Professional Documents
Culture Documents
1 PB
1 PB
1 PB
*
الزوهرة الصنهاجي
zhour.senhaji@gmail.com
.2.1األسس املرجعية املؤطرة للفكر اإلصالالحي عنالد الحجالوي الثعالالبي :إن الحجنوي فني رؤاه اإلصنالحية والتحدييينة كنان
منطلقا من أسس مكلت مرجعية في فكره اإلصالحي ،وهي:
أوال :املرجعية الديقية قرلنا وسنة ،واطالعه الواسع على الفقه اإلسالمي منذ القرن األول الهجري إلى القرن الذي وجد
فيه .هذا يظهر بجالء من خالل كتابه ىالفكر الساميى الذي بين مدى سعة علم الرجل باملجال الديني ،وخصوصا الفقهي
عبر العصور ،إضافة إلى تربجته التقليدية التي نشأ عليها والتي تتميز بالتسامح والثقة بالنفس ،واإليمان بالعمل النافع.
ثانيالالا :تربجتننه التقليديننة املحافظننة التنني ترباهننا فنني بجننت أبيننه وأمننه ومننع جدتننه التنني قننال فنني تربيتهننا وتوجيههننا لننه :ىربجننت فنني جننر
سيدي الوالد والوالدة الصالحة القانتة وكان لهمنا االعتنناء التنال بظربيتني وتهنذيب وإصنالح منؤوني إذ كننت أول مولنود لهمنا،
واستعانت األل في ذلك بجديي من قبل الوالد ...هنذه السنيدة الجليلنة القندر كاننت علنى جاننب منن التبتنل والعبنادة ،صنوامة
قوامة محافظة على أوقات الصالة ،حافظة للسانها وجوارحها عن الخروج عن عبادة يعنالى مكبنة علنى طاعتنه ...فكاننت
أفعالهننا وأخالقهننا كلهننا دروسننا عمليننة تهذيبيننة يقتفننع اهننا مننن نفعننه مننن العاملننة كلهننا أتلقاهننا عنهننا والفكننر فننارغ مننن غيرهننا
فكانننت كنننقش فنني جننر فنني القيننال بنناكرا وإسننباغ الوضننوء للصننالة والنظافننة وحفن الثينناب واالعتننناء بكتنناب واملحافظننة
على أوقات املكتب وحب املساكين ورحمة الضعيف والتعليم فهي التني غرسنت فني قلبني عشنق العلنم والهينال بحفن القنرلن
العظننيم ...فمنرلة أخالقهننا وأعمالهننا ف ني الحقيقننة أول مدرسننة ثقفننت عننواطفي ونفثننت فنني أفكنناري روح النندين والفضننيلة ،فلننم
أمنعر إال و أنننا عامننق مغننرل بالجند والقشنناغ تننارن لسفاسننف الصنبيان متعننود علننى حفن الوقنت أن ال يننذهب إال فنني ذلننك،
مننيق إلننى كننل يعلننم وتهننذيب ،ال أجنند لننذلك وال نصننبا ،بننل نشنناطا وداعيننا...ى vii.يظهننر مننن مقالننة الحجننوي فنني حننق جدتننه أنهننا
ساهمت بدور كبير في تكوينه األخالقي والعل ي املعرفي حتى إنه ليمكن عدها مصدرا من مصادره املعرفية.
ثالثالالا :تقلبننه فنني مجموعننة مننن الوظننامف املخزنيننة ،وتجربتننه الطويلننة فنني مينندان السياسننة والتجننارة والعمننل التننأليفي ،حيننث
ساهم تقلب الرجل في وظامف حساسة في الدولة في تكوين وبناء فكره اإلصالحي ،ألنه يعرف من الداخل على جهاز املخنزن
وسننلطة الحمايننة ،واسننتطاع مالمسننة مكننامن الضننعف والقننوة فنني الجهننازين viii.وبعنند اسننتعفامه مننن وظامفننه تفننرغ للتننأليف
ونش ننر العل ننم بف نناس والعم ننل بالتج ننارة ix.ك ننان لعمل ننه بالتج ننارة فام نندة عظيم ننة ،حي ننث اعتب ننر العم ننل اه ننا مص نندرا م ننن مص ننادره
املعرفية شؤون التجارة والتعرف على أحوال الناس والبلدان واالستفادة من تجاراهم.
رابعا :معرفته بالتجارب األوربية ،يمكن القول في هذا الباب أن الحجوي ومع تخرجه من املدرسة اإلسالمية التقليدية.
فقد كان يرى بأن التحديث في الدولة في كل مجاالتها ال يتنافى مع النموذج اإلسالمي ،ألن اإلصالحات الحداثية التي دعا
إليها هي من قبيل املشظرن اإلنساني في عمومها ،ثم إن الواقع كان يحتاج إلى ذلك ،خاصة وأنه كان يعرف بأن إنتاج املغرب
عاجز أمال نمو االستهالن ،وما ترتب عن ذلك من ديون أوقعته في براثين االستعمار ،وأنه للقدرة على مواجهة التحديات
البد من اإلصالح ،وذلك باعتماد إصالحات ترقى إلى مستوى تلك التحديات التي يفرضها اآلخر القوي الشوكة بأساليبه
ومخظرعاته الحديثة وتجارته القوية التي كانت من أسباب قوته تلك.
هذا التنوع في مصادره املعرفية دفعه إلنى الكتابنة والتنأليف فني وقنت مبكنر ،أي مننذ سننة 1898ل حتنى بلغنت مؤلفاتنه حنوالي
مامة وعشرة مؤلف بين صغير وكبير ،مملت مختلنف الجواننب العلمينة واملعرفينة .إذ منن هنذه املؤلفنات منا كنان -كمنا قنال-
ىمسننامرة أو محاضننرة ألقيهننا فنني موضننوع عل نني أو اجتمنناعي ،أخالقنني أو اقتصننادي أو نحننو ذلننك ،فيقننع موقننع االستحسننان،
فيصن ننير تأليفن نناى x.وقن نند كتن ننب ف ن نني الفقن ننه والحن ننديث والسن ننيرة والتوحين نند والتص ن ننوف ،وفن نني األدب واللغن ننة والتن نناريخ وال ن ننرحالت
واالقتصنناد والطننب واملوسننيقل وغيرهننا xi.ركننز الحجننوي فنني هننذه املؤلفننات علننى معالجننة مختلننف القضننايا التنني يعرقننل تطننور
البالد وتقدمها ،وكان حريصا كل الحرص على االنفتناح علنى مختلنف القضنايا املعاصنرة ،لنم ينرف املسنتجدات ،بنل حناول
فهمها واستيعااها ومعالجتها وفق ما يحف الهوية املغربية العربية واإلسالمية.
يتميننز منننهج الحجننوي فنني التننأليف ىبالدقننة والتمحننيع فنني الخطننأ والنننحيح ،وعننند تناولننه ملوضننوع معننين ،يبنندأ بننالتعريف
باملصطلح ،ويقدل نبذة عن تاريخية الكلمة ،ويذكر أحيانا من سبقه إلى املوضوع ،ويورد مصادر أفكاره واعلق عليهنا أحياننا
ويب نندي فيه ننا رأي ننه ،وين ننحح عض ننها.ى xiiوق نند ك ننان ل ننذلك دور كبي ننر ف نني تكوين ننه العل نني واملعرف نني حي ننث ح نناول م ننن خ ننالل ه ننذه
املؤلفات بلورة مشروعه اإلصالحي ،وإبراز لرامه في مختلف القضايا واألحداث التي عرفها مغرب هذه الفظرة.
.2.2الفكر االجتماعي عند الحجوي الثعالبي :كان الكفاح من أجل التغيير واإلصالح يدفع إلى الشعور بأن هنان خلال
داخليا ذاتيا أصاب املجتمع حتى يغرب عن دينه ،ولذلك فإن اإلصالح االجتماعي املفظرت سيقول على منطق إسالمي
ذايي .ومن ثم كان على الحجوي الثعالبي أن يدفع باملجتمع إلى التخلع من تلك العلل ،والتي على رأسها ضرورة تجاوز
الضعف واالنحطاغ الذي يعاني منه املجتمع املغربي بالثورة على الفكر الجامد املتحجر ،والعمل بمبادل اإلسالل،
والعمل على ترسيخ مبدأ الحرية في القلوب واألذهان .ولكن في نفس الوقت فإن االنبهار بالحرية وبالقانون الوضعي في
الدول الغربية دعا الحجوي إلى التمسك أكثر بالشراعة اإلسالمية في صفائها وطهرها ،باعتبارها محققة للعدل واملساواة
والحرية ،فكانت مواقفه مرتكزة أساسا على وجوب التغلب على مظاهر االنحطاغ بتغيير واقع مجتمعه الذي يكرس
الحجر على الفكر ،واالستبداد بالسلطة ،وترسيخ الجهل واملعتقدات الفاسدة.
