عقد النقل الجوي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 79

‫جامعة دمحم بوضياف بالمسيمة‬

‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬

‫قسم الحقـوق‬

‫العنوان‪:‬‬

‫عقد النقل الجوي‬


‫مذكرة مكممة لمقتضيات نيل شهادة الماستر في الحقوق‬
‫تخصص‪ :‬قانون أعمال‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬


‫بوعكة الكاممة‬ ‫سويح سهام‬
‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة المسيمة‬ ‫أ‪ .‬مهممي الميمود‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة المسيمة‬ ‫أ‪ .‬همتالي أحمد‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة المسيمة‬ ‫أ‪ .‬بوعكة الكاممة‬

‫السنة الجامعية‪5102-5102 :‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫امحلد هلل اذلي هداان مهذا وما كنا لهنتدي موال أن هداان هللا‪.‬‬
‫أتقدم ابمشكر وامعرفان ملك من قدم يل يد امعون يف اجناز هذا امعمل‪ ،‬وأخص‬
‫ابذلكر الس تاذة املرشفة بوعكة اماكمةل‪ ،‬عىل ما أحاطتين به من حسن توجيه‬
‫وارشاد وهصح ‪ ،‬وعىل ما بذمته من هجد الجناز هذا امبحث‪.‬‬
‫كام أتقدم بشكري اىل الساتذة امكرام‪ ،‬اذلين سيتفضلون مبناقشة هذا امبحث‬
‫املتواضع‬
‫وأشكر مجيع من وقف جباهيب يف اعداد هذه امرساةل‪ ،‬سواء اكن بدعاء أو بتقدمي‬
‫معلومة‬
‫جفزامه هللا لك خري وابرك فهيم‬

‫سهام‬
‫إه ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‬
‫إىل إليت جؼل هللا إجلنة حتت أكدإهما‪ ،‬رحياهة حيايت إليت مغرثين بؼطفيا وحناهنا‬
‫وأانرت يل درب حيايت واكهت يل غوان‪ ،‬إىل إليت ثؼجز إللكامت غن وصف فضليا‬
‫وثضحيهتا من أجيل‪ ،‬إىل رس جنايح وثوفيلي بؼد هللا‪ ،‬أيم إلغالية حفظيا هللا‬
‫وأطال يف معرىا‪.‬‬
‫إىل إذلي رػاين‪ ،‬ومن فيض إحلنان وإلؼناية سلاين‪ ،‬إىل إذلي رابين وكادين‬
‫لطريق إلؼمل وحثين ػليو‪ ،‬إىل أيب إلؼزيز حفظو هللا وأطال يف معره‪.‬‬
‫إىل من إمزتجت رويح بروهحم‪ ،‬إىل من حهبم جيري يف غرويق إىل من أشد‬
‫هبم أزري إخويت وأخوإيت‪ ،‬مروإن‪ ،‬خري إدلين‪ ،‬فيمي‪ ،‬رمية‪ ،‬وخلود إلصغرية‪ ،‬وابلخص‬
‫أيخ سفيان إلغايل‬
‫إىل من أحبوين وأحببهتم معي وغاميت وخااليت وبناهتم‪ ،‬إىل لك ىؤالء أىدي مثرة ىذإ إجليد‬
‫إملتوإضع‬

‫سهام‬
‫مقدمة‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫مقدمـــة‪:‬‬
‫احتاج اإلنسان منذ وجوده عمى سطح األرض إلى التنقل لسد حاجاتو المتنوعة‪ ،‬سواء‬
‫كانت تجارة أو رحالت أو تجول أو غيرىا‪ ،‬وقد تعددت وسائل تنقمو وتطورت‪ ،‬فكان يتنقل‬
‫مشيا عمى قدميو‪ ،‬ومع القوافل ثم عمى الحيوانات إلى ان اكتشف وسائل النقل المختمفة‪،‬‬
‫البرية منيا والبحرية والجوية‪ ،‬فبعد أن كانت وسائل بدائية بسيطة الحركة‪ ،‬ثقيمة الوزن‪،‬‬
‫مستيمكة لمطاقة‪ ،‬أصبحت اآلن وسائل أكثر راحة لإلنسان تساعده عمى سد حاجاتو في‬
‫اقصر وقت‪.‬‬
‫وعميو‪ ،‬يعتبر النقل الجوي‪ ،‬احد أقسام إدارة اإلستراتيجية والشؤون الدولية‪ ،‬وىو المسؤول‬
‫عن اتفاقيات خدمات الطيران التي يتم توقيعيا بين دولة وأخرى‪ ،‬فيو الوسيمة األسرع لمربط‬
‫بين الدول والقارات‪ ،‬بحيث ساىم في ازدىار التجارة‪ ،‬وااللتقاء الحضاري بين الشعوب‪ ،‬في‬
‫وقت أصبح العالم يقاس فيو بتطور النقل الجوي‪ ،‬وانتشار شبكة الخطوط الجوية المنتظمة‬
‫لتغطي كل بقعة في اليابسة في زمن أصبحت السرعة سمتو البارزة‪.‬‬
‫ويترتب عمى ميزة السرعة في التنقل بين الدول التي يمتاز بيا النقل الجوي تطبيق‬
‫تشريع كل دولة تمر بيا الطائرة‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى تعدد النظم القانونية المراد تطبيقيا‬
‫في حال حدوث نزاع ما؛ لذا دعت الحاجة إلى وجود تشريع دولي في صورة قواعد دولية‬
‫موحدة تحكم عممية النقل وما ينشأ عنيا من نزاعات كمما عبرت الطائرة تمك الدول ‪ .‬ونظ اًر‬
‫لألىمية االقتصادية التي يتمتع بيا النقل الجوي كان البد ـ أيضاً ـ من وجود نظام قانوني‬
‫موحد تخضع لو أطراف عقد النقل الجوي؛ وذلك إذا ما عممنا أن الرحمة الجوية تتعرض‬
‫لمخاطر جسيمة جداً تنعكس آثارىا عمى أشخاص وأموال ىم طرف في تمك النزاعات ومن‬
‫دول مختمفة‪.‬‬
‫وقد أصبحت الطائرة وسيمة النقل الجوي األساسية‪ ،‬بعد سفينة اليواء بمدة‪ ،‬فاستخدمت‬
‫الطائرات أثناء الحرب العالمية األولى في أعمال االستطالع والرصد والقصف‪ ،‬وقد ميدت‬

‫‪-2-‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫تمك الحرب الطريق لمقيام برحالت جوية تجارية بعدىا‪ ،‬وحولت الطائرات ذوات المحركين‬
‫إلى طائرات ركاب‪ ،‬بدأت تقوم برحالت تجارية قصيرة في أوروبا بدءا من عام ‪9191‬م‪،‬‬
‫وسجمت رحالت نقل تجارية غير منتظمة في كل من الواليات المتحدة األمريكية واالتحاد‬
‫السوفياتي‪ ،‬وبرزت فكرة تنظيم عمميات النقل الجوي وفق جدول زمني محدد‪.‬‬
‫وقبل نشوب الحرب العالمية الثانية‪ ،‬بدأت محاوالت النقل الجوي البعيد المدى‪ ،‬فنظمت‬
‫سنة ‪9191‬م خدمة بريد جوي بين المممكة المتحدة وأمريكا الشمالية‪ ،‬وتولدت الخطوط‬
‫الجوية‪ ،‬كما تعد الحرب الباردة الحافز األكبر في تنشيط الطيران التجاري‪ ،‬واتساع حجمو‬
‫ومجالو‪.‬‬
‫لذلك اتجيت اغمب الدول إلى تنظيم حركة الطيران‪ ،‬واستعماليا وما ينجم عنيا من‬
‫وقائع او عالقات قانونية في معاىدات دولية‪ ،‬حيث تدخمت ىذه األخيرة واالتفاقيات الدولية‬
‫الثنائية لوضع قواعد تكفل سالمة الركاب واألمتعة‪ ،‬منيا‪ :‬اتفاقية روما ‪ ،9191‬اتفاقية‬
‫شيكاغو ‪ ،9111‬اتفاقية جينيف ‪ ،9111‬طوكيو ‪...9199‬وغيرىا‪ ،‬فالقواعد القانونية التي‬
‫تحكم النقل الجوي‪ ،‬والعقود المتعمقة بو تختمف باختالف النطاق الجغرافي لمرحمة الجوية‬
‫وانطالقا من ىذه المعطيات يمكننا طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ماهي أحكام عقد النقل الجوي؟ وماهي مسؤولية الناقل الجوي ونطاقها على ضوء اتفاقية‬
‫وارسو وتعديلها؟‬

‫‪-3-‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫تعد دراسة عقد النقل الجوي احدى الدراسات القانونية الحديثة التي تتعمق بنقل يتصف‬
‫بالتطور المستمر والسريع‪.‬‬
‫أىمية النقل الجوي تتبمور عمى مستويين الداخمي والدولي في التأثيرات التي يتركيا‬
‫عمى المجتمعات المحمية والدولية‪ ،‬وعمى كافة األصعدة االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪،‬‬
‫وبتمك المجتمعات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر‪.‬‬
‫إثارة النقل الجوي العديد من المسائل الميمة التي تستحق االنفراد بدراسة لوحدىا‪ ،‬لكن‬
‫في بحثنا ىذا سنكتفي بدراسة عقد النقل الجوي‪ ،‬وتسميط الضوء عميو‪ ،‬والوصول الى فيم‬
‫الجوانب القانونية المتعمقة بو‪.‬‬

‫أهداف الموضوع‪:‬‬
‫يتمثل اليدف من ىذه الدراسة في التعريف بعقد النقل الجوي وتحديد ماىيتو والكيفية‬
‫التي يتم بيا‪ ،‬باعتباره من المواضيع الحديثة والمتجددة‪ ،‬والوثائق المتطمبة في ذلك‪ ،‬والوقوف‬
‫عمى مسألة الوضع القانوني لمسؤولية الناقل‪ ،‬كما تيدف ىذه الدراسة إلى معرفة حاالت قيام‬
‫ىذه المسؤولية وأساسيا القانوني وحاالت اإلعفاء منيا ودعوى المسؤولية والتعويض‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬


‫‪ -‬انو من المواضيع الحديثة والمتجددة‪ ،‬باعتبار ان وسائل النقل الجوي تتميز بالتطور‬
‫السريع‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار ىذا الموضوع كان ناتجا عن الحزم في إثراء مجموعة البحوث المتخصصة‬
‫في مادة القانون الجوي‪ ،‬السيما ما يخص أطراف عقد النقل الجوي‪ ،‬إدراكا ألىميتيم‬
‫ودورىم في نجاح تنفيذ عقد النقل الجوي‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أىم اإلشكاالت المتعمقة بعقد النقل ومحاولة معالجتيا واعطاء رأي خاص يمكن‬
‫ان يكون لو صدى‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫باعتبار أن النقل الجوي من المواضيع الحديثة‪ ،‬فميس ىناك دراسات كافية وشاممة تحدد‬
‫بدقة كل ما يتعمق بيذا النوع من النقل‪ ،‬غير أن ىناك من الدراسات تناولت النقل الجوي‬
‫من حيث مسؤولية الناقل الجوي‪ ،‬والدعوى المترتبة عميو‪ ،‬إال أنو لم يسبق دراسة موضوع‬
‫عقد النقل الجوي بصفة عامة‪ ،‬ومن بين تمك الدراسات نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬كاظم طارق عجيل‪ ،‬مسؤولية الناقل الجوي عن التأخير وفقا التفاقية مونتريال ‪،9111‬‬
‫جامعة ذي قار‪ ،‬العراق‪ .‬تناولت ىذه الدراسة ماىية مسؤولية الناقل الجوي في تنفيذ‬
‫عممية النقل في الميعاد‪ ،‬وشروط قيام المسؤولية في حالة اإلخالل بيذا االلتزام وطرق‬
‫دفعيا وأثارىا‪ ،‬غير أنيا لم تتطرق لعقد النقل الجوي وال خصائصو أو التعريف بو‪.‬‬
‫‪ -‬أمجد دمحم ىاني عبد القادر‪ ،‬المسؤولية المدنية لمناقل الجوي الدولي‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة جرش‪ .1199 ،‬تعالج ىذه الدراسة المسؤولية المدنية لمناقل الجوي الدولي لكنيا‬
‫لم تتناول تعريف عقد النقل الجوي وماىيتو وانما اقتصر عمى المسؤولية المدنية فقط‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة أحمد بن إبراىيم الشيخ‪ ،‬المسؤولية عن تعويض أضرار النقل الجوي الدولي وفقا‬
‫إلتفاقيتي وارسو ‪ 1929‬ومونتريال ‪ 1999‬كتاب صادر عن دار النيضة العربية‬
‫القاىرة‪. 2008،‬‬
‫تيدف الدراسة في ىذا الكتاب إلى استعراض النقل الجوي من حيث المفيوم‬
‫القانوني والتنظيم الدولي لعقد النقل الجوي وتطور القواعد التي تحكمو‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تحديد مسؤولية التعويض عن األضرار وفقا كل من إتفاقيتي وارسو ‪ 1929‬ومونتريال‬
‫‪ 1990‬ومقارنتيا بما ورد من أحكام في قانون الطيران المدني لدولة اإلمارات العربية‬
‫المتحدة‪ ،‬غير ان لم تتناول عقد النقل الجوي بصفة عامة‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫صعوبات البحث‪:‬‬
‫مجال البحث ال يخمو من الصعوبات‪ ،‬فمن بين الصعوبات التي اعترضننا ونحن‬
‫بصدد إعداد البحث‪ ،‬سواء في الخطة‪ ،‬او حين الشروع في البحث‪ ،‬أو االنتياء منو‪ ،‬ىي ندرة‬
‫المراجع واألبحاث والدراسات المتخصصة التي تعالج الموضوع‪ ،‬وعدم وجود تشريع خاص‬
‫بالنقل الجوي في بعض الدول في حين وجود تشعب اآلراء التي قيمت بشأن مسؤولية الناقل‬
‫الجوي وصعوبة حصرىا حيث تختمف من نظام آلخر‪.‬‬

‫المنهج المتبع‪:‬‬
‫لقد اعتمدنا في بحثنا عمى المنيج التحميمي وذلك بتحميل بعض النصوص القانونية‬
‫سواء المتعمقة باالتفاقيات أو المعاىدات أو القواعد الدولية أو القوانين الخاصة والداخمية‬
‫والمنيج الوصفي الذي ييتم بالحقائق العممية‪ ،‬واعطاء االقتراحات والحمول لمعالجة بعض‬
‫النقائص الموجودة وذلك في عرض المفاىيم والتعاريف‪ ،‬وذكر الخصائص وغيرىا‪.‬‬

‫‪-6-‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫ماهية عقد النقـل الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوي‬


‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد النقل الجوي‬

‫نظ ار لمتطور الذؼ عرفتو البشرية في القرن‪ 19‬في جميع مجاالت الحياة السيما منيا‬
‫في مجال النقل الجوؼ‪ ،‬فقد عرف ىذا المجال تطو ار الفتا خاصة في اآلونة األخيرة مما أدػ‬
‫إلى اإلحاطة بمجموعة من القوانين واألسس نظ ار لؤلىمية التي يكتسبيا ىذا المجال في حياة‬
‫الدول واألشخاص ويتنوع النقل الجوؼ إلى نقل جوؼ لمبضائع ونقل جوؼ لؤلشخاص‪ ،‬وىذا‬
‫األخير بدوره ينقسم إلى نقل جوؼ داخمي ونقل جوؼ دولي‪.‬‬

‫حيث أن االختبلف الجوىرؼ الذؼ يفصل بينو وبين باقي عقود النقل‪ ،‬يكمن في وسيمة التنفيذ‬
‫وىي الطائرة ولذل ك قسمنا ىذا الفصل إلى ثبلث مباحث‪ ،‬حيث تناولنا في المبحث األول‬
‫مفيوم عقد النقل الجوؼ‪ ،‬أما في الثاني فقد تناولنا أنواع النقل الجوؼ‪ ،‬وفي الثالث آثار عقد‬
‫النقل الجوؼ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم عقد النقل الجوي‪.‬‬

‫ال يختمف عقد النقل الجوؼ عن غيره من عقود النقل سوػ من ناحية وسيمة تنفيذه‪،‬‬
‫وعميو يجب الرجوع إلى مختمف النصوص القانونية أو التعاريف السابقة الستخراج تعريف‬
‫جامع مانع لعقد النقل الجوؼ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف عقد النقل الجوي‪.‬‬

‫يقضي المشرع الجزائرؼ في القانون المدني أن "العقد عموما ىو اتفاق يمتزم بموجبو‬
‫شخص أو عدة أشخاص نحو شخص أو عدة أشخاص آخرين‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو عدم فعل شيء‬
‫‪1‬‬
‫ما"‪.‬‬

‫وعقد النقل الجوؼ عمى ضوء تعريف العقد ىو إلتزام بفعل‪ ،‬أال وىو النقل من جية‬
‫الناقل ودفع الثمن من جية الراكب‪ ،‬ويؤكد ىذه االلتزامات المشرع الجزائرؼ‪ ،‬فيرد في القانون‬

‫المادة ‪ 45‬من القانون ‪ 05/54‬المؤرخ في ‪ 54‬يونيو ‪ ،5554‬المتضمن القانون المدني الجزائرؼ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-8-‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫التجارؼ أن عقد النقل ىو"اتفاق يمزم بمقتضاه متعيد النقل مقابل ثمن بأن يتولى بنفسو نقل‬
‫‪1‬‬
‫شخص أو شيء إلى مكان معين"‪.‬‬

‫وال يختمف ىذا التعريف عما جاء بو المشرع الجزائرؼ في قانون الطيران المدني من‬
‫حيث االلتزامات بل أضاف الوسيمة المستعممة لتنفيذ العقد فحسب‪ ،‬فيقمو أن عقد النقل‬
‫الجوؼ "‪ ...‬عقد يمتزم بموجبو الناقل بواسطة الطائرة بنقل أشخاص مسجمين‪ ،‬بأمتعتيم أو‬
‫‪2‬‬
‫بدونيا بمقابل من محطة جوية إلى أخرػ"‪.‬‬

‫والعقد بصفة عامة ىو توافق إرادتين عمى إحداث أثر قانوني معين وىو إنشاء إلتزام‬
‫أو تعديمو أو نقمو أو إنيائو‪ ،‬وال يختمف عقد النقل الجوؼ عمى غيره من عقود النقل األخرػ‬
‫وعمى ذلك فيمكن تعريفو بكونو "أنو اتفاق بين طرفين أحدىما الناقل واآلخر إما الراكب أو‬
‫الشاحن يتعيد فيو الناقل بنقل الراكب أو نقل بضاعتو من نقطة القيام إلى نقطة الوصول‬
‫بواسطة الطائرة خبلل مدة محددة لقاء أجر محدد‪ ،‬ويجب أن يتوفر في ىذا العقد أركانو من‬
‫‪3‬‬
‫رضا ومحل وسبب واال كان العقد باطبل"‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬خصائص عقد النقل الجوي‪.‬‬

‫يعتبر عقد النقل الجوؼ من عقود اإلذعان رغم أنو يقوم عمى مبدأ الرضائية‪.‬‬

‫المادة ‪ 36‬من األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬الموافق ل ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون التجاري‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫المعدل والمتمم‪.‬‬

‫المادة ‪ 030‬قانون ‪، 50-32‬المؤرخ في ‪ 27‬جوان ‪ ،1998‬المتعمق بالطيران المدني الجزائرؼ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫عدلي أميرر خالد‪ ،‬عقد النقل الجوؼ في ضوء قانون الطيران المدني الجديد‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،0330‬ص‪.04‬‬

‫‪-9-‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬عقد إذعان‪.‬‬

‫اإلذغان مفادىا الرضوخ لشروط العقد المحدد سمفا دون أن يكون إلرادة الطرف‬
‫المذعن دور فييا فيو ال يناقش شروط العقد ويعتبر عقد النقل الجوؼ من عقود األذعان إذ‬
‫أن شركات الطيران تعرض شروطيا المطبوعة عمى الكافة وال تقبل مناقشة فييا‪ ،‬ولذلك‬
‫يكون القبول في ىذه الحالة اذعانا‪.‬‬

‫إال أنو ال يجرد العقد من طبيعتو الرضائية‪ ،‬نظ ار ألن المساواة المطمقة بين المتعاقدين‬
‫يكاد يكون أم ار مستحيبل فأحد األطراف في مركز ضعيف ال يخولو الوقوف عمى قدم‬
‫المساواة مع الطرف اآلخر ورغم وضوح صفة األذعان في عقد النقل الجوؼ إال أنو كغيره‬
‫من العقود يتم انعقاده بمجرد تبلقي االرادتين وتطابقيم‪ ،1‬واذا كان أحد أطراف ىذا العقد في‬
‫مركز ضعيف ال يمكنو من الوقوف عمى قدم المساواة مع الناقل‪ ،‬وعدم المساواة ىذه ليست‬
‫بذاتيا ىي التي تجعل العقد مشكوك فيو‪ ،‬ولكنو اإلجحاف المحتمل الذؼ قد ينشأ عنيا‪ ،‬ذلك‬
‫اإلجحاف الذؼ ينبغي عمى المشرع الحيمولة دون حدوث عن طريق تقييد الحرية التعاقدية إذا‬
‫‪2‬‬
‫كان من شأنيا أن تؤدؼ إلى استغبلل األقوياء الضعفاء‪.‬‬

