Professional Documents
Culture Documents
كتاب نچة الفكر في مناقب مولانا العارف بالله تعالى قطب زمانه وغوث اوانه الشيخ محمد الجسر
كتاب نچة الفكر في مناقب مولانا العارف بالله تعالى قطب زمانه وغوث اوانه الشيخ محمد الجسر
https://books.google.com
PRINCETON U.
32101 077792578
0.0.0.0.0.000.000.000
al. Jisr, Husayn3ibn Muḥammad
30
ك
تاب
صاحب الفضيلةوالرشاد
به امین
130007
10.0.0.0.0
00,000,000.0010.10.0.0.0.0.0.0.0
فهرست نزهة الفكر
بيان سبب جمع هذه المناقب والمقصود منها وبيان الاقتداء بمن
۰۱۷
بیان ماكان يرد على خاطرجامع هذه المناقب قبل ان يتحقق حال الشيخ
وانه لا ينقل الا ما سمعه لكن بتاديته بعبارة عربية عوض الكلام
رجاء جامعها العفو والصفح اذا وقع منه خطأ ونصيحنه لاخوانه
Го
بيان مماايرويه جامعها من حالنسب الشيخ وما تحقق عنده في ذلك ٢٦
بيان مولد الشيخ وتحقيق مدة عمره وما وجده والده حين الحمل
۲۸
به وتفرس بعض العلماء بشانه
ما توقعللشيخ في درس شيخه الكتبي مما يدل على حسن مستقبله ۳۱
صورة كتاب منالشيخ الكتبي من مكة إلى الشيخ وهو في البلادالشامية ٣٢
صورة اجازة الشيخ محمد الكتبي للشيخ بسند الشيخ الامير ٣٤
۳۵
صورة اجازة له بسند الشيخ الطحطاوي ٣٥
٤٦
صورة اجازة سيدنا الشيخ الصاوي للشيخ بالطريقة الخلوتية
·65
سيدنا الشيخ محمود الرافعي
19AS
ورد الشيخ الدردير قدس سره شيء وبيانكيفية زيادة الابيات ٥٤
٥٦
صورة اجازة الشيخ وخلافته بالطريقة الرفاعية
الكلام على ماكان مبشرا به الشيخ وإن عليه انظاراحد عشر وليا ٦٠
٦٣
الباعث على معاودة اشتغاله بالطريق وطروء الجذب عليه
2271
-507633
146
W
احوال الشيخ التيكانت ترد عليه حالجذبه ٦٣
شرح تلك الاحوال وتوجيهها نقلاً عن شرح تائية الصفدي للشيخ علوان ٦٤
ذهاب الشيخ الى بلاد الفتوح واقامته في بيت دجن ثلاث سنين
٦٧
Y.
حمل الشيخين الهدايا الى فقراء بلاد القدس
حلف الشيخ أنه لا يدخل البلاد الشامية حتى يخرج ابراهيم باشا
۷۳
ا منها وكان الامركذلك
Yo
نسب حرم الشيخ رحمهاالله تعالى
بيان مناقب الشيخ اجمالاً وتنويعكراماته الى انواع ووقائعه الى
۷۸
تحرير كيفية نقل جامع الكتاب المناقب الشيخ رحمهالله تعالى
ذلك فيما بعدانطلبه مناحد بني علم الدين خمسماية قرش وظهور سر
۸۱
اشارة اخرىكشفية لتلكالحادثة واشاربها الى ابتلاء بعض الاعيان بها ۸۰
اختفاء الشيخ ومن معه عن أعين الطالبين لهم من جانب
٨٦
الحكومة المصرية
М
نفوذ دعوة الشيخ فيمن أساء الادب معه
اشارته الكشفية وهو في قبرص الى شنق من اهاج حادثة القتلى ٨٩
وهوفي طرابلس
المرض البه
تصرفه فيمن آذى احد الطرابلسيين بنقل ۹۲
تبشيره لاحد من يلوذ به بوظيفة بالباسه جبته حينما شكا اليه من
٩٤
ا يتعدى عليه
بالعكاز وقوله لها اطلعي فحدث انالمركب غرق ولم ينج منه الا
حادثة ابي خليل اباظه حينما سقاه من القصبة وصاريراها في نومه ۹۹
ارساله بعض تلامذته لرقية بعض اعيان الاستانة وهيه له ان ۱۰۲
رقيته لاحد اولاد الوزراء وهو مصروع وما يتبع ذلك مما يدل على
واقعة الدرويش علي حبيب جده مع الشيخ حسن الشالح وهي ۱۰۷
مكاشفته على بعض بني العطار من الشام واخباره بانه مستقبله في مصلحته ما هو ۱۱۰
۱۱۲
الشاهانية الذي جاء يودعه اني نصبت لك راية لاجل السفرالى ١١٢
حادثة الشيخ احمد عبد الجليل حينما ضربه على رجله المصابة
۱۱۳
( مكاشفته على ما حدث للحاج عثمان علم الدين من الغرق في بحر كل
118
انتقال المرض بتصرفه من رجل لاخر وتوجيه ذلك بان ليس ۱۲۰
تصرفه برجل اعطاه عكازه وقالله ارمحفجعل يركض ذهابًا وإيابًا دلا
مكاشفته على امراة تخصه حين قرات اورادًا ليس لها استطاعة
١٢٤
بقرائتها عند محمد بيك المحمد
قوله للشيخ نجيب الزعبي اني ارى في هذا الحائط مزاهرمعلقة الخ
هلا
من اللطائف
واقعة لطيفة حينما طلب منه أخوه أن يعلمه صنعة الكيمياء ۱۳۳
حادثة مصطفى اغا الأظن حينما حبس لاجل اموال اميرية عليه
١٣٤
الاولى في عرض يوسف باشا تقديم مضبطة بطلب معاش الشيخ ۱۳۸
نقله السعال منه الى الشيخ سليمان البطاوي عندما البسه عمامته ١٤٣
ما حدث لشقيقته عند ماطلبت منه منديلاً كان على جبينه وقال ١٤٥
واقعته معشقيقته الكبيرة حين تسلط عليها الجن وتصرفه بصرفهم عنها ١٤٩
101
مكاشفته على طلب عائلة بيت الشيخ ابي رباح وتسخير قلب احد المسكين له
اشارته الكشفية الى ابي حسن شاكرالبيروتي بما يعين له ولرفقته 001
اسعد المذكور
ما اشاربه من الكشف عما سيقع لابنة سيدنا الشيخ سليم الدجاني
١٦٠
171
وهوكتاب محتو على تنميقات ادبية تدل على ان للشيخ يدا في فن
مكاشفته على الرويا التي راها الشيخ ابو النصرأن أهل الطريق ١٦٨
البسوه خلعة
تصرفه بالحاج بكري حنيتاولمجذوب عند ما اباح بما لم يؤذن به ۱۷۰
علىالوجه المعقول
اشارته الكشفية الى تزوج ولده بنتاحداخوانه ونفوذ ذلك بعد سنين ۱۷۳
لا
عنده الودائع
مداومته في سفرة وفاته على تلاوة قوله تعالى وليخشى الذين الاية ۱۸۲
عبدالله المطرجي
ما اشاربه الى ذلك فيكلامه مع ابي خليل اباظه في صيدا ۱۸۳
ما اشاربه الى ذلكعند وصوله الى يافا وقوله للشيخ الدجاني بانه
۱۸۳
والجواب عن ذلك
خطابه للشيخ الدجاني عند وصوله الى يافا وانه لا يرضى الابان
١٨٥
صلاته على نفسه صلاة الجنازة في مقام الشيخ العجمي خارج يافا
117
ما اشاربه ايضا الى قرب اجله في استحسانتخميس الشيخ ابي رباح
۱۸۷
ما اجراه عند دخوله اللد من الاشارات الكشفية الى قرب اجله ۱۹۰
دعوته اخوانه الى طعام وضعه في الموضع الذي دفن فيه فيما بعد
۱۹۰
مكاشفته على ضمير احد اهالي بيت عور حين خطرله تمني دفنه
۱۹۱
ما جرى بين اهل اللد واهل الرملة من المخاصمة في دفنه ١٩٤
رؤية الشيخ ابي رباح له يوم السابع منوفاته واقفا بجانبه في حلقة
١٩٦
5..
ذكرالمراثي التي رثي بها الشيخ رحمه الله تعالى من العلماء الاعلام ٢٠٠
لال
شرح ما اشتملت عليه تلك المراثي مما يدل على نسب الشيخ ويشير
الاشكال بانهكيف ساء الشيخ يتم ولده وهو من اهل الاتكال ٢١٤
والجوابعن ذلك
اشارة الشيخ الى مدة بقاء سيدنا الشيخ محمود الرافعي بعده ٢١٩
عند
فصل في مناقب حدثت للشيخ بعد وفاته تدل على كرامته
۲۱۹
حادثة الرجل العكاوي الذي قدم الى الشيخ بعد وفاته شكوى
۲۱۹
واقعة المرأة التي جاءت الى مقامه وشكت اليه سرقة دجاجتها
٢٢١
ابكثير منالسنين
يخدمها
أو
قوله لحرمه انك ترين أهلك ثم نفذكلامه بعد ست عشرة سنة ٢٢٤
ما قاله لابن شقيقته ان ولدي يكون في مقامي وانت تحت يده
٢٢٥
مكاشفته على مستقبل الشيخ ابي رباح في جميع ما سيحصل له ٢٣٧
، ٢٢٨
ومجيء المراكب الفرنساوية الى بيروت ونفوذ ذلك بعد سنين
عدة روايات من احواله تدل على ورعه وزهده وتقواه والتزامه منهج
مکارم الاخلاق
بيان الحامل على ذكر شيء من شعره وإن الشعر ليس منقبة
۲۳۹
الارباب القلوب
تصريح الشيخ الدجاني بشرف الشيخ في النسب والكلام على ذلك ٢٤٤
2000
۱۷
الرحيم
الحر
الله
بسم
وبه ثقتي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه اجمعين .وعلى التابعين له باحسان الى يوم الدين اما بعد فيقول
الصالحين .استجلابا للرحمة بذكرهم وتقوية للايمان بشرح غامض سرهم .
لاسيما منهم الذين لهم رابطة محبة مع سيدي الوالد المرحوم ولهم فيه حسن
اعتقاد فان ذل م
كما يوفرلهم هذه الثمرات ويجددها لهم بتكرار اخباره وتذكر
آثاره وقد عن لي ان اسمي هذا المجموع عند تمامه نزهة الفكر .في مناقب
١٨
الشيخ محمد الجسر .فاسأله سبحانه وتعالى ان يوفقني للاتمام بجاه سيدنا
محمد عليه الصلاة والسلام .هذا وإن كنت لا أمن من دسيسة نفسية
بذكر مناقب والدي رحمه الله تعالى وتدوينها فان للنفس حظاً وافراً
بمدح سلفها النسبي ولكني ارجو الله سبحانه وتعالى من فضله وكرمه ان
تعالى وإن يكون ذلك التدوين شكرًا له سبحانه بالتحدث بالنعمة المتي
انعم بها على والدي فكانت علي اكبر منة ارجو بها عناية الباري سبحانه
في شأني كما اشار الى هذا المعنى سبحانه وتعالى فيكتابه العزيز وتعالى
بقوله عز وجل وكان ابوهما صالحًا فاسأله تعالى ان يتفضل علي بانجاز
هذا الوعد الاشاري عاجلاً وآجلاً فاني اكبر محتاج للطفه وإحسانه
وفضله وامتنانه وهو سبحانه اكرم من يفي بوعده ويتفضل على عبده لاسيما
عبد حقير مثلي ليس له عمل يرجوه ولا علم نحوه وإذاكان كثير من العلماء
وتعريفا باحوالهم ليأخذ الناس عنهم العلم ويقتدوا بهم في الطريق فلا
حرج على فضل مولانا سبحانه وتعالى ان يجعل تدويني لمناقب والدي
رحمةالله تعالى في هذا المجموع تحدثا بنعمته سبحانه عليه وعلي وتعريفا
لحاله رحمهالله تعالى ليقتدى به وان يجعل نيتي خالصة ويثيبني على ذلك
بفضله وكرمه فالكل منه واليه فهوسبحانه خالق العمل ومخلص النية عن
الزلل ومعطي الثواب فضلاً ومنة واليه يرجع الامركله عليه توكلت واليه
١٩
انيب وممن ذكر وا مناقب انفسهم ودونوها تحدثا بالنعمة الشيخ الامام الفقيه
الحموي والشيخ الامام العالم العلامة لسان الدين ابن الخطيب والشيخ
العارف بالله تعالى ابو عبد الله القرشي وشيخه الشيخ العارف بالله تعالى ابو
الربيع المالقي والشيخ العارفبالله تعالى صفي الدين ابن ابي المنصور والشيخ
الامام المجتهد الزاهد ابو شامة والشيخ الامام المحدث الحافظ تقي الدين
الفارسي والشيخ الامام الورع الزاهد ابوحيان والشيخ الامام المحدث الحافظ
ابنحجر وتلميذه خاتمة الحفاظ في مصر الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه
الله تعالى فانه ذكر مناقب نفسه في طبقات الفقهاء وفي طبقات المحدثين
وفي طبقات المفسرين وفي طبقات النحاة وفي طبقات الصوفية وفي طبقات
المقرئين وقال في كتاب التحدث بالنعمة انما ذكرت مناقبي اقتداء بالسلف
الصالح وتعريفا بحالي في العلم ليأخذ الناس عني وتحدثا بنعمة الله عز
وجل لا افتخارًا على الاقران ولا طلبًا للدنيا ومناصبها وجاهها معاذ الله
تعالى ان اقصد ذلك واي قدر للدنيا حتى يطلب تحصيلها بما فيه ذهاب
الدين واللعنة والطرد عن حضرة الله تعالى وقد ظهر شيبي ومضى اطيب
عمري وعيشي ودنا رحيلي اه .نقله الشيخ عبد الوهاب الشعراني في اوائل
الله على الاطلاق الذي الفه في بيان جملة كثيرة من الاخلاق المحمدية
الشيخ
والنعم التي انعم الله تعالى بها عليه ثم قال بعد ما نقل ما تقدم عن
5.
الكتاب الافتخار على الاقران معاذ الله ان اهدي الى حضرته تعالى كتاباً
مشتملاً على ما استحق به اللعنة والطرد هذا هو قصدي الآن وارجو من
الله تعالى دوام هذه النية الصالحة الى الممات وما ذلك على الله بعزيز
فاياك يا اخي ان تبادرالى الانكار على اولئك القوم الذين اقتديت بهم
او علي في ذكر مناقبي واخلاقي التي تفضل الله بها علي في هذا الكتاب
وغيره وتقول أنه ليس من الادب ان يذكر العبد مناقبه فيكتابه فان
عليك ان تحمل القوم على المحامل الحسنة كنحو انهم ما ذكروا لاخوانهم
شيئاً من مناقبهم واحوالهم الأ ليقتدوا بهم فيها هذا هو اللائق بمقامالعلماء
اه كلام سيدي الشعراني رحمه الله تعالى فاسأل الله تبارك وتعالى كما
خلص نيات هؤلاء الاعلام في مناقبهم ان يخلص نيتي في هذا التأليف -
عن الذي اذكر فيه مناقب والدي رحمه الله تعالى وان يطهرها
وكرمه أنه على ذلك قدير وبالاجابة جدير وما ذلك بعزيز هذا وما
عه عسى
والدي رحمه الله تعالى وتدوينها اقتداءنا واتباعنا له في علمه وورع
الله تعالى ان يتفضل علينا بما تفضلعليه فالواجب علىكل من اطلع على
قصورها وبحثها على اتباع الشيخ في سيرته وانتهاج منهجه ولا يجعل ذلك
اد
ميزانا يزن به احوال غيره من مشائخ زمانه ويصير دأبه ان يقول عند
مطالعة مناقب الشيخ هكذا المشايخ يكونون وليسوا كمشائخ هذا الزمان
فانهم ليس عندهم من المشيخة الأ الاسم فلا اخلاق عندهم تشكر .ولا
كرامات لديهم تذكر .وما دأبهم الاجمع الـ
والمشاححة عليها وامثال
هذا الكلام الذي طالما سمعته منكثيرين عندما يجري ذكر والدي
رحمهالله تعالى والتحدث باحواله فتراهم يحطون على مشائخ هذا الزمان
بامثال هذا الكلام ويقولون ما بقي في الكون مثل الشيخ الجسر بل
ما بقي احد يعنون من الاولياء ولوكان لرأيناه فتارة اسكت عن مجاوبتهم
الامورتقتضي سكوتي وتارة ارد عليهم بقولي ان هذه الامة المحمدية لا يزال
الخير فيها الى يوم القيامة وإن الكون لا يخلو عن الاولياء لا سيما منهم من
ربط الله سبحانه بهم تدبير هذا الكون على ما اقتضته حكمته الباهرة
نظامالعالم على ما دبر الحق سبحانه وتعالى كما ذكره سيدي الشعراني
هذا ينهض دليلاً فانه لا يلزم من عدم الدليل عدم المدلولكما هو مقرّر
في محله لا سيما وانتم لم تستقصوا جميع العالم بالاختبار ولا اهل بلدكم بل
ولا اهل محلتكم ولو فرض وقوع ذلك الاستقصاء فالوقوف على بواطن
الخلق عسير جدا فالرجال صناديق مقفلة وكثيرًا ما يعسر انفتاحها او
بكل ما يمكن لا سيما منهم القطب رضيالله تعالى عنه فقد نقل الشيخ الشعراني
در
الخلق الى الحق وهم الذين يؤيدون بالكرامات لتقوية ايمان المريدين قد
سنة الله تعالى في هؤلاء انهم كالرسل عليهم الصلاة والسلام فانهم ورثتهم
فتارة يظهرون للناس ويدعونهم الى سلوك سبيل الحق وتارة يحتجبون
عنهم كالفتن بين الرسل فلا يظهر منهم احد ولا تجدهم مؤيدين بكرامة
فهذا الزمان الذي نحن فيه هو بلا شك زمان فترة الاولياء والمرشدين
وخبره ينبيك عن خبره فعدم رؤيتنا لهم وظهورهم لنا لا يلزم منه عدم
الظن بمشايخ هذا الزمان ونومل لهم احوالهم بكل ما يمكن ونكل بواطنهم
للحقسبحانه ونجعل التحدث بمناقب الشيخ رحمه الله تعالى وامثاله ميزانا نزن
به احوالنا لا احوالهم فذلك أنفع لنا واسلم والله سبحانه وتعالى اعلم واياك
يا اخي انتظن بي اني أقصد في هذا الخطاب اخواني فقط وانما اول مقصود
به نفسي فانها اعظم مخالف مع ان اللائق بها ان تكون اول مقتف آثار
الشيخ رحمه الله تعالى اذ الانسان محبب اليه اقتفاءآثار والده بمقتضى
فأول مقصود به نفسي فهي اعظم محتاج وافقر مضطر الى سلوك سبيل
المدى فاسأل الباري تعالى ان يوفقني انا واخواني لما فيه رضاه بجاه سيدنا
فليقل احسبه كذا او اظنهكذا ولا يزكى على الله احد اي لانه تعالى هو
اعلم بمن اتقى فغاية ما اذكره في هذا الكتاب عن والدي رحمه الله تعالى انما
هو الظن غالبًا وإنكانت بعض مناقبه نقلت الي على وجه يشبه التواتر
وانه كان على قدم مستقيم وحالة مرضية فهذا امرمتواتر بلا شك ولا ريب
كما ستعلمه باطلاعك على هذا الكتاب والاحاطة به ولا تتوهم يا اخي
ان الظن لا يعبأ به ولا يعتمد عليه فان احاديث الآحاد غاية ما تفيده
تربيتهم في الطريق على يد الشيخ والدي رحمه الله تعالى وداوموا على
الحضور الى محلنا ومحل سيدي الشيخ محمود الرافعي في اوقات قراءة الاوراد
وإقامة الاذكاب
رمعية اولاد سيدي الشيخ محمود المذكور ومعيـة عمي الشيخ
مصطفى فكنت اسمع منهم ذكر مناقب الشيخ رحمه الله تعالى واحواله التي
اختصه الله تعالى بها وما اظهره الله على يديه من الكرامات وما حصل له
من الكشف الصحيح فاقول في نفسي ان هولاء الاخوان لهم محبة وافرة مع
كل شيء شاهدوه من الشيخ رحمه الله تعالى حسنًا وناهيك بعين الرضى
صدفة ولعل ذلككانكذا وكذا فلا يزدادون بهذا الكلام الأثباتا على
ما اخبروا به عنه رحمه الله تعالى ويكثرون الشواهد على اثبات احواله
اخواننا بل ممن لهم اقل اجتماع بالشيخ رحمه الله تعالى بل من المشهورين
بالانكار على اهل الطريق وسافرت إلى محلات كثيرة كترى عكار
اجتمع معهم ممن ذكر ومن اهل تلك الاماكن ذكر كراماتواحوال وقعت
لهم مع الشيخ رحمه الله تعالى شاهدوها وسمعوها وتكررت على ابصارهم
واسماعهم حتى اني سمعت بعض احوال وكرامات للشيخ من بعض المسيحيين
اخبرني بها عن مشاهدة وسأذكرها فيما سيأتي وكان عند ما يحدثني بها
ثم يقول لي لا تظن يا فلان اني احدثك بذلك ولا اعتقده وتقول ان هذا
نصراني لا يعتقد في احوال المسلمين فوالله العظيم اني اعتقد انه كما يوجد
في بني اسرائيل انبياء يوجد في هذه الامة اولياء هذاكلامه معي والله اعلم
بحقيقة الامور فعند ورود جميع ما ذكرته لك على سمعي وتكرره من جميع
ستشاهد ذلك عند تفصيل اخبارالشيخرحمه الله تعالى منقولة عمن اخبرني
بها علمت حينئذ ان الشيخ كان على قدم عظيم وطريقة مستقيمة وانه كان
ممن أيده الله تعالى بالكرامات وتفضل عليه بالمقامات وارتفع الشك عني
احوال الشيح في زمن صغري لم يكن ذلك منهم ميا لغة ولا بداعي المحبة
رحمةالله تعالى مع ملاحظة القرائن الدالة على صدق الخبر بقدر الامكان
والعهدة على الناقلين ولك علي عهد الله تعالى اني لا انقل لك الأ ما
سمعته وحدثت به وانا وانت في ذلك سواء فاني لم ادرك زمن الشيخ بل
توفي رحمه الله تعالى ولي من العمرتسعة اشهر ولتعلم ان نقلي لتلك الاخبار
المعنى لاخبارهم وليس هو بنفس الفاظهم فان ذلك عسير جدا لاسيما وغالب
اعتمدت على تلخيص المعني بالفاظ من عندي تؤديه على قدر الامكان
فارجو الله تعالى ان لايؤاخذني فيما لو وقع منيخلل يوجب نقصاً اوزيادة لم
تكن باختياري ولم تتنبه لها افكاري وقد ابى الله العصمة اغبركتابه ورسوله
الاكرم صلى الله تعالى عليه وسلم هذا فان حسنت ظنك يا اخي واعتقدت
باحوال الشيخ رحمه الله تعالى فنرجو الله تعالى أن يكون لك في ذلك
٢٦
الخير العظيم وإن لم تعتقد ذلك فلا ضير على الشيخ ولا على هذا العاجز
الاولياء ويسلم باحوالهم معتنقا مذهب اهل السنة والجماعة واما اذاكنت
معتزلي المذهب شيعي الاعتقاد وتنكر كرامات الاولياء واحوالهم فليس لنا
كلام معك وانما المتكفل بالرد عليك هو الكتب الكلامية فهي التي ترغم
في دمياط تسمى بيت المائي وانه رحمه الله تعالى حين ذهابه لاداء فرض
الحج مر على دمياط وقصد ان ياخذ صورة نسبه من العائلة المذكورة لانهم
اشراف فما وجد منهم في ذلك الوقت الا اولادًا صغارالا يمكن استحصال
صورة نسبه منهم اهكلامها ولم يصل الى معرفتي أول من انتقل من دمياط
وسكن طرابلس من آباء الشيخ ثم اني بناء على هذا الحديث الذي حدثتني
اهل العلم من اهالي دمياط فسالته عن عائلة بيت المائي فاخبرني انه يوجد
في هذا التاريخ وإن كبيرعائلتهم توفي من سنين قليلة وكان منهم اناس
موجها عليه وظيفة جاويش العلماء وانه كان يتسم بعلامة الاشراف التي
تختص بهم حسب عوائد تلك البلاد ونسبتهم في الطريقة الى حضرة سيدي
احمد الرفاعي قدس الله سره العزيز اه .ثم عند اجتماعي بشيخنا الشيخ عبد
۲۷
القادرابي رباح الدجاني اليافي الذي كان معظم حضوره وتلقيه العلم عن
والدي عند اقامته في يافا رحمه الله تعالى وله عليه تربية الطريق حين
مدة عمري ما كافئت ساعة من ساعات والدك معي فان والدك رحمه الله
منذلك فسالتهرحمه الله تعالى وقلت له يا سيدي لي في هذا المجموع شي
هل عندك علم من والدي في نسبه وهلكنت تفهم منه انه شريف منآل
والدك رحمه الله تعالى انه شريف من آل البيت رضي الله عنهم اه ثم
وجدت في مرئية سيدنا الشيخ ابي رباح المذكور التي رثى بها والدي وسانقلها
لك في هذا الكتاب ما هو تصريح منه بالجزم بصحة نسبوالدي رحمه الله
تعالى واتصاله بسيد العالمين عليه الصلاة والسلام وذلك قوله في تعداد
مناقبه
وكذلك قول الشيخ حسن سليم الدجاني في ابياته التي سترد عليك في
برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم خبط عشواء من غيراستناد على
دليل فان ذلك شهادة واي شهادة وهل تثبت الانساب الا بشهادة
гл
ويقيم وقتا رفاعيا فاجتمعت مع رجل من تلامذته يبلغ عمره ستين سنة
فسالته عن شيخه اخي جدي المذكور وعن انتسابه فاخبرني انهكان ينتسب
الى سيدنا الرفاعي رضي الله تعالى عنه طريقة ونسبا اه ومما يستانس به لهذا
السيد الرفاعي رضي الله تعالى عنه وطالماكانيستنجد بهفي الشدائد فيجد
منه مددًا ظاهراكما سياتي ذكرشيء من ذلك ان شاء الله تعالى فهذا ما
بلغه علمي في نسب الشيخ رحمه الله تعالى وسنعود الى الكلام على ذلك
ايضاً في اخر الكتاب لمناسبة هناك والعلم عند الله سبحانه ولا يمكنني الجزم
وصحة الانتساب لحضرة النبي عليه الصلاة والسلام ولادا خوفا بالشرف
من وقوعي تحت الوعيد الشديد الوارد في حق من انتسب الى غيرابيه وقد
يقع في ذلك كثير من الناس بمجرد الوهم بل محض افتراء ويحسبونه هينا
وهو عند الله عظيم ولكن ارجواالله تعالى انتكون هذه النعمة متحققة
فيا لها من منة عظيمة وكرامة جسيمة ثم ان مولد الشيخ رحمهالله تعالىكان
في طرابلس وعلى ما اخبرني به عمي الشيخ مصطفى من ان الشيخ توفي وله من
حكام طرابلس هاجت عليه الاهالي وقتلوه وإنها حملت بالشيخ من ايام
٢٩
في العرس فراجعت تاريخ حسن اغا اليوسف المحرر على قبره فوجدته
جمادى الثانية سنة الف ومائتين وسبعفاذا حسبنا مدة الحملمن رجب
تسعة اشهرحسب العادة الغالبة فيكون مولد الشيخفي ربيع اول سنة الف
علىكل يسير واخبرتني شقيقة الشيخ عن والدته انها كانت تحكي انه عندما
وحارب أهاليها بعض الوزراء وهربت الاهالي الى بلاد شتى ذهب والد
الشيخ به وبامه الى دمشق وكان عمر الشيخ تقريباً سبع سنين فرآه بعض
ولاولياء كلاما هذا معناه ولا غرابة في ذلك فان هذا الامريكون بطريق
اا
وراثة علماء هذه الامة لنبيهم عليه الصلاة والسلام فكثيرا ما تفرس به
صلى الله تعالى عليه وسلم كمان ذلك الزمان واخبر واجده وعمه بذلك
رحمه الله تعالى تربى في حجروالده وتعلم القرآن الشريف والكتابة وصار
يتردد على الشيخ عبد الله دبا الولي الشهير باني المدرسة التي في طرابلس
المشهورة باسمه ولما بلغ من العمرثماني عشرة سنة استأذن من والده لزيارة
سيدي السلطان ابراهيم ابن ادهم في جبلة فاذن له فبعد زيارته ذلك
5.
السلطان نوجه الى مصر لاجل المجاوره في الجامع الازهرلطلب العلم وارسل
فاخبر والده بذلك فصار والده يرسل له مؤنته ثم في اثناء مجاورته توفي
والده رحمه الله تعالى فحضر الشيخ الى طرابلس لرؤية والدته واخوته ثم
عاد الى المجاورة في الازهرالانور وقد بلغني منكرامات سيدي الشيخ احمد
الصاوي قدس الله سره وبشاراته لوالدي انه قبلان يرد خبر وفاة جدي
والد الشيخ الي مصرقال سيدنا الصاوي في حضور والدي ومحفل من
اخوانه اسمعونا الفاتحة لروح الحاج مصطفى الجسر يعني جدي فجعل
والدي يبكي فاخذ سيدنا الشيخ الصاوي يعزيه ثم انه جعل يضرب ظهره
مدة من الزمان ورد لوالدي الخبر بوفاة والده رحمهم الله تعالي جميعا هذا
ولا يخفى انه في ذلك الزمان لم يكن تلغراف ولا بريد منتظم بين مصروالشام
ثم بناء على ما تقدم من ان مولد الشيخ رحمه الله تعالىكان سنة الف
ومائتين وسبع اوثمان وجاور في الازهر وله من العمر ثماني عشرة سنة فتكون
في العلم من سيدنا الشيخ محمد الكتبي رحمه الله تعالى وفي الطريقمن
سيدنا الشيخ احمد الصاوي قدس سره مؤرخة سنة الف ومائتين
وثمان وثلاثين كما ستراه عند نقلي لها والغالب ان الاجازة تعطى في آخر
في مدة ملازمة التلميذ لشيخه فتكون مدة مجاورة الشيخ رحمه الله تعالى
الازهر وسلوكه الطريق على سيدي الشيخ الصاوي رضي الله تعالى عنه مع
المدة التي حضرفيها الى طرابلس عند وفاة والده هي ثلاث عشرة أواثنتي
۲۱
عشرة سنة وكل ذلك على سبيل التقريب على حسب ما بلغني وارجو الله
تعالى ان لا يؤاخذني بزلل يقع مني انه جواد كريم ثم ان الشيخ كان معظم
الرباني خاتمة المحققين السيد الشيخ محمد الكتبي تلميذ سيدنا الشيخ احمد
رحمه الله تعالى وتلميذ سيدنا الشيخ احمد الطحطاوي رحمه الله تعالى
المجاور اخيرا في مكة المشرفة وكان حضوره عليه وتلقيه العلم عنه باشارة
سيدنا الشيخ الصاوي قدس سره هكذا بلغني وسمعت من البعض ما
يناسب ذكره وهو ان سيدنا الشيخ الكتبي رحمه الله تعالى كان في بعض
الازهركما هو العادة فيه من اقامة احتفال عند ختم الكتب العلمية فاخذوا
يوردون عليه اسئلة دقيقة وكان والدي رحمه الله تعالى مقرنًا عنده فسكت
ميدي الكتبي رحمه الله تعالى واخذ والدي يجاوبهم عن اسئلتهم بالاجوبة
السديدة فان صح هذا الخبر فتكون هذه الواقعةكرامة لسيدنا الشيخ ال
كتبي
رحمه الله تعالى وتدل على قابلية والدي رحمه الله تعالى لانظار
المشايخ
وبشارة بما يعطيه الله تعالى فيما بعد من الخير العظيم وقد حقق له ذلك
وانما قلت معظم حضوره على سيدي الكتبي لاني وجدت له رحمهالله
النحوالوهم شيخنا الشيخ محمد نشابة ثم الشيخ عمرالحلبي ثم الشيخ محمد الحلبي
٢٢
ثم الشيخ مصطفى المبلط ثم الشيخ احمد المرصفي ثم الشيخ ابراهيم الباجوري ثم
الشيخ مصطفى البولاقي اه .والظاهر حيث انه لم يعد منهم الشيخ الكتبي ان
حضوره عليه كان فيما سوى النحو من علوم الحديثوالفقه واقول اني في
المبلط قدسالله روحه واظن ان الشيخ احمد المرصفي الذي ذكره الشيخ
هو والدي شيخي الشيخ حسين المرصفي الذي كان معظم حضوري في
في الازهر اطال الله عمره العربية والعقلية عليه ايام مجاورتي العلوم
على والدي رحمه الله احببت ان انقل لك هنا صورة كتاب بخط سيدنا
من المحبة في قلب شيخه للشيخ والدي محوره الطاهرة وتنويها بما
ومربيه وقد وجدت هذا الكتاب بين اوراق في مكتبة والدي رحمهالله
وهو محرر على ورق سميك ويظهر من تحريره انه كتب في عام الف
ومائتين وبضع وخمسين وإنا انقله لك الآن وهو بين يديكأنه محرر
من سنين قليلة ونقلي لصورته في هذا المجموع سنة الف وثلاثمائة وثلاث
وهذه صورته المباركة سلام عبق الاكوان عنبره وريحه .ونبت في الارجاء
راقيًا المراتب العلية بهمة أبيه .وقوة رضية .وبية خيريه .آمين .وبعد
۴۴
فالمعروض عقب الدعاء المفروض انه لما حصل التصريح من الاستاذ في
حال حياته بان تربيته لنا انما هي لاجل الحرمين وأمهلني لخدمة والدب
وحضور وفاته فلما انتقل الوالد الى الرفيق الاعلى بتاريخ فجرالاحد رابع
عشر شهر صفرسنة أربع وخمسين اسكنه الله العلا فبعد موته تعسرت
احوال المقام .وحصلت الهمة للتوجه لزيارة البيت الحرام .بتاريخ غرة
جمادى الآخرسنة ثمان وخمسين فوصلت مكة المشرفة رابع رجب الاصم
قوله وما اصابكم يوم التقى الجمعان واتممنا النسك في ذلك العام .ويسر
لنا المولى بمكة الى الحج الثاني المقام .بان اعجزنا عنالترحال وامتنعلي
بان اقدرولدي السيد محمد على اتمام الدرس كماكان على اتم منوال
واحسن حال فلما ظهر للناس وبعض الاقران ما ظهر لهم من الاهتمام
مجاله بادروا بالهمة ان يرتبوا له معلوم مدرس فاخبر مدير الحرم بكتابة
فمكثنا هذه المدة ننتظرذلك الخبر فلم يرد عدل ولا صرف فتحققنا في هذا
العام أن بعض من يكره لولدنا بمكة المقام قد بذل وسعه في منع هذا الامر
وقد تواطا هو مع المدير على ذلك بل الزمه بالقهروكان من نيتي انه ان
وقع هذا الترتيب لولدي اسعى لزيارة الارض المقدسة ويكون في ضمن
الامر لولدي سهل عليكم حيث ان جناب صره اميني من اولادكم وحيث
ان ولدي بتربيتي اياه صاردرسه في الحرم لا يضاهى بسواه ولم يكن من
٣٤
الذين لا يحسنون المقال ولا يخفاكم ان الانسان يسأل عن العز والجاه كما
يسأل عما اكتسبت يداه ونحب انكم بالهمة يكون لكم ثواب مقامه بالحرم
المنيف وإن تكون بسعيكم قدرتنا على زيارة القدس الشريف والسلام
نزيل مكة المكرمة ) والختم منقوش فيه بيت البردة الشريفة ( فان لي ذمة
صورة هذا الكتاب فنقله لا يخلو من فائدة يذوقها ذووا الالبابولنرجع الى
ما كنا بصدده من ترجمة حال الشيخ والدي رحمه الله تعالى فنقول ثم ان
سيدي الشيخ الكتبي رحمهالله تعالى قد اجاز والدي رحمه بسند سیدنا
ومولانا الشيخ محمد الامير رحمهالله تعالى المحنوي على اسانيده وإجازاته من
ومولانا الشيخ احمد الطحطاوي المحنوي على أسانيده في فقه الامام ابي حنيفة
لوالدي على ظهركل منها ممضاة بامضائه مختومة بخنمه كما وجدت ذلك
التبرك ولا يخلو ذلك عن فائدة فاقول اما صورة اجازة سيدي الكتبي
لوالدي بسند سيدنا الاميرفهذه هي بحروفهاكما وجدته محرر على ظهر السند
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .اما بعد فقد على اشرف المرسلين
وملاذي الشيخ الامير نفعني الله والمسلمين ببركاته فاقول وان كنت لست
اهلا لذلك ولا ممن يحوم حول تلك المسالك قد اجزت المذكور بما حواه
ايضا نجله وسميه امام الوقت وحسب ما اجازني به ايضا استاذنا وقدوتنا
الله
العارف بالله تعالى الشيخ احمد الصاوي المالكي واوصيه بتقوى
سراً وجهرا وبحسن الخلق سفرًا وحضرًا والله اعلم والامضاء ( محمد
الحنفي عفي عنه بمنه اه .والختم منقوش فيه بيت حسين الكتبي
البردة المتقدم وهو فان لي ذمة الخ واما صورة اجازته له بسند سيدنا الشيخ
احمد الطحطاوي رحمه الله تعالى فهذه هي بحروفها كما هو محرر على ظهر
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اما بعد فقد طلبمني الحسيب النسيب
الفاضل الاديب .السيد محمد الجسر الطرابلسي ان اجيزه بما حواه سند
بخطه فاقولوإنكنت لست اهلا لذلك ولاممن يحوم حول تلك المسالك
اجزت المذكور بما حواه هذا السند الشريف وبما صحت لي روايته عن
في خلواته وجلواته والله اعلم وحضرًا وان لا ينساني من صالح دعواته
والامضا ( الفقير محمد حسين الكتبي الحنفي عفي عنه بمنه وكرمه ) والختم
كما تقدم في الاجازة الاولى ثم ان صورة الاجازة الاولى مؤرخة بخمسة عشر
شعبان سنة الف ومائتين وثمان وثلاثين وهي مع الثانية على ظهرالسندين
في مجموع واحد وسيأتي نقل اجازة سيدنا الشيخ الصاوي رضيالله تعالى عنه
مؤرخة بستة شعبان سنة الف ومائتين وثمان وثلاثين فهذا ما اشرت اليه
فيما تقدم من ان اجازات الشيخ رحمهالله تعالى مؤرخة في تاريخ واحد فتنبه
ثم ان هذا الفقير محرر هذا المجموع قد تفضل على الباري باجازة
سيدي الشيخ عبد القادرابي رباح الدجاني بهذين السندين وحرر لي
صورة الاجازة بها بخطه على ظهرهما ايضاً حسب ما اجازه بهما والدي رحمه
الله تعالى وحسب ما اجازه بها ايضا شيخ والدي وهو مولانا الشيخ الكتب
عند
ما اجتمع به في مكة المكرمة عام ادائه الحج الشريف واجازني رحمه الله
للمعارف الشيخ الدردير وبجميع ما حواه سند العلامة السيد عبد الرحمن
بلدتنا الشيخ مسلم الكزبري رحمهالله تعالى طلبت منه الاجازة بسند والده
لشيخ عبد الرحمن رحمهالله تعالى المتقدم ذكره وكان صورة طلبي منه
۲۷
علم الحديث فاجازني رحمه الله تعالى بذلك السند الشريف وهوكما اشتهر
اعلی سند يوجد في هذه البلاد ثم بعد رجوعه لبلده دمشق ارسل لي صورة
الاجازة من نظم الرجز الرقيق المطرز بكل لفظ انيق فالحمد لله على هذه
المنة ولا زالت سحائب الرحمة والرضوان هاطلة على ارواح هؤلاء
الشيخ العلمية من شيخه الشيخ الكتبي رحمها اللهتعالى اقول اني وجدت
اجازة من ابن حفيد سيدنا الشيخ عبد الغني النابلسي قدس سره بجملة من
مؤلفات جده المذكور عليه الرضوان اجاز بها والدي رحمه الله تعالى
احببت اثبات صورتها في هذا المجموع تبركا بها وحرصا على حفظها وتنويها
.
ببعض فضائل سيدنا الشيخ النابلسي صاحب المصنفات العديدة
بسم الله الرحمن والتاليف المفيدة ،فاقول هذه صورة ما وجدته بالتمام
لرحيم وبه نستعين حمدًا لمن منّ على من شاء يحمل راية الرواية واصطفى
من اخار بالتمسك بسلسلة ذوي الدراية وملأ قلوبهم علما وعملاً وإيمان
وعقائده ليردوا مورد منهل من اراد ورود موارده والصلاة والسلام الاثمان
الاكملان على سيدنا محمد المرشد لكافة المخلوقين والمنزل عليه قوله
ما ارسلناك الا رحمة للعالمين .وعلىآله واصحابه والتابعين .وسائر عباده
و
الصالحين ما تواتر احاديث فضلهم وما ثرهم الى يوم الدين .اما بعد فان
٢٨
والاحسان المعبر عنه بالحق اليقين المحقق لدوام العبودية على طريق
الاطاعة ومن الاحسان ايضا وشرف هذه الامة خصوصيتها باسناد الدراية
وقال الامام احمد بن حنبل رضىالله تعالى عنه انما الناس بشيوخهم
فاذا ذهبت الشيوخ فمع من العيشنقله عنه البخاري .وقال الامام سفيان
الثوري رضيالله تعالى عنه الاسناد سلاح المؤمن اذا لم يكن له سلاح
على تحصيله غزير هذا وممن قد اجتمعت بجنابه مرارا في محروسة الاستانة
العلية صانها الله منكل بلية في بيت صديقنا الأكرم السيد باكير جلبي
قباقيبي زاده بلغه الله تعالى مراده .ومنكلخير زاده .وفي مجالس توحيد
وذكر وغيرذلك وفاح على حالتي الحالكة عبير اخلاصه وما هنالك الا
التحقيق .من غدا لنا في الله اعظم رفيق .السيد الشيخ محمد افندي الشهير
واولادهم منظومة ودخولي في ذلك على بعض الاقوال عند اهل الاصول
الحديثية ولكنني والحمد لله تعالى قد من علي باجتماعي بعم والدي بن ابي
الاستاذ الجد وقراءتي عليه بعضها من فنالفقه وغيره واجازني رحمهالله تعالى
٢٩
بجميع ما يجوز لهروايته من العلوم وما للجد الاستاذ من التأليف العديدة .
الله تعالى مني ان اجيزه بجميع مؤلفات الاستاذ جد والدي صاحب المقام
على ضريحه انواره .وكان التماسه مني ذلك لي غاية الامتنان لاعترافي اني
وفقيه زمانه .الملقب بابي حنيفة عصره واوانه .فانه حفظه الله تعالى سنة
الف ومائتين واحدى وعشرينفي خنام محرم نهار السبت قدكتبت اجازة
المجد لاولاده واولاد اولاده وانا اقرأ عليه فاجازني بجميع مروياته ومؤلفات
الجد المرحوم .وماله من منشور ومنظوم .بلفظه وشرفها بخطه وختمه وها انا
في بيان الطريقة المولوية .وكتابغاية المطلوب .في محبة المحبوب .وكتاب
الرد المتين .علي منتقص العارف محي الدين وكتاب المعارف الغيبيه
في امتزاج الاسماء وكتاب مفتاح المعيه .شرح رسالة النقشبندية .وكتاب
الشمس على جناح طائر .في مقام الواقف السائر .وكتاب رد المفتري .
عن الطعن في الششتري وكتاب قطرة سماء الوجود .ونظرة علماء الشهود
في ازالة ليل القبح .وكتاب النظر المشرف .في معنى عرفت ام لم تعرف .
وكتاب بداية المريد .ونهاية السعيد .وكتاب زيادة البسطه .في بيان
تحقيق الذوق والرشف .في معنى المخالفة الواقعة بين اهل الكشف.
دفع الايهام .ورفع الابهام .وكتاب جمع الاشكال .ومنع الاشكال .
الرتبة .في تحقيق الخطبة .وكتاب الكوكب المتلالي .شرح قصيدة الغزالي
٤١
لزوم الثبوت .وكتاب مخرج المنفى .ومنهج المرتقى .وكتاب رفع الاشتباه
عن علمية الاسم الله .وكتاب تنبيه من يلهو على علمية الاسم هو .
وكتاب نفخة الصور .ونفحة الزهور شرح أبيات النور .وكتاب حق اليقين
على اماكن الاحاديث وهي اظراف الكتب السبعة الحديثية ،وكتاب فتح
القدير المالك .في الجمع بين الكتب الستة وموطأ مالك .وسميناه تمهيد
المرسلين .وكتاب المجالس الشامية .في مواعظ أهل البلاد الرومية .
وكتاباسباغ المنة .في انهارالجنة .وكتاب ازالة الخفا .عن حلية المصطفي
٤٢
وكتاب لمعان الانوار .في المقطوع لهم بالجنة والمقطوع لهم بالنار .وكتاب
صفوة الاصفيا .في بيان الفضيلة بين الانبيا .وكتاب في بيان الاجازة
في المنام .ومن فنعقائد اهل السنة والجماعةكتاب الحديقة النديه .شرح
الطريقة المحمديه .في ثلاث مجلدات وكتاب المطالب الوفيه .شرح الفرائد
السنية .في ثلاث مجلدات وكتابفتح المعيد المبدي .شرح منظومة المولى
سعدى .وكتاب نور الافئده شرح المرشده لابي الليث .وكتاب الكوكب
الايمان .وكتاب القول الابين شرح عقيدة ابي مدين .وكتاب الكوكب
وكتاب شرح المنظومة المقرية وعدة ابياتها خمسمائة بيت ومن فن الفقه
العماد .وكتاب الصفح بين الاخوان في حكم اباحة الدخان .وكتاب تحفة
الانسية على الاسئلة القدسية .وكتاب بذل الصلاه في بيان الصلاه .
المسح على الخف الحنفي .وكتاب الرد الوفي على جواب الحصكفى .وكتاب
في مسئلة على الطلاق ومما يتعلق بفن التجويدكتابكفاية المستفيد في
معرفة التجويد .وكتاب القول الخاصم في رواية حفص عن شيخه عاصم .
