Professional Documents
Culture Documents
عقد النقل الجوي
عقد النقل الجوي
عقد النقل الجوي
قسم الحقـوق
العنوان:
سهام
إه ـ ـ ـ ـ ـ ــداء
إىل إليت جؼل هللا إجلنة حتت أكدإهما ،رحياهة حيايت إليت مغرثين بؼطفيا وحناهنا
وأانرت يل درب حيايت واكهت يل غوان ،إىل إليت ثؼجز إللكامت غن وصف فضليا
وثضحيهتا من أجيل ،إىل رس جنايح وثوفيلي بؼد هللا ،أيم إلغالية حفظيا هللا
وأطال يف معرىا.
إىل إذلي رػاين ،ومن فيض إحلنان وإلؼناية سلاين ،إىل إذلي رابين وكادين
لطريق إلؼمل وحثين ػليو ،إىل أيب إلؼزيز حفظو هللا وأطال يف معره.
إىل من إمزتجت رويح بروهحم ،إىل من حهبم جيري يف غرويق إىل من أشد
هبم أزري إخويت وأخوإيت ،مروإن ،خري إدلين ،فيمي ،رمية ،وخلود إلصغرية ،وابلخص
أيخ سفيان إلغايل
إىل من أحبوين وأحببهتم معي وغاميت وخااليت وبناهتم ،إىل لك ىؤالء أىدي مثرة ىذإ إجليد
إملتوإضع
سهام
مقدمة
مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
مقدمـــة:
احتاج اإلنسان منذ وجوده عمى سطح األرض إلى التنقل لسد حاجاتو المتنوعة ،سواء
كانت تجارة أو رحالت أو تجول أو غيرىا ،وقد تعددت وسائل تنقمو وتطورت ،فكان يتنقل
مشيا عمى قدميو ،ومع القوافل ثم عمى الحيوانات إلى ان اكتشف وسائل النقل المختمفة،
البرية منيا والبحرية والجوية ،فبعد أن كانت وسائل بدائية بسيطة الحركة ،ثقيمة الوزن،
مستيمكة لمطاقة ،أصبحت اآلن وسائل أكثر راحة لإلنسان تساعده عمى سد حاجاتو في
اقصر وقت.
وعميو ،يعتبر النقل الجوي ،احد أقسام إدارة اإلستراتيجية والشؤون الدولية ،وىو المسؤول
عن اتفاقيات خدمات الطيران التي يتم توقيعيا بين دولة وأخرى ،فيو الوسيمة األسرع لمربط
بين الدول والقارات ،بحيث ساىم في ازدىار التجارة ،وااللتقاء الحضاري بين الشعوب ،في
وقت أصبح العالم يقاس فيو بتطور النقل الجوي ،وانتشار شبكة الخطوط الجوية المنتظمة
لتغطي كل بقعة في اليابسة في زمن أصبحت السرعة سمتو البارزة.
ويترتب عمى ميزة السرعة في التنقل بين الدول التي يمتاز بيا النقل الجوي تطبيق
تشريع كل دولة تمر بيا الطائرة ،األمر الذي يؤدي إلى تعدد النظم القانونية المراد تطبيقيا
في حال حدوث نزاع ما؛ لذا دعت الحاجة إلى وجود تشريع دولي في صورة قواعد دولية
موحدة تحكم عممية النقل وما ينشأ عنيا من نزاعات كمما عبرت الطائرة تمك الدول .ونظ اًر
لألىمية االقتصادية التي يتمتع بيا النقل الجوي كان البد ـ أيضاً ـ من وجود نظام قانوني
موحد تخضع لو أطراف عقد النقل الجوي؛ وذلك إذا ما عممنا أن الرحمة الجوية تتعرض
لمخاطر جسيمة جداً تنعكس آثارىا عمى أشخاص وأموال ىم طرف في تمك النزاعات ومن
دول مختمفة.
وقد أصبحت الطائرة وسيمة النقل الجوي األساسية ،بعد سفينة اليواء بمدة ،فاستخدمت
الطائرات أثناء الحرب العالمية األولى في أعمال االستطالع والرصد والقصف ،وقد ميدت
-2-
مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
تمك الحرب الطريق لمقيام برحالت جوية تجارية بعدىا ،وحولت الطائرات ذوات المحركين
إلى طائرات ركاب ،بدأت تقوم برحالت تجارية قصيرة في أوروبا بدءا من عام 9191م،
وسجمت رحالت نقل تجارية غير منتظمة في كل من الواليات المتحدة األمريكية واالتحاد
السوفياتي ،وبرزت فكرة تنظيم عمميات النقل الجوي وفق جدول زمني محدد.
وقبل نشوب الحرب العالمية الثانية ،بدأت محاوالت النقل الجوي البعيد المدى ،فنظمت
سنة 9191م خدمة بريد جوي بين المممكة المتحدة وأمريكا الشمالية ،وتولدت الخطوط
الجوية ،كما تعد الحرب الباردة الحافز األكبر في تنشيط الطيران التجاري ،واتساع حجمو
ومجالو.