‫ولقد قيد المشرع ىذه الحرية بالفعل‪ ،‬بغية الحيمولة دون عسف الناقمين بالمستفيدين‬
‫من خدمة النقل‪ ،‬عندما نص في المادة ‪ 23‬من اتفاقية وارسو عمى بطبلن شروط اإلعفاء‬
‫والتخفيف من المسؤولية أو النزول بالتعويض عن الحد المقرر فييا واعتبرىا كأن لم تكن‪.‬‬

‫عدلي أميرر خالد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬ ‫‪1‬‬

‫فريد لعريني‪ ،‬القانون الجوؼ‪ :‬النقل الجوؼ الداخمي والدولي‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،0331 ،‬ص‪.050‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 10 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫وكذلك عندما ألزم الناقل بتزويد المسافر بتذكرة سفر مشتممة عمى بيانات تنبيو إلى‬
‫خضوع رحمتو إلتفاقية وارسو‪ ،‬التي تضع حدا أقصى لتعويض المستحق‪ ،‬حتى يتخذ المسافر‬
‫‪1‬‬
‫االحتياطات البلزمة إما بعدول عن السفر واما بإبرام تأمين عن الحياة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عقد رضائي‪.‬‬

‫يعتبر عقد النقل من العقود الرضائية‪ ،‬أؼ التي يتم انعقادىا بمجرد تبلقي القبول‬
‫باإليجاب وتطابقيما‪ ،‬ويستوؼ في ذلك أن يرد محل العقد عمى نقل األشخاص والبضائع‪.‬‬

‫وال يقدح في كونو من العقود الرضائية التزام الشاحن لتسميم البضاعة أو األمتعة‬
‫المراد نقميا إلى الناقل أو أحد أتباعو‪ ،‬أو التزام المسافر بأن يضع نفسو تحت تصرفو فيو‬
‫ليس من العقود العينية‪ ،‬إذ تسميم البضاعة أو األمتعة ليس شرطا النعقاد العقد وانما لتمكين‬
‫الناقل من البدأ في تنفيذ إحدػ االلتزامات التي يمقييا عقد النقل عمى كاىمو‪ ،‬وىو االلتزام‬
‫بنقل البضاعة من مكان إلى آخر وال يتصور بتنفيذ مثل ىذا اإلبرام إال إذا كان الناقل في‬
‫وضع يتمكن معو من حيازة البضاعة ماديا وحراستيا تمييدا لنقميا‪ ،‬وال يتحقق ذلك إال‬
‫‪2‬‬
‫بالتسميم‪.‬‬

‫وال يغير من الطبيعة الرضائية ليذا العقد قيام الناقل الجوؼ بتحرير وثيقة النقل‬
‫وتسميميا لصاحب الشأن سواء كانت ىذه الوثيقة تذكرة لمسفر أم استمارة لؤلمتعة أم خطابا‬
‫لنقل‪ ،‬إذ ال تأثير ليذه الوثيقة عمى عقد النقل الذؼ يتم إبرامو دون ما حاجة إلى إفراغو في‬
‫قالب شكمي معين‪ ،‬فعقد النقل ليس من العقود الشكمية وينحصر دور وثائق النقل في إثبات‬
‫وجود العقد ومضمونو وىذه القاعدة تصدق عمى النقل الجوؼ داخمي كان أم دوليا‪.‬‬

‫فريد لعريني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.051 ،050‬‬

‫دمحم فريد لعريني و دمحم السيد الفقي‪ ،‬القانون البحرؼ والجوؼ‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،5553 ،‬ص ‪،455‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.453‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫وخير دليل عمى ذلك ما قضت بو إتفاقية وارسو من أن تخمف وثيقة النقل أو عدم‬
‫انتظاميا أو ضياعيا ال يؤثر عمى العقد من حيث وجوده أو صحتو بل يظل العقد مع ذلك‬
‫خاضعا ألحكاميا‪.‬‬

‫واألصل في عقود النقل أن الناقل يعتبر في حالة إيجاب عام بحيث ال ينعقد العقد إال‬
‫إذا جاء قبول المسافر أو شاحن البضاعة متطابق مع ىذا اإليجاب وشروطو‪ ،‬فإن تحقق ىذا‬
‫التطابق فبل يجوز لناقل بحس األصل أن يرفض إبرام عقد النقل واال عد متعسفا مخبل بمبدأ‬
‫‪1‬‬
‫المساواة بين األفراد أمام المرفق العام‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬عقد التجاري‪.‬‬

‫تنص المادة الثانية من القانون التجارؼ في فقرتيا الثانية عمى أنو يعتبر عمبل تجاريا‬
‫"كل مقاولة أو عمل متعمق بالنقل ب ار وبحرا" فطبقا ليذا النص يشترط إضفاء الصفة التجارية‬
‫عمى النقل أن يقع في شكل مشروع‪ ،‬أؼ أن يمارس عمى نحو متكرر استنادا إلى تنظيم‬
‫سابق مرسوم ومييأ بالوسائل البلزمة بقيام عمى نحو مستمر‪.‬‬

‫وال خبلف عمى تجارية مشروع النقل أؼ كانت وسيمتو أو مكان تنفيذه أو محمو‪ ،‬وعمى‬
‫ذلك فالنقل الجوؼ يعد عمبل تجاريا متى اتخذ شكل المشروع رغم اقتصاد التقنين التجارؼ‬
‫عمى ذكر النقل ب ار أو بحرا‪ ،‬ذلك ألن ىذا النوع من النقل لم يكن معروفا وقت وضع التقنين‬
‫المذكور‪ ،‬ولم يكن في سوػ المشرع التنبؤ بو عند تعداده لؤلعمال التجارية وىذا فضبل عمى‬
‫أن النقل الجوؼ ال يختمف عن غيره من أنواع النقل األخرػ إال من ناحية وسيمة تنفيذه و ال‬
‫يستتبع مثل ىذا االختبلف خصو بوصف قانوني مغاير لذلك الذؼ تتمتع بيا ألنواع األخرػ‬
‫من النقل متى تمت في شكل مشروع‪.‬‬

‫دمحم فريد لعريني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.453‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫وىو يعد عمبل تجاريا بصرف النظر عن الشخص القائم بو فراد كان أم شركة أم‬
‫‪1‬‬
‫شخصا من أشخاص القانون العام‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬إثبات عقد النقل الجوي‪.‬‬

‫إن الطبيعة الخاصة بعقد النقل الجوؼ استعجبت توفر شكمية خاصة إلبرام العقد وقد‬
‫حددت اتفاقية فارسوفيا مجموعة من البيانات اإللزامية التي يجب أن يتوفر عمييا ىذا‬
‫األخير‪ ،‬وىذا راجع إلى كون عقد النقل لو خصوصيات ال بد أن تدرج في قالب أو شكل‬
‫معين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وثائق النقل‪.‬‬

‫نظ ار ألىمية وثائق النقل الجوؼ والبيانات التي تحتوييا وجب تحديد ماىيتيا ويمكن‬
‫القول بأن ىناك ثبلثة أنواع من الوثائق ىي تذكرة السفر‪ ،‬وايصال األمتعة‪ ،‬خطاب النقل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تذكرة السفر‪.‬‬

‫لقد حددت المادة ‪ 03‬من اتفاقية وارسو البيانات التي يتعين أن تتضمنيا تذكرة سفر‬
‫وجرػ نص المادة سالفة الذكر عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬يتعين عمى الناقل عند نقل الركاب أن يسمميم تذكرة سفر تشتمل عمى البيانات‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬نقطتي القيام والوصول‪.‬‬
‫المحطات المنصوص عمييا مع االحتفاظ لناقل بحقو في أن يشترط أن‬ ‫ب‪-‬‬
‫يكون في وسعو تعدلييا في حالة الفرد وذلك دون أن يؤدؼ ىذا التعديل‬
‫إلى زوال الصفة الدولية عن النقل‪.‬‬
‫ج‪ -‬اسم وعنوان الناقل أو الناقمين‪.‬‬

‫فريد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.052 ،051‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫د‪ -‬النص عمى أن النقل يخضع لنظام المسؤولية المقررة في ىذه االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يؤثر عمى قيام عقد النقل أو عمى صحتو عدم وجود التذكرة أو عدم صحتيا أو‬
‫‪1‬‬
‫ضياعيا بل يظل العقد خاضعا لؤلحكام المنصوص عمييا في ىذه االتفاقية‪.‬‬

‫ولقد عدلت ىذه المادة بمقتضى بروتوكول الىاؼ عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫المادة ‪ 03‬من بروتوكول الىاؼ سنة ‪.1955‬‬

‫‪-1‬تمغى الفقرة ‪ 1‬وتستبدل بالنص اآلتي‪:‬‬

‫أ‪-‬عند نقل الركاب يجب تسميم تذكرة سفر مشتممة عمى‪:‬‬

‫‪ -‬بيان نقطتي القيام والوصول‪.‬‬


‫‪ -‬إذا وقعت نقطتي القيام والوصول في إقميم طرف واحد متعاقد سام ويكون من‬
‫المتوقع وجود مرسى أو أكثر في إقميم دولة أخرػ فبيان أحد تمك المراسي‪.‬‬
‫‪ -‬تنبيو يحيط الركاب الذين يقومون برحمة تكون فييا نقطة الوصول النيائية أو‬
‫يكون فييا المرسى في بمد غير بمد القيام عمما بأن نقمو ىذا قد يخضع ألحكام‬
‫معاىدة فارسوفيا‪.‬‬

‫ويتضح من العرض السابق أن البروتوكوالت جميعيا تنص عمى إلزام الناقل الجوؼ‬
‫أن يسمم المسافر تذكرة سفر مبين بيا مكان وتاريخ إصدار التذكرة محطات القيام والوصول‬
‫‪2‬‬
‫والتوقف واسم وعنوان الناقل‪.‬‬

‫عدلي أمير خالد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬استمارة نقل األمتعة‪.‬‬

‫األمتعة نوعان‪ :‬أمتعة تكون بصحبة الراكب ويحتفع بحراستيا وحيازتيا ويطمق عمييا‬
‫اسم حقائب اليد وأمتعة بصحبة الراكب ولكنو يتخمص من حراستيا إلى الناقل‪ ،‬ويطمق عمييا‬
‫اسم األمتعة المسجمة‪ ،‬فإذا لم تكن ىذه األخيرة بصحبة الراكب وتم شحنيا فإنيا تعتبر من‬
‫البضاعة‪ ،‬وليست من األمتعة المسجمة‪ ،‬وتخضع بالتالي لمقواعد الخاصة بنقل البضاعة‪.‬‬

‫ولقد اى تمت االتفاقية والبروتوكوالت المعدلة ليا باألمتعة المسجمة فقط وىي بصدد‬
‫تنظيم وثائق النقل‪ ،‬وأوجبت عمى الناقل إصدار استمارة أمتعة تحتوؼ عمى بيانات معينة‬
‫تختمف في االتفاقية عنيا في البروتوكوالت المعدلة ليا‪.‬‬

‫بيانات استمارة األمتعة في اتفاقية وارسو‪:‬‬

‫ألزمت االتفاقية الناقل بإصدار استمارة لؤلمتعة من نسختين إحداىما تسمم لمراكب‬
‫واألخرػ يحتفع بيا الناقل ونصت عمى البيانات اإللزامية التي يجب أن تشتمل عمييا‬
‫االستمارة المشار إلييا وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬مكان وتاريخ إصدارىا‪ :‬ويفيد ىذا البيان في تحديد المحكمة المختصة بنظر النزاع‬
‫في حالة قيامو بتطبيق لنص المادة ‪ 28‬من االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -2‬نقطتا القيام والوصول وحكمة ىذا البيان واضحة إذ بواسطتو يمكن معرفة ما إذا‬
‫كان النقل دوليا من عدمو‪.‬‬
‫‪ -3‬اسم وعنوان الناقل أو الناقمين‪ :‬ويساعد ىذا البيان عمى تحديد الشخص المسؤول‬
‫أمام الراكب‪.‬‬
‫‪ -4‬رقم تذكرة السفر‪ :‬وفائدة ىذا البيان ال تنكر إذ برجوع لتذكرة السفر يمكن معرفة ما‬
‫إذا كانت ىناك محطات رسو في الطريق من عدمو وبالتالي الوقوف عمى ما إذا‬
‫كان النقل دوليا أو داخميا‪ ،‬دون اعتبار لما يتم تنفيذه بالفعل ألن العبرة بما تم‬

‫‪- 15 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫االتفاق عميو بين أطراف العقد‪ ،‬ىذا فضبل عمى أن ىذا البيان يؤكد لممسافر أن‬
‫أمتعتو مسجمة تسمم إليو بمجرد الوصول‪.‬‬
‫‪ -5‬النص عمى أن يكون تسميم األمتعة إلى حامل االستمارة وتظير فائدة ىذا البيان‬
‫عند عممية التسميم في ميناء الوصول حيث ال يتم إال إلى حامل تمك االستمارة‪.‬‬
‫‪ -6‬عدد الطرود ووزنيا‪ :‬ووفقا ليذا البيان يتم تقدير التعويض المستحق في حالة‬
‫ىبلك أو ضياع أو تمف األمتعة‪ ،‬إذ التعويض يحسب عمى أساس الوزن بالكيمو‬
‫غرام‪.‬‬
‫‪ -7‬مقدار القيمة المبينة في اإلقرار بالتطبيق ألحكام الفقرة الثانية من المادة ‪22‬‬
‫الخاصة بمقدار التعويض المستحق وحده األقصى‪ ،‬ويفيد ىذا البيان في كون‬
‫القيمة المبينة فيو تعتبر تعويضا اتفاقيا يستبدل بالتعويض القانوني الذؼ حددتو‬
‫االتفاقية بشرط أال تقل ىذه القيمة عمى ىذا األخير‪.‬‬
‫‪ -8‬النص عمى أن النقل يخضع لنظام المسؤولية المقرر في ىذه االتفاقية‪ ،‬والغرض‬
‫من ىذا البيان ىو تنبيو صاحب الشأن إلى أنو لن يحصل في حالة مسؤولية‬
‫الناقل عن ىبلك األمتعة المسجمة أو تمفيا أو ضياعيا‪ 1‬عمى تعويض أعمى من‬
‫ذلك الذؼ نصت عميو االتفاقية‪ ،‬فيتدبر أمره ويتخذ ما يراه كفيبل بحماية حقوقو إما‬
‫‪2‬‬
‫بعمل إعبلن بقيمة األمتعة واما بإبرام تأمين عمى ىذه األمتعة بقيمتيا الحقيقية‪.‬‬

‫البيانات في بروتوكول الهاي‪ :‬وىي ثبلث‪:‬‬

‫‪ -1‬نقطتا القيام والوصول‪.‬‬

‫دمحم فريد العريني ودمحم السيد الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.455 ،403‬‬ ‫‪1‬‬

‫مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.450‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬بيان إحدػ نقاط الرسو الجوؼ إال وقعت نقطتا القيام والوصول في إقميم أحد‬
‫األطراف السامية المتعاقدة ويكون ىناك رسو جوؼ أو أكثر في إقميم دولة أخرػ‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا اشتمل النقل عمى نقط وصول نيائية أو عمى رسو في غير بمد القيام‪ ،‬ذكر‬
‫بيان ينبو إلى أن النقل قد يخضع ألحكام االتفاقية التي تحدد مسؤولية الناقل في‬
‫حالة ضياع األمتعة أو تمفيا‪.‬‬

‫وبيذا التعديل يكون بروتوكول قد خفف من الشكميات التي تطمبتيا اتفاقية وارسو‬
‫وقصر البيانات عمى تمك التي تنبو إلى الصفة الدولية لنقل وامكانية خضوعو لبلتفاقية التي‬
‫تضع حدا أقصى لتعويض واستبعد البيانات الخاصة باألمتعة ذاتيا من حيث عددىا‬
‫‪1‬‬
‫ووزنيا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬خطاب النقل الجوي‪.‬‬

‫لقد أولت اتفاقية وارسو لخطاب النقل الجوؼ لمبضاعة عناية خاصة‪ ،‬إذ نظمت المواد‬
‫من ‪ 6‬إلى ‪ 10‬أحكام ىذه الخطاب كما نظمتو وبينتو الشروط العامة لآلليات الخاصة بنقل‬
‫البضاعة وأقامت خطابا نموذجيا تحتذؼ بو شركات الطيران التجارؼ المنظمة لآلليات‪.‬‬

‫وطبقا لممادة ‪ 05‬من اتفاقية وراسو‪":‬لكل ناقل الحق في أن يطمب من المرسل منو‬
‫إعداد وتسميم مستند يطمق عميو إسم خطاب النقل الجوؼ‪ ،‬ولكل مرسل منو الحق في أن‬
‫يطمب من الناقل قبول ىذا السند"‪ ،‬ويعني ذلك أن خطاب النقل الجوؼ لمبضاعة يجب أن‬
‫يحرر من قبل المرسل منو ويجب أن يقدمو الناقل الجوؼ عمى ىذا األخير قبولو‪.‬‬

‫وطبقا لممادة ‪ 06‬من االتفاقية يجب تحرير ىذا الخطاب من ثبلث نسخ أصمية‬
‫وتتضمن النسخة األولى عبارة "ناقل" ويوقع عميو المرسل وتتضمن النسخة الثانية ذكر عبارة‬
‫"مرسل إ ليو" ويوقع عمييا كل من المرسل والناقل وترفق ىذه الصورة بالبضاعة‪ ،‬أما النسخة‬

‫فريد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.055‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫الثالثة فيوقع عمييا الناقل الجوؼ ويسمميا إلى المرسل إليو عند قبولو البضاعة وطبقا لمفقرة‬
‫‪ 03‬من بروتوكول الىاؼ لسنة ‪ 1955‬يجب عمى الناقل أن يوقع بإمضائو عمى خطاب‬
‫النقل الجوؼ قبل شحن البضاعة عمى متن الطائرة‪.‬‬

‫وقد عدل بروتوكول مونتريال الرابع لسنة ‪ 1985‬بعض األحكام حيث ال يشترط أن‬
‫‪1‬‬
‫يسمم النسخة األولى مع البضاعة وال ترفق الثانية‪.‬‬

‫المغة التي يحرر بها خطاب النقل‪:‬‬

‫رغم أن المغة المستخدمة في الطيران المدني الدولي ىي االنجميزية‪ ،‬فإن اتفاقية وارسو‬
‫لم تولي ىذا األمر عناية خاصة‪ ،‬بل سكتت عن معالجتو كمية‪ ،‬لذلك ال مفر من الرجوع إلى‬
‫القوانين الوطنية في ىذا الشأن‪ ،‬وفي فرنسا فرض المشرع بمقتضى تشريع ‪ 31‬ديسمبر‬
‫‪ 1975‬استعمال المغة الفرنسية في مجال تسويق المنتجات والخدمات عمى األقاليم الفرنسية‬
‫حماية لممستيمك الفرنسي‪.‬‬

‫بالنسبة لبيانات خطاب النقل وفقا التفاقية وارسو والجزاء عمى مخالفتها‪ :‬نصت‬
‫االتفاقية عمى وجوب اشتمال خطاب النقل عمى البيانات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬مكان وتاريخ إصدار خطاب النقل‪.‬‬


‫‪ -2‬نقطتا القيام والوصول‪.‬‬
‫‪ -3‬نقاط الرسو الجوؼ المتفق عميو مع االحتفاظ لمناقل بحقو في اشتراط أن يكون في‬
‫وسعو تعديميا عند الضرورة وذلك دون أن يؤدؼ ىذا التعديل إلى زوال الصفة‬
‫الدولية لمنقل‪.‬‬
‫‪ -4‬اسم وعنوان المرسل‪.‬‬
‫‪ -5‬اسم وعنوان الناقل األول‪.‬‬

‫أبو زيد رضوان‪ ،‬القانون الجوؼ‪ :‬قانون الطيران التجارؼ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬جميورية مصر العربية‪ ،0334 ،‬ص ‪.033‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -6‬اسم وعنوان المرسل إليو إذا اقتضى األمر‪.‬‬


