Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 282

This is a reproduction of a library book that was digitized

by Google as part of an ongoing effort to preserve the


information in books and make it universally accessible.

https://books.google.com
PRINCETON U.

32101 077792578
‫‪0.0.0.0.0.000.000.000‬‬
‫‪al. Jisr, Husayn‬‬‫‪3ibn Muḥammad‬‬
‫‪30‬‬

‫‪Nuzhat al- fikr‬‬

‫ك‬
‫تاب‬

‫نزهة الفكر في مناقب مولانا العارف‬

‫بالله تعالى قطب زمانه وغوث اوانه‬

‫الشيخ محمد الجسر تأليف ولده‬

‫العالم العلامةوالجهبذ الفهامة‬

‫صاحب الفضيلةوالرشاد‬

‫الشيخ حسين افندي‬

‫ردام الله النفع‬


‫الجس ا‬

‫به امین‬

‫‪130007‬‬
‫‪10.0.0.0.0‬‬

‫( حق اعادة طبعه محفوظة )‬

‫طبع في المطبعة الادبية في بيروت سنة ‪١٢٠٦‬‬

‫‪00,000,000.0010.10.0.0.0.0.0.0.0‬‬
‫فهرست نزهة الفكر‬

‫بيان سبب جمع هذه المناقب والمقصود منها وبيان الاقتداء بمن‬
‫‪۰۱۷‬‬

‫ترجم نفسه من العلماء الاعلام‬

‫‪ - ۰۲۱‬بيان ان الكون لا يخلومن الاولياء حسبما اخبربه اهل الكشف‬

‫والمعرفة والرد على من ينكروجود الاولياء في هذه الازمنة‬

‫بيانكيفية نقل وقائع الشيخ وبيان انها شهيرة حتى ان مجموعهاكالمتواتر‬

‫بیان ماكان يرد على خاطرجامع هذه المناقب قبل ان يتحقق حال الشيخ‬

‫) ما توارد على جامعها من الروايات التي حققت عنده حال‬


‫بيان‬
‫‪۲۳‬‬

‫الشيخ ورفعت الشبهة التيكانت تعرض له‬

‫بيان ما يلتزمه جامعها من نقلكلام الناقلين اخبارالشيخ بفحواه‬

‫وانه لا ينقل الا ما سمعه لكن بتاديته بعبارة عربية عوض الكلام‬

‫العامي التي نقلت له بعض الوقائع به‬

‫رجاء جامعها العفو والصفح اذا وقع منه خطأ ونصيحنه لاخوانه‬
‫‪Го‬‬

‫بالتسليم لكرامات الاولياء كما هومذهب اهل السنة والجماعة‬

‫بيان مماايرويه جامعها من حالنسب الشيخ وما تحقق عنده في ذلك‬ ‫‪٢٦‬‬

‫بيان مولد الشيخ وتحقيق مدة عمره وما وجده والده حين الحمل‬
‫‪۲۸‬‬
‫به وتفرس بعض العلماء بشانه‬

‫لطلب العلم الشريف‬


‫ذهاب الشيخ الى المجاورة في الازهر‬ ‫‪٢٩‬‬

‫تحرير مدة أقامة الشيخ في مصرللمجاورة وسلوك الطريقة الخلوتية‬ ‫‪٢٠‬‬


‫ذكراسماء بعض مشايخ الشيخ في العلم والطريق‬ ‫‪۱‬‬

‫ما توقعللشيخ في درس شيخه الكتبي مما يدل على حسن مستقبله‬ ‫‪۳۱‬‬

‫صورة كتاب منالشيخ الكتبي من مكة إلى الشيخ وهو في البلادالشامية‬ ‫‪٣٢‬‬

‫صورة اجازة الشيخ محمد الكتبي للشيخ بسند الشيخ الامير‬ ‫‪٣٤‬‬

‫‪۳۵‬‬
‫صورة اجازة له بسند الشيخ الطحطاوي‬ ‫‪٣٥‬‬

‫صورة اجازة من ابن حفيد الشيخ عبد الغني النابلسي بمؤلفاتجده‬


‫‪۳۷‬‬

‫المذكور للشيخ محنويه على تعداد اسماء تلك المولفات‬

‫بيان سلوك الشيخ الطريقة الخلوتية على يد سيدنا الشيخ احمد‬


‫‪٤٥‬‬

‫الصاوي وإقامتهخليفة فيها‬

‫‪٤٦‬‬
‫صورة اجازة سيدنا الشيخ الصاوي للشيخ بالطريقة الخلوتية‬

‫في البلاد‬ ‫بيان السبب في امتناع الشيخ عن اعطاء عهد الاحد‬

‫الشامية والتزامه تربية الاخوان الذين يأخذ عليهم العهد الخلوتي‬

‫‪·65‬‬
‫سيدنا الشيخ محمود الرافعي‬
‫‪19AS‬‬

‫بيان ان العهد قد اخذ على الشيخ وعلى جامعالمناقب ان لا يزاد على‬

‫ورد الشيخ الدردير قدس سره شيء وبيانكيفية زيادة الابيات‬ ‫‪٥٤‬‬

‫الخمسة في اخرمنظومة الشيخ الدردير‬

‫‪٥٦‬‬
‫صورة اجازة الشيخ وخلافته بالطريقة الرفاعية‬

‫رلى طرابلسوكيفية اشتغاله بالعلمعند ذلك‬


‫بيانمحييالشيخ من مص ا‬ ‫‪٥٩‬‬

‫الكلام على ماكان مبشرا به الشيخ وإن عليه انظاراحد عشر وليا‬ ‫‪٦٠‬‬

‫‪٦٣‬‬
‫الباعث على معاودة اشتغاله بالطريق وطروء الجذب عليه‬

‫‪2271‬‬

‫‪-507633‬‬
‫‪146‬‬
‫‪W‬‬
‫احوال الشيخ التيكانت ترد عليه حالجذبه‬ ‫‪٦٣‬‬

‫شرح تلك الاحوال وتوجيهها نقلاً عن شرح تائية الصفدي للشيخ علوان‬ ‫‪٦٤‬‬

‫توجیه احوال اخرىكانت ترد على الشيخ ايام جذبه‬ ‫‪٦٦‬‬

‫بيان السبب فيكشف بعض المجاذيب عوراتهم‬ ‫‪77‬‬

‫ذهاب الشيخ الى بلاد الفتوح واقامته في بيت دجن ثلاث سنين‬
‫‪٦٧‬‬

‫ا والمكان الذيكان يختلي فيه‬

‫نشر الشيخ وسيدنا الشيخ محمود الرافعي الطريقة الخلوتية في البلاد‬


‫‪٦٧‬‬

‫الشامية وإقامة الخلائف في تلك الطريقة في اماكن متعددة‬

‫وصفجمعية اهل صيدا ومحبتهمالسيخين‬ ‫‪٦٨‬‬

‫مداومة الشيخين على زيارة البلاد المقدسةكل عام وكثير من‬


‫‪٦٩‬‬

‫اخوانها اوستمدادهم الفتوح من تلك الزيارة‬

‫‪Y.‬‬
‫حمل الشيخين الهدايا الى فقراء بلاد القدس‬

‫بيان الواقعة التيكانت ابتدا امداد سيدنا الشيخ محمود الرافعي‬


‫‪۷۱‬‬

‫لسيدنا الشيخ محي الدين الفاخوري‬

‫ذهاب الشيخين من طرابلس الى قبرص ثم الى الاستانة بعد دخول‬


‫‪۷۲‬‬

‫ابراهيم باشا المصري الى البلاد الشامية وبيان السبب في ذلك‬

‫حلف الشيخ أنه لا يدخل البلاد الشامية حتى يخرج ابراهيم باشا‬
‫‪۷۳‬‬
‫ا منها وكان الامركذلك‬

‫تزوج الشيخ في الاستانة وعدد ما رزق من الاولاد‬ ‫‪٧٤‬‬

‫‪Yo‬‬
‫نسب حرم الشيخ رحمهاالله تعالى‬
‫بيان مناقب الشيخ اجمالاً وتنويعكراماته الى انواع ووقائعه الى‬

‫انواع وعدد الفصول في ذلك‬

‫‪۷۸‬‬
‫تحرير كيفية نقل جامع الكتاب المناقب الشيخ رحمهالله تعالى‬

‫فصل فيما حدث للشيخ من الوقائع قبل تسلط الحكومة المصرية‬


‫‪۷۸‬‬

‫على البلاد الشامية‬

‫كان يرد عليه ايام سلوكه‬


‫مكاشفة الشيخ على الشيخ ابي رباح فيما‬
‫‪۷۸‬‬

‫الطريق عن ابي رباح‬

‫مكاشفة الشيخ بانالمحاصرين لطرابلس ينهزمون عنها قريبا وكلامه‬


‫‪YɅ‬‬

‫علي ان لهخدمة باطنيةفي البلدة‬

‫بياناستمداد الشيخ من سيدنا الرفاعي قدس سره حتى اطاعتهالافاعي‬

‫الفرق بين ما يفعله الحواة في أمرالحيات وتصرف الاولياء في ذلك‬ ‫‪٨١‬‬

‫ذلك فيما بعدان‬‫طلبه مناحد بني علم الدين خمسماية قرش وظهور سر‬
‫‪۸۱‬‬

‫الطلب لدفع مصادرة واردة عليه من والي عكا عنالسيد ديبالزين‬

‫فصل في وقائع حدث من الشيخ في مدة وجود الحكومة المصرية‬


‫‪۸۳‬‬

‫في البلاد الشامية‬

‫انلمجذوب والاشارة منها الي ما سيحدث‬


‫واقعة للشيخ مع الشيخ علوا‬
‫‪۸۳‬‬

‫في مدة الحكومة المصرية‬

‫اشارة الشيخ الكشفية الى الحادثة التي قتل فيهاكثير من اعيان‬


‫‪٨٤‬‬

‫طرابلس في مدة الحكومة المصرية وتسمية المقتولين وهي شهيرة‬

‫اشارة اخرىكشفية لتلكالحادثة واشاربها الى ابتلاء بعض الاعيان بها‬ ‫‪۸۰‬‬
‫اختفاء الشيخ ومن معه عن أعين الطالبين لهم من جانب‬
‫‪٨٦‬‬

‫الحكومة المصرية‬

‫ايضا حادثة نظيرها حتى رأه الطالبون كانه غاصفي النهر‬

‫‪М‬‬
‫نفوذ دعوة الشيخ فيمن أساء الادب معه‬

‫اشارته الكشفية وهو في قبرص الى شنق من اهاج حادثة القتلى‬ ‫‪٨٩‬‬

‫وهوفي طرابلس‬

‫قول الشيخ لاخيه نعم يبعث الله لي من مالطة رغماً عن انفك‬


‫‪۹۰‬‬

‫ا ونفوذ ذلك وهي تحتوي علىكشف وتصرف‬

‫المرض البه‬
‫تصرفه فيمن آذى احد الطرابلسيين بنقل‬ ‫‪۹۲‬‬

‫الجوابعنالاشكالبانتقال المرض وهو عرض من جسم الى جسم‬ ‫‪٠٩٣‬‬

‫تبشيره لاحد من يلوذ به بوظيفة بالباسه جبته حينما شكا اليه من‬
‫‪٩٤‬‬

‫ا يتعدى عليه‬

‫اغاثتهمن ناداهمن المسافرينفي البحرعندمااشتد عليهم النوء وخشوا الغرق‬

‫ارساله فروة من قبرس الى طرابلس لوالدته وضربه للفروة‬

‫بالعكاز وقوله لها اطلعي فحدث انالمركب غرق ولم ينج منه الا‬

‫الفروة والذي ارسلت معه‬

‫حادثة ابي خليل اباظه حينما سقاه من القصبة وصاريراها في نومه‬ ‫‪۹۹‬‬

‫ا تضربه وهذا هو سبب سلوكه الطريق‬

‫حادثته معالشريف عبد المطلب ورؤيا الشريف حضرة جده عليه‬

‫السلام وايصائه بالشيخ‬


‫‪Y‬‬

‫ارساله بعض تلامذته لرقية بعض اعيان الاستانة وهيه له ان‬ ‫‪۱۰۲‬‬

‫باخذ شيئا وما حدث لذلك التلميذ بعد ذلك‬

‫رقيته لاحد اولاد الوزراء وهو مصروع وما يتبع ذلك مما يدل على‬

‫ا تصرفه وزهده وورعه‬

‫‪ ١٠٥‬امتناعه عن قبول مشيخة التكية القادرية في الاستانة‬

‫مكاشفته بالبلاء النازل عليه في يده وما وقع للطبيب الذي‬


‫‪۱۰‬‬
‫‪1 ۰‬‬

‫اساء معه الادب عند الدرويش علي‬

‫واقعة الدرويش علي حبيب جده مع الشيخ حسن الشالح وهي‬ ‫‪۱۰۷‬‬

‫اتحتوي على مكاشفة للشيخ وملاحظة اولاده بالتربية‬

‫ترجمة الشيخ حسن الشالح والكلام على حال الملاماتية‬ ‫‪۱۱۰‬‬

‫مكاشفته على بعض بني العطار من الشام واخباره بانه مستقبله في مصلحته ما هو‬ ‫‪۱۱۰‬‬

‫امره لبعض تلامذته ان يخطب بخروج الحكومة المصرية من‬


‫لاا‬

‫بر الشام ونفوذ ذلك باقرب وقت‬

‫نصبه الراية على باب منزله في الاستانة وقوله لطبيب العساكر‬

‫‪۱۱۲‬‬
‫الشاهانية الذي جاء يودعه اني نصبت لك راية لاجل السفرالى‬ ‫‪١١٢‬‬

‫الشام ونفوذ ذلك قريباً بخروج الحكومة المصرية منة‬

‫فصل في وقائعحدثت للشيخ رحمهالله تعالى بعد مجيئه من الاستانة‬


‫‪۱۱۳‬‬

‫وخروج الحكومة المصرية من بر الشام‬

‫حادثة الشيخ احمد عبد الجليل حينما ضربه على رجله المصابة‬
‫‪۱۱۳‬‬

‫بالمرض العضال وشفائه عقيب ذلك‬


‫‪人‬‬

‫اشارته للشيخ عبد الرزاقالرافعي بانه يتزوج ابنتهونفوذ ذلكبعدسنين‬ ‫‪١١٤‬‬

‫( مكاشفته على ما حدث للحاج عثمان علم الدين من الغرق في بحر‬ ‫كل‬
‫‪118‬‬

‫السويس عند ولده الحاج عبد القادر علم الدين‬

‫‪ ۱۱‬فصلفي الوقائعالتي رويتعنالشيخ ولم يتعينلها تاريخ وهياكثر وقائعه‬

‫تبشيره للسيد مصطفى المنلا بتفريجكربه وتوسله إلى الله بذلك‬


‫‪117‬‬

‫ونفوذكلامه طبق ما قالعنالسيد مصطفى المذكور وبعضأولاده‬

‫واقعة اخرى مع السيد مصطفى المنلا ودعاؤه له بما هو خيرفي‬


‫‪۱۱۸‬‬
‫شانه ونفوذ ذلك‬

‫مكاشفته على ما سيحدث للحاج عبدالله الفرق من المرض باشارة‬ ‫‪۱۱۹‬‬

‫على سبيل المزاح وما اجراه بعد ذلك في معالجته‬

‫انتقال المرض بتصرفه من رجل لاخر وتوجيه ذلك بان ليس‬ ‫‪۱۲۰‬‬

‫من بابانتقال العرض حقيقة عن الشيخ احمد العمر‬

‫امتناع الجراد عنالسقوطفياراضي برقائلمدة وجود الشيخ فيها عن‬


‫‪۱۲۱‬‬

‫رناداته لاحداخوانه وسماعه له منمسافة خمس ساعات‬


‫الشيخاحمد العمم‬

‫تصرفه برجل اعطاه عكازه وقالله ارمحفجعل يركض ذهابًا وإيابًا‬ ‫دلا‬

‫قسرا عنه وذلك لاعتراضه عليه في نفسه وفيها مكاشفة وتصرف‬

‫مكاشفته على امراة تخصه حين قرات اورادًا ليس لها استطاعة‬
‫‪١٢٤‬‬
‫بقرائتها عند محمد بيك المحمد‬

‫قوله للشيخ نجيب الزعبي اني ارى في هذا الحائط مزاهرمعلقة الخ‬
‫هلا‬

‫رلى ماآل اليه امرولده فيما بعد منالاشتغال بالطريق‬


‫يشيا‬
‫تبشيره لمصطفى افندي الحكيم بالغني ومكاشفته عليه بامرحدث‬
‫‪١٢٦‬‬

‫عن ثلاثين سنة‬ ‫امعه بعد ما ينوف‬

‫شحاذته على اخيه لاجل درويشين سلبتهما اللصوص امتعتها وهي‬


‫‪۱۲۷‬‬

‫من اللطائف‬

‫واقعة أخرى نظيرها‬ ‫‪۱۳۸‬‬

‫واقعته مع اخيه حين اساء معه الادب وتصرفه بتربيته‬ ‫‪۱۳۰‬‬

‫واقعة اخرى مع اخيه حين فرقالهدية المرسلة اليه واعترضه اخوه‬


‫‪۱۳۱‬‬

‫وقال له هلينزل اليكبقفة فقال نعم رغما عن انفك ونفوذ ذلك‬

‫حادثة نظيرها وجدتفي بعض الكتبحدثت لبعض اهلالاتكال‬ ‫‪۱۳۲‬‬

‫واقعة لطيفة حينما طلب منه أخوه أن يعلمه صنعة الكيمياء‬ ‫‪۱۳۳‬‬

‫حادثة مصطفى اغا الأظن حينما حبس لاجل اموال اميرية عليه‬
‫‪١٣٤‬‬

‫وتصرف الشيخ باحضارحاكم البلدة عنده ليكلمه في الافراج عنه‬

‫الدفتردار‬ ‫حادثة اسماعيل افندي المقدم واخيه امين افندي مع‬


‫‪١٣٦‬‬

‫الذياراداضرار هما وصلاته عليه صلاة الغائب وهلاكه عقيبذلك‬

‫واقعتان مع يوسف باشا تدلان على ورع الشيخ وزهده في الدنيا‬

‫الاولى في عرض يوسف باشا تقديم مضبطة بطلب معاش الشيخ‬ ‫‪۱۳۸‬‬

‫من بيت المال والشيخ امتنع عن ذلك‬

‫الثانية عرض يوسف باشاعلى الشيخ انيعمر‬


‫له في داره فامتنععنذلك‬ ‫‪۱۳۹‬‬

‫حادثة اسماعيل افندي عندما طلب براءة في اراضي علما وما‬


‫‪١٤٠‬‬

‫ا جرى له في ذلك مع الشيخ وهي من الوقائع المستغربة‬


‫‪1.‬‬

‫اخذ الله تعالى من أساء معه الادب‬ ‫‪١٤١‬‬

‫تصرفه بنقل المرض من عدة اشخاص في بيت اسماعيل افندي الى‬


‫‪١٤٢‬‬

‫ا رجلآخر دفعت له صدفة‬

‫نقله السعال منه الى الشيخ سليمان البطاوي عندما البسه عمامته‬ ‫‪١٤٣‬‬

‫حادثة اخرى نظيرها‬ ‫‪١٤٤‬‬

‫ما حدث لشقيقته عند ماطلبت منه منديلاً كان على جبينه وقال‬ ‫‪١٤٥‬‬

‫الهاان فيه حمله‬

‫احساسه باخواته عند ما ترا عليهن عادة النساء‬ ‫‪١٤٦‬‬

‫دفع الاشكال بما يحدث معه من قربالنساء الحيض منة‬ ‫‪١٤٧‬‬

‫مكاشفته على ضمير شقيقته‬ ‫‪١٤٧‬‬

‫مكاشفته على ضميرالسيد حسن الزين عنالمذكور‬ ‫‪١٤٨‬‬

‫مكاشفته على ضمير‬


‫ابي يوسف الفرق عن المذكور‬ ‫‪١٤٨‬‬

‫واقعته معشقيقته الكبيرة حين تسلط عليها الجن وتصرفه بصرفهم عنها‬ ‫‪١٤٩‬‬

‫كرامته بوجود البركة في الطعام القليل حتىكفى الكثير عن‬


‫‪101‬‬

‫الشيخ محمد ابي جياب من يافا‬

‫‪101‬‬
‫مكاشفته على طلب عائلة بيت الشيخ ابي رباح وتسخير قلب احد المسكين له‬

‫تله له في هذه الليلة بكذا‬


‫عل‬‫دعاؤه لاسماعيل افندي المقدم أن يبا‬
‫‪۱۰۲‬‬

‫ويضعه تحت وسادته ونفوذ ذلك عن اسماعيل افندي وولده‬

‫مكاشفته على من اراد امتحانه فحضرالى حلقة الذكر‬ ‫‪١٥٤‬‬

‫اشارته الكشفية الى ابي حسن شاكرالبيروتي بما يعين له ولرفقته‬ ‫‪001‬‬

‫ا الوالي وهي من اللطائف‬


‫مكاشفته على بعض من حضر عنده وقت طرو الحال عليه‬ ‫‪١٥٦‬‬

‫ما كان يجربه مع السيد اسعد المنلاحتى ينفق بضاعنه عن السيد‬


‫‪101‬‬

‫اسعد المذكور‬

‫نظيرها مع الشيخ عبدالله رشيد‬ ‫‪158‬‬

‫تحمله الم الطلق عن جارته التي استجارت به‬ ‫‪١٥٩‬‬

‫ما اشاربه من الكشف عما سيقع لابنة سيدنا الشيخ سليم الدجاني‬
‫‪١٦٠‬‬

‫حرم أبي رباح‬

‫نفندي سليم الدجاني منقبرسإلى يافا‬


‫صورةكتابارسله الىحسا‬

‫‪171‬‬
‫وهوكتاب محتو على تنميقات ادبية تدل على ان للشيخ يدا في فن‬

‫الآداب وقد اخذ منه حسن افندي بشاره‬

‫مكاشفته على الشيخ أبي رباح في بعض ما حدث له‬ ‫‪١٦٧‬‬

‫مكاشفته على الرويا التي راها الشيخ ابو النصرأن أهل الطريق‬ ‫‪١٦٨‬‬
‫البسوه خلعة‬

‫مكاشفته على من حضرعنده جنباً‬ ‫‪١٦٨‬‬

‫مكاشفته على ما توقع للحاج محمود المجذوب وهوفي صيدا واغاثته‬

‫له في شأنشقيقته المريضة‬ ‫‪١٦٩‬‬

‫تصرفه بالحاج بكري حنيتاولمجذوب عند ما اباح بما لم يؤذن به‬ ‫‪۱۷۰‬‬

‫وضع ظهره على ظهرآخر وقوله له اعطيتك ولدا وتوجيه ذلك‬


‫‪۱۷۲‬‬

‫علىالوجه المعقول‬

‫اشارته الكشفية الى تزوج ولده بنتاحداخوانه ونفوذ ذلك بعد سنين‬ ‫‪۱۷۳‬‬
‫لا‬

‫ثلاث حوادثتشتملعلىكشف وبشارة منقوله عن نقولا بيك‬


‫‪۱۷۳‬‬

‫نوفل احد اعيان المسيحيين‬

‫كتابته تميمة لرجل مريض فشفي وهي من‬


‫اللطائف‬ ‫‪١٧٦‬‬

‫تصرفه بحرمه عند ما خرجت من دارها في غيبته في السفر‬


‫‪۱۷۷‬‬
‫وحضرت عرسا‬

‫حادثته مع صالح افندي السلكا وتبشيره له بتوظيفة في دير القمر‬


‫‪IYA‬‬

‫وما جرى له بعد ذلك عن حسبي اغاسيس‬

‫وقائع للشيخ رحمهالله تعالى عند قرب وفاته‬


‫فصل في ذكر‬ ‫‪۱۸۱‬‬

‫قوله لحرمه قبيل سفرة وفاته يا فلانة ان لي بيتا في اللد يشيرالى‬


‫‪۱۸۲‬‬
‫قبره هناك‬

‫طلبه من الله تعالى ان ياخذه اليه ليخلص من اثقال العالم ونفوذ‬


‫‪۱۸۲‬‬

‫ذلك في تلك السنة عن الحاج محمد الدبوس‬

‫قوله عند وداعه لولده في سفرة وفاته اودعتك عند من لا تخيب‬


‫‪1^J‬‬

‫عنده الودائع‬

‫مداومته في سفرة وفاته على تلاوة قوله تعالى وليخشى الذين الاية‬ ‫‪۱۸۲‬‬

‫ما أشاربه في سفرة وفاته في بيروت الى قرب اجله عن السيد‬


‫‪۱۸۳‬‬

‫عبدالله المطرجي‬

‫ما اشاربه الى ذلك فيكلامه مع ابي خليل اباظه في صيدا‬ ‫‪۱۸۳‬‬

‫ما اشاربه الى ذلكعند وصوله الى يافا وقوله للشيخ الدجاني بانه‬
‫‪۱۸۳‬‬

‫ا يتصرف بالشخص الذي يريد تزوج زوجته من بعده‬


‫الاشكال بانه كيف يكره تزوج زوجته من بعده وهو جائزشرعاً‬
‫‪١٨٤‬‬

‫والجواب عن ذلك‬

‫خطابه للشيخ الدجاني عند وصوله الى يافا وانه لا يرضى الابان‬
‫‪١٨٥‬‬

‫يكون لولده ماكان له منالمقام عن المطرجي‬

‫صلاته على نفسه صلاة الجنازة في مقام الشيخ العجمي خارج يافا‬
‫‪117‬‬

‫ا عن السيد عبدالله المطرجي‬

‫ما اشاربه ايضا الى قرب اجله في استحسانتخميس الشيخ ابي رباح‬
‫‪۱۸۷‬‬

‫الابيات ابن ادهم عن مجموعة للشيخ ابي رباح بخطه‬

‫ما اجراه عند دخوله اللد من الاشارات الكشفية الى قرب اجله‬ ‫‪۱۹۰‬‬

‫ا وان مدفنه هناك‬

‫دعوته اخوانه الى طعام وضعه في الموضع الذي دفن فيه فيما بعد‬
‫‪۱۹۰‬‬

‫ا وطلبة قراءة الفاتحة لروحه‬

‫مكاشفته على ضمير احد اهالي بيت عور حين خطرله تمني دفنه‬
‫‪۱۹۱‬‬

‫عندهم اذا كان اجله قريباً‬

‫الجواب عنالاشكال بانه لا يعلم الغيابلا الله تعالى فكتب لهم‬


‫‪۱۹۱‬‬

‫قرب اجله ومحل قبره‬

‫كتابته لخليفته الشيخ محمد ديب وطلبه له من الاستانة ليحضروفاته‬ ‫‪۱۹۲‬‬

‫رؤية عبدالله الادلبي للشيخ داخلاًعليه في مخزنه في بلاد الانكليز‬ ‫‪۱۹۳‬‬

‫يوم وفاته في اللد‬


‫‪١٤‬‬

‫ما ظهرله من الكرامة بعد وفاته من طوافه بحامليه على مقامات‬


‫‪۱۹۳‬‬

‫الاولياء في اللد وخارجها‬

‫ما جرى بين اهل اللد واهل الرملة من المخاصمة في دفنه‬ ‫‪١٩٤‬‬

‫توجيه تلك الكرامة وهي طوافه بجامليه على المقامات‬ ‫‪١٩٥‬‬

‫ما ظهر له من الكرامة وهوموضوع على فراشه بعد وفاته‬ ‫‪١٩٦‬‬

‫رؤية الشيخ ابي رباح له يوم السابع منوفاته واقفا بجانبه في حلقة‬
‫‪١٩٦‬‬

‫الذكر وتوجيه ذلك‬

‫رؤية شقيقه له عند زيارته قبره بعد عام من وفاته‬ ‫‪۱۹۷‬‬

‫تاريخ وفاته وما جرى عند ذلك منقولاً عن كثيرين‬ ‫‪۱۹۸‬‬

‫‪5..‬‬
‫ذكرالمراثي التي رثي بها الشيخ رحمه الله تعالى من العلماء الاعلام‬ ‫‪٢٠٠‬‬

‫لال‬
‫شرح ما اشتملت عليه تلك المراثي مما يدل على نسب الشيخ ويشير‬

‫الى بعض مناقبه‬

‫الاشكال بانهكيف ساء الشيخ يتم ولده وهو من اهل الاتكال‬ ‫‪٢١٤‬‬

‫والجوابعن ذلك‬

‫‪ ٢١٥‬مما اشاارليه الشيخابورباحفي مرثية ان الشيخ مبشربالشفاعة بسبعينالفا‬

‫ماكان يطلبه الشيخ من اصحاب المقامات النبوية في البلاد‬


‫‪۲۱۸‬‬

‫القدسية بلسان الحال‬

‫اشارة الشيخ الى مدة بقاء سيدنا الشيخ محمود الرافعي بعده‬ ‫‪٢١٩‬‬

‫عند‬
‫فصل في مناقب حدثت للشيخ بعد وفاته تدل على كرامته‬
‫‪۲۱۹‬‬

‫مولاه وبعضها منالمرائي الصادقة‬


‫‪·10‬‬

‫حادثة الرجل العكاوي الذي قدم الى الشيخ بعد وفاته شكوى‬
‫‪۲۱۹‬‬

‫حاله وتفريجالله تعالى كربه‬

‫واقعة المرأة التي جاءت الى مقامه وشكت اليه سرقة دجاجتها‬
‫‪٢٢١‬‬

‫فرأته في النوم ودلها عليها‬

‫لمسيحييلنلشيخيأمره بانكانيكرم اخاه عندماكان معسراً‬


‫‪ ٢٢١‬رؤيا بعاض‬

‫رؤيا صالح أفندي السلكا نظير الرؤيا السابقة‬ ‫‪٢٢٢‬‬

‫فصل في كلمات قالها الشيخ في حال حياته ونفذت بعد مماته‬


‫‪٢٢٣‬‬

‫ابكثير منالسنين‬

‫‪ ) ٢٢٣‬بشارته لدرويش افندي الشنبور بانه يصيرصاحب جاه في بلده‬

‫يخدمها‬
‫أو‬

‫قوله لحرمه بيني وبينك عشرسنوات‬ ‫‪٢٢٤‬‬

‫قوله لحرمه انك ترين أهلك ثم نفذكلامه بعد ست عشرة سنة‬ ‫‪٢٢٤‬‬

‫ما قاله لابن شقيقته ان ولدي يكون في مقامي وانت تحت يده‬
‫‪٢٢٥‬‬

‫ا ونفوذ ذلك بليلة واحدة‬

‫قوله ان السلطان عبد المجيد لايجمع عساكر من البلاد الشامية‬


‫‪٢٢٦‬‬

‫الا مرة واحدة ونفوذ ذلك‬

‫مكاشفته على مستقبل الشيخ ابي رباح في جميع ما سيحصل له‬ ‫‪٢٣٧‬‬

‫تفسيره رؤيا لبعض الاعيان في فتنة جبل لبنان وظهور الامر‬


‫‪۲۲۷‬‬

‫طبق تفسيره بعد سنين‬


‫‪١٦‬‬

‫ما اشار به للشيخ عبد الباسط الفاخوري في فتنة لبنانودمشق‬

‫‪، ٢٢٨‬‬
‫ومجيء المراكب الفرنساوية الى بيروت ونفوذ ذلك بعد سنين‬

‫عن الشيخ عبد الباسط افندي المذكور‬

‫فصلفيما اتصف به الشيخ منالاوصافالحميدة والاخلاق المرضية‬ ‫‪۱۳۹‬‬

‫عدة روايات من احواله تدل على ورعه وزهده وتقواه والتزامه منهج‬

‫‪ - ٢٣۹‬الشرع الشريف وإتكاله على مولاه في شأن ذريته ومحافظته على‬

‫مکارم الاخلاق‬

‫الكلام على مشارب القوم في امرالقنية لذريتهم‬ ‫‪۲۳۸‬‬

‫فصل فيما وجد للشيخ من الكتابات العلمية والابيات الشعرية‬ ‫‪٢٣٩‬‬

‫بيان الحامل على ذكر شيء من شعره وإن الشعر ليس منقبة‬
‫‪۲۳۹‬‬

‫الارباب القلوب‬

‫قصيدته في مدح شيخه سيدنا الشيخ احمد الصاوي‬ ‫‪٢٤٠‬‬

‫قصيدته في مدح سيدنا الشيخ حسين الدجاني‬ ‫‪٢٤٢‬‬

‫قصيدة الشيخ الدجاني في مدح الشيخ جواب قصيدته‬ ‫‪٢٤٣‬‬

‫تصريح الشيخ الدجاني بشرف الشيخ في النسب والكلام على ذلك‬ ‫‪٢٤٤‬‬

‫‪2000‬‬
‫‪۱۷‬‬

‫الرحيم‬
‫الحر‬
‫الله‬
‫بسم‬

‫وبه ثقتي‬

‫الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله‬

‫وصحبه اجمعين ‪ .‬وعلى التابعين له باحسان الى يوم الدين اما بعد فيقول‬

‫الفقير الحقير الموصوف بالعجز والتفصير حسين بن محمد الجسرالطرابلسي‬

‫لما كان من سنة العلماء الاعلام ترجمة العلماء العاملين‪.‬ونقل اخبار‬

‫الصالحين ‪ .‬استجلابا للرحمة بذكرهم وتقوية للايمان بشرح غامض سرهم ‪.‬‬

‫وتنشيطا لطالب الخير على الاقتداء بهم في التخلق بالاخلاق المحمديه‬

‫والسعي في سبيل الرشاد المبلغ للمقامات العليه ‪ .‬وتسلية للمصاب ‪ .‬بذكر‬

‫ما طرأ عليهم من الاوصاب فصبروا وغفروا ‪ .‬وبالله سبحانه وتعالى‬

‫انتصروا وعليه توكلوا ‪ .‬احببت ان اذكر في هذه الوريقات ترجمة سيدي‬

‫الوالد المرحوم المبرور الشيخ محمد الجسراقتداء باولئك الاعلام ‪.‬‬

‫واستحصالاً لتلك الثمرات العظام ‪ .‬لنفسي الحقيرة ولاخواني في الله تعالى‬

‫لاسيما منهم الذين لهم رابطة محبة مع سيدي الوالد المرحوم ولهم فيه حسن‬

‫اعتقاد فان ذل م‬
‫كما يوفرلهم هذه الثمرات ويجددها لهم بتكرار اخباره وتذكر‬

‫آثاره وقد عن لي ان اسمي هذا المجموع عند تمامه نزهة الفكر ‪ .‬في مناقب‬
‫‪١٨‬‬

‫الشيخ محمد الجسر‪ .‬فاسأله سبحانه وتعالى ان يوفقني للاتمام بجاه سيدنا‬

‫محمد عليه الصلاة والسلام ‪ .‬هذا وإن كنت لا أمن من دسيسة نفسية‬

‫بذكر مناقب والدي رحمه الله تعالى وتدوينها فان للنفس حظاً وافراً‬

‫بمدح سلفها النسبي ولكني ارجو الله سبحانه وتعالى من فضله وكرمه ان‬

‫يجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم خاليا عن تلك الدسميسة الخبيثة‬

‫في الله‬ ‫مقصوداً به تحصيل تلك الفوائد النفيسة النافعة لي ولاخواني‬

‫تعالى وإن يكون ذلك التدوين شكرًا له سبحانه بالتحدث بالنعمة المتي‬

‫انعم بها على والدي فكانت علي اكبر منة ارجو بها عناية الباري سبحانه‬

‫في شأني كما اشار الى هذا المعنى سبحانه وتعالى فيكتابه العزيز‬ ‫وتعالى‬

‫بقوله عز وجل وكان ابوهما صالحًا فاسأله تعالى ان يتفضل علي بانجاز‬

‫هذا الوعد الاشاري عاجلاً وآجلاً فاني اكبر محتاج للطفه وإحسانه‬

‫وفضله وامتنانه وهو سبحانه اكرم من يفي بوعده ويتفضل على عبده لاسيما‬

‫عبد حقير مثلي ليس له عمل يرجوه ولا علم نحوه وإذاكان كثير من العلماء‬

‫الاعلام ذكر وا مناقبهم في طبقاتهم تحدثا بنعمةالله سبحانه وتعالى عليهم‬

‫وتعريفا باحوالهم ليأخذ الناس عنهم العلم ويقتدوا بهم في الطريق فلا‬

‫حرج على فضل مولانا سبحانه وتعالى ان يجعل تدويني لمناقب والدي‬

‫رحمةالله تعالى في هذا المجموع تحدثا بنعمته سبحانه عليه وعلي وتعريفا‬

‫لحاله رحمهالله تعالى ليقتدى به وان يجعل نيتي خالصة ويثيبني على ذلك‬

‫بفضله وكرمه فالكل منه واليه فهوسبحانه خالق العمل ومخلص النية عن‬

‫الزلل ومعطي الثواب فضلاً ومنة واليه يرجع الامركله عليه توكلت واليه‬
‫‪١٩‬‬

‫انيب وممن ذكر وا مناقب انفسهم ودونوها تحدثا بالنعمة الشيخ الامام الفقيه‬

‫المحدث عبد الغافرالفارسي احد حفاظ الحديث والشيخ الامام العالم‬

‫العلامة العماد الكاتب الاصفهاني والشيخ الامام المقري الفقيه ياقوت‬

‫الحموي والشيخ الامام العالم العلامة لسان الدين ابن الخطيب والشيخ‬

‫العارف بالله تعالى ابو عبد الله القرشي وشيخه الشيخ العارف بالله تعالى ابو‬

‫الربيع المالقي والشيخ العارفبالله تعالى صفي الدين ابن ابي المنصور والشيخ‬

‫الامام المجتهد الزاهد ابو شامة والشيخ الامام المحدث الحافظ تقي الدين‬

‫الفارسي والشيخ الامام الورع الزاهد ابوحيان والشيخ الامام المحدث الحافظ‬

‫ابنحجر وتلميذه خاتمة الحفاظ في مصر الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه‬

‫الله تعالى فانه ذكر مناقب نفسه في طبقات الفقهاء وفي طبقات المحدثين‬

‫وفي طبقات المفسرين وفي طبقات النحاة وفي طبقات الصوفية وفي طبقات‬

‫المقرئين وقال في كتاب التحدث بالنعمة انما ذكرت مناقبي اقتداء بالسلف‬

‫الصالح وتعريفا بحالي في العلم ليأخذ الناس عني وتحدثا بنعمة الله عز‬

‫وجل لا افتخارًا على الاقران ولا طلبًا للدنيا ومناصبها وجاهها معاذ الله‬

‫تعالى ان اقصد ذلك واي قدر للدنيا حتى يطلب تحصيلها بما فيه ذهاب‬

‫الدين واللعنة والطرد عن حضرة الله تعالى وقد ظهر شيبي ومضى اطيب‬

‫عمري وعيشي ودنا رحيلي اه ‪ .‬نقله الشيخ عبد الوهاب الشعراني في اوائل‬

‫كتابه المسمى بلطائف المنن والاخلاق في بيان وجوب التحدث بنعمة‬

‫الله على الاطلاق الذي الفه في بيان جملة كثيرة من الاخلاق المحمدية‬

‫الشيخ‬
‫والنعم التي انعم الله تعالى بها عليه ثم قال بعد ما نقل ما تقدم عن‬
‫‪5.‬‬

‫السيوطي وكذلك اقول فلم اقصد بما ذكرته لك من الاخلاق في هذا‬

‫الكتاب الافتخار على الاقران معاذ الله ان اهدي الى حضرته تعالى كتاباً‬

‫مشتملاً على ما استحق به اللعنة والطرد هذا هو قصدي الآن وارجو من‬

‫الله تعالى دوام هذه النية الصالحة الى الممات وما ذلك على الله بعزيز‬

‫فاياك يا اخي ان تبادرالى الانكار على اولئك القوم الذين اقتديت بهم‬

‫او علي في ذكر مناقبي واخلاقي التي تفضل الله بها علي في هذا الكتاب‬

‫وغيره وتقول أنه ليس من الادب ان يذكر العبد مناقبه فيكتابه فان‬

‫ذلك جهل وسوء ظن بالعلماء والعارفين الذين ذكرناهم بل الواجب‬

‫عليك ان تحمل القوم على المحامل الحسنة كنحو انهم ما ذكروا لاخوانهم‬

‫شيئاً من مناقبهم واحوالهم الأ ليقتدوا بهم فيها هذا هو اللائق بمقامالعلماء‬

‫اه كلام سيدي الشعراني رحمه الله تعالى فاسأل الله تبارك وتعالى كما‬

‫خلص نيات هؤلاء الاعلام في مناقبهم ان يخلص نيتي في هذا التأليف ‪-‬‬

‫عن‬ ‫الذي اذكر فيه مناقب والدي رحمه الله تعالى وان يطهرها‬

‫الدسائس النفسية والخبائث الشيطانية وان يديم على ذلك بفضله‬

‫وكرمه أنه على ذلك قدير وبالاجابة جدير وما ذلك بعزيز هذا وما‬

‫يجب التنبيه عليه انه حيث كان من جل فوائد ذكرمناقب الشيخ‬

‫عه عسى‬
‫والدي رحمه الله تعالى وتدوينها اقتداءنا واتباعنا له في علمه وورع‬

‫الله تعالى ان يتفضل علينا بما تفضلعليه فالواجب علىكل من اطلع على‬

‫هذا الكتاب ان يجعله ميزانا يزن به احواله ويحاسب نفسه ويظهرلها‬

‫قصورها وبحثها على اتباع الشيخ في سيرته وانتهاج منهجه ولا يجعل ذلك‬
‫اد‬

‫ميزانا يزن به احوال غيره من مشائخ زمانه ويصير دأبه ان يقول عند‬

‫مطالعة مناقب الشيخ هكذا المشايخ يكونون وليسوا كمشائخ هذا الزمان‬

‫فانهم ليس عندهم من المشيخة الأ الاسم فلا اخلاق عندهم تشكر‪ .‬ولا‬
‫كرامات لديهم تذكر ‪ .‬وما دأبهم الاجمع الـ‬
‫والمشاححة عليها وامثال‬

‫هذا الكلام الذي طالما سمعته منكثيرين عندما يجري ذكر والدي‬

‫رحمهالله تعالى والتحدث باحواله فتراهم يحطون على مشائخ هذا الزمان‬

‫بامثال هذا الكلام ويقولون ما بقي في الكون مثل الشيخ الجسر بل‬

‫ما بقي احد يعنون من الاولياء ولوكان لرأيناه فتارة اسكت عن مجاوبتهم‬

‫الامورتقتضي سكوتي وتارة ارد عليهم بقولي ان هذه الامة المحمدية لا يزال‬

‫الخير فيها الى يوم القيامة وإن الكون لا يخلو عن الاولياء لا سيما منهم من‬

‫ربط الله سبحانه بهم تدبير هذا الكون على ما اقتضته حكمته الباهرة‬

‫كالقطب والامامين والاوتاد والابدال فانه لو فقد واحد منهم لاختل‬

‫نظامالعالم على ما دبر الحق سبحانه وتعالى كما ذكره سيدي الشعراني‬

‫وأمثاله حسبما اعطاهم ذلككشفهم الصادق وقولكم لوكان لرأيناه ليس‬

‫هذا ينهض دليلاً فانه لا يلزم من عدم الدليل عدم المدلولكما هو مقرّر‬

‫في محله لا سيما وانتم لم تستقصوا جميع العالم بالاختبار ولا اهل بلدكم بل‬

‫ولا اهل محلتكم ولو فرض وقوع ذلك الاستقصاء فالوقوف على بواطن‬

‫الخلق عسير جدا فالرجال صناديق مقفلة وكثيرًا ما يعسر انفتاحها او‬

‫يتعذر على ان الغالب في حال الاولياء الاحتجاب عن أمثالنا والتستر‬

‫بكل ما يمكن لا سيما منهم القطب رضيالله تعالى عنه فقد نقل الشيخ الشعراني‬
‫در‬

‫في اليواقيت والجواهر ان من شأنه الخفاء فتارة يكون حدادًا وتارة‬

‫تاجرًا وتارة يبيع الفولونحوذلك على انالمرشدين من الاوبياء الداعين‬

‫الخلق الى الحق وهم الذين يؤيدون بالكرامات لتقوية ايمان المريدين قد‬

‫يخفون في بعض الاوقات وذلك ان الشيخ الشعراني ذكر انه قد جرت‬

‫سنة الله تعالى في هؤلاء انهم كالرسل عليهم الصلاة والسلام فانهم ورثتهم‬

‫فتارة يظهرون للناس ويدعونهم الى سلوك سبيل الحق وتارة يحتجبون‬

‫عنهم كالفتن بين الرسل فلا يظهر منهم احد ولا تجدهم مؤيدين بكرامة‬

‫فهذا الزمان الذي نحن فيه هو بلا شك زمان فترة الاولياء والمرشدين‬

‫وخبره ينبيك عن خبره فعدم رؤيتنا لهم وظهورهم لنا لا يلزم منه عدم‬

‫وجود هم بلالأولى بنا ان نقول ان الكون لا يخلو عن اولياءالله تعالى ونحسن‬

‫الظن بمشايخ هذا الزمان ونومل لهم احوالهم بكل ما يمكن ونكل بواطنهم‬

‫للحقسبحانه ونجعل التحدث بمناقب الشيخ رحمه الله تعالى وامثاله ميزانا نزن‬

‫به احوالنا لا احوالهم فذلك أنفع لنا واسلم والله سبحانه وتعالى اعلم واياك‬

‫يا اخي انتظن بي اني أقصد في هذا الخطاب اخواني فقط وانما اول مقصود‬

‫به نفسي فانها اعظم مخالف مع ان اللائق بها ان تكون اول مقتف آثار‬

‫الشيخ رحمه الله تعالى اذ الانسان محبب اليه اقتفاءآثار والده بمقتضى‬

‫عادة الانفس البشرية وكذلككل ما ادعواليه اخواني في هذا الكتاب‬

‫فأول مقصود به نفسي فهي اعظم محتاج وافقر مضطر الى سلوك سبيل‬

‫المدى فاسأل الباري تعالى ان يوفقني انا واخواني لما فيه رضاه بجاه سيدنا‬

‫محمد مصطفاه عليه الصلاة والسلام ثم اعلم يا اخي ان غاية ما يحكيه‬


‫هلل‬

‫الانسان عن غيره بواسطة انما هو في الغالب الظن لا اليقين وفي الحديث‬

‫فليقل احسبه كذا او اظنهكذا ولا يزكى على الله احد اي لانه تعالى هو‬

‫اعلم بمن اتقى فغاية ما اذكره في هذا الكتاب عن والدي رحمه الله تعالى انما‬

‫هو الظن غالبًا وإنكانت بعض مناقبه نقلت الي على وجه يشبه التواتر‬

‫لسماعي لها من جم غفير من جهات متعددة وافراد متنوعة يؤمن توافقهم‬

‫علىالكذب واما مجموع احواله وانهكثيرًا ما اظها‬


‫رلله على يديه الكرامات‬

‫وانه كان على قدم مستقيم وحالة مرضية فهذا امرمتواتر بلا شك ولا ريب‬

‫كما ستعلمه باطلاعك على هذا الكتاب والاحاطة به ولا تتوهم يا اخي‬

‫ان الظن لا يعبأ به ولا يعتمد عليه فان احاديث الآحاد غاية ما تفيده‬

‫با نفرادها الظن وعليه يستنباطلمجتهدون فروع الشريعة المطهرة ولكن‬

‫ذلك الظنيقوى عندهم بقرائنودلائلحتى يصير قريبامناليقين وكذلك‬

‫ما نحن فيه فافهم وقدكنت في اول زمنتمييزي‬


‫للحقائق وجولان فكري في‬

‫امثال هذه الاحوال لا اجتمع غالبًا الا مع اخواننا الخلوتية الذينكانت‬

‫تربيتهم في الطريق على يد الشيخ والدي رحمه الله تعالى وداوموا على‬

‫الحضور الى محلنا ومحل سيدي الشيخ محمود الرافعي في اوقات قراءة الاوراد‬

‫وإقامة الاذكاب‬
‫رمعية اولاد سيدي الشيخ محمود المذكور ومعيـة عمي الشيخ‬

‫مصطفى فكنت اسمع منهم ذكر مناقب الشيخ رحمه الله تعالى واحواله التي‬

‫اختصه الله تعالى بها وما اظهره الله على يديه من الكرامات وما حصل له‬

‫من الكشف الصحيح فاقول في نفسي ان هولاء الاخوان لهم محبة وافرة مع‬

‫والذي ومحبتهم تخيل لهم في بعض الامور الاتفاقية انهاكرامات ويجدون‬


‫‪٢٤‬‬

‫كل شيء شاهدوه من الشيخ رحمه الله تعالى حسنًا وناهيك بعين الرضى‬

‫ولكني اكنتم هذه الخواطرعنهم واناقضهم في بعض المناقب التي يخبرون‬


‫بها عن الشيخ رحمه الله تعالى وادقق عليهم فيها واقول لهم لعل ذلككان ‪-‬‬

‫صدفة ولعل ذلككانكذا وكذا فلا يزدادون بهذا الكلام الأثباتا على‬

‫ما اخبروا به عنه رحمه الله تعالى ويكثرون الشواهد على اثبات احواله‬

‫وتشييد مناقبه رح ثم اني لماكبرت وخالطت اناساكثيرين من غير‬

‫اخواننا بل ممن لهم اقل اجتماع بالشيخ رحمه الله تعالى بل من المشهورين‬

‫بالانكار على اهل الطريق وسافرت إلى محلات كثيرة كترى عكار‬

‫وسواحل سوريا وبلاد القدس الشريف وقراها صرت اسمع من الذين‬

‫اجتمع معهم ممن ذكر ومن اهل تلك الاماكن ذكر كراماتواحوال وقعت‬

‫لهم مع الشيخ رحمه الله تعالى شاهدوها وسمعوها وتكررت على ابصارهم‬

‫واسماعهم حتى اني سمعت بعض احوال وكرامات للشيخ من بعض المسيحيين‬

‫اخبرني بها عن مشاهدة وسأذكرها فيما سيأتي وكان عند ما يحدثني بها‬

‫يكشف عن ذراعه ويقول لي يا فلان انظرالى شعرجسدي فقد اقشعرمن‬

‫تذكري امور الشيخ والدك‬

‫ثم يقول لي لا تظن يا فلان اني احدثك بذلك ولا اعتقده وتقول ان هذا‬

‫نصراني لا يعتقد في احوال المسلمين فوالله العظيم اني اعتقد انه كما يوجد‬

‫في بني اسرائيل انبياء يوجد في هذه الامة اولياء هذاكلامه معي والله اعلم‬

‫بحقيقة الامور فعند ورود جميع ما ذكرته لك على سمعي وتكرره من جميع‬

‫من تقدم ذكرهم مع اختلاف احوالهم ومشاربهم وبلادهم ومناسبات التحدث‬


‫‪Го‬‬

‫بذلك في صور لا يخيل للعقل منها ان الاخبار مفتعلة او مكذوبة كما‬

‫ستشاهد ذلك عند تفصيل اخبارالشيخرحمه الله تعالى منقولة عمن اخبرني‬

‫بها علمت حينئذ ان الشيخ كان على قدم عظيم وطريقة مستقيمة وانه كان‬

‫ممن أيده الله تعالى بالكرامات وتفضل عليه بالمقامات وارتفع الشك عني‬

‫وزال الريب مني ‪ .‬وايقنت ان اخواننا الخلوتية الذينكانوا يحدثونني عن‬

‫احوال الشيح في زمن صغري لم يكن ذلك منهم ميا لغة ولا بداعي المحبة‬

‫ونظرعين الرضى وإنما هم يخبرون بما شاهدوه واختبروه وعلىكل حال‬

‫فاني اذكرلك يا اخي في هذا الكتاب ما بلغني من مناقب الشيخ والدي‬

‫رحمةالله تعالى مع ملاحظة القرائن الدالة على صدق الخبر بقدر الامكان‬

‫والعهدة على الناقلين ولك علي عهد الله تعالى اني لا انقل لك الأ ما‬

‫سمعته وحدثت به وانا وانت في ذلك سواء فاني لم ادرك زمن الشيخ بل‬

‫توفي رحمه الله تعالى ولي من العمرتسعة اشهر ولتعلم ان نقلي لتلك الاخبار‬

‫وتسطيرها في هذا الكتاب هو فحوى ما حدثت به من المخبرين وملخص‬

‫المعنى لاخبارهم وليس هو بنفس الفاظهم فان ذلك عسير جدا لاسيما وغالب‬

‫المخبرين يحدثونني بالفاظ عامية اصطلاحية لا يخفى عسرتحريرها فلذلك‬

‫اعتمدت على تلخيص المعني بالفاظ من عندي تؤديه على قدر الامكان‬

‫فارجو الله تعالى ان لايؤاخذني فيما لو وقع منيخلل يوجب نقصاً اوزيادة لم‬

‫تكن باختياري ولم تتنبه لها افكاري وقد ابى الله العصمة اغبركتابه ورسوله‬

‫الاكرم صلى الله تعالى عليه وسلم هذا فان حسنت ظنك يا اخي واعتقدت‬

‫باحوال الشيخ رحمه الله تعالى فنرجو الله تعالى أن يكون لك في ذلك‬
‫‪٢٦‬‬

‫الخير العظيم وإن لم تعتقد ذلك فلا ضير على الشيخ ولا على هذا العاجز‬

‫بل ربماكان ضيرًا عليك والسلام هذا اذاكنت ممن يعتقدكرامات‬

‫الاولياء ويسلم باحوالهم معتنقا مذهب اهل السنة والجماعة واما اذاكنت‬

‫معتزلي المذهب شيعي الاعتقاد وتنكر كرامات الاولياء واحوالهم فليس لنا‬

‫كلام معك وانما المتكفل بالرد عليك هو الكتب الكلامية فهي التي ترغم‬

‫انفك وانف امثالك وتثبت حقيقةكرامات الاولياء بالبراهين القاطعة‬

‫والسلام على من اتبع الهدى وقد آن الشروع في ترجمة الشيخ رحمةالله‬

‫تعالى وذكر مناقبه فاقول هو الشيخ محمد بن الحاج مصطفى الجسر‬

‫الطرابلسي وقد سمعت من شقيقة الشيخ ان والده الحاج مصطفى من عائلة‬

‫في دمياط تسمى بيت المائي وانه رحمه الله تعالى حين ذهابه لاداء فرض‬

‫الحج مر على دمياط وقصد ان ياخذ صورة نسبه من العائلة المذكورة لانهم‬

‫اشراف فما وجد منهم في ذلك الوقت الا اولادًا صغارالا يمكن استحصال‬

‫صورة نسبه منهم اهكلامها ولم يصل الى معرفتي أول من انتقل من دمياط‬

‫وسكن طرابلس من آباء الشيخ ثم اني بناء على هذا الحديث الذي حدثتني‬

‫به شقيقة الشيخ اردت البحث عن حقيقته فاجتمعت في طرابلس مع بعض‬

‫اهل العلم من اهالي دمياط فسالته عن عائلة بيت المائي فاخبرني انه يوجد‬

‫في هذا التاريخ وإن كبيرعائلتهم توفي من سنين قليلة وكان‬ ‫منهم اناس‬

‫موجها عليه وظيفة جاويش العلماء وانه كان يتسم بعلامة الاشراف التي‬

‫تختص بهم حسب عوائد تلك البلاد ونسبتهم في الطريقة الى حضرة سيدي‬

‫احمد الرفاعي قدس الله سره العزيز اه ‪ .‬ثم عند اجتماعي بشيخنا الشيخ عبد‬
‫‪۲۷‬‬

‫القادرابي رباح الدجاني اليافي الذي كان معظم حضوره وتلقيه العلم عن‬

‫والدي عند اقامته في يافا رحمه الله تعالى وله عليه تربية الطريق حين‬

‫سلوكه ومجاهداتهكما اخبرني بذلك مراراً وقال لي يا ولدي لوخدمتك‬

‫مدة عمري ما كافئت ساعة من ساعات والدك معي فان والدك رحمه الله‬

‫تعالى قد عرفني ربي وكثيراً ما حدثني عن احوال الشيخ وكراماته وسياتي‬

‫منذلك فسالتهرحمه الله تعالى وقلت له يا سيدي‬ ‫لي في هذا المجموع شي‬

‫هل عندك علم من والدي في نسبه وهلكنت تفهم منه انه شريف منآل‬

‫البيت رضي الله تعالى عنهم‬


‫فقال لي يا ولدي الذي كنت افهمه من الشيخ‬

‫والدك رحمه الله تعالى انه شريف من آل البيت رضي الله عنهم اه ثم‬

‫وجدت في مرئية سيدنا الشيخ ابي رباح المذكور التي رثى بها والدي وسانقلها‬

‫لك في هذا الكتاب ما هو تصريح منه بالجزم بصحة نسبوالدي رحمه الله‬

‫تعالى واتصاله بسيد العالمين عليه الصلاة والسلام وذلك قوله في تعداد‬

‫مناقبه‬

‫محمد المصطفى الساقي اصهباء‬ ‫هذا ابن خيرعباد الله سيدنا‬

‫وكذلك قول الشيخ حسن سليم الدجاني في ابياته التي سترد عليك في‬

‫وصفالشيخ رحمه الله تعالى‬

‫نداهکمزن الغيث ان قيسا‬ ‫همی‬ ‫سليل خير الورى جسرالولا فلقد‬

‫ويبعد ان مثلهذين العالمين الكاملين يصرحان باتصال نسب الشيخ‬

‫برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم خبط عشواء من غيراستناد على‬

‫دليل فان ذلك شهادة واي شهادة وهل تثبت الانساب الا بشهادة‬
‫‪гл‬‬

‫والله اعلم بالحقيقة ثم ان اخاجدي كانخليفة في الطريقة الرفاعية‬


‫العدول‬

‫ويقيم وقتا رفاعيا فاجتمعت مع رجل من تلامذته يبلغ عمره ستين سنة‬

‫فسالته عن شيخه اخي جدي المذكور وعن انتسابه فاخبرني انهكان ينتسب‬

‫الى سيدنا الرفاعي رضي الله تعالى عنه طريقة ونسبا اه ومما يستانس به لهذا‬

‫به رفاعيا وله احتساب عظيم على‬


‫ان الشيخ والدي رحمه الله تعالىكان مشر‬

‫السيد الرفاعي رضي الله تعالى عنه وطالماكانيستنجد بهفي الشدائد فيجد‬

‫منه مددًا ظاهراكما سياتي ذكرشيء من ذلك ان شاء الله تعالى فهذا ما‬

‫بلغه علمي في نسب الشيخ رحمه الله تعالى وسنعود الى الكلام على ذلك‬

‫ايضاً في اخر الكتاب لمناسبة هناك والعلم عند الله سبحانه ولا يمكنني الجزم‬

‫وصحة الانتساب لحضرة النبي عليه الصلاة والسلام ولادا خوفا‬ ‫بالشرف‬

‫من وقوعي تحت الوعيد الشديد الوارد في حق من انتسب الى غيرابيه وقد‬

‫يقع في ذلك كثير من الناس بمجرد الوهم بل محض افتراء ويحسبونه هينا‬

‫وهو عند الله عظيم ولكن ارجواالله تعالى انتكون هذه النعمة متحققة‬

‫فيا لها من منة عظيمة وكرامة جسيمة ثم ان مولد الشيخ رحمهالله تعالىكان‬

‫في طرابلس وعلى ما اخبرني به عمي الشيخ مصطفى من ان الشيخ توفي وله من‬

‫العمرخمس وخمسون سنة وكانت وفاته في ثلاثة وعشرين جمادى الآخرة‬

‫سنة الف ومائتينواثنتين وستينكماسياتي يكون مولده سنة الف ومائتين‬

‫وسبع ولكنحدثتني شقيقة الشيخنقلا عن والدته انها اخبرتها ان زفافها على‬

‫والدهكان في الاسبوع الذي قتل فيه حسنآغا اليوسف وهورجل من‬

‫حكام طرابلس هاجت عليه الاهالي وقتلوه وإنها حملت بالشيخ من ايام‬
‫‪٢٩‬‬

‫في‬ ‫العرس فراجعت تاريخ حسن اغا اليوسف المحرر على قبره فوجدته‬

‫جمادى الثانية سنة الف ومائتين وسبعفاذا حسبنا مدة الحملمن رجب‬

‫تسعة اشهرحسب العادة الغالبة فيكون مولد الشيخفي ربيع اول سنة الف‬

‫ومائتين وثمان ويكون قد توفي وله من العمراربع وخمسون سنة والخطب‬

‫علىكل يسير واخبرتني شقيقة الشيخ عن والدته انها كانت تحكي انه عندما‬

‫قاربها والده وحملت به حصل له رعدة وقشعريرة فاخبر بذلك بعض‬

‫علماء بلدته فقال له ان صدق ذلك فالحمل الذي حملت به زوجك‬

‫يكون من العلماء او الاولياء وكذلك حينما حدثت فتنة في طرابلس‬

‫وحارب أهاليها بعض الوزراء وهربت الاهالي الى بلاد شتى ذهب والد‬

‫الشيخ به وبامه الى دمشق وكان عمر الشيخ تقريباً سبع سنين فرآه بعض‬

‫قال له ان هذا الغلام يكون من العلماء‬


‫او‬‫علماء دمشقفاوصى به والده خير‬

‫ولاولياء كلاما هذا معناه ولا غرابة في ذلك فان هذا الامريكون بطريق‬
‫اا‬

‫وراثة علماء هذه الامة لنبيهم عليه الصلاة والسلام فكثيرا ما تفرس به‬

‫صلى الله تعالى عليه وسلم كمان ذلك الزمان واخبر واجده وعمه بذلك‬

‫واوصوها به خيرًا بل تفرسوا بابيه وجده واخبروا ان نبيآخر الزمان‬

‫يكون من ذريتهما يعلم ذلك من له ادنى اطلاع في فن الحديث ثم ان الشيخ‬

‫رحمه الله تعالى تربى في حجروالده وتعلم القرآن الشريف والكتابة وصار‬

‫يتردد على الشيخ عبد الله دبا الولي الشهير باني المدرسة التي في طرابلس‬

‫المشهورة باسمه ولما بلغ من العمرثماني عشرة سنة استأذن من والده لزيارة‬

‫سيدي السلطان ابراهيم ابن ادهم في جبلة فاذن له فبعد زيارته ذلك‬
‫‪5.‬‬

‫السلطان نوجه الى مصر لاجل المجاوره في الجامع الازهرلطلب العلم وارسل‬

‫فاخبر والده بذلك فصار والده يرسل له مؤنته ثم في اثناء مجاورته توفي‬

‫والده رحمه الله تعالى فحضر الشيخ الى طرابلس لرؤية والدته واخوته ثم‬

‫عاد الى المجاورة في الازهرالانور وقد بلغني منكرامات سيدي الشيخ احمد‬

‫الصاوي قدس الله سره وبشاراته لوالدي انه قبلان يرد خبر وفاة جدي‬

‫والد الشيخ الي مصرقال سيدنا الصاوي في حضور والدي ومحفل من‬

‫اخوانه اسمعونا الفاتحة لروح الحاج مصطفى الجسر يعني جدي فجعل‬

‫والدي يبكي فاخذ سيدنا الشيخ الصاوي يعزيه ثم انه جعل يضرب ظهره‬

‫بيده الكريمة ويقول له انت جسر باذن الله انت جسرباذا‬


‫نلله ثم بعد‬

‫مدة من الزمان ورد لوالدي الخبر بوفاة والده رحمهم الله تعالي جميعا هذا‬

‫ولا يخفى انه في ذلك الزمان لم يكن تلغراف ولا بريد منتظم بين مصروالشام‬

‫ثم بناء على ما تقدم من ان مولد الشيخ رحمه الله تعالىكان سنة الف‬

‫ومائتين وسبع اوثمان وجاور في الازهر وله من العمر ثماني عشرة سنة فتكون‬

‫مجاورته سنة الف ومائتين وخمس وعشرين او ست وعشرين ثم ان اجازاته‬

‫في العلم من سيدنا الشيخ محمد الكتبي رحمه الله تعالى وفي الطريقمن‬

‫سيدنا الشيخ احمد الصاوي قدس سره مؤرخة سنة الف ومائتين‬

‫وثمان وثلاثين كما ستراه عند نقلي لها والغالب ان الاجازة تعطى في آخر‬

‫في‬ ‫مدة ملازمة التلميذ لشيخه فتكون مدة مجاورة الشيخ رحمه الله تعالى‬

‫الازهر وسلوكه الطريق على سيدي الشيخ الصاوي رضي الله تعالى عنه مع‬

‫المدة التي حضرفيها الى طرابلس عند وفاة والده هي ثلاث عشرة أواثنتي‬
‫‪۲۱‬‬

‫عشرة سنة وكل ذلك على سبيل التقريب على حسب ما بلغني وارجو الله‬

‫تعالى ان لا يؤاخذني بزلل يقع مني انه جواد كريم ثم ان الشيخ كان معظم‬

‫حضوره العلم الشريف في مدة مجاورته في الازهر على سيدي العالم‬

‫الرباني خاتمة المحققين السيد الشيخ محمد الكتبي تلميذ سيدنا الشيخ احمد‬

‫الصاوي قدس سره في العلموالطريق وتلميذ سيدنا الشيخ محمد الامير‬

‫رحمه الله تعالى وتلميذ سيدنا الشيخ احمد الطحطاوي رحمه الله تعالى‬

‫المجاور اخيرا في مكة المشرفة وكان حضوره عليه وتلقيه العلم عنه باشارة‬

‫سيدنا الشيخ الصاوي قدس سره هكذا بلغني وسمعت من البعض ما‬

‫يناسب ذكره وهو ان سيدنا الشيخ الكتبي رحمه الله تعالى كان في بعض‬

‫المرات يختم قراءةكتاب منكتب العلم واجتمع عليه جملة من علماء‬

‫الازهركما هو العادة فيه من اقامة احتفال عند ختم الكتب العلمية فاخذوا‬

‫يوردون عليه اسئلة دقيقة وكان والدي رحمه الله تعالى مقرنًا عنده فسكت‬

‫ميدي الكتبي رحمه الله تعالى واخذ والدي يجاوبهم عن اسئلتهم بالاجوبة‬

‫السديدة فان صح هذا الخبر فتكون هذه الواقعةكرامة لسيدنا الشيخ ال‬
‫كتبي‬

‫رحمه الله تعالى وتدل على قابلية والدي رحمه الله تعالى لانظار‬
‫المشايخ‬

‫وبشارة بما يعطيه الله تعالى فيما بعد من الخير العظيم وقد حقق له ذلك‬

‫سبحانه وتعالى فله الفضل والمنة والله ذو الفضل العظيم‬

‫وانما قلت معظم حضوره على سيدي الكتبي لاني وجدت له رحمهالله‬

‫تعالى في بعض مجاميعه ما نصه مشايخي الذين حضرت وقرأت عليهم‬

‫النحوالوهم شيخنا الشيخ محمد نشابة ثم الشيخ عمرالحلبي ثم الشيخ محمد الحلبي‬
‫‪٢٢‬‬

‫ثم الشيخ مصطفى المبلط ثم الشيخ احمد المرصفي ثم الشيخ ابراهيم الباجوري ثم‬

‫الشيخ مصطفى البولاقي اه ‪ .‬والظاهر حيث انه لم يعد منهم الشيخ الكتبي ان‬

‫حضوره عليه كان فيما سوى النحو من علوم الحديثوالفقه واقول اني في‬

‫قد حضرت بعضكتب الحديث على سيدنا الشيخ مصطفى‬


‫مجاورتي في الازهر‬

‫المبلط قدسالله روحه واظن ان الشيخ احمد المرصفي الذي ذكره الشيخ‬

‫هو والدي شيخي الشيخ حسين المرصفي الذي كان معظم حضوري في‬

‫في الازهر اطال الله عمره‬ ‫العربية والعقلية عليه ايام مجاورتي‬ ‫العلوم‬

‫والحمد لله ذلك وبالمناسبة لذكرسيدي الكتبي رحمهالله تعالى ومشيخته‬

‫على والدي رحمه الله احببت ان انقل لك هنا صورة كتاب بخط سيدنا‬

‫المذكور وختمه أرسله لوالدي من مكة المكرمة تبركا به وبانفاس‬ ‫ال‬


‫كتبي‬

‫من المحبة في قلب شيخه‬ ‫للشيخ والدي‬ ‫محوره الطاهرة وتنويها بما‬

‫ومربيه وقد وجدت هذا الكتاب بين اوراق في مكتبة والدي رحمهالله‬

‫وهو محرر على ورق سميك ويظهر من تحريره انه كتب في عام الف‬

‫ومائتين وبضع وخمسين وإنا انقله لك الآن وهو بين يديكأنه محرر‬

‫من سنين قليلة ونقلي لصورته في هذا المجموع سنة الف وثلاثمائة وثلاث‬

‫الله الطيب الرحمات‬


‫وانا حريص عليه تبركا به وتيمنا بسر محرره عليه من‬

‫وهذه صورته المباركة سلام عبق الاكوان عنبره وريحه ‪.‬ونبت في الارجاء‬

‫الحرمية عبهره وشيحه ‪ .‬الى ولدنا القلبي ‪ .‬الاعز من الصلبي ‪ .‬العارف‬

‫‪ .‬الشيخ محمد الجسرلا زال‬


‫الكامل ‪ .‬الفاضل الواصل‪ .‬والعالم العامل‬

‫راقيًا المراتب العلية بهمة أبيه ‪ .‬وقوة رضية ‪ .‬وبية خيريه ‪ .‬آمين ‪ .‬وبعد‬
‫‪۴۴‬‬

‫فالمعروض عقب الدعاء المفروض انه لما حصل التصريح من الاستاذ في‬

‫حال حياته بان تربيته لنا انما هي لاجل الحرمين وأمهلني لخدمة والدب‬

‫وحضور وفاته فلما انتقل الوالد الى الرفيق الاعلى بتاريخ فجرالاحد رابع‬

‫عشر شهر صفرسنة أربع وخمسين اسكنه الله العلا فبعد موته تعسرت‬

‫احوال المقام ‪ .‬وحصلت الهمة للتوجه لزيارة البيت الحرام ‪ .‬بتاريخ غرة‬

‫جمادى الآخرسنة ثمان وخمسين فوصلت مكة المشرفة رابع رجب الاصم‬

‫وحططت الرحال بالحرم الامين وشرعت في تفسير القرآن الى ان وصلت‬

‫قوله وما اصابكم يوم التقى الجمعان واتممنا النسك في ذلك العام ‪ .‬ويسر‬

‫لنا المولى بمكة الى الحج الثاني المقام ‪ .‬بان اعجزنا عنالترحال وامتنعلي‬

‫بان اقدرولدي السيد محمد على اتمام الدرس كماكان على اتم منوال‬

‫واحسن حال فلما ظهر للناس وبعض الاقران ما ظهر لهم من الاهتمام‬

‫مجاله بادروا بالهمة ان يرتبوا له معلوم مدرس فاخبر مدير الحرم بكتابة‬

‫عرض وبارساله ويخبر ان ينتظر الجواب من اسلامبول بالامر بالصرف‬

‫فمكثنا هذه المدة ننتظرذلك الخبر فلم يرد عدل ولا صرف فتحققنا في هذا‬

‫العام أن بعض من يكره لولدنا بمكة المقام قد بذل وسعه في منع هذا الامر‬

‫وقد تواطا هو مع المدير على ذلك بل الزمه بالقهروكان من نيتي انه ان‬

‫وقع هذا الترتيب لولدي اسعى لزيارة الارض المقدسة ويكون في ضمن‬

‫ذلك زيارتكم وسائرالاحباب من محبتهم في قلبي مؤسسة وقضاء هذا‬

‫الامر لولدي سهل عليكم حيث ان جناب صره اميني من اولادكم وحيث‬

‫ان ولدي بتربيتي اياه صاردرسه في الحرم لا يضاهى بسواه ولم يكن من‬
‫‪٣٤‬‬

‫الوعاظ الذين يضعون خرقة عقب الدرس للسؤال ولا من الجهلة‬

‫الذين لا يحسنون المقال ولا يخفاكم ان الانسان يسأل عن العز والجاه كما‬

‫يسأل عما اكتسبت يداه ونحب انكم بالهمة يكون لكم ثواب مقامه بالحرم‬

‫المنيف وإن تكون بسعيكم قدرتنا على زيارة القدس الشريف والسلام‬

‫‪ ٢٥‬الحجة والامضاء ( السيد حسينالكتبي الحنفي الخلوتي الصاوي الازهري‬

‫نزيل مكة المكرمة ) والختم منقوش فيه بيت البردة الشريفة ( فان لي ذمة‬

‫بتسميتي محمدا وهوا و‬


‫فى الخلق بالذمم ) اه ‪ .‬وإن اطلنا عليك بنقل‬

‫صورة هذا الكتاب فنقله لا يخلو من فائدة يذوقها ذووا الالبابولنرجع الى‬

‫ما كنا بصدده من ترجمة حال الشيخ والدي رحمه الله تعالى فنقول ثم ان‬

‫سيدي الشيخ الكتبي رحمهالله تعالى قد اجاز والدي رحمه بسند سیدنا‬

‫ومولانا الشيخ محمد الامير رحمهالله تعالى المحنوي على اسانيده وإجازاته من‬

‫مشايخه بكتب الاحاديث الشريفةوالمسلسلات وإجازه ايضا بسند سيدنا‬

‫ومولانا الشيخ احمد الطحطاوي المحنوي على أسانيده في فقه الامام ابي حنيفة‬

‫النعمان ‪ .‬عليه الرحمة والرضوان ‪ .‬وعلى أسانيد جملة من فن الحديث وقد‬

‫كتبسيدنا الشيخ الكتبي رحمهالله تعالى صورة اجازته بالسندين‬


‫المذكورين‬

‫لوالدي على ظهركل منها ممضاة بامضائه مختومة بخنمه كما وجدت ذلك‬

‫بين مكتبة والدي رحمهالله تعالى ولنذكرصورة الاجازتين على سبيل‬

‫التبرك ولا يخلو ذلك عن فائدة فاقول اما صورة اجازة سيدي الكتبي‬

‫لوالدي بسند سيدنا الاميرفهذه هي بحروفهاكما وجدته محرر على ظهر السند‬

‫والصلاة والسلام‬ ‫المذكور بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين‬


‫‪٣٥‬‬

‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ‪ .‬اما بعد فقد‬ ‫على اشرف المرسلين‬

‫طلب مني الحسيب النسيب ‪ .‬والحبيب اللبيب ‪ .‬العمدة الفاضل الشيخ‬

‫محمد الجسرالطرابلسي الحنفي ان اجيزه بما حواه سند استاذي وقدوني‬

‫وملاذي الشيخ الامير نفعني الله والمسلمين ببركاته فاقول وان كنت لست‬

‫اهلا لذلك ولا ممن يحوم حول تلك المسالك قد اجزت المذكور بما حواه‬

‫هذا السند الشريف حسب ما اجازني به جامعه وحسب ما اجازني به‬

‫ايضا نجله وسميه امام الوقت وحسب ما اجازني به ايضا استاذنا وقدوتنا‬

‫الله‬
‫العارف بالله تعالى الشيخ احمد الصاوي المالكي واوصيه بتقوى‬

‫سراً وجهرا وبحسن الخلق سفرًا وحضرًا والله اعلم والامضاء ( محمد‬

‫الحنفي عفي عنه بمنه اه ‪ .‬والختم منقوش فيه بيت‬ ‫حسين الكتبي‬

‫البردة المتقدم وهو فان لي ذمة الخ واما صورة اجازته له بسند سيدنا الشيخ‬

‫احمد الطحطاوي رحمه الله تعالى فهذه هي بحروفها كما هو محرر على ظهر‬

‫ىلله على سيدنا محمد وعلى آله‬


‫السند المذكور بسم الله الرحمن الرحيم وصلا‬

‫وصحبه وسلم الحمد لله رب العالمين ‪ .‬والصلاة والسلامعلى سيد المرسلين‬

‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اما بعد فقد طلبمني الحسيب النسيب‬