إن من األهداف الرمجسية التي اهتم اها الفكر اإلصالحي االجتماعي عند الحجوي ،وحاول العمل على تحقيقها النظر في
أحوال املرأة؛ واقعها وأسباب تخلفها وقهرها ،ورأي اإلسالل في يعليمها ،وفي تحريرها ،وفي الحفاظ على كرامتها ،بل في كونه
الدين السماوي الذي كرل املرأة وحف لها حقوقها ،وبوأها مكانة عظيمة.
كان الحجوي من املفكرين القالمل الذين اهتموا شؤون املرأة اهتماما عظيما في خطابه اإلصالحي ،حيث دافع عنها في
وجه سلوكات االنحطاغ ،محاوال تأصيل دعوته التجديدية انطالقا من أسس التشراع اإلسالمي ،ومجتهدا في مواطن عدة
للرفع من مأن املرأة كما رفع من مأنها الدين اإلسالمي .وهو بذلك قد حاول تصويب صورة الحاضر على مثال األصل ،بل
ومحاولة تصويب ما اعوج في املجتمع املغربي في ممارسته ألمور الدين والدنيا وعلى رأس ذلك املمارسات التي كانت ضد
املرأة ،والعودة بمكانتها التي جاء اها اإلسالل .بمعنى أنه كان يطمح إلى تحقيق مطابقة بين إسالل معجش تاريخي ،وإسالل
مرجعي هو أصل العبادات واملعامالت ،وإحياء الوضعية التي كانت عليها املرأة في القرون األولى الخيرة ،أي إحياء النموذج
األصل كما قدمته وضعية املرأة في حقبة الدعوة والخالفة الرامدة؛ أوال ملكانتها كإنسانة مكرمة من لدن حكيم خبير ،ثم
لج َّد ِته خاصة من دور في تربجته تربية بلغت به مبلغ الرجال ،حتىملا لها من دور في األسرة واملجتمع واألمة عامة ،وملا كان َ
قال في مأنها ىإن تأثير هذه الظربية األولى على حيايي هي التي أوضحت لي أن تربية األمهات لها دخل كبير في تهيئة الرجال
xxxviii
النافعين ،وإعداد األمم للنهوتى.
اقتنع الحجوي بأن املرأة املتعلمة الواعية لها دور بالغ األهمية في صناعة الرجال ،وإعدادهم اإلعداد الذي يقودهم إلى
تحمل املسؤوليات الجسال .ولذلك اجتهد اجتهادا مقاصديا في قضية االهتمال باملرأة وإعدادها لتكون أما صالحة
مصلحة .يقول الحجوي في املقاصد والغايات التي ألجلها وجب يعليم املرأة :ىأرى وجوب يعليمهن وتهذيبهن ،يعليما يليق
بديقنا ويزين مستقبل أوالدنا ويصيرهن عضوا نافعا في هيئتنا االجتماعية :فال غنى لنا عن إعانتهن في تربية رجال
املستقبل ،الذين عليهم مدار حياة البالد ،ويعليمهن في الظربية وفي نظال البجت وقواعد النحة والدين وحف القرلن ،أو
عضه ،والحساب والجغرافيا والعربية واألدب الحقيقي ال الخيالي ،ونحو ذلك مما يعينهن على مهمتهن ويض يء لهن
َّ
الطريقى xxxix.علل الحجوي طرحه الجريء بأسباب ذاتية وأخرى موضوعية ،فهل سيقبل رجال عصره بهذا الطرح؟
إن هذه الجرأة تجلت بوضوح في طرح قضية يعليم الفتاة ،واالهتمال باملرأة شكل عال من فقيه سلفي في هذه املرحلة
بالذات سيجر عليه مشاكل مع املحافظين ،ولعل أول محاضرة xlألقاها الحجوي بخصوص هذا الشأن لتثبت صحة هذا
ُ
األمر ىيعليم الفتاة ومشاركتها في الحياةى .هذه املحاضرة سظرف غاياتها ومقاصدها من طرف الحاضرين ،وعلى رأسهم
الصدر األعظم (الوزير األول) الحاج محمد املقري ،الذي منعه من إتمامها ،معلنا عن رفضه لهذا الطرح ،مبررا موقفه
بقوله :ىإن اإلسالل ال يساعد على يعليم البقت يعليما يجعلها يشارن الرجل وتزاحمه في الحياةى xli.وسار سيره أبو معيب
جرته وستجره على األمة من ويالتالدكالي عندما طلب املقري رأيه ،أفتى وهو السلفي املتفتح واملتبصر بأحوال املرأة وما َّ
سبب جهلها وأميتها ،وقال رأيه املوافق لرأي املقري أن :ىيعليم الفتاة إلى السن الذي قال به الحجوي ال تقره مبادل
اإلساللى .وهو موقف كما قال بذلك عبد الجراري غريب ال تفهم حقيقته .ويحق لنا أن نشاطر الجراري xliiفي يساؤله
عن موقف الدكالي ،هل هو نا ع فعال من قناعة أبي معيب الدكالي وهو السلفي املتفتح الحاف العالم بمبادل اإلسالل؟
واإلسالل لم يمنع املرأة من الحق في العلم والتعلم الذي جعله الرسول صلى عليه وسلم فريضة على كل مسلم في قوله
عليه الصالة والسالل :ىطلب العلم فريضة على كل مسلمى xliii.فلماذا يستثنى املرأة من هذا الحق املفروت ،يبدو أن هذا
الجواب من أبي معيب كان جوابا سياسيا ال اجتهادا فقهيا ساير به املقري ،فتم توقيف الحجوي من إتمال محاضرته.
كتب الحجوي ردا على هذا املوقف ،يقول :ىإن كثيرا من أهل العصر في املغرب قد استبشعوا ذلك وعدوه بدعة ...وكأني
ملا جهرت اها في ذلك املجمع ،خرقت اإلجماع ،أو خالفت القرلن والسنة .والحال أني موافق لذلك كله ،وإنما خالفت ما
xliv
اعتاده املتأخرون من الذين تأخروا في كل ش يءى.
رغم هذه املعارضة لم يتوان الحجوي في دعوته إلى يعليم املرأة ،لكن هذه املرة ستكون الدعوة -نوعا ما-مختلفة عن
سابقتها ،عد مرور عشر سنوات غير الحجوي من لهجته وأسلوبه في هذه الدعوة ،لكنه لم يغير موقفه إذ ظل حريصا
على تمتيعها بحقها في التعليم .فجاء بمحاضرة عنونها بنىيعليم الفتيات ال سفور املرأةى ،نجده في هذه املحاضرة يميز بين
يعليم املرأة وسفورها ،منتصرا للتعليم ،معارضا للسفور ،مبجنا في محاضرته األدلة التي استند إليها في دعوته ،والحد
الذي يقبغي أن يقتهي عنده يعليمها ،كامفا عن أن غرضه من هذه املحاضرة هو إزالة اللبس ،وإذهاب ظالل املخالطة عن
أذهان من حمل كالمه ودعوته هذه على غير ما قصده سواء من الوجهة الديقية أو االجتماعية.
لقد استند الحجوي في دعوته إلى أدلة مرعية ،وأخرى عقلية منطقية ،وثالثة أدلة من تاريخ األمة وما استطاعته نساء
الصدر األول خاصة ،ونساء األمة عامة في املساهمة في بناء صرحها وبناء حضارتها.