وكتاب صرف العنان الى قراءة حفص ابن سليمان وهوشرح القول الخاصم
٤٤
في مديح الشفيع وقد ذكر فيها اسم النوع البديعي . كتاب مليح البديع
و
بديعية اخرى نظماً وكتاب نسمات الاسحارفي مديح النبي المختار وهي
اجمالاً .وكتاب النوافح الفاتحه بروائح الرؤيا الصالحة .وكتاب يوانع الرطب
في بدائع الخطب .وكتاب حلة الابريز في رحلة بعلبك العزيز .وكتاب
ومصروالحجاز
.وكتاب رحلة طرابلسالشام وكتاب ديوان الحقائقالآلهية
والمواجيد الربانية وكتاب ديوان في مدح الرسول صلى الله تعالى عليه
وسلم مرتب على الحروف سماه نفحة القبول في مديح الرسول .وكتابديوان
وغيرذلك منالتأليف لم تحضرني فاني ولله الحمد والمنة اخذت ذلك جميعه
عن ابن ابن الموءلف الاستاذ هو المرحوم الشيخ ابراهيم افندي المرقوم أولاً
وهو عم والدي رحمه الله تعالى وهو اخذهم بطريق الاجازة عنجده مؤلفهم
قطب دائرة الوجود الاستاذ الكبير الشيخ عبد الغني النابلسي مدرس
قدس الله تعالى روحه ووالى على ضريحه أنواره ونفعنا الله به والمسلمين
من علومه فاني اجزت لجنابه الكريم بلفظي ورقمت ذلك له بخطي وانا
الفقير اليه عزشانه محمد شاكر ابن المرحوم محمد طاهرابن ابن الاستاذ
الموفق وعليه الاعتماد تحريراً في سبع وعشرين رمضان سنة الف ومائتين
وخمس وخمسين والامضاء هكذا خادم خدمة العلماء ومحب للسادة الفقراء
تكن ثمرة في نقلها الا اطلاعك على مؤلفات سيدي الشيخ النابلسي باسمائها
في كتاب منها فتجث عنه وتحصله وتنتفع به ولعلك محتاج الى تحقيق
ومن الاعتبارفي فضل ذلك الغيث المدرار ولنرجع الى ماكنا في صدده
فاقول ثم ان الشيخ والدي رحمه الله تعالى سلك الطريقة الخلوتية على سيدنا
الشيخ احمد الصاوي ابي الارشاد قدس سره ذلك العارف الذي ما بايع
مريدا الأنج ولازمه والدي ملازمة السلوك فلقنه سيدي الصاوي الاسماء
٤٦
المرضية وإجازه بها وبا ورادها واذن له باعطاء العهود وتربية المريدين
وكتب الاجازة له في تلك الطريقة ممضاة بامضائه مختومة بختمه رضي الله
لكفي مخلفات والدي رحمه الله تعالى وانا اذكر تعالى عنه كما وجدتها
صورتها في هذا المؤلف حفظاً لها وتبركا بها مع انها محتوية على فوائد جمة
من الترغيب بذكرالله تعالى والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله
تعالى عليه وسلم وبيان حقيقة هذه الطريقة العلية وذكراسماء رجالها
الكرام رضي الله تعالى عنهم ونفعني وإخواني المسلمين ببركاتهم آمين فاقول
هذه صورة اجازة سيدي احمد الصاوي قدس سره لوالدي في الطريقة
الخلوتية بالتمام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي اختارلذكره صفوة
القلوب وذكرهم في الملاء الاعلى وهو غاية المطلوب فهنياً لمن وفقه لرشاده
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة نكون بها من اهل
واحبابه وازواجه واولاده .اما بعد فان طريق القوم جليلة المقدارعالية
البرية طريقتنا المسماة بالخلوتية لكونها اشتملت على ذكرالله والصلاة على
رسول الله ولا شك انها امران عظيمان لهما وقع في تنويرالجنان وقد
٤٧
الله في القرآن ورسوله بافضح بيان على التمسك بها لما فيها من الفضل
العظيم والخير العميم اما ما ورد في فضل الذكر من الكتاب والسنة فكثير
قال تعالى فاذكروني اذكركم وقال تعالى ولذكرالله اكبر وقال تعالى
يا ايها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًاكثيرًا وسجوه بكرة وأصيلاً هو الذي
رحماً تحيتهم يوم يلقون سلام واعدلهم اجرا كريما وقال صلى الله عليه وسلم
الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخيرلكم من
ويضربوا اعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله وسئل صلى الله
عليه وسلم اي العباد افضل درجة عند الله يوم القيمة فقال الذاكرون
اللهكثيرا قالوا يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله فقال لوضرب
بسيفه الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختصب دما لكان الذاكرون الله
كثيرًا افضل درجة وقالصلى الله عليه وسلم لان اقعد مع قوم يذكرون
الله من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس احب الى من ان اعنق أربعة من
ولد اسماعيل وعن ابن عمرقال ذكر الله بالغداة والعشي اعظم من اصطم
السيوف في سبيل الله واعطاء المال سحا وعن معاذ بن جبل قال لو ان
رجلين احدهما يحمل على الجياد في سبيل الله والآخر يذكر الله حتى يلتقيا
في طريقكان الذي يذكر الله افضلها وروى ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم لفن اصحابه جماعة وفرادى فاما تلقينهم جماعة فقد قال شداد بن
اوسكنا عند النبي صلىالله عليه وسلم فقال عليه السلام هل فيكم غريب
٤٨
يعني من اهل الكتاب قلنا لا يا رسول الله فامربغلق الباب وقال ارفعوا
ايديكم وقولوا لااله الا الله فرفعنا ايدينا ساعة وقلنا لااله الا الله ثم قال
الحمد لله اللهم انك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة
وإنك لا تخلف الميعاد ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام الا ابشروا فان
الله قد غفرلكم وإما تلقينه لاصحابه فرادى فروى سيدنا الشيخ يوسف
الكوراني العجمي رضي الله عنه بسنده الصحيح ان عليا رضي الله عنه وكرم
الله دلني على فقال يا رسول وجهه سأل النبي صلى الله عليه وسلم
اقرب الطرق الى الله تعالى واسهلها على عباده وافضلها عند الله تعالى فقال
صلى الله عليه وسلم أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لااله الا الله
ولوان السموات السبع والارضين السبع فيكفة ولااله الا الله في كفة
الرججت بهم لا اله الا الله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي لا
تقوم الساعة وعلى وجه الارض من يقول لااله الاالله فقال علي رضي الله
عنهكيف اذكر يا رسولالله فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم غمض
عينيك واسمع مني ثلاث مرات ثم قل انت ثلاث مرات وانا اسمع فقال
عليه الصلاة والسلام لااله الا الله ثلاث مرات مغمضاً عينيه رافعا صوته
وعلي يسمع ثم قال علي رضيالله عنه لااله الا الله ثلاث مرات مغمضاً .
عينيه رافعا صوته والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع اما فضل الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال تعالى ان الله وملائكته يصلون على
يا ايها الذينآمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً وقال صلى الله عليه ال
ني
وسلم ان اولى الناس بي اكثرهم علي صلاة وقال صلى الله عليه وسلم من
صلى علي صلت عليه الملائكة ما دام يصلي علي فليقلل عند ذلك او ليكثر
وقال صلى الله عليه وسلم اكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة وقال صلى
الله عليه وسلم من صلى علي من امتي كتبت له عشرحسنات ومحيت عنه
عشرسیآت وقال صلى الله عليه وسلم ليردن على الحوض يوم القيامة
على مرة واحدة صلى الله عليه عشر مرات ومن صلى علي عشرمرات صلى
الله عليه مائة مرة ومن صلى على مائة مرة صلى الله عليه الف مرة ومن
صلى على الف مرة حرم الله جسده على الناروثبته بالقول الثابت في
الحياة الدنيا وفي الآخرة عند المسئلة وادخله الجنة وجاءت صلاته علي
نورا له يوم القيامة على الصراط مسيرة خمسمائة عام واعطاه الله بكل صلاة
صلاها قصرا في الجنة قل ذلك اوكثر وقال صلىالله عليه وسلم من
صلى علي يوم الجمعة مائة مرة جاء يوم القيامة ومعه نور لو قسم ذلك النور
بين الخلقكلهم لوسعهم وقال صلى الله عليه وسلم من عسرت عليه حاجة
وتقضى الحوائج وقال صلى الله عليه وسلم جاءني جبريل عليه السلام فقال
يا محمد لا يصلي عليك احد الاصلى عليه سبعون الف ملك ومن صلت
عليه الملائكةكان من اهل الجنة وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ارأيت صلاة المصلين عليك ممن غابعنك ومن يأتي بعدك ما حالها
عندك فقال اسمع صلاة اهل محبتي واعرفهم وتعرضعلي صلاة غيرهم عرضاً
كان الاشتغال بالطريق على هذا الوجه لا يتم الا بشيخ عارف له سند
ولما
Ww
0.
الله عليه وسلم حث العارفون على ملازمة متصل برسول الله صلى
المراد هذا وقد لازمني الشاب الصالح المجتهد الرائج العمدة الفاضل
وتلقن منى الاسماء السبعة على طريق السادة الخلوتية بالاشارات الالهية
والاوراد وتلقين الاسماء وتلبيس الخرقة وإدخال الخلوة لمن يكون لذلك
اهلاً بشرط الجدوالاجتهاد والمحافظة على الاوراد وان لايزيد على صلوات
شيخنا ومنظومته بيتافيه مدح له او لغيره اويجيز الزيادة فان فعل اواجاز
من فعل فلا اجازة له مني كما اخذت ذلك عن استاذي وقدوتي وملاذي
سيدي علي قرا باشا افندي واشتهرت الطريقة به وهو عن سيدي اسماعيل
وهو عن الشيخ شعبان القسطموني وهو عنخير الدين التوقادي وهو عن
الخياني وهو عن الحاج عزالدين وهو عن محمد مبرام الخلوتي وهو عن عمر
الخلوتي وهو الذي انبلجت الطريقة على يديه وهو عن اخي محمد الخلوتي
وهو عن قطب الدين الابهري وهو عن أبي نجيب السهروردي وهو عن
عمرالبكري وهو عن وجيه الدين القاضي وهو عن محمد البكري وهو عن
ابن محمد البغدادي وهو الذي انتهت اليه الطرق المشهورة وهوعن
وهو عن حبيب العجمي وهو عن الحسن البصري وهو عن الامام علي بن
ابي طالب وهو عن سيد الكائنات عليه من الله ازكى التحيات ورضى الله
الاوراد سفرًا وحضرًا ولا سيما صلوات شيخنا ومنظومته لاسماء الله الحسنى
صباحا ومساء وورد السحر وورد الستار وإن يوقرالكبير ويرحم الصغير
ويجعل رأس ماله مسامحة اخوانه وان لا ينساني من صالح دعواته في
على كمال الايمان والاسلام ودخول دار السلام بسلام بجاه النبي عليه
افضل الصلاة وازكى السلام تحريرافي سادس شعبان سنة الف ومائتين
وثمان وثلاثين هجرية اه ومكتوب باعلى الاجازة بخط سيدي الصاوي على
ما يظهر هكذا ( الحمد لله قد اجزت ولدنا الصالح المذكور بما تضمنته هذه
٥٢
الاجازة والله اعلم الفقير احمد بن محمد الصاوي المالكي الخلوتي الحفناوي
اهـ عفى عنه اه والختم تحتها هكذا منقوش فيه الفقير احمد الصاوي المالكي
علمت باطلاعك على هذه الاجازة ان الشيخ والدي رحمه الله تعالىكان
مأذونا له من شيخه سيدنا الصاوي قدس سره باخذ العهود على المريدين
وتربيتهم ومع هذا فلم يبلغنا انه رحمه الله تعالى اخذ عهدًا على مريد في
البلاد الشامية وإنماكان متحابا في الله تعالى مع اخيه في الطريق على سيدنا
الصاوي سيدنا الشيخ محمود الرافعي رحمه الله تعالى وكان سيدنا محمود
المذكور يغلب عليه الاستغراق في شهود الله تعالى فكان رضي الله عنه
يأخذا العهد على المريدين ووالدي رحمه الله تعالىفي الغالب يقوم بتربيتهم
امرمشهور بين اخواننا الخلوتية وأهل بلدتنا وغيرهم وقد دام هذا الاتحاد
والموافقة بفضله تعالى بين اولاد سيدنا الشيخ محمود وبين عمي الشيخ
مصطفى بعد وفاة الشيخين ثم لم يزل الحالكذلك بين هذا الفقير محرر هذه
الاسطروبين سيدي الشيخ عبد الرزاق ابن سيدنا الشيخ محمود رحمه الله
سيدي الشيخ محي الدين الفاخوري البيروني تغمده الله برحمته انه في احدى
المرات كان والدي رحمه الله تعالى اتي بيروت عائدا من زيارة القدس
رحمة الله تعالى في ان يعطيها عهد الطريقة الخلوتية فامتنع والدي عر
ذلك ووعدهما بان سيدنا الشيخ محموداً سيأتي بيروت قريباً وهويعطيها
العهد المذكور فالح عليه باحذ العهد عن والدي فلما راى رحمهالله تعالى
الحاحها اعطاهما العهد بذلك وبعد مدة حضر سيدنا الشيخ محمود الى
طلبا مني العهد في طريقتنا فانا اعطيتهما ذلك بالنيابة عنك فالآن أريد
ان تجدد لهما اعطاءه منك مباشرة فسيدنا الشيخ محمود امتنع اولاً وقال له
يا اخي نحن يد واحدة فوالدي الح بذلك حتى جدد لهما سيدنا الشيخ محمود
العهد الخلوتي على يديه حسب طلبوالدي رحمه الله تعالى نعم انوالدي
رحمه الله تعالى قد اخذ العهد الخلوتي على اناس في البلاد الرومية وكان
من خيارهمخليفته الرجل التقي الصالح الورع المبارك الشيخ محمد ديب
رحمه الله بالحضور من الاستانة الى بلاد يافا ليجتمع به قبل وفاتهكما سيأتي
ذكر ذلك في مكاشفات الشيخ رحمه الله تعالى اذا علمت ذلك فاعلم ان
السبب في امتناع الشيخ رحمه الله تعالى عن اخذ العهد الخلوتي على أحد
بذلك ان والدي رحمه الله سمع سيدنا الشيخ الصاوي يقول انا ربيت
محموداً لبر الشام وربيت محمدًا لبرالحجازيعني بمحمود سيدنا الشيخ محمود
الرافعي المتقدم ذكره وبمحمد سيدنا الشيخ الكتبي شيخ والدي في العلم
٥٤
الذي ارسله لوالدي المتقدم لك نقل صورته في هذا المجموع فارجع اليه
ان شئت فوالدي رحمه الله تعالى تأدبا مع شيخه سيدنا الشيخ الصاي لم
كلام الاشياخ وبذلك نال العارفون ما نالوا ووصلوا الى ما وصلوا نفعنا.
الله تعالى بعباده الصالحين وجعل انظارهم علينا آمين المناسبة الثانية
قد علمت من هذه الاجازة ان سيدنا الشيخ الصاوي رضي الله عنه اخذ
على والدي فيها عهدًا ان لا يزيد على صلوات سيدنا الشيخ الدردير
ومنظومته بيتا فيه مدح له او لغيره او يجيز الزيادة فان فعل اواجاز من
فعل فلا اجازة له منه ولا شك أن منظومة سيدنا الشيخ الدردير تنتهي الى
قوله
واما الأبيات الخمسة التي تقرأ الآن بعد هذا البيت وهي
الى قوله
سيدنا الشيخ محمود الرافعي وزمن والدي رحمهاالله تعالى باذنها في
الخمسةكان قد نظمها بعض اخوان سيدنا الشيخ الصاوي رضي الله عنه
السيد الكامل صلى الله تعالى عليه وسلم بقراءتها وإجازة زيادتها فاذن
الصالحة فانه اهل لذلك اوغيرذلك والله اعلم فبناء على هذا يكون العهد
المأخوذ على والدي رحمه الله تعالىكان قبل ذلك الاذن النبوي فلا
الشيخين رحمها الله تعالى يقولان غضب الله على من يزيد في اورادنا
شيئًا ولو حرفًا واحدًا فاياك يا اخي ان تفعل شيئًا من ذلك والله سبحانه
وتعالى يحفظنا جميعاً من مخالفة اشياخنا وان هذا الفقير قد اخذ على العهد
في من سيدي وقدوتي الى الله تعالى السيد الشيخ محي الدين الفاخوري
ضمن اجازته لي في الطريقة الخلوتية بعدم الزيادة على اورادها العلية فانا
ان شاء الله تعالى لا ازيد ولا اجيز الزيادة لحرف واحد والله يتولى هدانا
اجمعين هذا ثم اني وجدت في مخلفات الشيخ والدي رحمه الله تعالى اجازة
له بالطريقة الرفاعية من سيدنا الشيخ محمود الرافعي قدس سره ممضاة
با مضائه مختومة بختمه فحدثت بها سيدي الشيخ عبد القادرابا رباح رحمه
الله تعالى فقال لي ياولدي ان والدك كان سالكا اثنتي عشرة طريقة
واشك انه قال أزيد من ذلك والله العظيم هذا خطابه لي وهو ادرى
الناس باحوال والدي رحمه الله تعالى كما يعلمه كل فرد من اخواننا
الخلوتية في طرابلس ويافا والله اعلم بحقيقة احوال الشيخ رحمه الله تعالى
لوالدي رحمها الله تعالى بالطريقة الرفاعية اجازة سيدنا الشيخ محمود
البهية تبركا بها وبذكر رجالها الكرام واستمدادًا من حضرة سيدنا الشيخ
لمن شاء ارشاده .والصلاة والسلام على اراد اسعاده .ومانح الوصول
وذريته وشيعته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين .اما بعد فقد جعل
الله تعالى اهل الطريقة من صفوة اوليائه .وفضلهم على الكافة من عباده
من بعد رسله وأنبيائه ووفقهم باداب العبودية وفهم احكام الربوبية .
فطريقهم طريق حميده ورتبتهم رتبة عالية مجيدة لا يسلكها الا من اراد الله
سعادته او نور بصيرته وإن سلوك طريقهم لم يزل مطلوباً بالطلب الحثيث
مشهور الذكر في القديم والحديث وإن ممن سلك فيها وانتظم في سلك
درازیها وتحلى بعقود لاكيها اللوذعي الفاضل روضة التقوى التي زهرها
التوفيق وثمرها سلوك المنهج الاقوى .من ورث المكارم كابرا عنكابر .
في الله الشيخ محمد الجسر الطرابلسي وقد حصل له الاذن في الخلافة على
المنيرة السنية الموصولة الاسباب الى القطب الكبير والامام الشهير صاحب
ΟΥ
الشيخ احمد الرفاعي قدس الله اسراره وإدام لنا بره وانظاره فبايعته فيها
وجميع ما تجوز لي فيها اجزته اجازة مطلقة عامةكما اجازني بذلك شيخي
عن الشيخ احمد ابن الشيخ حسين الجندلي وهو عن سيدي عبد الرحيم ابن
السيد علي الرفاعي وهوأخذ عنوالده السيد علي الجندلي وهو عن والده
السيد احمد الجندلي الرفاعي وهو عن سيدي محمد ابي سعيد الجندلي وهو
وهو عن والده شمس الدين احمد بن احمد الرفاعي وهو عن أبيه تاج
بن محمد الرفاعي وهو عن خاله ابن عم ابيه نجم الدين بن احمد بن علي
الرفاعي وهوعن ابن عمه السيد قطب الدين ابي الحسن بن على الرفاعي
ابن عبد الرحيم الرفاعي وهو عن السيد شمس الدين وهو عن ابن عمه
فخرالدين ابراهيم الاعجم قوله الاعجم فانه عندنا ابراهيم الاعزب لا الاعجم
اه صيادي وهو عن بن عمه سيف الدين علي بن عثمان الرفاعي وهو عن
احمد بن الرفاعي بن ابي الحسن الرفاعي وهومن سيدي علي ابن القاري
٥٨
عن الشيخ عمر العجمي وهوعن الشيخ ابيبكر الشبلي وهوعن شيخ الطائفتين ابي
1
الكرخي وهوعنالشيخ داود الطائي وهو عنحبيب العجمي وهوعن ابي سعيد
المرسلين وقائد ركب الانبياء المكرمين عليه من الله افضل الصلاة واتم
المعلوم له وان يجيز من شاء ممن لدغ من ذوات السموم ويكتب التمائم
لجلب نفع ودفع ضر وان ينفخ على المرضى والاعين الرمدا وان يضع يده على
داء اللوقة والكح مستمداً في ذلك باسرار القطب الكبير وبرفع الرايات
في ذلك على حضرة الاستاذ امدنا الله في امداداته واوصيه وإياي بتقوى
له العظيم وإن لا ينساني من صالح دعواته في خلواته وجلواته واسأل الله
العظيم ان يديم ارشاده وان ينفع به المسلمين وان يديم تعطيفه امامنا شيخ
العاجز علينا وعليه انه على ما يشاء قدير و بالاجابة جدير وقد كانت
٥٩
والامضا هكذا ( الفقير إلى الله تعالى محمود الرافعي الطرابلسي الخلوتي
الرفاعي عفا عنه مولاه ) وختمه بجانبها نفعنا الله تعالى باهل هذه السلسلة
قدس الله سره العزيز آمين هذا ولنرجع الى سياق ترجمة الشيخ رحمه الله
الخلوتية كان مجتهدا باذلاً همته صارفاً اوقاته للتحصيل واما تفصيل احواله
في ذلك الزمن وبيان الكتب التي حضرها على مشايخه ووقائعه في سلوك
الطريقة فلم يبلغني تفصيل ذلك لاني لم ادرك اقران الشيخ الذين كانوا في
مصر ايام مجاورته لكني اجتمعت مع رجل من اهل اللاذقية يدعى ابا النور
احوال الشيخ بما يفيد جده واجتهاده قال لي اني ذهبت مع والدك من
اللاذقية إلى مصر وجاورت معه في الازهر وسكنا حجرة واحدة وكان
يشتغل بالعلم وبعد ما سلك الطريقة الخلوتية على سيدنا الشيخ الصاوي
في الحجرة لاجل الاوراد رضي الله تعالى عنه صار يجب الخلوة بنفسه
بعد حضوره من مصراقام في يافا اربع سنوات واظن انه بعد ان حضر
الى طرابلس لرؤية امه واخوته وكانت اقامته في يافا بطلب سيدنا الشيخ
سليم الدجاني والدسبدنا الشيخ حسين الدجاني رضي الله عنها وكلفه ان
٦٠
يقرأ العلم لجملة من طلبته في يافا ومنهم سيدنا الشيخ عبد القادرابو رباح
الدجاني والشيخ حسن افندي الدجاني نجل سيدنا الشيخ سليم المذكور رحمهم
الله تعالى جميعا ثم انه اتى طرابلس وجعل اشتغاله بالعلم والتدريس وكانت
سيماه سيما علماء الظاهركما اخبرني بذلك بعض اخواننا وجعل يقرأ درسا
من نحو وخلافه اخبرني شاكرآغا العثمان نسيب بني المقدم وهو رجل من
اعيان المرقب يبلغ من العمرالسبعين قال ليكنت احضر على والدك العلم
في اول حضوره الى طرابلس انا وإسماعيل افندي وامين افندي اولاد محمد
افندي المقدم نقيب اشراف طرابلس في ذلك الحين وكنا نظر الحالة
اه والظاهررحمه الله تعالى كان قد حصلت له معي فاني رجل مبشرفي
بشارة من احد اشياخه بانه سينال مقام الولاية أولعل تلك البشارة ما
نقلته لك سابقا من قول سيدنا الصاوي رضي الله عنه له حين بلغه وفاة
والده وهوفي مصرانت جسرباذن الله انت جسر باذن الله او هي غير
ذلك ولعلها ما وجدته بخطه رحمه الله تعالى في سفينة صغيرة يظهرانه
محررلها بعد حضوره من مصر بقليل في حياة سيدنا الصاوي رضي الله
عنه لانه محورفيها بعض اشياء سمعها من المصريين وإنا انقل لك ما
في تلك السفينة من البشارة الثمينة وهذا هو بالتمام كـ وجدته بخطه
الحال الصادقعنشيخنا ابي العلمين قدس الله سره ان على الفقير نظراحد
་
عشررجلاً من رجال الله والحمد لله على هذه النعمة وهم رضي الله عنهم
وقدس اسرار هم وامدني الله بعددهم دائماحتى ينقضي اجلي ولي بهم ان شاء الله
اسماؤهم شيخنا وبابنا وعزنا وجاهناواصل نعمتي ومن انا غرس نعمته سيدي
ومناقبه عمت الآفاق الا وهوامام اهل زمانه بالاتفاق سيدي السيد الشيخ
احمد الصاوي ادام الله عزه آمين وشيخنا ومربينا وكافلنا وموصلنا لحضرة
شيخنا سيدي الشيخ محمود الرافعي لا زال قدره مرفوعا وشانيه موضوعا
ولا زال على متن جواد العزمقداما جرى واطالالله بقاه وزاد انتفاعه
ونفعه للمسلمين بجاه سیدنا محمد خیرانبیاه امين وشيخنا من اخذنا عهده
على طريقة الخلوتية شيخنا السيد الشيخ عمراليا في قدسالله سره وذلك قبل
خدمتي لطريق ابي الارشاد شيخنا الصاوي رضي الله عنه وشيخنا ابو
البركات وشيخ شيخناسيدي الشيخ احمد الدردير رضي الله عنه وشيخنا السيد
الحفني قدس سره وشيخنا السيد مصطفى البكري الصديقي اصل النعم في
هذا الطريق أعلى الله منارطريقه وجعلنا من فريقه وشيخنا السيد كمال
الدين ولده قدسالله سره وشيخنا الشيخ سليم الدجاني دام نظره علي وعلى
ادام الله اعلاء قدره وعطف قلبه عليّ وعلى اخواني وشيخنا الشيخ عبد
٦٢
ولده بنور قلبه آمين وقد اخبرت استاذنا أبا رشيد بواقعة حال اخينا
لي رجاه انتهى ما وجدته بخط الشيخ رحمه الله وقد استفيد منكتابة الشيخ ان
عنهكما قدمنا حيث قال فيها في حق سيدنا المذكور ادام الله عزه آمين
واستفيد ايضا منها ان الشيخ رحمه الله تعالى سلك الطريقة الخلوتية على
سيدنا الشيخ عمراليافي الصديقي قبل سلوك تلك الطريقة على سيدنا |
الصاوي قدس سره وبذلك اخبرني بعض الناس واظنه سيدنا الشيخ
عبد القادرابا رباح الدجاني وهذاكان منه رحمه الله تعالى قبل ذهابه
لمصر في زمن شبابه ولكن تمام سلوكه فيها ونواله خلافتها انما
كان على يد
سيدنا الشيخ الصاوي رضي الله تعالى عنه كما علمته واستفيد من هذه
البشارة ان سيدنا الشيخ محمود الرافعي رحمه الله تعالىكان مقدماً عند
سيدنا الشيخ الصاوي وسابقا في سلوكه هذه الطريقة على والدي رحمه الله
تعالى حيث يقول فيها في حق سيدنا الشيخ محمود المذكور ومربينا وكافلنا
وم وصلنا لحضرة شيخنا وهكذاكان الواقع فان سيدنا الشيخ محمود رحمه الله
واعطاه ابنة أخيه وهيام اولاد سيدنا الشيخ محمود اولئك الكواكب الثلاثة
انه اشتغل في الطريق على سيدنا الصاوي حتى صار مقدما بين
فالظاهر
٦٢
في سلوك والدي للطريق كما يقول في هذه اخوانه ثم هوكان الواسطة
البشارة وموصلنا الحضرة شيخنا والله اعلم ثم ان والدي رحمه الله تعالى في
ور وحنة قلوب حتى ظهرعلي كثير من منهم احوال الجذب فكانيحدث
بينهم امور من عوائد المجاذيب حتى ان البعض منهم يضرب البعض الآخر
فصار بعض الناس يتكلمون في حقهم على وجه الاعتراض فاخبرني بعض
اخواننا ان والدي رحمه الله تعالى لما بلغهكلام بعض الناس في حق
تلامذة اخيه الشيخ محمود رحمه الله تعالى اخذته الغيرة في ذلك وذهب الى
عسى ان يجدا طريقة لمنعها ودفعكلام الناس واعتراضهم فلما وصل الشيخ
والدي رحمه الله تعالى الى زاوية سيدنا الشيخ محمود خرج اليه اولئك
العقل ولا يخفاك احوال المجاذيب فعند ذلك رجع الشيخ رحمه الله تعالى
باعنا له على تجديد السلوك ومعاودة المجاهدة لخير ارادة الله فيه فلم يزل
مشتغلاً بمجاهدة نفسه حتى ورد عليه حال جذب قوي جدا فماكان
يحدثني به عمي الشيخ مصطفى وعمتي شقيقة الشيخ انه رحمه الله تعالىآل به
الامرفي ايام جذبه ان تتجرد من ثيابه ولا يقى عليه الا مرقعةكان اعطاه
اياها الشيخ سليم الدجاني ولم تزل هذه المرقعة عندنا الى الآن يتبرك بها
وحدثني عمي وعمتي المذكوران ان من جملة طوارق جذب الشيخ رحمه الله
تعالي انه في بعض الاوقات يطلب ماء مسخنا اشد التسخين حتى لووضع
فيه الطير لتعرى من ريشه فيضعه الشيخفي وعاءكبير ويجلس فيه ويصب
منه على جسده وفي بعض الاوقات في أيام البرد الشديد يتجرد من ثيابه
ويقف تحت الميزاب وهو يتدفق بماء المطر والماء يجري عليه من رأسه الى
العديدة ووالدته تبكي شفقة عليه وتنادي يا ولداه وفي بعض الاوقات اذا
قام للصلاة واستقبل القبلة واراد الشروع في الصلاة يندفع بشدة حتى
كأن شخصاً قويا دفعه فلم يزل يعاود الشروع وهو يندفع مرارا عديدة ثم
فكيف اترك الصلاة ولم يزل يستغيث حتى ينصرف عنه ذلك الحال
ويؤدي تلك الصلاة وفي بعض الاحيان يمتنع عن الوضوء فيطلب بلاطة
ويتيم عليها ويصلي ومراراً يغيب عن الادراك ويخلط في الكلام ثم يعود الى
حالة الصحو ومن له معرفة باحوال المجاذيب والامتحانات التي ترد عليهم
رحمه الله تعالى وإنا اذكرلك شيئًا مما ذكره القوم ينكشف لك به بعض
ما اوردته هنا من احوال الشيخ رحمه الله تعالى قال الشيخ الصفدي صاحب
قال شارحها الشيخ علوان الحموي رحمه الله تعالى الحب الصادق اذا
دخل الفؤادكان مثاله مثال النار وحصل منه الوجد والقلق والزفرات
والحرق وهذاكما شاهده في حاله رحمه الله يعني الناظم فانهكان اذا ثاريه
الوجد تأخذه حرارة شديدة بحيث يصب عليه الماء من شربة كبيرة يقال
لها النعارة في لسان ذلك البلد وهكذا سمعته من شيخنا ابي الحسن تغمده
الله برحمته حينكان يذكر مناقبه سنة خمس وتسعمائة فلا يصل ذلك
الماء الى سرته بل يجف من شدة حرارة الوجد قبل ذلك ثم اذا حصل
المحب على نيل مراده من الوصل تبدلت تلك الحرارة بالبرودة واليه اشار
وهوشدة الحب ويجوز اطلاقه على الخلق والحق حسبما جاء عن الغزالي في
ثم السكوت وقد يبدى الفنونات جنون العشق اول والفنون تلي
يعني يطرأ على العاشقفي بداية تزايد عشقه حالة تشبه حالة الجنون وفي
مثل ذلك الحال سجن ابو بكرالشبلي في البيمارستان حتى زاره بعض
احبائه فقالمن انتم فقالوا احباؤك فاخذ حجارة ورشقهم بها ففروا منه فقال
لهم ياكذبة لو صدقتم في ولائي لصبرتم على بلائي وهذا الجنون اشرف من
عقل العقلاء لانه يسترحال صاحبه ان يتوصل الى معرفته بعقل عاقل
وما يقال في هذا ما خرج عن حده رجع الى ضده اعني لما أفرط عقله عن
احاطة ارباب العقلين به علما فنسب الى الجنون بفهمهم الناقص وعقلهم
القالص ثم قال وفي هذا الجنون تأتي الفنون ثم اذا تمكنت منقلبه الاسرار
وقويت بصيرة سره لمشاهدة تلك الانوار جاء السكون الى الله والطمأنينة
عن احوال المحبين المتيمين في الله تعالى ظهر لك سربعض الاحوال التي
كانت ترد على الشيخ رحمه الله تعالى ايام جذبه وإما اندفاعه عن الصلاة
ويثبت الله الذين آمنوا وامر التيم والامتناع عن استعمال الماء قريب
التعليل فان احوال الجذب قد تكون مثل المرض الذي يمتنع معه المرء
ان يستعمل الماء خوف زيادة مرضه أو تأخير البرء والمجذوب ربما ترد
عليه احوال يعجز معها عن استعمال الماء خوفا من وقوع خلل في جسده
واظن اني وجدت ذلك فيكلام سيدنا الشيخ عبد الوهاب الشعراني او
كلام سيدي محي الدين بن العربي رضي الله عنها وهوان المجذوب قد
ترد عليه احوال شوقية قوية يكاد ان تزهق روحه منها ومن المعلوم أن هذه
محض فيضاد تلك الاحوال ويضعف سورتها فعند ذلك تحفظ عليه
٦٧
روحه وتوفر عليه حياته ولا يخفى ان ذلك جار على قاعدة شرعية وهي
انه يرتكب اخف الضرربن وهنا موت الرجل وكشف عورته ضرران
لا يدرك حقيقتها الا من انارالله عين بصيرته وكشف له عنكنه اسرارهم
نفعنا بهم وعطف قلوبهم علينا اللهمآمين هذا ثم ان الشيخ رحمهالله تعالى
عند طروء هذه الاحوال عليه استأذن من والدته بالذهاب الى بلاد
يافا واراضي الفتوح واعتذر لها اني اخشى ان يقول اهل بلدي ان محمد
سنوات والله اعلم بما حدث له فيها من الاحوال وما كابده من المجاهدات
وقد كان يقيم كثيرًا في قرية بيت دجنالتابعة ليافا التي بها المسجد
المدفون فيه أسيادنا اهلالغار سعد وسعيد الصحابيان الجليلان رضي الله
الى الان بخلوة الشيح الجسر وعند زيارتي للبلاد المقدسةفي صحبة سيدنا الشيخ
عبد القادر ابي رباح الدجاني رحمه الله تعالى اراني الشيخ عبد القادر
وعن أقامته فيها وعن تبركهم بتلك الخلوة الصغيرة وفي ذلك الحين كانت
ثم ان الشيخ رحمه الله تعالى اتى الى طرابلس مفتوحاعليه وانكب على الاشتغال
وكان سيدنا المذكور هو الذي ياخذ العهود الخلوتية على المريدين ووالدي
هو الذي يربيهم ويهذبهم ويعلمهم الآداب الواجبة عليهم في الطريق وقد
تقدم لك سبب تحاشى والدي رحمه الله تعالى عن اخذ العهد على احد في
الذي لا يقبل التأويل وسيأتي لنا ذكر اشياء كثيرة من تلك الكرامات
محل من هذه الاماكن جمعية خلوتية تقيم الاذكار وتواظب على قراءة
خليفة مأذون له من جانب الشيخين رحمها الله تعالى باخذ العهود وإقامة
الاذكاروارشاد المريدين ومن اعاظم اولئك الخلفاء سيدنا الشيخ محي الدين
الشيخ زكرياكنعان النقي النقي الصالح المقيم في صيدا امدالله بعمره ولم يزل
هذان السيدان الى الآن حافظين عهد الشيخين مواظبين على المنهج الاقوى
والتحلي بشعار التقوي يرشدان الخلق الى ابواب الحق نفع الله بها المسلمين
ومتعهم بطول حياتها اللهم امين وكان اوفر تلك الجمعيات وأعظمها
رغبة في الطريق ومثابرة على الاوراد جمعية اخواننا اهل صيدا فكانت
جمعية اخواننا اهل طرابلس موطن الشيخين ولم تزل الى الان مقيمة على
٦٩
قراءة الاوراد وإقامة الاذكار مثل جمعية طرابلس وقد مضى من وفاة
الشيخين ما يقارب الاربعين سنة ولم يزل وداد اخواننا اهل صيدا مع هذا
الفقير ومع سيدي الشيخ عبد الرزاق ابن سيدنا الشيخ محمود الرافعي محفوظاً
زادهم الله توفيقا ومنحهم انظار سيدنا رسولالله صلى الله تعالى عليه وسلم
وانظاا
رهل الطريق وقدكان الشيخ والدي رحمه الله تعالى له زيادة محبة
مع اخواننا اهل صيدا حتى اخبرني بعض اخواننا الطرابلسيين وهو الشيخ
مصطفى كريمة اعانه الله تعالى انه سمع والدي يقول اني وضعت سنجقيفي
صيدا وكان يقول له ولمن يجد منه محبة زائدة انت محسوب عندي من
جماعة صيدا وقد اقام عند الشيخ في طرابلس جماعة من اخواننا اهل
صيدا عدة سنين لتحصيل العلم عليه وسلوك الطريق ومنهم سيدنا العالم
ومنهم اخونا الحاج محمود المجذوب احد اعيان صيدا وتجارها الاكارم وفقها
الله تعال لما يحبه ويرضاه وقرن مساعيها بالقبول هما وجميع اخواننا
امين ثم انهكانمنعادة والدي وعادة سيدنا الشيخ محمود رحمهاالله تعالى انها
فيكل عام يذهبان في ايام زيارة القدس الشريف الى يافا ويخرجان مع
سيدنا الشيخ حسين الدجاني من يافا لزيارة الحرم القدسي ومقام سيدنا
ابراهيم الخليل واولاده عليهم الصلاة والسلام وزيارة مقام سيدنا موسى
سعد وسعيد وغيرهم رضيالله عنهم اجمعين ثم يعودون الى يافا ويرجع
كراما وتشرفوا با عناب ملوك اجواد وسلاطين امجاد امدنا الله بامدادهم
الملوك الجوائز السنية والعطايا الاقدسية وهذا معلوم عند اخواننا مشهور
ولذلك ثابرا رحمها الله تعالى على زيارة تلك البقاع الطاهرة والوقوف في
يلازم الباب دوماً وكان الشيخان رحمها الله تعالى يسميان تلك البلاد
بلاد الفتوح وكذلك شهرتها بين اخواننا الى الان وما اشتهرت بهذا الاسم
بينهم الا لما وجدوه من فتوحاتها وشاهدوه من اسرار سكانها اعاد الله
علينا من نفحاتهم امين وقدكان من عادة والدي رحمه الله تعالىكما اخبرني
به بعض أهل تلك البلاد وشقيقته وغير من ذكر من اخواننا انه حين
الا متعة من طرابلس و بيزوت وصيدا وغيرها منالبلاد ما يفتح الله عليه
الانبياء والاولياء واتباع بني الدجاني والظاهران سيدنا الشيخ محمود رحمه
الله تعالى كانت عادته كذلك وإن لم يبلغني عنه هذا التفصيلالذي بلغي
YI
عن والدي فانه رحمه الله تعالى كان على جانب عظيم من اخلاق الجود
والكرم والشفقة على الفقراء ولا سيما ان تلك الصدقاتكانت عائدة بالجوائز
محي الدين الفاخوري رحمه الله تعالى قال لي كنا مع اسيادنا في زيارة
بلاد الفتوح فحدث ان سيدنا الشيخ محمودا بعد ما انفق جميع ما معه حتى
سيدنا الشيخ محمودا فالشيخ تضايقجدا حيث لم يبقمعه شيء وكان يعني
على جسدي جبة جوخ جديدة فعند ما رايت الشيخ متضايقا لطلب ذلك
الدرويش نزعت الجبة عني وطويتها واتيت بها الشيخ وقلت له ياسيدي
خذ هذه الجبة والبسها لهذا الدرويش فقال لي يا ولدي لعلك لم تجد غيرها
الان وانت في الغربة فقلت له ياسيدي أنا في غنية عنها فاخذها ودفعها
حضر وا تلك الحادثة بها وقال لي انه لم يكن مع الشيخ محي الدين غير تلك
الجبة فاستعارجبة حتى وصل بها الى بيروت وهذه الحادثة كانت اول
امداد الشيخ محي الدين من اسيادنا رضي الله تعالى عنهم اه ثم ان والدي
رحمة الله تعالى لم يزل هو وسيدنا الشيخ محمود قائمين بخدمة الطريقة
والارشاد ونفع المسلمين وزيارة بلاد الفتوح في كلعام حتى توفاها الله
تعالى فالحمد لله على هذه المنة التي لا يقدر قدرها ولا يحصى شكرها ثم ان
الشيخ رحمه الله تعالى لم يزل مقيما في طرابلس على تلك الحال حتى استملك
ابراهیم باشا بن محمد علي باشا والي مصر البلاد الشامية من السلطان
محمود رحمه الله تعالي واخرج عبد الله باشا والي عكا من بر الشام وذهب
بحشمه الى الاستانة ثم بعد اقامة ابراهيم باشا المذكور في البلاد الشامية
ما يقارب ثلاث سنين شاع في بلدتنا وهويقاتل اهل جبل الخليل انه
قبض عليه وهزمت عساكره فظهرعلى أهل بلدنا طرابلس سرور عظيم
ابراهيم باشا لم يقبض عليه وإنماكان حصرفي بعض الاودية ولما بلغ والده
محمد على باشا حصره حضر الى يافا بمراكبه وأفرج عنه وانتصرعلى اهل
باشا بما حدث في طرابلس عندما اشيع القبض عليه وصاروا يرفعون اليه
وسيدنا الشيخ محمود الرافعي فورد امره الى طرابلس بالقاء القبض على
صدر امره بالافراج عن بعضهم وبقتل البعض الآخر فنفذ أمره فيهم
طرابلس كما تذح الغنم ظلما وعدوانا رحمهم الله تعالى وكان يوماً مجهولاً
على الطرابلسيين نقشعرمنه الجلود فانا لله وانا اليه راجعون وأما والدي
وسيدنا الشيخ محمود فانها تغيبا فيعكار والضنية ونفس البلدة مع من
تغيب مدة ثم نزلا ليلا من قرية القلمون في مركب مخصوص استؤجر لهما
۷۴
وسافرا إلى قبرص ولهما برسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق
رضي الله تعالى عنه اسوة حسنة لما تغيبا من مشركي مكة المكرمة والله بحكم
لا معقب لحكمه ثم أقاما في قبرص مدة من الزمان وفي اثنائها جاءت والدة
الشيخ والدي واخوه واخواته الى قبرص واقاموا عنده مدة ثم رجعوا الى
طرابلس ثم سافر هو الى الاستانة وكان قدومه اليها رحمه الله تعالى سنة
بخطه على ظهر مجموع له ابتداء بجمعه حين قدومها وقدكان وهو في قبرص
ظهرت حقيقة الامر لابراهيم باشا وان اولئك المتهمين اخذوا ظلم فاصدر
امره بالعفوعن المتغيبين وصدر أمره ايضا بشنق رئيس المفسدين الذين
فنفذ امره فيه وشنقفي سوق الملاحة من اسواق طرابلس وكان يوما جلا
عن قلوب الطرابلسيين بعض الاحزان اما سيدنا الشيخ محمود فعند ما
بلغه صدور امر ابراهيم باشا بالعفو عن المتغيبين اختارالرجوع الى بلده
وجع الى طرابلس بعد ما سافرمع والدي الى الاستانة ولعل رجوعهكان
هو الصواب في شأنه رحمه الله تعالى اما والدي رحمه الله تعالى فانه امتنع
من الرجوع وحلفيمينا انه لا يرجع الى برالشام ما دامت الحكومة المصرية
فيه وكان الامركذلك فانه رحمه الله تعالى ما رجع الى طرابلس حتى
رفعت سلطة الحكومة المصرية عن بر الشام وخرج منه ابراهيم باشا بعساكره
شر خروج ودخل في حوزة الدولة العثمانية وفقها الله تعالى وقد بلغني ان
بعض الناس لما بلغةكلام الشيخ رحمه الله تعالى وحلفه اليمين المذكور
٧٤
وقد تملكت تملكا متينا وعجزت الدولة العثمانية عن اخراجها وقد حاولته
مراراً فهذا الكلام من الشيخ لا يعقل معناه اوان قصده ان لا نصيب له
جملةكشفه الصريح رحمه الله تعالى وامدنا بمدده ثم انه رحمه الله تعالى في
مدة اقامته في الاستانة تزوج بوالدتي وهي بنت عليآغا رمضان من طائفة
عند عبد الله باشا والي عكا فحين ذهب عبد الله باشا من بر الشام الى
الاستانة عند تملك ابراهيم باشا للبلاد الشامية ذهب جدي علي آغا رحمه
الله تعالى بعائلته الى قبرص ثم الى الاستانة وصارت له معرفة واجتماع
منه وبنى بها في الاستانة ورزق منها بولد سماه مصطفى باسم ابيه وذلك في
ومائتين والفكما وجدته بخطه وقد توفي ذلك الولد هناك طفلاً ثم ولدت
له في طرابلس بنتاميتة ثم رزق منها بشقيقتي الموجودة الآن ثم بعد ثلاث
سنين من مولد شقيقتي رزق منها بهذا الفقيرمحرر هذا المجموع في طرابلس
سنة الف ومائتين واحدى وستين كما وجدته بخطه رحمه الله تعالى في
وستين ومائتين والف من الهجرة النبوية على صاحبها اشرف صلاة وازكى
تحية وقد وجدت بين كتب الشيخ قصيدة مقدمة له من بعض الادباء
تهنئة بمولد هذا المسكين ومشتملة على تاريخ الولادة واردت اثباتها هنا
ليلاً وصال على الدجى فتحجيا لما بدا وبدت محاسنه لنا
الا طيبا الا اذ منه واعلهم اغنى لوفد الطالبين برفده
في خير شهر بالمسرة اطربا في خير عشر خير مولود بدا
الفوزاطلعكوكبا
فلك الضيا و مورخاً او ما شدا فيه المحب
وإما نسب والدتي فالذي بلغني فيه ما حدثني به خالي السيد محمد عند
٧٦
وقاصدًا الحجازالشريف وهو انه يوجد عنده نسبه متصلاً بسيدنا عبد السلام
بن بشيش رضي الله تعالى عنه وإما من جهة والدتها فهي من بني القباني في
صيدا وقد بلغني من بعضهم انه كانت عنده صورة نسب شريف وفقدت
منبينهم من عهد قريب هذا غاية ما بلغني في نسب والدتي رحمها الله
تعالى والله اعلم بالحقيقة فارجو الله تعالي ان يكون ذلك مطابقا للواقع
فلي بذلك الفخر الاكبر والرجاء يوم المحشر والله اعلم واعلم يا اخى انه قد
بلغني عن الشيخ والدي رحمه الله تعالى وقائع كثيرة منها ما هومن نوع
الكشف الصريح الذي لا يقبل التاويل ومنها ما هومن نوع التصرف في
عالم الكون كرامة منالله تعالى اكرمه بها وإجراها على يديه كشفاء الامراض
وخضوع الخبابرة لديه وانقياد القلوب اليه وغير ذلك ولكني وجدت ان
الذي عددتها لك فلا يمكن تمييزكل نوع منها على حدته ثم رايت ان
اظهره الله على يد الشيخ رحمه الله تعالى واكرمه به بعد ان فتح علية وقبل
ان جاءت الحكومة المصرية الى بلادنا وبعضها في مدة استيلائها عليها منه
ما توقع في طرابلس ومنه ما توقع في قبرص ومنه ما توقع الاستانة وبعضها
بعد مجيبه من الاستانة الى طرابلس وبعضها عند ما قريت وفاته ومن
وبعضها لم اقف له على تاريخ فافردت لكل نوع من هذه الانواع فصلاً
اذكر فيه ما بلغني من ذلك النوع فجاءت فصول تلك الانواع تسعة
هي واردة عليك ان شاء الله تعالى ثم اني اكرر لك ما قدمته في صدر
فحوىكلامهم واما تحري نفس الفاظهم فهذا شيء عسير جدا ولا سيما
الالفاظ لا يتيسرتحريرها فارجو الله تعالى ان لايواخذني اذا وقع مني زلل
فالعصمة الله تعالى ولرسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ولكن لك علي عهد
واقعة عن الشيخ والدي رحمه الله تعالى الا وقد سمعتها من مخبراخبرني
بها ولا ابتدع لك شيئًا لم اسمعه عنه ولم يخبرني به مخبرفحاشا لله تعالى ومعاذ
الله سبحانه وإما أن يكون سهى على في واقعة من تلك الوقائع فوقع فيها
زيادة أو نقصان وخانني فيها فكري وكبا بها خاطري فهذا شيء لا اضمنه
العالمين قل لوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ثم اني
التزم لك انكل واقعة انقلها لك فان كان في حفظي اسم من حدثني بها
ذكرته لك وإن لم يكن في حفظي اسمه لطول العهد يزمن اخباره اقول
بعض اخواننا أو بعض الناس وتارة يكون المخبر بالواقعة عدة مناخواننا
فاقول اخبرنى الكثير من اخواننا وتارة يكون المجبر بالواقعة حيا الى
۷۸
الآن فاقول وهو في قيد الحياة وتارة اقول فلان الذي يبلغ من العمركذا
والقصد من ذلك ان هذا الرجل بعد بلوغه سن الشيخوخة يبعد عليه ان
يكذب في امر لا يعود عليه الكذبفيه بنفع ولا يدفع عنهضررا فهذا ماعندي
فيما ساتلوه عليك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفروالله الموفق للصواب
بمنه وكرمه
فصل
فمن ذلك ما حدثني به سيدنا الشيخ عبد القادر ابو رباح الدجاني رحمه الله
تعالى قال في اثناء ذكره فضل الشيخ وإنه له اليد الطولى عليه في تعليمه
وسلوكه الطريقة يا ولدى ان والدك رحمه الله تعالى عرفني ربي ولو
في مدة خدمتك طول عمري ماكافئت ساعة من ساعات والدك واني
والدك مقيماً عندنا في يافا فكان كلما رايت رؤيا تتعلق بسلوكي وتشير
لمجاهداتي في الطريق مثلما يحدث للسالكين يعلمها الشيخ والدك قبل ان
احدث بها احدا ويكاشف على بها ويهديني لاشارتها ويشير علي بكيفية
تعالى وإقامة الشيخ بيافا انماكانت قبل دخول الدولة المصرية لبلادنا
وهذا الكلام من سيدنا الشيخ ابي رباح صريح في كشف الشيخ رحمه الله
الشيخ وهي في قيد الحياة تبلغ من العمر الستين وسمعت بعضه من عمي
رحمه الله تعالى قالت لما حاصر بعض الوزراء طرابلس واجتمع معه على
حصارها اهل عكارو رئيسهم عمرآغا فرطل وكان المتولي عليها مصطفىاغا
بربر الحاكم الشهيرفي بلادنا وذلك قبل دخول الحكومة المصرية البلاد
الشامية فلما اشتد الحصارعلى البلدة وضويقت اشد المضايقة حتى كادت
تو خذ وكان والدك مقيماً في البيت فطرأت عليه احوال وتجرد من ثيابه
ولبس مرقعة الشيخ سليم الدجاني وهي التي مر لنا ذكرها واخذ بيده حربة
وجعل يطعن حيطان البيت كفعل المحارب ثم بعد مدة من الزمان ظهر
عليه التعب فانطرح على الارض وغطته والدته ونام وإذا عمك حضر
للبيت وقال لوالدته ان البلدة قاربت ان تؤخذ واني اخشي على اخواتي
واريد الآن ان اقتلهن وأأمن من هذا العار فانتهرته والدته وقالت له
ان هذا غير ممكن ونحن حاشا الله ان يفضحنا ويفعل الله ما يشاء فعند
ذلك لستيقظ والدك وسال والدته عن حديث اخيه فاخبرته به فقال لها
هذا مجنون كيف تؤخذ البلد ولها تحت ابطي اربعة اشهرثم أن عمي ذهب
واخبر عمراغا التدمري بكلام الشيخ وهذا الرجل كان من اعيان البلدة
على الشيخ فاذن له فعندما دخل عليه قال له ياسيدي ان البلدة قاربت
ان تو خذ فقال له الشيخ انها لا توءخذ ولها تحت ابطي اربعة اشهر ويوم
السبت اعمللنا سيرانا في البداوي وهو محل نزيه فيه مقام الشيخ البداوي
فعند ما سمع عمراغا كلام الشيخ قام وخرج من عنده وتحدث مع عمي بانه
اهل البلده عن مقاومتهم قالت ثم ان الشيخ بعد ذلك طرأت عليه احوال
وتغيرحاله ثم انه مد يده تحت ابطه واخرج بها شقيقة نعمانيةكبيرة ورمى
بها جانب البركة التي قدامه في البيت وقال عند رميها اعمى الله قلبك
يا عمراغا قرطل وهو رئيس المحاربين من العكاريين المتقدم ذكره وقد
سمع عنه أنه كانيشدد الحصار على البلده ويهجم الى تحتاسوارها ويطعن
بابها برمحه قالت فعندما نظرت الشقيقة التي رماها الشيخ اسرعت اليها
لا لتقطها فما وجدت لها اثراً ومنذلك الحين انقطع عنا سماع اصواتالمدافع
التدمرى عند الشيخ وذهبوا جميعاً يوم السبت الى البداوى وعملوا سيرانا
فقلت لها ان قول الشيخ لعمرآغا التدمري ويوم السبت اعمل لنا سيرانا
في البداوي في اي يومكان قالت لم يبق في حفظي ولكن اظن انهكان قبل
السبت بيومين او ثلاثة ايام اه وقدكانت تحلف ايمانا على صدق حديثها
هذا لا سيما عن مشاهدة الشقيقة وتظهر العجب بان الشيخكان مجردا من
ثيابه وما عليه الا المرقعة ومن اين جاءته تلك الشقيقة فهذه الواقعة يا اخي
الذي اعطاه الله تعالىاياه بالكون وعلى امور يصعب علينا تفسيرهاكطعنه
بالحربة للحيطان ورمي الشقيقة ولكن يفهمها ارباب البصائر المنورة ويدل
시
كلامه على انهكان له خدمة باطنية في طرابلسوالله اعلم ومن ذلك ما
ومما حدث لي في ذلك البيت انه اتى لنا من بيروت سلةكوسا فلما فتحتها
واخرجت منها الكوسا خرجت حية كامنة فيها ودخلت خرقاكان في
البيت فانا خفت كثيرًا وعزمت على الخروج من البيت فعند ما حضر
عند الخرق الذي دخلت فيه الحية وقال يا سيدي احمد يا رفاعي اختي
الشيخ واطمأن عند ذلك قلبي اه وهذه الواقعة تدل على تصرف الشيخ
وانحسابه على حضرة سيدنا الشيخ الرفاعي قدس سره فان قيل ان الحواة
يفعلون مثل هذا الفعلقلنا نعم ان فعل الحواة من نوع الاحتيال واما هذه
الحادثة فهي فعل رجل من اهل التقوى والصلاح استنجد بقطب من
اقطاب الزمان لا ينكر فضله الامطموس البصيرة ومن يعلم ما نصه علماء
ان والدك رحمه الله تعالى بات عندنا في احدى الليالي وعند ما اصبح
الصباح وصلينا الفجر نزل الى السوق ونزلت انا في خدمته فصادفنا
احد بني علم الدين وهو محمد آغا علم الدين فتقدم الرجل المذكور
وقبل يد الشيخ فقال له الشيخ اريد منك خمسمائة قرش فقال الرجل
7
۸۲
ياسيدي الآن غير موجود معي هذا المقدار فصارالشيخ لج عليه وهو
واعتذرعن الباقي فاخذها الشيخ ومشى وتبعته أنا وقد عجبت من الحاحالشيخ
على ذلك الرجلبهذا الطلب وليس منعادته ذلك فقلت له ياسيدي لما
فعلت هذا فان كنتمحتاجا الى دراهم فانا اقدمها لك ولو بعت حصيربيتي
فالتفت الي وقال انا لست بمحتاج الى دراهم ولكن هذا الرجل سترد عليه
مصيبة اردتان يدفعها الله تعالى عنه ولكنهو ما اراد ثم لم تمض ايام قلائل
حتى ورد امر عبد الله باشا والي عكا ان يؤخذ من ذلك الرجل مبلع خمسين
فامتنع الرجل عن الدفع فوضع في السجن وضيق عليه فصار يدفع منها جزاً
في ذلك اليوم وما كلمني به فذهب اليه في السجنواخبره بكلام الشيخ فقال
له انا المحقوق بعدم امتثالي امر الشيخ ودفع اليه تمام الخمسمائة التيكان
طلبها الشيخ منه وقال له اذهبانت والسيد ديب الزين الى الشيخ واعتذر
له عني وادفع له هذه الدراهم فجاء اخوه الي واخبرني بالقصة فذهبت معه
الى الشيخ وبلغناه الرسالة وعرضنا عليه الدراهم فامتنع عن اخذها وقال
غير ممكن ولكن اخوك لا يدفع غير مقدار خمسة وعشرين الفا فقل له
بكلام الشيخ ثم ان المحبوس صار ماهل بالدفع الى ان بلغ خمسة وعشرين
۸۴
الفا وصار يحاول بدفع الزيادة فضيق عليه حاكم طرابلس فدفع خمسة
فبعد يومين او ثلاثة ورد كتاب من عبد الله باشا الى حاكم طرابلس
يقول له فيه اطلق فلان المحبوس واكتف بما اخذت منه من الدراهم الى
تاريخكتابي هذا المرسلاليك فعند ذلك اطلقه الحاكم وارجع اليه خمسة
الاف حيث انها دفعت بعد تاريخ كتاب عبد الله باشا فتحققنا سركلام
الشيخ رحمه الله تعالى ونفوذكلامه طبق ما قال اه ولا تظن يا اخي ان
الشيخ اذا طلب من احد شيئاًكما فعل مع هذا الرجل صاحب الواقعة
من اصحاب الامراض والمصائب دراهم ويتصدق بها فيصرف الله عنهم
مصائبهم وذلك منه رحمه الله تعالى عمل بالسنة المطهرة على صاحبها افضل
فصل
في مدة وجود حكومة المصريينفي بلادنا فمن ذلك ما اخبرني به عمي رحمه
الله تعالى قال لي ان والدك كان مارا في السوق قبل حادثة القتلى
الذين قتلهم ابراهيم باشا من اعيان بلدتنا وقد مرت الاشارة لقصتهم
وستأتي ايضا فصادف في طريقه الشيخ علوان وهو رجل مجذوب شهير
في بلدتنا معتقد عند اهلها فقال الشيخ علوان لوالدكاخرج اخرجفوجدت
والدك قد تغير حاله وقال له انا اخرج ولكن تاكل خازوقاكبيرا قال
الفتنة وخرج من طرابلس الى قبرص الى الاستانة وإما الشيخ علوان
فحدث له انه وقع بعد ذلك في كانون نار فاحترقت رجله حرقا بليغا
واقام مدة مديدة طريح الفراش يذوق منها العذاب الشديد اه فهذه تدل
على حال الشيخ رحمه الله تعالى وحال الشيخ علوان تغمده الله بالرحمة
وغيرهم في حادثة القتلى الذين مرلك ذكرهم وان ابراهيم باشا المصري
نجهم في طرابلس لدسائس بعض المفسدين قالوا ان الشيخ رحمه الله تعالى .