لذلك اتجيت اغمب الدول إلى تنظيم حركة الطيران ،واستعماليا وما ينجم عنيا من
وقائع او عالقات قانونية في معاىدات دولية ،حيث تدخمت ىذه األخيرة واالتفاقيات الدولية
الثنائية لوضع قواعد تكفل سالمة الركاب واألمتعة ،منيا :اتفاقية روما ،9191اتفاقية
شيكاغو ،9111اتفاقية جينيف ،9111طوكيو ...9199وغيرىا ،فالقواعد القانونية التي
تحكم النقل الجوي ،والعقود المتعمقة بو تختمف باختالف النطاق الجغرافي لمرحمة الجوية
وانطالقا من ىذه المعطيات يمكننا طرح اإلشكالية التالية:
ماهي أحكام عقد النقل الجوي؟ وماهي مسؤولية الناقل الجوي ونطاقها على ضوء اتفاقية
وارسو وتعديلها؟
-3-
مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
أهمية الموضوع:
تعد دراسة عقد النقل الجوي احدى الدراسات القانونية الحديثة التي تتعمق بنقل يتصف
بالتطور المستمر والسريع.
أىمية النقل الجوي تتبمور عمى مستويين الداخمي والدولي في التأثيرات التي يتركيا
عمى المجتمعات المحمية والدولية ،وعمى كافة األصعدة االقتصادية واالجتماعية والثقافية،
وبتمك المجتمعات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
إثارة النقل الجوي العديد من المسائل الميمة التي تستحق االنفراد بدراسة لوحدىا ،لكن
في بحثنا ىذا سنكتفي بدراسة عقد النقل الجوي ،وتسميط الضوء عميو ،والوصول الى فيم
الجوانب القانونية المتعمقة بو.
أهداف الموضوع:
يتمثل اليدف من ىذه الدراسة في التعريف بعقد النقل الجوي وتحديد ماىيتو والكيفية
التي يتم بيا ،باعتباره من المواضيع الحديثة والمتجددة ،والوثائق المتطمبة في ذلك ،والوقوف
عمى مسألة الوضع القانوني لمسؤولية الناقل ،كما تيدف ىذه الدراسة إلى معرفة حاالت قيام
ىذه المسؤولية وأساسيا القانوني وحاالت اإلعفاء منيا ودعوى المسؤولية والتعويض.
-4-
مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
الدراسات السابقة:
باعتبار أن النقل الجوي من المواضيع الحديثة ،فميس ىناك دراسات كافية وشاممة تحدد
بدقة كل ما يتعمق بيذا النوع من النقل ،غير أن ىناك من الدراسات تناولت النقل الجوي
من حيث مسؤولية الناقل الجوي ،والدعوى المترتبة عميو ،إال أنو لم يسبق دراسة موضوع
عقد النقل الجوي بصفة عامة ،ومن بين تمك الدراسات نذكر:
-كاظم طارق عجيل ،مسؤولية الناقل الجوي عن التأخير وفقا التفاقية مونتريال ،9111
جامعة ذي قار ،العراق .تناولت ىذه الدراسة ماىية مسؤولية الناقل الجوي في تنفيذ
عممية النقل في الميعاد ،وشروط قيام المسؤولية في حالة اإلخالل بيذا االلتزام وطرق
دفعيا وأثارىا ،غير أنيا لم تتطرق لعقد النقل الجوي وال خصائصو أو التعريف بو.
-أمجد دمحم ىاني عبد القادر ،المسؤولية المدنية لمناقل الجوي الدولي ،رسالة ماجستير،
جامعة جرش .1199 ،تعالج ىذه الدراسة المسؤولية المدنية لمناقل الجوي الدولي لكنيا
لم تتناول تعريف عقد النقل الجوي وماىيتو وانما اقتصر عمى المسؤولية المدنية فقط.
-دراسة أحمد بن إبراىيم الشيخ ،المسؤولية عن تعويض أضرار النقل الجوي الدولي وفقا
إلتفاقيتي وارسو 1929ومونتريال 1999كتاب صادر عن دار النيضة العربية
القاىرة. 2008،
تيدف الدراسة في ىذا الكتاب إلى استعراض النقل الجوي من حيث المفيوم
القانوني والتنظيم الدولي لعقد النقل الجوي وتطور القواعد التي تحكمو ،باإلضافة إلى
تحديد مسؤولية التعويض عن األضرار وفقا كل من إتفاقيتي وارسو 1929ومونتريال
1990ومقارنتيا بما ورد من أحكام في قانون الطيران المدني لدولة اإلمارات العربية
المتحدة ،غير ان لم تتناول عقد النقل الجوي بصفة عامة.
-5-
مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
صعوبات البحث:
مجال البحث ال يخمو من الصعوبات ،فمن بين الصعوبات التي اعترضننا ونحن
بصدد إعداد البحث ،سواء في الخطة ،او حين الشروع في البحث ،أو االنتياء منو ،ىي ندرة
المراجع واألبحاث والدراسات المتخصصة التي تعالج الموضوع ،وعدم وجود تشريع خاص
بالنقل الجوي في بعض الدول في حين وجود تشعب اآلراء التي قيمت بشأن مسؤولية الناقل
الجوي وصعوبة حصرىا حيث تختمف من نظام آلخر.
