1 PB

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي مفكرا ومصلحا‬

‫*‬
‫الزوهرة الصنهاجي‬
‫‪zhour.senhaji@gmail.com‬‬

‫لدواع ثالث أكدت‬


‫ٍ‬ ‫تقديم إن البحث في الفكر اإلصالحي عند الحجوي الثعالبي في هذه الورقة إنما جاء‬
‫حضور فكر هذا الرجل في القرن العشرين بامتياز؛ الداعي األول زمني‪ ،‬إذ إن البحث في الفكر اإلصالحي في هذا القرن‬
‫يستدعي بطبيعة الحال استدعاء هذا النموذج الذي كان له حضور فاعل فكرا وممارسة‪ .‬ثم الداعي الثاني أنه كان يجمع‬
‫بين كونه فقيها مجتهدا مصلحا‪ ،‬وموظفا مخزنيا‪ ،‬وتاجرا متمرسا بأساليب التجارة والرحلة‪ ،‬حيث زار الكثير من دول‬
‫العالم اإلسالمي‪ ،‬ثم رحالته املتعددة ملختلف دول أوروبا‪ .‬هذا املفكر املوسوعي الذي وظف موسوعيته في فكره‬
‫اإلصالحي‪ ،‬وجمع بين التنظير واملمارسة‪ ،‬ال يمكن بحال لدارس هذه املرحلة إقصاءه‪ ،‬فحضوره توجبه قوة مواقفه‪،‬‬
‫وكتاباته ومؤلفاته‪ ،‬ورؤاه االصالحية التي كانت تحمل من املناهج واملضامين ما هو سابق عن أوانه‪ ،‬وعمله في مناصب‬
‫مختلفة وحساسة في دار املخزن‪ ..‬ال يمكن إال أن يكون مفكرا مصلحا‪ ،‬يحمل هم إصالح أمته وإخراجها من حالة الفوض ى‬
‫والجهل واألمية التي عمرت لسنين طوال‪.‬‬
‫وهذه الورقة هي محاولة ملالمسة مجموعة من األسئلة التي فرضت نفسها أثناء التعامل مع هذا النموذج‪ .‬ويمكن إجمالها‬
‫في‪ :‬كيف السبيل إلى رفع مستوى املغرب في كل القطاعات وإزالة معيقات إصالحه وإصالح مؤسساته؟ هل سيقبل املغاربة‬
‫في هذه املرحلة التي غلب عليها الجمود والتكاسل والتي هي حصيلة مراحل ممتدة في التاريخ بإصالحات كلها حركة وعمل‬
‫وعطاء؟ بل أكثر من ذلك هل سيقبلون بمشروع من ُ‬
‫أس ِسه اإلصالحية؛ االقتداء بالدولة الحامية‪ ،‬وهي في نظرهم دولة‬
‫كافرة‪ ،‬سالبة لحرياتهم‪ ،‬ناهبة لخيراتهم؟‬
‫وإسهاما منا في مقاربة هذه الشخصية‪ ،‬وفي بلورة منهج تاريخي سنني للتجارب اإلصالحية التي مرت في تاريخ األمة‪ ،‬منطلقا‬
‫من الدين ومستوعبا للواقع ومتبصرا بالتنزيل ومستشرفا للمآالت فقد وقع اختيارنا على هذا املوضوع الذي قسمناه إلى‬
‫محورين أساسين‪ ،‬هما‪ :‬املحور األول‪ :‬الحجوي الثعالبي واألسس املرجعية املؤطرة لفكره اإلصالحي‪ .‬املحور الثاني‪ :‬مداخل‬
‫الفكر اإلصالحي عند الحجوي الثعالبي‪.‬‬

‫‪ .1‬الحجوي الثعالبي واألسس املرجعية املؤطرة لفكره اإلصالحي‬


‫‪ .1.1‬نسب الحجوي الثعالبي وتكوينه العلمي‪ :‬هو محمد بن الحسن بن العربي بنن أبني يعنزى بنن عبند السنالل بنن الحسنن‬
‫الحجوي الثعالبي الجعفنري الهامن ي الزينبني‪ i.‬ولند بفناس سننة ‪1874‬ل وتنوفي سننة ‪1956‬ل‪ ،‬وبنذلك يكنون قند عاصنر خمنس‬
‫ملننون مننن ملننون الدولننة العلويننة وهننم‪ :‬الحسننن األول وعبنند العزيننز وعبنند الحفنني ومننوالي يوسننف ومحمنند الخننامس‪ .‬هننذه‬
‫املرحلننة التنني عنناغ فيهننا املغننرب الكثيننر مننن األحننداث الجسننال والشنندامد واألهننوال‪ ،‬فقنند عنناغ الحجننوي فنني مرحلننة وصننفها‬
‫بقولننه‪ :‬ىرأى املغننرب فيهننا مننن األهننوال والشنندامد مننا يشننجب لننه الرضننيع وتننندن لننه الجبننالى‪ ii.‬كمننا وصننفها أبننو عبنند ابننن‬
‫األعنرج بقولنه‪ :‬ىوقنند أحناغ بنناملغرب منن املصننامب ال جنب ال جنناب وبجنت املننال انقنل مننن الكنف‪ ،‬واملشنناكل السياسنية زاحفننة‬
‫‪iii‬‬
‫على الوطن بالصف‪ ،‬والتداخل األورباوي بلغ حد النصابى‪.‬‬
‫وفني معنرت ترجمتننه لنفسنه بننين عقيدتنه بقولنه‪ :‬ىوأمننا عقينديي فسننقية سنلفية‪ ،‬أعتقنند عنن دلينل قرلننني برهناني مننا كنان عليننه‬
‫‪iv‬‬
‫النبي صلى عليه وسلم وأصحابه الرامدون‪ ،‬مالكي املذهبى‪.‬‬
‫تلقل الحجوي أولى دروس العلم في البجت‪ ،‬فوالده كان أول من ألقنل علينه دروس فني العقيندة السنقية السنلفية طبقنا للقنرلن‬
‫الكننريم‪ ،‬وزوده بمنننهج التعامننل مننع مختلننف العلننول والقضننايا‪ .‬وملننا بلننغ الحجننوي السنننة السننا عة مننن عمننره أدخلننه أبننوه إلننى‬
‫مكتب خصوص ي مع إخوته وأبناء الحي‪ ،‬حف القنرلن الكنريم وأتقنن الكتابنة والقنراءة والتجويند والرسنم والحسناب وبعن‬
‫مبننادل النندين وبع ن متننون العقامنند والنحننو‪ ،‬وقنند تتلمننذ علننى ينند علمنناء كبننار‪ ،v‬كمننا اسننتفاد مننن مختلننف فئننات املجتمننع‪،‬‬
‫خاصة التجار منهم‪.‬‬
‫منغل الحجنوي مننذ منبابه وظنامف ومناصنب رسنمية سنامية فني املخنزن‪ ،‬كمنا منارس أنشنطة مهنينة أخنرى إلنى جاننب وظامفننه‬
‫املخزنيننة كالتنندراس والتجننارة‪ .‬ففنني ترجمتننه لنفسننه مبجنننا املناصننب التنني تقلنندها واملهننال التنني قننال اهننا لداء وإصننالحا‪ ،‬اجتهننادا‬
‫وتجديدا‪ ،‬يقول أنه كان ىأمين ديوانة وجدة ثم مفتش الججش الذي كان مرابطا هنان لصيانة وجدة من هجول بوحمارة ‪...‬‬
‫وقنند كافنناني املخننزن علننى هننذه األعمننال بظرقيتنني إلننى وظيننف أعلننى‪ ،‬زيننادة علننى مننا قبلننه‪ ،‬وهننو نامنب امللننك فنني الحنندود‪ ،‬وفنني فصننل‬
‫دعاوى اإليالتين الجزامر واملغرب‪ ...‬سميت نامب الصدارة العظ ى في وزارة املعارف والعلول‪ ،‬أول ما أحدث هذا الوظيف في‬
‫‪vi‬‬
‫املغرب أيال السلطان املولى عيد الحفي ابن الحسن‪ ،‬فقبلته رجاء نفع عالى‪.‬‬

‫‪ .2.1‬األسس املرجعية املؤطرة للفكر اإلصالالحي عنالد الحجالوي الثعالالبي‪ :‬إن الحجنوي فني رؤاه اإلصنالحية والتحدييينة كنان‬
‫منطلقا من أسس مكلت مرجعية في فكره اإلصالحي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬املرجعية الديقية قرلنا وسنة‪ ،‬واطالعه الواسع على الفقه اإلسالمي منذ القرن األول الهجري إلى القرن الذي وجد‬
‫فيه‪ .‬هذا يظهر بجالء من خالل كتابه ىالفكر الساميى الذي بين مدى سعة علم الرجل باملجال الديني‪ ،‬وخصوصا الفقهي‬
‫عبر العصور‪ ،‬إضافة إلى تربجته التقليدية التي نشأ عليها والتي تتميز بالتسامح والثقة بالنفس‪ ،‬واإليمان بالعمل النافع‪.‬‬
‫ثانيالالا‪ :‬تربجتننه التقليديننة املحافظننة التنني ترباهننا فنني بجننت أبيننه وأمننه ومننع جدتننه التنني قننال فنني تربيتهننا وتوجيههننا لننه‪ :‬ىربجننت فنني جننر‬
‫سيدي الوالد والوالدة الصالحة القانتة وكان لهمنا االعتنناء التنال بظربيتني وتهنذيب وإصنالح منؤوني إذ كننت أول مولنود لهمنا‪،‬‬
‫واستعانت األل في ذلك بجديي من قبل الوالد‪ ...‬هنذه السنيدة الجليلنة القندر كاننت علنى جاننب منن التبتنل والعبنادة‪ ،‬صنوامة‬
‫قوامة محافظة على أوقات الصالة‪ ،‬حافظة للسانها وجوارحها عن الخروج عن عبادة يعنالى مكبنة علنى طاعتنه‪ ...‬فكاننت‬
‫أفعالهننا وأخالقهننا كلهننا دروسننا عمليننة تهذيبيننة يقتفننع اهننا مننن نفعننه مننن العاملننة كلهننا أتلقاهننا عنهننا والفكننر فننارغ مننن غيرهننا‬
‫فكانننت كنننقش فنني جننر فنني القيننال بنناكرا وإسننباغ الوضننوء للصننالة والنظافننة وحفن الثينناب واالعتننناء بكتنناب واملحافظننة‬
‫على أوقات املكتب وحب املساكين ورحمة الضعيف والتعليم فهي التني غرسنت فني قلبني عشنق العلنم والهينال بحفن القنرلن‬
‫العظننيم‪ ...‬فمنرلة أخالقهننا وأعمالهننا ف ني الحقيقننة أول مدرسننة ثقفننت عننواطفي ونفثننت فنني أفكنناري روح النندين والفضننيلة‪ ،‬فلننم‬
‫أمنعر إال و أنننا عامننق مغننرل بالجند والقشنناغ تننارن لسفاسننف الصنبيان متعننود علننى حفن الوقنت أن ال يننذهب إال فنني ذلننك‪،‬‬
‫مننيق إلننى كننل يعلننم وتهننذيب‪ ،‬ال أجنند لننذلك وال نصننبا‪ ،‬بننل نشنناطا وداعيننا‪...‬ى‪ vii.‬يظهننر مننن مقالننة الحجننوي فنني حننق جدتننه أنهننا‬
‫ساهمت بدور كبير في تكوينه األخالقي والعل ي املعرفي حتى إنه ليمكن عدها مصدرا من مصادره املعرفية‪.‬‬
‫ثالثالالا‪ :‬تقلبننه فنني مجموعننة مننن الوظننامف املخزنيننة‪ ،‬وتجربتننه الطويلننة فنني مينندان السياسننة والتجننارة والعمننل التننأليفي‪ ،‬حيننث‬
‫ساهم تقلب الرجل في وظامف حساسة في الدولة في تكوين وبناء فكره اإلصالحي‪ ،‬ألنه يعرف من الداخل على جهاز املخنزن‬
‫وسننلطة الحمايننة‪ ،‬واسننتطاع مالمسننة مكننامن الضننعف والقننوة فنني الجهننازين‪ viii.‬وبعنند اسننتعفامه مننن وظامفننه تفننرغ للتننأليف‬
‫ونش ننر العل ننم بف نناس والعم ننل بالتج ننارة‪ ix.‬ك ننان لعمل ننه بالتج ننارة فام نندة عظيم ننة‪ ،‬حي ننث اعتب ننر العم ننل اه ننا مص نندرا م ننن مص ننادره‬
‫املعرفية شؤون التجارة والتعرف على أحوال الناس والبلدان واالستفادة من تجاراهم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬معرفته بالتجارب األوربية‪ ،‬يمكن القول في هذا الباب أن الحجوي ومع تخرجه من املدرسة اإلسالمية التقليدية‪.‬‬
‫فقد كان يرى بأن التحديث في الدولة في كل مجاالتها ال يتنافى مع النموذج اإلسالمي‪ ،‬ألن اإلصالحات الحداثية التي دعا‬
‫إليها هي من قبيل املشظرن اإلنساني في عمومها‪ ،‬ثم إن الواقع كان يحتاج إلى ذلك‪ ،‬خاصة وأنه كان يعرف بأن إنتاج املغرب‬
‫عاجز أمال نمو االستهالن‪ ،‬وما ترتب عن ذلك من ديون أوقعته في براثين االستعمار‪ ،‬وأنه للقدرة على مواجهة التحديات‬
‫البد من اإلصالح‪ ،‬وذلك باعتماد إصالحات ترقى إلى مستوى تلك التحديات التي يفرضها اآلخر القوي الشوكة بأساليبه‬
‫ومخظرعاته الحديثة وتجارته القوية التي كانت من أسباب قوته تلك‪.‬‬
‫هذا التنوع في مصادره املعرفية دفعه إلنى الكتابنة والتنأليف فني وقنت مبكنر‪ ،‬أي مننذ سننة ‪1898‬ل حتنى بلغنت مؤلفاتنه حنوالي‬
‫مامة وعشرة مؤلف بين صغير وكبير‪ ،‬مملت مختلنف الجواننب العلمينة واملعرفينة‪ .‬إذ منن هنذه املؤلفنات منا كنان ‪-‬كمنا قنال‪-‬‬
‫ىمسننامرة أو محاضننرة ألقيهننا فنني موضننوع عل نني أو اجتمنناعي‪ ،‬أخالقنني أو اقتصننادي أو نحننو ذلننك‪ ،‬فيقننع موقننع االستحسننان‪،‬‬
