
‫دعمت مجلة القانون الدولي الخاص دورة اإلرادة في تأسيس االختصاص ّ‬ ‫ّ‬
‫النزاع (‪)...‬‬
‫نص فصلها الرابع على ّأنه "تنظر المحاكم التونسية في ّ‬
‫للمحاكم الوطنية عندما ّ‬
‫النزاع حق عينيا متعلّقا بعقار كائن‬
‫إذا قبل المطلوب بالتقاضي لديها إال إذا كان موضوع ّ‬
‫خارج البالد التونسية"‪.‬‬
‫شرع التونسي بذلك على الحل القديم الّذي كان يسند االختصاص‬ ‫الم ّ‬
‫ولقد أبقى ُ‬
‫لكنه في نفس‬
‫للمحاكم الوطنية إذا قبل األجنبي المقيم خارج البالد التونسية التّقاضي لديها ّ‬
‫الحل‪ .‬حيث أصبح قبول التقاضي لدى المحاكم يشمل أيضا‬ ‫ّ‬ ‫الوقت أوسع من مجال هذا‬
‫‪18‬‬
‫والّذي يمكنه أن يقبل اختصاص المحاكم الوطنية في غياب أساس‬ ‫المدعى عليه التونسي‬
‫النزاع في واليتها‪.‬‬
‫موضوعي يمكن أن تستند إليه المحكمة إلخضاع ّ‬
‫ويؤ ّكد هذا التم ّشي‪ ،‬إقصاء الجنسية كمعيار ت اربط في مجال والية المحاكم الوطنية‬
‫دوليا إضافة إلى تأ ّكد مبدأ المساواة بين الوطني واألجنبي عند تطبيق قواعد االختصاص‬
‫الدولي‪.‬‬
‫ّ‬
‫الدولي‬
‫وانطالقا من أحكام الفصل ‪ 4‬م‪.‬ق‪.‬د‪.‬خ يمكن أن يستند توسيع االختصاص ّ‬
‫الوطنية‬
‫ّ‬ ‫الوطنية إلى موقف المدعى عليه الّذي ال ينازع في اختصاص المحكمة‬
‫ّ‬ ‫المحاكم‬
‫‪16‬‬
‫‪- MEZGHANI (A.) : Commentaires du code de droit international privé, CPV, P.163.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪- SINAY CYTERMANN : L’ordre public en matière de compétence judiciaire internationale, Thèse,‬‬
‫‪Strasbourg 1980 ; P.89.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪- MEZGHANI (A.) ; Commentaires, op. cit. , P.162.‬‬
‫النزاع‪ .‬ويستخلص من ذلك ّأنه ليس من الضروري أن ينشأ التوسيع‬
‫الّتي رفع إليها المدعي ّ‬
‫االختياري لقضاء المحاكم الوطنية دوليا عن شرط صريح مسند لالختصاص‪ 19‬بل يكفي في‬
‫المدعى عليه التّقاضي لدى المحاكم الوطنية لينعقد االختصاص‬
‫صورة الحال أن يقبل ّ‬
‫لفائدتها‪.‬‬
‫الفرضية اّلتي ّينظمها الفصل ‪ 4‬م‪.‬ق‪.‬د‪.‬خ هي تلك اّلتي ينشأ فيها‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫ومن الواضح ّ‬
‫المدعى‬
‫التصرف اإلجرائي لألطراف‪ .‬فإذا كان من الممكن استنتاج قبول ّ‬
‫ّ‬ ‫االختصاص عن‬
‫عليه ال تقاضي لدى المحاكم الوطنية من خالل عدم منازعته الختصاصها رغم عدم إقامته‬
‫فإن توّلي المدعي القيام برفع الدعوى أمام المحكمة الوطنية واستدعاء‬
‫على اإلقليم الوطني‪ّ ،‬‬
‫الدولي للمحاكم‬
‫خصمه أمامه يمثّل بدوره قرينة على اتجاه إرادته إلى توسيع االختصاص ّ‬
‫الوطنية‪.20‬‬
‫كيف هذه الحالة بوصفها اتفاق ثنائيا من قبل األطراف على توسيع‬
‫لذلك يمكن أن ن ّ‬
‫المدعي في إسناد االختصاص للقاضي‬‫إن إرادة ّ‬‫الدولي للمحاكم الوطنية‪ .‬ذلك ّ‬
‫االختصاص ّ‬
‫المدعي‬
‫تستشف إرادة ّ‬
‫ّ‬ ‫الوطنية‪ .‬في حين‬
‫ّ‬ ‫الوطني تستنتج من قيامه برفع دعواه أمام المحكمة‬
‫عليه من قبوله الختصاص القاضي الوطني دون منازعة في ذلك‪.‬‬
‫المضمن صلب اتّفاق األط ارف قبل نشأة‬
‫ّ‬ ‫لكن خالفا للشرط المسند لالختصاص‬
‫النزاع بين‬
‫بالفرضية اّلتي نشأ فيها ّ‬
‫ّ‬ ‫الوطنية‬
‫ّ‬ ‫النزاع‪ ،‬يتعّلق بقبول التّقاضي لدى المحاكم‬
‫ّ‬
‫النزاع أمام المحاكم الوطنية رغد عدم اختصاصها المبدئي‬
‫األطراف‪ .‬فيقوم أحد الطرفين برفع ّ‬
‫نظ ار لغياب معيار ترابط يمكن تأسيس االختصاص عليه الستدعاء خصمه ويحضر أمام‬
‫الدولي فينعقد االختصاص لصالح القضائي‬
‫المحكمة التونسية دون أن يثير عدم اختصاصها ّ‬
‫الدولي‪ .21‬ويمثّل قبول التقاضي‬
‫الوطني‪ ،‬وتسمى هذه الفرضية توسيعا ضمنيا لالختصاص ّ‬
‫الوطنية حالة اختصاص مستقلّة بذاتها على معنى الفصل ‪ 4‬م‪.‬ق‪.‬د‪.‬خ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لدى المحاكم‬
‫المدعى عليه آلثار موقفه‬
‫ويعتمد الفقه لتفسير هذه القاعدة على فكرة استحالة جهل ّ‬
‫النزاع‪ .22‬إذا كان بإمكان‬
‫خاصة بعد نشأة ّ‬
‫ّ‬ ‫الوطنية‬
‫ّ‬ ‫المتمثّل في قبول التقاضي لدى المحكمة‬