المنهج المتبع:
لقد اعتمدنا في بحثنا عمى المنيج التحميمي وذلك بتحميل بعض النصوص القانونية
سواء المتعمقة باالتفاقيات أو المعاىدات أو القواعد الدولية أو القوانين الخاصة والداخمية
والمنيج الوصفي الذي ييتم بالحقائق العممية ،واعطاء االقتراحات والحمول لمعالجة بعض
النقائص الموجودة وذلك في عرض المفاىيم والتعاريف ،وذكر الخصائص وغيرىا.
-6-
الفصل األول:
نظ ار لمتطور الذؼ عرفتو البشرية في القرن 19في جميع مجاالت الحياة السيما منيا
في مجال النقل الجوؼ ،فقد عرف ىذا المجال تطو ار الفتا خاصة في اآلونة األخيرة مما أدػ
إلى اإلحاطة بمجموعة من القوانين واألسس نظ ار لؤلىمية التي يكتسبيا ىذا المجال في حياة
الدول واألشخاص ويتنوع النقل الجوؼ إلى نقل جوؼ لمبضائع ونقل جوؼ لؤلشخاص ،وىذا
األخير بدوره ينقسم إلى نقل جوؼ داخمي ونقل جوؼ دولي.
حيث أن االختبلف الجوىرؼ الذؼ يفصل بينو وبين باقي عقود النقل ،يكمن في وسيمة التنفيذ
وىي الطائرة ولذل ك قسمنا ىذا الفصل إلى ثبلث مباحث ،حيث تناولنا في المبحث األول
مفيوم عقد النقل الجوؼ ،أما في الثاني فقد تناولنا أنواع النقل الجوؼ ،وفي الثالث آثار عقد
النقل الجوؼ.
ال يختمف عقد النقل الجوؼ عن غيره من عقود النقل سوػ من ناحية وسيمة تنفيذه،
وعميو يجب الرجوع إلى مختمف النصوص القانونية أو التعاريف السابقة الستخراج تعريف
جامع مانع لعقد النقل الجوؼ.
يقضي المشرع الجزائرؼ في القانون المدني أن "العقد عموما ىو اتفاق يمتزم بموجبو
شخص أو عدة أشخاص نحو شخص أو عدة أشخاص آخرين ،أو فعل ،أو عدم فعل شيء
1
ما".
وعقد النقل الجوؼ عمى ضوء تعريف العقد ىو إلتزام بفعل ،أال وىو النقل من جية
الناقل ودفع الثمن من جية الراكب ،ويؤكد ىذه االلتزامات المشرع الجزائرؼ ،فيرد في القانون
المادة 45من القانون 05/54المؤرخ في 54يونيو ،5554المتضمن القانون المدني الجزائرؼ. 1
-8-
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
التجارؼ أن عقد النقل ىو"اتفاق يمزم بمقتضاه متعيد النقل مقابل ثمن بأن يتولى بنفسو نقل
1
شخص أو شيء إلى مكان معين".
وال يختمف ىذا التعريف عما جاء بو المشرع الجزائرؼ في قانون الطيران المدني من
حيث االلتزامات بل أضاف الوسيمة المستعممة لتنفيذ العقد فحسب ،فيقمو أن عقد النقل
الجوؼ " ...عقد يمتزم بموجبو الناقل بواسطة الطائرة بنقل أشخاص مسجمين ،بأمتعتيم أو
2
بدونيا بمقابل من محطة جوية إلى أخرػ".
والعقد بصفة عامة ىو توافق إرادتين عمى إحداث أثر قانوني معين وىو إنشاء إلتزام
أو تعديمو أو نقمو أو إنيائو ،وال يختمف عقد النقل الجوؼ عمى غيره من عقود النقل األخرػ
وعمى ذلك فيمكن تعريفو بكونو "أنو اتفاق بين طرفين أحدىما الناقل واآلخر إما الراكب أو
الشاحن يتعيد فيو الناقل بنقل الراكب أو نقل بضاعتو من نقطة القيام إلى نقطة الوصول
بواسطة الطائرة خبلل مدة محددة لقاء أجر محدد ،ويجب أن يتوفر في ىذا العقد أركانو من
3
رضا ومحل وسبب واال كان العقد باطبل".
يعتبر عقد النقل الجوؼ من عقود اإلذعان رغم أنو يقوم عمى مبدأ الرضائية.
المادة 36من األمر رقم 59-75المؤرخ في 20رمضان 1395الموافق ل 26سبتمبر 1975المتضمن القانون التجاري،
1
المعدل والمتمم.
عدلي أميرر خالد ،عقد النقل الجوؼ في ضوء قانون الطيران المدني الجديد ،دار المطبوعات الجامعية ،االسكندرية، 3
،0330ص.04
-9-
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
اإلذغان مفادىا الرضوخ لشروط العقد المحدد سمفا دون أن يكون إلرادة الطرف
المذعن دور فييا فيو ال يناقش شروط العقد ويعتبر عقد النقل الجوؼ من عقود األذعان إذ
أن شركات الطيران تعرض شروطيا المطبوعة عمى الكافة وال تقبل مناقشة فييا ،ولذلك
يكون القبول في ىذه الحالة اذعانا.