إن األدلة الشرعية التي استند إليه في دعوته هي القرلن الكريم والسنة النبوية مبجنا أنه لم يقف على دليل فيهما يمنع
املرأة من العلم ،حتى قال بأنه اكتشف أن القرلن الكريم يدعو إلى تكوين مدرسة للبنات ،يعنى بتعليمهن وتهذيبهن،
وإثبات حقوقهن في الحياة ،كما في قوله يعالى( :ال يسخر قول من قول عس ى أن يكونوا خيرا منهم ،وال نساء من نساء عس ى
أن يكن خيرا منهن) xlv.يقول :ىوتربية البقت ويعليمها ضروري من حيث الدين واالجتماع معا ،ولجس هو بكمالي كما يظن
من لم يمعن النظر في املسألة تأمال ونقداى xlvi.إن يعليمها ضروري من حيث الدين والعقل ،يقول الحجوي :ىإن اإلسالل
ثقافة وعلم وتهذيب وأخالق ،فكيف يتصور عاقل أن يمنع يعليم املرأة ويظرن نصف املتدينين به خلوا من الثقافة
والفضيلةى xlvii.واستدل على ذلك بما ورد في صحيح السنة ،يقول :ىثالثة يؤتون أجرهم مرتين :رجل من أهل الكتاب لمن
بنبيه وبمحمد صلى عليه وسلم .والعبد اململون إذا أدى حق يعالى وحق مواليه .ورجل كانت له أمة فأداها وأحسن
تأديبها ،وعلمها فأحسن يعليمها ثم أعتقها وتزوجها فله أجرانى xlviii.والحجوي يتساءل :ىإذا كان اإلسالل يندبنا إلى يعليم
اإلماء حفظا ملجتمعنا من مفسدة جهلهن ،فما ظنك بتعليم الحرامر بناتنا وأعز ما لدينا ،ذلك كله في يعليم ديقنا ولدابنا
ولغتنا وما ينفعهن من علول الدنيا مما ال يكون ذراعة إلى خلع جلباب الحجاب ،وال للتصدي للسفور املمقوت املخل
بالحياء والحشمة والنزاهة والطهر وصون القسل املقدس؟ى xlix.أما دليله من التاريخ على فاعلية القساء في بناء صرح األمة
اإلسالمية فإن الحجوي يسرد الكثير من قصع نساء املسلمين سواء في تصديق النبي محمد صلى عليه وسلم
وإعانته ماديا ومعنويا في سبيل نشر الدعوة ،ومشاركتهن إلى جانب الرجال في بيعة سيدنا محمد صلى عليه وسلم،
وهجرتهن إلى الحبشة وإلى املدينة ،وأن أول من استشهد في اإلسالل امرأة ،ومشاركتهن في تداوي الجرحى في الغزو برا وبحرا
وه َّن محجبات ،وأن جااهن لم يمنعهن من ذلك وال من الخروج إلى طلب العلم ،بل أكثر من ذلك وهن غير محجبات ثم ُ
فإن األصوليين صرحوا بأن املرأة يمكنها أن تصل إلى درجة االجتهاد في العلم حتى تكون كمالك والشافعي وأضرااهما .وقد
كان النبي صلى عليه وسلم يجعل لهن يوما مخصوصا لتعليمهن ،وكانت أزواجه صلى عليه وسلم على قدر كبير
من العلم واألدب l.وكانت عائشة أعلم أهل زمانها ،liوأعطل الحجوي أمثلة كثيرة عن نساء عاملات على عهد الدولتين
األموية والعباسية في املشرق ،وفي األندلس بلغ عدد كاتبات املصاحف بالخط الكوفي مامة وسبعون امرأة زمن زهرة بني
أمية ...liiوغيرها من الشواهد التاريخية التي بيقت أن اإلسالل لم يمنع املرأة من تأدية واجباتها والتمتع بحقوقها.
أصل لدعوته تلك من األصول املرجعية لألمة وتاريخها ،انتقل الحجوي للحديث عن القدر الذي به تتعلم املرأة وملا َّ
ويكفيها في تربية األوالد وكيفية التعامل مع الزوج ،وعن الصناعات التي يقبغي أن تتعلمها لتجدها عند حاجتها إليها .يقول :
ىلنقتصر اهن على التعليم االبتدائي الذي يقتصر عليه سواد األمم الراقية ،فضال عن أمة مثلنا ال يحصله منها إال أقل
القليل من الذكور ...لسنا بحاجة لها أن تكون عدال ،أو قاضيا ،أو كاتبا ،أو طبجبا ،أو مهندسا ،أو محاميا ،أو مدير
مصنع ،أو رمجس مكتب ،أو إدارة تجارة ..ى liii.إن هذه املهال ال يراها الحجوي مناسبة للمرأة ،ولذلك فتعليمها يقبغي في رأيه
أن يقتصر فقط على ىيعليمهن وتهذيبهن يعليما يليق بديقنا ،ويزين مستقبل أوالدنا ،ويصيرهن عضوا نافعا في هيئتنا
االجتماعية ،فال غنى لنا عن إعانتهن في تربية رجال املستقبل الذين عليهم مدار حياة البالد ،ويعليمهن فن الظربية ،ونظال
البجت ،وقواعد النحة ،والدين ،وحف القرلن ،أو عضه ،والحساب ،والجغرافيا والعربية واألدب الحقيقي ال الخيالي
ونحو ذلك مما يعينهن على مهمتهن ،ويض يء لهن الطريق.ى livولها الحق في االسظزادة من العلم ولكن في بيتها من وراء جاب
إذا هي بلغت مبلغا ىتكون مطيقة الزواج وتجري فيها دواعي الشهوة والتهيؤ للوالدةى lv.وهذا كله درء للفتنة التي تأيي من
وراء خروجها من البجت ،وكذا سفورها الذي يفض ي إلى االختالغ ومزاحمة املرأة للرجل ،كالخروج إلى مجالس الرقع
واللهو وغير ذلك مما يكون محل الريبة والفتنة واالبتذال ،فال سبيل إليه في الشراعة اإلسالمية .وخطر السفور يضر
باملرأة نفسها وباملجتمع ،وفي ذلك يقول :ىوإنما السفور ويل وثبور على املرأة نفسها ،ذاهب شرفها ،وعامق لها عن أداء
وظيفتها ،فسفور املرأة ناقع من جمالها ،ومفظر ألمواق زوجها إليها وثقته اها ومزر بقسمتها ،بخالف تحجبها الذي يزيد في
lvi
مرفها بما ال يكون عند ابتذالها ولو كانت أبدع القساء جماال وكماالى.
يربط الحجوي بين نهضة البالد ورقيها وتقدمها وبين يعليم املرأة واالهتمال اها ،حيث يقول :ىوال ترقى أمة وال تصل إلى
lvii
مصاف األمم الراقية ونساؤها جاهالت ال علم لهن بالدين وال خبر عندهن عن الدنياى.
إن الحجوي ورغم اقتناعه بضرورة تحديث البالد ،ودعوته في غير ما مناسبة إلى محاكاة أوربا في جميع ميادينها ،إال أنه
يظل وهو الفقيه امللظزل بأصول مراعته ،املحاف على القيم واملبادل اإلسالمية والهوية املغربية اإلسالمية ،يدعو إلى
التحديث على منوال الحداثة األوربية .ولكن دون أن يقس ى جذوره وهويته وتكوينه الديني ،ولذلك ،ومع أنه عبر عن
إعجابه غير ما مرة باملرأة األوربية ،وخاصة اإلسبانية واإلنجليزية سواء في علمها أو أخالقها ،والفرنسية في الجانب العل ي
واملعرفي ال األخالقي ،فإنه ال يريد للمرأة املغربية أن تكون مثلهن إال في جانب العلم واملعرفة ،ولذلك تجده ال يقبل أن تربل
املغربيات بالطريقة التي تربت اها األوربيات ،إنه يحذر من أن تكون تربيتها على تلك املبادل ،فهي سبب هالكها وهالن
املجتمع معها.
إن إطالق الحرية للمرأة ومساواتها بالرجل في نظره في جميع امليادين سيؤدي ال محالة إلى فساد املجتمع .لقد كان واعيا
كل الوعي بضرورة التدرج في يعليمها مع مراعاة الوسط الذي يعجش فيه ،ومراعاة ىالذوق الحاضرى كما سماه ،يقول:
ىإننا و في حاجة إلى املرأة التي يعلم البنات وتهذاهن ،والطبجبة والقابلة املولدة واملمرضة وطبجبة األسنان ...ولكن ذلك
lviii
غير موافق للذوق الحاضر وللغيرة التي طبع عليها املسلمونى.