‫‪19‬‬
‫‪- AUDIT (B.), Droit international privé, Economica, 3ème éd, 2000, P.340.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪- MEZGHANI (A.) ; Commentaires, op. cit. , P.162.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪- AUDIT (B.), Droit international privé, op. cit. P.474, n°551.‬‬
‫‪ -22‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص‪.030‬‬
‫النزاع بالتخلّي‬
‫الوطنية ومطالبة القاضي المتعهّد ب ّ‬
‫ّ‬ ‫المدعى عليه إثارة عدم اختصاص المحاكم‬
‫ّ‬
‫النظر في الدعوى على أساس عدم االختصاص‪.‬‬ ‫عن ّ‬
‫الدولي للمحاكم‬
‫أن التوسيع الضمني لالختصاص ّ‬ ‫وتأسيسا على ذلك‪ ،‬يمكن القول ّ‬
‫المدعى عليه بنتائج موقفه اإلجرائي المتمثّل في الحضور أمام‬
‫الوطنية ينبع من قرينة علم ّ‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القضاء الوطني وعدم سعيه لمعارضة خصمه بانعدام اختصاص المحكمة‬
‫تقر بمبدأ التوسيع الضمني‬
‫أن عديد التشريعات المقارنة ّ‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫المدعى عليه التقاضي لدى محاكمها من‬
‫الدولي تأسيسا على قبول ّ‬
‫لالختصاص القضائي ّ‬
‫أن عدم‬
‫المذكورن على اعتبار ّ‬
‫ا‬ ‫ذلك القانون الفرنسي والقانون األلماني‪ .‬حيث استقر القانونان‬
‫إثارة المدعي عليه النعدام اختصاص المحكمة المتعهّدة قبل خوضه في مناقشة أصل‬
‫الدولي‬
‫يؤدي إلى انعقاد االختصاص لصالحها شريطة أن يكون االختصاص ّ‬
‫الدعوى ّ‬
‫اختياريا‪.‬‬
‫لصادرة في ‪ 11‬سبتمبر ‪ 3511‬المعروفة باتّفاقية‬
‫أقرت االتفاقية األوروبية ا ّ‬
‫كما ّ‬
‫المدعي‬
‫الضمني لالختصاص ال ّدولي‪ .‬فكّلما رفع ّ‬
‫بروكسال في فصلها ‪ 31‬بقاعدة القبول ّ‬
‫مختصة عادة‪ ،‬حسب أحكام قانونها العام وأحكام‬
‫ّ‬ ‫دعواه أمام محاكم دولة متعاقدة غير‬
‫النزاع‪ ،‬انعقد‬
‫هدة ب ّ‬
‫االتفاقية‪ ،‬واذا حضر المدعي عليه ولم يعارض اختصاص المحكمة المتع ّ‬
‫االختصاص لصالحها‪.23‬‬
‫المدعي‬
‫فما هي شروط انعقاد االختصاص لصالح المحاكم الوطنية على أساس قبول ّ‬
‫عليه التّقاضي لديها؟‬
‫يفترض التوسيع الضمني الختصاص المحاكم الوطنية قبول المطلوب التقاضي لدى‬
‫المدعي عليه أمام المحكمة‬
‫المحاكم التونسية حسب الفصل ‪ 4‬م‪.‬ق‪.‬د‪.‬خ ويعني ذلك حضور ّ‬
‫النزاع في‬
‫الوطنية وهو الشرط األساسي إلعالن المحاكم الوطنية اختصاصها للنظر في ّ‬
‫الدولية‪.‬‬
‫غياب أساس آخر لواليتها ّ‬

‫‪23‬‬
‫‪- GAUDEMET-TALLON (H.) : Les conventions de Bruxelles et de Lugano : compétence internationale,‬‬
‫‪reconnaissance et exécution des jugements en Europe, P.100, n°143.‬‬
‫ألن ذلك‬
‫القضية ّ‬
‫ّ‬ ‫المدعي عليه لدى المحكمة احترام مبدأ المواجهة في‬
‫ويؤ ّكد حضور ّ‬
‫الجدية في مدى اختصاص المحاكم‬
‫ّ‬ ‫يعني ذلك أنه قد أتيحت الفرصة للمطلوب للمناقشة‬
‫النزاع‪.‬‬
‫الوطنية للنظر في ّ‬
‫المدعي عليه لإلقرار بالتوسيع الضمني لالختصاص للمحاكم‬
‫ولكن هل يكفي حضور ّ‬
‫الوطنية؟‬
‫بأنه قبل اختصاصها‬
‫المدعي عليه أمام المحاكم التونسي للقول ّ‬
‫ال يكفي حضور ّ‬
‫دوليا للنظر في‬
‫ونسية ّ‬
‫يبرره رغبته في إثارة عدم اختصاص المحاكم التّ ّ‬
‫ضرورة أن حضوره قد ّ‬
‫النزاع‪.‬‬
‫ّ‬
‫إما بصفة‬
‫فإنه يشترط أن يقبل المطلوب باختصاص المحاكم التونسية وذكر ّ‬
‫لذلك ّ‬
‫يقدم جوابه في أصل الدعوى دون أن يدفع بعدم اختصاص‬ ‫ضمنية عندما ّ‬
‫ّ‬ ‫صريحة أو‬
‫يستشف من وقفه هذا قبوال ضمنيا بتوسيع اختصاص المحكمة‬
‫ّ‬ ‫المحاكم التونسية‪ .‬حيث‬
‫النزاع‪.‬‬
‫المتعهّدة ب ّ‬
‫يؤدي إلى عدم‬
‫التونسية ّ‬
‫ّ‬ ‫المدعى عليه في اختصاص المحاكم‬
‫فإن منازعة ّ‬
‫في المقابل ّ‬
‫وتتم هذه المنازعة حسب الفصل ‪ 33‬من مجّلة‬
‫الدولي للمحكمة المتعهّدة‪ّ .‬‬
‫إسناد االختصاص ّ‬
‫يقدم وجوبا قبل خوض األصل‪.‬‬
‫الخاص في شكل دفع شكلي ّ‬‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫القانون ّ‬
‫االبتدائية بتونس في حكمها الصادر بتاريخ ‪ 22‬فيفري ‪2016‬‬
‫ّ‬ ‫وقد اعتبرت المحكمة‬
‫الدفع المتعلّق بعدم اختصاص المحاكم التونسية قبل الخوض‬
‫ّأنه "طالما أثار نائب المطلوب ّ‬
‫الدعوى"‪.‬‬
‫بالنظر في ّ‬
‫مختصة ّ‬
‫ّ‬ ‫التونسية غير‬
‫ّ‬ ‫فإن المحاكم‬
‫في األصل [‪ّ ]...‬‬
‫تقر بواليتها‬
‫المدعي عليه باختصاص المحاكم التونسية فإن هاته األخيرة ّ‬
‫أما إذا قبل ّ‬ ‫ّ‬
‫على أساس التّو ّسع الضمني الختصاصها‪.‬‬
‫الصادر في ‪ 26‬أكتوبر‬
‫وجه‪ ،‬اعتبرت محكمة التعقيب في قرارها ّ‬ ‫وتكريسا لهذا التّ ّ‬
‫‪24‬‬
‫وعبرت عن‬
‫أّنه "إذا حضرت المطلوبة بالجلسة الصلحية وأجابت عن الدعوى ّ‬ ‫‪1331‬‬
‫فإنها تكون قد رضيت بالتقاضي لدى المحاكم التونسية‪".‬‬
‫موافقتها على الطالق ّ‬