إال أنو ال يجرد العقد من طبيعتو الرضائية ،نظ ار ألن المساواة المطمقة بين المتعاقدين
يكاد يكون أم ار مستحيبل فأحد األطراف في مركز ضعيف ال يخولو الوقوف عمى قدم
المساواة مع الطرف اآلخر ورغم وضوح صفة األذعان في عقد النقل الجوؼ إال أنو كغيره
من العقود يتم انعقاده بمجرد تبلقي االرادتين وتطابقيم ،1واذا كان أحد أطراف ىذا العقد في
مركز ضعيف ال يمكنو من الوقوف عمى قدم المساواة مع الناقل ،وعدم المساواة ىذه ليست
بذاتيا ىي التي تجعل العقد مشكوك فيو ،ولكنو اإلجحاف المحتمل الذؼ قد ينشأ عنيا ،ذلك
اإلجحاف الذؼ ينبغي عمى المشرع الحيمولة دون حدوث عن طريق تقييد الحرية التعاقدية إذا
2
كان من شأنيا أن تؤدؼ إلى استغبلل األقوياء الضعفاء.
ولقد قيد المشرع ىذه الحرية بالفعل ،بغية الحيمولة دون عسف الناقمين بالمستفيدين
من خدمة النقل ،عندما نص في المادة 23من اتفاقية وارسو عمى بطبلن شروط اإلعفاء
والتخفيف من المسؤولية أو النزول بالتعويض عن الحد المقرر فييا واعتبرىا كأن لم تكن.
فريد لعريني ،القانون الجوؼ :النقل الجوؼ الداخمي والدولي ،دار المطبوعات الجامعية ،االسكندرية ،0331 ،ص.050 2
- 10 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
وكذلك عندما ألزم الناقل بتزويد المسافر بتذكرة سفر مشتممة عمى بيانات تنبيو إلى
خضوع رحمتو إلتفاقية وارسو ،التي تضع حدا أقصى لتعويض المستحق ،حتى يتخذ المسافر
1
االحتياطات البلزمة إما بعدول عن السفر واما بإبرام تأمين عن الحياة.
يعتبر عقد النقل من العقود الرضائية ،أؼ التي يتم انعقادىا بمجرد تبلقي القبول
باإليجاب وتطابقيما ،ويستوؼ في ذلك أن يرد محل العقد عمى نقل األشخاص والبضائع.
وال يقدح في كونو من العقود الرضائية التزام الشاحن لتسميم البضاعة أو األمتعة
المراد نقميا إلى الناقل أو أحد أتباعو ،أو التزام المسافر بأن يضع نفسو تحت تصرفو فيو
ليس من العقود العينية ،إذ تسميم البضاعة أو األمتعة ليس شرطا النعقاد العقد وانما لتمكين
الناقل من البدأ في تنفيذ إحدػ االلتزامات التي يمقييا عقد النقل عمى كاىمو ،وىو االلتزام
بنقل البضاعة من مكان إلى آخر وال يتصور بتنفيذ مثل ىذا اإلبرام إال إذا كان الناقل في
وضع يتمكن معو من حيازة البضاعة ماديا وحراستيا تمييدا لنقميا ،وال يتحقق ذلك إال
2
بالتسميم.
وال يغير من الطبيعة الرضائية ليذا العقد قيام الناقل الجوؼ بتحرير وثيقة النقل
وتسميميا لصاحب الشأن سواء كانت ىذه الوثيقة تذكرة لمسفر أم استمارة لؤلمتعة أم خطابا
لنقل ،إذ ال تأثير ليذه الوثيقة عمى عقد النقل الذؼ يتم إبرامو دون ما حاجة إلى إفراغو في
قالب شكمي معين ،فعقد النقل ليس من العقود الشكمية وينحصر دور وثائق النقل في إثبات
وجود العقد ومضمونو وىذه القاعدة تصدق عمى النقل الجوؼ داخمي كان أم دوليا.
دمحم فريد لعريني و دمحم السيد الفقي ،القانون البحرؼ والجوؼ ،منشورات الحمبي الحقوقية ،بيروت ،5553 ،ص ،455 2
.453
- 11 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
وخير دليل عمى ذلك ما قضت بو إتفاقية وارسو من أن تخمف وثيقة النقل أو عدم
انتظاميا أو ضياعيا ال يؤثر عمى العقد من حيث وجوده أو صحتو بل يظل العقد مع ذلك
خاضعا ألحكاميا.
واألصل في عقود النقل أن الناقل يعتبر في حالة إيجاب عام بحيث ال ينعقد العقد إال
إذا جاء قبول المسافر أو شاحن البضاعة متطابق مع ىذا اإليجاب وشروطو ،فإن تحقق ىذا
التطابق فبل يجوز لناقل بحس األصل أن يرفض إبرام عقد النقل واال عد متعسفا مخبل بمبدأ
1
المساواة بين األفراد أمام المرفق العام.