‫فيصن ننير تأليفن نناى‪ x.‬وقن نند كتن ننب ف ن نني الفقن ننه والحن ننديث والسن ننيرة والتوحين نند والتص ن ننوف‪ ،‬وفن نني األدب واللغن ننة والتن نناريخ وال ن ننرحالت‬
‫واالقتصنناد والطننب واملوسننيقل وغيرهننا‪ xi.‬ركننز الحجننوي فنني هننذه املؤلفننات علننى معالجننة مختلننف القضننايا التنني يعرقننل تطننور‬
‫البالد وتقدمها‪ ،‬وكان حريصا كل الحرص على االنفتناح علنى مختلنف القضنايا املعاصنرة‪ ،‬لنم ينرف املسنتجدات‪ ،‬بنل حناول‬
‫فهمها واستيعااها ومعالجتها وفق ما يحف الهوية املغربية العربية واإلسالمية‪.‬‬
‫يتميننز منننهج الحجننوي فنني التننأليف ىبالدقننة والتمحننيع فنني الخطننأ والنننحيح‪ ،‬وعننند تناولننه ملوضننوع معننين‪ ،‬يبنندأ بننالتعريف‬
‫باملصطلح‪ ،‬ويقدل نبذة عن تاريخية الكلمة‪ ،‬ويذكر أحيانا من سبقه إلى املوضوع‪ ،‬ويورد مصادر أفكاره واعلق عليهنا أحياننا‬
‫ويب نندي فيه ننا رأي ننه‪ ،‬وين ننحح عض ننها‪.‬ى‪ xii‬وق نند ك ننان ل ننذلك دور كبي ننر ف نني تكوين ننه العل نني واملعرف نني حي ننث ح نناول م ننن خ ننالل ه ننذه‬
‫املؤلفات بلورة مشروعه اإلصالحي‪ ،‬وإبراز لرامه في مختلف القضايا واألحداث التي عرفها مغرب هذه الفظرة‪.‬‬

‫‪ .2‬مداخل الفكراإلصالحي عند الحجوي الثعالبي‬


‫‪ .1.2‬املدخل التربوي التعليمي‪ :‬كانت قضية التعليم من القضايا التي مغلت هذا املفكر املصلح‪ ،‬حيث يمكن اعتبارها‬
‫من الركامز األساسية التي قال عليها مشروعه اإلصالحي‪ ،‬فالتعليم في تقديره هو أساس رقي الشعوب والدول‪ ،‬وما تقدمت‬
‫البلدان األوربية‪ ،‬التي َال َم َ‬
‫س تقدمها في سفرياته املتكررة لها‪ ،‬إال بالتعليم والنظال‪ .‬هاتان الركيزتان اعتبرهما الحجوي هما‬
‫أساس التقدل والرقي والتحضر‪ .‬ولذلك ظل سؤال إصالح التعليم هو السؤال الذي أرق فكر الرجل‪.‬‬
‫اهتم الحجوي كما اهتم غيره من رجال اإلصالح بإظهار سلبيات واقع التعليم في املغرب وتجلياته التي جعلها سببا من‬
‫األسباب في دونية البالد وانحطاطها وتراجعها مقارنة مع غيرها من بلدان العالم‪ ،‬يقول‪ :‬ىأما نحن فلجس هنا ما يطلق عليه‬
‫إدارة املعارف‪ ،‬وال لهذا االسم مس ى عندنا وال اسم مدرسة وال معارفى‪ xiii.‬ولذلك وملا أسست وزارة املعارف والعلول وكان‬
‫أول من عين على رأسها سنة ‪1330‬ه‪1912/‬ل اهتم بأمر جامع القرويين‪ ،‬وفي ذلك يقول‪ :‬ىفكان أمر القرويين أول ما همني‬
‫‪xiv‬‬
‫قلبا وقالبا‪ ،‬ألنها أمي وظئري ومن ثديها العذب ارتضعت‪ ،‬واها أميطت عني التماممى‪.‬‬
‫كانت خطته اإلصالحية تهدف إلى إصالح أنماغ التدراس‪ ،‬وتنظيم الدروس‪ ،‬ورفع فعالية املدرسين والطلبة‪ ،‬واختيار‬
‫الكتب املهمة واملفيدة دون االقتصار على املختصرات‪ ،‬بل دعا إلى ضرورة إحياء العلول العربية واإلسالمية مع االهتمال‬
‫بالعلول العصرية ومسألة النظال والتنظيم في التعليم‪ .‬لكن مشروع الحجوي هذا ورغم متانته وقوته لم يطبق منه ما كان‬
‫يصبو إليه ألسباب داخلية وأخرى خارجية‪ ،‬فالداخلية منها أن العلماء املحافظين ودعاة التقليد ىكانوا يعارضون مبدأ‬
‫التجديد بالرجوع إلى األصول والظركيز على الفروع واإلبقاء على التقليدى‪ xv.‬كما رفضوا هذا املشروع بدعوى أنه سيحد من‬
‫استقاللية الجامع بإخضاعه لسلطة املوظفين املخزنيين الذين سيمارسون سلطتهم على الجامع‪ ،‬وبالتالي إخضاع العلماء‬
‫لضوابط التقنين التي جاء اها املشروع‪ ،‬مبررين موقفهم أن هذا التجديد يتنافى مع ما يعارفت عليه األجيال التي يعاقبت‬
‫على القرويين‪ .‬ومهما تكن املبررات فإن القضية كانت قضية صراع بين دعاة التقليد ودعاة النهضة والتجديد‪ ،‬هذا‬
‫الصراع الذي لم يعرقل إصالح القرويين وحسب‪ ،‬بل وقف في وجه كل دعوة إصالحية تجديدية نهضوية‪ ،‬ألنها في‬
‫اعتقادهم ستنزع من بين أيديهم ما كانوا يتمتعون به من صالحيات‪ ،‬ولذلك كانوا يفضلون بقاء الحال على ما كان‪.‬‬
‫لم يكن مشكل املحافظين على القديم وحده الذي وقف في وجه هذا الورغ اإلصالحي‪ ،‬بل كان للعامل الخارجي دوره‬
‫كذلك‪ ،‬فاملستعمر أيضا عمل على توقيف هذه املحاولة اإلصالحية بذراعة ال جز املالي وعدل مالممة الظروف‪ ،‬ألن‬
‫اإلصالح من الداخل كان ال يتوافق ومنظوره االستعماري‪ ،‬األمر الذي تأسف عليه الحجوي ألنه كان على وعي بأن إصالح‬
‫القرويين من مأنه أن يرفع مستوى التعليم في املغرب‪ .‬يقول الحجوي‪ :‬ىأقول ومن غير تمدح أو تبجح‪ :‬إن ذلك النظال لو‬
‫خرج من حيز الخيال إلى حيز األعمال‪ ،‬لكان محييا للقرويين مجددا لهيأتها التدراسية تجديدا صحيحا متجنا‪ ،‬ولكن مع‬
‫األسف املكدر تداخل في القضية ذووا األغرات الشخصية‪ ،‬فبجنما نحن نبني ونصلح ونرمم بفاس‪ ،‬وقد مرعوا في الهدل‬
‫والتخريب في الرباغ غير فاس‪ ،‬وما كدنا نختم القانون املشار إليه حتى صدر أمر مريف برجوعنا‪ ،‬ولم يبق من مشروعنا‬
‫ُ َ‬
‫ض ِعف أضعافا وهكذا يفعل التحاسب وحب األثرة بين نبالء املغاربة الذين أمربوا في قلواهم حب‬ ‫إال أن راتب املدرسين‬
‫‪xvi‬‬
‫إيثار األغرات الشخصية على املصالح العمومية بل والديقيةى‪.‬‬
‫هذا وقد زاد إلحاح الرجل على ضرورة إصالح التعليم عد زيارته ألوروبا سنة ‪1919‬ل وما ماهده من املنجزات بباراس‪،‬‬
‫يقول‪ :‬ىولقد أعانهم على هذا وذان اقتدار رجالهم العظماء وسعة معارفهم مع علو همتهم‪ ،‬وكمال النظال في األعمال‬
‫واألحكال‪ ،‬وما فطر عليه أهلها عموما من الشغف بالنظال في كل ش يء‪ ،‬وإتقان كل عمل يأتونه‪ ،‬وعلو الهمة في الظرفه وحب‬
‫الجمال والتظاهر بالكمال‪ ،‬والهيال بالعلول واملعارف‪ ،‬وأساس ذلك كله هو العلم‪ ،‬فالتعلم عندهم إجباري على الرجال‬
‫والقساء‪ ،‬فكل صبي بلغ سن التعلم ال بد أن يدخل املدرسة ويتعلم التعليم االبتدائي‪ :‬القراءة والكتابة‪ ،‬ومبادل الحساب‬
‫والتاريخ والجغرافيا‪ ،‬واألدب‪ .‬ثم من كان غنيا وأراد التعليم الثانوي تقدل إليه‪ ،‬ومن كان فقيرا أو لجس له داعية للعلم فال‬
‫بد أن يعرف صناعة من الصناعات‪ ،‬ولذلك نرى قدرا من العلم امظرن فيه الذكر واألنثى‪ ،‬والغني والفقير‪ ،‬بذلك القدر‬
‫ارتقل مجموع األمة من الحضي الذي وقع فيه مجموع األمم الغير متمدنة التي ال يعرف غالب أفرادها كتابة وال أدبا وال‬
‫‪xvii‬‬
‫حسابا‪ ...‬كأهل املغرب األقص ى مثال‪..‬ى‪.‬‬
‫إنهما عنصران متداخالن؛ الرحلة األوربية التي جعلته يقف عن قرب على تجليات التقدل والرقي القامم على العلم‬
‫واملعرفة‪ ،‬ثم نظال الحماية باملغرب‪ ،‬هذه العناصر أثرت في رؤية املراجعة املعرفية عند الحجوي‪ ،‬ورؤية النقد الذايي‬
‫القاممة على الوعي الحقيقي بالتأخر من جهة‪ ،‬والوعي بضرورة التجاوز من جهة ثانية‪ ،‬والتي دفعته إلى التفكير في‬
‫التنحيح‪ ،‬تنحيح ذلك الواقع بإرادة املعرفة الجديدة‪ ،‬املعرفة العصرية‪ ،‬القاممة على املعرفة باآلخر‪ .‬ولذلك نجده في‬
‫غير ما مناسبة يدعو إلى ضرورة التعرف على هذا اآلخر‪ ،‬حيث كان يدعو العلماء الذين عليهم املعول في تمدين البالد‬
‫ُ‬
‫والدفع اها ق ُدما نحو التنوير إلى االطالع واإلفادة من إنجازات أوربا الحضارية‪ ،‬حتى ىنكتسب ثقافة دنيوية نخرج اها من‬
‫‪xviii‬‬
‫العزلة‪ ،‬تلك العزلة التي كنا اها منزوين في ركن الخمول عن العالم وندخل سببها في ميدان الحياة الراقيةى‪.‬‬
‫لم يعد ثمة مجال لالنغالق الذي تأخر باملغاربة قرونا من الزمن عن منجزات الحضارة الغربية إذا ما قجس ذلك بمنطق‬
‫اإلنجازات ال بمنطق الزمن ن وقد أعطل األمثلة تلو األخرى على هذه اإلنجازات التي حققتها أوروبا‪ ،‬باحثا بذلك عن أسباب‬
‫ُ ُ‬
‫النظم التي صيرت املركب الصغير في البحر إماما كبيرا‪ ،‬والكبير مأموما ملا عند ذلك الصغير من زيادة العلم‪ ،‬فعلمنا يقول‬
‫الحجوي‪ :‬ىأن الرياسة لجست بكبر سن وال عظمة جثة‪ ،‬وإنما يستحقها من له مزيد علم ومعرفة بأسرار الدنياى‪ xix.‬وفي‬
‫تمجيده للعلم وما يصنعه باإلنسان‪ ،‬كان يرى بأن العلم يقلبه اإلنسان ويحوله حتى يصبح ىالبدوي الجافي يتدفق أدبا‬
‫‪xx‬‬
‫ونبال حتى يصير قاضيا وموثقا ومفتيا‪ ...‬ومهندسا وطبجبا‪ ...‬ومسيرا معمل وهؤالء الذين حازوا غنى األرتى‪.‬‬
‫إن العلم في رأي الحجوي ال يحول اإلنسان فقط‪ ،‬بل كذلك األمياء‪ ،‬إنه في نظره يحول البر بحرا‪ ،‬والظراب تبرا‪ ،‬وأثاره‬
‫ومخظرعاته هي التي دفعت العلماء للغوص في السماء والتحليق في الهواء والدوران حول األرت في بضعة عشر يوما‪.‬‬
‫واشظرغ الحجوي إلدران هذا كله تحصيل العلول الرياضية والطبيعية‪ xxi.‬وللحصول على هذه العلول التي رفعت من مأن‬
‫أصحااها‪ ،‬دعا إلى ضرورة يعلم اللغات وعلى رأسها اللغة الفرنسية‪ .‬يقول‪ :‬ىمهما عرفت اللغة الفرنسية إال وتوصلت إلى‬
‫قضاء أغراضك بأيسر وسيلةى‪ xxii.‬كما ألح على ضرورة االعتناء بالظرجمة‪ xxiii‬لفامدتها في التواصل وتمتين العالقات مع‬
‫الدول األجنبية‪ ،‬وكذا نقل العلول واملعارف‪.‬‬
‫لم يفت الحجوي وهو يدعو إلى ضرورة إصالح التعليم أن يربط األسباب باملسببات‪ ،‬يبدو ذلك وبجالء في ربطه بين العلم‬
‫والقوة والتقدل في أوروبا‪ ،‬وبين ظهور املصامب والنكبات في األمة سبب الجهل‪ ،‬مبجنا أن العلم هو السبب وراء تقوي أمة‬
‫على أخرى‪ ،‬ألن الزيادة في العلم تزيد في القوة والغلبة‪ ،‬والتقدل والرقي حليف أهل العلم واملعرفة‪ ،‬وبذلك ربط ىتقدل‬
‫‪xxiv‬‬
‫األمم بقدر اعتنائها بالعلم العرفانى‪.‬‬
‫كما ربط بين تقدل العلم في األمم املتقدمة وبين ما ينفق من أموال على املدارس ومراء الكتب‪ .‬فقد ماهد كل ذلك‬
‫والمسه عن قرب من خالل رحالته وسفرياته إلى بالد أوربا‪ ،‬حيث وجد أن ىكل مدينة ترى فيها املدارس مشيدة ونوادي‬
‫العلم عامرة وقد نظمت لذلك جمعيات ‪ ...‬زيادة على الحكومات التي جعلت للمعارف وزارات‪ ،‬فهم ال يتكلون على الحكومة‬