حضرالی داربني المقدم اسماعيل افندي وامين افندي قبل ان ياتي امر
ابراهيم باشا بالقبص على الاعيان الذين انهوا في تلك الفتنة وقبل ان
طرأ عليه حال وصارالى طور غريب ثم اقبل على بركة هناك وجعل
يضع عكازه في البركة ويقول هى ليصا هي ليصا شدوا معنا كلاما تقوله
النوتية عند اعمالهم البحرية ثم يقول هذا مركب فلان ويسمى احد اعيان
طرابلس ويكررتلك الالفاظ ويذكر اسمآخر وهكذا حتى اتى على اسماء
كثير منهم ولكن يقول عن بعضهم انه غرق مركبه لاحول ولا قوة الابالله
في القبض على جميع الاعيان الذين سماهم الشيخفي ذلك اليوم ووضعوا
٨٥
بقتل بعضهم وترك البعض الآخر فلاحظ الحاضرون واقعة الشيخ في دار
المقدم وإشارته الحالية فوجدوا ان من كان الشيخ رحمه الله تعالى قال عنه
في ذلك اليوم قد غرق مركبه ورد الامربقتله فقتل رحمه الله تعالى ومن
كان الشيخ رحمه الله تعالى قال عنه قد خرج مركبه لم يقتل وافرج عنه اهـ
ولا يخفى ظهوركشف الشيخ في هذه الواقعة وهي شهيرة في بلدتنا سمعتها
هذه الحادثة ما حدثني به السيد محمد مرارا من كثيرين ومن ذلك في
المنزلجي وكان من اخواننا ومنشد الذكر رحمه الله تعالى وخدم الشيخ مدة
من الزمان قال لي كنت في خدمةوالدك ساهرا في دارعبد الله اغاعلم الدين
فطرأ على والدك حال وصاريتكلم بكلام يشف عن انزعاج ثم انه قام
وصار يقول لي يا محمد من هنا الى هنا ويشير من باب الدارالى الجبانه
أمامه الفانوس فقالقبلان يدخل الدار يا محمد احفظ هذه الليلة ثم بعد
طرابلس ومن جملتهم عبد الله اغا علم الدين المتقدم ذكره وبعد سجنه
مدة صدرالامربقتله مع من قتل ونقلت جثته الى داره واخرج منها الى
الجبانة التي اشاراليها الشيخ رحمه الله تعالى عن تلك الليلة بقوله من هنا
الى هنا ودفن فيها رحمه الله تعالى فتذكرتكلام الشيخ حينئداه ثم ان
تعالى وسيدنا الشيخ محمود الرافعي رحمه الله تعالى طلبها ابراهيم باشا اشد
من قربهم فلا يرونهم ويرون آثارهم القربية الحدوث ويعجبون من غيابهم
عنهم من جميع تلك البقاع التي يبحثون عنهم فيها وحدثني بعض الناس
ان في احد تلك المرات ورد المفتشون على الشيخ والدي رحمه الله تعالى
ومن معه على حين غفلة ونظر وهم من رأس جبل هناك فانحدروا اليهم
فجمع الشيخ رفقاء ،اليه وخط حولهم بعكازه دائرة في الارض فلما وصل
ويقولون اين ذهبوا ونحن راينا هم من راس الحبل ولم يمض زمان يحتمل
طلب الحكومة المصرية في تلك الفتنة فحصللي خوف شديد لعلمي بطلب
في طلبه ويلقى عليه القبض فاشتد خوفي على الشيخ وارسلت اليه ان يذهب
من قريتي الى الوادي الفلاني من وديان الضنية ويختفي هناك فذهب
AY
على الشيخ ولكني قلت لرئيس تلك الجماعة وهو رجل من شبان بني شوك
اوشبان بني شندف شككت ايها سماه لي خضربيك اذهبوا الى المحل
الفلاني والمحل الفلاني ولا تذهبوا الى الوادي الفلاني اعني الذي اوعزت
الى الشيخ أن يذهب اليه فذهب اولئك الجماعة ثم بعد مدة حضر وا ودخل
علي ذلك الرئيس مدهوشاً وقال لي ياسيدي اننا بالصدفة مررنا على
الوادي المذكور على حافة نهر فهبطنا الوادي لاجل القبض عليه فحين
قربنا منه وجدناه غاص في النهر ولم يظهرله اثر فوصلنا الى مكانه وبحثنا
غاية البحث فلم نر احدا فياسيدي هل ارسلتمونا لاجل القبض على نبي
فنحن لا نذهب الى هذه المامورية بعد الآن فانتهرته وقلت له اسكت ولا
تتكلم بهذا لاني خفت ان يشبع كلامه ويبلغمسامع ابراهيم باشا انالشيخ
اني لم اجد للشيخ في قرى الضنية اثرا اه والله الذي لا اله الاهو الذي يعلم
رحمة الله تعالى نقلته لك وانا متصوركانه يحدثني به الان واخبرت من
بعض اخواننا ان الشيخ رحمه الله تعالى لماكان هو والشيخ محمود الرافعي
في قرى عكار في هذه الحادثة طلب الشيخ محمود المذكوران ينزل الى
طرابلس فامتنع عليه والدي فاحتج عليه الشيخ محمود بانه ان يكن فرغت
٨٨
آجالنا فلا مفر من الموت فان الآجال محدودة محتومة فقال له والدي اني
لا أفر من الموت وإنما امتناعي من النزول للبلدة خوفا من القاء النفس إلى
التهلكة المنهى عنه شرعاً وخشية ان نوء خذ بيد ذلك الظالم ونقتل ويتحدث
والاشرار وهذا يكون ذلاً على المسلمين فهذا هوالغرض منامتناعي او
كلاما هذا معناه فماكان من الشيخ محمود الاحتمه على النزول الى البلدة
فطاوعه والدي رحمه الله تعالى لحق الاخوة التي بينها ونزل معه ليلاً
الى طرابلس فلما وصلا الى باب البلدة وهوالمسمى بابالتبانة وجداه مغلقاً
فقال والدي للشيخ محمود رحمها الله تعالى ان وجداننا باب البلدة مغلقاً
علامة عدم الاذن بدخولها فالاولى بنا الآن ان نرجع الى عكار وكان
معها رجل يخدمها اسمه الحاج سليم الشامي فالتفتالى الشيخ محمود وقال
له يا سيدي انه يوجد باب صغير للبلدة من وراء جامع محمود بيك
وهذا الباب يكون مفتوحا دائما فقال الشيخ محمود ندخل البلدة منه
فالتفت والدي الى ذلك الرجل وقد اغتاظ من كلامه وقال له ان شاء
الله تعالى اذا دخلت البلدة توخذ للعسكرية المصرية وتحلق لحيتك ثم انه
نظراً التصميم الشيخ محمود على الدخول دخلوا جميعا فاما ذلك الرجل
فانه وقع بين ايدي المصريين واخذ للعسكرية وحلقتلحيتهكما قال له الشيخ
وأما الشيخان فانها استقاما مدة في البلدة متغيبين ثم خرجا منها ونزلا من
القلمون في مركب استؤجر لهما وسافرا الى قبرص ثم الى الاستانة كما تقدم
وقد قدمنا انه بعد مدة منحدوث تلك الفتنة ظهرلابراهيم باشا ان الجماعة
19
وان ما نسب اليهم من الطعن بالحكومة المصرية انما هو محض فساد فصدر
امره با علان الامان للفارين وشنق رجل كان رئيس المفسدين ومنبع
النميمة تطييباً لخاطر الطرابلسيين فعند ورود امره بذلك الى طرابلس
كان والدي رحمه الله تعالى في قبرصفحدثني كثير اخواننا وغيرهم من
حال غريب واقام بين الحاضرين عنده واخذ عكازه وربطة بجبل وعلقه
معنا وفي اثناء ذلك ارخى الحبل فوقع العكازالى الارض فصارالشيخيقول
وقع الملعون وقع الملعون ثم عاد فعلقه ورفعه الى السقفثم نزله وقالشنقناه
ابراهيم باشا بشنقه فشنق في سوق الملاحة من اسواق طرابلس وفي اثناء
شنقه انقطع الحبل الذي رفع به فسقط الى الارض ثم رفع ثانيا وتم شنقه
كالصورة التي اجراها الشيخ رحمه الله تعالى يوم ربط العكاز ووجد الذين
ارخوا ما فعله الشيخ ان فعل الشيخ بالعكازفي قبرس وشنق ذلك الرجل
في طرابلسكانا في يوم واحد ومن المعلوم انه في ذلك الزمان لم يكن
وكثيرًا ما سمعتهم يتحدثون بها وقد تقدم لك أنه حين ورود امر ابراهيم
باشا بالعفو عن الفارين اخبار سيدنا الشيخ محمود الرجوع الى طرابلس
وامتنع والدي رحمة الله تعالى عن ذلك وحلف أنه لا يأتي طرابلس حتى
بعض الناس نفودكلامه واخذ العجب لهم لما نفذ كلامه رحمه الله تعالى
وهذه تعد ايضا من غرائب الشيخ رحمه الله تعالى ومما حدثني به عمي الشيخ
مصطفى وغيرهكالشيخ خضر الدبوسي الذي كان بخدمة الشيخ رحمه الله
تعالى في قبرص واسوق لك صورة الواقعة حسب ما حدثني عمي قال لي
رحمه الله تعالى اني تشاجرت مع والدكمرة ونحنفي قبرص عندما ذهبنا اليها
بعائلتنا جميعاً وكان سبب مشاجرتي معه اني لمته على انفاق ما يفتح الله به
اللهكريم ان الله يبعث لنا ما نفتح به عليك على عيالنا فقال لي يا اخي
فقلت له يا اخي هذا الذي يبعثه الله لك تنفقه على الناس اترى ان الله
تعالى يبعث لك من مالطة فعند ذلك اخذته الحدة وقال لي نعم ان الله
ورد على الشيخ وانا حاضررجلان غريبان ومعها ثالث من اهل قبرص
دراهمها فقال له الشيخ ما انا منجم ولا سحار فقال القبرضي نعم ياسيدي
يعطيانه لحضرتك لتنفقه على اتباعك فقال له الشيخ وما ينذران فقال
บ
القبرصي بعد مخابرتها ينذران خمسين ريالاً فعند ذلك كتبالشيخ ورقة
ودفعها اليها وقال لهما علقاها في المحل الذي سرقت منه الدراهم فاخذا
الورقة من الشيخ رحمه الله تعالى وذهبا هما والقبرصي وفيما حدثني الشيخ
خضر الدبوسي انه اطلع على تلك الورقة فوجد ان الشيخ كتب لهما فيها
دستور ياسيدي احمد يارفاعي المدد ولا يخفى قوة انحساب الشيخ رحمه الله
تعالى على حضرة سيدي احمد الرفاعي قدس الله سره ثم ان عمي قال في
بقية خبره وبعد ذهاب المذكورين قالالشيخ وهو جالس مع بعض الاخوان
ان الريالات التي نذرها الرجلان ما تبلغ من القروش فقالوا تبلغ الف
قرش فقال الشيخ لا انما تبلغ خمسمائة قرش فقالوا يا سيدي تبلغ الفقرش
قفا عاد الشيخ وقال لا انما تبلغ خمسمائة قرش فعند ذلك سكتوا عن مجاوبته
وقالوا في انفسهم لعل الشيخ يريد معنى لم نفهمه منه ثم بعد مضي ثلاثة ايام
اواكثرمن ذهاب الجماعة المسيحيين حضروا عند الشيخ رحمه الله تعالى
السارق قد ظهر وذلك انه بعدما علقنا ورقتكم في المحل الذي سرقتمنه
الدراهم ضاقت عليه الدنيا بمارحبت وإنى الى المحلالمذكور مدهوشاً فالقينا
عليه القبض فاقر باخذ الدراهم ولكنه اضاع مقدار النصف منها وحيث
انه ابن اخت قنصلنا الانكليزي فلا يمكننا التشديد عليه بتحصيل الذي
اتلفه فعلى ذلك قد احضرنا لسيادتكم مقدار النصف مما نذرناه وهى
خمسمائة قرش وعلاوة على ذلك احضرنا هاتين الشقتين فقبل الشيخ منهم
الخمسمائة ولم يقبل الشقتين وقال لهم ان الشقتين لم يجر عليها كلام فانا
۹۳
لا اقبلها ثم التفت الى الرجلين الغريبين وقال لهما من اين انتما فقالا
الشيخ له يا سيدي نحن من مالطة قال عمي رحمه الله تعالى فالتفت الي
وقال لي يا مصطفى انهما من مالطة فقلت له نعم وسكت ولم يخطرلي شيء
ثم اعاد علي الكلام وقال لي يا مصطفى أنها من مالطة وكذلك اعدت انا
اله الجواب مثل الاول وصرت اقول في نفسي ما مراد الشيخ بتوجيه هذا
الخطاب الي وتكريره واي شيء يعنيني ان كانا من مالطة او من غيرها ثم
بعد ما انصرفوا جميعا التفت الي الشيخ وقال لي يا مصطفى خذ هذه الدراهم
وانفق علىالعيال واني ياكذا وكذا قدكنت قلت لكاناللهكريم انالله يبعث
لي من مالطة رغماً عن انفك وهكذا ربي بعث لي منها فعند ذلك انتبه
فكري الى كرامة الشيخ وفهمت سر مراجعته للاخوان وقوله لهم حين سالهم عما
تبلغ الريالات وقالوا له الف قرشلا انها تبلغ خمسمائة قرش فانه رحمهالله
قد علم بكشفه الصادق ان الرجلين لايأتي منها غير خمسمائة قرشكما
كان الواقع فهذه الواقعة اشتملت على مكاشفة الشيخ ونفوذ كلامه بقوله ان
اکرام الله تعالى له باظهاارلسارق والقبضعليه وعن قوة انحسابه على حقه
سيدنا الشيخ احمد الرفاعي قدس سره وصحة الرابطة مع ذلك القطب
الكبير فرحمة الله تعالى على تلك الروح الطاهرة والنفسالزكية ومنذلك
ما حدثني به السيد محمد بازار باشي احد اهالي بلدتنا يبلغ من العمرفوق
الستين قال لي لماكنتفي قبرص فاراً من عسكرية ابراهيم باشا حدث لي
اني اتيت احدى التهاوي فحدث بيني وبين صاحبها مشاجرة افضت الى
۹۴
وضربني ظلما وعدوانًا وما امكنني الانتقام منه لاني غريب وهى ان شتمني
قوي الجسم اسود طويل جبارمن الجبابرة ثم اني في ثاني يوم لاقيت الشيخ
والدك رحمه الله تعالى جالسا على مصطبة قبال تلك القهوة التي ضربني
صاحبها فناداني الشيخ فلما جئت اليه قال لي يا محمد افركظهري فجعلت
افرك ظهره ووجدته متألما نا لما شديدا وهو يئن من شدة ذلك فقلت له
ياسيدي ليته لو ذهب عنك هذا الالم الى ذلك الاسود الخبيث والاسود
ولما ذلك فحدثته بقصتي معه وبضر به وشتمه لي فعند ذلكوجدت الشيخ قد
تغير وجهه واخذته علي مثل الغيرة والشفقة وقال لي ليكن ذلك ثم نظر
إلى الأسود وهو بعيد عنه ونفض كتفيه فيالحال والحين وقع ذلكالاسود
على الأرض مغمى عليه في جانب الوجاق فحمله الناس الى بيته ولم ادري
ما فعلالله به وإما الشيخ فانه في الحال ذهب عنه الالم وكانه نشط من
عقال ثم جعل محمد بازار باشي المذكور يقسم لي الايمان الغلاظ على صحة
ما حدثني به وانه هكذا توقع له مع الشيخ رحمه الله تعالى فانظر يا اخي الى
قوة هذا التصرف الذي اعطاه الله تعالى للشيخ اعلى اللهمنزلته في عليين
فان قيلكيف انتقل المرض من جسد الشيخ الى جسد ذلك الاسود
والمرض عرض ومن المعلوم المسلم عند اهل السنة ان العرض لا ينتقل من
جسم الى جسم قلت ليس هذا من باب انتقال العرضوإنما هذا من باب
ان الله تعالى اذهب ذلك العرض من جسم وخلقمثله في جسم آخركرامة
من ذلك الظالم والله علىكل شيء قدير ومن ذلك ما حدثني به محمد اغا
الانجا من اعيان طرابلس وهو رجل يبلغ من العمر فوق الستين وقد كان
موجودافي قبرص حينماكان الشيخ فيها وكان مستخدماً عند حاكم قبرص محمد
انغا المحصل الشهير في ذلك الوقت وكان يتردد على الشيخ ويخدمه قال لي
محمد اغا الانجا المذكوراني كنت مستخدماً عند حاكم قبرص محمد اغا
المحصل وكان عنده رجل بوظيفة خزندار له السلطة على وعلى امثالي
من المستخدمين عند المحصل ففي احد الاوقات تعدى علي ذلكالخزندار
في بعض الامور وشدد علي في التحكم فضجرت من ذلك واعتمدت على اني
عند الشيخ والدك رحمه الله تعالى واستأذنت منه في ذلك العزم فقال لي
الشيخ وما السبب الحامل لك على ذلك فاخبرته بتعدي الخزندار علي
فقال لي لا تحزن ثم اخذ جبة من جيبه والبسني اياها وقاللي جعلتك خزندارا
في نفسك ودم على خدمتك فقبلت يده فارجع عن هذا العزم الذي
الرتبة عنها ففي اقرب وقت ارسل الي المحصل ووجه علي وظيفة الخزندارية
وعزل منها ذلك المتعدى علي فعجبت من تصرف الشيخ رحمه الله تعالى
وما اعطاه الله من الكرامة وحدثني محمد اغا المذكور وقال لي ان افندينا
محمد اغا المحصلكان قدينى تكية في قبرص جميلة ووقف لها اوقافا تغل
اموالاً كثيرة وهو مسرور بها فلماحضر والدك الى قبرص وحصل للمحصل
معرفة به ومحبة اراد ان يجعل الشيخ والدك شيخا على تلك التكية ويسلمه
اوقافها فحضر عند والدك وذاكره في امر التكية فقال له الشيخ جزاك الله
خيرًا وجعل عملك مقبولاً فقال له المحصل ياسيدي اريد ان تكون شيخا
في هذه التكية وتستلم اوقافها فقال له والدك يا اغا اني رجل غريب ومهما
اقمت في بلادكم فلا بد ان ارجع الى بلادي فانظر لك رجلاً غيري يصلح
لهذه الوظيفة فقال له المحصل ياسيدي وإن سافرتالى بلادك فانا اجعل
لك الخبار بوضع وكيل عنك وتبقى التكية تحت مناظرتك وغلة اوقافها
له الشيخ وان يكن الامركما ذكرت فانا لا اقبل هذه التولية على اي وجه كان
تكسرون الخاطر ولا تراعون امثالي وانا رجل أريد عمل الخير واطلب
فالشيخ سكت عند ذلك ولم يرد عليه جوابا ثم قام المحصل من عند الشيخ
وذهب وهو غضبانففي الليل حضرت عند الشيخ فالتفت الي وليس معنا
ان اسيادي اكبر منه اعلم يا محمد اني في نهارغد اسافارلى الاستانة وإما
افنديك فانه يكون آتياً من داره الى سراية الحكومة فيلتوق حنكه كيفك
٩٦
فيطلب الحكماء فيعالجونه فلا يشفى كيفك فيطلب المشايخ فيرقونه فلا
ثم يرسل الي ثانياً فاحضر وارقيه فيشفى كيفك ثم قال لي يا محمد اكتم هذا
الحديث ولا تخبر به أحدا ثم ان الشيخ سافر في ثاني يوم الى الاستانة واما
المحصل فانه بعد أيام قلائل كان آتيا من داره الى سراية الحكومة فالتوق
حنكه واصبح وجهه مشوها وعسر عليه تناول الطعام حتى صاريحتال على
اخذ مرقة اللحم والشوربة حتى يتغذى ورأيته ياخذ المرآة وينظرالى وجهه
وتدمع عيناه اسفاً على نفسه وكانت صورته جميلة فتشوهت بتلك اللوقة
ثم انه طلب الحكماء وعالجوه فلم يجد علاجهم له نفعا وطلب المشايخ فرقوه
فكانت النتيجة واحدة واما انا فقد انساني الله تعالى حديث الشيخ معي في
تلك الليلة ولم يخطر على بالي منه شيء حتى جرى جميع ما تقدم ونفذكلام
الشيخ رحمه الله تعالى ففي احد الاوقات كنت مفتكرا في شان المحصل وما
جرى معه من تلك الحادثة فخطرعلى قلبي حديث الشيخ معي في تلكالليلة
فقمت في الحال ودخلت على المحصل وحدثته بحديث الشيخ بتمامه وقال لي
هداك الله ولما لم تحدثني به من اول الامرفقلت له والله اني نسيته ولم يخطر
على بال الى الآن فعند ذلك امركاتبه ان يكتب الى باكيراغا القباقيبي
في الحضور الى من تجار الشاميين المقيمين في الاسنانة ان يترجى الشيخ
قبرص فكتب اليه بذلك فاتي الجواب بعد مدة بامتناع الشيخ عن الحضور
الى قبرص ثم كتب له ثاني مرة واكد عليه بان فلج على الشيخ بالرجاء ان
يحضرفحضر الشيخ الى قبرص ثم دخل على المحصل فعند ما رآه المحصل
۹۷
عليك يا اغا لا بأس عليك ثم تقدم الشيخ اليه ووضع يده على حنكه ونادى
ياسيدي احمد يا رفاعي فبالحال رجع حنكه الى حالته الأصلية وشفي وغدا
وما فيه أثر من ذلك المرض ثم اخذ محمد اغا الانجا يقسم لي الايمااننه
هكذا توقعت هذه الحادثة للشيخ وانا يا اخي اقسم لكبالله العظيم الذي
تقدست اسماؤه أنه هكذا حدثني محمد آغا الانجا المذكور بهذا الحديث عن
الشيخ لا يشك فيه ولا يرتاب وهذه الواقعة للشيخ تدل على ورعه وزهده
للشيخ وحفظ مقامه عند الله تعالى وغيرة مشايخه عليه قدس الله اسرارهم
جميعاً لاسيما سيدي الرفاعي رضي الله تعالى عنهوامدنا بمددهآمين ولفظة
اثناء حديثهم الذي يعجب منه كانها تنبيه للمخاطبعلى ان الحديث معجب
به بعض اخواننا الذينكانوا في قبرص او نقلاً عمن كان مع الشيخ انه بينما
كان الشيخ والدي رحمه الله تعالى جالسا في دار في قبرص اذ ورد عليه
حال وقام الى درابزين هناك وربط شالةكان متحزماً بها بذلك الدرابزين
ليصا فامتثلوا واخذوا يشدون معه وهو يقول هي ليصا شدوا معنا هي
كلاما يقوله البحرية واقام على هذا الفعل ساعة من الزمان ثم ترك الشد
Y
۹۸
وحل الشالة ورجع إلى مكانه وصاريقول بالسلامة بالسلامة فبعد يوم او|
له ياسيدي انه حدث علينا ونحن مسافرون الى قبرص نوء شديد حتى
خشينا الغرق فنذرنا شيئًا تقدمه اليك أن نجانا الله تعالى ووصلنا الى
قبرص بالسلامة فبمجرد ما وقع منا ذلك النذر.خفف الله عنا شدة البحر
ونجونا من الغرق وهذا هو نذرنا ودفعوا اليه ما نذروه قال المخبر فعلم
ولئك البحرية الذيناشرفوا على الفرقونجاهم الله تعالى ببركة توجه قلب
لشيخ اليهم وقد حدثني بعض اخواننا من زمن قريب ان ركبان ذلك
بالشيخ -عند ما اشتد عليهم النوء ونقل ذلك عن بعضهم فليسال منهم من
الشيخ وتصريف الله له وكرامته لديه رحمه الله تعالى رحمة واسعة ومن
ذلك ما حدثني به بعض اخواننا قديما وعند تحرير هذا المجموع لم اتمكن من
استحضاره على ما ينبغي فاسقطته فيما استقطته من الوقائع التي كنت سمعتها
سعد الدينافندي البربير في هذه السنة فحدثني بهوالظاهر انه يرويه عن
بعص اخواننا فالحقته هنا قال ان محمد اغا الانجا اراد المجيء من قبرص
الى طرابلس فاستاذن الشيخ رحمه الله تعالى فقال له خذلي هذه الفروة
لوالدتي ثم مدد الشيخ الفروة على الارض وصار يضربها بعكازه ويقول
لها اطلعي اطلعي ثم دفعها اليه وسافر محمد اغا المذكور فبقدرالله تعالى
غرق المركبالذي سافر فيه ولم نج غيره وغير الفروة فاوصلها الى والدة الشيخ
وفهم سرضرب الشيخ للفروة وقوله لها اطلعي ومن ذلك ما حدثني به الشيخ
في عنفوان شبابي ومرح صبوتي ولم الحكومة المصرية لبلاد الشام وكنت
اسلك الطريقة ولا خبرة لي باحوال ابنائها فوقفت في بعض الليالي على
رايت شيئًا منهم مما يعرض لابناء الطريق حالة الذكر اضحك من ذلك
سرا فلما فرغ الشيخ من الذكر ناداني واجلسني الى جانبه وانسي ثم ناولني
قصبة تتن كان يشرب منها وقال لي اشرب فتمنعت انا اولاً ادبا مع الشيخ
فالح علي فشربت منها ثم اعدتها له ثم بعد انفضاضالمجلس ذهبت الى محل
مبيتي واضطجعت في فراشى فصرت كلما غفوت اجد القصبة التي كان
الشيخ ناولني اياها في تلك الليلة تضربني على وجهي فأنتبه مذعوراً ثم ارجع
المنام فاجدها تضربني على وجهي فانتبه وهكذا بقي الحال يجرى معي الى ان
اصبح الصباح وقدكر بتغاية الكرب من عدم النوم وشدة الخوف وخشيت
فحين راني على عقلي من الاختلال فاتيت عند الشيخ رحمه الله تعالى
صار يضحك فانكببت على يديه اقبلها وقلت له ياسيدي اى ذنب جرى
مني حتى فعلت معي هذا الفعل فقال لي وما فعلت معك فاخبرته بخبر
القصبة في ليلتي فقال لي وما يعنينى ذلك انا ما اجريت معك شيئاً الا اني
عقلي وارجوعفوك عني فعند ذلك قال لي يا ولدي ولاي شيء وقفت
ليلة امس على الذكر وصرت تضحك فاننا ناس دراويش وانت رجلاغا
ذلك الضحك عليكم معاذ الله من ذلك ولكنلا يخفاكم ياسيدي حالالصبوة
ومرح الشباب فارجو عفوك عني فعند ذلك رضي الشيخ رحمه الله تعالى
عني وسلكت الطريقة الخلوتية وصرت الى ما صرت اليه اه وهذه الواقعة
سبعتها من اناس من اخواننا غير ابي خليل وهي شهيرة بينهم ثم قال لي ابو
خليل ثم ان الشيخ رحمه الله تعالى في العام الذي ذهب فيه الى البلاد
القدسية وتوفاه الله تعالى مر علينا في صيدا فكنت جالساً معه في بستان
بني الجوهري المسمي الرابوطية فالتفت الي عندما خلا المجلس بيني وبينه
وقال لي يا ابا خليل انا غيرآسف على شيء من الدنيا غير اني اريد ان
يكون ولدي حسين من العلماء ثم اهداني قصبة تتن صغيرة وقال لي يا ابا
خلیل اولها قصبة وآخرها قصبة فعند ذلك انقبض قلبي من ذلك الكلام
وعلمت اشارة الشيخ رحمه الله تعالى في هذا الكلام الى قربوفاته رحمه الله
قرب وفاته رحمه الله تعالى رحمة واسعة ومن ذلك ما حدث له رحمه الله
الدرويش علي حبيب جده وهو في قيد الحياة موجود الان في الاستانة
1.1
قالوا لمك
اان الشيخ في الاستانة وكان فيها الشريف عبد المطلب شريف
مكة المكرمة ايامكانت الدولة الزمنة الاقامة هناك وكان الشيخ رحمه الله
تعالى يزوره في بعض الاوقات فاتفق أن الشيخ كان مرة في داره وقام
لقضاء الحاجة وترك في المجلس بعض ثيابه ومحفظة كانت معه فعندما
فيها فعند ما رآه يفعل ذلك ظهر عليه اثر الغضب واخذ المحفظة من يد
تشددون الامرفقام الشيخ وذهب من عنده مغضباً ففي تلك الليلة راى
الشريف عبد المطلب في نومه حضرة المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم
وهوا
آخذ بيد الشيخ والدي رحمه الله تعالى فاقبل الشريف عليه فحول
صلى الله تعالى عليه وسلم وجهه الشريف منه فقال لما ذلك ياسيدي
فاجابه صلى
الله عليه وسلم لما تغصبهذا الرجلواشارالى الشيخ مثلما أنت
ولدي هذا ولدي فاستيقظ الشريف مرعوباً من هذه الرؤيا وفي الصباح
ارسل الى الشيخ يطلبه فامتنع الشيخ اولاً عن الحضور اليه ثم الح الشريف
بحضوره فحضر عنده فعند ما اقبل عليه تلقاه الى الباب واعتنقه وبعدما
جلسا قص عليه الرؤيا وطلب السماح منه وصفت منها الخواطر اه وهذه
الواقعة تعد من اكبر الدلائل على حسن حال الشيخ ويستأنس منها
لصحة نسبه حقق الله تعالى لي ذلك وهذا ما بلغني وسمعته منالمخبريونالله
اعلم وارجو الله تعالى ان لا يؤاخذني ان وقع مني في نقلها زلل فانها تشتمل
1.5
على رؤياه صلى الله تعالى عليه وسلم وروءياه حق لاسيما مناولاده الكرام
امدنا الله بامداد همآمين ومن ذلك ما اخبرني به السيد محمد المنزلجى
شخص يطلب ان يذهب معه الى داراحد اعيان الاستانة ليرقيه وذلك
المريض اخو وزيرضراب خانة الدولة فامتنع الشيخ من الذهاب معهفلما الح
عليه قال له انا ارسل معك احد اخواني وهو يرقيه ثم قاللي يا محمد اذهب
مع هذا الرجل وارق ذلك المريض ثم قال لي سرا اياك ان تاخذ شيئًا من
فذهبت مع الرجل حتى دخلنا سراية كبيرة ملوكية ثم ادخلت على رجل
في فراشه مريض مرضاً تشمئز منه النفوسفقرات الفاتحة واهديتها الىاهل
الطريق ورقيته ثم قمت من عنده فاخذ بيدى احد اتباعه وخرج بي من
الفرجة ثم أتى بي الى مكان موجود فيه عملة فضية ضغيرة من قيمة القرش
والقرشين وهي جديدة تلمع فقال لي هل معك منديل قلت نعم فاخذ
المنديل الذي كان معي ووضع فيه ثلاث حثيات منتلك العملة ودفعه
عن قبول ذلك ولكن لحب الدنيا لم تطاوعني نفسي على الامتناع فاخذت
ذلك وانصرفت فلما دخلت على الشيخ قال يا محمد انتالجاني على نفسك
الى الشيخ فقال لا لايا اخي انا لا اريد ذلك وليس لي طاقة خذها أنت
1.5
وانت الجاني على نفسك فوالله ما مضى قليل حتى مرضت مرضة انفقت
فيها جميع تلك الدراهم على المعالجات وكانت تبلغ الفا وخمسمائة قرش اهـ
وهذه الواقعة وإن كانت تحتمل ان مرض محمد المنزنجي وقع بالصدفة
ولكن قول الشيخ له لا تاخذ منهم شيئًا ثم قوله انت الجاني على نفسك اظن
ان المنصف لا يراه الاكشفا صريحا وكرامة واضحة ومن ذلك ما حدثي به
اشك في المحدث منها ولكنه احدهما بلا شك قال كنت ماشياً مع الشيخ
والدك رحمه الله تعالى في احدى حارات الاستانة فنظرالشيخ الى شاب
اصابته الصرعة وهو ملقى على الارض وخادم له اخذه على صدره فالتفت
فتقدم الشيخ الى ذلك المصروع ووضع عكازه عليه وصاريرقيه فما اتم رقايته
حتى استيقظ من صرحته فالتفت الي الشيخ وقال لي اسرع اسرع لئلا يخرج
الذي فيه ويدخل فينا وقد فهمت فيما بعد ان مراد الشيخ بهذا الكلام
تخويفي حتى اسرع معه لئلا يعرفه احد ثم ذهبنا وغبنا عن ذلك الشاب
الاوقاف في ذلك
وخادمه ثم بعد عدة ايام ورد سؤال من علي باشا وزير
الزمان الى جملة اماكن ومن جملتها الى دار باكير اغا القباقيبي احدتجار
الشام المقيمين في الاستانة وقد تقدم ذكره يقول في ذلك السؤال ان
شيخا من ابناء العرب قد رقى ولدى وهو مصروع في احدى حارات الاستانة
وقد شفي ولدي من الصرع على يده وصفة ذلك الشيخ كذا وكذا وانا
اريد ان اعرفه لاكافئه فحين ورد هذا السؤال على باكيارغا المذكور قال
1.2
هذه الصفات صفات شيخنا الشيخ محمد الجسر وارسل الجواب الى علي
باشا المذكور بذلك ففى ثاني يوم حضر عند باكيراغا رجل من عند
الباشا المرقوم ومعه صرة من الدراهم هدية للشيخ وطلب من باكير اغا ان
يذهب معه الى الشيخ ليدفع له تلك الهدية قال المخبر وكنت عند الشيخ
جالسا فوجدته قد قلق وقام يريد الخروج من المكان الذي نحن فيه وإذا
باكير اغا والرجل المرسل من عند الباشا داخلان على الشيخ فجلس
الشيخ وجلسا معه فبعد ان قبلا يد الشيخ اخذ الرجل المرسل من عند
الباشا يتكلم باللغة التركية وكان تركيا فترجم كلامه باكيراغا للشيخ وقال
له ياسيدى ان علي باشا وزير الاوقاف يهديك السلام ويقول انك قد
الحين شفى الله ولده من الصرع وهو الان مقدم لسيادتك صرة دراهم مع
هذا الرجلعلى سبيل الهدية يرجوك قبولها فقالله الشيخ اني قدرقيت
ولده لوجه الله تعالى والله سبحانه وتعالى شفاه وانا لا اريد اخذاجرة على
ذلك فجعل الرجل التركي يلج على الشيخ بقبول الهدية والشيخ يمتنع الى ان
اكثر على الشيخ بالالحاح فالتفت الشيخ الى باكيراغا وقال له قل لهذا
الرجلاني قد رقيت ابن الباشا لوجه الله تعالى وشفاه الله سبحانه والان
نيتي غير خالصة فيعود الصرع اليه اذا قبلت هدية والده اخشى ان تعود
للشيخ ارجوان
على ا الشيخ بقبول الدراهم ولكنه عاد وقال لباكبراغا قل
تقبل ولوشيئًا قليلاً منها وتفرقه عن يدك على الفقراء فقال الشيخ بعدما
1.0
ترجم له باكيراغا هذا الكلام لامانع من ذلك وأمره أن يحل صرة الدراهم
ويخرج منها مقدار خمسمائة قرش قال المخبر فنظرتالى الدراهم التي كانت
في الصرة فخمنتها مقدار خمسة عشر الف قرش فاخذها ذلك الرجل
وانصرف مع باكير
اغا واما الشيخ فانه وزع الخمسمائة على الفقراء وقد اصاب
منها الشيخ خضرالدبوسي والشيخ محمد الحنفي خادمي الشيخ ثلاثون قرشاً
ثم بعد مدة من الزمان حضر الرجل عند الشيخ وبلغه عن لسان علي باشا
المذكور ان شيخ التكية القادريةفي الاستانة قد توفي وإن الباشا يريد أن
يوظف الشيخ رحمه الله تعالى شيخا لهذه التكية فامتنع عن ذلك فالح عليه
وتوسط لقبوله باكيراغا المتقدم ذكره فلم يرض الشيخ ولم يقبل ومنالمعلوم
ان التكية القادرية في الاستانة لابد ان تكون غنية ملية ولكن الدنيا في
عيون اهلاللهلاتساوى خردلة فانظريا اخي الى ما اشتمل عليه هذا الخبر
منكرامة الشيخ التي اكرمه الله تعالى بها ومن زهده وورعه وهروبه من
الشهرة التي نسعى نحن اليها فرحمه الله تعالى رحمة واسعة واسكنه فسيح
علي حبيب جده وهو في قيد الحياة موجود الان في الاستانة وكان قد
لازم الشيخ ايامكان هناك وخدمة مدة قال لي ذهبت مرة مع الشيخ والدك
الى الحمام في الاستانة فجلس الشيخ على احدي مصاطب الحمام التي تكون
في بيت الحرارة وقال لي يا علي افرك ظهري فوقفت خلفه وصرت افرك
انظركيف انفجرت من هناثم يقول انظركيف انفجرت من هنا ويشير الى محل
1.7
ولا أثرًا لذلككله فسكت ولم ارد جواباً وقلت في نفسي لا ادري ماذا يريد
الشيخ بهذا الكلامثم قمنا واغنسلنا وخرجنا من الحمام وبعد أيام قلائل ظهر
في ذراع الشيخ دملةكبيرة المنه الما شديدا وصارتتنفجر من محلات عديدةكما
كاناشار الشيخ وانا معه في الحمام ثم ان بعض الناس جاء للشيخ بطبيب جراح
يجري العملية الجراحية في يد الشيخ تالم الشيخ منها وقال له تان يا اخيفقال
له ذلك الطبيب ياشيخي لا تتغنج علي فحين سمع الشيخ منه هذا الكلام ظهر
في وجهه الغضب وقال له بالشللب بشين ولامين مضمومات وباء موحدة
ساكنة فقال له الطبيب وماهو الشللب فسكت الشيخ ولم يرد عليه جوايا
ثم قام الطبيب وانصرف فاتفق ان ذلك الطبيب ذهب لمعالجة العساكر
وهم نازلون في خيام فكان ماراً بين الخيام فعثر باحد الاطناب ووقع على
الارص وانكسر ذراعه وسمع قائلاً يقول له عند سقوطه بالشللب الكلمة
التي قالها له الشيخ فذهب الى منزله كير الذراع واخذ يعالجها ويذوق
الآلام وعلم ان الذي حدث معه تصرف من الشيخ ونبهه على ذلك سماعه
تلك الكلمة التي قالها له الشيخ عندما كان يعالجه ثم اقام في منزله مدة ولما
قارب الشفاء وقدرعلى المجيء عند الشيخ حضر عنده وقبل يده واعنذر
اليه من سوء الادب الذي اجراه معه بقوله له ياشيخي لا تتغنج علي وصار
له مع الشيخ محبة عظيمة وقد ظهرت الحكمة بكلام الشيخ له بتلك اللفظة
المهملة لاجل ان يتنبه عند سماعها وقت سقوطه ان الذي حدث معه
I.Y
من الشيخ وتربية له على سوء الادب الذي اجراه وقد حدثني بقصة تصرف
هذا الطبيب مع الشيخ احد بني العطار من دمشق يدعي رشيد افندي
واخبرني ان ذلك الطبيب من عائلة بني العطار وساق حديثه بما يقارب
حبیب جده المتقدم ذكره وهو في قيد الحياة موجود الآن في الاستانة كما
قدمنا قال لي اني كنت في الاستانة لبعض اشغال وكنت اتردد على الشيخ
والدك رحمه الله تعالى واخدمه وكان هو دائما يلاحظني ويربيني وينهاني
عن الامور المخالفة للشرع الشريف التي كانت صبوني تقتضيها من نحو
اطلاق النظرفعزمت مرة على الرجوع الى طرابلس ففي الليلة التي كنت
عازما على السفرفي صباحها كنت عند الشيخ فجعل الشيخ يقول لي متى
اخوانه واحبابه
وصلت الى طرابلس سلم لي على فلان وعلى فلان ويذكر
الى طرابلس ولما وصلتها بلغت سلام الشيخ لمن أمرني بالسلام عليه الا
ذلك الرجل الذي وصفه لي فانه لم يتعين عندي ففي احدى المراتكنت
بلدتنا تروى عنه كرامات وكثير من الناس كان يعتقده ) فنظرت اليه
ساكن في حارة المحموديه كما قال الشيخ فقلت في نفسي ان كان هذا
1.A
وقرات الفاتحة على هذه النية فمشي ذلك الرجلخطوات ثم رجع الي وسلم
على واخذ بيدي وسار بي حتى ادخلني في حارة زقاق الرمانة فحين خلا
لو جئت الي وقلت لي ان الشيخ محمدا الجسريسلم عليك فلما سمعت منه
هذا الكلام اقشعربدني وقبلت يده وقلت له ياسيدي انا ما عرفتك وما
علمت ان الرجل الذي ذكره الشيخ لي هوانت فرضي مني وقبل عذري ثم
في بعدها صار بيني وبينه مودة عظيمة ففي بعض الاوقات جاء عندي
دارنا واعطانى عهداً منه وقال لي بعد ذلك لاتخف من شيء انا في ظهرك
شيخ عظيم لا يضيق الامور على مريده وإنشيخنا الشيخ محمد الجسركانفي
صارت نفسي تحدثني بسوء و بعد عدةايام عزمت على الذهاب الى
امرد و
مكان خبيث فجئت الى دارنا وصرت اهيء نفسي للذهابالى ذلك المكان
فما شعرت الا والشيخ حسن يطرق باب دارنا ويناديني فنزلت وفتحت له
الباب فدخل وجلس مع عمي وكان هناك في الدار وصرت انا اتلهى عنه
معيكذا وكذا ويذكر قصة تشبه ما هو واقع معي وحاملني على الذهاب
الى ذلك المحل فصرت اقول في نفسي لعله يعرض بي ثم اقول ليس الامر
كذلك وإنما هويتكلم بقصة ربما وقعت معه كما يقول ولم ازل مصرا على
عزمي فلم يزل هو يتكلم بمثل ذلك الكلام وانا اتردد بتلك الخواطر
حتى أنه ذكركلاما كاد ان يصرح فيه بما هوواقع معي فعند ذلك تيقنت
وجلست معه وحادثته مدة ثم قام وانصرف وبعد مدة رجعتالى الاستانة
وجعلت اتردد على الشيخ والدك مثل عادتي ولم اذكرله شيئًا ما حدثلي
في طرابلس مع الشيخ حسن ثم اني في بعض الايام رايتشاباً جميل الصورة
جالسا عند باب احد الخانات فحصل له في قلبي علاقة حب ففي احدى
الليالي رايته في المنام وصور لي الشيطانفعلاً قبيحا فسمعت وانا نائم صوت
لشيخ حسن يناديني يا اخي فاستيقظت من منامي ولم احلم فبعد برهة قليلة
واغنسل وخرج ولم يذكرلي شيئًا ثم بعد عدة ليال جرى معي ذلك المنام
بعينه وسمعت صوت الشيخ حسن يناديني مثل المرة الاولى وبعد برهة
حضر الشيخ وطلب مني الذهاب معه الى الحمامكما تقدم ولم يذكر لي شيئًا ثم
بعد مدة جرى معي ذلك المنام بعينه ولكن سمعت الشيخ والدك يناديني
يا علي فاستيقظت ثم بعد برهه حضرالشيخ وطلب مني الذهابمعه الى الحمام
وكلها تمنع عنالمنكرات ولا تغتربكلام اخيك الشيخحسن وقوله ضع رجلاً على
11.