تنص المادة الثانية من القانون التجارؼ في فقرتيا الثانية عمى أنو يعتبر عمبل تجاريا
"كل مقاولة أو عمل متعمق بالنقل ب ار وبحرا" فطبقا ليذا النص يشترط إضفاء الصفة التجارية
عمى النقل أن يقع في شكل مشروع ،أؼ أن يمارس عمى نحو متكرر استنادا إلى تنظيم
سابق مرسوم ومييأ بالوسائل البلزمة بقيام عمى نحو مستمر.
وال خبلف عمى تجارية مشروع النقل أؼ كانت وسيمتو أو مكان تنفيذه أو محمو ،وعمى
ذلك فالنقل الجوؼ يعد عمبل تجاريا متى اتخذ شكل المشروع رغم اقتصاد التقنين التجارؼ
عمى ذكر النقل ب ار أو بحرا ،ذلك ألن ىذا النوع من النقل لم يكن معروفا وقت وضع التقنين
المذكور ،ولم يكن في سوػ المشرع التنبؤ بو عند تعداده لؤلعمال التجارية وىذا فضبل عمى
أن النقل الجوؼ ال يختمف عن غيره من أنواع النقل األخرػ إال من ناحية وسيمة تنفيذه و ال
يستتبع مثل ىذا االختبلف خصو بوصف قانوني مغاير لذلك الذؼ تتمتع بيا ألنواع األخرػ
من النقل متى تمت في شكل مشروع.
- 12 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
وىو يعد عمبل تجاريا بصرف النظر عن الشخص القائم بو فراد كان أم شركة أم
1
شخصا من أشخاص القانون العام.
إن الطبيعة الخاصة بعقد النقل الجوؼ استعجبت توفر شكمية خاصة إلبرام العقد وقد
حددت اتفاقية فارسوفيا مجموعة من البيانات اإللزامية التي يجب أن يتوفر عمييا ىذا
األخير ،وىذا راجع إلى كون عقد النقل لو خصوصيات ال بد أن تدرج في قالب أو شكل
معين.
نظ ار ألىمية وثائق النقل الجوؼ والبيانات التي تحتوييا وجب تحديد ماىيتيا ويمكن
القول بأن ىناك ثبلثة أنواع من الوثائق ىي تذكرة السفر ،وايصال األمتعة ،خطاب النقل.
لقد حددت المادة 03من اتفاقية وارسو البيانات التي يتعين أن تتضمنيا تذكرة سفر
وجرػ نص المادة سالفة الذكر عمى النحو اآلتي:
-1يتعين عمى الناقل عند نقل الركاب أن يسمميم تذكرة سفر تشتمل عمى البيانات
اآلتية:
أ -نقطتي القيام والوصول.
المحطات المنصوص عمييا مع االحتفاظ لناقل بحقو في أن يشترط أن ب-
يكون في وسعو تعدلييا في حالة الفرد وذلك دون أن يؤدؼ ىذا التعديل
إلى زوال الصفة الدولية عن النقل.
ج -اسم وعنوان الناقل أو الناقمين.
- 13 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
د -النص عمى أن النقل يخضع لنظام المسؤولية المقررة في ىذه االتفاقية.
-2ال يؤثر عمى قيام عقد النقل أو عمى صحتو عدم وجود التذكرة أو عدم صحتيا أو
1
ضياعيا بل يظل العقد خاضعا لؤلحكام المنصوص عمييا في ىذه االتفاقية.
ولقد عدلت ىذه المادة بمقتضى بروتوكول الىاؼ عمى النحو اآلتي:
ويتضح من العرض السابق أن البروتوكوالت جميعيا تنص عمى إلزام الناقل الجوؼ
أن يسمم المسافر تذكرة سفر مبين بيا مكان وتاريخ إصدار التذكرة محطات القيام والوصول
2
والتوقف واسم وعنوان الناقل.
- 14 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
األمتعة نوعان :أمتعة تكون بصحبة الراكب ويحتفع بحراستيا وحيازتيا ويطمق عمييا
اسم حقائب اليد وأمتعة بصحبة الراكب ولكنو يتخمص من حراستيا إلى الناقل ،ويطمق عمييا
اسم األمتعة المسجمة ،فإذا لم تكن ىذه األخيرة بصحبة الراكب وتم شحنيا فإنيا تعتبر من
البضاعة ،وليست من األمتعة المسجمة ،وتخضع بالتالي لمقواعد الخاصة بنقل البضاعة.
ولقد اى تمت االتفاقية والبروتوكوالت المعدلة ليا باألمتعة المسجمة فقط وىي بصدد
تنظيم وثائق النقل ،وأوجبت عمى الناقل إصدار استمارة أمتعة تحتوؼ عمى بيانات معينة
تختمف في االتفاقية عنيا في البروتوكوالت المعدلة ليا.
ألزمت االتفاقية الناقل بإصدار استمارة لؤلمتعة من نسختين إحداىما تسمم لمراكب
واألخرػ يحتفع بيا الناقل ونصت عمى البيانات اإللزامية التي يجب أن تشتمل عمييا
االستمارة المشار إلييا وىي:
-1مكان وتاريخ إصدارىا :ويفيد ىذا البيان في تحديد المحكمة المختصة بنظر النزاع
في حالة قيامو بتطبيق لنص المادة 28من االتفاقية.