‫هذا القرار موجود على الرابط التالي لموقع محكمة التعقيب‬ ‫‪24‬‬

‫‪cassation .tn / fileadmin/ user – upload /50867-18-pdf‬‬


‫الفصل الثالث‪ :‬االختصاص المبني على أساس معيار الترابط‪:‬‬

‫بكل‬
‫الخاص ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫التونسية حسب الفصل السابع من مجّلة القانون ّ‬
‫ّ‬ ‫تختص المحاكم‬
‫ّ‬
‫دعوى لها ارتباط بنزاع منشور لدى المحاكم التونسية‪.‬‬
‫ويقصد بالترابط الوصفية اّلتي يعاين فيها وجود ترابط وثيق بين طلبين قضائيين غير‬
‫متماهين‪ ،‬بما يجعل من ح سن سير العدالة القضاء فيهما في نفس الوقت وأمام نفس الهيئة‬
‫القضائية‪.‬‬
‫التطرق إلى مجالها (المبحث الثاني) قبل‬
‫ّ‬ ‫وللبحث في مؤدى قاعدة الفصل ‪ 1‬يجب‬
‫تحديد أساسها (المبحث األول)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أساس القاعدة‪:‬‬

‫النواب‪ ،‬طلبت لجنة الشؤون السياسية والعالقات الخارجية‬


‫في نطاق مداوالت مجلس ّ‬
‫الخاص مع‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫من و ازرة العدل مزيد توضيح مقتضيات الفصل السابع من مجّلة القانون ّ‬
‫أصلية منشورة‬
‫ّ‬ ‫الدعاوي المرتبطة بدعوى‬
‫مختصة بالنظر في ّ‬
‫ّ‬ ‫المحاكم التونسية تكون‬
‫أمام أنظارها ولو كانت هذه األخيرة مستقّلة عن األولى وهو حل يبرزه توحيد أو مركزه‬
‫النزاعات لتحاشي صدور ق اررات أو أحكام متضاربة مع بعضها البعض بحكم اختالف‬
‫ّ‬
‫مختص‬
‫ّ‬ ‫فإنه يكون‬
‫المحاكم ومثال ذلك إذا تعهّد القاضي التونسي بدعوى أصلية في الطالق ّ‬
‫الدعاوي المرتبطة بها كالنفقة والحضانة والسكن‪ … ،‬كما تنظر المحاكم المتعهّدة‬
‫كذلك في ّ‬
‫األولية المترتبة عن هذه الدعوى… "‪.‬‬
‫الدعاوي األصلية والمسائل ّ‬
‫ب ّ‬
‫الدعوى بقضايا منشورة أمام المحاكم‬
‫تبنيه لمعيار ارتباط ّ‬
‫أن في ّ‬ ‫ومما ال ش ّك فيه ّ‬
‫ّ‬
‫المشّرع إلى ضمان وحدة الخصومة وسير العدالة ومنع تضارب األحكام‪.‬‬ ‫التونسية يهدف ُ‬
‫الصادر بتاريخ‬
‫تبنته محكمة التعقيب وقرارها ّ‬
‫ونفس هذا التفسير ألحكام الفصل السابع ّ‬
‫الدعوى المقامة بقضايا منشورة أمام‬
‫بأن "عنصر ارتباط ّ‬
‫‪ 31‬ديسمبر‪ 1339‬حيث قضت ّ‬
‫الخاص كمعيار‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫المحاكم التونسية المنصوص عليه بالفصل ‪ 1‬من مجّلة القانون ّ‬
‫الدعويين تجعل من‬
‫الختصاص المحاكم التونسية ّإنما المقصود منه وجود صلة وثيقة بين ّ‬
‫البت فيهما من محكمة واحدة تفاديا لتعارض األحكام دون‬
‫مصلحة حسن سير القضاء ّ‬
‫الدعوتين متحدتين في الخصوم أو الموضوع أو السبب‪.‬‬
‫وجوب أن تكون ّ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التطبيقات الممكنة للقاعدة‪:‬‬

‫كل المسائل‬
‫الدعوى بقضايا منشورة أمام المحاكم التونسية يستوعب ّ‬
‫إن معيار ارتباط ّ‬ ‫ّ‬
‫بالنزاع‬
‫األولية (الفقرة األولى) والطلبات العارضة والمعارضة (الفقرة الثانية) والمرتبطة ّ‬ ‫ّ‬
‫المنشور أمام القضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء التونسي‪.‬‬
‫النزاع‬
‫البث فيها مثال ّ‬
‫ّ‬ ‫األولية‪ :‬وهي مسائل يتوّقف على‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المسائل ّ‬
‫مختصة بالنظر في الدعوى األصلية المتعلّقة‬
‫ّ‬ ‫األصلي المعروض على المحاكم التونسية‬
‫بالنفقة‪.25‬‬

‫الدعوى المعارضة‪:‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الدعوى العارضة و ّ‬

‫يتقدم بها المدعي والتي تتناول بالتغيير أو‬


‫الطلبات العارضة هي الطلبات الّتي ّ‬
‫النزاع من جهة موضوعه أو سبب أو أطرافه ‪" .26‬‬
‫بالزيادة أو بالنقص ذات ّ‬
‫لرد‬
‫المدعي عليه بقصد الدفاع ّ‬
‫يتقدم بها ّ‬
‫أما الطلبات المعارضة فهي الطلبات اّلتي ّ‬‫ّ‬
‫‪27‬‬
‫الدعوى األصلية ‪.‬‬
‫الدعوى األصلية أو للمقاصة أو لطلب غرم األضرار الناشئة عن ّ‬
‫ّ‬

‫القضية مازالت‬
‫ّ‬ ‫النزاع وكانت‬
‫تصة بالنظر في أصل ّ‬
‫فإذا كانت المحاكم التونسية مخ ّ‬
‫النزاع‬
‫منشورة أمامها فإن تكون أيضا مختصة بالطلبات العارضة والمعارضة المتصلة بأصل ّ‬
‫قدمت في صورة دعوى أصلية مستقلّة‪.‬‬
‫مختصة بها لو ّ‬
‫ّ‬ ‫ولو كانت غير‬

‫الخاص‪ ،‬ص‪.1-11‬‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫مبروك بنموسى‪ :‬شرح المجلّة التونسية للقانون ّ‬
‫‪25‬‬

‫‪26‬الفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ح‬


‫الفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ح‬ ‫‪27‬‬
‫العامة الّتي يمكن أن تكون سندا الختصاص المحاكم‬
‫ّ‬ ‫بعد دراسة قواعد االختصاص‬
‫لمادة األحوال‬
‫الخاصة ّ‬
‫ّ‬ ‫مادة األحوال الشخصية يتّجه دراسة معايير االختصاص‬
‫التونسية في ّ‬
‫ص‪.‬‬
‫الدولي الخا ّ‬
‫الشخصية والمنصوص عليها صلب الفصل ‪ 1‬من مجّلة القانون ّ‬