مرت عشرون سنة تقريبا على مقظرح يعليم الفتيات من طرف الحجوي ليصل املغاربة وعلى رأسهم النخبة إلى نتيجة
مفادها ضرورة يعليم الفتاة حتى يساهم في النهضة املقشودة .هذه املرة كانت املبادرة من ملك البالد فتقبلها الجميع
بصدر رحب ،وساهم كل من موقعه في االضطالع اهذه العملية ،لكن يطرح السؤال ملاذا كل هذا التأخر؟ مع أن الثعالبي
قدل العلل واألسباب التي ألجلها طالب لها بالتعليم ،وهي نفسها األسباب التي سيقولها العربي العلوي في كلمته التي ألقاها
أمال امللك عند افتتاح أول مدرسة للبنات بقرية األحباس بالرباغ سنة 1954ل ،حيث قال :ىإذا كانت املرأة راعية على
بجت زوجها وولده كما في الحديث النبوي الشريف ،كان من الواجب أن تدرع بدرع من العلم حصين ،ويسلح باملعارف
واألخالق الديقية الفاضلة للقيال برعيتها وإمارتها أتم قيال وأحسنه ،أما إذا أسندت إليها هذه املهمة وحملت هذا العبء
الث قيل وهي عزالء من كل علم ومعرفة ،خالية من كل تربية وتجربة ،فإنها ي جز ال محالة ،فتضيع واليتها ،وتبني بيتها على
lix
جرف هارى.
َ
لو قبلت دعوة الحجوي في إبانها ملا أضاع املغرب على بناته سنوات طوال من الظربية والتعليم والتكوين .لكن يظل
الحجوي من األوامل الذين كانت لهم جرأة كبيرة حيث طالب باالهتمال باملرأة ويعليمها وتكوينها حتى تكون زوجة صالحة
وأما مربية مصلحة في وسط ال يمكن ليقبل اهذه الدعوة التي هي في نظره خروج عن املألوف.
.3.2الفكر االقتصادي :أكد الحجوي على ضرورة تجديد االقتصاد للحفاظ على الثروة وتطويرها ألنها أساس الظرقي
مد َد على ضرورة تطوير اإلنتاج والنهوت بأسباب تطوير االقتصاد ،واالجتهاد في مجال املعامالت منوالتحضر ،ولذلك َّ
أجل خلق فرص الثراء ،واعتبر تنمية الثروة والحفاظ عليها من الدين ،ألن صيانة املال ىأحد الكليات الخمس التي أجمعت
lx
امللل والنحل على وجوب حفظهاى.
كان الحجوي يعرف أن رسالة االستعمار كحركة رأسمالية لم تخرج من الغرب وتتجه نحو الشرق اهدف الربح املادي
وحسب ،ولكن كانت لها غايات ومقاصد وأخرى يتداخل فيها االقتصادي والسياس ي والفكري والعل ي لتحقيق املقصد
َ
األعلى وهو طمس معالم الحضارة اإلسالمية حتى تكون الحضارة الغربية هي القطب الوحيد في العالم والكل ت َبع لها.
ولذلك كان فكره االصالحي يستوعب كل هذه املجاالت؛ االقتصاد والسياسة والفكر والعلم ...كان يعمل جاهدا من أجل
النهوت اها كلها في إطار التداخل الكبير بينها .إذ ال يمكن النهوت بقطاع دون لخر وإال ظل إصالحا غير مكتمل ،بل
إصالحا ال فامدة ترجى من ورامه ،كما كان مقتنعا أن ىاستقالل األمم الحقيقي في هذه األزمان ال يكون إال باستقاللها
اقتصاديا وصناعياى lxi.ولذلك تجده يحث على ضرورة النهوت بكل ميادين االقتصاد؛ الفالحة والصناعة والتجارة...
ولذلك دعا إلى ضرورة بث روح جديدة في التجارة والصنائع وكافة أنواع االقتصاد lxii.ألنه ىما افتقرت أمة إال وضاع
مجدها ،وذهب سؤددها ،إذ املال عصب لكل مجتمع إنساني ،وحف البيضة إنما يكون بثروة األمة ،وايساع معامالتها
lxiii
ومتاجرها ومصانعها وفالحتهاى.
ونظرا لألهمية القصوى للمال الذي يمكن مراكمته باالقتصاد املتطور املتجدد ارتأى هذا الفقيه التاجر ضرورة إعادة
التفكير في طريقة إنتاج املال حتى ال يظل التفكير فيه منحصرا في جمعه واستهالكه ،بل البد من استثماره في مشاراع يعود
بالنفع العال ،ولذلك اهتم الحجوي بالتجارة ليخرج املال من عملية االقتصاد االستهالكي إلى عملية االقتصاد السياس ي
واالقتصاد الحضاري الذي عرف في بداية يشكل الدولة اإلسالمية ،حيث كان االقتصاد يؤدي هذه املهال بواسطة التجار.
كما أراد الحجوي اقتصادا يقول على نظال البقيوية التي ماهدها عند األوربيين في رحالته ،والتي تقول على مؤسسة
مركات لها مصانعها ومخازن سلعها وبنوكها وقوتها السياسية والعسكرية التي تحميها ليصبح املغرب كغيره من البلدان
القوية حتى يتحقق االقتصاد الرسالي الذي ينه بالبالد أوال ،ويجعلها في مصاف الدول املتقدمة ثانيا .وحتى يؤدي
االقتصاد رسالته املنوطة به في تحقيق الشهود الحضاري فقد ألف الحجوي وحاضر حول هذا القطاع الحيوي ،ومن
أهم ما خلفه الرجل في هذا القطاع ىمستقبل تجارة املغاربةى lxivفي أصلها محاضرة ،حاول أن يبين من خاللها كيفية
تحسين التجارة لتدارن ما يهددها من املزاحمات األجنبية ،والبعثات املتقاطرة من الجهات الست على البالد املغربية،
lxv
ونظرا ملا سيظرتب عن هذه املخاطر املحدقة بالتجارة أوجب على نفسه وهو الفقيه التاجر تقديم النصامح للنهوت اها.
أكد الحجوي على ضرورة االستفادة من الغرب ومحاكاته ،واقتباس أسباب التقدل والرقي منه ،ألن املماثلة في القوة
وتحقيق االكتفاء الذايي في كل ش يء مرغ أساس ي عنده لتحقيق االستقالل الحقيقي وصيانته من كل تبعية .هذه
الشروغ ال يمكن تحقيقها في نظره إال بأخذ العلول الوقتية والتجارب االقتصادية املوافقة للشراعة اإلسالمية من أوربا.
ذلك أن التحديث قد بات فارضا نفسه ،وواجبا بالدليل الشرعي والعقلي ،وإال لن يستطيع املغرب مواكبة املدنية الغربية
وتحدياتها .وحتى ال يظل اإلسالل غريبا عن العصر وخارجا عنه ،وحتى ال يظل املغرب عيدا عما يحققه الغرب ،اجتهد
الحجوي رأيه في كثير من القضايا ،وخاصة ما يتعلق باالقتصاد حتى يكون حديثا قادرا على مسايرة التطورات االقتصادية
في العالم .ولذلك ركز اهتمامه على التجارة والتأمين واملعامالت البنكية .وهو القامل :ىإن مصلحة األمة والشراعة معا
تقتض ي التوسع في أبواب املعامالت بما ال يخالف املنصوص واملجمع عليه ،ونحن األمة اإلسالمية التي تنكر كل اإلنكار
علة من يرى القلب واإلبدال في الشرائع ،وإني من الذين يعتدلون في األحكال ،وفي الفلسفة الفقهية ،وال يغرقون فيها ،وال
يرون االسظرسال في األقجسة ،والتحمل في استقباغ أحكال بمنع معامالت كثيرة لم يصرح نع بمنعها ،وال نضيق على
lxvi
األمة سبل رقيها ،ألنه موجب لفقرها واحتكار تلك املعامالت لغيرهاى.
ََ
تال َز َل اإلصالح عند الحجوي بالتجارة واملال حتى ُوصف إصالحه بأنه إصالح ذو نزعة تحدييية تبعا النتمامه ولفكره املراهن
على التجارة ،ودور التجار واملدارس التجارية في التطور والتقدل السياس ي والثقافي والحضاري .لقد ىجعل الحجوي
التجارة في الرتبة الثانية من حيث األهمية عد الدين في مشروعه التحديثي ،واعتبر عددا من التجار املغاربة من مجددي
lxvii
املغرب وباعثي النهضة فيه لعالقاتهم الواسعة وتنقالتهم الداممة إلى البالد املتطورةى.
إن الحجوي بحنكته وتجربته وقف على أن املغاربة البد لهم من االستيقاظ من سباتهم الطويل ،والعمل على إصالح
حالهم ،وتأمين مستقبلهم من الفقر واإلمالق ،وأكثر من ذلك تأمين استقاللهم وتحضرهم وقدرتهم على تأدية رسالتهم
باالهتمال باالقتصاد الحضاري ال االستهالكي فقط .أي ضرورة االهتمال باالقتصاد الرسالي الذي يساهم في دعوة الناس
إلى الدين اإلسالمي ،وهي سنة تاريخية بفضلها انتشر اإلسالل في بقاع كثيرة من الكرة األرضية ،حيث كان املسلمون عبر
تاريخ األمة يذهبون في رحالت تجارية ويحملون معهم َّ
هم نشر الرسالة اإلسالمية.