‫في كل ش يء مثلناى‪ xxv.‬بجنما ربط تفش ي السحر والشعوذة التي سودت سمعة املغاربة وفي تونس ومصر بانتشار الجهل‬
‫واألمية‪ ،‬ألن حكامها ومسؤوليها ىقصروا فكرهم على اقتناء الغانيات املغنيات‪ ،‬ويشجيد القصور‪ ،‬وبذلك ينقطع ذكرهم‬
‫‪xxvi‬‬
‫بدخول القبورى‪.‬‬
‫إن العلم واملعرفة في نظر الرجل هما أساس كل ش يء‪ ،‬اهما يوجد كل ش يء وبدونهما ال يوجد أي ش يء‪ ،‬ولذلك اعتبر العلول‬
‫واملعارف ىأولى وأحق من الكل‪ ،‬واها يوجد الكلى‪ xxvii.‬ولذلك طالب الحجوي بضرورة يعميم التعليم وإجباريته حتى يعم‬
‫الفامدة كل فئات املجتمع‪ ،‬وأال يظل التعليم حكرا على فئة دون أخرى أو منطقة دون منطقة‪ ،‬ألنه ال يرى مكانة للمغرب‬
‫في مصاف الدول املتقدمة إال بتعميم القراءة والكتابة بين الحواضر والبوادي‪ ،‬حتى يصير جل أفرادها رجاال ونساء‬
‫يقرؤون ويكتبون ويحسبون‪ .‬وبذلك يستوي الناس في إدران مالهم وما عليهم‪ ،‬ويتساوى السوقي والعالم‪ ،‬والوزير والصانع‬
‫في معرفة النافع والضار للهيئة االجتماعية‪ xxviii.‬وهو في دعوته هذه يريد اقتباس طريقة الفرنسيين في االهتمال بالتعليم‬
‫وما يعطيه من نتامج طيبة يعود على مجتمعهم بالتقدل والرقي في مدارج التحضر‪ ،‬يقول‪ :‬ىفالتعليم عندهم إجباري على‬
‫الرجال والقساء؛ فكل صبي بلغ سن التعلم البد له أن يدخل املدرسة ويتعلم التعليم االبتدائي‪ ،‬ثم من كان غنيا وأراد‬
‫التعليم الثانوي تقدل إليه‪ ،‬ومن كان فقيرا أو لجس عنده داعية للعلم‪ ،‬فال بد أن يعرف صناعة من الصناعات‪ .‬وهكذا‬
‫ترى قدرا من العلم امظرن فيه الذكر واألنثى والغني والفقير‪ ،‬بذلك القدر ارتقل مجموع األمة من الحضي الذي وقع‬
‫‪xxix‬‬
‫فيه مجموع األمم الغير املتمدنة كاملغرب األقص ى مثالى‪.‬‬
‫كما دعا الحجوي إلى ضرورة وضع كتب لدراسة تاريخ إفريقيا الشمالية‪ ،‬وعاب على أصحااها تدراس تاريخها عن كتب‬
‫الغير‪ ،‬وأنه ال يمكن أن يتم النظال في القرويين والزيتونة إال بكتب الدراسة املوافقة لروح العصر‪ ،‬وبذلك تقتعش اللغة‬
‫‪xxx‬‬
‫واألدب وتدب في العلول حياة قوية‪ ،‬ويرقى املعهدان إلى املستوى املطلوب‪.‬‬
‫ظل الحجوي وفيا ملطالبه بتأليف الكتب الدراسية املالممة للمنهج التحديثي العل ي في مشروعه الذي لم يكتب له أن يرى‬
‫النور؛ مشروع إصالح القرويين ويتعلق األمر بالقسم السا ع من الضابط األساس ي إلقرار النظال التعلي ي بالقرويين‬
‫املشتمل على خمس مواد في املجازات على تأليف الكتب والسيما الدراسية‪.‬‬
‫اهتم الحجوي أيضا بالعلول العقلية التقنية التطبيقية الدقيقة‪ ،‬مبجنا أنها من صميم اختصاص السلف والتي لم‬
‫يحاف عليها الخلف‪ ،‬فأخذها األوربيون وتفننوا فيها إلى درجة أنهم استخدموا الجمادات لغاية ترويج بضائعهم‬
‫ومصنوعاتهم واإلعالن عليها‪ xxxi.‬وقف الحجوي في سفرياته على ما قدمته هذه العلول ألوروبا من تفوق ورقي‪ ،‬ولذلك دعا‬
‫إلى محاكاتهم في تدراسها والعناية اها عن طريق نشر املدارس التقنية في جميع أنحاء املغرب‪ ،‬وربط التكوين النظري‬
‫بالتطبيق‪ ،‬كما بين دور املدارس التجارية في التطور والتقدل السياس ي والثقافي والحضاري‪ ،‬يقول‪ :‬ىالريب أن انتشار‬
‫‪xxxii‬‬
‫العرفان في األمة حتى ينال حظه منها التاجر والصانع وغيرهما عنوان ذكاء األمة ورقي فكرها وحسن مجتمعهاى‪.‬‬
‫ربط الحجوي تقدل أو تأخر البالد بمدى حضور أو غياب علم التجارة اها‪ ،‬ولذلك اجتهد وأفتى بأن إنشاء املدارس‬
‫الصناعية الحرفية والتجارية يعد فرت كفاية على األمة‪ ،xxxiii‬با ِنيا فتواه على املصلحة العامدة على األمة من تقديم األوالد‬
‫لعلم التجارة‪ .‬يقول ‪:‬ىإني ال أرى للتجارة الفاسية‪ ،‬بل املغربية‪ ،‬نجاحا مع الجهل بفنون التجارة واإلعرات عنها‪ ...‬وهيهات‬
‫هيهات أن يبقل ألهل فاس أو أهل املغرب ما كان لهم من مجد الثروة‪ ،‬مع الجهل بأسباب حفظها وارتقائها‪ ،‬مع ما يعودوه‬
‫‪xxxiv‬‬
‫من قلة االقتصاد واتباع العوامد الفاسدة والزوامد الباردةى‪.‬‬
‫إن الحرص على االستقالل في نظر الحجوي يستدعي بالضرورة الحرص على تكوين األطر‪ ،‬وإيجاد العقل الحذر املتحلي‬
‫بالعلول واملعارف الوقتية‪ .‬وهو مشروع مستقبلي يتطلب االستعداد والقوة النظرية والواقعية‪ ،‬كما يتطلب إدخال املعارف‬
‫والفنون العصرية من كل أنواع الصناعات الحديثة والفالحة والتجارة‪ ...‬وإقامة كل ذلك على العلم واملعرفة العصرية‬
‫املتقدمة‪ ،‬وذلك يستدعي في نظر الحجوي ضرورة االنفتاح واالنتفاع من ىفنون املعرفة العصريةى التي هي أساس تحديث‬
‫النظال التعلي ي الذي عليه قيال تطور الحياة في كل مجاالتها‪ .‬وذلك ممكن إذا ما قامت اإلرادة الفاعلة بدورها في تنوير‬
‫عقول الرعية عن طريق فتح املدارس وتحديث املناهج‪ ،‬ويعليم العلول الديقية والوقتية على حد سواء‪ ،‬وتلك هي أفضل‬
‫وسيلة إلخراج االستعمار‪ ،‬يقول‪ :‬ىإن االستقالل البد له من رجال قد يمكن إيجادهم عد عشر سنين‪ ،‬عد إصالح التعليم‬
‫‪xxxv‬‬
‫إصالحا جدياى‪.‬‬
‫كان الحجوي يرول من وراء دعوته إلصالح التعليم بناء أسس نهضة علمية تكون هي أساس النهضة في سامر امليادين‬
‫األخرى‪ ،‬ألن العلم هو أساس الرقي‪ ،‬والجهل أساس الشقاء والتعاسة واالنحطاغ‪ .‬لقد كان الرجل مقتنعا أن أساس تقدل‬
‫الدول األوربية هو العلم واملعرفة والنظال‪ ،‬وهو الثالثي املفقود في بالد املغرب‪ ،‬ولذلك نجده مقتنعا بضرورة االقتداء‬
‫باألوربيين ومحاكاتهم في إصالح التعليم وتلمس أسباب النهضة‪ ،‬وفي ذلك يقول‪ :‬ىفإن ماءت األمة النهوت فلتبدأ بإصالح‬
‫‪xxxvi‬‬
‫التعليمى‪.‬‬
‫لكن يبقل الفشل حليف مشروعه اإلصالحي في هذا الباب رغم جديته ومتانته وحاجة البالد إليه في لحظته وفي القادل‬
‫من األيال‪ ،‬ألن الرجل كان يمتاز بقوة التخطيط االسظراتيجي املستقبلي‪ .‬يقول حسن أحمد الحجوي‪ :‬ىإن محاورة الرجل‬
‫للواقع املعاغ املتجلي في الخط التقليدي السكوني‪ ،‬واإلصرار على فلسفة الرف لكل ما يحمل يغييرا أو يأيي بجديد‪،‬‬
‫ومجااهته لهذا الواقع العسير لم تكن لتتجسد وحسب في مدة املعاناة‪ ،‬بل وأيضا في مرارة اإلخفاق في تبني مشاراعه‬
‫اإلصالحية من لدن محاوريه سواء من القيادة أو من القاممين على مؤون املجتمع‪ ،‬ناهيك في هذا املقال عن إجهات‬
‫مشروع املجلس التحسيني لنظال التعليم بالقرويين وعن إخفاق مشروع التخلي عن نهج املختصرات الفقهية والحواش ي‪،‬‬
‫وعن مشروع تجديد الكتاب الدراس ي بالقرويين‪ ،‬ناهيك أيضا عن املعارضة الشديدة التي قامت ضد الدعوة إلى يعليم‬
‫البنات‪ ،‬باعتبار هذه الدعوة مدعاة إلى تحرير املرأة أخالقا وتفوقا على الرجلى‪ .‬وبالجملة فالفكر العقيم السامد املتمركز‬
‫‪xxxvii‬‬
‫على األنماغ املتجاوزة لم يكن لجستسيغ معالم الفكر التحرري الذي برزت في خطابات وكتابات الفقيه الحجوي‪.‬ى‬

‫‪ .2.2‬الفكر االجتماعي عند الحجوي الثعالبي‪ :‬كان الكفاح من أجل التغيير واإلصالح يدفع إلى الشعور بأن هنان خلال‬
‫داخليا ذاتيا أصاب املجتمع حتى يغرب عن دينه‪ ،‬ولذلك فإن اإلصالح االجتماعي املفظرت سيقول على منطق إسالمي‬
‫ذايي‪ .‬ومن ثم كان على الحجوي الثعالبي أن يدفع باملجتمع إلى التخلع من تلك العلل‪ ،‬والتي على رأسها ضرورة تجاوز‬
‫الضعف واالنحطاغ الذي يعاني منه املجتمع املغربي بالثورة على الفكر الجامد املتحجر‪ ،‬والعمل بمبادل اإلسالل‪،‬‬
‫والعمل على ترسيخ مبدأ الحرية في القلوب واألذهان‪ .‬ولكن في نفس الوقت فإن االنبهار بالحرية وبالقانون الوضعي في‬
‫الدول الغربية دعا الحجوي إلى التمسك أكثر بالشراعة اإلسالمية في صفائها وطهرها‪ ،‬باعتبارها محققة للعدل واملساواة‬
‫والحرية‪ ،‬فكانت مواقفه مرتكزة أساسا على وجوب التغلب على مظاهر االنحطاغ بتغيير واقع مجتمعه الذي يكرس‬
‫الحجر على الفكر‪ ،‬واالستبداد بالسلطة‪ ،‬وترسيخ الجهل واملعتقدات الفاسدة‪.‬‬
‫إن من األهداف الرمجسية التي اهتم اها الفكر اإلصالحي االجتماعي عند الحجوي‪ ،‬وحاول العمل على تحقيقها النظر في‬
‫أحوال املرأة؛ واقعها وأسباب تخلفها وقهرها‪ ،‬ورأي اإلسالل في يعليمها‪ ،‬وفي تحريرها‪ ،‬وفي الحفاظ على كرامتها‪ ،‬بل في كونه‬
‫الدين السماوي الذي كرل املرأة وحف لها حقوقها‪ ،‬وبوأها مكانة عظيمة‪.‬‬
‫كان الحجوي من املفكرين القالمل الذين اهتموا شؤون املرأة اهتماما عظيما في خطابه اإلصالحي‪ ،‬حيث دافع عنها في‬
‫وجه سلوكات االنحطاغ‪ ،‬محاوال تأصيل دعوته التجديدية انطالقا من أسس التشراع اإلسالمي‪ ،‬ومجتهدا في مواطن عدة‬
‫للرفع من مأن املرأة كما رفع من مأنها الدين اإلسالمي‪ .‬وهو بذلك قد حاول تصويب صورة الحاضر على مثال األصل‪ ،‬بل‬
‫ومحاولة تصويب ما اعوج في املجتمع املغربي في ممارسته ألمور الدين والدنيا وعلى رأس ذلك املمارسات التي كانت ضد‬
‫املرأة‪ ،‬والعودة بمكانتها التي جاء اها اإلسالل‪ .‬بمعنى أنه كان يطمح إلى تحقيق مطابقة بين إسالل معجش تاريخي‪ ،‬وإسالل‬
‫مرجعي هو أصل العبادات واملعامالت‪ ،‬وإحياء الوضعية التي كانت عليها املرأة في القرون األولى الخيرة‪ ،‬أي إحياء النموذج‬
‫األصل كما قدمته وضعية املرأة في حقبة الدعوة والخالفة الرامدة؛ أوال ملكانتها كإنسانة مكرمة من لدن حكيم خبير‪ ،‬ثم‬
‫لج َّد ِته خاصة من دور في تربجته تربية بلغت به مبلغ الرجال‪ ،‬حتى‬‫ملا لها من دور في األسرة واملجتمع واألمة عامة‪ ،‬وملا كان َ‬
‫قال في مأنها ىإن تأثير هذه الظربية األولى على حيايي هي التي أوضحت لي أن تربية األمهات لها دخل كبير في تهيئة الرجال‬
‫‪xxxviii‬‬
‫النافعين‪ ،‬وإعداد األمم للنهوتى‪.‬‬
‫اقتنع الحجوي بأن املرأة املتعلمة الواعية لها دور بالغ األهمية في صناعة الرجال‪ ،‬وإعدادهم اإلعداد الذي يقودهم إلى‬
‫تحمل املسؤوليات الجسال‪ .‬ولذلك اجتهد اجتهادا مقاصديا في قضية االهتمال باملرأة وإعدادها لتكون أما صالحة‬