‫بمادة األحوال الشخصية‬


‫الخاصة ّ‬
‫ّ‬ ‫الجزء الثاني‪ :‬حاالت االختصاص‬

‫خاصة‬
‫ّ‬ ‫الخاص قواعد اختصاص‬‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫السادس من مجلّة القانون ّ‬
‫وضع الفصل ّ‬
‫األول) والنفقة‬
‫إما بطبيعتها‪ :‬البنوة (الفصل ّ‬ ‫الشخصية ّ‬
‫ّ‬ ‫ببعض المواد المتعّلقة باألحوال‬
‫شرع التونسي‪ :‬الميراث (الفصل الثالث)‪.‬‬
‫الم ّ‬
‫(الفصل الثاني) أو بحكم اعتبرها كذلك من قبل ُ‬

‫األول‪ :‬دعاوي البن ّوة وحماية القصر‬


‫الفصل ّ‬

‫أن المحاكم‬‫الخاص على ّ‬


‫ّ‬ ‫ينص الفصل ‪ 1‬فقرة أولى من مجلّة القانون ال ّدولي‬
‫ّ‬
‫بالنبوة أو بإجراء لحماية قاصر يكون موجودا بالبالد‬
‫ّ‬ ‫الدعاوي المتعّلقة‬
‫التونسية تنظر في ّ‬
‫النبوة‬
‫ويتعين لتحديد مدلول قاعدة إسناد االختصاص للمحاكم التونسية بدعاوي ّ‬
‫ّ‬ ‫التونسية‬
‫وحماية القصر تحديد مجالها (المبحث االول) والوقوف على مفهوم معيار وجود القاصر‬
‫بتونس (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المجال‪:‬‬

‫النزاعات‬
‫اقتضت الفقرة األولى من الفصل السادس ان المحاكم التونسية تنظر في ّ‬
‫المتعّلقة بالبنوة أو بأي إجراء لحماية قاصر موجود بتونس حتى ولو كان المدعي عليه مقيما‬
‫بالخارج‪.‬‬
‫وتشمل دعاوي البنوة القضايا المتعلّقة بالنسب مهما كانت طبيعته أما دعاوي حماية‬
‫القصر فهي تشمل جميع الدعاوي الّتي تهدف إلى اتخاذ اإلجراءات لحمايته العادية منها أو‬
‫الوقتية االستعجالية الكفيلة بضمان سالمة القاصر الموجود بالبالد التونسية‪.28‬‬
‫وتجد القاعدة المنصوص عليها صلب الفقرة األولى من الفصل السادس أساسها في‬
‫"هاجس حماية القاصر بوصفه الطرف الضعيف سواء تعّلق االمر بنسبه أو بإجراءات‬
‫حمايته"‪.29‬‬
‫الحمائية‬
‫ّ‬ ‫أن إسناد االختصاص القضائي للمحاكم التونسية التخاذ اإلجراءات‬ ‫كما ّ‬
‫النزاع‬
‫الدولة اّلتي تترّكز بها غالبية عناصر ّ‬
‫النزاع أمام محاكم ّ‬
‫تجاه القاصر يم ّكن من تجميع ّ‬
‫من الناحية المادية مثال إجراء اختبار جيني إلثبات بنوته أو القيام ببحث اجتماعي والنفسي‬
‫‪30‬‬
‫النزاع من تحقيق الهدف العام المتمثّل في حسن‬
‫للوقوف على ظروف عيشه ويم ّكن تجميع ّ‬
‫تنظيم موقف القضاء‪ .‬كما يوّفر هذا االختصاص الحماية الكافية لمصالح الطفل إضافة إلى‬
‫الفاعلية لإلجراءات المتّخذة من قبل القضاء الوطني باعتبار ّأنه سيقع تنفيذها على‬
‫ّ‬ ‫ضمان‬
‫اإلقليم الوطني‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المعيار‬

‫التونسية للنظر في دعاوي النبوة أو التعهّد‬


‫ّ‬ ‫أسند الفصل السادس االختصاص للمحاكم‬
‫بإجراء لحماية قاصر كلّما كان الشخص المعني بهذه اإلجراءات موجودا بالبالد التونسية‪.‬‬
‫شرع تخّلى عن معيار وجود المقر بتونس وحتى اإلقامة بها واكتفى‬
‫الم ّ‬
‫أن ُ‬‫فالمالحظ ّ‬
‫كل‬
‫التونسية في ّ‬
‫ّ‬ ‫باشتراط تواجد القاصر على اإلقليم التونسي لإلقرار باختصاص المحاكم‬
‫حاالت الّتي تقتضي فيها مصلحة الطفل تد ّخل القضاء‪ .‬ويسمح هذا التحليل للفصل‪ ،‬في‬
‫فقرته األولى من توسيع اختصاص المحاكم التونسية ليشمل حماية الطفل الموجود بصفة‬

‫الخاص‪ ،‬ص‪ 066‬ويراجع كذلك الحسين السالمي وفاطمة الزهراء بن محمود‪" :‬منظومة‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫‪ -‬لطفي الشاذلي ومالك الغزواني‪ :‬مجلّة القانون ّ‬
‫‪28‬‬

‫للقانون الدولي الخاص التونسي " الطبعة األولى منشورات مجمع األطرش للكتاب المختص ‪.2406‬‬
‫‪ -29‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.066‬‬
‫‪ -30‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.060‬‬
‫وقتية على اإلقليم التونسي والذي يوجد في حالة تهديد مثلما هو الشأن بالنسبة للصغير الّذي‬
‫ّ‬
‫يفقد والديه أثناء رحلة سياحية بتونس‪.31‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬دعاوي النفقة‬

‫أن المحاكم التونسية تنظر "في دعاوي النفقة إذا‬


‫اقتضت الفقرة الثانية من الفصل ‪ّ 1‬‬
‫الدولي للمحاكم التونسية‬
‫الدائن مقيما بالبالد التونسية" ويتماشى إسناد االختصاص ّ‬
‫كان ّ‬
‫الحل المعمول به على‬
‫الدائن بالبالد التونسية مع ّ‬
‫للنظر في دعاوي النفقة على أساس إقامة ّ‬
‫المختصة وفقا‬
‫ّ‬ ‫المستوى الداخلي في مجال تحديد االختصاص الترابي حيث تكون المحكمة‬
‫مقر الدائن‬
‫للفصل ‪ 9-11‬من مجلّة المرافعات المدنية والتجارية "المحاكمة الّتي بدائرتها ّ‬
‫بالنفقة"‪.‬‬
‫أن إقرار اختصاص المحاكم التونسية للنظر في دعاوي النفقة المرفوعة‬
‫شك ّ‬
‫وما من ّ‬
‫من قبل الطالب المقيم في تونس يحقق هدفين أساسيين‪ .‬إذ يم ّكن هذا الحل من جهة حماية‬
‫الدعوى أمام محاكم بلد عن مكان إقامته‪.‬‬
‫الطرف الضعيف وتجنيبه نفقات التنّقل ورفع ّ‬
‫الدائن بالنفقة إلى ضمان‬
‫مقر ّ‬
‫ومن جهة أخرى يهدف إسناد االختصاص إلى محكمة ّ‬
‫حسن سير القضاء ذلك أن قرب القضاء من الطالب يجعله مؤهال أكثر من غيره من‬
‫الدائن بالنفقة ولمعاينة حالة الضرورة والنقص اّلتي يوجد‬
‫األنظمة القضائية لتقدير حاجيات ّ‬
‫الصبغة المعاشية‬
‫وييسر بالتالي الفصل السريع والناجع للنزاع الّذي تفرضه ّ‬
‫فيها هذا األخير ّ‬
‫للنفقة‪.32‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الميراث‬