‫الفاضل الاديب ‪ .‬السيد محمد الجسر الطرابلسي ان اجيزه بما حواه سند‬

‫استاذي وقدوتي وملاذي السيد احمد الطحطاوي حسب ما اجازني به‬

‫بخطه فاقولوإنكنت لست اهلا لذلك ولاممن يحوم حول تلك المسالك‬

‫اجزت المذكور بما حواه هذا السند الشريف وبما صحت لي روايته عن‬

‫الخلق مع عباد الله سفرا‬


‫استاذي واوصيه بتقوى الله سرا وجهرا وبحسن‬
‫‪٢٦‬‬

‫في خلواته وجلواته والله اعلم‬ ‫وحضرًا وان لا ينساني من صالح دعواته‬

‫والامضا ( الفقير محمد حسين الكتبي الحنفي عفي عنه بمنه وكرمه ) والختم‬

‫كما تقدم في الاجازة الاولى ثم ان صورة الاجازة الاولى مؤرخة بخمسة عشر‬

‫شعبان سنة الف ومائتين وثمان وثلاثين وهي مع الثانية على ظهرالسندين‬

‫في مجموع واحد وسيأتي نقل اجازة سيدنا الشيخ الصاوي رضيالله تعالى عنه‬

‫مؤرخة بستة شعبان سنة الف ومائتين وثمان وثلاثين فهذا ما اشرت اليه‬

‫فيما تقدم من ان اجازات الشيخ رحمهالله تعالى مؤرخة في تاريخ واحد فتنبه‬

‫ثم ان هذا الفقير محرر هذا المجموع قد تفضل على الباري باجازة‬

‫سيدي الشيخ عبد القادرابي رباح الدجاني بهذين السندين وحرر لي‬

‫صورة الاجازة بها بخطه على ظهرهما ايضاً حسب ما اجازه بهما والدي رحمه‬

‫الله تعالى وحسب ما اجازه بها ايضا شيخ والدي وهو مولانا الشيخ الكتب‬

‫عند‬
‫ما اجتمع به في مكة المكرمة عام ادائه الحج الشريف واجازني رحمه الله‬

‫تعالى مع الاجازة بالسندين المذكورين بماحواه اصل سند الشيخ الامير‬

‫للمعارف الشيخ الدردير وبجميع ما حواه سند العلامة السيد عبد الرحمن‬

‫الكزبري وبجميع الاوراد الخلوتية والقادرية والدسوقية والمحيوية‬

‫والشاذلية وبجميع اسماء الله الحسنى وباستعمال كل اسم منها وبالبسملة‬

‫باعدادها وبالحسبانية بعدتها وبآية الكرسي بعدتها وبسورة يس بعدتها‬

‫وبكلما يجوز له روايته في الطريقة الخلوتية وغيرهما اه وكذلك حينماورد‬

‫بلدتنا الشيخ مسلم الكزبري رحمهالله تعالى طلبت منه الاجازة بسند والده‬

‫لشيخ عبد الرحمن رحمهالله تعالى المتقدم ذكره وكان صورة طلبي منه‬
‫‪۲۷‬‬

‫ذلك بامتداحه بقصيدة سلكت فيه نوع التوجيه البديعي باصطلاحات‬

‫علم الحديث فاجازني رحمه الله تعالى بذلك السند الشريف وهوكما اشتهر‬

‫اعلی سند يوجد في هذه البلاد ثم بعد رجوعه لبلده دمشق ارسل لي صورة‬

‫الاجازة من نظم الرجز الرقيق المطرز بكل لفظ انيق فالحمد لله على هذه‬

‫المنة ولا زالت سحائب الرحمة والرضوان هاطلة على ارواح هؤلاء‬

‫السادات الكرام ونفعني والمسلمين ببركاتهم اللهم آمين وبمناسبة اجازة‬

‫الشيخ العلمية من شيخه الشيخ الكتبي رحمها اللهتعالى اقول اني وجدت‬

‫اجازة من ابن حفيد سيدنا الشيخ عبد الغني النابلسي قدس سره بجملة من‬

‫مؤلفات جده المذكور عليه الرضوان اجاز بها والدي رحمه الله تعالى‬

‫حينما اجتمع به في اسلامبول سنة الف ومائتين وخمس وخمسين واني‬

‫احببت اثبات صورتها في هذا المجموع تبركا بها وحرصا على حفظها وتنويها‬
‫‪.‬‬
‫ببعض فضائل سيدنا الشيخ النابلسي صاحب المصنفات العديدة‬

‫بسم الله الرحمن‬ ‫والتاليف المفيدة ‪ ،‬فاقول هذه صورة ما وجدته بالتمام‬

‫لرحيم وبه نستعين حمدًا لمن منّ على من شاء يحمل راية الرواية واصطفى‬

‫من اخار بالتمسك بسلسلة ذوي الدراية وملأ قلوبهم علما وعملاً وإيمان‬

‫ومنعليهم بالرضى واحسن اليهم اي احسان وقلد نحورهم بعقود علومه‬

‫وعقائده ليردوا مورد منهل من اراد ورود موارده والصلاة والسلام الاثمان‬

‫الاكملان على سيدنا محمد المرشد لكافة المخلوقين والمنزل عليه قوله‬

‫ما ارسلناك الا رحمة للعالمين ‪ .‬وعلىآله واصحابه والتابعين ‪ .‬وسائر عباده‬
‫و‬

‫الصالحين ما تواتر احاديث فضلهم وما ثرهم الى يوم الدين ‪ .‬اما بعد فان‬
‫‪٢٨‬‬

‫الغاية القصوى من سر الايجاد انما هو التحقق بكمال الايمان والاسلام‬

‫والاحسان المعبر عنه بالحق اليقين المحقق لدوام العبودية على طريق‬

‫الاطاعة ومن الاحسان ايضا وشرف هذه الامة خصوصيتها باسناد الدراية‬

‫والرواية جيلاً بعد جيل لضبطكليات دينها وجزئيات مروياتها ولولا‬

‫الاسناد والاخذ لقال من شاء في دين الله ما شاء واوقد نارالفساد‬

‫وقال الامام احمد بن حنبل رضىالله تعالى عنه انما الناس بشيوخهم‬

‫فاذا ذهبت الشيوخ فمع من العيشنقله عنه البخاري ‪ .‬وقال الامام سفيان‬

‫الثوري رضيالله تعالى عنه الاسناد سلاح المؤمن اذا لم يكن له سلاح‬

‫فباي شيء يقاتل واقاويل السلففي شرف الاسناد والتلقيكثيروحرصهم‬

‫على تحصيله غزير هذا وممن قد اجتمعت بجنابه مرارا في محروسة الاستانة‬

‫العلية صانها الله منكل بلية في بيت صديقنا الأكرم السيد باكير جلبي‬

‫قباقيبي زاده بلغه الله تعالى مراده ‪ .‬ومنكلخير زاده ‪ .‬وفي مجالس توحيد‬

‫وذكر وغيرذلك وفاح على حالتي الحالكة عبير اخلاصه وما هنالك الا‬

‫وهو جناب الفاضلالمحترم ‪ .‬والعالم العامل الافخم الصديق‪ .‬والمحب على‬

‫التحقيق ‪ .‬من غدا لنا في الله اعظم رفيق ‪ .‬السيد الشيخ محمد افندي الشهير‬

‫بالجسر الطرابلسي الشامي منشأ الحنفي مذهبا البكري طريقة ومشرباً‬

‫فبمقتضى الاجتماع صار له بعض اطلاع علىاجازة الجد لاولادهواولاد اولاده‬

‫واولادهم منظومة ودخولي في ذلك على بعض الاقوال عند اهل الاصول‬

‫الحديثية ولكنني والحمد لله تعالى قد من علي باجتماعي بعم والدي بن ابي‬

‫الاستاذ الجد وقراءتي عليه بعضها من فنالفقه وغيره واجازني رحمهالله تعالى‬
‫‪٢٩‬‬

‫بجميع ما يجوز لهروايته من العلوم وما للجد الاستاذ من التأليف العديدة ‪.‬‬

‫والتقادير الفريدة وماله من سائر العلوم ‪ .‬من منشور ومنظوم ‪ .‬وكتابته‬

‫الاجازة بخطه للفقيرالملام ‪ .‬وتشريفها لي بعد ذلك بالختام ‪ .‬فالتمس حفظه‬

‫الله تعالى مني ان اجيزه بجميع مؤلفات الاستاذ جد والدي صاحب المقام‬

‫سلله اسراره ‪ .‬ووالى‬


‫السني ‪ .‬والمشرب الهني · سيدي الشيخ عبد الغني قدا‬

‫على ضريحه انواره ‪ .‬وكان التماسه مني ذلك لي غاية الامتنان لاعترافي اني‬

‫لست من فرسان ذلك الميدان ولكن لماكان الامتثال خيرًا من الادب‬

‫بادرت باجابة ذلك الفاضل الى ما طلب فاقول قد اجزته حفظهالله‬

‫تعالىبما اجازني به عم والدي المرحوم الشيخابراهيم افندي امين فتوى الشام‬

‫وفقيه زمانه‪ .‬الملقب بابي حنيفة عصره واوانه ‪ .‬فانه حفظه الله تعالى سنة‬

‫الف ومائتين واحدى وعشرينفي خنام محرم نهار السبت قدكتبت اجازة‬

‫المجد لاولاده واولاد اولاده وانا اقرأ عليه فاجازني بجميع مروياته ومؤلفات‬

‫الجد المرحوم ‪ .‬وماله من منشور ومنظوم ‪ .‬بلفظه وشرفها بخطه وختمه وها انا‬

‫اذكر له ما يحضرني من مؤلفات الجد قصدًا لحصول البركة فمن مصنفاته‬

‫رحمةالله تعالى في فن الحقيقة الآلية التي هي سر الشريعة النبوية المحمدية‬

‫للشيخ محي الدين ابن العربي‬ ‫جواهر النصوص في شرحكلمات الفصوص‬

‫في مجلدين ‪ .‬وكتاب شرح ديوان ابنالفارض في مجلدين ‪ .‬وكتابخمرة‬

‫الحان ‪ .‬ورنة الالحان ‪ .‬شرح رسالة الشيخرسلان ‪.‬وكتاب الوجود ‪.‬‬

‫وخطاب الشهود ‪ .‬وكتاب اطلاق القيود ‪.‬شرح مرآة الوجود ‪ .‬وكتاب‬

‫ايضاح المقصود ‪ .‬من معنى وحدة الوجود ‪ .‬وكتابالعقود اللؤلؤية‬


‫‪٤٠‬‬

‫في بيان الطريقة المولوية ‪.‬وكتابغاية المطلوب ‪.‬في محبة المحبوب ‪ .‬وكتاب‬

‫الرد المتين ‪ .‬علي منتقص العارف محي الدين وكتاب المعارف الغيبيه‬

‫الجلية ‪ .‬وكتاب الفتح الرباني ‪ .‬والفيض الرحماني وكتاب‬ ‫شرح العلية‬

‫القديم‪ .‬ومناجاة الحكيم وكتاب هدية الفقير ‪ .‬وتحية الوزير‬ ‫مناغاة‬

‫وكتاب السانحاتالنابلسية ‪ ،‬والسارحات الانسية ‪ .‬وكتا ا‬


‫بلمقام الاسمى‬

‫في امتزاج الاسماء وكتاب مفتاح المعيه ‪ .‬شرح رسالة النقشبندية ‪ .‬وكتاب‬

‫لمعة النور المضية ‪ .‬شرح الابيات السبعة من الخمرية الفارضية ‪ .‬وكتاب‬

‫الشمس على جناح طائر ‪ .‬في مقام الواقف السائر‪ .‬وكتاب رد المفتري ‪.‬‬

‫عن الطعن في الششتري وكتاب قطرة سماء الوجود ‪ .‬ونظرة علماء الشهود‬

‫وكتابالتنبيه من النوم ‪ .‬في حكم مواجيد القوم ‪ .‬وكتابكوكب الصبح‬

‫في ازالة ليل القبح ‪ .‬وكتاب النظر المشرف ‪ .‬في معنى عرفت ام لم تعرف ‪.‬‬

‫وكتاب بداية المريد ‪ .‬ونهاية السعيد ‪ .‬وكتاب زيادة البسطه ‪ .‬في بيان‬

‫علم النقطه ‪ .‬وكتاب الصراط السوى ‪ .‬شرح ديباجة المثنوى ‪ .‬وكتاب‬

‫تحقيق الذوق والرشف‪ .‬في معنى المخالفة الواقعة بين اهل الكشف‪.‬‬

‫رلمخنبي‪.‬في ضريح ابن العربي ‪.‬وكتاب رفع الريب ‪ .‬عن‬


‫ا‬
‫وكتابالسراء‬

‫حضرة الغيب ‪ .‬وكتاب رد الجاهل الى الصواب‬


‫‪ .‬في جوازاضافة التأثير‬

‫الى الاسباب ‪ .‬وكتابالقول المختار في الرد على الجاهل المحنار ‪ .‬وكتاب‬

‫دفع الايهام ‪ .‬ورفع الابهام ‪ .‬وكتاب جمع الاشكال ‪ .‬ومنع الاشكال ‪.‬‬

‫وكتاب اللؤلؤ المكنون ‪ .‬في حكمة الاخبارعما سيكون‬


‫‪ .‬وكتاب توقيف‬

‫الرتبة ‪ .‬في تحقيق الخطبة ‪ .‬وكتاب الكوكب المتلالي ‪ .‬شرح قصيدة الغزالي‬
‫‪٤١‬‬

‫في‬ ‫وكتابتثبت القدمين ‪ .‬في سؤال الملكين ‪ .‬وكتاب تكميل النعوت‬

‫لزوم الثبوت ‪ .‬وكتاب مخرج المنفى ‪ .‬ومنهج المرتقى ‪ .‬وكتاب رفع الاشتباه‬

‫عن علمية الاسم الله ‪ .‬وكتاب تنبيه من يلهو على علمية الاسم هو ‪.‬‬

‫وكتاب في الفلك ‪ .‬والمحمول في الفُلك ‪ .‬في بيان اطلاق النبوة‬

‫والرسالة والخلافة والملك ‪ .‬وكتاب وسائل التحقيق ‪ .‬ورسائل‬

‫التوفيق‪ .‬وكتاب ايضاح الدلالات ‪ .‬في سماع الآلات ‪ .‬وكتاب‬

‫فتح الكريم الوهاب ‪.‬في العلوم المستفادة منالناي والشباب ‪ .‬وكتاب‬

‫الى حضرات الوصول ‪ .‬وكتاب النفحات المنتشرة ‪ .‬في‬ ‫اشارات القبول‬

‫الجواب عن الاسئلة العشرة ‪ .‬وكتاب الاجوبة ‪ .‬عن الاسئلة الستة‬

‫وكتاب بذل الاحسان في تتمة معنى الانسان ‪ .‬وكتاب الواردات الرحمانية‬

‫وانوار‬ ‫والنفحات القرآنية ‪ .‬وكتابالتائية الكبرى المسمى باسرار القرآن‬

‫رلقرآن بلسان اهل الاشارة ‪.‬‬


‫الف بيت تفسيل‬
‫الفرقان ‪ .‬وهي نحو خمسة عشر‬

‫وكتاب انوارالسلوك ‪ .‬في اسرار الملوك ‪ .‬وكتابالفتح المدني ‪ .‬والنفس اليمني‬

‫وكتاب نفخة الصور‪ .‬ونفحة الزهور شرح أبيات النور‪ .‬وكتاب حق اليقين‬

‫وهداية المتقين ‪ ..‬ومن فن الحديث كتاب ذخائرالمواريث ‪ .‬في الدلالة‬

‫على اماكن الاحاديث وهي اظراف الكتب السبعة الحديثية ‪ ،‬وكتاب فتح‬

‫القدير المالك ‪.‬في الجمع بين الكتب الستة وموطأ مالك ‪ .‬وسميناه تمهيد‬

‫في احاديث سيد‬ ‫السنن ‪ .‬وتجريد السنن ‪ .‬وكتابكنزالحق المبين ‪.‬‬

‫المرسلين ‪ .‬وكتاب المجالس الشامية ‪ .‬في مواعظ أهل البلاد الرومية ‪.‬‬

‫وكتاباسباغ المنة ‪ .‬في انهارالجنة ‪ .‬وكتاب ازالة الخفا ‪ .‬عن حلية المصطفي‬
‫‪٤٢‬‬

‫وكتاب لمعان الانوار ‪ .‬في المقطوع لهم بالجنة والمقطوع لهم بالنار ‪ .‬وكتاب‬

‫صفوة الاصفيا ‪ .‬في بيان الفضيلة بين الانبيا ‪ .‬وكتاب في بيان الاجازة‬

‫في المنام‪ .‬ومن فنعقائد اهل السنة والجماعةكتاب الحديقة النديه ‪ .‬شرح‬

‫الطريقة المحمديه ‪ .‬في ثلاث مجلدات وكتاب المطالب الوفيه ‪ .‬شرح الفرائد‬

‫السنية ‪ .‬في ثلاث مجلدات وكتابفتح المعيد المبدي ‪ .‬شرح منظومة المولى‬

‫سعدى ‪ .‬وكتاب نور الافئده شرح المرشده لابي الليث ‪ .‬وكتاب الكوكب‬

‫الساري في حقيقة الجزء الاختباري ‪ .‬وكتاب قلائد المرجانفي عقائد‬

‫الايمان ‪ .‬وكتاب القول الابين شرح عقيدة ابي مدين ‪ .‬وكتاب الكوكب‬

‫الوقاد في حكم الاعتقاد ‪ .‬وكتاب الانوارالالهية في شرح المقدمة السنوسيه ‪.‬‬

‫وكتاب صرف الاعنة إلى عقائد اهل السنة ‪ .‬وكتابتحريك سلسلة‬

‫الوداد في مسئلة خلق افعال العباد ‪.‬وكتاب القول السديد في جواز‬

‫خلف الوعيد ‪ .‬وكتاب اللطائف الانسية في شرح نظم العقيدة السنوسيه‬

‫وكتاب شرح المنظومة المقرية وعدة ابياتها خمسمائة بيت ومن فن الفقه‬

‫الشريف كتابالفرائد وفوائد الفوائد ‪ .‬وكتابنهاية المراد شرح هدية ابن‬

‫العماد ‪ .‬وكتاب الصفح بين الاخوان في حكم اباحة الدخان ‪ .‬وكتاب تحفة‬

‫حكم المقادم‬ ‫الناسك في بيان المناسك ‪ .‬وكتاب تطيب النفوس في‬

‫والروس ‪ .‬وكتاب الحمامة في شروط الامامة ‪ .‬وكتاب كشف السترعن‬

‫فرضية الوتر ‪ .‬وكتابكفاية الغلام في اركان الاسلام ‪ .‬وكتاب رشحات‬

‫حكم المصبوغ‬ ‫الاقلام شرحكفاية الغلام ‪ .‬وكتاب الغيث المنجس في‬

‫بالنجس ‪ .‬وكتابتحصيل الاجر في حكم اذان الفجر ‪ .‬وكتاب اتحاف من‬


‫‪٤٤‬‬

‫بادرفي حكم النوشادر ‪ .‬وكتاب اشراق العالم في احكام المظالم ‪ .‬وكتاب‬

‫غاية الوجازه في تكرارالصلاة على الجنازة ‪ .‬وكتاب تشحيذ الاذهان في‬

‫تطهيرالادهان ‪ .‬وكتاب نزهة الواحد في حكم الصلاة علىالجنائزفي المساجد‬

‫وكتاب الكواكب المشرقة في حكم استعمال المنطقة ‪ .‬وكتاب الاجوبة‬

‫الانسية على الاسئلة القدسية ‪ .‬وكتاب بذل الصلاه في بيان الصلاه ‪.‬‬

‫وكتابكشف النور عن اصحاب القبور ‪ .‬وكتاب بغية المكتفي في جواز‬

‫المسح على الخف الحنفي ‪ .‬وكتاب الرد الوفي على جواب الحصكفى ‪ .‬وكتاب‬

‫الجوهر الكلي شرح عمدة المصلي المعروفة بالكيدانية ‪.‬وكتاب خلاصة‬

‫التحقيق في بيان حكم التقليد والتلفيق ‪ .‬وكتاب تحقيق القضية في الفرق‬

‫بين الرشوة والهدية ‪ .‬وكتاب المقاصد الممحصه في بيانكي الحمصه وكتاب‬

‫الحمصه ‪ .‬وكتاب القول المعتبرفي بيان النظر‬ ‫الابحاثالمخلصة في حكم كي‬

‫ورسالة في احترام الخبز ‪ .‬ورسالة في بيان مسئلة التسعير ‪ .‬وكتاب سرعة‬

‫الانتباه لمسئلة الاشباه ‪ .‬وكتاب ابانة النص في مسئلة الفص ‪ .‬وكتاب‬

‫اشتباك الاسنة في الجواب عن الفرض والسنة ‪ .‬وكتاب النعم السوابع في‬

‫احرام المدني من رابغ ‪ .‬وكتاب الابتهاج في مناسك الحاج ‪ .‬وكتاب الجواب‬

‫الشريف للحضرة الشريفة في ان مذهب ابي يوسف ومحمد هو مذهب ابي‬

‫حنيفة ‪ .‬وكتاب الكشف والتبيان فيما يتعلق بالنسيان ‪ .‬وكتاب الانفلاق‬

‫في مسئلة على الطلاق ومما يتعلق بفن التجويدكتابكفاية المستفيد في‬

‫معرفة التجويد ‪ .‬وكتاب القول الخاصم في رواية حفص عن شيخه عاصم ‪.‬‬

‫وكتاب صرف العنان الى قراءة حفص ابن سليمان وهوشرح القول الخاصم‬
‫‪٤٤‬‬

‫ومن فنالتاريخ كتابزهر الحديقة في بيان رجال الطريقة ‪ .‬وكتاب‬

‫الابيات النورانية في ملوكالدولة العثمانية ‪ .‬وكتاب‬


‫اتحافالساري في زيارة‬

‫في زيارة الشيخ يوسف‬ ‫الشيخ مدرك الغزاري ‪ ،‬وكتابالحوض المورود‬

‫والشيخ محمود ‪ .‬ومن فنالادب كتاب النسيم الربيعي في التجاذبالبديعي‬

‫في مديح الشفيع وقد ذكر فيها اسم النوع البديعي ‪.‬‬ ‫كتاب مليح البديع‬
‫و‬

‫بديعية اخرى نظماً‬ ‫وكتاب نسمات الاسحارفي مديح النبي المختار وهي‬

‫بنفحات الازهارعلى نسمات الاسحار ‪.‬‬ ‫كتاب شرح البديعيات المسمى‬


‫و‬

‫وكتاب الروض المعطاربرواية الاشعار ‪ .‬وكتاب عيون الامثال العديمة‬

‫المثال ‪ .‬وكتاب سلوى النديم وتذكرة العديم ‪ .‬وكتاب تعطيرالانام في‬

‫تعبيرالمنام في مجلدكبير مرتب على احرف المعجم‪ .‬وكتابالآلا في التعبير‬

‫اجمالاً ‪ .‬وكتاب النوافح الفاتحه بروائح الرؤيا الصالحة ‪ .‬وكتاب يوانع الرطب‬

‫في بدائع الخطب ‪ .‬وكتاب حلة الابريز في رحلة بعلبك العزيز ‪ .‬وكتاب‬

‫الحضرة الانسية في الرحلة القدسية ‪ .‬وكتاب الحقيقة والمجازفي رحلة الشام‬

‫ومصروالحجاز‬
‫‪ .‬وكتاب رحلة طرابلسالشام وكتاب ديوان الحقائقالآلهية‬

‫والمواجيد الربانية وكتاب ديوان في مدح الرسول صلى الله تعالى عليه‬

‫وسلم مرتب على الحروف سماه نفحة القبول في مديح الرسول ‪ .‬وكتابديوان‬

‫في المراسلات بين الاخوان والالغاز والاحاجي وكتاب ديوان الغزليات‬

‫وغيرذلك منالتأليف لم تحضرني فاني ولله الحمد والمنة اخذت ذلك جميعه‬

‫عن ابن ابن الموءلف الاستاذ هو المرحوم الشيخ ابراهيم افندي المرقوم أولاً‬

‫وهو عم والدي رحمه الله تعالى وهو اخذهم بطريق الاجازة عنجده مؤلفهم‬
‫قطب دائرة الوجود الاستاذ الكبير الشيخ عبد الغني النابلسي مدرس‬

‫المحمية النقشبندي طريقة القادري مشرباً‬ ‫السليمية بصالحية دمشق‬

‫قدس الله تعالى روحه ووالى على ضريحه أنواره ونفعنا الله به والمسلمين‬

‫من علومه فاني اجزت لجنابه الكريم بلفظي ورقمت ذلك له بخطي وانا‬

‫الفقير اليه عزشانه محمد شاكر ابن المرحوم محمد طاهرابن ابن الاستاذ‬

‫الشيخ عبد الغني النابلسي صاحب التأليف المرقومة ارجو من المجازان‬

‫لاينساني واولادي منصالح دعواته الخيريه في خلواته وشطحاته والله‬

‫الموفق وعليه الاعتماد تحريراً في سبع وعشرين رمضان سنة الف ومائتين‬

‫وخمس وخمسين والامضاء هكذا خادم خدمة العلماء ومحب للسادة الفقراء‬

‫المرقوم وبجانبها ختمهاه ‪ .‬وارجوك يا اخى ان لا تستطيل ما نقلناه فاني‬

‫قدمت لك جملة من الملاحظات بنقل هذه الاجازة وايضًا اقول اذالم‬

‫تكن ثمرة في نقلها الا اطلاعك على مؤلفات سيدي الشيخ النابلسي باسمائها‬

‫الدالة بعنوانها غالبا على موضوعاتها لكان الأمرمفيدًاكافيا فلعلك ترغب‬

‫في كتاب منها فتجث عنه وتحصله وتنتفع به ولعلك محتاج الى تحقيق‬

‫موضوع من تلك المواضيع فباطلاعك عليها تعلم ان لهذا الموضوع تأليفا‬

‫مخصوصاً لذلك العارف فتبحث عنه وتنتفع به الى غيرذلك من الفوائد‬

‫ومن الاعتبارفي فضل ذلك الغيث المدرار ولنرجع الى ماكنا في صدده‬

‫فاقول ثم ان الشيخ والدي رحمه الله تعالى سلك الطريقة الخلوتية على سيدنا‬

‫الشيخ احمد الصاوي ابي الارشاد قدس سره ذلك العارف الذي ما بايع‬

‫مريدا الأنج ولازمه والدي ملازمة السلوك فلقنه سيدي الصاوي الاسماء‬
‫‪٤٦‬‬

‫السبعة الخلوتية وادخله الخلوة الخلوتية السنيةوالبسه خرقة تلك الطريقة‬

‫المرضية وإجازه بها وبا ورادها واذن له باعطاء العهود وتربية المريدين‬

‫وكتب الاجازة له في تلك الطريقة ممضاة بامضائه مختومة بختمه رضي الله‬

‫لك‬‫في مخلفات والدي رحمه الله تعالى وانا اذكر‬ ‫تعالى عنه كما وجدتها‬

‫صورتها في هذا المؤلف حفظاً لها وتبركا بها مع انها محتوية على فوائد جمة‬

‫من الترغيب بذكرالله تعالى والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله‬

‫تعالى عليه وسلم وبيان حقيقة هذه الطريقة العلية وذكراسماء رجالها‬

‫الكرام رضي الله تعالى عنهم ونفعني وإخواني المسلمين ببركاتهم آمين فاقول‬

‫هذه صورة اجازة سيدي احمد الصاوي قدس سره لوالدي في الطريقة‬

‫الخلوتية بالتمام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي اختارلذكره صفوة‬

‫عباده وامدهم بعنايته وجعلهم من اهل مجالسته ووداده وفقهم لذكره‬

‫باللسان وللفكر في ملكوته بالجنان وزود هم بزاده حباهم بدوام الذكرجلاء‬

‫القلوب وذكرهم في الملاء الاعلى وهو غاية المطلوب فهنياً لمن وفقه لرشاده‬

‫واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة نكون بها من اهل‬

‫اسعاده واشهد ان سيدنا محمداً عبده ورسوله المبعوث من اشرف بلاده‬

‫صلى اللهعليه وعلىآله واصحابه الذينجاهدوافي الله حقجهاده واتباعه‬

‫واحبابه وازواجه واولاده ‪ .‬اما بعد فان طريق القوم جليلة المقدارعالية‬

‫المناريختص بها الاخيار ويتصف بها الابرارواقربها في الوصول الى رب‬

‫البرية طريقتنا المسماة بالخلوتية لكونها اشتملت على ذكرالله والصلاة على‬

‫رسول الله ولا شك انها امران عظيمان لهما وقع في تنويرالجنان وقد‬
‫‪٤٧‬‬

‫الله في القرآن ورسوله بافضح بيان على التمسك بها لما فيها من الفضل‬

‫العظيم والخير العميم اما ما ورد في فضل الذكر من الكتاب والسنة فكثير‬

‫قال تعالى فاذكروني اذكركم وقال تعالى ولذكرالله اكبر وقال تعالى‬

‫يا ايها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًاكثيرًا وسجوه بكرة وأصيلاً هو الذي‬

‫يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين‬

‫رحماً تحيتهم يوم يلقون سلام واعدلهم اجرا كريما وقال صلى الله عليه وسلم‬

‫الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخيرلكم من‬

‫اعطاء الذهب والورق وخيرلكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم‬

‫ويضربوا اعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله وسئل صلى الله‬

‫عليه وسلم اي العباد افضل درجة عند الله يوم القيمة فقال الذاكرون‬

‫اللهكثيرا قالوا يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله فقال لوضرب‬

‫بسيفه الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختصب دما لكان الذاكرون الله‬

‫كثيرًا افضل درجة وقالصلى الله عليه وسلم لان اقعد مع قوم يذكرون‬

‫الله من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس احب الى من ان اعنق أربعة من‬

‫ولد اسماعيل وعن ابن عمرقال ذكر الله بالغداة والعشي اعظم من اصطم‬

‫السيوف في سبيل الله واعطاء المال سحا وعن معاذ بن جبل قال لو ان‬

‫رجلين احدهما يحمل على الجياد في سبيل الله والآخر يذكر الله حتى يلتقيا‬

‫في طريقكان الذي يذكر الله افضلها وروى ان رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم لفن اصحابه جماعة وفرادى فاما تلقينهم جماعة فقد قال شداد بن‬

‫اوسكنا عند النبي صلىالله عليه وسلم فقال عليه السلام هل فيكم غريب‬
‫‪٤٨‬‬

‫يعني من اهل الكتاب قلنا لا يا رسول الله فامربغلق الباب وقال ارفعوا‬

‫ايديكم وقولوا لااله الا الله فرفعنا ايدينا ساعة وقلنا لااله الا الله ثم قال‬

‫الحمد لله اللهم انك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة‬

‫وإنك لا تخلف الميعاد ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام الا ابشروا فان‬

‫الله قد غفرلكم وإما تلقينه لاصحابه فرادى فروى سيدنا الشيخ يوسف‬

‫الكوراني العجمي رضي الله عنه بسنده الصحيح ان عليا رضي الله عنه وكرم‬

‫الله دلني على‬ ‫فقال يا رسول‬ ‫وجهه سأل النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫اقرب الطرق الى الله تعالى واسهلها على عباده وافضلها عند الله تعالى فقال‬

‫صلى الله عليه وسلم أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لااله الا الله‬

‫ولوان السموات السبع والارضين السبع فيكفة ولااله الا الله في كفة‬

‫الرججت بهم لا اله الا الله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي لا‬

‫تقوم الساعة وعلى وجه الارض من يقول لااله الاالله فقال علي رضي الله‬

‫عنهكيف اذكر يا رسولالله فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم غمض‬

‫عينيك واسمع مني ثلاث مرات ثم قل انت ثلاث مرات وانا اسمع فقال‬

‫عليه الصلاة والسلام لااله الا الله ثلاث مرات مغمضاً عينيه رافعا صوته‬

‫وعلي يسمع ثم قال علي رضيالله عنه لااله الا الله ثلاث مرات مغمضاً ‪.‬‬

‫عينيه رافعا صوته والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع اما فضل الصلاة على‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال تعالى ان الله وملائكته يصلون على‬

‫يا ايها الذينآمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً وقال صلى الله عليه‬ ‫ال‬
‫ني‬

‫وسلم ان اولى الناس بي اكثرهم علي صلاة وقال صلى الله عليه وسلم من‬
‫صلى علي صلت عليه الملائكة ما دام يصلي علي فليقلل عند ذلك او ليكثر‬

‫وقال صلى الله عليه وسلم اكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة وقال صلى‬

‫الله عليه وسلم من صلى علي من امتي كتبت له عشرحسنات ومحيت عنه‬

‫عشرسیآت وقال صلى الله عليه وسلم ليردن على الحوض يوم القيامة‬

‫الله عليه وسلم من صلى‬


‫اقوام ما اعرفهم الا بكثرة الصلاة علي وقال صلى‬

‫على مرة واحدة صلى الله عليه عشر مرات ومن صلى علي عشرمرات صلى‬

‫الله عليه مائة مرة ومن صلى على مائة مرة صلى الله عليه الف مرة ومن‬

‫صلى على الف مرة حرم الله جسده على الناروثبته بالقول الثابت في‬

‫الحياة الدنيا وفي الآخرة عند المسئلة وادخله الجنة وجاءت صلاته علي‬

‫نورا له يوم القيامة على الصراط مسيرة خمسمائة عام واعطاه الله بكل صلاة‬

‫صلاها قصرا في الجنة قل ذلك اوكثر وقال صلىالله عليه وسلم من‬

‫صلى علي يوم الجمعة مائة مرة جاء يوم القيامة ومعه نور لو قسم ذلك النور‬

‫بين الخلقكلهم لوسعهم وقال صلى الله عليه وسلم من عسرت عليه حاجة‬

‫فليكثربالصلاة علي فانها تكشف الهموم والغموم والكروب وتكثرالارزاق‬

‫وتقضى الحوائج وقال صلى الله عليه وسلم جاءني جبريل عليه السلام فقال‬

‫يا محمد لا يصلي عليك احد الاصلى عليه سبعون الف ملك ومن صلت‬

‫عليه الملائكةكان من اهل الجنة وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫ارأيت صلاة المصلين عليك ممن غابعنك ومن يأتي بعدك ما حالها‬

‫عندك فقال اسمع صلاة اهل محبتي واعرفهم وتعرضعلي صلاة غيرهم عرضاً‬

‫كان الاشتغال بالطريق على هذا الوجه لا يتم الا بشيخ عارف له سند‬
‫ولما‬
‫‪Ww‬‬
‫‪0.‬‬

‫الله عليه وسلم حث العارفون على ملازمة‬ ‫متصل برسول الله صلى‬

‫المشايخ وحفظ عهودهم والتأدببآدابهم مع الجد والاجتهاد ليحصل بلوغ‬

‫المراد هذا وقد لازمني الشاب الصالح المجتهد الرائج العمدة الفاضل‬

‫الحسيب النسيب السيد محمد الجسر من اهالي طرابلسالشامالحنفيالمذهب‬

‫وتلقن منى الاسماء السبعة على طريق السادة الخلوتية بالاشارات الالهية‬

‫وادخلته خلواتهم المرضية والبسته خرقتهم السنية فاستخرت الله تعالى‬

‫الذي لاخاب من استخاره واجزت المذكور باعطاء العهودوافتتاح الاذكار‬

‫والاوراد وتلقين الاسماء وتلبيس الخرقة وإدخال الخلوة لمن يكون لذلك‬

‫اهلاً بشرط الجدوالاجتهاد والمحافظة على الاوراد وان لايزيد على صلوات‬

‫شيخنا ومنظومته بيتافيه مدح له او لغيره اويجيز الزيادة فان فعل اواجاز‬

‫من فعل فلا اجازة له مني كما اخذت ذلك عن استاذي وقدوتي وملاذي‬

‫ابي البركات ومهبط الرحمات شيخنا الشيخ احمد الدرديرالعدوي المالكي‬

‫فالله تعالى الشيخ محمد بن سالم الحفناوي وهو عن‬


‫وهوعن الاستاذ العار ب‬

‫سيدي مصطفى البكري صاحب ورد السحروهو عن سيدي عبد اللطيف‬

‫الحلبي وهو عن العارف بالله تعالى مصطفى افندي الادرنوي وهوعن‬

‫سيدي علي قرا باشا افندي واشتهرت الطريقة به وهو عن سيدي اسماعيل‬

‫الجرومي وهو عن سيدي عمر الفوادي وهوعن محي الدين القسطموني‬

‫وهو عن الشيخ شعبان القسطموني وهو عنخير الدين التوقادي وهو عن‬

‫جلي سلطان الافسرائي الشهير بجمال الخلوتي وهو عن محمد بن بهاء‬

‫الدين الازديجاني وهو عن سيدي بحى الباكوبي وهوعن صدرالدين‬


‫اه‬

‫الخياني وهو عن الحاج عزالدين وهو عن محمد مبرام الخلوتي وهو عن عمر‬

‫الخلوتي وهو الذي انبلجت الطريقة على يديه وهو عن اخي محمد الخلوتي‬

‫وهو عن ابراهيم الزاهد التكلاني وهو عن سيدي جمال الدين التبريزي‬

‫وهو عن شهاب الدين محمد الشيرازي وهوعنركن الدين محمد النجاشي |‬

‫وهو عن قطب الدين الابهري وهو عن أبي نجيب السهروردي وهو عن‬

‫عمرالبكري وهو عن وجيه الدين القاضي وهو عن محمد البكري وهو عن‬

‫محمد الدينوري وهو عن ممشاد الدينوري وهو عن سيد الطائفة الجنيد‬

‫ابن محمد البغدادي وهو الذي انتهت اليه الطرق المشهورة وهوعن‬

‫السري السقطي وهو عنمعروف الكرخي وهو عن داود بن نصير الطائي‬

‫وهو عن حبيب العجمي وهو عن الحسن البصري وهو عن الامام علي بن‬

‫ابي طالب وهو عن سيد الكائنات عليه من الله ازكى التحيات ورضى الله‬

‫عنهم والحقنا بنسبهم اجمعين واوصيه بتقوىالله سراً وجهراً وملازمة‬

‫الاوراد سفرًا وحضرًا ولا سيما صلوات شيخنا ومنظومته لاسماء الله الحسنى‬

‫صباحا ومساء وورد السحر وورد الستار وإن يوقرالكبير ويرحم الصغير‬

‫ويجعل رأس ماله مسامحة اخوانه وان لا ينساني من صالح دعواته في‬

‫خلواته وجلواته واسأا‬


‫للله تعالى لي وله ولجميع احبابي النفع التام والوفاة‬

‫على كمال الايمان والاسلام ودخول دار السلام بسلام بجاه النبي عليه‬

‫افضل الصلاة وازكى السلام تحريرافي سادس شعبان سنة الف ومائتين‬

‫وثمان وثلاثين هجرية اه ومكتوب باعلى الاجازة بخط سيدي الصاوي على‬

‫ما يظهر هكذا ( الحمد لله قد اجزت ولدنا الصالح المذكور بما تضمنته هذه‬
‫‪٥٢‬‬

‫الاجازة والله اعلم الفقير احمد بن محمد الصاوي المالكي الخلوتي الحفناوي‬

‫اهـ‬ ‫عفى عنه اه والختم تحتها هكذا منقوش فيه الفقير احمد الصاوي المالكي‬

‫وهنا مناسبتان احب ايرادهما اذ لا تخلوان عن فائدة المناسبة الاولى قد‬

‫علمت باطلاعك على هذه الاجازة ان الشيخ والدي رحمه الله تعالىكان‬

‫مأذونا له من شيخه سيدنا الصاوي قدس سره باخذ العهود على المريدين‬

‫وتربيتهم ومع هذا فلم يبلغنا انه رحمه الله تعالى اخذ عهدًا على مريد في‬

‫البلاد الشامية وإنماكان متحابا في الله تعالى مع اخيه في الطريق على سيدنا‬

‫الصاوي سيدنا الشيخ محمود الرافعي رحمه الله تعالى وكان سيدنا محمود‬

‫المذكور يغلب عليه الاستغراق في شهود الله تعالى فكان رضي الله عنه‬

‫يأخذا العهد على المريدين ووالدي رحمه الله تعالىفي الغالب يقوم بتربيتهم‬

‫وتهذيبهم وتعليمهم الآداب مع شيخهم وهو مع سيدنا الشيخ محمود المذكور‬

‫يد واحدة في اقامة الاذكاروقراءة الاوراد حتىكانها روحفي جسدين وهذا‬

‫امرمشهور بين اخواننا الخلوتية وأهل بلدتنا وغيرهم وقد دام هذا الاتحاد‬

‫والموافقة بفضله تعالى بين اولاد سيدنا الشيخ محمود وبين عمي الشيخ‬

‫مصطفى بعد وفاة الشيخين ثم لم يزل الحالكذلك بين هذا الفقير محرر هذه‬

‫الاسطروبين سيدي الشيخ عبد الرزاق ابن سيدنا الشيخ محمود رحمه الله‬

‫تعالى وإساله تعالى ان يديم ذلكبين ذرارينا الىآخر الزمانآمين وقدحدثني‬

‫سيدي الشيخ محي الدين الفاخوري البيروني تغمده الله برحمته انه في احدى‬

‫المرات كان والدي رحمه الله تعالى اتي بيروت عائدا من زيارة القدس‬

‫الشريف وسيدنا الشيخ محمود الرافعيكان قد تأخرفي الزيارة فاني لسيدنا‬


‫‪of‬‬

‫الشيخ محي الدين رجلان اخوان مناهلبيروتوطلب منه التوسط لوالدي‬

‫رحمة الله تعالى في ان يعطيها عهد الطريقة الخلوتية فامتنع والدي عر‬

‫ذلك ووعدهما بان سيدنا الشيخ محموداً سيأتي بيروت قريباً وهويعطيها‬

‫العهد المذكور فالح عليه باحذ العهد عن والدي فلما راى رحمهالله تعالى‬

‫الحاحها اعطاهما العهد بذلك وبعد مدة حضر سيدنا الشيخ محمود الى‬

‫بيروت فاحضرهما والدي لحضرته وقال له يا سيدي ان هذين الرجلين‬

‫طلبا مني العهد في طريقتنا فانا اعطيتهما ذلك بالنيابة عنك فالآن أريد‬

‫ان تجدد لهما اعطاءه منك مباشرة فسيدنا الشيخ محمود امتنع اولاً وقال له‬

‫يا اخي نحن يد واحدة فوالدي الح بذلك حتى جدد لهما سيدنا الشيخ محمود‬

‫العهد الخلوتي على يديه حسب طلبوالدي رحمه الله تعالى نعم انوالدي‬

‫رحمه الله تعالى قد اخذ العهد الخلوتي على اناس في البلاد الرومية وكان‬

‫من خيارهمخليفته الرجل التقي الصالح الورع المبارك الشيخ محمد ديب‬

‫الدمشقي وكان اجتماعه معه في الاستانة العلية وهوالذي كتب له الشيخ‬

‫رحمه الله بالحضور من الاستانة الى بلاد يافا ليجتمع به قبل وفاتهكما سيأتي‬

‫ذكر ذلك في مكاشفات الشيخ رحمه الله تعالى اذا علمت ذلك فاعلم ان‬

‫السبب في امتناع الشيخ رحمه الله تعالى عن اخذ العهد الخلوتي على أحد‬

‫في البلاد الشامية هو ما بلعني من بعض اخواننا واظن ان عمي حدثني‬

‫بذلك ان والدي رحمه الله سمع سيدنا الشيخ الصاوي يقول انا ربيت‬

‫محموداً لبر الشام وربيت محمدًا لبرالحجازيعني بمحمود سيدنا الشيخ محمود‬

‫الرافعي المتقدم ذكره وبمحمد سيدنا الشيخ الكتبي شيخ والدي في العلم‬
‫‪٥٤‬‬

‫السابقذكره ايضا ويؤيد بعض هذا الخبر ماصدرسيدنا الكتبي بهكتابه‬

‫الذي ارسله لوالدي المتقدم لك نقل صورته في هذا المجموع فارجع اليه‬

‫ان شئت فوالدي رحمه الله تعالى تأدبا مع شيخه سيدنا الشيخ الصاي لم‬

‫يعاهد احدا في برالشام بالطريقة الخلوتية فانظرالى هذا الادب ومراعاة‬

‫كلام الاشياخ وبذلك نال العارفون ما نالوا ووصلوا الى ما وصلوا نفعنا‪.‬‬

‫الله تعالى بعباده الصالحين وجعل انظارهم علينا آمين المناسبة الثانية‬

‫قد علمت من هذه الاجازة ان سيدنا الشيخ الصاوي رضي الله عنه اخذ‬

‫على والدي فيها عهدًا ان لا يزيد على صلوات سيدنا الشيخ الدردير‬

‫ومنظومته بيتا فيه مدح له او لغيره او يجيز الزيادة فان فعل اواجاز من‬

‫فعل فلا اجازة له منه ولا شك أن منظومة سيدنا الشيخ الدردير تنتهي الى‬

‫قوله‬

‫تباركت يا الله ربي لك الثنا‬ ‫وسلم عليهم كلما قال قائل‬

‫واما الأبيات الخمسة التي تقرأ الآن بعد هذا البيت وهي‬

‫بناظم الاسمائك الدرديرشيخي وذخرنا‬ ‫الهي توسلنا اليك‬

‫الى قوله‬

‫واتباعه يا سامعا لدعائنـــــا‬ ‫وبلغه في الدارينكل مراده‬

‫فليست من كلام سيدنا الدرديركما هو ظاهرمع انهاكانت تقرأفي زمن‬

‫سيدنا الشيخ محمود الرافعي وزمن والدي رحمهاالله تعالى باذنها في‬

‫حضرتها وقد سألت بعض اخواننا الخلوتية وهو من الخواص الملازمين‬

‫للشيخين عن حقيقة تلك الزيادة مع النهي المتقدم في الاجازة فاخبرني انه‬


‫سمع سيدنا الشيخ محمود الرافعي رحمه الله تعالى يقول ان هذه الابيات‬

‫الخمسةكان قد نظمها بعض اخوان سيدنا الشيخ الصاوي رضي الله عنه‬

‫وارادوا قراءتها في حضرته فمنعهم عن ذلك ثم حصل له اذن من حضرة‬

‫السيد الكامل صلى الله تعالى عليه وسلم بقراءتها وإجازة زيادتها فاذن‬

‫بذلك لاخوانه اه ولعل ذاك الاذنكان لسيدنا الصاوي بالرؤيا‬

‫الصالحة فانه اهل لذلك اوغيرذلك والله اعلم فبناء على هذا يكون العهد‬

‫المأخوذ على والدي رحمه الله تعالىكان قبل ذلك الاذن النبوي فلا‬

‫اشكال في ذلكولا مخالفة منه لعهد شيخه ثم اخبرني ذلكالبعض انهكان‬

‫الشيخين رحمها الله تعالى يقولان غضب الله على من يزيد في اورادنا‬

‫شيئًا ولو حرفًا واحدًا فاياك يا اخي ان تفعل شيئًا من ذلك والله سبحانه‬

‫وتعالى يحفظنا جميعاً من مخالفة اشياخنا وان هذا الفقير قد اخذ على العهد‬

‫في‬ ‫من سيدي وقدوتي الى الله تعالى السيد الشيخ محي الدين الفاخوري‬

‫ضمن اجازته لي في الطريقة الخلوتية بعدم الزيادة على اورادها العلية فانا‬

‫ان شاء الله تعالى لا ازيد ولا اجيز الزيادة لحرف واحد والله يتولى هدانا‬

‫اجمعين هذا ثم اني وجدت في مخلفات الشيخ والدي رحمه الله تعالى اجازة‬

‫له بالطريقة الرفاعية من سيدنا الشيخ محمود الرافعي قدس سره ممضاة‬

‫با مضائه مختومة بختمه فحدثت بها سيدي الشيخ عبد القادرابا رباح رحمه‬

‫الله تعالى فقال لي ياولدي ان والدك كان سالكا اثنتي عشرة طريقة‬

‫واشك انه قال أزيد من ذلك والله العظيم هذا خطابه لي وهو ادرى‬

‫الناس باحوال والدي رحمه الله تعالى كما يعلمه كل فرد من اخواننا‬
‫الخلوتية في طرابلس ويافا والله اعلم بحقيقة احوال الشيخ رحمه الله تعالى‬

‫نفعنى واخواني المسلمين بانظار اهل الطريق آمين ولنذكر لك صورة‬

‫لوالدي رحمها الله تعالى بالطريقة الرفاعية‬ ‫اجازة سيدنا الشيخ محمود‬

‫البهية تبركا بها وبذكر رجالها الكرام واستمدادًا من حضرة سيدنا الشيخ‬

‫به رفاعياكما وجدته‬


‫الرفاعي قدس سره ولاسيما وان الشيخ والديكان مشر‬

‫لله فاتح ابواب البرلمن‬


‫بخطه وهذه هي بالتمام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد‬

‫لمن شاء ارشاده ‪ .‬والصلاة والسلام على‬ ‫اراد اسعاده ‪ .‬ومانح الوصول‬

‫سيدنا محمد باب الابواب ‪ .‬ولباب اللباب ‪ .‬وعلىآله واصحابه المرشدين|‬

‫وذريته وشيعته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين ‪ .‬اما بعد فقد جعل‬

‫الله تعالى اهل الطريقة من صفوة اوليائه ‪ .‬وفضلهم على الكافة من عباده‬

‫من بعد رسله وأنبيائه ووفقهم باداب العبودية وفهم احكام الربوبية ‪.‬‬

‫فطريقهم طريق حميده ورتبتهم رتبة عالية مجيدة لا يسلكها الا من اراد الله‬

‫سعادته او نور بصيرته وإن سلوك طريقهم لم يزل مطلوباً بالطلب الحثيث‬

‫مشهور الذكر في القديم والحديث وإن ممن سلك فيها وانتظم في سلك‬

‫درازیها وتحلى بعقود لاكيها اللوذعي الفاضل روضة التقوى التي زهرها‬

‫التوفيق وثمرها سلوك المنهج الاقوى ‪ .‬من ورث المكارم كابرا عنكابر ‪.‬‬

‫‪ .‬العمدة الفاضل النبيل والامام الجهبذ الجليل الاخر‬


‫منورالبصر والبصائر‬

‫في الله الشيخ محمد الجسر الطرابلسي وقد حصل له الاذن في الخلافة على‬

‫الطريقة الرفاعية المرضية الاذن الباطني في نظمه بسلوك الطريقة الرفاعية‬

‫المنيرة السنية الموصولة الاسباب الى القطب الكبير والامام الشهير صاحب‬
‫‪ΟΥ‬‬

‫خوارق العادات من اطاعه سم الافاعي سيدي وملاذي وامامي السيد‬

‫الشيخ احمد الرفاعي قدس الله اسراره وإدام لنا بره وانظاره فبايعته فيها‬

‫وعاهدته خليفة ومرشدًا اقمته واجزئه بجميع ما ينسب اليها من الادوية‬

‫وجميع ما تجوز لي فيها اجزته اجازة مطلقة عامةكما اجازني بذلك شيخي‬

‫ومرشدي في هذه الطريقة السيد الشيخ حسين الدجاني واخذ الطريقة‬

‫عن الشيخ احمد ابن الشيخ حسين الجندلي وهو عن سيدي عبد الرحيم ابن‬

‫السيد علي الرفاعي وهوأخذ عنوالده السيد علي الجندلي وهو عن والده‬

‫السيد احمد الجندلي الرفاعي وهو عن سيدي محمد ابي سعيد الجندلي وهو‬

‫عن سيدي اسماعيل الجندلي وهو عن سيدي العارف بالله عزالدين‬

‫حسين بن الرفاعي وهو عن سيدي صدرالدين العارف بالله الرفاعي‬

‫وهو عن والده شمس الدين احمد بن احمد الرفاعي وهو عن أبيه تاج‬

‫الدین بن احمد الرفاعي وهو عن سيدي شمس الدين بن احمد المستعجل‬

‫بن محمد الرفاعي وهو عن خاله ابن عم ابيه نجم الدين بن احمد بن علي‬

‫الرفاعي وهوعن ابن عمه السيد قطب الدين ابي الحسن بن على الرفاعي‬

‫ابن عبد الرحيم الرفاعي وهو عن السيد شمس الدين وهو عن ابن عمه‬

‫فخرالدين ابراهيم الاعجم قوله الاعجم فانه عندنا ابراهيم الاعزب لا الاعجم‬

‫اه صيادي وهو عن بن عمه سيف الدين علي بن عثمان الرفاعي وهو عن‬

‫سيدنا وإمامنا مربي المريدين ومرشد السالكين وسلطان العارفين العلم‬

‫الشهير والقطب الكبير من له اطاعة الآساد والافاعي ابي العلمين الشهاب‬

‫احمد بن الرفاعي بن ابي الحسن الرفاعي وهومن سيدي علي ابن القاري‬
‫‪٥٨‬‬

‫الواسطي وهوعن الشيخ ابنكانج وهوعنابن زكانوهو عن علي برباري وهو‬

‫عن الشيخ عمر العجمي وهوعن الشيخ ابيبكر الشبلي وهوعن شيخ الطائفتين ابي‬
‫‪1‬‬

‫قاسم الجنيد البغدادي وهو عن سري السقطى وهو عن معروف بن فيروز‬

‫الكرخي وهوعنالشيخ داود الطائي وهو عنحبيب العجمي وهوعن ابي سعيد‬

‫حسنالبصري وهوعن أميارلمؤمنين علي بن ابي طالبكرمالله وجهه وهو عن‬

‫عروس المملكة وسيد الكائنات وزين القيامة سيد العالمين ومقدمجيش‬

‫المرسلين وقائد ركب الانبياء المكرمين عليه من الله افضل الصلاة واتم‬

‫التسليم وهو عن امين الوحى سيدنا جبريل وهو عن رب العزة رب‬

‫العالمين واذنت له بكل ما اذن لي فيه شيخي المذكور من النفث في فم من‬

‫اراد حفظه من سموم الافاعي والعقارب والاربعينيات ويسقى السكر‬

‫وغيرهكاللبن ممن لا يمكن النفث في فيهكالنساء والاجنبيات بشرطه‬

‫المعلوم له وان يجيز من شاء ممن لدغ من ذوات السموم ويكتب التمائم‬

‫لجلب نفع ودفع ضر وان ينفخ على المرضى والاعين الرمدا وان يضع يده على‬

‫داء اللوقة والكح مستمداً في ذلك باسرار القطب الكبير وبرفع الرايات‬

‫الرفاعية بين يديه وضرب المزاهروالباس الخرقة وقطع العهود للمريدين‬

‫وتجليس من اراد تجليسه على اسجادة الرفاعية وبعمل الدوسة والاعتماد‬

‫في ذلك على حضرة الاستاذ امدنا الله في امداداته واوصيه وإياي بتقوى‬

‫له العظيم وإن لا ينساني من صالح دعواته في خلواته وجلواته واسأل الله‬

‫العظيم ان يديم ارشاده وان ينفع به المسلمين وان يديم تعطيفه امامنا شيخ‬

‫العاجز علينا وعليه انه على ما يشاء قدير و بالاجابة جدير وقد كانت‬
‫‪٥٩‬‬

‫الخلافة لجنابه في شهر رجب الفرد المحرم سنة ست واربعين ومائتين‬

‫والف من الهجرة المنورة على صاحبها افضلالصلاة واتمالسلام انتهى‬

‫والامضا هكذا ( الفقير إلى الله تعالى محمود الرافعي الطرابلسي الخلوتي‬

‫الرفاعي عفا عنه مولاه ) وختمه بجانبها نفعنا الله تعالى باهل هذه السلسلة‬

‫المباركة وامدنا بامدادهم وإعاد علينا من بركات سيدي احمد الرفاعي‬

‫قدس الله سره العزيز آمين هذا ولنرجع الى سياق ترجمة الشيخ رحمه الله‬

‫تعالى فنقول انه في مدة اقامته في مصرواكتسابه العلوم وسلوكه الطريقة‬

‫الخلوتية كان مجتهدا باذلاً همته صارفاً اوقاته للتحصيل واما تفصيل احواله‬

‫في ذلك الزمن وبيان الكتب التي حضرها على مشايخه ووقائعه في سلوك‬

‫الطريقة فلم يبلغني تفصيل ذلك لاني لم ادرك اقران الشيخ الذين كانوا في‬

‫مصر ايام مجاورته لكني اجتمعت مع رجل من اهل اللاذقية يدعى ابا النور‬

‫عليه سيماء الصلاح يبلغ من العمرما يقارب السبعين فحدثني اجمالاً‪.‬تن‬

‫احوال الشيخ بما يفيد جده واجتهاده قال لي اني ذهبت مع والدك من‬

‫اللاذقية إلى مصر وجاورت معه في الازهر وسكنا حجرة واحدة وكان‬

‫يشتغل بالعلم وبعد ما سلك الطريقة الخلوتية على سيدنا الشيخ الصاوي‬

‫في الحجرة لاجل الاوراد‬ ‫رضي الله تعالى عنه صار يجب الخلوة بنفسه‬

‫والاذكارففارقني وسكن وحده اه ثم انه بلغني ان الشيخ رحمه الله تعالى‬

‫بعد حضوره من مصراقام في يافا اربع سنوات واظن انه بعد ان حضر‬

‫الى طرابلس لرؤية امه واخوته وكانت اقامته في يافا بطلب سيدنا الشيخ‬

‫سليم الدجاني والدسبدنا الشيخ حسين الدجاني رضي الله عنها وكلفه ان‬
‫‪٦٠‬‬

‫يقرأ العلم لجملة من طلبته في يافا ومنهم سيدنا الشيخ عبد القادرابو رباح‬

‫الدجاني والشيخ حسن افندي الدجاني نجل سيدنا الشيخ سليم المذكور رحمهم‬

‫الله تعالى جميعا ثم انه اتى طرابلس وجعل اشتغاله بالعلم والتدريس وكانت‬

‫سيماه سيما علماء الظاهركما اخبرني بذلك بعض اخواننا وجعل يقرأ درسا‬

‫عمومياً في الجامع الكبيرالمنصوري في طرابلس ويقرأ دروساً خاصةللطلبة‬

‫من نحو وخلافه اخبرني شاكرآغا العثمان نسيب بني المقدم وهو رجل من‬

‫اعيان المرقب يبلغ من العمرالسبعين قال ليكنت احضر على والدك العلم‬

‫في اول حضوره الى طرابلس انا وإسماعيل افندي وامين افندي اولاد محمد‬

‫افندي المقدم نقيب اشراف طرابلس في ذلك الحين وكنا نظر الحالة‬

‫الصبوة ربما نسيء الادب مع بعضنا في حضرته فيقوللنا يا اولادي تأدبوا‬

‫اه والظاهررحمه الله تعالى كان قد حصلت له‬ ‫معي فاني رجل مبشرفي‬

‫بشارة من احد اشياخه بانه سينال مقام الولاية أولعل تلك البشارة ما‬

‫نقلته لك سابقا من قول سيدنا الصاوي رضي الله عنه له حين بلغه وفاة‬

‫والده وهوفي مصرانت جسرباذن الله انت جسر باذن الله او هي غير‬

‫ذلك ولعلها ما وجدته بخطه رحمه الله تعالى في سفينة صغيرة يظهرانه‬

‫محررلها بعد حضوره من مصر بقليل في حياة سيدنا الصاوي رضي الله‬

‫عنه لانه محورفيها بعض اشياء سمعها من المصريين وإنا انقل لك ما‬

‫في تلك السفينة من البشارة الثمينة وهذا هو بالتمام كـ‬ ‫وجدته بخطه‬

‫رحمهالله تعالى ومامن اللهعلى ما بشرني به بعض اخواني المجاذيب اصحاب‬

‫الحال الصادقعنشيخنا ابي العلمين قدس الله سره ان على الفقير نظراحد‬
‫‪་‬‬

‫عشررجلاً من رجال الله والحمد لله على هذه النعمة وهم رضي الله عنهم‬

‫وقدس اسرار هم وامدني الله بعددهم دائماحتى ينقضي اجلي ولي بهم ان شاء الله‬

‫تعالى نسبة من حيث مشربهم اللهم لا تحرمنا من انظاه‬


‫رم ياكريم وهذه‬

‫اسماؤهم شيخنا وبابنا وعزنا وجاهناواصل نعمتي ومن انا غرس نعمته سيدي‬

‫وسيد اسيادي بل سيد اهل وقته الشيخ الكبيروالقطب الشهير منفضله‬

‫ومناقبه عمت الآفاق الا وهوامام اهل زمانه بالاتفاق سيدي السيد الشيخ‬

‫احمد الصاوي ادام الله عزه آمين وشيخنا ومربينا وكافلنا وموصلنا لحضرة‬

‫شيخنا سيدي الشيخ محمود الرافعي لا زال قدره مرفوعا وشانيه موضوعا‬

‫وشيخنا ومرابينا السيد الشيخ حسين سليم الدجاني صاحب الاسراروالمعاني‬

‫مجمل قلوب اخوانه بالسرالباهروالنور الزاهرقرب الله له الفتوح الاكبر‬

‫ولا زال على متن جواد العزمقداما جرى واطالالله بقاه وزاد انتفاعه‬

‫ونفعه للمسلمين بجاه سیدنا محمد خیرانبیاه امين وشيخنا من اخذنا عهده‬

‫على طريقة الخلوتية شيخنا السيد الشيخ عمراليا في قدسالله سره وذلك قبل‬

‫خدمتي لطريق ابي الارشاد شيخنا الصاوي رضي الله عنه وشيخنا ابو‬

‫البركات وشيخ شيخناسيدي الشيخ احمد الدردير رضي الله عنه وشيخنا السيد‬

‫الحفني قدس سره وشيخنا السيد مصطفى البكري الصديقي اصل النعم في‬

‫هذا الطريق أعلى الله منارطريقه وجعلنا من فريقه وشيخنا السيد كمال‬

‫الدين ولده قدسالله سره وشيخنا الشيخ سليم الدجاني دام نظره علي وعلى‬

‫اخواني ونور الله‬


‫ضريحهآمين و‬
‫شيخنا ابو عبد الله السيد الشيخ محمد الناجي‬

‫ادام الله اعلاء قدره وعطف قلبه عليّ وعلى اخواني وشيخنا الشيخ عبد‬
‫‪٦٢‬‬

‫القادرالرافعي والد استاذنا الشيخ محمود انارالله مقامه وجملقلب شيخنا‬

‫ولده بنور قلبه آمين وقد اخبرت استاذنا أبا رشيد بواقعة حال اخينا‬

‫المذكور فاجاب وارجواالله ان يكون اكثر من ذلك فارجو الله ان يحقق‬

‫لي رجاه انتهى ما وجدته بخط الشيخ رحمه الله وقد استفيد منكتابة الشيخ ان‬

‫هذه البشارة حصلت في البلاد الشامية في حياة سيدنا الصاوي رضي‬

‫عنهكما قدمنا حيث قال فيها في حق سيدنا المذكور ادام الله عزه آمين‬

‫واستفيد ايضا منها ان الشيخ رحمه الله تعالى سلك الطريقة الخلوتية على‬

‫سيدنا الشيخ عمراليافي الصديقي قبل سلوك تلك الطريقة على سيدنا |‬

‫الصاوي قدس سره وبذلك اخبرني بعض الناس واظنه سيدنا الشيخ‬

‫عبد القادرابا رباح الدجاني وهذاكان منه رحمه الله تعالى قبل ذهابه‬

‫لمصر في زمن شبابه ولكن تمام سلوكه فيها ونواله خلافتها انما‬
‫كان على يد‬

‫سيدنا الشيخ الصاوي رضي الله تعالى عنه كما علمته واستفيد من هذه‬

‫البشارة ان سيدنا الشيخ محمود الرافعي رحمه الله تعالىكان مقدماً عند‬

‫سيدنا الشيخ الصاوي وسابقا في سلوكه هذه الطريقة على والدي رحمه الله‬

‫تعالى حيث يقول فيها في حق سيدنا الشيخ محمود المذكور ومربينا وكافلنا‬

‫وم وصلنا لحضرة شيخنا وهكذاكان الواقع فان سيدنا الشيخ محمود رحمه الله‬

‫منخواص سيدنا الصاوي واكابر اخوانه حتى ان سيدنا الصاوي صاهره‬

‫واعطاه ابنة أخيه وهيام اولاد سيدنا الشيخ محمود اولئك الكواكب الثلاثة‬

‫المنيرة وسيدنا الشيخ محمودكان اكبر من والدي في السن بعدة سنير‬

‫انه اشتغل في الطريق على سيدنا الصاوي حتى صار مقدما بين‬
‫فالظاهر‬
‫‪٦٢‬‬

‫في سلوك والدي للطريق كما يقول في هذه‬ ‫اخوانه ثم هوكان الواسطة‬

‫البشارة وموصلنا الحضرة شيخنا والله اعلم ثم ان والدي رحمه الله تعالى في‬

‫مدة اقامته في طرابلس واشتغاله في التدريس كما قدمناكان سيدنا الشيخ‬

‫محمود الرافعي رحمه الله تعالى مشتغلاً في طرابلس بالطريقة والاذكار‬

‫وارشاد المريدين وهداية السالكين وبدت بين تلامذته احوال واسرار |‬

‫ور وحنة قلوب حتى ظهرعلي كثير من منهم احوال الجذب فكانيحدث‬

‫بينهم امور من عوائد المجاذيب حتى ان البعض منهم يضرب البعض الآخر‬

‫فصار بعض الناس يتكلمون في حقهم على وجه الاعتراض فاخبرني بعض‬

‫اخواننا ان والدي رحمه الله تعالى لما بلغهكلام بعض الناس في حق‬

‫تلامذة اخيه الشيخ محمود رحمه الله تعالى اخذته الغيرة في ذلك وذهب الى‬

‫زاويته قاصدًا ان يذاكره في تلك الوقائع الحاصلة من تلامذتهالمجاذيب‬

‫عسى ان يجدا طريقة لمنعها ودفعكلام الناس واعتراضهم فلما وصل الشيخ‬

‫والدي رحمه الله تعالى الى زاوية سيدنا الشيخ محمود خرج اليه اولئك‬

‫المجاذيب ومنعوه من دخول الزاوية واجروا معه امورًا خارجة عن طور‬

‫العقل ولا يخفاك احوال المجاذيب فعند ذلك رجع الشيخ رحمه الله تعالى‬

‫عن ذلك العزم واخذ يشتغل بالطريقوالاذكاروالمجاهدات وكان ذلك‬

‫باعنا له على تجديد السلوك ومعاودة المجاهدة لخير ارادة الله فيه فلم يزل‬

‫مشتغلاً بمجاهدة نفسه حتى ورد عليه حال جذب قوي جدا فماكان‬

‫يحدثني به عمي الشيخ مصطفى وعمتي شقيقة الشيخ انه رحمه الله تعالىآل به‬

‫الامرفي ايام جذبه ان تتجرد من ثيابه ولا يقى عليه الا مرقعةكان اعطاه‬
‫اياها الشيخ سليم الدجاني ولم تزل هذه المرقعة عندنا الى الآن يتبرك بها‬

‫اخواننا وبعض أهل بلدتنا ويضعونها على المرضى والمعسرات من النساء‬

‫وحدثني عمي وعمتي المذكوران ان من جملة طوارق جذب الشيخ رحمه الله‬

‫تعالي انه في بعض الاوقات يطلب ماء مسخنا اشد التسخين حتى لووضع‬

‫فيه الطير لتعرى من ريشه فيضعه الشيخفي وعاءكبير ويجلس فيه ويصب‬

‫منه على جسده وفي بعض الاوقات في أيام البرد الشديد يتجرد من ثيابه‬

‫ويقف تحت الميزاب وهو يتدفق بماء المطر والماء يجري عليه من رأسه الى‬

‫قدميه حتى يصير جسده مزرقا من شدة البرد وهوواقف الساعات‬

‫العديدة ووالدته تبكي شفقة عليه وتنادي يا ولداه وفي بعض الاوقات اذا‬

‫قام للصلاة واستقبل القبلة واراد الشروع في الصلاة يندفع بشدة حتى‬

‫كأن شخصاً قويا دفعه فلم يزل يعاود الشروع وهو يندفع مرارا عديدة ثم‬

‫يأخذ بالتضرعوالاستغاثة وينادي يا اهل الطريق اني رجلمنسوبللعلم‬

‫فكيف اترك الصلاة ولم يزل يستغيث حتى ينصرف عنه ذلك الحال‬

‫ويؤدي تلك الصلاة وفي بعض الاحيان يمتنع عن الوضوء فيطلب بلاطة‬

‫ويتيم عليها ويصلي ومراراً يغيب عن الادراك ويخلط في الكلام ثم يعود الى‬

‫حالة الصحو ومن له معرفة باحوال المجاذيب والامتحانات التي ترد عليهم‬

‫ويعلم صعوبة السلوك وعسر عقباته لا يستغرب شيئًا ما ذكرناه عن الشيخ‬

‫رحمه الله تعالى وإنا اذكرلك شيئًا مما ذكره القوم ينكشف لك به بعض‬

‫ما اوردته هنا من احوال الشيخ رحمه الله تعالى قال الشيخ الصفدي صاحب‬

‫التائية المنظومة في سلوك السادة الصوفية‬


‫‪70‬‬

‫ويعقب البرد من عذب الوصالات‬ ‫الحب نار سوى المحبوب تحرقه‬

‫قال شارحها الشيخ علوان الحموي رحمه الله تعالى الحب الصادق اذا‬

‫دخل الفؤادكان مثاله مثال النار وحصل منه الوجد والقلق والزفرات‬

‫والحرق وهذاكما شاهده في حاله رحمه الله يعني الناظم فانهكان اذا ثاريه‬

‫الوجد تأخذه حرارة شديدة بحيث يصب عليه الماء من شربة كبيرة يقال‬

‫لها النعارة في لسان ذلك البلد وهكذا سمعته من شيخنا ابي الحسن تغمده‬

‫الله برحمته حينكان يذكر مناقبه سنة خمس وتسعمائة فلا يصل ذلك‬

‫الماء الى سرته بل يجف من شدة حرارة الوجد قبل ذلك ثم اذا حصل‬

‫المحب على نيل مراده من الوصل تبدلت تلك الحرارة بالبرودة واليه اشار‬

‫بقوله ويعقب البرد من عذب الوصالثم اشاريعني الناظم الى العشق‬

‫وهوشدة الحب ويجوز اطلاقه على الخلق والحق حسبما جاء عن الغزالي في‬

‫الاحياء وعوارف المعارف للسهروردي خلافا لبعض المحجوبين فقال‬

‫ثم السكوت وقد يبدى الفنونات‬ ‫جنون العشق اول والفنون تلي‬

‫يعني يطرأ على العاشقفي بداية تزايد عشقه حالة تشبه حالة الجنون وفي‬

‫مثل ذلك الحال سجن ابو بكرالشبلي في البيمارستان حتى زاره بعض‬

‫احبائه فقالمن انتم فقالوا احباؤك فاخذ حجارة ورشقهم بها ففروا منه فقال‬

‫لهم ياكذبة لو صدقتم في ولائي لصبرتم على بلائي وهذا الجنون اشرف من‬

‫عقل العقلاء لانه يسترحال صاحبه ان يتوصل الى معرفته بعقل عاقل‬

‫وفي اهله انشد‬

‫عجيب على ابوابه يسجد العقل‬ ‫مجانين الا ان سر جنونهم‬


‫‪٦٦‬‬

‫وما يقال في هذا ما خرج عن حده رجع الى ضده اعني لما أفرط عقله عن‬

‫الله تعالى وعلمه به انتهى الى الخروج عن حد ارباب العقل المعاشي‬

‫والمعادي بولوجه في لحجة ابحرالمعاني صارمجنونا اي مصوناً مستورًا عن‬

‫احاطة ارباب العقلين به علما فنسب الى الجنون بفهمهم الناقص وعقلهم‬

‫القالص ثم قال وفي هذا الجنون تأتي الفنون ثم اذا تمكنت منقلبه الاسرار‬

‫وقويت بصيرة سره لمشاهدة تلك الانوار جاء السكون الى الله والطمأنينة‬

‫بذكره اه ببعض تصرف فاذا تأملت يا اخيما نقلناه لك من هذه النصوص‬

‫عن احوال المحبين المتيمين في الله تعالى ظهر لك سربعض الاحوال التي‬

‫كانت ترد على الشيخ رحمه الله تعالى ايام جذبه وإما اندفاعه عن الصلاة‬

‫وتيممه على البلاطة فهذا ايضاً من طوارق الجذب وكوارث السلوك‬

‫ويثبت الله الذين آمنوا وامر التيم والامتناع عن استعمال الماء قريب‬

‫التعليل فان احوال الجذب قد تكون مثل المرض الذي يمتنع معه المرء‬

‫ان يستعمل الماء خوف زيادة مرضه أو تأخير البرء والمجذوب ربما ترد‬

‫عليه احوال يعجز معها عن استعمال الماء خوفا من وقوع خلل في جسده‬

‫ويوضح لك ذلك ما ذكروه في حق المجاذيب الذين يكشفون عوراتهم‬

‫واظن اني وجدت ذلك فيكلام سيدنا الشيخ عبد الوهاب الشعراني او‬

‫كلام سيدي محي الدين بن العربي رضي الله عنها وهوان المجذوب قد‬

‫ترد عليه احوال شوقية قوية يكاد ان تزهق روحه منها ومن المعلوم أن هذه‬

‫الاحوال نورانية فاذاكشف عورته وكشف العورة مخالف للشرع ظلماني‬

‫محض فيضاد تلك الاحوال ويضعف سورتها فعند ذلك تحفظ عليه‬
‫‪٦٧‬‬

‫روحه وتوفر عليه حياته ولا يخفى ان ذلك جار على قاعدة شرعية وهي‬

‫انه يرتكب اخف الضرربن وهنا موت الرجل وكشف عورته ضرران‬

‫واخفهما الثاني منها وعلى كل جالفاحوال المحبين الهائمين في جماا‬


‫للله تعالى‬

‫لا يدرك حقيقتها الا من انارالله عين بصيرته وكشف له عنكنه اسرارهم‬

‫نفعنا بهم وعطف قلوبهم علينا اللهمآمين هذا ثم ان الشيخ رحمهالله تعالى‬

‫عند طروء هذه الاحوال عليه استأذن من والدته بالذهاب الى بلاد‬

‫يافا واراضي الفتوح واعتذر لها اني اخشى ان يقول اهل بلدي ان محمد‬

‫الجسر قد جن فاذنت له وذهب الى تلك البلاد واقام مقدار ثلاث‬

‫سنوات والله اعلم بما حدث له فيها من الاحوال وما كابده من المجاهدات‬

‫وقد كان يقيم كثيرًا في قرية بيت دجنالتابعة ليافا التي بها المسجد‬

‫المدفون فيه أسيادنا اهلالغار سعد وسعيد الصحابيان الجليلان رضي الله‬

‫تعالى عنها وكان بخنليفي عطفةصغيرة في جوارالمسجد المذكورقد اشتهرت‬

‫الى الان بخلوة الشيح الجسر وعند زيارتي للبلاد المقدسةفي صحبة سيدنا الشيخ‬

‫عبد القادر ابي رباح الدجاني رحمه الله تعالى اراني الشيخ عبد القادر‬

‫المذكوارياها وحدثني بعض اهالي تلك القريةعن بعض احوالالشيخ والدي‬

‫وعن أقامته فيها وعن تبركهم بتلك الخلوة الصغيرة وفي ذلك الحين كانت‬

‫مجعولة شبه السبيل وموقعها في الحائط الشرقى من خارج المسجد المذكور‬

‫ثم ان الشيخ رحمه الله تعالى اتى الى طرابلس مفتوحاعليه وانكب على الاشتغال‬

‫بالطريقة واقامة الاذكار مع سيدنا الشيخ محمود الرافعي رحمهالله تعالى‬

‫وكان سيدنا المذكور هو الذي ياخذ العهود الخلوتية على المريدين ووالدي‬
‫هو الذي يربيهم ويهذبهم ويعلمهم الآداب الواجبة عليهم في الطريق وقد‬