‫مصلحة‪ .‬يقول الحجوي في املقاصد والغايات التي ألجلها وجب يعليم املرأة‪ :‬ىأرى وجوب يعليمهن وتهذيبهن‪ ،‬يعليما يليق‬
‫بديقنا ويزين مستقبل أوالدنا ويصيرهن عضوا نافعا في هيئتنا االجتماعية‪ :‬فال غنى لنا عن إعانتهن في تربية رجال‬
‫املستقبل‪ ،‬الذين عليهم مدار حياة البالد‪ ،‬ويعليمهن في الظربية وفي نظال البجت وقواعد النحة والدين وحف القرلن‪ ،‬أو‬
‫عضه‪ ،‬والحساب والجغرافيا والعربية واألدب الحقيقي ال الخيالي‪ ،‬ونحو ذلك مما يعينهن على مهمتهن ويض يء لهن‬
‫َّ‬
‫الطريقى‪ xxxix.‬علل الحجوي طرحه الجريء بأسباب ذاتية وأخرى موضوعية‪ ،‬فهل سيقبل رجال عصره بهذا الطرح؟‬
‫إن هذه الجرأة تجلت بوضوح في طرح قضية يعليم الفتاة‪ ،‬واالهتمال باملرأة شكل عال من فقيه سلفي في هذه املرحلة‬
‫بالذات سيجر عليه مشاكل مع املحافظين‪ ،‬ولعل أول محاضرة‪ xl‬ألقاها الحجوي بخصوص هذا الشأن لتثبت صحة هذا‬
‫ُ‬
‫األمر ىيعليم الفتاة ومشاركتها في الحياةى‪ .‬هذه املحاضرة سظرف غاياتها ومقاصدها من طرف الحاضرين‪ ،‬وعلى رأسهم‬
‫الصدر األعظم (الوزير األول) الحاج محمد املقري‪ ،‬الذي منعه من إتمامها‪ ،‬معلنا عن رفضه لهذا الطرح‪ ،‬مبررا موقفه‬
‫بقوله‪ :‬ىإن اإلسالل ال يساعد على يعليم البقت يعليما يجعلها يشارن الرجل وتزاحمه في الحياةى‪ xli.‬وسار سيره أبو معيب‬
‫جرته وستجره على األمة من ويالت‬‫الدكالي عندما طلب املقري رأيه‪ ،‬أفتى وهو السلفي املتفتح واملتبصر بأحوال املرأة وما َّ‬
‫سبب جهلها وأميتها‪ ،‬وقال رأيه املوافق لرأي املقري أن‪ :‬ىيعليم الفتاة إلى السن الذي قال به الحجوي ال تقره مبادل‬
‫اإلساللى‪ .‬وهو موقف كما قال بذلك عبد الجراري غريب ال تفهم حقيقته‪ .‬ويحق لنا أن نشاطر الجراري‪ xlii‬في يساؤله‬
‫عن موقف الدكالي‪ ،‬هل هو نا ع فعال من قناعة أبي معيب الدكالي وهو السلفي املتفتح الحاف العالم بمبادل اإلسالل؟‬
‫واإلسالل لم يمنع املرأة من الحق في العلم والتعلم الذي جعله الرسول صلى عليه وسلم فريضة على كل مسلم في قوله‬
‫عليه الصالة والسالل‪ :‬ىطلب العلم فريضة على كل مسلمى‪ xliii.‬فلماذا يستثنى املرأة من هذا الحق املفروت‪ ،‬يبدو أن هذا‬
‫الجواب من أبي معيب كان جوابا سياسيا ال اجتهادا فقهيا ساير به املقري‪ ،‬فتم توقيف الحجوي من إتمال محاضرته‪.‬‬
‫كتب الحجوي ردا على هذا املوقف‪ ،‬يقول‪ :‬ىإن كثيرا من أهل العصر في املغرب قد استبشعوا ذلك وعدوه بدعة‪ ...‬وكأني‬
‫ملا جهرت اها في ذلك املجمع‪ ،‬خرقت اإلجماع‪ ،‬أو خالفت القرلن والسنة‪ .‬والحال أني موافق لذلك كله‪ ،‬وإنما خالفت ما‬
‫‪xliv‬‬
‫اعتاده املتأخرون من الذين تأخروا في كل ش يءى‪.‬‬
‫رغم هذه املعارضة لم يتوان الحجوي في دعوته إلى يعليم املرأة‪ ،‬لكن هذه املرة ستكون الدعوة ‪-‬نوعا ما‪-‬مختلفة عن‬
‫سابقتها‪ ،‬عد مرور عشر سنوات غير الحجوي من لهجته وأسلوبه في هذه الدعوة‪ ،‬لكنه لم يغير موقفه إذ ظل حريصا‬
‫على تمتيعها بحقها في التعليم‪ .‬فجاء بمحاضرة عنونها بنىيعليم الفتيات ال سفور املرأةى‪ ،‬نجده في هذه املحاضرة يميز بين‬
‫يعليم املرأة وسفورها‪ ،‬منتصرا للتعليم‪ ،‬معارضا للسفور‪ ،‬مبجنا في محاضرته األدلة التي استند إليها في دعوته‪ ،‬والحد‬
‫الذي يقبغي أن يقتهي عنده يعليمها‪ ،‬كامفا عن أن غرضه من هذه املحاضرة هو إزالة اللبس‪ ،‬وإذهاب ظالل املخالطة عن‬
‫أذهان من حمل كالمه ودعوته هذه على غير ما قصده سواء من الوجهة الديقية أو االجتماعية‪.‬‬
‫لقد استند الحجوي في دعوته إلى أدلة مرعية‪ ،‬وأخرى عقلية منطقية‪ ،‬وثالثة أدلة من تاريخ األمة وما استطاعته نساء‬
‫الصدر األول خاصة‪ ،‬ونساء األمة عامة في املساهمة في بناء صرحها وبناء حضارتها‪.‬‬
‫إن األدلة الشرعية التي استند إليه في دعوته هي القرلن الكريم والسنة النبوية مبجنا أنه لم يقف على دليل فيهما يمنع‬
‫املرأة من العلم‪ ،‬حتى قال بأنه اكتشف أن القرلن الكريم يدعو إلى تكوين مدرسة للبنات‪ ،‬يعنى بتعليمهن وتهذيبهن‪،‬‬
‫وإثبات حقوقهن في الحياة‪ ،‬كما في قوله يعالى‪( :‬ال يسخر قول من قول عس ى أن يكونوا خيرا منهم‪ ،‬وال نساء من نساء عس ى‬
‫أن يكن خيرا منهن)‪ xlv.‬يقول‪ :‬ىوتربية البقت ويعليمها ضروري من حيث الدين واالجتماع معا‪ ،‬ولجس هو بكمالي كما يظن‬
‫من لم يمعن النظر في املسألة تأمال ونقداى‪ xlvi.‬إن يعليمها ضروري من حيث الدين والعقل‪ ،‬يقول الحجوي‪ :‬ىإن اإلسالل‬
‫ثقافة وعلم وتهذيب وأخالق‪ ،‬فكيف يتصور عاقل أن يمنع يعليم املرأة ويظرن نصف املتدينين به خلوا من الثقافة‬
‫والفضيلةى‪ xlvii.‬واستدل على ذلك بما ورد في صحيح السنة‪ ،‬يقول ‪ :‬ىثالثة يؤتون أجرهم مرتين‪ :‬رجل من أهل الكتاب لمن‬
‫بنبيه وبمحمد صلى عليه وسلم‪ .‬والعبد اململون إذا أدى حق يعالى وحق مواليه‪ .‬ورجل كانت له أمة فأداها وأحسن‬
‫تأديبها‪ ،‬وعلمها فأحسن يعليمها ثم أعتقها وتزوجها فله أجرانى‪ xlviii.‬والحجوي يتساءل‪ :‬ىإذا كان اإلسالل يندبنا إلى يعليم‬
‫اإلماء حفظا ملجتمعنا من مفسدة جهلهن‪ ،‬فما ظنك بتعليم الحرامر بناتنا وأعز ما لدينا‪ ،‬ذلك كله في يعليم ديقنا ولدابنا‬
‫ولغتنا وما ينفعهن من علول الدنيا مما ال يكون ذراعة إلى خلع جلباب الحجاب‪ ،‬وال للتصدي للسفور املمقوت املخل‬
‫بالحياء والحشمة والنزاهة والطهر وصون القسل املقدس؟ى‪ xlix.‬أما دليله من التاريخ على فاعلية القساء في بناء صرح األمة‬
‫اإلسالمية فإن الحجوي يسرد الكثير من قصع نساء املسلمين سواء في تصديق النبي محمد صلى عليه وسلم‬
‫وإعانته ماديا ومعنويا في سبيل نشر الدعوة‪ ،‬ومشاركتهن إلى جانب الرجال في بيعة سيدنا محمد صلى عليه وسلم‪،‬‬
‫وهجرتهن إلى الحبشة وإلى املدينة‪ ،‬وأن أول من استشهد في اإلسالل امرأة‪ ،‬ومشاركتهن في تداوي الجرحى في الغزو برا وبحرا‬
‫وه َّن محجبات‪ ،‬وأن جااهن لم يمنعهن من ذلك وال من الخروج إلى طلب العلم‪ ،‬بل أكثر من ذلك‬ ‫وهن غير محجبات ثم ُ‬
‫فإن األصوليين صرحوا بأن املرأة يمكنها أن تصل إلى درجة االجتهاد في العلم حتى تكون كمالك والشافعي وأضرااهما‪ .‬وقد‬
‫كان النبي صلى عليه وسلم يجعل لهن يوما مخصوصا لتعليمهن‪ ،‬وكانت أزواجه صلى عليه وسلم على قدر كبير‬
‫من العلم واألدب‪ l.‬وكانت عائشة أعلم أهل زمانها‪ ،li‬وأعطل الحجوي أمثلة كثيرة عن نساء عاملات على عهد الدولتين‬
‫األموية والعباسية في املشرق‪ ،‬وفي األندلس بلغ عدد كاتبات املصاحف بالخط الكوفي مامة وسبعون امرأة زمن زهرة بني‬
‫أمية‪ ...lii‬وغيرها من الشواهد التاريخية التي بيقت أن اإلسالل لم يمنع املرأة من تأدية واجباتها والتمتع بحقوقها‪.‬‬
‫أصل لدعوته تلك من األصول املرجعية لألمة وتاريخها‪ ،‬انتقل الحجوي للحديث عن القدر الذي به تتعلم املرأة‬ ‫وملا َّ‬
‫ويكفيها في تربية األوالد وكيفية التعامل مع الزوج‪ ،‬وعن الصناعات التي يقبغي أن تتعلمها لتجدها عند حاجتها إليها‪ .‬يقول ‪:‬‬
‫ىلنقتصر اهن على التعليم االبتدائي الذي يقتصر عليه سواد األمم الراقية‪ ،‬فضال عن أمة مثلنا ال يحصله منها إال أقل‬
‫القليل من الذكور‪ ...‬لسنا بحاجة لها أن تكون عدال‪ ،‬أو قاضيا‪ ،‬أو كاتبا‪ ،‬أو طبجبا‪ ،‬أو مهندسا‪ ،‬أو محاميا‪ ،‬أو مدير‬
‫مصنع‪ ،‬أو رمجس مكتب‪ ،‬أو إدارة تجارة ‪..‬ى‪ liii.‬إن هذه املهال ال يراها الحجوي مناسبة للمرأة‪ ،‬ولذلك فتعليمها يقبغي في رأيه‬
‫أن يقتصر فقط على ىيعليمهن وتهذيبهن يعليما يليق بديقنا‪ ،‬ويزين مستقبل أوالدنا‪ ،‬ويصيرهن عضوا نافعا في هيئتنا‬
‫االجتماعية‪ ،‬فال غنى لنا عن إعانتهن في تربية رجال املستقبل الذين عليهم مدار حياة البالد‪ ،‬ويعليمهن فن الظربية‪ ،‬ونظال‬
‫البجت‪ ،‬وقواعد النحة‪ ،‬والدين‪ ،‬وحف القرلن‪ ،‬أو عضه‪ ،‬والحساب‪ ،‬والجغرافيا والعربية واألدب الحقيقي ال الخيالي‬
‫ونحو ذلك مما يعينهن على مهمتهن‪ ،‬ويض يء لهن الطريق‪.‬ى‪ liv‬ولها الحق في االسظزادة من العلم ولكن في بيتها من وراء جاب‬
‫إذا هي بلغت مبلغا ىتكون مطيقة الزواج وتجري فيها دواعي الشهوة والتهيؤ للوالدةى‪ lv.‬وهذا كله درء للفتنة التي تأيي من‬
‫وراء خروجها من البجت‪ ،‬وكذا سفورها الذي يفض ي إلى االختالغ ومزاحمة املرأة للرجل‪ ،‬كالخروج إلى مجالس الرقع‬
‫واللهو وغير ذلك مما يكون محل الريبة والفتنة واالبتذال‪ ،‬فال سبيل إليه في الشراعة اإلسالمية‪ .‬وخطر السفور يضر‬
‫باملرأة نفسها وباملجتمع‪ ،‬وفي ذلك يقول‪ :‬ىوإنما السفور ويل وثبور على املرأة نفسها‪ ،‬ذاهب شرفها‪ ،‬وعامق لها عن أداء‬
‫وظيفتها‪ ،‬فسفور املرأة ناقع من جمالها‪ ،‬ومفظر ألمواق زوجها إليها وثقته اها ومزر بقسمتها‪ ،‬بخالف تحجبها الذي يزيد في‬
‫‪lvi‬‬
‫مرفها بما ال يكون عند ابتذالها ولو كانت أبدع القساء جماال وكماالى‪.‬‬
‫يربط الحجوي بين نهضة البالد ورقيها وتقدمها وبين يعليم املرأة واالهتمال اها‪ ،‬حيث يقول‪ :‬ىوال ترقى أمة وال تصل إلى‬
‫‪lvii‬‬
‫مصاف األمم الراقية ونساؤها جاهالت ال علم لهن بالدين وال خبر عندهن عن الدنياى‪.‬‬
‫إن الحجوي ورغم اقتناعه بضرورة تحديث البالد‪ ،‬ودعوته في غير ما مناسبة إلى محاكاة أوربا في جميع ميادينها‪ ،‬إال أنه‬
‫يظل وهو الفقيه امللظزل بأصول مراعته‪ ،‬املحاف على القيم واملبادل اإلسالمية والهوية املغربية اإلسالمية‪ ،‬يدعو إلى‬
‫التحديث على منوال الحداثة األوربية‪ .‬ولكن دون أن يقس ى جذوره وهويته وتكوينه الديني‪ ،‬ولذلك‪ ،‬ومع أنه عبر عن‬
‫إعجابه غير ما مرة باملرأة األوربية‪ ،‬وخاصة اإلسبانية واإلنجليزية سواء في علمها أو أخالقها‪ ،‬والفرنسية في الجانب العل ي‬
‫واملعرفي ال األخالقي‪ ،‬فإنه ال يريد للمرأة املغربية أن تكون مثلهن إال في جانب العلم واملعرفة‪ ،‬ولذلك تجده ال يقبل أن تربل‬
‫املغربيات بالطريقة التي تربت اها األوربيات‪ ،‬إنه يحذر من أن تكون تربيتها على تلك املبادل‪ ،‬فهي سبب هالكها وهالن‬