‫‪ -7‬طبيعة البضاعة‪.‬‬
‫‪ -8‬عدد الطرود وطريقة تغميفيا والعبلمات المميزة ليا أو أرقاميا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -9‬وزن وكمية البضاعة وحجميا وتغميفيا‪.‬‬
‫‪ -10‬الحالة الظاىرة لمبضاعة وتغميفيا‪.‬‬
‫‪ -11‬أجرة النقل إذا اشترط ذلك‪ ،‬وتاريخ ومكان دفعيا واشخص الذؼ عميو أن‬
‫يدفعيا‪.‬‬
‫‪ -12‬ثمن البضاعة وما تكون قد تكمفتو من مصاريف إذا أرسمت عمى أساس‬
‫التسميم مقابل الدفع‪.‬‬
‫‪ -13‬مقدار القيمة المعمنة طبقا لممادة ‪ 22‬فقرة ثانية من االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -14‬عدد نسخ خطابات النقل الجوؼ‪.‬‬
‫‪ -15‬المستندات المسممة إلى الناقل إلرفاقيا بخطاب النقل الجوؼ‪.‬‬
‫‪ -16‬مدة النقل وبيان موجز عن طريق المزمع اتباعو إذا كان ذلك مشترطا‪.‬‬
‫‪ -17‬النص عمى أن النقل يخضع لنظام المسؤولية المقررة في ىذه االتفاقية واذا‬
‫قبل الناقل بضائع لم يعدليا خطاب نقل جويا‪ ،‬أو إذا كان ىذا الخطاب غير‬
‫مشتمل عمى البيانات من الرقم ‪ 01‬إلى الرقم ‪ 09‬وكذلك رقم ‪ 17‬فميس لو أن‬
‫‪2‬‬
‫يتمسك بأحكام االتفاقية التي تعفيو من المسؤولية أو تحد منيا‪.‬‬

‫دمحم فريد العريني ودمحم السيد الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.450‬‬ ‫‪1‬‬

‫دمحم فريد العريني ودمحم السيد الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.451‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حجية وثائق النقل في اإلثبات‪.‬‬

‫حددت المادة ‪ 11‬مدػ حجية خطاب النقل الجوؼ قد جرػ نصا كمايمي‪:‬‬

‫‪ -‬يعتبر خطاب النقل الجوؼ حجة عمى أن العقد قد أبرم وعمى أن البضاعة قد‬
‫سممت مع شروط النقل ما لم يقم الدليل عمى عكس ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وتعتبر البيانات الوارد ذكرىا في خطاب النقل الجوؼ بشأن وزن البضاعة وأبعادىا‬
‫وتغميفيا أو تعبئتيا وكذلك بشأن عدد طرود حجة ما لم يقم الدليل عمى عكس‬
‫ذلك‪ ،‬أما البيانات المتعمقة بكمية البضاعة وحجميا وحالتيا فبل تعتبر حجة عمى‬
‫الناقل ما لم يكن قد تحقق من صحتيا بنفسو وذلك بحضور المرسل منو‪ ،‬وتم‬
‫إثبات ذلك في خطاب النقل الجوؼ أو إذا تعمق األمر ببيانات تمت إلى الحالة‬
‫الظاىرة لمبضاعة‪.‬‬

‫ويتضح مما سبق أن وثائق النقل سالفة الذكر تعد حجة عمى وجود عقد‪.‬‬

‫النقل بشروطو ما لم يتم الدليل عمى عكس ذلك‪ ،‬ومن ثم فبل تعد أنيا حجية قاطعة‬
‫‪1‬‬
‫وانما بمثابة قرينة بسيطة يجوز إثبات عكسيا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع النقل الجوي‬

‫ينقسم النقل الجوؼ إلى نوعين‪ ،‬ىناك نقل جوؼ داخمي ونقل جوؼ دولي‪ ،‬فاألول يتم‬
‫داخل الدولة الواحدة واآلخر عمى األقل يتم بين دولتين‪ ،‬وان كان من حيث األىمية النقل‬
‫الجوؼ الدولي أكثر أىمية من النقل الجوؼ الداخمي كون أنو يتعمق في بادغ األمر بسيادة‬
‫الدولة‪.‬‬

‫لذا سنتناول في المطمب األول النقل الجوؼ الداخمي وفي المطمب الثاني النقل الجوؼ‬
‫الدولي‪.‬‬

‫عدلي أمير خالد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب األول‪ :‬النقل الجوي الداخمي‬

‫استبعدت اتفاقية شيكاجو لعام ‪ 1944‬النقل الجوؼ الداخمي من نطاق تطبيق‬


‫أحكاميا‪ ،‬وبالتالي يصبح المبدأ ىو خضوع النقل الجوؼ الداخمي ألحكام القوانين الوطنية‬
‫المعنية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف النقل الجوي الداخمي‬

‫يقصد بالنقل الجوؼ الداخمي النقل الجوؼ الذؼ يتم بين نقطتين واقعيتين في إقميم دولة‬
‫واحدة‪ ،‬وال يتقرر فيو الرسو في إقميم دولة أخرػ أثناء الرحمة الجوية‪.‬‬

‫وتطبيقا لما تقدم يعتبر النقل الجوؼ بين القاىرة واإلسكندرية نقبل داخميا ويخضع‬
‫ألحكام القانون المصيرؼ‪ ،‬كذلك يعتبر النقل الجوؼ بين باريس ومارسيميا نقبل داخميا‬
‫‪1‬‬
‫ويخضع ألحكام القانون الفرنسي‪.‬‬

‫أما من الناحية القانونية فقد عرف قانون الطيران المدني الجزائرؼ الصادر في‬
‫‪ 1998/06/27‬في مادتو ‪ 112‬الفقرة ‪ 2‬وذلك بالقسم األول تحت عنوان‪ :‬خدمات الجوية‬
‫لمنقل العام وشرط استغبلليا (تسمى الخدمات الجوية لمنقل العام "دولية" عندما تربط مطا ار‬
‫جزائريا بمطار أجنبي‪ ،‬وتسمى "داخمية" عندما تربط مطارين بالتراب الوطني‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن الدول عادة ما تقر تنفيذ النقل الداخمي عمى الشركات الوطنية‬
‫فتحظر عمى الشركات األجنبية القيام بيذا النقل‪ ،‬وذلك قصد المحافظة عمى األسرار‬
‫العسكرية وحماية األمن الداخمي ولدرء خطر المنافسة لمشركات الوطنية وذلك باستثناء ما قد‬
‫يتطمبو الصالح العام من السماح لمشركات األجنبية بالنقل الداخمي‪ ،‬وىذا ما نصبت عميو‬
‫المادة ‪ 69‬من القانون ‪ 81/28‬بقوليا "أنو ال يجوز لمطائرات األجنبية القيام بنقل ركاب أو‬

‫ىاني دويدار‪ ،‬قانون الطيران التجارؼ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬إسكندرية‪ ،5555 ،‬ص ‪.000‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫بضائع أو بريد بين نقطتين واقعتين في إقميم الجميورية‪ ،‬ومع ذلك يجوز لسمطات الطيران‬
‫‪1‬‬
‫المدني التصريح بمثل ىذا النقل إذا اقتضى الصالح العام ذلك"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القانون الواجب التطبيق عمى النقل الجوي الداخمي‬

‫في سبيل تحديد القواعد القانونية الواجبة التطبيق عمى النقل الجوؼ الداخمي البد من‬
‫التمييز بين مرحمتين أساسيتين‪:‬‬

‫أوال‪ :‬وىي المرحمة الزمنية الواقعة بين تاريخ نفاذ قانون الطيران المدني وتاريخ نفاذ‬
‫التقنين التجارؼ الجديد لعام ‪ ،1999‬حيث كان النقل الجوؼ الداخمي خاضعا ألحكام قانون‬
‫الطيران المدني‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وىي مرحمة ما بعد النفاذ التقنين التجارؼ الجديد‪ ،‬حيث يصبح النقل الجوؼ‬
‫‪2‬‬
‫الداخمي خاضعا ألحكامو‪ ،‬اعتبا ار من تاريخ نفاذ أحكام التقنين الجديد‪.‬‬

‫بالنسبة لمتشريع المصرؼ فقد نص المشرع في المادة ‪ 123‬من القانون رقم ‪81/28‬‬
‫قانون الطيران المدني عمى النحو التالي‪" :‬تطبيق أحكام اتفاقية توحيد بعض قواعد النقل‬
‫الجوؼ الدولي الموقعة وأرسو بتاريخ ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،1929‬واالتفاقيات األخرػ المعدلة‬
‫والمكممة ليا المنظمة إلييا الجميورية عمى النقل الجوؼ الدولي والداخمي‪.‬‬

‫ويتضح من ىذا أن النقل الداخمي في جميورية مصر يخضع ألحكام القواعد التي‬
‫قررتيا اتفاقية وارسو االتفاقيات المعدلة والمكممة ليا والمنظمة إلييا الجميورية واذا وجد‬
‫نقص في االتفاقية فيرجع إلى القواعد العامة لمقانون المدني والى القواعد الواردة في‬
‫المجموعة التجارية الخاصة بالنقل البرؼ والنيرؼ وتطبق عمى النقل الداخمي في شأن ما‬
‫أغفمتو االتفاقية‪.‬‬

‫بوسعد سعيداني‪ ،‬النقل الجوؼ في القانون الجوؼ الجزائرؼ‪ ،‬المعيد الوطني لمقضاء‪ ،5505 ،‬ص ‪.55‬‬ ‫‪1‬‬

‫ىاني دويدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫وما يعاب عمى المشرع الجزائرؼ أنو كان يتعين عميو أن يخصص لمنقل الداخمي بابا‬
‫خاصا بو في قانون الطيران المدني يحتوؼ عمى تنظيم شامل لو بدال من ذكر مادة واحدة‬
‫تعرف ما ىو النقل الداخمي‪.‬‬

‫وعمى عكس المشرع الجزائرؼ فإن المشرع المصرؼ نص في الفصل السابع من قانون‬
‫التجارة عمى أحكام عامة في النقل‪ ،‬كما نص في المادة ‪ 209‬منو عمى سريان األحكام‬
‫المنصوص عمييا في ىذا الفصل عمى جميع أنواع النقل ما لم ينص القانون عمى غير ذلك‬
‫ويستثنى من ذلك النقل البحرؼ‪ ،‬وقد خصص المشرع المصرؼ الفرع الرابع من الفصل‬
‫السابع لؤلحكام الخاصة بالنقل الجوؼ ونص في المادة ‪ 275‬منو عمى ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬تسرؼ عمى النقل الجوؼ الدولي أحكام االتفاقيات النافذة في مصر‪.‬‬

‫‪ -2‬وتسرؼ عمى النقل الجوؼ الداخمي أحكام ىذا الفرع واألحكام الخاصة المنصوص عمييا‬
‫في ىذه المواد‪.‬‬

‫‪ -3‬يكون النقل الجوؼ داخميا إذا كانت النقطتان المعنيتان باتفاق المتعاقدين لمقيام‬
‫والوصول‪ ،‬واقعتين في مصر ولو كانت الطائرة تواصل رحمتيا بمد مغادرة نقطة الوصول إلى‬
‫ما وراء الحدود إقميمية المصرية‪.‬‬

‫فيما يخص المشرع الجزائرؼ فمم ينص عمى القانون الواجب التطبيق في حالة النقل‬
‫الجوؼ الداخمي‪ ،‬وطبقا لقاعدة سمو المعاىدات عمى القانون الداخمي فإننا نطبق أحكام اتفاقية‬
‫وارسو بالنسبة لمنقل الداخمي‪.‬‬

‫وفي حالة وجود فراغ قانوني في المعاىدات نطبق أحكام قانون الطيران المدني وذلك‬
‫طالما أن الجزائر انضمت إلى اتفاقية وارسو والبرتوكوالت المكممة ليا واجازاتيا لتطبيق‬

‫‪- 23 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫أحكام اتفاقية وارسو صراحة في المادة ‪ 150‬من خبلل تحديد مسؤولية الناقل الجوؼ إزاء‬
‫‪1‬‬
‫المسافر أو صاحب البضاعة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬النقل الجوي الدولي‬

‫وىو النقل الذؼ يتجاوز تنفيذه الحدود اإلقميمية الواحدة وىذا النقل يثير صعوبات من‬
‫حيث تحديد القانون الذؼ تحكمو لعبور الطائرة من دولة إلى أخرػ‪ ،‬لذا كان من الضرورؼ‬
‫توحيد القواعد القانونية المنظمة ليذا النوع لمنع تنازع القوانين وتم التوحيد بمقتضى اتفاقية‬
‫وارسو‪.‬‬

‫وتبين من خبلل الحديث عن القواعد القانونية التي تطبق عمى عقد النقل الجوؼ‬
‫الداخمي أن التفاقية وارسو لعام ‪ 1929‬شروطا خاصة لنطاق تطبيقيا‪ ،‬وبالتالي لتحديد النقل‬
‫الجوؼ الدولي الخاضع ليا‪ ،‬لذلك يجب الفرقة بين النقل الجوؼ الخاضع لبلتفاقية والنقل‬
‫‪2‬‬
‫الجوؼ الغير خاضع لبلتفاقية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬النقل الجوي الخاضع لالتفاقية وارسو‬

‫تنص الفقرة األولى من المادة الولى من االتفاقية عمى أن‪" :‬تسرؼ ىذه االتفاقية عمى‬
‫كل نقمد دولي لؤلشخاص أو األمتعة أو البضائع يتم عمى طائرة بمقابل‪ "...‬ويتضح من ىذا‬
‫النص أنو يجب ان يتوافر شطران في النقل الجوؼ لؤلشخاص أو المتعة أو البضائع لكي‬
‫يخضع ألحكام االتفاقية أن يكون دوليا من جية وأن يكون بمقابل من جية أخرػ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون النقل دوليا وفقا لالتفاقية‬

‫‪ -1‬وقوع النقل بين طرفين ساميين متعاقدين في االتفاقية‬

‫بوسعد سعيداني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬ ‫‪1‬‬

‫ىاني دويدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.014‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫والمقصود بالطرف السامي المتعاقد‪ ،‬الدولة التي قامت بالتصديق عمى المعاىدة أو‬
‫االنضمام إلييا ولكي يعتبر النقل دوليا في حكم االتفاقية يجب أن يتم بين دولتين كل منيا‬
‫طرف سام متعاقد‪ ،‬فإذا كان أحد األطراف ليس ساميا فبل يخضع ألحكام االتفاقية بل يحكمو‬
‫قاعدة االسناد في المحكمة المختصة بالفصل في النزاع‪.‬‬

‫ويستوجب القضاء في معظم الدول العتبار الدولة طرفا ساميا متعاقدا في اتفاقية‬
‫وارسو تصديقيا عميا أو انضماميا إلييا‪.‬‬

‫‪ -2‬النقل بين نقطتين في إقميم أحد األطراف السامية المتعاقدة‬

‫اعتبرت االتفاقية أن النقل الذؼ يتم بين نقطتين واقعيتين في إقميم أحد األطراف‬
‫السامية المتعاقدة دوليا بشرط أن يحصل رسو جوؼ في إقميم خاضع لسيادة دولة أخرػ حتى‬
‫ولو لم تكن ىذه الدولة طرفا في االتفاقية‪ .‬وال يعد النقل دوليا بين نقطتين تقعان في إقميم‬
‫داخمي وال حاجة فيو لتطبيق أحكام االتفاقية‪.‬‬

‫‪ -3‬توفق الصفة الدولية لنقل اتفاق طرفي العقد‬

‫لتحديد ما إذا كان النقل دوليا من عدمو فيجب الرجوع إلى عقد النقل نفسو‪ ،‬فالعبرة‬
‫بما اتفق عميو أطراف العقد بصرف النظر عما تم تنفيذه فعبل‪ ،‬فيعتبر النقل دوليا إذا اتفق‬
‫المتعاقدان عمى أن محطة القيام والوصول في إقميم دولتين ساميتين ويخضع ألحكام االتفاقية‬
‫حتى ولو توقفت الرحمة بسبب أو بآخر‪ ،‬قبل أن تغادر الطائرة إقميم دولة القيام كوقوع حادث‬
‫ليا قبل المغادرة‪ .‬أما إذا كانت محطتا القيام والوصول المتفق عمييا تقع في إقميم دولة ولم‬
‫يتفق عمى حصول رسو جوؼ في إقميم دولة أخرػ فبل تطبق االتفاقية‪ ،‬وال يتغير ىذا الحكم‬
‫حتى ولو طرأت ظروف من شأنيا أن تخمع ىذا النقل الصفة الدولية‪ .‬وال ييم شكل االتفاق‬

‫‪- 25 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫سواء كان في صورة عقد واحد أو عقود متعددة وال تأثير لجنسية أطراف التعاقد عمى‪ 1‬الصفة‬
‫الدولية لمنقل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وجوب أن يكون النقل الجوي بمقابل‬

‫نصت االتفاقية عمى اشتراط أن يكون كل نقل دولي لؤلشخاص والبضائع يتم عمى‬
‫طائرة بأجر ولم تعرف االتفاقية المقصود باألجر‪ ،‬وقد عرفو الفقو والقضاء بكونو مكافئة أو‬
‫مقابل لمخدمة التي يؤدييا الناقل بقد الحصول عمى الربح‪ ،‬ويحدد المقابل مقدما بحيث يصبح‬
‫جزاءا من العقد ويستوؼ أن يكون نقدا أو عينا ويستوػ أن يقوم بدفعو المسافر شخصيا او‬
‫آخرين نيابة عنو‪.‬‬

‫فإذا انتفى عنصر األجر اعتبر النقل بالمجان وال يخضع ألحكام االتفاقية إال إذا‬
‫قامت بو أحد مؤسسات النقل الجوؼ‪ ،‬فتسرؼ عميو أحكام االتفاقية برغم من أنو بالمجان ألن‬
‫مؤسسات النقل الجوؼ غالبا ما تقوم بذلك لغرض الدعاية كنقل شخصيات كبيرة في عالم‬
‫السياسة واالقتصاد‪ ،‬فيو نقل تجارؼ لنشاطو مستندا إلى تنظيم سابق أو خطة موضوعة‪.‬‬

‫أما الناقل الوؼ فيو كل شخص طبيعي أو معنوؼ يقوم باستثمار خط أو خطوط‬
‫جوية لنقل الركاب أو البضائع أو البريد‪ ،‬والناقل المتعاقد ىو الشخص الذؼ يكون طرفا في‬
‫عقد نقل خاضع التفاقية وارسو ويبرم مع راكب أو شاحن أو شخص آخر يعمل لحساب‬
‫‪2‬‬
‫أييما‪ ،‬أما الناقل الفعمي من يقوم بناءا عمى تصريح من الناقل المتعاقد بعممية النقل‪.‬‬

‫عدلي أمير خالد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31 -30‬‬ ‫‪1‬‬

‫مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬النقل الجوي الغير خاضع التفاقية وارسو‬

‫باإلضافة إلى النقل الجوؼ المجاني الذؼ ال تقوم بو إحدػ مؤسسات النقل الجوؼ‬
‫استبعدت اتفاقية وارسو األصمية ثبلث صور من النقل الجوؼ من نطاق تطبيق أحكاميا ىي‬
‫نقل البريد والنقل عمى سبيل التجارب األولي والنقل في ظروف غير عادية‪.‬‬

‫لكن المادة ‪ 16‬من برتوكول الىاؼ لعام ‪ 1955‬قد أسقطت صراحة االستثنائين‬
‫األخيرين‪ ،‬وبالتالي صار النقل عمى سبيل التجارب األولي والنقل في ظروف غير عادية‬
‫خاضعين ألحكام اتفاقية واسو‪ .‬إال أن ىناك من الدول من انضمت إلى اتفاقية وارسو ولم‬
‫تنضم إلى برتوكول الىاؼ المعدل ليا‪ ،‬ولذلك تظل ىاتين الحالتين خارجتين عن نطاق‬
‫تطبيق أحكام االتفاقية بالنسبة ليا ولذلك يتعين العرض لكافة االستثناءات التي تضمنتيا‬
‫اتفاقية وارسو‪.‬‬

‫اتفاقية واسو ال تسرؼ عمى النقل الجوؼ‪ ،‬فيي ال تسرؼ كما سبق القول عمى النقل‬
‫الجوؼ الداخمي الذؼ يظل محكوما بالقانون الوطني لمدولة التي تم عمى إقميميا‪ ،‬واذا كان‬
‫عدم خضوع النقل الجوؼ الداخمي التفاقية وارسو أم ار منطقيا حيث كان اليدف الرئيسي من‬
‫ىذه االتفاقية ىو توحيد بعض قواعد النقل الجوؼ فإن أحكام االتفاقية ال تسرؼ بالضرورة‬
‫عمى نقل جوؼ دولي فيستثني المشرع الدولي الثبلث أنواع التي ذكرناىا في السابق وسنتطرق‬
‫‪1‬‬
‫ليا بالتفصيل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة لنقل البريد‬

‫نصت المادة ‪ 2‬الفقرة الثانية من اتفاقية وارسو عمى أنو "يستثنى من أحكام ىذه‬
‫االتفاقية النقل الذؼ يتم طبقا التفاقية البريد الدولية"‪.‬‬

‫بوسعد سعيداني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫وال يخضع نقل البريد الذؼ تم وفقا التفاقية البريد الدولية ألحكام اتفاقية وارسو لتفادؼ‬
‫كما قد ينشأ من تعارض وتنازع بين أحكام االتفاقية وأحكام االتفاقية الدولية الخاصة بالبريد‪.‬‬