‫تقدم لك سبب تحاشى والدي رحمه الله تعالى عن اخذ العهد على احد في‬

‫البلاد الشامية في صدرهذا الكتاب وصار من ذلك الحين يظهرالله‬

‫تعالى على يديه الكرامات ويخرق له العادات ويشاهد له الكشف الصريح‬

‫الذي لا يقبل التأويل وسيأتي لنا ذكر اشياء كثيرة من تلك الكرامات‬

‫ثم ان الشيخين المذكورين اخذا يترددان على سواحل سورية وينشران‬

‫الطريقة الخلوتية فانتشرت ولله الحمد في كثير من تلك البلاد كعكار‬

‫واللاذقية وبيروت وصيدا وعكا وفي نفس دمشق الشام وصارفيكل‬

‫محل من هذه الاماكن جمعية خلوتية تقيم الاذكار وتواظب على قراءة‬

‫الاوراد الخلوتية لاسيما صلوات سيدنا الشيخ الدردير ومنظومته وعليها‬

‫خليفة مأذون له من جانب الشيخين رحمها الله تعالى باخذ العهود وإقامة‬

‫الاذكاروارشاد المريدين ومن اعاظم اولئك الخلفاء سيدنا الشيخ محي الدين‬

‫الفاخوري العاملالكامل القاطنفي بيروت تغمده الله برحمته وسيدنا‬

‫الشيخ زكرياكنعان النقي النقي الصالح المقيم في صيدا امدالله بعمره ولم يزل‬

‫هذان السيدان الى الآن حافظين عهد الشيخين مواظبين على المنهج الاقوى‬

‫والتحلي بشعار التقوي يرشدان الخلق الى ابواب الحق نفع الله بها المسلمين‬

‫ومتعهم بطول حياتها اللهم امين وكان اوفر تلك الجمعيات وأعظمها‬

‫رغبة في الطريق ومثابرة على الاوراد جمعية اخواننا اهل صيدا فكانت‬

‫تشابه في الكثرة والرغبة في الطريقة ومحبة الشيخين رحمهما الله تعالى‬

‫جمعية اخواننا اهل طرابلس موطن الشيخين ولم تزل الى الان مقيمة على‬
‫‪٦٩‬‬

‫قراءة الاوراد وإقامة الاذكار مثل جمعية طرابلس وقد مضى من وفاة‬

‫الشيخين ما يقارب الاربعين سنة ولم يزل وداد اخواننا اهل صيدا مع هذا‬

‫الفقير ومع سيدي الشيخ عبد الرزاق ابن سيدنا الشيخ محمود الرافعي محفوظاً‬

‫زادهم الله توفيقا ومنحهم انظار سيدنا رسولالله صلى الله تعالى عليه وسلم‬

‫وانظاا‬
‫رهل الطريق وقدكان الشيخ والدي رحمه الله تعالى له زيادة محبة‬

‫مع اخواننا اهل صيدا حتى اخبرني بعض اخواننا الطرابلسيين وهو الشيخ‬

‫مصطفى كريمة اعانه الله تعالى انه سمع والدي يقول اني وضعت سنجقيفي‬

‫صيدا وكان يقول له ولمن يجد منه محبة زائدة انت محسوب عندي من‬

‫جماعة صيدا وقد اقام عند الشيخ في طرابلس جماعة من اخواننا اهل‬

‫صيدا عدة سنين لتحصيل العلم عليه وسلوك الطريق ومنهم سيدنا العالم‬

‫الفاضل الشيخ يس كنعان شقيق سيدنا الشيخ زكرياكنعان المتقدم ذكره‬

‫ومنهم اخونا الحاج محمود المجذوب احد اعيان صيدا وتجارها الاكارم وفقها‬

‫الله تعال لما يحبه ويرضاه وقرن مساعيها بالقبول هما وجميع اخواننا‬

‫الصيداويين والطرابلسيين ومن يخدم هذه الطريقة الغراء وجميع المسلمين‬

‫امين ثم انهكانمنعادة والدي وعادة سيدنا الشيخ محمود رحمهاالله تعالى انها‬

‫فيكل عام يذهبان في ايام زيارة القدس الشريف الى يافا ويخرجان مع‬

‫سيدنا الشيخ حسين الدجاني من يافا لزيارة الحرم القدسي ومقام سيدنا‬

‫ابراهيم الخليل واولاده عليهم الصلاة والسلام وزيارة مقام سيدنا موسى‬

‫وغيره من حضرات الانبياء الذين لهم مقامات في تلك البلاد الشريفة‬

‫عليهم الصلاة والسلام ومقامات الاولياء والصحابة الذين اشتهر وجود‬


‫‪Y.‬‬

‫اضرحتهم في تلك الاماكن المنيفة كسيدنا الفضل بن العباس وسيدنا‬

‫سعد وسعيد وغيرهم رضيالله عنهم اجمعين ثم يعودون الى يافا ويرجع‬

‫الشيخان الى طرابلس وكان يصحبها في تلك الزيارة كثير من اخواننا‬

‫الطرابلسيين والبيروتيين والصيداويين وغيرهم ويعود الجميع وانوارتلك‬

‫الشموس ساطعة عليهم معمرة قلوبهم نيرة بصائرهمكيف لا وهم قصدوا‬

‫كراما وتشرفوا با عناب ملوك اجواد وسلاطين امجاد امدنا الله بامدادهم‬

‫وعطف قلوبهم علينا اجمعين ولا شك ان الشيخينكان لهما من اولئك‬

‫الملوك الجوائز السنية والعطايا الاقدسية وهذا معلوم عند اخواننا مشهور‬

‫ولذلك ثابرا رحمها الله تعالى على زيارة تلك البقاع الطاهرة والوقوف في‬

‫تلك الاعتاب السامية والمنهل العذبكثيرالزحام ومنراى باب خبر‬

‫يلازم الباب دوماً وكان الشيخان رحمها الله تعالى يسميان تلك البلاد‬

‫بلاد الفتوح وكذلك شهرتها بين اخواننا الى الان وما اشتهرت بهذا الاسم‬

‫بينهم الا لما وجدوه من فتوحاتها وشاهدوه من اسرار سكانها اعاد الله‬

‫علينا من نفحاتهم امين وقدكان من عادة والدي رحمه الله تعالىكما اخبرني‬

‫به بعض أهل تلك البلاد وشقيقته وغير من ذكر من اخواننا انه حين‬

‫ذهابه للزيارة يصطحب معههدايا وافرة وثيابا ونعالاً وغيرذلكيجمع تلك‬

‫الا متعة من طرابلس و بيزوت وصيدا وغيرها منالبلاد ما يفتح الله عليه‬

‫به ويوزع جميعة في بلاد الفتوح على اربابه من الدراويشوخدمةاضرحة‬

‫الانبياء والاولياء واتباع بني الدجاني والظاهران سيدنا الشيخ محمود رحمه‬

‫الله تعالى كانت عادته كذلك وإن لم يبلغني عنه هذا التفصيلالذي بلغي‬
‫‪YI‬‬

‫عن والدي فانه رحمه الله تعالى كان على جانب عظيم من اخلاق الجود‬

‫والكرم والشفقة على الفقراء ولا سيما ان تلك الصدقاتكانت عائدة بالجوائز‬

‫الثمينة من اكارم تلك البلاد ويدل لذلك ما حدثني به سيدي الشيخ‬

‫محي الدين الفاخوري رحمه الله تعالى قال لي كنا مع اسيادنا في زيارة‬

‫بلاد الفتوح فحدث ان سيدنا الشيخ محمودا بعد ما انفق جميع ما معه حتى‬

‫ثيابه الخاصة بملبوسه حضرشخص من الدراويش وطلب جبة من الشيخ‬

‫سيدنا الشيخ محمودا فالشيخ تضايقجدا حيث لم يبقمعه شيء وكان‬ ‫يعني‬

‫على جسدي جبة جوخ جديدة فعند ما رايت الشيخ متضايقا لطلب ذلك‬

‫الدرويش نزعت الجبة عني وطويتها واتيت بها الشيخ وقلت له ياسيدي‬

‫خذ هذه الجبة والبسها لهذا الدرويش فقال لي يا ولدي لعلك لم تجد غيرها‬

‫الان وانت في الغربة فقلت له ياسيدي أنا في غنية عنها فاخذها ودفعها‬

‫للدرويش ودعا لي بدعوات صالحة اه وقد حدثني بعض اخواننا الذين‬

‫حضر وا تلك الحادثة بها وقال لي انه لم يكن مع الشيخ محي الدين غير تلك‬

‫الجبة فاستعارجبة حتى وصل بها الى بيروت وهذه الحادثة كانت اول‬

‫امداد الشيخ محي الدين من اسيادنا رضي الله تعالى عنهم اه ثم ان والدي‬

‫رحمة الله تعالى لم يزل هو وسيدنا الشيخ محمود قائمين بخدمة الطريقة‬

‫والارشاد ونفع المسلمين وزيارة بلاد الفتوح في كلعام حتى توفاها الله‬

‫تعالى فالحمد لله على هذه المنة التي لا يقدر قدرها ولا يحصى شكرها ثم ان‬

‫الشيخ رحمه الله تعالى لم يزل مقيما في طرابلس على تلك الحال حتى استملك‬

‫ابراهیم باشا بن محمد علي باشا والي مصر البلاد الشامية من السلطان‬
‫محمود رحمه الله تعالي واخرج عبد الله باشا والي عكا من بر الشام وذهب‬

‫بحشمه الى الاستانة ثم بعد اقامة ابراهيم باشا المذكور في البلاد الشامية‬

‫ما يقارب ثلاث سنين شاع في بلدتنا وهويقاتل اهل جبل الخليل انه‬

‫قبض عليه وهزمت عساكره فظهرعلى أهل بلدنا طرابلس سرور عظيم‬

‫كراهة لتسلطه ورغبة برجوع حكم الدولة العثمانية وصدرمن بعضهمكلمات‬

‫تشف عن ذلك وحصل بعض اضطراب في البلدة ثم ظهربعد ذلكان‬

‫ابراهيم باشا لم يقبض عليه وإنماكان حصرفي بعض الاودية ولما بلغ والده‬

‫محمد على باشا حصره حضر الى يافا بمراكبه وأفرج عنه وانتصرعلى اهل‬

‫تلك البلاد ولما راقت له الاحوال اخذ بعض المفسدين يحررالابراهيم‬

‫باشا بما حدث في طرابلس عندما اشيع القبض عليه وصاروا يرفعون اليه‬

‫اسماء اكابرها وعلمائها ومشايخها من كل من لهم في الهلاكه مقاصد ومن جملة‬

‫من رفع اسمه اليه والدي رحمه الله تعالى‬

‫وسيدنا الشيخ محمود الرافعي فورد امره الى طرابلس بالقاء القبض على‬

‫اولئك المظلومين فالقي القبض علىكثيرمنهم وأودعوا السجن ثم بعد ذلك‬

‫صدر امره بالافراج عن بعضهم وبقتل البعض الآخر فنفذ أمره فيهم‬

‫وقطعترؤوس رجال اكارم منهم يبلغون السبعين رجلاً ذبحوافي اسواق‬

‫طرابلس كما تذح الغنم ظلما وعدوانا رحمهم الله تعالى وكان يوماً مجهولاً‬

‫على الطرابلسيين نقشعرمنه الجلود فانا لله وانا اليه راجعون وأما والدي‬

‫وسيدنا الشيخ محمود فانها تغيبا فيعكار والضنية ونفس البلدة مع من‬

‫تغيب مدة ثم نزلا ليلا من قرية القلمون في مركب مخصوص استؤجر لهما‬
‫‪۷۴‬‬

‫وسافرا إلى قبرص ولهما برسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق‬

‫رضي الله تعالى عنه اسوة حسنة لما تغيبا من مشركي مكة المكرمة والله بحكم‬

‫لا معقب لحكمه ثم أقاما في قبرص مدة من الزمان وفي اثنائها جاءت والدة‬

‫الشيخ والدي واخوه واخواته الى قبرص واقاموا عنده مدة ثم رجعوا الى‬

‫طرابلس ثم سافر هو الى الاستانة وكان قدومه اليها رحمه الله تعالى سنة‬

‫الف ومائتين وأربع وخمسين ليومين أو ثلاثة خلت من رجبكما وجدته‬

‫بخطه على ظهر مجموع له ابتداء بجمعه حين قدومها وقدكان وهو في قبرص‬

‫ظهرت حقيقة الامر لابراهيم باشا وان اولئك المتهمين اخذوا ظلم فاصدر‬

‫امره بالعفوعن المتغيبين وصدر أمره ايضا بشنق رئيس المفسدين الذين‬

‫وشوا عنده على اولئك المنكودين تطيباً لخاطرالطرابلسيين واتى ذلك‬

‫فنفذ امره فيه وشنقفي سوق الملاحة من اسواق طرابلس وكان يوما جلا‬

‫عن قلوب الطرابلسيين بعض الاحزان اما سيدنا الشيخ محمود فعند ما‬

‫بلغه صدور امر ابراهيم باشا بالعفو عن المتغيبين اختارالرجوع الى بلده‬

‫وجع الى طرابلس بعد ما سافرمع والدي الى الاستانة ولعل رجوعهكان‬

‫هو الصواب في شأنه رحمه الله تعالى اما والدي رحمه الله تعالى فانه امتنع‬

‫من الرجوع وحلفيمينا انه لا يرجع الى برالشام ما دامت الحكومة المصرية‬

‫فيه وكان الامركذلك فانه رحمه الله تعالى ما رجع الى طرابلس حتى‬

‫رفعت سلطة الحكومة المصرية عن بر الشام وخرج منه ابراهيم باشا بعساكره‬

‫شر خروج ودخل في حوزة الدولة العثمانية وفقها الله تعالى وقد بلغني ان‬

‫بعض الناس لما بلغةكلام الشيخ رحمه الله تعالى وحلفه اليمين المذكور‬
‫‪٧٤‬‬

‫قال ان هذا تعليقعلى محال فهيهات ان تخرج الدولة المصرية من بر الشام‬

‫وقد تملكت تملكا متينا وعجزت الدولة العثمانية عن اخراجها وقد حاولته‬

‫مراراً فهذا الكلام من الشيخ لا يعقل معناه اوان قصده ان لا نصيب له‬

‫الله سبحانه وتعالى ايدكلام الشيخ فيما بعد ذلك‬


‫بدخول بر الشام ولكن‬

‫وخرجت الحكومة المصرية من بلادنا في اقربوقت وكانكلام الشيخ من‬

‫جملةكشفه الصريح رحمه الله تعالى وامدنا بمدده ثم انه رحمه الله تعالى في‬

‫مدة اقامته في الاستانة تزوج بوالدتي وهي بنت عليآغا رمضان من طائفة‬

‫بني رمضانالشهيرةفي بيروتوكانجدي علي آغا المذكور من المستخدمين‬

‫عند عبد الله باشا والي عكا فحين ذهب عبد الله باشا من بر الشام الى‬

‫الاستانة عند تملك ابراهيم باشا للبلاد الشامية ذهب جدي علي آغا رحمه‬

‫الله تعالى بعائلته الى قبرص ثم الى الاستانة وصارت له معرفة واجتماع‬

‫بوالدي في قبرص ثم في الاستانة وخطب والدي رحمهالله تعالى والدتي‬

‫منه وبنى بها في الاستانة ورزق منها بولد سماه مصطفى باسم ابيه وذلك في‬

‫ليلة الخميس لاثنين وعشرين من محرم الذي هو من شهورست وخمسين‬

‫ومائتين والفكما وجدته بخطه وقد توفي ذلك الولد هناك طفلاً ثم ولدت‬

‫له في طرابلس بنتاميتة ثم رزق منها بشقيقتي الموجودة الآن ثم بعد ثلاث‬

‫سنين من مولد شقيقتي رزق منها بهذا الفقيرمحرر هذا المجموع في طرابلس‬

‫سنة الف ومائتين واحدى وستين كما وجدته بخطه رحمه الله تعالى في‬

‫بعض مجاميعه وهذا نص ممااءوجدته ولد النجل السعيد ولدى حسين‬

‫ابواليمن ليلة الثالثوالعشرين من رمضانفي الساعة الخامسة سنة احدى‬


‫‪Yo‬‬

‫وستين ومائتين والف من الهجرة النبوية على صاحبها اشرف صلاة وازكى‬

‫تحية وقد وجدت بين كتب الشيخ قصيدة مقدمة له من بعض الادباء‬

‫تهنئة بمولد هذا المسكين ومشتملة على تاريخ الولادة واردت اثباتها هنا‬

‫تفاؤلاً باليمن والخير وهي هذه‬

‫فجلا بطلعته وزاح الغيهبا‬ ‫فلك الضيا والفوز اطلعكوكبا‬

‫ليلاً وصال على الدجى فتحجيا‬ ‫لما بدا‬ ‫وبدت محاسنه لنا‬

‫ملك الفضائلكلها مذ قد نبا‬ ‫لا غرو فهو نتيجة الحبر الذي‬

‫من محاسنها نبا‬ ‫لكن لدينا‬ ‫مولى يضيق العد عن اوصافه‬

‫الجسرالهمام الفاضل الشهم الامامالمجنبي‬ ‫محمد‬ ‫اللوذعي‬

‫الا طيبا‬ ‫الا اذ‬ ‫منه‬ ‫واعلهم‬ ‫اغنى لوفد الطالبين برفده‬

‫لما حبا‬ ‫بنانه‬ ‫وكفى الوفود‬ ‫وجنانه‬ ‫لسانه‬ ‫المريد‬ ‫وشفى‬

‫به نعم الاله فانحيا‬


‫عظمت‬ ‫الهنا بهذب‬ ‫بشراك قد نلت‬

‫من بعده بنظيره ان يوهبا‬ ‫سمحت به الايام وهي ضنينة‬

‫هيبا‬ ‫سعيدا‬ ‫ميمونا‬ ‫فاتاك‬ ‫قد صافحت ايدي السعود يمينه‬

‫في خير شهر بالمسرة اطربا‬ ‫في خير عشر خير مولود بدا‬

‫زمن المحاسن عن حسين اعربا‬ ‫فينا حيثما‬ ‫وتوالت الافراح‬

‫دوما قرير العين مخضل الخبا‬ ‫بحياته‬ ‫متمتعاً‬ ‫به‬ ‫فاخلد‬

‫حلل الهنا والعز ما هب الصبا‬ ‫وتهن مسرور الجناب مسربلاً‬

‫الفوزاطلعكوكبا‬
‫فلك الضيا و‬ ‫مورخاً‬ ‫او ما شدا فيه المحب‬

‫وإما نسب والدتي فالذي بلغني فيه ما حدثني به خالي السيد محمد عند‬
‫‪٧٦‬‬

‫اجتمعت به في مصر ايام مجاورتي في الازهرالانور وكان اتيا منالاستانة‬

‫وقاصدًا الحجازالشريف وهو انه يوجد عنده نسبه متصلاً بسيدنا عبد السلام‬

‫بن بشيش رضي الله تعالى عنه وإما من جهة والدتها فهي من بني القباني في‬

‫صيدا وقد بلغني من بعضهم انه كانت عنده صورة نسب شريف وفقدت‬

‫منبينهم من عهد قريب هذا غاية ما بلغني في نسب والدتي رحمها الله‬

‫تعالى والله اعلم بالحقيقة فارجو الله تعالي ان يكون ذلك مطابقا للواقع‬

‫فلي بذلك الفخر الاكبر والرجاء يوم المحشر والله اعلم واعلم يا اخى انه قد‬

‫بلغني عن الشيخ والدي رحمه الله تعالى وقائع كثيرة منها ما هومن نوع‬

‫الكشف الصريح الذي لا يقبل التاويل ومنها ما هومن نوع التصرف في‬

‫عالم الكون كرامة منالله تعالى اكرمه بها وإجراها على يديه كشفاء الامراض‬

‫ونقلها من جسد الى جسد اخرواجابة دعواه وإهلاك بعض الظالمين‬

‫وخضوع الخبابرة لديه وانقياد القلوب اليه وغير ذلك ولكني وجدت ان‬

‫كثيرًا من هذه الوقائع مشتملا على نوعين او اكثر من هذه الانواع‬

‫الذي عددتها لك فلا يمكن تمييزكل نوع منها على حدته ثم رايت ان‬

‫ترتيبها بحسب التاريخ فيه نوعتمييزفي الجملة فتاملتها فوجدت أن بعضها‬

‫اظهره الله على يد الشيخ رحمه الله تعالى واكرمه به بعد ان فتح علية وقبل‬

‫ان جاءت الحكومة المصرية الى بلادنا وبعضها في مدة استيلائها عليها منه‬

‫ما توقع في طرابلس ومنه ما توقع في قبرص ومنه ما توقع الاستانة وبعضها‬

‫بعد مجيبه من الاستانة الى طرابلس وبعضها عند ما قريت وفاته ومن‬

‫ذلك ما اشار به إلى قرب انتقاله لدارالرضوان وبعضها عند وفاته‬


‫وبعضها بغير وفاته وبعضها ظهر سركشفه به بعد سنين من وفاته‬

‫وبعضها لم اقف له على تاريخ فافردت لكل نوع من هذه الانواع فصلاً‬

‫اذكر فيه ما بلغني من ذلك النوع فجاءت فصول تلك الانواع تسعة‬

‫هي واردة عليك ان شاء الله تعالى ثم اني اكرر لك ما قدمته في صدر‬

‫هذا الكتاب من اني انقل لككلام المخبرين حسب ما فهمته من‬

‫فحوىكلامهم واما تحري نفس الفاظهم فهذا شيء عسير جدا ولا سيما‬

‫ان خطاب غالبهم كان بالالفاظ الاصطلاحية ومن المعلوم أن هذه‬

‫الالفاظ لا يتيسرتحريرها فارجو الله تعالى ان لايواخذني اذا وقع مني زلل‬

‫فالعصمة الله تعالى ولرسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ولكن لك علي عهد‬

‫الله وميثاقه والله الذي لا اله الاهوائي لا احرر لك في هذا الكتاب‬

‫واقعة عن الشيخ والدي رحمه الله تعالى الا وقد سمعتها من مخبراخبرني‬

‫بها ولا ابتدع لك شيئًا لم اسمعه عنه ولم يخبرني به مخبرفحاشا لله تعالى ومعاذ‬

‫الله سبحانه وإما أن يكون سهى على في واقعة من تلك الوقائع فوقع فيها‬

‫زيادة أو نقصان وخانني فيها فكري وكبا بها خاطري فهذا شيء لا اضمنه‬

‫ولا اتعهد لك به فالانسان محل النسيان ان ذاك المحفوظ كلام رب‬

‫العالمين قل لوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ثم اني‬

‫التزم لك انكل واقعة انقلها لك فان كان في حفظي اسم من حدثني بها‬

‫ذكرته لك وإن لم يكن في حفظي اسمه لطول العهد يزمن اخباره اقول‬

‫بعض اخواننا أو بعض الناس وتارة يكون المخبر بالواقعة عدة مناخواننا‬

‫فاقول اخبرنى الكثير من اخواننا وتارة يكون المجبر بالواقعة حيا الى‬
‫‪۷۸‬‬

‫الآن فاقول وهو في قيد الحياة وتارة اقول فلان الذي يبلغ من العمركذا‬

‫والقصد من ذلك ان هذا الرجل بعد بلوغه سن الشيخوخة يبعد عليه ان‬

‫يكذب في امر لا يعود عليه الكذبفيه بنفع ولا يدفع عنهضررا فهذا ماعندي‬

‫فيما ساتلوه عليك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفروالله الموفق للصواب‬

‫بمنه وكرمه‬

‫فصل‬

‫فيما حدثت به من وقائع الشيخ رحمه الله تعالى‬

‫وكان وقوعه قبلتسلط الحكومة المصرية على البلاد الشامية حسبماحررته‬

‫فمن ذلك ما حدثني به سيدنا الشيخ عبد القادر ابو رباح الدجاني رحمه الله‬

‫تعالى قال في اثناء ذكره فضل الشيخ وإنه له اليد الطولى عليه في تعليمه‬

‫وسلوكه الطريقة يا ولدى ان والدك رحمه الله تعالى عرفني ربي ولو‬

‫في مدة‬ ‫خدمتك طول عمري ماكافئت ساعة من ساعات والدك واني‬

‫سلوكي الطريقة ومجاهدتي فيها واشتغالي بالاذكار والرياضات كان‬

‫والدك مقيماً عندنا في يافا فكان كلما رايت رؤيا تتعلق بسلوكي وتشير‬

‫لمجاهداتي في الطريق مثلما يحدث للسالكين يعلمها الشيخ والدك قبل ان‬

‫احدث بها احدا ويكاشف على بها ويهديني لاشارتها ويشير علي بكيفية‬

‫العمل بمقتضاها ويلاحظني ملاحظة المربي اه هذا فحوىكلامه رحمه الله‬

‫تعالى وإقامة الشيخ بيافا انماكانت قبل دخول الدولة المصرية لبلادنا‬

‫وهذا الكلام من سيدنا الشيخ ابي رباح صريح في كشف الشيخ رحمه الله‬

‫تعالى وعلوقدمه في الارشاد كما هو ظاهر ومن ذلك ما حدثني به شقيقة‬


‫‪۷۹‬‬

‫الشيخ وهي في قيد الحياة تبلغ من العمر الستين وسمعت بعضه من عمي‬

‫رحمه الله تعالى قالت لما حاصر بعض الوزراء طرابلس واجتمع معه على‬

‫حصارها اهل عكارو رئيسهم عمرآغا فرطل وكان المتولي عليها مصطفىاغا‬

‫بربر الحاكم الشهيرفي بلادنا وذلك قبل دخول الحكومة المصرية البلاد‬

‫الشامية فلما اشتد الحصارعلى البلدة وضويقت اشد المضايقة حتى كادت‬

‫تو خذ وكان والدك مقيماً في البيت فطرأت عليه احوال وتجرد من ثيابه‬

‫ولبس مرقعة الشيخ سليم الدجاني وهي التي مر لنا ذكرها واخذ بيده حربة‬

‫وجعل يطعن حيطان البيت كفعل المحارب ثم بعد مدة من الزمان ظهر‬

‫عليه التعب فانطرح على الارض وغطته والدته ونام وإذا عمك حضر‬

‫للبيت وقال لوالدته ان البلدة قاربت ان تؤخذ واني اخشي على اخواتي‬

‫واريد الآن ان اقتلهن وأأمن من هذا العار فانتهرته والدته وقالت له‬

‫ان هذا غير ممكن ونحن حاشا الله ان يفضحنا ويفعل الله ما يشاء فعند‬

‫ذلك لستيقظ والدك وسال والدته عن حديث اخيه فاخبرته به فقال لها‬

‫هذا مجنون كيف تؤخذ البلد ولها تحت ابطي اربعة اشهرثم أن عمي ذهب‬

‫واخبر عمراغا التدمري بكلام الشيخ وهذا الرجل كان من اعيان البلدة‬

‫واحد رؤسائها المحاربين عنها فحضر عمراغا المذكور واستاذن بالدخول‬

‫على الشيخ فاذن له فعندما دخل عليه قال له ياسيدي ان البلدة قاربت‬

‫ان تو خذ فقال له الشيخ انها لا توءخذ ولها تحت ابطي اربعة اشهر ويوم‬

‫السبت اعمللنا سيرانا في البداوي وهو محل نزيه فيه مقام الشيخ البداوي‬

‫المذكور خارج طرابلس وكان في ذلك الحين منزلالعساكرالمحاصرين‬


‫‪λ.‬‬

‫فعند ما سمع عمراغا كلام الشيخ قام وخرج من عنده وتحدث مع عمي بانه‬

‫يستبعد وقوع ما اخبر به الشيخ لظهور قوة المحاصرين وكثرتهم وضعف‬

‫اهل البلده عن مقاومتهم قالت ثم ان الشيخ بعد ذلك طرأت عليه احوال‬

‫وتغيرحاله ثم انه مد يده تحت ابطه واخرج بها شقيقة نعمانيةكبيرة ورمى‬

‫بها جانب البركة التي قدامه في البيت وقال عند رميها اعمى الله قلبك‬

‫يا عمراغا قرطل وهو رئيس المحاربين من العكاريين المتقدم ذكره وقد‬

‫سمع عنه أنه كانيشدد الحصار على البلده ويهجم الى تحتاسوارها ويطعن‬

‫بابها برمحه قالت فعندما نظرت الشقيقة التي رماها الشيخ اسرعت اليها‬

‫لا لتقطها فما وجدت لها اثراً ومنذلك الحين انقطع عنا سماع اصواتالمدافع‬

‫وتبين ان المحاصرين قد ذهبوا وتركوا حضار البلده وحضر عمراغا‬

‫التدمرى عند الشيخ وذهبوا جميعاً يوم السبت الى البداوى وعملوا سيرانا‬

‫طبق ما قال الشيخ رحمه الله تعالى‬

‫فقلت لها ان قول الشيخ لعمرآغا التدمري ويوم السبت اعمل لنا سيرانا‬

‫في البداوي في اي يومكان قالت لم يبق في حفظي ولكن اظن انهكان قبل‬

‫السبت بيومين او ثلاثة ايام اه وقدكانت تحلف ايمانا على صدق حديثها‬

‫هذا لا سيما عن مشاهدة الشقيقة وتظهر العجب بان الشيخكان مجردا من‬

‫ثيابه وما عليه الا المرقعة ومن اين جاءته تلك الشقيقة فهذه الواقعة يا اخي‬

‫تشتمل على ما هو من قبيل المكاشفة للشيخ وعلى ما هو من نوع التصرف‬

‫الذي اعطاه الله تعالىاياه بالكون وعلى امور يصعب علينا تفسيرهاكطعنه‬

‫بالحربة للحيطان ورمي الشقيقة ولكن يفهمها ارباب البصائر المنورة ويدل‬
‫‪시‬‬

‫كلامه على انهكان له خدمة باطنية في طرابلسوالله اعلم ومن ذلك ما‬

‫حدثني به شقيقة الشيخ المذكورة قالت بعد ما حدثتني بالواقعة المتقدمة‬

‫ومما حدث لي في ذلك البيت انه اتى لنا من بيروت سلةكوسا فلما فتحتها‬

‫واخرجت منها الكوسا خرجت حية كامنة فيها ودخلت خرقاكان في‬

‫البيت فانا خفت كثيرًا وعزمت على الخروج من البيت فعند ما حضر‬

‫الشيخ والدك اخبرته بالقصة واظهرت له خوفي فقال لي لاتخافي ثم وقف‬

‫عند الخرق الذي دخلت فيه الحية وقال يا سيدي احمد يا رفاعي اختي‬

‫تخاف من الحيات فبالحال ما وجدت الا الحية خرجت من الخرق فقتلها‬

‫الشيخ واطمأن عند ذلك قلبي اه وهذه الواقعة تدل على تصرف الشيخ‬

‫وانحسابه على حضرة سيدنا الشيخ الرفاعي قدس سره فان قيل ان الحواة‬

‫يفعلون مثل هذا الفعلقلنا نعم ان فعل الحواة من نوع الاحتيال واما هذه‬

‫الحادثة فهي فعل رجل من اهل التقوى والصلاح استنجد بقطب من‬

‫اقطاب الزمان لا ينكر فضله الامطموس البصيرة ومن يعلم ما نصه علماء‬

‫الدين من الفرق بين المعجزة والكرامة وبين السحروالاستدراج مع ان‬

‫الجميع منخوارق العادات لم يخطرعلى قلبه هذا الشك السخيف ومن‬

‫ذلك ما حدثني به السيد ديب الزين من اعياناسكلة طرابلس قال‬

‫ان والدك رحمه الله تعالى بات عندنا في احدى الليالي وعند ما اصبح‬

‫الصباح وصلينا الفجر نزل الى السوق ونزلت انا في خدمته فصادفنا‬

‫احد بني علم الدين وهو محمد آغا علم الدين فتقدم الرجل المذكور‬

‫وقبل يد الشيخ فقال له الشيخ اريد منك خمسمائة قرش فقال الرجل‬

‫‪7‬‬
‫‪۸۲‬‬

‫ياسيدي الآن غير موجود معي هذا المقدار فصارالشيخ لج عليه وهو‬

‫يعتذر ويحاول وآخرالامر دفع للشيخ مائتين وخمسين نصف المطلوب‬

‫واعتذرعن الباقي فاخذها الشيخ ومشى وتبعته أنا وقد عجبت من الحاحالشيخ‬

‫على ذلك الرجلبهذا الطلب وليس منعادته ذلك فقلت له ياسيدي لما‬

‫فعلت هذا فان كنتمحتاجا الى دراهم فانا اقدمها لك ولو بعت حصيربيتي‬

‫فالتفت الي وقال انا لست بمحتاج الى دراهم ولكن هذا الرجل سترد عليه‬

‫مصيبة اردتان يدفعها الله تعالى عنه ولكنهو ما اراد ثم لم تمض ايام قلائل‬

‫حتى ورد امر عبد الله باشا والي عكا ان يؤخذ من ذلك الرجل مبلع خمسين‬

‫الفقرش على سبي ا‬


‫للمصادرة التيكان يجربها في ذلك الزمان مع الاغنياء‬

‫فامتنع الرجل عن الدفع فوضع في السجن وضيق عليه فصار يدفع منها جزاً‬

‫جزاً ويعتذر عن الباقي فاجتمعت مع اخيه وحكيت له ما توقع من الشيخ‬

‫في ذلك اليوم وما كلمني به فذهب اليه في السجنواخبره بكلام الشيخ فقال‬

‫له انا المحقوق بعدم امتثالي امر الشيخ ودفع اليه تمام الخمسمائة التيكان‬

‫طلبها الشيخ منه وقال له اذهبانت والسيد ديب الزين الى الشيخ واعتذر‬

‫له عني وادفع له هذه الدراهم فجاء اخوه الي واخبرني بالقصة فذهبت معه‬

‫الى الشيخ وبلغناه الرسالة وعرضنا عليه الدراهم فامتنع عن اخذها وقال‬

‫قد فات الوقت فصاراخو الرجل يستغيث به فقال له ان اخذي للدراهم‬

‫غير ممكن ولكن اخوك لا يدفع غير مقدار خمسة وعشرين الفا فقل له‬

‫يتاخروبتاهل بالدفع وعنقريب ياتيه الفرج فذهب الرجل واخبر اخاه‬

‫بكلام الشيخ ثم ان المحبوس صار ماهل بالدفع الى ان بلغ خمسة وعشرين‬
‫‪۸۴‬‬

‫الفا وصار يحاول بدفع الزيادة فضيق عليه حاكم طرابلس فدفع خمسة‬

‫الافتمام ثلاثين فعجبت انا واخوه منكون ذلكخلاف ما قال الشيخ‬

‫فبعد يومين او ثلاثة ورد كتاب من عبد الله باشا الى حاكم طرابلس‬

‫يقول له فيه اطلق فلان المحبوس واكتف بما اخذت منه من الدراهم الى‬

‫تاريخكتابي هذا المرسلاليك فعند ذلك اطلقه الحاكم وارجع اليه خمسة‬

‫الاف حيث انها دفعت بعد تاريخ كتاب عبد الله باشا فتحققنا سركلام‬

‫الشيخ رحمه الله تعالى ونفوذكلامه طبق ما قال اه ولا تظن يا اخي ان‬

‫الشيخ اذا طلب من احد شيئاًكما فعل مع هذا الرجل صاحب الواقعة‬

‫كانيصرفهفي سبيل الصدقة‬


‫ياخذ ذلك الشيء لنفسه معاذ الله تعاوا وإنما‬

‫وعلمت ان هذا دا به من نوادركثيرة حدثت بها عنه من أنه كان ياخذ‬

‫من اصحاب الامراض والمصائب دراهم ويتصدق بها فيصرف الله عنهم‬

‫مصائبهم وذلك منه رحمه الله تعالى عمل بالسنة المطهرة على صاحبها افضل‬

‫الصلاة والسلام من دفع البلايا بالصدقات‬

‫فصل‬

‫فيما بلغني من وقائع الشيخ التي حدثت له رحمه الله تعالى‬

‫في مدة وجود حكومة المصريينفي بلادنا فمن ذلك ما اخبرني به عمي رحمه‬

‫الله تعالى قال لي ان والدك كان مارا في السوق قبل حادثة القتلى‬

‫الذين قتلهم ابراهيم باشا من اعيان بلدتنا وقد مرت الاشارة لقصتهم‬

‫وستأتي ايضا فصادف في طريقه الشيخ علوان وهو رجل مجذوب شهير‬

‫في بلدتنا معتقد عند اهلها فقال الشيخ علوان لوالدكاخرج اخرجفوجدت‬
‫والدك قد تغير حاله وقال له انا اخرج ولكن تاكل خازوقاكبيرا قال‬

‫ثم ان والدك حدث له ما حدث وطلبه ابراهيم باشا مع من طلب في تلك‬

‫الفتنة وخرج من طرابلس الى قبرص الى الاستانة وإما الشيخ علوان‬

‫فحدث له انه وقع بعد ذلك في كانون نار فاحترقت رجله حرقا بليغا‬

‫واقام مدة مديدة طريح الفراش يذوق منها العذاب الشديد اه فهذه تدل‬

‫على حال الشيخ رحمه الله تعالى وحال الشيخ علوان تغمده الله بالرحمة‬

‫وعلى انها من اهلتلقى البلاء ومن ذلك ما حدثني به جملة من اخواننا‬

‫وغيرهم في حادثة القتلى الذين مرلك ذكرهم وان ابراهيم باشا المصري‬
‫نجهم في طرابلس لدسائس بعض المفسدين قالوا ان الشيخ رحمه الله تعالى ‪.‬‬

‫حضرالی داربني المقدم اسماعيل افندي وامين افندي قبل ان ياتي امر‬

‫ابراهيم باشا بالقبص على الاعيان الذين انهوا في تلك الفتنة وقبل ان‬

‫لتلكالحادثة اثر و بعد جلوس الشيخ رحمه الله تعالى مع الحاضرين‬


‫يظهر‬

‫طرأ عليه حال وصارالى طور غريب ثم اقبل على بركة هناك وجعل‬

‫يضع عكازه في البركة ويقول هى ليصا هي ليصا شدوا معنا كلاما تقوله‬

‫النوتية عند اعمالهم البحرية ثم يقول هذا مركب فلان ويسمى احد اعيان‬

‫طرابلس ويكررتلك الالفاظ ويذكر اسمآخر وهكذا حتى اتى على اسماء‬

‫كثير منهم ولكن يقول عن بعضهم انه غرق مركبه لاحول ولا قوة الابالله‬

‫العلي العظيم ويقول عن بعضآخرقد خرج مركبه الحمد لله ثم ذهب‬

‫امر ابراهيم باشا بالقاء‬


‫الشيخ من تلك الدارثم بعد مدة من الزمان حضر‬

‫في‬ ‫القبض على جميع الاعيان الذين سماهم الشيخفي ذلك اليوم ووضعوا‬
‫‪٨٥‬‬

‫السجن وبعد تحقيقات الحكومة المحلية واخذ ورد صدرامرالباشا المذكور‬

‫بقتل بعضهم وترك البعض الآخر فلاحظ الحاضرون واقعة الشيخ في دار‬

‫المقدم وإشارته الحالية فوجدوا ان من كان الشيخ رحمه الله تعالى قال عنه‬

‫في ذلك اليوم قد غرق مركبه ورد الامربقتله فقتل رحمه الله تعالى ومن‬

‫كان الشيخ رحمه الله تعالى قال عنه قد خرج مركبه لم يقتل وافرج عنه اهـ‬

‫ولا يخفى ظهوركشف الشيخ في هذه الواقعة وهي شهيرة في بلدتنا سمعتها‬

‫هذه الحادثة ما حدثني به السيد محمد‬ ‫مرارا من كثيرين ومن ذلك في‬

‫المنزلجي وكان من اخواننا ومنشد الذكر رحمه الله تعالى وخدم الشيخ مدة‬

‫من الزمان قال لي كنت في خدمةوالدك ساهرا في دارعبد الله اغاعلم الدين‬

‫فطرأ على والدك حال وصاريتكلم بكلام يشف عن انزعاج ثم انه قام‬

‫وخرج من الدار المذكورة وخرجت في خدمته فوقف امام باب الدار‬

‫وصار يقول لي يا محمد من هنا الى هنا ويشير من باب الدارالى الجبانه‬

‫التي في قربها وتسمى الانجبانة الشهداء ثم ذهبواوصلته الى داره حاملاً‬

‫أمامه الفانوس فقالقبلان يدخل الدار يا محمد احفظ هذه الليلة ثم بعد‬

‫بزهة من الزمان حضرامرابراهيم باشا بالقاء القبض على جملة من اعيان‬

‫طرابلس ومن جملتهم عبد الله اغا علم الدين المتقدم ذكره وبعد سجنه‬

‫مدة صدرالامربقتله مع من قتل ونقلت جثته الى داره واخرج منها الى‬

‫الجبانة التي اشاراليها الشيخ رحمه الله تعالى عن تلك الليلة بقوله من هنا‬

‫الى هنا ودفن فيها رحمه الله تعالى فتذكرتكلام الشيخ حينئداه ثم ان‬

‫هذه الحادثة في دولة المصرية قد تقدم لك انه كثرفيها الافساد في بلدتنا‬


‫‪٨٦‬‬

‫وطلبكثير من اعيان البلدة وعلمائها ومشايخها حتى ان الشيخ رحمه الله‬

‫تعالى وسيدنا الشيخ محمود الرافعي رحمه الله تعالى طلبها ابراهيم باشا اشد‬

‫الطلب فخرجا الى بلاد عكاروالضنية وبعث في أثرهما الفرسان يفتشون‬

‫عليها فحدثنيكثير من اخواننا انه طالمايكون الشيخان رحمها اللهتعالى ومن‬

‫معها من التلامذة جالسين في احد الوديان ويرد المفتشون عليهم ويمرون‬

‫من قربهم فلا يرونهم ويرون آثارهم القربية الحدوث ويعجبون من غيابهم‬

‫عنهم من جميع تلك البقاع التي يبحثون عنهم فيها وحدثني بعض الناس‬

‫ان في احد تلك المرات ورد المفتشون على الشيخ والدي رحمه الله تعالى‬

‫ومن معه على حين غفلة ونظر وهم من رأس جبل هناك فانحدروا اليهم‬

‫فجمع الشيخ رفقاء ‪ ،‬اليه وخط حولهم بعكازه دائرة في الارض فلما وصل‬

‫في اقرب وقت‬ ‫المفتشون اليهم لم يروهم وصاروا يعجبون من اختفائهم‬

‫ويقولون اين ذهبوا ونحن راينا هم من راس الحبل ولم يمض زمان يحتمل‬

‫غيابهم عنا ثم ذهبوا خائبين واخبرني خضر بيك العباس من اعيان‬

‫الضنية وكان حاكماً على الضنية في ذلك الحين من جانب الحكومة‬

‫المصرية قال لي ان والدك حضرعندي في الضنية عندماكان متغيبا من‬

‫طلب الحكومة المصرية في تلك الفتنة فحصللي خوف شديد لعلمي بطلب‬

‫الحكومة المصرية في‬ ‫ابراهیم باشا له ثم بعد مدة وردكتاب من طرف‬

‫طرابلس بانه قد سمع أن الشيخ في قرى الضنية التي هيتحتسلطتي فليشدد‬

‫في طلبه ويلقى عليه القبض فاشتد خوفي على الشيخ وارسلت اليه ان يذهب‬

‫من قريتي الى الوادي الفلاني من وديان الضنية ويختفي هناك فذهب‬
‫‪AY‬‬

‫الشيخ رحمه الله تعالى ثماني لاظهارامتثال امرالحكومة ارسلت جماعةللتفتيش‬

‫على الشيخ ولكني قلت لرئيس تلك الجماعة وهو رجل من شبان بني شوك‬

‫اوشبان بني شندف شككت ايها سماه لي خضربيك اذهبوا الى المحل‬

‫الفلاني والمحل الفلاني ولا تذهبوا الى الوادي الفلاني اعني الذي اوعزت‬

‫الى الشيخ أن يذهب اليه فذهب اولئك الجماعة ثم بعد مدة حضر وا ودخل‬

‫علي ذلك الرئيس مدهوشاً وقال لي ياسيدي اننا بالصدفة مررنا على‬

‫الوادي الذي نهيتنا عن الذهاب اليه فنظرنا الشيخ جالسا في بطن‬

‫الوادي المذكور على حافة نهر فهبطنا الوادي لاجل القبض عليه فحين‬

‫قربنا منه وجدناه غاص في النهر ولم يظهرله اثر فوصلنا الى مكانه وبحثنا‬

‫غاية البحث فلم نر احدا فياسيدي هل ارسلتمونا لاجل القبض على نبي‬

‫فنحن لا نذهب الى هذه المامورية بعد الآن فانتهرته وقلت له اسكت ولا‬

‫تتكلم بهذا لاني خفت ان يشبع كلامه ويبلغمسامع ابراهيم باشا انالشيخ‬

‫عندنافي الضنيةفيحصلمن ذلكضررعلي وعلى الشيخ وعلمتان ما رآه ذلك‬

‫الرجلكانكرامة للشيخ رحمه الله تعالى ثم انيكتبت الى حكومة طرابلس‬

‫اني لم اجد للشيخ في قرى الضنية اثرا اه والله الذي لا اله الاهو الذي يعلم‬

‫كان حديثه لي عن الشيخ والدي‬


‫روح خضربيك اين مستقرها انه هكذا‬

‫رحمة الله تعالى نقلته لك وانا متصوركانه يحدثني به الان واخبرت من‬

‫بعض اخواننا ان الشيخ رحمه الله تعالى لماكان هو والشيخ محمود الرافعي‬

‫في قرى عكار في هذه الحادثة طلب الشيخ محمود المذكوران ينزل الى‬

‫طرابلس فامتنع عليه والدي فاحتج عليه الشيخ محمود بانه ان يكن فرغت‬
‫‪٨٨‬‬

‫آجالنا فلا مفر من الموت فان الآجال محدودة محتومة فقال له والدي اني‬

‫لا أفر من الموت وإنما امتناعي من النزول للبلدة خوفا من القاء النفس إلى‬

‫التهلكة المنهى عنه شرعاً وخشية ان نوء خذ بيد ذلك الظالم ونقتل ويتحدث‬

‫الاعداء ان علماء المسلمين ومشايخهم قد قتلوا واهينوا كما يفعل بالخوارج‬

‫والاشرار وهذا يكون ذلاً على المسلمين فهذا هوالغرض منامتناعي او‬

‫كلاما هذا معناه فماكان من الشيخ محمود الاحتمه على النزول الى البلدة‬

‫فطاوعه والدي رحمه الله تعالى لحق الاخوة التي بينها ونزل معه ليلاً‬

‫الى طرابلس فلما وصلا الى باب البلدة وهوالمسمى بابالتبانة وجداه مغلقاً‬

‫فقال والدي للشيخ محمود رحمها الله تعالى ان وجداننا باب البلدة مغلقاً‬

‫علامة عدم الاذن بدخولها فالاولى بنا الآن ان نرجع الى عكار وكان‬

‫معها رجل يخدمها اسمه الحاج سليم الشامي فالتفتالى الشيخ محمود وقال‬

‫له يا سيدي انه يوجد باب صغير للبلدة من وراء جامع محمود بيك‬

‫وهذا الباب يكون مفتوحا دائما فقال الشيخ محمود ندخل البلدة منه‬

‫فالتفت والدي الى ذلك الرجل وقد اغتاظ من كلامه وقال له ان شاء‬

‫الله تعالى اذا دخلت البلدة توخذ للعسكرية المصرية وتحلق لحيتك ثم انه‬

‫نظراً التصميم الشيخ محمود على الدخول دخلوا جميعا فاما ذلك الرجل‬

‫فانه وقع بين ايدي المصريين واخذ للعسكرية وحلقتلحيتهكما قال له الشيخ‬

‫وأما الشيخان فانها استقاما مدة في البلدة متغيبين ثم خرجا منها ونزلا من‬

‫القلمون في مركب استؤجر لهما وسافرا الى قبرص ثم الى الاستانة كما تقدم‬

‫وقد قدمنا انه بعد مدة منحدوث تلك الفتنة ظهرلابراهيم باشا ان الجماعة‬
‫‪19‬‬

‫الذين قتلهم من اعيان طرابلس والذين فروا منها كالشيخين هم مظلومون‬

‫وان ما نسب اليهم من الطعن بالحكومة المصرية انما هو محض فساد فصدر‬

‫امره با علان الامان للفارين وشنق رجل كان رئيس المفسدين ومنبع‬

‫النميمة تطييباً لخاطر الطرابلسيين فعند ورود امره بذلك الى طرابلس‬

‫كان والدي رحمه الله تعالى في قبرصفحدثني كثير اخواننا وغيرهم من‬

‫الطرابلسيين ان الشيخ والدي رحمه الله تعالى حدث له في بعض الايام‬

‫حال غريب واقام بين الحاضرين عنده واخذ عكازه وربطة بجبل وعلقه‬

‫بالسقفكهيئة المشنوق وصاريرفعه ويقول اشتقوا هذا الخبيث وشدوا‬

‫معنا وفي اثناء ذلك ارخى الحبل فوقع العكازالى الارض فصارالشيخيقول‬

‫وقع الملعون وقع الملعون ثم عاد فعلقه ورفعه الى السقفثم نزله وقالشنقناه‬

‫شنقناه فلاحظ الحاضرون هذه الحادثة من الشيخ فوردت بعد ذلك‬

‫الاخبارالى قبرص ان فلانا الذيكانرئيس الفساد قد ورد امرمن‬

‫ابراهيم باشا بشنقه فشنق في سوق الملاحة من اسواق طرابلس وفي اثناء‬

‫شنقه انقطع الحبل الذي رفع به فسقط الى الارض ثم رفع ثانيا وتم شنقه‬

‫كالصورة التي اجراها الشيخ رحمه الله تعالى يوم ربط العكاز ووجد الذين‬

‫ارخوا ما فعله الشيخ ان فعل الشيخ بالعكازفي قبرس وشنق ذلك الرجل‬

‫في طرابلسكانا في يوم واحد ومن المعلوم انه في ذلك الزمان لم يكن‬

‫تلغراف في بلادنا العثمانيةكما لايخفى وهذه الواقعة شهيرة بين الطرابلسيين‬

‫وكثيرًا ما سمعتهم يتحدثون بها وقد تقدم لك أنه حين ورود امر ابراهيم‬

‫باشا بالعفو عن الفارين اخبار سيدنا الشيخ محمود الرجوع الى طرابلس‬
‫وامتنع والدي رحمة الله تعالى عن ذلك وحلف أنه لا يأتي طرابلس حتى‬

‫تخرج الحكومة المصرية من بلاد الشام وكانالامركذلك وقدمنا استبعاد‬

‫بعض الناس نفودكلامه واخذ العجب لهم لما نفذ كلامه رحمه الله تعالى‬

‫وهذه تعد ايضا من غرائب الشيخ رحمه الله تعالى ومما حدثني به عمي الشيخ‬

‫مصطفى وغيرهكالشيخ خضر الدبوسي الذي كان بخدمة الشيخ رحمه الله‬

‫تعالى في قبرص واسوق لك صورة الواقعة حسب ما حدثني عمي قال لي‬

‫رحمه الله تعالى اني تشاجرت مع والدكمرة ونحنفي قبرص عندما ذهبنا اليها‬

‫بعائلتنا جميعاً وكان سبب مشاجرتي معه اني لمته على انفاق ما يفتح الله به‬

‫عليه من الدنيا وقلت له يا اخي اننا في غربة وعندنا عيالفالاولى ان تنفق‬

‫اللهكريم ان الله يبعث لنا‬ ‫ما نفتح به عليك على عيالنا فقال لي يا اخي‬

‫فقلت له يا اخي هذا الذي يبعثه الله لك تنفقه على الناس اترى ان الله‬

‫تعالى يبعث لك من مالطة فعند ذلك اخذته الحدة وقال لي نعم ان الله‬

‫تعالى يبعث لي من مالطة رغما عن انفك ثم لم يمض قليل من الزمان حتى‬

‫ورد على الشيخ وانا حاضررجلان غريبان ومعها ثالث من اهل قبرص‬

‫والثلاثة مسيحيونفقال القبرصي للشيخ ياسيدي ان هذين الرجلين قد سرق‬

‫لها مبلغ من الدراهم وقد حضر‬


‫ا عندك لاجل ان تجري لهما طريقة ترجع بها‬

‫دراهمها فقال له الشيخ ما انا منجم ولا سحار فقال القبرضي نعم ياسيدي‬

‫حاشاك من ذلك ولكنها قد سمعا باخبارك وحضرا اليك على وجه‬

‫الاعتقاد ويتأملان منك جبر خاطرها وها ينذران مقدارا من الدراهم‬

‫يعطيانه لحضرتك لتنفقه على اتباعك فقال له الشيخ وما ينذران فقال‬
‫‪บ‬‬

‫القبرصي بعد مخابرتها ينذران خمسين ريالاً فعند ذلك كتبالشيخ ورقة‬

‫ودفعها اليها وقال لهما علقاها في المحل الذي سرقت منه الدراهم فاخذا‬

‫الورقة من الشيخ رحمه الله تعالى وذهبا هما والقبرصي وفيما حدثني الشيخ‬

‫خضر الدبوسي انه اطلع على تلك الورقة فوجد ان الشيخ كتب لهما فيها‬

‫دستور ياسيدي احمد يارفاعي المدد ولا يخفى قوة انحساب الشيخ رحمه الله‬

‫تعالى على حضرة سيدي احمد الرفاعي قدس الله سره ثم ان عمي قال في‬

‫بقية خبره وبعد ذهاب المذكورين قالالشيخ وهو جالس مع بعض الاخوان‬

‫ان الريالات التي نذرها الرجلان ما تبلغ من القروش فقالوا تبلغ الف‬

‫قرش فقال الشيخ لا انما تبلغ خمسمائة قرش فقالوا يا سيدي تبلغ الفقرش‬

‫قفا عاد الشيخ وقال لا انما تبلغ خمسمائة قرش فعند ذلك سكتوا عن مجاوبته‬

‫وقالوا في انفسهم لعل الشيخ يريد معنى لم نفهمه منه ثم بعد مضي ثلاثة ايام‬

‫اواكثرمن ذهاب الجماعة المسيحيين حضروا عند الشيخ رحمه الله تعالى‬

‫وقالوا له يا سيدي ان‬ ‫واحضروا له خمسمائة فرش وشقتين من الصرتي‬

‫السارق قد ظهر وذلك انه بعدما علقنا ورقتكم في المحل الذي سرقتمنه‬

‫الدراهم ضاقت عليه الدنيا بمارحبت وإنى الى المحلالمذكور مدهوشاً فالقينا‬

‫عليه القبض فاقر باخذ الدراهم ولكنه اضاع مقدار النصف منها وحيث‬

‫انه ابن اخت قنصلنا الانكليزي فلا يمكننا التشديد عليه بتحصيل الذي‬

‫اتلفه فعلى ذلك قد احضرنا لسيادتكم مقدار النصف مما نذرناه وهى‬

‫خمسمائة قرش وعلاوة على ذلك احضرنا هاتين الشقتين فقبل الشيخ منهم‬

‫الخمسمائة ولم يقبل الشقتين وقال لهم ان الشقتين لم يجر عليها كلام فانا‬
‫‪۹۳‬‬

‫لا اقبلها ثم التفت الى الرجلين الغريبين وقال لهما من اين انتما فقالا‬

‫الشيخ‬ ‫له يا سيدي نحن من مالطة قال عمي رحمه الله تعالى فالتفت الي‬

‫وقال لي يا مصطفى انهما من مالطة فقلت له نعم وسكت ولم يخطرلي شيء‬

‫ثم اعاد علي الكلام وقال لي يا مصطفى أنها من مالطة وكذلك اعدت انا‬

‫اله الجواب مثل الاول وصرت اقول في نفسي ما مراد الشيخ بتوجيه هذا‬

‫الخطاب الي وتكريره واي شيء يعنيني ان كانا من مالطة او من غيرها ثم‬

‫بعد ما انصرفوا جميعا التفت الي الشيخ وقال لي يا مصطفى خذ هذه الدراهم‬

‫وانفق علىالعيال واني ياكذا وكذا قدكنت قلت لكاناللهكريم انالله يبعث‬

‫لي من مالطة رغماً عن انفك وهكذا ربي بعث لي منها فعند ذلك انتبه‬

‫فكري الى كرامة الشيخ وفهمت سر مراجعته للاخوان وقوله لهم حين سالهم عما‬

‫تبلغ الريالات وقالوا له الف قرشلا انها تبلغ خمسمائة قرش فانه رحمهالله‬

‫قد علم بكشفه الصادق ان الرجلين لايأتي منها غير خمسمائة قرشكما‬

‫كان الواقع فهذه الواقعة اشتملت على مكاشفة الشيخ ونفوذ كلامه بقوله ان‬

‫الله يبعث لي من مالطة وعلى مكاشفة على مقدار ما يأتي به الرجلانوعلى‬

‫اکرام الله تعالى له باظهاارلسارق والقبضعليه وعن قوة انحسابه على حقه‬

‫سيدنا الشيخ احمد الرفاعي قدس سره وصحة الرابطة مع ذلك القطب‬

‫الكبير فرحمة الله تعالى على تلك الروح الطاهرة والنفسالزكية ومنذلك‬

‫ما حدثني به السيد محمد بازار باشي احد اهالي بلدتنا يبلغ من العمرفوق‬

‫الستين قال لي لماكنتفي قبرص فاراً من عسكرية ابراهيم باشا حدث لي‬

‫اني اتيت احدى التهاوي فحدث بيني وبين صاحبها مشاجرة افضت الى‬
‫‪۹۴‬‬

‫وضربني ظلما وعدوانًا وما امكنني الانتقام منه لاني غريب وهى‬ ‫ان شتمني‬

‫قوي الجسم اسود طويل جبارمن الجبابرة ثم اني في ثاني يوم لاقيت الشيخ‬

‫والدك رحمه الله تعالى جالسا على مصطبة قبال تلك القهوة التي ضربني‬

‫صاحبها فناداني الشيخ فلما جئت اليه قال لي يا محمد افركظهري فجعلت‬

‫افرك ظهره ووجدته متألما نا لما شديدا وهو يئن من شدة ذلك فقلت له‬

‫ياسيدي ليته لو ذهب عنك هذا الالم الى ذلك الاسود الخبيث والاسود‬

‫واقفقبالوجاق القهوة مثلالعفريت ونحن نراه من بعيد فقال لي الشيخ‬

‫ولما ذلك فحدثته بقصتي معه وبضر به وشتمه لي فعند ذلكوجدت الشيخ قد‬

‫تغير وجهه واخذته علي مثل الغيرة والشفقة وقال لي ليكن ذلك ثم نظر‬

‫إلى الأسود وهو بعيد عنه ونفض كتفيه فيالحال والحين وقع ذلكالاسود‬

‫على الأرض مغمى عليه في جانب الوجاق فحمله الناس الى بيته ولم ادري‬

‫ما فعلالله به وإما الشيخ فانه في الحال ذهب عنه الالم وكانه نشط من‬

‫عقال ثم جعل محمد بازار باشي المذكور يقسم لي الايمان الغلاظ على صحة‬

‫ما حدثني به وانه هكذا توقع له مع الشيخ رحمه الله تعالى فانظر يا اخي الى‬

‫قوة هذا التصرف الذي اعطاه الله تعالى للشيخ اعلى اللهمنزلته في عليين‬

‫فان قيلكيف انتقل المرض من جسد الشيخ الى جسد ذلك الاسود‬

‫والمرض عرض ومن المعلوم المسلم عند اهل السنة ان العرض لا ينتقل من‬

‫جسم الى جسم قلت ليس هذا من باب انتقال العرضوإنما هذا من باب‬

‫ان الله تعالى اذهب ذلك العرض من جسم وخلقمثله في جسم آخركرامة‬

‫لولي من أوليائه ليقوى ايمان ذلكالمظلوم ويشتفي قلبه ويحصل الانتقام‬


‫‪٩٤‬‬

‫من ذلك الظالم والله علىكل شيء قدير ومن ذلك ما حدثني به محمد اغا‬

‫الانجا من اعيان طرابلس وهو رجل يبلغ من العمر فوق الستين وقد كان‬

‫موجودافي قبرص حينماكان الشيخ فيها وكان مستخدماً عند حاكم قبرص محمد‬

‫انغا المحصل الشهير في ذلك الوقت وكان يتردد على الشيخ ويخدمه قال لي‬

‫محمد اغا الانجا المذكوراني كنت مستخدماً عند حاكم قبرص محمد اغا‬

‫المحصل وكان عنده رجل بوظيفة خزندار له السلطة على وعلى امثالي‬

‫من المستخدمين عند المحصل ففي احد الاوقات تعدى علي ذلكالخزندار‬

‫في بعض الامور وشدد علي في التحكم فضجرت من ذلك واعتمدت على اني‬

‫استعفي من الخدمة وأسافرالى الاستانة وصممت العزم على ذلك فحضرت‬

‫عند الشيخ والدك رحمه الله تعالى واستأذنت منه في ذلك العزم فقال لي‬

‫الشيخ وما السبب الحامل لك على ذلك فاخبرته بتعدي الخزندار علي‬

‫فقال لي لا تحزن ثم اخذ جبة من جيبه والبسني اياها وقاللي جعلتك خزندارا‬

‫في نفسك ودم على خدمتك فقبلت يده‬ ‫فارجع عن هذا العزم الذي‬

‫وانصرفت وانا مستبعد حصول الخزندارية لي حيث ان خدمتي بعيدة‬

‫الرتبة عنها ففي اقرب وقت ارسل الي المحصل ووجه علي وظيفة الخزندارية‬

‫وعزل منها ذلك المتعدى علي فعجبت من تصرف الشيخ رحمه الله تعالى‬

‫وما اعطاه الله من الكرامة وحدثني محمد اغا المذكور وقال لي ان افندينا‬

‫محمد اغا المحصلكان قدينى تكية في قبرص جميلة ووقف لها اوقافا تغل‬

‫اموالاً كثيرة وهو مسرور بها فلماحضر والدك الى قبرص وحصل للمحصل‬

‫معرفة به ومحبة اراد ان يجعل الشيخ والدك شيخا على تلك التكية ويسلمه‬
‫اوقافها فحضر عند والدك وذاكره في امر التكية فقال له الشيخ جزاك الله‬

‫خيرًا وجعل عملك مقبولاً فقال له المحصل ياسيدي اريد ان تكون شيخا‬

‫في هذه التكية وتستلم اوقافها فقال له والدك يا اغا اني رجل غريب ومهما‬

‫اقمت في بلادكم فلا بد ان ارجع الى بلادي فانظر لك رجلاً غيري يصلح‬

‫لهذه الوظيفة فقال له المحصل ياسيدي وإن سافرتالى بلادك فانا اجعل‬

‫لك الخبار بوضع وكيل عنك وتبقى التكية تحت مناظرتك وغلة اوقافها‬

‫بتصرفكفقال له الشيخ انا لا اريد ذلك ولو جعلت لي الخيار وجعل‬

‫يعتذراليه فقال له المحصل يا سيدي ان كان امتناعك عن قبولذلك‬

‫كلله ان المال الذي انفقته في‬


‫با‬‫لاني حاكم وانت تتورع عن مالي فانا اقسم ل‬

‫بناء هذه التكية واوقافها انما هو من الاموالالتي ورثتها من والدي ولم‬

‫ادخل لهذه التكية شيئًا من المال المكتسب من وظيفتي في الحكومة فقال‬

‫له الشيخ وان يكن الامركما ذكرت فانا لا اقبل هذه التولية على اي وجه كان‬

‫فعند ذلكاخذت المحصل الحدة وتكلم مع الشيخكلام مغتاظ وقال له انتم‬

‫تكسرون الخاطر ولا تراعون امثالي وانا رجل أريد عمل الخير واطلب‬

‫مساعدتك لي فيه وانت لا ترضى وأكثر من مثل هذا الكلام مع الحدة‬

‫فالشيخ سكت عند ذلك ولم يرد عليه جوابا ثم قام المحصل من عند الشيخ‬

‫وذهب وهو غضبانففي الليل حضرت عند الشيخ فالتفت الي وليس معنا‬

‫ثالث وقال لي يا محمد ان افنديكالمحصلبجند علي ويكلمني ذلكالكلام‬

‫ان اسيادي اكبر منه اعلم يا محمد اني في نهارغد اسافارلى الاستانة وإما‬

‫افنديك فانه يكون آتياً من داره الى سراية الحكومة فيلتوق حنكه كيفك‬
‫‪٩٦‬‬

‫فيطلب الحكماء فيعالجونه فلا يشفى كيفك فيطلب المشايخ فيرقونه فلا‬

‫يشفى كيفك فيرسل الى منالاستانة لاحضرالى قبرص فانا لا احضركيفك‬

‫ثم يرسل الي ثانياً فاحضر وارقيه فيشفى كيفك ثم قال لي يا محمد اكتم هذا‬

‫الحديث ولا تخبر به أحدا ثم ان الشيخ سافر في ثاني يوم الى الاستانة واما‬

‫المحصل فانه بعد أيام قلائل كان آتيا من داره الى سراية الحكومة فالتوق‬

‫حنكه واصبح وجهه مشوها وعسر عليه تناول الطعام حتى صاريحتال على‬

‫اخذ مرقة اللحم والشوربة حتى يتغذى ورأيته ياخذ المرآة وينظرالى وجهه‬

‫وتدمع عيناه اسفاً على نفسه وكانت صورته جميلة فتشوهت بتلك اللوقة‬
‫ثم انه طلب الحكماء وعالجوه فلم يجد علاجهم له نفعا وطلب المشايخ فرقوه‬

‫فكانت النتيجة واحدة واما انا فقد انساني الله تعالى حديث الشيخ معي في‬

‫تلك الليلة ولم يخطر على بالي منه شيء حتى جرى جميع ما تقدم ونفذكلام‬

‫الشيخ رحمه الله تعالى ففي احد الاوقات كنت مفتكرا في شان المحصل وما‬

‫جرى معه من تلك الحادثة فخطرعلى قلبي حديث الشيخ معي في تلكالليلة‬

‫فقمت في الحال ودخلت على المحصل وحدثته بحديث الشيخ بتمامه وقال لي‬

‫هداك الله ولما لم تحدثني به من اول الامرفقلت له والله اني نسيته ولم يخطر‬

‫على بال الى الآن فعند ذلك امركاتبه ان يكتب الى باكيراغا القباقيبي‬

‫في الحضور الى‬ ‫من تجار الشاميين المقيمين في الاسنانة ان يترجى الشيخ‬

‫قبرص فكتب اليه بذلك فاتي الجواب بعد مدة بامتناع الشيخ عن الحضور‬

‫الى قبرص ثم كتب له ثاني مرة واكد عليه بان فلج على الشيخ بالرجاء ان‬

‫يحضرفحضر الشيخ الى قبرص ثم دخل على المحصل فعند ما رآه المحصل‬
‫‪۹۷‬‬

‫صاريبكي ويقول له اهكذا ياسيدي اهكذا فصارالشيخ يقول لهلابأس‬

‫عليك يا اغا لا بأس عليك ثم تقدم الشيخ اليه ووضع يده على حنكه ونادى‬

‫ياسيدي احمد يا رفاعي فبالحال رجع حنكه الى حالته الأصلية وشفي وغدا‬

‫وما فيه أثر من ذلك المرض ثم اخذ محمد اغا الانجا يقسم لي الايمااننه‬

‫هكذا توقعت هذه الحادثة للشيخ وانا يا اخي اقسم لكبالله العظيم الذي‬

‫تقدست اسماؤه أنه هكذا حدثني محمد آغا الانجا المذكور بهذا الحديث عن‬

‫الشيخ لا يشك فيه ولا يرتاب وهذه الواقعة للشيخ تدل على ورعه وزهده‬

‫لامتناعه عن قبول مشيخة التكية وقد فهمت من محمدآغا ان غلتها وافرة‬

‫بها وتشتمل على مكاشفة وتصرف‬ ‫وان المحصلكان مفوضاً له التصرف‬

‫للشيخ وحفظ مقامه عند الله تعالى وغيرة مشايخه عليه قدس الله اسرارهم‬

‫جميعاً لاسيما سيدي الرفاعي رضي الله تعالى عنهوامدنا بمددهآمين ولفظة‬

‫كيفك الذيكررها الشيخ في خطابه لمحمد اغا الانجا يستعملها الناسفي‬

‫اثناء حديثهم الذي يعجب منه كانها تنبيه للمخاطبعلى ان الحديث معجب‬

‫وهي مركبة من لفظكيف الاستفهامية وكافالضميرللمخاطبومما حدثني‬

‫به بعض اخواننا الذينكانوا في قبرص او نقلاً عمن كان مع الشيخ انه بينما‬

‫كان الشيخ والدي رحمه الله تعالى جالسا في دار في قبرص اذ ورد عليه‬

‫حال وقام الى درابزين هناك وربط شالةكان متحزماً بها بذلك الدرابزين‬

‫وصار يشد بتلكالشالة وامر الحاضرين ان يمسكوها معه ويشدوا بها‬

‫ليصا‬ ‫فامتثلوا واخذوا يشدون معه وهو يقول هي ليصا شدوا معنا هي‬

‫كلاما يقوله البحرية واقام على هذا الفعل ساعة من الزمان ثم ترك الشد‬

‫‪Y‬‬
‫‪۹۸‬‬

‫وحل الشالة ورجع إلى مكانه وصاريقول بالسلامة بالسلامة فبعد يوم او|‬

‫يومين حضر الى قبرص مركب لبعض السوربينلا ادري ان المخبرقالانهم‬

‫طرابلسيون اوصيداويون فاني رئيس المركب وبحريته الى الشيخ وقالوا‬

‫له ياسيدي انه حدث علينا ونحن مسافرون الى قبرص نوء شديد حتى‬

‫خشينا الغرق فنذرنا شيئًا تقدمه اليك أن نجانا الله تعالى ووصلنا الى‬

‫قبرص بالسلامة فبمجرد ما وقع منا ذلك النذر‪.‬خفف الله عنا شدة البحر‬

‫ونجونا من الغرق وهذا هو نذرنا ودفعوا اليه ما نذروه قال المخبر فعلم‬

‫المشاهدون لربط الشيخ شالته بالدرابزين في ذلك اليوم ان فعله كانلاغاثة‬

‫ولئك البحرية الذيناشرفوا على الفرقونجاهم الله تعالى ببركة توجه قلب‬

‫لشيخ اليهم وقد حدثني بعض اخواننا من زمن قريب ان ركبان ذلك‬

‫المركب عائلة بني القباني الذين هم في بيروت وانهم هم الذين استغاثوا‬

‫بالشيخ ‪-‬عند ما اشتد عليهم النوء ونقل ذلك عن بعضهم فليسال منهم من‬

‫ادرك ذلكالزمانكسعد الدينافندي وهذه الحادثة ايضاً تدل علىكشف‬

‫الشيخ وتصريف الله له وكرامته لديه رحمه الله تعالى رحمة واسعة ومن‬

‫ذلك ما حدثني به بعض اخواننا قديما وعند تحرير هذا المجموع لم اتمكن من‬

‫استحضاره على ما ينبغي فاسقطته فيما استقطته من الوقائع التي كنت سمعتها‬

‫ولم اتمكن من استحضارها الى ان حضر عندنا بعصاهلبيروت وهو السيد‬

‫سعد الدينافندي البربير في هذه السنة فحدثني بهوالظاهر انه يرويه عن‬

‫بعص اخواننا فالحقته هنا قال ان محمد اغا الانجا اراد المجيء من قبرص‬

‫الى طرابلس فاستاذن الشيخ رحمه الله تعالى فقال له خذلي هذه الفروة‬
‫لوالدتي ثم مدد الشيخ الفروة على الارض وصار يضربها بعكازه ويقول‬

‫لها اطلعي اطلعي ثم دفعها اليه وسافر محمد اغا المذكور فبقدرالله تعالى‬

‫غرق المركبالذي سافر فيه ولم نج غيره وغير الفروة فاوصلها الى والدة الشيخ‬

‫وفهم سرضرب الشيخ للفروة وقوله لها اطلعي ومن ذلك ما حدثني به الشيخ‬

‫محمدابوخلیلافندى اباظه الشهيرالمعتقدالذي اخذ شهرة في البلاد الشامية‬

‫والبلاد المصرية تغنيه عن التعريف قال لي انيكنت في قبرصايامتملك‬

‫في عنفوان شبابي ومرح صبوتي ولم‬ ‫الحكومة المصرية لبلاد الشام وكنت‬

‫اسلك الطريقة ولا خبرة لي باحوال ابنائها فوقفت في بعض الليالي على‬

‫حلقة الذكر الذيكان يقيمه والدك مع اخوانه في قبرص وصرتكلما‬

‫رايت شيئًا منهم مما يعرض لابناء الطريق حالة الذكر اضحك من ذلك‬

‫سرا فلما فرغ الشيخ من الذكر ناداني واجلسني الى جانبه وانسي ثم ناولني‬

‫قصبة تتن كان يشرب منها وقال لي اشرب فتمنعت انا اولاً ادبا مع الشيخ‬

‫فالح علي فشربت منها ثم اعدتها له ثم بعد انفضاضالمجلس ذهبت الى محل‬

‫مبيتي واضطجعت في فراشى فصرت كلما غفوت اجد القصبة التي كان‬

‫الشيخ ناولني اياها في تلك الليلة تضربني على وجهي فأنتبه مذعوراً ثم ارجع‬

‫المنام فاجدها تضربني على وجهي فانتبه وهكذا بقي الحال يجرى معي الى ان‬

‫اصبح الصباح وقدكر بتغاية الكرب من عدم النوم وشدة الخوف وخشيت‬

‫فحين راني‬ ‫على عقلي من الاختلال فاتيت عند الشيخ رحمه الله تعالى‬

‫صار يضحك فانكببت على يديه اقبلها وقلت له ياسيدي اى ذنب جرى‬

‫مني حتى فعلت معي هذا الفعل فقال لي وما فعلت معك فاخبرته بخبر‬
‫القصبة في ليلتي فقال لي وما يعنينى ذلك انا ما اجريت معك شيئاً الا اني‬

‫ياسيدي اني خشيت على‬ ‫سقيتك من القصبة فصرت استغيث به واقول‬

‫عقلي وارجوعفوك عني فعند ذلك قال لي يا ولدي ولاي شيء وقفت‬

‫ليلة امس على الذكر وصرت تضحك فاننا ناس دراويش وانت رجلاغا‬

‫في‬ ‫ايليق بك ان تحتقرنا وتضحك علينا فقلت له ياسيدي انا ما قصدت‬

‫ذلك الضحك عليكم معاذ الله من ذلك ولكنلا يخفاكم ياسيدي حالالصبوة‬

‫ومرح الشباب فارجو عفوك عني فعند ذلك رضي الشيخ رحمه الله تعالى‬

‫عني وسلكت الطريقة الخلوتية وصرت الى ما صرت اليه اه وهذه الواقعة‬

‫سبعتها من اناس من اخواننا غير ابي خليل وهي شهيرة بينهم ثم قال لي ابو‬

‫خليل ثم ان الشيخ رحمه الله تعالى في العام الذي ذهب فيه الى البلاد‬

‫القدسية وتوفاه الله تعالى مر علينا في صيدا فكنت جالساً معه في بستان‬

‫بني الجوهري المسمي الرابوطية فالتفت الي عندما خلا المجلس بيني وبينه‬

‫وقال لي يا ابا خليل انا غيرآسف على شيء من الدنيا غير اني اريد ان‬

‫يكون ولدي حسين من العلماء ثم اهداني قصبة تتن صغيرة وقال لي يا ابا‬

‫خلیل اولها قصبة وآخرها قصبة فعند ذلك انقبض قلبي من ذلك الكلام‬

‫وعلمت اشارة الشيخ رحمه الله تعالى في هذا الكلام الى قربوفاته رحمه الله‬

‫تعالى اه وسيأتي ذكرهذه الاشارة في الفصل الذي عقدناه في وقائع الشيخ‬

‫قرب وفاته رحمه الله تعالى رحمة واسعة ومن ذلك ما حدث له رحمه الله‬

‫تعالى في الاستانة وحدثني به كثير من اخواننا واظن ان من جملتهم‬

‫الدرويش علي حبيب جده وهو في قيد الحياة موجود الان في الاستانة‬
‫‪1.1‬‬

‫قالوا لمك‬
‫اان الشيخ في الاستانة وكان فيها الشريف عبد المطلب شريف‬

‫مكة المكرمة ايامكانت الدولة الزمنة الاقامة هناك وكان الشيخ رحمه الله‬

‫تعالى يزوره في بعض الاوقات فاتفق أن الشيخ كان مرة في داره وقام‬

‫لقضاء الحاجة وترك في المجلس بعض ثيابه ومحفظة كانت معه فعندما‬

‫رجع من قضاء حاجنه وجد الشريفينظرفي المحفظة ويقرأ الاوراقالتي‬

‫فيها فعند ما رآه يفعل ذلك ظهر عليه اثر الغضب واخذ المحفظة من يد‬

‫الشريف وقال له ياسيدنا هذا شيء لايجوز في الشريعة فقال له الشريف‬

‫وما هي الاسرارالتي توجد في هذه المحفظة ولكن انتم يا معشر المشايخ‬

‫تشددون الامرفقام الشيخ وذهب من عنده مغضباً ففي تلك الليلة راى‬

‫الشريف عبد المطلب في نومه حضرة المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم‬