-2نقطتا القيام والوصول وحكمة ىذا البيان واضحة إذ بواسطتو يمكن معرفة ما إذا
كان النقل دوليا من عدمو.
-3اسم وعنوان الناقل أو الناقمين :ويساعد ىذا البيان عمى تحديد الشخص المسؤول
أمام الراكب.
-4رقم تذكرة السفر :وفائدة ىذا البيان ال تنكر إذ برجوع لتذكرة السفر يمكن معرفة ما
إذا كانت ىناك محطات رسو في الطريق من عدمو وبالتالي الوقوف عمى ما إذا
كان النقل دوليا أو داخميا ،دون اعتبار لما يتم تنفيذه بالفعل ألن العبرة بما تم
- 15 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
االتفاق عميو بين أطراف العقد ،ىذا فضبل عمى أن ىذا البيان يؤكد لممسافر أن
أمتعتو مسجمة تسمم إليو بمجرد الوصول.
-5النص عمى أن يكون تسميم األمتعة إلى حامل االستمارة وتظير فائدة ىذا البيان
عند عممية التسميم في ميناء الوصول حيث ال يتم إال إلى حامل تمك االستمارة.
-6عدد الطرود ووزنيا :ووفقا ليذا البيان يتم تقدير التعويض المستحق في حالة
ىبلك أو ضياع أو تمف األمتعة ،إذ التعويض يحسب عمى أساس الوزن بالكيمو
غرام.
-7مقدار القيمة المبينة في اإلقرار بالتطبيق ألحكام الفقرة الثانية من المادة 22
الخاصة بمقدار التعويض المستحق وحده األقصى ،ويفيد ىذا البيان في كون
القيمة المبينة فيو تعتبر تعويضا اتفاقيا يستبدل بالتعويض القانوني الذؼ حددتو
االتفاقية بشرط أال تقل ىذه القيمة عمى ىذا األخير.
-8النص عمى أن النقل يخضع لنظام المسؤولية المقرر في ىذه االتفاقية ،والغرض
من ىذا البيان ىو تنبيو صاحب الشأن إلى أنو لن يحصل في حالة مسؤولية
الناقل عن ىبلك األمتعة المسجمة أو تمفيا أو ضياعيا 1عمى تعويض أعمى من
ذلك الذؼ نصت عميو االتفاقية ،فيتدبر أمره ويتخذ ما يراه كفيبل بحماية حقوقو إما
2
بعمل إعبلن بقيمة األمتعة واما بإبرام تأمين عمى ىذه األمتعة بقيمتيا الحقيقية.
دمحم فريد العريني ودمحم السيد الفقي ،مرجع سابق ،ص .455 ،403 1
- 16 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
-2بيان إحدػ نقاط الرسو الجوؼ إال وقعت نقطتا القيام والوصول في إقميم أحد
األطراف السامية المتعاقدة ويكون ىناك رسو جوؼ أو أكثر في إقميم دولة أخرػ.
-3إذا اشتمل النقل عمى نقط وصول نيائية أو عمى رسو في غير بمد القيام ،ذكر
بيان ينبو إلى أن النقل قد يخضع ألحكام االتفاقية التي تحدد مسؤولية الناقل في
حالة ضياع األمتعة أو تمفيا.
وبيذا التعديل يكون بروتوكول قد خفف من الشكميات التي تطمبتيا اتفاقية وارسو
وقصر البيانات عمى تمك التي تنبو إلى الصفة الدولية لنقل وامكانية خضوعو لبلتفاقية التي
تضع حدا أقصى لتعويض واستبعد البيانات الخاصة باألمتعة ذاتيا من حيث عددىا
1
ووزنيا.
لقد أولت اتفاقية وارسو لخطاب النقل الجوؼ لمبضاعة عناية خاصة ،إذ نظمت المواد
من 6إلى 10أحكام ىذه الخطاب كما نظمتو وبينتو الشروط العامة لآلليات الخاصة بنقل
البضاعة وأقامت خطابا نموذجيا تحتذؼ بو شركات الطيران التجارؼ المنظمة لآلليات.
وطبقا لممادة 05من اتفاقية وراسو":لكل ناقل الحق في أن يطمب من المرسل منو
إعداد وتسميم مستند يطمق عميو إسم خطاب النقل الجوؼ ،ولكل مرسل منو الحق في أن
يطمب من الناقل قبول ىذا السند" ،ويعني ذلك أن خطاب النقل الجوؼ لمبضاعة يجب أن
يحرر من قبل المرسل منو ويجب أن يقدمو الناقل الجوؼ عمى ىذا األخير قبولو.
وطبقا لممادة 06من االتفاقية يجب تحرير ىذا الخطاب من ثبلث نسخ أصمية
وتتضمن النسخة األولى عبارة "ناقل" ويوقع عميو المرسل وتتضمن النسخة الثانية ذكر عبارة
"مرسل إ ليو" ويوقع عمييا كل من المرسل والناقل وترفق ىذه الصورة بالبضاعة ،أما النسخة
- 17 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
الثالثة فيوقع عمييا الناقل الجوؼ ويسمميا إلى المرسل إليو عند قبولو البضاعة وطبقا لمفقرة
03من بروتوكول الىاؼ لسنة 1955يجب عمى الناقل أن يوقع بإمضائو عمى خطاب
النقل الجوؼ قبل شحن البضاعة عمى متن الطائرة.