‫ولقد عدلت المادة الثانية من بروتوكول الىاؼ ىذه الفقرة الواردة باتفاقية وارسو التي‬
‫صار نصيا "ال تسرؼ االتفاقية عمى نقل البريد والطرود البريدية"وبالتالي لم يعد االستثناء‬
‫مقصو ار عمى نقل البريد الذؼ تم طبقا التفاقيات البريد الدولية بل امتد إلى كافة صور نقل‬
‫البريد سواء تمت طبقا لبلتفاقية الدولية المذكورة أم ال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لمنقل عمى سبيل التجارب األولي‬

‫نصت المادة ‪ 34‬من اتفاقية وارسو األصمية عمى أنو "ال تسرؼ أحكام ىذه االتفاقية‬
‫عمى النقل الجوؼ الذؼ تتواله مؤسسات المبلحة الجوية عمى سبيل التجارب األولي بقصد‬
‫إنشاء خطوط مبلحة جوية منتظمة‪ "...‬حيث كان إنشاء الخطوط الجوية وافتتاحيا ام ار بالغ‬
‫الصعوبة يتحمل عنو الناقل الجوؼ مخاطر جسيمة‪ ،‬وذلك عند توقيع اتفاقية وارسو عام‬
‫‪ ، 1929‬لذلك ارتأت الجماعة الدولية لعدم إخضاعو ألحكام اتفاقية وارسو تشجيعا لحركة‬
‫اكتشاف خطوط الطيران الجديدة‪.‬‬

‫وباعتبار النقل عمى سبيل التجارب األولي الغير خاضع ألحكام االتفاقية استثناءا‬
‫فبلبد من تفسيره تفسي ار ضيقا فيكون النقل الجوؼ متعمقا بالمحاوالت التجريبية إذا كان‬
‫إلنشاء خط جوؼ لم يطرقو الطيران التجارؼ من قبل‪ ،‬أما إذا كان الخط الجوؼ قد سبق‬
‫تمييده من قبل ولو منذ فترة طويمة فبل تكون بصدد نقل عمى سبيل التجارب األولي يبرر‬
‫عدم إخضاعو ألحك ام اتفاقية وارسو‪ ،‬وفي حالة الشك تنطبق أحكام االتفاقية ويقع عمى عاتق‬
‫‪1‬‬
‫من يتمسك بتطبيق ىذه األحكام إثبات توافر شروط تطبيقيا‪.‬‬

‫ىاني دويدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.022‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫وعمى ذلك يجب أن نفيم عبارة التجارب األولي عمى أنيا محاوالت التجريبية التي‬
‫تقوم بيا شركات أو مؤسسات الطيران إلنشاء خط جوؼ جديد بما يكشف ذلك بضرورة من‬
‫صعاب فنية في اكتشاف المجيول سواء من حيث المناطق والتضاريس الجغرافية التي يمر‬
‫الخط الجوؼ فوقيا وزوايا االرتفاع والتحميق أو ظروف األحوال الجوية‪.‬‬

‫ويجب أن يتعمق األمر فعبل برحبلت تجريبية وبعبارة أخرػ ال تعتبر رحبلت جوية‬
‫لتجارب األولي تمك الرحبلت التي تقوم بيا إحدػ الشركات لتسيير طائراتيا عمى خط جوؼ‬
‫جديد كان قد ميد من قبل ولو لم يستعمل لمدة طويمة‪.‬‬

‫وتحديد عدد التجارب األولي الكافية الكتشاف الخط الجوؼ والتي يمكن أن تخرج من‬
‫نطاق اتفاقية وارسو ىو من األمور التي تختص بيا محكمة الموضوع عمى ضوء ما يطرح‬
‫أماميا من وقائع‪ ،‬ومتى تعمق األمر برحبلت جوية دولية يتم عمى سبيل التجارب األولي‬
‫الفتتاح خط جوؼ جديد‪ ،‬خرجت من نطاق اتفاقية وارسو حتى ولو كانت الطائرة قد حممت‬
‫‪1‬‬
‫خبلل الرحمة ببعض الركاب أو البضائع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬بالنسبة لمنقل الجوي في ظروف غير العادية‬

‫طبقا لمشطر الثاني من المادة ‪ 34‬من اتفاقية وارسو ‪ 1929‬ال تسرؼ أحكام ىذه‬
‫االتفاقية "عمى عمميات النقل التي تتم في ظروف غير عادية خارجة عن كل عممية مألوفة‬
‫في االستغبلل الجوؼ" وقد استبدلت المادة ‪ 16‬من بروتوكول الىاؼ ‪ 1955‬المعدل التفاقية‬
‫وارسو نص المادة ‪ 34‬في ىذا الصدد بالعبارة اآلتية "ال تطبق أحكام المواد من ‪09 -03‬‬
‫(من اتفاقية وارسو) المتعمقة بالمستندات النقل عمى عمميات النقل التي تتم في ظروف غير‬
‫عادية ال تدخل في النطاق المألوف لبلستغبلل الجوؼ"‪.‬‬

‫بوسعد سعيداني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫ويواجو نص الشطر الثاني من المادة ‪ 34‬من اتفاقية وارسو المعدل بروتوكول الىاؼ‬
‫سنة ‪ 1959‬عمميات النقل الجوؼ الدولي التي لو تركت وشأنيا لخضعت ألحكام االتفاقية‪،‬‬
‫غير أنيا لما كانت تتم في ظروف غير عادية تكتنفيا المخاطر والصعاب أو ىي ليست ىي‬
‫العمميات المألوفة في الطيران التجارؼ فإنيا تخرج عمى ىذا النحو من نطاق تطبيق اتفاقية‬
‫وارسو سنة ‪ .1929‬وربما قصد من وراء ىنا النص استبعاد بعض عمميات النقل الجوؼ‬
‫الدولي التي تتم عمى سبيل األبحاث العممية أو تمك العمميات التي ينبغي انقاذ السفن أو‬
‫الطائرات اليت يتيددىا خطر أو ىبلك‪ ،‬أو عمميات النقل الجوؼ الخاصة وغير المألوفة في‬
‫االستغبلل الجوؼ كأن توضع الطائرة تحت تصرف فرد لمقيام برحمة دولية لسياحة أو لقضاء‬
‫‪1‬‬
‫أشغالو‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬آثار عقد النقل الجوي‬

‫متى انعقد عقد النقل الجوؼ صحيحا يترتب عميو التزامات عمى كل من طرفيو وىي‬
‫مرسل البضاعة أو الراكب من جية والناقل من جية أخرػ‪ ،‬ويختمف موضوع النقل الجوؼ‬
‫في عقد نقل الركاب عن موضوعو في عقد البضائع‪.‬‬

‫وسوف نتعرف في ىذا المبحث لدراسة االلتزامات الناشئة عن عقد النقل الجوؼ في‬
‫مطمبين‪ ،‬المطمب األول تخصصو في االلتزامات الناشئة عن عقد نقل األشخاص والمطمب‬
‫الثاني في االلتزامات الناشئة عن عقد نقل البضائع‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬االلتزامات الناشئة عن عقد نقل األشخاص‬

‫عقد نقل الركاب من عقود المعاوضة الممزمة لمجانبين وذلك أن النقل الجوؼ المقصود‬
‫ىو النقل الجوؼ التجارؼ‪ ،‬وفيو يقدم الناقل الجوؼ خدمة النقل مقابل الحصول عمى أجرة‪،‬‬
‫ويرتب العقد التزامات عدة عمى عاتق طرفيو‪.‬‬

‫أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.505‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬التزامات الراكب‬

‫يمتزم الراكب أو المسافر بثبلث التزامات وىي أداء أجرة النقل‪ ،‬اتباع تعميمات الناقل‪،‬‬
‫حراسة األمتعة التي يحتفع بيا معو أثناء النقل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التزام الراكب بدفع أجرة النقل‬

‫يمتزم الراكب بدفع أجرة النقل وىذا ىو االلتزام الرئيسي الذؼ يقع عمى عاتقو‪ ،‬ولم‬
‫تزود اتفاقية وارسو الناقل بأؼ دعوػ قبل المسافر في حالة عدم قيام ىذا األخير بدفع أحرة‬
‫النقل وثم يرجع في تنظيم ىذا األمر إلى القانون الوطني الواجب التطبيق‪ ،‬وطبقا لممادة‬
‫‪ 262‬من قانون التجارة الجديد لمناقل حبس أمتعة الراكب ضمانا ألجرة النقل وغيرىا من‬
‫المبالغ المستحقة بسبب النقل‪.‬‬

‫ولناقل امتياز عمى الثمن الناتج من التنفيذ عمى ىذه األمتعة الستيفاء جميع المبالغ‬
‫المستحقة لو بسبب النقل ويتبع في ىذا الشأن إجراءات التنفيذ عن األشياء المرىونة رىنا‬
‫تجاريا واذا أخطأ الناقل وزود المسافر بتذكرة سفر بقيمة أقل من قيمتيا الحقيقية فيمتنع عميو‬
‫مطالبة ىذا األخير بما تبقى من فرق القيمة‪.‬‬

‫وتقضي المادة الثالثة فقرة أولى من الشروط العامة لنقل الركاب بعدم إمكان إصدار‬
‫تذكرة سفر إال إذا تم دفع قيمتيا كاممة كما حددتيا منظمة الياتا كما يحتفع الناقل بالحق في‬
‫‪1‬‬
‫رفض نقل أؼ مسافر و ال يكون حائ از لتذكرة سفر قانونية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التزام الراكب بإتباع تعميمات الناقل‬

‫يضع الناقل عادة تعميمات محددة تأمينا لسبلمة عممية النقل تراعي بيا مصمحتو‬
‫ومصمحة الركاب عموما لذا يمتزم الناقل بإحاطة الراكب عمما بتعميمات النقل‪ ،‬ومثمما يمزم‬

‫دمحم فريد العريني ودمحم السيد الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.455‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫الراكب بإتباع ىذه التعميمات يمزم الناقل من جانبو بفرض احتراميا عمى الركاب جميعا‬
‫وبدون استثناء‪ ،‬وكل اتفاق خبلف ذلك ال ينتج أثره إال بين الطرفين المتعاقدين حيث أن‬
‫واسطة النقل تضم مجتمعا صغي ار من الركاب‪ ،‬ويعتبر التزام كل منيم بإتباع تعميمات النقل‬
‫بمثابة حق يجوز التمسك بو من قبل اآلخرين‪ ،‬ولذلك نصت المادة ‪ 124‬من قانون الطيران‬
‫المدني األردني عمى أنو "ال يكون الناقل مسؤوال إذا اضطر قائد الطائرة إلنزال أؼ راكب‬
‫‪1‬‬
‫يخل بالنظام بيا أو يمكن أم يشكل خط ار عمى سبلمة الطائرة أو ركابيا"‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حراسة األمتعة‬

‫والمقصود بذلك األمتعة التي يحتفع بيا الراكب معو أثناء النقل ومنيا الحيوانات‬
‫ال مصاحبة لو المرخص لو لبلحتفاظ بيا معو‪ ،‬وليس المواد والحيوانات المسجمة والمسممة إلى‬
‫الناقل التي تخضع لؤلحكام الخاصة بنقل الشيء ويكون ىذا األخير لذلك ىو الممزم‬
‫بحراستيا‪ ،‬ويسأل بالتالي عن ىبلك البضائع في عقد نقل األشياء‪ ،‬كما نصت عمى ذلك‬
‫المادة ‪ 189‬من اتفاقية وارسو في حين يمزم الراكب نفسو بحراسة األمتعة التي يحتفع بيا‬
‫معو والحيوانات المرخص لو بنقميا‪ ،‬فبل يكون الناقل مسؤوال عن ضياع ىذه األمتعة أو‬
‫ىبلكيا أو تمفيا إال إذا أثبت الراكب خطأ الناقل أو خطأ تابعيو‪ ،‬وىذا ما عبر عنو المشرع‬
‫األردني بقولو في المادة ‪ 78‬من قانون التجارة "إن األمتعة التي جرػ قيدىا تكمن موضوعا‬
‫لعقد نقل يضاف إلى عقد نقل المسافر أما األمتعة اليدوية فبل تدخل في العقد وال يكون‬
‫الناقل مسؤوال عنيا إال إذا أقام المتضرر البينة عمى ارتكابو خطأ معينا" بل ويعد الراكب ىو‬
‫المسؤول عما يمحق الناقل أو الغير من ضرر بسبب ىذه األمتعة والحيوانات دون أن يمنع‬
‫ذلك الغير من مطالبة الناقل بتعويض عما أصابو من ضرر‪ ،‬وان كان ليذا األخير حق‬

‫أكرم ياممكي‪ ،‬القانون الجوؼ‪ ،‬مكتبة دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0331 ،‬ص ‪.000‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫الرجوع عمى الراكب الستعادة ما دفعو من تعويض كما نصت عمى ذلك المادة السادسة من‬
‫‪1‬‬
‫الشروط العامة التحاد النقل الجوؼ الدولي (إياتا)‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اال لتزام بحجز مكان عمى الطائرة‬

‫نصت الشروط العامة (لئلياتا) في إطار نقل الركاب عمى ما يمي‪" :‬ال يضمن الناقل‬
‫أن يضع تحت تصرف الراكب مقعدا محددا في الطائرة ما لم يكن ىناك اتفاق خاص عمى‬
‫ذلك"‪ .‬ويقصد باالتفاق الخاص ىو التزام المسافر بحجز مكان لو في الطائرة مسبقا‪ ،‬وذلك‬
‫ألن كل طائرة مرتبطة بحمولة معينة ال يمكن تجاوزىا حرصا عمى سبلمة الراحمة الجوية‬
‫‪2‬‬
‫حيث أن اقتناء التذكرة ال يعطي لممسافر الحق تمقائيا في السفر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التزامات الناقل‬

‫ىناك مجموعة من االلتزامات يتحمل بيا الناقل الجوؼ في مواجية المسافرين تنشأ‬
‫عن عقد النقل أو تعتبر من مستمزماتو وفقا لمقانون والعرف والعدالة‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬يمتزم الناقل بمجرد إبرام عقد النقل بتزويد المسافر بتذكرة سفر مشتممة عمى‬
‫البيانات االلزامية المتطمبة قانونا‪ ،‬ويتعين عميو أن يحررىا بخط مقروء ويسمميا إلى المسافر‬
‫قبل الرحيل بوقت كافي يسمح ليذا األخير بمعرفة شروط النقل الذؼ ينوؼ القيام بو واتخاذ‬
‫‪3‬‬
‫اإلجراءات البلزمة لحماية نفسو إذا ما قدر ذلك‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬يمتزم الناقل بتوصيل المسافر وأمتعتو إلى المكان الذؼ يقصده‪ ،‬وربما كان ىذا‬
‫االلتزام ىو جوىر عقد نقل األشخاص الجوؼ‪ ،‬إذ يمتزم الناقل الجوؼ بتوصيل المسافر سميما‬

‫أكرم ياممكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬ ‫‪1‬‬

‫زبيدة لقرادة‪ ،‬مسؤولية الناقل الجوؼ في حالة وقوع حادث (حادثة تمنراست)‪( ،‬رسالة ماجستير غير منشورة)‪ ،‬فرع العقود‬ ‫‪2‬‬

‫والمسؤولية‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،5500 ،0‬ص ‪.50‬‬


‫دمحم فريد العريني ودمحم السيد الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.453‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫ومعافى ىو وأمتعتو وفي الميعاد إلى المكان الذؼ ابتغاه عندما ارتبط واياه يعقد النقل‪ ،‬ويقع‬
‫عمى عاتق الناقل الجوؼ بيذا الصدد االلتزام المعروف بالتزام السبلمة وىو الذؼ تدور من‬
‫حول أحكام مسؤولية الناقل الجوؼ‪ ،‬ويجب عميو وفقا لحكم المادة ‪ 126‬من قانون الطيران‬
‫المدني التحقق من استيفاء الركاب والبضاعة لمستندات ووثائق الدخول‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬يقع عمى كاىل النقل الجوؼ بعض االلتزامات الثانوية أىميا توفير حد أدنى من‬
‫الراحة لممسافر وتقديم وجبات الطعام الكافية والبلزمة كمما استمزمت طبيعة الرحمة ذلك‪ ،‬كما‬
‫يقع عميو التزام السير عمى راحة الركاب في حالة اضطراب الطائرة لمبقاء فترة من الوقت في‬
‫أحد المراسي الجوية إلصبلح عطب بيا أو لبلنتظار لحين تحسن األحوال الجوية‪ ،‬كما يجب‬
‫‪1‬‬
‫أن يييئ ليم مكانا مناسبا لممبيت كمما لزم األمر‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬يكون الناقل مسؤوال عن الفرد الذؼ يقع في حالة وفاة الراكب أو أدػ أذػ‬
‫يمحق بو وذلك بشرط أن تكون الواقعة التي تولدت عنيا الوفاة أو األذػ البدني قد وقعت‬
‫عمى متن الطائرة أو في أثناء أؼ عممية من عمميات صعود الركاب أو نزوليم فقط‪ ،‬ومع‬
‫ذلك ال يعتبر الناقل مسؤوال عن ذلك إذا كانت الوفاة أو األذػ البدني قد نتج عن حالة‬
‫الراكب الصحية فقط‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬يكون الناقل مسؤوال عن الضرر الذؼ يقع في حالى تحطيم أو ضياع أو‬
‫تمف األمتعة وذلك بشرط أن تكون الواقعة التي نتج عنيا التحطيم أو الضياع أو التمف‬
‫وقعت فقط عمى الطائرة أو أثناء أؼ عممية من عمميات الصعود أو اإلنزال أو خبلل أؼ فترة‬
‫تكون فييا األمتعة في حراسة الناقل‪ .‬ومع ذلك فبل يعتبر الناقل مسؤوال إذا كان الضرر ناتجا‬
‫‪2‬‬
‫فقط عن نوع األمتعة أو عيوب طبيعية خاصة بيا‪.‬‬

‫أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.535‬‬ ‫‪1‬‬

‫عدلي أمير خالد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب الثاني‪ :‬االلتزامات الناشئة عن عقد نقل البضائع‬

‫عقد نقل البضائع ىو من عقود المعاوضة الممزمة لجانبين وذلك أن النقل الجوؼ‬
‫المقصود ىو النقل الجوؼ التجارؼ‪ ،‬وفيو يقدم الناقل الجوؼ خدمة لنقل مقابل الحصول عمى‬
‫أجرة‪ ،‬وينشأ عن عقد نقل البضائع التزام عمى عاتق المرسل والمرسل إليو‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التزامات المرسل‬

‫يمتزم المرسل بتسميم البضاعة المراد نقميا إلى الناقل وال يعني ذلك أن التسميم يعد‬
‫شرطا النعقاد العقد‪ ،‬فعقد النقل ال يعدو وأن يكون عقدا رضائيا وما التسميم إال شرط لتمكين‬
‫الناقل من البدء في تنفيذ أحد االلتزامات التي يمقييا عقد النقل عمى عاتقو‪ ،‬وىو االلتزام بنقل‬
‫البضاعة من مكان إلى آخر وال يتصور تنفيذ مثل ىذا االلتزام إال إذا كان الناقل في وضع‬
‫يتمكن معو من ممارسة الحراسة المادية عمى البضاعة وال يتحقق ذلك إال بالتسميم‪.‬‬

‫كما يمتزم المرسل أيضا بدفع أجرة النقل وىنا التزامو رئيسي وال يسقط ىذا االلتزام‬
‫بقبول المرسل إليو لمبضاعة وبصفتو مسؤوال عن دفع أجرة النقل ألن المرسل إليو يدخل في‬
‫الدين عمى المدين األول‪ ،‬أؼ المرسل وال يحل محمو وال يدخل ضمن أجرة النقل ‪ -‬طبقا‬
‫لنصوص الفقرة الرابعة من المادة السادسة من شروط إلياتا الخاصة بنقل البضائع‪-‬‬
‫والمصروفات اإلضافية التي يجب أن يدفعيا المرسل في مقابل خدمات االيداع والتأمين أو‬
‫‪1‬‬
‫أؼ مصروفات أخرػ يدفعيا الناقل الجوؼ أو تابعوه وتكون ضرورية لنقل البضاعة‪.‬‬

‫ولضمان دفع شروط النقل تقرر شروط اإلياتا أنو يمكن لمناقل الجوؼ أن يشترط تقديم‬
‫مبمغ عمى سبيل كفالة األجرة ويتوازػ مع مقدارىا‪ ،‬كما تقرر لو حق تتبع البشاعة وبيعيا في‬
‫المزاد العام في حالة عدم دفع األجرة‪ .‬وبدييي أن يتم التنفيذ حق التتبع وآثاره لحق االمتياز‬
‫وبيع البضاعة طبقا ألحكام القانون الداخمي لمدولة التي تتم عمى إقميميا ىذه اإلجراءات‪،‬‬