‫وهوا‬
‫آخذ بيد الشيخ والدي رحمه الله تعالى فاقبل الشريف عليه فحول‬

‫صلى الله تعالى عليه وسلم وجهه الشريف منه فقال لما ذلك ياسيدي‬

‫فاجابه صلى‬
‫الله عليه وسلم لما تغصبهذا الرجلواشارالى الشيخ مثلما أنت‬

‫ولدي هذا ولدي فاستيقظ الشريف مرعوباً من هذه الرؤيا وفي الصباح‬

‫ارسل الى الشيخ يطلبه فامتنع الشيخ اولاً عن الحضور اليه ثم الح الشريف‬

‫بحضوره فحضر عنده فعند ما اقبل عليه تلقاه الى الباب واعتنقه وبعدما‬

‫جلسا قص عليه الرؤيا وطلب السماح منه وصفت منها الخواطر اه وهذه‬

‫الواقعة تعد من اكبر الدلائل على حسن حال الشيخ ويستأنس منها‬

‫لصحة نسبه حقق الله تعالى لي ذلك وهذا ما بلغني وسمعته منالمخبريونالله‬

‫اعلم وارجو الله تعالى ان لا يؤاخذني ان وقع مني في نقلها زلل فانها تشتمل‬
‫‪1.5‬‬

‫على رؤياه صلى الله تعالى عليه وسلم وروءياه حق لاسيما مناولاده الكرام‬

‫امدنا الله بامداد همآمين ومن ذلك ما اخبرني به السيد محمد المنزلجى‬

‫وهو منشد الشيخ في الاذكارقال لي كنت مع والدك في الاستانةفحضر عنده‬

‫شخص يطلب ان يذهب معه الى داراحد اعيان الاستانة ليرقيه وذلك‬

‫المريض اخو وزيرضراب خانة الدولة فامتنع الشيخ من الذهاب معهفلما الح‬

‫عليه قال له انا ارسل معك احد اخواني وهو يرقيه ثم قاللي يا محمد اذهب‬

‫مع هذا الرجل وارق ذلك المريض ثم قال لي سرا اياك ان تاخذ شيئًا من‬

‫الهدية أن عرضوا عليك واكد علي بالامتناع عن الاخذ غاية التاكيد‬

‫فذهبت مع الرجل حتى دخلنا سراية كبيرة ملوكية ثم ادخلت على رجل‬

‫في فراشه مريض مرضاً تشمئز منه النفوسفقرات الفاتحة واهديتها الىاهل‬

‫الطريق ورقيته ثم قمت من عنده فاخذ بيدى احد اتباعه وخرج بي من‬

‫السراية وادخلني محل الضراب خانة وصاريدور بي في اماكنها على سبيل‬

‫الفرجة ثم أتى بي الى مكان موجود فيه عملة فضية ضغيرة من قيمة القرش‬

‫والقرشين وهي جديدة تلمع فقال لي هل معك منديل قلت نعم فاخذ‬

‫المنديل الذي كان معي ووضع فيه ثلاث حثيات منتلك العملة ودفعه‬

‫الي فتذكرتكلام الشيخ ونهيه لي عن قبول شيء منهم واردت ان امتنع‬

‫عن قبول ذلك ولكن لحب الدنيا لم تطاوعني نفسي على الامتناع فاخذت‬

‫ذلك وانصرفت فلما دخلت على الشيخ قال يا محمد انتالجاني على نفسك‬

‫الم اقل لك لا تقبل منهم شيئًا فتلجلجت في الجواب ثم اردت ان ادفعالدراهم‬

‫الى الشيخ فقال لا لايا اخي انا لا اريد ذلك وليس لي طاقة خذها أنت‬
‫‪1.5‬‬

‫وانت الجاني على نفسك فوالله ما مضى قليل حتى مرضت مرضة انفقت‬

‫فيها جميع تلك الدراهم على المعالجات وكانت تبلغ الفا وخمسمائة قرش اهـ‬

‫وهذه الواقعة وإن كانت تحتمل ان مرض محمد المنزنجي وقع بالصدفة‬

‫ولكن قول الشيخ له لا تاخذ منهم شيئًا ثم قوله انت الجاني على نفسك اظن‬

‫ان المنصف لا يراه الاكشفا صريحا وكرامة واضحة ومن ذلك ما حدثي به‬

‫محمد اغا الانجا او الدرويش علي حبيبجده الموجود الان في الاستانة‬

‫اشك في المحدث منها ولكنه احدهما بلا شك قال كنت ماشياً مع الشيخ‬

‫والدك رحمه الله تعالى في احدى حارات الاستانة فنظرالشيخ الى شاب‬

‫اصابته الصرعة وهو ملقى على الارض وخادم له اخذه على صدره فالتفت‬

‫للله يشفيه فقلتله الامر اليك ياسيدي‬


‫الى الشيخ وقال لي اريد انارقيه لعا‬

‫فتقدم الشيخ الى ذلك المصروع ووضع عكازه عليه وصاريرقيه فما اتم رقايته‬

‫حتى استيقظ من صرحته فالتفت الي الشيخ وقال لي اسرع اسرع لئلا يخرج‬

‫الذي فيه ويدخل فينا وقد فهمت فيما بعد ان مراد الشيخ بهذا الكلام‬

‫تخويفي حتى اسرع معه لئلا يعرفه احد ثم ذهبنا وغبنا عن ذلك الشاب‬

‫الاوقاف في ذلك‬
‫وخادمه ثم بعد عدة ايام ورد سؤال من علي باشا وزير‬

‫الزمان الى جملة اماكن ومن جملتها الى دار باكير اغا القباقيبي احدتجار‬

‫الشام المقيمين في الاستانة وقد تقدم ذكره يقول في ذلك السؤال ان‬

‫شيخا من ابناء العرب قد رقى ولدى وهو مصروع في احدى حارات الاستانة‬

‫وقد شفي ولدي من الصرع على يده وصفة ذلك الشيخ كذا وكذا وانا‬

‫اريد ان اعرفه لاكافئه فحين ورد هذا السؤال على باكيارغا المذكور قال‬
‫‪1.2‬‬

‫هذه الصفات صفات شيخنا الشيخ محمد الجسر وارسل الجواب الى علي‬

‫باشا المذكور بذلك ففى ثاني يوم حضر عند باكيراغا رجل من عند‬

‫الباشا المرقوم ومعه صرة من الدراهم هدية للشيخ وطلب من باكير اغا ان‬

‫يذهب معه الى الشيخ ليدفع له تلك الهدية قال المخبر وكنت عند الشيخ‬

‫جالسا فوجدته قد قلق وقام يريد الخروج من المكان الذي نحن فيه وإذا‬

‫باكير اغا والرجل المرسل من عند الباشا داخلان على الشيخ فجلس‬

‫الشيخ وجلسا معه فبعد ان قبلا يد الشيخ اخذ الرجل المرسل من عند‬

‫الباشا يتكلم باللغة التركية وكان تركيا فترجم كلامه باكيراغا للشيخ وقال‬

‫له ياسيدى ان علي باشا وزير الاوقاف يهديك السلام ويقول انك قد‬

‫رقيت ولده الذي صادفته مصروعا في احدى حارات الاستانة ومنذلك‬

‫الحين شفى الله ولده من الصرع وهو الان مقدم لسيادتك صرة دراهم مع‬

‫هذا الرجلعلى سبيل الهدية يرجوك قبولها فقالله الشيخ اني قدرقيت‬

‫ولده لوجه الله تعالى والله سبحانه وتعالى شفاه وانا لا اريد اخذاجرة على‬

‫ذلك فجعل الرجل التركي يلج على الشيخ بقبول الهدية والشيخ يمتنع الى ان‬

‫اكثر على الشيخ بالالحاح فالتفت الشيخ الى باكيراغا وقال له قل لهذا‬

‫الرجلاني قد رقيت ابن الباشا لوجه الله تعالى وشفاه الله سبحانه والان‬

‫نيتي غير خالصة فيعود الصرع اليه‬ ‫اذا قبلت هدية والده اخشى ان تعود‬

‫فعندما افهم باكبر اغا ذلك الرجلكلام الشيخ توقف الرجلعنالالحا‬

‫للشيخ ارجوان‬
‫على ا الشيخ بقبول الدراهم ولكنه عاد وقال لباكبراغا قل‬

‫تقبل ولوشيئًا قليلاً منها وتفرقه عن يدك على الفقراء فقال الشيخ بعدما‬
‫‪1.0‬‬

‫ترجم له باكيراغا هذا الكلام لامانع من ذلك وأمره أن يحل صرة الدراهم‬

‫ويخرج منها مقدار خمسمائة قرش قال المخبر فنظرتالى الدراهم التي كانت‬

‫في الصرة فخمنتها مقدار خمسة عشر الف قرش فاخذها ذلك الرجل‬

‫وانصرف مع باكير‬
‫اغا واما الشيخ فانه وزع الخمسمائة على الفقراء وقد اصاب‬

‫منها الشيخ خضرالدبوسي والشيخ محمد الحنفي خادمي الشيخ ثلاثون قرشاً‬

‫ثم بعد مدة من الزمان حضر الرجل عند الشيخ وبلغه عن لسان علي باشا‬

‫المذكور ان شيخ التكية القادريةفي الاستانة قد توفي وإن الباشا يريد أن‬

‫يوظف الشيخ رحمه الله تعالى شيخا لهذه التكية فامتنع عن ذلك فالح عليه‬

‫وتوسط لقبوله باكيراغا المتقدم ذكره فلم يرض الشيخ ولم يقبل ومنالمعلوم‬

‫ان التكية القادرية في الاستانة لابد ان تكون غنية ملية ولكن الدنيا في‬

‫عيون اهلاللهلاتساوى خردلة فانظريا اخي الى ما اشتمل عليه هذا الخبر‬

‫منكرامة الشيخ التي اكرمه الله تعالى بها ومن زهده وورعه وهروبه من‬

‫الشهرة التي نسعى نحن اليها فرحمه الله تعالى رحمة واسعة واسكنه فسيح‬

‫جنانه ومنزل رضوانه اللهم امين ومن ذلك ما أخبرني به الدرويش‬

‫علي حبيب جده وهو في قيد الحياة موجود الان في الاستانة وكان قد‬

‫لازم الشيخ ايامكان هناك وخدمة مدة قال لي ذهبت مرة مع الشيخ والدك‬

‫الى الحمام في الاستانة فجلس الشيخ على احدي مصاطب الحمام التي تكون‬

‫في بيت الحرارة وقال لي يا علي افرك ظهري فوقفت خلفه وصرت افرك‬

‫ظهره فجعل ينظر الى ذراعه ويقول لي يا علي انظر‬


‫الى هذه الدملة في يدي‬

‫انظركيف انفجرت من هناثم يقول انظركيف انفجرت من هنا ويشير الى محل‬
‫‪1.7‬‬

‫منذراعه غيرالاول وبينمثل المريضوانا انظر الى ذراعة فلم اردملة‬

‫ولا أثرًا لذلككله فسكت ولم ارد جواباً وقلت في نفسي لا ادري ماذا يريد‬

‫الشيخ بهذا الكلامثم قمنا واغنسلنا وخرجنا من الحمام وبعد أيام قلائل ظهر‬

‫في ذراع الشيخ دملةكبيرة المنه الما شديدا وصارتتنفجر من محلات عديدةكما‬

‫كاناشار الشيخ وانا معه في الحمام ثم ان بعض الناس جاء للشيخ بطبيب جراح‬

‫شاميكان موظفاً عند الدولة لمعالجة العساكر النظامية فحين ارادان‬


‫‪m‬‬

‫يجري العملية الجراحية في يد الشيخ تالم الشيخ منها وقال له تان يا اخيفقال‬

‫له ذلك الطبيب ياشيخي لا تتغنج علي فحين سمع الشيخ منه هذا الكلام ظهر‬

‫في وجهه الغضب وقال له بالشللب بشين ولامين مضمومات وباء موحدة‬

‫ساكنة فقال له الطبيب وماهو الشللب فسكت الشيخ ولم يرد عليه جوايا‬

‫ثم قام الطبيب وانصرف فاتفق ان ذلك الطبيب ذهب لمعالجة العساكر‬

‫وهم نازلون في خيام فكان ماراً بين الخيام فعثر باحد الاطناب ووقع على‬

‫الارص وانكسر ذراعه وسمع قائلاً يقول له عند سقوطه بالشللب الكلمة‬

‫التي قالها له الشيخ فذهب الى منزله كير الذراع واخذ يعالجها ويذوق‬

‫الآلام وعلم ان الذي حدث معه تصرف من الشيخ ونبهه على ذلك سماعه‬

‫تلك الكلمة التي قالها له الشيخ عندما كان يعالجه ثم اقام في منزله مدة ولما‬

‫قارب الشفاء وقدرعلى المجيء عند الشيخ حضر عنده وقبل يده واعنذر‬

‫اليه من سوء الادب الذي اجراه معه بقوله له ياشيخي لا تتغنج علي وصار‬

‫له مع الشيخ محبة عظيمة وقد ظهرت الحكمة بكلام الشيخ له بتلك اللفظة‬

‫المهملة لاجل ان يتنبه عند سماعها وقت سقوطه ان الذي حدث معه‬
‫‪I.Y‬‬

‫من الشيخ وتربية له على سوء الادب الذي اجراه وقد حدثني بقصة‬ ‫تصرف‬

‫هذا الطبيب مع الشيخ احد بني العطار من دمشق يدعي رشيد افندي‬

‫واخبرني ان ذلك الطبيب من عائلة بني العطار وساق حديثه بما يقارب‬

‫حديث الدرويش على المذكور ومن ذلك ما حدثني به الدرويش علي‬

‫حبیب جده المتقدم ذكره وهو في قيد الحياة موجود الآن في الاستانة كما‬

‫قدمنا قال لي اني كنت في الاستانة لبعض اشغال وكنت اتردد على الشيخ‬

‫والدك رحمه الله تعالى واخدمه وكان هو دائما يلاحظني ويربيني وينهاني‬

‫عن الامور المخالفة للشرع الشريف التي كانت صبوني تقتضيها من نحو‬

‫اطلاق النظرفعزمت مرة على الرجوع الى طرابلس ففي الليلة التي كنت‬

‫عازما على السفرفي صباحها كنت عند الشيخ فجعل الشيخ يقول لي متى‬

‫اخوانه واحبابه‬
‫وصلت الى طرابلس سلم لي على فلان وعلى فلان ويذكر‬

‫كان يقول لي سلم لي على رجل‬


‫ثم ذكرلي رجلاً لا اعرفه ولم يسمه باسمه وانما‬

‫ساكن في حارة المحمودية في طرابلس صفتهكذا وكذا ففي ثاني يومسافرت‬

‫الى طرابلس ولما وصلتها بلغت سلام الشيخ لمن أمرني بالسلام عليه الا‬

‫ذلك الرجل الذي وصفه لي فانه لم يتعين عندي ففي احدى المراتكنت‬

‫واقفا في سوق الصاغة من اسواق طرابلس فمررجل يسمى الشيخ حسن‬

‫الضاوي الشالح ( وهورجل من اهل الطريقملاماتي المشرب شهير في‬

‫بلدتنا تروى عنه كرامات وكثير من الناس كان يعتقده ) فنظرت اليه‬

‫ووجدت ان فيه الصفات التي كان الشيخ ذكرها لي في الاستانة وهو‬

‫ساكن في حارة المحموديه كما قال الشيخ فقلت في نفسي ان كان هذا‬
‫‪1.A‬‬

‫الرجل هو الذي يعنيه الشيخ فارجو من اهل الطريق ان يتعرض لي‬

‫وقرات الفاتحة على هذه النية فمشي ذلك الرجلخطوات ثم رجع الي وسلم‬

‫على واخذ بيدي وسار بي حتى ادخلني في حارة زقاق الرمانة فحين خلا‬

‫الطريق من المارة قال يا اخي هب اني كذا وكذا وصاريعدد اوصاف‬

‫كانيضرك‬‫قبيحة ثم قال الست تدخل بيت الراحة لازالة الضرورة فما‬

‫لو جئت الي وقلت لي ان الشيخ محمدا الجسريسلم عليك فلما سمعت منه‬

‫هذا الكلام اقشعربدني وقبلت يده وقلت له ياسيدي انا ما عرفتك وما‬

‫علمت ان الرجل الذي ذكره الشيخ لي هوانت فرضي مني وقبل عذري ثم‬

‫في‬ ‫بعدها صار بيني وبينه مودة عظيمة ففي بعض الاوقات جاء عندي‬

‫دارنا واعطانى عهداً منه وقال لي بعد ذلك لاتخف من شيء انا في ظهرك‬

‫ضع رجلاً على هذا الجيل ورجلاً على هذا الجيل (‬


‫كلام تقوله العامة‬

‫يعنون به اطلاق حرية الانسان وانه يفعل ما يشاء ) فخطرفينفسي ان هذا‬

‫شيخ عظيم لا يضيق الامور على مريده وإنشيخنا الشيخ محمد الجسركانفي‬

‫رلى امراة ولا تنظرالى غلام‬


‫الاستانة مضيقا علي ودائما ينهاني ويقول ليلاتنظا‬

‫صارت نفسي تحدثني بسوء و بعد عدةايام عزمت على الذهاب الى‬
‫امرد و‬

‫مكان خبيث فجئت الى دارنا وصرت اهيء نفسي للذهابالى ذلك المكان‬

‫فما شعرت الا والشيخ حسن يطرق باب دارنا ويناديني فنزلت وفتحت له‬

‫الباب فدخل وجلس مع عمي وكان هناك في الدار وصرت انا اتلهى عنه‬

‫وتضايقت من مجيبه عندنا خوفا من أن يؤخرني عن الذهابالى ذلك‬

‫ويذكر له عن نفسه ويقول له اني توقع‬ ‫المحل وصار هويتكلم مع عمي‬


‫‪1.9‬‬

‫معيكذا وكذا ويذكر قصة تشبه ما هو واقع معي وحاملني على الذهاب‬

‫الى ذلك المحل فصرت اقول في نفسي لعله يعرض بي ثم اقول ليس الامر‬

‫كذلك وإنما هويتكلم بقصة ربما وقعت معه كما يقول ولم ازل مصرا على‬

‫عزمي فلم يزل هو يتكلم بمثل ذلك الكلام وانا اتردد بتلك الخواطر‬

‫حتى أنه ذكركلاما كاد ان يصرح فيه بما هوواقع معي فعند ذلك تيقنت‬

‫انه يعنيني ويعرض‬


‫بي فرجعت عماكنت عازما عليه وخفت من الفضيحة‬

‫وجلست معه وحادثته مدة ثم قام وانصرف وبعد مدة رجعتالى الاستانة‬

‫وجعلت اتردد على الشيخ والدك مثل عادتي ولم اذكرله شيئًا ما حدثلي‬

‫في طرابلس مع الشيخ حسن ثم اني في بعض الايام رايتشاباً جميل الصورة‬

‫جالسا عند باب احد الخانات فحصل له في قلبي علاقة حب ففي احدى‬

‫الليالي رايته في المنام وصور لي الشيطانفعلاً قبيحا فسمعت وانا نائم صوت‬

‫لشيخ حسن يناديني يا اخي فاستيقظت من منامي ولم احلم فبعد برهة قليلة‬

‫حضرعندي الشيخ والدك وطلب ان اذهب معهللحمام فذهبت معه‬

‫واغنسل وخرج ولم يذكرلي شيئًا ثم بعد عدة ليال جرى معي ذلك المنام‬

‫بعينه وسمعت صوت الشيخ حسن يناديني مثل المرة الاولى وبعد برهة‬

‫حضر الشيخ وطلب مني الذهاب معه الى الحمامكما تقدم ولم يذكر لي شيئًا ثم‬

‫بعد مدة جرى معي ذلك المنام بعينه ولكن سمعت الشيخ والدك يناديني‬

‫يا علي فاستيقظت ثم بعد برهه حضرالشيخ وطلب مني الذهابمعه الى الحمام‬

‫فذهبت معه فالتفت الي ونحنداخلالحمام وقال لي يا علي انطريقتنا واحدة‬

‫وكلها تمنع عنالمنكرات ولا تغتربكلام اخيك الشيخحسن وقوله ضع رجلاً على‬
‫‪11.‬‬

‫هذا الجبلورجلاً على هذا الجيلاتراه تركك تفعلشيئًا حتى في المنامثم قال‬

‫لي وانا مالي وما لهذه الاثقال واي شيء يحوجنيكل مدة ايام ان احتاج الى‬

‫الحمام قالالدرويش علي فحينماسمعت من الشيخ هذا الكلام خجلت غاية المخجل‬

‫للشيخ فلم يسعني غير السكوت‬ ‫وعلمت ان جميع ما هو واقع معي هو معروف‬

‫ثم اغتسلنا وخرجنا من الحمام ومشيت خلف الشيخ فمررنا على الشابالذي‬

‫له العلاقة في قلبي فالتفت الي الشيخ وقال لي هذا مغضوبك فخجلت منه‬

‫ذلك نزع الله حب ذلك‬ ‫وسكت ولكنوالله العظيم من حينما قال لي‬

‫الشاب من قلبي ولم يبق له في نفسي علاقة ثم قال وقد خطر لي بعد ذلك‬

‫ان الصوت الذي سمعته في المنام اولاً وثانيا هو صوت الشيخ والدك‬

‫الاصوت الشيخ حسنوانما تخيل لي صوته لاجل ان افهم ان تلك الحرية‬

‫التي اطلق لي اياها لاحقيقة لهاكما قال لي الشيخ وانزع ذلك الاعتقاد من‬

‫نفسي اه حديث الدرويش علي وهذا الرجل الآن في الاستانة حي يرزق‬

‫يبلغ من العمرثمانين سنة وهورجل من الصالحين محل للاعتقاد وقد‬

‫حدثني بهذا الخبر حينماكان في طرابلس من مدة تزيد على عشر سنوات‬

‫وهذا الذي نقلته لك هو ما في حفظي من حديثه فمن اراد اخذ الخبر عنه‬

‫فليساله ولو بارسالكتاب وهذه الواقعة تشتمل على مكاشفة الشيخ رحمه‬

‫الله تعالى وتصرف عجيب بمعالجة امراض القلوب وتحمل عن مريدهسلطة‬

‫الشيطان وتدل ايضا على حسن حال الشيخ حسن الشالح رحمه الله تعالى‬

‫وانه من ارباب القلوب وكان هذا الرجل معتقدا في بلدتنا عند اناس‬

‫ومنتقداً عندآخرين لانه كان من الملاماتية يفعل أمورًا يخالف ظاهرها‬


‫‪111‬‬

‫الشرع الشريف وطريق القوم المنيف وهولاء الملاماتية كما يؤخذ ‪.‬‬

‫المعارف قوم يحافظون على مقام الاخلاص‬ ‫كلام السهرورديفي عوارف‬

‫فيريدون ان لا يعتقدهم احد فيجرون أمورًا يخالف ظاهرها الشرع لتنفر‬

‫هووءللااءء مبني على القاعدة ال‬


‫منهم الناس ويسلم لهم اخلاصهم والظاهران مقام ه‬

‫الشرعية وهي أنه يرتكب أخف الضررين فهم يرون ان فعل تلكالامور‬

‫التي تسيء ظن الناس بهم ليسلم لهم اخلاصهم هو ارتكاب أخف الضررين‬

‫فيختارونه على فقد الاخلاص رضي الله تعالى عنهم وارضاهم فلا ينا في هذا‬

‫ان الانسان منهى شرعاً عن التظاهر بما يسيء الظن به لان ذلك عند‬

‫اشد ضرراً من ذلك التظاهر فافهم ومن ذلك‬


‫عدم معارضته ما هو‬

‫ما حدثني به اديب افندي المطار من اعيان الشام وقد حضرالى بلدتنا‬

‫في هذه السنة وجرى بيني وبينه ذكر امور الشيخ قال لي اني سمعت والدي‬

‫اوغيره اشك الآن بمن سى يحدث عن الشيخ والدك واقعة جرت له مع‬

‫احد ابناء عائلتنا قال ان هذا الرجل عزم على الذهاب للاستانة لقضاء‬

‫بعض المصالح فنهاه عن الذهاب اليها عمه وكانكبيرالعائلة فلم ينته‬

‫وذهب اليها فبلغه وهو هناكخبر والدك فذهب اليه مضمرا في نفسه مصاحبه‬

‫على رجاء ان يظهر له من الشيخ شيء يخصها فعند ما دخل على الشيخ قال‬

‫له وهو لم يقابله قبل ذلك اهلاً وسهلاً بفلان ابن العطارالذي نهاه عمه‬

‫عن المجيء الى الاستانة فلم ينته اعلم يا اخي ان مصلحتك لا تقضى ولا تنتفع‬

‫شيئًا في سفرتك هذه فارجع الى بلادكان شئت فما وسع الرجل الا البكاء‬

‫واستغاث بالشيخ فقال له يا اخي لا ثمرة باقامتك هنا فارجع الى بلادك‬
‫لاا‬

‫وكان الامركذلكولم ينتفع ذلك الرجل شيئا ورجع الى بلاده صفراليدين‬

‫اه واديب افندي المذكور و والده الشيخ بكري أفندي العطار من علماء‬

‫الشام وافاضلها هما في قيد الحياة ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا‬

‫واظنه الشيخ خضرالدبوسي الذيكان مع الشيخ في الاستانة وذلك ان‬

‫الشيخ رحمه الله تعالىكان جالسا في بعض الليالي مع جماعة من معارفه‬

‫فطرأ عليه حال غريب ثم قام مجمع المخدات التي في ذلك المكان ووضع‬

‫بعضها فوق بعض وامر الشيخ خضر المذكور ان يصعد فوقها فلما صعد‬

‫امره ان يخطب فاخذ المذكور يخطب بغير اختياره خطبة كان فحواها‬

‫خروج الحكومة المصرية من بر الشام واسيلاء الدولة العثمانية عليه وفي‬

‫ذلك الحين كان الامل منقطعاً من هذا الامر ولم يكن مرجو الاحد لتمكن‬

‫الحكومة المصريةكما قدمنا ففي اقربوقت بعد وقوع ذلك من الشيخ‬

‫حدث ما حدث من معاونة الدول للدولة العلية وإخراج الحكومة المصرية‬

‫من بر الشام واستيلاء الدولة العلية عليه ومنذلك ما اخبرني به بعض‬

‫اهل دمشق عن قريب لهكان طبيباً مستخدما في العساكر العثمانية في‬

‫الاستانة وكان له اعتقاد بالشيخ واظنه الطبيب الذي تقدم ذكره في حادثة‬

‫للعساكر التي ‪.‬هي‬


‫وجع يد الشيخ قال ان ذلك الطبيب بلغة صدور الامر‬

‫طبيبها ان يذهبوا الى جهات البلاد الفلانية غير البلاد الشامية فحضر‬

‫عند الشيخ لوداعه فوجده ناصباً بيرقا على باب منزله فبعد دخوله عليهقال‬

‫الشيخ يا فلان اني نصبت لك بيرقا لاجل السفر الى بلاد الشام فقال‬

‫الطبيب ياسيدي لست مسافرا إلى بلاد الشام ولكن الى البلاد الفلانية‬
‫‪١١٢‬‬

‫قال الشيخ لابلإلى البلاد الشامية فسكت الطبيب ثم ودعه وانصرف وهو‬

‫متحيربكلام الشيخ ثم بعد تهيء العساكر التي هوطبيبها للسفر الى تلك‬

‫البلاد وتمام استعدادها ولم يبق الاسيرها اليها صدر الامر من الدولة الى‬

‫تلك العساكرفجأة ان تسافرالى البلاد الشامية فسافرت اليها وجرى‬

‫ما جرى من اخراج الحكومة المصرية منها ففهم حينئذ ذلك الطبيبكلام‬

‫لشيخ رحمهالله تعالى‬

‫فصل‬

‫في وقائعللشيخ رحمه الله تعالى‬

‫تعين معي تاريخها بانها حدثت بعد مجيئه من الاستانة فمن ذلك‬

‫ما حدثني به كثير من اخواننا انه لما حضرا الشيخ من الاستانةكان احد‬

‫اخواننا وهوالشيخ احمد عبد الجليل وهوشيخي الذي علمني القرآن رحمة‬

‫الله تعالى مريضاً في رجله وله مدة من الزمان وهو يكابد فيها الامر وعجزت‬

‫في معالجتها الاطباء والجراحون حتى حكم بعضهم بوجوب قطعها خوفا من‬

‫سريان المرض الى سائر جسده فسال عنه الشيخ فاخبره الاخوان بحاله‬

‫فذهب اليه فرآه في فراشه لا يستطيع الحراك فرفع الشيخ عكازه وضربه به‬

‫على رجله المريضة فصرخ الشيخ احمد صرخة عالية ثم نظر فاذا برجله قد‬

‫انفجرت وخرج منها فيح وصديد واستطاع القيام والمشي عليها في زمن‬

‫قريب وشفاه الله تعالى ودفع عنهذلك البلاءمن بعدما لازمه زمانًاطويلاً‬

‫وهذه الواقعة وإنكان للعقل مجال ان يؤولها ولا يعدها كرامة ولكن‬

‫كان الاعلى سبيل انهاكرامة للشيخ ويذكرونها‬


‫حديث اخواننا بها ما‬

‫‪٨‬‬
‫‪١١٤‬‬

‫كلما جرى ذكرحادثة تشابهها فلولا ان قرائن المشاهدة عندهم اوصلتهم‬

‫الى القطع بانها كرامه خارقة للعادة لما استداموا على عدها في جملةكرامات‬

‫لشيخ رحمه الله تعالى ومن ذلك ما اخبرني به سيدي الشيخ عبد الرزاق‬

‫ابن سيدنا الشيخ محمود الرافعي وهو صهري ومتاهل بشقيقتي قال لي لما‬

‫حضرالشيخ والدك من الاستانة كنت انا صغيرًا وتاخرت عن الحجيء اليه‬

‫والسلام عليه ثم بعد ذلك حضرت عنده وسلمت عليه فقال لي على سبيل‬

‫المباسطة لما تاخرتعنالحجيء عنديثم قال يا ولدي مثلما الشيخ عبد اللطيف‬

‫عمك انا عمك ففي ذلك الحين لم افهم معنى تخصيص الشيخ ذكرعمي الشيخ‬

‫عبد اللطيف من بين اعمامي وهمكثيرون ( منهم اكبر منه ومنهم اصغر‬

‫منه ) ثم بعد وفاة الشيخ رحمه الله تعالى قدر الله تعالى اني تزوجت بابنة‬

‫عمي الشيخ عبد اللطيف ثم بعد سنين تزوجت بشقيقتك فتنبه فكري بعد‬

‫ذلك الى كلام الشيخ وتخصيصه ذكرعي المرقوم اه وكلام الشيخ مع سيدي‬

‫الشيخ عبد الرزاقكان قبل مولد بنت عمه وشقيقتي وتزوجه بها بسنين‬

‫فانظر‬
‫الى اشارات الشيخ رحمه الله تعالى الكشفية التي تظهر معانيها بعد‬

‫اعوام وهكذا للشيخ اشارات سيرد عليك نقل شيء منها وقد اشار بها الى‬

‫اناس ولكن لم يفهموها الا بعد وقوع معانيها وتحققها بعد سنين ومنذلك‬

‫ما حدثني به الحاج عبد القادرافندي علم الدين وهو من اعيان بلدتنا‬

‫واكارمها يبلغ من العمرما يقارب الستين وهو في قيد الحياة اطال الله عمره‬

‫قال لما سافروالدي الحاج عثمان الى الحجاز الشريف سنة الف ومائتين‬

‫واحدى وستين على طريق السويس حضر‬


‫الشيخ والدك في بعض الليالي‬
‫‪110‬‬

‫وبات عندنا وفي مدة السهرة بينما انا جالس معه اذ طرأ عليه حال وتغيرت‬

‫هيئته وصار يضطرب ويقول يا لطيف ياحفيظ يا الله السلامة وهكذا‬

‫بقي في هذه الحالة مدة ساعة من الزمان وانا ساكت قد داخلني الخوف‬

‫من حالة الشيخ ثم بعد ذلك رجع الى حاله الاصلية وراق خاطره والتفت‬

‫وقال بالسلامة بالسلامة لا تخف فاضطرب قلبي من هذا الخطاب‬

‫من جهة والدي وقلت له يا سيدي هل حدث على والدي شيء فاعاد‬

‫علي قوله لا تخف بالسلامة بالسلامة فسكت عن سؤاله ولكني مضطرب‬

‫القلب من جهة والدي ثم بعد مدة أيام حضر لي منوالديكتاب بخبرني‬

‫فيه انه بينماكان مسافرا في بحر السويس في الليلة الفلانية اذ لطم المركب‬

‫الذي هو فيه صخرا في البحر فتكسر المركب وغرق جميع ما فيه وطلع‬

‫هو والمسافرون معه على صخرفي البحر وبقوا حتى سخر الله لهم مركبا مارا‬

‫فاشاروا اليه فاتي اليهم وحملهم الى جدة وهم صفر الايدي من أمتعتهم‬

‫قال الحاج عبد القادرفقابلت تاريخ تلك الليلة بتاريخ الليلة التي كان‬

‫لشيخ بائنا عندنا وطرأ عليه ذلك الحال فوجدت التاريخ واحداً فعلمت‬

‫حينئذ كرامة الشيخ وعنايته بنا ورابطته مع والدي رحمها الله تعالى اهـ‬

‫اقول واخونا الحاج عبد القادر المذكور شهرته تغني عن تعريفه فمن شاء‬

‫فليساله عن هذه الحادثة‬

‫فصل‬

‫في الوقائع التي رويتها عنالشيخ والدي رحمه الله تعالى‬

‫ولم يتعين معي لها تاريخ على سبيل اليقين‬


‫‪١١٦‬‬

‫فمن ذلك ما حدثني به السيد مصطفى ابوحسن المنلا وهومنتجار‬

‫بلدتنا ومشاهيرها قال لي انه طرأ علي حالة اعسار في بعض السنين ولم‬

‫يفتح لي الله بابا من ابواب الرزق وعندي عائلة وافرة فال بي الحال اني‬

‫انزلت سجادة مناثاث داري وبعتها ووضعت ثمنها عند عمك الشيخ مصطفى‬

‫الاجل ان اتخرج منه بالتدرج وعلى قدر الاحتياج فلما اطلع عمك على‬

‫ما هو واقع معي تاسف غاية الاسف ثم لما اجتمع مع والدك رحمه الله تعالى‬

‫ذاكره في شاني وقال له هذا محب لنا ووصل الى حالة محزنة فقال له الشيخ‬

‫وماذا اصنع أنا معه قال له وعلى اي شيء محبته لكم اتشفعون له يوم القيامةان‬

‫اللهصلى الله تعالى عليه وسلم يشفع بالجميع فسكت الشيخ ثم قام من‬
‫رسول‬

‫عند اخيه وجاء عندنا وطرق على بابداري وهو ينادني يا اخي يا ابا حسن‬

‫ففتحت له الباب ودخل وجلس وجلست معه ثم التفت الي وقال يا ابا‬

‫حسن هل عندك عشاء تعشيني عندك فقلت له على سبيل المباسطة‬

‫لا ياسيدي ما عندي عشاء وحرمي في الحمام فمن يعمل لنا العشاء فقاللابد‬

‫ان اتعشى عندك فالتفت واظن انه قال الى ابن اختي اسعد وقلت له قم‬

‫واشتر لنا لحمة مفرومة نقليها ونتعشى بها فقال لي الشيخ وقل له ياتي‬

‫لنا بقطائف مقليات فقلت له ياسيدي لاتنتقل علي فاني رجل مفلس‬

‫فقال لابد من ذلك فامرت الرسول ان ياتي بالقطائف فذهب واتى‬

‫الي الشيخ وقال لي قد اكلت الآن طعامك‬


‫بالجميع فبعد ما تعشينا التفت‬

‫ونصبت عليك فماذا تريد فقلت له يا سيدي اكلت طعامي هنيئا مرياً‬

‫فاذهب عني بسلامة الله تعالى لا اريد شيئًا فضحك الشيخ وقال لي وقال‬
‫‪۱۱۷‬‬

‫لي لا بد من ذلك ايكفيك الآن خمسة الاف قرش قلت له ياسيدي قد‬

‫قلت لك لا اريد شيئًا فاذهب عنى بالسلامة ماذا تكفيني خمسة الاف‬

‫قرش فقال اعشرة الاف فاعدت عليه الجوابكالاول ولم يزل يترقى خمسة‬

‫الاف خمسة الاف وانا اجيبه بذلك الجواب حتى بلغ الخمسين الفا فقال‬

‫لي عند ذلك دع البرادة يا باردان خمسين الف قرش مع مصارف سنتك‬

‫تكونكافية فسكت انا عن مجاوبته فرايته قبض على لحيته ورفع طرفهالى‬

‫نلمنلا خمسين‬
‫السماء وقال يارب بحرمة لحية محمد الجسران تبعث لابي حس ا‬

‫الف قرش مع مصارف سنته ثم قام وخرج من الدارففي ثاني يوم بينما أنا‬

‫جالس في داري اذ ارسلت الي الحكومة المحلية فذهبت الى دار الحكومة‬

‫فقال لي الحاكم في ذلك الوقت ان البلدة محتاجة الى من يجلب اليها اللحم‬

‫واننا اخترناك لذلك فقلت له ما عندي الآن دراهم لاجل ابتياع الغنم‬

‫فقال نحن نعطيك من الخزينة على سبيل القرض ثم أمرلي بمبلغوكاف‬

‫فقبضته وخرجت من دار الحكومة وركبت فرسا وسافرت من البلدة قاصدًا‬

‫حمص لاجل شراء الغنم فوصلت الى نهر البارد فرايت قطيع غنم ومعه‬

‫رعاته فسالتهم لمن هذا القطيع فقالوا لي ان فلانا تاجرالغنم قد سمع انالسيد‬

‫مصطفى المنلا قد التزم من الحكومة تقديم اللحم لطرابلس فارسل له هذا‬

‫القطيع ليبيعه على سبيل الشركة بينهما فعرفتهم بنفسي وقلت لهم تقدموا الى‬

‫البلدة ثم سرت مسافة فوجدت قطيعًا آخر واخبرني رعاته مثل الاول‬

‫فرجعت الى البلدة حيث رايت ان القطيعين صارا كافيين للبلدة مدة‬

‫طويلة وصرت اعجب في نفسى واقول من اين علم من ارسل لي هذين‬


‫‪١١٨‬‬

‫القطيعين اني التزمت تقديم اللحم للبلدة ومتى علم ذلك وانا في نهار امس‬

‫فوضت الحكومة ذلك الي وان هذين القطيعين قد سارا من المكان الذي‬

‫ارسلا منه قبل امس بايام ويداخلني من ذلك غاية العجب ولكنى اقول‬

‫كلذلك ببركة دعاء الشيخ قد يسرالله ذلك التيسيروهي هذه الاسباب‬

‫ثم اني اشتغلت في هذه المصلحة مدة سنة ثم عملت حسابي فوجدت ان معي‬

‫ربحاً بعد مصارف تلك السنة خمسين الف فرش كما كان دعالي الشيخ‬

‫والله العظيم لم يزد الربح عن الخمسين الفايارة واحدة فرحمة الله تعالى على‬

‫عند‬
‫تلك الروح الزكية والنفس الطاهرة اه فانظر يا اخي الى مقام الشيخ‪.‬‬

‫ربه تبارك وتعالى وانظر الى تلك الوقائع اللطيفة التي ظاهرها مزاح‬

‫وباطنها جد وقد حدثني بهذه الواقعة ايضا احد اولاد ابي حسن المنلا تقلاً‬

‫عن والده ومنهم اخونا السيد عبد القادر افندي المنلا رئيس طريق‬

‫التراموي والشوسة في بلدتنا الآن والسيد اسعد افندي المنلا ابن اخت‬

‫حسن وهما في قيد الحياة فمن اراد السماع منها فليفعل‬

‫به السيد مصطفى ابوحسن المنلا المذكور‬ ‫ومن ذلك ما أخبرني‬

‫وحدثني به بعض اولاده ايضا قالكنت ضامنا بعض المداخيل الاميرية‬

‫من حكومة طرابلس وكان يدخل علي في ذلك الوقت من تلك المصلحة‬

‫ارباحكثيرة وانا مسرور جدا فحضر عندي الشيخ والدك وطلب مني ان‬

‫اعملله سيارنا في الجنينة المسماة بالقبية فامتثلت امره وعملت له سيرانا هناك‬

‫وتيمنت بوجود الشيخ الخيروالبركة فبعد ان اكلنا وصببت على يديه الماء‬

‫حتى نظفها من اثر الطعام التفت الي وقال لي يا اباحسنانا اكلنا طعامك‬
‫‪١١٩‬‬

‫واريد الآن ان ادعولك فطح على السرور منكلام الشيخ وقلت له ياسيدي‬

‫ذلك ماكنت ابغي فقال لي ارفع يديك وقل آمين فرفع هو يديه وقال‬

‫اللهم اقطع نصيب ابي حسن من هذه المصلحة الاميرية التي هو ضامنها‬

‫فعند ما سمعت دعاء الشيخ طار قلبي جزعا وتكدرخاطري وقلت ولم ذلك‬

‫ياسيدي وانا حاصل لي من تلكالمصلحة ارباح كثيرة فقال هكذا الهمت‬

‫ان سخطت اورضيت يا ابا حسن اني احبك وأخاف عليك وعلى اولادك‬

‫ثم ذهب وتركني وانا مكدرجدًا مندعائه ثمفي اقربوقت تداخل بعض‬

‫اهل طرابلس مع الحكومة وزاد على الاقدارالذي كنت ادفعه الحكومة‬

‫ثم لم يمض قليل من الزمان‬


‫كلمصلحة مني وسلمتها الى ذلك الرجل‬
‫فانتزعتتلا‬

‫حتي حصل هياج على ذلك الرجل من اجل تلك المصلحة من بعض‬

‫اهالي طرابلس وهجموا عليه يريدون قتله فهرب منهم واختفى عن اعينهم‬

‫وتضور بسبب ذلكفي ماله باضراربليغة وذاق في ذلك الامر فحضرعندي‬

‫الشيخ رحمهالله تعالى وقال لي يا ابا حسن كيف وجدت الحال اترضى ان‬

‫تكون في هذه المصلحة ويجري معك ما جرى مع هذا الرجل فقلت له لا‬

‫ياسيدي وقبلت يديه وظهرت لي حكمة دعائه بان الله يقطع نصيبي من‬

‫تلكالمصلحة وحمدتالله على ذلك اه وهذه الواقعة تشتمل علىكشف‬

‫للشيخ وإجابةدعائه وشدة ملاحظته لمن يلوذ به عليه مانلله الرحمة والرضوان‬

‫ومنذلك ماحدثني به الحاج عبد الفتاحالفرق وطالما حدثني بهذه الواقعة‬

‫بحضور ابن اخته اخينا الحاج محمد الفرق اطال الله عمره قال لي كنت انا‬

‫واخي عبدالله في دكاننا فمر علينا الشيخ والدك رحمهالله تعالى ووقف قدام‬
‫‪15.‬‬

‫الدكان وقال لاخي اريد ان تصنع لي تاسومة شرابتها من حرير وبوزها‬

‫من كوززيت ولا تأكل سلقا محشيا يوذيك ثم ذهب فلم يفهم اخي مراد‬

‫الشيخ وحمل ذلك على سبيلالمزاج ثم عند المساء ذهبنا الى دارنا وكان عشاونا‬

‫سلقا محشيّاً فتعشينا فلما فرغ اخي من العشاء رايته اختلف حاله وانطرح‬

‫على الارض مغميّاً عليه ما فيه من حراك وقامت الضجة في دارنا لكن انا‬

‫تذكرت كلام الشيخ وقوله لا تاكل سلقا محشيّا يوء ذيك فاسرعت في الحال‬

‫الى الشيخ فوجدته يتهيء للوضوء فلما راني قال لي أأكلاخوك سلقا محشيّاً‬

‫قلت له نعم ياسيدي قال الم اقل له لا تاكل قلت ياسيدى انه ما فهم ثم‬

‫توضأ الشيخ وذهب معي الى الدار فدخلعلى اخي وهو مغي عليه فقال لي‬

‫اخرجكيس الدراهم من جيبه فاخرجته فقال وخذ منه كذا وكذافاخذت‬

‫ما قال فقال تعال معي وجاء بي الى الجامع الكبير المنصوري وفال وزع هذه‬

‫الدراهم على الفقراء الموجودين في الجامع فوزعتها عليهم ثم قال انصرف‬

‫الى اخيك فجئت الى الدارفوجدت اخي قد صحا من الاغماء فاخبرته بفعل‬

‫الشيخ فعجب من ذلك اه ومن ذلك ما اخبرني به الشيخ احمد العمرمن‬

‫اهالي قرية برقائل من عكاروهوفي قيد الحياة يبلغ من العمر السبعين قال‬

‫ليكان والدك عندنا في برقائل فاخبره بعض الناسان فلانا من اخوانه‬

‫مريض فذهب الشيخ لعيادته وذهبنا معه فلما دخل الشيخ عليه صار‬

‫المريض يستغيث بالشيخ ويطلب دعاءه فطلب منه الشيخ عشرين بارة‬

‫فدفعها اليه وقام الشيخ من عنده فوجد خارج البابرجلاً فدفع العشرين‬

‫بارة اليه فحدث ان المريض شفي في ذلك النهاروالرجل الذي اخذ‬


‫الا‬

‫العشرين بارة من الشيخ مرض بذلك المرض وهوالحمى فاتاه بعض من‬

‫شاهد الواقعة واخبره بان العشرين بارة التي دفعها اليك الشيخ كان قد‬

‫اخذها من فلان المريض وفلان قد شفي وانت قد مرضتفارسل ذلك‬

‫الرجل الى الشيخ يستغيث به فارسل اليه الشيخ مناخذ الباراتمنه فشفي‬

‫في ذلك اليوم اه فانظريا اخي الى هذا التصريف العجيب الذي اعطاه‬

‫الله تعالى للشيخ ولا يعزب عن فكرك ما قدمناه عن مثل هذه الواقعة من‬

‫انها ليست من باب نقل العرض من جسم الى جسمآخر وإنما هو من‬

‫باب ان الله تعالى ازال ذلك العرض من جسم وخلق مثله في جسمآخر‬

‫ذلك‬
‫واجرى بذلك كرامة على يد الشيخ رحمه الله تعالى فافهم ومن‬

‫ما اخبرني به الشيخ احمد العمر المذكور على غالب ظني قالكانالشيخ‬

‫والدكعندنا في برقائل فورد على القرية واراضيها جراد سترعين‬

‫الشمس ولكنه كان يحوم في الهواء ولم تنزل منه جرادة على الزرع وبقي‬

‫ذلك الجراد يحوم في هواء القرية من الصباح الى مضي اكثر النهار والشيخ‬

‫كان جالسا في احد بيوت القرية ينظرالى الحواد ثم انه طلب ان يحضرله‬

‫حمارصغيركان يركبه وقال مالي ولهذه الامور يفعل الله ما يشاء وركب‬

‫الحمار وخرج من القرية وعند ما تجاوز اراضي القرية ودخل في اراضي‬

‫قرية غيرها هبط الجراد على اراضي قريتنا برقائل واضر بها ضررا بليغاً‬

‫فعلمنا ان امتناع الجراد عن الهبوط من الصباح الى ذلك الوقت كان‬

‫ببركة وجود الشيخفي القرية اه ومنذلك ما اخبرني به الشيخ احمد المذكور‬

‫اوغيره اشك ايضا في المخبر قال بينما كان والدك في برقائل اذ سمعناه‬
‫‪١٢٢‬‬

‫ينادي ياشيخ درويش ياحلاق تعالعندنا فيما مضت مدة ساعات بمقدار‬

‫ما يجئ الرجل من طرابلس الى بر قائل حتى حضر الشيخ درويش‬

‫المذكور فتلقيناه وسالناه عن حضوره فقالكنت في داري فسمعت صوت‬

‫الشيخ يناديني ويقول ياشيخ درويش تعال عندنا فقمت بالحال وركبت‬

‫وحضرت فوجدنا ان الذي ناداه الشيخ فيه هوالوقت الذي سمع فيه صوت‬

‫الشيخ اه ولا يخفى ان بين طرابلس وبر قائلمقدارخمس ساعات اواكثر‬

‫ولم يكن في ذلك الزمان تليفونولا تلغراف فرحمة الله تعالى على تلك‬

‫النفس الزكية ومن ذلك ما حدثت به حينما كنت في برقائل وذلك اني‬

‫بلادنا وكلاهما في‬ ‫اجتمعت مع علي بيك ابن محمد بيك المحمد الشهير في‬

‫قيد الحياة فقال لي علي بيك المذكور يوجد رجل عندنا في القرية اسمه‬

‫عبد الرزاق يبلغ من العمر ما يقارب الثمانين وقد حدثت له واقعة مع‬

‫الشيخ والدك طالما حدثنا بها وهي من الغرائب فقلت له اجمعني على هذا‬

‫الرجل فذهب بي الى العين التي قدام جامع برقائل فوجدت هناك رجلاً‬

‫اختيارا فسلمنا عليه وقال له علي بيك يا عمي عبد الرزاق اتعرف من هذا‬

‫قال لا قال هذا ابن سيدنا الشيخ محمد الجسروقد جاء عندك لتخبره عن‬

‫حادثة الشيخ والده معك عندما قال لك ارمح فقال ذلك الرجل رحمة‬

‫اللهعلى الشيخ انه كان يجىء الى هذه القرية وكان بكوات عكار واغواتها‬

‫يعتقدونه جدا وكنت انا مستخدماً عند احد البكواتاظنه قال عند مصطفى‬

‫بك الابراهيم وكنت طالما ارى الشيخ يضرب البكوات ويزجرهم عندما‬

‫بلغه عنهم شيء مخالف ففي بعض الاوقاتكان الشيخ جالسا في مجلس‬
‫‪ATS‬‬

‫حافل بالبكوات وغيرهم وانا واقف مع الخدم فصرت أقول في نفسي ان هذا‬

‫الشيخ يضرب بكواتنا وهم امراء بلادنا فلاي شيء يخافون منه والله لوامكنني‬

‫لضريته ضربة اهلكته بها فيا تم هذا الخاطر في نفسي الا والشيخ يناديني‬

‫يا عبد الرزاق فقلت نعم يا سيدي فقال تعال فجئت ووقفت بين‬

‫يديه فقال لي انت خيال تطارد على الخيل وتقدر ان تريح فقلت له نعم‬

‫ياسيدي وكنت في ذلك الوقتفي عنفوان شبابي وقوتياذكر بين الشباب‬

‫فقال لي الشيخ خذ هذا العكاز فاخذته منه فقال لي اربح فما وجدت نفسي‬

‫الا راكضاً في ذلك المكان الذي نحن فيه ذاهبًا آبيا والعم هذا الحائط وهذا‬

‫الحائط ولا اقدر ان استمسك على الارض واجهد نفسي بكل قوتي‬

‫لامتنع عن الركض فلا اقدر والشيخ والحاضرون ينظرون الي فلم ازل‬

‫كذلك حتي تعبت وجرى من جسدي العرق فعند ذلك قال لي الشيخ‬

‫كفاككفاك فهدات عند ذلك فناداني الى امامه وقال لي هل تعبت قلت‬

‫لني اراك لم تزل قادرًا على الرمح فارمج فعاودت الركض‬


‫له نعم ياسيدي قاا‬

‫مثل الحالة الاولى ثم ناداني كالاول وقال لي مثل ذلك الكلام وعاودت‬

‫الركض حتى اعييت من ذلك وصرت الهث وظهر علي الكرب والتعب‬

‫فعند ذلك قام البكوات الحاضرون وقبلوا يد الشيخ وقالوا له ياسيدي‬

‫هذا مسكين ويكفيه هذا المقدار فعند ذلك ناداني الشيخ الى امامه وانا في‬

‫غاية التعب ويتصببب جسمي عرقا وقال لي قد صح عندي انكتريح فقلت له‬

‫انا دخيلك ياسيدي فقال لي انتوبقلت له نعم ياسيدي فقال لي اذهب الى‬

‫شغلك واخذ مني العكاز فذهبت وعلمت ان الشيخ أجرى معي ذلك لاجل‬
‫‪١٣٤‬‬

‫لي ومن ذلك الحين صرت اعتقد الشيخ اعتقاداً صحيحاً‬


‫الخاطرالذي خطر‬

‫وجعليقول هذا الرجلاني في ذلك الزمانكنت قويًا جدًا ولا اظن ان‬

‫لمكنهم ان يزحزحوا قدمي عن الارض ولكني عند ما يقول لي‬


‫عدة رجا ي‬

‫لشيخ ارمحكنت لا اقدرعلىتثبيت قدمي علىالارض وكأن قوة قاهرةكانت‬

‫تدفعني ذهابًا وإيابًا اه واظن ان هذه الواقعة يعلمها محمد بيك المحمد مثل‬

‫ولده علي بيك وهما في قيد الحياةكما قدمنا فمن اراد فليسالها ومن ذلك‬

‫ما حدثني به محمد بيك المحمد من اعيان لواء طرابلس واكابره وهو‬

‫مشهور قاللي ان والدتي بعد وفاة والدي صرفت غالب اوقاتها للعبادة‬

‫وقراءة الاوراد ففي بعض الا بام اذنها احد مشايخ عكار ان تقرا في الليل‬

‫عددا مخصوصاً من ورد علمها اياه واظنه ياحي ياقيوم برحمتك نستغيث‬

‫فجلست في الليل تقرأه وانا وشقيقتي وخادمة لنا نائمون في المخدع الذي‬

‫هي فيه وبابه مغلق علينا فبينما انا نائم اذ استيقظت على والدتي وقد القيت‬

‫على فراشي بدفعة مزعجة فنظرت اليها فوجدتها مغمى عليها فايقطت شقيقتي‬

‫والخادمة واخذنا بمعالجتها فبعد مدة استيقظت مرعوبة فسالناها عما‬

‫حدث لها فقالتاني بينماكنت اقرأ الورد الذي اذنني به الشيخ الفلاني اذ‬

‫وجدت ان المخدغ ماج بي وكأن شخصاً حملني ودفعني الى فراشك دفعة‬

‫هائلة واغمي علي فعجبنا من ذلك وقد كان الشيخ والدك في قرية‬

‫بر قائل التي نحن فيها في داراخرى غير دارنا فبعد برهة سمعنا صوته ينادي‬

‫في باب دارنا ويقول يافلانة يسمي والدتي ايقدر الشيخ الذي اذن لك‬

‫بهذا الورد ان يقراه هوكما اذنكهذا شيء لاتقدرين علىاستعماله فلا تعودي‬
‫‪١٢٥‬‬

‫اليه بعد ذلك ثم ذهب من الدار مع ان الامر الذي حصل لوالدتي لم‬

‫يطلع عليه احد سوانا ونحن لم يخرج منا احد خارج المخدع ولم يفتح علينا‬

‫الباب ثم قال لي انت تعلم اني لست من الناس الذين تغلب عليهم‬

‫كان هذا الامريحتمل ادنى تاويل لقلتان تاويلهكذا ولم اعده‬


‫الا وهام فلو‬

‫كرامةً وكشفا للشيخ والدك ولكني لم اجد له تاويلاً فهو من المكاشفة التي‬

‫لاشك فيها وهذا محمد بيك حي يرزق فليسال عن ذلك ومن ذلك‬

‫ما اخبرني به كثير من اخواننا قالوا ان الشيخ رحمه الله تعالى حضرعيد‬

‫الشيخ نجيب افندي الزعبي الجيلاني القادري رحمه الله تعالى وهومن علماء‬

‫البلدة وخطبائها المشهورين وكان بينه وبين الشيخ مودة وكانمشر به انهكان‬

‫ينكر على اهل الطريق استعمال المزاهر وضرب السلاح تمسكا بقول من قال‬

‫من العلماء بمنع ذلك شرعاً فنظر الشيخ وهو جالس عنده الى حائط امامه‬

‫في محل الشيخ نجيب وقال له اني انظرفي هذا الحائط مزاهر معلقة وشياشا‬

‫مصفوفة فقال له الشيخ نجيب هذا محال ان يوجد في مدة حياتي ولكن اذا‬

‫كان في مدة هذا واشارالى ولده الشيخ محمد الزعبي وكان صغير السن‬

‫واقفا امامها فلا مانع من ذلك وكان الامركذلك فانه بعد وفاة الشيخ‬

‫نجیب رحمه الله تعالى اشتغل ولده الشيخ محمد افندي رحمه الله تعالى‬

‫بالطريقة وصار له شهرة عجيبة وامتلا ذلك الحائط الذي اشار اليه الشيخ‬

‫بالمزاهروالشياش كما قال الشيخ وكان وفاة الشيخ نجيب بعد وفاة والدي‬

‫بعدة سنين فهذه الواقعة تعد ايضاً من مكاشفات الشيخ التي ظهر معناها‬

‫بعد حين وقد حدثني بها اخونا الشيخ عبد الفتاح افندينجل الشيخ محمد‬
‫‪١٢٦‬‬

‫افندي المرقوم وهوفي قيد الحياة اطال الله عمره ومن ذلك ما حدثني به‬

‫مصطفى افندي الميقاتي الطبيب الشهير في بلادنا وهو يبلغ من العمر‬

‫السبعين اواكثر وهو في قيد الحياة قال انيكنت مشتغلاً بالطريقة الخلوتية‬

‫وكنت فقيرًا جدًا لا املك درهماً ولا دينارًا وكانكلما رآني الشيخ والدك‬

‫كثيرًا ما يقول لي معك فروشكثيرة ما اكثر قروشك فاقول له‬

‫ياسيدي من اين لي القروش فيضحك ويقول لي نعم معك قروش‬

‫كثيرة ثم انه في بعض اللياليكنت في الاوطة التي كانت في الجامع الكبير‬

‫المنصوري يقيم فيها اخواننا الخلوتية الذكرانا واخي في الطريق الشيخ‬

‫محمد مراد فذكرنا في تلك الليلة بالاسماء الخلوتية الى نصف الليل فطراً‬

‫علينا حال همنا منه وخرجنا من الجامع الى خارج البلدة ومشينا ولا نعلم‬

‫اين نذهب الى ان وصلنا الى مقام ابن حلقه وهومقام ولي مدفونفي‬

‫مكان بعيد عن طرابلس الى جهة الجنوب على طريق بيروت مسافة‬

‫ساعة في قربه عين ماء على شط البحر قال فوصلنا الى هناك وتوضأنا من‬

‫العين واتينا المقام وجلسنا فقرأنا ورد السحر الى الصباح وصلينا الفجر‬

‫وقرأنا صلوات سيدنا الدردير ثم قمنا وجئنا الى البلدة ودخلنا الى اوظة‬

‫المجامع ولم يدر بنا احد فعند طلوع الشمس فتح علينا باب الاوطة والدك‬

‫وقال لنا يا مشايخ ما فعلتم في هذه الليلة فقلنا له ما فعلنا شيئاً ياسيدي‬

‫فقال معلوم الاوراد والاذكار ثم التفت الى الشيخ محمد مراد وقال له هذا‬

‫طلبه جاره وذهب اليه وإشارالي وانت لاي شي تتعب نفسك وتذهب‬

‫ماشيا في الليل فسكتنا وعلمنا ان الشيخ اطلع على اعمالنا في تلك الليلة‬
‫‪۱۳۷‬‬

‫بطريق الكشف وإما قوله هذا طلبه جاره وذهب اليه فلم نفهم معناه وما‬

‫مراد الشيخ بكون ابي حلقه جاري ثم اني بعد مدة ذهبت الى المجاورة في‬

‫الازهر وجاورت مدة من الزمان ثم دخلت مدرسة قصرالعيني في مصر‬

‫وتعلمت علم الطب وجئت الى طرابلس وفتح الله عليَّ بالدنيا وصرت غنيا‬

‫بعد ذلك الفقر ثم بعد ثلاثين سنة اواكثر من وفاة الشيخ اشتريت اراضي‬

‫حلقه فظهر لي معنى قول الشيخ لي في اكثر ما‬ ‫قرية بكمرة في جوارابي‬

‫يراني معك قروشكثيرة وقوله للشيخ محمد مراد رفيقي هذا طلبه جاره‬

‫فذهب اليه فعجبت من كشفه الذي ظهر بعد مدة من السنين أه أقول‬

‫وهذا مصطفي افندي حي يرزق في بلدتنا فمن اراد سؤاله فليسأله ومن‬

‫ذلك ما حدثني به عمي الشيخ مصطفى رحمهالله تعالى وكثير من اخواننا‬

‫الاحياء الآن يرويها قالكنت جالسا في دكاني فجاء والدكوجلس عندي‬

‫ثم التفت الي وقاللي يا اخي هل انت مفلس فقلت له نعم فقالقم معي حتى‬

‫اجلب لك دراهم فقمت معه وما ادري ما يريد ان يفعل فاخذ بيدي‬

‫ووقف في السوق ونادى باعلى صوته هذا اخي مسكين فقيرعاجز وصار‬

‫كلما مر احد من الاغنياء يطلب منه دراهم لي فالناس لاجل اعتقادهم به‬

‫صاروا كلما مر واحد من اغنيائهم يفتح كيس دراهمه للشيخ ويقول له خذ‬

‫ياسيدي ما شئت والشيخ يأخذ من الواحد ريالاً ومن الآخر ريالين‬

‫‪.‬عند سويقة النوري من‬


‫وهكذا كل على حسبه ثم انتقل بي الى محلآخر‬

‫ذلك قد ذبت من الحياء والخجل واحنال على‬


‫عد‬ ‫اسواق طرابلس وانا م‬
‫مع‬

‫الخلاص منه فلا يمكنني ذلك فلم اجد الا اني اطرقت بنظري الى الارض‬
‫‪١٢٨‬‬

‫وسكت فلما تجمع معه مقدار سبعمائة قرش اعطاني اياها ورجع بي الى‬

‫دكاني وقال لي وما حصل لك من الضرر خذ هذه الدراهم وانفقها فقلت‬

‫له ابهذه الطريقة وعلى سبيل الشحاذة من الناس قال لي وما المانع من‬

‫ذلك فباي طريقكان فمن الله تعالى قال عمي فسكت وقلت في نفسي‬

‫اي شيء اعمل وقع الامر هكذا والدراهم حصلت في يدي واي شي يكون‬

‫فلم تمض ساعة من الزمان الأورجلان من الدراويش يسألان عن الشيخ‬

‫فد لهما الناس عليه فوقفا امامه وسلما عليه وقالا له ياسيدي انا من دراويش‬

‫سيدي عبد القادرالجيلاني قدس سره وقد خرج علينا قطاع الطريق‬

‫ونحن مسافرون على طريق حمص وسلبونا ثيابنا وحمارًاكان معنا فقال‬

‫لهما الشيخ الجمعاليقيمة المسلوب منكما فصارا يذكران له ذلك ويقولان قيمة‬

‫الحماركذا وقيمة العبأة كذا والشيء الفلاني كذا حتى ذكرا له الجميع‬

‫فبلغت قيمة ذلك مقدارسبعمائة قرش قدر الدراهم التي جمعها الشيخ علي‬

‫فالتفت الي وقال لي يا مصطفى ادفع لهما الدراهم التي جمعناها فتكدرت‬

‫من ذلك واردت ان اتوقف عن دفعها فصرخ عليّ وقال ادفعها اليها‬

‫فدفعتها قهرا عني فاخذاها وانصرفا ثم التفت الي وقال يا اخي اتظن اني‬

‫اشحذ منالناسلاجلك ان الله سخرني لهذين الدرويشين ثم قام وانصرف‬

‫عني وفهمت بعد ذلك انه رحمه الله تعالى مأذون بهذه الصورة وإنا لم ادر‬

‫مراده اه فانظر يا اخي الى هذه الواقعة اللطيفة المشتملة على مكاشفة الشيخ‬

‫وانهضام نفسه حتى تصدى للشحاذة على اخيه لاجل نفع المساكين فرحمه‬

‫الله تعالى برحمته الواسعة ومن ذلك ما أخبرني به عي ايضاً وهي نظير‬
‫‪١٣٩‬‬

‫السابقة قال جاء والدك عندي في الدكان وبعد ان جلس قال لي يا اخي‬

‫اريد ان اذهب الى الاسكلة أتريد ان تذهب معي قلت فما أفعل معك وما‬

‫ثمرتي بذلك ولم يكن منعادته ان يعرض على الذهاب معه الىالاسكلة او‬

‫الى الاسكلة إجلب لك دراهم فقلت‬ ‫غيرها فقال لي اذا ذهبت معي‬

‫هذا الشرط اذهب معك فقال قم فقمت معه ونزلنا الى الاسكلة‬ ‫له على‬

‫فاول دخولنا اليها صادفنا بعض اغنيائها فرحب بالشيخ فقال له الشيخ‬

‫انا لا اريد هذا الترحيب ان اخي هذا ما نزل معي الى هنا حتى شرط علي‬

‫ان اجلب له دراهم فقال الرجل ياسيدي الامر اليك ثم فتح كيس دراهمه‬

‫ذلك لكل من يلاقيه من‬ ‫فاخذ منه الشيخ مقدارا ثم هكذا صار يقول‬

‫اعيان الاسكلة ويأخذ منهم دراهم ويعطيني فيما مضت مدة من أول النهار‬

‫حتى تجمع معي مقدارار بعمائة فرشوإنا‬


‫كان يثقل ذلك عليّ ولكن طمعي‬

‫بالدراهم اسكتني وكنت في ذلك الحين في سن الصبا ثم انه جاء بي الى دار‬

‫السيد ديب علم الدين من اعيانالاسكلة وله محبة مع الشيخ فقدم الرجل لنا‬

‫فطوراففطرنا وبعد ذلكخطرت لي قضية الدرويشيناللذين قد شحذ‬

‫على لاجلها وكانت قبل هذه الواقعة بزمان فتهيأتللقيام فقال لي الى‬

‫اين يا اخي فقلت الى البلدة فقال هذا الوقت تجد فيه حراً في الطريق‬

‫فاصبر الى وقت المساء تتعشى هنا واذهب انا وانت فامتثلت منه ذلك ثم‬

‫بعد قليل من الزمان اتى عندة الشيخ سليمان البطاوي وهذا رجل من‬

‫اخواننا الخلوتية من اهل مصركانخادم بغلة سيدنا الشيخ الصاوي وورد‬

‫طرابلس واقام خادماً في مقام البداوي وكان فقيرالحال وذا عيال وكان‬
‫الشيخ بحسن اليه دائما فقال الشيخ سليمان المذكور ياسيدي انه قادم علينا‬

‫العيد وليس عند اولادي كسوة والمرأة الزمتني بشراءكسوة لها ولهم وصار‬

‫يبكي فقال له الشيخ ارفع عمامتك عن رأسك وادع لاخي مصطفى فرفع‬

‫عمامته وجعل يدعو لي ثم التفت الي وقال يا مصطفى ادفع اليه الدراهم‬

‫التي معك فتوقفت عن دفعها فصرخ بي وقال ادفع اليه فدفعتها اليه‬

‫فاخذها وقال له الشيخ ادع له فانصرف يدعو لي وانا ادعو عليه‬

‫سرا واشتمه ثم بعد انصرافه قمت من المجلس مغضباً فقال لي الشيخ الى اين‬

‫قلت له الى البلدة قالفي اما ا‬


‫نلله ولم يقل لي انتظر المساء ولا العشاء‬

‫فاتيت البلدة وحدي وعلمت أن الشيخ ما ذهب بي الى الاسكلة وإجرى‬

‫تلك الصورة الا لاجل ان يجمع تلك الدراهم للشيخ سليمان لمكاشفته‬

‫باحتياجه اه ومن ذلك ما اخبرني به عي المذكور قال لي تشاجرت مرة‬

‫مع والدك في البيت واسأت معه الادب فقال لي تأدب يا مصطفى والاً‬

‫فا هلالله يربونك فقلت له من غضبيكذا وكذا من اهل‬


‫الله ان لم يقتلوني‬

‫ويخلصوني منك وذكرت الفاظا قبيحة فغضب الشيخ وطردني من البيت‬

‫فذهبت الى بيت صهري زوج اختي واقمت عنده فرأيت في الحلم اني‬

‫في برية والشيخ واقف بعيدا عني فتناول حجرا من الارض وقال لي خذ‬

‫مرورًا فاستيقظت مرعوباً فظهر‬ ‫يامصطفى ورماني به فمر على خاصرتي‬

‫لي في ذلك النهار دملة صغيرة في الموضع الذي ضربني عليه الشيخ في‬

‫الرؤيا ولم تزل تكبر حتى صارتعظيمة جدا والمتني الما شديدًا وامتلات‬

‫فيحا وصديدًا وانا اكابر على نفسي ولم اطلع عليها غير حرمي واقول اني‬
‫‪١٢١‬‬

‫اذا اطلعت عليها احد ربما يخبر بها اخي فيشمت بي وكل ذلك من افكار‬

‫الصبوة والشباب ثم انه لما عظم علي امرها اتيت دكان احد الحلاقين‬

‫فدخلتها وقلت اقفل باب الدكان ففعل فاطلعته عليها فقال لي ولما‬

‫صبرت عليها هذه المدة ثم انه فجرها ووضع لي عليها مرهما وذهبت من‬

‫عنده فالظاهر انه حكى ما هو حادث معى الى بعض احبابنا فجاء وا الي‬

‫ولاموني على سوء ادبي مع الشيخ ثم انهم ذهبوا بي اليه وترضوا خاطره عني‬

‫و رجعت انا وحرمي الى البيت عنده فجرت بيني وبينه معاتبة فقلت له‬

‫أهكذا تفعل معي واشرت الى محل الدملة فقال لي وانتهكذا تسئ الادبوالله‬

‫العظيم لولا انك اخي لقصمتك نصفين فترضيت خاطره وعلمت قطعاً‬

‫ان تلك المصيبة كانت بتصرفه اه ومن ذلك ما حدثني به عمي المذكور‬

‫ايضًا وقد سمعت هذه الواقعة من كثير من اخواننا وانا اوردها على ما‬

‫سمعته من عمي رحمهالله تعالى قال لي ورد الى والدك هدية من اللاذقية‬

‫صرة فيها ذهبات فوزع ما فيها على أناس محاوج حتى لم يبقى منها الا‬

‫ذهب واحد فدفعه الي فقلت له وما اصنع بهذا الذهب ان علينا دينا‬

‫للناس وانت يأتيك المالفتوزعه على هؤلاء الناس خذ هذا الذهبفانا لا‬

‫اريده فاخذه مني ودفعه الى واحد من أولئك المحتاجين ثم التفت الي وقال‬

‫لي يا اخي انت تهتم من الدين ان الله سبحانه وتعالى يبعث لنا وإن هذه‬

‫الذهبات فيها بلية فقلت له ان الله يبعث لك وانت تفرق ما يبعثه اتراه‬

‫ينزل اليك بقفة فظهرعليه الغضب منكلامي وقال لي يبعث لي بقفة رغما‬

‫عن انفك ثم انه لما دخل الليلكان الشيخ جالسا في الطبقة العليا من دارنا‬
‫‪١٢٢‬‬

‫وانا جالس في الايوان اسفل الدار فطرق الباب رجل فخرجت اليه‬

‫فقال خذ هذه القفة وسلمها للشيخ واعطاني معها كتابا باسم الشيخ فاخذت‬

‫منه القفة والكتاب ودخلت الدار ونظرت وإذا في القفة تتنفناداني‬

‫الشيخ من فوق وقال لي ما الخبر يا مصطفى فاخبرته بخبر الرجل فقال لي‬

‫اطلع عندي وجي بالقفة والكتاب ولا تفتح القفة فقلت له وما اصنع بها ان‬

‫عندي نتنا كثيرًا ثم طلعت عنده فتناول الكتاب وقال لي افتح القفة‬

‫ففتحتها فوجدت فيها حزماً من التتن وتحتها في الاسفلكيسا من الدراهم‬

‫فاخذه ودفعه اليّ وقال لي قلت لك يا مصطفىالله يبعث لي بقفة رغماً‬

‫عن انفك فلم تصدق خذ الآن هذه الدراهم واخرج على البيت وادفع‬

‫كرامة الشيخ ونفوذ كلامه رحمة الله‬


‫الدين الذي عليك فعجبت حينئذ من‬

‫تعالى عليه اه وهذه الحادثة نظير ما وقع له معه في قبرص حينما قال له‬

‫عي ايبعث الله لك من مالطة وقد ذكرناها فيما تقدم من الفصول وقد‬

‫رأيت نظيرها في بعض الكتب مما وقع مع بعض اهلالاتكال وذلك ان‬

‫رجلاً منهم كان ملازما للجلوس في بعض المساجد فلاحظه رجل ممن‬

‫كان يصلي في ذلك المسجد ورآه انه لا يخرج من المسجد ولا يكتسب‬

‫فجاء اليه وقال له يا اخي من اين تاكل قال يرزقني الله تعالى قال‬

‫صدقت بذلك ولكن انالله تعالى جعل لكل شيء سببا اينزل لك‬

‫الله قادر على ذلك فدعاه الى داره‬


‫رزقك بقفة قال الرجل المتكل ان‬

‫وا وهمه انه يريد ان يعظمه ثم انه قبض عليه وانزله الى بشرعنده وتركة‬

‫هناك وقال له حتى نرى أن الله ينزل اليك في قفة ام لا ثم ذهب الى‬
‫دكانه فاتفق ان زوجة الرجل اشتهت هي وجاريته نوعاً من الحلواء‬