‫الدعاوي المتعلّقة‬
‫تسند الفقرة الثالثة من الفصل السادس االختصاص للمحاكم التونسية ّ‬
‫أما‬
‫األول‪ :‬افتتاح التّركة بتونس (المبحث األول) ّ‬
‫باإلرث على أساسين مختلفين‪ :‬األساس ّ‬

‫‪ -31‬مبروك بنموسى‪ :‬شرح المجلّة ص‪.32‬‬


‫الخاص‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫ونسية" مجلّة القانون ّ‬
‫الدولي للمحاكم التّ ّ‬
‫‪ -‬حاتم قطوان‪" :‬االختصاص ّ‬
‫‪32‬‬
‫الدعوى بمكونات التركة الواقعة بالتراب التونسي بخصوص التركات‬
‫األساس الثاني تتعلّق ّ‬
‫التي افتتحت بالخارج (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬افتتاح التّركة بالبالد التونسية‪:‬‬

‫لتحديد مفهوم قاعدة إسناد االختصاص للمحاكم التونسية بدعاوي تركة منفتحة بتونس‬
‫يتعين حصر مفهوم التركة) الفقرة األولى( والوقوف على مفهوم معيار االختصاص المتمثل‬
‫في مكان افتتاح التركة (الفقرة الثانية) ثم تحديد نطاق هاته القاعدة) الفقرة الثالثة)‬

‫الفقرة االولى‪ :‬مفهوم الدعوى المتعلقة بالتركة‬

‫تندرج ضمن الدعاوى المتعلقة بالتركة الدعاوى التي تهدف إلى تحديد المستحقين‬
‫كالدعاوى التي يراد بها إثبات صفة الوارث أو حرمانه منها ودعاوى إدارة التركات مثل‬
‫دعاوى تسمية مؤتمن عدلي إلدارة التركة وكذلك دعاوى قسمة التركات وتصفيتها‪.‬‬
‫وقد تدخل فقه القضاء من خالل قرار النعاس لتحديد المقصود بالدعوى المتعلقة بالتركة‪.‬‬
‫والمالحظ أن محكمة التعقيب ضيقت من هذا المفهوم واعتبرت أن الدعوى المتعلقة بالتركة‬
‫هي الدعوى التي يكون موضوعها أموال موروثة في تاريخ وفاة المورث‪.‬‬

‫ويطرح تحديد طبيعة بعض العقود إشكاال حول معرفة أن كانت الدعاوى المتعلقة بها‬
‫من الدعاوى المتعلقة بالتركات أم ال حيث يتعلق األمر بتكييف عقود الوصية والهبة والعقود‬
‫المبرمة في مرض الموت‪.‬‬
‫فبالنسبة لعقدي الوصية والهبة هل يمكن القول بان الدعاوى المتعلقة بهما هي من‬
‫الدعاوى المتعلقة بالتركات مما يخضع اختصاص المحاكم التونسية بالنظر فيها بناء على‬
‫أحكام الفصل ‪ 1‬رغم إدراجهما في الباب المتعلق بالمواريث ورغم ان هذا الباب يخص مادة‬
‫تنازع القوانين إال أن االختيار الذي تبناه المشرع يظهر اتجاه موقفه إلى اعتبار عقود الوصية‬
‫والهبة من العقود المتصلة بمادة المواريث‪.‬‬
‫يبدو من الصعب األخذ بهذا الموقف بالنسبة لعقود الهبة ألنه ال عالقة لها بمسالة‬
‫الميراث فالهبة عقد ينتج مفعوله في حياة الواهب وبمجرد أن يستكمل العقد شروط صحته فال‬
‫يمكن االعتداد بتعرض المشرع لها في باب المواريث كحجة كافية إلخضاعها إلى قاعدة‬
‫االختصاص المتعلقة بالتركات‪.‬‬
‫وفي مقابل ذلك يطرح تكييف الوصية مشاكل جدية لمعرفة إن كانت تنضوي تحت طائلة‬
‫دعاوى التركات ام ال ذلك ان الوصية ال تنقل الملكية إلى الموصى له إال عند وفاة‬
‫الموصي‪.‬‬
‫هذا فضال عن ان المشرع يربط القواعد المنظمة لها بقواعد الميراث وذلك بحصرها‬
‫في الثلث من التركة مما يظهر ما بينهما من اتصال وثيق فالمشرع يحمي الورثة من‬
‫الوصايا التي يمكن أن يبرمها مورثهم وهو ما ذهبت إليه محكمة االستئناف بتونس من خالل‬
‫إدراج الوصية تحت قاعدة االختصاص القضائي المتعلقة بالتركات‪.‬‬
‫أخي ار بالنسبة للعقود المبرمة في مرض الموت فلقد تمثل اإلشكال المطروح على محكمة‬
‫التعقيب في معرفة ما إذا كانت الدعاوى التي تهدف إلى إبطال مثل هذه العقود تندرج ضمن‬
‫الدعاوى المتعلقة بالتركة أم ال‪.‬‬
‫تولت محكمة التعقيب اإلجابة عن السؤال بإتباع منهجية علمية دقيقة ذات مراحل‬
‫متعددة انطلقت بمرحلة التشخيص من خالل تحديد الهدف من عملية تكييف الدعوى أال وهو‬
‫معرفة إن كانت المحاكم التونسية تختص بالنظر فيها وطبقا ألي معيار من المعايير الواردة‬
‫بمجلة القانون الدولي الخاص‪.‬‬
‫كما أكدت المحكمة بأن قيامها بعملية تكييف الدعوى المرفوعة أمامها ليس من شأنه‬
‫تغيير طبيعتها القانونية كيفما حددها القائمون بها من كونها دعوى إبطال‪.‬‬
‫وأنهت المحكمة هذه المرحلة بمسألتين‪ :‬أولهما هو أن عملية التأويل تطال باألساس‬
‫مفهوم الدعوى المتعلقة بالتركة الوارد ضمن الفصل ‪ 1‬فقرة ‪ 1‬من م‪.‬ق‪.‬د‪.‬خ‪.‬‬
‫وثانيهما هو أن تصنيف الدعوى يجب أن يتم وفقا لقانون القاضي أي القانون‬
‫التونسي باعتبار أن األمر يتعلق بتأويل قاعدة من قواعد االختصاص القضائي للمحاكم‬
‫التونسية‪.‬‬
‫وفي مرحلة ثانية قامت المحكمة بحصر المفهوم المعتمد للدعوى المتعلقة بالتركة في‬
‫دعاوى قسمة التركة وتصفيتها وادارتها قبل أن تستعرض الطبيعة القانونية لمؤسسة مرض‬
‫الموت لتصل إلى نتيجة مفادها أن تصرفات المورث أثناء مرض موته تعتبر نافذة منذ تاريخ‬
‫إبرامها وال تعد من قبيل التصرفات المضافة إلى ما بعد الموت‪.‬‬
‫بعبارة أخرى‪ ،‬رغم تعلق تصرفات المريض خالل مرض موته بحقوق الورثة وتأثيرها‬
‫السلبي على التركة قبل انتقال الميراث فإن الدعاوى الهادفة إلى إبطال تلك التصرفات ال‬
‫تدخل تحت طائلة الفصل‪ 1‬فقرة ‪ 1‬من م‪.‬ق‪.‬د‪.‬خ‪ .‬وال تخرج عن كونها دعاوى تتعلق‬
‫بااللتزامات والعقود‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مفهوم مكان افتتاح التركة‬