.4.2الفكر السياس ي عند الحجوي :كانت محاولته اإلصالحية سواء في امليدان السياس ي أو غيره من امليادين وليدة
معاناة حقيقية ،وترجمة لحاجيات األمة ،وذلك يظهر من خالل تأكيده على ضرورة الحرية والعدل واملساواة ودفع غاملة
الفقر والجهل واألمية ،ومحاربة التقليد والتشدد والجمود ،وضرورة التفريق بين مجال العبادات التي األصل فيها االلظزال
بالنصوص الشرعية ،ومجال املعامالت والحياة السياسية واالجتماعية واالقتصادية والتي األصل فيها استخدال العقل
واالجتهاد بما ال يعارت أصال من أصول الدين ،يقول :ىوفي أبواب املعامالت الدنيوية ال تجد النصوص إال وفق املصالح،
وضد املفاسد ملن ُو ِفق ملعرفة املصلحة الحقيقية ،ألن الشراعة هدى ورحمة وأبدية وعامةى lxviii.إذ األصل فيها البحث
دامما عما يدفع املفاسد ويجلب املنافع من غير ارتباغ بنمط تقليدي صلح في زمانه ومكانه ،وأصبح استعماله ضارا في
هذا الزمان ،فال يقبغي التعامل معه في نظر الحجوي إال من جهة كونه تجربة من التجارب اإلنسانية ،وسنة من سنن من
قبلنا يقبغي النظر فيها لالعتبار ،ومن أجل جلب املصالح الحضارية الحقيقية ،ودرء مفاسد الرؤى الالمتوازنة في هذه
التجارب ،والتي أفسدت على األمة واقعها من حيث كانت يعتقد أنها تريد اإلصالح ،لكونها نتاج فكر ورؤى مسجونة
بالتقليد األع ى ،محكومة باإلتباع على غير هدى .ولذلك ،ومن باب املصلحة وقف الحجوي في فكره اإلصالحي السياس ي
عند قضية اعتبرها من أهم املهمات ،إنها قضية ىالحكمى حيث عمل على استقراء التاريخ اإلسالمي ليقف على هذا النظال
َع ْب َر املحطات التاريخية البارزة في تاريخ األمة ،كما عمد إلى املقارنة بين نظال الخالفة املبني على الشورى زمن السلف
الصالح ،وبين االستبداد بالحكم ،واستعباد الناس الذي ساد منذ قرون.
لقد تتبع الحجوي ذلك عبر تنقيبه في التاريخ القديم والحديث لألمة ،مستكشفا املد والجزر الحاصل في السلطة ،منتقدا
َ
وبشدة ما أحدثه ىمصطفل كمالى في هذا املجال في تركيا من فصل الدين عن السياسة ،واعتبر ذلك ي َع ٍد صارخ في حق
lxix
االمبراطورية العثمانية التي نشرت اإلسالل مرقا وغربا ،واعتبر عمله مشجنا في حق اإلسالل واملسلمين.
إن الوضع السياس ي الذي بات عليه املغرب كان يستدعي ضرورة التغيير .ولذلك مدد الحجوي على ضرورة اإلصالح
عدما انتقد السياسة في املغرب ،مما يدل على أن الخطاب اإلصالحي في هذه املرحلة سجتغير بحكم االطالع على التجربة
األوربية في هذا املضمار من جهة ،ومن جهة ثانية هذا التأخر الحضاري العميق الذي يعجشه املغاربة وكأنهم في زمان غير
ذلك الزمان الذي وصلت فيه أوربا من الرقي ما أدهش العالم اإلسالمي عند دخولها إليه مستعمرة ،يقول :ى ...لجس لدينا
وال ما يطلق عليه اسم قانون ،وال لهذا االسم مس ى عندنا فمهما دخل األجنبي أرضنا إال وكان مطلق التصرف حسب
lxx
إرادته ومهواته وكنا تحت رحمة استبداده...ى.
كان الحجوي على وعي تال بانهزال املغاربة أمال التحديث املتجلي في التطور الذي وصلته أوروبا ،وعلى وعي بمرجعية هذا
التطور والتحضر الذي حققته ،وعلى وعي بأن دعوته إلى اقتباس التنظيمات منها دعوة إلى االقتباس من أوروبا النصرانية
املستبدة ،لكن كل ذلك لم يشكل بالقسبة إليه مشكلة ،ألنه كان واعيا باملشكلة املرجعية الحضارية الخطيرة .ولذلك لم
ليد ُع إلى اقتباس ما يخالف الشرع ،أو ما يضرب في أصل من أصول الدين ،وهو الفقيه العارف بالشراعة يكن ْ
ومقاصدها ،العارف باألصول التي تقول اها قوة واستعداد األمة ،أي األصول العلمية والتقنية والتنظيمية املشظركة بين
جميع البشر .وهو اهذا يرد على فئة املحافظين الذين لم يتقبلوا فكرة تجديد األنظمة السياسية العتيقة ولليات
االمتغال ،يقول :ىأقبح الخالل التي أودت باإلسالل هو جمود متأخريهم على كل قديم ،وتفريطهم في حف النظال،
وإهمالهم إصالح األنظمة القديمة التي لن تبق مناسبة لألحوال املتجددة ،وغلبة الوهم على أفكارهم حتى عدوا املحافظة
على القديم من فروت الدين ،ولجس حف القديم دينا إال في املعتقدات والتعبدات ،وما سواهما فالدين يقدل فيه
حف املصلحة العامة وصون البيضة وارتقاء األمةى lxxi.ولذلك لم يتوان الحجوي في الدعوة إلى ضرورة التحديث،
تحديث نظال الحكم السياس ي في البالد ،بدءا بإحياء مجلس الشورى الذي عرف في اإلسالل.
أمار الحجوي في كتابه ىالنظال في اإلساللى إلى أن النظال الذي يسير باألمة إلى القوة واملنعة هو الذي يرتكز على الشورى
التي هي عدو االستبداد ،ولذلك تجده يؤصل له من األصول املرجعية اإلسالمية ،ويبين أن املجتمع اإلسالمي في بدايات
يشكله بني على الشورى في االختيار ،والتولية ،وفي تنفيذ األحكال ،واختيار النظال ،يقول :ىإن نظال اإلسالل في مجتمعه
العال مبني على أمظن األصول وأثبتها ،وأقول املحجات وأبينها ،بني على الشورى وعدل االستبداد .قال يعالى خطابا لنبيه:
(وماورهم في األمر) .ولجس ذلك خاصا به عليه السالل؛ بل هو واجب على األمة أيضا ...إن نظال الخالفة اإلسالمية في
أصلها مورية سواء في تولية الخليفة ،أو إجراء األحكال وسن القوانين ،وكان ألبي بكر مجلس من املهاجرين واألنصار
يستشيرهم ،ولعمر كذلك ومن عدهم ،فنظامهم أمبه بنظال جمهوري تقتهي مدة الرمجس بموته .إذ لم يتخذوا للة وال
مارة امللون ،وكان موريا مقيدا شورى األعيان وأهل العلم انتخابيا ...ثم يغير إلى امللكية املقيدة في الجملة زمن معاوية
lxxii
لتغير األحوال ونقصان مدارن األمة ...ثم ملا زاد تأخر األمة في تهذيبها ومداركها صارت امللكية مطلقةى.
َب َّي َن الحجوي كيف كان لتأخر األمة في مداركها تأثير على نظال الحكم الذي لل إلى امللكية املقيدة ثم املطلقة ،وحينما
ذهبت الشورى مع ذهاب الخالفة الرامدة ،وعند حصول ذلك االنحراف التاريخي الذي أذهب العدل واملساواة بين
املسلمين وجاء االستبداد ،ومع توالي القرون استفحل الظلم والجور ،وأسكتت األصوات الناهية عن املنكر ،واغتيل
الرأي الحر ...وهذا في نظره ما يقبغي الوقوف عنده إلصالح الحال ،باالستفادة من تجربة أصحاب الصدر األول ،وكذا
االستفادة من تجربة أوربا التي وصلت إلى رقيها سبب نظامها في الحكم الذي أقامته على املجالس الشورية االنتخابية،
الذي وإن لم يكن عينه عند اإلسالل لكنه كان وافيا كافيا بحاجياتهم الوقتية ،مناسبا ألفكار أمم ذلك العصر لكون هذا
ُ
النظال العصري لم يتكون دفعيا بل كان نتيجة قرامح أمم أوجدته تدريجيا في أجيال متطاولة من عهد الرومان ،وأصله
كان عند عمر وأبي بكر ومن عدهما ،ولم تكن الضرورة قابلة لهذه األنظمة الجديدة ،ولقد كان مجلس مورى الخالفة
الذي نظمه عمر وهو محتضر أقنوما عجيبا اهتدى اهديه من خات في نظال املجالس عده ،وذلك دلني على تفكيره في
lxxiii
نظال انتخابي ملجلسه الشوري ،ولو أوجده لكان أساسا عظيما للشورى في اإلسالل ال ينهدل.