‫فصنعناه واقبلنا على اكله وإذا بالرجلزوجهها يطرقالباب فخافتا من لومه‬

‫على صنع تلك الحلواء فوضعتاها في قفة وانزلتاها في البئر من دهشهما فتناولها‬

‫الرجلالمتكلالذي في البئر وجعل ياكل منهاثم ان زوجة الرجلفتحت له‬

‫الباب فدخل لبعض شغله ثم تذكر الرجل الذي في البئر فجاء الى قم‬

‫البئر وناداه يافلان هل انزاللله اليك بقفة قال نعماانزل الى حلواء في‬

‫قفة رغماً عن انفك فاخرجه من البئر وتبين الخبر واتعظ من هذه الحادثة‬

‫واكرم الرجل وطلب منه السماح اه‬

‫ومن ذلك ما اخبرني به عميالمذكور ايضا قالكان حلاقي الشيخحسين‬

‫عمل الكيمياء فاطلب منه‬ ‫علوان يقول لي ان أخاك الشيخ محمداً يعرف‬

‫ان يعلمك صنعتها فاتيت عند والدك في بعض الايام مظهرا الكدرفقال‬

‫لي مالك يا اخي قلت له انت تعرف عمل الكيمياء فلاي شيء لا تعلمني‬

‫صنعتها وانا اخوك فضحك الشيخ وقال لي يا مصطفى انا اريداناخلي‬

‫في البيت ثلاثة ايام لاجل عمل طبخة كيمياء وانت عليك انتصرف‬

‫عني من يطلب مواجهتي فقلت له نعم ثم انه أقام في البيت في الطابق العلوي‬

‫ثلاثة ايام وإنا جعلت كلما جاء احد وطلب مواجهة الشيخ اصرفه بصارف‬

‫حسن وحيث ان حرم الشيخ والدتك لا تظهرعلي وهي عنده في الطابق‬

‫كنت أسال‬‫العلوي لا يمكنني ان اصعد عنده وارى ماذا يفعل ولكني‬

‫الجارية التي تخدمه وأقول لها ماذا يفعل اخي فتقول لي هوتارة يصلي وتارة‬

‫يقرأ الصلوات وتارة يطالع في الكتب فاقول لها الم يشعل نارًا الم يطلب‬
‫‪١٣٤‬‬

‫منك قدرا فتقول لا فاعجب من ذلك واقول في نفسي كيف عمل هذه‬

‫الكيميا وكل ذلك من افكارالصبوة ثم بعد انقضاء ثلاثة ايام كنت في‬

‫السوق فارسل الي الشيخ فاتيت مسرعاً فوجدته جالسا في اسفل الدار علي‬

‫الايوان وقدامه كمية من الريالات فنظرالي وقاليا اخي ان الكيمياء‬

‫خرجت معنا فضية فقلت له مليحكيفما كان الحال فقال لي خذها فاخذت‬

‫تلك الريالات وفي زعمى انها من عمل الكيمياء ولم يخطر لي لشدة فرحي‬

‫ان الكيمياء لا تكون سكة مضروبة وإنما تكون سبائك على ما يزعمون‬

‫ثم ان الشيخ قبض على اذني وعركها وقال لي انت وحلاقك علوان من‬

‫المجانين يا اخي انكيمياء نانحن الصلاة على النبي صلىالله تعالى عليه وسلم‬

‫فلاتسمعكلام مثلهذا الرجل فتنبهت عند ذلك الكلام وعلمت ان الشيخ‬

‫لا يصنع الكيمياء ولا شيئًا من ذلك وإنماجاراني في افكاري في اول الامر‬

‫‪.‬خلوة تلك الايام للبعد عن الناس والتفرغ لعبادة ربه ومن ذلك‬
‫واغنم‬

‫للله عمره نقلا عن عمي ويتراءى‬


‫ما اخبرني به اخونا الحاج محمد القرق اطاا‬

‫لي ان عمي حدثني به قال له ان السيد مصطفى اغا الاظن احد اخواننا‬

‫المشهورينكان ملتزماً مال الكورا من اعمال طرابلس وتبقى عليه مال من‬

‫التزامها تطلبه منه الحكومة فدخل يوما على الشيخ فالتفت اليه وقال له‬

‫يا مصطفى قم صباحاواسع لزيارة الاولياء المدفونينفي طرابس فلان وفلان‬

‫حتى تأتي على الجميع ثم اذاوصلت الى السوق الفلاني قرب دارك تجد اعوان‬

‫الحكومة فيذهبون بك الى السجن فقال له ياسيدي اذاكان الامركذلك‬

‫فانا لا ازورالاولياء ولا اقع في يد اعوان الحكومة قال له الشيخ لا بدان‬


‫‪۱۳۵‬‬

‫تفعل ذلك فقال له الامراليك ياسيدي ففي صباح غد طاف على زيارة‬

‫الاولياء الذين ذكرهم له الشيخ وعند ما وصل الى السوق الذي سماه له وجد‬

‫اعوان الحكومة يطلبونه فقبضوا عليه واخذوه الى حاكم البلدة وهو يوسف‬

‫باشا فامر عليه بالسجن بمحل قذر جدا قال عمي فارسل الي مصطفى اغا‬

‫يخبرني بما جرى عليه ويطلب مني الاستغاثة والشيخ فجئت الى الشيخ واخبرته‬

‫بخبره فقال لي وما افعل لك معه ايريد يأكل مال الحكومة ونتركه فقلت‬

‫له لا هولايأ كلمالها ولكن يريد الافراج عنه حتى يسعى بتقديم المال اليها‬

‫فقالله قم وقف قدام الباب واقرأ الفاتحة واهدثوا بها الى سيدنا الشيخ احمد‬

‫الرفاعي وقل له يا سيدي احمد اريد ان يحضرعندنا يوسف باشاحاكم البلدة‬

‫فامتثلت امرالشيخ وفعلت ما امرني به ثم دخلت عليه فقال هيء شربات‬

‫للباشا فذهبت وهيأت ذلك وإذا برسول من جهة الباشا يستأذن‬

‫الشيخ بحضوره عنده فاذن له فحضر يوسف باشا وقبل يد الشيخ واخذ‬

‫تحادث معه وفي أثناء الحديث قال الشيخ للباشا انك سجنت رجلاً يقال‬

‫له مصطفى اغا الاظن قال نعم ياسيدي هل هويخص سيادتكم حتى اطلقه‬

‫له الشيخ هو صديق لاخي وانا لا اقول لكم اطلقوه ودعوه ياكل مالالخزينة‬
‫قال‬

‫وانما اطلب منكم ان تخففوا عنه أمر سجنه وتلقوا أنظاركم عليه باستيفاء مال‬

‫الخزينة منه فقالالباشا الامر اليك ياسيدي ثم انه ذهب من عند الشيخ‬

‫و بالحال خفف عن مصطفى اغا سجنه واجرى لهكل تسهيل لدفع الاموال‬

‫لشدة التي‬
‫ن‬ ‫المطلوبة منه للخزينة وخرج من السجن في اقرب وقت مع اا‬

‫في‬ ‫كانت عليه من جهة الحكومة تقتضي أن يطول سجنه ويلاقي العظائم‬
‫‪٨٣٦‬‬

‫استيفاء الاموال منه اه وهذه الواقعة تشتمل علىكشف صريح للشيخ وعلى‬

‫اعتناء منه بمن يلوذيه وعلى رابطة قوية مع سيدنا الشيخ احمدالرفاعي قدس‬

‫الله سره العزيز ومن ذلك ما اخبرني بهكثير من اخواننا وهي واقعة شهيرة‬

‫بين اهل بلدتنا ويعبرون عنها في وقائع الشيخ بحادثة الدفتردار واسماعيل‬

‫افندي المقدم واخيه امين افندي وقد سمعتها من نفس اسماعيل افند بے‬

‫رحمه الله تعالى ومن ابنه احمد افندي الشهيرالآن في بلدتنا نقلا عن‬

‫والده وهي ان اسماعيل افندي واخاه المذكورين اتفقا مع يوسف باشا‬

‫حاكم البلدة على التزام اراضي اميرية فبعد ان جمعوا مالها واوردوااللخزينة‬

‫حتها وصرفوا ما ربحوه وردكتاب من الدفتردار المقيم في دمشق يهدد فيه‬

‫يوسف باشا وينسبة للخيانة مع المذكورين ويلزمه بتخليص تلك الاراضي‬

‫من ذلك الالتزام وتفويض التزامها الى آخرين ومراده بذلك ان يرسل‬

‫اليه رشوة حتى يسكت عن ذلك فارسل يوسف باشا الى اسماعيل افندي‬

‫واخيه فاخبرهما بحقيقة الامر وقال لهما هياالي مقداركذا من الدراهم حتى‬

‫ترسلها الى الدفترداروالا يحصل لي ولكما منه ضرر بليغ فقالا نحن علينا‬

‫مشورة فأمهلنا مدة ايام فقال لكما ذلك فذهبا من عنده الى الشيخ وإخبراه‬

‫بذلك وظهر له منها غاية الخوف والجزع فقال لهما الشيخ لا باس عليكما هل‬

‫انتها على وضوء قالانعم قال قوما حتى نصلي علىالدفتردارصلاة الغيبة فقاموا‬

‫وصلى الشيخ بها واقتديا به وكبروا على الدفترداراربع تكبيرات‬ ‫جميعاً‬

‫صلاة الغيبة وانصرفا من عند الشيخ وقد اطمأن خاطرها لاجل اعتقادهما‬

‫بالشيخ ثم بعد مضي مدة المهلة التي اخذاها من يوسف باشا ارسل اليها‬
‫‪۱۳۷‬‬

‫فذهبا عنده فقال لها اي شيء دبرتما قالا له ما دبرنا شيئًا قال وكيف‬

‫ذلك فقصا عليه حديث الشيخ وقالا له نحن بسبب اعتقادنا في شيخنا هذا‬

‫اطمأن قلبنا وعلمنا ان الدفتردار لا بد ان يكون قد مات وانه سيموت فلما‬

‫سمع يوسف باشا منهما هذا الكلام ضحك ضحكة المستهزىء وقال حقيق‬

‫ما يقوله الاتراك عنكم ان ابناء العرب قليلو العقل اترون ان الشيخ يميت‬

‫احدا فقالا له نحن لا نعتقد ان الشيخ يميتوانما اعتقادنا في شيخنا يحملنا على‬

‫التصديق بانه لابد انالله سبحانه وتعالى ببركته يدفع عنا شر هذا االظالم‬

‫فنطلب الآن من حضرتك ان تهلنا حتى يأتي البريد من دمشق فقاللكما‬

‫ذلك وانصرفا من عنده ففي يوم مجئ البريد من دمشقارسلالباشا اليها فلما‬

‫حضرا عنده اطلعها علىكتاب من دمشق يخبر فيه بوفاة الدفتردار وفاة شير‬

‫منتظرة وكفاهم الله شره فقالا له يا ايها الباشا الم نعرض لديك اعتقادنا‬

‫بشيخنا فقال لهما حقيق أن هذا الشيخ محل الاعتقاد وطلب منهما ان يذهبا‬

‫به الى الشيخ فاتبا به اليه فقبل يديه وطلب دعاه وصار له به اعتقاد بليغ‬

‫من ذلك الحين ويوسف هذا هوالذي تقدم ذكره في حادثة مصطفى انا‬

‫الاظن وقد سمعت هذه الواقعة على روايات والمال واحد فاحداها ان‬

‫الكتاب الذي ورد على يوسف باشا مذكور فيه ان الدفتردار اصيب‬

‫بداء النقطة فمات في الحال والبعض حدثني ان تاريخ موتهكانموافقا‬

‫لصلاة الشيخ عليه صلاة الغيبة وإحدى الروايات انه مذكور فيه مرضد‬

‫مرضاً شديدًا ثم بعد ذلك ورد خبر‬


‫موته وبعضها كما نقلته مجملاً وعلى كل‬

‫الح‬
‫قيقي‬ ‫بدفعكيد الظالم والفاعل‬ ‫فهي تشتمل على مكاشفة للشيخ وتصرف‬
‫‪۱۳۸‬‬

‫هو الله تعالى يظهر بافعالهكرامة لاوليائه والدفتردار انما مات باجله‬

‫وظاهرت بموتهكرامة الشيخ هذا ما نعتقده في عقيده الدين والله يتولى هدانا‬

‫اجمعين ثم ان يوسف باشا هذا تعلق به واقعتان للشيخ تدلان على زهده‬

‫وورعه اذكرهما هنا للمناسبة وإحيل عليها في فصلآخر الاولى ما حدثني‬

‫به اسماعيل افندي قال ان يوسف باشاسألني في بعض الايام بعد ان صار‬

‫له حسن اعتقاد في الشيخ والدك وقال لي هل عند الشيخ ايراد من عقار‬

‫او تعيينمن الدولة فقلت له لا انما الشيخ رزقه علىالفتح فقالانا اريداننعمل‬

‫للشيخ مضبطة وترسلها للاستانة لاجل ان يعين له مال شهري فسررت‬

‫انا بذلك سرورًا عظيما وقلت له الامراليك فصدر امره بعمل المضبطة‬

‫فعملت وما بقي الا ارسالها للاستانة ففي الليل حضرت عند الشيخ وذكرت‬

‫له ما جرى من الباشا في النهاروانا اظن في نفسي ان الشيخ ينشرح لذلك‬

‫ويدعو لي وللباشا فعند ما ذكرت له ذلك ظهرعليه الغضب وقال لي‬

‫يااسماعيلانت تريد انتجعلرزقي على افندياتك انا رزقي على الله تعالى‬

‫والله الذي لااله الاهوان لم تذهب في الصباح وتطلب من الباشا تمزيق‬

‫هذه المضبطة وصرف نظره عن هذا الامرفانت تكون ساقطاً من قلبي ولم‬

‫تجد لك في قلبي ادنى محبة فلما سمعتكلام الشيخ ارتعد قلبي وخفت من‬

‫في الصباح‬ ‫تغيرخاطره خوفا شديدا وقمت من عنده مشوش الافكارثم‬

‫ذهبت عند الباشا واخبرته خبر الشيخ ولم ازل به حتى مزق المضبطة وحول‬

‫نظره عن هذا المقصد وهذه الواقعة سمعتها ايضا من غير اسماعيل افندي‬

‫واظن ان عمي حدثني بها وان احمد افندي يرويها عن والده فليسأل‬
‫‪١٣٩‬‬

‫عنها والواقعة الثانية ماحدثني بهكثير من اخواننا وهي انيوسف باشا‬

‫المذكور قد علم أن دار الشيخ صغيرة على عائلته ويوجد لها جنينة صغيرة‬

‫في جوارها فعرض على الشيخ ان يبني له من ماله امكنة في تلك الجنينة‬

‫تتسع بها الدار على العائلة فامتنع الشيخ من ذلك وقال له ان دارناكافية‬

‫للعائلة فلما الح عليه قال له ان اردت عمل خير وخدمة للطريقة فاصلح‬

‫في‬ ‫هذه المدرسة التي آلت الى الخراب واشارالى المدرسة الرجبية التي‬

‫جواردارنا في طرابلسوكانتقد تشعشت حيطانها وتلفت اخشابها وهجرت‬

‫من اقامة الصلوات فيها وذلك من ايام الدولة المصرية التي جعلتها‬

‫وكثيرًا غيرها من المساجد مخازن لمؤنة العساكر فاصلح يوسف باشا تلك‬

‫المدرسة وصرف عليها من ماله مقدارًا من الدراهم سمعت البعض يقول‬

‫هو الف وثمانمائة قرش وصار الشيخ يقيم فيها الاذكار ويقرأ الصلوات‬

‫اقامة هذا الفقير محرر هذا الكتاب للتدريس‬


‫ويدرس فيها للطلبة وهي محل‬

‫لطلبة العلم من ايام حضوري من الازهر الى هذا التاريخمدة سبععشرة سنة ما‬

‫ما فارقتها الامدة اقامتيفي المدرسة الوطنيةفي طرابس والمدرسة السلطانية‬

‫في بيروت مدة تقارب خمس سنين انتخبت رئيساً فيها لهاتين المدرستين‬

‫في خلال تلك المدة وإما الجنينة المذكورة في هذه الواقعة فهي المحل الذي‬

‫اعانني الله تعالى على بناء منزل فيه لاقامة الذكرالخلوتي وقراءة الصلوات‬

‫باجتماع اخواننا الخلوتية وهو قبال المدرسة الرجبية المذكورة ادام الله تعالى‬

‫آمین‬
‫علي فضله بخدمة العلم الشريف وهذه الطريقة الى انتهاء اجلي اللهم‬

‫فهاتان الواقعتان تدلان على زهد الشيخ وورعه وسوف احيلك عليها في‬
‫‪١٤٠‬‬

‫فصلآخر ومن ذلك ما حدثني به بعض اهل بلدتنا قال لي ان اسماعيل‬

‫افندي المقدم الذي تقدم ذكره دفع لرجل من عائلة بني اللقيس في بلدتنا‬

‫مقداراً من المال وهو تنزل له عن أراض له في قرية علما التابعة لطرابلس‬

‫موجهة عليه بموجب براءة سلطانية واخذ اسماعيل افندي اوراقا نظامية‬

‫من الحكومة المحلية تشعر بتنزل الرجل وارسلها الى الاستانة تحت يد احد‬

‫معارفه لكي يخرج له براءة سلطانية بتوجيهها عليه فبعد مدة ورد لهكتاب‬

‫من الذي ارسل اليه الاوراق يقول له فيه انه صدر في هذه الاثناء امر‬

‫السلطان ان لا يقبل تنزل احد الاحد عن مثل تلك الاراضي ولا تخرج‬

‫براءة بذلك فهذه القضية لايمكن بعد ذلك ان تدخل في اليد فارجع على‬

‫الرجل الذي تنزل لك بدراهم التي دفعها اليه ورد عليه الاراضي فدخل‬

‫على اسماعيل افنديكدر عظيم فجاء الى الشيخ واخبره بالواقعة فقال له‬

‫الشيخ خذ دراهمك من الرجل قال ياسيدي انه فقير وقد صرفها ولا يمكن‬

‫تحصيل شيء منه فقال له وانا ماذا اصنع لك فاخذ اسماعيل افندي‬

‫يستغيث بالشيخ ويقول له يا سيدي ارجودعاكوالقاء انظارك في هذه القضية‬

‫فسكت الشيخ برهة ثم التفتاليه وقال له يا اسماعيل اني اترجى لك القطب‬

‫او قال اهلالله في قضاء هذه القضية فاكتب الى صاحبك في الاستانة‬

‫ان يسعى فيها ثانيا فقبل يده وانصرف ثم كتب الى صاحبه الذي ارسل‬

‫اليه الاوراق وحكي له ما جرى من الشيخ تفصيلاً فبعد مدةجاء من صاحبه‬

‫الله عن شيخك الشيخ محمد الجسرفانه بعد‬


‫المذكوركتاب يقول له فيه رضي‬

‫ما صدرامر السلطانبمنع قبول تنزل احد لاحد واخبرتك بذلك جاءالى‬
‫‪١٤١‬‬

‫الاستانة رجل من مشايخ الانضول والعلما المشاهير وقدمعرضاً للسلطان‬

‫يطلب فيه قبول تنزله عن اراض في يده لاولاده فالسلطان نظراليه‬

‫بعين الاعتبارلشهرته في بلاده فصدرامره ان يصيرتأخير نفوذامره السابق‬

‫الذي صدربالمنع الى اربعة اشهرمساعدة لهذا الرجل وامثاله منالطالبين‬

‫مثل طلبه وقد باشرت بالسعي في قضيتكم وإخراج البراءة بها في هذه المدة‬

‫فهذا من مدد شيخكم ثم بعد ذلك اخرج البراءة وارسلها الى اسماعيل افندي‬

‫فهذه الواقعة من اوضحكرامات الشيخ وتسخيرالقلوب له حتى قلوب الملوك‬

‫ومن ذلك ما اخبرني بعض اهل بلدتنا ايضا ان الشيخ رحمه الله تعالى‬

‫كانيعتريه في بعض الاوقات سعال وضيق نفس وهذا مشهورمن‬

‫حاله وكان في بعض الاحيان ينزل من داره مع عروض هذا الحال له‬

‫ويركب حمارًا صغيرًا‬


‫كان عنده فاتفق أن رجلاً غرياً كان جالسا في‬

‫دكان احد بني الزين من طرابلس ومر الشيخ راكبا حماره واوقف الحمار‬

‫أمام الدكان وصار يسعل فقال له ذلك الرجل الغريب لابن الزين من‬

‫هذا الشيخ فاخبره عنه فقال له ما ابرده يركب الحمار ويقف في السوق‬

‫بيته فقال له ابن الزين اسكت هذا رجل‬ ‫يسعل ليذهب ويسعل في‬

‫معتقد عندنا واخاف عليك منه فقال الغريب ان كان في هذا الشيخ سر‬

‫من عنده‬ ‫فليخرق بيضي وتكلم بكلام قبيح فانتهره ابن الزين ثم انصرف‬

‫وكان ذلك الرجل يبات في اوطه في جامع الطحان الشهيف‬


‫ري بلدتنا فاتفق‬

‫انه قام من منامه في تلك الليلة وإتى الى شباك في الأوطه مطل على‬

‫الفراغ يظنه الباب وخرج منه فسقط الى الارض ميتا فجاء الناس صباحا‬
‫‪١٤٢‬‬

‫فوجدوه فارق الحياة من ذلك السقوط فواروه التراب قال لي المخبر‬

‫بهذه الواقعة واخبر عند ذلك ابن الزين بما جرى من ذلك الرجل في‬

‫الدكان فعلم الناس انه اصيب من طرف الشيخ وغاارلله تعالى على ولي‬

‫من أوليائه أه فان قيلكيف يعدمالله تعالى حياة هذا الرجل بسبب شتمه‬

‫لولي من اوليائه قلنا البس الشريعة تحكم بقتل من شتم احد انبيائه وإنما‬

‫لم تحكم بقتل من شتم وليا لان الولاية في شخص معين غير يقينية عندنا‬

‫كنبوة الانبياء وإما ولاية الولي عند الله تعالى فهي معلومة له تعالى فلا‬

‫انه سبحانه يغار على احد اوليائه ويزهق نفس من شتمه ويكون‬
‫مانع‬

‫ا لذلكالشائم والله يفعل ما يشاء وهو الحكيم الخبير ومن ذلك‬


‫ذلك تطهير‬

‫ما اخبرني به احمد افندي المقدم وهو في قيد الحياة نقلا عن والده اسماعيل‬

‫افندي قال له انه كان عندنا في البيت خمسة مرضاء اواكثر ومن جملتهم‬

‫والدتك فكان عندنا شيخنا الشيخ محمد الجسر فحضر الشيخ سليمانالبطاوي‬

‫فالتفت اليه الشيخ وقال له ياشيخ سليمان انك تدعي محبة اسماعيلافندي‬

‫ودائما هو يكرمك ويعطيك قال نعم ياسيدي قال الشيخ ان عنده في‬

‫عائلته عدة من المرضاء وهو مكدرمن ذلك غاية الكدر اتشتري مرضهم‬

‫منه بكذا وسمى له مقدارًا من الدراهم قال الامراليك ياسيدي فالتفت الي‬

‫الشيخ وقال لي يا اسماعيل ادفع له ما جرى عليه الاتفاق فدفعت له ذلك‬

‫فقال له الشيخ اشتريت مرض عيال اسماعيل افندي بهذه الدراهم قال نعم‬

‫ياسيدي قال احمد افندي كان والدي يقسم بالله ويقول ان الشيخ سليمان‬

‫في الحال صار يقى ويتبرز مثل المصاب بالهواء الاصفروانطرح في‬
‫‪١٤٣‬‬

‫الفراش وقام الشيخ وذهب من عندنا وبقي الشيخ سليمان اربعا وعشرين‬

‫ساعه في هذا الحال وبعدها شفي وذهب من دارنا وإما العيال فحينما طراً‬

‫على الشيخ سليمان ذلك المرض أقبلكل منهم على الشفاء وخلصوا من‬

‫المرض في اقرب وقت اه وهذا احمد افندي حي يرزق اطال الله عمره‬

‫فمن اراد ان يسأله فليفعل ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا واظنه‬

‫السيد محمد المنزنجي وهي حادثة مع الشيخ سليمان البطاوي المذكور قال‬

‫ان الشيخ والدك وسيدنا الشيخ محمود الرافعي وجملة الاخوانكانوا مدعوين‬

‫في الاسكلة في احدى الليالي فبعد قرأة الصلوات اقام سيدنا الشيخ محمود‬

‫الذكر وجعل يذكر بالاخوان وإما والدك فانهكان جالسا في احدى حجر‬

‫الدار وعارضا له السعال الذي كان يعتريه وقد وضع امامه طشنا لاجل‬

‫ان يلقي فيه البلغم وهو يسعل بانزعاج فصار بعض اخواننا يتاسف من‬

‫عروض هذا الحال على الشيخ ويحزن فقال له الشيخ سليمان البطاوي‬

‫لا تتأسف على الشيخ انه الآن يكون ملتذا من عروض هذا المرض فان‬

‫الاولياء عند ورود الشدائد عليهم يكشف لهم عن الملكوت فيرون العرش‬

‫والكرسي قال هذا الكلام وهوفي حجرة غير المحجرة التي فيها الشيخ فما اتمكلامه‬

‫ععالشيخ يناديه ياشيخ سليمان قال نعم ياسيدي قال تعال فحضرعنده‬
‫مم‬‫حتىسس‬

‫فقال له ان مرادي ان ترى العرش والكرسي ويكشف لك عن الملكوت‬

‫وانا اريد ان ادخل حلقة الذكر واذكر تقدم الي فتقدم اليه فالبسه الشيخ‬

‫عمامته ولبس عمامة الشيخ سليمان ففي الحال صرف السعال عن الشيخ وقام‬

‫ودخل حلقة الذكر وجعل يذكر مع الاخوان ما به من شي واما الشيخ‬


‫‪١٤٤‬‬

‫سليمان فانه اخذ السعال الشديد الذيكانعارضاً على الشيخ فجلسقدام‬

‫الطشت وصار يسعل ويلقي فيه البلغم وجعليستجير ويقول انا دخيلك‬

‫ياسيدي والشيخ يذكرولا يرد عليه جواباً الى ان انقضى وقت الذكر فدخل‬

‫بعض الاخوان على الشيخ وقال له ياسيدي ان الشيخ سليمانكاد يموت من‬

‫شدة السعال قال له دعه يرى العرش والكرسي قال ياسيدي هو‬
‫مسكين‬

‫يرجو عفوك عنه فقام الشيخ ودخل على الشيخ سليمان وقال له هل رأيت‬

‫العرش والكرسي فقال ياسيدي انا دخيلك انيكدت اموت فاخذ الشيخ‬

‫عمامته عن راسه واعاد له عمامته فقام الشيخ سليمانكأنه نشط من عقال‬

‫وذهب عنه السعال اه وتقدم لك نظير هذه الواقعة للشيخ واجبت عما‬

‫ورد عليها منالاشكال من جهة انتقال العرض من جسم الى جسم فارجع‬

‫الى ذلك ان شئت ومن ذلك ما اخبرني به السيد محمد المنزلجي قال‬

‫كنت مع الشيخ والدك رحمهالله تعالى في الاسكلة مدعوين عند بعض‬

‫اعيانها ففي الليلاذ نحن ساهرون حضر الشيخ عبد الرؤف العالم المشهور‬

‫فوجد الشيخ يسعل فقال له تدا و ياشيخ محمد فقال له الشيخ ان اسيادي‬

‫يداوونتي فقال اني لا أقبل هذا الكلام فظهر على الشيخ اثر الغضب من‬

‫كلامه تم قام وذهب من المجلس وذهبت معه حتى وصلنا الى بيت الشيخ‬

‫احمد عبد الجليل في الاسكلة فدخلنا عنده لنبات هناك ثم بعد برهة‬

‫التفت الى الشيخ وقال لي يا محمد اذهب للمنزل الذيكنافيه وقل لصاحب‬

‫المنزل يعطيك شيئًا من الطعام الذي بقي من طعام الدعوة وجى به الى‬

‫عيال الشيخ احمد الذي نحن عنده فذهبت واتيت بالطعام فلاقيت في‬
‫‪١٤٥‬‬

‫الطريق الشيخ عبد الرؤوف ذاهبا الى داره وهو يئن فكلمني وقال لي‬

‫يافلان ما هذا الذي معك فاخبرته بالامر فقال لي انزل هذا الطعام‬

‫فانزلته على الارض فاخذ منه بعض لقم وقال تبركا بالشيخ ثم قال‬

‫ثم‬ ‫لي يافلان سلم على الشيخ وقل له ما عمل معك اخوك عبد الرؤوف‬

‫ذهب واحضرت انا الطعام الى بيت الشيخ احمد فاخبرت الشيخ بكلام‬

‫لشيخ عبد الرؤوف فسكت ثم في ثاني ليلة ذهب الى المنزل الذيكنا فيه‬

‫اليلة امس وإذ نحن في اثناء المجلس حضر الشيخ عبد الرؤوف وهومتلفع‬

‫للسعال‬
‫ولاف رقبته بمنديل وجلس في المجلس وهويسعل والشيخ ما به اثر‬

‫فبعد ما استقر به المجلس التفت اليه الشيخ وقال له ياشيخ عبد الرؤوف‬

‫تداو وتبسم فقال الشيخ عبد الرؤوف يا اخي ماذا قلت لك ليلة امس لم‬

‫اقصد بكلامي مكروها والآن ارجو منك السماح ثم انها تصافيا وانقضى‬

‫الحال على ذلك اه وهذه الواقعة وإنكانت تحتمل الصدفة ولكن قرينة‬

‫الاحوال في سياقها تؤكد انها كرامة للشيخ رحمه الله تعالى‬

‫ومن ذلك ما اخبرتني به شقيقة الشيخ الصغيرة التي رباها الشيخ بعد‬

‫موت والده قالت ذهبت الى الشيخ وانا صغيرة لاخذ منه خرجيتي والشيخ‬

‫كان في المدرسة فدخلت عليه فوجدته وإضعا على جبينه منديلاً جميلاً‬

‫فخطر في نفسي وتمنيت أنه يعطيني اياه فالتفت الي وقال لي يا مسكينة هذا‬

‫المنديل فيه حملة يعني مرضاً فهززت باكتافي كما يفعل الصغاراشير الى اني‬

‫اقبله فقال لي انا ما عليّ شيء انتِ الجانية على نفسك ثم رفع المنديل عن‬

‫جبينه واعطاني اياه فاخذته ورجعت الى البيت مسرورة به واخبرت‬


‫‪١٤٦‬‬

‫والدتي بما جرى معي عند الشيخ ثم اني ربطته على رأسي ثم اقسمت وقالت‬

‫والله يابن اخي في حالما فعلت ذلك احمرت عيناي حتى صارتا مثل الدم‬

‫وتخيل لي ان مسمارين ضربا في صدغي وصرت استجير من شدة الالم فلا‬

‫اخبار وصارتوالدتي تارة تتلوم على الشيخ ولدها وتارة تنلوم عليّ الى ان‬

‫حضرالشيخ فقالت له والدته اهكذا تفعل بشقيقتك وهي صغيرة مسكينة‬

‫قال لها يا امي اني حذرتها وقلت لها ان في هذا المنديل حملة فاصرت على‬

‫اخذه فدفعته اليها ثم التفت الي وقال هاتي المنديل فدفعته اليه فوضع يده‬

‫على رأسي وقال ياسيدي احمد يا رفاعي هذه اختي صغيرة ومسكينة فوالله‬

‫يا بن اخي في الحال والحين الحاضرذهب عني الوجع وعدت الى حالتي‬

‫الاصلية اه وعمتي هذه في قيد الحياة موجودة عندي في الدارتحدثني دائما‬

‫بهذه الواقعة وبغيرها ومن ذلك ما اخبرتني به شقيقة الشيخ المذكورة‬

‫قالت يا ابن اخي ان والدك كان يعلم بمن حاضت من اخواته قبل‬

‫ان تعلم هي بنفسها قلت وكيف ذلك قالكان ينام في المحل السفلي من دارنا‬

‫وانا واخواتي ننام مع والدتنا في محلعلوي فوق محل الشيخ فكان اذا‬

‫حاضت الواحدة منا وهي نائمة يقوم من منامه ويعتريه السعال الشديد‬

‫وينادي باعلى صوته يا امي من التي ضربتعلى قلبها يعنىحاضت فلتذهب‬

‫من فوقي فتوقظنا امنا وتقول لنا يابنات لتتفقدكل واحدة منكن نفسها‬

‫منفتقد أنفسنا فنجد احدانا انها قد حاضت فتذهبالى محلآخر غير المحل‬

‫الذي فوق محل الشيخ فيسكن الشيخ ويذهبعنه السعالقالت وفي مدة حيض‬

‫الواحدة منا لا يريد ان تخدمه بخدمته الخاصة من نحوالوضوء الى ان تطهر‬


‫‪١٤٧‬‬

‫وتغتسل فيقبل خدمتها اه وقدكنت أشكل على هذا الامر من حال‬

‫الشيخ فانه لا يخفى ان رسولالله صلى الله تعالى وسلمكان ينام مع نسائه في‬

‫فراش واحد وهن حيض فما معنى ثقل حالة الحيض على الشيخ وقد الهمني‬

‫الله تعالى الجواب عن ذلك بان نبينا صلىالله تعالى عليه وسلم سيد‬

‫الكاملين ونوره اقوى الانوار وروحانيته اعظم الروحانيات فتلك الحالة‬

‫الحدثية للنساء لا أثرلكدرها في جانب ذلك الصفاء كنقطة دم في جانب‬

‫بحر عظيم وايضا هو صلى الله تعالى عليه وسلم مشرع فلو اظهرلنا التباعد‬

‫عن النساء الحيض لكان ذلك شرعاً لنا يجب علينا اتباعه باجمعنا ولايخفى‬

‫ما في ذلك من الخرج وأما الولي فليس مقامةكمقام النبي في الوسعةوالصفاء‬

‫والعظمة والضياء ولا هو مشرع تقتدي به الامة فظهر الفرق بينها وان‬

‫استشكل هذا الامر بان كثيرًا من الاولياء لم يسمع عنه ذلك قلت ان‬

‫احوال القوم شتى ومقاماتهم مختلفة فمنهمصاحب مقام الجمال ومنهم صاحب‬

‫مقام الجلال ومنهم صاحب مقام الكمال ولا يعلم جنود ربك الاهو فليس‬

‫ن الضروري ان يكون الأولياء على وتيرة واحدة فافهم والله اعلم ومن‬

‫ذلك ما حدثتني به كثيرًا شقيقة الشيخ المذكورة تقول يا ابن اخي والله‬

‫انهكان كلما اشتهيت في نفسي شيئًا ما يأتي الشيخ والدك الى الدار ينظر‬

‫يا مسكينة انتِ اشتهيت الشيء الفلاني ويرسل فيأتبنى‬ ‫الي ويقول‬

‫به‬
‫ومكاشفة الشيخ على الخواطركثيرة الوقوع طالما حدثني بها كثير‬

‫من الناس ولو اردت تحرير ما سمعته منها لجاء من ذلك ما يضيق‬

‫عنه هذا الكتاب ولكن اذكر لك من ذلك حادثتين حدثني بها‬


‫‪١٤٨‬‬

‫من هوالآن في قيد الحياة الاولى ما حدثني به السيد حسن الزين من‬

‫اهل اسكلة طرابلس وهوموجود الآن فيها قال لي ان الشيخ والدككان يأتي‬

‫الداروكنت أنا صبيا أخدمه في مدة اقامته عندنا فيوماً من الايام‬ ‫عندنا في‬

‫كنت واقفا بين يديه لاجل خدمته فخطرفي نفسي ما اسمعه من الناس‬

‫انهم يقولون يوجد في بلاد المغرب قبة يقال لها قبة دانيال تفتح في العام عدة‬

‫ساعات وإن الناس يقصدونها ويدخلونها وقت فتحها وينقلون النقوش‬

‫في‬ ‫التي على حيطانها من العلوم الغريبةكالسحر والتنجيم وصرت أقول‬

‫نفسيلابد اني اذهبالى تلك القبة واخلها واتعلم منها علم السحروكان والدي‬

‫جالسا مع الشيخ فقال له في جملة محادثته معه ياسيد ادع لولدك حسن‬

‫يعينني بذلك فقال الشيخ بماذا ادعوله ومراده يذهب الى قبة دانيال ويتعلم‬

‫السحراسأا‬
‫للله ان لايفتح عليه بهذا العلم فبهتوالدي وبهت انا وعجبت من‬

‫والدي عما خطر‬


‫لي فاخبرته فدخله‬ ‫اطلاع الشيخ على ضميري ثم سألني‬

‫العجب والثانية ما اخبرني به السيد محمد ابو يوسف القرق وهو رجل‬

‫في‬ ‫من الصالحين يبلغ من العمر الثمانين قال لي ان والدككان ساكنا‬

‫حارتنا وكانكل يوم عند خروجه من داره يأتيقدام باب دارنا ويعتريه‬

‫السعال ففي بعض الايامكنت خارجا من دارنا في الدهليز قبل ان افتح‬

‫الباب فسمعت الشيخ يسعل قدام الباب فقلت في نفسي سبحان الله لا تأتي‬

‫السعلة للشيخ الاقدام باب دارنا ثم فتحت الباب فلما نظرت الى الشيخ قال‬

‫لي اي شيء أعمل لك ياشلبي لا تأتيني السعلة الاقدام با بكم فخجلت منه‬

‫وقبلت يده وانصرفت وهذا ابويوسف مشهورفي بلدتنا فمن اراد سؤاله‬
‫‪١٤٩‬‬

‫فليسأله ومن لك ما حدثني به شقيقة الشيخ الكبيرة قالت كنت في بيت‬

‫زوجي فاتفق اني ضربت احد اولادي فيجانب بركة الماء عند المساء‬

‫فاصحت وانا ارى امرأتين واحدة عنيميني وواحدة عن شمالي وهما تحدثاني‬

‫وتقولان لي لماضربت ولدك عند المساء وصرتانا اتكلم معهما فظهر علي شبه‬

‫الجنون حيث اني اكلم من لايراه غيري وبقيت على ذلك عدة ايام فحضرت‬

‫عنديوالدتي وخافتعليّ من هذا الحالوقالتلي اذهبي عند اخيك لعله‬

‫يكتب لكحجابًا فقمت ونزلت من داري وانا ارى المرأتين معي تكلماني‬

‫وانا امشي في السوق حتى وصلت الى احد ابواب الجامع الكبير فدخلت‬

‫في الجامع ففارقتاني ولم تدخلا معي الجامع فلما خرجت من باب آخر من‬

‫ابوابه وجدتها سقطتا علي من فوق رأسي ومشتا في جانبي الى انوصلت‬

‫الى بيت اخي فلما دخلته وقفتا في جانبي الباب ولم تدخلا معي وصارتا‬

‫تقولان لي ان الذي اتيت عنده لاندعه يجيء اليك وكان الشيخ من عادته‬

‫ذلك الحين ان يقرأ درسا في الجامع الكبير ويأتي الى الدارفي وقت معين‬

‫فمضي ذلك الوقت ولم يأتِ فصارت والدته تعجب من تأخره عن وقته‬

‫فبعد برهة من الزمان سمعت صوت الشيخ ينادي وهو داخل في دهليز‬

‫استعنت عليك بالله جنتواتيت لي بالجن معك وفي الحال وجدث‬


‫الدار‬

‫المرأتين ذهبتا من جانبي الباب وغابتا عني ثم دخل الشيخ وهويقول ذلك‬

‫الكلام فقامت اليه والدته وقالت له يا ولدي هذه اخنك مسكينة واني‬

‫خفت على عقلها من الاختلال واخبرته بقصتي فسكت ثم اخذ قطعة من‬

‫جلد غزال عندهكان يصلي عليه وكتب عليها كتابة ودفعها الي وقال‬
‫‪10:‬‬

‫احمليها معك فقمت وانصرفت الى بيتي ولم ار بعد ذلك شيئًا اه والله العظيم‬

‫الذي لااله الاهو هكذا حدثتني عمتي شقيقة والدي وهي تبلغ من العمر ما‬

‫في قيد‬ ‫يقاربالسبعين مع صحت عقلها وتمام ادراكها واختها الآن التي‬

‫الحياة تعلم هذه القصة وكانت تقول في سبب تأخر الشيخ عن المجيء الى‬

‫البيت خلاف عادته كما قدمنا انه بعد ما فرغ من الدرس واتى الى البيت‬

‫كان يجد الباب الخارجي الذي هوقبلالدهليزمسدود افتأخر‬


‫تلك المدة‬

‫حتي قوي على فتحه وما ادري اهذا سمعته من الشيخ او هو شيء فهمته بقرائن‬

‫الحال والله اعلم وهذه المواقعة تشتمل على مكاشفة للشيخ وتصريفالله له‬

‫في عالم الجن ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا في يافا واظن انه الشيخ‬

‫محمد ابو جياب من تلامذة سيدنا ابي رياح من أهل يافا وهوفي قيد‬

‫الحياة قال ليكان والدك عندنا في يافا فطلب مني ان اذهب به الى بيارة‬

‫لنا يعني باصطلاح اهل يافا الجنينة فذهبت انا وهووطبخت عشاءكفاية‬

‫لي وله فقبل حلول وقت العشاء بقليل بلغ سيدنا الشيخ حسينا الدجاني‬

‫الرفاعي واخواناكثيرين من اخواننا ان الشيخ والدك عندي‬ ‫والشيخ محمود‬

‫في البيارة فحضروا عندنا فصرت أنا في حيرة حيث اني اعلم ان الطعام‬

‫الذي استحضرته لا يكفي هذا الجمع وانمكافاية اثنين أوثلاثة ولم يكن‬

‫معي وقت لاستحضار طعام يكفيهم فجلست مفتكرا في هذا الامر فلما حضر‬

‫وقت العشاء قام الشيخ والدك اليّ وقال لي هات الطعام الذي احضرته‬

‫فجئته به في مكان بعيد عن مجلس الجماعة فقال احضر لي صحونا فاحضرت‬

‫له فصار يسكب الطعام من الطنجرة في الصحون بيده ويقول لي ضع امام‬


‫‪101‬‬

‫الجماعة فاذهب واضع امامهم وهكذا حتى صار اما مهم ما يكفيهم فاكلوا‬

‫جميعا وشبعوا واكلت بعد ذلك انا والشيخ وبقي عنا بقية ولم ادركيف‬

‫زاد هذا الطعام حتى كفى اولئك الجماعة الكثيرين الذين يحتاجون الى‬

‫امثال امثاله اه وهذه الحادثة من نوع معجزاتكثيرة صدرت عن نبينا صلى‬

‫كرامة تصدر‬
‫الله تعالى عليه وسلم وعن سيدنا عيسى عليه السلام وهي وكل‬

‫عن ولي تكون معجزة للنبي الذي ذلك الولي من اتباعه كما لا يخفى ثم ما‬

‫هووالله تعالى وبجربها على يد الولي فلا مجال لان يقال‬


‫دام الخالق للكرامة ه‬

‫کیف زادتكمية هذا الطعام فالله قادر على خلق طعام من نوع الطعام‬

‫الاصلي وضمه اليه من غير ان يشعرالناظروالله اعلم ومن ذلك ما حدثني‬

‫به‬
‫الشيخ محمد ابو جياب المذكور قال لي كنت مرة واقفا على باب دار‬

‫الشيخ ابي رياح رحمه الله تعالى في يافا فسمعت عياله وابنته تطلب منه‬

‫حوائج وثيابا للعيد القادم والشيخ ابو رياح يصبرهن وكنت أعلم انا باطلاعي‬

‫على احواله انه معسر في ذلك الحين ليس يوجد عنده كفاية لطلبهن‬

‫فنزلت الى السوق وانا مكدر من ذلك فرأيت الشيخ والدك رحمه الله‬

‫تعالى فاقبلت عليه وقبلت يده فقال يا اباجياب اتبعني ومشى فاتبعته الى‬

‫ان وصل الى قدام دكان بزاز في يافا يقال له الهباب فالتفت الي وقال‬

‫یا ابا جياب ما اسم هذا الرجلقلت ياسيدي فلان الهباب قالاما يهب بشي‬

‫قلت يا سيدي انه بخيلجدا على ما اعلمه من حاله ولوضرب على عقد‬

‫اصابعه لايأتي منه شيء فقال اسكت بلى يهب ثم اقبل وسلم عليه فقال‬

‫الرجل ورد السلام علىالشيخ وقبل يده واجلسه في الدكان مبتهجا به غاية‬
‫‪١٥٢‬‬

‫غاية الابتهاج ثم التفت اليه وقال له ما تريد ياسيدي قال له الشيخ اريدكذا‬

‫وكذا وصاريعدد له حتى اتى على جميع ما طلبه عيال ابي رباح وابنته على‬

‫له جميع ذلك وجمعه بصرة وسلمه الي ثم قال له الشيخ ما ثمن‬
‫مسمع مني فاحضر‬

‫هذه الحوائج حتى ترسله لك قال ياسيدي لا اريد ثمنها الا الدعاء منك‬

‫وقبل يد الشيخ وقال له ياسيدي مها لزم لك‬ ‫فالح عليه الشيخ فلم يرض‬

‫فانا تحت امرك اقدمه لديك فدعا له الشيخ وقام من عنده واتبعته انا‬

‫حاملاً الصرة فالتفت الي وقال يا ابا جياب اما قلت لك انه يهب ثم‬

‫قال اذهب بهذه الصرة الى دار الشيخ ابي رياح وسلمها الى عياله فانه قادم‬

‫عليهن عيد وطلبن منه هذه الحوائج وهو معسرالآن فامتثلت امره بذلك‬

‫اه فهذه الواقعة تشتمل على مكاشفة للشيخ وتسخيرقلب ذلك الرجل الذي‬

‫وصفه ابوجياب بالنجل الشديد واظن ان ابا جباب قال لي ان تلك‬

‫الحوائج يبلغ ثمنها مقدارخمسمائة قرشفي ذلك الحين‬

‫ومن ذلك ما حدثني به اسمعيل افندي المقدم وفي علميان ابنه احمد‬

‫افندي الذي هو في قيد الحياة يعلمها وكثير من اخواننا يتحدث بها قال‬

‫حضر عندنا الشيخ والدك رحمه الله تعالى ومعه رجلغريب درويش واظن‬

‫انه قال من أهل الخليل وقال لي يا اسمعيل اريد خرجية وافرة لهذا‬

‫الدرويش يسافر بها الى بلاده وانا لم يتوجه قلبي ان اطلب الامنك‬

‫فقلت له الامر اليك ياسيدي وحيث لم يكن معي في ذلك الوقت دراهم‬

‫ناديت الخادم وساررته وقلت له اذهب الى السيد ديب افندي عبد‬

‫الواحد وكان بيني وبينه معاملة وقل له يرسل لي خمسمائة قرش فذهب‬
‫‪For‬‬

‫الخادم ثم جاء ومعه صرة دراهم وسارني وقال ان السيد ديب افندي حيث‬

‫علم ان ليس معك دراهم ارسل لك الف قرش تدفع نصفها للشيخ وتبقي‬

‫النصف الآخرمعك لاجلالمصرف فقلت له ضع الصرة قدام الشيخبتمامها‬

‫وخجلت ان افرز منها الخسمائة فلما وضعها امام الشيخ قال الشيخ لا هذا كثير‬

‫ناخذمنه خمسمائة والباقي نرده اليك ثم فعل ذلك ودفع الخسمائة للرجل ثم‬

‫التفت الي وقال الظاهر انك في هذه الايام ما معك دراهم وانا اريد‬

‫ان ادعولك ان الله تعالى يعوض عليك ما اخذناه منك هل يكفى الف‬

‫قرش فسكت فلم يزل يترقى حتى بلغ خمسة الاف وانا ساكت فقال‬ ‫الف‬

‫يكفي خمسة الاف ثم رفع طرفه الى السماء وقال ياربي ارجوك تبعث الى‬

‫اسماعيل افندي خمسة الاف قرش في هذه الليلة المقبلة لا ينام حتى يضمها ‪-‬‬

‫تحت راسه ثم قام وانصرف هو والدرويش فمضى النهار وجاء الليلفكنت‬

‫وانا في وقت اجتماع الناس عندي للسهر اترقب في نفسي ان يأتي ما دعاه‬

‫به الشيخ واقول لا بد من نفوذ كلامه فلما انقضى ذلك الوقت وذهب‬
‫الناس الى بيوتهم ولم ارشيئا من ذلك قيمت ودخلت الى محل الحريم و‬

‫يبق في المحل الذي هو خارج الحريم الا الخادم وسكرالباب البراني‬

‫فتمددت في فراشي وانا مفتكر فيكلامه واقول في نفسي ان كلام الشيخ‬

‫لا بد من نفوذه وإلى الان ما ظهر لي شيء منه وصارالامل بعيداً بمجي احد‬

‫الآن فليت شعري هل مراد الشيخ بكلامه معنى لم افهمه او لعله بعد منامي‬

‫يرسل احدامن اهلالباطن يضع ذلك المبلغ تحت راسي وهكذا تردد على‬

‫مثل هذه الافكاروانقلب في الفراش وقد ارقت في هذا الفكر فبعد برهة‬
‫‪١٥٤‬‬

‫من الزمان سمعت طرق الخادم على الباب فسالته الجارية ما تريد قال‬

‫ان جماعة من النصيرية يريدون ان يواجهوا الافندي فقلت للجارية‬

‫قولي له يطلعهم عندي الى هنا فقالت له فطلع بهم الي وإذا بهم جماعة‬

‫في قضاء مصلحة لهم وقدموا لي خمسة‬ ‫نصيرية يطلبون مني ان اسعى لهم‬

‫الاف قرش على سبيل الهدية وقاموا وانصرفوا فاخذت الدراهم ووضعتها‬

‫تحت المخدة التي انام عليها وتمددت وانا اقول رضي الله عن شيخنا الشيخ‬

‫محمد الجسر اه وهذه الواقعة شهيرة بين اخواننا وتدل على اجابة دعاء‬

‫الشيخ بوجه غريب لا يكون الا على سبيل الكرامة ومن ذلك ما حدثني‬

‫به محمد آغا المقدم من اهالي ايمال قال لي اليكنت اتردد على اسمعيل‬

‫افندي واخيه امين افندي المقدم وكنت اسمع منها ذكر الشيخ وتعداد‬

‫الكرامات التي تصدر منه وانا كنت شاباً عني النفس فاقد الخبرة‬

‫باحوال أهل الطريق فكنت اعارضها في ذلك فيقولان لو تذهب معنا‬

‫الى محل الشيخ لكنت ترى ما يجعلك تصدق بكراماته ثماني تواعدت‬

‫معها على انا نذهب جميعا الى محل الشيخ في الليلة الفلانية التي يقيم فيه‬

‫الذكر فبعد غروب تلك الليلة قاربت حرمي وذهبت اليها واناجنب‬

‫وتوجهت معها الى محل الشيخ فوجدناه شارعاً بالذكر وهو قائم في الحلقة‬

‫فوقفت معها بين الذاكرين ومرادي بذلك امتحان الشيخ واذا بالشيخ قد‬

‫اقبل عليّ وقبض على اطواقى وجذبني ومشى بي الى بركة كانت هناك‬

‫خارج الحلقة وقال ياخبيث اغتسل هنا ثم قذفني في البركة ورجع الى ‪-‬‬

‫الذكر فخرجت من البركة وانا مبتل من فرقي الى قدمي فذهبت الى‬
‫‪foo‬‬

‫داري في تلك الحال وبدلت ثيابي وفي ثاني يوم اجتمعت مع اسماعيل‬

‫افندي واخيه فسألاني عن شأني فاخبرتها بمقصدي بامتحان الشيخ فتلوما‬

‫على بذلك ومن ذلك اليوم صارلي اعتقاد بالشيخ عظيم اه ومن ذلك ما‬

‫حدثني به السيد مصطفي ابو حسنشاكر رحمه اللهكان رئيس المؤذنين‬

‫في بيروت وبلغ من العمرالسبعين وهو مشهور في بيروت وطرابلس‬

‫قال لي حضر والدك الى بيروت ونزل عند بني الفاخوري فذهبت‬

‫للسلام عليه انا وبعض جماعني المؤذنين فدخلنا عليه فوجدناه معتريه‬

‫حال السعال الذيكان يعتر به احيانًا فسلمنا عليه وقبلنا يده ثم طلب‬

‫منا ان ننشده شيئًا فانشدناه فبعد ذلك اخذ يحدثنا فقال من جملة حديثه‬

‫تعالوا حتى نشترك وتتاجرفي نوع من انواع التجارة قلنا الامر اليك ياسيدي‬

‫قال نشتري عبيدا وجواري ونزوج الجواري للعبيد فيلدن اولادا‬

‫فنبيعهم ونكسب بذلك قلنا مليح ذلك ثم قال ان هذا يطول علينا زمانه‬

‫فاولالى ان نشتري دجاجا ونقيم منه قرقا ونبيع فراخها ونكسب بذلك‬

‫قلنا هذا ايضا مليح ياسيدي قال لكن خروج تلك الفراخ وتربيتها يحتاج‬

‫الى قرق يعني صوت الدجاجة عند قيامها على البيض وتربية أولادها‬

‫فهل تعرفون أن تقرقوا قلنا نعم قال تعالوا حتى نقرق وصار يقول قرق‬

‫فرق ونحن نقول معه فرق فرق وهو يضحك ودمنا لحظة من الزمان‬

‫نقول ذلك جميعا ونكرر لفظ قرق كما تصوت الدجاجة ثم التفت الينا‬

‫وقال لا بد ان تقاسموني على الفراخ عند وجودها قلنا نعم ياسيدي ثم قمنا‬

‫وأنصرفنا من عنده ففي مساء ذلك اليوم جاء رسول من طرف الوالي‬
‫‪١٥٦‬‬

‫الموجود في بيروت وقال ان الوالي يطلب انتحضرواعنده في هذه الليلة‬

‫حيث يريد ان يقرأ عنده المولد الشريف ففي المساء ذهبنا الى بيت الوالي‬

‫فبعد قراءة المولد الشريف وإنشادنا الاناشيد النبوية وإنصراف اكثر‬

‫الناسكلمالوالي ترجمانه باللغة التركية وصاريكررفيكلامه له لفظةقرق‬

‫فرق ولفظ فرق في هذه اللغة معناها اربعون ثم قاللنا الترجمان بالعربية‬

‫في‬ ‫ان افندينا قد أمر لكل منكم بار بعين قرشا وامر ايضا انتحضر وا هنا‬

‫كل اسبوع في الليلة الفلانية لم يبق في حفظي اي ليلة سمي وفي كل ليلة‬

‫تحضرون يأخذكل واحد منهم اربعين قرشائم انه دفع لكلواحد منا از بعين‬

‫وانصرفنا ثم في ثاني يوم حضرنا عند الشيخ ومعكل منا ما دفع اليه في ليلة‬

‫امس فلما رآنا الشيخ صاريضحك وقال اخرجت الفرقة الفراخ قلناناـنعم‬

‫ياسيدي ونريد انتقتسم ووضعنا الدراهم امامه فاخذ يقلبها ثم قال لا‬

‫يا اخي خذوا دراهمكم انا لا أقدر على فلانه وفلان وصاريذكرعيالنا‬

‫واولادنا ورد الينا الدراهم فاخذناها وانصرفنا وصرنانحضرعند الوالي‬

‫ليلة في الاسبوع وننشده الاناشيد النبوية ويأخذكلواحد منا اربـ‬

‫قرشا‬

‫يقول كاتب هذه الاحرف علي رشيد الموقت ان هذه الكرامة حدثني بها‬

‫سعادة احمد افندي الصلح وكان وقتئذ ترجمان الوالي وسمالي الوالي اه‬

‫وهذه الواقعة تحتوي على اشارةكشفية تعد مناللطائف ولا يفهم معناها‬

‫بعده لا تحتمل التأويل عند ذوي الانصاف‬ ‫الا بعد الوقوع وهي‬

‫ومن ذلك ما اخبرني به كثير من اخواننا قالوا حضر بيك من بكوات‬


‫‪JOY‬‬

‫عكارعند سيدنا الشيخ محمود الرافعي وطلب ان يحضر عند والدك‬

‫فقال له سيدنا الشيخ محمود لا تذهب الآن عند الشيخ محمد فانه معتريه‬

‫حال والاولى ان لاتواجههفي هذا الوقت فلم يمتثلذلك البيككلام سيدنا‬

‫في‬ ‫الشيخ محمود وذهب عند والدك فلما دخل عليه تأهل به واجلسه‬

‫جانبه ووقفخدم ذلك البيكواولاده بين يديه وكان الشيخ يشرب بقصبة‬

‫التتن فنا ولها لذلك البيك وقال له اشرب فشرب ثم ناولها الشيخ فاخذها‬

‫منه و وضع رأسها على اذنه ثم التفت اليه وقال له يابيك ان القصبة تقول‬

‫لي ان هذا البيككان راكبا فرسه ومارا على عين الماء الفلانية في عكار‬

‫فوجد على العين امرأة بدوية فراودها عن نفسها فامتنعت عليه فضر بها وانا‬

‫استبعدت وقوع ذلك حيث انك رجل اختيار ومن الاعيان ولك اولاد‬

‫شبانفخجل البيكغاية الخجل وقال له ياسيدي هذا حدث مني وانا شاب‬

‫في ايام الصبوة قالالشيخ لا يا بيك ان القصبة تقول ليانذلكحدث منك‬

‫في العام الماضي فسكت البيك وقام من عند الشيخ خجلاً لا ينظر‬

‫ما امامه ولاسيما في حضوراولاده وخدمه ثم اجتمع بسيدنا الشيخ محمود وكان‬

‫بلغه ما حدث له مع الشيخ فقال له سيدنا الشيخ محمود الم اقللك‬

‫لا تذهبعند الشيخ في هذه الايام فقال ياسيدي اني اخطأت بعدم امتثالي‬

‫اه اقول واخبرني بعض اخواني ان نظير هذه الحادثة كان يقع منالشيخ‬

‫في اول امره فيذكر لمن يحضرعنده حين ورود الحال عليه بعض ما قد‬

‫حدث منه من الذنوب السرية ولكن الشيخكانيستغيث من هذا الكشف‬

‫ويدعوالله تعالى ان يصرفه عنه حتى صرف اه ‪ .‬ومن ذلك ما اخبرني به‬
‫‪17.‬‬

‫تحمل عني الم الطلق وتيسرت علىالولادة ببركته اه ومن ذلك ما اخبرني به‬

‫الشيخ حسن افندي الدجاني ابن سيدنا الشيخ سليم قدس سره وامين‬

‫فتوى يافا وهو الذي تقدم ذكره بانه تلقي عن الشيخ العلم مدة أقامته في‬

‫في اوطة الجامع‬ ‫يافا قال لي انه كان والدك في يافا وكان مرة جالسا‬

‫قمررت على بابها فناداني يا حسن فدخلتعليه وقلبت يده فاعطاني ورقة‬

‫وقال لي اذهبوادفعها إلى اخيكالشيخ حسين الدجاني فذهبتودفعتها‬

‫الى اخي المذكور فلما قرأها قاا‬


‫للله يلطف بنا ويعطينا خير هذا الكلام‬

‫فنظرت الى الورقة فوجدتها مكتوبا فيها بخط والدك هذا البيت‬

‫يدق خفاه عن فهم الذكي‬ ‫وكم الله من لطف خفي‬

‫و بعده بالطيف يا حفيظ ثم تحت ذلك قد كتب الشيخ هذه الالفاط نكاح‬

‫واج زواج نكاح اه فما استقربيالمجلس عند اخي حتى سمعت صوت‬

‫ولولة من دارنا فركضت مدهوشاً فصادف مروري على بابالاوطة التي‬

‫فيها الشيخ فناداني ياحسنتعالى فدخلت عليه فاعطاني جبته وقال لاتخف‬

‫بالسلامة بالسلامة ضعها عليها فاخذتها منه وخرجت من عنده وانا لا اعلم‬

‫ما مراده وعن من يحدثني فلما خرجت من الجامع ووصلت الى دارنا‬

‫تبين لي ان شقيقتي قد وقعت من شباك دارنا على شاطىء البحر من على‬

‫قامات ونزلت مكشوفة الرأس فركضت حتى وصلت اليها فالقيت‬


‫=‬

‫عليها‬ ‫عليها جبة الشيخ التي اعطاني اياها وسترتها بها ثم حملناها مغمى‬

‫وادخلناها دارنا ثم بعد قليل صحت من الاغماء ولم تتضرر بشيء وفهمت‬

‫سركتابة الشيخ في الورقة البيت المنقدم وقوله يالطيف ياحفيظ وقد‬


‫‪١٦١‬‬

‫كان والدي الشيخ سليم الدجاني رحمهالله تعالى قبلوفاته عقد عقد نكاح‬

‫شقيقتي المرقومة على احد اعيان البرفبعد عدة ايام منكتابة الشيخ لتلك‬

‫الورقة تحولتالاحوال وآلالامرالى ان اخي الشيخ حسينا رحمه الله تعالى‬

‫طلب من ذلك الرجل ان يطلق شقيقتي فطلقها وعقد عقد نكاحها على‬

‫ابن عمه الشيخ عبد القادر‬


‫ابي رباح فظهر سركتابة الشيخ في الورقة المتقدمة‬

‫نكاج زواج زواج نكاح اه وشقيقته المذكورة هي حرم سيدنا الشيخ ابي رباح‬

‫رحمه الله تعالى وهي في قيد الحياة موجودة الآن في يافا وحسن افند بے‬

‫المذكور سأ نقل عنه واقعة للشيخ رحمه الله تعالىفي فصل وقائعه عند قرب‬

‫كانفي قبرص ارسل له‬‫وفاته وقد حدثنيايضا ان الشيخ والدي حينما‬

‫كتاباً ووجه في خطبته باسماء علوم شتى واصطلاحات اربابها قال وقد‬

‫تيمنت منكتاب والدك اني احصل تلك العلوم التي ذكرها لي في كتابه‬

‫وقد حصلتها ولله الحمد ثم اطلعني على ذلك الكتاب بخط الشيخ والدي‬

‫رحمه الله تعالى فنسخته وبقي عند اخينا الفاضل ابن اخي حسن افندي‬

‫المذكور وهو الشيخ مصطفى افندي الشهير بالصاوي اطااللله عمره وانا‬

‫انقل لك خطبة ذلك الكتاب وشيئاً منه على سبيل التبرك واترك باقيه‬

‫المشتمل على اهداء سلامات لبعض اخوانه خوف الاطالة وهذا ما اردت‬

‫نقلةكتب رحمه الله تعالى بسم الله الرحمنالرحيم الحمد لله الذي قدر‬

‫لطف ولعبده بالطافه الخفية حف وآمنخوفه وله بنعمه التحف والصلاة‬


‫و‬

‫والسلام على اعظم نبي اوذى في سبيله فهاجر من مكة والمدينة شرف‬

‫وعلىآله واصحابه الذين هاجروا لنصرته ونصراؤه في هجرته فنعم المهاجرون‬

‫‪11‬‬
‫والانصار ذوو الشرف هذا ولما زاد اكدار هذا الشجي منكثرة هذا الصدود‬

‫والهجروأمسى من حرنارالفراق والبعاد ينقلب على الجمروطالالمدى عن‬

‫لقاء الاحبة وعدم الصبر وهيج مزعج الشوق تذكار ايام الوصال ولياليه فحن‬

‫الى تلك الربا والربوع التي حلت فيها سادته ومواليه ثمثل بقول من‬

‫بالحال يضاهيه ويحاكيه فانشد مذ زادت مصائبه وبلاويه‬

‫متى الشمل باسكان رامة بجمع‬ ‫اياجيرة من اليمن الجزع طنبوا‬

‫زمان صدود للفؤاد يروّع‬ ‫رعى الله ايام الوصال ولا رعى‬

‫تكاد نياط القلب حزنا تقطع‬ ‫إذا ما ذكرت العيش في شعب عامر‬

‫وبقوله ايضا‬

‫لوكان يرجع مثل طيف الزائر‬ ‫لهفي على ذاك الزمان وطيبه‬

‫ونلذ فيه بوصل ظبية عامر‬ ‫كنا نجدد فيه أثواب الصبا‬

‫وبقوله ايضا‬

‫فماكان اصفاها واحلى واطبيا‬ ‫رعى‬


‫الله ايامامضت في ربوعهم‬

‫واما سوى هذا فعندي كالهبا‬ ‫فلا عيش الا في مواقف حيهم‬

‫لغيرهم ياصاح قلبي ما صبـــا‬ ‫وحاقلهوي العذري همكل بغيتي‬

‫فطوبى لمن امسى لديهم مطنبــا‬ ‫وما غيرهم الاخيال وباطل‬

‫وبقوله ايضاً‬

‫وفيض دموعه مثل الغوادي‬ ‫الى رباكم كل حين‬ ‫يحن‬

‫لواعج شردت طيب الرقــــاد‬ ‫اذا ما جنه الليل اعترته‬

‫لذيع القلب من جور البعاد‬ ‫وان لاحت بروق الحي امسى‬


‫‪١٦٢‬‬

‫في التهاب وازدياد‬ ‫وشوق‬ ‫يقول بصوت مكتئب حزين‬

‫والف بين جسمي والسهاد‬ ‫جفاكم‬ ‫استمني‬ ‫يامي‬ ‫الا‬

‫فان دام الصدود فيانفادي‬ ‫وصدع صدكم اركان قلبي‬

‫مرادي‬ ‫بحبلك انه اقصى‬ ‫صليه‬ ‫حبلى‬ ‫ها‬ ‫ياتي‬ ‫الا‬

‫فطب نفساً الى يوم التنادي‬ ‫ليل التداني‬ ‫قد دنا‬ ‫وقولي‬

‫اان رد جواب الكتاب فرضا كرد السلام ولاسيما اذ كان‬


‫هذا ثم لمك‬

‫الحبيب مالك الزمام تعين على هذا المسكين حليف الاسقام ان يقول‬

‫اما بعد اهداء فرض سلام عيني لاكفاية مع لزوم تحيته تُعزى فتوى‬

‫وجوبها للهداية مع شرط دعاء جزم عامة المشايخ بصحة اجابته وافتىآخرون‬

‫بنفعه دنيا واخرى وتصحيح وقايته وصح بعضهم سرعنه بعين المطلوب في‬

‫اصح روايته وزاد بعضهم بشرط ان يكون من صميم قلب غريبكسير ذي‬

‫اضطرار مع الجاجنه مع بث اركان اشواقلاتنعقد نية المحبة بدونها قدانعقد‬

‫الاجماع على فرضيتها علىكل محبوتعينها بل افتوا على اصح الروايتين‬

‫بان يحرق قلب معناها بلهيبها وشرط جمهورالعشاق سقم الجسم ونحوله‬

‫ثمنا لمن يسمح له بالوصال ممن‬


‫حتى يصيركالخلال ثم انه يؤدي الروح‬

‫حكم عليه قاضي العشق بالهجر وافتى مفتيه ببعده لاجل الزجر وذهب‬

‫بعضهم لاعتماد الاعراض عنه وتصحيح عدم السؤال عنه واوجبوا عليه تراكم‬

‫الغموم والهموم والاحزان وان يكون متيماً والها هائما حيران وذكر في العيون‬

‫شرطية سيلان دمع هاطل وتطليق نوم طلاقاً باتا للجفن الذابل فعند‬

‫مالك الزمام حامل لواء الشريعة الغراء ومبين‬ ‫ذلك رفع قضيته الى‬
‫‪١٦٤‬‬

‫الاحكام من اضحتله المرفوعاتمنصوبات مزقاها بتمييزحالغير ملتفت‬

‫للمخفوضات وارتفع على اقرانه وساد من نصب نفسه بخفض جناح لنفع‬

‫العباد فكم بين مشكلاتعندها يزل القدم وكم عطف باحسانه على مسكين‬

‫وانعم ولم يبدل نعته الحقيقي والسببي في الكرم فحقيق بان يقال في شأنه‬

‫ومن يشابه ابه فما ظلم واكد ذلك بانه لم يزلكرتيا ولم يبرح لطيفا ظريفا‬

‫حلياً فعند ذلك جزم الناس بحسن سيرته ومصدريته بين عشيرته‬

‫لظرفيته لتلك اللطائفوالظرائف والرقائقوالدقائقوالمعارف فغار‬

‫البدر من ذلك فاستعارثوب الحسن استعارة محققة لا تخييلية وطوى‬

‫ذكرالمشبه به ورمز بالبهاء والضياء اللذين هما نعنا هذا الحسن على سبيل‬

‫المكنية وصرح السعد بانها تصريحية للتصريح بذكر المشبه به فكيف وهو‬

‫ثوب حسن الحسن وناهيك به الا انه نص على انها ليست من قبيل‬

‫مرشحة‬ ‫المجازالمفرد بل هي مركبة تمثيليه لتركبها من امور متعددة سنية وهي‬

‫الامجردة ولا مطلقة لتقويتها بذكر اوصاف المشبه المرونقة فاذا تقررهذا علم‬

‫ان جمالالبدرمجاز بالاستعارة وإسناد الحسن له مجازي عند من حقق‬

‫العبارة وإما جمال هذا الحبيب وحسنه فحقيقة اصلية لا من قبيل المشترك‬

‫ولا الحقيقة العرفية فكيف لا وهوحسن الذات والصفات والافعال‬

‫سليم الظاهر والباطن من حرف الاعتلال وهو ثلاثي النعت ذو جمال‬

‫وجلال وكمال يتجرد من اوصاف النقص مفرد المثال وإن زدته فيصير‬

‫احسن لانه صحيح النسب اشتق من اصل سيد العجم والعرب منقول من‬

‫اسلاف کرام متصرف في قلوب أهل الغرام فاعل فعل احسان متعدي‬
‫‪١٦٥‬‬

‫لا قاصر بل يرفع الاكدار وينصب موائد برتجدى وقد قامت الادلة‬

‫القطعية والبراهين اليقينية على صدق مقدماته وانه نتيجة اماجدكرام‬

‫وأفاضلاعلام من غير شبهة في دلالته لانك اذا شاهدت مقدماتاوصافه‬

‫الحميدة اليقينية علمت أمورًا محققة لا حدسية ولا تخمينية فركب قياس‬

‫شکل مآثره على شكل سلفه تلقاه محمولاً لموضوع سرفيه فيظهرلك من‬

‫ذلك نتيجة صادقة وهي ان الولد سر ابيه وهذه قضية كلية تندرج تحتها‬

‫الجزئيات فيضرب عند ذلك المثل السائر ويقال من خلف ما مات‬

‫ويضاف عند ذلك الاب للابن لاحيائه لذكره الكريم ولذلك اشتهر‬

‫هذا الخدن بالسيد حسن سليم فعلى هذا يكون حوزه لتلك المآثر الفاخرة‬

‫ارنا من والده فجاء على الاصل فلا غروان عنون بجامده احسن الله اليه‬

‫في سائرالاوقات وسلمة من جميع الآفات والعاهاتآمينآمين يارب‬

‫العالمين انتهى ما اردنا نقله من صدرهذا الكتاب ثم عرفه الشيخ بعدة‬

‫اسطر بوصولكتابه اليه واعنذر له لمعاتبة عنب بها عليه ثم قال له بعد‬

‫ذلك ثم نرجو من جنابكم عدم المؤاخذة بتأخيرالجواب لاني لم اقم بجزيرة‬

‫قبرص بعد وروده الامدة قليلة وسافرت الى دارالخلافة اسلامبواللاـلمحمية‬

‫صانها رب البرية من آفة وبلية آمين وقد من الله علي فيها للثم أعناب‬

‫العارف بالله ذي الشهود سيدنا ومولانا الشيخ ابي السعود القدسي قدس‬

‫الله سره واعناب سيدنا ومولانا الصحابي الجليلسيدي ابي ايوب الانصاري‬

‫ضي الله عنه واعتاب صحابة اخر اجلاء ومشائخ كرام فضلاء رضي الله‬

‫اجمعين ودعوت الجنابكم وللاخوان على حسب الامكان ثم بعد فراغ‬ ‫ع‬
‫نهم‬
‫‪177‬‬

‫شغلي واخذ راحتي سودت هذا الكتاب وإذا الاقذار منعتني ببلاء عظيم‬

‫اذهلني عن حسي وتشوشت ظاهرا وباطناً ثم بعد ذلك حفني الله بلطفه‬

‫وعزمت على السفرلقبرص وها انا قد وصلت ولله الحمد اليها ودخلتها‬

‫بالسلامة في نصف جمادى الاولى تقريباً ثم عزاه بانتقال بعض الاحباب‬

‫وشرع في اهداء السلام لبعض الاخوان وعددكثيرًا منهم ثم ارخه بغرة‬

‫جمادى الثانية ثم ختمه بامضائه ثمكتب على هامشه جملة من السلامات‬

‫على الاخوان وبعض مخابرات وعرفه بتقديم هدية له وللشيخ عبد القادرابي‬

‫رباح ولولدي اخيه الشيخ رشيد والشيخ احمد الصاوى ثم قال له ونرجوكم‬

‫عدم المؤاخذة ولتكن كهدية سلمان لا هدية بلقيس السليمان اه ونقلي لهذا‬

‫الكتاب وإن طال لا يخلو عن فائدة وقد دل ان للشيخ يدافي هذه الفنون‬

‫التي وجه كلامه بها وإن له نصيبا في فن الادب في الانشاء وإن لم يكن من‬

‫الطبقات العالية فانه لا يخفى ان امثال الشيخ ‪.‬ممن اهمهم جلاء نفوسهم‬

‫وتصفية قلوبهم والاشتغال بعبادة ربهم لا يلقون بالا لهذه الزخارف الادبية‬

‫والتنميقات الانشائية والظاهران الشيخ رحمه الله تعالى اعطى حصته من‬

‫وقته واستعان بمعارفه التي حصلها في ابان شبابه حتى حررهذا الكتاب‬

‫لمجاوبة الشيخ حسن افندي عن كتابه مجاراة لافكاره في ذلك الحين‬

‫فانهكان اذذاك في عنفوان صباه وسورة تحصيلة فالظاهران كتابه الذي‬

‫ارسله للشيخكان منمقا فاجابه الشيخ رحمه الله تعالى بهذا الكتاب وفق‬

‫كتابه المستطاب هذا وقد دل هذا الكتاب على ان الشيخ ذهب من‬

‫قبرصإلى الاستانة ثم عاد منها اليها وقد اشرنا الى ذلك فيما تقدم ولنرجع‬
‫‪١٦٧‬‬

‫الى ماكنا في صدده من عد وقائع الشيخ رحمه الله تعالى فنقول‬

‫ومن ذلك ما اخبرني به سيدنا الشيخ عبد القادر ابو رباح الدجاني‬

‫حينما كنت معه في زيارة الاراضي المقدسة في بيت دجن في مقام سيدنا‬

‫سعد وسعيد رضيالله عنهما قال لي يا ولدي مما اتفق لي في هذا الموضع ايام‬

‫المشايخ وهم سيدنا الشيخ حسين الدجاني وسيدنا الشيخ محمود الرافعي ووالدي‬

‫انا بتنا هنا في مدة تجولنا للزيارة فبعد ان نام جميع رفقائنا والمشايخ ذهبت‬

‫انا الى وراء الجامع الذي فيه سيدنا سعد وسعيد رضيالله تعالى عنها‬

‫للجلوس في هذه الارض واخذت‬


‫واراني هناك قطعة ارض قالفمهدت لي محلاً‬

‫اذكربالاسماء وكنت في ذلك الوقت مشتغلاً بالسلوك فذكرت حصة من‬

‫الليل ونمت وعند الفجرقمنا جميعاً وصلينا وقرأنا الاوراد ثم بعد طلوع‬

‫الشمس ذهب سيدنا الشيخ حسين الدجاني لقضاء الحاجه الطبيعية خلف‬

‫الجامع من تلك الارض ثم رجع وبعده ذهب سيدنا الشيخ محمود الرافعي‬

‫لقضاء الحاجه هناك ايضا ثم رجع وقال لسيدنا الشيخ حسين يا اخي انى‬

‫ذهبت لقضاء الحاجه في تلكالارضفلم اجد فيها محلاً جهدا الابقعة صغيرة‬

‫فاردت ان استعملها فوجدتها منورة فخشيت ان تكون قبر ولي اواحد‬

‫الاكابر فابعدت عنها وقضيت حاجتي في محل آخرفقال له سيدنا الشيخ‬

‫حسين وانا يا اخي حصل معى قبلك مثل ذلك فقال لنذهب اليها‬

‫ونبحث عن شان تلك البقعة فذهبا وذهت انا ووالدك معها فلما وصلنا‬

‫اليها وقفنا ننظر اليها وانا ساكت لارى ماذا يصير فالتفت والدك اليهما‬

‫ه‬
‫وقالا اتريدان ان تعلما الولي صاحب هذه البقعة قالا نعم قال هذا ‪ .‬وا‬
‫قالا وكيف ذلك فقال اسالاه فسالاني فاخبرتها بشان ليلتي‬ ‫واشاارلي‬