‫الدولي تتّحد في مضمونها مع قاعدة‬ ‫لمشّرع قاعدة أولى لالختصاص ّ‬ ‫تبنى ا ُ‬


‫االختصاص الترابي‪ ،‬ففي الحالتين يقع االعتماد على عنصر مكان افتتاح التّركة إلسناد‬
‫النزاعات‬
‫الدولي‪ .‬ذلك ان المحاكم الوطنية تختص بالنظر في ّ‬
‫االختصاصيين الداخلي و ّ‬
‫وكرس الفصل ‪ 14‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت نفس الحل‬ ‫المتعل ّقة بالتّركة إذا وقع افتتاحها بالبالد التونسية‪ّ .‬‬
‫بإسناده االختصاص الترابي في مجال التركات للمحكمة اّلتي افتتحت بدائرتها التّركة موضوع‬
‫النزاع‪.‬‬
‫ّ‬
‫فما المقصود بمكان افتتاح التّركة؟ اعتبرت محكمة االستئناف في قرارها الصادر في‬
‫‪31‬فيفري ‪ 33 3514‬ان المقصود من مكان افتتاح التّركة هو المكان الذي يجد به مقر‬
‫المورث‪.‬‬

‫‪33‬محكمة االستئناف بتونس قرار عدد ‪ 91953‬مؤرخ في‪ 31‬فيفري‪ 3514‬القضاء والتشريع عدد ‪ 1‬ص‪.11‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬مجال قاعدة االختصاص بالتركة المفتتحة بتونس‪:‬‬

‫يتضح بالرجوع الى الفصل السادس فقرة ثالثة ان المحاكم التونسية تكون مختصة في‬
‫الدعاوي المتعلقة التركة إذا كان مقر المورث موجودا بتونس ومن الواضح ان هذا الفصل لم‬
‫يضع حد ودا على هاته القاعدة فهل يعني هذا السكوت ان اختصاص القضاء التونسي هو‬
‫اختصاص شامل ال يقتصر فقط على مكونات التركة الموجودة بتونس وانما يشمل ايضا‬
‫جميع اموال التركة التي توجد بالخارج؟‬
‫قد يمكن قبول مبدا شمولية االختصاص للمجاكم التونسية بالنظر في التركة لسكوت‬
‫النص واستنادا كذلك لعدم حصره لالختصاص في خصوص عناصر التركة الموجودة بتونس‬
‫فقط لكن في الحقيقة ال يمكن التمسك باالختصاص الشامل للمحاكم التونسية اال بالنسبة‬
‫للمنقوالت الموجودة بالخارج اما بالنسب للعقارات الموجودة بالخارج فإنها تخرج عن‬
‫اختصاص المحاكم التونسية حتى وان افتتحت التركة بتونس و يجد هذا الحل تبريراته من‬
‫القاعدة العامة التي تجعل من العقارات الكائنة خارج البالد التونسية حدا ال يمكن ان يمتد‬
‫اليه اختصاص المحاكم التونسية فاالختصاص في مادة العقارات هو اختصاص مطلق‬
‫لمحاكم الدولة التي توجد بها عالوة على ذلك فان قسمة العقار الكائن بالخارج قد تستوجب‬
‫أعماال ال يمكن للمحاكم التونسية القيام بها ‪.‬‬
‫هذا عالوة على ان المشرع يسند االختصاص للمحاكم التونسية للنظر في عناصر‬
‫التركة الموجودة بتونس حتى وان افتتحت بالخارج مما يظهر نيته في عدم تبني االختصاص‬
‫الشامل للتركة على الصعيد الدولي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االختصاص المؤسس على وجود األموال فوق التراب التونسي‪:‬‬

‫ينص الفصل ‪ 1‬فقرة ‪ 1‬من م‪.‬ق‪.‬د‪.‬خ‪ .‬على ما يلي‪ ":‬كما تنظر المحاكم التونسية في‬
‫الدعاوى المرتبطة بانتقال الملكية بموجب اإلرث لعقار أو منقول كائن بالبالد التونسية "‪.‬‬
‫تحقق هذا المعيار افتتاح التركة بالخارج باعتبار أن افتتاح التركة بتونس‬
‫ويفترض َ‬
‫يكفي لوحده النعقاد االختصاص لفائدة المحاكم التونسية‪.‬‬
‫أن مقتضيات هذا الفصل عند إسناد االختصاص للمحاكم التونسية‬‫وهنا تجدر اإلشارة َ‬
‫على أساس وجود المال اإلرثي بتونس إثر إفتتاح التركات بالخارج يتوقف عند العقارات‬
‫والمنقوالت الكائنة بالتراب التونسي لذلك يجب التمييز بين النزاعات المتعلقة بالعقارات (الفقرة‬
‫األولي) والنزاعات المتعلقة بالمنقوالت (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬وجود العقارات اإلرثية بالبالد التونسية‪:‬‬