‫املجتمع معها‪.‬‬
‫إن إطالق الحرية للمرأة ومساواتها بالرجل في نظره في جميع امليادين سيؤدي ال محالة إلى فساد املجتمع‪ .‬لقد كان واعيا‬
‫كل الوعي بضرورة التدرج في يعليمها مع مراعاة الوسط الذي يعجش فيه‪ ،‬ومراعاة ىالذوق الحاضرى كما سماه‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫ىإننا و في حاجة إلى املرأة التي يعلم البنات وتهذاهن‪ ،‬والطبجبة والقابلة املولدة واملمرضة وطبجبة األسنان‪ ...‬ولكن ذلك‬
‫‪lviii‬‬
‫غير موافق للذوق الحاضر وللغيرة التي طبع عليها املسلمونى‪.‬‬
‫مرت عشرون سنة تقريبا على مقظرح يعليم الفتيات من طرف الحجوي ليصل املغاربة وعلى رأسهم النخبة إلى نتيجة‬
‫مفادها ضرورة يعليم الفتاة حتى يساهم في النهضة املقشودة‪ .‬هذه املرة كانت املبادرة من ملك البالد فتقبلها الجميع‬
‫بصدر رحب‪ ،‬وساهم كل من موقعه في االضطالع اهذه العملية‪ ،‬لكن يطرح السؤال ملاذا كل هذا التأخر؟ مع أن الثعالبي‬
‫قدل العلل واألسباب التي ألجلها طالب لها بالتعليم‪ ،‬وهي نفسها األسباب التي سيقولها العربي العلوي في كلمته التي ألقاها‬
‫أمال امللك عند افتتاح أول مدرسة للبنات بقرية األحباس بالرباغ سنة ‪1954‬ل‪ ،‬حيث قال‪ :‬ىإذا كانت املرأة راعية على‬
‫بجت زوجها وولده كما في الحديث النبوي الشريف‪ ،‬كان من الواجب أن تدرع بدرع من العلم حصين‪ ،‬ويسلح باملعارف‬
‫واألخالق الديقية الفاضلة للقيال برعيتها وإمارتها أتم قيال وأحسنه‪ ،‬أما إذا أسندت إليها هذه املهمة وحملت هذا العبء‬
‫الث قيل وهي عزالء من كل علم ومعرفة‪ ،‬خالية من كل تربية وتجربة‪ ،‬فإنها ي جز ال محالة‪ ،‬فتضيع واليتها‪ ،‬وتبني بيتها على‬
‫‪lix‬‬
‫جرف هارى‪.‬‬
‫َ‬
‫لو قبلت دعوة الحجوي في إبانها ملا أضاع املغرب على بناته سنوات طوال من الظربية والتعليم والتكوين‪ .‬لكن يظل‬
‫الحجوي من األوامل الذين كانت لهم جرأة كبيرة حيث طالب باالهتمال باملرأة ويعليمها وتكوينها حتى تكون زوجة صالحة‬
‫وأما مربية مصلحة في وسط ال يمكن ليقبل اهذه الدعوة التي هي في نظره خروج عن املألوف‪.‬‬

‫‪ .3.2‬الفكر االقتصادي‪ :‬أكد الحجوي على ضرورة تجديد االقتصاد للحفاظ على الثروة وتطويرها ألنها أساس الظرقي‬
‫مد َد على ضرورة تطوير اإلنتاج والنهوت بأسباب تطوير االقتصاد‪ ،‬واالجتهاد في مجال املعامالت من‬‫والتحضر‪ ،‬ولذلك َّ‬
‫أجل خلق فرص الثراء‪ ،‬واعتبر تنمية الثروة والحفاظ عليها من الدين‪ ،‬ألن صيانة املال ىأحد الكليات الخمس التي أجمعت‬
‫‪lx‬‬
‫امللل والنحل على وجوب حفظهاى‪.‬‬
‫كان الحجوي يعرف أن رسالة االستعمار كحركة رأسمالية لم تخرج من الغرب وتتجه نحو الشرق اهدف الربح املادي‬
‫وحسب‪ ،‬ولكن كانت لها غايات ومقاصد وأخرى يتداخل فيها االقتصادي والسياس ي والفكري والعل ي لتحقيق املقصد‬
‫َ‬
‫األعلى وهو طمس معالم الحضارة اإلسالمية حتى تكون الحضارة الغربية هي القطب الوحيد في العالم والكل ت َبع لها‪.‬‬
‫ولذلك كان فكره االصالحي يستوعب كل هذه املجاالت؛ االقتصاد والسياسة والفكر والعلم‪ ...‬كان يعمل جاهدا من أجل‬
‫النهوت اها كلها في إطار التداخل الكبير بينها‪ .‬إذ ال يمكن النهوت بقطاع دون لخر وإال ظل إصالحا غير مكتمل‪ ،‬بل‬
‫إصالحا ال فامدة ترجى من ورامه‪ ،‬كما كان مقتنعا أن ىاستقالل األمم الحقيقي في هذه األزمان ال يكون إال باستقاللها‬
‫اقتصاديا وصناعياى‪ lxi.‬ولذلك تجده يحث على ضرورة النهوت بكل ميادين االقتصاد؛ الفالحة والصناعة والتجارة‪...‬‬
‫ولذلك دعا إلى ضرورة بث روح جديدة في التجارة والصنائع وكافة أنواع االقتصاد‪ lxii.‬ألنه ىما افتقرت أمة إال وضاع‬
‫مجدها‪ ،‬وذهب سؤددها‪ ،‬إذ املال عصب لكل مجتمع إنساني‪ ،‬وحف البيضة إنما يكون بثروة األمة‪ ،‬وايساع معامالتها‬
‫‪lxiii‬‬
‫ومتاجرها ومصانعها وفالحتهاى‪.‬‬
‫ونظرا لألهمية القصوى للمال الذي يمكن مراكمته باالقتصاد املتطور املتجدد ارتأى هذا الفقيه التاجر ضرورة إعادة‬
‫التفكير في طريقة إنتاج املال حتى ال يظل التفكير فيه منحصرا في جمعه واستهالكه‪ ،‬بل البد من استثماره في مشاراع يعود‬
‫بالنفع العال‪ ،‬ولذلك اهتم الحجوي بالتجارة ليخرج املال من عملية االقتصاد االستهالكي إلى عملية االقتصاد السياس ي‬
‫واالقتصاد الحضاري الذي عرف في بداية يشكل الدولة اإلسالمية‪ ،‬حيث كان االقتصاد يؤدي هذه املهال بواسطة التجار‪.‬‬
‫كما أراد الحجوي اقتصادا يقول على نظال البقيوية التي ماهدها عند األوربيين في رحالته‪ ،‬والتي تقول على مؤسسة‬
‫مركات لها مصانعها ومخازن سلعها وبنوكها وقوتها السياسية والعسكرية التي تحميها ليصبح املغرب كغيره من البلدان‬
‫القوية حتى يتحقق االقتصاد الرسالي الذي ينه بالبالد أوال‪ ،‬ويجعلها في مصاف الدول املتقدمة ثانيا‪ .‬وحتى يؤدي‬
‫االقتصاد رسالته املنوطة به في تحقيق الشهود الحضاري فقد ألف الحجوي وحاضر حول هذا القطاع الحيوي‪ ،‬ومن‬
‫أهم ما خلفه الرجل في هذا القطاع ىمستقبل تجارة املغاربةى‪ lxiv‬في أصلها محاضرة‪ ،‬حاول أن يبين من خاللها كيفية‬
‫تحسين التجارة لتدارن ما يهددها من املزاحمات األجنبية‪ ،‬والبعثات املتقاطرة من الجهات الست على البالد املغربية‪،‬‬
‫‪lxv‬‬
‫ونظرا ملا سيظرتب عن هذه املخاطر املحدقة بالتجارة أوجب على نفسه وهو الفقيه التاجر تقديم النصامح للنهوت اها‪.‬‬
‫أكد الحجوي على ضرورة االستفادة من الغرب ومحاكاته‪ ،‬واقتباس أسباب التقدل والرقي منه‪ ،‬ألن املماثلة في القوة‬
‫وتحقيق االكتفاء الذايي في كل ش يء مرغ أساس ي عنده لتحقيق االستقالل الحقيقي وصيانته من كل تبعية‪ .‬هذه‬
‫الشروغ ال يمكن تحقيقها في نظره إال بأخذ العلول الوقتية والتجارب االقتصادية املوافقة للشراعة اإلسالمية من أوربا‪.‬‬
‫ذلك أن التحديث قد بات فارضا نفسه‪ ،‬وواجبا بالدليل الشرعي والعقلي‪ ،‬وإال لن يستطيع املغرب مواكبة املدنية الغربية‬
‫وتحدياتها‪ .‬وحتى ال يظل اإلسالل غريبا عن العصر وخارجا عنه‪ ،‬وحتى ال يظل املغرب عيدا عما يحققه الغرب‪ ،‬اجتهد‬
‫الحجوي رأيه في كثير من القضايا‪ ،‬وخاصة ما يتعلق باالقتصاد حتى يكون حديثا قادرا على مسايرة التطورات االقتصادية‬
‫في العالم‪ .‬ولذلك ركز اهتمامه على التجارة والتأمين واملعامالت البنكية‪ .‬وهو القامل‪ :‬ىإن مصلحة األمة والشراعة معا‬
‫تقتض ي التوسع في أبواب املعامالت بما ال يخالف املنصوص واملجمع عليه‪ ،‬ونحن األمة اإلسالمية التي تنكر كل اإلنكار‬
‫علة من يرى القلب واإلبدال في الشرائع‪ ،‬وإني من الذين يعتدلون في األحكال‪ ،‬وفي الفلسفة الفقهية‪ ،‬وال يغرقون فيها‪ ،‬وال‬
‫يرون االسظرسال في األقجسة‪ ،‬والتحمل في استقباغ أحكال بمنع معامالت كثيرة لم يصرح نع بمنعها‪ ،‬وال نضيق على‬
‫‪lxvi‬‬
‫األمة سبل رقيها‪ ،‬ألنه موجب لفقرها واحتكار تلك املعامالت لغيرهاى‪.‬‬
‫ََ‬
‫تال َز َل اإلصالح عند الحجوي بالتجارة واملال حتى ُوصف إصالحه بأنه إصالح ذو نزعة تحدييية تبعا النتمامه ولفكره املراهن‬
‫على التجارة‪ ،‬ودور التجار واملدارس التجارية في التطور والتقدل السياس ي والثقافي والحضاري‪ .‬لقد ىجعل الحجوي‬
‫التجارة في الرتبة الثانية من حيث األهمية عد الدين في مشروعه التحديثي‪ ،‬واعتبر عددا من التجار املغاربة من مجددي‬
‫‪lxvii‬‬
‫املغرب وباعثي النهضة فيه لعالقاتهم الواسعة وتنقالتهم الداممة إلى البالد املتطورةى‪.‬‬
‫إن الحجوي بحنكته وتجربته وقف على أن املغاربة البد لهم من االستيقاظ من سباتهم الطويل‪ ،‬والعمل على إصالح‬
‫حالهم‪ ،‬وتأمين مستقبلهم من الفقر واإلمالق‪ ،‬وأكثر من ذلك تأمين استقاللهم وتحضرهم وقدرتهم على تأدية رسالتهم‬
‫باالهتمال باالقتصاد الحضاري ال االستهالكي فقط‪ .‬أي ضرورة االهتمال باالقتصاد الرسالي الذي يساهم في دعوة الناس‬
‫إلى الدين اإلسالمي‪ ،‬وهي سنة تاريخية بفضلها انتشر اإلسالل في بقاع كثيرة من الكرة األرضية‪ ،‬حيث كان املسلمون عبر‬
‫تاريخ األمة يذهبون في رحالت تجارية ويحملون معهم َّ‬
‫هم نشر الرسالة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .4.2‬الفكر السياس ي عند الحجوي‪ :‬كانت محاولته اإلصالحية سواء في امليدان السياس ي أو غيره من امليادين وليدة‬
‫معاناة حقيقية‪ ،‬وترجمة لحاجيات األمة‪ ،‬وذلك يظهر من خالل تأكيده على ضرورة الحرية والعدل واملساواة ودفع غاملة‬
‫الفقر والجهل واألمية‪ ،‬ومحاربة التقليد والتشدد والجمود‪ ،‬وضرورة التفريق بين مجال العبادات التي األصل فيها االلظزال‬
‫بالنصوص الشرعية‪ ،‬ومجال املعامالت والحياة السياسية واالجتماعية واالقتصادية والتي األصل فيها استخدال العقل‬
‫واالجتهاد بما ال يعارت أصال من أصول الدين‪ ،‬يقول‪ :‬ىوفي أبواب املعامالت الدنيوية ال تجد النصوص إال وفق املصالح‪،‬‬
‫وضد املفاسد ملن ُو ِفق ملعرفة املصلحة الحقيقية‪ ،‬ألن الشراعة هدى ورحمة وأبدية وعامةى‪ lxviii.‬إذ األصل فيها البحث‬
‫دامما عما يدفع املفاسد ويجلب املنافع من غير ارتباغ بنمط تقليدي صلح في زمانه ومكانه‪ ،‬وأصبح استعماله ضارا في‬
‫هذا الزمان‪ ،‬فال يقبغي التعامل معه في نظر الحجوي إال من جهة كونه تجربة من التجارب اإلنسانية‪ ،‬وسنة من سنن من‬
‫قبلنا يقبغي النظر فيها لالعتبار‪ ،‬ومن أجل جلب املصالح الحضارية الحقيقية‪ ،‬ودرء مفاسد الرؤى الالمتوازنة في هذه‬
‫التجارب‪ ،‬والتي أفسدت على األمة واقعها من حيث كانت يعتقد أنها تريد اإلصالح‪ ،‬لكونها نتاج فكر ورؤى مسجونة‬
‫بالتقليد األع ى‪ ،‬محكومة باإلتباع على غير هدى‪ .‬ولذلك‪ ،‬ومن باب املصلحة وقف الحجوي في فكره اإلصالحي السياس ي‬
‫عند قضية اعتبرها من أهم املهمات‪ ،‬إنها قضية ىالحكمى حيث عمل على استقراء التاريخ اإلسالمي ليقف على هذا النظال‬