‫بذلك اه وهذه الواقعة اخبرني بها سيدنا الشيخ ابو رباح بمناسبة ان البقاع‬

‫والامكنة تستنير بالذكر والعبادة ويدرك ذلك منها ارباب القلوب وكان‬

‫المفهوم من سياقه لها انها من مكاشفات الشيخ وهي وإن كانت محتملة التاويل‬

‫ولكن سياق مثل الشنج ابي رباح لها على ذلك الوجه ناهيك به من مرجج‬

‫لعدها في جملة كرامات الشيخ رحمه الله تعالى ومن ذلكما اخبرني به عبدالله‬

‫يجي رحمه الله من اعيان بلدتنا قال ايقظني صباحاً من النوم سيدي الشيخ‬

‫اليا في رحمة الله تعالى وهوصهره وساكن معه في دارواحدة‬


‫محمد ابو النصر‬

‫في الاسكلة وقال لي يا عبد الله انا اصبحت مسرورًا جدًا وذلك اني رايت‬

‫في عالم الرؤيا هذه الليلة اني البست خلعة من أسيادنا أهل الطريق فخذ‬

‫هذه الدراهم واشتر لنا من السوق كذا وكذا لاجل نصنع طعاما ندعواليه‬

‫بعض المشايخ والفقراء فاخذت منه الدراهم وشرعت بلبس ثيابي لانزل‬

‫ولشيخ محمود الرافعيآتيين من‬


‫السوق وإذا بوالدك يطرق الباب هو ا‬

‫البلدة ووالدك ينادي يا اخي اتلبس الخلعة وحدك ونحن لا نلبس هذاشيء‬

‫لا نسلم به ففتحت لهما الباب ودخلا عليه ووالدك يقول ذلك الكلام‬

‫ويكرره فقام اليهما وتأهل بها وبعد جلوسها ذكرلها رؤياه فسرا بذلك‬

‫وبقيا عنده حتى حضرا الوليمة ثم ذهبا فعجبتكيف اطلع الشيخ والدك على‬

‫الرؤيا قبل ان يذكرها سيدي الشيخ ابو النصر لغيري اه وحدثني ايضاً‬

‫عبدالله افندي المذكور قال ارسلني الشيخ ابوالنصرمرة الى والدك برسالة‬

‫عند‬
‫الصباح وكنت متزوجا عن قرب فعند ما فارقته قال لي انكان‬
‫‪179‬‬

‫عليك جنابة فلا تدخلعلى الشيخ محمد الجسرالا بعد أن تغتسل فقلت في‬

‫نفسي وما يدري الشيخ محمداً باني جنب انا لا اغتسل قبل دخولي عليه‬

‫حتى ارى ماذا يكون فدخلت عليه جنباً فلما رآني عبس في وجهي ثم بعد‬

‫ان اديته الرسالة قال لي قدم الي فقدمت اليه فامسك باذنى وشدها‬

‫وقال لي اذا اوصاك صهرك الشيخ بشيء فلا تخالفه افهمت قلت نعم فقال‬

‫فانصرفت وانا مرعوب واعتقدت مكاشفته علي ثم أخبرت سيدي‬ ‫انصرف‬

‫الشيخ ابا النصر بذلك فتلوم علي بهذه المخالفة اه ومن ذلك ما حدثني به‬

‫اخونا الحاج محمود افندي المجدوب من اكابرصيدا وإعيانها وهو في قيد‬

‫الحياة اطال الله عمره قال لماكنت مقيماً عند سيدنا الشيخ والدك في طرابلس‬

‫رلحجاز الشريف فاستأذنت من الشيخ‬


‫بلغني عزم عمي في صيدا على السفل‬

‫بالذهاب إلى صيدا لاجل وداع عمي فاذن لي فلما وصلت الى صيدا وسافر‬

‫للمحجاز وعزمت على الرجوع الى طرابلس مرضت شقيقتي مرضاً شديداً‬

‫وبقيت انا في كرب من اجل تاخري عن الذهاب الى طرابلس لاجل‬

‫مرض شقيقتي ولا يمكنني ان اتركها في ذلكالمرض واذهب فسعيت مرة الى‬

‫زيارة سيدنا يحي صاحب المقام الشهير خارج صيدا فبعد الزيارة وقراءت‬

‫الصلوات اضطجعت على اعنا به ونمت فرايت نفسيفي عالم الرؤياكاني اكبس‬

‫شقيقتي المريضة وامر يدي على جسدها وانا مستعل فوقها فاستيقظت من‬

‫نومي وذهبت الى محل شقيقتي فوجدتهاقد خف عنها المرض جدا وقالت‬

‫لي يا اخي ان المرض ان شاء الله تعالى قد زال عني قلت لها وكيف ذلك‬

‫قابت كنت نائمة فرأيت في عالم الرؤيا سيدنا الشيخ محمد الجسر وهو قد‬
‫‪۱۷۰‬‬

‫استعلى فوقي وجعل يكبسني ويمريده على جسدي فاستيقظت من منامي‬

‫وإنا قد خف عني المرض ثم انها في اقرب وقت نهضت من فراشها بريئة‬

‫برجوعي الى خدمة‬ ‫من المرض وحضرت انا الى طرابلس مسروراً‬

‫لشيخ فحين دخلت عليهكان جالسا هو وسيدنا الشيخ محمود الرافعي‬

‫رحمها الله تعالى فحين اردت ان اتقدم اليها لتقبيل ايديهما قال لي قف‬

‫فوقفت فقال ما صنعت في صيدا قلت ما صنعت شيئًا ياسيدي قال بلى‬

‫قد صنعت والتفت الى سيدنا الشيخ محمود وقال ياسيدنا اسأل تلميذك‬

‫هذا ما فعل في صيدا فسألني الشيخ محمود فقلت ياسيدي ما صنعت شيئاً‬

‫ودخل على خوف شديد وخشيت ان يكون بلغ الشيخ عني شيء مخالف‬

‫فعند ما رآني قد رعبت من ذلكقال لي والدك حدث شيخك يعني سيدنا‬

‫الشيخ محمودا ما صنعت في مقام سيدنا يحيا انت ذهبت الى صيدا حتى‬

‫كرامات فعند ذلك سكن روعي وعلمت ان الشيخ‬


‫تعمل مشيخة وتظهر‬

‫يداعبني في ذلك وفهمت ان تلك الرؤيا مني ومن شقيقتي هي منكرامة‬

‫الشيخ وان شفاء شقيقتي ببركة توجهاته فقبلت حينئذ ايديها وحدثتها‬

‫برؤياي ورؤيا شقيقتي وقلت للشيخ والدك ما فعلت انا شيئا وإنما ذلك‬

‫كله منانظارك ياسيدياه وقد قدمنا ان الحاج محمود المذكورهومنجملة‬

‫من هجر وطنه ولازم الشيخ في طرابلس من اهالي صيدا محبة به رحمه الله‬

‫في صيدا وقد حدثني بهذه‬ ‫تعالي واغتناما لا رشاده وهذا اخونا المذكور‬

‫الواقعة من مدة سنين وكذلك في هذا العام حين حضوره الى طرابلس‬

‫حدثني بها فمن شاء فليسأله عنها ومن ذلك ما حدثني به كثير من اخواننا‬
‫‪۱۷۱‬‬

‫قالان الحاج بكري‬


‫اهل صيدا ومنهم اخونا الحاج محمود المجدوب المذكور‬

‫حتيتو وهو رجل من اخواننا الخلوتية كان له ملازمة للشيخ رحمهالله تعالى‬

‫وخدمة وانتفع منه حتى صاريعد من خواصه وطرأ عليه حال الجذب‬

‫وصارمعتقدا بين اخواننا ويعدون له بعضكرامات بينماكان راسيا على‬

‫مينا عكا وكان له فلوكة يسافر بها ويكتسب لعياله اذا لزمت الحكومة‬

‫اصحاب المراكب والفلائك التي في تلك المينا ان تنقل لها بعض مهمات‬

‫لجهات من الاساكل فامتنع الحاج بكري المذكور من ذلك فانزلت‬

‫رها بمعرفة بعض‬


‫الحكومة المهمات إلى فلوكته بالقهرعنه وارادت انتسيب‬

‫النوتية فوقف الحاج بكري على ظهرالفلوكة وضرخ صوتا عاليا وضرب‬

‫الفلوكة برجله وقال لهم سيروا بها ان قدرتم ان تسير وا فبذلواكل جهدهم‬

‫فلم تنتقل الفلوكة عن مكانها فما وسعهم الامر الا انهم فرغوها من المهات‬

‫التي فيها ولم يتعرضوا له فسافر بها وإنى يافا وكان الشيخ والدك هناك فلما‬

‫خرج من البحر وقابل الشيخ وقال له ما فعلت في عكا يابكري فسكت‬

‫فزجره الشيخ ثم قال له انا اريد ان اكملكفقال انا دخيلك ياسيدي قال‬

‫الشيخ لابد من ذلك تمدد على الارض فصارالحاج بكري يستجيروالشيخ‬

‫على ان يكمله والحاضرون من اخواننا يتعجبون من جزع الحاج بكري‬

‫تكميل الشيخ له ونهاية الحال تمدد الحاج بكري بالقهر عنه واخذ الشيخ‬

‫عكازه ومر به على عينيه وقال له قم قد كحلتك فسافرالى بلدك صيدا فقام‬

‫الحاج بكري حزيناً من ذلك وسافرمن حينه حتى ورد صيدا مريضا وبعد‬

‫لزومه فراشه اياما ارسل الى اخواننا في بعض الليالي وطلب منهم قراءة‬
‫‪۱۷۲‬‬

‫الصلوات عنده وودعهم وداع مفارق الدنيا فصاروا يقولون له ياحاج‬

‫بكري عمرك طويل ان شاء الله تعالى وقريباً تشفى من هذا المرض فقال‬

‫لهم هذا غير ممكن ان سيدي الشيخ محمداً الكحلني ثم قضى نحبه في اقربوقت‬

‫رحمهالله تعالى فالذي فهمه اخواننا عندما وقفوا على قصته بتوقيفالفوكة‬

‫وإجراء الشيخ له تلك المجازات ان الحاج بكريا المدكوركان غيرماً ذون‬

‫بالتصريف بهذا المقدارفكانفعله من قبيلاباحة السروالمخالفة الكبرى عند‬

‫اهل الطريق فحكم عليه بذلك الحكم الذي نقله الى جوار مولاه والاعتقاد‬

‫انه مات وما ترك من اجله لحظة واحدة رحمه الله تعالى رحمة واسعة ومن‬

‫ذلك ما اخبرني بهكثيرمن اخوانناقالوا ان بعض اخواننا وهوالسيد احمد‬

‫كانقد مضت له مدة من زواجه ولم يرزق ولدافجاء عند الشيخ رحمه‬
‫الشهال‬

‫الله تعالى وشكاله ذلك فقال له الشيخ واي شيء اعمل لكلم يبق في ظهري‬

‫غيرولد واحد تعال فالصق ظهرك بظهري حتى اعطيك اياه فالصق‬

‫ظهره بظهره وقال له قد اعطيتك هذا الولد الذي في ظهري أقبلت قال‬

‫نعم ثم ذهب السيد احمد المذكور وقارب حرمه فحملت منه وولدت لهابنه‬

‫محمد سعيد افندي الشهال الموجود الآن في بلدتنا والمذكور عنده علم‬

‫بهذه الحادثة وطالما اقول له اذا لاقيته انت اخي فيقول نعم ونتبسم سرورا‬

‫بتذكركرامة الشيخ رحمه الله تعالى ومن المعلوم أن محمداً سعيد افندي‬

‫المذكور هو ابن السيد احمد والده الذي قدره الله تعالى له من الازل‬

‫وليس ابنا للشيخ ولم ينتقل من ظهرالي ظهر ولكن رزقهالله اياه بعد حرمانه‬

‫تلك المدة وعلى اثرما اجراه الشيخكرامة اكرمه الله تعالى بها وكلام الشيخ‬
‫‪۱۷۳‬‬

‫وفعله ليس على ظاهره وإنما هو من باب الكناية عن البشارة بانه قدآن‬

‫ان يرزق ولدًا فافهم ومن ذلك ما اخبرني به الشيخ عبد السلام الجراح من‬

‫خياراخواننا في صيدا وقد تزوجت ابنته ام ولدي محمد بن اسعده الله‬

‫تعالى بعد وفاة الشيخ نحو ثلاثين سنة قال لي بعد ما تم امرزواجها ان‬

‫الشيخ والدك قد اجرى معى شيئًا في حال حياته لم افهم تأويله الا في هذا‬

‫الحين قلت له وما هو قال بينما اخواننا يذكرون وانا بينهم في حلقة الذكر‬

‫والشيخ يذكر في الحلقة اذ جاء والصق ظهره ببطني واستمر على ذلك برهة‬

‫منالزمانوهووانا ساكنان واخواننا يذكرون ثم تركني واخذ بالذكر فالا‬

‫فهمت معني هذه الاشارة وهو تزوجك ابنتي اه اقول ومن لطف هذه‬

‫الاشارة ان الشيخ الصق ظهره ببطن الشيخ عبد السلام وهذاكان الظهر‬

‫من جانبه والبطن من جانت عمي المذكور وهذه الحادثة وإن احتملت‬

‫الصدفة ولكن نظائرها من اشارات الشيخ التي لا تحتملها ترجج انها مقصودة‬

‫ومن ذلك ما حدثني به نقولا بيك نوفل وهو من اعيان المسيحيين في‬

‫بلدتنا يبلغ من العمرالسبعين وهو في قيد الحياة والآن رئيس مجلس‬

‫التجارة في طرابلس قال لي كنت في زمن شبابي كاتبا في حكومة طرابلس‬

‫فعرض لي بعض امور اوجبت استعفائي من وظيفة الكتابة ولزوم بيتى ففي‬

‫احد الاوقات جنت داراسماعيل افندي وامين افندي المقدم فوجدت‬

‫والدك عندهما فقبلت يده وجلست فالتفت الي وقال يا تقولا انه وردالي‬

‫كتاب من فلان وذكر بعض أهل المناصب واريد ان ارسل له جواباً‬

‫اتحسن انت تحريره قلت نعم ياسيدي فدفع الى الكتاب فحررت جوا به‬
‫‪IYE‬‬

‫وقدمته اليه فقرأه وقال مليح ثم قال لي الست موظفا الآن قلت لا ياسيدي‬

‫قد استعفيت من وظيفة الكتابة في الحكومة لامور عرضت لي قال هات‬

‫دواتك فاعطيته اياها فتفل فيها وحركها واعطاني اياها وقال اني جعلتك‬

‫كاتبا عندي ارضيت بذلك قلت نعم ياسيدي ولي الشرف بهذه الوظيفة‬

‫رأيته واقفا تحت سباط احدى‬ ‫ثم قبلت يده وانصرفت فبعد عدة ايام‬

‫الحارات فقال لي يا نقولا قلت نعم ياسيدي قال الم يرسلوا اليك ويعيدوك‬

‫الى وظيفتك قلت لا ياسيدي قال سيرسلون اليك قريباً ثم بعد ايام قليلة‬

‫جاء طرابلس حاكم جديد وتعرض لي بعض اصدقائي ان اذهب للسلام‬

‫فامتنعت لاني غير موظف في الحكومة فاول شيءكان من اعماله انه سأل عن‬

‫ظيفتي وعمن كان قائما بها فاخبر عن استعفائي فامرباعادتي لوظيفتي من‬

‫دون سعي مني ولا طلب فاعدت اليها ودفع الى اجرة شهرين وهما المدة التي‬

‫كنتتاركا فيها الوظيفة لاعتباراناستعفائيغيرمقبول فكأنه لم يكنفاخذت‬

‫تلك الدراهم وجئت عند الشيخ وحكيت له ما توقع معي وقدمت بين يديه‬

‫الدراهم وقلت له ياسيدي هذه الدراهم لا حق لي بها وإنما أريد تقديمها هدية‬

‫لزاوية حضرتكم فقلبها بيده ثم قال لي اني قد قبلتها منك واعطيتك اياها‬

‫فاخذتها وانصرفت وكثيرا ما يحدثني نقولابيك المذكور بهذه الحادثة عندما‬

‫يزورني في يومي العيد ويقول لي اناكاتب موظف في هذه الزاوية اهـ‬

‫وحقيقة هذه الكرامة ان هذا الرجل مقدر له الرجوع الى وظيفة والشيخ‬

‫رحمهالله تعالي بشره بما هومقضي له والف قلبه بتلك البشارة ومن ذلك‬

‫ما حدثني به تقولابيك المذكور قال لما ورد خبرالى طرابلس ان اسعد‬
‫‪۱۷۰‬‬

‫باشا احد وزراء الدولةآت اليها من بيروت في طريق البر فتجمعذوات‬

‫البلدة للخروج لملاقاته والسلام عليه عند ابي حلقه المكان الذي يبعد عن‬

‫طرابلس مقدار ساعة وكنتانا بينهم فقال بعضهم ليتنا نرسلاحد الى سيدنا‬

‫الشيخ محمد الجسرلعله يخرج لملاقاة الباشا فقلت لهم انا اذهب اليه في‬

‫ذلك فحضرت عند الشيخ وذكرت له ما جرى وبينت له رغبة الذوات‬

‫بخروجه فقال لي سلم عليهم وقل لهم عنياسلم على الباشا عند الاسكله فقلت‬

‫له ياسيدي هوآت عن طريق البر من بيروت وليس اتيا من البحر حتى‬

‫تسلم عليه عند الاسكله قال لي انا اعرف ذلك ولكن انت لا يعنيك هذا‬

‫البحث قل لهم هو يسلم عليه عند الاسكله فسكت عند ذلك وذهبت‬

‫واخبرتهم بكلام الشيخ وبمراجعتي له وبجوابه لي فقالوا لعل للشيخ فكرا في‬

‫ذلك ثم خرجوا للملاقاة فقبل ان يدخل الباشا البلدة وصل اليهكتاب‬

‫بعزله من الولاية وطلبه الى الاستانة فتحول عن الدخول وذهب الى جهة‬

‫الاسكله ونصب خيامه عند بابها عازماً على السفر في البحر الى الاستانة‬

‫وفي ثاني يوم ذهب الشيخ اليه وهو هناك وسلم عليه فظهر معنى قوله اسلم‬

‫عليه عند الاسكلة اه وفي حفظى ولا اعلم الآن ان الذي حدثني به هو‬

‫تقولا بيك او غيره ان بعض الناس اخبر الباشا بكلام الشيخ فصارمتشوقا‬

‫الى الاجتماع به فلما حضر الشيخ عنده طلب دعاءه وشكى اليه خوفه من‬

‫سفره الى الاستانة فسكن روعه من ذلك وبشره بانه سيكون واليافي احدى‬

‫جهات الانضول فكان الامركذلك طبقكلام الشيخ رحمه الله تعالى وكان‬

‫تقولا بيك المذكور في بعض الاوقات يحدثني بهذه الواقعة فكشف عن‬
‫‪١٧٦‬‬

‫فقد اقشعربدني وانتشرشعري من تذكرامر الشيخ ولا‬


‫ذراعه وقال لي انظر‬

‫تقل في نفسك ان هذا الرجل مسيحي لا يعتقد بالمسلمين فوالله العظيم اني‬

‫كما اعتقد بوجود انبياء في بني اسرائيل اعتقد بوجود أولياء في هذه الامة‬

‫وهذا نقولا بيك في بلد تعا مشهورفمن اراد سؤاله عما حررته فليسا له ومن‬

‫احد الاعيان في طرابلس وبين‬


‫ذلك ما حدثني به المذكور قالكنت في دار‬

‫ايدينا دراهم نريد ان تقتسمها وتلك الدراهم مشبوهة فسمعنا صوت الشيخ‬

‫داخلاً في باب الدارفجمعنا الدراهم في منديل واردنا أخفاءها فوصل‬

‫الشيخ البنا وقال ما هذا الذي في المنديل فقدمناه امامه وقلنا هو دراهم‬

‫ياسيدي فالامراليك بالتفضل باخذ شيء منها فقلبها بيده ثم ظهر على‬

‫وجهه أثرالغضب وتركها وقام مغضباً قبل أن يستقربه المجلس فسعينا‬

‫خلفه تقول له يا سيدي لم هذه العجلة بالذهاب ولم لم تفضل علينا باخذ‬

‫وخرج من الدار‬ ‫شيء من الدراهم فقال انا لا آخذ من مثل هذه الدراهم‬

‫فرجعنا اسفين من غضب الشيخ وعلمنا بكشفه عن الحقيقة اه وهذه‬

‫الوقائع الثلاث طالما يحدثني بها نقولا بيك المذكور في مجلس حافل ومن‬

‫ذلك ما حدثني به بعض اخواننا قال جاء رجل مريض قد اعياه المرض‬

‫واعجزته المعالجة وطلب من الشيخكتابة تميمة حجاب عسى الله ان يشفيه‬

‫فكتب له الشيخ وطواها واعطاه اياها فحملها الرجل فشفى في اقرب وقت‬

‫فبعد مدة من الزمان واظن انه قال بعد وفاة الشيخ حدثته نفسه بان مفتح‬

‫تلك التميمة وينظرما كتب الشيخ فيها حتى شفى بحملها فلما فتحها وجد‬

‫مكتوبا فيها هذه العبارات رز بلبن عافية على البدن فداخله من ذلك‬
‫‪IYY‬‬

‫العجب اقول ان ذلك يدل على تمكن الشيخ رحمه الله تعالى وان المدار في‬

‫قضاء الحاجة التي يريد قضاءها انما هو توجه قلبه لا تلك الرقوم التي‬

‫بالله ومن له اطلاع‬


‫يعتمدها اهل الرسوم فان العارف يقول بالله ويفعل‬

‫على أحوال القوم يفهم معنى هذا الكلام ومن ذلك ما اخبرني به كثير من‬

‫اقاربي ان والدتي رحمهاالله تعالىكانت ذهبت مع احدى اخوات الشيخ‬

‫الى داراحد اخواننا وحضرت هناك عرسا وكان الشيخ غائبا عن البلدة فلما‬

‫جاء قال لها يا فلانة ان اهل الطريق لم يرضوا بذهابك للعرس فالاولى‬

‫ان تقعدي في دارك ولا تخرجي منها فمن ذلك الحين صارت مقعدة لا‬

‫تستطيع المشي وقد استجارت به بعد ذلك فقال لها يا فلانة سهم قد نفذ وقد‬

‫ولدتني وهي مقعدة واني ادركتها وكان لي من العمر عند وفاتها عشرسنين‬

‫وهي لا تستطيع القيام بل ولا السجود فكانت تصلي الصلوات بالايماء‬

‫وتعلمت القرآن في هذه الحالة وجعلت اشتغالها بتلاوته وكان لا يرى في‬

‫رجليها اثر مرض وإنما هما عادمنا القوة فاذا نهضها احد للقيام رجفت‬

‫رجلاهاكالواد الصغير الذي ما آن وقت قيامه وقد عالجها بعد وفاة‬

‫الشيخ اطباء كثيرون فلم يجد علاجهم نفعا وبخطرلي اني سألتها مرة عن‬

‫عجزها عن القيام فقالت لي يا ولدي هذا الشيء من ابيك ولم تذكرلي غير هذا‬

‫وهذه الحادثة اذا ثبتت تدل على تصرف الشيخ رحمه الله تعالى وغيرته على‬

‫احكام الشريعة المطهرة ولكي سمعت بعض اخواته تقول عنها انهاكانت‬

‫وقعت في الاستانة وهي تمشي وكانت حاملاً فتا ثرصلبها منذلك وحضرت‬

‫الى طرابلس وهي متأثرة من تلك الوقعة ولم يزل الحال يزداد معها حتى‬

‫لا‬
‫‪IYA‬‬

‫اقعدت اه والله اعلم بحقيقة الامر ولكن هذا ما بلغني قد حررته لك ومن‬

‫ذلك ما حدثني حسين آغا ياسين وهو في قيد الحياة يبلغ من العمر‬

‫السبعين وقدكان تقلب في مأموريات الحكومة في اكثر حياته وكان له‬

‫انحساب علي صالح افندي السلكا الذيكان حاكما في بلدتنا وحكم في‬

‫غيرها من بلاد سواها وهو شهير قال لي ان صالح افنديكان قد عزله‬

‫بعض الولاة من حكومة طرابلس ومضت عليه مدة وهوخال من الوظيفة‬

‫حتى نفد ما معه منالمال ثم عزل ذلك الوالي وجاء وال غيره فطمع‬

‫صالح افندي بنواله حكومة طرابلس في وجود الوالي الجديد فسعت له‬

‫انصاره بعمل عرض محضرختمه اهل عكاروصافيتا والضنية ونفس‬

‫طرابلس يطلبون فيه توليته عليهم قال حسين اغا فجئت انا والبعض‬

‫عند‬
‫الشيخ والدك لاجل ان يختم ذلك العرض ولصالح افندي رغبة‬ ‫منهم‪.‬‬

‫بخنمه لاعتقاده فيه وكان لا يظن ان الشيخ يمتنع من ذلك لانحسابه عليه‬

‫ومحبته له فلما دخلنا على الشيخ وطلبنا منه ذلك قالان هذا العرض اظن‬

‫انه قال لم يختم فيه اهل الله فانا لا اختمه فالحنا عليه فلم يقبل فقمنا من‬

‫عنده ثم بعد تمام العرض ارسل الى الوالي فرماهفي زوايا الاهمال وارسل‬

‫حاكماً على طرابلس رجلاً ينتمي اليه ثم بعد مدة تقابل الشيخ مع صالحافندي‬

‫فساله عن حاله فشكا له عسره فقال له يا صالح افندي اعمل ليلة للاخوان‬

‫وانا اتكفل بحول الله وقوته ان الله سبحانه بيسر عليك امرك وياتي لك‬

‫بالفرج قال الامراليك يا سيدي في اي ليلة تريد ذلك قال في الليلة‬

‫الفلانية فارسل الي صالح افندي وقال لي يا فلانانالشيخ قد قال لي‬


‫‪۱۷۹‬‬

‫كذا وكذا فعليك تدبير عمل هذه الليلة قلت سيكون ذلكان شاء الله‬

‫تعالى ثم اني بعت رشمة فرس من الفضة حيث لم يكن معي ولا معه دراهم‬

‫وهيأت طعاما لتلك الليلة يكفي عدة من الرجال حسب العادة ففي‬

‫تلك الليلة جاء الشيخ والدك والشيخ محمود الرافعي وكثيرمن الاخوان‬

‫والاتباع حتى ضا ا‬
‫قلمحل بهم وصرت انا في فكر مضطرب حيث وجدتهم‬

‫يزيدون كثيرًا عن العدد الذي أنا مستعد له بالطعام ثم بعد قراءة‬

‫الصلوات وإقامة الذكرجلس الحاضرون للاستراحة فناداني الشيخ وقال‬

‫لي سرا ياحسين اين الطعام الذي هيأته قلت هو في المكان الفلاني وانا‬

‫خائف يا سيدي من عدمكفايته للمحاضرين قال ارني اياه وقام معي الى‬

‫ذلك المكان فنظر الطعام وقال لا تخف فيه البركة ثم امرني بتقديمه‬

‫المحاضرين وهو قد جلس على السفرة ينادي فوجاً بعد فوج حتى اكل‬

‫الجميع واكتفوا وبقي من الطعام بقية ثم انصرفوا الا الشيخ والدك والشيخ‬

‫محمود فقال لي والدك يا حسين اماكفى الطعام الحاضرين قلت نعم‬

‫يا سيدي وبقيت بقية قال الم اقل لك فيه البركة وانا من ذلك داخلني‬

‫العجب وما كنت اظن ان ذلك الطعام يكفي ولكن ذلككان ببركة‬

‫الشيخ ثم التفت الشيخ الى صالح افندي وكله على سبيلالمزاج وقال يا صالح‬

‫افندي قد اكلنا طعامك ونصبنا عليك قال الامراليك ياسيدي قال‬

‫لا تهتم يا صالح افندي عن قريب ان شاء الله تعالى توظف بمأمورية‬

‫فبعد ايام‬ ‫كافية وانا العهدة في ذلك ثم قام الشيخ منالمجلس وانصرف‬

‫قلائل ورد الى صالح افندي كتاب من بعض اصحابه في بيروت يطلب‬
‫‪۱۸۰‬‬

‫حضوره اليها فذكر ذلك للشيخ فقال له اذهب وانت ترى خيرا فسافر‬
‫الى‬

‫بيروت وانا معبه فلما وصلنا فهم من الذي ارسل اليه ان الوالي والمأمور‬

‫المرسل من الدولة لاصلاح احوال جبل لبنان قد تذاكرا بتوظيف حاكم‬

‫لديرالقمر في لبنان يكون مناسباً وقد وقع الاختيار عليك ثم انه وقع منه‬

‫نوع قصور في حق الوالي فانحرف عنه وصارممتنعا عن توظيفه فاقام في‬

‫بيروت عدة ايام وهوبين الخوف والرجاء وفي اثنائها جاء الشيخ الى بيروت‬

‫قاصدًا الذهاب لزيارة القدس الشريف فجاء عنده صالح افندي واخبره‬

‫بانحراف الوالي عنه فقال له لا تخف لا بد أن توظف في هذه المأمورية‬

‫فأرسل لدير القمروهيأ لك منزلاً فنظرًا لاعتقاده بكلام الشيخ قال لي‬

‫ياحسين اذهب الى دير القمر وهيا لي منزلاً حسبما أمر الشيخ فعجبت من‬

‫اقدامه على ذلك قبل ان يتم له الامر ثم ذهبت الى دير القمر واستدنت‬

‫دراهم واشتريت مفروشات وهيأت له المنزل كما امرني واما الشيخ فسافر‬

‫الى القدس وعند وداع صالح افندي له قبله ثلاث مرات وقبل صالح‬

‫في‬ ‫افندي يده ولم تمض ايام حتى وجهت على صالح افندي وظيفة حاكم‬

‫دير القمر رغما عن الوالي حيث ان المأمور المرسل للاصلاح حتم على‬

‫توظيفه وكتب بذلك الى الاستانة فصدر الأمر بذلك فجاء صالح افندي‬

‫الى تلك البلدة واقام حاكما فيها ثلاث سنين وأنا معه وكان الشيخ قد‬

‫في تلك المدة ثم حدث على صالح افندي ان اهل دير القمراجمعوا‬ ‫توفي‬

‫على الاعراض به للدولة وطلب عزله من وظيفته فطلب الى بيروت‬

‫وجرى عليه تحقيقات وكتب الوالي الى الاستانة بصورة ما توقع ورجع‬
‫‪١٨١‬‬

‫صالح افندي الى دير القمرمنتظرا الجواب من الاستانة والراجح عنده وروده‬

‫بعزله حيث وجد الجميع اضدادًا له ثم في احدى اللياليكنت نائما في المحل‬

‫المخصص لي في داره اذهواستيقظ من منامه وجاء يناديني يا حسين‬

‫ايقظني فقمت اليه فقال ابشراني لا أعزّل واني ابقي في هذا المنصب اربع‬

‫في نفسي ما معنى هذا الكلام هل طرأ على الافندي‬ ‫سنين أخرى فقلت‬

‫شيء في عقله من شدةكدره حتى تكلم بهذا ثم قلت له وما دليلك على ذلك‬

‫قال اني بينماكنت نائما رأيت في عالم الرؤيا شيخنا الجسرفقال لي يا صالح‬

‫لا تخف لا يقدرون على عزلك قدم الي حتى اقبلك اربع مرات فقدمت‬

‫اليه فقبلني اربع مرات واستيقظت من منامي وتذكرت انه لما سافر‬

‫وودعني في بيروت قبلني ثلاث مرات وقد اقمت بالوظيفة الى الآن ثلاث‬

‫سنينكل قبلة بسنة فالآن لا بد ان اقيم فيها اربع سنين فقلت له ان‬

‫شاء الله تعالى ولكني مستبعد ذلك في نفسي ثم بعد عدة ايام ورد الجواب‬

‫من الاستانة انيبقى صالح افندي في وظيفته ولا يسمع تشكي احد عليه‬

‫فبقي في تلك الوظيفة اربع سنين كما اشار اليه الشيخ رحمهالله تعالى في‬

‫الرؤيا وفهم هو ذلك اه وهذا حسين آغاحي يرزق فمن اراد سؤاله عن‬

‫هذه الواقعة فليسأله وهي تدل على مكاشفة للشيخ وتصريف حتى بعد‬

‫وفاته وهذا يكون لكثير من أولياء الله تعالى وسيأتي في احد الفصول ان‬

‫الشيخ اشارالى انه من اصحاب هذا المقام‬

‫فصل‬

‫في ذكر وقائع للشيخ رحمه الله تعالى عند قرب وفاته‬
‫‪۱۸۲‬‬

‫ومنها ما يدل على ان الله اطلعه على اقتراب اجله ومحل دفنه وفيه نذكر‬

‫ما جرى عند وفاته وننقل المرائي التي رثاه بها بعض الافاضل فمن ذلك‬

‫ما سمعته من والدتي رحمها الله تعالى وانا صغير قالت في السنة التي‬

‫توفي فيها الشيخ كان يقول لي يا فلانة ان لي بيتا في اللد وزوجة هناك‬

‫فاقول في نفسي ماذا يعني الشيخ بذلك حتى ذهب في تلك السنة وتوفي‬

‫ودفن في اللد ومن ذلك ما اخبرني به الحاج محمد الدبوسي احد اخواننا‬

‫وهو في قيد الحياة يبلغ من العمرما يقارب التسعين وكان جارا للشيخ ولم‬

‫يزل الى الآن جارنا قال لي مررت مرة على باب الزاوية فوجدت الشيخ‬

‫متجردامن ثيابه وما عليه سوى ساترالعورة وجالسا في احدى الزوايا وهو‬

‫يقول ياربي يقولون محمد الجسرمحمد الجسمراذا يفعل لهم محمد الجسر أآله مع‬

‫الله يا ربي خذني اليك وارحني وفي تلك السنة ذهب الى زيارة القدس‬

‫وتوفي ودفن في اللداه ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا قال لما‬

‫عزم الشيخ على السفرة التي توفي فيها خرج من البلدة وخرج الاخوان‬

‫لوداعه وقد حملك وشقيقتك بعض الاخوان فلما بلغ الشيخ المحل الذي‬

‫يقال له قبرابي الوليدات اخذ في وداع الاخوان ثم قدموك وشقيقتك اليه‬

‫فقبلكما ودمعت عيناه ونظر اليك قائلاً اودعنك عند من لا تضيع عنده‬

‫الودائع اه ومن ذلك ما حدثني به عدة من أخواننا ان الشيخ رحمهالله‬

‫تعالىكان كثيرًا ما يتلوفي مدة هذه السفرة قوله تعالى وليخش الذين لو‬

‫تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوااللهومن ذلك ما حدثني‬

‫به بعض اخواننا وهو السيد عبد الله المطرجي منشد الاذكارفي حياة الشيخ‬
‫‪١٨٢‬‬

‫في هذه السفرة وحدثني‬ ‫وإلى الآن وهو في قيد الحياة وقد سافرمع الشيخ‬

‫بعدة وقائع قالكنت اوضئ الشيخ في بيروت في سفرة وفاته فبعد فراغه‬

‫نظرالي وقال يا عبد الله أتعرف الجسر قلت نعم يا سيدي قال اقرأ له‬

‫الفاتحة وكان من اخواننا ابراهيم سبانوفقال له الشيخ اتسافرمعي يا ابراهيم‬

‫الى الزيارة قال نعم يا سيدي قال فخذ معك مجرفة ومعولاً قال ولم‬

‫يا سيدي قال حتى تحفر لي قبرا في جانب رجل حي فظن الرجل انه هو‬

‫المعنى في ذلك فقصرامله وقطع اشغاله من الدنيا وسافر مع الشيخ ولكن‬

‫ظهر له بعد ذلك ان الشيخ عنى نفسه فتوفي في تلك السفرة ودفن في جانب‬

‫الشيخ الناجي وهو رجل من الاولياء ومن ذلك ما اخبرني به ابوخليل‬

‫اباظه الذي نقدم لك ذكره في هذا الكتاب قال لما حضر عندنا الشيخفي‬

‫صيدا مسافرًا الى الزيارة في السفرة التي توفي فيها كنت معه في بعض‬

‫جنائن صيدا فمن جملة حديثه معي قال لي يا ابا خليل اني لا آسف على‬

‫شيء من الدنيا ولا اريد منها الا ان يكون ولدي حسين عالما ثم اهداني‬

‫قصبة تتن وقال لي يا ابا خليل اولها قصبة واخرها قصبة يشير الى واقعة‬

‫القصبة في قبرس التي جرت لابيخليل اوّل معرفته بالشيخ قال ابوخليل‬

‫فدخل على حزن منكلام الشيخ وفهمت تلك الاشارة اه وقد قدمنا في‬

‫الفصول السابقة ذكر واقعة ابي خليل في قبرس بامرالقصبة ووصل‬

‫هذه بها ومعنى كلام الشيخ بقوله اولها قصبة واخرها قصبة ان اوّل اجتماع‬

‫ابي خليل به واقعة القصبة في قبرس وآخرالاجتماع واقعة هذه القصبــة‬

‫ومن ذلك ما اخبرني عمي شقيق الشيخ رحمهاالله تعالى وغيره من اخواننا‬
‫‪١٨٤‬‬

‫ان الشيخ لما وصل إلى يافا في سفرة وفاته سألسيدنا الشيخ حسينا الدجاني‬

‫وقال له يا سيدنا ما قولك في زوجة الولي اذا تزوجت بغيره بعد وفاته‬

‫قال له لا يخفاك يا اخي ان ذلك جائز شرعاً قال نعم حكم الشريعة على‬

‫الرأس والعين ولكني اقول ان الولي الذيتمنعه قبضة من تراب بئس‬

‫في‬ ‫الولي وبئست الولاية فيه اما انا فاقتلها واقتل الذي يتزوجها وانا‬

‫البرزخ وهذا الكلام يشير الى ان الشيخكان صاحب تصرف حتى بعد‬

‫الموتكما وعدنا بالتنبيه عليه في الفصل السابق لكن اقول اذا ثبت‬

‫صدور هذا الكلام من الشيخ فقد يستشكل بانه اذاكان ذلك الامر‬

‫جائزا شرعا وتمام الايمان بالخضوع للاحكام الشرعية قال تعالى فلا وربك‬

‫لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا حرجاً فيما قضيت ويسلموا‬

‫تسليماً فكيف ان الشيخكره ذلك وهو وامثاله من اولياء الله تعالى اكمل‬

‫الناس ايمانا وكيف يقدم على قتل من لم يخالف الحكم الشرعي ولم يستحق‬

‫القتل شرعاً فاقول من المعلوم أنه وإن كان ذلك جائزا شرعا ولكنه‬

‫لا يخلو عن اساءة ادب مع الزوج المتوفى والجبلة البشرية تأباه وكل‬

‫انسان يجد ذلك من نفسه ولذلك حرم الله تعالى نكاح نساء النبي صلي‬

‫الله تعالى عليه وسلم من بعده حفظا للامة من اساءة الادب مع نبيهــــا‬

‫واحتراماً لذلك الجناب ان يصادف من امته ما يصدع خاطره الشريف‬

‫حسب ما طبع عليه كلكامل في الانسانية من الغيرة على الحرم في الحياة‬

‫كان تعميم المنع في جميع نساء الامة يضيق دائرة‬


‫وبعد المات ولكن لما‬

‫النكاح وهو ضرر بين ينشأ عنه قلة التناسل والشريعة المطهرة تحتمل‬
‫‪١٨٥‬‬

‫اخف الضررينكما هو القاعدة الشرعية جوزت نكاح نساء غير النبي صلى‬

‫الله تعالى عليه وسلم من بعده اذا علمت هذا فنقول لعل الشيخ رحمه الله‬

‫تعالىكان على القدم المحمدي وقد اطلعه الله تعالى بطريق الكشف انه‬

‫منحة في باطن الامرذلك الاحترام الذي حكم به في صريح الشريعة لنبيه‬

‫صلى الله تعالى عليه وسلم وبشره بانه لم يقدر لاحد نكاح زوجته من بعده‬

‫فوجد الشيخ ان من قدم على ذلك بعد وفاته يكون مسيء الادب معه‬

‫ويجوز له قتله وكذلك زوجنه بقبولها ذلك ومن المعلوم أن ذلك القتل‬

‫كناية عن توجهه بقلبه الى ربه‬


‫ليس ضرباً بالسيف ولا طعنا برمج وإنما هو‬

‫ودعائه على ذلك المسئ وكثيرا ما سمعنا أن بعض من اساء الادب مع‬

‫الاولياء اخذه الله تعالى اخذ عزيز مقتدر ولا يعزب عنك الحديث القدسي‬

‫من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب فاذا كان الامركما ذكرنا لم يصح ان‬

‫يقال ان الشيخ في هذه الواقعة كره الحكم الشرعيوإنماحافظ على المقام الذي‬

‫اعطاه الله اياه في باطن الامرارئًا من نبيهصلى الله تعالى عليه وسلم وكلامه‬

‫تنبيه منه على حقيقة الحال وعلى ما منحه الله من النوال ولا اند‬
‫هذا هو‬

‫يقدم على قتل غير مستحق القتل وانما يدعوعلى من يسيء معه الادب لاسيما‬

‫وهو مشهور بين قومه بكرامات ایده الله تعالى بها واثبت بها ولايته وان‬

‫له عند ربه حرمة ومقاماً فلا عذرلمن اساء اليه هذا ما الهمنى الله تعالى من‬

‫الجواب ومن الهمهالله تعالى احسن من ذلكفليلحقه بهامش هذا الكتاب‬

‫والله اعلم ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا ان الشيخ عند ما طلع الى‬

‫يافا في سفرة وفاته واجتمع بسيدنا الشيخ حسين الدجاني قال له وإخواننا‬
‫‪١٨٦‬‬

‫يسمعون انا فديتك بنفسي انا لا ارضى الا ان تكون اشيائي لولدي حسين‬

‫من بعدي قال له سيدنا الدجاني وهوكذلك يا اخي ثم قال وهي أمانة‬

‫عندك لولدي حسين يا ابا رباح والشيخ عبد القادرابو رباح حاضرفي‬

‫المجلس اقول اني لما اجتمعت بسيدنا الشيخ ابي رباح من مدة تقارب‬

‫الخمس عشرة سنة قال لي يا ولدي ان اشياء والدك امانة لك عندي متى‬

‫آن الاوان اعطيك اياها والله العظيم هكذا قال لي ولكن قد مرت‬

‫تلك الاعوام وتوفي سيدنا الشيخ ابو رباح وهكذا المسكين لم يرشيأ من‬

‫ذلك ولم ارني الاغريق الذنوب ليس معي منالنور الأنور الايمان الذي‬

‫تفضل الله به عليّ وارجوه ان يحفظه لي فمتى تؤدى تلك الامانة اتؤدى‬

‫عند فراغ اجلي انا قانع بذلك‬

‫فعندي اذا صح الهوى حسن المطل‬ ‫عديني بوصل وامطلي بنجازه‬

‫وبينكم الرسل‬ ‫فقد تعبت بيني‬ ‫عسى عطفة منكم على بنظرة‬

‫ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا ومنهم السيد عبد الله المطرجي‬

‫منشد الذكر من زمن الشيخ الى الآن قالوا ان الشيخ في سفرة وفاته خرج‬

‫هو والاخوان من طرابلس ويافا لزيارة الشيخ العجمي خارج يافا من‬

‫جهة الجنوب الغربي فبعد قراءة الصلوات والزيارة قام الشيخ بين‬

‫الاخوان ونادى باعلى صوته سبحان الحي الذي لا يموت اعتدلوا واعتبروا‬

‫ولمثل هذا الحق فانتظروا رجل معكم من اهل التوحيد صلوا عليه اثابكم‬

‫الله ثم استقبل القبلة وشرع في صلاة الجنازة فاقتدى به الاخوان وبعد‬

‫السلام اخذ يعزيهم ويقول اتدرون من مات فيقولون لا فيقول اخوكم‬


‫‪TAY‬‬

‫محمد الجسراقرا واله الفاتحة وهو في ذلك الوقت في غاية من الصحة اهـ‬

‫وقد حدثني بهذه الواقعة السيد عبدالله المذكور مرارا وفي هذا القرب‬

‫حدثني بها فقلت له من من الاخوان الطرابلسيين الذين كانوا معكم هو‬

‫باق الى الان غيرك قال مصطفى الهندي وهو في قيد الحياة وكنت بسألت‬

‫عنها سيدي الشيخ عبد الرزاق الرافعي حيثكان في تلك السنة معوالده‬

‫في الزيارة فقال قد سمعتها من اخواننا وقالواقد فعل الشيخ ذلك في‬

‫زيارة الشيخ العجمي واما انا فلم أخرج معهم لتلك الزيارة في ذلك اليوم‬

‫ومن ذلك ما وجدته بخط سيدنا الشيخ عبد القادرابي رباح الدجاني في‬

‫مجموعة له اطلعت عليها وانا في يافا قاصدًا زيارة البلاد القدسية وهذا‬

‫نص ما رأيته بخطه الاصل للسلطان ابرهيم بن ادهم قدس سره والتخميس‬

‫للشيخ اليافي قدس سره‬

‫ويا بجورا لهم قلب المشوق انا‬ ‫يا سادة بهم فقري استحال غنى‬

‫لما سمعت مناديكم الم بنا‬ ‫ان تجر خيل سباق فالجواد انا‬

‫شددت ايزاراحرامي ولبيت‬

‫وملت عنطيبعيشرائق رغد‬ ‫وقد تجردت عن أهلي وعن ولدي‬

‫تلنفس جدي الآن واجتهدي‬


‫وقلل‬ ‫للجلد‬
‫وشد عزمي رحال الصبر‬

‫وساعديني فهذا ما تمنيت‬

‫حتى ظفرت بكم في اخرالعمر‬ ‫وسرت سير نسيمالصبح في صغري‬

‫لوجئتكم ماشيا اسعى على بصري‬ ‫وعند نيل المني قد جال في فكري‬
‫لم ان حقا واي الحق اديت‬

‫استاذنا العارف‬
‫نبراهيم قدس سره بامر‬
‫وقد خمست ابيات السلطا ا‬

‫السيد محمد الجسر قدس سره وقبل مرض موته بايام قلائل قال لي‬

‫يا فلان كنت أوثر تخميسك على تخميس الشيخ عمراليافي قدس سره وفي‬

‫هذه السفرة قد اثرت تخميس الشيخ عمر اليافي على تخميسك فحزنت من‬

‫كلامه وتوفي الشيخ في سفره ففهمنا بعد وفاته مراد الشيخ فانهكان من‬

‫اهل الكشف الصريح اعاد الله علينا من بركاته وهذا تخميسي‬

‫ذاته تاج الولا وغنى‬ ‫والبسوا‬ ‫يا قادة قلدوا جيد الشجي مننا‬

‫لما سمعت مناديكم الم بنـا‬ ‫واكملوا بالنقي والعز منه بنـــا‬

‫شددت ابزاراحرامي ولبيت‬

‫والغير في القلب لم يخطر ولم يرد‬ ‫وسرت والعون دوماً آخذ بيدي‬

‫وقلت للنفس جدي الان واجتهدي‬ ‫وقلت للروح هذا منهل الرشد‬

‫وساعديني فهذا ما تمنيت‬

‫وانقذوه من الاغيار والضرر‬ ‫يا سادة شملوا المحسوب بالنظر‬

‫لو جئتكم ماشيا اسعى على بصري‬ ‫بسر السر والوطر‬ ‫واتحفوه‬

‫لم اد حقا واي الحق اديت‬

‫في مجموعة سيدنا الشيخ ابي رباح واظن الان ان هذه‬ ‫انتهى ما وجدته‬

‫المجموعة عند ولده وخليفته من بعده اخي فيالله تعالى الشيخ ابراهيم افندي‬

‫صفي الدين الدجاني في يافا أطال الله بقاه واقر عيني رؤياه امين ومن‬

‫ذلك ما حدثني به اخونا السيد عبد الله المطرجي المتقدم ذكره‬


‫‪١٨٩‬‬

‫قال لما وصلنا الى بيت دجن القرية التي تقرب من يافا وفيها مقام‬

‫سيدنا سعد وسعيد الصحابيين الجليلين رضى الله تعالى عنها وجئنا‬

‫لزيارتها كتب الشيخ والدك بخطه هذا المواليا واعطاني اياه وأمرني ان‬

‫القيه بغارهما الشريف وهو‬

‫يشكو امورا عرته سمها كالحي‬ ‫يا سادة قد اتى صبر الضنى للحي‬

‫ينجيه منها ويسلك فيه نهج الرشد‬ ‫راجي بان تشفعوا عند القديم الحي‬

‫حتى بانظاركم يفنى ويبقى حي‬

‫وهذه الواقعة وإن تكن تحتمل الصدفة لكنسوابقها ولواحقها في تلك‬

‫السفرة تدل على انها ليست الا من اشارات الشيخ الكشفية وقد طلب‬

‫الشيخ في هذا المواليا ان يكون من شهداء المحبة الذين يكونون احياء في‬

‫قبورهمكشهداء المعركة وتوسط في طلب هذا المقام هذين السيدين‬

‫الجليلين رضى الله تعالى عنها وقد حدثني مراد الشيخ درويش الرافعي اخو‬

‫سيدنا الشيخ محمود وهوفي قيد الحياة يبلغ من العمر الثمانين أنه قد سمع‬

‫سيدنا الشيخ حسين الدجاني قال لوالدي في زيارة هذين السيدين‬

‫الله عنها ان‬


‫ابشرك يا شيخ محمد عن لسان سيدي سعد وسعيد رضى‬

‫ولدك حسينًاً بصيراً ويعطي وينال اه يعني هذا العاجز وإني ارجوالله‬

‫تعالى ان يحقق لي ذلك وما هو على الله بعزيز وقدكانلسيدنا الشيخ حسين‬

‫الدجاني قوة انحساب على سيدناسعد وسعيد رضى الله عنها حسب ما يفهم‬

‫منكلام اخواننا ولذلك كانت بشارة والدي بذلك بواسطته رحمه الله‬

‫تعالى ومن ذلك ما حدثني به بعض اخواننا واظن اني سمعته من عمي‬
‫‪۱۹۰‬‬

‫الشيخ مصطفى ايضًا نقلاً عمن كان مع الشيخ في سفرة وفاته ان الشيخ رحمه‬

‫الله تعالى لما دخل اللد ووصل الى باب الزاوية التي دفن فيها فيما بعد‬

‫ضرب بمحجانةكانت في يده فعلقت بحائطالزاوية المذكورة فالتفت الى‬

‫سيدنا الشيخ حسين الدجاني وقال له علقت المجانة هنا ياسيدي أقول‬

‫بعد وفاة سيدي الشيخ عبد القادرالرافعي ابن سيدنا الشيخ محمود الرافعي‬

‫رحمها الله تعالى في تاريخ الف ومائتين وسبع وسبعين وجد في تركته‬

‫محجانة صغيرة قدرالذراع فاتفق اخواننا على انها هي التي كانت في يدي‬

‫الشيخ والدي رحمهالله تعالى عند دخوله اللد وعلقها في حائط الزاوية‬

‫وقال لسيدنا الدجاني ماتقدم وإن سيدنا الشيخ محمودا اخذها من تركته‬

‫وسيدي الشيخ عبد القادر اخذها من تركة ابيه فرغب كثير من اخواننا‬

‫في شرائها وتزايدوا في ثمنها حتى تم بيعها لبعضهم وهو اخونا السيد احمد‬

‫التبرك باثر الشيخ ولا تساوي‬ ‫الهندي بما ينوف عن مائة غرش رغبة في‬

‫خشبتها عشرين بارة وقد شاهدت ذلك وانا لي من العمر ثلاثة عشرة‬

‫سنة وهي الى الآن عند اخينا السيد احمد المذكور اه رجع الى حديث بعض‬

‫اخواننا وعمى عن الذي اجراه الشيخ في اللد قالوا ثم ان الشيخ رحمه الله‬

‫تعالى في اليوم الذي عزم هو وإخواننا فيه على السفرمن اللد الى القدس‬

‫قال لاخواننا لا احد منكم في هذا اليوم يفطر على نفقته وإنما فطوركم علي ثم‬

‫ارسل فاشترى من السوق خبزًا وجبنا وخيارًا ومده سفرة في الليوان‬

‫الشرقي للزاوية المذكورة الذي قدرالله تعالى انه دفن فيه فيما بعد وجعل‬

‫هيئة السفرة كهيئة القبرطويلة قليلة العرض ودعا الاخوان للاكل منها‬
‫‪١٦١‬‬

‫فا حاطوا بها وافطروا وهو قد اخذ كشكولاً فعلقه فوق رؤوسهم وقال‬

‫لسيدنا الشيخ حسين الدجاني ياسيدي هاهنا علقنا الكشكول وسمعت‬

‫من بعضهم انه قال لهمكلوا عن روح محمد والبعض قال انه قال لهم اقروا‬

‫الفاتحة لمحمد وسألت بعضهم عن هاتين الجملتين فقال لم اسمعها من الشيخ‪.‬‬

‫القدس الشريف ومقام سيدنا‬ ‫رلله تعالى انه بعد تمام الزيارة في‬
‫وقد ا‬

‫الخليل وسيدنا موسى عليهما السلام ورجوع الشيخ مريضاً توفي ودفن في‬

‫تلك البقعة التي مد فيها السفرة وظهرت للاخوان اشارة الشيخ رحمه الله‬

‫تعالى ومن ذلك ما حدثني به رجل من قرية بيت عور التي هي بين‬

‫القدس واللد حينما كنت في زيارة القدس الشريف قال لي ان الشيخ‬

‫والدك رحمهالله تعالى لما رجع من القدس مريضاً ووصل الى قريتنـــا‬

‫بيت عور واشتد عليه المرضكنت جالسا عنده فخطرفي نفسي وانا جالس‬

‫في‬ ‫امامه انه اذاكان اجل الشيخ قد قرب فليته يتوفى عندنا حتى ندفنه‬

‫قريتنا ونتبرك به فيما تم هذا الخاطر في نفسي الا ونظرالى الشيخ وقال لي‬

‫انا لا اموت عندكم انما اموت وادفن في اللد فخجلت من اطلاعه على‬

‫ضميري اه اقول ولا يشكل هذا بقوله تعالى وما تدري نفس باي ارض‬

‫تموت لان لفظ الآية يفيد والله اعلم بمراده ان الانسان لا يدري ذلك من‬

‫تلقاء نفسه وإما ان الله سبحانه وتعالى قد يطلعه على ذلك بطريق الكشف‬

‫والالهام فلفظ الآية لا ينفيه ولا مانع منه ومثل ذلك قول بعض الفقهاء‬

‫لان الله تعالي يقول قل لا يعلم من السموات‬


‫ان ادعاء علم الغيب كفر‬

‫ومن في الارض الغيابلا الله فمراده من يدعي علم الغيب من تلقاء نفسه‬
‫‪۱۹۲‬‬

‫وانه في قدرته واستطاعنه واما ان الله سبحانه وتعالى يطلعه عليه فليس‬

‫ذلك بممنوع وشواهدهكثيرة ومن ذلك ما اخبرني به الشيخ حسن سليم‬

‫الدجاني امين فتوى يافا المتقدم ذكره قال لي بينماكان الشيخ والدك رحمه‬

‫الله تعالى مريضاً في اللد اذ صارينادي في بعض الاحيان يا شيخ محمد‬

‫ديب عجل فقد قرب الوقت وفي أثناء مرضه نزلت الى يافا وبينما انا في‬

‫اسكلتها اذ طلع من السفن الواردة اليهارجلاختيار عليه سماء الصلاح‬

‫وسأل عن الشيخ فأخبرانه مريض في اللد فطلب دابة يركبها ويسير الى‬

‫اللد فسألته عن اسمه فقال اسمي محمد ديب فعرفناه انه خليفة الشيخ‬

‫الذي خلفه في الاستانة فقلنا له ان الشيخ من مدة ايام ينادي يا شيخ محمد‬

‫ديب عجل ولم يدر احد من يريد فعندها اطلعني علىكتاب قد ارسله له‬

‫الشيخ الى الاستانة يقول له فيه احضر عندي فان لم تحضرعاجلاً فلا‬

‫تماع الا في الآخرة ثم قال وقد ظننت حين ورود كتاب الشيخ ان‬

‫اجلي قد دنى فسافرت الى هنا في الحال ثم انه ذهب الى اللدواجتمع بالشيخ‬

‫هناك اه وقد اخبرني بعض اخواننا الذين كانوا حاضرين عند الشيخ حينما‬

‫ورد عليه الشيخ محمد ديب بان الشيخ قال له عند ما رآه طولت علي‬

‫يا اخي ثم صار يوصي به سيدنا الشيخ حسين الدجاني رحمهاالله تعالى ومن‬

‫ذلك ما حدثني به عبد الله افندي الادلبي من اهل دمشق الشام شهير‬

‫بين أهل البلاد الشامية يبلغ من العمر ما ينوف عن السبعين وكنت‬

‫اجتمعت به في بيروت في المدرسة المجيدية من مدة سنوات بحضور سيدنا‬

‫الشيخ محي الدين الفاخوري رحمه الله تعالى فاخذ يحدثني عن انحسابه على‬
‫الشيخ والدي وأول اجتماعه معه في البلاد الرومية وقوة رابطته بمحبته‬

‫فمن جملة ذلك انه قال لي اني سافرت الى بلاد الانكليز بعد تعرفي بالشيخ‬

‫بمدة وأقمت عدة سنوات لاجل التجارة واظن انه قال في منشستر فبينما انا‬

‫جالس في مخزني اكتب في بعض اغراضي اذ نظرت الى جهة باب المخزن‬

‫فرأيت الشيخ والدك داخلاً عليّ بهيئه التي اعهدها لا انكر منها شيئاً ولا‬

‫اشك في ذلك فدهشت من مجيء الشيخ لهذه البلاد فتركت شغلي وقمت‬

‫مسرعا الى ملاقاته ففي مسافة سيري في المخزن ووصولي الى بابه اختفى‬

‫الشيخ عن نظري ولم ادر اين ذهب فخرجت منالمخزن انظر يمينا وشمالاً‬

‫فلم ار له من اثر فرجعت مضطرب الفكر وعلمت أنه لا بد لذلك من‬

‫سر فأرخت ذلك اليوم وتلك الساعة وكتبت الى اخي المقيم في البلاد‬

‫الشامية ما جرى معي من رؤية الشيخ وذكرت له التاريخ فورد الي جوابه‬

‫بعد مدة يقول لي فيه ان اليوم الذي رأيت فيه الشيخ في بلاد الانكليز هو‬

‫في اللد‬ ‫اليوم الذي توفي فيه الشيخ الى رحمة الله تعالى في البلاد الشامية‬

‫ودفن هناك فدخل علي من ذلك حزن عظيم ولكن علمت ان انظار‬

‫الشيخ علي وان رابطتي معه قوية وان روحانيته زارتني في ذلك اليوم اه‬

‫اقسم بالله العظيم ان هذا فحوى ما حدثني به عبد الله افندي الادلبي تقلنه‬

‫لك بالتمام واقول ان هذه الواقعة من عالم البرزخ يؤمن بها ويقرب لديه‬

‫تصورها من يؤمن بالبرزخ من اهل الاديان والله اعلم ومنذلك ماحدثني‬

‫به الكثير من اخواننا ممن حضروا وفاة الشيخ او سمع منهم وسمعته من‬

‫عي شقيق الشيخ واشار اليه سيدنا الشيخ عبد القادر ابو رباح في المرئية‬
‫‪١٩٤‬‬

‫التي سانقلها لك قالوا بعد ان توفي الشيخ رحمه الله تعالى وبوشرفي تجهيزه‬

‫حفر له قبر في مكان غيرالذي دفن فيه فيما بعد ثم حملللصلاة عليه فبعد‬

‫انقضاء الصلاة وعزم المشيعين له على الاتيان به للقبارلمحفور وإذا الشيخ‬

‫رحمهالله تعالى جذب حامليه قهرا عن انفسهم وسار بهم الى مقامات‬

‫الاولياء الموجودين في اللد وصاريسير بهم من مقام الى مقام فيسكن امام‬

‫كل مقام لحظة من الزمان شبه الزائر ثم يسيربهم الى غيره حتى خرج بهم‬

‫الى خارج اللد وصار يطوف بهم الى مقامات الاولياء الذين هم خارج‬

‫البلدة وقد تبدل الحاملون له بسواهم مرارا وكلهم يسير بهم الشيخ قهرا عن‬

‫انفسهم ويطوف المقامات على مشهد من جميع الحاضرين وقد حدثني‬

‫البعض ان حاكم الله في ذلك الوقت خطرفي نفسه انه من المحتمل أن‬

‫يكون ذلك السير من الشيخ بحامليه هو بحسب الظاهر وحقيقه الامر‬

‫ان هذا السير مفتعل من الحاملين فهم يسيرون بالشيخ ويظهرون ان‬

‫الشيخ يقهرهم ويسير بهم الى خلاف مقصدهم فجمع ذلك الحاكم اربعة رجال‬

‫اقوياء من المستخدمين عنده وأمرهم أن يحملوا الشيخ وافههم سرا ان مراده‬

‫كشف الحقيقة فلما حملوا نعش الشيخ قهروا ايضاكالسابقين وسار بهم‬

‫الشيخ رحمه الله تعالىكما فعلبمن قبلهم فحينئذ اعتقد ذلك الحاكم ان‬

‫ذلك الامر حقيقي وغير مفتعل وانهكرامة للشيخ رحمه الله تعالى ثم انه لما‬

‫خرج الشيخخارج اللد وسارالى جهة الرملة ظن اهل الرملة انه يريد ان‬

‫الى النزاع‬
‫يدفن عندهم فطلبوا مباشرة ذلك فعارضهم اهلاللدوآل الامر‬

‫والعزم على اشهار السلاح ثم اتفقوا على انه ان تجاوزالشيخالبئرالتي في‬


‫‪١٩٥‬‬

‫نصف الطريق بين الرملة واللد المسماة بئر الزئبق يكون مراده ان يدفن‬

‫في الرملة وإن لم يتجاوزها يكون مراده ان يدفن في اللد وانهم يفصلون‬

‫النزاع في ذلكوالشيخ حسين الدجاني رحمه الله تعالى يسعى خلف جنازة‬

‫الشيخ ويناديه يا اخي انا رجل اختيار عاجزلا اقدر على السعي يكفي هذا‬

‫القدر قد صدق الجميع بكراماتك التي اكرمكالله بها يا اخي ادفع هذه‬

‫الفتنة يعني التيكادت تقوم بين اهل اللد والرملة ثم لما وصلالشيخ الى‬

‫تلك البئرالتي تقدم ذكرها كرّ راجعا حتى دخل اللد ثم دخل الزاوية‬

‫التي تسمى بالصارم وداخلها مدفن الشيخ الناجي الولي المشهورفي تلك‬

‫البلاد وهناك استقر الشيخ فعند ذلك اعتمدوا على دفنه في هذه الزاوية‬

‫فحفر وا قبره في المكان الذيكان رحمهالله تعالى وضع فيه السفرة واضاف‬

‫اخوانه وعلق فيه الكشكول وقال لسيدنا الدجاني هاهنا علقنا الكشكول‬

‫يا سيدناكما تقدم قريباً وذلك عند ذهابه لزيارة البيت المقدس وقبل‬

‫مرضه بعدة اسابيع وهذه الكرامة وهي ان الميت يسير بجامليه على غير‬

‫اختيارهم قد نقلت عنكثيرمن الأولياء وهي جائزة عقلاً وشرعاً ما دام‬

‫الخالق للكرامة هو الله تعالى يجريها للولي سألها من مولاه ام لم يسأ لها تقوية‬

‫لايمان الضعفاء ولا مانع ان يكون القاهرللحاملين والسائر بالنعش ملكا‬

‫من الملائكة يطوف ذلك الطواف ويظهرتلك الكرامة في زيارة مقامات‬

‫الاولياء اوانالله تعالى يجعل للروح علاقة بالجسد ويقدره على الحركة‬

‫وقهوالحاملين وعلىكل فالله سبحانه وتعالى قادر على كلّ شيء من الجائز‬

‫الله عين بصيرته فتجده يتقعرفيكلامه‬


‫عقلاً فلاكلام لنا مع من طمس‬
‫‪١٩٦‬‬

‫لهمالعادات‬ ‫عند سماع مثل هذه الكرامة عن اولياء الله تعالى الذين خرق‬

‫وايدهم بالكرامات وهو لا يعقل معنى الكرامة عند اهل السنة ولا يدري‬

‫وموانعها هذا وقد حدثني بطواف الشيخ وزيارته للاولياء‬ ‫شروطها‬

‫سيدنا الشيخ ابو رباح رحمه الله تعالى وإشاراليه في مرثيته التي رثى بها‬

‫نلامه وكلام‬
‫الشيخ وسيأتي لك نقلها والذي حررته هنا هو مجموع م ك‬

‫غيره من اخوانناحسبما هو في حفظي وهوكالمستفيض بين الطرابلسيين‬

‫والله تعالى اعلم ومن ذلك ما اخبرني به بعض اخواننا وهو انه بينماكان‬

‫الشيخ على الفراش بعد وفاته ومباشرتهم بتجهيزه اذ جاءت امرأة ومعهـ‬

‫بنت صغيرة فوقفت بقربه تبكي وتقول يا سيدي اتيتك بهذه البنت‬

‫لترقيها وهي مريضة فوجدتك قد توفااكلله وقربت البنت اليه فبعض‬

‫اخواننا قال فتح الشيخ عينيه ونظر اليها ثم اطبقها والبعض قال وضع يده‬

‫عليها وقد سألت اخارا الشيخ محمد الناجي المتولي الآن على زاوية الصارم‬

‫في طرابلس عن‬ ‫ومقام الشيخ والامام فيها وقد حضر عندنا في هذا العام‬

‫معرفته بهذه الواقعة فقال انيكنت شابا في عام وفاة الشيخ ولم أشاهد‬

‫تلك الحادثة ولكن سمعنا في تلك الاثناء عن لسان تلك المراة ان الشيخ‬

‫وضع يده على البنت وإنها شفيت في اقرب وقت وهي واقعة مشهورة في‬

‫اللد والله اعلم بحقيقة الحال والكل من الجائز الذي قد يمكن اجراؤه‬

‫كرامة لولي من الاولياءكما قدمنا ومن ذلك ما حدثني به سيدنا الشيخ عبد‬

‫القادرابو رباح رحمه الله تعالى قال لي بعد ان دفن الشيخ والدك رحمه‬

‫الله تعالى رجعنا الى يافا وفي اليوم السابع من وفاته حضرنا الى اللد‬
‫‪۱۹۷‬‬

‫اخواننا وقرأنا الصلوات الدرديرية وإقمنا الذكر في زاوية الصارم التي‬

‫دفناه فيها وكنت انا من يوم وفاته احسنكان في قلبي جرحاً من شدة‬

‫الحزن فبينما نحن في حلقة الذكراذ رأيت الشيخ وقف بجانبي وبقي حتى‬

‫فرغنا من الذكر فذهب وكان فلان من اخواننا اهل القلوب وسمى لي‬

‫رجلاً نسيت اسمه قد رأي الشيخ مثل ما رأيته فصرخ ووقع على الارضفي‬

‫وسط الحلقة مغشياً عليه الى انقضاء الذكر وبعد صحوه اخبرني بذلك‬

‫فقلت له وانا مثلك فاكتم ذلك ومن ذلك الحين ذهب عني الألم الذي‬

‫كنت احسهكالجرح في قلبي من شدة حزني فكأن الشيخ بوقوفه في جانبي‬

‫اخذ عني تلك الحال انتهى وهذه ايضا من الكرامات الجائزة الوقوعوكثيرا‬

‫ما سمعنا بظهور روحانية الاولياء لبعض الناس لاسيما اهل القلوب منهم‬

‫وناهيك بسيدنا الشيخ عبد القادر البي رباح رحمه الله تعالى ومن يعتقد‬

‫مذهب اهل السنة والجماعة المبرهن عليه في كتب الكلام من ان الرؤية‬

‫بعض خلقالله لا يصعب عليه تصورات بعض الحاضرين يرى ما لا يراه‬

‫البعض الآخركما في هذه الواقعة والله اعلم واللهالذي تعالت اسماؤه‬

‫هكذا سمعت هذه الواقعة من سيدنا الشيخ عبد القادرابي رباح ونقلت‬

‫لك فحواها بالتمام وقد حدثني عمي الشيخ مصطفى شقيق الشيخ أنه بعد وفاة‬

‫الشيخ ذهب الى زيارته في العام الثاني وجاء الى قبره مع سيدنا الشيخ‬

‫حسين الدجاني ‪ .‬قال لي يا ابن اخي اني كنت محزونا جدا لوفاة والدك‬

‫ومهموما من امرالعائلة التي ابقاها لي بدون مادة من مواد الارزاق التي‬

‫يعتمدها الناس فحين دخلت في زاوية الصارم وقابلت قبر والدك أخذت‬
‫‪۱۹۸‬‬

‫عن احساسي بالذين حولي ووجدت الشيخ والدك واقفا قدام القبر‬

‫فصرت ابكي واقول له على من تركتني على من خلفت لي هذه العائلة‬

‫وهويقول لي لا بأس عليك يا مصطفى اللهكريم الله موجود ومضت لي‬

‫برهة من الزمان وانا على هذه الحالة لا اشاهد غيروالدك يكلمني واكلمه‬

‫كاد عقلي ان يزيغ ولم استفق الا والشيخ حسين الدجاني رحمهالله‬

‫تعالى قد وضع يده على صدري وهو يقول لي يا ولدي يا مصطفى اصح‬

‫لنفسك لا بأس عليك ثم بعد تمام صحوي وغياب والدك عن نظري‬

‫ذهب بي سيدنا الشيخ حسين الدجاني الى محل آخر من الزاوية وقال لي‬

‫يا ولدي أنى أبشرك عن لسان اهل الله ولساناخيك اناللهسبحانه وتعالى‬

‫يسترك سترًا جميلاً وبيسرعليك رزق العائلة ويتفضل عليك بكذا وكذا‬

‫وصاريعدد بشارات حسنة انتهى هذا وقد توجد بعض وقائعللشيخ رحمه‬

‫الله تعالى جرت عند عند وفاته اشاراليها الشيخ ابو رباح رحمه الله تعالى‬

‫في المرئية التي رثاه فيها وسأنقلها في هذا الفصل مع غيرها من المراثي‬

‫واشرح ‪ .‬بعد نقلها ما اشير اليه فيها من تلك الوقائعانشاء الله تعالى‬

‫وها انا انقل لك الآن صورة وفاة الشيخ رحمه الله تعالى وما جرى عند‬

‫ذلك حسبما فهمته من الذين حضروا وفاته أو ممن نقل عنهم فاقول ان‬

‫الشيخ والدي رحمهالله تعالى بعد ما زار مقام سيدنا موسى على نبينا وعليه‬

‫القدس الشريف بات هو‬ ‫افضلالصلاة والسلام وعاد راجعا الى‬

‫والاخوان واسيادنا الشيخ حسين الدجاني والشيخ محمود الرافعي والشيخ‬

‫عبد القادرابورباح في بعض القرى التي على الطريق بين مقام سيدنا‬
‫موسى عليه السلام والقدس واظن انها قرية اريحا فبينما هو نائم وفرسه‬

‫مربوطة في القرب منه اذ اقتربت منه ولفحنه برجلها فقام الشيخ من منامه‬

‫صارخا أخ فاستيقظ عليه بعض الاخوان فسمعه يقول ليقضي الله امرا‬

‫كان مفعولاً واخبرني بعضهم انه انشد عند ذلك هذا البيت‬

‫وإن أدبرت بال الحمار على الاسد‬ ‫اذا اقبلت باض الحمام على الوتد‬

‫في رقبته‬ ‫ثم جاءوا به في الغد الى القدس واقام هناك اياما يشتكي من الم‬

‫ملنفح الفرسثم زاد معه الألم وجاه وا به الى قرية بيت عور وهي بين القدس‬

‫واللد ومربك ما قاله للرجل العوري حين خطرفي نفسه مني ان يدفن‬

‫الشيخ في قريته ثم حمل وجي به الى الله وقد زاد مرضه جدا حتى صارفي‬

‫بعض الاوقات يتعسرعليه الكلام ثم في اليوم الذي توفي فيه وقد اخذ في‬

‫الاحتضار حضر عنده الاخوان وسيدنا الشيخ حسين الدجاني وسيدنا‬

‫الشيخ محمود الرافعي وسيدنا الشيخ ابو رباح رحمهم الله تعالى اقاموا في‬

‫حضرته ذكرا وهوموضوعفي وسط حلقة الذكرفصاريفيق رحمهالله تعالى‬

‫الذكر‬ ‫في اثناء الذكريرسم بهم ثم يغيبثم يفيق وبرسم بهم الى ان ختم‬

‫بقوله لا اله الاالله محمد رسولالله صلىالله تعالى عليه وسلم وخرجت روحه‬

‫الطاهرة واجاب داعي مولاه الي روح وريحان ورحمة من ربه ورضوان‬

‫وذلك في نهارالاربعاء بعد العصرفي اليوم الثالث والعشرين من جمادى‬

‫الثانية من شهور اثنتين وستين ومائتين والف من الهجرة النبويةكما‬

‫وجدته في عنوان مرثية لسيدنا الشيخ حسين الدجاني التي رثى بها الشيخ‬

‫وسيأتي ذكرها فيما بعد واخبرني الشيخ يس كنعان احد علماء صيد وهو‬
‫‪[...‬‬

‫من اجلاء اخواننا وكان تحصيله العلم على الشيخ وكان حاضراً وفاة الشيخ‬

‫ان منشد الذكر حينئذكان ينشد قول سيدنا الشيخ الرفاعي قدس سره‬

‫تقبل الارض عني وهي نائبتي‬ ‫في حالة البعد روحيكنت ارسلها‬

‫فامدد يمينككي تحظى بها شفتي‬ ‫وهذه دولة الاشباح قد حضرت‬

‫وعند خنام البيتين خرجت روح الشيخ الطاهرة رحمه الله تعالى ثم انتشر‬

‫نعية في تلك الانحاء فحضر لتشييعه الجم الغفير من اهل يافا والارملة واللد‬

‫وما والاها من البلاد والقرى وباشروا بتجهيزه وجرى عند ذلك ما جرى‬

‫من سيره رحمه الله تعالى بجامليه وطوافه على مقامات الاولياء والصالحين‬

‫الى ان بلغ الزاوية المسماة بالصارم ودخلهاكما قدمنا فحفرله قبر على الليوان‬

‫الصغيرالذي عن يسارالداخل في نفس البقعة التيكان رحمه الله تعالى‬

‫بسط فيها السفرة التي اضاف اخوانه عليها وعلق الكشكول فيها‬

‫وقال لسيدنا الشيخ حسين الدجاني هاهنا علقنا الكشكول يا سيديكما‬

‫تقدم ذلك ودفن هناك وقد جرى عند تجهيزه ودفنه وفي اسبوع وفاته من‬

‫الاذكار والاوراد والتلاوات والاحتفالات التي من عوائد تلك البلاد‬

‫ما يطول شرحه ثم ورد خبر نعيه الى بقية البلاد الشامية فاشهر بالمآذن‬

‫واجرى اهل تلك البلاد من اقامة الاذكار والاوراد والتلاوات وإهداء‬

‫ثواب ذلك له رحمه الله تعالى ما هو يفوق الحد في الكثرة وقد رثاه رحمه‬

‫الله تعالى جملة من الافاضل ولم اعثر الا على اربع مراث الأولى لسيدنا‬

‫الشيخ حسين الدجاني رحمهالله تعالى كنت قد وجدث بعضاً منها في مكتبة‬

‫والدي رحمهالله تعالى معنونا بتاريخ وفاته كما قدمنا ثمكتبت لا خينا الشيخ‬
‫محمد افندي ابي السعادات نجل سيدنا الشيخ حسين الدجاني رحمه الله‬