‫النزاع بانتقال ملكية عقار بموجب‬


‫تختص المحاكم الوطنية بالنسبة للتركات إذا تعّلق ّ‬
‫ّ‬
‫الدولي في هذه الحالة على‬
‫اإلرث إذا كان متواجدا بالبالد التونسية‪ .‬ويتأسس االختصاص ّ‬
‫قوة الترابط بين العقارات والنظام القانوني‬
‫مكان تواجد العقار المشمول بالتّركة‪ .‬ويؤ ّكد ذلك ّ‬
‫النزاع والمحاكم‬
‫يتدعم هذا االختصاص بما يوّفره من تقارب بين موضوع ّ‬ ‫ّ‬ ‫التونسي‪ .‬كما‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫تقدم أن هذه القاعدة ليست إالّ تطبيقا جزئيا للقاعدة العامة في‬
‫ويتضح على ضوء ما ّ‬
‫المادة العينية العقارية لوالية محاكم‬
‫الدولي والتي تقتضي إخضاع ّ‬
‫مادة االختصاص القضائي ّ‬
‫النزاع‪.‬‬
‫الدولة الّتي يوجد على إقليمها العقار موضوع ّ‬
‫ّ‬
‫أن اختصاص المحاكم الوطنية المؤسس على تواجد العقار بالبالد‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫النزاعات المتعّلقة بتلك العقا ارت وال يشمل بقية عناصر التّركة‬
‫التونسية ينحصر في مجال ّ‬
‫أن تواجد العقار اإلرثي بالبالد التونسية يمثّل سندا‬
‫الّتي افتتحت بالخارج‪ .‬وهو ما يؤكد ّ‬
‫الدولي ينضاف إلى الحالة اّلتي تكون فيها التّركة قد افتتحت بالبالد‬
‫مستقال لالختصاص ّ‬
‫التونسية‪.‬‬
‫النزاعات اإلرثية المتعلّقة بعقار موجود بالخارج عن‬
‫وتطبيقا لهذه القاعدة‪ ،‬تخرج ّ‬
‫يتبناه فقه القضاء الفرنسي‪.‬‬
‫الدولي للمحاكم الوطنية وهو االتجاه اّلذي ّ‬
‫االختصاص ّ‬
‫الدولة الّتي يوجد بإقليمها العقار‬
‫في المقابل‪ ،‬ينتج عن قاعدة اختصاص محاكم ّ‬
‫اإلرثي تجزئة التّركة وتشتت عملية تصفية المخلف في صورة تعدد العقارات اإلرثية وانتشارها‬
‫ويؤدي هذا الحل إلى تجزئة التّركة بما يفقدها وحدتها والتي تستمد‬
‫على أقاليم دول مختلفة‪ّ .‬‬
‫من وحدة تناولها القضائي‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬وجود المنقوالت اإلرثية بالبالد التونسية‪:‬‬

‫تهم‬
‫النزاعات اّلتي ّ‬‫الدولي للمحاكم الوطنية في ّ‬‫شرع التونسي االختصاص ّ‬‫الم ّ‬
‫أسند ُ‬
‫التونسية‪ .‬ويعني ذلك ّأنه يكفي تواجد‬
‫ّ‬ ‫الملكية بموجب اإلرث لمنقول موجود بالبالد‬
‫ّ‬ ‫انتقال‬
‫النزاعات اّلتي‬
‫الدولي للمحاكم الوطنية في ّ‬‫منقول بالبالد التونسية لالعتراف باالختصاص ّ‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تهم هذا المنقول والّذي يدخل في إطار تركة افتتحت بالبالد‬
‫يجب أن يفهم نص الفصل ‪ 1‬م‪.‬ق‪.‬د‪.‬خ على ّأنه اعترف بسند مستقل لالختصاص‬
‫الدولي على أساس مكان تواجد المال المنقول التابع لتركة افتتحت بالخارج افتراضا ذلك أنه‬
‫ّ‬
‫شرع إلى التنصيص على هذه‬ ‫الم ّ‬
‫لو تعلق األمر بتركة افتتحت بالبالد التونسية لما احتاج ُ‬
‫اإلضافية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القاعدة‬
‫شرع التونسي بعنصر تواجد المنقول على اإلقليم الوطني كسند‬
‫الم ّ‬
‫ويؤ ّكد اكتفاء ُ‬
‫النزاعات المتعلّقة بالتركات‪ ،‬نزعته إلى توسيع مجال‬
‫الختصاص المحاكم الوطنية في ّ‬
‫الدولة عليها‬
‫الدولي للمحاكم الوطنية في مادة األموال وذلك بهدف بسط رقابة ّ‬
‫االختصاص ّ‬
‫كلما وجدت بالبالد التونسية‪.‬‬
‫شرع الوطني‪ ،‬في منحاه هذا‪ ،‬االتجاهات المعتمدة في القوانين المقارنة‬
‫الم ّ‬
‫لقد هجر ُ‬
‫والتي تعتمد عادة بالنسبة للتركات المنقولة مبدأ اختصاص محكمة مكان افتتاح التّركة دون‬
‫المكونة للتركة‪ .‬من ذلك موقف فقه القضاء‬
‫ّ‬ ‫االلتفات إلى مكان تواجد األموال المنقولة‬
‫ليقر بقاعدة‬
‫الفرنسي الّذي انطلق من أحكام الفصل ‪ 49‬من مجلّة اإلجراءات الفرنسية ّ‬
‫هم التركات المنقولة استنادا إلى افتتاح التّركة على‬
‫النزاعات اّلتي ت ّ‬
‫اختصاصه دوليا في ّ‬
‫الدولي بالنسبة للتركات المنقولة إذا ما‬
‫اإلقليم الفرنسي‪ .‬وفي المقابل يقع إنكار االختصاص ّ‬
‫افتتحت بالخارج ولو في صورة وجود المنقوالت على اإلقليم الفرنسي‪.‬‬
‫الدولي للمحاكم الوطنية المؤسس على اربطة تواجد المنقول‬ ‫ويؤدي االختصاص ّ‬ ‫ّ‬
‫النزاعات‬
‫مختصة دوليا ب ّ‬
‫ّ‬ ‫لتعدد المحاكم ال‬
‫اإلرثي على اإلقليم الوطني إلى تجزئة التّركة نظ ار ّ‬
‫شرع التونسي افتتاح التّركة ببالد أجنبية بما‬
‫الم ّ‬
‫المتعلقة بالتّركة‪ .‬ويفترض الحل الّذي اعتمده ُ‬
‫الدولة اّلتي افتتحت بها التّركة‪ ،‬إضافة إلى تعهد المحاكم الوطنية‬
‫يبرر اختصاص محاكم ّ‬
‫النزاعات المتعلّقة بالتّركة في جانبها الّذي يهم المنقوالت الموجودة على اإلقليم الوطني‪.‬‬
‫ب ّ‬
‫وينتج عن ازدواجية التعهد القضائي وجود فرضية جدية لتناقض االحكام الصادرة عن‬
‫المحاكم الوطنية من جهة وتلك الصادرة عن المحاكم األجنبية‪.‬‬
‫الدولية بما‬
‫النزاعات الناشئة عن التركات ّ‬
‫حل ّ‬‫وتزيد هذه الوضعية في تعقيد مسألة ّ‬
‫النزاعات‪ .‬وتؤ ّكد هذه الصعوبات وجاهة النقد‬
‫يقف حاج از أمام إيجاد حل قضائي عادل لهذه ّ‬
‫الدولي المؤسسة على مكان تواجد المنقوالت نظ ار لضعف‬
‫الموجه إلى حالة االختصاص ّ‬
‫الترابط بين مكان تواجد المال المنقول والنظام القانوني الوطني‪ .‬كما أن سهولة تنقل‬
‫حيل على قواعد االختصاص القضائي وتوظيفها لصالح‬ ‫المنقوالت تجعل من السهل الت ّ‬
‫الطرف الّذي قد يعمد إلى تغيير مكان المنقول بصفة قصدية بهدف جعل المحاكم الوطنية‬
‫تتعهد بنزاعات ليست لها سوى روابط مصطنعة مع النظام القانوني الوطني‪.‬‬
‫لذلك يمكن القول أن االختصاص المسند للمحاكم الوطنية للنظر في الّنزاعات اإلرثية‬
‫طن موضوع‬
‫قوة تو ّ‬
‫استنادا إلى وجود عناصر التّركة المنقولة بالبالد التونسية ال يعبر عن ّ‬
‫النزاع باإلقليم الوطني‪.‬‬
‫ّ‬
‫الدولي المؤسسة على تواجد‬
‫ويشير األستاذ علي المزغني أن حالة االختصاص ّ‬
‫‪34‬‬
‫شرع‪ ،‬بتنصيصه‬ ‫الم‬
‫ُ ّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫المال باإلقليم الوطني ليست بجديدة في القانون التونسي‬
‫صلب الفصل ‪ 14‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪ .‬على ضرورة رفع الدعاوي المتعلقة بتركة افتتحت بالخارج أمام‬
‫المحكمة اّلتي بدائرتها جل عناصر التّركة‪ ،‬وبإشارته إلى أحكام الفصل ‪( 1‬خامسا)‬
‫م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪ ،.‬أضاف حالة اختصاص للمحاكم الوطنية تتعلق باألموال الموجودة باإلقليم‬
‫الوطني‪.35‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬يرى الفقيه المذكور أنه باإلشارة صراحة إلى حالة االختصاص‬
‫في مجال األموال صلب الفصل ‪( 1‬ثالثا) م‪.‬ق‪.‬د‪.‬خ‪ .‬يسترجع الفصل ‪ 14‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪ .‬وظيفته‬
‫لمختصة ترابيا على المستوى الداخلي وهي المحكمة‬
‫ّ‬ ‫الصحيحة والمتمثّلة في تحديد المحكمة ا‬
‫اّلتي يوجد بدائرتها جل األموال التابعة للتركة‪ .‬على أن اإلحالة اّلتي يحتويها الفصل ‪ 14‬إلى‬
‫‪36‬‬
‫بدخول مجلّة‬ ‫الفصل ‪( 1‬خامسا) م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أصبحت غير ذات موضوع إذ فقدت كل معنى‬
‫الخاص حيز النفاذ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫لقانون ّ‬

‫‪34‬‬
‫‪- MEZGHANI (A.), Commentaires, op. cit., P.168.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪- MEZGHANI (A.), Droit international privé, op. cit., P.168.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪- MEZGHANI (A.), Commentaires, op. cit., P.168.‬‬
‫قائمة المراجع باللغتين العربية والفرنسية‬

‫المراجع العامة‪:‬‬
‫‪ -‬نورالدين الغزواني "اجراءات مدنية وتجارية القانون االجرائي العام "منشو ارت مجمع‬
‫االطرش للكتاب المختص ‪ 1331‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -‬علي كحلون‪" :‬التعليق على مجلة المرافعات المدنية والتجارية " الطبعة االولى منشورات‬
‫مجمع االطرش للكتاب المختص ‪.1331‬‬
‫المراجع الخاصة‪:‬‬
‫‪-Hachem (M .L) leçons de droit international privé, livre I les règles‬‬
‫‪matérielles, condition des étrangers et conflit de juridiction, CERP,‬‬
‫‪1996.‬‬
‫‪-Mezghani (A), commentaires du code de droit international privé,‬‬
‫‪CPU,1999.‬‬
‫‪ -‬مبروك بنموسى‪" :‬شرح احكام المجلة التونسية للقانون الدولي الخاص" نشر المؤلف تونس‬
‫‪.1331‬‬
‫‪ -‬لطفي الشادلي و مالك الغزواني ‪ ":‬مجلة القانون الدولي الخاص معلق عليها بالعربية‬
‫والفرنسية و االنقليزية" مركز الدراسات القانونية و القضائية تونس ‪.2008‬‬
‫‪ -‬الحسين السالمي وفاطمة الزهراء بن محمود‪" :‬منظومة للقانون الدولي الخاص التونسي "‬
‫الطبعة االولى منشورات مجمع االطرش للكتاب المختص ‪.2016‬‬
‫‪ -‬نزار كرمي " مجلة القانون الدولي الخاص مجلة التحكيم و مجلة الجنسية مثراة بق ار ارت‬
‫تعقيبية تونس ‪.2018‬‬
‫المقاالت‪:‬‬
‫‪-‬عامر بورورو ‪ ":‬التقرير الختامي للملتقى حول مجلة للقانون الدولي الخاص "المجلة‬
‫التونسية للقانون الدولي الخاص‪ ،‬األعمال الكاملة للملتقى الذي نظمه مركز الدراسات‬
‫القانونية والقضائية يوم ‪ 12‬مارس ‪ 1999‬منشورات مركز الدراسات القانونية والقضائية‬
‫‪ 2000‬ص ‪.197‬‬
‫‪-‬مبروك بــــــــنموسى ‪ ":‬التقرير التمهيدي‪ ،‬مجلة للقانون الدولي الخـاص‪ :‬الخيارات واألهداف‬
‫" المجلة التونسية للقانون الدولي الخاص‪ ،‬االعمال الكاملة للملتقى الذي نظمه مركز‬
‫الدراسات القانونية والقضائية يوم ‪ 31‬مارس ‪ 3555‬منشورات مركز الدراسات القانونية‬
‫والقضائية ‪ 1333‬ص ‪.11‬‬
‫‪-‬حاتم قطران "االختصاص الدولي للمحاكم التونسية في مجلة القانون الدولي الخاص" دورة‬
‫دراسية حول المجلة التونسية للقانون الدولي الخاص" يومي ‪ 4‬و‪ 5‬ماي‪ 2001‬منشورات‬
‫مركز الدراسات القانونية و القضائية ‪ 2002‬ص‪.33‬‬
‫‪-‬نورالدين قارة "االختصاص القضائي الدولي للمحاكم التونسية في المجلة التونسية للقانون‬
‫الدولي الخاص االعمال الكاملة للملتقى الذي نظمه مركز الدراسات القانونية والقضائية يوم‬
‫‪ 31‬مارس ‪ 3555‬منشورات مركز الدراسات القانونية والقضائية ‪ 1333‬ص ‪.65‬‬

‫‪Ghazouani (M) compétence internationale et divorce observations‬‬


‫‪sous l’arrêt de la CA Tunis n 215 du 25 juin 2003 RTD 2003 p 229‬‬

‫االطروحات‬

‫‪SINAY CYTERMANN : L’ordre public en matière de compétence‬‬


‫‪judiciaire internationale, Thèse, Strasbourg 1980 ; P.89‬‬
‫‪Maurice (N) le droit international privé en matière de statut personnel‬‬
‫‪Thèse Paris 1968‬‬

You might also like