وقد عدل بروتوكول مونتريال الرابع لسنة 1985بعض األحكام حيث ال يشترط أن
1
يسمم النسخة األولى مع البضاعة وال ترفق الثانية.
رغم أن المغة المستخدمة في الطيران المدني الدولي ىي االنجميزية ،فإن اتفاقية وارسو
لم تولي ىذا األمر عناية خاصة ،بل سكتت عن معالجتو كمية ،لذلك ال مفر من الرجوع إلى
القوانين الوطنية في ىذا الشأن ،وفي فرنسا فرض المشرع بمقتضى تشريع 31ديسمبر
1975استعمال المغة الفرنسية في مجال تسويق المنتجات والخدمات عمى األقاليم الفرنسية
حماية لممستيمك الفرنسي.
بالنسبة لبيانات خطاب النقل وفقا التفاقية وارسو والجزاء عمى مخالفتها :نصت
االتفاقية عمى وجوب اشتمال خطاب النقل عمى البيانات اآلتية:
أبو زيد رضوان ،القانون الجوؼ :قانون الطيران التجارؼ ،دار الفكر العربي ،جميورية مصر العربية ،0334 ،ص .033 1
- 18 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
دمحم فريد العريني ودمحم السيد الفقي ،مرجع سابق ،ص .450 1
دمحم فريد العريني ودمحم السيد الفقي ،مرجع سابق ،ص .451 2
- 19 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
حددت المادة 11مدػ حجية خطاب النقل الجوؼ قد جرػ نصا كمايمي:
-يعتبر خطاب النقل الجوؼ حجة عمى أن العقد قد أبرم وعمى أن البضاعة قد
سممت مع شروط النقل ما لم يقم الدليل عمى عكس ذلك.
-وتعتبر البيانات الوارد ذكرىا في خطاب النقل الجوؼ بشأن وزن البضاعة وأبعادىا
وتغميفيا أو تعبئتيا وكذلك بشأن عدد طرود حجة ما لم يقم الدليل عمى عكس
ذلك ،أما البيانات المتعمقة بكمية البضاعة وحجميا وحالتيا فبل تعتبر حجة عمى
الناقل ما لم يكن قد تحقق من صحتيا بنفسو وذلك بحضور المرسل منو ،وتم
إثبات ذلك في خطاب النقل الجوؼ أو إذا تعمق األمر ببيانات تمت إلى الحالة
الظاىرة لمبضاعة.
ويتضح مما سبق أن وثائق النقل سالفة الذكر تعد حجة عمى وجود عقد.
النقل بشروطو ما لم يتم الدليل عمى عكس ذلك ،ومن ثم فبل تعد أنيا حجية قاطعة
1
وانما بمثابة قرينة بسيطة يجوز إثبات عكسيا.
ينقسم النقل الجوؼ إلى نوعين ،ىناك نقل جوؼ داخمي ونقل جوؼ دولي ،فاألول يتم
داخل الدولة الواحدة واآلخر عمى األقل يتم بين دولتين ،وان كان من حيث األىمية النقل
الجوؼ الدولي أكثر أىمية من النقل الجوؼ الداخمي كون أنو يتعمق في بادغ األمر بسيادة
الدولة.
لذا سنتناول في المطمب األول النقل الجوؼ الداخمي وفي المطمب الثاني النقل الجوؼ
الدولي.
- 20 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
يقصد بالنقل الجوؼ الداخمي النقل الجوؼ الذؼ يتم بين نقطتين واقعيتين في إقميم دولة
واحدة ،وال يتقرر فيو الرسو في إقميم دولة أخرػ أثناء الرحمة الجوية.
وتطبيقا لما تقدم يعتبر النقل الجوؼ بين القاىرة واإلسكندرية نقبل داخميا ويخضع
ألحكام القانون المصيرؼ ،كذلك يعتبر النقل الجوؼ بين باريس ومارسيميا نقبل داخميا
1
ويخضع ألحكام القانون الفرنسي.
أما من الناحية القانونية فقد عرف قانون الطيران المدني الجزائرؼ الصادر في
1998/06/27في مادتو 112الفقرة 2وذلك بالقسم األول تحت عنوان :خدمات الجوية
لمنقل العام وشرط استغبلليا (تسمى الخدمات الجوية لمنقل العام "دولية" عندما تربط مطا ار
جزائريا بمطار أجنبي ،وتسمى "داخمية" عندما تربط مطارين بالتراب الوطني.
ومن الجدير بالذكر أن الدول عادة ما تقر تنفيذ النقل الداخمي عمى الشركات الوطنية
فتحظر عمى الشركات األجنبية القيام بيذا النقل ،وذلك قصد المحافظة عمى األسرار
العسكرية وحماية األمن الداخمي ولدرء خطر المنافسة لمشركات الوطنية وذلك باستثناء ما قد
يتطمبو الصالح العام من السماح لمشركات األجنبية بالنقل الداخمي ،وىذا ما نصبت عميو
المادة 69من القانون 81/28بقوليا "أنو ال يجوز لمطائرات األجنبية القيام بنقل ركاب أو
ىاني دويدار ،قانون الطيران التجارؼ ،دار الجامعة الجديدة لمنشر ،إسكندرية ،5555 ،ص .000 1
- 21 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
بضائع أو بريد بين نقطتين واقعتين في إقميم الجميورية ،ومع ذلك يجوز لسمطات الطيران
1
المدني التصريح بمثل ىذا النقل إذا اقتضى الصالح العام ذلك".