‫تعالى اطلب منه ان يبحث لي عن تلك المرئية في مجاميع والده فوجدها في‬

‫مجموعة لوالده سيدنا الدجاني المذكور هي وابيات أخرىكان والده‬

‫خاطب بها والدي رحمها الله تعالى بعد وفاته على طريق الرثاء ايضا‬

‫وبعض مواليا لوالده ايضا في والدي وقصيدة لوالدي رحمه الله تعالى‬

‫في حال حياته لوالده يمدحه بها وجواب والده عنها بقصيدة‬ ‫ارسلها‬

‫يمدح والدي وبعض مواليا لوالدي يمدح بهاوالده ايضا فارسل لي اخونا‬

‫المذكور الشيخ محمد افندي ابوالسعادات حفظهالله تعالى جميع ما ذكر‬

‫وحررت في هذا الكتاب غالب ذلك في محل مناسبته وسيرد بك ذلك‬

‫ان شاءالله تعالى والمرثية الثانية لسيدنا الشيخ عبد القادرابي رباح رحمة‬

‫الله تعالى وجدتها مجموعة لوالدي بخط ابن اخته وهو الشيخ محمد البيزه‬

‫في المجموعة المذكورة غير معزية لاحد واظن انها‬ ‫والمرثية الثالثة وجدتها‬

‫للشيخ حسن سليم الدجاني اخي سيدنا الشيخ حسين المتقدم ذكره رحمها الله‬

‫تعالىوالمرئية الرابعة وجدتها في المجموعة المذكورة أيضاً غير معزية وتحققت‬

‫بعد ذلك انها لمولانا العالم الفاضل الشيخ عبد الغني افندي الرافعي اطال‬

‫الله عمره وها انا انقللك الجميع واشرح لك بعد ذلك ما يشير اليه ناظرها‬

‫من وقائع الشيخ رحمهالله تعالى فاقول المرثية الاولى لسيدنا الشيخ حسين‬

‫الدجاني مفتي يافا قدس سره قال‬

‫والدهر مجلبة الاحزان والكرب‬ ‫مال كل امرء للموت والعطب‬

‫وطالما جاء امر الله بالعب‬ ‫والكون يعدم والازمان زائلة‬


‫‪5.5‬‬

‫بسهم !الموت لم تصب‬ ‫واي نفس‬ ‫فاي ذات سوى الرحمن باقية‬

‫اذناك ان ابن انثى غير منعطب‬ ‫هلفي زمانك او من قبلقدسمعت‬

‫ام اين اهل النهى والعلموالادب‬ ‫اين الملوك واين التابعون لهم‬

‫ولياسلله في الاحكام من ضرب‬ ‫رلله ليس الامرمشتركا‬


‫فالاما‬

‫بالاكدار والتعب‬ ‫جاء‬ ‫وربما‬ ‫رجوالهنا من زمان لا صفاء له‬

‫فلا تكن منه في شك وفي‬ ‫الأ من تقلبه‬ ‫لا يصدر الهمّ‬

‫وهلعلمت بشيء غير منقلب‬ ‫فهل سمعت بظل غير منتقل‬

‫فان زخرفها ضرب من الكذب‬ ‫الا تأسفن على الدنيا وزخرفها‬

‫للناس ما وصفت باللهو واللعب‬ ‫لوكان فيها مسرات ومكرمة‬

‫شهابفضل زها مناحسنالشهب‬ ‫عدمت فيها حبيبا لا نظير له‬

‫يصب‬ ‫متى تصدى لامر غامض‬ ‫لقي نقي فاضل فطن‬ ‫شهم‬

‫كأنه الشمس قد لاحت منالحجب‬ ‫عالي الجنابالذي شاعت مناقبه‬

‫فوق السماكين مع عالمنالنسب‬ ‫في الفضل منزلة‬ ‫محمد قد رقي‬

‫سما بالعلم والادب‬ ‫قد‬ ‫مكرم‬ ‫بدر بدا في سماء من براز خه‬

‫سحاب نفع اني من خيرة النجب‬ ‫وفا‬ ‫جسر‬


‫ر غدا لاهيل الله طود‬

‫وكم حبى من علا مولاه من ارب‬ ‫نائر بهیج‬ ‫فكم له من رشاد‬

‫في الخلقكالسحب‬ ‫وكم له منح‬ ‫لها شبه‬ ‫وكم له من اياد ما‬

‫به يغاث به الرحمات من وصب‬ ‫كان شمساً بقطرالشام بهجته‬

‫نيل الرضاء فزارالقدس في زغب‬ ‫فقد سعى في مراضيالله مبتغيا‬

‫موت وفي سوحهاقد حلفي الرتب‬ ‫عاجله‬ ‫وفي اياب بدار الله‬
‫‪5.5‬‬

‫وعمها سحب فضل في مدى الحقب‬ ‫فشرفت وبه نارت معالمها‬

‫والداردانية والعيش في خصب‬ ‫سقيا لايا منارو الشمل مجتمع‬

‫كيف التصبر والاحزان في لهب‬ ‫اواه واحزني منفرط لوعته‬

‫في تعب‬ ‫وارحمناه لقلبي صار‬ ‫وشمس‬


‫س انسي غدت في الحيآفلة‬

‫وابكيه ياعين في الازمان وانتحي‬ ‫يا عين جودي بدمع فائضكرما‬

‫قدكان خدنا لنا من اعظم الصحب‬ ‫وانت يا معجني ذوبي عليه اسا‬

‫وفاز بالعفو والرضوان والرحب‬ ‫لبا مسرعًا فرحاً‬ ‫دعاه مولاه‬

‫بالحلي والذهب‬ ‫وزخرفت فرحاً‬ ‫به الفراديس قد زادت محاسنها‬

‫كأنها طلبته اجمل الطلب‬ ‫والحور لما اتاها استبشرت فرحا‬

‫لم يلق من لغب فيها ولا نصب‬ ‫ونال من تحفالجنات منزلة‬

‫من المهيمن قدرًا عالي الرتب‬ ‫حازالفضائل بالتقوى فصار له‬

‫ومن بالصبر والتوفيق والقرب‬ ‫فعظم الله اجر المسلمين به‬

‫زادت هنا به الجنات من طرب‬ ‫مد صاراللجنة الزلفى نورخه‬

‫فضل عميم كماء القطر منسكب‬ ‫عليه من نعمة المولى ورحمته‬

‫حمائم الايك في راه من القضب‬ ‫ما ناح الف على خدن وماسجعت‬

‫مآل كل امرء للموت والعطب‬ ‫وماحسين الدجاني قال من اسف‬

‫وإما الابيات الرثائية التي يخاطب به سيدنا الشيخ الدجاني المذكور والدي‬

‫رحمها الله تعالى وقد ارسلها لي مع المرثية المتقدمة اخونا ابوالسعادات‬

‫افندي فهي هذه‬

‫ويا بهجة الاخياريا معدن الحمد‬ ‫اياجسر اهل الله يامركز السعد‬
‫‪٢٠٤‬‬

‫على قدره السامي علىذروة المجد‬ ‫ويا منلطرق الحق يرشد في الملا‬

‫والخلد‬ ‫وحزنك أوهى للجوانح‬ ‫خيالك في عيني وذكرك في في‬

‫ودمع جفوني في همول على الخد‬ ‫وصبري تقضى من بعادك يافتي‬

‫به نارفقد دونها النار في الوقد‬ ‫ولي زفرات من فؤاد تضرمت‬

‫اذ احكم المولى فما حيلة العبد‬ ‫وما كان ظني بالتفرق بيننا‬

‫جزيلهبات من حبا الماجد الفرد‬ ‫سعيتم إلى الوادي المقدس نلتم‬

‫ولبيتمو داعي التقرب في الله‬ ‫وانتم برضوان وشكر لسعيكم‬

‫والود‬ ‫ومن باتحاف المواهب‬ ‫حنانيك لا تقطع معاهد صحبة‬

‫وحيا الحياليلاتانس بكم تجدي‬ ‫رعى الله اياما تقضت بقربكم‬

‫وانواركم فينا شوارقها تهدي‬ ‫ليالي اجتماع الشمل والبسط مقبل‬


‫على صخرها الموصوفبالبأس والجند‬ ‫بكت‬ ‫واني لا بكيكم بكا الخنسا اذ‬

‫الارضبالطمع والكمد‬
‫سماء العلاو‬ ‫ومالي لا ابكي عليكم وقد بكت‬

‫وما ناج طيرفي رياضمنالورد‬ ‫عليكم سلام الله ما ذر شارف‬

‫ايا جسراهلالله يا مركزالسعد‬ ‫آسفا‬


‫مدىالدهر ما نادى الدجاني‬

‫وأما المواليا الذي لسيدنا المذكور في والدي رحمهالله تعالى وهو مرسل‬

‫ايضًا مع المرثية وهذه الابيات من جانب اخينا ابي السعادات افندي وقد‬

‫وجده في مجموعة والده سيدنا الدجاني المذكور فهوهذا‬

‫بفقد من هم جروحاتي وصابوني‬ ‫كيف اصطباري ونا الاجراح صابوني‬

‫بالله مدفوني‬ ‫على خليل غدا‬ ‫يا عين جودي بدمع شبهجيحون‬

‫والمرثية الثانية مرثية سيدنا الشيخ عبد القادر ابي رباح الدجاني وهي‬
‫‪5.0‬‬

‫مشهورة بين اخواننا لما اشتملت عليه من ذكركرامات الشيخ وإشاراته الى‬

‫قرب وفاته ولا يخفى ان سيدنا الشيخ ابا رباح هو من ادري الناس باحوال‬

‫الشيخ رحمها الله تعالى لما بينها من الرابطة وناهيك بمثله من ارباب‬

‫القلوب الناطقين بلسان الصدق وهي هذه‬

‫بالسر مهلا لقد مزقت احشائي‬ ‫المكحول ناظره‬ ‫العارف‬ ‫يا ايها‬

‫فراقك ياركن الاحباء‬ ‫على‬ ‫اوحشتناجسر اهل الله يا اسفي‬

‫كالدرتحسم ما في القلبمن داء‬ ‫منلدروس العلم ينشرها‬


‫ياجسر‬

‫بالسر بعدك في ارجاء ارجاء‬ ‫الهدي يوضحها‬


‫ياجسرمن لطريق‬

‫شهم يواسيهم في حال لأواء‬ ‫من‬


‫اليتامى والعواجز‬
‫يا جسرمن‬

‫داء دهماء‬ ‫بعزم‬ ‫يبري‬ ‫حكيم‬ ‫ياجسر من لذوي الحاجات يسعفهم‬

‫من بعد فقدكفي ساحات أنداء‬ ‫ياجسر من لابي الانوار يؤنسه‬

‫حتى تزاح به أفذا ظلماء‬ ‫يادهر عاجلتنا هلا صبرت لنا‬

‫واهل جذب واهل الحاء والباء‬ ‫وترقى اهل علوم كان يرشدهم‬

‫لبانات ينعماء‬ ‫يقضي‬ ‫حتى‬ ‫فتى‬


‫يادهر لوسالمتكفاكخير‬

‫جهلت مقدارفرد غيث انداء‬ ‫ما كان ضرك لوانعمت وا اسفي‬

‫محمدي الارث في سرواسناء‬ ‫شيخ الطريقة بدري المقام كذا‬

‫نظم وإنشاء والقـاء‬ ‫بديع‬ ‫خليفة الحق روض الخلق استهم‬

‫عون على الخيرفي السرا وضراء‬ ‫عين الاكابر يستقى الغمام به‬

‫بالصدق مناح اسرار وتقواء‬ ‫مسربل برداء القرب مدرع‬

‫ثمار اغصانها تقريب ليلاء‬ ‫وتفتح الوصل انوار له سطعت‬


‫‪٢٠٦‬‬

‫والبرخلق فكم احياء لاحياء‬ ‫والحلم والعلم والارشاد سيمته‬

‫بحر الحقيقة سلوان الاخلاء‬ ‫عين الشريعة بل شمس الطريقة بل‬

‫للمسلمين فانعاما بافداء‬ ‫وقد سما قدره الاسماء حيث فدا‬

‫وصيداء‬ ‫مع يافا‬ ‫كاللاذقية‬ ‫وزان اهل طرابلس بحكمته‬

‫محمد الفعل كشاف لازمــاء‬ ‫هذا الامام الهمام الحبر جسر ولا‬

‫بفضله واكتسى اثواب الآن‬ ‫هذا الذي شهدتعربكذا عجم‬

‫محمد المصطفى الساقي لصهباء‬ ‫هذا ابن خير عبادالله سيدنا‬

‫عليه قداسبغتاقصرعناقصاء‬ ‫نعم‬ ‫فيه المحاسن طرا جمعت‬

‫محبوب اهل ولاء بل ومولاىء‬ ‫مقفلة‬ ‫الباب‬ ‫مفتاح اقفال‬

‫في العلم بحر وفي الجود السحاب وفي العرفان فياض فيض مثل انواء‬

‫وكم بكاساته قد ادني من ناء‬ ‫وكم شفت راحناه ضر قاصده‬

‫زمر فازت بنعماء‬ ‫خلق وكم‬ ‫وكم باكسير انظار له سعدت‬

‫وهديه النوركم اهدى لسلماء‬ ‫انفاسه الطيبكم قد عمرت رجلاً‬

‫ايجاء‬ ‫انباء‬ ‫عندنا‬ ‫كانه‬ ‫وكم له من اشارات وكشف سنا‬

‫بانباء‬ ‫تصريح‬ ‫عند‬ ‫لاسيما‬ ‫في القدس يوم وداعي طاش مني حجا‬

‫بنجواء‬ ‫وحنوف‬ ‫والحسين‬ ‫وقول استودع الله العظيم لكم‬

‫يتم الحسين وتصريح بايصاء‬ ‫وقول ما سأنيفي الدهرشيء سوى‬

‫وكم له وردت ايد وبشرى من المختار والصاوي مع شيخ العريجاء‬

‫ونيل ما يرجو في الدنيا وإخراء‬ ‫منها الشفاعةفي سبعين الففتى‬

‫كالشمس تظهلرا تخفىعلى راءي‬ ‫من كرمات ومنقبة‬ ‫وكم له‬


‫‪۲۰۷‬‬

‫فوق الثرياء‬ ‫تحصى سمت رفعة‬ ‫ولا‬ ‫مزايا لا تعد‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫وكم‬

‫الاوليا من فوق حدباء‬ ‫كزروة‬ ‫في يوم مشهده‬ ‫ظهرت‬ ‫كم آية‬

‫لذا ترى الكل كالثكلا وخنساء |‬ ‫فتقد هذا الولي منكيس اهل هدى‬

‫فرقة انسان الاخصاء‬ ‫سأتك‬ ‫يا نفس صبرًا على هذا المصابوإن‬

‫واستكثري طاعة المولي لارضاء‬ ‫واحنسي‬ ‫الله‬ ‫لقضاء‬ ‫واستسلي‬

‫او كاغفاء‬ ‫شبه نوم‬ ‫وموته‬ ‫ولتعلمي ان جسرالخيرفي عدن‬

‫كالحياة فما‬ ‫لا‬ ‫مطلق‬ ‫وسره‬


‫يعطيه من يمين بيمناء‬ ‫تبغيه‬

‫شكواء‬ ‫الى جزع مع بث‬ ‫تلوي‬ ‫ماغابعنكسوى الوجه الجميل فلا‬

‫وغماء‬ ‫للفقد كم حسر‬ ‫لكن‬ ‫اجابت النفس صدقا ما نصحت به‬

‫وسودائي‬ ‫ويشعل النار في لبي‬ ‫يؤرقني‬ ‫مزاياه‬ ‫تذكار بعض‬

‫واجزائي‬ ‫بل‬ ‫أمره اوهي روحي‬ ‫لاكان يوم النوى هذ الفواءد فما‬

‫ولهان لم يبن مطعومي ولا مائي‬ ‫بعدكم دنف‬ ‫احبة القلب اني‬

‫اجدى ولا اسعفوا المضنى بسلواء‬ ‫صبرت جسمي وقلبي والمحاجر ما‬

‫او دوم لطف وتدليل بمرباء‬ ‫وكيف يسلوفؤادي نور طلعتكم‬

‫الخضراء‬ ‫والعين في غرق ترعى‬ ‫والجسم في قلق والقلب في حرق‬

‫عذالي لا تكثروا لم يجد الحائي‬ ‫والله والله طور الجسم دك فيا‬

‫فيكل بيداء‬ ‫عمت منافعه‬ ‫اه على فاضل رقت طبائعه‬

‫سمت مراتبه علياء علياء‬ ‫زادت مواهبة راقت مشاربه‬

‫الطريق لنا من بعد اخفاء‬ ‫به‬ ‫يا من به قد عرفنا الله واتضحت‬

‫ياروح روحي ويا اصلاً لاحياء‬ ‫ومعتمدي‬ ‫وياذخيرة آمالي‬


‫‪۲۰۸‬‬

‫القاه في الدهر من انواع بأسائي‬ ‫اشكو اليك بتاريجي وشوقي وما‬

‫في حشاهكل مجلاء‬ ‫صفاتكم‬ ‫لله خذفي يد من طبعت‬


‫تك‬‫ناشدا‬

‫وزاد قربكم في حسن زافاء‬ ‫دائما ابدا‬ ‫ربي‬ ‫عليك رحمة‬


‫عظم الام‬
‫حبيب رضوانه مع‬ ‫ويا سقى الله روضا انت ساكنه‬

‫ن كل فضل هي غينا بانواء‬


‫من‬ ‫حمن‬
‫م‬ ‫مهما تشا‬ ‫ونلت من عم الر‬
‫ن‬
‫دين‬
‫وسراء‬ ‫نعماء‬ ‫اوح‬ ‫سأل له ب لعرش‬
‫ب‬ ‫ال‬ ‫يبقى لنا‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ون‬

‫رفوع‬ ‫فعي‬ ‫شدنا‬ ‫دات‬


‫الواء‬ ‫لرا‬ ‫شيخنا‬ ‫ومر‬ ‫فتينا‬ ‫سعا‬
‫م‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ابو ال‬

‫إسراء‬ ‫رؤيا‬
‫و‬ ‫على الذي حض بال‬ ‫ابدا‬ ‫دائما‬ ‫وسلم‬ ‫ربي‬ ‫وصل‬

‫صحبه من قوا ضلا لجوزاء‬ ‫علوا رتبا‬ ‫خير ال قد‬ ‫واله‬


‫ا‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫و‬
‫كلاء‬ ‫دى‬ ‫بعين‬
‫ما ناح الف على الف كش‬ ‫لهم لاسي جسر ه‬ ‫التا‬
‫و‬

‫اقوام‬ ‫ء‬ ‫ت‬ ‫ل‬


‫تمت مرثية سيدنا الشيخ ابي رباح واقو قد قدم لك ان هؤلا ال‬

‫رباب لقلوب صرفون وقاتهم ي لاء لوبهم خدمة حبوبهم لا لقون‬


‫و ي‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ف ج‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫خرفة‬
‫لكلام إنا قد نقلت لك هذه لمرثية وهيكلام رجل منهم‬ ‫لالز‬
‫با‬
‫ا‬ ‫و‬ ‫ا‬

‫لنظم‬ ‫صورة‬ ‫سه إخوانه ثاء يخه حبيبه ذكر ناقبه‬


‫ا‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ش‬ ‫بر‬ ‫و‬ ‫اراد تعزية نف‬

‫نبرك‬
‫الذي يحافظ عليه اكثر من النثر وقد نقلت ذلك على سبيل ال‬

‫تيمة‬
‫قل شعري‬ ‫ت‬ ‫ه‬
‫لدهر‬
‫ا‬ ‫والتنوي بمناقب الشيخ رحمه الله تعالى ولس بصدد الن ال‬

‫صيرة‬ ‫س‬
‫فرحاً بما‬ ‫او مقاطيع الاغاني او ديوان الحماسة فلا تكن مطمو الب‬

‫ديك من زخارف لادب لا يروقك مثل هذه لمرائي ونقول ما تقول‬


‫ا‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ل‬

‫طرت‬ ‫كتب‬ ‫ف‬


‫جلها‬
‫لا‬ ‫الذي س‬ ‫فان رمت سماع تلك الزخار فعليك بال‬

‫تجد طلبتك والسلام المرئية الثالثة وهي التي وجدتها في مجموعة الشيخ رحمه‬
‫‪r.t‬‬

‫الله تعالى واظن أنها للشيخ حسن سليم الدجاني رحمه الله تعالى‬

‫فلا تسل ما اصاب القلبوالحدقا‬ ‫قوس المنون بسهم البين قدرشقا‬

‫جمعهم فرقا‬ ‫جمع الأنام فخلى‬ ‫للفناء على‬ ‫سل سيوفا‬ ‫والموت‬

‫العلا رمقا‬ ‫ولا جليلاً له طرف‬ ‫ولا ملكاً‬ ‫فليم يدع ملكا كلاً‬

‫يهنا له العيش من في عهدها وثقا‬ ‫ولا‬ ‫لدنيا صفاها لا يدوم‬ ‫تبا‬

‫للمرتجين بقا‬ ‫ما لها‬ ‫وزينة‬ ‫كم خادعتنا بما تبديه من لعب‬

‫من عظم أهوالها افكارنا قلقا‬ ‫تجار بها‬ ‫اعاجيبا‬ ‫ارتنا‬ ‫وكم‬

‫ن العلوم الى اوج الكمال رقا‬ ‫ببدر لاح في افق‬ ‫وكم دهتنا‬

‫لكل فضل بهذا العصر قد سبقا‬ ‫لا سيما مثل جسرالسالكين ومن‬

‫به اناس كساها الغي ثوب شقا‬ ‫العالم العامل المولى الذي صلحت‬

‫رمقا‬ ‫او مسه الضرّ حتى لم يجد‬ ‫غوث اذا ما المريد الهمر اوهمه‬

‫نال المنى من يمين جودها غدقا‬ ‫وكعبة للندى من ام ساحتها‬

‫في بحار الرشد قد غرقا‬ ‫حد وكم‬ ‫لساحله‬ ‫وحليم ما‬ ‫وبحر عليم‬

‫ونكمل الطرف من بعد الكرى ارقا‬ ‫دما‬ ‫وهو الحقيق بان نبكي عليه‬

‫به كف النوى صفقا‬ ‫أمر يوما‬ ‫الحادثات فما‬ ‫فجعتنا‬ ‫به لقد‬

‫حزنا ودمع من الاجفان قد دفقا‬ ‫موته انفطرت‬ ‫لله افئدة في‬

‫وجسم صبكسي من وجده حرقا‬ ‫اسفا‬ ‫فقده‬ ‫وكم قلوبكواها‬

‫صبحهاغسقا‬ ‫لما خلت منه امسى‬ ‫لقد بكته ربوع الذكر وانتبت‬

‫لما وهى ركنها والبين قد طرقا‬ ‫كذا مجالس درس بعده درست‬

‫رد ولا فيه ريب جل من خلقا‬ ‫له‬ ‫لكن هذا قضا الخلاق ليس‬

‫‪١٤‬‬
‫‪۲۱۰‬‬

‫له وبرهان سرفيه قد نطقا‬ ‫ظهرت‬ ‫كم آية‬ ‫فيوم مشهده‬

‫وشمسه لا ارى من بعدها شفقا‬ ‫ياكوكيا نوره قد غاب عن نظري‬

‫باللد فيه بشارات بحسن بقا‬ ‫يهنيك مشهدك الاسمىالذي وردت‬

‫لما غدوت على الهامات منطلقا‬ ‫والنعش حفته اهلالله قاطبة‬

‫وابن الرفاعي هم كانوا لك الرفقا‬ ‫الاشهب والصاوي واحمدهم‬


‫والباز‬

‫اذ كنت من عرفه الزاكي منتشقا‬ ‫فاختارك السيد الناجي الجيرته‬

‫اعضاك غينا من الرضوان مندفقا‬ ‫سقى اله الورى لحدا به اجتمعت‬

‫الزمان ما البرق في أفق العلا برقا‬ ‫والعفولا زال منهلا عليك مدى‬

‫قوس المنون بسهم البين قدرشقا‬ ‫وما رثاك محب قال من اسف‬

‫المرئية الرابعة من المراثي التي وجدتها في مجموعة الشيخ ايضا بخط ابن اخنه‬

‫وقد تحققت أنها لمولانا العالم الفاضل الشيخ عبد الغني افندي الرافعيكما‬

‫اخبرني هو بذلك‬

‫ام سيد فيه هذا الدهر قد فجعا‬ ‫خطب لديه خطيبالبين قد صدعا‬

‫ليت الصباح صباح البين لاطلعا‬ ‫ام حادث صحة بالبين روعنا‬

‫به قلوص النوى ام حادث وقعا‬ ‫ام الامام ابو الاحوال قد وخدت‬

‫اولا فما بال طرف المجد قد دمعا‬ ‫فما اري الخطب الا استل صارمة‬

‫والبرق يخفق قلبا موجعاً جزعا‬ ‫وما المدمع مزن الغيث منسجماً‬

‫برق نار الجوى من جنيه لمعا‬


‫و‬ ‫وما لافق العلا يجند من اسف‬

‫ومن عفاف تناديي ويلها هلعا‬ ‫من كرم‬ ‫وما لغانية الخدرين‬

‫من كاساته جرعا‬ ‫وامقر البين‬ ‫وما لها شرقت في الغرب حين هى‬
‫‪٢١١‬‬

‫وانصدعا‬ ‫وقد تهدم ركن المجد‬ ‫فان يكن لا يكن جسرالطريق وهى‬

‫فما ارى مدمع الاجفان قد نجها‬ ‫حزنا‬ ‫مفعم‬ ‫فؤاد‬ ‫نجيع‬ ‫فاسفح‬

‫مرتبعا‬ ‫الاحباب‬ ‫مربع‬ ‫فحبذا‬ ‫وقف بمنزلة المضنى مخاطبه‬

‫مغني عليه غراب البين قد وقعا‬ ‫واندب به القمرالمنقض وابك به‬

‫وكم طريق على ذا الجسر قد قطعا‬ ‫بدت من در منطقه‬ ‫معان‬ ‫فكم‬

‫دروسها فاستحالت كوكبا سطعا‬ ‫درست‬ ‫بعدما‬ ‫احيا‬ ‫وكم معالم‬

‫اهل الحي قد هجعا‬ ‫من بعد ما طرف‬ ‫مبتهلاً‬ ‫للرحمن‬ ‫بات‬ ‫وطالما‬

‫الفضيل على افضاله ورعا‬ ‫ضمّ‬ ‫حبا الآله بريجان الرضى جدثا‬

‫مزن المكارم ما بدرالدجى طلعا‬ ‫وجاد مثواه صوب المزن منسكبا‬

‫بليلة الزيل تسعى نحوه هرعا‬ ‫ولا انبرت نسمات الفضل عاطرة‬

‫في دوحها بليل الاحزان قد سجعا‬ ‫ما افترثغراقاحي الرياضي وما‬

‫زره لديه خطيب البين قد صدعا‬ ‫وما بدا در تاریخ دجا ودجا‬

‫رأيت في تلك السفينة التي حررت فيها المراثي تاريخ قبرالشيخ رحمه الله‬

‫تعالى منسوبا للشيخ حسن سليم الدجاني فنقلته هناكما تقلت المراثي وهو‬

‫قد أسست بمعالي الجسرتأسيسا‬ ‫زر حضرة ملئت نورًا وتقديسا‬

‫تفليسا‬ ‫من لاذ في حبه لا يخشى‬ ‫محمد الذات والافعالكنز وفا‬

‫همی نداه كمزن الغيث ان قيسا‬ ‫سليل خيرالورىجسرالولا فلقد‬

‫لحي علاه تكتفي بوسا‬ ‫فاقصد‬ ‫له الكرامات والاسرار قد بهرت‬

‫ما رمت من فضله خيرًا وتنفيسا‬ ‫واقريه فاتحة القرآن وارج تنل‬

‫وتغليسا‬ ‫غما‬ ‫نوره‬ ‫جلا‬ ‫فكم‬ ‫مواهبه‬ ‫فهو الملاذ الذي عمت‬
‫‪٢١٢‬‬

‫الجنات تقديسا‬ ‫في‬ ‫حبى محمد‬ ‫مذ صارللجنة الزلفى نؤرخه‬

‫ولنشرح لك بعض ما اشتملت عليه هذه المراني من مناقب الشيخ ووقائعه‬

‫بقدرالامكان فمن ذلك ان ظاهر قول سيدنا الشيخ حسين الدجاني في‬

‫وصف الشيخ‬

‫فوقالسماكين مع عال من النسب‬ ‫محمد من رقي في الفضل منزلة‬

‫وصرح قول سيدنا الشيخ ابى رباح‬

‫محمد المصطفى الساقي لصهباء‬ ‫عباد الله سيدنا‬ ‫هذا ابن خير‬

‫وقول الشيخ حسن سليم الدجاني‬

‫همی نداه كمزن الغيث ان قيسا‬ ‫سليل خير الورى جسرالولا فلقد‬

‫يدلكل منها على صحة نسب الشيخ رحمهالله تعالى واتصاله بسيد العالمين‬

‫عليه الصلاة السلام وقد قدمت لك الكلام على ذلك في صدر هذا‬

‫الكتاب فارجع اليه ان شئت ومن ذلك ايضا قول الشيخ حسن سليم في‬

‫المرثية التي في ظننا انها له‬

‫بقا‬ ‫بشارات بحسن‬ ‫بالد فيه‬ ‫ينيكمشهدك الاسمىالذي وودت‬

‫لما غدوت على الهامات منطلقا‬ ‫اهل الله قاطبة‬ ‫والنعش حفته‬

‫وابن الرفاعي هم كانوا لك الرفقا‬ ‫والبازالاشهب والصاوي واحمد هم‬

‫فقد اشارالى طواف الشيخ رحمه الله تعالى بجامليه على مقاماتالاولياء بقوله‬

‫لما غدوت على الهامات منطلقا وصرح بحضور روحانية كبارالاولياء رضي‬

‫الله عنهم المشهده رحمه الله تعالىكسيدنا الشيخ عبد القادرالجيلانيوسيدنا‬

‫الشيخ احمد الرفاعي وسيدنا الشيخ احمد البدوي وسيدنا الشيخ احمد الصاوي‬
‫‪٢١٢‬‬

‫قدسالله تعالى اسرارهم وإن الأولياء حقوا بنعشه ولعل ذلك الامر اطلع‬

‫عليه بعض ارباب القلوب والمجاذيب الموجودينفي ذلك المشهد فاخبروا‬

‫بذلك واعتقد الحاضرون صدقهم لعلمهم باحوالهم وصدقكشفهم وناهيك‬

‫بمنكان في ذلك المشهد من ارباب القلوب الذين احوالهم لهم تشهد‬

‫کسيدنا الشيخ حسين الدجاني وسيدنا الشيخ عبد القادرابي رباح وسيدنا‬

‫الشيخ محمد ديب وغيرهم من المجاذيب الذينكان لايخلو عنهم مجلس‬

‫سيدنا الشيخ حسين الدجاني رحمهالله تعالى وهذا الامر ليس من المحال‬

‫عقلاً ولا ينكر جوازه الا معتزلي المذاهب لا يقول بكرامات الاولياء وهذا‬

‫لا كلام لنا معه لان له فيكتب الكلام ما يصدع منهالهام ومن ذلك قول‬

‫سيدنا الشيخ عبد القادرابي رباح رحمهالله تعالى في مرثيته المتقدمة‬

‫ايجاء‬ ‫انباء‬ ‫عندنا‬ ‫كأنه‬ ‫وكم له من اشارات وكشف سنا‬

‫بانباء‬ ‫تصريح‬ ‫عند‬ ‫لاسيما‬ ‫في القدسيوم وداعي طاش مني حجا‬

‫بنجواء‬ ‫وحنوف‬ ‫والحسين‬ ‫العظيم لكم‬ ‫وقول استودع الله‬

‫يتم الحسين وتصريح بايصاء‬ ‫وقول ما سأني في الدهر شيء سوى‬

‫العريجاء‬ ‫شيخ‬ ‫مع‬ ‫وكم له وردت ايدوبشرى من المختار والصاوي‬

‫ونيل ما يرجو في الدنيا واجزاء‬ ‫منها الشفاعة في سبعين الف فتى‬

‫فان هذه الابيات قد اشتملت على امور الاول ان الشيخ رحمه الله تعالى‬

‫ودعه في القدس وهو شعر بذلك واضطرب له ووداع الشيخ الاخواننا‬

‫شهير قد حدثني به جماعة منهم السيد عبدالله المطرجي قال لي اننا بعد‬

‫ان طفنا في الحرم القدسي على الزيارات والاثارالتي فيه وقرأنا الصلوات‬
‫‪٢١٤‬‬

‫تحت الصخرة ووصل الشيخ الى قبة سيدنا دانيال وقف وجعل يودع اخواننا‬

‫فردا فرداكالذي يريد السفرعنهم ويقول لكل منهم استودعك الله‬

‫ويعننقه مع اننا في ذلك الحين على عزم الذهاب معه الى زيارة سيدنا‬

‫موسى عليه الصلاة والسلام لانية لنا على فراقه ولا نية له على فراقنا وهو‬

‫في حال صحته ما به من بأس وقد تقدم لكان المرض ابتداءمعه بعد زيارته‬

‫لسيدنا موسى عليه السلام وهو راجع منها والثاني ان الشيخ قال استودع‬

‫الله لكم والحسين وحنوف يعني هذا المسكين جامع هذا الكتاب وشقيقتي‬

‫وهذه العبارة قد سمعناها من بعض اخواننا ولكن لم اضبط الآن انه سمعها‬

‫من الشيخ أو حدثه بها من سمعها والثالث ان الشيخ قال ما سانيء شيء في‬

‫الدهر سوي يتم الحسين يعني هذا الفقير وأنه صرح بالايصاء وسياق ذلك من‬

‫سيدنا الشيخ ابي رباح فيتعدادكراماته يقنضي ان ذلكجرى منه قبلحدوث‬

‫مرضه والا فعند حدوث المرض لا يعد مثل هذا الكلام كرامة للمريض‬

‫وقد سمعت من بعض اخواننا نقل ذلك ايضا وقدمت لك انه عند خروج‬

‫الشيخ من طرابلسحينما ودعني وانا طفلوودع شقيقتي دمعتعيناه وقال‬

‫اود عنك عند من لا تضيع عنده الودائع وكان ذلك قبل مرضه ووفاته‬

‫باشهر ولا يشكل عليه ان الشيخ من اهل الاتكال والتسليم وقد ساءه يتم‬

‫ولده لان ذلك بمقتضى الجبلة البشرية فلا يعارض استسلامه رحمهالله‬

‫تعالى لمولاه ويحضرني ما ورد فيكلام بعض العارفين واظن انه الشيخ‬

‫الشعراني قدس سره في الجواب عن اشكال وهوان بعضالاولياء المرشدين‬

‫يشاهد منه عند الاحتضاروالنزع حالة تدل على استصعابخروجروحه مع‬


‫‪۲۱۰‬‬

‫ان هولاء الاقوام لاشك في محبتهم لقاء الله تعالى فاجاب رضي الله تعالى عنه‬

‫بان هولاء القوم يكونلهم مريدون لم يتمموا تربيتهم وايصالهم الى مقام الكمال‬

‫فعند خروج ارواحهم تغلب عليهم الشفقة على مريديهم المذكورين فيصعب‬

‫عليهم بمقتضى تلك الشفقة الجبلية مفارقة الدنيا قبلكمال مريديهم فتظهر‬

‫لقاء الله‬
‫عليهم تلك الحال التي يشاهدها من حضرهم وهذا لاينا في محبتهم‬

‫تعالى وما نحن بصدده من هذا القبيل فافهم وقد حضرني الاف ابيات‬

‫اتحدث فيها بنعمة الله تعالى عليّ واشكر بها والدي رحمهالله تعالى امتثالاً‬

‫لقوله سبحانه ان اشكر‬


‫لي ولوالديك وهي‬

‫الدر مع صغري‬
‫تقواك لاقيت يتما‬ ‫يتممت منك ولكن في رضاك ومن‬

‫قد جاء ذلك في أي من السور‬ ‫من يتق الله يهنا بالبنين كما‬

‫شكرًا وارجوه نعماه مدى العمر‬ ‫في نعمة ارجو الاله لها‬ ‫ربيت‬

‫عين السعادة هذا مطح النظر‬ ‫تنوير الفؤاد فذا‬ ‫منه‬ ‫وارتجي‬

‫الله صلى الله عليه وسلم‬


‫والرابع ان الشيخ وردت له بشارات من سيدنا رسول‬

‫ومن شيخه سيدنا الشيخ احمد الصاوي وسيدنا الشيخ احمد الرفاعي قدس‬

‫الله اسرارها ومنها انه يشفع رحمه الله تعالى في سبعين الف فتى وهذه قد‬

‫سمعتها من بعض اخواننا يتحدث بها مراراً والبعض يرويها ان الله تعالى‬

‫يشتعه باهل عصره وعلى كل فالاطلاع على ذلك اما باخبار الشيخ قبل‬

‫وفاته اطلعه الله عليه واذن بالاخبار به وكثيرًا ما نقلتحدث اولياء‬

‫الله تعالى بما انعم الله عليهم من العطايا الدنيوية والأخروية وما يكشف من‬

‫بعض ارباب القلوب الذينكانوافي ذلك الحينكما قدمنا لك مثل ذلك‬


‫‪٢١٦‬‬

‫الذي اشتهر بالنقوى‬ ‫وناهيك ان مثل الشيخ ابي رباح الرجل العارف‬

‫والكشف والقدم الراسخة في الطريق قد نقلهذا البشارة وحاشاه ان يكون‬

‫مجازفاً بها على طريقة الشعراء والله علىكل شيء قدير وشفاعة العلماء والأولياء‬

‫ثابتة عند اهل السنة والجماعةكثبوت شفاعة الانبياء عليهم الصلاة والسلام‬

‫كما لايخفى وقد ذكرت هنا ما حدثني به الشيخ ابو رباح رحمه الله تعالى قال‬

‫لي ياولدي انيكنت مع والدك في زيارة مقاماتالانبياء المشهورة في البلاد‬

‫القدسية ولم يبق في حفظي انه قالفي سفرة وفاته امفي غيرها فكان عند وفوقه‬

‫تجاه قبر النبي الذي يجي لزيارته يعتريه حالغريب ويصيريتكلم بلسان‬

‫لا افهمه ثم يسكت برهة ثم يتكلم بذلك اللسان ثم يذهب وهكذا يفعلفي بقية‬

‫الزيارات لمقاماتالانبياءوكان في رفقتنا رجل من القدسفجاء اليّ وقال‬

‫لي ياسيدي ان الشيخ الجسركلما اتى مقام نبي يتكلم باللسان العبراني وذلك‬

‫الرجلكنا نعلم انه يعرف ذلك اللسانفقلت له وماذا يقول قال انه يطلب‬

‫من صاحب المقام مطالب وإمدادات ثم يسكت برهة ثم يتشكر لصاحب‬

‫المقام بكلام يشعر انه قد اعطي مطالبه اه والله العظيم قسام الجبابرة ان‬

‫الشيخ عبد القادر ابا رباح الدجاني حدثني بهذا الحديث وانا نقلته هناكما‬

‫سمعته منه لا اخل بنقل المعنى كما اعلم واما نفس اللفظ فقدمت فيما سبق‬

‫اعجزعن تحريره والله اسأل ان لا يواخذني بزلل يقع مني انه غفور شكور‬

‫وقول الشيخ ابي رباح رحمه الله تعالى ونيل ما يرجوفي الدنيا وإخراء اني‬

‫احمد الله تعالى على هذه البشرى لوالدي وارجو ان يكون رحمه الله تعالى‬

‫منة‬
‫قدرجا من مولاه سعادة هذا المسكين في الدارين فما اعظم ذلك من‬
‫‪۲۱۷‬‬

‫وما اجزله من نعمة فهذا غاية مقصدي والله علىكل شيء قدير ثم ان ما‬

‫اشتملت عليه مرثية سيدنا الشيخ ابي رباح رحمهالله تعالى من بقية مزايا الشيخ‬

‫ومناقبه ومدحه له بالعلم والارشاد وإيضاح طريق السدادوتربية المريدين‬

‫والقيام على المنهج المستقيم وإطلاق تصرفه بعد وفاته ونحوذلك لا يعد من‬

‫مثل الشيخ ابي رباح رحمه الله تعالى الا اخبارًا بما علم فانه رحمه الله تعالى‬

‫في البلاد الشامية تغني عن‬ ‫كان من ارباب القلوب والمعرفة وشهرته‬

‫الاطناب في ترجمته وصحبته مع الشيخ والدي رحمهما الله تعالى شهيرة ورابطته‬

‫معه غير منكورة وحاشاه ان يجازف او يذكرشيئًا بخيله له الخيال ويزخرفه‬

‫المقال فعليك بحسن الظن والسلام وكذلك قد وصف اصحاب المراثي‬

‫الباقية الشيخ رحمه الله تعالى بالعلم والارشاد وملازمة الاذكار والاوراد‬

‫والكرم والجود واغاثة المجهود وإن من يستقصي عن احواله رحمهالله تعالى‬

‫يعلم انهم لم يجازفوا كعادة الشعراء ولم يصفوه بما لم يكنفيه فرحمة الله تعالى على‬

‫تلك الروح الطاهرة والنفس الزكية وجمعني الله واياه في دار النعيم انه‬

‫الشيخ عبد الغني الرافعي حفظه الله تعالى‬ ‫جواد كريم اللهم امين وقول‬

‫في مرثيته ام الامام ابوالاحوال قد وخدت الخ هيكنية الشيخ رحمه الله تعالى‬

‫اشتهر بها بين اخواننا وغيرهم لكثرة ما كان يرد عليه من الاحوال والى‬

‫الآن هو مشهور بها كما ان سيدنا الشيخ محمود الرافعي رحمهالله تعالى مشهور‬

‫بابي الانواروقد اشارالى ذلك الشيخ ابو رباح في مرثيته حيث قال‬

‫من بعد فقدك في ساحات أنداء‬ ‫لابي الانوار يؤنسه‬ ‫ياجسر من‬

‫ومن يعلم المحبة التيكانت بين هذين السيدين يفهم معنى هذا الكلام‬
‫‪۲۱۸‬‬

‫فإنها رحمهما الله تعالىكانا من المتحابين في الله تعالى متعاونين‬

‫على البر والتقوى وارشاد الخلق الى المنهج الاقوى وقد قدمت لك شيئا‬

‫من ذلك في صدرهذا الكتاب وقد ذكرت هنا ماكان يحدثني به عمي‬

‫رحمه الله تعالى من أن سيدنا الشيخ محمود المذكور رحمهالله تعالىكان‬

‫بعد وفاة والدي ياتي الى دارنا وانا وشقيقتي صغيران فيضعني وإياها في‬

‫حجره وينفخ في فمنا بنفسه المبارك ثم يقبلنا ويبكي ويقول يا اولاد الحبيب‬

‫ولم يزل على ذلك حتى توفاه الله تعالى بعد والدي بثلاث سنين تقريباً‬

‫وقد حدثني بعض اخواننا ان والدي رحمه الله تعالى قد اشارالى مدة بقاء‬

‫سيدنا الشيخ محمود رحمهالله تعالى بعده وذلك أنه قال لي ذلك البعض‬

‫واظنه السيد عبد الله المطرجي اني مع جمعية اخوانناكنا مع والدك وسيدنا‬

‫الشيخ محمود الرافعي رحمها الله تعالى جالسين وهما يتحدثان اذ قال والدك‬

‫لسيدنا الشيخ محمود يا اخي كم كان بين وفاة سيدنا هارون وسيدنا موسى‬

‫عليها الصلاة والسلام من السنين فوجدنا سيدنا الشيخ محمود اظهر على‬

‫الكدروقال له بالله عليك يا اخي اتركنا من هذا الكلام قال‬ ‫وجهه سمة‬

‫ذلك البعضونحن لهم نفهم مرادهما الى ان سافرافي تلك السنة الى البلاد القدسية‬

‫وتوفي والدك ثم بعد ثلاثسنوات تقريباً توفي سيدنا الشيخ محمود رحمهما ا‬

‫تعالى فعند ذلك فهمنا سرما اشاراليه فانه من المعلوم أن بين وفاة النبيين‬

‫المذكورين عليها الصلاة والسلام ثلاث سنواتكما جاء ذلك في بعض‬

‫الاثاروقد حدثت بهذه الواقعة سيدنا الشيخ عبدالرزاق ابن سيدنا الشيخ‬

‫محمود الرافعي رحمه الله تعالى فقال لي انه بلغني ان هذه الاشارة صدرت‬
‫‪٢١٩‬‬

‫من والدي بعد وفاة والدك فكان عند ما يذكره ويتأسف على فراقه يذكر‬

‫هذه القصة لوفاة النبيين المذكورين عليهما الصلاة والسلام ويشير بذلك‬

‫الى أنه غير مقيم بعد والدككثيرًا ويعزي نفسه بذلك اقول ولا مانع ان‬

‫يكون ذلك صدر من والدي في حال حياته كما اخبرني به ذلك البعض‬

‫وصدر ايضا من سيدنا الشيخ محمود بعد وفاة والدي ايضا ولا معارضة في‬

‫ذلك وكلا الواقعتين صحيحة النقل والله اعلم وإنما قلت فيما تقدم تقريباً لان‬

‫كما يعلم من مراجعة تاريخ‬


‫بين وفاة الشيخين سنتين وسبعة اشهرواياما‬

‫وفاتهما رحمها الله تعالى‬

‫فصل‬

‫في مناقب حدثت للشيخرحمه الله تعالى بعد وفاته تدل علىكرامته عند مولاه‬

‫ومنها ما هو من نوع الرؤيا الصادقة فمن ذلك ما حدثني به عمي شقيق‬

‫الشيخ رحمها الله تعالى قال كان رجل في عكا واظن انه قال هو مفتيها‬

‫الشيخ قاسم عرابي يعتقد بالشيخوالدك ويلتجيء اليه عند الوقوعفي الشدائد‬

‫فبعد وفاة والدك حصل له كرب شديد وذلك بسبب ان احد اعدائه‬

‫الذين لهم يد في الحكومة قد ادعى عليه باختلاس اموال واراض للخزينة‬

‫وافرة المقداروطلب محاكمته في اثبات ذلك وشدد عليه الامر وتلك الاشياء‬

‫الوثبت الزامه بها يعجزعن دفعها ولو باع جميع املاكه فكتب شكوى على‬

‫في‬ ‫صورة العرض الذي يقدم لاولي الامريستغيث فيها بوالدك وارسلها‬

‫داخلکتاب ارسله لسيدنا الشيخ حسين الدجاني في يافا وطلب منه ان‬

‫يرسل الشكوى الى مقام والدك وتلقى عند ضريحه فسيدنا الدجاني المذكور‬
‫‪rr .‬‬

‫عند ما وصل اليه الكتاب وفتحه وقرأه وضع الشكوى علىكرسي امامه في‬

‫اوطة في جامع يافا الكبيرحتى يجد احداً ذاهبًا الى اللد فيرسلها معه ثم قام‬

‫من مجلسه الى داره فبعد ساعة من الزمان اتاه بعض اخوانه واخبره ان‬

‫رلى القدس بمأمورية مخصوصة من جانب السلطنة‬


‫فلان باشا الذيحض ا‬

‫قد حضر عندك في الاوطة يريد زيارتك فرجع سيدنا الشيخ الدجاني‬

‫الى الاوطة لمواجهة ذلك الباشا فبعد مواجهته والسلام عليه قال له الباشا‬

‫ياسيدنا من في بلادكم هو حاكم يقال له الشيخ محمد الجسرفاني نظرت في‬

‫غيبتك هذه الشكوى الموضوعة على هذا الكرسي مقدمة اليه فقال له سيدنا‬

‫الشيخ الدجاني هذا ليس حاكما وإنما هو رجل ولي متوفى من قريب مدفون‬

‫في عكا يعتقد به ثم حكى له‬ ‫في اللد وهذا الذي قدم اليه الشكوى رجل‬

‫قصته فقال الباشا انا وإن لم يكن لي شغل في عكاء ولكني اكراما لهذا الشيخ‬

‫الذي قدمت اليه الشكوى قد عزمت الآن على الذهاب اليها وتخليص‬

‫ذلك الرجل المظلوم ثم انه سافر الى عكا وبحث عن قضية ذلك الرجل‬

‫وانتصر له حتى نجاه الله من شدته ودفع عنه ظالم ظالمه بواسطته ولم يدعه‬

‫يتضرربشيء وبعد ان امن عليه سافرالى مقصده فعد الناس الذين‬

‫بلغهم هذه الواقعةكرامة لوالدك رحمه الله تعالى اهكلام عمي اقول وان‬

‫كانيحتمل الامران تكون هذه الواقعة من قبيل الصدفة ولكن من‬

‫علم حال الشيخ لا يستبعدعدها منالكرامات التي اكرمه الله تعالى بها فسخر‬

‫للمستغيث به ذلك الباشا وفرج عنه بواسطة من لايرجو منه مساعدة ولا‬

‫في الخيال ومن ذلك ما اخبرني به كثير من اخواننا وبعضهم قال لي ان‬
‫‪۲۲۱‬‬

‫في اللد بعد وفاة الشيخ والدك وقبل سفرنا‬ ‫ذلك حدث ونحن لم نزل‬

‫الى طرابلس وحدثني به بعض اهل اللدحين زيارتي مقام الشيخ رحمه الله‬

‫تعالى قالوا كانت امرأة في اللد لها اعتقاد في الشيخ فبعد وفاته سرقت لها‬

‫دجاجة فلقصورعقلها جاءت الى قبر الشيخ وقالت له ياسيدي ياشيخ محمد‬

‫یا جسران دجاجتي قدسرقت وانت الآن صوتجارنا وانا لا اطلبدجاجتي‬

‫الا منك ثم ذهبت ففي الليلة القابلة رأت الشيخ في عالم الرؤيا يقول لها‬

‫ويلك كيف تطلبين دجاجتك مني انا حرامي ان جارتك فلانة سرقتها‬

‫ووضعتها في الخلية في المكان الفلاني من دارها فعند ما استيقظت تلك‬

‫المرأة صباحاً ذهبت الى دار جارتها التي سماها لها الشيخ ودخلت الى ذلك‬

‫المكان الذي وصفه لها الشيخ وفتحت الخلية واخرجت دجاجتها منها فبهتت‬

‫جارتها السارقة عند ذلك وعجبت منهاكيف عرفت هذا الامرالخفي فسأل |‬

‫بعض الناس المرأة صاحبة الدجاجة عن سبب معرفتها بمكان الدجاجة‬

‫فاخبرتهم بالرؤيا للشيخ رحمه الله تعالى واستغاثتها به وهذه الواقعة وان‬

‫كانت لا تذكرفي جانب وقائع الشيخ رحمه الله تعالى ولكن قد حسن نقلها‬

‫كونها من لطائفه رحمه الله تعالى وارضاه ومن ذلك ما اخبرني به اخونا‬

‫فيالله تعالى الحاج محمد الفرق وهو من اخواننا الخلوتية اخذ الطريقة من‬

‫سيدنا الشيخ عبد القادرابي رباح وتربى على يدي عمي الشيخ مصطفى رحمه‬

‫الله تعالى وكان له معه محبة قوية ورابطة قلبية ولم يزل حبه مع هذا الفقر‬

‫ومع اولاد عمي بالغا درجة الكمال وإن غير الزمان حب غيره وإحال قال‬

‫لي كنت مرة مع عمك صباحاً فوجدته منقبض الصدر عليه اثر الجلال ثم‬
‫قام من مجلسه ومشى ومشيت معه وسارفي طريق غير معتادان يسلكها‬

‫وانا اتبعه ولا ادري اين يريدولا اتجرأ على سؤاله عن مقصده الى ان دخلنا‬

‫في حارة النصارى فلاقانا رجل اختيارمن النصارى من بني غريبكان‬

‫عمك يحدثني عنه انهكان يحب الشيخ والدكفي حال حياته فعند ما نظرنا‬

‫اقبل الينا مبتهجاً وقبل يدعمك وقال له ياسيدي انيكنت الآن ذاهباً‬

‫اليك ثم ادخلنا داره فبعد ما قربنا المجلس قال لعمك ياسيدي اني في هذه‬

‫الليلة رأيت وأنا نائم اخاك سيدنا الشيخ محمد الجسرفي عالم الرؤيا يقول‬

‫لي يا فلان اعط اخي مصطفى دراهم فانه مفلس واكثرها له فاستيقظت من‬

‫من منامي ثم تمت فرايته يقول لي مثل السابق وتكرر‬


‫ذلكمعي ثلاث مرات‬

‫فانا الآن كنت ذاهبًا اليك لامتثل امر‬


‫الشيخ ثم اخرج من جيبه صرة ودفعها‬

‫الى عمك وقمنا من عنده ففتحها عمك فوجد فيها خمسة وعشرين ذهباً‬

‫غازيًا ثمحدثني عمك بحقيقة الحالمعه وقال لي يا محمد انيكنت مفلساً ونمت‬

‫البارحة وانا مكروب واصبحتكذلككما رأيتنيثملما قمت امشي وانتت‬


‫تبعني‬

‫لم ادر الى اي مكان اسير وكان سيرى بوجه القهر عني حتى وصلنا الى حارة‬

‫النصارى وصادفنا هذا الرجل واجرى معنا ما اجرى اه فرضي الله عن‬

‫الشيخ الذي سخارلله تعالى له القلوب حيا وميتا حتى قلوب غيراهل ملته‬

‫ومن ذلك ما سمعته من بعض اخواننا قديما وحدثني به اخونا الحاج محمد‬

‫الفرق المذكور من زمن قريب قال ان صالح افندي السلكا الذي تقدم‬

‫ذكره في هذا الكتابكان حاكما في طرابلس بعد وفاة الشيخ فمرض في بعض‬

‫الايام مرضاً شديدًا فرأى في عالم الرؤيا الشيخ رحمه الله تعالى يقول‬
‫‪Iss‬‬

‫يا صالح اعط دراهم لاخي مصطفي اكراما المصطفى والله يشفيك فعندما‬

‫استيقظ ارسل الى عمي الشيخ مصطفى صباحاً قبل طلوع الشمس فذهب‬

‫اليه ورقاه ودفع له عشر ليرات ثم شفاهالله تعالى قال الحاج محمد وعند ما‬

‫في طلب عمك وذهابه اليه اتيت عنده بعد‬ ‫بلغني ارسال صالح افندي‬

‫رجوعه وسألته عن سبب ارساله اليه فاخبرني انه بات مفلسا مكدراً‬

‫فقبل طلوع الشمس ارسل اليه صالح افندي وقص علي تمام القصة وقد‬

‫تقدم لك الواقعة مع صالح افندي المذكور في توليته حاكما على دير القمر‬

‫ورؤياه الشيخ في الحلم عند ما تشكى عليه اهل دير القمر وهي مروية عن‬

‫حسين اغايس وفيها مناسبة لهذا الفصل فارجع اليها ان شئت فانها من‬

‫اللطائف والله اعلم‬

‫فصل‬

‫فيكلمات قالها الشيخ في حال حياته‬

‫ونفذت بعد مماته بكثير من الزمان حسما اشارفمن ذلك ما حدثني‬

‫به درويش افندي الشبنور الذي اشتهرفي بلدتنا بعظم الجاه ونفوذ الكلمة‬

‫وسياسة أمور طرابلس قال ليكنت في أوّل شبابي اقمتكاتبا في المحكمة‬

‫الشرعية ثم حدث لي امرا وجب استعفائي من تلك الوظيفة فاستاجرت‬

‫دكانا وصرت ابيع واشتري فمرّ عليّ والدك رحمه الله تعالى وقال لي‬

‫يا درويش ما هذا قلت يا سيدي اني عزمت على ترك الدخول في سلك‬

‫الاحكام واعتمدت على مباشرة البيع والشراء قال لي لا يكون ذلك‬

‫يا درويش انك سوف تخدم طرابلس فعند ما سمعت منه ذلك تركت‬
‫‪٢٢٤‬‬

‫الدكان ورجعت الى التداخل في الوظائف حتى آل بي الامر الى ما ترى‬

‫فهذا الذي هو جار معي من بشارة والدك رحمه الله تعالى انتهى ومن‬

‫المعلوم عند الطرابلسيين ان بلوغ درويش أفندي المذكور ما بلغه هوكان‬

‫بعد وفاة الشيخ بكثير والجاه الذي بلغه في بلدتنا ونفوذ الكلمة وتوفيق‬

‫الاعمالكان مما يعجب منه حتى انهكان كلما جاء حاكم الى طرابلس‬

‫الا تمضى مدة قليلة حتى يلقى بقياده اليه ويصير هوكانه الحاكم وكان‬

‫طريقته مساعدة اهل البلدة بجاهه والمدافعة عنهم حسبما بشره الشيخ الى ان‬

‫توفاه الله تعالى سنة الف ومائتين وثمان وتسعين وقد سمعت هذا الواقعة‬

‫من غير درويش افندي وهي أشبه بالمشهوربين أهل بلدتنا حتى انهم اذا‬

‫ذكروه وعجبوا من بلوغه تلك المرتبة يقولون لا عجب من ذلك فقد بشره‬

‫الشيخ الجسر بهذه الحال من أوّل عمره ومن ذلك ماكانت تحدث به‬
‫يـ‬

‫والدتي رحمها الله تعالى فانهاكثيرًا ماكانت تقول ان سيدي الشيخ قال‬

‫لي في حال حياته يا فلانة بيني وبينك عشرسنين وكانت تتذكر‬


‫كلامه في‬

‫مرض موتها وتقول اظن ان اجلي قد دنا وتحكي كلام الشيخ وكان الامركما‬

‫اخبرها الشيخ رحمهالله تعالى فانه توفي سنة الف ومائتين واثنتين وستين‬

‫وتوفيت والدتي سنة الف ومايتين واثنتين وسبعين فبينها عشرسنين‬

‫رحمها الله تعالى ومن ذلك ان والدتي رحمها الله تعالى بعد ان جاء بها‬

‫الشيخ من الاستانة الى طرابلس وتركت هناك اهلها فكانت كثيرًا ما تتشوق‬

‫لا سيما شقيقتها التي هي عشيرة صبوتها فتقولللشيخ يا سيدي اني‬ ‫ا‬
‫لي‬
‫هم‬

‫تغربت عن أهلي واخاف ان اموت ولاارى احدا منهم فيقول لها الشيخ‬
‫‪٢٢٥‬‬

‫لا تخافي انت لا تموتين حتى تجتمعي معهم ثم توفي رحمه الله تعالى ومضى من‬

‫وفاته عشرسنين ففي السنة العاشرة ذهب زوج شقيقتها بها الى الحجاز‬

‫واقام هناك وارسلها مع اخيها واولادها الى طرابلس لرؤية والدتي‬

‫فاجتمعت بهم وسرت بشقيقتها سرورًاً عظيماً ثم بعد مضي ستة عشر‬

‫يوماً من اجتماعها بهم توفيت الى رحمة الله وكانت في تسعة أيام منها صحيحة‬

‫وسبعة مريضة وقد كانت مدة افتراقها عن شقيقتها ستعشرة سنة فكان‬

‫لكل يوم سنة وهو من الاتفاق الغريب فكان عي رحمه الله تعالى يقول‬

‫بعد وفاة والدتي يا للعجب نفذ كلام الشيخ بمقابلة كل سنة بيوم وكنت اسمع‬

‫هذا الحديث وأنا لي من العمراحدى عشرة سنة وكانت شقيقة والدتي‬

‫المذكورة تقول في ندبها أكل سنة بيوم ومن ذلك ما حدثني به ابن شقيقة‬

‫الشيخ رحمهالله تعالى وهو الشيخ محمد البيزه وهذا الرجل قد رباه الشيخ في‬

‫مدة حياته وقرأ له عدة من العلوم وهذبه وكان من اخواننا المواظبين على‬

‫في الازهرالى‬ ‫الانكار والاوراد وذلك اني بعد حضوري منالمجاورة‬

‫طرابلس بطلب عمي رحمه الله تعالى حيث كان مريضاً مرض الموت اتفق‬

‫في ليلة النصف من شعبان اني باشرت اقامة الذكر باخواننا الخلوتية في‬

‫المدرسة الرجبية حسب العادة الجارية في تلك الليلة من ايام والدي‬

‫لغيبة عمي بسبب المرض‬


‫وكان هذا اوّل ذکرباشرت اقامته بالاخواان‬

‫وكان الشيخ محمد البيزه المذكور قائما بين يديفيحلقة الذكر يسوى صفوف‬

‫في الاذكار‬ ‫الذاكرين ويباشراعمال النقيب الذي يقيمه اهل الطريق‬

‫حسب اصطلاحهم فبعد فراغنا من الذكر جلس الي الشيخ محمد المذكور‬

‫‪10‬‬
‫‪٢٢٦‬‬

‫ودمعت عيناه وقال لي يا ابن خالي اني تذكرتكلاما خاطبني يه سيدي‬

‫الشيخ والدك قبل ان توجد انت في الوجود وقد سررت الآن بنفوذكلامه‬

‫وظهور بشارته بقيامك مقامه فقلت له وما ذلك قال بينما كنت واقفا بين‬

‫يديه أخدمه اذ نظرالي وقال لي يا محمد ا تظن انك تكون خليفتي من‬

‫بعدي لا تظن ذلك انا لا ارضى أن يكون خليفتي من بعدي الأ ولد من‬

‫صلبي وإما انت فتكون تحت يده فالآن الحمد لله قد ظهركلام الشيخ‬

‫وتفاءلت بهذه الليلة اني سأخدمككما قال ثم في ثاني يوم اصبح الشيخ محمد‬

‫المذكور مريضا وبقي ثمانية عشريوماً وتوفي الى رحمة الله تعالى فبعد دفنه‬

‫دخلت على عمي وهو مريض واخبرته بحديثه واستشكلت نفوذكلام الشيخ‬

‫وقلت لهكيف انه يكون تحت يدي وهو الآن قد توفي فقال لي عمي‬

‫يا ولدي قد نفذ كلام الشيخ والدك في هذه الليلة التي اقمت فيها الذكر‬

‫باخواننا وكان الشيخ محمد تحت يدك بوظيفة النقيب انتهى وهذه الواقعة‬

‫ايضا تعد من الاتفاق الغريبكسابقتها حيث نفذكلام الشيخ في حقابن‬

‫عن‬ ‫شقيقته بليلة واحدة ولم يختل نفوذه من بعد ان مضى لكلامه ما ينوف‬

‫عشرين سنة ومن ذلك ما هو مشهور بين اخواننا وسمعته منكثير منهم‬

‫ان الشيخ كان يقول في أوّل استيلاء دولة السلطان عبد المجيد رحمهالله‬

‫تعالى على البلاد الشامية وذهاب الحكومة المصرية منها أن السلطان عبد‬

‫المجيد لا يجمع عساكر من البلاد الشامية الأمرّة واحدة وكان الامركذلك‬

‫في مدة هذا‬ ‫فانه لم تجمع العساكرعلى طريقة القرعة من هذه البلاد‬

‫السلطان الأمرة واحدة كما قال الشيخ مع امتداد مدته سنين عديدة من‬
‫‪ГГУ‬‬

‫سنة خمس وخمسين الى سنة سبع وسبعين ومن ذلك ما حدثني به سيدنا‬

‫الشيخ عبد القادرابي رباح الدجاني رحمه الله تعالى قال لي يا ولديكنت‬

‫مرة مع والدك في زيارة الشيخ فضلالله المدفون خارج طرابلس فجلس‬

‫الشيخ وجلست امامه فاخذ حجرًا من الارض وصارينظراليهكهيئة الذي‬

‫يقرأ منكتاب ويتلو علي حوادث ستقع لي في مدة حياتي حتى ذكرامورًا‬

‫كثيرة ثم ناولني ذلك الحجرفاخذته منه وهو باق عندي الى الآن والامور‬

‫التي ذكرها لي منها ما قد وقع لي في مدة حياته ومنها ما وقع بعد مماته ومنها‬

‫ما لم يقع الى الآن وانا منتظروقوعه اه وناهيك بالشيخ ابي رباح رحمهالله‬

‫تعالى وبالاعتماد علي صدق حديثه وانا اقسم لكبالله العظيم ان هذا‬

‫فحوىكلامه وملخص معناه وقد حدثني بهذا الحديث عند زيارتي البلاد‬

‫المقدسة والذي حررته هوما ضبطه فكري وارجوان لا يكون خانني بشيء‬

‫بختل به مراده وهذه الحادثة تدل على ان الشيخ قد اطلعهالله بالكشف‬

‫الصادق على حوادث مستقبل الشيخ ابي رباح على سبيل الكرامة ولا مانع‬

‫من ذلك ما دام باطلاعالله تعالى وتعريفه وله نظائر وردت في اثار‬

‫الصالحين لا تختفي على من له المام بها والله اعلم ومن ذلك ما حدثني به‬

‫بعض الاخوان قال ان رجلاً من اعيان البلاد الشامية ذهب عني اسمة‬

‫قص على والدك رؤيا فقال اني وجدت نفسي في عالم الحلم مع احمد افندي‬

‫الصلح جالسين على سفرة طعام فقدم بين ايدينا قط مطبوخ فانا امتنعت‬

‫عن الأكل منه واما احمد افندي فجعل يأكل منه فقال له الشيخ ان‬

‫صدقت هذه الرؤيا فانه يحصل في جبللبنان فتنة بينالنصارى والدروز‬


‫‪ГГЛ‬‬

‫فاما انت فيعدك الناس ملجا للنصارى واما احمد افندي الصلح فيعدونه‬

‫ملجأ للدروز فبعد وفاة الشيخ بمدة سنين حدثت الفتنة الشهيرة بين هاتين‬

‫الطائفتين في جبل لبنان وتبعتها فتنة دمشق الشام وكان حال الرجلين‬

‫المذكورين في ذلك الوقتكما قال الشيخ رحمهالله تعالى واخذت الحكومة‬

‫احدهما لارضاء المشتكين وهذه الفتنة كانت بعد وفاة الشيخ بخمس عشرة‬

‫سنة ونتج عنها تمايز جبل لبنان بحكومته اقول وإنكانت هذه الحادثة لم‬

‫تكن الأ تفسير رؤيا فسرها الشيخ وإنى تفسيره طبق الواقع ولكن ماكل‬

‫من ادعى تأويل الاحلام اصاب المرام ولا يغرب عنك أن مفسر الاحلام‬

‫اذا لم يكن من ارباب القلوب فهيهات ان يصيب المرمى بمجرد اعتماده على‬

‫ما ذكرعلماء التعبير فيكتبهم التي بين ايدينا ومن ذلك ما حدثني به‬

‫العالم الفاضلالشيخ عبد الباسطافندي الفاخوري مفتي ولاية بيروت الآن‬

‫قال ليكنتفي ايام شبابي جالسا في دكانفي بيروت امام البحرفجاء والدك‬

‫وجلس عندي ثم طلب ان ينام فاصلحت له محلاً في الدكان للنوم‬

‫فبعد ان استيقظ من منامه وجدت على وجهه اثر الجلال ثم نظرالى البحر‬

‫وقال لي يا عبد الباسط انظرالى هذه المراكبكيف هي مصفوفة في البحر‬

‫من هنا الى هناك وصاريشيرالى مساحة من البحرليس فيها مراكب ولا غيرها‬

‫وجعل يكرّر هذا الكلام ويقول لي أما ترى المراكب وانا ساكت واقول‬

‫في نفسي اين هي المراكب التي يشيراليها ثم قال ان عساكر الافرنج يأتون‬

‫الى هنا في مراكبهم ثم يخرجون من بلادنا كما دخلوا ثم النفت الي وقال‬

‫يا عبد الباسط ان الظهور يكسرالظهور ثم قام من عندي فمضت الاعوام‬


‫‪٢٢٩‬‬

‫بعد وفاته وانا لم افهم معنىكلامه الذي صدر منه حتى حدثت فتنة جبل‬

‫لبنان بين النصارى والدروز وتبعتها فتنة دمشق وانت بسبب ذلك‬

‫عساكر الفرنسيس في مراكبهم الى بيروت واصطفت المراكب في المساحة‬

‫ن البحرالتي اشاراليها الشيخ في كلامه المتقدم وقال لي انظر الى هذه‬

‫المراكب ثم انهم خرجوا من بلادنا كما دخلوا اي انهم لم يتملكوا كما قال وقد‬

‫شاركت امثالي من اهل الظهور في ذلك الوقت بما طرأ على أهل البلاد‬

‫من المشقات بسبب هاتين الفتنتين ففهمت حينئذ كلام الشيخ رحمه الله‬

‫تعالى اه وهذا الشيخ عبد الباسط افندي مفتي ولاية بيروت في قيد الحياة‬

‫اطال الله عمره ونفع المسلمين به فمن اراد سؤاله فليسأله ولا يخفى ان وفاة‬

‫الشيخكانت سنة الف ومائنين واثنتين وستين ومجيء تلك العساكركان‬

‫سنة الف ومائتين وسبع وسبعين فيكون نفوذ كشفه بعد خمسعشرة سنة‬

‫فصل‬

‫في ذكر ما أتصفبه الشيخ رحمهالله تعالى‬

‫من الاوصاف الحميدة والاخلاق المرضية التي عليها مدار طريق‬

‫القوم وهي نتيجة المجاهدات كما ان نتيجتها ايضاً تلك الكرامات والمكاشفات‬

‫في هذه الدار ورضوان المولى وكرامته في دار القراراعلم يا اخي ان الذي‬

‫تحرر عندي مما حدثت به عن الشيخ رحمه الله تعالى أنه كان على قدم‬

‫الاستقامة من أوّل نشأته محبا للعلم والطريق من زمن صبوته ولم يزل‬

‫محافظاً على سلوك منهج الهدى ملتزماً الصلاح والتقوى مراعياً آداب‬

‫الشريعة المطهرة متصفّاً بالاخلاق المرضية من الزهد والورع والكرم‬


‫والتوكل والرضى والتسليم وحب الفقرا والمساكين والنصيحة لعبادالله‬

‫تعالى والشفقة عليهم وارشادهم الى منهج الخير وسلوك طريق الحق الى غير‬

‫ذلك من الاخلاق المحمدية وإنا انقل لك بعض احاديث حدثت بها عنه‬

‫كل منها يدل على شيء من تلك الصفات ويصور لك ما كان عليه الشيخ‬

‫رحمه الله تعالى من الحال المرضية عند مولاه وما تركت تحريره اكثر من‬

‫ذلك فاقول مما حدثني به العالم الفاضل نقيب اشراف طرابلس الشام‬

‫السيد خليل افندي السمين قالكنت مرة مع والدك فجرى بيني وبينه‬

‫حديث الامور التي تحدث على الانسان في زمن صبوته وإن السالم منها‬

‫قليل فاقسم بالله العظيم انه لم يكشف ذيله على حرام في مدة حياته ولا يخفى‬

‫ان عالما مثل الشيخ وسالكاً منهج التقوى والصلاح لا يقدم على الحلف‬

‫بالله تعالىكاذبا وهو لم يجبر على الحلف وهذه القضية تدل على التزام الشيح‬

‫تقوى مولاه من حين صباه وهولطف من الحق سبحانه يحفظ به أناساً من‬

‫عباده ممن سبقت لهم السعادة‬

‫ومما حدثني به الشيخ خضرالدبوس الذي كان مع الشيخ في قبرس ايام‬

‫تسلط الحكومة المصرية على البلاد الشامية قال لي كنا في قبرس مع الشيخ‬

‫والدك وسخر‬
‫الله تعالى لهحاكمها محمد اغا المحصل وصارله في الشيخ اعتقاد‬

‫عظيم فامرصاحب بيت مؤنته وهو المسمى عند الاترككرار‬


‫اميني ان يقدم‬

‫للشيخ واتباعهجميع ما يحتاج اليه من المؤنة فصارا لشيخيا مرنا ان لا ناخذ منه‬

‫الامقدارالقوت الضروري مثل قليل من البرغل وقليل من الزيت‬

‫والمحصلالمذكوركلما اجتمع بالشيخ يقول له ياسيدي ان اتباعك لاياخذون‬


‫منكراراميني الا الشي القليل فمرهم ان ياخذوا سكرًا وسمنا وارزا وجميع ما‬

‫يشتهون فيقول الشيخ جزاك الله عنا خيراها هم ياخذون ما يحتاجوناليه‬

‫ولم يسمح لنا الشيخ الا باباحة القوت الضروري ففي بعض الاوقات تذاكرت‬

‫مع بعض رفقايء من اتباع الشيخ الطرابلسيين وقلنا ان الشيخ لا يسمح لنا‬

‫الا باخذ القليل والمحصل قد سمح لنا باخذكل ما نحتاج اليه فقالوا ناخذ‬

‫من الكراارميني سكرًا وسمنا وارزا ونعمل حلواء وطعاما حسنًا فذهبنا اليه‬

‫وطلبنا منه ذلك فاعطانا فعملنا ما اشتهيناه واكلنا سراً عن الشيخ فعند ما‬

‫اجتمعنا به قال لنا يا اولادي انناغرباء ومحتاجون وعاجزون عن الكسب‬

‫في هذه البلاد وهذه الحالة تتيح لنا شرعاً ان ناكل مثل طعام المحصل بقدر‬

‫الضرورة والاحتياج واما اننا نتوسع في الماكل والحلواء من ماله فهذا شيء‬

‫لاسيحه الشرع الشريف لنافان بلغني بعد ذلكانكم اخذتم من الكراراميني‬

‫غير الذي آمركم به فانا لا ارضي منكم ولا اكون مسروراً من هذه المخالفة‬

‫فامتثلنا امره وعزمنا على عدم العود لمثلذلك وهذه الواقعة تدل على مكاشفة‬

‫الشيخ باطلاعه على ما وقعمنهم وتدلعلى ورعه والتزامه سننالشريعة المطهرة‬

‫ومن ذلك ما حدثتني به شقيقة الشيخ مرارا قالتكاناذا دعي والدك‬

‫عند بعض الناس واكل طعامهم يتأتى في بعض الاحيان الى داره ويتقياً‬

‫جميع الطعام الذي اكله ويظهر عليه اثر الانزعاج من اكل ذلك الطعام‬

‫ثم بعد ذلك يطلب شيئًا من حواضرالدار مثل الزيتون فياكل منه‬

‫والظاهر انذلك الطعام يكون فيه شبهة ويقدم الشيخ على اكله لامر الجأه‬

‫اليه ثم يتقيئه في داره تخلصاً من شبهته وهكذا ورد عن سيدي ابي بكر‬
‫‪٢٤٢‬‬

‫الصديق رضي الله تعالى عنه حين اكل طعاما ذا شبهة لم يدربه ثم بعد‬

‫ذلك علم بشبهته فاستقاءه وقالما معناه اللهملا تواخذنيبما امتصته العروق‬

‫ومن ذلك ما حدثني به اخونا الشيخ علي افندي عن والده سيدنا الشيخ‬

‫رشيد افندي الميقاني ذلك المرشد الكامل الذي شهرته تغني عنالاطناب‬

‫كان يقول له ان لاخي الشيخ محمد الجسر مشيخة علي‬


‫في تعريفه انه طالما‬

‫حيث انه علمني الورع عن الشفاعة بتوظيف احد في وظائف الحكومة‬

‫وذلك انه طلب مني ومن الشيخ محمد الرافعي ومن الشيخ محمد الجسر‬

‫بعض اعيان طرابلس ان نشفع له عند حاكمها ان يوظفه بوظيفة رئيس‬

‫الحرس فتذاكرنا مع بعضنا في شأنه فوجدنا انه يكون اصلح من غيره‬

‫ومأمون العاقبة فتوجهنا الى سراية الحكومة على قصد الشفاعة وإذ نحن‬

‫عند الدخول وقف الشيخ محمد وقال لي وللشيخ محمود الى اي شيء جتنا‬

‫نحن الى هنا قلنا له لاجلمصلحة فلان وتوظيفه قال يكون ذلكالرجل‬

‫مثل سیدنا عمر بن عبد العزيزقلنا لا قال فاذنكل محرّم يرتكبه في وظيفته‬

‫يعود المه علينا ويسؤنا في ديننا وانا أقول لكم ان رقبتي رفيعة لا تتحمل مثل‬

‫هذه الاتقال فاذا صممنا على الشفاعة به فانا لا افعل ذلك وارجع من‬

‫هنا فقلنا له نحن على رايك ثم رجعنا عن ذلك العزم لانا وجدنا كلامه‬

‫هوعين الصواب في باب الورع وعددت ذلك مشيخة علي من الشيخ محمد‬

‫رحمه الله تعالى اه وهذه الحادثة تدل على ورع الشيخ رحمهالله تعالى وعن‬

‫كل ما يوهم الوقوع في الاثم وتدل على كمال الشيخ رشيد المذكور رحمهالله‬

‫تعالى وحسن اخلاقه حيث اعتبرانه اكتسب ذلك الخلق من والدي‬


‫‪٢٢٢‬‬

‫وعده مشيخة عليه مع انه من اقرانه واكبر منه سنا وله شهرة في الارشاد في‬

‫بلادنا فرحمة الله تعالى على تلك الانفس الزكية والارواح الطاهرة ومن‬

‫ومن ذلك ما سمعته من والدتي كانت تتحدث به وانا صغير اعقل قالت‬

‫ان مصطفى بك الابراهيم من بكوات عكاركان له اعتقاد بالشيخ سيدي‬

‫رحمهالله تعالى وكانطالما يحضرلزيارته في الزاوية وانا اسمع بحضوره‬

‫ولكن لا اعرف شخصه ففي احدى المرات حضرعنده فنظرته من الشباك‬

‫المطل من دارنا على طريق الزاوية من وراء الشعريه ففي المساء عند ما‬

‫دخل سيدي الشيخ الدار واجتمعت به قلت له يا سيدي اني طالما اسمع‬

‫بحضور مصطفى بك عندك في الزاوية ولم اعرف شخصه الا في هذه المرة‬

‫فقد نظرته من شباك الدار من وراء الشعرية فنظر الي رحمهالله تعالى‬

‫مغضباً وقال لي يا فلانة أتحسبين ان نظر المرأة الى الرجل الاجنبي يباج‬

‫شرعا ولا يعد ذنباً هذا ذنب منكِ يحتاج الى التوبة قوميفتوضأي وصلي‬

‫الله تعالى ركعتين سنة التوبة وتوبي الى الله تعالى من هذا الذنب ومن‬

‫العود الى مثله فقمت وفعلت ما امرني به اه وكانت تذكر هذه الواقعة‬

‫عند نهي النساء عن النظر الى الاجانب وهذا من الشيخ رحمهالله تعالى‬

‫يدل على تمسكه بحدود الشريعة المطهرة ومنع نظرالنساء الى الاجانب هو‬

‫باب الورع‬ ‫المعتمد عند بعضهم لاسيما عند خوف الفتنة وخصوصاً في‬

‫ولا يشكل باذنه صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها أن تنظر‬