‫فريد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.013‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫كذلك يقع عمى كاىل المرسل التزامات أخرػ تحتميا اتفاقية وارسو سنة ‪ 1929‬أو شروط‬
‫اإلياتا أو قوانين ولوائح دولة مطار القيام إذ يمتزم المرسل بتحرير خطاب النقل الجوؼ‬
‫متضمنا بيانات كاممة وصادقة عن البضاعة‪ ،‬وعميو أن نسمم البضاعة مغمقة ومحكمة الربط‬
‫كمما استمزمت طبيعتيا ذلك‪.‬‬

‫كذلك يقع عمى عاتق االلتزام باحترام القوانين ولوائح دولة مطار القيام ودولة مطار‬
‫الوصول كالتزامو بالقيام باإلجراءات المدنية والجمركية البلزمة لتصدير البضاعة ودفع‬
‫‪1‬‬
‫الرسوم المقررة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التزامات المرسل إليه‬

‫المرسل إليو ليس طرفا في عقد النقل المنعقد ما بين المرسل والناقل ومن المبادغ‬
‫العامة في االلتزام أن العقد ال يرتب التزاما في ذمة الغير‪ ،‬ولكن يجوز أن يكسبو حقا أؼ أن‬
‫آثار العقد تن صرف إلى طرفيو وعمى الرغم من أن المرسل إليو ليس طرفا في العقد إال أنو‬
‫يمتزم اتجاه الناقل بدفع أجرة النقل ولو الحق في مطالبة الناقل بتسميم البضاعة وفي الرجوع‬
‫عميو بالتعويض في حالة اليبلك أو التأخير‪ .‬وانعقد بإجماع الفقو عمى سريان شروط العقد‬
‫عمى المرسل إليو وأ ن لو حق مباشر قبل الناقل يستطيع مطالبتو بو ومن ثمة فالمرسل إليو‬
‫‪2‬‬
‫ال يعد من الغير بالنسبة إلى شروط العقد‪.‬‬

‫ىذا وأن أىم التزام يقع عمى عاتق المرسل إليو ىو تسمم الشيء محل النقل‪ ،‬والتزامو‬
‫بالتسميم ىذا يقابل التزام الناقل بالتسميم‪ .‬وقد نصت المادة ‪ 66‬من قانون النقل العراقي عمى‬
‫أن "عمى المرسل إليو سمم الشيء بعد أن يضعو الناقل تحت تصرفو في الميعاد الذؼ عينو‬
‫لو واال التزام بمصروفات المخزن‪ ،‬والناقل بعد انقضاء ىذا الميعاد أن ينقل الشيء إلى محل‬

‫أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.522‬‬ ‫‪1‬‬

‫عدلي أمير خالد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫ماهية عقد النق ل الجوي‬ ‫الفصل األول‬

‫المرسل إليو مقابل أجرة إضافية"‪ .‬وأخي ار البد من اإلشارة ثانية إلى أنو وان كان األصل أن‬
‫يمتزم المرسل بدفع أجرة النقل وغيرىا من المصروفات المستحقة لمناقل فإن باإلمكان أن يتفق‬
‫عمى أن يتحمميا المرسل إليو رغم كونو طرفا مباش ار في العقد‪ ،‬ولكن ىذا االتفاق كما سبق‬
‫وأن بينا ال يب أر المرسل من التزامو قبل الناقل فيكون والمرسل إليو مسؤولين عن دفع األجرة‬
‫وغيرىا من المصروفات المستحقة لو بالتضامن وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 60‬من قانون‬
‫‪1‬‬
‫النقل العراقي‪.‬‬

‫اكرم ياممكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.033 ،032‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 37 -‬‬
‫الفصل الثانــي‪:‬‬

‫مسؤولية الناقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل الجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوي‬


‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مسؤولية الناقل الجوي‬

‫تبدأ مسؤولية الناقل في وقت تسممو البضاعة من قبل المرسل‪ ،‬وتنتيي بتسميميا‬
‫لممرسل إليو عند الوصول‪ ،‬وبالتالي ال يعتبر الناقل مسؤوال عن ضرر أصابيا إذا كان سببو‬
‫سابقا عمى تمقيو البضاعة‪ ،‬أو الحقا عمى استالم المرسل إليو ليا فعال أو حكما‪ ،‬وىذا‬
‫االلتزام من قبل الناقل يفرض عميو بمقتضى عقد النقل تحقيق غاية متمثمة في نقل البضاعة‬
‫من مكان القيام إلى مكان الوصول المتفق عميو‪ ،‬وتسميميا إلى المرسل إليو في الميعاد‬
‫المحدد كاممة سميمة خالية من أي تمف أو عيب‪ ،‬فإذا لم تتحقق ىذه الغاية المقصودة‪ ،‬أي‬
‫بمجرد ىالك البضاعة أو تمفيا أو التأخر في تسميميا‪ ،‬اعتبر في ىذه الحاالت الناقل مخطئا‬
‫ومسؤوال‪ ،‬ألنو اخل بالتزام رتبة عقد النقل‪ ،‬واخاللو ىذا موجب لممسؤولية التعاقدية‪ ،‬ويمتزم‬
‫بالتعويض عما أحدثو خطأه من ضرر ما لم يثبت أن عدم التنفيذ يرجع لسبب أجنبي ال يد‬
‫لو فيو‪ ،‬كقوة قاىرة‪ ،‬أو حادث فجائي‪ ،‬أو خطأ المرسل أو المرسل إليو‪ ،‬أو عيب في المنقول‪.‬‬

‫من ىنا قسمنا ىذا الفصل إلى ثالث مباحث‪ ،‬تناولنا في المبحث األول أساس مسؤولية‬
‫الناقل الجوي وتطوره‪ ،‬وفي الثاني حاالت مسؤولية الناقل الجوي أما في الثالث فقد تطرقنا‬
‫إلى استبعاد مسؤولية الناقل الجوي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نطاق مسؤولية الناقل الجوي وتطوره‬

‫من خالل ىذا المبحث نبين األساس القانوني الذي تقوم عميو مسؤولية الناقل الجوي‬
‫من جية ومراحل تطور مسؤولية الناقل الجوي من جية أخرى‪.‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬أساس مسؤولية الناقل الجوي‬

‫من أجل تحديد أساس مسؤولية الناقل الجوي يميز المشرع التجاري بين ثالث صور‬
‫لممسؤولية‪ :‬المسؤولية الناشئة عن عقد النقل الجوي التجاري‪ ،‬المسؤولية عن ىالك أو إتالف‬
‫األمتعة الخفيفة‪ ،‬المسؤولية الناشئة عن عقد المقل الجوي المجاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أساس المسؤولية الناشئة عن عقد النقل الجوي التجاري‬

‫طبقا لمقواعد العامة لاللتزامات والعقود تكون مسؤولية الناقل الجوي في مواجية متمقي‬
‫خدمة النقل مسؤولية عقدية‪ ،‬إذ أنيا تنشأ عن إخالل الناقل بتنفيذ التزاماتو الناشئة عن عقد‬
‫النقل‪.‬‬

‫ويالحظ من جية أنو في حالة وفاة المسافر يجوز لورثتو إثارة مسؤولية الناقل الجوي‬
‫ليس فقط لممطالبة بالتعويض عن األضرار التي لحقت لمورثيم عن األضرار التي لحقت بيم‬
‫بصفة شخصية لذلك حرص المشرع التجاري عمى سريان أحكام المسؤولية المحدودة أيا كان‬
‫األساس الذي تقوم عميو دعوى المسؤولية وأيا كانت صفة الخصوم أو عددىم أو مقدار ما‬
‫يطمبون من تعويضات ومن جية أخرى تثبت لممرسل إليو الحقوق الناشئة عن النقل متى قبل‬
‫ىذه الحقوق صراحة أو ضمنا وبالتالي فإنو يستطيع إثارة مسؤولية الناقل العقدية رغم أنو لم‬
‫‪1‬‬
‫يكن طرفا متعاقدا مع الناقل عمى إنجاز نقل البضائع‪.‬‬

‫ويسأل الناقل الجوي عن إخاللو بااللتزام بتحقيق نتيجة وىو االلتزام بضمان سالمة‬
‫المسافر أو االلتزام بوصول األمتعة والبضائع كاممة وسميمة وفي الميعاد‪ ،‬ويتضح ذلك من‬
‫نص المشرع التجاري عمى عدم جواز نفي المسؤولية إال بإثبات الناقل القوة القاىرة أو العيب‬
‫الذاتي في البضائع أو خطأ المرسل أو المرسل إليو أو الراكب‪ ،‬وجميع ىذه األسباب لنفي‬

‫ىاني دويدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.352‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المسؤولية ىي تطبيقات لسبب األجنبي التي من شأنيا نفي رابطة السببية بين عدم تحقيق‬
‫النتيجة بفعل الناقل والضرر الذي يمحق متمقي خدمة النقل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أساس المسؤولية عن نقل األمتعة الخفيفة‬

‫ويتضح من ذلك أن مسؤولية الناقل الجوي عن األمتعة الخفيفة ليست مسؤولية‬


‫مفترضة‪ ،‬وانما ىي مسؤولية قائمة عمى خطأ واجب إثباتو ويعد ذلك محض تطبيق لمقاعدة‬
‫العامة في المسؤولية العقدية التي يجب عمى المدعي فييا إثبات عناصرىا من خطأ وضرر‬
‫وعالقة سببية بين الخطأ والضرر‪.‬‬

‫والمثال عمى خطأ الناقل الجوي إصداره تعميمات بقبول اصطحاب المسافرين لألمتعة‬
‫الخفيفة بما يجاوز الحد المسموح بو طبقا لشروط النقل وبما يحقق القواعد الخاصة بتحميل‬
‫الطائرة‪ ،‬أما المثال عمى خطأ التابعين إىمال أحد أفراد الطاقم الجوي في معاونة أحد‬
‫المسافرين في وضع أمتعتو بالمكان المخصص ليا في الطائرة مما أدى إلى إتالف األمتعة‪،‬‬
‫ويراعى أن لقائد الطائرة ضمانا لسالمتيا أن يقرر األمتعة الخفيفة ويكون الناقل الجوي‬
‫‪1‬‬
‫مسؤوال عن ىالكيا في ىذه الحالة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أساس المسؤولية الناشئة عن عقد النقل الجوي المجاني‬

‫في مفيوم المشرع التجاري يكون النقل الجوي بالمجان إذا كان بدون أجرة ولم يكن‬
‫الناقل محترفا النقل‪ ،‬فإذا كان محترفا اعتبر النقل غير مجاني ولو كان بغير أجرة‪ ،‬ومؤدى‬
‫ذلك اعتبار النقل الجوي تجاريا بمجرد مباشرتو من قبل الناقل المحترف يستوي في ذلك أن‬
‫يكون النقل مقابل أجرة أو بدون أجرة‪ ،‬ولقد تأثر المشرع المصري بحكم اتفاقية وارسو لعام‬
‫‪ 1929‬التي تخضع لنقل المجاني الصادر عن مؤسسات النقل الجوي ألحكاميا حتى ال‬

‫ىاني دويدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.352‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يكون في االتفاق عمى عدم استحقاق ألجرة ما يؤدي إلى التحايل عمى أحكام االتفاقية‬
‫‪1‬‬
‫واستبعاد تطبيقيا عمى النقل‪.‬‬

‫ويترتب عمى احتراف الناقل تقديم خدمات النقل أن تبقى مسؤوليتو قائمة عمى أساس‬
‫إخاللو بااللتزام بتحقيق نتيجة سواء تقرر لمناقل أجرة مقابل النقل أو لم تكن أجرة النقل مقررة‬
‫لو‪.‬‬

‫أما إذا لم يكن الناقل محترفا خدمات النقل يجب التمييز بين فرضين‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ىو االتفاق عمى النقل مع المسافر أو المرسل مقابل أجرة وفي ىذا الفرض يأخذ‬
‫عقد النقل حكم النقل التجاري وبالتالي يسأل الناقل عن عدم تحقق النتيجة المرجوة من إنجاز‬
‫عممية النقل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ىو االتفاق عمى النقل مع المسافر أو المرسل بالمجان أي دون مقابل وفي ىذا‬
‫الفرض ال يكون الناقل الجوي مسؤوال إال إذا أثبت طالب التعويض أن الضرر نشأ عن خطأ‬
‫صدر من الناقل أو من أحد تابعيو أو وكالئو ومعنى ذلك أن مسؤولية الناقل تقوم عمى‬
‫أساس الخطأ الواجب إثباتو وليس عمى أساس افتراض مسؤولية الناقل الجوي‪.‬‬

‫وال يحول اشتراط إثبات خطأ الناقل أو خطأ أحد تابعيو أو وكالئو دون إمكانية تمسك‬
‫ىؤالء بأحكام المسؤولية المحدودة‪ ،‬وتجدر اإلشارة في ىذا الصدد أن يكفي في الخطأ‬
‫الصادر عن الناقل أو تابعو أو وكيمو أن يكون خطأ يسي ار أو خطأ جسميا في القواعد العامة‬
‫‪2‬‬
‫لممسؤولية المدنية‪.‬‬

‫نبيل اسماعيل عمر‪ ،‬الوسيط في قانون المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،9666 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.926‬‬
‫مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.994‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تطور مسؤولية الناقل الجوي‬

‫لما كان النقل الجوي يتسم بالطابع الدولي ظيرت الحاجة إلى ضرورة وجود حمول‬
‫قانونية دولية موحدة لحكم المسائل التي يثيرىا حتى ال يتغير النظام القانوني الذي تخضع لو‬
‫ىذه المسائل ولقد تحقق ذلك بمقتضى عدة اتفاقيات كان أوليا اتفاقية وارسو وصوال إلى‬
‫برتوكول مونتريال‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مسؤولية الناقل الجوي وفقا التفاقية وارسو‬

‫لقد قضت ىذه االتفاقية عمى االختالف والتباين بين األنظمة القانونية المختمفة‬
‫الحاكمة لمسؤولية الناقل الجوي فوضعت ليذه المسؤولية نظاما موحدا ىدفت من ورائو إلى‬
‫إقامة التوازن بين المصالح المتعارضة لناقمين الجويين من ناحية ولمستعممي الطائرة من‬
‫ناحية أخرى ويقوم ىذا النظام عمى مبادئ ثالثة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تقوم مسؤولية الناقل الجوي عمى أساس الخطأ المفترض بمعنى أن المسافر أو‬
‫الشاحن ال يمتزم بإقامة الدليل عمى وجود خطأ من أي نوع كان من جانب الناقل‪ ،‬وال‬
‫يستطيع ىذا األخير التحمل من مسؤوليتو إال إذا أثبت أنو ىو وتابعيو قد اتخذوا كل‬
‫االحتياطات الضرورية لتجنب وقوع الضرر أو كان من المستحيل عمييم اتخاذىا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مراعاة لمصمحة الناقمين خففت االتفاقية من حدة قرينة الخطأ عن طريق‬
‫تحديدىا لتعويض الذي يمتزم بو الناقل في مواجية كل راكب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حتى ال يتمكن الناقل من التيرب من المسؤولية عن طريق اإلعفاء منيا أو‬
‫تحديد ىا بمبمغ تافو‪ ،‬أبطمت االتفاقية بطالنا مطمقا الشروط التي تيدف إلى إعفاء الناقل من‬
‫المسؤولية وتمك التي ترمى إلى وضع حد لتعويض أقل من الحد الذي قررتو المادة (‪.)23‬‬

‫‪- 43 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وال يستفيد من ىذا النظام إال الناقل حسن النية إما إذا أثبت سوء نيتو امتنع عميو‬
‫االستفادة من الحد األقصى لتعويض الذي وضعتو االتفاقية وامتنع عميو كذلك التمسك‬
‫باإلعفاء من المسؤولية عم طريق إقامة الدليل عمى أنو ىو وتابعيو قد اتخذوا كل‬
‫‪1‬‬
‫االحتياطات الضرورية لتجنب وقوع الضرر أو كان من المستحيل عمييا اتخاذه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مسؤولية الناقل الجوي وفقا لبرتوكول الىاي‬

‫إن نظام المسؤولية الذي جاءت بو اتفاقية وارسو يعد ضمانا لمصالح الناقمين‬
‫الجويين‪ ،‬إذ تحددت مسؤوليتيم بمبمغ نقل عن تمك المبالغ التي يتكبدىا ضحايا وسائل النقل‬
‫الجوي فعال في الوقت الذي تناقصت فيو األخطاء الجوية بسبب تطور التكنولوجيا في مجال‬
‫‪2‬‬
‫الطيران‪.‬‬

‫وقد تم تعديل اتفاقية وارسو‪ 1929‬في برتوكول الىاي ‪ 1970‬إال أنو بقيت مصالح‬
‫الناقمين الجويين تغمب عمى مصالح المسافرين أو المرسمين‪ ،‬حيث بقي الخطأ المفترض ىو‬
‫أساس المسؤولية في البرتوكول عمى الرغم من اقتراح الوفد اليولندي آنذاك صيغة بديمة‬
‫لممادة (‪ )20‬والتي تقيم المسؤولية عمى أساس الخطأ الموضوعي وكانت الصيغة كما يمي‪:‬‬
‫"ال يكون الناقل مسؤوال إذا لم يحصل الضرر بسبب خطأه او خطأ أحد متابعيو"‪ .‬وقد أيدت‬
‫عدى وفود ىذه الصيغة والسيما الوفد الفرنسي وحجتيم كانت عمى أساس أن مفيوم الخطأ‬
‫أصبح واضحا بما فيو الكفاية‪ ،‬وال يتمكن الناقل من إعفاء نفسو من المسؤولية عن الضرر‬
‫الناجم عن الحادث إال إذا أثبت أنو لم يرتكب ىو وال أحد متابعيو أي خطأ ولكن لم تحظى‬
‫ىذه الصيغة المقترحة بموافقة بقية الوفود السيما الوفد األمريكي‪ ،‬فظمت المادة (‪ )20‬عمى‬
‫حاليا دون تعديل وبقي الخطأ المفترض ىو أساس المسؤولية‪.‬‬

‫فريد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.952‬‬ ‫‪1‬‬

‫ربضي عيسى غسان‪ ،‬مسؤولية الناقل الجوي الدولي عن الضرر الواقع عمى األشخاص وأمتعتيم‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬ ‫‪2‬‬

‫الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،3499 ،‬ص ‪.52‬‬


‫‪- 44 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقد أجاز البرتوكول‪ -‬في المادة الثانية عشرة منو‪ -‬لمناقل الجوي أن يشترط إعفاء‬
‫نفسو من المسؤولية في حالة ضياع البضاعة أو أي ضرر كما جاء البرتوكول بأحكام جديدة‬
‫وضعت تعريفا ضيقا لمخطأ المساوي لمغش‪ ،‬كما أنو قام بتخفيف الجزاءات الموقعة عمى‬
‫الناقل الجوي سيء النية‪ ،‬فقصرىا عمى حرمانو من التمسك بالحد األقصى لمتعويض الذي‬
‫حددتو االتفاقية‪ ،‬وأباح لو الحق في اإلعفاء من المسؤولية عن طريق إثبات اتخاذ اإلجراءات‬
‫الضرورية لتالفي وقوع الضرر‪ ،‬كل ىا لم يكن إال انتصا ار لمناقمين الجويين عمى حساب‬
‫‪1‬‬
‫المسافرين أو المرسمين‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مسؤولية الناقل الجوي وفقا لبرتوكول جواتيماال‬

‫لقد فرق برتوكول جواتيماال سنة ‪ 1971‬بشأن طبيعة مسؤولية الناقل الجوي الدولي‬
‫في نقل األشخاص وأمتعتيم بين أمرين‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬بالنسبة لوفاة المسافر أو إصابتو بأي أذى جسماني آخر أو ضياع وتمف حقائبو‬
‫ويبين نص المادة (‪ )4‬من البرتوكول أن مسؤولية الناقل الجوي أصبحت ترتكز بيذا‬
‫الخصوص عمى أساس فكرة المخاطر وتحمل التبعية‪ ،‬أي تعتبر مسؤولية موضوعية أو‬
‫مطمقة تنعقد عمى رأس الناقل الجوي بقوة القانون وال يستطيع التحمل من المسؤولية أو‬
‫التخفيف منيا لسببين فقط أوليما يرجع إلى الحالة الصحية لمراكب والتي يجب أن تكون‬
‫السبب الوحيد فيما لحق بو من أضرار‪ ،‬والثاني بالنسبة لتأخير المسافر وتأخير حقائبو‪ ،‬وىنا‬
‫ظمت طبعية مسؤولية الناقل الجوي كما ىي في اتفاقية وارسو سنة ‪ 1929‬أي مسؤولية‬
‫‪2‬‬
‫تعاقدية‪.‬‬