هذا الجبلورجلاً على هذا الجيلاتراه تركك تفعلشيئًا حتى في المنامثم قال
لي وانا مالي وما لهذه الاثقال واي شيء يحوجنيكل مدة ايام ان احتاج الى
الحمام قالالدرويش علي فحينماسمعت من الشيخ هذا الكلام خجلت غاية المخجل
للشيخ فلم يسعني غير السكوت وعلمت ان جميع ما هو واقع معي هو معروف
ثم اغتسلنا وخرجنا من الحمام ومشيت خلف الشيخ فمررنا على الشابالذي
له العلاقة في قلبي فالتفت الي الشيخ وقال لي هذا مغضوبك فخجلت منه
ذلك نزع الله حب ذلك وسكت ولكنوالله العظيم من حينما قال لي
الشاب من قلبي ولم يبق له في نفسي علاقة ثم قال وقد خطر لي بعد ذلك
ان الصوت الذي سمعته في المنام اولاً وثانيا هو صوت الشيخ والدك
التي اطلق لي اياها لاحقيقة لهاكما قال لي الشيخ وانزع ذلك الاعتقاد من
حدثني بهذا الخبر حينماكان في طرابلس من مدة تزيد على عشر سنوات
وهذا الذي نقلته لك هو ما في حفظي من حديثه فمن اراد اخذ الخبر عنه
فليساله ولو بارسالكتاب وهذه الواقعة تشتمل على مكاشفة الشيخ رحمه
الشيطان وتدل ايضا على حسن حال الشيخ حسن الشالح رحمه الله تعالى
وانه من ارباب القلوب وكان هذا الرجل معتقدا في بلدتنا عند اناس
الشرع الشريف وطريق القوم المنيف وهولاء الملاماتية كما يؤخذ .
الشرعية وهي أنه يرتكب أخف الضررين فهم يرون ان فعل تلكالامور
التي تسيء ظن الناس بهم ليسلم لهم اخلاصهم هو ارتكاب أخف الضررين
فيختارونه على فقد الاخلاص رضي الله تعالى عنهم وارضاهم فلا ينا في هذا
ان الانسان منهى شرعاً عن التظاهر بما يسيء الظن به لان ذلك عند
ما حدثني به اديب افندي المطار من اعيان الشام وقد حضرالى بلدتنا
في هذه السنة وجرى بيني وبينه ذكر امور الشيخ قال لي اني سمعت والدي
اوغيره اشك الآن بمن سى يحدث عن الشيخ والدك واقعة جرت له مع
احد ابناء عائلتنا قال ان هذا الرجل عزم على الذهاب للاستانة لقضاء
وذهب اليها فبلغه وهو هناكخبر والدك فذهب اليه مضمرا في نفسه مصاحبه
على رجاء ان يظهر له من الشيخ شيء يخصها فعند ما دخل على الشيخ قال
له وهو لم يقابله قبل ذلك اهلاً وسهلاً بفلان ابن العطارالذي نهاه عمه
عن المجيء الى الاستانة فلم ينته اعلم يا اخي ان مصلحتك لا تقضى ولا تنتفع
شيئًا في سفرتك هذه فارجع الى بلادكان شئت فما وسع الرجل الا البكاء
واستغاث بالشيخ فقال له يا اخي لا ثمرة باقامتك هنا فارجع الى بلادك
لاا
وكان الامركذلكولم ينتفع ذلك الرجل شيئا ورجع الى بلاده صفراليدين
اه واديب افندي المذكور و والده الشيخ بكري أفندي العطار من علماء
الشام وافاضلها هما في قيد الحياة ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا
فطرأ عليه حال غريب ثم قام مجمع المخدات التي في ذلك المكان ووضع
بعضها فوق بعض وامر الشيخ خضر المذكور ان يصعد فوقها فلما صعد
امره ان يخطب فاخذ المذكور يخطب بغير اختياره خطبة كان فحواها
ذلك الحين كان الامل منقطعاً من هذا الامر ولم يكن مرجو الاحد لتمكن
الاستانة وكان له اعتقاد بالشيخ واظنه الطبيب الذي تقدم ذكره في حادثة
طبيبها ان يذهبوا الى جهات البلاد الفلانية غير البلاد الشامية فحضر
عند الشيخ لوداعه فوجده ناصباً بيرقا على باب منزله فبعد دخوله عليهقال
الشيخ يا فلان اني نصبت لك بيرقا لاجل السفر الى بلاد الشام فقال
الطبيب ياسيدي لست مسافرا إلى بلاد الشام ولكن الى البلاد الفلانية
١١٢
قال الشيخ لابلإلى البلاد الشامية فسكت الطبيب ثم ودعه وانصرف وهو
متحيربكلام الشيخ ثم بعد تهيء العساكر التي هوطبيبها للسفر الى تلك
البلاد وتمام استعدادها ولم يبق الاسيرها اليها صدر الامر من الدولة الى
ما جرى من اخراج الحكومة المصرية منها ففهم حينئذ ذلك الطبيبكلام
فصل
تعين معي تاريخها بانها حدثت بعد مجيئه من الاستانة فمن ذلك
ما حدثني به كثير من اخواننا انه لما حضرا الشيخ من الاستانةكان احد
اخواننا وهوالشيخ احمد عبد الجليل وهوشيخي الذي علمني القرآن رحمة
الله تعالى مريضاً في رجله وله مدة من الزمان وهو يكابد فيها الامر وعجزت
في معالجتها الاطباء والجراحون حتى حكم بعضهم بوجوب قطعها خوفا من
سريان المرض الى سائر جسده فسال عنه الشيخ فاخبره الاخوان بحاله
فذهب اليه فرآه في فراشه لا يستطيع الحراك فرفع الشيخ عكازه وضربه به
على رجله المريضة فصرخ الشيخ احمد صرخة عالية ثم نظر فاذا برجله قد
انفجرت وخرج منها فيح وصديد واستطاع القيام والمشي عليها في زمن
قريب وشفاه الله تعالى ودفع عنهذلك البلاءمن بعدما لازمه زمانًاطويلاً
وهذه الواقعة وإنكان للعقل مجال ان يؤولها ولا يعدها كرامة ولكن
٨
١١٤
الى القطع بانها كرامه خارقة للعادة لما استداموا على عدها في جملةكرامات
لشيخ رحمه الله تعالى ومن ذلك ما اخبرني به سيدي الشيخ عبد الرزاق
ابن سيدنا الشيخ محمود الرافعي وهو صهري ومتاهل بشقيقتي قال لي لما
والسلام عليه ثم بعد ذلك حضرت عنده وسلمت عليه فقال لي على سبيل
المباسطة لما تاخرتعنالحجيء عنديثم قال يا ولدي مثلما الشيخ عبد اللطيف
عمك انا عمك ففي ذلك الحين لم افهم معنى تخصيص الشيخ ذكرعمي الشيخ
عبد اللطيف من بين اعمامي وهمكثيرون ( منهم اكبر منه ومنهم اصغر
منه ) ثم بعد وفاة الشيخ رحمه الله تعالى قدر الله تعالى اني تزوجت بابنة
عمي الشيخ عبد اللطيف ثم بعد سنين تزوجت بشقيقتك فتنبه فكري بعد
ذلك الى كلام الشيخ وتخصيصه ذكرعي المرقوم اه وكلام الشيخ مع سيدي
الشيخ عبد الرزاقكان قبل مولد بنت عمه وشقيقتي وتزوجه بها بسنين
فانظر
الى اشارات الشيخ رحمه الله تعالى الكشفية التي تظهر معانيها بعد
اعوام وهكذا للشيخ اشارات سيرد عليك نقل شيء منها وقد اشار بها الى
اناس ولكن لم يفهموها الا بعد وقوع معانيها وتحققها بعد سنين ومنذلك
ما حدثني به الحاج عبد القادرافندي علم الدين وهو من اعيان بلدتنا
واكارمها يبلغ من العمرما يقارب الستين وهو في قيد الحياة اطال الله عمره
قال لما سافروالدي الحاج عثمان الى الحجاز الشريف سنة الف ومائتين
وبات عندنا وفي مدة السهرة بينما انا جالس معه اذ طرأ عليه حال وتغيرت
بقي في هذه الحالة مدة ساعة من الزمان وانا ساكت قد داخلني الخوف
من حالة الشيخ ثم بعد ذلك رجع الى حاله الاصلية وراق خاطره والتفت
من جهة والدي وقلت له يا سيدي هل حدث على والدي شيء فاعاد
فيه انه بينماكان مسافرا في بحر السويس في الليلة الفلانية اذ لطم المركب
الذي هو فيه صخرا في البحر فتكسر المركب وغرق جميع ما فيه وطلع
هو والمسافرون معه على صخرفي البحر وبقوا حتى سخر الله لهم مركبا مارا
فاشاروا اليه فاتي اليهم وحملهم الى جدة وهم صفر الايدي من أمتعتهم
قال الحاج عبد القادرفقابلت تاريخ تلك الليلة بتاريخ الليلة التي كان
لشيخ بائنا عندنا وطرأ عليه ذلك الحال فوجدت التاريخ واحداً فعلمت
حينئذ كرامة الشيخ وعنايته بنا ورابطته مع والدي رحمها الله تعالى اهـ
اقول واخونا الحاج عبد القادر المذكور شهرته تغني عن تعريفه فمن شاء
فصل
بلدتنا ومشاهيرها قال لي انه طرأ علي حالة اعسار في بعض السنين ولم
يفتح لي الله بابا من ابواب الرزق وعندي عائلة وافرة فال بي الحال اني
انزلت سجادة مناثاث داري وبعتها ووضعت ثمنها عند عمك الشيخ مصطفى
الاجل ان اتخرج منه بالتدرج وعلى قدر الاحتياج فلما اطلع عمك على
ما هو واقع معي تاسف غاية الاسف ثم لما اجتمع مع والدك رحمه الله تعالى
ذاكره في شاني وقال له هذا محب لنا ووصل الى حالة محزنة فقال له الشيخ
وماذا اصنع أنا معه قال له وعلى اي شيء محبته لكم اتشفعون له يوم القيامةان
اللهصلى الله تعالى عليه وسلم يشفع بالجميع فسكت الشيخ ثم قام من
رسول
عند اخيه وجاء عندنا وطرق على بابداري وهو ينادني يا اخي يا ابا حسن
ففتحت له الباب ودخل وجلس وجلست معه ثم التفت الي وقال يا ابا
لا ياسيدي ما عندي عشاء وحرمي في الحمام فمن يعمل لنا العشاء فقاللابد
ان اتعشى عندك فالتفت واظن انه قال الى ابن اختي اسعد وقلت له قم
واشتر لنا لحمة مفرومة نقليها ونتعشى بها فقال لي الشيخ وقل له ياتي
لنا بقطائف مقليات فقلت له ياسيدي لاتنتقل علي فاني رجل مفلس
ونصبت عليك فماذا تريد فقلت له يا سيدي اكلت طعامي هنيئا مرياً
فاذهب عني بسلامة الله تعالى لا اريد شيئًا فضحك الشيخ وقال لي وقال
۱۱۷
لي لا بد من ذلك ايكفيك الآن خمسة الاف قرش قلت له ياسيدي قد
قلت لك لا اريد شيئًا فاذهب عنى بالسلامة ماذا تكفيني خمسة الاف
قرش فقال اعشرة الاف فاعدت عليه الجوابكالاول ولم يزل يترقى خمسة
الاف خمسة الاف وانا اجيبه بذلك الجواب حتى بلغ الخمسين الفا فقال
لي عند ذلك دع البرادة يا باردان خمسين الف قرش مع مصارف سنتك
تكونكافية فسكت انا عن مجاوبته فرايته قبض على لحيته ورفع طرفهالى
نلمنلا خمسين
السماء وقال يارب بحرمة لحية محمد الجسران تبعث لابي حس ا
الف قرش مع مصارف سنته ثم قام وخرج من الدارففي ثاني يوم بينما أنا
جالس في داري اذ ارسلت الي الحكومة المحلية فذهبت الى دار الحكومة
فقال لي الحاكم في ذلك الوقت ان البلدة محتاجة الى من يجلب اليها اللحم
واننا اخترناك لذلك فقلت له ما عندي الآن دراهم لاجل ابتياع الغنم
حمص لاجل شراء الغنم فوصلت الى نهر البارد فرايت قطيع غنم ومعه
رعاته فسالتهم لمن هذا القطيع فقالوا لي ان فلانا تاجرالغنم قد سمع انالسيد
القطيع ليبيعه على سبيل الشركة بينهما فعرفتهم بنفسي وقلت لهم تقدموا الى
البلدة ثم سرت مسافة فوجدت قطيعًا آخر واخبرني رعاته مثل الاول
فرجعت الى البلدة حيث رايت ان القطيعين صارا كافيين للبلدة مدة
القطيعين اني التزمت تقديم اللحم للبلدة ومتى علم ذلك وانا في نهار امس
فوضت الحكومة ذلك الي وان هذين القطيعين قد سارا من المكان الذي
ارسلا منه قبل امس بايام ويداخلني من ذلك غاية العجب ولكنى اقول
ثم اني اشتغلت في هذه المصلحة مدة سنة ثم عملت حسابي فوجدت ان معي
ربحاً بعد مصارف تلك السنة خمسين الف فرش كما كان دعالي الشيخ
والله العظيم لم يزد الربح عن الخمسين الفايارة واحدة فرحمة الله تعالى على
عند
تلك الروح الزكية والنفس الطاهرة اه فانظر يا اخي الى مقام الشيخ.
ربه تبارك وتعالى وانظر الى تلك الوقائع اللطيفة التي ظاهرها مزاح
وباطنها جد وقد حدثني بهذه الواقعة ايضا احد اولاد ابي حسن المنلا تقلاً
عن والده ومنهم اخونا السيد عبد القادر افندي المنلا رئيس طريق
التراموي والشوسة في بلدتنا الآن والسيد اسعد افندي المنلا ابن اخت
من حكومة طرابلس وكان يدخل علي في ذلك الوقت من تلك المصلحة
ارباحكثيرة وانا مسرور جدا فحضر عندي الشيخ والدك وطلب مني ان
اعملله سيارنا في الجنينة المسماة بالقبية فامتثلت امره وعملت له سيرانا هناك
وتيمنت بوجود الشيخ الخيروالبركة فبعد ان اكلنا وصببت على يديه الماء
حتى نظفها من اثر الطعام التفت الي وقال لي يا اباحسنانا اكلنا طعامك
١١٩
واريد الآن ان ادعولك فطح على السرور منكلام الشيخ وقلت له ياسيدي
ذلك ماكنت ابغي فقال لي ارفع يديك وقل آمين فرفع هو يديه وقال
اللهم اقطع نصيب ابي حسن من هذه المصلحة الاميرية التي هو ضامنها
فعند ما سمعت دعاء الشيخ طار قلبي جزعا وتكدرخاطري وقلت ولم ذلك
ان سخطت اورضيت يا ابا حسن اني احبك وأخاف عليك وعلى اولادك
ثم ذهب وتركني وانا مكدرجدًا مندعائه ثمفي اقربوقت تداخل بعض
حتي حصل هياج على ذلك الرجل من اجل تلك المصلحة من بعض
اهالي طرابلس وهجموا عليه يريدون قتله فهرب منهم واختفى عن اعينهم
الشيخ رحمهالله تعالى وقال لي يا ابا حسن كيف وجدت الحال اترضى ان
تكون في هذه المصلحة ويجري معك ما جرى مع هذا الرجل فقلت له لا
ياسيدي وقبلت يديه وظهرت لي حكمة دعائه بان الله يقطع نصيبي من
للشيخ وإجابةدعائه وشدة ملاحظته لمن يلوذ به عليه مانلله الرحمة والرضوان
بحضور ابن اخته اخينا الحاج محمد الفرق اطال الله عمره قال لي كنت انا
واخي عبدالله في دكاننا فمر علينا الشيخ والدك رحمهالله تعالى ووقف قدام
15.
من كوززيت ولا تأكل سلقا محشيا يوذيك ثم ذهب فلم يفهم اخي مراد
الشيخ وحمل ذلك على سبيلالمزاج ثم عند المساء ذهبنا الى دارنا وكان عشاونا
سلقا محشيّاً فتعشينا فلما فرغ اخي من العشاء رايته اختلف حاله وانطرح
على الارض مغميّاً عليه ما فيه من حراك وقامت الضجة في دارنا لكن انا
تذكرت كلام الشيخ وقوله لا تاكل سلقا محشيّا يوء ذيك فاسرعت في الحال
الى الشيخ فوجدته يتهيء للوضوء فلما راني قال لي أأكلاخوك سلقا محشيّاً
قلت له نعم ياسيدي قال الم اقل له لا تاكل قلت ياسيدى انه ما فهم ثم
توضأ الشيخ وذهب معي الى الدار فدخلعلى اخي وهو مغي عليه فقال لي
ما قال فقال تعال معي وجاء بي الى الجامع الكبير المنصوري وفال وزع هذه
الى اخيك فجئت الى الدارفوجدت اخي قد صحا من الاغماء فاخبرته بفعل
اهالي قرية برقائل من عكاروهوفي قيد الحياة يبلغ من العمر السبعين قال
مريض فذهب الشيخ لعيادته وذهبنا معه فلما دخل الشيخ عليه صار
المريض يستغيث بالشيخ ويطلب دعاءه فطلب منه الشيخ عشرين بارة
فدفعها اليه وقام الشيخ من عنده فوجد خارج البابرجلاً فدفع العشرين
العشرين بارة من الشيخ مرض بذلك المرض وهوالحمى فاتاه بعض من
شاهد الواقعة واخبره بان العشرين بارة التي دفعها اليك الشيخ كان قد
الرجل الى الشيخ يستغيث به فارسل اليه الشيخ مناخذ الباراتمنه فشفي
في ذلك اليوم اه فانظريا اخي الى هذا التصريف العجيب الذي اعطاه
الله تعالى للشيخ ولا يعزب عن فكرك ما قدمناه عن مثل هذه الواقعة من
انها ليست من باب نقل العرض من جسم الى جسمآخر وإنما هو من
باب ان الله تعالى ازال ذلك العرض من جسم وخلق مثله في جسمآخر
ذلك
واجرى بذلك كرامة على يد الشيخ رحمه الله تعالى فافهم ومن
ما اخبرني به الشيخ احمد العمر المذكور على غالب ظني قالكانالشيخ
الشمس ولكنه كان يحوم في الهواء ولم تنزل منه جرادة على الزرع وبقي
ذلك الجراد يحوم في هواء القرية من الصباح الى مضي اكثر النهار والشيخ
كان جالسا في احد بيوت القرية ينظرالى الحواد ثم انه طلب ان يحضرله
حمارصغيركان يركبه وقال مالي ولهذه الامور يفعل الله ما يشاء وركب
قرية غيرها هبط الجراد على اراضي قريتنا برقائل واضر بها ضررا بليغاً
اوغيره اشك ايضا في المخبر قال بينما كان والدك في برقائل اذ سمعناه
١٢٢
ينادي ياشيخ درويش ياحلاق تعالعندنا فيما مضت مدة ساعات بمقدار
ما يجئ الرجل من طرابلس الى بر قائل حتى حضر الشيخ درويش
الشيخ يناديني ويقول ياشيخ درويش تعال عندنا فقمت بالحال وركبت
وحضرت فوجدنا ان الذي ناداه الشيخ فيه هوالوقت الذي سمع فيه صوت
ولم يكن في ذلك الزمان تليفونولا تلغراف فرحمة الله تعالى على تلك
النفس الزكية ومن ذلك ما حدثت به حينما كنت في برقائل وذلك اني
بلادنا وكلاهما في اجتمعت مع علي بيك ابن محمد بيك المحمد الشهير في
قيد الحياة فقال لي علي بيك المذكور يوجد رجل عندنا في القرية اسمه
عبد الرزاق يبلغ من العمر ما يقارب الثمانين وقد حدثت له واقعة مع
الشيخ والدك طالما حدثنا بها وهي من الغرائب فقلت له اجمعني على هذا
الرجل فذهب بي الى العين التي قدام جامع برقائل فوجدت هناك رجلاً
اختيارا فسلمنا عليه وقال له علي بيك يا عمي عبد الرزاق اتعرف من هذا
قال لا قال هذا ابن سيدنا الشيخ محمد الجسروقد جاء عندك لتخبره عن
حادثة الشيخ والده معك عندما قال لك ارمح فقال ذلك الرجل رحمة
اللهعلى الشيخ انه كان يجىء الى هذه القرية وكان بكوات عكار واغواتها
يعتقدونه جدا وكنت انا مستخدماً عند احد البكواتاظنه قال عند مصطفى
بك الابراهيم وكنت طالما ارى الشيخ يضرب البكوات ويزجرهم عندما
بلغه عنهم شيء مخالف ففي بعض الاوقاتكان الشيخ جالسا في مجلس
ATS
حافل بالبكوات وغيرهم وانا واقف مع الخدم فصرت أقول في نفسي ان هذا
الشيخ يضرب بكواتنا وهم امراء بلادنا فلاي شيء يخافون منه والله لوامكنني
لضريته ضربة اهلكته بها فيا تم هذا الخاطر في نفسي الا والشيخ يناديني
يا عبد الرزاق فقلت نعم يا سيدي فقال تعال فجئت ووقفت بين
يديه فقال لي انت خيال تطارد على الخيل وتقدر ان تريح فقلت له نعم
فقال لي الشيخ خذ هذا العكاز فاخذته منه فقال لي اربح فما وجدت نفسي
الا راكضاً في ذلك المكان الذي نحن فيه ذاهبًا آبيا والعم هذا الحائط وهذا
الحائط ولا اقدر ان استمسك على الارض واجهد نفسي بكل قوتي
لامتنع عن الركض فلا اقدر والشيخ والحاضرون ينظرون الي فلم ازل
كذلك حتي تعبت وجرى من جسدي العرق فعند ذلك قال لي الشيخ
كفاككفاك فهدات عند ذلك فناداني الى امامه وقال لي هل تعبت قلت
مثل الحالة الاولى ثم ناداني كالاول وقال لي مثل ذلك الكلام وعاودت
الركض حتى اعييت من ذلك وصرت الهث وظهر علي الكرب والتعب
هذا مسكين ويكفيه هذا المقدار فعند ذلك ناداني الشيخ الى امامه وانا في
غاية التعب ويتصببب جسمي عرقا وقال لي قد صح عندي انكتريح فقلت له
انا دخيلك ياسيدي فقال لي انتوبقلت له نعم ياسيدي فقال لي اذهب الى
شغلك واخذ مني العكاز فذهبت وعلمت ان الشيخ أجرى معي ذلك لاجل
١٣٤
وجعليقول هذا الرجلاني في ذلك الزمانكنت قويًا جدًا ولا اظن ان
تدفعني ذهابًا وإيابًا اه واظن ان هذه الواقعة يعلمها محمد بيك المحمد مثل
ولده علي بيك وهما في قيد الحياةكما قدمنا فمن اراد فليسالها ومن ذلك
ما حدثني به محمد بيك المحمد من اعيان لواء طرابلس واكابره وهو
مشهور قاللي ان والدتي بعد وفاة والدي صرفت غالب اوقاتها للعبادة
وقراءة الاوراد ففي بعض الا بام اذنها احد مشايخ عكار ان تقرا في الليل
عددا مخصوصاً من ورد علمها اياه واظنه ياحي ياقيوم برحمتك نستغيث
فجلست في الليل تقرأه وانا وشقيقتي وخادمة لنا نائمون في المخدع الذي
هي فيه وبابه مغلق علينا فبينما انا نائم اذ استيقظت على والدتي وقد القيت
على فراشي بدفعة مزعجة فنظرت اليها فوجدتها مغمى عليها فايقطت شقيقتي
حدث لها فقالتاني بينماكنت اقرأ الورد الذي اذنني به الشيخ الفلاني اذ
وجدت ان المخدغ ماج بي وكأن شخصاً حملني ودفعني الى فراشك دفعة
هائلة واغمي علي فعجبنا من ذلك وقد كان الشيخ والدك في قرية
بر قائل التي نحن فيها في داراخرى غير دارنا فبعد برهة سمعنا صوته ينادي
في باب دارنا ويقول يافلانة يسمي والدتي ايقدر الشيخ الذي اذن لك
بهذا الورد ان يقراه هوكما اذنكهذا شيء لاتقدرين علىاستعماله فلا تعودي
١٢٥
اليه بعد ذلك ثم ذهب من الدار مع ان الامر الذي حصل لوالدتي لم
يطلع عليه احد سوانا ونحن لم يخرج منا احد خارج المخدع ولم يفتح علينا
الباب ثم قال لي انت تعلم اني لست من الناس الذين تغلب عليهم
كرامةً وكشفا للشيخ والدك ولكني لم اجد له تاويلاً فهو من المكاشفة التي
لاشك فيها وهذا محمد بيك حي يرزق فليسال عن ذلك ومن ذلك
ما اخبرني به كثير من اخواننا قالوا ان الشيخ رحمه الله تعالى حضرعيد
الشيخ نجيب افندي الزعبي الجيلاني القادري رحمه الله تعالى وهومن علماء
البلدة وخطبائها المشهورين وكان بينه وبين الشيخ مودة وكانمشر به انهكان
ينكر على اهل الطريق استعمال المزاهر وضرب السلاح تمسكا بقول من قال
من العلماء بمنع ذلك شرعاً فنظر الشيخ وهو جالس عنده الى حائط امامه
في محل الشيخ نجيب وقال له اني انظرفي هذا الحائط مزاهر معلقة وشياشا
مصفوفة فقال له الشيخ نجيب هذا محال ان يوجد في مدة حياتي ولكن اذا
كان في مدة هذا واشارالى ولده الشيخ محمد الزعبي وكان صغير السن
واقفا امامها فلا مانع من ذلك وكان الامركذلك فانه بعد وفاة الشيخ
نجیب رحمه الله تعالى اشتغل ولده الشيخ محمد افندي رحمه الله تعالى
بالطريقة وصار له شهرة عجيبة وامتلا ذلك الحائط الذي اشار اليه الشيخ
بالمزاهروالشياش كما قال الشيخ وكان وفاة الشيخ نجيب بعد وفاة والدي
بعدة سنين فهذه الواقعة تعد ايضاً من مكاشفات الشيخ التي ظهر معناها
بعد حين وقد حدثني بها اخونا الشيخ عبد الفتاح افندينجل الشيخ محمد
١٢٦
افندي المرقوم وهوفي قيد الحياة اطال الله عمره ومن ذلك ما حدثني به
السبعين اواكثر وهو في قيد الحياة قال انيكنت مشتغلاً بالطريقة الخلوتية
وكنت فقيرًا جدًا لا املك درهماً ولا دينارًا وكانكلما رآني الشيخ والدك
محمد مراد فذكرنا في تلك الليلة بالاسماء الخلوتية الى نصف الليل فطراً
علينا حال همنا منه وخرجنا من الجامع الى خارج البلدة ومشينا ولا نعلم
اين نذهب الى ان وصلنا الى مقام ابن حلقه وهومقام ولي مدفونفي
مكان بعيد عن طرابلس الى جهة الجنوب على طريق بيروت مسافة
ساعة في قربه عين ماء على شط البحر قال فوصلنا الى هناك وتوضأنا من
العين واتينا المقام وجلسنا فقرأنا ورد السحر الى الصباح وصلينا الفجر
وقرأنا صلوات سيدنا الدردير ثم قمنا وجئنا الى البلدة ودخلنا الى اوظة
المجامع ولم يدر بنا احد فعند طلوع الشمس فتح علينا باب الاوطة والدك
وقال لنا يا مشايخ ما فعلتم في هذه الليلة فقلنا له ما فعلنا شيئاً ياسيدي
فقال معلوم الاوراد والاذكار ثم التفت الى الشيخ محمد مراد وقال له هذا
طلبه جاره وذهب اليه وإشارالي وانت لاي شي تتعب نفسك وتذهب
ماشيا في الليل فسكتنا وعلمنا ان الشيخ اطلع على اعمالنا في تلك الليلة
۱۳۷
بطريق الكشف وإما قوله هذا طلبه جاره وذهب اليه فلم نفهم معناه وما
مراد الشيخ بكون ابي حلقه جاري ثم اني بعد مدة ذهبت الى المجاورة في
وتعلمت علم الطب وجئت الى طرابلس وفتح الله عليَّ بالدنيا وصرت غنيا
بعد ذلك الفقر ثم بعد ثلاثين سنة اواكثر من وفاة الشيخ اشتريت اراضي
حلقه فظهر لي معنى قول الشيخ لي في اكثر ما قرية بكمرة في جوارابي
يراني معك قروشكثيرة وقوله للشيخ محمد مراد رفيقي هذا طلبه جاره
فذهب اليه فعجبت من كشفه الذي ظهر بعد مدة من السنين أه أقول
وهذا مصطفي افندي حي يرزق في بلدتنا فمن اراد سؤاله فليسأله ومن
ثم التفت الي وقاللي يا اخي هل انت مفلس فقلت له نعم فقالقم معي حتى
اجلب لك دراهم فقمت معه وما ادري ما يريد ان يفعل فاخذ بيدي
ووقف في السوق ونادى باعلى صوته هذا اخي مسكين فقيرعاجز وصار
كلما مر احد من الاغنياء يطلب منه دراهم لي فالناس لاجل اعتقادهم به
صاروا كلما مر واحد من اغنيائهم يفتح كيس دراهمه للشيخ ويقول له خذ
الخلاص منه فلا يمكنني ذلك فلم اجد الا اني اطرقت بنظري الى الارض
١٢٨
وسكت فلما تجمع معه مقدار سبعمائة قرش اعطاني اياها ورجع بي الى
له ابهذه الطريقة وعلى سبيل الشحاذة من الناس قال لي وما المانع من
ذلك فباي طريقكان فمن الله تعالى قال عمي فسكت وقلت في نفسي
اي شيء اعمل وقع الامر هكذا والدراهم حصلت في يدي واي شي يكون
فد لهما الناس عليه فوقفا امامه وسلما عليه وقالا له ياسيدي انا من دراويش
سيدي عبد القادرالجيلاني قدس سره وقد خرج علينا قطاع الطريق
ونحن مسافرون على طريق حمص وسلبونا ثيابنا وحمارًاكان معنا فقال
لهما الشيخ الجمعاليقيمة المسلوب منكما فصارا يذكران له ذلك ويقولان قيمة
الحماركذا وقيمة العبأة كذا والشيء الفلاني كذا حتى ذكرا له الجميع
فبلغت قيمة ذلك مقدارسبعمائة قرش قدر الدراهم التي جمعها الشيخ علي
فالتفت الي وقال لي يا مصطفى ادفع لهما الدراهم التي جمعناها فتكدرت
من ذلك واردت ان اتوقف عن دفعها فصرخ عليّ وقال ادفعها اليها
فدفعتها قهرا عني فاخذاها وانصرفا ثم التفت الي وقال يا اخي اتظن اني
عني وفهمت بعد ذلك انه رحمه الله تعالى مأذون بهذه الصورة وإنا لم ادر
مراده اه فانظر يا اخي الى هذه الواقعة اللطيفة المشتملة على مكاشفة الشيخ
وانهضام نفسه حتى تصدى للشحاذة على اخيه لاجل نفع المساكين فرحمه
الله تعالى برحمته الواسعة ومن ذلك ما أخبرني به عي ايضاً وهي نظير
١٣٩
السابقة قال جاء والدك عندي في الدكان وبعد ان جلس قال لي يا اخي
اريد ان اذهب الى الاسكلة أتريد ان تذهب معي قلت فما أفعل معك وما
ثمرتي بذلك ولم يكن منعادته ان يعرض على الذهاب معه الىالاسكلة او
الى الاسكلة إجلب لك دراهم فقلت غيرها فقال لي اذا ذهبت معي
هذا الشرط اذهب معك فقال قم فقمت معه ونزلنا الى الاسكلة له على
فاول دخولنا اليها صادفنا بعض اغنيائها فرحب بالشيخ فقال له الشيخ
انا لا اريد هذا الترحيب ان اخي هذا ما نزل معي الى هنا حتى شرط علي
ان اجلب له دراهم فقال الرجل ياسيدي الامر اليك ثم فتح كيس دراهمه
ذلك لكل من يلاقيه من فاخذ منه الشيخ مقدارا ثم هكذا صار يقول
اعيان الاسكلة ويأخذ منهم دراهم ويعطيني فيما مضت مدة من أول النهار
بالدراهم اسكتني وكنت في ذلك الحين في سن الصبا ثم انه جاء بي الى دار
السيد ديب علم الدين من اعيانالاسكلة وله محبة مع الشيخ فقدم الرجل لنا
على لاجلها وكانت قبل هذه الواقعة بزمان فتهيأتللقيام فقال لي الى
اين يا اخي فقلت الى البلدة فقال هذا الوقت تجد فيه حراً في الطريق
فاصبر الى وقت المساء تتعشى هنا واذهب انا وانت فامتثلت منه ذلك ثم
بعد قليل من الزمان اتى عندة الشيخ سليمان البطاوي وهذا رجل من
طرابلس واقام خادماً في مقام البداوي وكان فقيرالحال وذا عيال وكان
الشيخ بحسن اليه دائما فقال الشيخ سليمان المذكور ياسيدي انه قادم علينا
العيد وليس عند اولادي كسوة والمرأة الزمتني بشراءكسوة لها ولهم وصار
يبكي فقال له الشيخ ارفع عمامتك عن رأسك وادع لاخي مصطفى فرفع
عمامته وجعل يدعو لي ثم التفت الي وقال يا مصطفى ادفع اليه الدراهم
التي معك فتوقفت عن دفعها فصرخ بي وقال ادفع اليه فدفعتها اليه
سرا واشتمه ثم بعد انصرافه قمت من المجلس مغضباً فقال لي الشيخ الى اين
تلك الصورة الا لاجل ان يجمع تلك الدراهم للشيخ سليمان لمكاشفته
مع والدك في البيت واسأت معه الادب فقال لي تأدب يا مصطفى والاً
فذهبت الى بيت صهري زوج اختي واقمت عنده فرأيت في الحلم اني
في برية والشيخ واقف بعيدا عني فتناول حجرا من الارض وقال لي خذ
لي في ذلك النهار دملة صغيرة في الموضع الذي ضربني عليه الشيخ في
الرؤيا ولم تزل تكبر حتى صارتعظيمة جدا والمتني الما شديدًا وامتلات
فيحا وصديدًا وانا اكابر على نفسي ولم اطلع عليها غير حرمي واقول اني
١٢١
اذا اطلعت عليها احد ربما يخبر بها اخي فيشمت بي وكل ذلك من افكار
الصبوة والشباب ثم انه لما عظم علي امرها اتيت دكان احد الحلاقين
فدخلتها وقلت اقفل باب الدكان ففعل فاطلعته عليها فقال لي ولما
صبرت عليها هذه المدة ثم انه فجرها ووضع لي عليها مرهما وذهبت من
عنده فالظاهر انه حكى ما هو حادث معى الى بعض احبابنا فجاء وا الي
ولاموني على سوء ادبي مع الشيخ ثم انهم ذهبوا بي اليه وترضوا خاطره عني
و رجعت انا وحرمي الى البيت عنده فجرت بيني وبينه معاتبة فقلت له
أهكذا تفعل معي واشرت الى محل الدملة فقال لي وانتهكذا تسئ الادبوالله
العظيم لولا انك اخي لقصمتك نصفين فترضيت خاطره وعلمت قطعاً
ان تلك المصيبة كانت بتصرفه اه ومن ذلك ما حدثني به عمي المذكور
ايضًا وقد سمعت هذه الواقعة من كثير من اخواننا وانا اوردها على ما
سمعته من عمي رحمهالله تعالى قال لي ورد الى والدك هدية من اللاذقية
صرة فيها ذهبات فوزع ما فيها على أناس محاوج حتى لم يبقى منها الا
ذهب واحد فدفعه الي فقلت له وما اصنع بهذا الذهب ان علينا دينا
للناس وانت يأتيك المالفتوزعه على هؤلاء الناس خذ هذا الذهبفانا لا
اريده فاخذه مني ودفعه الى واحد من أولئك المحتاجين ثم التفت الي وقال
لي يا اخي انت تهتم من الدين ان الله سبحانه وتعالى يبعث لنا وإن هذه
الذهبات فيها بلية فقلت له ان الله يبعث لك وانت تفرق ما يبعثه اتراه
ينزل اليك بقفة فظهرعليه الغضب منكلامي وقال لي يبعث لي بقفة رغما
عن انفك ثم انه لما دخل الليلكان الشيخ جالسا في الطبقة العليا من دارنا
١٢٢
وانا جالس في الايوان اسفل الدار فطرق الباب رجل فخرجت اليه
فقال خذ هذه القفة وسلمها للشيخ واعطاني معها كتابا باسم الشيخ فاخذت
الشيخ من فوق وقال لي ما الخبر يا مصطفى فاخبرته بخبر الرجل فقال لي
اطلع عندي وجي بالقفة والكتاب ولا تفتح القفة فقلت له وما اصنع بها ان
عندي نتنا كثيرًا ثم طلعت عنده فتناول الكتاب وقال لي افتح القفة
عن انفك فلم تصدق خذ الآن هذه الدراهم واخرج على البيت وادفع
تعالى عليه اه وهذه الحادثة نظير ما وقع له معه في قبرص حينما قال له
عي ايبعث الله لك من مالطة وقد ذكرناها فيما تقدم من الفصول وقد
رأيت نظيرها في بعض الكتب مما وقع مع بعض اهلالاتكال وذلك ان
رجلاً منهم كان ملازما للجلوس في بعض المساجد فلاحظه رجل ممن
كان يصلي في ذلك المسجد ورآه انه لا يخرج من المسجد ولا يكتسب
فجاء اليه وقال له يا اخي من اين تاكل قال يرزقني الله تعالى قال
صدقت بذلك ولكن انالله تعالى جعل لكل شيء سببا اينزل لك
وا وهمه انه يريد ان يعظمه ثم انه قبض عليه وانزله الى بشرعنده وتركة
هناك وقال له حتى نرى أن الله ينزل اليك في قفة ام لا ثم ذهب الى
دكانه فاتفق ان زوجة الرجل اشتهت هي وجاريته نوعاً من الحلواء
على صنع تلك الحلواء فوضعتاها في قفة وانزلتاها في البئر من دهشهما فتناولها
الباب فدخل لبعض شغله ثم تذكر الرجل الذي في البئر فجاء الى قم
البئر وناداه يافلان هل انزاللله اليك بقفة قال نعماانزل الى حلواء في
قفة رغماً عن انفك فاخرجه من البئر وتبين الخبر واتعظ من هذه الحادثة
عمل الكيمياء فاطلب منه علوان يقول لي ان أخاك الشيخ محمداً يعرف
ان يعلمك صنعتها فاتيت عند والدك في بعض الايام مظهرا الكدرفقال
لي مالك يا اخي قلت له انت تعرف عمل الكيمياء فلاي شيء لا تعلمني
في البيت ثلاثة ايام لاجل عمل طبخة كيمياء وانت عليك انتصرف
عني من يطلب مواجهتي فقلت له نعم ثم انه أقام في البيت في الطابق العلوي
ثلاثة ايام وإنا جعلت كلما جاء احد وطلب مواجهة الشيخ اصرفه بصارف
الجارية التي تخدمه وأقول لها ماذا يفعل اخي فتقول لي هوتارة يصلي وتارة
يقرأ الصلوات وتارة يطالع في الكتب فاقول لها الم يشعل نارًا الم يطلب
١٣٤
منك قدرا فتقول لا فاعجب من ذلك واقول في نفسي كيف عمل هذه
الكيميا وكل ذلك من افكارالصبوة ثم بعد انقضاء ثلاثة ايام كنت في
السوق فارسل الي الشيخ فاتيت مسرعاً فوجدته جالسا في اسفل الدار علي
خرجت معنا فضية فقلت له مليحكيفما كان الحال فقال لي خذها فاخذت