‫إلى الحبشة الذينكانوا يلعبون بالحراب كما ورد في الحديث فان العلماء‬

‫الاعلام ذكروا لذلك تاويلات حسنة ترفع الاشكال وما يحضرني منها‬
‫‪٢٣٤‬‬

‫انه صلى الله تعالى وسلم انما اذن لها ان تنظر الى لعب الحبشة المباح لا الى‬

‫ذواتهموالله تعالى اعلم ومن ذلك ما اخبرني به بعض اخواننا الذينكانوا‬

‫ملازمين للشيخ رحمهالله تعالى من ان عادته اذا جأته امرأة وطلبت منه‬

‫ان يرقيها ان لا يضع يده على شيء منجسدها ولومنفوق ستار بل اما ان‬

‫يشير اليها اشارة وإما ان يضع عكازه على محل ألمها ويرقيها وهذا ايضا من‬

‫الكتاب‬ ‫التمسك بالورع والسنة المطهرة ومن ذلك ما تقدم لك في هذا‬

‫ان الشيخ رحمهالله تعالى قد عرض عليه حاكم قبرص أن يكون شيخ‬

‫التكية التي انشأها من ماله المووروث له منآبائه ولم يدخل في انشائها‬

‫شيئًا من مال الحكومة فامتنع الشيخ من قبول ذلك اشد الامتناع حتى‬

‫غضب الحاكم المذكور وجرى له ما جرى كما نقلت ذلك عن لسان محمد‬

‫اغا الانجا فارجع اليه ان شئت ومن ذلك ما نقلته لك ايضا من حادثة‬

‫الولد المصروع ابن علي باشا وزيرالاوقاف في الاستانة وشفائه على يد‬

‫الشيخ رحمه الله تعالى وعرض والده عليه هدية مقدار خمسة عشر الف‬

‫قرش وامتناعه رحمه الله تعالى عن اخذها ثم اخذه منها خمسمائة قرش بعد‬

‫اللجاج عليه وتفريقها على الفقراء وعرض الباشا المذكورعليه بعد ذلك‬

‫في الاستانة وامتناعه من قبول ذلك ايضاً فهذه‬ ‫مشيخة التكية القادرية‬

‫الحادثة والتي قبلها تدلان على ورع الشيخ رحمه الله تعالى وزهده في الدنيا‬

‫ورياستها ولوكانت دينية وقدكنت في أوّل سماعي هاتين الحادثتين قد‬

‫خطر لي انالشيخ رحمهالله تعالىكان يمكنه ان يقبل احدى هاتين الوظيفتين‬

‫ويسلك فيهاطريق الورع والاستقامة ولا يدخل عليه شيئًا من اموالها الا‬
‫وانا اتمم شرائها ولا تتحمل لذلك ثقلة فقال له الشيخ ذلكفسعى هو با تمام‬

‫شراء دارنا التي هي سكننا الى الان وهي تحتوي على ثلاثة مخادع واحد منها‬

‫نلمبيت الشيخ مع حرمه وواحد لمبيت اخيه مع حرمه ايضا وواحد‬


‫كا ا‬

‫نلجلوس الحرم وقضاء مصالح العائلة وتنبعها‬


‫لمبيت والدتها وبناتها وليواا‬

‫قطعة جنينة صغيرة وهي التي تقدم لك ان يوسف باشا حاكم طرابلس‬

‫له فيها مخادع لتوسعة الدار فامتنع من ذلكوامره‬


‫عرض على الشيخ أن يعمر‬

‫ان يصلح المدرسة الرجبية التيكانت آيلة للخراب وهي التي تجاه دارنا‬

‫فاصلحها وتقدم لك ايضا اني ببركة الشيخ قد يسرالله تعالى لي عمارة منزل‬

‫في تلك الجنينة يجتمع فيه اخواننا الخلوتية لاداء وظيفة طريقتنا الخلوتية‬

‫من الاذكار وقراءة الصلوات الدرديرية ولا تظن يا اخي ان امتناع الشيخ‬

‫رحمهالله تعالى عن الفنيةكان لقلة ذات يده فانه رحمه الله تعالىكان‬

‫مفتوحا عليه بالدنيا ولكنه كان من اشد الناس زهدا فيها على ما يظهر‬

‫من احواله فكان المال يأتي اليه عفوا وهو يوزعه على الفقراء والمستحقين‬

‫وكثيراً ما حدثت عنه بمثل ذلك مما يضيق عنه هذا الكتاب وقد حدثني‬

‫احد اخواننا وهو الشيخ مصطفى كريمة وهو في قيد الحياة ان الشيخ رحمه الله‬

‫في اثناء حديث يناسب ذلك‬ ‫تعالى قال له مرة بعد مجيئه من الاستانة‬

‫لمال‬
‫ن‬ ‫يا مصطفى والله العظيم لو قبلت ما كان يرد علي في الاستانة ما‬

‫وجمعته لكان يملأ دكانك هذه من الدراهم ولا يذهب عليك ان الشيخ‬

‫رجل عالم ظاهر العدالة لا يقدم على الحلف بالله تعالى كاذباً ولا يجازف في‬

‫ذلك وهو غير مكره على الحلف واقول قد حدثني المرحوم الشيخ عبد الله‬
‫بحقه فلم امتنع عن قبول ذلك هذا الامتناع واظن ان هذا الخاطرورد‬

‫عليَّ من حب الدنيا واطماع النفس واستشعارها انه لو قبل ذلك لانتقل‬

‫الي بعد وفاته رحمهالله تعالى ودسائس النفس ادق من ذلك ثم خطرلي‬

‫انه رحمهالله تعالى قدتحرى عين الصواب وتباعد عن مواقع الارتياد‬

‫واختار لذريته السبيل الأقوم وضن بهم عن خزي الدنيا وعذاب جهنم‬

‫وذلك أنه وإن ضبط هو نفسه عن التدنس بتلك الاموال فقد جرت‬

‫العادة ان مثل هذه الوظائف تنتقل الى اولاد الرجل من بعده في اغلب‬

‫الاحوال فمن يضمن له ان ذريته تسلك في هذه الوظيفة الصراطالمستقيم‬

‫وتخلص من تبعتها ومن العذاب الأليم فجزاه الله تعالى عني احسن ما جازى‬

‫والدا عن ولده ورحمه الله تعالى رحمة واسعة وجمعني به تحت لواء سيد‬

‫المرسلين اللهم امين ومن ذلك ما كان يحدثني به عي الشيخ مصطفى رحمه‬

‫الله تعالى مرارا ويقول لم نزل ساكنين في دور الاجرة حتي جاء والدك من‬

‫الاستانة متزوجاً وانا ايضاً تزوجت وصارلنا اولاد فصرت اطلب منه ان‬

‫يشتري لنا دارًا نسكنها ونكتفي مؤنة الانتقالكل سنة من دارالى أخرى‬

‫بعيالنا واقول له انا صرنا عائلةكبيرة نحتاج الى دار تغنينا عن هذا الانتقال‬

‫وهو يمتنع عن ذلك ويقول لي الذي تكفل بنا يتكفل بعيالنا واولادنا‬

‫فلما اعجزني ذلك منه اتيت الى ابي محمود زهرة من أعيان بلدتناوله محبة مع‬

‫الشيخ قوية فحدثته بهذه القضية وشكوت اليه الاثقال التيتعترينا بالانتقال‬

‫بذلك‬
‫والزمته ان يلج على الشيخ بشراء دار فجاء اليه ولم يزل به حتى سمح‬

‫كالمكره فقال له ابومحمود المذكور قل يا سيدي اني وكلتك بشراء دار‬


‫‪۲۴۷‬‬

‫افندي ابن مولانا الشيخ رشيد افندي الميقاتي عند رجوعه من سفره الى‬

‫الاستانة وقال لي اني اجتمعت مع احد وزراء الدولة القدماءوسماه لي وقد‬

‫ذهب اسمه من حفظي فسألني عن بعض اعيان طرابلسثم قال لي انا‬

‫اعرف من بلدتكم الشيخ محمد الجسر حينماكان في الاستانة هنا وإني منذ‬

‫نشأتي وانا انتقد المشايخ الذين يردون الى الاستانه فقلمارايت شيخاصاحب‬

‫حال يردها الا ويخرج منها على خسران الا الشيخ محمد الجسر فانه دخلها‬

‫وخرج منها وهو رائج لم يتدنّس من حطامها بما يحط من حاله اه يعني ان‬

‫الذين يدخلون الاستانة من أرباب الاحوال والقلوب يقبل عليهم اهلها‬

‫باموالهم وزخارفهم ولا تخفى فتن الدنيا التي هناك ومن المعلوم ان ميل‬

‫صاحب الحال لهذه الزخارف ينقص حاله او يذهبه وقد شهد هذا الوزير‬

‫القديم بان الشيخ رحمه الله تعالى لم يميل الى تلك الزخارف فخرج رابحاً‬

‫فرحمه الله تعالى رحمة واسعة وقد بلغنى ان بعض بكوات عكار وهب‬

‫الشيخ بستانين في قرى عكارفوهبها رحمه الله تعالى الى بعض اخوانه ولم‬

‫يبقها على ملكه وقد حدثني سيدنا الشيخ عبد الرزاق نجل مولانا الشيخ‬

‫محمود الرافعي رحمه الله تعالى انهكان يحضر درسا عند الشيخ رحمه الله‬

‫تعالى في المدرسة الرجبية فسمعه يقول في اثناء الدرس المناسبة جرت‬

‫هناك ان البعض يقول لي اقتن لولدك من بعدك وانا لا اريد ذلك فان‬

‫ولدي ان نشأ نقيا فانالله سبحانه وتعالى لا يحوجه الا اليه سبحانه وإن‬

‫كان بخلاف ذلك لا سمح‬


‫الله تعالى فاني لا اريد ان اعينه بما اقتنيه له على‬

‫معصية الله تعالى اه فانظر يا اخي الى هذا الاتكال والتسليم وانقياد الهوى‬
‫‪۲۴۸‬‬

‫الى ما جاء به رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وهوكمال الايمان كماجاء‬

‫في الحديث الشريف انه لا يكمل ايمان المرء حتى يكون هواه تابعاً لما جاء‬

‫به صلىالله تعالى عليه وسلم والشيخ رحمهالله تعالى قد سلك سبيل الاتكال‬

‫والتجنب عما يريبه من خوف اعانة ولده على معصية الله تعالى بما يقتنيه له‬

‫كل ذلك عملاً بالسنة المطهرة واخلاقها الكريمة على صاحبها افضل‬

‫الصلاة والتسليم وخالف هوى النفسالذي يبعث المرء على الفنية لذريته‬

‫ىلله‬
‫ويقول محرّر هذا الكتاب اني بفضاللله تعالى وبمدد رسول الله صلا‬

‫تعالى عليه وسلم وببركة اتكال الشيخ والدي رحمهالله تعالى وتسليمه لمولاه‬

‫جل جلاله لم يحوجني الله سبحانه وتعالىالىتجشم اخطار الكسب بلجعل‬

‫رزقي ورزق عيالي سهلاً حلالاً ان شاء الله تعالى ولم يطرأ على في مدة‬

‫عمري ضيق في المعيشة ولم تزل معيشتيكفافًاكما طلب ذلك رسول الله‬

‫صلى الله تعالى عليه وسلم لآله الكرام رضي الله تعالى عنهم وكذلك عمي‬

‫الشيخ مصطفى رحمهالله تعالى في مدة قيامه بامرالعائلة ايام صغري وزمن‬

‫اقامتيفي الازهركان الحق سبحانه وتعالىكافيه منهم الرزق ولم يضيقعليه‬

‫مادة المعيشة فالحمد لله علىنعمائه واسأله سبحانه وتعالى ان لا يسلب عناما‬

‫به تفضل ويحفظ علينا جميع نعمه ولا سيما نعمة الايمان انه مفيض الخير‬

‫والاحساناللهم امين هذا وقد ذكر بعض من تكلم على اخلاق القوم أن‬

‫بعضهم يقتني لاولاده من بعده وإن ذلك منه غيرة على جناب الحق سبحانه‬

‫ان تضطرب قلوبهم بعد وفاته اذا لم يجدوا شيئاً بين ايديهم من حطام‬

‫الدنيا فيسيؤوا الظن به تعالى في أمر معيشتهم فلدفع هذا المحذور يقتني‬
‫‪٢٢٩‬‬

‫ذلك العارف لهم ما يقتني وهذا لا ينافي اتكاله على مولاه في شان ذريته من‬

‫بعده فتلخص من جميع ما تقدم ان للقوم في امر القنية للذرية منهجين منهج‬

‫من لا يقتني اتكا لا عليه تعالى وتسليماً ومنهج من يقنني غيرة عليه تعالى من‬

‫خاطر يخطر في قلوب ذريته ولا يبعد ان يقال وغيرة على الذرية ايضا ان‬

‫تسى ظنها بمولاها ولكل وجهة هو موليها وكل من المنهجين حميد في بابه‬

‫والله سبحانه وتعالى اعلم‬

‫فصل‬

‫ابيات شعرية‬
‫فيما وجدته للشيخ رحمه الله تعالى من كتابات علمية او‬

‫اعلم انه قد بلغني ان للشيخ رحمه الله تعالى تأليفا جمعه عند ماكان‬

‫يطلبالعلم في الازهر الانور حدثني بذلك بعض العلاء حينماكنت مجاوراً‬

‫هناك ولكنني بحثت عن ذلك التأليف فلم احظ به لكن كثيرا ما ارى له‬

‫كتابات علمية على بعض الكتب التي وجدت في مكتبته صدرها في علوم‬

‫شتى من فنون شرعية وعربية تدل على ان له باعاً في تلك العلوم وملكة‬

‫بعد بها في صف العلماء الاعلام ونقل تلك الكتاباب هنا يؤدي الى‬

‫التطويل والخروج عن غرض الكتاب فاكتفيت بما اشرت اليه وقد‬

‫وجدت له رحمهاللهتعالى ثلاث قصائد اثنتان منها فيمدح شيخه سيدنا الشيخ‬

‫احمد الصاوي ابي الارشاد والثالثة في مدح سيدنا الشيخ حسين الدجاني‬

‫سلله اسراهم جميعا فاحببت ان انقل منها ما تيسر لي نصحيحه‬


‫ابي رشيد قدا‬

‫اوصاف المقول فيه لا لانها من مفردات الاشعار‬


‫تبركا بكلام القائل وذكر‬

‫فان قول الشعر لايعد منقبة لمثل الشيخ رحمه الله تعالى وان عد كمالاً‬
‫‪٢٤٠‬‬

‫عند علماء الظاهر وقد تقدم لك ان امثال هولاء الاعيان لاعناية لهم‬

‫في شغل شاغل من تكميل انفسهم‬ ‫يتنميق الالفاظ وتنسيق الاسباع فانهم‬

‫وتلقى ما يرد عليهم من جناب مولاهم سبحانه وتعالى من الواردات وإذا‬

‫كان العلماء الاعلام من الفقهاء لا يرتقي شعرهم غالبا الى درجة سامية عند‬

‫الادباء لاشتغالهم بفن الفقه الذي هو من المهمات حتى ان الادباء صاروا‬

‫يكنون عن انحطاط شعرهم بقولهم هذا شعر فقيه وحتى صح للارجاني ان‬

‫في فن الفقه والشعرحيث قال انا افقه الشعراء واشعر‬ ‫يتمدح بارتقائه‬

‫الفقهاء فعدم ارتقاء شعر العارفين يكون اولى بالمعذرة ولا يشكل عليك‬

‫ارتقاء شعر سيدي عمر بن الفارض وسيدي عبد الغني النابلسي رضي الله‬

‫تعالى عنها وأمثالهما فان كلامنا في الغالب الكثير والله اعلم وقد ذكرت‬

‫هنا قصيدة واحدة من اللتين قالهما الشيخ في مدح سيدنا الشيخ الصاوي‬

‫الله تعالى عنه وتركت الاخرى لمقصد حميد فاقول القصيدة الاولى‬
‫ضي‬

‫وجدتها في مجموعة لبعض اخواننا يقول فيها ولسيدي واستاذي وقدوتي‬

‫وملاذي سيدي الشيخ محمد الجسريمدح بها حضرة الاستاذ سيدي الشيخ‬

‫احمد الصاوي الخلوتي نفعنا الله بهم اجمعين ورقاهما اعلا المراتب امين‬

‫وقد حذفت منها بعض ابيات لم تستقم لي كتابتها واظنها مغلوطة او‬

‫ذلك وهي‬
‫لغير‬

‫مذ خضت بحر الغي والعصيان‬ ‫رماني باسهم الاحزان‬ ‫دهري‬

‫بقيود ذل وازدرى وهوان‬ ‫نكباته اسرت لشخص مقيد‬

‫بسعير ضيق شدة النقصان‬ ‫سجنتنيفيسجن الكروب معذباً‬


‫‪٢٤١‬‬

‫النجوم بطرفي الوسنان‬ ‫ارعى‬ ‫كم ليلة تمضي علي من الاسى‬

‫ولهان‬ ‫او عاشق‬ ‫لاليفه‬ ‫محتارا اهيم كفاقد‬ ‫امسيت‬

‫بالنبي العدناني‬ ‫لحالي‬ ‫ارحم‬ ‫ناديت يا رباه غونا سيدي‬

‫العالم الرباني‬ ‫بمدح‬ ‫الا‬ ‫منبعد ذا الهمت أن لا مخلص‬

‫باب الوصول لحضرة الديان‬ ‫مقدام اكرم عارف ومسلك‬

‫بعد الضلال بسره النوراني‬ ‫كم من مريد قد هداه لرشده‬

‫منها مرائي الصدق والايقان‬ ‫محبوب اشرف مرسل بدلائل‬

‫وبفضله السامي الرفيع الشان‬ ‫كم من عظيمكرامة شهدت بذا‬

‫والانعام والاحسان‬ ‫بالجود‬ ‫مجر اياديه الكرام ندية‬

‫امسى الغني بها عن الاكوان‬ ‫كم من فقير قد حباه عطية‬

‫والزم حماه مــع صـفــاء جنان‬ ‫قمريامريد دخول حضرة ربه‬

‫بلبك النشوان‬ ‫حتى تغييب‬ ‫واشرب بكاسهواه خمرة حبه‬

‫تنل المني تحفظ من الشيطان‬ ‫حلام عواذل‬


‫ودع السوى واطرك‬

‫بعلا راه اکابرالاعيان‬ ‫ذاك الذي رب البرية خصة‬

‫ببشارة من سيد الاكوان‬ ‫بشفاعة فيكل اهل زمانه‬

‫فضل المنعم المنان‬ ‫الجزيل‬ ‫يا عادلاًكف الملامة وانظرن‬

‫رأى بعيان‬ ‫فصدق من‬ ‫تره‬ ‫انكنت خفاشا ضياء الشمس لم‬

‫لمرسل الرحمن‬ ‫بالمعجزات‬ ‫انكنت تنكرلا اظنك مؤمنا‬

‫وصف ما له من ثاني‬ ‫بعظيم‬ ‫مترنما‬ ‫بذكره‬ ‫اهيم‬ ‫دعني‬

‫سلب ببشري اشرف الاعيان‬ ‫ذاك الهمام مقامة المحفوظ من‬

‫‪17‬‬
‫‪٢٤٢‬‬

‫احمدا ببيان‬ ‫تسمى‬ ‫ذاك الذي مذ فاق اهل الحمد طرا قد‬

‫كني ابا الارشاد عن برهان‬ ‫وإذا غندى قطب الارشادالورى‬

‫العرفان‬ ‫وحقائق‬ ‫ودقائق‬ ‫أعني به الصاويكنز معارف‬

‫يجنان‬ ‫ومبشرًا‬ ‫منذرًا‬ ‫رب بمن ارسلئه للناس طرا‬

‫أقرر بطيب وصاله اجفاني‬ ‫فؤاده يا سيدي‬ ‫عطف على‬

‫الاعيان‬ ‫صحبة‬ ‫مع‬ ‫النبي واله‬ ‫ثم الصلاة مع السلام على‬

‫شوقا لتلك الارض والاوطان‬ ‫بصبابة‬ ‫قلب مغرم‬ ‫ما هام‬

‫رماني باسهم الاحزان‬ ‫دهري‬ ‫او ماشدا ابنالجسرمن حرالضنا‬

‫وقد حذفت منها سبع أبيات لم تستقم لي قراءتها واصلحت بعضكلمات‬

‫مغلوطة من ابيات لم اسمح بحذفها القصيدة الثانية وهي التي امتدح الشيخ‬

‫بها اخاه فيالله تعالى سيدنا الشيخ حسين الدجاني رحمهاالله تعالى وقد‬

‫قدمت لك اني طلبت مرثية سيدنا الدجاني المذكور التي رثى بها والدي‬

‫من ولده اخينا الشيخ محمد افندي ابي السعادات القاطن الآن في دمشق‬

‫فارسلها لي وارسل معها قصيدة للشيخ والديكان قد ارسلها لوالده رحمها‬

‫الله تعالى وارسل معها قصيدة من نظم والده جواب قصيدة والدي وهذا‬

‫نص ماكتب لى الشيخ ابو السعادات المذكور في خصوص هذا الشان‬

‫وفي مجموعة الوالد يعني والده سيدنا الدجاني ما نصه وقدكتب لهالفاضل‬

‫الكامل والعالم العامل السيد الشيخ محمد الجسر الطرابلسي يسر الله امره‬

‫وجمعنا به في احسن حال فقال‬

‫ومهم‬ ‫واله‬ ‫معني‬ ‫مضنى‬ ‫نا لصب مغرم ومتيم‬


‫‪٢٤٣‬‬

‫للاسهم‬ ‫غدا‬ ‫غرضا‬ ‫وفؤاده‬ ‫اسرته آرام الفلاة بلحظها‬

‫وغدت تشكك قلب هذا المسلم‬ ‫لرسول قامتها الرشيقة مسلم‬

‫بغير تصرم‬ ‫سهدًا‬ ‫فتزوجت‬ ‫والنوم طلق مقلتي بثلاثة‬

‫الى ان قال في المديح في وصف مولانا الدجاني المذكور‬

‫كشاف اسرار الكتاب المحكم‬ ‫هو سيبويه هو الخليل وسعدنا‬

‫هو مركز التحقيق مظهرمبهم‬ ‫هوقطب دائرة العلوم جميعها‬

‫المقاصد ملجا للمجتمي‬


‫برّ‬ ‫ولبها‬
‫شمس المعارف والمطالع ذ ا‬

‫يعلم‬ ‫لم‬ ‫حده‬ ‫بحر محيط‬ ‫هو حاكم الحفاظكنز دقائق‬

‫تنوير ابصار لقلب قد عمى‬ ‫فتح الهداية للنهاية مجنبى‬

‫اوج المعالي من رقاها يغنم‬ ‫للفلاح حقيقة‬ ‫فهو المراقي‬

‫لكنوز اوصاف الجمال المحكم‬ ‫ماذا اقول بمدحه ولقد حوى‬

‫للجناب الافخم‬ ‫عبد محب‬ ‫اهديه بكرا بنت فكر قالها‬

‫فضلاً ويعذرللطفيلي المعدم‬ ‫يقبلها ويستر عيبها‬ ‫ارجوه‬

‫من طارقالدهرالخون ومحتمي‬ ‫لا زال محفوظ الجناب مسلماً‬

‫وقد حذفت اكثرنسيبها وبعض ابيات من مديحها حبا في الاختصار‬

‫واما جوابهذه القصيدة المرسل من سيدنا الشيخ الدجاني رحمهالله تعالى‬

‫الى والدي رحمهالله تعالى فهو هذا يقول بعد المطلع في ابيات سلك فيها‬

‫النوع البديعي المسمى تجاهل العارف في وصف قصيدة والدي‬

‫نظم الامام اللوذعي الاعلم‬ ‫ام ذي عقود في سموط بلاغة‬

‫صدرالشريعة والوفاء الاحكم‬ ‫كنز الدقائق بحر علم رائق‬


‫‪٢٤٤‬‬

‫جسر العلاء وليث عز الخم‬ ‫بدرالنقي طود الوفاء محمد‬

‫ودوح فضل اكرم‬ ‫الهتون‬ ‫ياكعبة السر المصون ومظهر الفيض‬

‫بالطراز المعلم‬ ‫المحبة‬ ‫برد‬ ‫في‬ ‫جاتني غيداء المديح تميس‬

‫احيت لصب من ضناه معدم‬ ‫فتداركت قلبا تقطع من نوى‬

‫بالغم‬ ‫فوق السهى عزا وتلى‬ ‫لتي‬


‫نك‬‫جاءت تحدث عنمحاسا‬

‫شهدت المنشئها بفضل اعظم‬ ‫الله در عقيلة ابرزها‬

‫فرض على خدن التقى والمسلم‬ ‫يا بضعةالمختارات هواكم‬

‫وبكم غياث الخلق من خطبعمي‬ ‫فيكم يزالعنالبرية ضيرها‬

‫وبوصفكم يتلى بغير تصرم‬ ‫بلمنتقى‬


‫وببممددحكم جاء الكتاا‬

‫وبكم غيائي من عناء ادهم‬ ‫اي بين عشيرتي‬


‫وبذكركم ذكر‬

‫حسنا تجلى في الطراز المعلم‬ ‫واليك من فكري عروسا جهزت‬

‫بسط القبول لها ومن وانعم‬ ‫فعلى المنصة اجلسنها وابسطن‬

‫وبكم سمت فوق السهى والانجم‬ ‫باهت بحسنك كل ممتدح سما‬

‫ما فاز صب بالوصال الاغنم‬ ‫جميلة‬ ‫لكل‬ ‫اهلا‬ ‫لا زلتم‬

‫وقد حذفت منها بعض ابيات ايضًا اقتصارًا على ما يناسب هذا الكتاب‬

‫هذا وقد صرح هذا المولى بثبوت نسب الشيخ والدي رحمه الله تعالى وانه‬

‫من سلالة السيد الاعظم صلىالله تعالى عليه وسلم حيث قال يا بضعة‬

‫المختار ان هواكم الي آخرالابيات الثلاث وقد قدمت لك انه اشار الى‬

‫ذلك ايضاً في مرثيته المتقدمة التي رثى بها والدي ومثل هذا الاستاذ العالم‬

‫الفقيه الصوفي لا يظن به أنه يجازف في مدحه ويتسب الى المصطفى صلى‬
‫‪٢٤٥‬‬

‫الله تعالى عليه وسلم من لم يكن من سلالته الطاهرة مع علمه ان ذلك حرام‬

‫قطعا لاشتماله على الكذب والتلاعب في النسب والافتراء على حضرة‬

‫ىلله تعالى عليه وسلم وعلى اله واصحابه الكرام وكذلك‬


‫السيد الكامل صلا‬

‫قد مر بك أن سيدنا الشيخ عبد القادرابا رباح وسيدنا الشيخ حسن نجل‬

‫سيدنا الشيخ سليم الدجاني رحمهم الله تعالى قد صرحا في نظمها الذي سيفي‬

‫رثاء الشيخ رحمه الله تعالى بنسبته ايضا الى هذا النسب الطاهر وناهيك‬

‫بهما من عالمين فاضلين ببعدكل البعد ان تتجرأ على الله تعالى وعلى رسوله‬

‫عليه الصلاة والسلام ويصرحا هذا التصريح بدون استناد على دليل يسوغ‬

‫لهما ذلك وعلىكل فاني ارجوالله تعالى ان يكون ذلك هو الحق وطبق‬

‫فيكون لي بذلك اوفر الشرف واكمل المجد وارجي السعادة اللهم‬


‫نفس الامر‬

‫اتحفنا بمدد رسولك المصطفى وحبيبك المجتبي صلي الله تعالى عليه وسلم‬

‫وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحابته الذين شادوا الدين والحمد لله رب‬

‫العالمين يقول العبد الفقيرالحقيرالمحتاج الى عفومولاه الغني خادم نعال‬

‫العلماء والفقراء جامع هذه المناقب حسين بن الشيخ محمد الجسرهذا‬

‫اخرما تيسرلي جمعه من مناقب والدي الشيخ محمد الجسر الطرابلسي‬

‫الحنفي الخلوتي رحمه الله تعالى رحمة واسعة واسكنه فسيح جنانه وتغمده‬

‫راالكريم انه جواد منان‬


‫ار‬‫جوا‬
‫بعفوه ورضوانه وجمعني واياه في دارالنعيم في ج‬

‫رما‬
‫الاحسان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وقد تركتكثيا‬
‫عمیم‬

‫رويته من وقائعه رحمه الله تعالى اما لعدم ثقتي بالراوي لشهرته بضعف‬

‫الخبرا ولعدم الاعتماد عليه في الضبط وإما لاضطراب الرواية في الحادثة‬


‫‪٢٤٦‬‬

‫واختلافكلام الناقلين فيها فلا يطمئن قلبي الى نقلها وإما لغير ذلك‬

‫من ملاحظات لا تناسب ظروف هذا الزمان وقد تقدم لك في صدر‬

‫هذا الكتاب ما فيه الكفاية من بيان ما تحريته في جمع هذا الكتاب‬

‫على قدر الامكان وإن العهدة في ذلك على الناقلين فاني لم ادرك زمان‬

‫الشيخ رحمهالله تعالى فحكي حكم امثالي ممن لم يدرك زمنه رحمه اللهوارضاه والله‬

‫ىلله تعالى عليه وسلم اتوسلان‬


‫سبحانه وتعالى اسال وبرسوله محمد صلا‬

‫يجعل نيتي خالصة في جمعه ولا يحرمني واخواني من نفعه أنه جواد‬

‫كريم رؤوف رحيم وقد نجز تحريره ضحوة نهار الخميس السابع‬

‫والعشرين من شهر جمادى الاولى سنة الف وثلاثمائة‬

‫وخمس من هجرة سيدنا محمد سيد الاولين والآخرين‬

‫صلىالله تعالى عليه وعلى اله واصحابه وانصاره‬

‫وعلى جميع الانبياء والمرسلين‬ ‫واتباعه‬

‫وال كل وصحبه اجمعين وسلم تسليماً‬

‫كثيرا والحمد لله رب‬

‫العالمين‬

‫م‬
‫‪٢٤٧‬‬

‫ررحيم‬
‫ل‬ ‫ح‬‫ا‬‫اله ال‬
‫بسم‬

‫الحمد لله والصلاة والسلام على رسول‬


‫الله وعلىآله واصحابه اجمعين‬

‫يقول جامع هذه المناقب الفقيرالى الله تعالى حسين بن الشيخ محمد‬

‫بعد تمام تحريرها اردت عرضها على انظار‬ ‫الجسر رحمهالله تعالى اني‬

‫العلماء الاعلام والمشايخ الكرام والاعيان الفخام لا لطلب التقريظ‬

‫والمدح فانها لم تكن الا ترجمة رجل مجموعة من افواه الرواة بل‬

‫ليتفضلكل منهم بوجه الاختصار في ضمن سطراو سطرين بالتصريح بما‬

‫عنده من العلم في حقيقة حال الشيخ رحمهالله تعالى صاحب هذه المناقب‬

‫فيبين أكان مشهورًا بما ترجم به في هذا الكتاب حتى ان مجموع احواله‬

‫اصبحكالمتواتر يتحدث به بين العام والخاص ام الحال والشان بخلاف‬

‫ذلك والرجاء ممن نقل عنه شيء من مناقبه وعزيت اليه روايته ان يظهر‬

‫الحقيقة فيما روي عنه بدون مراعاة خاطر وبغيرخجل ولهم في ذلك الفضل‬

‫حسين الجسر‬
‫الجزيل والثواب بتحقيق الحق والسلام‬

‫الفقيراليه سبحانه‬
‫‪ ١٣‬رجب سنة ‪١٣٠٥‬‬
‫‪٢٤٨‬‬

‫فيما قاله فخرالعلماء والمدرسين الكرام ومفيد الطالبين من‬

‫الخاص والعام فضيلة مولانا الهمام رافعي زاده الشيخ عبد‬

‫الغني افندي الفاروقي اطالالله بقاه امين‬

‫بسمالله الرحمنالرحيم‬

‫الحمد الذي اكرم اولياءه بالكرامات واطلع سرائرهم على خفايا الغيب‬

‫فاخبر وا عن المغيباتوالصلاة والسلام على سيد السادات المؤيد بالمعجزات‬

‫وعلى آله وصحه وعترته وحزبه اما بعد فقد اطلعت على هذا الكتاب‬

‫كراماتفرد الزمان‬
‫المستطاب المتحلى بالعجب العجاب من ذكر بعض‬

‫وغوث الاوان من جلت كمالاته وكراماته عن الحصرمولانا وسيدنا أبي‬

‫الاحوال السيد الشيخ محمد الجسرفانتعشت به روحي وطفحت به اقداح‬

‫غبوقي وصبوحي وطالماكنت اتشوق لجمعكرامات الاستاذ المشاراليه في‬

‫كتاب قبل أن ينقرض من شاهدها من الاصحاب وعرضت بذلك لشبله‬

‫الله تعالى صدره لضم شتاتها وجمع‬


‫كان الا ان شرح‬
‫الكريم ونجله الفخيم فما‬

‫مفرادتها من افواه الثقاة ممن شاهد تلك الكرمات المنتقاه التي تناقلتها‬

‫الركبان وسارت سيرالمثل في البلدان حتى بلغت درجة التواتر في سائر‬

‫الانحاء وذلك فضلالله يؤتيه من يشاء وفي الحقيقة ان الاستاذ المشار‬

‫اليهكان بركة هذا العصرعلما وعملاً وحالاً ومقالاً نفعنا الله تعالى ببركاته‬

‫وإعاد علينا وعلى المسلمين من نفحاته وورث شبله الموما اليه جميع اسراره‬

‫وجعله مظهر انوارهكما جعله وارث علومه ومعارفه وجامع رقائه ولطائفه‬

‫والحمد لله رب العالمين‬


‫‪٢٤٩‬‬

‫ومما قاله العالم العلامة والمحقق الفهامة عمدة المدققين وقدوة‬

‫المحققين ومرجع المستفتين فضيلة مولانا فاخوري‬

‫زاده السيد الشيخ عبد الباسط افندي مفتي ولاية‬

‫بيروت حالا ادام الله تعالى وجوده للانام امين‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫نحمدك اللهم يا من لم يجعل الدليل على أوليائه الامن حيث الدليل‬

‫عليه ولم يوصل اليهم الامن اراد ان يوصله اليه ونشكرك على ما اوضحت‬

‫للعارفين بك لك طريق الصواب وأوردتهم مناهل الشريعة فاغترفوا‬

‫من بجارها الحكمة وفصلالخطاب واهتدوابنور الايمان إلى دارالامان فذاقوا‬

‫من تجليات عظمة الرحمن على موائد الشهود طعام الاحسان ونصلي ونسلم‬

‫علي القبضة النورانية والرحمة العامة بالرسالة الربانية من دنا فتدلى‬

‫فكان قاب قوسين اوادنى وعلى آله واصحابه الشاربين من عين اليقين‬

‫المتميزين في محبنه با على مقام التمكين اما بعد فاني قد نزهت فكري وروحت‬

‫روحي وسري بهذا الكتاب المستطاب المسمى بنزهة الفكر في مناقب‬

‫سيدنا ومولانا العارف بالله تعالى قدوة الواصلين ومربي السالكينابي‬

‫الاحوال شيخنا الشيخ محمد الجسر تاليف ولده العالم العلامة العامل الشيخ‬

‫حسين افندي الجسر فوجدته قد حوى بعض شذرات من تلك الكرامات‬

‫التي سارت بها الركبان وافتخرت ببهجتها الازمان وبالحقيقة فانكرامات‬

‫الشيخ رحمه الله تعالى ورضي عنه هي اشهر من ان تذكر واجل من ان تحصر‬
‫‪٢٥٠‬‬

‫وقد شاهدت بعضها بالعيان وبعضها سمعته ممن لا يشك بصدقه انسان‬

‫فلذلك بادرت بكتابة هذه الكلمات راجياً من فضله تعالى من ينفعنا‬

‫با وليائه أولي الكرامات والمقامات امين اللهم امين‬

‫ومما قاله العالم الفاضلوالمحقق الكاملقدوة المفتيين وعمدة المفيدين‬

‫فضيلة مولاناكرامي ذاده السيد مصطفى افندي لطفي‬

‫في طرابلس الشام حالا حفظ الله تعالى‬ ‫المفتي‬

‫وجوده امين‬

‫بسمالله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله تعالى الذي خص من شاء بما شاء والصلاة والسلام على‬

‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الاصفياء وبعد فقد تشرف نظر الفقير بما‬

‫حواه هذا الكتاب من بعض مناقب الاستاذ الجهبذ الهام والمرشد الكامل‬

‫الذي شاع فضله وبزغت شمسكراماته بعصره بين الانام مولانا الشيخ‬

‫محمد افندي الجسر افاض الله تعالى علينا والمسلمين من بركاته ومنحنا‬

‫السلوك على منهج الاستقامة والاقندا باهل الفلاح وسادته وما ادرج فيه‬

‫فهو من بعض مناقبة التي بلغت حد التواتر وكانت لاتحصى ومن فضائله‬

‫التي اشتهرت وكادت لا تستقصى اذكان نفعنا الله تعالى ببركاته سراجًا‬

‫وهاجا وسحابًا للرحمة بقطر العلوم تجاجًا اساله تعالى انيمدني بمدده‬

‫الشريف ويدرعلينا من فيض سره المنيف وان يجعل نجله جامعها العامل‬
‫‪101‬‬

‫الفاضل والجهبذ الكامل خير خلف وان ينفع المسلمين به كنفع السلف‬

‫بجاه سیدنا محمد افضل المرسلين صلىالله تعالى عليه وعلى اله وصحبه اجمعين‬

‫ومما قاله قدوة العلماء الاعلام وعمدة المدرسين الكرام ومربي‬

‫الطالبين بين الانام فضيلة مولانا الاكرم نشابة زاده‬

‫السيد الشيخ محمود افندي وعمدة العلماء الافاضل‬

‫والمحققين الاماثل فضيلة مولانا صفدي زاده‬

‫السيد الشيخ عبدالله افندي ادام الله‬

‫تعالى وجودهما للانام‬

‫امين‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله الذيجعل اولياءه معادن الاسرار واختصهم من بين الامة‬

‫بطوالعالانوار وافاضعليهم بره واسعاده واتحفهم بالحسنى وزياده والصلاة‬

‫والسلام على نبينا المصطفى سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد‬

‫فأنمناقب سيدنا ومولانا ابي الاحوال سيدي الشيخ محمد الجسرروحالله‬

‫تعالى روحه ونور ضريحه هي أشهر من ان تذكر واكثرمن أن تحصر قد‬

‫سارت بها الركبان في سائرالجهات والبلدان فهورضي الله تعالى عنه‬

‫الولي الكبير والعلم الشهير مورد العلوم اللدنيه ومنهج الاحكام الدينية احد‬

‫الاولياء الراسخين والاصفياء العارفين مربي المريدين ومرشد السالكين‬


‫‪гот‬‬

‫المفرد في دهره والوحيد في عصره صاحبالكرامات الباهرة والكشوفات‬

‫الظاهرة والفتح الرباني والفيض الرحماني حديث مناقبه وكرامته صحيح‬

‫الاسناد عند الحاضروالباد نفعنا الله تعالى ببركاته واعاد علينا من فيوضاته‬

‫ونفحاته وجعل نجله الكامل والجهبذ الفاضل جامعا لمناقبه حاويا لاسراره‬

‫ومراتبه ولاغروان يحذوالفتى حذو والده انه على ما يشأ قدير وبالاجابة‬

‫جدير‬

‫ومما قاله العالم العلامة والجهبذ العمدة الفهامة زين الافاضل‬

‫وعين اعيان الاماثل فضيلة مولانا تدمري زاده السيد‬

‫الشيخ محمد درويش افنديحفظه اللهتعالى امين‬

‫بسامللهالرحمن الرحيم‬

‫حمداً لمن التحفاولياءه بالكرامات واظهر على ايديهم خوارق العادات‬

‫وجعل قلوبهم محلاً لاسراره وأفقا تتجلى فيه شموس انواره وكشف لهم عن‬

‫عالم الملكون الحجاب فشاهدوا بعين البصيرة ما استتر منه وغاب والصلاة‬

‫والسلام على من استمدت منه جميع الكاينات وظهرت من معجزاته الشريفة‬

‫آيات بينات السيد السند والنبي المسجد سيدنا محمد وعلى آله الذين‬

‫سلكوا منهجه القويم وصحابته الذين يهتدي بهم الى الصراط المستقيم ( اما بعد )‬

‫فان مناقب الاستاذ الاكبر هي اشهر من تذكر مربي المريدين مرشد‬

‫الطالبين من منح من مولاه العناية وجمع له بين العلم والعملوالولاية سيدنا‬

‫ومولانا السيد الشيخ محمد الجسرقدسالله سره الكريم وافاض علينا من‬
‫‪гор‬‬

‫بجرامداده العميم هذا واني ممن تشرف بالزمن الذيكان فيه وكنت اسمع‬

‫من مناقبه ما لا احصيه فلذلك بعد ان تشرف نظري بالاطلاع على هذه‬

‫المناقب الشريفة والكرامات المنيفة وجدتها شذرة من عقد نحر وفي الحقيقة‬

‫هي نقطة من بحرحدث عن البحريا هذا ولا عجبفانها مما تناقلتها الركبان‬

‫وتواترت في سائر البلدان حديثها مسلسل صحيح الاسناد لم يطعن فيه احد‬

‫من العباد اتفق اهل الملل على محبته منقادين لعظم ولايته فلله درجامعها‬

‫الاسد ولا غرة فان الشبل من ذاك الاسد متع الله تعالى الانام بطول‬

‫حياته وحفظ منكل سوء شريف ذاته فانه قد نسج على منوالوالده المشار‬

‫اليه وورث حلة الفضل التي اسبغتعليه وهذا ما لاخلاففيه فان الولد‬

‫سراابيه لازالتآيات فضله مسطرة على لوح الوجود نقرا ونعمالله تعالى‬

‫اليه مدى الزمان تترى‬

‫ومما قاله فخر العلماء الاكارم وعمدة المرشدين الاعاظم العمدة‬

‫القدوة المفضال فضيلة مولانا ميقاتي زاده السيد الشيخ‬

‫علي افندي رشيد ادامالله تعالى وجوده امين‬

‫الله الرحمن الرحيم‬


‫بسم‬

‫الحمد لله الذي من على عباد المومنين ببقاء الوراثة النبوية ونور‬

‫الاكوان با نوار اوليائه الكاملين حيث بزغت شمس تجلياته عليهم بافق‬

‫الاسرار المحمدية والصلاة والسلام على درة تاج الانبياء والمرسلين كعبة‬
‫‪٢٥٤‬‬

‫القصاد من سائرالبرية وعلىآله الطيبين الطاهرين واصحابه البررة خير‬

‫الامة الاحمدية أما بعد فقد تشرفت بمطالعة (نزهة الفكر) في مناقب حضرة‬

‫الاستاذالفاضل العالم العارف والفرد المرشد الكامل القطب الشهير‬

‫والبدرالمنيرذي الكرامات الباهرة والاشارات الخفية والظاهرة الذي‬

‫بلغتكراماته حد التواترسيدي واستاذي وقدوني وملاذي ابي الاحوال‬

‫السيد الشيخ محمد الجسرقدس الله روحه ونور جدثه وضريحه فاحاديثه‬

‫مصابح الانوار وذاته قدس سره مشكاة العلوم والاسرار واثاره مشرقة‬

‫بالكمال وحماه مرتع لسوارح الطلب والآمال وإن ما رواه حضرة العلامة‬

‫الله‬
‫المفضال مولانا شبله الشيخ حسين افندي المولف لهذا الكتاب اطال‬

‫تعالى بقاه وإدام به النفع وابد علاه هو نقطة من بحره الزاخر أو قطرة من‬

‫مزنه الوفي الوافراذ صيته هوالمسك الفتيقوالروض المثمرالانيق فخلقه‬

‫رضي اللهتعالى عنه لكل ذكر جميلخليق وكنت في صغرسني اتجرببضاعة‬

‫انواره واقتبس من مشكاة انواره واسراره فكثيرا ما تشرفت بساحنه‬

‫وحططت رحلي على ماء سماحنه ومما من الله تعالى به عليّ مشاهدة انواره‬

‫البهية والثمى راحنه الطاهرة الندية مرةكانسيدي وسندي والدي قدس‬

‫سره واقفا في صحن الجامع الكبير منتظرًا ميل الشمس قبيل الظهرفجاء‬

‫الاستاذ المشاراليه من خلفه ومسك والدي من عينيه مداعبا فتهلل وجه‬

‫والدي سرورًا وتصافحا واوصاه بي فوجدت والدي متبعاً به نظره حتى‬

‫دخل حرم الجامع وهو مسرور جدا من مشاهدة ذلك الوجه المنير وطالما‬

‫ان سيدي الوالد يذكر بعض مناقبه ويترنم بذكر مناقبه ومزاياه ومن جملة‬
‫‪۲۰۰‬‬

‫ما حدثنا به سيدي طاب ثراه انهكان في أيام ولاية الوزير يوسف باشا‬

‫الشهيرعزل رئيس الضابطة في طرابلس وكان من اهلها عارفا باحوالها‬

‫محنكا بامورها فتشفع ذلك الضابط بحضرات المشائخ الكرام لاعادته‬

‫لمنصبه فاجمع رائهم على ذلك فتوجهوا الى دار الوزيرالمشاراليه فبينما هم‬

‫في السلالم اذ سالهم الاستاذ الجسر رضيالله تعالى عنه كيف اعتمدتم على‬

‫الشفاعة في ارجاع الاغا الى منصبه فقالوا لا باس بذلك لانه عالم باحوال‬

‫الوقت واهله وخبير في ضبط البلدة ولا شك أنه احسن من الغريب‬

‫الذي يريد الوالي تعيينه اذ هوجاهل باحولالبلدة فماكان من الاستاذ‬

‫الجسر قدس الله تعالى روحه الا انه قال لهم اذا نحن تشفعنا به وارجعه‬

‫رلى منصبه فرجوعه يكون بواسطتنا وسبينا فمها فعل من الامور‬


‫الوزيا‬

‫المغايرة لرضاء الله تعالى فنحن المسؤلون بها يوم القيمة وقال لهم انه لايصيرعمر‬

‫ابن عبد العزيز فحينئذ وجد والدي قدس سره ان هذا هو الصواب‬

‫وجرى على هذه الطريقة الى ان لقي رب الارباب ودائما يقول ان الشيخ الجسر‬

‫هوشيخي بهذه المسألة مع ان الاغا المتشفع هو من جملة المنسوبين والمحسوبين‬

‫على حضرة الشيخ الجسر قدس سره فانت اذا دققت الفكر في هذه المسالة‬

‫تجد ان الشيخ رضي الله تعالى عنه على جانب عظيم من اليقظة والنقو‬

‫والكرامة الا ان اولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون الذينآمنوا وكانوا‬

‫يتقون والحاصل ما رواه حضرة المولف شبله حفظه الله اروي معظمه من‬

‫طرق متعددة اتوسل الى الله تعالى ان يطيل بقاء الاستاذ المولف خليفة‬

‫المشار اليه ويديم به النفع للمسلمين ويحفظ له شبله سمي جده والحاصل‬
‫‪٢٥٦‬‬

‫أن من أعظم كرامات سيدي الجسر رضيالله عنهكونه خلف للموحدين‬

‫الذي هو به سرهذا الزمان ودرة تيجان اولي الفضل والعرفان‬


‫هذا الشبل‬

‫الله تعالى المسلمين بحياته بجاه خاتم الرسل الكرام عليه وعليهم أفضل‬
‫متع‬

‫الصلاة واتمالسلام‬

‫ومما قاله فخر السلالة الطاهرة الزكية وفرع الشجرة الهاشمية‬

‫الحسيب النسيب ذو الفضل والمفاخر ووارث المجد‬

‫كابرا عنكابر فضلية سمين زاده السيد علي رضى‬

‫افندي نقيب السادة الاشراف في طرابلس‬

‫الشام حالأحفظه الله تعالى وإبقاه امين‬

‫الله الرحمن الرحيم‬


‫بسم‬

‫الحمد للهوالصلاة والسلام على سيدنا محمد اشرف خلق الله وعلىآله‬

‫واصحابه اجمعين أما بعد فقد تشرف نظري بالاطلاع على بعض هذا‬

‫الكتابالمؤلف في مناقب الاستاذ الكامل والعالم الفاضل مربي المريدين‬

‫ومرشد السالكين الولي الشهير مولانا السيد الشيخ محمد الجسرفوجدته‬

‫طبق ما هومتواتر عنه في بلادنا من الكراماتالخارقة والاحوال الصادقة‬

‫وطالماكان والدي المرحوم العالم الفاضل السيد خليل افندي السمين‬

‫نقيب اشراف طرابلس شام رحمه الله تعالى يحدثني عن احوال ذلك‬

‫الاستاذ بما يعد مناكيد الكرامات واعظم الآيات الدالة على علومقامه تند‬

‫الله تعالى وبلوغه مرتبته في الولاية الرفيعة المنار ومن أعظمكراماته رضي‬
‫‪٢٥٧‬‬

‫الله عنه ما هو مشاهد لدينا نصب الاعين من حسن سيرة ولده صاحب‬

‫الفضيلة الشيخ حسين افندي الجسر جامع هذه المناقبفالولد سرابيه فانه‬

‫هلله للدين واهله ما زال ناهجاً نهج والده من افادة الطالبين وإرشاد‬
‫حفظ ا‬

‫المريدين وإحكام رابطة الوفاق بين طائفة الموحدين فالله يحرسه ويبقيه‬

‫ويجعله وارنا السرابيه بجاه طه المصطفى وذويه‬

‫ومما قاله العالم الفاضل والساحب ذيل الفخرفي الخطابة على‬

‫سحبان وائل الحسيب النسيب صاحب الفضيلة‬

‫والارشاد ومربي المريدين في طريقة جده الباز‬

‫رضي الله عنه بالامداد والاسعاد زعبي زاده‬

‫فضلية السيد الشيخ عبد الفتاح افندي‬

‫الجيلاني ادام الله وجوده‬

‫امين‬

‫ببسسممالله الرحمن الرحيم‬

‫يا من عليه المعول وهو في الباطن ظاهر وفي الآخر اول احمدك‬

‫حمد من رجع بك من ليل جمعه الى صبح فرقه وايدته بالكرامات فازعن‬

‫كل منكر لولائه وحقه فهدى بك اليك ودل الحائرين عليك واصلي‬

‫واسلم على صاحب الخلافة الكبرى والولاية العظمى والمقام الاسمى معنى‬

‫نقطة دائرة القرب والشهود والسر الساري في كل غائب ومشهود وعلى‬

‫اله وراث اسراره واصحابه المتطورين بشمائله واطواره وبعد فاني ( والله‬

‫‪IY‬‬
‫‪гол‬‬

‫الحمد ) ممن جنج لكرامات اهلالطريقة وسلم لهم ما ظهروا به من اسرار‬

‫الحقيقة كيف لا وانا الذي ترعرع جسمي في حضرة انسهم وانتشت روحي‬

‫في روضة قدسهم‬

‫واول ارض مس جسمي ترابها‬ ‫تمائي‬ ‫بلاد بها نيطت علي‬

‫على اننا في زمن القالوالقيل والتلبس بثوب النفاق والتضليل‬

‫ودولة الانكارمجموعها مفتونة وسفينة الجاحدين بالرزائل مشحونة والعين‬

‫لا تسلم بما ترى عنادا والاذن لا تصغىللناصح بما تسمع عنادًا والفم يريد ان‬

‫يطفئ نور الله ويابى الله الا ان يتم نوره وينشر في مظاهراسماء وصفات‬

‫ذاته العلية ظهوره فلا ابالي بعد هذا بمنكر او مجود اومنافق اوحسود قد‬

‫تردى بالصفات الابليسية وغلبت عليه الانانية النفسية فتعاظم بكثافة‬

‫طبعه وتعالى وما علم ان مظاهر الوجود بيده سبحانه وتعالى هوالذي ايد‬

‫اولياءه بالكرامات ورفع الذينآمنوا بالايمان الكامل درجات قد اركبهم‬

‫مطايا الحب واسرى بهم على براق الشوق الى حرم الحرمة والقرب ثم عرج‬

‫مراقى السعادة الى منازل الحسنى وزيادة ولما وصلوا وبحضرته‬ ‫بهم على‬

‫اتصلواكشف لهم الحجاب وروق لهم الشرابوفتح لهم الباب وقال لهم مرحبا‬

‫بالاحباب وقدمهم في صفوف اهلالصفا وزف لهم عروسجماله الاقدس‬

‫على منصة الاصطفا فخاطبهم وخاطبوه وشاهدوا حسنه بعد ما راقبوه‬

‫واخذ لسان القال يعرب ما بناه لسان الحال‬

‫بينكأس يملى وبين حبيب‬ ‫أنا في حضرة القريب المجيب‬

‫مت ايا عاذلي وغب يا رقيبي‬ ‫ولدي جاويش وصلى ينادي‬


‫‪٢٥٩‬‬

‫فتأخر ياحاسدي في نحيب‬ ‫‪1‬‬ ‫قد تقدمت في بساط اتصالي‬

‫والله عندكم كالغريب‬ ‫انا‬ ‫ولكن‬ ‫بينكم مقيم‬ ‫ما‬ ‫انا‬

‫في الترقي على المقام العجيب‬ ‫تراني‬ ‫التدلي‬ ‫عند‬ ‫غيراني‬

‫في سما المجد مالها من مغيب‬ ‫وتأمل فشمس عرفان سري‬

‫ببوونن الذين هم على الله يدلون وحمن شاعتكراماته‬


‫وو‬‫فهكذا المحبون وااللحمح‬

‫وطابت ذكرًا وتناقلها الرواة عصرًا فعصرًا حضرة النقي النقي والعارف‬

‫الصفي الذي جرت مناقبه مجرى الامثال جسر اهل الطريقة‬ ‫الغارف‬

‫مولانا الشيخ محمد الشهير بابي الاحوال روح الله روحه في علبين وسقاه‬
‫=‬

‫في مقعد الصدق شراب وصله المعين وقد التقط منها نجله الحسين در‬

‫بل جواهر بلكواكب تهتدي بضيائها العين وجمع ذلك في كتاب سماه‬

‫نزهة الفكر في مناقبالشيخ محمد الجسر وبينماكنت ليلا لا قوة لي من‬

‫السقم ولا حولا وإذ بهذا الكتاب ضاءت شمسه مع بعض الاحباب فلم‬

‫انظره وقتئذ بل جعلته نحو رأسي من شدة ما الاقي من الالم واقاسي ولما‬

‫انلج الصباح ولاح بغرة غزالته الفلاح وجدت المرض على شفا وقلت‬

‫حصل ببركةكرامات ابي الاحوال لنا الشفا وقد حسن لي في ذلك المقام‬

‫انشاد ابیات معنونات بقولي (كرامة الكرامات )‬

‫النكد‬ ‫الما اورث احشايء‬ ‫في الجسد‬ ‫بینماكنت اعاني‬

‫سر ورشــد‬ ‫فيه‬ ‫بكتاب‬ ‫صادق‬ ‫وفي‬ ‫خل‬ ‫جاءني‬

‫حباه الله فضلاً لايحد‬ ‫قد‬ ‫في كرامات الامام الجسر من‬

‫)‬ ‫الاخلاص‬ ‫حلة‬ ‫وكساه‬


‫قوما عليها ( قل هوالله احد‬ ‫من‬
‫‪٢٦٠‬‬

‫يا ابا الاحوال غونا ومــــد‬ ‫صحت من وجدي بها مع المي‬

‫ودواء منها قد احيا الكبد‬ ‫باري عز شفا‬ ‫فحباني‬

‫كم كرامات بنا ليست تعـــد‬ ‫حسبي من كرامات لها‬ ‫فهي‬

‫نجله الشيخ الحسين المعتقــد‬ ‫لها‬ ‫الراوي‬ ‫الجامع‬ ‫ولنعم‬

‫أن هذا الشبل من ذاك الاسد)‬ ‫كل من شاهده قال به‬

‫حسد‬ ‫اذا‬ ‫معتد او حاسد‬ ‫دام محفوظا برب الناس من‬

‫ثم اني وددتُ استقصاء مرويات هذا الكتاب المنسوب الى عليّ ذاك‬

‫الجناب الكريم المهاب ولكن لضيق الزمان لم يكن لمطالعة جميعها امكان‬

‫وصلى الله على خير الامة وكاشف دجى الظلمة وعلى آله من بعده وصبحه‬

‫وجنده وسلم اجمل تسليم وكرم اكمل تكريمآمين‬

‫ومما قاله العالم الفاضل والمرشد الكامل عمدة المدرسين‬

‫والمرشدينصاحب الفضيلة والافضال ومربي المريدين‬

‫نلله الرضوان متوال‬


‫في طريقة ابي الحسن عليه ما‬

‫فضلية خطيب زاده السيد الشيخ عبد الحميد‬

‫أفندي ادام الله وجوده‬

‫آمين‬

‫بسمالله الرحمن الرحيم‬

‫محمدك اللهم يامن اودعت في صدورالاخيار دررالاسرارواجريت‬

‫على السنتهم ماجرت بهالاقدار وقويتهم بما وهبتهم من عين اليقين فتساوى‬
‫عندهم المستقبل وما هو واقع في الحين خرقوا الحجب فخرقت لهم العادات‬

‫وافصح حالهم ومقالهم عن نشرطي المغيباتونصلي ونسلم على من اضاء‬


‫الوجود بانور ايا ته وجدع انف المعارضين بصارم معجزاته وعلى اصحابه‬

‫نجوم افلاك الهداية وآله اهل الوقاية والعناية وبعد فقد سرحت طرفي في‬

‫نزهة الفكر الثاقب المتزينة بذرة من بديع المناقب فاذا هي نجمة من سماء‬

‫أوقطرة من الجرماء فان مآثرسيدنا الجسرابي الأحوال لا لايمن في جهة‬

‫الايام والليال وصهباء أنس ابدعها الرحمن لنشوة الالباب وشمس رشد‬

‫هدى بها الضال لعلى الباب‬

‫فتظهر في اعضائهم نشوة السر‬ ‫راحها‬ ‫تروح ارواح المحبين‬

‫اذا جاز تيار المعارف بالجسر‬ ‫فلا عجب فيمن علا هامة العلا‬

‫جمع شبله منشورها من أفواه الثقات في عصرنا لتتشنف بها اسماع من‬

‫يأتي بعدنا وإما أهلهذا الوقت فيغنون عن بيانها في الاسفارلانها مشتهرة‬

‫عندهمكاشتهار الشمس في رابعة النهار‬

‫والجر عرفان حقيق بها الجسر‬ ‫جواهر اوصاف يرق لها البحر‬

‫فلله ما أهدى لنا ذلك النشر‬ ‫ونفحة أنس طيب القلب عرفها‬

‫فلله در هذا الهمام الذي قصد نفع الامة فانه عند ذكر الصالحين تنزل‬

‫الرحمة بابه اقتدي عدى في الكرم ومن يشابه ابه فما ظلم فله الحمد على ما‬

‫خص قطرنا بهذا النورالمتسلسل فانه ما انتقل صاحبه الا وشبله به متكلل‬

‫ارضعته المعالي ثديها وحضتنه المعارف في حجرها فعلا كاهل المجد طفلاً‬

‫وحيته السيادة باهلاً وسهلاً فهوالغيث الذي طالما احبى قلوب المريدين‬
‫‪٢٦٢‬‬

‫بريه وازال الغين عن ابصارالناظرين برأيه والمشكاة التي سناها انار‬

‫الآفاق والدواء الذيلأدواء القلوب ترياق نفعنا الله الكريم بآثارهم واعاد‬

‫علينا وعلى المسلمين من طيب نفحاتهم وإدام بهم ب‬


‫وانجالهم عميم البركات الى‬

‫كان‬
‫يوم تبدل الارض غيرالارض والسموات بحرمة المظلل بالغمام الذي‬

‫للانبياء بدءا وخنام‬

‫وا قاله العالم الفاضل وعمدة المدرسين الكامل صاحب المجد‬


‫م‬

‫الاثيل والقدرالمعظم الجليل فضيلة حامدي زاده‬

‫السيد الشيخ نجيب أفندي الفاروقي‬

‫ادامالله تعالى وجوده‬

‫امين‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد للهالذي روح ارواح محبيه بنسيم انسه فارشدوا المريدين بنور‬

‫هديه الى حظيرة قدسه ورفع عنهم حجب الاستار فاضاءت لهم مصابيح‬

‫الانوارحتى شاهدوا مكنونات الاسرار فتفانوا بمحبته عن معالم الاغيار‬

‫والصلاة والسلام على مركز لواء المعارف المستظل بظلهكل ولي وعارف‬

‫وعلىآله واصحابه نجوم سماء الهدى والتابعين ومن يهديهم اهتدى اما بعد‬

‫فقد اطلقت طرفي بحديقة اللطائف اللطيفة ونزهت فكري بنزهة الفكر‬

‫المنيفة المتزينة بمناقب سيدنا ابي الاحوال الفرد الكامل في الرجال ولي‬
‫‪٢٦٢‬‬

‫الله الكبير المجمع على فضله الشهير الشيخ محمد الجسر روح‬
‫الله بنسيم الوصال‬

‫روحه وامطر من صيب الرحمة ضريحه التي صاغ عقد درها واحكم نسنج‬

‫بردها نجله الفاضل العظيم القدر الشيخ حسين افندي الجسر عن الرواة‬

‫الموثوقين الذين هم لما اخبروا به كانوا مشاهدين ومع هذا مناقب الاستاذ‬

‫اكثرمن انتحصى واعظم منانتحاط بعد واستقصا فهوالبحارلمحيط بدقائق‬

‫العلوم والمعارف والعارف الغارف من مددهكل عارف امدنا الله بعظيم‬

‫مدد‪ ،‬وجعلنا يوم الزحام ممن أخذ بيده وحفا‬


‫ظلله جامعها الذي لم يزل‬

‫مراقي الفخرحتى صارغرة في جبهة هذا العصر بجاه سيدنا محمد‬ ‫يترقى في‬

‫خير الانام الذي هو لعقد نظام الانبياء خنام‬

‫وما قاله العالم الفاضل عمدة المدرسين الكرام ونخبة الفضلا‬

‫العظام فضيلة بركة زاده السيد الشيخ عبدالله‬

‫افندي حفظالله تعالى وجوده‬

‫امين‬

‫بسم‬
‫الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا‬

‫محمد وعلىآله واصحابه اجمعين وعلى التابعين لهم باحسان الى يوم الدين‬

‫أما بعد فأني باطلاعي على هذه المناقب المدعوة بنزهة الفكر في مناقب‬

‫سيدي ابي الاحوال الشيخ محمد الجسر قد تمثل لدي ماكان في خزائن‬
‫‪٢٦٤‬‬

‫الأذهان في عالم الاعيان وشاهدت أنه نظم في سلك البيان ماكان منشورا‬

‫من لؤلؤ ومرجان فأني منذ ميطت عني التمائم ونيطت بي العمائم وعقلت‬

‫خطاب الناثر والناظم وطربت لالحان الصادح والباغم وانا تتشنفآذاني‬

‫في ديارنا ذكر‬ ‫بدرر مناقب ذلك الولي الكبير والعلم الشهير ولا يجري‬

‫كرامات الأولياء الاكانتكراماته لها مقدمة مصدقة مسلمة وإنورد‬

‫ذكرها بوجه الندرة كانت لكرامات غيره مؤيدة ومتممه حتى ان‬

‫فكري جزم بتواتر مجموعها التواتر المعنوي المعتبر عند علماء الاصول وان‬

‫كان بعضه بلغ التواترالحقيقي في نظر العقول ثم لما اسعدني الحظ بزيارة‬

‫الحرم القدسي والسياحة في البلاد القدسية مع اخي وخليلي وموافقي في‬

‫اقامتي ورحيلي وسيدي واستاذي ومنعليه بعد الله اعتمادي شبل صاحب‬

‫هذه المناقب الجامع اشتاتها والناظم شذراتها عامله الله بأحسانه وافاض‬

‫تلحضرة‬
‫عليه من غيوثعرفانهكنت اسمع من اهل تلكالبلاد مناقبوكراماا‬

‫الشيخ يضيق عنها رحب التعداد كانت قد جرت له رحمهالله تعالى ايام‬

‫سياحاته في تلك الجهات وتناقلها عنه سكانها تناقلاً خاليا عن الشبهات‬

‫فكان مؤيدا لما نشئت على سماعه منسكان بلادي وزادني في حقيقة حال‬

‫حضرة الشيخ اعتقادًا على اعتقادي فحررت هذه الاسطر بيانا لحقيقة الحال‬

‫لا قصدًا للاحاطة بمناقب ابي الاحوال قدس الله تعالى سره العزيز وإعاد‬

‫علينا من بركاته وبركات عباد الله الصالحين وصلىالله على سيدنا محمد‬

‫وعلىآله واصحابه اجمعين‬


‫‪٢٦٥‬‬

‫وما قاله العالم الفاضل عين الاعيان الاماثل ونخبة الاكارم‬

‫والافاضل الاجل الامجد المكرم فضلية عزالدين زاده‬

‫السيد الشيخ سعيد افندي الافخم حفظ الله تعالى‬

‫وجوده امين‬

‫بسم‬
‫اللهالرحمن الرحيم‬

‫حمدًا لمنكحل بصائ ا‬


‫روليائه باثمد التوفيق وسلك بهم الى الحقيقة اقوم مجاز‬

‫وطريق فهم بقربه منعمون وعلى ابواب حضرته العلية واقفون اتحفهم‬

‫بالكرامة وانزلهم دار الكرامة وصلاة وسلاماً على سيدنا محمد قطب دائرة‬

‫الوجود والسبب الاعظم في ايجادكل موجود مظهر المعارف الربانية‬

‫والحقائق اللدنية وعلىآله الاخذين بسنته واصحابه نجوم الاهتداء الى‬

‫طريقته أما بعد فقد تشرفت بهذا الكرامات البهية المنسوبة لسيدنا ابي‬

‫الاحوالذي الطريقة السنيه مولاناصاحب الفضائلالمشهورة والاخلاق‬

‫المرضية الماثورة الجامع بين العلم والولايه والمفرغ عليه من مولاه عز وجل‬

‫حلة العناية من فضائله باقية الى الحشرانسان عين الطريقة الخلوتية‬

‫الاستاذ المرحوم الشيخ محمد الجسر‬

‫ووقار‬ ‫وهيبة‬ ‫وكمال‬ ‫كون الله ذاته من جمال‬

‫صل ربي على النبي المختار‬ ‫كل من شامها يقول سريعا‬


‫التي جمع منشورها وارث اسراره ومن لاحت عليه اشعة أنواره فرعه ذو‬

‫الفضل المتفق عليه ومن بانامل الافتخاريشاراليه المولى المعظم الشيخحسين‬

‫افندي لازالللفضائل يبدي وهي متواترة لا تخفى ومصباحها بغم العدوان‬

‫لا يطفى ابقى الله تعالى جامعها خزانة المعارف وريحانة اللطائف وامدنا‬

‫بعدد والده ما فاح مسك ختام وتم لطالب مرام‬

‫ومما قال العالم الفاضل عمدة المدرسين الكرام الاجل المكرم‬

‫فضيلة منقاره زاده السيد الشيخ محمود افندي حفظه الله‬

‫تعالى وجوده امين‬

‫بسا‬
‫ملله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله الذي اطلع بسماء المعالي شموس الارشاد وهدى بها من‬

‫اراد به اللطف من العباد وخص اهلالكرامة بالمقامات السنيه والنفحات‬

‫الاقدسية والصلاة والسلامعلى السيد السند لكلكامل والعمدة لكل‬

‫محبوب وفاضل وبعد فقد تشنفت الآذان بماطاب سمعه وجل في النفوس‬

‫وقعه من وقائع ابي الاحوال الشيخ الشهير والاستاذ الكبير فلسنا اهلا‬

‫للتشرف ببليغ مديحه اذ مدح الشيوخ من اهل العلم المعاصرين جاء من‬

‫من الحق بصريحه فنفع الله الانام بالجامع لتلك المناقب وجعله المنهل لا علا‬

‫المطالب مدا الزمان بجاه خلاصة ولد عدنان امين‬


‫‪٢٦٧‬‬

‫السلالةالطاهرة‬
‫ومما قاله صاحب الرشادة ومعدن السيادة فخر‬

‫الصيادية ومربي المريدين في طريقة جده صاحب الطريقة‬

‫الرفاعية عليه رضوان رب البرية صيادي زاده السيد‬

‫الشيخ احمد افندي حفظهالله تعالى‬

‫امين‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله واهب الفضل عميم الاحسان والصلوة والسلام على سيدنا محمد‬

‫صفوة الخلق سيد ولد عدنان وعلى اله شموس الهدايه بدور العرفان الذين‬

‫جعلهمالله امانا لاهل الارض على ممر‬


‫الزمان واصحابهنجوم الاقتداء واسود‬

‫الميدان ورضي الله تبارك وتعالى عن ساداتنا اولياء الله اهل‬


‫الذوق والصفا‬

‫المتخلقين باخلاق الرسول المصطفى المقيمين على العهد بالصدق والوفا‬

‫الذين نص على فضلهم القرآن المكنون بقوله عز من قائل الا ان اولياءالله‬

‫عليهم ولاهم يحزنون اما بعد فاني قد سرحت طرفي وناظري‬ ‫لاخوف‬

‫واجلت جواد فكري وخاطري في مناقب العلم الشهيرسيدنا ومولانا ابي‬

‫الاحوال الشيخ محمد الجسر روحالله روحه ونور ضريحه وهي اشهر من ان‬

‫تذكر واكثر من انتحصر حديث مناقبه وكراماته صحيحة الاسناد في الاقاليم‬

‫والبلاد نفعنا الله ببركاته وإعاد علينا من فيوضاته ونفحاته وورث شبله‬

‫جميع اسراره وجعله مظهر انواره بجاه خاتم الانبياء والرسل الكرام عليه‬

‫وعليهم أفضل الصلاة واتمالسلام‬


‫‪ги‬‬

‫ومما قاله فخرالاماجد والاكارم وعين اعيان الاماثل والاعاظم‬

‫ووارث المجد كابرا عنكابر ورافع علم المكارم والمفاخر‬

‫سيادة علم الدين زاده السيد الحاج عبد القادر‬

‫افندي ادامالله تعالى وجوده‬

‫امين‬

‫بسمالله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله‬

‫وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فاني اطلعت على هذه المناقب المجموعة‬

‫والملاذ الكامل صاحب‬ ‫ومولانا الاستاذ الفاضل‬ ‫سيدنا‬ ‫الحضرة‬

‫الله سره فوجدتها‬


‫الكرامات والارشاد الشيخ محمد أفندي الجسرقدس‬

‫طبق ما هو متواترعنه في بلادنا وقد شاهدت بعضها رأي العين ومن‬

‫جملة ذلك ما نقله جامعها شبل الاستاذ المومى اليه حضرة فخر العلماء‬

‫المدققين صاحب المآثر الحميدةوالفوائد العديدة الشاملة بلادنا الشامية‬

‫السيدا شيخ حسين افندي الجسر عني في أثنائها من جملةكرامات ذلك‬

‫الاستاذ وهو قضية سفرالمرحوم والدي الى الحجازالشريف وغرقه في بحر‬

‫السويس وما ظهرلي من الاستاذ قدس سره في تلك الحادثة من الكشف‬

‫الصريح والبشارة الواضحة فهذه القضية قد حدثت بها جامع المناقبكما‬

‫سطرها لا اشك في ذلك ولا ارتاب وهي مما لا يقبل التأويل ومثلها اكثر‬

‫منان يحصىمما ينقله الصادقون عن الاستاذ الاكرم نفعنا الله بدده وإعاد‬

‫علينا من نفحاته اللهم امين‬


‫‪٢٦٩‬‬

‫ومما قاله فخر الاماجد الكرام ونحبة الاماثل ذوي الاحترام‬

‫النقي النقي الصالح والجليل الكريم الناجح الاجل الامجد‬

‫حبیب زاده السيد درويش علي المكرم حفظه الله تعالى‬

‫امين‬

‫الله الرحمن الرحيم‬


‫بسم‬

‫الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا‬

‫محمد وعلى آله وصحبه اجمعيناما بعد فقد اطلعت على هذا الكتاب المؤلف‬

‫في مناقب سيدي واستاذي العالم الفاضلوالولي الكامل من رباني بالسر‬

‫واتحفني بالبرسيدي السيد الشيخ محمد الجسر‬


‫قدسالله سره العزيزتاليف‬

‫ولده سيدي واستاذي السيد الشيخ حسين الجسر فسررت غاية المسرة‬

‫بتدوين مناقب هذا الاستاذ لتحفظ من عاديات النسيان ولاستنزال‬

‫الرحمة بتلاوتها على ممر الزمان واني بحسبطلب مؤلفها ان ابين ما عندي‬

‫من العلم في احوال الشيخ قدس سره اقول أنالمناقب التي نقلها عني في هذا‬

‫الكتابصحيحة بلا ارتياب قد حدثته بهاكما شاهدتها في بلادنا وفي الاستانة‬

‫واناحوال الشيخوكراماتهمشهورة في بلادنا بلغ مجموعها حد التواتر والذي‬

‫ذكرفي هذا الكتاب اظن انه بعض من عددها الكثير فنسالالله‬

‫تعالى ان يمدنا والمؤلف بمدد الاستاذ والده ومدد اهل الطريق ورجال‬

‫الله الصالحين اللهم امين‬


‫‪۲۷۰‬‬

‫يقول مصحح طبعه الفقيرذوالعجز والتقصير احمد عباس‬

‫الازهري الشاذلي‬

‫لكالحمد يا من جعلت الشريعة سراجا وهاجا واوضحت للوصول‬

‫الى حقيقتها سبلاً فجاجاً وإيدت اوليائك واهلكراماتك بالحجج البالغة‬

‫والادلة القاطعة التي هي للباطل دامغه فصدعوا بامرك للهداية اليك‬

‫واعرضوا عما سواك اعتمادًا عليك فقطعت عنهم السنة المنكرين وكفيتهم‬

‫شرالمستهزئين والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبدك ونبيك رسول‬

‫الرحمة ومعدن الحكمة وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الهادين‬

‫المهدين‬

‫اما بعد فقد تم طبع هذا الكتاب البديع الاشارة الرشيق العبارة‬

‫المسمى بنزهة الفكر في مناقب مولانا الشيخ محمد الجسرجمع ولده العالم‬

‫العلامة الفاضل والجهبذ المحقق الكامل النقي النقي الشيخ حسين افندي‬

‫الجسر على ذمة ملتزمه الشهم الهمام الافخم السيد حسن محمد الفرق‬

‫الطرابلسي ولما اشرق بدرتمامه وفاح مسك خنامه قلت مقراً له نظما‬

‫وجل بين الانام وقعا‬ ‫قدعم هذا الكتاب نفعا‬

‫وتم وضعا‬ ‫فرق معنى‬ ‫وسيلة للوصول اضحى‬

‫احسن فيما اجاد وضعا‬ ‫همام‬ ‫عالم‬ ‫به‬ ‫اتى‬


‫‪۲۷۱‬‬

‫يضيق عنها البليغ ذرعا‬ ‫حسين فضل له صفات‬

‫اليه اهل العلوم تسعى‬ ‫به سید عظیم‬ ‫اکرم‬

‫فكان للمكرمات جمعا‬ ‫قد فرق الرشد في البرايا‬

‫حوىجميع الهدى فاوعى‬ ‫واودع الخير في كتاب‬

‫والدهرالقى اليه سمعا‬ ‫به لسان الكمال نادى‬

‫قل نزهة الفكرراق طبعا‬ ‫يا سائلاً كيف ارخوه‬

‫‪١٣٠٦‬‬ ‫سنة‬

‫والحمد لله أولاً واخرا‬

‫‪3000‬‬
VETVED
NOVUM MANTVM

DEISVB NV
MINE VIGET

Res thr
tor oug
ed h
a gra fro
nt m

Morgan Guaranty Trust Co.

VETVS& TESTA-
NOVVM MENTVM

DE E
L- S VMIN -VIGE

PRINCETON
UNIVERSITY

LIBRARY
Princeton University Library

32101 077792578

You might also like