‫ربضي عيسى غسان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬ ‫‪1‬‬

‫أبو زيد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.249‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما بالنسبة لنقل البضاعة فيبدو أن مسؤولية الناقل الجوي ظمت كما ىي في اتفاقية‬
‫وارسو سنة ‪ 1929‬أي مسؤولية تعاقدية تقوم عمى قرينة الخطأ المفترض‪ ،‬بحيث تنعقد‬
‫بمجرد اإلخالل بسالمة البضاعة أو في حالة تمفيا أو ىالكيا أو تأخيرىا ما لم يثبت الناقل‬
‫الجوي أنو وتابعيو قد اتخذوا كافة التدابير الضرورية لتفادي ذلك‪.‬‬

‫وىكذا استقر المقام بالنسبة لمسؤولية الناقل الجوي الدولي لألشخاص لتصبح مسؤولية‬
‫موضوعية مبناىا فكرة المخاطر وتحمل التبعية‪ ،‬ولقد تطابقت بيذا التطور مع مسؤولية‬
‫‪1‬‬
‫مستغل الطائرة عن األضرار التي تحدثيا عمى السطح‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مسؤولية الناقل الجوي في برتوكول مونتريال الرابع لسنة ‪5791‬‬

‫نصت المادة الرابعة من برتوكول مونتريال الرابع لسنة ‪ 1975‬عمى أن‪" :‬مسؤولية‬
‫الناقل عمى األضرار التي تصيب البضاعة نتيجة ىالكيا أو تمفيا أو ضياعيا دون أن‬
‫يستطيع الناقل التحمل من المسؤولية إال إذا أقام الدليل عمى أن سبب الضرر كان أحد‬
‫األسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬طبيعة البضاعة أو عيبيا الذاتي‪.‬‬

‫‪ -2‬سوء التغميف الراجع إلى شخص آخر غير الناقل أو أحد تابعيو‪.‬‬

‫‪ -3‬أعمال الحرب أو النزاع المسمح‪.‬‬

‫‪ -4‬عمل صادر عن السمطة العامة ذات الصمة بالبضاعة من حيث دخوليا أو خروجيا من‬
‫‪2‬‬
‫المطار أو أثناء عبورىا بو"‪.‬‬

‫أبو زيد رضوان ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.243‬‬ ‫‪1‬‬

‫ربضي عيسى غسان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 46 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من ىذه المادة يتضح أن مبدأ المسؤولية الموضوعية لمناقل الجوي الذي يتم العمل بو‬
‫في اتفاق مونتريال لسنة ‪ 1966‬بالنسبة لألشخاص واألمتعة فإنو يطبق أيضا عمى البضائع‪.‬‬
‫وبالتالي فإن مسؤولية الناقل الجوي أصبحت مسؤولية موضوعية – بغض النظر عن ماىية‬
‫عقد النقل – قائمة عمى أساس فكرة الخطر وتحمل التبعية‪ ،‬بحيث ال يستطيع الناقل التخمص‬
‫من المسؤولية إال إذا أثبت أن الضرر يرجع إلى أحد األسباب سالفة الذكر‪.‬‬

‫إال أن ىذا ال يعني أن طبيعة مسؤولية الناقل الجوي قد توحدت‪ ،‬لذا يجب السريان‬
‫ىذا المبدأ الذي أتى بو برتوكول مونتريال الرابع أن تكون الدولة التي انضمت وصادقت عمى‬
‫برتوكول جواتيماال تكون مسؤولية الناقل الجوي فييا تعاقدية مبناىا الخطأ المفترض القابل‬
‫إلثبات العكس‪ .‬وأما الدولة التي قد انضمت إلى اتفاق مونتريال لسنة ‪ 1966‬فإن مسؤولية‬
‫الناقل الجوي فييا تكون مسؤولية موضوعية في كل حاالت الضرر متى كانت نقطة المغادرة‬
‫أو اليب وط في أراضي الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وأما إذا انضمت الدولة إلى برتوكول‬
‫مونتريال الموقع في سنة ‪ 1975‬فإن المسؤولية فييا تكون موضوعية في كل حاالت الضرر‬
‫‪1‬‬
‫عدا التأخير‪.‬‬

‫وىكذا أصبحت مسؤولية الناقل الجوي بمقتضى اتفاقية وارسو بعد التعديالت العديدة‬
‫التي أدخمت عمييا مسؤولية موضوعية قائمة عمى أساس الخطر‪ ،‬وتقمصت المسؤولية عن‬
‫الخطأ المفترض ولم يعدليا أي تطبيق إال في حالة واحدة ىي المسؤولية عن التأخير في نقل‬
‫الركاب واألمتعة والبضائع‪.‬‬

‫أحمد عبد الفضيل دمحم‪ ،‬القانون الخاص الجوي‪ ،‬مكتبة دار الجالء‪ ،‬ص ‪.292‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 47 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حاالت مسؤولية الناقل الجوي‬

‫تواجو اتفاقية وارسو لعام ‪ 1929‬حاالت رئيسية لمسؤولية الناقل الجوي ىي حاالت‬
‫األضرار البدنية التي تصيب المسافر وحاالت التمف أو الضياع التي تصيب البضائع أو‬
‫األمتعة وأخي ار حالة التأخير في تنفيذ عقد النقل الجوي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المسؤولية من األضرار البدنية‬

‫تنص المادة ‪ 17‬من اتفاقية وارسو عمى أنو‪" :‬يسأل الناقل عن الضرر الذي يقع في‬
‫حالة الوفاة أو الجرح أو أذى آخر يمحق المسافر إذا وقع الحادث الذي نجم عنو ضرر عمى‬
‫متن الطائرة أو في أثناء عممية الصعود أو النزول"‪.‬‬

‫وىذا النص يترتب عمى عاتق النقل الجوي التزاما بضمان السالمة‪ 1‬وىو التزام ببذل‬
‫العناية والمشرع الجزائري لم يشر إلى ىذا االلتزام ولكن يمكن استخالصو من المادة ‪145‬‬
‫من قانون (‪ )06-98‬التي تنص‪" :‬الناقل الجوي يعتبر مسؤوال عن الخسائر واألضرار التي‬
‫يصاب بيا شخص منقول‪ ،‬وبالنظر ذلك لممادة ‪ 01/148‬وىي تقابل المادة ‪ 1/20‬من‬
‫اتفاقية وارسو المعدلة لبرتوكول الىاي ‪ 1955‬تقر بأن الناقل ممزم ببذل عناية فقط يقدم‬
‫الدليل عمى أنو ىو ومندوبوه قاموا باإلجراءات الضرورية لتفادي الخسارة أو استحالة اتخاذىم‬
‫ذلك فيي قرينة بسيطة قابمة إلثبات العكس"‪ 2.‬ولكن خطأ الناقل مفترضا فتخور مسؤوليتو‬
‫لمجرد حدوث الوفاة واإلصابة إال أن الناقل يستطيع دفع ىذه المسؤولية عن طريق إثبات أنو‬
‫‪3‬‬
‫وتابعوه قد اتخذوا كل االحتياطات لتوقي الضرر أو كان من المستحيل عمييم اتخاذه‪.‬‬

‫رفعت الفخري‪ ،‬الوجيز في القانون الجوي‪ ،‬جامعة عين الشمس‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص ‪.922‬‬ ‫‪1‬‬

‫مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.923‬‬ ‫‪2‬‬

‫دمحم فريد العريني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.942‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬وقوع الحادث‬

‫لم تحدد اتفاقية وارسو ما المقصود بالحادث أو الواقعة الناتجة عن عممية النقل‬
‫بمعنى أنيا ترتبط باستغالل الطائرة وتنشأ عنيا‪ ،‬ووفقا ليذا التعريف يشمل الحادث انفجار‬
‫الطائرة أو ارتطاميا باألرض أو بسفينة أو طائرة أخرى في الجو سواء كان ناشئا عن عطل‬
‫بالطائرة أو خطأ في القيادة أما إذا كان الغرض ناشئا عن شجار بين اثنين من المسافرين‬
‫‪1‬‬
‫فال يمثل ىذا الشجار حادثا يرتب المسؤولية عمى عاتق الناقل‪.‬‬

‫ولقد فسر الفقو الحادث تفسي ار شيقا فربطو باالستغالل التام لمطائرة وذىب بعضيم‬
‫إلى حصر الحادث عمى الحالة التي تعطب الطائرة فتسقط فيصاب فييا الركاب والطاقم أو‬
‫الغير بالضرر‪ ،‬أما التعبير الموسع فالحادث الجوي يشمل كل واقعة يترتب عمييا شخص‬
‫راكب‪ ،‬بل أنو كل تأثير فجائي لعامل خارجي يترتب عنو ضرر قد يكون متصال بمشروع‬
‫النقل أو خارجيا عنيا‪.‬‬

‫أما فيما يخص قانون الطيران المدني الجزائري فال نجد اصطالح الحادث إذ تنص‬
‫المادة ‪ 145‬منو عمى‪" :‬ان الناقل الجوي مسؤول عن الخسائر واألضرار التي يصاب بيا‬
‫الشخص المنقول شريطة أن يكون سبب تمك الخسارة أو الجرح قد حدث عمى متن الطائرة"‪.‬‬
‫من خالل ذلك يمكن القول أن المشرع الجزائري اتجو في األول لمتفسير الضيق لمحادث ألنو‬
‫تكمم عن السبب المفضي إلى الضرر إذ يجب أن يكون ىذا السبب متعمق وحدث عمى متن‬
‫الطائرة وىذا ما يفسره المشرع الذي اتبع التفسير الضيق وىو يتالئم وأساس مسؤولية الناقل‬
‫‪2‬‬
‫باعتبارىا قائمة عمى أساس الخطأ المفترض القابل إلثبات العكس‪.‬‬

‫ىاني دويدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.253‬‬ ‫‪1‬‬

‫دمحم دمانة‪ ،‬دفع المسؤولية المدنية لمناقل‪( ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة)‪ ،‬القانون الخاص‪ ،‬كمية الحقوق والعموم اإلسالمية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممسان‪ ،3499 ،‬ص ‪.934‬‬


‫‪- 49 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وقوع الحادث في فترة النقل الجوي‬

‫تنص المادة ‪ 17‬من اتفاقية وارسو أن الناقل يكون مسسؤوال متى وقع الحادث عمى‬
‫متن الطائرة أو في أثناء عمميات الصعود أو اليبوط واليدف من وراء ذلك ىو حماية‬
‫المسافرين من مخاطر الطيران‪ ،‬وىذا يتفق ما ذىب إليو المشرع الجزائري في المادة ‪،145‬‬
‫فااللتزام يستمر طول الرحمة الجوية وبعد اليبوط وحتى المحظة التي ينيي فييا الناقل توصيل‬
‫المسافرين إلى مباني مطار الوصول وال تخضع العمميات السابقة أو التالية ألحكام اتفاقية‬
‫وارسو مثل عممية تسجيل أو سحب األمتعة أو اإلجراءات الجمركية ولكنيا تخضع ألحكام‬
‫‪1‬‬
‫القانون الوطني الواجب التطبيق‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الضرر الذي يصيب الركاب‬

‫إذا اجتمع الشرطان السابقان عد الناقل مخال بااللتزاماتو بضمان السالمة‪ ،‬ولكن‬
‫مسؤوليتو ال تنعقد إال إذا أدى ىذا اإلخالل إلى إلحاق الضرر بالراكب‪ ،‬ولم توضح االتفاقية‬
‫المقصود بالضرر كما أنيا لم تبين نوع الضرر الذي يتعين أخذه في االعتبار عند تقرير‬
‫مسؤولية الناقل الجوي والرأي المستقر عمى وجوب الرجوع إلى القوانين الوطنية وتطبيق‬
‫الحمول التي تقضي بيا في ىذا الصدد‪.‬‬

‫ولما كانت مسؤولية الناقل الجوي تعتبر وفقا ألحكام القانون المصري مسؤولية عقدية‬
‫فال تعويض – وفقا ألحكام ىذا القانون‪ -‬إال أن األضرار المتوقعة‪ ،‬الميم إال إذا كان الضرر‬
‫يرجع إلى غش الناقل أو خطئو الجسيم ففي ىذه الحالة يمتزم بتعويض جميع األضرار التي‬
‫لحقت بالراكب متوقعة كانت أو غير متوقعة‪ .‬كما يمتزم الناقل أيضا في القانون المصري‬
‫‪2‬‬
‫بتعويض جميع األضرار مادية كانت أم أدبية‪.‬‬

‫دمحم دمانة‪ ،‬مرحع سابق‪ ،‬ص ‪.939‬‬ ‫‪1‬‬

‫دمحم فريد العريني‪ ،‬دمحم السيد الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.243‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية عن ىالك أو تلف األمتعة أو البضائع‬

‫يشترط المشرع التجاري أن يكون اليالك أو التمف قد نتج عن حادث يقع أثناء النقل‬
‫الجوي ويثير تحديد مفيوم الحادث بمعرض المسؤولية عن اليالك أو التمف ذات اإلشكاليات‬
‫التي يثيرىا تحديد م فيومو في مجال المسؤولية عن األضرار البدنية التي تمحق المسافرين‬
‫أثناء النقل الجوي‪.‬‬

‫ويحدد المشرع التجاري فترة النقل الجوي لألمتعة والبضائع عمى نحو ال يختمف عن‬
‫تحديدىا بالنسبة إلى المسؤولية عن ضمان سالمة المسافرين‪ ،‬فالنقل الجوي يشمل الفترة التي‬
‫تكون فييا األم تعة أو البضائع في حراسة الناقل أو تابعيو داخل مطار القيام أو أثناء‬
‫الطيران أو داخل مطار الوصول أو في أي مطار أو مكان آخر تيبط فيو الطائرة اختيا ار أو‬
‫‪1‬‬
‫اضط اررا‪.‬‬

‫إال أن المشرع التجاري يضيف أن النقل الجوي ال يشمل الفترة التي تكون فييا‬
‫األمتعة أو البضائع محل نقل بري أو بحري أو نيري يقع خارج المطار إال إذا كان النقل‬
‫الزما لشحن األمتعة أو البضائع أو لتسميميا أو لنقميا من طائرة إلى أخرى تنفيذا لعقد النقل‬
‫الجوي‪ ،‬ويتضح من ذلك أن الناقل الجوي ال يسأل عن ىالك أو تمف األمتعة أو البضائع‬
‫إال إذا كان ناشئا عن حادث جوي مما يشمل الفترة التي يكون الناقل الجوي حارسا لألمتعة‬
‫والبضائع في مطار القيام وأثناء الرحمة الجوية وفي مطار الوصول دون إخالل بمسؤولية‬
‫الناقل الجوي عنيا حال وجود الطائرة في مطار أو مكان آخر تيبط فيو الطائرة اختيا ار أو‬
‫إض ار ار وعميو إذا كان النقل الجوي جزءا من نقل مركب فإن الناقل الجوي ال يسأل بصفتو‬
‫ىذه إال عن اليالك أو التمف الذي يمحق األمتعة أو البضائع أثناء تنفيذ النقل الجوي‪.‬‬

‫ثروت أنيس األسيوطي‪ ،‬مسؤولية الناقل الجوي في القانون المقارن‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪ ،9663 ،3‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.943‬‬
‫‪- 51 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويختمف األمر إذا كان النقل غير الجوي تابعا لتنفيذ التزامات الناقل الجوي الناشئة‬
‫عن عقد النقل الجوي فما استمزم شحن األمتعة أو البضائع في مطار القيام نقميا ب ار إلى‬
‫المطار‪ ،‬أو استمزم تسميميا في محل المرسل إليو نقميا ني ار من مطار الوصول‪ ،‬أو كان‬
‫النقل ضروريا النتقال األمتعة أو البضائع من طائرة إلى أخرى تنفيذا لعقد النقل الجوي‪ ،‬يبقى‬
‫الناقل الجوي مسؤوال عن اليالك أو التمف الذي يمحق باألمتعة أو البضائع أثناء التنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫الناقل الغير الجوي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المسؤولية على التأخير‬

‫من أىم العناصر في النقل الجوي كسب الوقت الذي ينفرد لو الطائرة ويقع عمى عاتق‬
‫الناقل الجوي التزام بالنقل في الميعاد المحدد‪ ،‬وتقوم مسؤوليتو إذا ما أخل بتنفيذ ىذا االلتزام‬
‫عمى نحو يمحق الضرر بالمسافر أو الشاحن‪ ،‬وىذا االلتزام وفقا لمقانونين الكويتي واألردني‬
‫يعد التزاما بتحقيق نتيجة فبمجرد عدم حصول النتيجة والتي تتمثل في توصيل المسافر أو‬
‫البضاعة إلى مكان الوصول في الميعاد المتفق عميو تنعقد مسؤولية الناقل الجوي إال إذا أقام‬
‫الدليل عل أن كذلك يرجع إلى سبب أجنبي ال دخل إلى إرادتو في حدوثو‪.‬‬

‫وااللتزام بتحقيق النتيجة يكون في حالة االتفاق سمفا عمى تنفيذ النقل في ميعاد محددة‬
‫ولكن إذا تخمف مثل ىذا االتفاق فينقمب االلتزام إلى التزام ببذل عناية أي التزام الناقل بالنقل‬
‫في الميعاد المعقول وىنا يتعين عمى المضرور إثبات أن عدم التنفيذ في الميعاد المعقول‬
‫يرجع إلى خطأ الناقل ىذا ونصت اتفاقية وارسو عمى مسؤولية الناقل الجوي عن األضرار‬
‫المترتبة عمى التأخير في نقل الركاب واألمتعة والبضاعة ولقيام المسؤولية يشترط ثالث‬
‫شروط ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬التأخير عن الميعاد‪.‬‬

‫ثروت أنيس األسيوطي‪ ،‬مرجع سابق'‪ ،‬ص ‪.944‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬حدوث التأخير في فترة زمنية معينة‪.‬‬

‫‪ -3‬الضرر‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التأخير في الميعاد‬

‫التأخير يعني مجاوزة الميعاد إذا كانت ىناك مدة محددة سمفا لتنفيذ عممية النقل‪،‬‬
‫ورغم وضوح ىذا المبدأ إال أنو إثار صعوبات ترجع إلى عاممين‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن االتفاقية ال تضع معيار يمكن عمى ضوئو تحديد المقصود بتأخير الذي يؤدي إلى‬
‫مسائمة الناقل الجوي‪.‬‬

‫ب‪ -‬أن مبدأ المسؤولية عن التأخير لقي معارضة شديدة من الناقمين الجويين واالتحاد‬
‫الدولي لمؤمني شركات الطيران بحجة أنو يؤدي إلى عرقمة المالحة الجوية ويعرضيا إلى‬
‫الخطر‪ ،‬إذ أن تمك المالحة مرتينة بظروف مختمفة ليس في إمكان النقل الجوي السيطرة‬
‫عمييا كالظروف الخاصة بالجو فقد يسمح بالطيران أو ال تسمح وكالظروف الخاصة بقدرة‬
‫‪1‬‬
‫الطائرة عمى حمل البضائع‪.‬‬

‫ولقد ظير أثر ىذه المعارضة في الشروط التي تدرجيا شركات الطيران والتي تقضي‬
‫بأنو ليس ىناك اشتراط عمى إتمام النقل في مدة محددة وبأن ساعات الرحيل والوصول‬
‫المبينة في جداول مواعيد الناقمين أو في أي وثائق أخرى ال تعتبر جزءا من عقد النقل فكا‬
‫ىي إال مؤشر تقريبي لمتوسط الوقت التي تستغرقو عممية النقل وأدت ىذه الصعوبات إلى أن‬
‫صار مبدأ المسؤولية عن تأخير مرك از لصراع بين المصالح المتباعدة لمستعممي الطائرة‬
‫والناقل الجوي‪ ،‬فمستعممو الطائرة يرغبون في التعويض عن التأخير‪ ،‬بينما يرغب الناقل‬
‫الجوي في دفع أقل تعويض ممكن‪.‬‬

‫عدلي أمير خالد ‪ ،‬أحكام مسؤولية الناقل الجوي‪ ،‬دار منشأة المعارض لمنشر‪ ،3444 ،‬ص ‪.33‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ولقد ظيرت محاوالت لغرض التوفيق بين ىذه المصالح المتعارضة فذىبت إلى صحة‬
‫شروط عقد النقل التي تقضي بعدم التزام الناقل الجوي بميعاد محدد لمنقل‪ ،‬وأن المواعيد‬
‫المحددة في جداول مواعيد الناقمين ال تعتبر جزءا من عقد النقل وانما مجرد مؤشر تقريبي‬
‫لمتوسط الوقت الذي يستغرقو النقل‪ ،‬واعفاء الناقل من المسؤولية عن التأخير طالما أن‬
‫المضرور لم يقدم الدليل عمى أن التأخير يرجع إلى خطأ جسيم من جانب الناقل الجوي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حدوث التأخير في فترة زمنية معينة‬

‫إذا حصل تأخير أثناء فترة النقل الجوي فيسأل الناقل الجوي وفقا التفاقية وارسو وان‬
‫‪1‬‬
‫كان خارجيا فيسأل طبقا لقواعد اإلسناد في قانون المحكمة المختصة بالفصل في النزاع‪.‬‬