تلك الريالات وفي زعمى انها من عمل الكيمياء ولم يخطر لي لشدة فرحي
ان الكيمياء لا تكون سكة مضروبة وإنما تكون سبائك على ما يزعمون
ثم ان الشيخ قبض على اذني وعركها وقال لي انت وحلاقك علوان من
المجانين يا اخي انكيمياء نانحن الصلاة على النبي صلىالله تعالى عليه وسلم
لا يصنع الكيمياء ولا شيئًا من ذلك وإنماجاراني في افكاري في اول الامر
.خلوة تلك الايام للبعد عن الناس والتفرغ لعبادة ربه ومن ذلك
واغنم
لي ان عمي حدثني به قال له ان السيد مصطفى اغا الاظن احد اخواننا
المشهورينكان ملتزماً مال الكورا من اعمال طرابلس وتبقى عليه مال من
التزامها تطلبه منه الحكومة فدخل يوما على الشيخ فالتفت اليه وقال له
حتى تأتي على الجميع ثم اذاوصلت الى السوق الفلاني قرب دارك تجد اعوان
تفعل ذلك فقال له الامراليك ياسيدي ففي صباح غد طاف على زيارة
الاولياء الذين ذكرهم له الشيخ وعند ما وصل الى السوق الذي سماه له وجد
اعوان الحكومة يطلبونه فقبضوا عليه واخذوه الى حاكم البلدة وهو يوسف
باشا فامر عليه بالسجن بمحل قذر جدا قال عمي فارسل الي مصطفى اغا
يخبرني بما جرى عليه ويطلب مني الاستغاثة والشيخ فجئت الى الشيخ واخبرته
بخبره فقال لي وما افعل لك معه ايريد يأكل مال الحكومة ونتركه فقلت
له لا هولايأ كلمالها ولكن يريد الافراج عنه حتى يسعى بتقديم المال اليها
فقالله قم وقف قدام الباب واقرأ الفاتحة واهدثوا بها الى سيدنا الشيخ احمد
الشيخ بحضوره عنده فاذن له فحضر يوسف باشا وقبل يد الشيخ واخذ
تحادث معه وفي أثناء الحديث قال الشيخ للباشا انك سجنت رجلاً يقال
له مصطفى اغا الاظن قال نعم ياسيدي هل هويخص سيادتكم حتى اطلقه
له الشيخ هو صديق لاخي وانا لا اقول لكم اطلقوه ودعوه ياكل مالالخزينة
قال
وانما اطلب منكم ان تخففوا عنه أمر سجنه وتلقوا أنظاركم عليه باستيفاء مال
الخزينة منه فقالالباشا الامر اليك ياسيدي ثم انه ذهب من عند الشيخ
و بالحال خفف عن مصطفى اغا سجنه واجرى لهكل تسهيل لدفع الاموال
لشدة التي
ن المطلوبة منه للخزينة وخرج من السجن في اقرب وقت مع اا
في كانت عليه من جهة الحكومة تقتضي أن يطول سجنه ويلاقي العظائم
٨٣٦
استيفاء الاموال منه اه وهذه الواقعة تشتمل علىكشف صريح للشيخ وعلى
اعتناء منه بمن يلوذيه وعلى رابطة قوية مع سيدنا الشيخ احمدالرفاعي قدس
الله سره العزيز ومن ذلك ما اخبرني بهكثير من اخواننا وهي واقعة شهيرة
بين اهل بلدتنا ويعبرون عنها في وقائع الشيخ بحادثة الدفتردار واسماعيل
افندي المقدم واخيه امين افندي وقد سمعتها من نفس اسماعيل افند بے
رحمه الله تعالى ومن ابنه احمد افندي الشهيرالآن في بلدتنا نقلا عن
حاكم البلدة على التزام اراضي اميرية فبعد ان جمعوا مالها واوردوااللخزينة
من ذلك الالتزام وتفويض التزامها الى آخرين ومراده بذلك ان يرسل
اليه رشوة حتى يسكت عن ذلك فارسل يوسف باشا الى اسماعيل افندي
واخيه فاخبرهما بحقيقة الامر وقال لهما هياالي مقداركذا من الدراهم حتى
ترسلها الى الدفترداروالا يحصل لي ولكما منه ضرر بليغ فقالا نحن علينا
مشورة فأمهلنا مدة ايام فقال لكما ذلك فذهبا من عنده الى الشيخ وإخبراه
بذلك وظهر له منها غاية الخوف والجزع فقال لهما الشيخ لا باس عليكما هل
انتها على وضوء قالانعم قال قوما حتى نصلي علىالدفتردارصلاة الغيبة فقاموا
صلاة الغيبة وانصرفا من عند الشيخ وقد اطمأن خاطرها لاجل اعتقادهما
بالشيخ ثم بعد مضي مدة المهلة التي اخذاها من يوسف باشا ارسل اليها
۱۳۷
فذهبا عنده فقال لها اي شيء دبرتما قالا له ما دبرنا شيئًا قال وكيف
ذلك فقصا عليه حديث الشيخ وقالا له نحن بسبب اعتقادنا في شيخنا هذا
سمع يوسف باشا منهما هذا الكلام ضحك ضحكة المستهزىء وقال حقيق
ما يقوله الاتراك عنكم ان ابناء العرب قليلو العقل اترون ان الشيخ يميت
احدا فقالا له نحن لا نعتقد ان الشيخ يميتوانما اعتقادنا في شيخنا يحملنا على
التصديق بانه لابد انالله سبحانه وتعالى ببركته يدفع عنا شر هذا االظالم
ذلك وانصرفا من عنده ففي يوم مجئ البريد من دمشقارسلالباشا اليها فلما
حضرا عنده اطلعها علىكتاب من دمشق يخبر فيه بوفاة الدفتردار وفاة شير
منتظرة وكفاهم الله شره فقالا له يا ايها الباشا الم نعرض لديك اعتقادنا
بشيخنا فقال لهما حقيق أن هذا الشيخ محل الاعتقاد وطلب منهما ان يذهبا
به الى الشيخ فاتبا به اليه فقبل يديه وطلب دعاه وصار له به اعتقاد بليغ
من ذلك الحين ويوسف هذا هوالذي تقدم ذكره في حادثة مصطفى انا
الاظن وقد سمعت هذه الواقعة على روايات والمال واحد فاحداها ان
الكتاب الذي ورد على يوسف باشا مذكور فيه ان الدفتردار اصيب
لصلاة الشيخ عليه صلاة الغيبة وإحدى الروايات انه مذكور فيه مرضد
الح
قيقي بدفعكيد الظالم والفاعل فهي تشتمل على مكاشفة للشيخ وتصرف
۱۳۸
هو الله تعالى يظهر بافعالهكرامة لاوليائه والدفتردار انما مات باجله
وظاهرت بموتهكرامة الشيخ هذا ما نعتقده في عقيده الدين والله يتولى هدانا
اجمعين ثم ان يوسف باشا هذا تعلق به واقعتان للشيخ تدلان على زهده
به اسماعيل افندي قال ان يوسف باشاسألني في بعض الايام بعد ان صار
له حسن اعتقاد في الشيخ والدك وقال لي هل عند الشيخ ايراد من عقار
او تعيينمن الدولة فقلت له لا انما الشيخ رزقه علىالفتح فقالانا اريداننعمل
انا بذلك سرورًا عظيما وقلت له الامراليك فصدر امره بعمل المضبطة
فعملت وما بقي الا ارسالها للاستانة ففي الليل حضرت عند الشيخ وذكرت
يااسماعيلانت تريد انتجعلرزقي على افندياتك انا رزقي على الله تعالى
هذه المضبطة وصرف نظره عن هذا الامرفانت تكون ساقطاً من قلبي ولم
تجد لك في قلبي ادنى محبة فلما سمعتكلام الشيخ ارتعد قلبي وخفت من
ذهبت عند الباشا واخبرته خبر الشيخ ولم ازل به حتى مزق المضبطة وحول
نظره عن هذا المقصد وهذه الواقعة سمعتها ايضا من غير اسماعيل افندي
واظن ان عمي حدثني بها وان احمد افندي يرويها عن والده فليسأل
١٣٩
المذكور قد علم أن دار الشيخ صغيرة على عائلته ويوجد لها جنينة صغيرة
في جوارها فعرض على الشيخ ان يبني له من ماله امكنة في تلك الجنينة
تتسع بها الدار على العائلة فامتنع الشيخ من ذلك وقال له ان دارناكافية
للعائلة فلما الح عليه قال له ان اردت عمل خير وخدمة للطريقة فاصلح
في هذه المدرسة التي آلت الى الخراب واشارالى المدرسة الرجبية التي
من اقامة الصلوات فيها وذلك من ايام الدولة المصرية التي جعلتها
وكثيرًا غيرها من المساجد مخازن لمؤنة العساكر فاصلح يوسف باشا تلك
هو الف وثمانمائة قرش وصار الشيخ يقيم فيها الاذكار ويقرأ الصلوات
لطلبة العلم من ايام حضوري من الازهر الى هذا التاريخمدة سبععشرة سنة ما
في بيروت مدة تقارب خمس سنين انتخبت رئيساً فيها لهاتين المدرستين
في خلال تلك المدة وإما الجنينة المذكورة في هذه الواقعة فهي المحل الذي
اعانني الله تعالى على بناء منزل فيه لاقامة الذكرالخلوتي وقراءة الصلوات
باجتماع اخواننا الخلوتية وهو قبال المدرسة الرجبية المذكورة ادام الله تعالى
آمین
علي فضله بخدمة العلم الشريف وهذه الطريقة الى انتهاء اجلي اللهم
فهاتان الواقعتان تدلان على زهد الشيخ وورعه وسوف احيلك عليها في
١٤٠
افندي المقدم الذي تقدم ذكره دفع لرجل من عائلة بني اللقيس في بلدتنا
موجهة عليه بموجب براءة سلطانية واخذ اسماعيل افندي اوراقا نظامية
من الحكومة المحلية تشعر بتنزل الرجل وارسلها الى الاستانة تحت يد احد
معارفه لكي يخرج له براءة سلطانية بتوجيهها عليه فبعد مدة ورد لهكتاب
من الذي ارسل اليه الاوراق يقول له فيه انه صدر في هذه الاثناء امر
السلطان ان لا يقبل تنزل احد الاحد عن مثل تلك الاراضي ولا تخرج
براءة بذلك فهذه القضية لايمكن بعد ذلك ان تدخل في اليد فارجع على
الرجل الذي تنزل لك بدراهم التي دفعها اليه ورد عليه الاراضي فدخل
على اسماعيل افنديكدر عظيم فجاء الى الشيخ واخبره بالواقعة فقال له
الشيخ خذ دراهمك من الرجل قال ياسيدي انه فقير وقد صرفها ولا يمكن
تحصيل شيء منه فقال له وانا ماذا اصنع لك فاخذ اسماعيل افندي
او قال اهلالله في قضاء هذه القضية فاكتب الى صاحبك في الاستانة
ان يسعى فيها ثانيا فقبل يده وانصرف ثم كتب الى صاحبه الذي ارسل
ما صدرامر السلطانبمنع قبول تنزل احد لاحد واخبرتك بذلك جاءالى
١٤١
مثل طلبه وقد باشرت بالسعي في قضيتكم وإخراج البراءة بها في هذه المدة
فهذا من مدد شيخكم ثم بعد ذلك اخرج البراءة وارسلها الى اسماعيل افندي
ومن ذلك ما اخبرني بعض اهل بلدتنا ايضا ان الشيخ رحمه الله تعالى
حاله وكان في بعض الاحيان ينزل من داره مع عروض هذا الحال له
دكان احد بني الزين من طرابلس ومر الشيخ راكبا حماره واوقف الحمار
أمام الدكان وصار يسعل فقال له ذلك الرجل الغريب لابن الزين من
هذا الشيخ فاخبره عنه فقال له ما ابرده يركب الحمار ويقف في السوق
بيته فقال له ابن الزين اسكت هذا رجل يسعل ليذهب ويسعل في
معتقد عندنا واخاف عليك منه فقال الغريب ان كان في هذا الشيخ سر
من عنده فليخرق بيضي وتكلم بكلام قبيح فانتهره ابن الزين ثم انصرف
انه قام من منامه في تلك الليلة وإتى الى شباك في الأوطه مطل على
الفراغ يظنه الباب وخرج منه فسقط الى الارض ميتا فجاء الناس صباحا
١٤٢
بهذه الواقعة واخبر عند ذلك ابن الزين بما جرى من ذلك الرجل في
الدكان فعلم الناس انه اصيب من طرف الشيخ وغاارلله تعالى على ولي
من أوليائه أه فان قيلكيف يعدمالله تعالى حياة هذا الرجل بسبب شتمه
لولي من اوليائه قلنا البس الشريعة تحكم بقتل من شتم احد انبيائه وإنما
لم تحكم بقتل من شتم وليا لان الولاية في شخص معين غير يقينية عندنا
كنبوة الانبياء وإما ولاية الولي عند الله تعالى فهي معلومة له تعالى فلا
انه سبحانه يغار على احد اوليائه ويزهق نفس من شتمه ويكون
مانع
ما اخبرني به احمد افندي المقدم وهو في قيد الحياة نقلا عن والده اسماعيل
افندي قال له انه كان عندنا في البيت خمسة مرضاء اواكثر ومن جملتهم
والدتك فكان عندنا شيخنا الشيخ محمد الجسر فحضر الشيخ سليمانالبطاوي
فالتفت اليه الشيخ وقال له ياشيخ سليمان انك تدعي محبة اسماعيلافندي
ودائما هو يكرمك ويعطيك قال نعم ياسيدي قال الشيخ ان عنده في
عائلته عدة من المرضاء وهو مكدرمن ذلك غاية الكدر اتشتري مرضهم
منه بكذا وسمى له مقدارًا من الدراهم قال الامراليك ياسيدي فالتفت الي
فقال له الشيخ اشتريت مرض عيال اسماعيل افندي بهذه الدراهم قال نعم
ياسيدي قال احمد افندي كان والدي يقسم بالله ويقول ان الشيخ سليمان
في الحال صار يقى ويتبرز مثل المصاب بالهواء الاصفروانطرح في
١٤٣
الفراش وقام الشيخ وذهب من عندنا وبقي الشيخ سليمان اربعا وعشرين
ساعه في هذا الحال وبعدها شفي وذهب من دارنا وإما العيال فحينما طراً
على الشيخ سليمان ذلك المرض أقبلكل منهم على الشفاء وخلصوا من
المرض في اقرب وقت اه وهذا احمد افندي حي يرزق اطال الله عمره
فمن اراد ان يسأله فليفعل ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا واظنه
السيد محمد المنزنجي وهي حادثة مع الشيخ سليمان البطاوي المذكور قال
ان الشيخ والدك وسيدنا الشيخ محمود الرافعي وجملة الاخوانكانوا مدعوين
في الاسكلة في احدى الليالي فبعد قرأة الصلوات اقام سيدنا الشيخ محمود
الذكر وجعل يذكر بالاخوان وإما والدك فانهكان جالسا في احدى حجر
الدار وعارضا له السعال الذي كان يعتريه وقد وضع امامه طشنا لاجل
ان يلقي فيه البلغم وهو يسعل بانزعاج فصار بعض اخواننا يتاسف من
عروض هذا الحال على الشيخ ويحزن فقال له الشيخ سليمان البطاوي
لا تتأسف على الشيخ انه الآن يكون ملتذا من عروض هذا المرض فان
الاولياء عند ورود الشدائد عليهم يكشف لهم عن الملكوت فيرون العرش
والكرسي قال هذا الكلام وهوفي حجرة غير المحجرة التي فيها الشيخ فما اتمكلامه
ععالشيخ يناديه ياشيخ سليمان قال نعم ياسيدي قال تعال فحضرعنده
ممحتىسس
وانا اريد ان ادخل حلقة الذكر واذكر تقدم الي فتقدم اليه فالبسه الشيخ
عمامته ولبس عمامة الشيخ سليمان ففي الحال صرف السعال عن الشيخ وقام
الطشت وصار يسعل ويلقي فيه البلغم وجعليستجير ويقول انا دخيلك
ياسيدي والشيخ يذكرولا يرد عليه جواباً الى ان انقضى وقت الذكر فدخل
بعض الاخوان على الشيخ وقال له ياسيدي ان الشيخ سليمانكاد يموت من
شدة السعال قال له دعه يرى العرش والكرسي قال ياسيدي هو
مسكين
يرجو عفوك عنه فقام الشيخ ودخل على الشيخ سليمان وقال له هل رأيت
العرش والكرسي فقال ياسيدي انا دخيلك انيكدت اموت فاخذ الشيخ
وذهب عنه السعال اه وتقدم لك نظير هذه الواقعة للشيخ واجبت عما
ورد عليها منالاشكال من جهة انتقال العرض من جسم الى جسم فارجع
الى ذلك ان شئت ومن ذلك ما اخبرني به السيد محمد المنزلجي قال
اعيانها ففي الليلاذ نحن ساهرون حضر الشيخ عبد الرؤف العالم المشهور
فوجد الشيخ يسعل فقال له تدا و ياشيخ محمد فقال له الشيخ ان اسيادي
يداوونتي فقال اني لا أقبل هذا الكلام فظهر على الشيخ اثر الغضب من
كلامه تم قام وذهب من المجلس وذهبت معه حتى وصلنا الى بيت الشيخ
احمد عبد الجليل في الاسكلة فدخلنا عنده لنبات هناك ثم بعد برهة
التفت الى الشيخ وقال لي يا محمد اذهب للمنزل الذيكنافيه وقل لصاحب
المنزل يعطيك شيئًا من الطعام الذي بقي من طعام الدعوة وجى به الى
عيال الشيخ احمد الذي نحن عنده فذهبت واتيت بالطعام فلاقيت في
١٤٥
الطريق الشيخ عبد الرؤوف ذاهبا الى داره وهو يئن فكلمني وقال لي
يافلان ما هذا الذي معك فاخبرته بالامر فقال لي انزل هذا الطعام
فانزلته على الارض فاخذ منه بعض لقم وقال تبركا بالشيخ ثم قال
ثم لي يافلان سلم على الشيخ وقل له ما عمل معك اخوك عبد الرؤوف
ذهب واحضرت انا الطعام الى بيت الشيخ احمد فاخبرت الشيخ بكلام
لشيخ عبد الرؤوف فسكت ثم في ثاني ليلة ذهب الى المنزل الذيكنا فيه
اليلة امس وإذ نحن في اثناء المجلس حضر الشيخ عبد الرؤوف وهومتلفع
للسعال
ولاف رقبته بمنديل وجلس في المجلس وهويسعل والشيخ ما به اثر
فبعد ما استقر به المجلس التفت اليه الشيخ وقال له ياشيخ عبد الرؤوف
تداو وتبسم فقال الشيخ عبد الرؤوف يا اخي ماذا قلت لك ليلة امس لم
اقصد بكلامي مكروها والآن ارجو منك السماح ثم انها تصافيا وانقضى
الحال على ذلك اه وهذه الواقعة وإنكانت تحتمل الصدفة ولكن قرينة
ومن ذلك ما اخبرتني به شقيقة الشيخ الصغيرة التي رباها الشيخ بعد
موت والده قالت ذهبت الى الشيخ وانا صغيرة لاخذ منه خرجيتي والشيخ
كان في المدرسة فدخلت عليه فوجدته وإضعا على جبينه منديلاً جميلاً
فخطر في نفسي وتمنيت أنه يعطيني اياه فالتفت الي وقال لي يا مسكينة هذا
المنديل فيه حملة يعني مرضاً فهززت باكتافي كما يفعل الصغاراشير الى اني
اقبله فقال لي انا ما عليّ شيء انتِ الجانية على نفسك ثم رفع المنديل عن
والدتي بما جرى معي عند الشيخ ثم اني ربطته على رأسي ثم اقسمت وقالت
والله يابن اخي في حالما فعلت ذلك احمرت عيناي حتى صارتا مثل الدم
اخبار وصارتوالدتي تارة تتلوم على الشيخ ولدها وتارة تنلوم عليّ الى ان
قال لها يا امي اني حذرتها وقلت لها ان في هذا المنديل حملة فاصرت على
اخذه فدفعته اليها ثم التفت الي وقال هاتي المنديل فدفعته اليه فوضع يده
على رأسي وقال ياسيدي احمد يا رفاعي هذه اختي صغيرة ومسكينة فوالله
يا بن اخي في الحال والحين الحاضرذهب عني الوجع وعدت الى حالتي
قالت يا ابن اخي ان والدك كان يعلم بمن حاضت من اخواته قبل
ان تعلم هي بنفسها قلت وكيف ذلك قالكان ينام في المحل السفلي من دارنا
وانا واخواتي ننام مع والدتنا في محلعلوي فوق محل الشيخ فكان اذا
حاضت الواحدة منا وهي نائمة يقوم من منامه ويعتريه السعال الشديد
من فوقي فتوقظنا امنا وتقول لنا يابنات لتتفقدكل واحدة منكن نفسها
منفتقد أنفسنا فنجد احدانا انها قد حاضت فتذهبالى محلآخر غير المحل
الذي فوق محل الشيخ فيسكن الشيخ ويذهبعنه السعالقالت وفي مدة حيض
الشيخ فانه لا يخفى ان رسولالله صلى الله تعالى وسلمكان ينام مع نسائه في
فراش واحد وهن حيض فما معنى ثقل حالة الحيض على الشيخ وقد الهمني
الله تعالى الجواب عن ذلك بان نبينا صلىالله تعالى عليه وسلم سيد
بحر عظيم وايضا هو صلى الله تعالى عليه وسلم مشرع فلو اظهرلنا التباعد
عن النساء الحيض لكان ذلك شرعاً لنا يجب علينا اتباعه باجمعنا ولايخفى
والعظمة والضياء ولا هو مشرع تقتدي به الامة فظهر الفرق بينها وان
استشكل هذا الامر بان كثيرًا من الاولياء لم يسمع عنه ذلك قلت ان
احوال القوم شتى ومقاماتهم مختلفة فمنهمصاحب مقام الجمال ومنهم صاحب
مقام الجلال ومنهم صاحب مقام الكمال ولا يعلم جنود ربك الاهو فليس
ن الضروري ان يكون الأولياء على وتيرة واحدة فافهم والله اعلم ومن
ذلك ما حدثتني به كثيرًا شقيقة الشيخ المذكورة تقول يا ابن اخي والله
انهكان كلما اشتهيت في نفسي شيئًا ما يأتي الشيخ والدك الى الدار ينظر
يا مسكينة انتِ اشتهيت الشيء الفلاني ويرسل فيأتبنى الي ويقول
به
ومكاشفة الشيخ على الخواطركثيرة الوقوع طالما حدثني بها كثير
من الناس ولو اردت تحرير ما سمعته منها لجاء من ذلك ما يضيق
من هوالآن في قيد الحياة الاولى ما حدثني به السيد حسن الزين من
اهل اسكلة طرابلس وهوموجود الآن فيها قال لي ان الشيخ والدككان يأتي
الداروكنت أنا صبيا أخدمه في مدة اقامته عندنا فيوماً من الايام عندنا في
كنت واقفا بين يديه لاجل خدمته فخطرفي نفسي ما اسمعه من الناس
انهم يقولون يوجد في بلاد المغرب قبة يقال لها قبة دانيال تفتح في العام عدة
نفسيلابد اني اذهبالى تلك القبة واخلها واتعلم منها علم السحروكان والدي
جالسا مع الشيخ فقال له في جملة محادثته معه ياسيد ادع لولدك حسن
يعينني بذلك فقال الشيخ بماذا ادعوله ومراده يذهب الى قبة دانيال ويتعلم
السحراسأا
للله ان لايفتح عليه بهذا العلم فبهتوالدي وبهت انا وعجبت من
العجب والثانية ما اخبرني به السيد محمد ابو يوسف القرق وهو رجل
حارتنا وكانكل يوم عند خروجه من داره يأتيقدام باب دارنا ويعتريه
الباب فسمعت الشيخ يسعل قدام الباب فقلت في نفسي سبحان الله لا تأتي
السعلة للشيخ الاقدام باب دارنا ثم فتحت الباب فلما نظرت الى الشيخ قال
لي اي شيء أعمل لك ياشلبي لا تأتيني السعلة الاقدام با بكم فخجلت منه
وقبلت يده وانصرفت وهذا ابويوسف مشهورفي بلدتنا فمن اراد سؤاله
١٤٩
زوجي فاتفق اني ضربت احد اولادي فيجانب بركة الماء عند المساء
فاصحت وانا ارى امرأتين واحدة عنيميني وواحدة عن شمالي وهما تحدثاني
وتقولان لي لماضربت ولدك عند المساء وصرتانا اتكلم معهما فظهر علي شبه
الجنون حيث اني اكلم من لايراه غيري وبقيت على ذلك عدة ايام فحضرت
يكتب لكحجابًا فقمت ونزلت من داري وانا ارى المرأتين معي تكلماني
وانا امشي في السوق حتى وصلت الى احد ابواب الجامع الكبير فدخلت
في الجامع ففارقتاني ولم تدخلا معي الجامع فلما خرجت من باب آخر من
ابوابه وجدتها سقطتا علي من فوق رأسي ومشتا في جانبي الى انوصلت
الى بيت اخي فلما دخلته وقفتا في جانبي الباب ولم تدخلا معي وصارتا
تقولان لي ان الذي اتيت عنده لاندعه يجيء اليك وكان الشيخ من عادته
ذلك الحين ان يقرأ درسا في الجامع الكبير ويأتي الى الدارفي وقت معين
فمضي ذلك الوقت ولم يأتِ فصارت والدته تعجب من تأخره عن وقته
فبعد برهة من الزمان سمعت صوت الشيخ ينادي وهو داخل في دهليز
المرأتين ذهبتا من جانبي الباب وغابتا عني ثم دخل الشيخ وهويقول ذلك
الكلام فقامت اليه والدته وقالت له يا ولدي هذه اخنك مسكينة واني
خفت على عقلها من الاختلال واخبرته بقصتي فسكت ثم اخذ قطعة من
جلد غزال عندهكان يصلي عليه وكتب عليها كتابة ودفعها الي وقال
10:
احمليها معك فقمت وانصرفت الى بيتي ولم ار بعد ذلك شيئًا اه والله العظيم
الذي لااله الاهو هكذا حدثتني عمتي شقيقة والدي وهي تبلغ من العمر ما
في قيد يقاربالسبعين مع صحت عقلها وتمام ادراكها واختها الآن التي
الحياة تعلم هذه القصة وكانت تقول في سبب تأخر الشيخ عن المجيء الى
البيت خلاف عادته كما قدمنا انه بعد ما فرغ من الدرس واتى الى البيت
حتي قوي على فتحه وما ادري اهذا سمعته من الشيخ او هو شيء فهمته بقرائن
الحال والله اعلم وهذه المواقعة تشتمل على مكاشفة للشيخ وتصريفالله له
في عالم الجن ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا في يافا واظن انه الشيخ
محمد ابو جياب من تلامذة سيدنا ابي رياح من أهل يافا وهوفي قيد
الحياة قال ليكان والدك عندنا في يافا فطلب مني ان اذهب به الى بيارة
لنا يعني باصطلاح اهل يافا الجنينة فذهبت انا وهووطبخت عشاءكفاية
لي وله فقبل حلول وقت العشاء بقليل بلغ سيدنا الشيخ حسينا الدجاني
في البيارة فحضروا عندنا فصرت أنا في حيرة حيث اني اعلم ان الطعام
الذي استحضرته لا يكفي هذا الجمع وانمكافاية اثنين أوثلاثة ولم يكن
معي وقت لاستحضار طعام يكفيهم فجلست مفتكرا في هذا الامر فلما حضر
وقت العشاء قام الشيخ والدك اليّ وقال لي هات الطعام الذي احضرته
الجماعة فاذهب واضع امامهم وهكذا حتى صار اما مهم ما يكفيهم فاكلوا
جميعا وشبعوا واكلت بعد ذلك انا والشيخ وبقي عنا بقية ولم ادركيف
زاد هذا الطعام حتى كفى اولئك الجماعة الكثيرين الذين يحتاجون الى
كرامة تصدر
الله تعالى عليه وسلم وعن سيدنا عيسى عليه السلام وهي وكل
عن ولي تكون معجزة للنبي الذي ذلك الولي من اتباعه كما لا يخفى ثم ما
کیف زادتكمية هذا الطعام فالله قادر على خلق طعام من نوع الطعام
به
الشيخ محمد ابو جياب المذكور قال لي كنت مرة واقفا على باب دار
الشيخ ابي رياح رحمه الله تعالى في يافا فسمعت عياله وابنته تطلب منه
حوائج وثيابا للعيد القادم والشيخ ابو رياح يصبرهن وكنت أعلم انا باطلاعي
على احواله انه معسر في ذلك الحين ليس يوجد عنده كفاية لطلبهن
فنزلت الى السوق وانا مكدر من ذلك فرأيت الشيخ والدك رحمه الله
تعالى فاقبلت عليه وقبلت يده فقال يا اباجياب اتبعني ومشى فاتبعته الى
ان وصل الى قدام دكان بزاز في يافا يقال له الهباب فالتفت الي وقال
یا ابا جياب ما اسم هذا الرجلقلت ياسيدي فلان الهباب قالاما يهب بشي
قلت يا سيدي انه بخيلجدا على ما اعلمه من حاله ولوضرب على عقد
اصابعه لايأتي منه شيء فقال اسكت بلى يهب ثم اقبل وسلم عليه فقال
الرجل ورد السلام علىالشيخ وقبل يده واجلسه في الدكان مبتهجا به غاية
١٥٢
غاية الابتهاج ثم التفت اليه وقال له ما تريد ياسيدي قال له الشيخ اريدكذا
وكذا وصاريعدد له حتى اتى على جميع ما طلبه عيال ابي رباح وابنته على
له جميع ذلك وجمعه بصرة وسلمه الي ثم قال له الشيخ ما ثمن
مسمع مني فاحضر
هذه الحوائج حتى ترسله لك قال ياسيدي لا اريد ثمنها الا الدعاء منك
وقبل يد الشيخ وقال له ياسيدي مها لزم لك فالح عليه الشيخ فلم يرض
فانا تحت امرك اقدمه لديك فدعا له الشيخ وقام من عنده واتبعته انا
حاملاً الصرة فالتفت الي وقال يا ابا جياب اما قلت لك انه يهب ثم
قال اذهب بهذه الصرة الى دار الشيخ ابي رياح وسلمها الى عياله فانه قادم
عليهن عيد وطلبن منه هذه الحوائج وهو معسرالآن فامتثلت امره بذلك
اه فهذه الواقعة تشتمل على مكاشفة للشيخ وتسخيرقلب ذلك الرجل الذي
ومن ذلك ما حدثني به اسمعيل افندي المقدم وفي علميان ابنه احمد
افندي الذي هو في قيد الحياة يعلمها وكثير من اخواننا يتحدث بها قال
حضر عندنا الشيخ والدك رحمه الله تعالى ومعه رجلغريب درويش واظن
انه قال من أهل الخليل وقال لي يا اسمعيل اريد خرجية وافرة لهذا
الدرويش يسافر بها الى بلاده وانا لم يتوجه قلبي ان اطلب الامنك
فقلت له الامر اليك ياسيدي وحيث لم يكن معي في ذلك الوقت دراهم
ناديت الخادم وساررته وقلت له اذهب الى السيد ديب افندي عبد
الواحد وكان بيني وبينه معاملة وقل له يرسل لي خمسمائة قرش فذهب
For
الخادم ثم جاء ومعه صرة دراهم وسارني وقال ان السيد ديب افندي حيث
علم ان ليس معك دراهم ارسل لك الف قرش تدفع نصفها للشيخ وتبقي
وخجلت ان افرز منها الخسمائة فلما وضعها امام الشيخ قال الشيخ لا هذا كثير
ناخذمنه خمسمائة والباقي نرده اليك ثم فعل ذلك ودفع الخسمائة للرجل ثم
التفت الي وقال الظاهر انك في هذه الايام ما معك دراهم وانا اريد
ان ادعولك ان الله تعالى يعوض عليك ما اخذناه منك هل يكفى الف
قرش فسكت فلم يزل يترقى حتى بلغ خمسة الاف وانا ساكت فقال الف
يكفي خمسة الاف ثم رفع طرفه الى السماء وقال ياربي ارجوك تبعث الى
اسماعيل افندي خمسة الاف قرش في هذه الليلة المقبلة لا ينام حتى يضمها -
وانا في وقت اجتماع الناس عندي للسهر اترقب في نفسي ان يأتي ما دعاه
به الشيخ واقول لا بد من نفوذ كلامه فلما انقضى ذلك الوقت وذهب
الناس الى بيوتهم ولم ارشيئا من ذلك قيمت ودخلت الى محل الحريم و
لا بد من نفوذه وإلى الان ما ظهر لي شيء منه وصارالامل بعيداً بمجي احد
الآن فليت شعري هل مراد الشيخ بكلامه معنى لم افهمه او لعله بعد منامي
يرسل احدامن اهلالباطن يضع ذلك المبلغ تحت راسي وهكذا تردد على
مثل هذه الافكاروانقلب في الفراش وقد ارقت في هذا الفكر فبعد برهة
١٥٤
من الزمان سمعت طرق الخادم على الباب فسالته الجارية ما تريد قال
قولي له يطلعهم عندي الى هنا فقالت له فطلع بهم الي وإذا بهم جماعة
في قضاء مصلحة لهم وقدموا لي خمسة نصيرية يطلبون مني ان اسعى لهم
الاف قرش على سبيل الهدية وقاموا وانصرفوا فاخذت الدراهم ووضعتها
تحت المخدة التي انام عليها وتمددت وانا اقول رضي الله عن شيخنا الشيخ
محمد الجسر اه وهذه الواقعة شهيرة بين اخواننا وتدل على اجابة دعاء
الشيخ بوجه غريب لا يكون الا على سبيل الكرامة ومن ذلك ما حدثني
به محمد آغا المقدم من اهالي ايمال قال لي اليكنت اتردد على اسمعيل
افندي واخيه امين افندي المقدم وكنت اسمع منها ذكر الشيخ وتعداد
الكرامات التي تصدر منه وانا كنت شاباً عني النفس فاقد الخبرة
الى محل الشيخ لكنت ترى ما يجعلك تصدق بكراماته ثماني تواعدت
معها على انا نذهب جميعا الى محل الشيخ في الليلة الفلانية التي يقيم فيه
الذكر فبعد غروب تلك الليلة قاربت حرمي وذهبت اليها واناجنب
وتوجهت معها الى محل الشيخ فوجدناه شارعاً بالذكر وهو قائم في الحلقة
فوقفت معها بين الذاكرين ومرادي بذلك امتحان الشيخ واذا بالشيخ قد
اقبل عليّ وقبض على اطواقى وجذبني ومشى بي الى بركة كانت هناك
خارج الحلقة وقال ياخبيث اغتسل هنا ثم قذفني في البركة ورجع الى -
الذكر فخرجت من البركة وانا مبتل من فرقي الى قدمي فذهبت الى
foo
داري في تلك الحال وبدلت ثيابي وفي ثاني يوم اجتمعت مع اسماعيل
على بذلك ومن ذلك اليوم صارلي اعتقاد بالشيخ عظيم اه ومن ذلك ما
قال لي حضر والدك الى بيروت ونزل عند بني الفاخوري فذهبت
للسلام عليه انا وبعض جماعني المؤذنين فدخلنا عليه فوجدناه معتريه
حال السعال الذيكان يعتر به احيانًا فسلمنا عليه وقبلنا يده ثم طلب
منا ان ننشده شيئًا فانشدناه فبعد ذلك اخذ يحدثنا فقال من جملة حديثه
تعالوا حتى نشترك وتتاجرفي نوع من انواع التجارة قلنا الامر اليك ياسيدي
فنبيعهم ونكسب بذلك قلنا مليح ذلك ثم قال ان هذا يطول علينا زمانه
فاولالى ان نشتري دجاجا ونقيم منه قرقا ونبيع فراخها ونكسب بذلك
قلنا هذا ايضا مليح ياسيدي قال لكن خروج تلك الفراخ وتربيتها يحتاج
الى قرق يعني صوت الدجاجة عند قيامها على البيض وتربية أولادها
فهل تعرفون أن تقرقوا قلنا نعم قال تعالوا حتى نقرق وصار يقول قرق
فرق ونحن نقول معه فرق فرق وهو يضحك ودمنا لحظة من الزمان
نقول ذلك جميعا ونكرر لفظ قرق كما تصوت الدجاجة ثم التفت الينا
وقال لا بد ان تقاسموني على الفراخ عند وجودها قلنا نعم ياسيدي ثم قمنا
وأنصرفنا من عنده ففي مساء ذلك اليوم جاء رسول من طرف الوالي
١٥٦
حيث يريد ان يقرأ عنده المولد الشريف ففي المساء ذهبنا الى بيت الوالي
فرق ولفظ فرق في هذه اللغة معناها اربعون ثم قاللنا الترجمان بالعربية
في ان افندينا قد أمر لكل منكم بار بعين قرشا وامر ايضا انتحضر وا هنا
كل اسبوع في الليلة الفلانية لم يبق في حفظي اي ليلة سمي وفي كل ليلة
تحضرون يأخذكل واحد منهم اربعين قرشائم انه دفع لكلواحد منا از بعين
وانصرفنا ثم في ثاني يوم حضرنا عند الشيخ ومعكل منا ما دفع اليه في ليلة
امس فلما رآنا الشيخ صاريضحك وقال اخرجت الفرقة الفراخ قلناناـنعم
ياسيدي ونريد انتقتسم ووضعنا الدراهم امامه فاخذ يقلبها ثم قال لا
يا اخي خذوا دراهمكم انا لا أقدر على فلانه وفلان وصاريذكرعيالنا
قرشا
يقول كاتب هذه الاحرف علي رشيد الموقت ان هذه الكرامة حدثني بها
سعادة احمد افندي الصلح وكان وقتئذ ترجمان الوالي وسمالي الوالي اه
وهذه الواقعة تحتوي على اشارةكشفية تعد مناللطائف ولا يفهم معناها
بعده لا تحتمل التأويل عند ذوي الانصاف الا بعد الوقوع وهي
فقال له سيدنا الشيخ محمود لا تذهب الآن عند الشيخ محمد فانه معتريه
في الشيخ محمود وذهب عند والدك فلما دخل عليه تأهل به واجلسه
جانبه ووقفخدم ذلك البيكواولاده بين يديه وكان الشيخ يشرب بقصبة
التتن فنا ولها لذلك البيك وقال له اشرب فشرب ثم ناولها الشيخ فاخذها
منه و وضع رأسها على اذنه ثم التفت اليه وقال له يابيك ان القصبة تقول
لي ان هذا البيككان راكبا فرسه ومارا على عين الماء الفلانية في عكار
فوجد على العين امرأة بدوية فراودها عن نفسها فامتنعت عليه فضر بها وانا
استبعدت وقوع ذلك حيث انك رجل اختيار ومن الاعيان ولك اولاد
شبانفخجل البيكغاية الخجل وقال له ياسيدي هذا حدث مني وانا شاب
في العام الماضي فسكت البيك وقام من عند الشيخ خجلاً لا ينظر
ما امامه ولاسيما في حضوراولاده وخدمه ثم اجتمع بسيدنا الشيخ محمود وكان
لا تذهبعند الشيخ في هذه الايام فقال ياسيدي اني اخطأت بعدم امتثالي
اه اقول واخبرني بعض اخواني ان نظير هذه الحادثة كان يقع منالشيخ
في اول امره فيذكر لمن يحضرعنده حين ورود الحال عليه بعض ما قد
ويدعوالله تعالى ان يصرفه عنه حتى صرف اه .ومن ذلك ما اخبرني به
17.