‫َع ْب َر املحطات التاريخية البارزة في تاريخ األمة‪ ،‬كما عمد إلى املقارنة بين نظال الخالفة املبني على الشورى زمن السلف‬
‫الصالح‪ ،‬وبين االستبداد بالحكم‪ ،‬واستعباد الناس الذي ساد منذ قرون‪.‬‬
‫لقد تتبع الحجوي ذلك عبر تنقيبه في التاريخ القديم والحديث لألمة‪ ،‬مستكشفا املد والجزر الحاصل في السلطة‪ ،‬منتقدا‬
‫َ‬
‫وبشدة ما أحدثه ىمصطفل كمالى في هذا املجال في تركيا من فصل الدين عن السياسة‪ ،‬واعتبر ذلك ي َع ٍد صارخ في حق‬
‫‪lxix‬‬
‫االمبراطورية العثمانية التي نشرت اإلسالل مرقا وغربا‪ ،‬واعتبر عمله مشجنا في حق اإلسالل واملسلمين‪.‬‬
‫إن الوضع السياس ي الذي بات عليه املغرب كان يستدعي ضرورة التغيير‪ .‬ولذلك مدد الحجوي على ضرورة اإلصالح‬
‫عدما انتقد السياسة في املغرب‪ ،‬مما يدل على أن الخطاب اإلصالحي في هذه املرحلة سجتغير بحكم االطالع على التجربة‬
‫األوربية في هذا املضمار من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية هذا التأخر الحضاري العميق الذي يعجشه املغاربة وكأنهم في زمان غير‬
‫ذلك الزمان الذي وصلت فيه أوربا من الرقي ما أدهش العالم اإلسالمي عند دخولها إليه مستعمرة‪ ،‬يقول‪ :‬ى‪ ...‬لجس لدينا‬
‫وال ما يطلق عليه اسم قانون‪ ،‬وال لهذا االسم مس ى عندنا فمهما دخل األجنبي أرضنا إال وكان مطلق التصرف حسب‬
‫‪lxx‬‬
‫إرادته ومهواته وكنا تحت رحمة استبداده‪...‬ى‪.‬‬
‫كان الحجوي على وعي تال بانهزال املغاربة أمال التحديث املتجلي في التطور الذي وصلته أوروبا‪ ،‬وعلى وعي بمرجعية هذا‬
‫التطور والتحضر الذي حققته‪ ،‬وعلى وعي بأن دعوته إلى اقتباس التنظيمات منها دعوة إلى االقتباس من أوروبا النصرانية‬
‫املستبدة‪ ،‬لكن كل ذلك لم يشكل بالقسبة إليه مشكلة‪ ،‬ألنه كان واعيا باملشكلة املرجعية الحضارية الخطيرة‪ .‬ولذلك لم‬
‫ليد ُع إلى اقتباس ما يخالف الشرع‪ ،‬أو ما يضرب في أصل من أصول الدين‪ ،‬وهو الفقيه العارف بالشراعة‬ ‫يكن ْ‬
‫ومقاصدها‪ ،‬العارف باألصول التي تقول اها قوة واستعداد األمة‪ ،‬أي األصول العلمية والتقنية والتنظيمية املشظركة بين‬
‫جميع البشر‪ .‬وهو اهذا يرد على فئة املحافظين الذين لم يتقبلوا فكرة تجديد األنظمة السياسية العتيقة ولليات‬
‫االمتغال‪ ،‬يقول‪ :‬ىأقبح الخالل التي أودت باإلسالل هو جمود متأخريهم على كل قديم‪ ،‬وتفريطهم في حف النظال‪،‬‬
‫وإهمالهم إصالح األنظمة القديمة التي لن تبق مناسبة لألحوال املتجددة‪ ،‬وغلبة الوهم على أفكارهم حتى عدوا املحافظة‬
‫على القديم من فروت الدين‪ ،‬ولجس حف القديم دينا إال في املعتقدات والتعبدات‪ ،‬وما سواهما فالدين يقدل فيه‬
‫حف املصلحة العامة وصون البيضة وارتقاء األمةى‪ lxxi.‬ولذلك لم يتوان الحجوي في الدعوة إلى ضرورة التحديث‪،‬‬
‫تحديث نظال الحكم السياس ي في البالد‪ ،‬بدءا بإحياء مجلس الشورى الذي عرف في اإلسالل‪.‬‬
‫أمار الحجوي في كتابه ىالنظال في اإلساللى إلى أن النظال الذي يسير باألمة إلى القوة واملنعة هو الذي يرتكز على الشورى‬
‫التي هي عدو االستبداد‪ ،‬ولذلك تجده يؤصل له من األصول املرجعية اإلسالمية‪ ،‬ويبين أن املجتمع اإلسالمي في بدايات‬
‫يشكله بني على الشورى في االختيار‪ ،‬والتولية‪ ،‬وفي تنفيذ األحكال‪ ،‬واختيار النظال‪ ،‬يقول‪ :‬ىإن نظال اإلسالل في مجتمعه‬
‫العال مبني على أمظن األصول وأثبتها‪ ،‬وأقول املحجات وأبينها‪ ،‬بني على الشورى وعدل االستبداد‪ .‬قال يعالى خطابا لنبيه‪:‬‬
‫(وماورهم في األمر)‪ .‬ولجس ذلك خاصا به عليه السالل؛ بل هو واجب على األمة أيضا‪ ...‬إن نظال الخالفة اإلسالمية في‬
‫أصلها مورية سواء في تولية الخليفة‪ ،‬أو إجراء األحكال وسن القوانين‪ ،‬وكان ألبي بكر مجلس من املهاجرين واألنصار‬
‫يستشيرهم‪ ،‬ولعمر كذلك ومن عدهم‪ ،‬فنظامهم أمبه بنظال جمهوري تقتهي مدة الرمجس بموته‪ .‬إذ لم يتخذوا للة وال‬
‫مارة امللون‪ ،‬وكان موريا مقيدا شورى األعيان وأهل العلم انتخابيا‪ ...‬ثم يغير إلى امللكية املقيدة في الجملة زمن معاوية‬
‫‪lxxii‬‬
‫لتغير األحوال ونقصان مدارن األمة‪ ...‬ثم ملا زاد تأخر األمة في تهذيبها ومداركها صارت امللكية مطلقةى‪.‬‬
‫َب َّي َن الحجوي كيف كان لتأخر األمة في مداركها تأثير على نظال الحكم الذي لل إلى امللكية املقيدة ثم املطلقة‪ ،‬وحينما‬
‫ذهبت الشورى مع ذهاب الخالفة الرامدة‪ ،‬وعند حصول ذلك االنحراف التاريخي الذي أذهب العدل واملساواة بين‬
‫املسلمين وجاء االستبداد‪ ،‬ومع توالي القرون استفحل الظلم والجور‪ ،‬وأسكتت األصوات الناهية عن املنكر‪ ،‬واغتيل‬
‫الرأي الحر‪ ...‬وهذا في نظره ما يقبغي الوقوف عنده إلصالح الحال‪ ،‬باالستفادة من تجربة أصحاب الصدر األول‪ ،‬وكذا‬
‫االستفادة من تجربة أوربا التي وصلت إلى رقيها سبب نظامها في الحكم الذي أقامته على املجالس الشورية االنتخابية‪،‬‬
‫الذي وإن لم يكن عينه عند اإلسالل لكنه كان وافيا كافيا بحاجياتهم الوقتية‪ ،‬مناسبا ألفكار أمم ذلك العصر لكون هذا‬
‫ُ‬
‫النظال العصري لم يتكون دفعيا بل كان نتيجة قرامح أمم أوجدته تدريجيا في أجيال متطاولة من عهد الرومان‪ ،‬وأصله‬
‫كان عند عمر وأبي بكر ومن عدهما‪ ،‬ولم تكن الضرورة قابلة لهذه األنظمة الجديدة‪ ،‬ولقد كان مجلس مورى الخالفة‬
‫الذي نظمه عمر وهو محتضر أقنوما عجيبا اهتدى اهديه من خات في نظال املجالس عده‪ ،‬وذلك دلني على تفكيره في‬
‫‪lxxiii‬‬
‫نظال انتخابي ملجلسه الشوري‪ ،‬ولو أوجده لكان أساسا عظيما للشورى في اإلسالل ال ينهدل‪.‬‬
‫وقد عمل الحجوي على بيان أن أنظمة الحكم في البالد األوربية لها تاريخ‪ ،‬وأنها كانت تتطور بتطور الزمان وبحسب ما‬
‫يستدعيه مقتضيات التطور‪ ،‬باعتبار أن التاريخ وما يتضمنه من سنن وقوانين هو نتاج للحركة التاريخية في بناء عمرانها‬
‫الذي يستدعي التجديد والتطوير دامما على ضوء تلك السنن‪.‬‬
‫إن السياسة التي كان يطمح إليها الحجوي هي ما ُيرمز إليها سياسة املصلحة‪ ،‬وهي السياسة التي تقيم األلفة بين الناس‪،‬‬
‫وتهدف إلى يعمير البالد وتنمية األموال‪ ،‬ورفع الظلم عن العباد‪ ...‬وهذا واضح في ننحه للسلطان موالي عبد الحفي ‪،‬‬
‫حيث يقول‪ :‬ىهذه األحوال وما وصلنا إليه من االرتباكات واالختالل‪ ...‬فال نجد سفينة وال منجاة إال ش يء واحد‪ ،‬وهو بروز‬
‫موالنا أيده لعيان رعيته‪ ،‬والتحبب إليها بالبحث عن الحقوق الضائعة‪ ،‬والضرب على أيدي الظلمة‪ ،‬وسهره الليل‬
‫والنهار على ذلك‪ ،‬وهجر كل لذة‪ ،‬ويعهد مجالس القضاة والعمال واملحتسبين وحضهم على العدل واملساواة بين العباد في‬
‫الحقوق والضرامب وغيرها‪ ،‬وحسم مادة الزور‪ ،‬وانتهاز الحقوق ممن يخالف ذلك‪ ،‬وسماع مكاوى املظلومين‪ ،‬وتخفيف‬
‫لالل البائسين‪..‬ى‪ lxxiv.‬وذلك قمة العدل‪ ،‬والحكم بمراد عز وجل‪ ،‬والقيال بمستلزمات األمانة‪ ،‬أمانة الخالفة عن في‬
‫الحكم بين العباد‪.‬‬
‫حاول الحجوي لفت انتباه السلطان إلى أهمية مبدأ العدل‪ ،‬وإلى موقعه من الرسالة الديقية التي تكلف اها‪ ،‬ومقاصد‬
‫الشراعة األصلية من ذلك‪ ،‬كما أبرز إلى جانب مبدأ العدل مبدأ لخر هو الحرص على تحقيق املصلحة والعدل والسياسة‬
‫َُ‬
‫املؤ َّز َر ِة‪ ،‬وكان ذلك هو مبدأ الشورى‪ ،‬وهو مبدأ سياس ي جوهري جاءت نصوص القرلن الكريم فيه صريحة جدا يعلي من‬
‫مأنه‪.‬‬
‫ُْ‬
‫كان الحجوي يريد أن يقول الحكم على الشورى والديمقراطية‪ ،‬ولذلك تجده ال يزال َيذك ُر محاولة املولى عبد العزيز في‬
‫هذا املضمار‪ ،‬ويصفها بكونها ىمنقبة كبرى تذكر في تاريخ موالي عبد العزيز فاز اها على من قبله ويكون الفضل على من‬
‫عده‪.‬ى‪ lxxv‬ألن هذا السلطان كان أول من فعل بفكرة الشورى والديمقراطية‪ ،‬وإحداث مجلس األعيان التي ننحه اها‬
‫سفراؤه‪ ،‬يقول الحجوي ‪ :‬ىوكان أول ما فعله جعل مجلس مورى من الوزراء يعقد كل يول للتداول في األمور املهمة التي‬
‫يعرت عليهم‪ ...‬إنه يريد الخير ألمته‪ ،‬ويدراها تدريجيا على الشورى‪ ،‬وعلى الديمقراطية‪ ،‬وهكذا يقبغي أن تكون‬
‫‪lxxvi‬‬
‫الديمقراطية تدريجيا من مورى الوزراء إلى مورى األمة جمعاءى‪.‬‬
‫ننح الحجوي للسلطان أن يظل حريصا على مشاورة أعيان األمة في كل صغيرة وكبيرة‪ ،‬وأال يبرل أمرا مع أوروبا املظربصة‬
‫باملغرب إال باملشاورة مع أعيانها‪.‬‬
‫كانت للرجل رؤية إصالحية ذات طا ع دستوري وسياس ي‪ ،‬ولذلك ألح على ضرورة وضع دستور لألمة‪ .‬كما دعا إلى ضرورة‬
‫جعل كل وزارة مستقلة في نفسها‪ ..‬لتجري األمغال على نسق دامم‪ ...‬فتقل الشكاوى وتضمحل الدعاوى وتنعدل‬
‫‪lxxvii‬‬
‫املظالم‪.‬‬
‫أما على مستوى اإلدارة‪ ،‬كان الحجوي يرى ضرورة تنظيمها تنظيما يقوي من أدائها ويجسر تقديم الخدمات للرعية‪ .‬ولذلك‬
‫اقظرح على السلطان أن يختار لها األمثل من املوظفين األكفاء‪ ،‬فإن قال قامل ومن أين لك هذا الدواء النافع؟ ‪ ...‬أجبناه أن‬
‫الدول األورباوية واألمريكية والجابون‪ ،‬إنما نهضت من سباتها ووصلت إلى ما وصلت إليه بتنظيم إدارتها‪ ،‬واحظرال الحقوق‪،‬‬
‫‪lxxviii‬‬
‫وضبط األموال‪ ،‬وتدريب الججش‪ ،‬ونشر العلول واملعارف‪.‬‬
‫املالح أن الحجوي في دعوته إلى اإلصالح السياس ي كان يركز على دور السلطان في هذه اإلصالحات‪ ،‬إيمانا منه بأن‬
‫للسلطة السياسية اليد الطولى في هذا الباب‪ ،‬وإليمانه بأن رؤاه اإلصالحية تحتاج إلى تنفيذ سياس ي عن طريق سلطان‬
‫الحاكم‪ ،‬فقد حاول تنفيذ عضها في الوقت الذي كان يتقلد مناصب سامية في دار املخزن فكان يستنصر اها‪ .‬وعندما كان‬
‫الرجل عيدا عن مواقع القرار فقد سعى إلى تنفيذ برنامجه بمحاولة التأثير في السلطان إلقناعه لتبني رؤيته في اإلصالح‪،‬‬
‫وبعدما فقد األمل في هذا األخير توجه بمشاراعه اإلصالحية إلى سلطات الحماية من أجل تنفيذ ما كان يصبو إلى تنفيذه‬
‫على يد السلطان ألنه لم يجد اآلذان الصاغية‪.‬‬