‫ويسأل الناقل الجوي وفقا لالتفاقية عن التأخير في نقل البضائع متى وقع ىذا التأخير‬
‫خالل الفترة التي تتواجد فييا البضاعة في حراسة الناقل‪ ،‬كما يسأل الناقل وفقا التفاقية‬
‫وارسو عن التأخير في نقل الركاب إذا حدث ىذا التأخير أثناء الفترة الزمنية التي تمتد بين‬
‫لحظة مغادرة الراكب تحت إمرة الناقل القاعدة المعدة لتدمع المسافرين بمطار القيام لتوجو‬
‫إلى الطائرة المعدة لنقمو وحتى لحظة تخمصو من وصاية الناقل الجوي بدخول مباني مطار‬
‫الوصول‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الضرر الناشئ عن التأخير‬

‫لكي يسأل الناقل عن التأخير البد وأن ينشأ عن التأخير ضرر يصيب الراكب أو‬
‫يمحق البضاعة ولم توضح االتفاقية المقصود بالضرر أو نوعو‪ ،‬والرأي مستقر عمى الرجوع‬
‫‪2‬‬
‫إلى القوانين الوطنية‪.‬‬

‫دمحم موسى دياب‪ ،‬فكرة الخطأ في اتفاقية فارسوفي‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،9653 ،‬ص ‪.933‬‬ ‫‪1‬‬

‫دمحم موسى دياب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.932‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث‪ :‬استبعاد مسؤولية الناقل الجوي‬

‫ييدف التنظيم القانوني لمسؤولية الناقل الجوي إلى تحقيق التوازن بين مصالح متمقي‬
‫خدمة النقل في الحصول عمى تعويض مناسب عن األضرار التي تمحق بيم وبين مصالح‬
‫الناقمين الجويين في تحديد مسؤوليتيم تشجيعا لالستثمارات في مجال المالحة الجوية‬
‫وسنتطرق في ىذا المبحث إلى مطمبين‪ ،‬المطمب األول‪ :‬بطالن شروط اإلعفاء وتحديد‬
‫المسؤولية أما المطمب الثاني فسنتطرق إلى طرق دفع مسؤولية الناقل الجوي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬بطالن شروط اإلعفاء وتحديد المسؤولية‬

‫طبقا لممادة ‪ 52‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬يجوز لمناقل تحديد أو اعفاء مسؤوليتو‬
‫باتفاق مع المرسل في عقد النقل عن اليالك او التمف أو التأخير وىذا في الحاالت التاليةك‬

‫‪ -‬تحديد مسؤوليتو بسبب الضياع او التمف بشرط ان ال يكون التعويض المقرر اقل‬
‫بكثير من قيمة الشيء نفسو بحيث يصبح في الحقيقة وىميا‪.‬‬
‫‪ -‬اعفاؤه كميا او جزئيا من مسؤولية التأخير‪.‬‬
‫‪ -‬يكون ب اطال كل اشتراط من شأنو ان يعفي الناقل كميا من مسؤوليتو عن الفقدان الكمي‬
‫او الجزئي او التمف‪.‬‬

‫ويتشترط لصحة تحديد المسؤولية او االعفاء منيا ان ال يكون ىناك خطأ عمدي او جسيم‬
‫مرتكب من قبل الناقل‪ ،‬او من مستخدميو ويكون عمى المرسل او المرسل اليو اثبات غش او‬
‫‪1‬‬
‫خطأه الجسيم‬

‫ويقع باطال كل شرط يقضي بإعفاء الناقل الجوي من المسؤولية أو بتحديدىا بأقل من‬
‫الحدود المنصوص عمييا ىذا التقنين‪ ،‬ويتضح من ذلك أنو ال يجوز لمناقل الجوي اشتراط‬

‫‪1‬‬
‫‪.110‬‬ ‫عمار عمورة‪ ،‬العقود والمحل التجاري في القانون الجزائري‪ ،‬دار الخمدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‬
‫‪- 55 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إعفائو من المسؤولية ويمتد بطالن شروط اإلعفاء إلى جميع حاالت مسؤولية الناقل الجوي‬
‫(وفاة المسافر‪ ،‬األضرار البدنية التي تمحق بو‪ ،‬ىالك أو تمف األمتعة أو البضائع‪ ،‬التأخير)‪.‬‬

‫كذلك يمتد البطالن إلى شرط اإلعفاء من المسؤولية ليس فقط عن األضرار التي‬
‫تمحق باألمتعة المسجمة‪ ،‬وانما أيضا إلى المسؤولية عن األضرار التي تمحق باألمتعة الخفيفة‬
‫‪1‬‬
‫نتيجة خطأ الناقل الجوي أو خطأ تابعيو‪.‬‬

‫وال يجوز لمناقل الجوي اشتراط تحديد مسؤوليتو بأقل مما ىو محدد في نصوص‬
‫التقنين التجارية واال وقع الشرط باطال ووجب الحكم لممضرور بالتعويض في ضوء الحدود‬
‫القصوى لمتعويضات المقررة قانونا‪.‬‬

‫ويقتصر أثر البطالن عمى شروط اإلعفاء أو تحديد المسؤولية‪ ،‬ويبقى عقد النقل‬
‫الجوي في ذاتو صحيحا ومنتجا آلثاره ويترتب عمى بطالن الشروط خضوع العقد لألحكام‬
‫الموضوعية لمسؤولية الناقل الجوي الواردة بالتقنين التجاري‪ .‬ويراعى أن شروط العقد أو‬
‫تحديد مسؤولية الناقل قد تكون مباشرة كأن يتفق عمى إعفاء الناقل من المسؤولية عن التأخير‬
‫وقد تكون شروط اإلعفاء غير مباشرة كاتفاق عمى نقل عبء اإلثبات عمى عاتق المسافر أو‬
‫المرسل وبالتالي نزولو عن قرينة المسؤولية التي تثقل كاىل الناقل أو االتفاق عمى تقصير‬
‫‪2‬‬
‫مدى تقادم دعاوى مسؤولية الناقل الجوي‪.‬‬

‫لم يذكر المشرع التجاري سوى اعتبار في حكم اإلعفاء من المسؤولية كل شرط يكون‬
‫من شأنو الزام المسافر أو المرسل إليو بدفع كل أو بعض نفقات التأمين ضد مسؤولية الناقل‬
‫الجوي وكل شرط ينزل بموجبو المسافر أو المرسل إليو لناقل عن حقوقو في التأمين ضد‬
‫أخطار النقل‪ ،‬فمثل ىذين الشرطين يؤديان في واقع األمر إلى عدم تحمل الناقل الجوي لتبعة‬

‫عبد القيار مقبل طو‪ ،‬تحديد مسؤولية الناقل الجوي الدولي‪( ،‬رسالة ماجستير منشورة)‪ ،‬جامعة صنعاء‪ ،‬اليمن‪،3443 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.992‬‬
‫مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.999‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المسؤولية الممقاة عمى عاتقو فمتى التزم متمقي خدمة النقل بدفع كل أو بعض أقساط التأمين‬
‫ضد مسؤولية الناقل الجوي يسترد الناقل التعويض الذي دفع لممضرور من المؤمن أو يكون‬
‫األخير ممتزما بدفعو مباشرة إلى المضرور‪ ،‬دون أدنى تحمل من قبل الناقل الجوي لنفقات‬
‫التأمين الجوي‪ .‬واذا تنازل المسافر أو المرسل إليو عن حقوقو في التأمين إلى الناقل ويتحمل‬
‫المؤمن وحده التعويض المقرر لممضرور مع حرمانو من الرجوع عمى الناقل المسؤول الذي‬
‫أصبح صاحب الحق في التأمين الجوي‪ ،‬فإذا أخذنا في االعتبار مدى المخاطر التي تحيط‬
‫بق بض التعويضات من المؤمنين نظ ار التساع نطاق التزامات المستأمنين يتبين لنا كيف‬
‫يمكن لمثل ىذه الشروط أن تفضي ليس فقط إلى عدم تحمل الناقل الجوي لتبعة المسؤولية‬
‫‪1‬‬
‫وانما أيضا إلى صعوبة حصول المضرور عمى التعويض من المؤمن‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أن شروط اإلعفاء أو تحديد المسؤولية قد يتفق عمييا ابتداء أي‬
‫عند إبرام عقد النقل الجوي وال شك في بطالن ىذه الشروط التي تتقرر قبل وقوع الحادث‬
‫الذي أفضى إلى الضرر‪ ،‬أما بالنسبة لممشرع التجاري فمم يميز بين الشرط الذي قد يتضمنو‬
‫عقد النقل الجوي ابتداء‪ ،‬وبين الشرط المعدل ألحكام العقد سواء أتى التعديل قبل وقوع‬
‫الحادث أو بعده وان كان يجوز لممضرور إبراء الناقل الجوي من التزاماتو بالتعويض سواء‬
‫بصفة كمية أو بصفة جزئية إال أن اإلبراء يتميز كتصرف قانوني يصدر عن اإلرادة المنفردة‬
‫عن االتفاق عمى شروط من شأنيا إعفاء الناقل الجوي من المسؤولية أو تحديد ىذه‬
‫‪2‬‬
‫المسؤولية بأقل مما ىو مقرر قانونا‪.‬‬

‫ويضاف إلى ذلك أن اشتراط الناقل بعد وقوع الحادث التزام متمقي خدمة النقل بأداء‬
‫كل أو بعض نفقات التأمين‪ ،‬أو اشتراطو نزول متمقي خدمة النقل عن حقوقو في التأمين‬
‫ضد أخطار النقل وذلك مقابل التزام الناقل بأداء التعويض إلى المضرور‪ ،‬سوف يفضي ال‬

‫شامي دمحم حسين‪ ،‬ركن الخطأ في المسؤولية المدنية‪ ،‬دار النيضة العربية‪،9664 ،‬ص ‪.964‬‬ ‫‪1‬‬

‫مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.966‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫محالة إلى بطالن مثل ىذه الشروط‪ ،‬ويؤدي إلى إعفاء أو تحديد مسؤولية الناقل الجوي سواء‬
‫تقرر قبل وقوع الحادث أو بعده ومن شأن ذلك حماية متمقي خدمة النقل من مخاطر تفاوت‬
‫المراكز االقتصادية أو الواقعية بينو وبين الناقل الجوي‪ ،‬أما إبراء المضرور لناقل بمنأى عن‬
‫‪1‬‬
‫أية مساومة بينيما فيكون صحيحا ومنتجا ألثره‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق دفع مسؤولية الناقل الجوي في تطبيقات السبب األجنبي‬

‫وتطبيقات السبب األجنبي التي واجييا التقنين التجاري ىي القوة القاىرة والعيب‬
‫الذاتي في األشياء المنقولة وخطأ المضرور‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القوة القاىرة‬

‫القوة القاىرة ىي حادث ال يمكن توقعو ودفعو وليس لمناقل الجوي يد في حدوثو‪ ،‬ومن‬
‫أمثمة القوة القاىرة الحوادث الطبيعية المفاجئة كالزالزل حال إقالع الطائرة أو ىبوطيا‪ ،‬أو‬
‫الصواعق الطبيعية التي تصيب الطائرة أثناء الطيران‪ ،‬ويعد كذلك من قبيل القوة القاىرة‬
‫اندالع حرب أو اضطرابات أمنية أو إضراب لم يتوقعو الناقل الجوي أو نشوب حريق‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫شريطة أن تتوافر في ىذه الحوادث خصائص القوة القاىرة‪.‬‬

‫ولكي تعد القوة القاىرة سببا يعفي الناقل من المسؤولية أجمع الفقو عمى ضرورة توفر‬
‫عنصرين في الواقعة المدعى بيا طي تكون قوة قاىرة أو حادثا فجائيا وىذا أن العنصران‬
‫ىما‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عدم إمكان توقع الواقعة يجب أال يكون في استطاعة الناقل توقعيا ألنو إذا‬
‫أمكن توقعيا يعد الناقل مقص ار ومعيار التدابير الضرورية معيار موضوعي يقاس عمى ما‬
‫يفعمو الناقل الحريص إذا وجد في نفس الظروف والمكان ونوعية النشاط‪.‬‬

‫شامي دمحم حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.966‬‬ ‫‪1‬‬

‫ىاني دويدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.345‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬عدم إمكانية دفع الواقعة يجب أن تكون مستحيمة التوقع وكذلك يجب أن تكون‬
‫مستحيمة الدفع ومعيار استحالة الدفع موضوع يقدر بمقدرة غيره من الناقمين العاديين إذا ما‬
‫وجدا في نفس الظروف كما أن معيار االستحالة يعود إلى محكمة الموضوع‪ ،‬يثبت الناقل‬
‫أنو اتخذ كل التدابير الضرورية ويبين األسباب التي أدت إلى عدم إمكانية تفادي الضرر‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كما يمكنو أن يثبت أن الضرر كان سيقع حتما سواء اتخذ تدابير أو لم يتخذىا‪.‬‬

‫ومن جانب آخر نص المشرع التجاري عمى أنو ال يعتبر كذلك من القوة القاىرة‬
‫الحوادث التي ترجع إلى وفاة تابعي الناقل فجـأة أو إصابتيم بضعف بدني أو عقمي أثناء‬
‫العمل ولو ثبت أن الناقل اتخذ الحيطة لضمان لياقتيم البدنية والعقمية ويؤكد الحكم المتقدم‬
‫في مجال النقل الجوي التزام مستثمر الطائرة بتعيين أفراد الطاقم الجوي من الحائزين عمى‬
‫الشيادات واإليجازات التي تسمح ليم بقيادة الطائرة ووجوب إجراء الفحص الطبي ليؤالء‬
‫بصفة دورية‪ ،‬واعداد برامج تدريبية ليم لضمان لياقتيم الصحية والمينية‪ ،‬وعمى ذلك إذا نتج‬
‫الحادث عن وفاة أحد أعضاء ىيئة قيادة الطائرة أو إصابتو بضعف بدني أو عقمي أثناء‬
‫الطيران‪ ،‬يفترض معو إىمال مستثمر الطائرة في ضمان المياقة الصحية الالزمة لسالمة‬
‫الرحمة الجوية وىو افتراض ال يقبل إثبات العكس لما نص عميو المشرع التجاري من عدم‬
‫اعتبار الحادث قوة قاىرة ولو أثبت الناقل اتخاذه الحيطة لضمان المياقة البدنية والعقمية‬
‫‪2‬‬
‫لقائدي الطائرة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العيب الذاتي في األشياء المنقولة‬

‫ال يسأل الناقل الجوي عما يصيب األمتعة أو البضائع من ىالك أو تمف بسبب عيب‬
‫فييا أو صفة لم يكن في مقدور الناقل إدراكيا والمثال عمى ذلك أن تكون أمتعة المسافر‬
‫قابمة لمكسر لم يعمن المسافر لناقل ىذه الصفة مما حال دون اتخاذ الناقل التدابير الالزمة‬

‫ىشام فضمي‪ ،‬مسؤولية الناقل الجوي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬مصر‪ ،3442 ،‬ص ‪.946‬‬ ‫‪1‬‬

‫ىشام فضمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.954‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لمنح وقوع الضرر‪ ،‬كذلك إذا كانت البضائع المنقولة قابمة لتمف بسبب ما يعترييا من عيب‬
‫وتمفت رغم الظروف الطبيعية لمنقل الجوي‪ ،‬فإن الناقل الجوي ال يسأل عن ىذا التمف‪.‬‬

‫ويفترض في العيب الذاتي في الشيء محل النقل أنو لم يكن في مقدور الناقل الجوي‬
‫إدراكو‪ ،‬أما إذا كان العيب ظاى ار لو فقد رأينا من قبل أنو يحق لناقل فحص األشياء المنقولة‬
‫والتحفظ بشأن حالتيا بكل ما يترتب عمى ذلك من آثار فعمى سبيل المثال إذا تبين لمناقل‬
‫الجوي أو ألحد تابعيو أن بحقيبة المسافر تمف ظاىر لو وجب عميو التحفظ حول ىذا التمف‬
‫حتى يدرء عنو مشقة إثبات أن الحقيبة كانت معيبة عند استالمو إياىا من المسافر عند‬
‫‪1‬‬
‫القيام‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خطأ المضرور‬

‫في حالة إثبات الناقل الجوي أي الخسارة ترجع إلى المضرور أو مساىمة ىذا األخير‬
‫فييا يمكن إعفاءه من المسؤولية أو التحقيق منيا من طرف الحصة القضائية المختصة‪ ،‬لذا‬
‫أثبتت المعاىدة بقاعدة إسناد تحيل إلى قانون المحكمة المثار أماميا النزاع فيما يتعمق بتحديد‬
‫أثر خطأ المتضرر وتوزيع المسؤولية بينو وبين الناقل‪ ،‬وانتقد الفقو موفق االتفاقية بيذا الشأن‬
‫حيث يرى أن تطبيق ىذا النص سيؤدي إلى إصدار أحكام مختمفة في خطأ واحد عندما يرفع‬
‫‪2‬‬
‫الدعوى أكثر من مدعى أمام أكثر من محكمة‪.‬‬

‫أما قانون الطيران المدني الجزائري رقم ‪ 06/98‬فمم ستضمن مفيوما لخطأ الضحية‬
‫ضمن نصوصو مما يجعمنا نذىب إلى القواعد العامة ويقصد بالمضرور في نقل الركاب‬
‫المسافر نفسو بينما نقل البضائع يكون كل من المرسل أو المرسل إليو ال يمكن ليما رفع‬
‫دعوى ضد الناقل ويمتد مفيوم المضرور إلى تابعي المرسل إليو يمكن أن يستغرق خطأ‬

‫وضحة فالح المطيري‪ ،‬مسؤولية الناقل الجوي الدولي في عقد نقل الركاب وفقا لمقانونين الكويتي واألردني واالتفاقيات‬ ‫‪1‬‬

‫الدولية‪( ،‬رسالة ماجستير)‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،3499 ،‬ص ‪.53‬‬
‫دمحم دمانة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.925‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الناقل الجوي أو ساىم معو في إحداث الضرر‪ ،‬وفي القانون المصري إذا أثبت الناقل الجوي‬
‫أن الضرر يعود لخطأ المتضرر وىو السبب الوحيد لمضرر فال مسؤولية تقع عمى عاتقو‪،‬‬
‫وبالتالي فال يحكم عميو القاضي بتعويض ما ألن خطأ الناقل قد استغرق خطأ المتضرر في‬
‫إحداث الضرر‪.‬‬

‫ففي ىذه الحالة يأخذ المبدأ توزيع المسؤولية لكن اختمف الفقو في طرق توزيع‬
‫المسؤولية فمنو من أخذ بنظرية التوزيع لجسامة األخطار وىذا يعني أن القاضي ينقص من‬
‫قدر التعويض بتوزيع المسؤولية بين الناقل والمتضرر كإسناد كل من الخطئين إلى اآلخر‪،‬‬
‫أما الجانب اآلخر تأخذ بطريقة التوزيع وفقا لدور السببية بكل خطأ بمعنى أن المسؤولية تقيم‬
‫بين المتضرر والناقل الجوي بقدر مساىمة كل منيما في إحداث الضرر‪.‬‬

‫ويتفرق خطأ المضرور وخطأ لمناقل إذا كان الخطأ متعمدا من جانب الضحية كأن‬
‫يمقي المسافر نفسو من الطائرة بغية االنتحار في مثل ىذه الحالة يستطيع الناقل الجوي‬
‫‪1‬‬
‫اإلسناد إلى خطأ المتضرر لدفع المسؤولية في الدعوى التي أقاميا عميو غيره‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إثبات السبب األجنبي ونفيو‬

‫الفرع األول‪ :‬إثبات السبب األجنبي‬

‫يتعين عل الناقل الجوي إقامة الدليل عمى أن السبب األجنبي ىو الذي أدى إلى عدم‬
‫تحقق النتيجة المرجوة من النقل‪ ،‬وبيذا اإلثبات يمكن لمناقل دفع مسؤوليتو عن األضرار‬
‫البدنية أو عن ىالك أو تمف األمتعة أو البضائع‪ ،‬أو عن التأخير‪.‬‬

‫وتطبيقا لذلك يتعين عمى الناقل الجوي إثبات القوة القاىرة أو أن خطأ المضرور أو‬
‫العيب األجنبي من الوقائع يكون لمناقل الجوي إقامة الدليل عمييا بكافة طرق اإلثبات‪ ،‬فمتى‬

‫دمحم دمانة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.926‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عجز الناقل الجوي عن إثبات السبب األجنبي يظل مسؤوال عن األضرار التي تمحق بممتقي‬
‫خدمة النقل‪ ،‬ومؤدى ذلك أن الناقل الجوي يتحمل تبعة السبب المجيول ذلك أنو مع بقاء‬
‫‪1‬‬
‫السبب الذي أدى إلى وقوع الضرر‪.‬‬