تحمل عني الم الطلق وتيسرت علىالولادة ببركته اه ومن ذلك ما اخبرني به
الشيخ حسن افندي الدجاني ابن سيدنا الشيخ سليم قدس سره وامين
فتوى يافا وهو الذي تقدم ذكره بانه تلقي عن الشيخ العلم مدة أقامته في
في اوطة الجامع يافا قال لي انه كان والدك في يافا وكان مرة جالسا
قمررت على بابها فناداني يا حسن فدخلتعليه وقلبت يده فاعطاني ورقة
فنظرت الى الورقة فوجدتها مكتوبا فيها بخط والدك هذا البيت
و بعده بالطيف يا حفيظ ثم تحت ذلك قد كتب الشيخ هذه الالفاط نكاح
واج زواج نكاح اه فما استقربيالمجلس عند اخي حتى سمعت صوت
فيها الشيخ فناداني ياحسنتعالى فدخلت عليه فاعطاني جبته وقال لاتخف
بالسلامة بالسلامة ضعها عليها فاخذتها منه وخرجت من عنده وانا لا اعلم
ما مراده وعن من يحدثني فلما خرجت من الجامع ووصلت الى دارنا
عليها عليها جبة الشيخ التي اعطاني اياها وسترتها بها ثم حملناها مغمى
وادخلناها دارنا ثم بعد قليل صحت من الاغماء ولم تتضرر بشيء وفهمت
كان والدي الشيخ سليم الدجاني رحمهالله تعالى قبلوفاته عقد عقد نكاح
شقيقتي المرقومة على احد اعيان البرفبعد عدة ايام منكتابة الشيخ لتلك
طلب من ذلك الرجل ان يطلق شقيقتي فطلقها وعقد عقد نكاحها على
نكاج زواج زواج نكاح اه وشقيقته المذكورة هي حرم سيدنا الشيخ ابي رباح
رحمه الله تعالى وهي في قيد الحياة موجودة الآن في يافا وحسن افند بے
المذكور سأ نقل عنه واقعة للشيخ رحمه الله تعالىفي فصل وقائعه عند قرب
كتاباً ووجه في خطبته باسماء علوم شتى واصطلاحات اربابها قال وقد
تيمنت منكتاب والدك اني احصل تلك العلوم التي ذكرها لي في كتابه
وقد حصلتها ولله الحمد ثم اطلعني على ذلك الكتاب بخط الشيخ والدي
رحمه الله تعالى فنسخته وبقي عند اخينا الفاضل ابن اخي حسن افندي
المذكور وهو الشيخ مصطفى افندي الشهير بالصاوي اطااللله عمره وانا
انقل لك خطبة ذلك الكتاب وشيئاً منه على سبيل التبرك واترك باقيه
المشتمل على اهداء سلامات لبعض اخوانه خوف الاطالة وهذا ما اردت
نقلةكتب رحمه الله تعالى بسم الله الرحمنالرحيم الحمد لله الذي قدر
والسلام على اعظم نبي اوذى في سبيله فهاجر من مكة والمدينة شرف
11
والانصار ذوو الشرف هذا ولما زاد اكدار هذا الشجي منكثرة هذا الصدود
لقاء الاحبة وعدم الصبر وهيج مزعج الشوق تذكار ايام الوصال ولياليه فحن
الى تلك الربا والربوع التي حلت فيها سادته ومواليه ثمثل بقول من
زمان صدود للفؤاد يروّع رعى الله ايام الوصال ولا رعى
تكاد نياط القلب حزنا تقطع إذا ما ذكرت العيش في شعب عامر
وبقوله ايضا
لوكان يرجع مثل طيف الزائر لهفي على ذاك الزمان وطيبه
ونلذ فيه بوصل ظبية عامر كنا نجدد فيه أثواب الصبا
وبقوله ايضا
واما سوى هذا فعندي كالهبا فلا عيش الا في مواقف حيهم
وبقوله ايضاً
فطب نفساً الى يوم التنادي ليل التداني قد دنا وقولي
الحبيب مالك الزمام تعين على هذا المسكين حليف الاسقام ان يقول
اما بعد اهداء فرض سلام عيني لاكفاية مع لزوم تحيته تُعزى فتوى
وجوبها للهداية مع شرط دعاء جزم عامة المشايخ بصحة اجابته وافتىآخرون
بنفعه دنيا واخرى وتصحيح وقايته وصح بعضهم سرعنه بعين المطلوب في
اصح روايته وزاد بعضهم بشرط ان يكون من صميم قلب غريبكسير ذي
بان يحرق قلب معناها بلهيبها وشرط جمهورالعشاق سقم الجسم ونحوله
حكم عليه قاضي العشق بالهجر وافتى مفتيه ببعده لاجل الزجر وذهب
بعضهم لاعتماد الاعراض عنه وتصحيح عدم السؤال عنه واوجبوا عليه تراكم
الغموم والهموم والاحزان وان يكون متيماً والها هائما حيران وذكر في العيون
شرطية سيلان دمع هاطل وتطليق نوم طلاقاً باتا للجفن الذابل فعند
مالك الزمام حامل لواء الشريعة الغراء ومبين ذلك رفع قضيته الى
١٦٤
للمخفوضات وارتفع على اقرانه وساد من نصب نفسه بخفض جناح لنفع
العباد فكم بين مشكلاتعندها يزل القدم وكم عطف باحسانه على مسكين
وانعم ولم يبدل نعته الحقيقي والسببي في الكرم فحقيق بان يقال في شأنه
ومن يشابه ابه فما ظلم واكد ذلك بانه لم يزلكرتيا ولم يبرح لطيفا ظريفا
حلياً فعند ذلك جزم الناس بحسن سيرته ومصدريته بين عشيرته
ذكرالمشبه به ورمز بالبهاء والضياء اللذين هما نعنا هذا الحسن على سبيل
المكنية وصرح السعد بانها تصريحية للتصريح بذكر المشبه به فكيف وهو
ثوب حسن الحسن وناهيك به الا انه نص على انها ليست من قبيل
الامجردة ولا مطلقة لتقويتها بذكر اوصاف المشبه المرونقة فاذا تقررهذا علم
العبارة وإما جمال هذا الحبيب وحسنه فحقيقة اصلية لا من قبيل المشترك
وجلال وكمال يتجرد من اوصاف النقص مفرد المثال وإن زدته فيصير
احسن لانه صحيح النسب اشتق من اصل سيد العجم والعرب منقول من
اسلاف کرام متصرف في قلوب أهل الغرام فاعل فعل احسان متعدي
١٦٥
لا قاصر بل يرفع الاكدار وينصب موائد برتجدى وقد قامت الادلة
الحميدة اليقينية علمت أمورًا محققة لا حدسية ولا تخمينية فركب قياس
شکل مآثره على شكل سلفه تلقاه محمولاً لموضوع سرفيه فيظهرلك من
ذلك نتيجة صادقة وهي ان الولد سر ابيه وهذه قضية كلية تندرج تحتها
ويضاف عند ذلك الاب للابن لاحيائه لذكره الكريم ولذلك اشتهر
هذا الخدن بالسيد حسن سليم فعلى هذا يكون حوزه لتلك المآثر الفاخرة
ارنا من والده فجاء على الاصل فلا غروان عنون بجامده احسن الله اليه
اسطر بوصولكتابه اليه واعنذر له لمعاتبة عنب بها عليه ثم قال له بعد
صانها رب البرية من آفة وبلية آمين وقد من الله علي فيها للثم أعناب
العارف بالله ذي الشهود سيدنا ومولانا الشيخ ابي السعود القدسي قدس
الله سره واعناب سيدنا ومولانا الصحابي الجليلسيدي ابي ايوب الانصاري
ضي الله عنه واعتاب صحابة اخر اجلاء ومشائخ كرام فضلاء رضي الله
اجمعين ودعوت الجنابكم وللاخوان على حسب الامكان ثم بعد فراغ ع
نهم
177
شغلي واخذ راحتي سودت هذا الكتاب وإذا الاقذار منعتني ببلاء عظيم
اذهلني عن حسي وتشوشت ظاهرا وباطناً ثم بعد ذلك حفني الله بلطفه
وعزمت على السفرلقبرص وها انا قد وصلت ولله الحمد اليها ودخلتها
على الاخوان وبعض مخابرات وعرفه بتقديم هدية له وللشيخ عبد القادرابي
رباح ولولدي اخيه الشيخ رشيد والشيخ احمد الصاوى ثم قال له ونرجوكم
عدم المؤاخذة ولتكن كهدية سلمان لا هدية بلقيس السليمان اه ونقلي لهذا
الكتاب وإن طال لا يخلو عن فائدة وقد دل ان للشيخ يدافي هذه الفنون
التي وجه كلامه بها وإن له نصيبا في فن الادب في الانشاء وإن لم يكن من
الطبقات العالية فانه لا يخفى ان امثال الشيخ .ممن اهمهم جلاء نفوسهم
وتصفية قلوبهم والاشتغال بعبادة ربهم لا يلقون بالا لهذه الزخارف الادبية
والتنميقات الانشائية والظاهران الشيخ رحمه الله تعالى اعطى حصته من
وقته واستعان بمعارفه التي حصلها في ابان شبابه حتى حررهذا الكتاب
ارسله للشيخكان منمقا فاجابه الشيخ رحمه الله تعالى بهذا الكتاب وفق
كتابه المستطاب هذا وقد دل هذا الكتاب على ان الشيخ ذهب من
قبرصإلى الاستانة ثم عاد منها اليها وقد اشرنا الى ذلك فيما تقدم ولنرجع
١٦٧
ومن ذلك ما اخبرني به سيدنا الشيخ عبد القادر ابو رباح الدجاني
حينما كنت معه في زيارة الاراضي المقدسة في بيت دجن في مقام سيدنا
سعد وسعيد رضيالله عنهما قال لي يا ولدي مما اتفق لي في هذا الموضع ايام
المشايخ وهم سيدنا الشيخ حسين الدجاني وسيدنا الشيخ محمود الرافعي ووالدي
انا بتنا هنا في مدة تجولنا للزيارة فبعد ان نام جميع رفقائنا والمشايخ ذهبت
انا الى وراء الجامع الذي فيه سيدنا سعد وسعيد رضيالله تعالى عنها
الليل ونمت وعند الفجرقمنا جميعاً وصلينا وقرأنا الاوراد ثم بعد طلوع
الشمس ذهب سيدنا الشيخ حسين الدجاني لقضاء الحاجه الطبيعية خلف
الجامع من تلك الارض ثم رجع وبعده ذهب سيدنا الشيخ محمود الرافعي
لقضاء الحاجه هناك ايضا ثم رجع وقال لسيدنا الشيخ حسين يا اخي انى
ذهبت لقضاء الحاجه في تلكالارضفلم اجد فيها محلاً جهدا الابقعة صغيرة
حسين وانا يا اخي حصل معى قبلك مثل ذلك فقال لنذهب اليها
ونبحث عن شان تلك البقعة فذهبا وذهت انا ووالدك معها فلما وصلنا
اليها وقفنا ننظر اليها وانا ساكت لارى ماذا يصير فالتفت والدك اليهما
ه
وقالا اتريدان ان تعلما الولي صاحب هذه البقعة قالا نعم قال هذا .وا
قالا وكيف ذلك فقال اسالاه فسالاني فاخبرتها بشان ليلتي واشاارلي
بذلك اه وهذه الواقعة اخبرني بها سيدنا الشيخ ابو رباح بمناسبة ان البقاع
والامكنة تستنير بالذكر والعبادة ويدرك ذلك منها ارباب القلوب وكان
المفهوم من سياقه لها انها من مكاشفات الشيخ وهي وإن كانت محتملة التاويل
ولكن سياق مثل الشنج ابي رباح لها على ذلك الوجه ناهيك به من مرجج
لعدها في جملة كرامات الشيخ رحمه الله تعالى ومن ذلكما اخبرني به عبدالله
يجي رحمه الله من اعيان بلدتنا قال ايقظني صباحاً من النوم سيدي الشيخ
في الاسكلة وقال لي يا عبد الله انا اصبحت مسرورًا جدًا وذلك اني رايت
في عالم الرؤيا هذه الليلة اني البست خلعة من أسيادنا أهل الطريق فخذ
هذه الدراهم واشتر لنا من السوق كذا وكذا لاجل نصنع طعاما ندعواليه
بعض المشايخ والفقراء فاخذت منه الدراهم وشرعت بلبس ثيابي لانزل
البلدة ووالدك ينادي يا اخي اتلبس الخلعة وحدك ونحن لا نلبس هذاشيء
لا نسلم به ففتحت لهما الباب ودخلا عليه ووالدك يقول ذلك الكلام
ويكرره فقام اليهما وتأهل بها وبعد جلوسها ذكرلها رؤياه فسرا بذلك
وبقيا عنده حتى حضرا الوليمة ثم ذهبا فعجبتكيف اطلع الشيخ والدك على
الرؤيا قبل ان يذكرها سيدي الشيخ ابو النصر لغيري اه وحدثني ايضاً
عبدالله افندي المذكور قال ارسلني الشيخ ابوالنصرمرة الى والدك برسالة
عند
الصباح وكنت متزوجا عن قرب فعند ما فارقته قال لي انكان
179
عليك جنابة فلا تدخلعلى الشيخ محمد الجسرالا بعد أن تغتسل فقلت في
نفسي وما يدري الشيخ محمداً باني جنب انا لا اغتسل قبل دخولي عليه
حتى ارى ماذا يكون فدخلت عليه جنباً فلما رآني عبس في وجهي ثم بعد
ان اديته الرسالة قال لي قدم الي فقدمت اليه فامسك باذنى وشدها
وقال لي اذا اوصاك صهرك الشيخ بشيء فلا تخالفه افهمت قلت نعم فقال
الشيخ ابا النصر بذلك فتلوم علي بهذه المخالفة اه ومن ذلك ما حدثني به
الحياة اطال الله عمره قال لماكنت مقيماً عند سيدنا الشيخ والدك في طرابلس
بالذهاب إلى صيدا لاجل وداع عمي فاذن لي فلما وصلت الى صيدا وسافر
للمحجاز وعزمت على الرجوع الى طرابلس مرضت شقيقتي مرضاً شديداً
مرض شقيقتي ولا يمكنني ان اتركها في ذلكالمرض واذهب فسعيت مرة الى
زيارة سيدنا يحي صاحب المقام الشهير خارج صيدا فبعد الزيارة وقراءت
الصلوات اضطجعت على اعنا به ونمت فرايت نفسيفي عالم الرؤياكاني اكبس
شقيقتي المريضة وامر يدي على جسدها وانا مستعل فوقها فاستيقظت من
نومي وذهبت الى محل شقيقتي فوجدتهاقد خف عنها المرض جدا وقالت
لي يا اخي ان المرض ان شاء الله تعالى قد زال عني قلت لها وكيف ذلك
قابت كنت نائمة فرأيت في عالم الرؤيا سيدنا الشيخ محمد الجسر وهو قد
۱۷۰
برجوعي الى خدمة من المرض وحضرت انا الى طرابلس مسروراً
رحمها الله تعالى فحين اردت ان اتقدم اليها لتقبيل ايديهما قال لي قف
فوقفت فقال ما صنعت في صيدا قلت ما صنعت شيئًا ياسيدي قال بلى
قد صنعت والتفت الى سيدنا الشيخ محمود وقال ياسيدنا اسأل تلميذك
هذا ما فعل في صيدا فسألني الشيخ محمود فقلت ياسيدي ما صنعت شيئاً
ودخل على خوف شديد وخشيت ان يكون بلغ الشيخ عني شيء مخالف
الشيخ محمودا ما صنعت في مقام سيدنا يحيا انت ذهبت الى صيدا حتى
الشيخ وان شفاء شقيقتي ببركة توجهاته فقبلت حينئذ ايديها وحدثتها
برؤياي ورؤيا شقيقتي وقلت للشيخ والدك ما فعلت انا شيئا وإنما ذلك
من هجر وطنه ولازم الشيخ في طرابلس من اهالي صيدا محبة به رحمه الله
في صيدا وقد حدثني بهذه تعالي واغتناما لا رشاده وهذا اخونا المذكور
الواقعة من مدة سنين وكذلك في هذا العام حين حضوره الى طرابلس
حدثني بها فمن شاء فليسأله عنها ومن ذلك ما حدثني به كثير من اخواننا
۱۷۱
حتيتو وهو رجل من اخواننا الخلوتية كان له ملازمة للشيخ رحمهالله تعالى
وخدمة وانتفع منه حتى صاريعد من خواصه وطرأ عليه حال الجذب
مينا عكا وكان له فلوكة يسافر بها ويكتسب لعياله اذا لزمت الحكومة
اصحاب المراكب والفلائك التي في تلك المينا ان تنقل لها بعض مهمات
النوتية فوقف الحاج بكري على ظهرالفلوكة وضرخ صوتا عاليا وضرب
الفلوكة برجله وقال لهم سيروا بها ان قدرتم ان تسير وا فبذلواكل جهدهم
فلم تنتقل الفلوكة عن مكانها فما وسعهم الامر الا انهم فرغوها من المهات
التي فيها ولم يتعرضوا له فسافر بها وإنى يافا وكان الشيخ والدك هناك فلما
فزجره الشيخ ثم قال له انا اريد ان اكملكفقال انا دخيلك ياسيدي قال
تكميل الشيخ له ونهاية الحال تمدد الحاج بكري بالقهر عنه واخذ الشيخ
عكازه ومر به على عينيه وقال له قم قد كحلتك فسافرالى بلدك صيدا فقام
الحاج بكري حزيناً من ذلك وسافرمن حينه حتى ورد صيدا مريضا وبعد
لزومه فراشه اياما ارسل الى اخواننا في بعض الليالي وطلب منهم قراءة
۱۷۲
بكري عمرك طويل ان شاء الله تعالى وقريباً تشفى من هذا المرض فقال
لهم هذا غير ممكن ان سيدي الشيخ محمداً الكحلني ثم قضى نحبه في اقربوقت
رحمهالله تعالى فالذي فهمه اخواننا عندما وقفوا على قصته بتوقيفالفوكة
اهل الطريق فحكم عليه بذلك الحكم الذي نقله الى جوار مولاه والاعتقاد
انه مات وما ترك من اجله لحظة واحدة رحمه الله تعالى رحمة واسعة ومن
كانقد مضت له مدة من زواجه ولم يرزق ولدافجاء عند الشيخ رحمه
الشهال
الله تعالى وشكاله ذلك فقال له الشيخ واي شيء اعمل لكلم يبق في ظهري
غيرولد واحد تعال فالصق ظهرك بظهري حتى اعطيك اياه فالصق
ظهره بظهره وقال له قد اعطيتك هذا الولد الذي في ظهري أقبلت قال
نعم ثم ذهب السيد احمد المذكور وقارب حرمه فحملت منه وولدت لهابنه
محمد سعيد افندي الشهال الموجود الآن في بلدتنا والمذكور عنده علم
بهذه الحادثة وطالما اقول له اذا لاقيته انت اخي فيقول نعم ونتبسم سرورا
بتذكركرامة الشيخ رحمه الله تعالى ومن المعلوم أن محمداً سعيد افندي
المذكور هو ابن السيد احمد والده الذي قدره الله تعالى له من الازل
وليس ابنا للشيخ ولم ينتقل من ظهرالي ظهر ولكن رزقهالله اياه بعد حرمانه
تلك المدة وعلى اثرما اجراه الشيخكرامة اكرمه الله تعالى بها وكلام الشيخ
۱۷۳
وفعله ليس على ظاهره وإنما هو من باب الكناية عن البشارة بانه قدآن
ان يرزق ولدًا فافهم ومن ذلك ما اخبرني به الشيخ عبد السلام الجراح من
تعالى بعد وفاة الشيخ نحو ثلاثين سنة قال لي بعد ما تم امرزواجها ان
الشيخ والدك قد اجرى معى شيئًا في حال حياته لم افهم تأويله الا في هذا
الحين قلت له وما هو قال بينما اخواننا يذكرون وانا بينهم في حلقة الذكر
والشيخ يذكر في الحلقة اذ جاء والصق ظهره ببطني واستمر على ذلك برهة
فهمت معني هذه الاشارة وهو تزوجك ابنتي اه اقول ومن لطف هذه
الاشارة ان الشيخ الصق ظهره ببطن الشيخ عبد السلام وهذاكان الظهر
من جانبه والبطن من جانت عمي المذكور وهذه الحادثة وإن احتملت
الصدفة ولكن نظائرها من اشارات الشيخ التي لا تحتملها ترجج انها مقصودة
ومن ذلك ما حدثني به نقولا بيك نوفل وهو من اعيان المسيحيين في
فعرض لي بعض امور اوجبت استعفائي من وظيفة الكتابة ولزوم بيتى ففي
والدك عندهما فقبلت يده وجلست فالتفت الي وقال يا تقولا انه وردالي
اتحسن انت تحريره قلت نعم ياسيدي فدفع الى الكتاب فحررت جوا به
IYE
وقدمته اليه فقرأه وقال مليح ثم قال لي الست موظفا الآن قلت لا ياسيدي
دواتك فاعطيته اياها فتفل فيها وحركها واعطاني اياها وقال اني جعلتك
كاتبا عندي ارضيت بذلك قلت نعم ياسيدي ولي الشرف بهذه الوظيفة
رأيته واقفا تحت سباط احدى ثم قبلت يده وانصرفت فبعد عدة ايام
الحارات فقال لي يا نقولا قلت نعم ياسيدي قال الم يرسلوا اليك ويعيدوك
الى وظيفتك قلت لا ياسيدي قال سيرسلون اليك قريباً ثم بعد ايام قليلة
فامتنعت لاني غير موظف في الحكومة فاول شيءكان من اعماله انه سأل عن
ظيفتي وعمن كان قائما بها فاخبر عن استعفائي فامرباعادتي لوظيفتي من
دون سعي مني ولا طلب فاعدت اليها ودفع الى اجرة شهرين وهما المدة التي
تلك الدراهم وجئت عند الشيخ وحكيت له ما توقع معي وقدمت بين يديه
الدراهم وقلت له ياسيدي هذه الدراهم لا حق لي بها وإنما أريد تقديمها هدية
لزاوية حضرتكم فقلبها بيده ثم قال لي اني قد قبلتها منك واعطيتك اياها
وحقيقة هذه الكرامة ان هذا الرجل مقدر له الرجوع الى وظيفة والشيخ
رحمهالله تعالي بشره بما هومقضي له والف قلبه بتلك البشارة ومن ذلك
ما حدثني به تقولابيك المذكور قال لما ورد خبرالى طرابلس ان اسعد
۱۷۰
البلدة للخروج لملاقاته والسلام عليه عند ابي حلقه المكان الذي يبعد عن
طرابلس مقدار ساعة وكنتانا بينهم فقال بعضهم ليتنا نرسلاحد الى سيدنا
الشيخ محمد الجسرلعله يخرج لملاقاة الباشا فقلت لهم انا اذهب اليه في
بخروجه فقال لي سلم عليهم وقل لهم عنياسلم على الباشا عند الاسكله فقلت
له ياسيدي هوآت عن طريق البر من بيروت وليس اتيا من البحر حتى
تسلم عليه عند الاسكله قال لي انا اعرف ذلك ولكن انت لا يعنيك هذا
البحث قل لهم هو يسلم عليه عند الاسكله فسكت عند ذلك وذهبت
واخبرتهم بكلام الشيخ وبمراجعتي له وبجوابه لي فقالوا لعل للشيخ فكرا في
بعزله من الولاية وطلبه الى الاستانة فتحول عن الدخول وذهب الى جهة
الاسكله ونصب خيامه عند بابها عازماً على السفر في البحر الى الاستانة
وفي ثاني يوم ذهب الشيخ اليه وهو هناك وسلم عليه فظهر معنى قوله اسلم
عليه عند الاسكلة اه وفي حفظى ولا اعلم الآن ان الذي حدثني به هو
تقولا بيك او غيره ان بعض الناس اخبر الباشا بكلام الشيخ فصارمتشوقا
الى الاجتماع به فلما حضر الشيخ عنده طلب دعاءه وشكى اليه خوفه من
سفره الى الاستانة فسكن روعه من ذلك وبشره بانه سيكون واليافي احدى
جهات الانضول فكان الامركذلك طبقكلام الشيخ رحمه الله تعالى وكان
تقولا بيك المذكور في بعض الاوقات يحدثني بهذه الواقعة فكشف عن
١٧٦
تقل في نفسك ان هذا الرجل مسيحي لا يعتقد بالمسلمين فوالله العظيم اني
كما اعتقد بوجود انبياء في بني اسرائيل اعتقد بوجود أولياء في هذه الامة
وهذا نقولا بيك في بلد تعا مشهورفمن اراد سؤاله عما حررته فليسا له ومن
ايدينا دراهم نريد ان تقتسمها وتلك الدراهم مشبوهة فسمعنا صوت الشيخ
الشيخ البنا وقال ما هذا الذي في المنديل فقدمناه امامه وقلنا هو دراهم
ياسيدي فالامراليك بالتفضل باخذ شيء منها فقلبها بيده ثم ظهر على
خلفه تقول له يا سيدي لم هذه العجلة بالذهاب ولم لم تفضل علينا باخذ
وخرج من الدار شيء من الدراهم فقال انا لا آخذ من مثل هذه الدراهم
الوقائع الثلاث طالما يحدثني بها نقولا بيك المذكور في مجلس حافل ومن
ذلك ما حدثني به بعض اخواننا قال جاء رجل مريض قد اعياه المرض
فكتب له الشيخ وطواها واعطاه اياها فحملها الرجل فشفى في اقرب وقت
فبعد مدة من الزمان واظن انه قال بعد وفاة الشيخ حدثته نفسه بان مفتح
تلك التميمة وينظرما كتب الشيخ فيها حتى شفى بحملها فلما فتحها وجد
مكتوبا فيها هذه العبارات رز بلبن عافية على البدن فداخله من ذلك
IYY
العجب اقول ان ذلك يدل على تمكن الشيخ رحمه الله تعالى وان المدار في
قضاء الحاجة التي يريد قضاءها انما هو توجه قلبه لا تلك الرقوم التي
على أحوال القوم يفهم معنى هذا الكلام ومن ذلك ما اخبرني به كثير من
الى داراحد اخواننا وحضرت هناك عرسا وكان الشيخ غائبا عن البلدة فلما
جاء قال لها يا فلانة ان اهل الطريق لم يرضوا بذهابك للعرس فالاولى
ان تقعدي في دارك ولا تخرجي منها فمن ذلك الحين صارت مقعدة لا
تستطيع المشي وقد استجارت به بعد ذلك فقال لها يا فلانة سهم قد نفذ وقد
ولدتني وهي مقعدة واني ادركتها وكان لي من العمر عند وفاتها عشرسنين
وتعلمت القرآن في هذه الحالة وجعلت اشتغالها بتلاوته وكان لا يرى في
رجليها اثر مرض وإنما هما عادمنا القوة فاذا نهضها احد للقيام رجفت
الشيخ اطباء كثيرون فلم يجد علاجهم نفعا وبخطرلي اني سألتها مرة عن
عجزها عن القيام فقالت لي يا ولدي هذا الشيء من ابيك ولم تذكرلي غير هذا
وهذه الحادثة اذا ثبتت تدل على تصرف الشيخ رحمه الله تعالى وغيرته على
احكام الشريعة المطهرة ولكي سمعت بعض اخواته تقول عنها انهاكانت
وقعت في الاستانة وهي تمشي وكانت حاملاً فتا ثرصلبها منذلك وحضرت
الى طرابلس وهي متأثرة من تلك الوقعة ولم يزل الحال يزداد معها حتى
لا
IYA
اقعدت اه والله اعلم بحقيقة الامر ولكن هذا ما بلغني قد حررته لك ومن
ذلك ما حدثني حسين آغا ياسين وهو في قيد الحياة يبلغ من العمر
انحساب علي صالح افندي السلكا الذيكان حاكما في بلدتنا وحكم في
حتى نفد ما معه منالمال ثم عزل ذلك الوالي وجاء وال غيره فطمع
صالح افندي بنواله حكومة طرابلس في وجود الوالي الجديد فسعت له
طرابلس يطلبون فيه توليته عليهم قال حسين اغا فجئت انا والبعض
عند
الشيخ والدك لاجل ان يختم ذلك العرض ولصالح افندي رغبة منهم.
بخنمه لاعتقاده فيه وكان لا يظن ان الشيخ يمتنع من ذلك لانحسابه عليه
ومحبته له فلما دخلنا على الشيخ وطلبنا منه ذلك قالان هذا العرض اظن
انه قال لم يختم فيه اهل الله فانا لا اختمه فالحنا عليه فلم يقبل فقمنا من
عنده ثم بعد تمام العرض ارسل الى الوالي فرماهفي زوايا الاهمال وارسل
حاكماً على طرابلس رجلاً ينتمي اليه ثم بعد مدة تقابل الشيخ مع صالحافندي
فساله عن حاله فشكا له عسره فقال له يا صالح افندي اعمل ليلة للاخوان
وانا اتكفل بحول الله وقوته ان الله سبحانه بيسر عليك امرك وياتي لك
كذا وكذا فعليك تدبير عمل هذه الليلة قلت سيكون ذلكان شاء الله
تعالى ثم اني بعت رشمة فرس من الفضة حيث لم يكن معي ولا معه دراهم
وهيأت طعاما لتلك الليلة يكفي عدة من الرجال حسب العادة ففي
تلك الليلة جاء الشيخ والدك والشيخ محمود الرافعي وكثيرمن الاخوان
والاتباع حتى ضا ا
قلمحل بهم وصرت انا في فكر مضطرب حيث وجدتهم
لي سرا ياحسين اين الطعام الذي هيأته قلت هو في المكان الفلاني وانا
خائف يا سيدي من عدمكفايته للمحاضرين قال ارني اياه وقام معي الى
ذلك المكان فنظر الطعام وقال لا تخف فيه البركة ثم امرني بتقديمه
المحاضرين وهو قد جلس على السفرة ينادي فوجاً بعد فوج حتى اكل
الجميع واكتفوا وبقي من الطعام بقية ثم انصرفوا الا الشيخ والدك والشيخ
يا سيدي وبقيت بقية قال الم اقل لك فيه البركة وانا من ذلك داخلني
العجب وما كنت اظن ان ذلك الطعام يكفي ولكن ذلككان ببركة
الشيخ ثم التفت الشيخ الى صالح افندي وكله على سبيلالمزاج وقال يا صالح
لا تهتم يا صالح افندي عن قريب ان شاء الله تعالى توظف بمأمورية
فبعد ايام كافية وانا العهدة في ذلك ثم قام الشيخ منالمجلس وانصرف
قلائل ورد الى صالح افندي كتاب من بعض اصحابه في بيروت يطلب
۱۸۰
حضوره اليها فذكر ذلك للشيخ فقال له اذهب وانت ترى خيرا فسافر
الى
بيروت وانا معبه فلما وصلنا فهم من الذي ارسل اليه ان الوالي والمأمور
لديرالقمر في لبنان يكون مناسباً وقد وقع الاختيار عليك ثم انه وقع منه
بيروت عدة ايام وهوبين الخوف والرجاء وفي اثنائها جاء الشيخ الى بيروت
قاصدًا الذهاب لزيارة القدس الشريف فجاء عنده صالح افندي واخبره
فأرسل لدير القمروهيأ لك منزلاً فنظرًا لاعتقاده بكلام الشيخ قال لي
ياحسين اذهب الى دير القمر وهيا لي منزلاً حسبما أمر الشيخ فعجبت من
اقدامه على ذلك قبل ان يتم له الامر ثم ذهبت الى دير القمر واستدنت
دراهم واشتريت مفروشات وهيأت له المنزل كما امرني واما الشيخ فسافر
الى القدس وعند وداع صالح افندي له قبله ثلاث مرات وقبل صالح
في افندي يده ولم تمض ايام حتى وجهت على صالح افندي وظيفة حاكم
دير القمر رغما عن الوالي حيث ان المأمور المرسل للاصلاح حتم على
توظيفه وكتب بذلك الى الاستانة فصدر الأمر بذلك فجاء صالح افندي
الى تلك البلدة واقام حاكما فيها ثلاث سنين وأنا معه وكان الشيخ قد
في تلك المدة ثم حدث على صالح افندي ان اهل دير القمراجمعوا توفي
وجرى عليه تحقيقات وكتب الوالي الى الاستانة بصورة ما توقع ورجع
١٨١
صالح افندي الى دير القمرمنتظرا الجواب من الاستانة والراجح عنده وروده
ايقظني فقمت اليه فقال ابشراني لا أعزّل واني ابقي في هذا المنصب اربع
في نفسي ما معنى هذا الكلام هل طرأ على الافندي سنين أخرى فقلت
شيء في عقله من شدةكدره حتى تكلم بهذا ثم قلت له وما دليلك على ذلك
قال اني بينماكنت نائما رأيت في عالم الرؤيا شيخنا الجسرفقال لي يا صالح
لا تخف لا يقدرون على عزلك قدم الي حتى اقبلك اربع مرات فقدمت
اليه فقبلني اربع مرات واستيقظت من منامي وتذكرت انه لما سافر
وودعني في بيروت قبلني ثلاث مرات وقد اقمت بالوظيفة الى الآن ثلاث
سنينكل قبلة بسنة فالآن لا بد ان اقيم فيها اربع سنين فقلت له ان
شاء الله تعالى ولكني مستبعد ذلك في نفسي ثم بعد عدة ايام ورد الجواب
من الاستانة انيبقى صالح افندي في وظيفته ولا يسمع تشكي احد عليه
فبقي في تلك الوظيفة اربع سنين كما اشار اليه الشيخ رحمهالله تعالى في
الرؤيا وفهم هو ذلك اه وهذا حسين آغاحي يرزق فمن اراد سؤاله عن
هذه الواقعة فليسأله وهي تدل على مكاشفة للشيخ وتصريف حتى بعد
وفاته وهذا يكون لكثير من أولياء الله تعالى وسيأتي في احد الفصول ان
فصل
في ذكر وقائع للشيخ رحمه الله تعالى عند قرب وفاته
۱۸۲
ومنها ما يدل على ان الله اطلعه على اقتراب اجله ومحل دفنه وفيه نذكر
ما جرى عند وفاته وننقل المرائي التي رثاه بها بعض الافاضل فمن ذلك
ما سمعته من والدتي رحمها الله تعالى وانا صغير قالت في السنة التي
توفي فيها الشيخ كان يقول لي يا فلانة ان لي بيتا في اللد وزوجة هناك
فاقول في نفسي ماذا يعني الشيخ بذلك حتى ذهب في تلك السنة وتوفي
ودفن في اللد ومن ذلك ما اخبرني به الحاج محمد الدبوسي احد اخواننا
وهو في قيد الحياة يبلغ من العمرما يقارب التسعين وكان جارا للشيخ ولم
يزل الى الآن جارنا قال لي مررت مرة على باب الزاوية فوجدت الشيخ
متجردامن ثيابه وما عليه سوى ساترالعورة وجالسا في احدى الزوايا وهو
يقول ياربي يقولون محمد الجسرمحمد الجسمراذا يفعل لهم محمد الجسر أآله مع
الله يا ربي خذني اليك وارحني وفي تلك السنة ذهب الى زيارة القدس
وتوفي ودفن في اللداه ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا قال لما
عزم الشيخ على السفرة التي توفي فيها خرج من البلدة وخرج الاخوان
لوداعه وقد حملك وشقيقتك بعض الاخوان فلما بلغ الشيخ المحل الذي
فقبلكما ودمعت عيناه ونظر اليك قائلاً اودعنك عند من لا تضيع عنده
تعالىكان كثيرًا ما يتلوفي مدة هذه السفرة قوله تعالى وليخش الذين لو
به بعض اخواننا وهو السيد عبد الله المطرجي منشد الاذكارفي حياة الشيخ
١٨٢
في هذه السفرة وحدثني وإلى الآن وهو في قيد الحياة وقد سافرمع الشيخ
بعدة وقائع قالكنت اوضئ الشيخ في بيروت في سفرة وفاته فبعد فراغه
نظرالي وقال يا عبد الله أتعرف الجسر قلت نعم يا سيدي قال اقرأ له
الى الزيارة قال نعم يا سيدي قال فخذ معك مجرفة ومعولاً قال ولم
يا سيدي قال حتى تحفر لي قبرا في جانب رجل حي فظن الرجل انه هو
ظهر له بعد ذلك ان الشيخ عنى نفسه فتوفي في تلك السفرة ودفن في جانب
اباظه الذي نقدم لك ذكره في هذا الكتاب قال لما حضر عندنا الشيخفي
صيدا مسافرًا الى الزيارة في السفرة التي توفي فيها كنت معه في بعض
جنائن صيدا فمن جملة حديثه معي قال لي يا ابا خليل اني لا آسف على
شيء من الدنيا ولا اريد منها الا ان يكون ولدي حسين عالما ثم اهداني
قصبة تتن وقال لي يا ابا خليل اولها قصبة واخرها قصبة يشير الى واقعة
القصبة في قبرس التي جرت لابيخليل اوّل معرفته بالشيخ قال ابوخليل
فدخل على حزن منكلام الشيخ وفهمت تلك الاشارة اه وقد قدمنا في
هذه بها ومعنى كلام الشيخ بقوله اولها قصبة واخرها قصبة ان اوّل اجتماع
ومن ذلك ما اخبرني عمي شقيق الشيخ رحمهاالله تعالى وغيره من اخواننا
١٨٤
ان الشيخ لما وصل إلى يافا في سفرة وفاته سألسيدنا الشيخ حسينا الدجاني
وقال له يا سيدنا ما قولك في زوجة الولي اذا تزوجت بغيره بعد وفاته
قال له لا يخفاك يا اخي ان ذلك جائز شرعاً قال نعم حكم الشريعة على
في الولي وبئست الولاية فيه اما انا فاقتلها واقتل الذي يتزوجها وانا
البرزخ وهذا الكلام يشير الى ان الشيخكان صاحب تصرف حتى بعد
الموتكما وعدنا بالتنبيه عليه في الفصل السابق لكن اقول اذا ثبت
صدور هذا الكلام من الشيخ فقد يستشكل بانه اذاكان ذلك الامر
جائزا شرعا وتمام الايمان بالخضوع للاحكام الشرعية قال تعالى فلا وربك
لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا حرجاً فيما قضيت ويسلموا
تسليماً فكيف ان الشيخكره ذلك وهو وامثاله من اولياء الله تعالى اكمل
الناس ايمانا وكيف يقدم على قتل من لم يخالف الحكم الشرعي ولم يستحق
القتل شرعاً فاقول من المعلوم أنه وإن كان ذلك جائزا شرعا ولكنه
لا يخلو عن اساءة ادب مع الزوج المتوفى والجبلة البشرية تأباه وكل
انسان يجد ذلك من نفسه ولذلك حرم الله تعالى نكاح نساء النبي صلي
الله تعالى عليه وسلم من بعده حفظا للامة من اساءة الادب مع نبيهــــا
النكاح وهو ضرر بين ينشأ عنه قلة التناسل والشريعة المطهرة تحتمل
١٨٥
اخف الضررينكما هو القاعدة الشرعية جوزت نكاح نساء غير النبي صلى
الله تعالى عليه وسلم من بعده اذا علمت هذا فنقول لعل الشيخ رحمه الله
تعالىكان على القدم المحمدي وقد اطلعه الله تعالى بطريق الكشف انه
صلى الله تعالى عليه وسلم وبشره بانه لم يقدر لاحد نكاح زوجته من بعده
فوجد الشيخ ان من قدم على ذلك بعد وفاته يكون مسيء الادب معه
ويجوز له قتله وكذلك زوجنه بقبولها ذلك ومن المعلوم أن ذلك القتل
ودعائه على ذلك المسئ وكثيرا ما سمعنا أن بعض من اساء الادب مع
الاولياء اخذه الله تعالى اخذ عزيز مقتدر ولا يعزب عنك الحديث القدسي
من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب فاذا كان الامركما ذكرنا لم يصح ان
يقال ان الشيخ في هذه الواقعة كره الحكم الشرعيوإنماحافظ على المقام الذي
اعطاه الله اياه في باطن الامرارئًا من نبيهصلى الله تعالى عليه وسلم وكلامه
تنبيه منه على حقيقة الحال وعلى ما منحه الله من النوال ولا اند
هذا هو
يقدم على قتل غير مستحق القتل وانما يدعوعلى من يسيء معه الادب لاسيما
وهو مشهور بين قومه بكرامات ایده الله تعالى بها واثبت بها ولايته وان
له عند ربه حرمة ومقاماً فلا عذرلمن اساء اليه هذا ما الهمنى الله تعالى من
والله اعلم ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا ان الشيخ عند ما طلع الى
يافا في سفرة وفاته واجتمع بسيدنا الشيخ حسين الدجاني قال له وإخواننا
١٨٦
يسمعون انا فديتك بنفسي انا لا ارضى الا ان تكون اشيائي لولدي حسين
من بعدي قال له سيدنا الدجاني وهوكذلك يا اخي ثم قال وهي أمانة
عندك لولدي حسين يا ابا رباح والشيخ عبد القادرابو رباح حاضرفي
المجلس اقول اني لما اجتمعت بسيدنا الشيخ ابي رباح من مدة تقارب
الخمس عشرة سنة قال لي يا ولدي ان اشياء والدك امانة لك عندي متى
آن الاوان اعطيك اياها والله العظيم هكذا قال لي ولكن قد مرت
تلك الاعوام وتوفي سيدنا الشيخ ابو رباح وهكذا المسكين لم يرشيأ من
ذلك ولم ارني الاغريق الذنوب ليس معي منالنور الأنور الايمان الذي
تفضل الله به عليّ وارجوه ان يحفظه لي فمتى تؤدى تلك الامانة اتؤدى
وبينكم الرسل فقد تعبت بيني عسى عطفة منكم على بنظرة
ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا ومنهم السيد عبد الله المطرجي
منشد الذكر من زمن الشيخ الى الآن قالوا ان الشيخ في سفرة وفاته خرج
هو والاخوان من طرابلس ويافا لزيارة الشيخ العجمي خارج يافا من
جهة الجنوب الغربي فبعد قراءة الصلوات والزيارة قام الشيخ بين
الاخوان ونادى باعلى صوته سبحان الحي الذي لا يموت اعتدلوا واعتبروا
ولمثل هذا الحق فانتظروا رجل معكم من اهل التوحيد صلوا عليه اثابكم
محمد الجسراقرا واله الفاتحة وهو في ذلك الوقت في غاية من الصحة اهـ
وقد حدثني بهذه الواقعة السيد عبدالله المذكور مرارا وفي هذا القرب
باق الى الان غيرك قال مصطفى الهندي وهو في قيد الحياة وكنت بسألت
عنها سيدي الشيخ عبد الرزاق الرافعي حيثكان في تلك السنة معوالده
في الزيارة فقال قد سمعتها من اخواننا وقالواقد فعل الشيخ ذلك في
زيارة الشيخ العجمي واما انا فلم أخرج معهم لتلك الزيارة في ذلك اليوم
ومن ذلك ما وجدته بخط سيدنا الشيخ عبد القادرابي رباح الدجاني في
مجموعة له اطلعت عليها وانا في يافا قاصدًا زيارة البلاد القدسية وهذا
نص ما رأيته بخطه الاصل للسلطان ابرهيم بن ادهم قدس سره والتخميس
ويا بجورا لهم قلب المشوق انا يا سادة بهم فقري استحال غنى
لما سمعت مناديكم الم بنا ان تجر خيل سباق فالجواد انا
لوجئتكم ماشيا اسعى على بصري وعند نيل المني قد جال في فكري
لم ان حقا واي الحق اديت
استاذنا العارف
نبراهيم قدس سره بامر
وقد خمست ابيات السلطا ا
السيد محمد الجسر قدس سره وقبل مرض موته بايام قلائل قال لي
يا فلان كنت أوثر تخميسك على تخميس الشيخ عمراليافي قدس سره وفي
هذه السفرة قد اثرت تخميس الشيخ عمر اليافي على تخميسك فحزنت من
كلامه وتوفي الشيخ في سفره ففهمنا بعد وفاته مراد الشيخ فانهكان من
ذاته تاج الولا وغنى والبسوا يا قادة قلدوا جيد الشجي مننا
لما سمعت مناديكم الم بنـا واكملوا بالنقي والعز منه بنـــا
والغير في القلب لم يخطر ولم يرد وسرت والعون دوماً آخذ بيدي
وقلت للنفس جدي الان واجتهدي وقلت للروح هذا منهل الرشد
لو جئتكم ماشيا اسعى على بصري بسر السر والوطر واتحفوه
في مجموعة سيدنا الشيخ ابي رباح واظن الان ان هذه انتهى ما وجدته
المجموعة عند ولده وخليفته من بعده اخي فيالله تعالى الشيخ ابراهيم افندي
صفي الدين الدجاني في يافا أطال الله بقاه واقر عيني رؤياه امين ومن
قال لما وصلنا الى بيت دجن القرية التي تقرب من يافا وفيها مقام
سيدنا سعد وسعيد الصحابيين الجليلين رضى الله تعالى عنها وجئنا
لزيارتها كتب الشيخ والدك بخطه هذا المواليا واعطاني اياه وأمرني ان
يشكو امورا عرته سمها كالحي يا سادة قد اتى صبر الضنى للحي
ينجيه منها ويسلك فيه نهج الرشد راجي بان تشفعوا عند القديم الحي
السفرة تدل على انها ليست الا من اشارات الشيخ الكشفية وقد طلب
الشيخ في هذا المواليا ان يكون من شهداء المحبة الذين يكونون احياء في
الجليلين رضى الله تعالى عنها وقد حدثني مراد الشيخ درويش الرافعي اخو
سيدنا الشيخ محمود وهوفي قيد الحياة يبلغ من العمر الثمانين أنه قد سمع
ولدك حسينًاً بصيراً ويعطي وينال اه يعني هذا العاجز وإني ارجوالله
تعالى ان يحقق لي ذلك وما هو على الله بعزيز وقدكانلسيدنا الشيخ حسين
الدجاني قوة انحساب على سيدناسعد وسعيد رضى الله عنها حسب ما يفهم
منكلام اخواننا ولذلك كانت بشارة والدي بذلك بواسطته رحمه الله
تعالى ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا واظن اني سمعته من عمي
۱۹۰
الشيخ مصطفى ايضًا نقلاً عمن كان مع الشيخ في سفرة وفاته ان الشيخ رحمه
الله تعالى لما دخل اللد ووصل الى باب الزاوية التي دفن فيها فيما بعد
سيدنا الشيخ حسين الدجاني وقال له علقت المجانة هنا ياسيدي أقول
بعد وفاة سيدي الشيخ عبد القادرالرافعي ابن سيدنا الشيخ محمود الرافعي
رحمها الله تعالى في تاريخ الف ومائتين وسبع وسبعين وجد في تركته
محجانة صغيرة قدرالذراع فاتفق اخواننا على انها هي التي كانت في يدي
الشيخ والدي رحمهالله تعالى عند دخوله اللد وعلقها في حائط الزاوية
وقال لسيدنا الدجاني ماتقدم وإن سيدنا الشيخ محمودا اخذها من تركته
وسيدي الشيخ عبد القادر اخذها من تركة ابيه فرغب كثير من اخواننا
في شرائها وتزايدوا في ثمنها حتى تم بيعها لبعضهم وهو اخونا السيد احمد
التبرك باثر الشيخ ولا تساوي الهندي بما ينوف عن مائة غرش رغبة في
خشبتها عشرين بارة وقد شاهدت ذلك وانا لي من العمر ثلاثة عشرة
سنة وهي الى الآن عند اخينا السيد احمد المذكور اه رجع الى حديث بعض
اخواننا وعمى عن الذي اجراه الشيخ في اللد قالوا ثم ان الشيخ رحمه الله
تعالى في اليوم الذي عزم هو وإخواننا فيه على السفرمن اللد الى القدس
قال لاخواننا لا احد منكم في هذا اليوم يفطر على نفقته وإنما فطوركم علي ثم
الشرقي للزاوية المذكورة الذي قدرالله تعالى انه دفن فيه فيما بعد وجعل
هيئة السفرة كهيئة القبرطويلة قليلة العرض ودعا الاخوان للاكل منها
١٦١
فا حاطوا بها وافطروا وهو قد اخذ كشكولاً فعلقه فوق رؤوسهم وقال
من بعضهم انه قال لهمكلوا عن روح محمد والبعض قال انه قال لهم اقروا
القدس الشريف ومقام سيدنا رلله تعالى انه بعد تمام الزيارة في
وقد ا
الخليل وسيدنا موسى عليهما السلام ورجوع الشيخ مريضاً توفي ودفن في
تلك البقعة التي مد فيها السفرة وظهرت للاخوان اشارة الشيخ رحمه الله
تعالى ومن ذلك ما حدثني به رجل من قرية بيت عور التي هي بين
والدك رحمهالله تعالى لما رجع من القدس مريضاً ووصل الى قريتنـــا
بيت عور واشتد عليه المرضكنت جالسا عنده فخطرفي نفسي وانا جالس
في امامه انه اذاكان اجل الشيخ قد قرب فليته يتوفى عندنا حتى ندفنه
قريتنا ونتبرك به فيما تم هذا الخاطر في نفسي الا ونظرالى الشيخ وقال لي
انا لا اموت عندكم انما اموت وادفن في اللد فخجلت من اطلاعه على
ضميري اه اقول ولا يشكل هذا بقوله تعالى وما تدري نفس باي ارض
تموت لان لفظ الآية يفيد والله اعلم بمراده ان الانسان لا يدري ذلك من
تلقاء نفسه وإما ان الله سبحانه وتعالى قد يطلعه على ذلك بطريق الكشف
والالهام فلفظ الآية لا ينفيه ولا مانع منه ومثل ذلك قول بعض الفقهاء
ومن في الارض الغيابلا الله فمراده من يدعي علم الغيب من تلقاء نفسه
۱۹۲
وانه في قدرته واستطاعنه واما ان الله سبحانه وتعالى يطلعه عليه فليس
الدجاني امين فتوى يافا المتقدم ذكره قال لي بينماكان الشيخ والدك رحمه
ديب عجل فقد قرب الوقت وفي أثناء مرضه نزلت الى يافا وبينما انا في
وسأل عن الشيخ فأخبرانه مريض في اللد فطلب دابة يركبها ويسير الى
اللد فسألته عن اسمه فقال اسمي محمد ديب فعرفناه انه خليفة الشيخ
الذي خلفه في الاستانة فقلنا له ان الشيخ من مدة ايام ينادي يا شيخ محمد
ديب عجل ولم يدر احد من يريد فعندها اطلعني علىكتاب قد ارسله له
الشيخ الى الاستانة يقول له فيه احضر عندي فان لم تحضرعاجلاً فلا
تماع الا في الآخرة ثم قال وقد ظننت حين ورود كتاب الشيخ ان
اجلي قد دنى فسافرت الى هنا في الحال ثم انه ذهب الى اللدواجتمع بالشيخ
هناك اه وقد اخبرني بعض اخواننا الذين كانوا حاضرين عند الشيخ حينما
ورد عليه الشيخ محمد ديب بان الشيخ قال له عند ما رآه طولت علي
يا اخي ثم صار يوصي به سيدنا الشيخ حسين الدجاني رحمهاالله تعالى ومن
ذلك ما حدثني به عبد الله افندي الادلبي من اهل دمشق الشام شهير
الشيخ محي الدين الفاخوري رحمه الله تعالى فاخذ يحدثني عن انحسابه على
الشيخ والدي وأول اجتماعه معه في البلاد الرومية وقوة رابطته بمحبته
فمن جملة ذلك انه قال لي اني سافرت الى بلاد الانكليز بعد تعرفي بالشيخ
بمدة وأقمت عدة سنوات لاجل التجارة واظن انه قال في منشستر فبينما انا
جالس في مخزني اكتب في بعض اغراضي اذ نظرت الى جهة باب المخزن
فرأيت الشيخ والدك داخلاً عليّ بهيئه التي اعهدها لا انكر منها شيئاً ولا
اشك في ذلك فدهشت من مجيء الشيخ لهذه البلاد فتركت شغلي وقمت
مسرعا الى ملاقاته ففي مسافة سيري في المخزن ووصولي الى بابه اختفى
الشيخ عن نظري ولم ادر اين ذهب فخرجت منالمخزن انظر يمينا وشمالاً
سر فأرخت ذلك اليوم وتلك الساعة وكتبت الى اخي المقيم في البلاد
الشامية ما جرى معي من رؤية الشيخ وذكرت له التاريخ فورد الي جوابه
بعد مدة يقول لي فيه ان اليوم الذي رأيت فيه الشيخ في بلاد الانكليز هو
في اللد اليوم الذي توفي فيه الشيخ الى رحمة الله تعالى في البلاد الشامية
ودفن هناك فدخل علي من ذلك حزن عظيم ولكن علمت ان انظار
الشيخ علي وان رابطتي معه قوية وان روحانيته زارتني في ذلك اليوم اه
اقسم بالله العظيم ان هذا فحوى ما حدثني به عبد الله افندي الادلبي تقلنه
لك بالتمام واقول ان هذه الواقعة من عالم البرزخ يؤمن بها ويقرب لديه
به الكثير من اخواننا ممن حضروا وفاة الشيخ او سمع منهم وسمعته من
عي شقيق الشيخ واشار اليه سيدنا الشيخ عبد القادر ابو رباح في المرئية
١٩٤
التي سانقلها لك قالوا بعد ان توفي الشيخ رحمه الله تعالى وبوشرفي تجهيزه
حفر له قبر في مكان غيرالذي دفن فيه فيما بعد ثم حملللصلاة عليه فبعد
رحمهالله تعالى جذب حامليه قهرا عن انفسهم وسار بهم الى مقامات
الاولياء الموجودين في اللد وصاريسير بهم من مقام الى مقام فيسكن امام
كل مقام لحظة من الزمان شبه الزائر ثم يسيربهم الى غيره حتى خرج بهم
الى خارج اللد وصار يطوف بهم الى مقامات الاولياء الذين هم خارج
البلدة وقد تبدل الحاملون له بسواهم مرارا وكلهم يسير بهم الشيخ قهرا عن
البعض ان حاكم الله في ذلك الوقت خطرفي نفسه انه من المحتمل أن
ان هذا السير مفتعل من الحاملين فهم يسيرون بالشيخ ويظهرون ان
الشيخ يقهرهم ويسير بهم الى خلاف مقصدهم فجمع ذلك الحاكم اربعة رجال
كشف الحقيقة فلما حملوا نعش الشيخ قهروا ايضاكالسابقين وسار بهم
الشيخ رحمه الله تعالىكما فعلبمن قبلهم فحينئذ اعتقد ذلك الحاكم ان
ذلك الامر حقيقي وغير مفتعل وانهكرامة للشيخ رحمه الله تعالى ثم انه لما
خرج الشيخخارج اللد وسارالى جهة الرملة ظن اهل الرملة انه يريد ان
الى النزاع
يدفن عندهم فطلبوا مباشرة ذلك فعارضهم اهلاللدوآل الامر
نصف الطريق بين الرملة واللد المسماة بئر الزئبق يكون مراده ان يدفن
في الرملة وإن لم يتجاوزها يكون مراده ان يدفن في اللد وانهم يفصلون
النزاع في ذلكوالشيخ حسين الدجاني رحمه الله تعالى يسعى خلف جنازة
الشيخ ويناديه يا اخي انا رجل اختيار عاجزلا اقدر على السعي يكفي هذا
القدر قد صدق الجميع بكراماتك التي اكرمكالله بها يا اخي ادفع هذه
الفتنة يعني التيكادت تقوم بين اهل اللد والرملة ثم لما وصلالشيخ الى
تلك البئرالتي تقدم ذكرها كرّ راجعا حتى دخل اللد ثم دخل الزاوية
التي تسمى بالصارم وداخلها مدفن الشيخ الناجي الولي المشهورفي تلك
البلاد وهناك استقر الشيخ فعند ذلك اعتمدوا على دفنه في هذه الزاوية
فحفر وا قبره في المكان الذيكان رحمهالله تعالى وضع فيه السفرة واضاف
اخوانه وعلق فيه الكشكول وقال لسيدنا الدجاني هاهنا علقنا الكشكول
يا سيدناكما تقدم قريباً وذلك عند ذهابه لزيارة البيت المقدس وقبل
مرضه بعدة اسابيع وهذه الكرامة وهي ان الميت يسير بجامليه على غير
الخالق للكرامة هو الله تعالى يجريها للولي سألها من مولاه ام لم يسأ لها تقوية
الاولياء اوانالله تعالى يجعل للروح علاقة بالجسد ويقدره على الحركة
وقهوالحاملين وعلىكل فالله سبحانه وتعالى قادر على كلّ شيء من الجائز
لهمالعادات عند سماع مثل هذه الكرامة عن اولياء الله تعالى الذين خرق
وايدهم بالكرامات وهو لا يعقل معنى الكرامة عند اهل السنة ولا يدري
سيدنا الشيخ ابو رباح رحمه الله تعالى وإشاراليه في مرثيته التي رثى بها
نلامه وكلام
الشيخ وسيأتي لك نقلها والذي حررته هنا هو مجموع م ك
والله تعالى اعلم ومن ذلك ما اخبرني به بعض اخواننا وهو انه بينماكان
الشيخ على الفراش بعد وفاته ومباشرتهم بتجهيزه اذ جاءت امرأة ومعهـ
بنت صغيرة فوقفت بقربه تبكي وتقول يا سيدي اتيتك بهذه البنت
اخواننا قال فتح الشيخ عينيه ونظر اليها ثم اطبقها والبعض قال وضع يده
عليها وقد سألت اخارا الشيخ محمد الناجي المتولي الآن على زاوية الصارم
في طرابلس عن ومقام الشيخ والامام فيها وقد حضر عندنا في هذا العام
معرفته بهذه الواقعة فقال انيكنت شابا في عام وفاة الشيخ ولم أشاهد
تلك الحادثة ولكن سمعنا في تلك الاثناء عن لسان تلك المراة ان الشيخ
وضع يده على البنت وإنها شفيت في اقرب وقت وهي واقعة مشهورة في
اللد والله اعلم بحقيقة الحال والكل من الجائز الذي قد يمكن اجراؤه
كرامة لولي من الاولياءكما قدمنا ومن ذلك ما حدثني به سيدنا الشيخ عبد
القادرابو رباح رحمه الله تعالى قال لي بعد ان دفن الشيخ والدك رحمه
الله تعالى رجعنا الى يافا وفي اليوم السابع من وفاته حضرنا الى اللد
۱۹۷
دفناه فيها وكنت انا من يوم وفاته احسنكان في قلبي جرحاً من شدة
الحزن فبينما نحن في حلقة الذكراذ رأيت الشيخ وقف بجانبي وبقي حتى
فرغنا من الذكر فذهب وكان فلان من اخواننا اهل القلوب وسمى لي
رجلاً نسيت اسمه قد رأي الشيخ مثل ما رأيته فصرخ ووقع على الارضفي
وسط الحلقة مغشياً عليه الى انقضاء الذكر وبعد صحوه اخبرني بذلك
فقلت له وانا مثلك فاكتم ذلك ومن ذلك الحين ذهب عني الألم الذي
اخذ عني تلك الحال انتهى وهذه ايضا من الكرامات الجائزة الوقوعوكثيرا
ما سمعنا بظهور روحانية الاولياء لبعض الناس لاسيما اهل القلوب منهم
وناهيك بسيدنا الشيخ عبد القادر البي رباح رحمه الله تعالى ومن يعتقد
هكذا سمعت هذه الواقعة من سيدنا الشيخ عبد القادرابي رباح ونقلت
لك فحواها بالتمام وقد حدثني عمي الشيخ مصطفى شقيق الشيخ أنه بعد وفاة
الشيخ ذهب الى زيارته في العام الثاني وجاء الى قبره مع سيدنا الشيخ
حسين الدجاني .قال لي يا ابن اخي اني كنت محزونا جدا لوفاة والدك
يعتمدها الناس فحين دخلت في زاوية الصارم وقابلت قبر والدك أخذت
۱۹۸
عن احساسي بالذين حولي ووجدت الشيخ والدك واقفا قدام القبر
برهة من الزمان وانا على هذه الحالة لا اشاهد غيروالدك يكلمني واكلمه
كاد عقلي ان يزيغ ولم استفق الا والشيخ حسين الدجاني رحمهالله
تعالى قد وضع يده على صدري وهو يقول لي يا ولدي يا مصطفى اصح
ذهب بي سيدنا الشيخ حسين الدجاني الى محل آخر من الزاوية وقال لي
يا ولدي أنى أبشرك عن لسان اهل الله ولساناخيك اناللهسبحانه وتعالى
يسترك سترًا جميلاً وبيسرعليك رزق العائلة ويتفضل عليك بكذا وكذا
وصاريعدد بشارات حسنة انتهى هذا وقد توجد بعض وقائعللشيخ رحمه
الله تعالى جرت عند عند وفاته اشاراليها الشيخ ابو رباح رحمه الله تعالى
في المرئية التي رثاه فيها وسأنقلها في هذا الفصل مع غيرها من المراثي
واشرح .بعد نقلها ما اشير اليه فيها من تلك الوقائعانشاء الله تعالى
وها انا انقل لك الآن صورة وفاة الشيخ رحمه الله تعالى وما جرى عند
ذلك حسبما فهمته من الذين حضروا وفاته أو ممن نقل عنهم فاقول ان
الشيخ والدي رحمهالله تعالى بعد ما زار مقام سيدنا موسى على نبينا وعليه
عبد القادرابورباح في بعض القرى التي على الطريق بين مقام سيدنا
موسى عليه السلام والقدس واظن انها قرية اريحا فبينما هو نائم وفرسه
مربوطة في القرب منه اذ اقتربت منه ولفحنه برجلها فقام الشيخ من منامه
صارخا أخ فاستيقظ عليه بعض الاخوان فسمعه يقول ليقضي الله امرا
كان مفعولاً واخبرني بعضهم انه انشد عند ذلك هذا البيت
وإن أدبرت بال الحمار على الاسد اذا اقبلت باض الحمام على الوتد
في رقبته ثم جاءوا به في الغد الى القدس واقام هناك اياما يشتكي من الم
ملنفح الفرسثم زاد معه الألم وجاه وا به الى قرية بيت عور وهي بين القدس
واللد ومربك ما قاله للرجل العوري حين خطرفي نفسه مني ان يدفن
الشيخ في قريته ثم حمل وجي به الى الله وقد زاد مرضه جدا حتى صارفي
بعض الاوقات يتعسرعليه الكلام ثم في اليوم الذي توفي فيه وقد اخذ في
الشيخ محمود الرافعي وسيدنا الشيخ ابو رباح رحمهم الله تعالى اقاموا في
الذكر في اثناء الذكريرسم بهم ثم يغيبثم يفيق وبرسم بهم الى ان ختم
بقوله لا اله الاالله محمد رسولالله صلىالله تعالى عليه وسلم وخرجت روحه
الطاهرة واجاب داعي مولاه الي روح وريحان ورحمة من ربه ورضوان
وجدته في عنوان مرثية لسيدنا الشيخ حسين الدجاني التي رثى بها الشيخ
وسيأتي ذكرها فيما بعد واخبرني الشيخ يس كنعان احد علماء صيد وهو
[...