‫أقال الحجوي من أجل ذلك عالقات صداقة من الفرنسيين بحكم أن الحماية أصبحت أمرا واقعا وال بد من التعامل‬
‫معها واالعتماد عليها لتحديث املغرب‪ .‬مما يتبين معه أن الحجوي سلك مسلك االستنصار في منهجه اإلصالحي للسياسة‪،‬‬
‫استنصار إيجابي يحمل أهل الحكم على تنفيذ اإلصالح باإلقناع‪ ،‬واستنصار سلبي في نظر كثير من رجاالت الدولة‪ ،‬حيث‬
‫توجه إلى سلطات الحماية‪ ،‬مما ألب عليه كثير من املحافظين الذين أقاموا له العداء‪.‬‬
‫إن ما يالح من خالل أفكاره ورؤاه في هذا املجال أن مكوناته املعرفية متنوعة‪ ،‬فهو يدعو إلى مبدأ الشورى وهذا مفهول‬
‫قرلني‪ ،‬كما أنه سنة تاريخية تضمنتها ع التجارب في تاريخ األمة‪ ،‬وفي نفس الوقت يدعو إلى االستفادة من تجارب اآلخر‬
‫باعتبارها تجارب متضمنة سقنا البد من النظر فيها واستلهال ما به تصلح األمة حاضرها ويستشرف مستقبلها‪.‬‬
‫خالصة إن ما يمكن أن نختم به هذه الورقة هو القول‪ :‬إن مشروع الحجوي اإلصالحي كان مشروعا متكامال‬
‫مموليا مستوعبا‪ ،‬مستندا إلى املرجعية اإلسالمية قرلنا وسنة‪ ،‬عامال بمقتضيات اإلصالح فيهما‪ ،‬مستوعبا لسنن التاريخ‪،‬‬
‫موظفا العقل واملنطق‪ ،‬كما كان مشروعه مستوعبا لواقع األمة في كل مستوياته الفكرية والثقافية واالجتماعية والعلمية‬
‫والسياسية‪ ...‬لقد كان فقيها بمتطلبات الواقع الداخلي وتأثيرات الواقع الخارجي‪ ،‬ليثبت الحجوي من خالله رؤاه‬
‫اإلصالحية ُ ْع َد نظره‪ ،‬وسداد ما دعا إليه من إصالح حقيقي جدير باإلنصاف‪ ،‬ألنها لم تكن مجرد رد فعل على واقع متأزل‬
‫وحسب‪ ،‬بل كانت محاولة لتأسجس فعل إصالحي انطالقا من وعي تال بمحركات اإلصالح‪.‬‬
‫الئحةاملراجع‬

‫‪ .1‬ىالقرويين في مطلع القرن العشرين بين التقليد والتجديدى‪ ،‬دعوة الحق (عدد ‪ ،364‬السنة ‪ ،43‬دو الحجة ‪1422‬هن ن‪2002 ،‬ل)‪.‬‬
‫‪ .2‬لسية بن عدادة‪ :‬الفكر اإلصالحي في عهد الحماية‪ ،‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي نموذجا (الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي‬
‫العربي‪ ،2003 ،‬غ‪.)1‬‬
‫‪ .3‬حميد الصولبي‪ :‬الفكراملغربي املعاصردراسة في األعالم واملؤسسات (مراكش‪ :‬املطبعة والوراقة الوطنية‪2012 ،‬ل‪ ،‬ص‪.)1‬‬
‫‪ .4‬سعيد بقسعيد العلوي‪ :‬الفكر اإلصالحي في املغرب املعاصر محمد بن الحسن الحجوي دراسة في نصوص (بنغازي‪ :‬املدار‬
‫اإلسالمي‪ ،‬دار الكتب الوطنية‪ ،2007،‬غ‪.)1‬‬
‫‪ .5‬عبد اإلله الفاس ي معلمة املغرب‪ ،‬مادة الحجوي‪ ،‬الجمعية املغربية للتأليف والقشر‪ ،‬مطا ع سال ‪1419‬هن ن ‪1998‬ل‪.‬‬
‫‪ .6‬عبد القادر قوبع‪ ،‬ىمحمد بن الحسن الحجوي (‪ 1874‬ن ‪ )1956‬رامد اإلصالح الشامل في املغرب األقص ىى‪ ،‬مجلة عصور الجديدة‬
‫(عدد ‪ ،12-11‬خريف‪-‬متاء‪ ،‬فبراير‪1434 ،‬هن ‪1435-‬هن‪2013 ،‬ل ‪2014-‬ل)‪.‬‬
‫‪ .7‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬إصالح التعليم العربي‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة الرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪.118‬‬
‫‪ .8‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬الرحلة األوربية‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪.115‬‬
‫‪ .9‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬الصورة الجمالية في خالصة تاريخ إفريقيا الشمالية‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ‪،‬‬
‫دفظر‪.4‬‬
‫‪ .10‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬الفكرالسامي في تاريخ الفقه اإلسالمي (بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،1995 ،‬غ‪.)1‬‬
‫‪ .11‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬املعارف في املغرب وجهود الحكومة‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪.199‬‬
‫‪ .12‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬النظام في اإلسالم‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪.118‬‬
‫‪ .13‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬انتحاراملغرب األقص ى بيد ثواره‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪.128‬‬
‫‪ .14‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬أهم األخبارعن حرب الثأرواالستعمار‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح‪.12‬‬
‫‪ .15‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬باالقتصاد حياة بالدنا‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪.133‬‬
‫‪ .16‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬تاريخ املوسيقى العربية‪ ،‬مخطوغ الخانة العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪.114‬‬
‫‪ .17‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬تعليم الفتيات ال سفوراملرأة‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪.205‬‬
‫‪ .18‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬حرب الثأرواالستعمار‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪.122‬‬
‫‪ .19‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬خطب في التربية والتعليم‪ ،‬مخطوغ املكتبة الوطنية بالرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪.118‬‬
‫‪ .20‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬خطبة ألفاها في مدرسة أوالد األعيان بالرباط في ‪1342‬هال‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪،‬‬
‫الرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪.118‬‬
‫‪ .21‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬مختصرالعروة الوثقى (سال‪ :‬ب‪.‬ن‪ ،‬طبعة ‪.)1937‬‬
‫محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ :‬مستقبل تجارة املغرب‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ‬

‫* باحثة في الفكر اإلسالمي‪ ،‬كلية اآلداب والعلول اإلنسانية جامعة السلطان موالي سليمان بني مالل‪.‬‬
‫‪ i‬يقت ي لل الحجوي إلى الثعالبة الجعفريين املنتسبين إلى جعفر بن أبي طالب‪ ،‬دخل أجداده إلى املغرب في القرن ‪ 6‬هن ن ‪12‬ل‪ ،‬فاستوطنوا بجوار‬
‫َّ‬
‫وادي سبو مرق املكان املدعو مشروع بالرج‪ ،‬ثم بمكان جر الوقاف بضواحي فاس‪ ،‬وأخيرا استقروا بناحية سيدي قاسم‪ .‬ويقسب إليهم مكان‬
‫ا جاوة بين قبيلة أوالد عجس ى ونهر ورغة بالضفة اليمنى لنهر سبو‪ .‬وفي بداية حكم املولى اسماعيل عد انتفاضة محلية تم نقل جدهم عبد‬
‫السالل الحجوي مع ذويه إلى تازة‪ ،‬فامتغل عضهم بالتجارة وبعضهم بالعلم وبعضهم جمع بينهما كأب الفقيه محمد بن الحسن الحجوي‬
‫الثعالبي‪ .‬أنظر‪ :‬عبد اإلله الفاس ي‪ :‬معلمة املغرب ‪.‬ج ‪( .10‬سال‪ :‬الجمعية املغربية للتأليف والقشر‪1419 ،‬هن ن ‪1998‬ل)‪ ،‬مادة الحجوي‪ ،‬صع‬
‫‪.3337-3336‬‬
‫‪ ii‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي‪ ،‬الفكرالسامي في تاريخ الفقه اإلسالمي ‪.‬الجزء األول‪( .‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،)1995 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ iii‬أبو عبد السليماني‪ ،‬اللسان املعرب عما آل إليه حال املغرب‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ iv‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،...‬ص ‪.10‬‬
‫‪ v‬تتلمذ الحجوي الثعالبي على يد علماء كبار‪ ،‬أمهرهم‪ :‬أحمد بن الخياغ الزكراوي ومحمد بن التهامي الوزاني ومحمد بن عبد السالل كنون‪،‬‬
‫ومحمد القادري‪ ،‬والحاج أحمد بن سودة‪ ،‬وعبد السالل الهواري وغيرهم‪ .‬وقد ترجم لشيوخه في كتابه‪ :‬الفكرالسامي‪ ،‬الجزء الثاني‪.‬‬
‫‪ vi‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي في تاريخ الفقه اإلسالمي‪ ،‬الجزء الرا ع‪ ،‬صع ‪.209-205‬‬
‫‪vii‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،...‬الجزء األول‪ ،‬صع ‪.11-10‬‬
‫‪ viii‬أنظر‪ :‬لسية بن عدادة‪ :‬الفكر اإلصالحي في عهد الحماية‪ ،‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي نموذجا (الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقافي العربي‪،‬‬
‫‪ ،2003‬غ‪ ،)1‬ص ‪.71‬‬
‫‪ ix‬أنظر‪ :‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،...‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ x‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،...‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ xi‬للوقوف على املؤلفات التي ألفها الحجوي ومواضيعها‪ ،‬راجع‪ :‬لسية بن عدادة‪ :‬الفكراإلصالحي‪ ،...‬ص ‪ 89‬وما عدها‪.‬‬
‫‪ xii‬لسية بن عدادة‪ :‬الفكراإلصالحي‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ xiii‬من كتاب للسلطان املولى عبد الحفي على يد الفقيه أحمد الخضر‪ .‬انظر‪ :‬الحجوي‪ :‬انتحار املغرب األقص ى بيد ثواره‪ ،‬مخطوغ الخزانة‬
‫العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،128‬ص ‪.74‬‬
‫‪ xiv‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬الجزء الرا ع‪ ،‬ص ‪.226‬‬
‫‪ xv‬ىالقرويين في مطلع القرن العشرين بين التقليد والتجديدى‪ ،‬دعوة الحق (عدد ‪ ،364‬السنة ‪ ،43‬دو الحجة ‪1422‬هن ن‪2002 ،‬ل)‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ xvi‬ن الفكرالسامي‪ ،‬الجزء الرا ع‪ ،‬ص ‪ 228 :‬ن ‪.229‬‬
‫‪ xvii‬الحجوي‪ :‬الرحلة األوربية‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،115‬ص ‪.178‬‬
‫‪ xviii‬الحجوي‪ :‬املعارف في املغرب وجهود الحكومة‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،199‬ص ‪.2‬‬
‫‪ xix‬انظر‪ :‬الحجوي‪ :‬الرحلة األوربية‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،115‬ص ‪.106‬‬