وقد عمل الحجوي على بيان أن أنظمة الحكم في البالد األوربية لها تاريخ ،وأنها كانت تتطور بتطور الزمان وبحسب ما
يستدعيه مقتضيات التطور ،باعتبار أن التاريخ وما يتضمنه من سنن وقوانين هو نتاج للحركة التاريخية في بناء عمرانها
الذي يستدعي التجديد والتطوير دامما على ضوء تلك السنن.
إن السياسة التي كان يطمح إليها الحجوي هي ما ُيرمز إليها سياسة املصلحة ،وهي السياسة التي تقيم األلفة بين الناس،
وتهدف إلى يعمير البالد وتنمية األموال ،ورفع الظلم عن العباد ...وهذا واضح في ننحه للسلطان موالي عبد الحفي ،
حيث يقول :ىهذه األحوال وما وصلنا إليه من االرتباكات واالختالل ...فال نجد سفينة وال منجاة إال ش يء واحد ،وهو بروز
موالنا أيده لعيان رعيته ،والتحبب إليها بالبحث عن الحقوق الضائعة ،والضرب على أيدي الظلمة ،وسهره الليل
والنهار على ذلك ،وهجر كل لذة ،ويعهد مجالس القضاة والعمال واملحتسبين وحضهم على العدل واملساواة بين العباد في
الحقوق والضرامب وغيرها ،وحسم مادة الزور ،وانتهاز الحقوق ممن يخالف ذلك ،وسماع مكاوى املظلومين ،وتخفيف
لالل البائسين..ى lxxiv.وذلك قمة العدل ،والحكم بمراد عز وجل ،والقيال بمستلزمات األمانة ،أمانة الخالفة عن في
الحكم بين العباد.
حاول الحجوي لفت انتباه السلطان إلى أهمية مبدأ العدل ،وإلى موقعه من الرسالة الديقية التي تكلف اها ،ومقاصد
الشراعة األصلية من ذلك ،كما أبرز إلى جانب مبدأ العدل مبدأ لخر هو الحرص على تحقيق املصلحة والعدل والسياسة
َُ
املؤ َّز َر ِة ،وكان ذلك هو مبدأ الشورى ،وهو مبدأ سياس ي جوهري جاءت نصوص القرلن الكريم فيه صريحة جدا يعلي من
مأنه.
ُْ
كان الحجوي يريد أن يقول الحكم على الشورى والديمقراطية ،ولذلك تجده ال يزال َيذك ُر محاولة املولى عبد العزيز في
هذا املضمار ،ويصفها بكونها ىمنقبة كبرى تذكر في تاريخ موالي عبد العزيز فاز اها على من قبله ويكون الفضل على من
عده.ى lxxvألن هذا السلطان كان أول من فعل بفكرة الشورى والديمقراطية ،وإحداث مجلس األعيان التي ننحه اها
سفراؤه ،يقول الحجوي :ىوكان أول ما فعله جعل مجلس مورى من الوزراء يعقد كل يول للتداول في األمور املهمة التي
يعرت عليهم ...إنه يريد الخير ألمته ،ويدراها تدريجيا على الشورى ،وعلى الديمقراطية ،وهكذا يقبغي أن تكون
lxxvi
الديمقراطية تدريجيا من مورى الوزراء إلى مورى األمة جمعاءى.
ننح الحجوي للسلطان أن يظل حريصا على مشاورة أعيان األمة في كل صغيرة وكبيرة ،وأال يبرل أمرا مع أوروبا املظربصة
باملغرب إال باملشاورة مع أعيانها.
كانت للرجل رؤية إصالحية ذات طا ع دستوري وسياس ي ،ولذلك ألح على ضرورة وضع دستور لألمة .كما دعا إلى ضرورة
جعل كل وزارة مستقلة في نفسها ..لتجري األمغال على نسق دامم ...فتقل الشكاوى وتضمحل الدعاوى وتنعدل
lxxvii
املظالم.
أما على مستوى اإلدارة ،كان الحجوي يرى ضرورة تنظيمها تنظيما يقوي من أدائها ويجسر تقديم الخدمات للرعية .ولذلك
اقظرح على السلطان أن يختار لها األمثل من املوظفين األكفاء ،فإن قال قامل ومن أين لك هذا الدواء النافع؟ ...أجبناه أن
الدول األورباوية واألمريكية والجابون ،إنما نهضت من سباتها ووصلت إلى ما وصلت إليه بتنظيم إدارتها ،واحظرال الحقوق،
lxxviii
وضبط األموال ،وتدريب الججش ،ونشر العلول واملعارف.
املالح أن الحجوي في دعوته إلى اإلصالح السياس ي كان يركز على دور السلطان في هذه اإلصالحات ،إيمانا منه بأن
للسلطة السياسية اليد الطولى في هذا الباب ،وإليمانه بأن رؤاه اإلصالحية تحتاج إلى تنفيذ سياس ي عن طريق سلطان
الحاكم ،فقد حاول تنفيذ عضها في الوقت الذي كان يتقلد مناصب سامية في دار املخزن فكان يستنصر اها .وعندما كان
الرجل عيدا عن مواقع القرار فقد سعى إلى تنفيذ برنامجه بمحاولة التأثير في السلطان إلقناعه لتبني رؤيته في اإلصالح،
وبعدما فقد األمل في هذا األخير توجه بمشاراعه اإلصالحية إلى سلطات الحماية من أجل تنفيذ ما كان يصبو إلى تنفيذه
على يد السلطان ألنه لم يجد اآلذان الصاغية.
أقال الحجوي من أجل ذلك عالقات صداقة من الفرنسيين بحكم أن الحماية أصبحت أمرا واقعا وال بد من التعامل
معها واالعتماد عليها لتحديث املغرب .مما يتبين معه أن الحجوي سلك مسلك االستنصار في منهجه اإلصالحي للسياسة،
استنصار إيجابي يحمل أهل الحكم على تنفيذ اإلصالح باإلقناع ،واستنصار سلبي في نظر كثير من رجاالت الدولة ،حيث
توجه إلى سلطات الحماية ،مما ألب عليه كثير من املحافظين الذين أقاموا له العداء.
إن ما يالح من خالل أفكاره ورؤاه في هذا املجال أن مكوناته املعرفية متنوعة ،فهو يدعو إلى مبدأ الشورى وهذا مفهول
قرلني ،كما أنه سنة تاريخية تضمنتها ع التجارب في تاريخ األمة ،وفي نفس الوقت يدعو إلى االستفادة من تجارب اآلخر
باعتبارها تجارب متضمنة سقنا البد من النظر فيها واستلهال ما به تصلح األمة حاضرها ويستشرف مستقبلها.
خالصة إن ما يمكن أن نختم به هذه الورقة هو القول :إن مشروع الحجوي اإلصالحي كان مشروعا متكامال
مموليا مستوعبا ،مستندا إلى املرجعية اإلسالمية قرلنا وسنة ،عامال بمقتضيات اإلصالح فيهما ،مستوعبا لسنن التاريخ،
موظفا العقل واملنطق ،كما كان مشروعه مستوعبا لواقع األمة في كل مستوياته الفكرية والثقافية واالجتماعية والعلمية
والسياسية ...لقد كان فقيها بمتطلبات الواقع الداخلي وتأثيرات الواقع الخارجي ،ليثبت الحجوي من خالله رؤاه
اإلصالحية ُ ْع َد نظره ،وسداد ما دعا إليه من إصالح حقيقي جدير باإلنصاف ،ألنها لم تكن مجرد رد فعل على واقع متأزل
وحسب ،بل كانت محاولة لتأسجس فعل إصالحي انطالقا من وعي تال بمحركات اإلصالح.