من اجلاء اخواننا وكان تحصيله العلم على الشيخ وكان حاضراً وفاة الشيخ
ان منشد الذكر حينئذكان ينشد قول سيدنا الشيخ الرفاعي قدس سره
تقبل الارض عني وهي نائبتي في حالة البعد روحيكنت ارسلها
وعند خنام البيتين خرجت روح الشيخ الطاهرة رحمه الله تعالى ثم انتشر
نعية في تلك الانحاء فحضر لتشييعه الجم الغفير من اهل يافا والارملة واللد
وما والاها من البلاد والقرى وباشروا بتجهيزه وجرى عند ذلك ما جرى
من سيره رحمه الله تعالى بجامليه وطوافه على مقامات الاولياء والصالحين
الى ان بلغ الزاوية المسماة بالصارم ودخلهاكما قدمنا فحفرله قبر على الليوان
بسط فيها السفرة التي اضاف اخوانه عليها وعلق الكشكول فيها
تقدم ذلك ودفن هناك وقد جرى عند تجهيزه ودفنه وفي اسبوع وفاته من
ما يطول شرحه ثم ورد خبر نعيه الى بقية البلاد الشامية فاشهر بالمآذن
ثواب ذلك له رحمه الله تعالى ما هو يفوق الحد في الكثرة وقد رثاه رحمه
الله تعالى جملة من الافاضل ولم اعثر الا على اربع مراث الأولى لسيدنا
الشيخ حسين الدجاني رحمهالله تعالى كنت قد وجدث بعضاً منها في مكتبة
والدي رحمهالله تعالى معنونا بتاريخ وفاته كما قدمنا ثمكتبت لا خينا الشيخ
محمد افندي ابي السعادات نجل سيدنا الشيخ حسين الدجاني رحمه الله
تعالى اطلب منه ان يبحث لي عن تلك المرئية في مجاميع والده فوجدها في
خاطب بها والدي رحمها الله تعالى بعد وفاته على طريق الرثاء ايضا
وبعض مواليا لوالده ايضا في والدي وقصيدة لوالدي رحمه الله تعالى
في حال حياته لوالده يمدحه بها وجواب والده عنها بقصيدة ارسلها
يمدح والدي وبعض مواليا لوالدي يمدح بهاوالده ايضا فارسل لي اخونا
ان شاءالله تعالى والمرثية الثانية لسيدنا الشيخ عبد القادرابي رباح رحمة
الله تعالى وجدتها مجموعة لوالدي بخط ابن اخته وهو الشيخ محمد البيزه
في المجموعة المذكورة غير معزية لاحد واظن انها والمرثية الثالثة وجدتها
للشيخ حسن سليم الدجاني اخي سيدنا الشيخ حسين المتقدم ذكره رحمها الله
بعد ذلك انها لمولانا العالم الفاضل الشيخ عبد الغني افندي الرافعي اطال
الله عمره وها انا انقللك الجميع واشرح لك بعد ذلك ما يشير اليه ناظرها
من وقائع الشيخ رحمهالله تعالى فاقول المرثية الاولى لسيدنا الشيخ حسين
بسهم !الموت لم تصب واي نفس فاي ذات سوى الرحمن باقية
ام اين اهل النهى والعلموالادب اين الملوك واين التابعون لهم
يصب متى تصدى لامر غامض لقي نقي فاضل فطن شهم
سما بالعلم والادب قد مكرم بدر بدا في سماء من براز خه
موت وفي سوحهاقد حلفي الرتب عاجله وفي اياب بدار الله
5.5
قدكان خدنا لنا من اعظم الصحب وانت يا معجني ذوبي عليه اسا
حمائم الايك في راه من القضب ما ناح الف على خدن وماسجعت
وإما الابيات الرثائية التي يخاطب به سيدنا الشيخ الدجاني المذكور والدي
ويا بهجة الاخياريا معدن الحمد اياجسر اهل الله يامركز السعد
٢٠٤
على قدره السامي علىذروة المجد ويا منلطرق الحق يرشد في الملا
اذ احكم المولى فما حيلة العبد وما كان ظني بالتفرق بيننا
الارضبالطمع والكمد
سماء العلاو ومالي لا ابكي عليكم وقد بكت
وأما المواليا الذي لسيدنا المذكور في والدي رحمهالله تعالى وهو مرسل
ايضًا مع المرثية وهذه الابيات من جانب اخينا ابي السعادات افندي وقد
بالله مدفوني على خليل غدا يا عين جودي بدمع شبهجيحون
والمرثية الثانية مرثية سيدنا الشيخ عبد القادر ابي رباح الدجاني وهي
5.0
مشهورة بين اخواننا لما اشتملت عليه من ذكركرامات الشيخ وإشاراته الى
قرب وفاته ولا يخفى ان سيدنا الشيخ ابا رباح هو من ادري الناس باحوال
الشيخ رحمها الله تعالى لما بينها من الرابطة وناهيك بمثله من ارباب
بالسر مهلا لقد مزقت احشائي المكحول ناظره العارف يا ايها
واهل جذب واهل الحاء والباء وترقى اهل علوم كان يرشدهم
عون على الخيرفي السرا وضراء عين الاكابر يستقى الغمام به
محمد الفعل كشاف لازمــاء هذا الامام الهمام الحبر جسر ولا
في العلم بحر وفي الجود السحاب وفي العرفان فياض فيض مثل انواء
بانباء تصريح عند لاسيما في القدس يوم وداعي طاش مني حجا
فوق الثرياء تحصى سمت رفعة ولا مزايا لا تعد من له وكم
الاوليا من فوق حدباء كزروة في يوم مشهده ظهرت كم آية
لذا ترى الكل كالثكلا وخنساء | فتقد هذا الولي منكيس اهل هدى
فرقة انسان الاخصاء سأتك يا نفس صبرًا على هذا المصابوإن
واجزائي بل أمره اوهي روحي لاكان يوم النوى هذ الفواءد فما
ولهان لم يبن مطعومي ولا مائي بعدكم دنف احبة القلب اني
اجدى ولا اسعفوا المضنى بسلواء صبرت جسمي وقلبي والمحاجر ما
إسراء رؤيا
و على الذي حض بال ابدا دائما وسلم ربي وصل
نبرك
الذي يحافظ عليه اكثر من النثر وقد نقلت ذلك على سبيل ال
تيمة
قل شعري ت ه
لدهر
ا والتنوي بمناقب الشيخ رحمه الله تعالى ولس بصدد الن ال
صيرة س
فرحاً بما او مقاطيع الاغاني او ديوان الحماسة فلا تكن مطمو الب
تجد طلبتك والسلام المرئية الثالثة وهي التي وجدتها في مجموعة الشيخ رحمه
r.t
الله تعالى واظن أنها للشيخ حسن سليم الدجاني رحمه الله تعالى
جمعهم فرقا جمع الأنام فخلى للفناء على سل سيوفا والموت
العلا رمقا ولا جليلاً له طرف ولا ملكاً فليم يدع ملكا كلاً
للمرتجين بقا ما لها وزينة كم خادعتنا بما تبديه من لعب
من عظم أهوالها افكارنا قلقا تجار بها اعاجيبا ارتنا وكم
ن العلوم الى اوج الكمال رقا ببدر لاح في افق وكم دهتنا
لكل فضل بهذا العصر قد سبقا لا سيما مثل جسرالسالكين ومن
به اناس كساها الغي ثوب شقا العالم العامل المولى الذي صلحت
رمقا او مسه الضرّ حتى لم يجد غوث اذا ما المريد الهمر اوهمه
في بحار الرشد قد غرقا حد وكم لساحله وحليم ما وبحر عليم
ونكمل الطرف من بعد الكرى ارقا دما وهو الحقيق بان نبكي عليه
به كف النوى صفقا أمر يوما الحادثات فما فجعتنا به لقد
صبحهاغسقا لما خلت منه امسى لقد بكته ربوع الذكر وانتبت
لما وهى ركنها والبين قد طرقا كذا مجالس درس بعده درست
رد ولا فيه ريب جل من خلقا له لكن هذا قضا الخلاق ليس
١٤
۲۱۰
الزمان ما البرق في أفق العلا برقا والعفولا زال منهلا عليك مدى
قوس المنون بسهم البين قدرشقا وما رثاك محب قال من اسف
المرئية الرابعة من المراثي التي وجدتها في مجموعة الشيخ ايضا بخط ابن اخنه
وقد تحققت أنها لمولانا العالم الفاضل الشيخ عبد الغني افندي الرافعيكما
اخبرني هو بذلك
ام سيد فيه هذا الدهر قد فجعا خطب لديه خطيبالبين قد صدعا
ليت الصباح صباح البين لاطلعا ام حادث صحة بالبين روعنا
به قلوص النوى ام حادث وقعا ام الامام ابو الاحوال قد وخدت
اولا فما بال طرف المجد قد دمعا فما اري الخطب الا استل صارمة
والبرق يخفق قلبا موجعاً جزعا وما المدمع مزن الغيث منسجماً
ومن عفاف تناديي ويلها هلعا من كرم وما لغانية الخدرين
من كاساته جرعا وامقر البين وما لها شرقت في الغرب حين هى
٢١١
وانصدعا وقد تهدم ركن المجد فان يكن لا يكن جسرالطريق وهى
فما ارى مدمع الاجفان قد نجها حزنا مفعم فؤاد نجيع فاسفح
اهل الحي قد هجعا من بعد ما طرف مبتهلاً للرحمن بات وطالما
الفضيل على افضاله ورعا ضمّ حبا الآله بريجان الرضى جدثا
بليلة الزيل تسعى نحوه هرعا ولا انبرت نسمات الفضل عاطرة
زره لديه خطيب البين قد صدعا وما بدا در تاریخ دجا ودجا
رأيت في تلك السفينة التي حررت فيها المراثي تاريخ قبرالشيخ رحمه الله
تعالى منسوبا للشيخ حسن سليم الدجاني فنقلته هناكما تقلت المراثي وهو
ما رمت من فضله خيرًا وتنفيسا واقريه فاتحة القرآن وارج تنل
وتغليسا غما نوره جلا فكم مواهبه فهو الملاذ الذي عمت
٢١٢
بقدرالامكان فمن ذلك ان ظاهر قول سيدنا الشيخ حسين الدجاني في
وصف الشيخ
محمد المصطفى الساقي لصهباء عباد الله سيدنا هذا ابن خير
همی نداه كمزن الغيث ان قيسا سليل خير الورى جسرالولا فلقد
يدلكل منها على صحة نسب الشيخ رحمهالله تعالى واتصاله بسيد العالمين
عليه الصلاة السلام وقد قدمت لك الكلام على ذلك في صدر هذا
الكتاب فارجع اليه ان شئت ومن ذلك ايضا قول الشيخ حسن سليم في
لما غدوت على الهامات منطلقا اهل الله قاطبة والنعش حفته
فقد اشارالى طواف الشيخ رحمه الله تعالى بجامليه على مقاماتالاولياء بقوله
لما غدوت على الهامات منطلقا وصرح بحضور روحانية كبارالاولياء رضي
الشيخ احمد الرفاعي وسيدنا الشيخ احمد البدوي وسيدنا الشيخ احمد الصاوي
٢١٢
قدسالله تعالى اسرارهم وإن الأولياء حقوا بنعشه ولعل ذلك الامر اطلع
کسيدنا الشيخ حسين الدجاني وسيدنا الشيخ عبد القادرابي رباح وسيدنا
سيدنا الشيخ حسين الدجاني رحمهالله تعالى وهذا الامر ليس من المحال
عقلاً ولا ينكر جوازه الا معتزلي المذاهب لا يقول بكرامات الاولياء وهذا
لا كلام لنا معه لان له فيكتب الكلام ما يصدع منهالهام ومن ذلك قول
بانباء تصريح عند لاسيما في القدسيوم وداعي طاش مني حجا
فان هذه الابيات قد اشتملت على امور الاول ان الشيخ رحمه الله تعالى
شهير قد حدثني به جماعة منهم السيد عبدالله المطرجي قال لي اننا بعد
ان طفنا في الحرم القدسي على الزيارات والاثارالتي فيه وقرأنا الصلوات
٢١٤
تحت الصخرة ووصل الشيخ الى قبة سيدنا دانيال وقف وجعل يودع اخواننا
ويعننقه مع اننا في ذلك الحين على عزم الذهاب معه الى زيارة سيدنا
موسى عليه الصلاة والسلام لانية لنا على فراقه ولا نية له على فراقنا وهو
في حال صحته ما به من بأس وقد تقدم لكان المرض ابتداءمعه بعد زيارته
لسيدنا موسى عليه السلام وهو راجع منها والثاني ان الشيخ قال استودع
الله لكم والحسين وحنوف يعني هذا المسكين جامع هذا الكتاب وشقيقتي
وهذه العبارة قد سمعناها من بعض اخواننا ولكن لم اضبط الآن انه سمعها
من الشيخ أو حدثه بها من سمعها والثالث ان الشيخ قال ما سانيء شيء في
الدهر سوي يتم الحسين يعني هذا الفقير وأنه صرح بالايصاء وسياق ذلك من
مرضه والا فعند حدوث المرض لا يعد مثل هذا الكلام كرامة للمريض
وقد سمعت من بعض اخواننا نقل ذلك ايضا وقدمت لك انه عند خروج
اود عنك عند من لا تضيع عنده الودائع وكان ذلك قبل مرضه ووفاته
باشهر ولا يشكل عليه ان الشيخ من اهل الاتكال والتسليم وقد ساءه يتم
ولده لان ذلك بمقتضى الجبلة البشرية فلا يعارض استسلامه رحمهالله
تعالى لمولاه ويحضرني ما ورد فيكلام بعض العارفين واظن انه الشيخ
ان هولاء الاقوام لاشك في محبتهم لقاء الله تعالى فاجاب رضي الله تعالى عنه
بان هولاء القوم يكونلهم مريدون لم يتمموا تربيتهم وايصالهم الى مقام الكمال
فعند خروج ارواحهم تغلب عليهم الشفقة على مريديهم المذكورين فيصعب
عليهم بمقتضى تلك الشفقة الجبلية مفارقة الدنيا قبلكمال مريديهم فتظهر
لقاء الله
عليهم تلك الحال التي يشاهدها من حضرهم وهذا لاينا في محبتهم
تعالى وما نحن بصدده من هذا القبيل فافهم وقد حضرني الاف ابيات
اتحدث فيها بنعمة الله تعالى عليّ واشكر بها والدي رحمهالله تعالى امتثالاً
الدر مع صغري
تقواك لاقيت يتما يتممت منك ولكن في رضاك ومن
قد جاء ذلك في أي من السور من يتق الله يهنا بالبنين كما
شكرًا وارجوه نعماه مدى العمر في نعمة ارجو الاله لها ربيت
عين السعادة هذا مطح النظر تنوير الفؤاد فذا منه وارتجي
ومن شيخه سيدنا الشيخ احمد الصاوي وسيدنا الشيخ احمد الرفاعي قدس
الله اسرارها ومنها انه يشفع رحمه الله تعالى في سبعين الف فتى وهذه قد
سمعتها من بعض اخواننا يتحدث بها مراراً والبعض يرويها ان الله تعالى
يشتعه باهل عصره وعلى كل فالاطلاع على ذلك اما باخبار الشيخ قبل
الله تعالى بما انعم الله عليهم من العطايا الدنيوية والأخروية وما يكشف من
الذي اشتهر بالنقوى وناهيك ان مثل الشيخ ابي رباح الرجل العارف
مجازفاً بها على طريقة الشعراء والله علىكل شيء قدير وشفاعة العلماء والأولياء
ثابتة عند اهل السنة والجماعةكثبوت شفاعة الانبياء عليهم الصلاة والسلام
كما لايخفى وقد ذكرت هنا ما حدثني به الشيخ ابو رباح رحمه الله تعالى قال
القدسية ولم يبق في حفظي انه قالفي سفرة وفاته امفي غيرها فكان عند وفوقه
تجاه قبر النبي الذي يجي لزيارته يعتريه حالغريب ويصيريتكلم بلسان
لا افهمه ثم يسكت برهة ثم يتكلم بذلك اللسان ثم يذهب وهكذا يفعلفي بقية
لي ياسيدي ان الشيخ الجسركلما اتى مقام نبي يتكلم باللسان العبراني وذلك
الرجلكنا نعلم انه يعرف ذلك اللسانفقلت له وماذا يقول قال انه يطلب
المقام بكلام يشعر انه قد اعطي مطالبه اه والله العظيم قسام الجبابرة ان
الشيخ عبد القادر ابا رباح الدجاني حدثني بهذا الحديث وانا نقلته هناكما
سمعته منه لا اخل بنقل المعنى كما اعلم واما نفس اللفظ فقدمت فيما سبق
اعجزعن تحريره والله اسأل ان لا يواخذني بزلل يقع مني انه غفور شكور
وقول الشيخ ابي رباح رحمه الله تعالى ونيل ما يرجوفي الدنيا وإخراء اني
احمد الله تعالى على هذه البشرى لوالدي وارجو ان يكون رحمه الله تعالى
منة
قدرجا من مولاه سعادة هذا المسكين في الدارين فما اعظم ذلك من
۲۱۷
وما اجزله من نعمة فهذا غاية مقصدي والله علىكل شيء قدير ثم ان ما
اشتملت عليه مرثية سيدنا الشيخ ابي رباح رحمهالله تعالى من بقية مزايا الشيخ
والقيام على المنهج المستقيم وإطلاق تصرفه بعد وفاته ونحوذلك لا يعد من
مثل الشيخ ابي رباح رحمه الله تعالى الا اخبارًا بما علم فانه رحمه الله تعالى
في البلاد الشامية تغني عن كان من ارباب القلوب والمعرفة وشهرته
الاطناب في ترجمته وصحبته مع الشيخ والدي رحمهما الله تعالى شهيرة ورابطته
الباقية الشيخ رحمه الله تعالى بالعلم والارشاد وملازمة الاذكار والاوراد
يعلم انهم لم يجازفوا كعادة الشعراء ولم يصفوه بما لم يكنفيه فرحمة الله تعالى على
تلك الروح الطاهرة والنفس الزكية وجمعني الله واياه في دار النعيم انه
الشيخ عبد الغني الرافعي حفظه الله تعالى جواد كريم اللهم امين وقول
في مرثيته ام الامام ابوالاحوال قد وخدت الخ هيكنية الشيخ رحمه الله تعالى
اشتهر بها بين اخواننا وغيرهم لكثرة ما كان يرد عليه من الاحوال والى
الآن هو مشهور بها كما ان سيدنا الشيخ محمود الرافعي رحمهالله تعالى مشهور
بابي الانواروقد اشارالى ذلك الشيخ ابو رباح في مرثيته حيث قال
من بعد فقدك في ساحات أنداء لابي الانوار يؤنسه ياجسر من
ومن يعلم المحبة التيكانت بين هذين السيدين يفهم معنى هذا الكلام
۲۱۸
على البر والتقوى وارشاد الخلق الى المنهج الاقوى وقد قدمت لك شيئا
من ذلك في صدرهذا الكتاب وقد ذكرت هنا ماكان يحدثني به عمي
بعد وفاة والدي ياتي الى دارنا وانا وشقيقتي صغيران فيضعني وإياها في
حجره وينفخ في فمنا بنفسه المبارك ثم يقبلنا ويبكي ويقول يا اولاد الحبيب
ولم يزل على ذلك حتى توفاه الله تعالى بعد والدي بثلاث سنين تقريباً
وقد حدثني بعض اخواننا ان والدي رحمه الله تعالى قد اشارالى مدة بقاء
سيدنا الشيخ محمود رحمهالله تعالى بعده وذلك أنه قال لي ذلك البعض
واظنه السيد عبد الله المطرجي اني مع جمعية اخوانناكنا مع والدك وسيدنا
الشيخ محمود الرافعي رحمها الله تعالى جالسين وهما يتحدثان اذ قال والدك
لسيدنا الشيخ محمود يا اخي كم كان بين وفاة سيدنا هارون وسيدنا موسى
عليها الصلاة والسلام من السنين فوجدنا سيدنا الشيخ محمود اظهر على
الكدروقال له بالله عليك يا اخي اتركنا من هذا الكلام قال وجهه سمة
ذلك البعضونحن لهم نفهم مرادهما الى ان سافرافي تلك السنة الى البلاد القدسية
وتوفي والدك ثم بعد ثلاثسنوات تقريباً توفي سيدنا الشيخ محمود رحمهما ا
تعالى فعند ذلك فهمنا سرما اشاراليه فانه من المعلوم أن بين وفاة النبيين
الاثاروقد حدثت بهذه الواقعة سيدنا الشيخ عبدالرزاق ابن سيدنا الشيخ
محمود الرافعي رحمه الله تعالى فقال لي انه بلغني ان هذه الاشارة صدرت
٢١٩
من والدي بعد وفاة والدك فكان عند ما يذكره ويتأسف على فراقه يذكر
هذه القصة لوفاة النبيين المذكورين عليهما الصلاة والسلام ويشير بذلك
الى أنه غير مقيم بعد والدككثيرًا ويعزي نفسه بذلك اقول ولا مانع ان
يكون ذلك صدر من والدي في حال حياته كما اخبرني به ذلك البعض
وصدر ايضا من سيدنا الشيخ محمود بعد وفاة والدي ايضا ولا معارضة في
ذلك وكلا الواقعتين صحيحة النقل والله اعلم وإنما قلت فيما تقدم تقريباً لان
فصل
في مناقب حدثت للشيخرحمه الله تعالى بعد وفاته تدل علىكرامته عند مولاه
الشيخ رحمها الله تعالى قال كان رجل في عكا واظن انه قال هو مفتيها
الشيخ قاسم عرابي يعتقد بالشيخوالدك ويلتجيء اليه عند الوقوعفي الشدائد
فبعد وفاة والدك حصل له كرب شديد وذلك بسبب ان احد اعدائه
وافرة المقداروطلب محاكمته في اثبات ذلك وشدد عليه الامر وتلك الاشياء
الوثبت الزامه بها يعجزعن دفعها ولو باع جميع املاكه فكتب شكوى على
في صورة العرض الذي يقدم لاولي الامريستغيث فيها بوالدك وارسلها
داخلکتاب ارسله لسيدنا الشيخ حسين الدجاني في يافا وطلب منه ان
يرسل الشكوى الى مقام والدك وتلقى عند ضريحه فسيدنا الدجاني المذكور
rr .