‫‪ xx‬الحجوي‪ :‬خطب في التربية والتعليم‪ ،‬مخطوغ املكتبة الوطنية بالرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،118‬ص ‪.69‬‬
‫‪ xxi‬الحجوي‪ :‬خطب في التربية والتعليم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ xxii‬الحجوي‪ :‬الرحلة األوربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪ xxiii‬الحجوي‪ :‬الرحلة األوربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.446‬‬
‫‪ xxiv‬الحجوي‪ :‬النظام في اإلسالم‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،118‬ص ‪.96‬‬
‫‪ xxv‬الحجوي‪ :‬الرحلة األوربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ xxvi‬الحجوي‪ :‬خطبة ألفاها في مدرسة أوالد األعيان بالرباط في ‪1342‬هال‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪ ،‬الرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،118‬ص ‪.69‬‬
‫‪xxvii‬من الرسالة التي عث اها الحجوي إلى املولى عبد الحفي مع أحمد الخضر الشنقيطي الحجوي‪ : :‬انتحار املغرب األقص ى بيد ثواره‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 75‬‬
‫‪ xxviii‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.396‬‬
‫‪ xxix‬الحجوي‪ :‬الرحلة األوربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪ xxx‬انظر‪ :‬نع املحاضرة في‪ :‬حسن أحمد الحجوي‪ :‬العقل والنقل في الفكراإلصالحي املغربي ‪ ،1912- 1757‬ص ‪.266 -265‬‬
‫‪ xxxi‬انظر‪ :‬الحجوي‪ :‬الرحلة االوربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 139‬وما عدها‪.‬‬
‫‪ xxxii‬الحجوي‪ :‬مختصرالعروة الوثقى (سال‪ :‬ب‪.‬ن‪ ،‬طبعة ‪ ،)1937‬ص ‪.19‬‬
‫‪ xxxiii‬انظر‪ :‬الحجوي‪ :‬باالقتصاد حياة بالدنا‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪.133‬‬
‫‪ xxxiv‬الحجوي‪ ،‬مستقبل تجارة املغرب‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ .115‬ينظر نصها في‪ :‬سعيد بقسعيد العلوي‪ ،‬االجتهاد‬
‫والتحديث‪ ،‬ص ‪ 149‬وما عدها‪.‬‬
‫‪xxxv‬الحجوي‪ ،‬حرب الثأرواالستعمار‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪ ،‬رقم ‪ :‬ح ‪ ،122‬ص ‪.19‬‬
‫‪ xxxvi‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪.404‬‬
‫‪ xxxvii‬حسن أحمد الحجوي‪ ،‬العقل والنقل في الفكراإلصالحي املغربي (‪ 1757‬ال ‪ ،)1912‬ص ‪.170‬‬
‫‪ xxxviii‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ xxxix‬ن الفكرالسامي‪ ،‬الجزء الرا ع‪ ،‬ص ‪.360 :‬‬
‫‪ xl‬ن كانت حكومة الحماية الفرنسية تنظم املحاضرات واملسامرات باملعهد العل ي بالرباغ‪.‬‬
‫‪ xli‬ن عبد الجراري‪ ،‬من أعالم الفكراملعاصر‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪.68 :‬‬
‫‪ xlii‬ن ننفسنه‪ ،‬ص ‪.69 :‬‬
‫‪ xliii‬ن رواه الطبراني في معاجمه الثالثة‪ ،‬وأبو يعلى وغيرهما‪ ،‬عن جماعة من النحابة‪ ،‬وصححه األلباني في جامعه النحيح‪.‬‬
‫‪ xliv‬مخطوغ الخزانة العامة الرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،237‬ص ‪.5‬‬
‫‪ xlv‬سورة الحجرات‪ ،‬اآلية‪.11 :‬‬
‫‪ xlvi‬الحجوي‪ ،‬تعليم الفتيات ال سفور املرأة‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،205‬ص ‪ .190‬حقق املخطوغ سعيد بقسعيد العلوي في‬
‫كتابه‪ :‬الفكر اإلصالحي في املغرب املعاصر محمد بن الحسن الحجوي دراسة في نصوص (بنغازي‪ :‬املدار اإلسالمي‪ ،‬دار الكتب‬
‫الوطنية‪ ،2007،‬غ‪ ،)1‬ص‪ 193‬وما عدها‪ .‬انظر أيضا تحقيق نفس املخطوغ في كتابه‪ :‬االجتهاد والتحديث دراسة في أصول الفكر السلفي‬
‫في املغرب‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2001‬ص ‪ 200‬وما عدها‪.‬‬
‫‪ xlvii‬الحجوي‪ ،‬تعليم الفتيات ال سفوراملرأة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪ xlviii‬الحجوي‪ ،‬تعليم الفتيات ال سفوراملرأة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.195 -194‬‬
‫‪ xlix‬الحجوي‪ ،‬تعليم الفتيات ال سفوراملرأة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪ l‬انظر‪ :‬الحجوي‪ :‬إصالح التعليم العربي‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة الرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،118‬ص ‪.27‬‬
‫‪ li‬الحجوي‪ :‬إصالح التعليم العربي‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة الرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،118‬ص ‪.28‬‬
‫‪ lii‬الحجوي‪ :‬تاريخ املوسيقى العربية‪ ،‬مخطوغ الخانة العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،114‬ص ‪.462‬‬
‫‪ liii‬الحجوي‪ :‬تعليم الفتيات ال سفوراملرأة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ liv‬انظر‪ :‬تعليم الفتيات ال سفوراملرأة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪ lv‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.396‬‬
‫‪ lvi‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪ lvii‬مخطوغ الخزان العامة بالرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،237‬ص‪.4‬‬
‫‪ lviii‬الحجوي‪ :‬تعليم البنات املسلمات‪ ،‬مخطوطة الخزانة العامة‪ ،‬الرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،114‬ص ‪.450‬‬
‫‪ lix‬من أعالم الفكراملعاصر‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ lx‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،‬الجزء الرا ع‪ ،‬ص ‪.568‬‬
‫‪ lxi‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،‬الجزء الرا ع‪ ،‬ص ‪.564‬‬
‫‪ lxii‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،‬الجزء الرا ع‪ ،‬ص ‪.562‬‬
‫‪ lxiii‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،‬الجزء الرا ع‪ ،‬ص ‪.562‬‬
‫َ‬
‫‪ lxiv‬قال املدير العال للمعارف ىهارديى عد ما اطلع على هذه املحاضرة ُمنوها بالحجوي الثعالبي‪ :‬ىفهي عد كونها ديوانا ألصول التجارة ولداب‬
‫التاجر‪ ،‬أكبر دليل على غزارة علمكم‪ ،‬وبعد غوركم في املعارف العصرية‪ ،‬ونظركم عين التدقيق واالستقتاج إلى ما ماهدتموه في رحلتكم‬
‫األوربيةى‪ .‬مخطوغ الخزانة العامة الرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،115‬ص ‪ .88‬كما لم يفت من طبعها في تونس وهو معاوية التمي ي أن ينوه باملحاضرة‬
‫فيها رجاال‬ ‫وصاحبها‪ ،‬إذ يقول‪ :‬ىومن األهم في بلوغ املراد العناية باالقتصاد‪ ..‬إذ ال يتسنى تقدل بدونه‪ ...‬ومن حسن طالع األمة أن يقي‬
‫يعرفون مكامن الداء‪ ...‬كاملرمد املصلح‪ ،‬والناجح األمين صديقنا العالمة الشيخ محمد الحجوي‪ ،‬فإنه ما ترن فرصة تضيع سدا‪ ،‬فإنه رغم‬
‫أمغاله الهامة ما فتئ يرمد ويننحى‪ .‬مخطوغ الخزانة العامة الرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،115‬ص ‪ .23‬انظر نع املحاضرة كامال في‪ :‬سعيد بقسعيد‬
‫العلوي‪ ،‬االجتهاد والتحديث دراسة في أصول الفكرالسلفي في املغرب‪ ،‬ص ‪ 149‬وما عدها‪.‬‬
‫‪ lxv‬انظر‪ :‬الحجوي‪ ،‬مستقبل تجارة املغاربة‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،115‬ص ‪.456‬‬
‫‪ lxvi‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،‬الجزء الرا ع‪ ،‬ص ‪.562‬‬
‫‪ lxvii‬عبد القادر قوبع‪ ،‬ىمحمد بن الحسن الحجوي (‪ 1874‬ن ‪ )1956‬رامد اإلصالح الشامل في املغرب األقص ىى‪ ،‬مجلة عصور الجديدة (عدد ‪،12-11‬‬
‫خريف‪-‬متاء‪ ،‬فبراير‪1434 ،‬هن ‪1435-‬هن‪2013 ،‬ل ‪2014-‬ل)‪ ،‬ص ‪.386‬‬
‫‪ lxviii‬الحجوي‪ :‬الفكرالسامي‪ ،‬الجزء الرا ع‪ ،‬ص ‪.565‬‬
‫‪ lxix‬انظر‪ :‬أهم األخبارعن حرب الثأرواالستعمار‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح‪ ،12‬ص ‪.115‬‬
‫‪ lxx‬انتحاراملغرب األقص ى بيد ثواره‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،128‬ص ‪.123‬‬
‫‪ lxxi‬الحجوي‪ :‬النظام في اإلسالم‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،118‬ص ‪. 100‬‬
‫‪ lxxii‬الحجوي‪ :‬النظام في اإلسالم‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،118‬ص ‪.95‬‬
‫‪ lxxiii‬انظر‪ :‬الحجوي‪ :‬النظال في اإلسالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ lxxiv‬من الرسالة التي وجهها الحجوي إلى السلطان املولى عبد الحفي ‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ‪ ،‬رقم‪ :‬ح ‪ ،123‬ص‪.117‬‬
‫‪ lxxv‬الحجوي‪ :‬انتحاراملغرب األقص ى بيد ثواره‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ lxxvi‬الصورة الجمالية في خالصة تاريخ إفريقيا الشمالية‪ ،‬مخطوغ الخزانة العامة بالرباغ‪ ،‬دفظر ‪ ،4‬ص ‪ 32‬وما عدها‪ .‬تأسف الحجوي عن‬
‫فشل هذه املحاوالت اإلصالحية التحدييية التي أرادها السلطان ولم يعنه عليها الوزراء الذين لم يكونوا في مستوى املسؤولية‪ ،‬وكذلك الشعب‬
‫لم يتقبلها ألنه موغل في الجهل‪ ،‬متعصب ضد كل مبادرة إصالحية لتية من الخارج‪ ،‬فكان ما جناه السلطان سبب هذا الرف يقول الحجوي‬
‫‪ :‬ىهو تضاعف الصوامر حتى هلك ما كان متوفرا في الخزامن‪ ،‬مما جعله يستدين من أوربا ديونا كانت السبب في التدخل املالي والعسكري ثم في‬
‫كل الشؤونى‪ .‬انظر نفس املخطوغ في وصف الحجوي لألوضاع التي كان عليها مغرب موالي عبد العزيز واإلصالحات التحدييية التي تطلع‬
‫إليها‪ ،‬والعقبات التي حالت دون ما كان يصبو إليه هذا السلطان الشاب‪.‬‬
‫‪ lxxvii‬الحجوي‪ :‬انتحاراملغرب األقص ى بيد ثواره‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ lxxviii‬الحجوي‪ :‬انتحاراملغرب األقص ى بيد ثواره‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬

You might also like