الئحةاملراجع
.1ىالقرويين في مطلع القرن العشرين بين التقليد والتجديدى ،دعوة الحق (عدد ،364السنة ،43دو الحجة 1422هن ن2002 ،ل).
.2لسية بن عدادة :الفكر اإلصالحي في عهد الحماية ،محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي نموذجا (الدار البيضاء :املركز الثقافي
العربي ،2003 ،غ.)1
.3حميد الصولبي :الفكراملغربي املعاصردراسة في األعالم واملؤسسات (مراكش :املطبعة والوراقة الوطنية2012 ،ل ،ص.)1
.4سعيد بقسعيد العلوي :الفكر اإلصالحي في املغرب املعاصر محمد بن الحسن الحجوي دراسة في نصوص (بنغازي :املدار
اإلسالمي ،دار الكتب الوطنية ،2007،غ.)1
.5عبد اإلله الفاس ي معلمة املغرب ،مادة الحجوي ،الجمعية املغربية للتأليف والقشر ،مطا ع سال 1419هن ن 1998ل.
.6عبد القادر قوبع ،ىمحمد بن الحسن الحجوي ( 1874ن )1956رامد اإلصالح الشامل في املغرب األقص ىى ،مجلة عصور الجديدة
(عدد ،12-11خريف-متاء ،فبراير1434 ،هن 1435-هن2013 ،ل 2014-ل).
.7محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :إصالح التعليم العربي ،مخطوغ الخزانة العامة الرباغ ،رقم :ح .118
.8محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :الرحلة األوربية ،مخطوغ الخزانة العامة ،رقم :ح .115
.9محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :الصورة الجمالية في خالصة تاريخ إفريقيا الشمالية ،مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ،
دفظر.4
.10محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :الفكرالسامي في تاريخ الفقه اإلسالمي (بيروت :دار الكتب العلمية ،1995 ،غ.)1
.11محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :املعارف في املغرب وجهود الحكومة ،مخطوغ الخزانة العامة ،رقم :ح .199
.12محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :النظام في اإلسالم ،مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ ،رقم :ح .118
.13محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :انتحاراملغرب األقص ى بيد ثواره ،مخطوغ الخزانة العامة ،رقم :ح .128
.14محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :أهم األخبارعن حرب الثأرواالستعمار ،مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ ،رقم :ح.12
.15محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :باالقتصاد حياة بالدنا ،مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ ،رقم :ح .133
.16محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :تاريخ املوسيقى العربية ،مخطوغ الخانة العامة ،رقم :ح .114
.17محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :تعليم الفتيات ال سفوراملرأة ،مخطوغ الخزانة العامة ،رقم :ح .205
.18محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :حرب الثأرواالستعمار ،مخطوغ الخزانة العامة ،رقم :ح .122
.19محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :خطب في التربية والتعليم ،مخطوغ املكتبة الوطنية بالرباغ ،رقم :ح .118
.20محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :خطبة ألفاها في مدرسة أوالد األعيان بالرباط في 1342هال ،مخطوغ الخزانة العامة،
الرباغ ،رقم :ح .118
.21محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :مختصرالعروة الوثقى (سال :ب.ن ،طبعة .)1937
محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي :مستقبل تجارة املغرب ،مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ
* باحثة في الفكر اإلسالمي ،كلية اآلداب والعلول اإلنسانية جامعة السلطان موالي سليمان بني مالل.
iيقت ي لل الحجوي إلى الثعالبة الجعفريين املنتسبين إلى جعفر بن أبي طالب ،دخل أجداده إلى املغرب في القرن 6هن ن 12ل ،فاستوطنوا بجوار
َّ
وادي سبو مرق املكان املدعو مشروع بالرج ،ثم بمكان جر الوقاف بضواحي فاس ،وأخيرا استقروا بناحية سيدي قاسم .ويقسب إليهم مكان
ا جاوة بين قبيلة أوالد عجس ى ونهر ورغة بالضفة اليمنى لنهر سبو .وفي بداية حكم املولى اسماعيل عد انتفاضة محلية تم نقل جدهم عبد
السالل الحجوي مع ذويه إلى تازة ،فامتغل عضهم بالتجارة وبعضهم بالعلم وبعضهم جمع بينهما كأب الفقيه محمد بن الحسن الحجوي
الثعالبي .أنظر :عبد اإلله الفاس ي :معلمة املغرب .ج ( .10سال :الجمعية املغربية للتأليف والقشر1419 ،هن ن 1998ل) ،مادة الحجوي ،صع
.3337-3336
iiمحمد بن الحسن الحجوي الثعالبي ،الفكرالسامي في تاريخ الفقه اإلسالمي .الجزء األول( .بيروت :دار الكتب العلمية ،)1995 ،ص .12
iiiأبو عبد السليماني ،اللسان املعرب عما آل إليه حال املغرب ،ص .150
ivالحجوي :الفكرالسامي ،...ص .10
vتتلمذ الحجوي الثعالبي على يد علماء كبار ،أمهرهم :أحمد بن الخياغ الزكراوي ومحمد بن التهامي الوزاني ومحمد بن عبد السالل كنون،
ومحمد القادري ،والحاج أحمد بن سودة ،وعبد السالل الهواري وغيرهم .وقد ترجم لشيوخه في كتابه :الفكرالسامي ،الجزء الثاني.
viالحجوي :الفكرالسامي في تاريخ الفقه اإلسالمي ،الجزء الرا ع ،صع .209-205
viiالحجوي :الفكرالسامي ،...الجزء األول ،صع .11-10
viiiأنظر :لسية بن عدادة :الفكر اإلصالحي في عهد الحماية ،محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي نموذجا (الدار البيضاء :املركز الثقافي العربي،
،2003غ ،)1ص .71
ixأنظر :الحجوي :الفكرالسامي ،...الجزء األول ،ص .19
xالحجوي :الفكرالسامي ،...الجزء األول ،ص .14
xiللوقوف على املؤلفات التي ألفها الحجوي ومواضيعها ،راجع :لسية بن عدادة :الفكراإلصالحي ،...ص 89وما عدها.
xiiلسية بن عدادة :الفكراإلصالحي ،...مرجع سابق ،ص .15
xiiiمن كتاب للسلطان املولى عبد الحفي على يد الفقيه أحمد الخضر .انظر :الحجوي :انتحار املغرب األقص ى بيد ثواره ،مخطوغ الخزانة
العامة ،رقم :ح ،128ص .74
xivالحجوي :الفكرالسامي ،...مرجع سابق ،الجزء الرا ع ،ص .226
xvىالقرويين في مطلع القرن العشرين بين التقليد والتجديدى ،دعوة الحق (عدد ،364السنة ،43دو الحجة 1422هن ن2002 ،ل) ،ص .20
xviن الفكرالسامي ،الجزء الرا ع ،ص 228 :ن .229
xviiالحجوي :الرحلة األوربية ،مخطوغ الخزانة العامة ،رقم :ح ،115ص .178
xviiiالحجوي :املعارف في املغرب وجهود الحكومة ،مخطوغ الخزانة العامة ،رقم :ح ،199ص .2
xixانظر :الحجوي :الرحلة األوربية ،مخطوغ الخزانة العامة ،رقم :ح ،115ص .106
xxالحجوي :خطب في التربية والتعليم ،مخطوغ املكتبة الوطنية بالرباغ ،رقم :ح ،118ص .69
xxiالحجوي :خطب في التربية والتعليم ،مرجع سابق ،ص .68
xxiiالحجوي :الرحلة األوربية ،مرجع سابق ،ص .124
xxiiiالحجوي :الرحلة األوربية ،مرجع سابق ،ص .446
xxivالحجوي :النظام في اإلسالم ،مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ ،رقم :ح ،118ص .96
xxvالحجوي :الرحلة األوربية ،مرجع سابق ،ص .159
xxviالحجوي :خطبة ألفاها في مدرسة أوالد األعيان بالرباط في 1342هال ،مخطوغ الخزانة العامة ،الرباغ ،رقم :ح ،118ص .69
xxviiمن الرسالة التي عث اها الحجوي إلى املولى عبد الحفي مع أحمد الخضر الشنقيطي الحجوي : :انتحار املغرب األقص ى بيد ثواره،
مرجع سابق ،ص . 75
xxviiiالحجوي :الفكرالسامي ،الجزء الثاني ،ص .396
xxixالحجوي :الرحلة األوربية ،مرجع سابق ،ص .158
xxxانظر :نع املحاضرة في :حسن أحمد الحجوي :العقل والنقل في الفكراإلصالحي املغربي ،1912- 1757ص .266 -265
xxxiانظر :الحجوي :الرحلة االوربية ،مرجع سابق ،ص 139وما عدها.