عند ما وصل اليه الكتاب وفتحه وقرأه وضع الشكوى علىكرسي امامه في
اوطة في جامع يافا الكبيرحتى يجد احداً ذاهبًا الى اللد فيرسلها معه ثم قام
من مجلسه الى داره فبعد ساعة من الزمان اتاه بعض اخوانه واخبره ان
قد حضر عندك في الاوطة يريد زيارتك فرجع سيدنا الشيخ الدجاني
الى الاوطة لمواجهة ذلك الباشا فبعد مواجهته والسلام عليه قال له الباشا
غيبتك هذه الشكوى الموضوعة على هذا الكرسي مقدمة اليه فقال له سيدنا
الشيخ الدجاني هذا ليس حاكما وإنما هو رجل ولي متوفى من قريب مدفون
في عكا يعتقد به ثم حكى له في اللد وهذا الذي قدم اليه الشكوى رجل
قصته فقال الباشا انا وإن لم يكن لي شغل في عكاء ولكني اكراما لهذا الشيخ
الذي قدمت اليه الشكوى قد عزمت الآن على الذهاب اليها وتخليص
ذلك الرجل المظلوم ثم انه سافر الى عكا وبحث عن قضية ذلك الرجل
وانتصر له حتى نجاه الله من شدته ودفع عنه ظالم ظالمه بواسطته ولم يدعه
بلغهم هذه الواقعةكرامة لوالدك رحمه الله تعالى اهكلام عمي اقول وان
علم حال الشيخ لا يستبعدعدها منالكرامات التي اكرمه الله تعالى بها فسخر
للمستغيث به ذلك الباشا وفرج عنه بواسطة من لايرجو منه مساعدة ولا
في الخيال ومن ذلك ما اخبرني به كثير من اخواننا وبعضهم قال لي ان
۲۲۱
في اللد بعد وفاة الشيخ والدك وقبل سفرنا ذلك حدث ونحن لم نزل
الى طرابلس وحدثني به بعض اهل اللدحين زيارتي مقام الشيخ رحمه الله
تعالى قالوا كانت امرأة في اللد لها اعتقاد في الشيخ فبعد وفاته سرقت لها
دجاجة فلقصورعقلها جاءت الى قبر الشيخ وقالت له ياسيدي ياشيخ محمد
الا منك ثم ذهبت ففي الليلة القابلة رأت الشيخ في عالم الرؤيا يقول لها
ويلك كيف تطلبين دجاجتك مني انا حرامي ان جارتك فلانة سرقتها
المرأة صباحاً ذهبت الى دار جارتها التي سماها لها الشيخ ودخلت الى ذلك
المكان الذي وصفه لها الشيخ وفتحت الخلية واخرجت دجاجتها منها فبهتت
جارتها السارقة عند ذلك وعجبت منهاكيف عرفت هذا الامرالخفي فسأل |
فاخبرتهم بالرؤيا للشيخ رحمه الله تعالى واستغاثتها به وهذه الواقعة وان
كانت لا تذكرفي جانب وقائع الشيخ رحمه الله تعالى ولكن قد حسن نقلها
كونها من لطائفه رحمه الله تعالى وارضاه ومن ذلك ما اخبرني به اخونا
فيالله تعالى الحاج محمد الفرق وهو من اخواننا الخلوتية اخذ الطريقة من
سيدنا الشيخ عبد القادرابي رباح وتربى على يدي عمي الشيخ مصطفى رحمه
الله تعالى وكان له معه محبة قوية ورابطة قلبية ولم يزل حبه مع هذا الفقر
ومع اولاد عمي بالغا درجة الكمال وإن غير الزمان حب غيره وإحال قال
لي كنت مرة مع عمك صباحاً فوجدته منقبض الصدر عليه اثر الجلال ثم
قام من مجلسه ومشى ومشيت معه وسارفي طريق غير معتادان يسلكها
وانا اتبعه ولا ادري اين يريدولا اتجرأ على سؤاله عن مقصده الى ان دخلنا
عمك يحدثني عنه انهكان يحب الشيخ والدكفي حال حياته فعند ما نظرنا
اقبل الينا مبتهجاً وقبل يدعمك وقال له ياسيدي انيكنت الآن ذاهباً
اليك ثم ادخلنا داره فبعد ما قربنا المجلس قال لعمك ياسيدي اني في هذه
الليلة رأيت وأنا نائم اخاك سيدنا الشيخ محمد الجسرفي عالم الرؤيا يقول
لي يا فلان اعط اخي مصطفى دراهم فانه مفلس واكثرها له فاستيقظت من
الى عمك وقمنا من عنده ففتحها عمك فوجد فيها خمسة وعشرين ذهباً
غازيًا ثمحدثني عمك بحقيقة الحالمعه وقال لي يا محمد انيكنت مفلساً ونمت
لم ادر الى اي مكان اسير وكان سيرى بوجه القهر عني حتى وصلنا الى حارة
النصارى وصادفنا هذا الرجل واجرى معنا ما اجرى اه فرضي الله عن
الشيخ الذي سخارلله تعالى له القلوب حيا وميتا حتى قلوب غيراهل ملته
ومن ذلك ما سمعته من بعض اخواننا قديما وحدثني به اخونا الحاج محمد
الفرق المذكور من زمن قريب قال ان صالح افندي السلكا الذي تقدم
ذكره في هذا الكتابكان حاكما في طرابلس بعد وفاة الشيخ فمرض في بعض
الايام مرضاً شديدًا فرأى في عالم الرؤيا الشيخ رحمه الله تعالى يقول
Iss
يا صالح اعط دراهم لاخي مصطفي اكراما المصطفى والله يشفيك فعندما
استيقظ ارسل الى عمي الشيخ مصطفى صباحاً قبل طلوع الشمس فذهب
اليه ورقاه ودفع له عشر ليرات ثم شفاهالله تعالى قال الحاج محمد وعند ما
في طلب عمك وذهابه اليه اتيت عنده بعد بلغني ارسال صالح افندي
رجوعه وسألته عن سبب ارساله اليه فاخبرني انه بات مفلسا مكدراً
فقبل طلوع الشمس ارسل اليه صالح افندي وقص علي تمام القصة وقد
تقدم لك الواقعة مع صالح افندي المذكور في توليته حاكما على دير القمر
ورؤياه الشيخ في الحلم عند ما تشكى عليه اهل دير القمر وهي مروية عن
حسين اغايس وفيها مناسبة لهذا الفصل فارجع اليها ان شئت فانها من
فصل
به درويش افندي الشبنور الذي اشتهرفي بلدتنا بعظم الجاه ونفوذ الكلمة
دكانا وصرت ابيع واشتري فمرّ عليّ والدك رحمه الله تعالى وقال لي
يا درويش ما هذا قلت يا سيدي اني عزمت على ترك الدخول في سلك
يا درويش انك سوف تخدم طرابلس فعند ما سمعت منه ذلك تركت
٢٢٤
فهذا الذي هو جار معي من بشارة والدك رحمه الله تعالى انتهى ومن
بعد وفاة الشيخ بكثير والجاه الذي بلغه في بلدتنا ونفوذ الكلمة وتوفيق
الاعمالكان مما يعجب منه حتى انهكان كلما جاء حاكم الى طرابلس
الا تمضى مدة قليلة حتى يلقى بقياده اليه ويصير هوكانه الحاكم وكان
طريقته مساعدة اهل البلدة بجاهه والمدافعة عنهم حسبما بشره الشيخ الى ان
توفاه الله تعالى سنة الف ومائتين وثمان وتسعين وقد سمعت هذا الواقعة
من غير درويش افندي وهي أشبه بالمشهوربين أهل بلدتنا حتى انهم اذا
ذكروه وعجبوا من بلوغه تلك المرتبة يقولون لا عجب من ذلك فقد بشره
الشيخ الجسر بهذه الحال من أوّل عمره ومن ذلك ماكانت تحدث به
يـ
والدتي رحمها الله تعالى فانهاكثيرًا ماكانت تقول ان سيدي الشيخ قال
مرض موتها وتقول اظن ان اجلي قد دنا وتحكي كلام الشيخ وكان الامركما
اخبرها الشيخ رحمهالله تعالى فانه توفي سنة الف ومائتين واثنتين وستين
رحمها الله تعالى ومن ذلك ان والدتي رحمها الله تعالى بعد ان جاء بها
الشيخ من الاستانة الى طرابلس وتركت هناك اهلها فكانت كثيرًا ما تتشوق
لا سيما شقيقتها التي هي عشيرة صبوتها فتقولللشيخ يا سيدي اني ا
لي
هم
تغربت عن أهلي واخاف ان اموت ولاارى احدا منهم فيقول لها الشيخ
٢٢٥
لا تخافي انت لا تموتين حتى تجتمعي معهم ثم توفي رحمه الله تعالى ومضى من
وفاته عشرسنين ففي السنة العاشرة ذهب زوج شقيقتها بها الى الحجاز
فاجتمعت بهم وسرت بشقيقتها سرورًاً عظيماً ثم بعد مضي ستة عشر
يوماً من اجتماعها بهم توفيت الى رحمة الله وكانت في تسعة أيام منها صحيحة
وسبعة مريضة وقد كانت مدة افتراقها عن شقيقتها ستعشرة سنة فكان
لكل يوم سنة وهو من الاتفاق الغريب فكان عي رحمه الله تعالى يقول
بعد وفاة والدتي يا للعجب نفذ كلام الشيخ بمقابلة كل سنة بيوم وكنت اسمع
المذكورة تقول في ندبها أكل سنة بيوم ومن ذلك ما حدثني به ابن شقيقة
الشيخ رحمهالله تعالى وهو الشيخ محمد البيزه وهذا الرجل قد رباه الشيخ في
مدة حياته وقرأ له عدة من العلوم وهذبه وكان من اخواننا المواظبين على
طرابلس بطلب عمي رحمه الله تعالى حيث كان مريضاً مرض الموت اتفق
في ليلة النصف من شعبان اني باشرت اقامة الذكر باخواننا الخلوتية في
وكان الشيخ محمد البيزه المذكور قائما بين يديفيحلقة الذكر يسوى صفوف
حسب اصطلاحهم فبعد فراغنا من الذكر جلس الي الشيخ محمد المذكور
10
٢٢٦
الشيخ والدك قبل ان توجد انت في الوجود وقد سررت الآن بنفوذكلامه
وظهور بشارته بقيامك مقامه فقلت له وما ذلك قال بينما كنت واقفا بين
يديه أخدمه اذ نظرالي وقال لي يا محمد ا تظن انك تكون خليفتي من
بعدي لا تظن ذلك انا لا ارضى أن يكون خليفتي من بعدي الأ ولد من
صلبي وإما انت فتكون تحت يده فالآن الحمد لله قد ظهركلام الشيخ
وتفاءلت بهذه الليلة اني سأخدمككما قال ثم في ثاني يوم اصبح الشيخ محمد
المذكور مريضا وبقي ثمانية عشريوماً وتوفي الى رحمة الله تعالى فبعد دفنه
دخلت على عمي وهو مريض واخبرته بحديثه واستشكلت نفوذكلام الشيخ
وقلت لهكيف انه يكون تحت يدي وهو الآن قد توفي فقال لي عمي
يا ولدي قد نفذ كلام الشيخ والدك في هذه الليلة التي اقمت فيها الذكر
باخواننا وكان الشيخ محمد تحت يدك بوظيفة النقيب انتهى وهذه الواقعة
عن شقيقته بليلة واحدة ولم يختل نفوذه من بعد ان مضى لكلامه ما ينوف
عشرين سنة ومن ذلك ما هو مشهور بين اخواننا وسمعته منكثير منهم
ان الشيخ كان يقول في أوّل استيلاء دولة السلطان عبد المجيد رحمهالله
تعالى على البلاد الشامية وذهاب الحكومة المصرية منها أن السلطان عبد
في مدة هذا فانه لم تجمع العساكرعلى طريقة القرعة من هذه البلاد
السلطان الأمرة واحدة كما قال الشيخ مع امتداد مدته سنين عديدة من
ГГУ
سنة خمس وخمسين الى سنة سبع وسبعين ومن ذلك ما حدثني به سيدنا
الشيخ عبد القادرابي رباح الدجاني رحمه الله تعالى قال لي يا ولديكنت
يقرأ منكتاب ويتلو علي حوادث ستقع لي في مدة حياتي حتى ذكرامورًا
كثيرة ثم ناولني ذلك الحجرفاخذته منه وهو باق عندي الى الآن والامور
التي ذكرها لي منها ما قد وقع لي في مدة حياته ومنها ما وقع بعد مماته ومنها
ما لم يقع الى الآن وانا منتظروقوعه اه وناهيك بالشيخ ابي رباح رحمهالله
تعالى وبالاعتماد علي صدق حديثه وانا اقسم لكبالله العظيم ان هذا
فحوىكلامه وملخص معناه وقد حدثني بهذا الحديث عند زيارتي البلاد
المقدسة والذي حررته هوما ضبطه فكري وارجوان لا يكون خانني بشيء
الصادق على حوادث مستقبل الشيخ ابي رباح على سبيل الكرامة ولا مانع
من ذلك ما دام باطلاعالله تعالى وتعريفه وله نظائر وردت في اثار
الصالحين لا تختفي على من له المام بها والله اعلم ومن ذلك ما حدثني به
بعض الاخوان قال ان رجلاً من اعيان البلاد الشامية ذهب عني اسمة
قص على والدك رؤيا فقال اني وجدت نفسي في عالم الحلم مع احمد افندي
الصلح جالسين على سفرة طعام فقدم بين ايدينا قط مطبوخ فانا امتنعت
عن الأكل منه واما احمد افندي فجعل يأكل منه فقال له الشيخ ان
فاما انت فيعدك الناس ملجا للنصارى واما احمد افندي الصلح فيعدونه
ملجأ للدروز فبعد وفاة الشيخ بمدة سنين حدثت الفتنة الشهيرة بين هاتين
الطائفتين في جبل لبنان وتبعتها فتنة دمشق الشام وكان حال الرجلين
احدهما لارضاء المشتكين وهذه الفتنة كانت بعد وفاة الشيخ بخمس عشرة
سنة ونتج عنها تمايز جبل لبنان بحكومته اقول وإنكانت هذه الحادثة لم
تكن الأ تفسير رؤيا فسرها الشيخ وإنى تفسيره طبق الواقع ولكن ماكل
من ادعى تأويل الاحلام اصاب المرام ولا يغرب عنك أن مفسر الاحلام
اذا لم يكن من ارباب القلوب فهيهات ان يصيب المرمى بمجرد اعتماده على
ما ذكرعلماء التعبير فيكتبهم التي بين ايدينا ومن ذلك ما حدثني به
قال ليكنتفي ايام شبابي جالسا في دكانفي بيروت امام البحرفجاء والدك
فبعد ان استيقظ من منامه وجدت على وجهه اثر الجلال ثم نظرالى البحر
من هنا الى هناك وصاريشيرالى مساحة من البحرليس فيها مراكب ولا غيرها
وجعل يكرّر هذا الكلام ويقول لي أما ترى المراكب وانا ساكت واقول
في نفسي اين هي المراكب التي يشيراليها ثم قال ان عساكر الافرنج يأتون
الى هنا في مراكبهم ثم يخرجون من بلادنا كما دخلوا ثم النفت الي وقال
بعد وفاته وانا لم افهم معنىكلامه الذي صدر منه حتى حدثت فتنة جبل
لبنان بين النصارى والدروز وتبعتها فتنة دمشق وانت بسبب ذلك
المراكب ثم انهم خرجوا من بلادنا كما دخلوا اي انهم لم يتملكوا كما قال وقد
شاركت امثالي من اهل الظهور في ذلك الوقت بما طرأ على أهل البلاد
من المشقات بسبب هاتين الفتنتين ففهمت حينئذ كلام الشيخ رحمه الله
تعالى اه وهذا الشيخ عبد الباسط افندي مفتي ولاية بيروت في قيد الحياة
اطال الله عمره ونفع المسلمين به فمن اراد سؤاله فليسأله ولا يخفى ان وفاة
سنة الف ومائتين وسبع وسبعين فيكون نفوذ كشفه بعد خمسعشرة سنة
فصل
القوم وهي نتيجة المجاهدات كما ان نتيجتها ايضاً تلك الكرامات والمكاشفات
في هذه الدار ورضوان المولى وكرامته في دار القراراعلم يا اخي ان الذي
تحرر عندي مما حدثت به عن الشيخ رحمه الله تعالى أنه كان على قدم
الاستقامة من أوّل نشأته محبا للعلم والطريق من زمن صبوته ولم يزل
محافظاً على سلوك منهج الهدى ملتزماً الصلاح والتقوى مراعياً آداب
تعالى والشفقة عليهم وارشادهم الى منهج الخير وسلوك طريق الحق الى غير
ذلك من الاخلاق المحمدية وإنا انقل لك بعض احاديث حدثت بها عنه
كل منها يدل على شيء من تلك الصفات ويصور لك ما كان عليه الشيخ
رحمه الله تعالى من الحال المرضية عند مولاه وما تركت تحريره اكثر من
ذلك فاقول مما حدثني به العالم الفاضل نقيب اشراف طرابلس الشام
السيد خليل افندي السمين قالكنت مرة مع والدك فجرى بيني وبينه
حديث الامور التي تحدث على الانسان في زمن صبوته وإن السالم منها
قليل فاقسم بالله العظيم انه لم يكشف ذيله على حرام في مدة حياته ولا يخفى
ان عالما مثل الشيخ وسالكاً منهج التقوى والصلاح لا يقدم على الحلف
بالله تعالىكاذبا وهو لم يجبر على الحلف وهذه القضية تدل على التزام الشيح
تقوى مولاه من حين صباه وهولطف من الحق سبحانه يحفظ به أناساً من
تسلط الحكومة المصرية على البلاد الشامية قال لي كنا في قبرس مع الشيخ
والدك وسخر
الله تعالى لهحاكمها محمد اغا المحصل وصارله في الشيخ اعتقاد
للشيخ واتباعهجميع ما يحتاج اليه من المؤنة فصارا لشيخيا مرنا ان لا ناخذ منه
ولم يسمح لنا الشيخ الا باباحة القوت الضروري ففي بعض الاوقات تذاكرت
مع بعض رفقايء من اتباع الشيخ الطرابلسيين وقلنا ان الشيخ لا يسمح لنا
الا باخذ القليل والمحصل قد سمح لنا باخذكل ما نحتاج اليه فقالوا ناخذ
من الكراارميني سكرًا وسمنا وارزا ونعمل حلواء وطعاما حسنًا فذهبنا اليه
وطلبنا منه ذلك فاعطانا فعملنا ما اشتهيناه واكلنا سراً عن الشيخ فعند ما
في هذه البلاد وهذه الحالة تتيح لنا شرعاً ان ناكل مثل طعام المحصل بقدر
الضرورة والاحتياج واما اننا نتوسع في الماكل والحلواء من ماله فهذا شيء
غير الذي آمركم به فانا لا ارضي منكم ولا اكون مسروراً من هذه المخالفة
فامتثلنا امره وعزمنا على عدم العود لمثلذلك وهذه الواقعة تدل على مكاشفة
عند بعض الناس واكل طعامهم يتأتى في بعض الاحيان الى داره ويتقياً
جميع الطعام الذي اكله ويظهر عليه اثر الانزعاج من اكل ذلك الطعام
ثم بعد ذلك يطلب شيئًا من حواضرالدار مثل الزيتون فياكل منه
والظاهر انذلك الطعام يكون فيه شبهة ويقدم الشيخ على اكله لامر الجأه
اليه ثم يتقيئه في داره تخلصاً من شبهته وهكذا ورد عن سيدي ابي بكر
٢٤٢
الصديق رضي الله تعالى عنه حين اكل طعاما ذا شبهة لم يدربه ثم بعد
ذلك علم بشبهته فاستقاءه وقالما معناه اللهملا تواخذنيبما امتصته العروق
ومن ذلك ما حدثني به اخونا الشيخ علي افندي عن والده سيدنا الشيخ
رشيد افندي الميقاني ذلك المرشد الكامل الذي شهرته تغني عنالاطناب
وذلك انه طلب مني ومن الشيخ محمد الرافعي ومن الشيخ محمد الجسر
ومأمون العاقبة فتوجهنا الى سراية الحكومة على قصد الشفاعة وإذ نحن
عند الدخول وقف الشيخ محمد وقال لي وللشيخ محمود الى اي شيء جتنا
نحن الى هنا قلنا له لاجلمصلحة فلان وتوظيفه قال يكون ذلكالرجل
مثل سیدنا عمر بن عبد العزيزقلنا لا قال فاذنكل محرّم يرتكبه في وظيفته
يعود المه علينا ويسؤنا في ديننا وانا أقول لكم ان رقبتي رفيعة لا تتحمل مثل
هذه الاتقال فاذا صممنا على الشفاعة به فانا لا افعل ذلك وارجع من
هنا فقلنا له نحن على رايك ثم رجعنا عن ذلك العزم لانا وجدنا كلامه
هوعين الصواب في باب الورع وعددت ذلك مشيخة علي من الشيخ محمد
رحمه الله تعالى اه وهذه الحادثة تدل على ورع الشيخ رحمهالله تعالى وعن
كل ما يوهم الوقوع في الاثم وتدل على كمال الشيخ رشيد المذكور رحمهالله
وعده مشيخة عليه مع انه من اقرانه واكبر منه سنا وله شهرة في الارشاد في
بلادنا فرحمة الله تعالى على تلك الانفس الزكية والارواح الطاهرة ومن
ومن ذلك ما سمعته من والدتي كانت تتحدث به وانا صغير اعقل قالت
المطل من دارنا على طريق الزاوية من وراء الشعريه ففي المساء عند ما
دخل سيدي الشيخ الدار واجتمعت به قلت له يا سيدي اني طالما اسمع
بحضور مصطفى بك عندك في الزاوية ولم اعرف شخصه الا في هذه المرة
فقد نظرته من شباك الدار من وراء الشعرية فنظر الي رحمهالله تعالى
مغضباً وقال لي يا فلانة أتحسبين ان نظر المرأة الى الرجل الاجنبي يباج
شرعا ولا يعد ذنباً هذا ذنب منكِ يحتاج الى التوبة قوميفتوضأي وصلي
الله تعالى ركعتين سنة التوبة وتوبي الى الله تعالى من هذا الذنب ومن
العود الى مثله فقمت وفعلت ما امرني به اه وكانت تذكر هذه الواقعة
عند نهي النساء عن النظر الى الاجانب وهذا من الشيخ رحمهالله تعالى
يدل على تمسكه بحدود الشريعة المطهرة ومنع نظرالنساء الى الاجانب هو
باب الورع المعتمد عند بعضهم لاسيما عند خوف الفتنة وخصوصاً في
ولا يشكل باذنه صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها أن تنظر
إلى الحبشة الذينكانوا يلعبون بالحراب كما ورد في الحديث فان العلماء
الاعلام ذكروا لذلك تاويلات حسنة ترفع الاشكال وما يحضرني منها
٢٣٤
انه صلى الله تعالى وسلم انما اذن لها ان تنظر الى لعب الحبشة المباح لا الى
ملازمين للشيخ رحمهالله تعالى من ان عادته اذا جأته امرأة وطلبت منه
ان يرقيها ان لا يضع يده على شيء منجسدها ولومنفوق ستار بل اما ان
يشير اليها اشارة وإما ان يضع عكازه على محل ألمها ويرقيها وهذا ايضا من
ان الشيخ رحمهالله تعالى قد عرض عليه حاكم قبرص أن يكون شيخ
شيئًا من مال الحكومة فامتنع الشيخ من قبول ذلك اشد الامتناع حتى
غضب الحاكم المذكور وجرى له ما جرى كما نقلت ذلك عن لسان محمد
اغا الانجا فارجع اليه ان شئت ومن ذلك ما نقلته لك ايضا من حادثة
الولد المصروع ابن علي باشا وزيرالاوقاف في الاستانة وشفائه على يد
الشيخ رحمه الله تعالى وعرض والده عليه هدية مقدار خمسة عشر الف
قرش وامتناعه رحمه الله تعالى عن اخذها ثم اخذه منها خمسمائة قرش بعد
اللجاج عليه وتفريقها على الفقراء وعرض الباشا المذكورعليه بعد ذلك
في الاستانة وامتناعه من قبول ذلك ايضاً فهذه مشيخة التكية القادرية
الحادثة والتي قبلها تدلان على ورع الشيخ رحمه الله تعالى وزهده في الدنيا
ويسلك فيهاطريق الورع والاستقامة ولا يدخل عليه شيئًا من اموالها الا
وانا اتمم شرائها ولا تتحمل لذلك ثقلة فقال له الشيخ ذلكفسعى هو با تمام
شراء دارنا التي هي سكننا الى الان وهي تحتوي على ثلاثة مخادع واحد منها
قطعة جنينة صغيرة وهي التي تقدم لك ان يوسف باشا حاكم طرابلس
ان يصلح المدرسة الرجبية التيكانت آيلة للخراب وهي التي تجاه دارنا
فاصلحها وتقدم لك ايضا اني ببركة الشيخ قد يسرالله تعالى لي عمارة منزل
في تلك الجنينة يجتمع فيه اخواننا الخلوتية لاداء وظيفة طريقتنا الخلوتية
من الاذكار وقراءة الصلوات الدرديرية ولا تظن يا اخي ان امتناع الشيخ
رحمهالله تعالى عن الفنيةكان لقلة ذات يده فانه رحمه الله تعالىكان
مفتوحا عليه بالدنيا ولكنه كان من اشد الناس زهدا فيها على ما يظهر
من احواله فكان المال يأتي اليه عفوا وهو يوزعه على الفقراء والمستحقين
وكثيراً ما حدثت عنه بمثل ذلك مما يضيق عنه هذا الكتاب وقد حدثني
احد اخواننا وهو الشيخ مصطفى كريمة وهو في قيد الحياة ان الشيخ رحمه الله
في اثناء حديث يناسب ذلك تعالى قال له مرة بعد مجيئه من الاستانة
لمال
ن يا مصطفى والله العظيم لو قبلت ما كان يرد علي في الاستانة ما
وجمعته لكان يملأ دكانك هذه من الدراهم ولا يذهب عليك ان الشيخ
رجل عالم ظاهر العدالة لا يقدم على الحلف بالله تعالى كاذباً ولا يجازف في
ذلك وهو غير مكره على الحلف واقول قد حدثني المرحوم الشيخ عبد الله
بحقه فلم امتنع عن قبول ذلك هذا الامتناع واظن ان هذا الخاطرورد
الي بعد وفاته رحمهالله تعالى ودسائس النفس ادق من ذلك ثم خطرلي
واختار لذريته السبيل الأقوم وضن بهم عن خزي الدنيا وعذاب جهنم
وذلك أنه وإن ضبط هو نفسه عن التدنس بتلك الاموال فقد جرت
العادة ان مثل هذه الوظائف تنتقل الى اولاد الرجل من بعده في اغلب
وتخلص من تبعتها ومن العذاب الأليم فجزاه الله تعالى عني احسن ما جازى
والدا عن ولده ورحمه الله تعالى رحمة واسعة وجمعني به تحت لواء سيد
المرسلين اللهم امين ومن ذلك ما كان يحدثني به عي الشيخ مصطفى رحمه
الله تعالى مرارا ويقول لم نزل ساكنين في دور الاجرة حتي جاء والدك من
الاستانة متزوجاً وانا ايضاً تزوجت وصارلنا اولاد فصرت اطلب منه ان
يشتري لنا دارًا نسكنها ونكتفي مؤنة الانتقالكل سنة من دارالى أخرى
بعيالنا واقول له انا صرنا عائلةكبيرة نحتاج الى دار تغنينا عن هذا الانتقال
وهو يمتنع عن ذلك ويقول لي الذي تكفل بنا يتكفل بعيالنا واولادنا
فلما اعجزني ذلك منه اتيت الى ابي محمود زهرة من أعيان بلدتناوله محبة مع
الشيخ قوية فحدثته بهذه القضية وشكوت اليه الاثقال التيتعترينا بالانتقال
بذلك
والزمته ان يلج على الشيخ بشراء دار فجاء اليه ولم يزل به حتى سمح
افندي ابن مولانا الشيخ رشيد افندي الميقاتي عند رجوعه من سفره الى
اعرف من بلدتكم الشيخ محمد الجسر حينماكان في الاستانة هنا وإني منذ
نشأتي وانا انتقد المشايخ الذين يردون الى الاستانه فقلمارايت شيخاصاحب
حال يردها الا ويخرج منها على خسران الا الشيخ محمد الجسر فانه دخلها
وخرج منها وهو رائج لم يتدنّس من حطامها بما يحط من حاله اه يعني ان
باموالهم وزخارفهم ولا تخفى فتن الدنيا التي هناك ومن المعلوم ان ميل
صاحب الحال لهذه الزخارف ينقص حاله او يذهبه وقد شهد هذا الوزير
القديم بان الشيخ رحمه الله تعالى لم يميل الى تلك الزخارف فخرج رابحاً
فرحمه الله تعالى رحمة واسعة وقد بلغنى ان بعض بكوات عكار وهب
الشيخ بستانين في قرى عكارفوهبها رحمه الله تعالى الى بعض اخوانه ولم
يبقها على ملكه وقد حدثني سيدنا الشيخ عبد الرزاق نجل مولانا الشيخ
محمود الرافعي رحمه الله تعالى انهكان يحضر درسا عند الشيخ رحمه الله
هناك ان البعض يقول لي اقتن لولدك من بعدك وانا لا اريد ذلك فان
ولدي ان نشأ نقيا فانالله سبحانه وتعالى لا يحوجه الا اليه سبحانه وإن
معصية الله تعالى اه فانظر يا اخي الى هذا الاتكال والتسليم وانقياد الهوى
۲۴۸
الى ما جاء به رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وهوكمال الايمان كماجاء
في الحديث الشريف انه لا يكمل ايمان المرء حتى يكون هواه تابعاً لما جاء
به صلىالله تعالى عليه وسلم والشيخ رحمهالله تعالى قد سلك سبيل الاتكال
والتجنب عما يريبه من خوف اعانة ولده على معصية الله تعالى بما يقتنيه له
كل ذلك عملاً بالسنة المطهرة واخلاقها الكريمة على صاحبها افضل
الصلاة والتسليم وخالف هوى النفسالذي يبعث المرء على الفنية لذريته
ىلله
ويقول محرّر هذا الكتاب اني بفضاللله تعالى وبمدد رسول الله صلا
تعالى عليه وسلم وببركة اتكال الشيخ والدي رحمهالله تعالى وتسليمه لمولاه
رزقي ورزق عيالي سهلاً حلالاً ان شاء الله تعالى ولم يطرأ على في مدة
عمري ضيق في المعيشة ولم تزل معيشتيكفافًاكما طلب ذلك رسول الله
صلى الله تعالى عليه وسلم لآله الكرام رضي الله تعالى عنهم وكذلك عمي
الشيخ مصطفى رحمهالله تعالى في مدة قيامه بامرالعائلة ايام صغري وزمن
مادة المعيشة فالحمد لله علىنعمائه واسأله سبحانه وتعالى ان لا يسلب عناما
به تفضل ويحفظ علينا جميع نعمه ولا سيما نعمة الايمان انه مفيض الخير
والاحساناللهم امين هذا وقد ذكر بعض من تكلم على اخلاق القوم أن
بعضهم يقتني لاولاده من بعده وإن ذلك منه غيرة على جناب الحق سبحانه
ان تضطرب قلوبهم بعد وفاته اذا لم يجدوا شيئاً بين ايديهم من حطام
الدنيا فيسيؤوا الظن به تعالى في أمر معيشتهم فلدفع هذا المحذور يقتني
٢٢٩
ذلك العارف لهم ما يقتني وهذا لا ينافي اتكاله على مولاه في شان ذريته من
بعده فتلخص من جميع ما تقدم ان للقوم في امر القنية للذرية منهجين منهج
من لا يقتني اتكا لا عليه تعالى وتسليماً ومنهج من يقنني غيرة عليه تعالى من
خاطر يخطر في قلوب ذريته ولا يبعد ان يقال وغيرة على الذرية ايضا ان
تسى ظنها بمولاها ولكل وجهة هو موليها وكل من المنهجين حميد في بابه
فصل
ابيات شعرية
فيما وجدته للشيخ رحمه الله تعالى من كتابات علمية او
اعلم انه قد بلغني ان للشيخ رحمه الله تعالى تأليفا جمعه عند ماكان
هناك ولكنني بحثت عن ذلك التأليف فلم احظ به لكن كثيرا ما ارى له
كتابات علمية على بعض الكتب التي وجدت في مكتبته صدرها في علوم
شتى من فنون شرعية وعربية تدل على ان له باعاً في تلك العلوم وملكة
بعد بها في صف العلماء الاعلام ونقل تلك الكتاباب هنا يؤدي الى
وجدت له رحمهاللهتعالى ثلاث قصائد اثنتان منها فيمدح شيخه سيدنا الشيخ
احمد الصاوي ابي الارشاد والثالثة في مدح سيدنا الشيخ حسين الدجاني
فان قول الشعر لايعد منقبة لمثل الشيخ رحمه الله تعالى وان عد كمالاً
٢٤٠
عند علماء الظاهر وقد تقدم لك ان امثال هولاء الاعيان لاعناية لهم
في شغل شاغل من تكميل انفسهم يتنميق الالفاظ وتنسيق الاسباع فانهم
كان العلماء الاعلام من الفقهاء لا يرتقي شعرهم غالبا الى درجة سامية عند
يكنون عن انحطاط شعرهم بقولهم هذا شعر فقيه وحتى صح للارجاني ان
في فن الفقه والشعرحيث قال انا افقه الشعراء واشعر يتمدح بارتقائه
الفقهاء فعدم ارتقاء شعر العارفين يكون اولى بالمعذرة ولا يشكل عليك
ارتقاء شعر سيدي عمر بن الفارض وسيدي عبد الغني النابلسي رضي الله
تعالى عنها وأمثالهما فان كلامنا في الغالب الكثير والله اعلم وقد ذكرت
هنا قصيدة واحدة من اللتين قالهما الشيخ في مدح سيدنا الشيخ الصاوي
الله تعالى عنه وتركت الاخرى لمقصد حميد فاقول القصيدة الاولى
ضي
وملاذي سيدي الشيخ محمد الجسريمدح بها حضرة الاستاذ سيدي الشيخ
احمد الصاوي الخلوتي نفعنا الله بهم اجمعين ورقاهما اعلا المراتب امين
وقد حذفت منها بعض ابيات لم تستقم لي كتابتها واظنها مغلوطة او
ذلك وهي
لغير
رأى بعيان فصدق من تره انكنت خفاشا ضياء الشمس لم
17
٢٤٢
احمدا ببيان تسمى ذاك الذي مذ فاق اهل الحمد طرا قد
مغلوطة من ابيات لم اسمح بحذفها القصيدة الثانية وهي التي امتدح الشيخ
بها اخاه فيالله تعالى سيدنا الشيخ حسين الدجاني رحمهاالله تعالى وقد
قدمت لك اني طلبت مرثية سيدنا الدجاني المذكور التي رثى بها والدي
من ولده اخينا الشيخ محمد افندي ابي السعادات القاطن الآن في دمشق
الله تعالى وارسل معها قصيدة من نظم والده جواب قصيدة والدي وهذا
وفي مجموعة الوالد يعني والده سيدنا الدجاني ما نصه وقدكتب لهالفاضل
الكامل والعالم العامل السيد الشيخ محمد الجسر الطرابلسي يسر الله امره
الى والدي رحمهالله تعالى فهو هذا يقول بعد المطلع في ابيات سلك فيها
وقد حذفت منها بعض ابيات ايضًا اقتصارًا على ما يناسب هذا الكتاب
هذا وقد صرح هذا المولى بثبوت نسب الشيخ والدي رحمه الله تعالى وانه
من سلالة السيد الاعظم صلىالله تعالى عليه وسلم حيث قال يا بضعة
المختار ان هواكم الي آخرالابيات الثلاث وقد قدمت لك انه اشار الى
ذلك ايضاً في مرثيته المتقدمة التي رثى بها والدي ومثل هذا الاستاذ العالم
الفقيه الصوفي لا يظن به أنه يجازف في مدحه ويتسب الى المصطفى صلى
٢٤٥
الله تعالى عليه وسلم من لم يكن من سلالته الطاهرة مع علمه ان ذلك حرام
قد مر بك أن سيدنا الشيخ عبد القادرابا رباح وسيدنا الشيخ حسن نجل
سيدنا الشيخ سليم الدجاني رحمهم الله تعالى قد صرحا في نظمها الذي سيفي
رثاء الشيخ رحمه الله تعالى بنسبته ايضا الى هذا النسب الطاهر وناهيك
بهما من عالمين فاضلين ببعدكل البعد ان تتجرأ على الله تعالى وعلى رسوله
عليه الصلاة والسلام ويصرحا هذا التصريح بدون استناد على دليل يسوغ
لهما ذلك وعلىكل فاني ارجوالله تعالى ان يكون ذلك هو الحق وطبق
اتحفنا بمدد رسولك المصطفى وحبيبك المجتبي صلي الله تعالى عليه وسلم
وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحابته الذين شادوا الدين والحمد لله رب
الحنفي الخلوتي رحمه الله تعالى رحمة واسعة واسكنه فسيح جنانه وتغمده
رما
الاحسان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وقد تركتكثيا
عمیم
رويته من وقائعه رحمه الله تعالى اما لعدم ثقتي بالراوي لشهرته بضعف
واختلافكلام الناقلين فيها فلا يطمئن قلبي الى نقلها وإما لغير ذلك
على قدر الامكان وإن العهدة في ذلك على الناقلين فاني لم ادرك زمان
الشيخ رحمهالله تعالى فحكي حكم امثالي ممن لم يدرك زمنه رحمه اللهوارضاه والله
يجعل نيتي خالصة في جمعه ولا يحرمني واخواني من نفعه أنه جواد
كريم رؤوف رحيم وقد نجز تحريره ضحوة نهار الخميس السابع
العالمين
م
٢٤٧
ررحيم
ل حااله ال
بسم
يقول جامع هذه المناقب الفقيرالى الله تعالى حسين بن الشيخ محمد
بعد تمام تحريرها اردت عرضها على انظار الجسر رحمهالله تعالى اني
والمدح فانها لم تكن الا ترجمة رجل مجموعة من افواه الرواة بل
عنده من العلم في حقيقة حال الشيخ رحمهالله تعالى صاحب هذه المناقب
فيبين أكان مشهورًا بما ترجم به في هذا الكتاب حتى ان مجموع احواله
ذلك والرجاء ممن نقل عنه شيء من مناقبه وعزيت اليه روايته ان يظهر
الحقيقة فيما روي عنه بدون مراعاة خاطر وبغيرخجل ولهم في ذلك الفضل
حسين الجسر
الجزيل والثواب بتحقيق الحق والسلام
الفقيراليه سبحانه
١٣رجب سنة ١٣٠٥
٢٤٨
بسمالله الرحمنالرحيم
الحمد الذي اكرم اولياءه بالكرامات واطلع سرائرهم على خفايا الغيب
وعلى آله وصحه وعترته وحزبه اما بعد فقد اطلعت على هذا الكتاب
كراماتفرد الزمان
المستطاب المتحلى بالعجب العجاب من ذكر بعض
مفرادتها من افواه الثقاة ممن شاهد تلك الكرمات المنتقاه التي تناقلتها
اليهكان بركة هذا العصرعلما وعملاً وحالاً ومقالاً نفعنا الله تعالى ببركاته
وإعاد علينا وعلى المسلمين من نفحاته وورث شبله الموما اليه جميع اسراره
وجعله مظهر انوارهكما جعله وارث علومه ومعارفه وجامع رقائه ولطائفه
عليه ولم يوصل اليهم الامن اراد ان يوصله اليه ونشكرك على ما اوضحت
من تجليات عظمة الرحمن على موائد الشهود طعام الاحسان ونصلي ونسلم
فكان قاب قوسين اوادنى وعلى آله واصحابه الشاربين من عين اليقين
المتميزين في محبنه با على مقام التمكين اما بعد فاني قد نزهت فكري وروحت
الاحوال شيخنا الشيخ محمد الجسر تاليف ولده العالم العلامة العامل الشيخ
الشيخ رحمه الله تعالى ورضي عنه هي اشهر من ان تذكر واجل من ان تحصر
٢٥٠
وقد شاهدت بعضها بالعيان وبعضها سمعته ممن لا يشك بصدقه انسان
وجوده امين
الحمد لله تعالى الذي خص من شاء بما شاء والصلاة والسلام على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الاصفياء وبعد فقد تشرف نظر الفقير بما
حواه هذا الكتاب من بعض مناقب الاستاذ الجهبذ الهام والمرشد الكامل
الذي شاع فضله وبزغت شمسكراماته بعصره بين الانام مولانا الشيخ
محمد افندي الجسر افاض الله تعالى علينا والمسلمين من بركاته ومنحنا
السلوك على منهج الاستقامة والاقندا باهل الفلاح وسادته وما ادرج فيه
فهو من بعض مناقبة التي بلغت حد التواتر وكانت لاتحصى ومن فضائله
التي اشتهرت وكادت لا تستقصى اذكان نفعنا الله تعالى ببركاته سراجًا
وهاجا وسحابًا للرحمة بقطر العلوم تجاجًا اساله تعالى انيمدني بمدده
الشريف ويدرعلينا من فيض سره المنيف وان يجعل نجله جامعها العامل
101
الفاضل والجهبذ الكامل خير خلف وان ينفع المسلمين به كنفع السلف
بجاه سیدنا محمد افضل المرسلين صلىالله تعالى عليه وعلى اله وصحبه اجمعين
امين
والسلام على نبينا المصطفى سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد
الولي الكبير والعلم الشهير مورد العلوم اللدنيه ومنهج الاحكام الدينية احد
الاسناد عند الحاضروالباد نفعنا الله تعالى ببركاته واعاد علينا من فيوضاته
ونفحاته وجعل نجله الكامل والجهبذ الفاضل جامعا لمناقبه حاويا لاسراره
ومراتبه ولاغروان يحذوالفتى حذو والده انه على ما يشأ قدير وبالاجابة
جدير
بسامللهالرحمن الرحيم
وجعل قلوبهم محلاً لاسراره وأفقا تتجلى فيه شموس انواره وكشف لهم عن
عالم الملكون الحجاب فشاهدوا بعين البصيرة ما استتر منه وغاب والصلاة
آيات بينات السيد السند والنبي المسجد سيدنا محمد وعلى آله الذين
سلكوا منهجه القويم وصحابته الذين يهتدي بهم الى الصراط المستقيم ( اما بعد )
ومولانا السيد الشيخ محمد الجسرقدسالله سره الكريم وافاض علينا من
гор
بجرامداده العميم هذا واني ممن تشرف بالزمن الذيكان فيه وكنت اسمع
من مناقبه ما لا احصيه فلذلك بعد ان تشرف نظري بالاطلاع على هذه
المناقب الشريفة والكرامات المنيفة وجدتها شذرة من عقد نحر وفي الحقيقة
هي نقطة من بحرحدث عن البحريا هذا ولا عجبفانها مما تناقلتها الركبان
وتواترت في سائر البلدان حديثها مسلسل صحيح الاسناد لم يطعن فيه احد
من العباد اتفق اهل الملل على محبته منقادين لعظم ولايته فلله درجامعها
الاسد ولا غرة فان الشبل من ذاك الاسد متع الله تعالى الانام بطول
حياته وحفظ منكل سوء شريف ذاته فانه قد نسج على منوالوالده المشار
اليه وورث حلة الفضل التي اسبغتعليه وهذا ما لاخلاففيه فان الولد
سراابيه لازالتآيات فضله مسطرة على لوح الوجود نقرا ونعمالله تعالى
الحمد لله الذي من على عباد المومنين ببقاء الوراثة النبوية ونور
الاكوان با نوار اوليائه الكاملين حيث بزغت شمس تجلياته عليهم بافق
الاسرار المحمدية والصلاة والسلام على درة تاج الانبياء والمرسلين كعبة
٢٥٤
الامة الاحمدية أما بعد فقد تشرفت بمطالعة (نزهة الفكر) في مناقب حضرة
السيد الشيخ محمد الجسرقدس الله روحه ونور جدثه وضريحه فاحاديثه
مصابح الانوار وذاته قدس سره مشكاة العلوم والاسرار واثاره مشرقة
بالكمال وحماه مرتع لسوارح الطلب والآمال وإن ما رواه حضرة العلامة
الله
المفضال مولانا شبله الشيخ حسين افندي المولف لهذا الكتاب اطال
تعالى بقاه وإدام به النفع وابد علاه هو نقطة من بحره الزاخر أو قطرة من
وحططت رحلي على ماء سماحنه ومما من الله تعالى به عليّ مشاهدة انواره
سره واقفا في صحن الجامع الكبير منتظرًا ميل الشمس قبيل الظهرفجاء
دخل حرم الجامع وهو مسرور جدا من مشاهدة ذلك الوجه المنير وطالما
ان سيدي الوالد يذكر بعض مناقبه ويترنم بذكر مناقبه ومزاياه ومن جملة
۲۰۰
ما حدثنا به سيدي طاب ثراه انهكان في أيام ولاية الوزير يوسف باشا
لمنصبه فاجمع رائهم على ذلك فتوجهوا الى دار الوزيرالمشاراليه فبينما هم
في السلالم اذ سالهم الاستاذ الجسر رضيالله تعالى عنه كيف اعتمدتم على
الشفاعة في ارجاع الاغا الى منصبه فقالوا لا باس بذلك لانه عالم باحوال
الجسر قدس الله تعالى روحه الا انه قال لهم اذا نحن تشفعنا به وارجعه
المغايرة لرضاء الله تعالى فنحن المسؤلون بها يوم القيمة وقال لهم انه لايصيرعمر
ابن عبد العزيز فحينئذ وجد والدي قدس سره ان هذا هو الصواب
وجرى على هذه الطريقة الى ان لقي رب الارباب ودائما يقول ان الشيخ الجسر
على حضرة الشيخ الجسر قدس سره فانت اذا دققت الفكر في هذه المسالة
تجد ان الشيخ رضي الله تعالى عنه على جانب عظيم من اليقظة والنقو
والكرامة الا ان اولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون الذينآمنوا وكانوا
يتقون والحاصل ما رواه حضرة المولف شبله حفظه الله اروي معظمه من
طرق متعددة اتوسل الى الله تعالى ان يطيل بقاء الاستاذ المولف خليفة
المشار اليه ويديم به النفع للمسلمين ويحفظ له شبله سمي جده والحاصل
٢٥٦
الله تعالى المسلمين بحياته بجاه خاتم الرسل الكرام عليه وعليهم أفضل
متع
الصلاة واتمالسلام
الحمد للهوالصلاة والسلام على سيدنا محمد اشرف خلق الله وعلىآله
واصحابه اجمعين أما بعد فقد تشرف نظري بالاطلاع على بعض هذا
نقيب اشراف طرابلس شام رحمه الله تعالى يحدثني عن احوال ذلك
الاستاذ بما يعد مناكيد الكرامات واعظم الآيات الدالة على علومقامه تند
الله تعالى وبلوغه مرتبته في الولاية الرفيعة المنار ومن أعظمكراماته رضي
٢٥٧
الله عنه ما هو مشاهد لدينا نصب الاعين من حسن سيرة ولده صاحب
الفضيلة الشيخ حسين افندي الجسر جامع هذه المناقبفالولد سرابيه فانه
هلله للدين واهله ما زال ناهجاً نهج والده من افادة الطالبين وإرشاد
حفظ ا
المريدين وإحكام رابطة الوفاق بين طائفة الموحدين فالله يحرسه ويبقيه
امين
يا من عليه المعول وهو في الباطن ظاهر وفي الآخر اول احمدك
حمد من رجع بك من ليل جمعه الى صبح فرقه وايدته بالكرامات فازعن
كل منكر لولائه وحقه فهدى بك اليك ودل الحائرين عليك واصلي
واسلم على صاحب الخلافة الكبرى والولاية العظمى والمقام الاسمى معنى
اله وراث اسراره واصحابه المتطورين بشمائله واطواره وبعد فاني ( والله
IY
гол
الحقيقة كيف لا وانا الذي ترعرع جسمي في حضرة انسهم وانتشت روحي
لا تسلم بما ترى عنادا والاذن لا تصغىللناصح بما تسمع عنادًا والفم يريد ان
يطفئ نور الله ويابى الله الا ان يتم نوره وينشر في مظاهراسماء وصفات
ذاته العلية ظهوره فلا ابالي بعد هذا بمنكر او مجود اومنافق اوحسود قد
طبعه وتعالى وما علم ان مظاهر الوجود بيده سبحانه وتعالى هوالذي ايد
مطايا الحب واسرى بهم على براق الشوق الى حرم الحرمة والقرب ثم عرج
مراقى السعادة الى منازل الحسنى وزيادة ولما وصلوا وبحضرته بهم على
اتصلواكشف لهم الحجاب وروق لهم الشرابوفتح لهم الباب وقال لهم مرحبا
وطابت ذكرًا وتناقلها الرواة عصرًا فعصرًا حضرة النقي النقي والعارف
الصفي الذي جرت مناقبه مجرى الامثال جسر اهل الطريقة الغارف
مولانا الشيخ محمد الشهير بابي الاحوال روح الله روحه في علبين وسقاه
=
في مقعد الصدق شراب وصله المعين وقد التقط منها نجله الحسين در
بل جواهر بلكواكب تهتدي بضيائها العين وجمع ذلك في كتاب سماه
السقم ولا حولا وإذ بهذا الكتاب ضاءت شمسه مع بعض الاحباب فلم
انظره وقتئذ بل جعلته نحو رأسي من شدة ما الاقي من الالم واقاسي ولما
انلج الصباح ولاح بغرة غزالته الفلاح وجدت المرض على شفا وقلت
حصل ببركةكرامات ابي الاحوال لنا الشفا وقد حسن لي في ذلك المقام
حباه الله فضلاً لايحد قد في كرامات الامام الجسر من
ثم اني وددتُ استقصاء مرويات هذا الكتاب المنسوب الى عليّ ذاك
الجناب الكريم المهاب ولكن لضيق الزمان لم يكن لمطالعة جميعها امكان
وصلى الله على خير الامة وكاشف دجى الظلمة وعلى آله من بعده وصبحه
آمين
على السنتهم ماجرت بهالاقدار وقويتهم بما وهبتهم من عين اليقين فتساوى
عندهم المستقبل وما هو واقع في الحين خرقوا الحجب فخرقت لهم العادات
نجوم افلاك الهداية وآله اهل الوقاية والعناية وبعد فقد سرحت طرفي في
نزهة الفكر الثاقب المتزينة بذرة من بديع المناقب فاذا هي نجمة من سماء
الايام والليال وصهباء أنس ابدعها الرحمن لنشوة الالباب وشمس رشد
اذا جاز تيار المعارف بالجسر فلا عجب فيمن علا هامة العلا
جمع شبله منشورها من أفواه الثقات في عصرنا لتتشنف بها اسماع من
والجر عرفان حقيق بها الجسر جواهر اوصاف يرق لها البحر
فلله ما أهدى لنا ذلك النشر ونفحة أنس طيب القلب عرفها
فلله در هذا الهمام الذي قصد نفع الامة فانه عند ذكر الصالحين تنزل
الرحمة بابه اقتدي عدى في الكرم ومن يشابه ابه فما ظلم فله الحمد على ما
خص قطرنا بهذا النورالمتسلسل فانه ما انتقل صاحبه الا وشبله به متكلل
ارضعته المعالي ثديها وحضتنه المعارف في حجرها فعلا كاهل المجد طفلاً
وحيته السيادة باهلاً وسهلاً فهوالغيث الذي طالما احبى قلوب المريدين
٢٦٢
الآفاق والدواء الذيلأدواء القلوب ترياق نفعنا الله الكريم بآثارهم واعاد
كان
يوم تبدل الارض غيرالارض والسموات بحرمة المظلل بالغمام الذي
امين
الحمد للهالذي روح ارواح محبيه بنسيم انسه فارشدوا المريدين بنور
هديه الى حظيرة قدسه ورفع عنهم حجب الاستار فاضاءت لهم مصابيح
والصلاة والسلام على مركز لواء المعارف المستظل بظلهكل ولي وعارف
وعلىآله واصحابه نجوم سماء الهدى والتابعين ومن يهديهم اهتدى اما بعد
فقد اطلقت طرفي بحديقة اللطائف اللطيفة ونزهت فكري بنزهة الفكر
المنيفة المتزينة بمناقب سيدنا ابي الاحوال الفرد الكامل في الرجال ولي
٢٦٢
الله الكبير المجمع على فضله الشهير الشيخ محمد الجسر روح
الله بنسيم الوصال
روحه وامطر من صيب الرحمة ضريحه التي صاغ عقد درها واحكم نسنج
بردها نجله الفاضل العظيم القدر الشيخ حسين افندي الجسر عن الرواة
الموثوقين الذين هم لما اخبروا به كانوا مشاهدين ومع هذا مناقب الاستاذ
مراقي الفخرحتى صارغرة في جبهة هذا العصر بجاه سيدنا محمد يترقى في
امين
بسم
الله الرحمن الرحيم
محمد وعلىآله واصحابه اجمعين وعلى التابعين لهم باحسان الى يوم الدين
أما بعد فأني باطلاعي على هذه المناقب المدعوة بنزهة الفكر في مناقب
سيدي ابي الاحوال الشيخ محمد الجسر قد تمثل لدي ماكان في خزائن
٢٦٤
الأذهان في عالم الاعيان وشاهدت أنه نظم في سلك البيان ماكان منشورا
من لؤلؤ ومرجان فأني منذ ميطت عني التمائم ونيطت بي العمائم وعقلت
في ديارنا ذكر بدرر مناقب ذلك الولي الكبير والعلم الشهير ولا يجري
ذكرها بوجه الندرة كانت لكرامات غيره مؤيدة ومتممه حتى ان
فكري جزم بتواتر مجموعها التواتر المعنوي المعتبر عند علماء الاصول وان
كان بعضه بلغ التواترالحقيقي في نظر العقول ثم لما اسعدني الحظ بزيارة
اقامتي ورحيلي وسيدي واستاذي ومنعليه بعد الله اعتمادي شبل صاحب
هذه المناقب الجامع اشتاتها والناظم شذراتها عامله الله بأحسانه وافاض
تلحضرة
عليه من غيوثعرفانهكنت اسمع من اهل تلكالبلاد مناقبوكراماا
الشيخ يضيق عنها رحب التعداد كانت قد جرت له رحمهالله تعالى ايام
فكان مؤيدا لما نشئت على سماعه منسكان بلادي وزادني في حقيقة حال
حضرة الشيخ اعتقادًا على اعتقادي فحررت هذه الاسطر بيانا لحقيقة الحال
لا قصدًا للاحاطة بمناقب ابي الاحوال قدس الله تعالى سره العزيز وإعاد
علينا من بركاته وبركات عباد الله الصالحين وصلىالله على سيدنا محمد
وجوده امين
بسم
اللهالرحمن الرحيم
وطريق فهم بقربه منعمون وعلى ابواب حضرته العلية واقفون اتحفهم
بالكرامة وانزلهم دار الكرامة وصلاة وسلاماً على سيدنا محمد قطب دائرة
طريقته أما بعد فقد تشرفت بهذا الكرامات البهية المنسوبة لسيدنا ابي
المرضية الماثورة الجامع بين العلم والولايه والمفرغ عليه من مولاه عز وجل
لا يطفى ابقى الله تعالى جامعها خزانة المعارف وريحانة اللطائف وامدنا
بسا
ملله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي اطلع بسماء المعالي شموس الارشاد وهدى بها من
محبوب وفاضل وبعد فقد تشنفت الآذان بماطاب سمعه وجل في النفوس
وقعه من وقائع ابي الاحوال الشيخ الشهير والاستاذ الكبير فلسنا اهلا
للتشرف ببليغ مديحه اذ مدح الشيوخ من اهل العلم المعاصرين جاء من
من الحق بصريحه فنفع الله الانام بالجامع لتلك المناقب وجعله المنهل لا علا
السلالةالطاهرة
ومما قاله صاحب الرشادة ومعدن السيادة فخر
امين
الحمد لله واهب الفضل عميم الاحسان والصلوة والسلام على سيدنا محمد
صفوة الخلق سيد ولد عدنان وعلى اله شموس الهدايه بدور العرفان الذين
عليهم ولاهم يحزنون اما بعد فاني قد سرحت طرفي وناظري لاخوف
الاحوال الشيخ محمد الجسر روحالله روحه ونور ضريحه وهي اشهر من ان
والبلاد نفعنا الله ببركاته وإعاد علينا من فيوضاته ونفحاته وورث شبله
جميع اسراره وجعله مظهر انواره بجاه خاتم الانبياء والرسل الكرام عليه
امين
بسمالله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فاني اطلعت على هذه المناقب المجموعة
جملة ذلك ما نقله جامعها شبل الاستاذ المومى اليه حضرة فخر العلماء
سطرها لا اشك في ذلك ولا ارتاب وهي مما لا يقبل التأويل ومثلها اكثر
منان يحصىمما ينقله الصادقون عن الاستاذ الاكرم نفعنا الله بدده وإعاد
امين
محمد وعلى آله وصحبه اجمعيناما بعد فقد اطلعت على هذا الكتاب المؤلف
ولده سيدي واستاذي السيد الشيخ حسين الجسر فسررت غاية المسرة
الرحمة بتلاوتها على ممر الزمان واني بحسبطلب مؤلفها ان ابين ما عندي
من العلم في احوال الشيخ قدس سره اقول أنالمناقب التي نقلها عني في هذا
تعالى ان يمدنا والمؤلف بمدد الاستاذ والده ومدد اهل الطريق ورجال
الازهري الشاذلي
واعرضوا عما سواك اعتمادًا عليك فقطعت عنهم السنة المنكرين وكفيتهم
المهدين
اما بعد فقد تم طبع هذا الكتاب البديع الاشارة الرشيق العبارة
المسمى بنزهة الفكر في مناقب مولانا الشيخ محمد الجسرجمع ولده العالم
العلامة الفاضل والجهبذ المحقق الكامل النقي النقي الشيخ حسين افندي
الجسر على ذمة ملتزمه الشهم الهمام الافخم السيد حسن محمد الفرق
الطرابلسي ولما اشرق بدرتمامه وفاح مسك خنامه قلت مقراً له نظما
١٣٠٦ سنة
3000
VETVED
NOVUM MANTVM
DEISVB NV
MINE VIGET
Res thr
tor oug
ed h
a gra fro
nt m
VETVS& TESTA-
NOVVM MENTVM
DE E
L- S VMIN -VIGE
PRINCETON
UNIVERSITY
LIBRARY
Princeton University Library
32101 077792578