‫والواقع أن تحمل الناقل الجوي تبعة السبب المجيول فيو حماية أكيدة لمتمقي خدمة‬
‫النقل ذلك أن ىذه التابعة تقي المسافر أو المرسل أو المرسل إليو من إىمال الناقل الجوي أو‬
‫تابعيو الذي ال يتأتى لو الكشف عنو مع بقاء مصدر لضرر مجيوال‪ ،‬وفي مجال نقل األشياء‬
‫يبقى الناقل مسؤوال عن ىالك األشياء التي يعجز عن تبريرىا وىو ما يؤدي إلى منع التحايل‬
‫بالتصرف في تمك األشياء ثم اإلدعاء بيالكيا‪.‬‬

‫ونشير إلى أن قرينة المسؤولية التي تثقل كاىل الناقل الجوي تمزم متمقي خدمة النقل‬
‫إلثبات أي ضرر نشأ في فترة النقل الجوي‪ ،‬وفي مجال نقل األشياء يكون إثبات تسمم الناقل‬
‫ليا بحالة جيدة ومطابقة لمبيانات المذكورة في وثيقة النقل‪ ،‬ومن ىنا تأتي أىمية تحفظ الناقل‬
‫‪2‬‬
‫عمى حالة البضائع أو عمى عدم مطابقتيا لمبيانات المذكور في وثيقة النقل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نفي إثبات السبب األجنبي‬

‫أجاز المشرع التجاري لممدعى لمسؤولية الناقل الجوي أن يقيم الدليل عمى أن الضرر‬
‫لم يحدث بسبب إحدى حاالت السبب األجنبي الذي أثبتيا الناقل‪ ،‬كما يستطيع إقامة الدليل‬
‫عمى أن السبب األجنبي لم يكن السبب الوحيد في إحداث الضرر وفي ىذه الحالة يخفض‬
‫التعويض نسبة الضرر الذي ينسب إلى األمر الذي أثبتو الناقل الجوي والفرض الذي يواجيو‬
‫المشرع التجاري ىو اآلتي أن يقيم متمقي خدمة النقل الدليل عمى الضرر وعمى نشؤه في فترة‬
‫النقل الجوي‪ ،‬فيقدم الناقل الجوي الدليل عمى توفر إحدى حاالت السبب األجنبي الموجبة‬

‫رفعت الفخري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.935‬‬ ‫‪1‬‬

‫مرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.936‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 62 -‬‬
‫مسؤولية الناق ل الجوي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لدفع مسؤوليتو مثل إقامة الدليل عمى خطأ المرسل في تغميف البضائع أو حزميا‪ ،‬ففي ىذه‬
‫الفرض يستطيع المرسل إقامة الدليل عمى أن الضرر الذي لحق ببضائع وال يرجع إلى عيب‬
‫التغميف أو الحزم فيدحض بذلك دليل الناقل الجوي عمى نفي رابطة السببية بين عدم تحقق‬
‫النتيجة بسبب إنجاز النقل وبين اليالك أو التمف الذي لحق ببضائع‪ ،‬ويترتب عمى ذلك أن‬
‫يعود الناقل الجوي مسؤوال عن اليالك أو التمف دونما التزام عمى عاتق المرسل بإثبات‬
‫السبب الحقيقي الضرر وبكيفية إثبات أن الضرر ال يرجع إلى عيب التغميف أو الحزم‪ ،‬ومع‬
‫ذلك يالحظ أن الواقع العممي يممي عمى المرسل إثبات سبب الضرر كخطأ الناقل الجوي أو‬
‫أحد تابعيو حتى يتمكن من دحض دليل الناقل عمى نفي رابطة السببية‪.‬‬

‫ومن جية أخرى يمكن لمتمقي خدمة النقل إقامة الدليل عمى أن السبب األجنبي الذي‬
‫أثبتو الناقل لم يكن السبب الوحيد الذي أدى لنشوء الضرر‪ ،‬فقد يساىم العيب في الحزم في‬
‫تفاقم قدر التمف الذي يمحق بالبضائع نتيجة سقوط جسم صمب عمييا وغالبا ما يتم المجوء‬
‫‪1‬‬
‫إلى الخبراء الفنيين لتحديد مدى مساىمة األسباب المتعددة في إحداث الضرر‪.‬‬

‫دمحم دمانة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.953‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫الخ ــاتمـ ـ ــة‬
‫الخاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫الخاتمـــــــــة‪:‬‬

‫وأخي ار ما يمكن قولو‪ ،‬وكما رأينا ىو أن عقد النقل الجوي يتميز بخصائص تميزه عن‬
‫باقي العقود فيو عقد إذعان بالدرجة األولى‪ ،‬وعقد رضائي أي ال يتطمب شكمية معينة ما‬
‫عدا شكمية اإلثبات‪ ،‬التي تتمخص في ثالث وثائق وىي تذكرة سفر‪ ،‬بيان األمتعة‪ ،‬ورسالة‬
‫النقل الجوي‪ ،‬باإلضافة إلى انو يعتبر عقد تجاري بالدرجة األولى مثمو مثل عقد النقل البري‪.‬‬

‫كما أن النقل الجوي ينقسم إلى جزئين جزء يسمى بـ " النقل الجوي الداخمي " وتحكمو‬
‫القوانين الداخمية‪ ،‬وجزء آخر يسمى بـ" النقل الجوي الدولي" وتحكمو اتفاقيات وارسو‬
‫والبروتوكوالت المكممة لو‪ ،‬باإلضافة إلى أن النقل الجوي يرتب التزامات عمى عاتق طرفيو‪،‬‬
‫أي كل من الناقل والشاحن في عقد نقل البضائع‪ ،‬والناقل والمسافر في عقد نقل األشخاص‬
‫باإلضافة إلى ىذه االلتزامات ىناك حقوق تقابميا لكل من طرفي العقد‪.‬‬

‫إن األسباب الثانوية التي تؤدي إلى دفع المسؤولية عن الناقل الجوي‪ ،‬بعد ان كانت قد‬
‫تحققت مواجيتو‪ ،‬سواء في القوانين الخاصة بالنقل الجوي أو في القواعد العامة‪.‬‬

‫وىذه األسباب القانونية التي تعفي الناقل الجوي من مسؤوليتو عن حادث يقع ويخمف‬
‫آثاره الضارة بالمسافرين او الشاحن وىي القوة القاىرة‪ ،‬فعل الغير‪ ،‬خطأ المضرور‪ ،‬فعل‬
‫المرسل‪ ،‬العيب الذاتي لمبضاعة‪ ،‬واإللغاء من جية ‪ ،‬واثبات انتفاء األخطاء واثبات الخطأ‬
‫في اتفاقية وارسو الدولية وغيرىا من األسباب في البروتوكوالت واالتفاقيات الالحقة بيا‪،‬‬
‫وكذلك الدفع بعدم قبول الدعوى وسقوطيا بالتقادم من جية أخرى‪.‬‬

‫من خالل ما تقدم بيانو في العرض السابق‪ ،‬يتبين لنا جميا وما تم استنتاجو ان‬
‫مسؤولية الناقل الجوي ليست أبدية‪ ،‬وال مطمقة فقد يتم إعفاءه من تمك المسؤولية إما كميا أو‬
‫جزئيا واليدف من وراء كل ذلك تخفيف عبء المسؤولية المدنية عن كاىل الناقل‪ ،‬وما قد‬
‫ينجم عنيا من تعطيل لممصالح والتوقف عن تقديم الخدمات‪ ،‬وعرقمة الحياة التجارية‪ ،‬وكذلك‬

‫‪- 65 -‬‬
‫الخاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫عدم مقدرة الناقل عمى تحمل التعويضات لوحده الناتجة عن المسؤولية فكما الحظنا أن‬
‫الناقل أو المرسل أو المسافر فقد يشتركان ويتقاسما المسؤولية والتعويض في حالة الخطأ‬
‫المشترك‪ ،‬وعميو فإنو يجوز لمناقل الجوي من خالل ما تم شرحو أن يدفع المسؤولية عن نفسو‬
‫كميا أو جزئيا وذلك بان يثبت أن الضرر الذي وقع كان نتيجة الوقائع ال دخل لو فييا‪،‬‬
‫وخارجة عن إرادتو‪ ،‬إما عمى أساس إحدى الحاالت التي نص عمييا القانون كالقوة القاىرة‪،‬‬
‫او نتيجة خطأ المرسل أو المسافر أو نتيجة لعيب في المنقول نفسو‪ ،‬أو نتيجة لفعل الغير‬
‫الخارجة عن العقد وذلك سواء تعمق األمر بنقل البضائع أو األشخاص حسب الحالة‪.‬‬

‫من كل ما سبق‪ ،‬وبعد االنتياء من دراسة ىذا الموضوع‪ ،‬المتعمق عقد النقل الجوي‪،‬‬
‫نخمص لمنتائج والتوصيات التالية‪:‬‬

‫النتائــــــــــــــــــــــــــــــــــج‪:‬‬

‫‪ -‬أن التشريعات الوطنية تميز فيما يتعمق بمسؤولية الناقل الجوي عن التأخير بين ما‬
‫إذا كان الناقل قد حدد ميعادا‪ ،‬أي تنفيذ عقد النقل الجوي ‪ ،‬وفي ىذه الحالة يعد‬
‫التزامو بتحقيق نتيجة ال يعفيو من المسؤولية إال إثبات السبب األجنبي‪ ،‬ففي القانون‬
‫األمريكي يعد ضمانا ليذا الميعاد ويسأل عن التأخير أيا كان سببو‪.‬‬
‫‪ -‬أن عبء اإلثبات يقع عمى عاتق الناقل الجوي في دفع مسؤوليتو‪ ،‬وذلك يثبت خطأ‬
‫الراكب الجسيم أو غشو‪.‬‬
‫‪ -‬أن التعويض الذي حدد اتفاق مونتريال‪ 6611‬الزال غير عادل بالنسبة لموفاة‪ ،‬وىذا‬
‫بخالف اتفاق مونتريال لسنة ‪ 6666‬الذي وسع من مسؤولية الناقل الجوي الدولي‪،‬‬
‫بأن شمل مسؤولية اتجاه الركاب واتجاه األمتعة‪.‬‬
‫‪ -‬لم يكن واضحا في ظل اتفاقية وارسو ما إذا كان تعويض الراكب يشمل الضرر‬
‫األدبي والنفسي‪ ،‬عالوة عمى الضرر المادي‪ ،‬حيث كان ىذا الموضوع محل خالف‬
‫وتفسير من قبل المحاكم‪.‬‬
‫‪- 66 -‬‬
‫الخاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫التوصيـــــــــــــــــــــــات‪:‬‬

‫‪ -‬صرف تعويض مبدئي مناسب في حالة وقوع الحادث‪ ،‬لحين الفصل في الدعوى‬
‫المقامة‪ ،‬ويكون لممضرور الخيار إما عدم المضي قدما في رفع الدعوى ويكون‬
‫التعويض مبدئي كافيا لو‪ ،‬أو خيار إتمام الدعوى والمضي قدما فييا‪ ،‬وذلك لالتفاق‬
‫عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون مسؤولية الناقل الجوي عمى أساس تحمل التابعة كون الطائرة آلة ميكانيكية‬
‫تستعمل في ظروف خطيرة‪ ،‬أي أن تقام مسؤولية الناقل عمى أساس المسؤولية من‬
‫قبل الشيء‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة العمل عمى وضع قوانين خاصة تعالج أحكام النقل الجوي‪ ،‬في قوانين الطيران‬
‫المدني في مختمف الدول‪ ،‬وبالتالي محاولة إعطاء النقل الجوي الداخمي نوع من‬
‫الخصوصية‪ ،‬وفي نفس الوقت يجب ان تكون متناسبة مع أحكام النقل الجوي‪ ،‬في‬
‫ظل اتفاقيات الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء جية تختص بتفسير نصوص اتفاقية وارسو ‪ 6696‬وتعديالتيا‪ ،‬واتفاقية‬
‫مونتريال ‪ 6666‬وذلك من اجل دراسة اإلشكاالت القانونية التي يثيرىا النقل الجوي‬
‫سواء لمبضائع أو الركاب‪.‬‬

‫‪- 67 -‬‬
‫قـائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة المصادر والمراجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‬
‫قائمــــــــــــــــــــــــة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الكتب‬

‫‪ )1‬أبو زيد رضوان‪ ،‬القانون الجوي‪ ،‬قانون الطيران التجاري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬جمهورية‬
‫مصر العربية‪.1995،‬‬
‫‪ )2‬أكرم ياممكي‪ ،‬القانون الجوي‪ ،‬مكتبة دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.1997 ،‬‬
‫‪ )3‬بوسعد سعيداني‪ ،‬النقل الجوي في القانون الجوي الجزائري‪ ،‬المعهد الوطني لمقضاء‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ )4‬ثروت أنيس األسيوطي‪ ،‬مسؤولية الناقل الجوي في القانون المقارن‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1996 ،2‬‬
‫‪ )5‬ربضي عيسى غسان‪ ،‬مسؤولية الناقل الجوي الدولي عن الضرر الواقع عمى‬
‫األشخاص وأمتعتهم‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪.2011 ،‬‬
‫‪ )6‬رفعت الفخري‪ ،‬الوجيز في القانون الجوي‪ ،‬جامعة عين الشمس‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ )7‬عدلي أمير خالد‪ ،‬عقد النقل الجوي في ضوء قانون الطيران المدني الجديد‪ ،‬دار‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.1996 ،‬‬
‫‪ )8‬عدلي أمير خالد ‪ ،‬أحكام مسؤولية الناقل الجوي‪ ،‬دار منشأة المعارض لمنشر‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ )9‬عمار عمورة‪ ،‬العقود والمحل التجاري في القانون الجزائري‪ ،‬دار الخمدونية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ )10‬شامي دمحم حسين‪ ،‬ركن الخطأ في المسؤولية المدنية‪ ،‬دار النهضة العربية‪1990 ،‬‬
‫‪ )11‬دمحم فريد لعريني‪ ،‬القانون الجوي‪ ،‬النقل الجوي الداخمي والدولي‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.1997 ،‬‬
‫‪ )12‬دمحم فريد لعريني و دمحم السيد الفقي‪ ،‬القانون البحري والجوي‪ ،‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2003 ،‬‬

‫‪- 68 -‬‬
‫‪ )13‬دمحم موسى دياب‪ ،‬فكرة الخطأ في اتفاقية فارسوفي‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1986،‬‬
‫‪ )14‬نبيل اسماعيل عمر‪ ،‬الوسيط في قانون المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ )15‬هاني دويدار‪ ،‬قانون الطيران التجاري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬إسكندرية‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ )16‬هشام فضمي‪ ،‬مسؤولية الناقل الجوي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرسائل والمذكرات‬

‫‪ )1‬زبيدة لقرادة‪ ،‬مسؤولية الناقل الجوي في حالة وقوع حادث (حادثة تمنراست)‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬فرع العقود والمسؤولية‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2011 ،1‬‬
‫‪ )2‬عبد القهار مقبل طه‪ ،‬تحديد مسؤولية الناقل الجوي الدولي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫صنعاء‪ ،‬اليمن‪.2002 ،‬‬
‫‪ )3‬دمحم دمانة‪ ،‬دفع المسؤولية المدنية لمناقل‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬القانون الخاص‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق والعموم اإلسالمية‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممسان‪.2011 ،‬‬
‫‪ )4‬وضحة فالح المطيري‪ ،‬مسؤولية الناقل الجوي الدولي في عقد نقل الركاب وفقا‬
‫لمقانونين الكويتي واألردني واالتفاقيات الدولية‪( ،‬رسالة ماجستير)‪ ،‬قسم القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪.2011 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬النصوص القانونية‬

‫‪ )1‬اتفاقية مونتريال لسنة ‪ ،1971‬لقمع االعمال غير المشروعة ضد سالمة الطيران‬


‫المدني‪.‬‬
‫‪ )2‬اتفاقية مونتريال ‪ ( ،1999‬اتفاقية توحيد بعض قواعد النقل الجوي الدولي)‪.‬‬
‫‪ )3‬اتفاقية وارسو لسنة ‪ ،1929‬المعدلة ببروتوكول الهاي‪.‬‬
‫‪ )4‬اتفاقية شيكاغو لمطيران المدني الدولي لسنة ‪.1944‬‬

‫‪- 69 -‬‬
‫‪ )5‬قانون ‪ 10/05‬المؤرخ في ‪ 25‬يونيو ‪ ،2005‬المتضمن القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫من األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬الموافق ل ‪ 26‬سبتمبر ‪1975‬‬


‫المتضمن القانون التجاري‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪ )6‬قانون ‪، 06-98‬المؤرخ في ‪ 27‬جوان ‪ ،1998‬المتعمق بالطيران المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪- 70 -‬‬
‫الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬
‫الفه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع ‪:‬‬

‫مقدمة ‪2...................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية عقد النقل الجـــــــــــــــــــــــــــــــــوي ‪8......................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم عقد النقل الجوي‪8..................................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف عقد النقل الجوي‪8...................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬خصائص عقد النقل الجوي‪9...............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عقد إذعان‪10.................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عقد رضائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‪11.......................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬عقد تج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاري‪12............................................................‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬إثبات عقد النقل الجوي‪13..................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وثائق عقد النقل‪13.......................................................... ..‬‬

‫أوال‪ :‬تذكرة السفر‪13........................................................................‬‬


‫ثانيا‪ :‬استمارة نقل األمتعة‪15...............................................................:‬‬

‫ثالثا‪ :‬خطاب النقل الجوي‪71................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬حجية وثائق النقل في اإلثبات‪20................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع النقل الجوي‪22......................................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬النقل الجوي الداخمي‪21.....................................................‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف النقل الجوي الداخمي‪21.................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القانون الواجب التطبيق عمى النقل الجوي الداخمي‪22...........................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬النقل الجوي الدولي‪24......................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬النقل الجوي الخاضع التفاقية وارسو‪24.........................................‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون النقل دوليا وفقا لالتفاقية‪24...................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬وجوب أن يكون النقل الجوي بمقابل‪26................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬النقل الجوي غير الخاضع التفاقية وارسو‪27....................................‬‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة لنقل البريد‪27........................................................ ..........‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لمنقل عمى سبيل التجارب األولى‪28...................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬بالنسبة لمنقل الجوي في ظروف غير عادية‪29.................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬آثار عقد النقل الجوي‪30..........................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬اإللتزامات الناشئة عن عقد نقل االشخاص‪30........................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إلتزامات الراكب‪31....................................................‬‬

‫أوال‪ :‬إلتزام الراكب بدفع أجرة النقل‪31............................... ................‬‬

‫ثانيا‪ :‬إلتزام الراكب باتباع تعميمات الناقل‪31................................ .........‬‬

‫ثالثا‪ :‬حراسة األمتعة‪32........................................................ ....‬‬

‫رابعا‪ :‬االلتزام بحجز مكان عمى الطائرة‪33..........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التزامات الناقل‪33.....................................................‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬االلتزامات الناشئة عن عقد نقل البضائع‪35..........................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التزامات المرسل‪35....................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التزامات المرسل اليه‪36...............................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مسؤولية الناقل الجوي‪39...................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نطاق مسؤولية الناقل الجوي وتطوره‪39....................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أساس مسؤولية الناقل الجوي‪40.............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أساس المسؤولية الناشئة عن عقد النقل الجوي التجاري‪40.......................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أساس المسؤولية عن نقل األمتعة الخفيفة‪41....................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أساس المسؤولية الناشئة عن عقد النقل الجوي المجاني‪41......................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تطور مسؤولية الناقل الجوي‪43.............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مسؤولية الناقل الجوي وفقا التفاقية وارسو‪43...................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مسؤولية الناقل الجوي وفقا لبروتوكول الهاي‪44................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مسؤولية الناقل الجوي وفقا لبروتوكول غواتيماال‪45..............................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مسؤولية الناقل الجوي في بروتوكول مونتريال الرابع ‪46...................7711‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حاالت مسؤولية الناقل الجوي‪48...........................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬المسؤولية من األضرار البدنية‪48............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وقوع الحادث‪49...............................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وقوع الحادث في فترة النقل الجوي‪50...........................................‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الضرر الذي يصيب الراكب‪50................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬المسؤولية عن هالك أو تمف األمتعة أو البضائع‪51..........................‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬المسؤولية عن التأخير‪52...................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التأخير في الميعاد‪53...........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حدوث التأخير في فترة زمنية معينة‪54.........................................‬‬

‫الفرع الثالث‪.‬الضرر الناشئ عن التأخير‪54..................................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬استبعاد مسؤولية الناقل الجوي‪55..........................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬بطالن شروط اإلعفاء وتحديد المسؤولية‪55..................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬طرق دفع مسؤولية الناقل الجوي في تطبيقات السبب األجنبي‪58..............‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القوة القاهرة‪58.................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العيب الذاتي في األشياء المنقولة‪59...........................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خطأ المضرور‪60.............................................................‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬إثبات السبب األجنبي ونفيه‪61..............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إثبات السبب األجنبي‪61.......................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نفي إثبات السبب األجنبي‪62..................................................‬‬

‫الخاتمة‪64.................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع‪68...........................................................................‬‬

‫الفهرس‪72............................................................... ...............‬‬

‫‪- 75 -‬‬

You might also like