xxxiiالحجوي :مختصرالعروة الوثقى (سال :ب.ن ،طبعة ،)1937ص .19
xxxiiiانظر :الحجوي :باالقتصاد حياة بالدنا ،مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ ،رقم :ح .133
xxxivالحجوي ،مستقبل تجارة املغرب ،مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ ،رقم :ح .115ينظر نصها في :سعيد بقسعيد العلوي ،االجتهاد
والتحديث ،ص 149وما عدها.
xxxvالحجوي ،حرب الثأرواالستعمار ،مخطوغ الخزانة العامة ،رقم :ح ،122ص .19
xxxviالحجوي :الفكرالسامي ،الجزء الثاني ،ص.404
xxxviiحسن أحمد الحجوي ،العقل والنقل في الفكراإلصالحي املغربي ( 1757ال ،)1912ص .170
xxxviiiالحجوي :الفكرالسامي ،الجزء األول ،ص .12
xxxixن الفكرالسامي ،الجزء الرا ع ،ص .360 :
xlن كانت حكومة الحماية الفرنسية تنظم املحاضرات واملسامرات باملعهد العل ي بالرباغ.
xliن عبد الجراري ،من أعالم الفكراملعاصر ،الجزء األول ،ص .68 :
xliiن ننفسنه ،ص .69 :
xliiiن رواه الطبراني في معاجمه الثالثة ،وأبو يعلى وغيرهما ،عن جماعة من النحابة ،وصححه األلباني في جامعه النحيح.
xlivمخطوغ الخزانة العامة الرباغ ،رقم :ح ،237ص .5
xlvسورة الحجرات ،اآلية.11 :
xlviالحجوي ،تعليم الفتيات ال سفور املرأة ،مخطوغ الخزانة العامة ،رقم :ح ،205ص .190حقق املخطوغ سعيد بقسعيد العلوي في
كتابه :الفكر اإلصالحي في املغرب املعاصر محمد بن الحسن الحجوي دراسة في نصوص (بنغازي :املدار اإلسالمي ،دار الكتب
الوطنية ،2007،غ ،)1ص 193وما عدها .انظر أيضا تحقيق نفس املخطوغ في كتابه :االجتهاد والتحديث دراسة في أصول الفكر السلفي
في املغرب ،الطبعة الثانية ،2001ص 200وما عدها.
xlviiالحجوي ،تعليم الفتيات ال سفوراملرأة ،مرجع سابق ،ص .194
xlviiiالحجوي ،تعليم الفتيات ال سفوراملرأة ،مرجع سابق ،ص .195 -194
xlixالحجوي ،تعليم الفتيات ال سفوراملرأة ،مرجع سابق ،ص .195
lانظر :الحجوي :إصالح التعليم العربي ،مخطوغ الخزانة العامة الرباغ ،رقم :ح ،118ص .27
liالحجوي :إصالح التعليم العربي ،مخطوغ الخزانة العامة الرباغ ،رقم :ح ،118ص .28
liiالحجوي :تاريخ املوسيقى العربية ،مخطوغ الخانة العامة ،رقم :ح ،114ص .462
liiiالحجوي :تعليم الفتيات ال سفوراملرأة ،مرجع سابق ،ص .29
livانظر :تعليم الفتيات ال سفوراملرأة ،مرجع سابق ،ص .218
lvالحجوي :الفكرالسامي ،الجزء الثاني ،ص .396
lviالحجوي :الفكرالسامي ،الجزء الثاني ،ص .225
lviiمخطوغ الخزان العامة بالرباغ ،رقم :ح ،237ص.4
lviiiالحجوي :تعليم البنات املسلمات ،مخطوطة الخزانة العامة ،الرباغ ،رقم :ح ،114ص .450
lixمن أعالم الفكراملعاصر ،الجزء األول ،ص .76
lxالحجوي :الفكرالسامي ،الجزء الرا ع ،ص .568
lxiالحجوي :الفكرالسامي ،الجزء الرا ع ،ص .564
lxiiالحجوي :الفكرالسامي ،الجزء الرا ع ،ص .562
lxiiiالحجوي :الفكرالسامي ،الجزء الرا ع ،ص .562
َ
lxivقال املدير العال للمعارف ىهارديى عد ما اطلع على هذه املحاضرة ُمنوها بالحجوي الثعالبي :ىفهي عد كونها ديوانا ألصول التجارة ولداب
التاجر ،أكبر دليل على غزارة علمكم ،وبعد غوركم في املعارف العصرية ،ونظركم عين التدقيق واالستقتاج إلى ما ماهدتموه في رحلتكم
األوربيةى .مخطوغ الخزانة العامة الرباغ ،رقم :ح ،115ص .88كما لم يفت من طبعها في تونس وهو معاوية التمي ي أن ينوه باملحاضرة
فيها رجاال وصاحبها ،إذ يقول :ىومن األهم في بلوغ املراد العناية باالقتصاد ..إذ ال يتسنى تقدل بدونه ...ومن حسن طالع األمة أن يقي
يعرفون مكامن الداء ...كاملرمد املصلح ،والناجح األمين صديقنا العالمة الشيخ محمد الحجوي ،فإنه ما ترن فرصة تضيع سدا ،فإنه رغم
أمغاله الهامة ما فتئ يرمد ويننحى .مخطوغ الخزانة العامة الرباغ ،رقم :ح ،115ص .23انظر نع املحاضرة كامال في :سعيد بقسعيد
العلوي ،االجتهاد والتحديث دراسة في أصول الفكرالسلفي في املغرب ،ص 149وما عدها.
lxvانظر :الحجوي ،مستقبل تجارة املغاربة ،مخطوغ الخزانة العامة ،رقم :ح ،115ص .456
lxviالحجوي :الفكرالسامي ،الجزء الرا ع ،ص .562
lxviiعبد القادر قوبع ،ىمحمد بن الحسن الحجوي ( 1874ن )1956رامد اإلصالح الشامل في املغرب األقص ىى ،مجلة عصور الجديدة (عدد ،12-11
خريف-متاء ،فبراير1434 ،هن 1435-هن2013 ،ل 2014-ل) ،ص .386
lxviiiالحجوي :الفكرالسامي ،الجزء الرا ع ،ص .565
lxixانظر :أهم األخبارعن حرب الثأرواالستعمار ،مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ ،رقم :ح ،12ص .115
lxxانتحاراملغرب األقص ى بيد ثواره ،مخطوغ الخزانة العامة ،رقم :ح ،128ص .123
lxxiالحجوي :النظام في اإلسالم ،مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ ،رقم :ح ،118ص . 100
lxxiiالحجوي :النظام في اإلسالم ،مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ ،رقم :ح ،118ص .95
lxxiiiانظر :الحجوي :النظال في اإلسالل ،مرجع سابق ،ص .96
lxxivمن الرسالة التي وجهها الحجوي إلى السلطان املولى عبد الحفي ،مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ ،رقم :ح ،123ص.117
lxxvالحجوي :انتحاراملغرب األقص ى بيد ثواره ،مرجع سابق ،ص .23
lxxviالصورة الجمالية في خالصة تاريخ إفريقيا الشمالية ،مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ ،دفظر ،4ص 32وما عدها .تأسف الحجوي عن
فشل هذه املحاوالت اإلصالحية التحدييية التي أرادها السلطان ولم يعنه عليها الوزراء الذين لم يكونوا في مستوى املسؤولية ،وكذلك الشعب
لم يتقبلها ألنه موغل في الجهل ،متعصب ضد كل مبادرة إصالحية لتية من الخارج ،فكان ما جناه السلطان سبب هذا الرف يقول الحجوي
:ىهو تضاعف الصوامر حتى هلك ما كان متوفرا في الخزامن ،مما جعله يستدين من أوربا ديونا كانت السبب في التدخل املالي والعسكري ثم في
كل الشؤونى .انظر نفس املخطوغ في وصف الحجوي لألوضاع التي كان عليها مغرب موالي عبد العزيز واإلصالحات التحدييية التي تطلع
إليها ،والعقبات التي حالت دون ما كان يصبو إليه هذا السلطان الشاب.
lxxviiالحجوي :انتحاراملغرب األقص ى بيد ثواره ،مرجع سابق ،ص .14
lxxviiiالحجوي :انتحاراملغرب األقص ى بيد ثواره ،مرجع سابق ،ص .15