في سبيل تحديد القواعد القانونية الواجبة التطبيق عمى النقل الجوؼ الداخمي البد من
التمييز بين مرحمتين أساسيتين:
أوال :وىي المرحمة الزمنية الواقعة بين تاريخ نفاذ قانون الطيران المدني وتاريخ نفاذ
التقنين التجارؼ الجديد لعام ،1999حيث كان النقل الجوؼ الداخمي خاضعا ألحكام قانون
الطيران المدني.
ثانيا :وىي مرحمة ما بعد النفاذ التقنين التجارؼ الجديد ،حيث يصبح النقل الجوؼ
2
الداخمي خاضعا ألحكامو ،اعتبا ار من تاريخ نفاذ أحكام التقنين الجديد.
بالنسبة لمتشريع المصرؼ فقد نص المشرع في المادة 123من القانون رقم 81/28
قانون الطيران المدني عمى النحو التالي" :تطبيق أحكام اتفاقية توحيد بعض قواعد النقل
الجوؼ الدولي الموقعة وأرسو بتاريخ 12أكتوبر ،1929واالتفاقيات األخرػ المعدلة
والمكممة ليا المنظمة إلييا الجميورية عمى النقل الجوؼ الدولي والداخمي.
ويتضح من ىذا أن النقل الداخمي في جميورية مصر يخضع ألحكام القواعد التي
قررتيا اتفاقية وارسو االتفاقيات المعدلة والمكممة ليا والمنظمة إلييا الجميورية واذا وجد
نقص في االتفاقية فيرجع إلى القواعد العامة لمقانون المدني والى القواعد الواردة في
المجموعة التجارية الخاصة بالنقل البرؼ والنيرؼ وتطبق عمى النقل الداخمي في شأن ما
أغفمتو االتفاقية.
بوسعد سعيداني ،النقل الجوؼ في القانون الجوؼ الجزائرؼ ،المعيد الوطني لمقضاء ،5505 ،ص .55 1
- 22 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
وما يعاب عمى المشرع الجزائرؼ أنو كان يتعين عميو أن يخصص لمنقل الداخمي بابا
خاصا بو في قانون الطيران المدني يحتوؼ عمى تنظيم شامل لو بدال من ذكر مادة واحدة
تعرف ما ىو النقل الداخمي.
وعمى عكس المشرع الجزائرؼ فإن المشرع المصرؼ نص في الفصل السابع من قانون
التجارة عمى أحكام عامة في النقل ،كما نص في المادة 209منو عمى سريان األحكام
المنصوص عمييا في ىذا الفصل عمى جميع أنواع النقل ما لم ينص القانون عمى غير ذلك
ويستثنى من ذلك النقل البحرؼ ،وقد خصص المشرع المصرؼ الفرع الرابع من الفصل
السابع لؤلحكام الخاصة بالنقل الجوؼ ونص في المادة 275منو عمى ما يمي:
-2وتسرؼ عمى النقل الجوؼ الداخمي أحكام ىذا الفرع واألحكام الخاصة المنصوص عمييا
في ىذه المواد.
-3يكون النقل الجوؼ داخميا إذا كانت النقطتان المعنيتان باتفاق المتعاقدين لمقيام
والوصول ،واقعتين في مصر ولو كانت الطائرة تواصل رحمتيا بمد مغادرة نقطة الوصول إلى
ما وراء الحدود إقميمية المصرية.
فيما يخص المشرع الجزائرؼ فمم ينص عمى القانون الواجب التطبيق في حالة النقل
الجوؼ الداخمي ،وطبقا لقاعدة سمو المعاىدات عمى القانون الداخمي فإننا نطبق أحكام اتفاقية
وارسو بالنسبة لمنقل الداخمي.
وفي حالة وجود فراغ قانوني في المعاىدات نطبق أحكام قانون الطيران المدني وذلك
طالما أن الجزائر انضمت إلى اتفاقية وارسو والبرتوكوالت المكممة ليا واجازاتيا لتطبيق
- 23 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
أحكام اتفاقية وارسو صراحة في المادة 150من خبلل تحديد مسؤولية الناقل الجوؼ إزاء
1
المسافر أو صاحب البضاعة.
وىو النقل الذؼ يتجاوز تنفيذه الحدود اإلقميمية الواحدة وىذا النقل يثير صعوبات من
حيث تحديد القانون الذؼ تحكمو لعبور الطائرة من دولة إلى أخرػ ،لذا كان من الضرورؼ
توحيد القواعد القانونية المنظمة ليذا النوع لمنع تنازع القوانين وتم التوحيد بمقتضى اتفاقية
وارسو.
وتبين من خبلل الحديث عن القواعد القانونية التي تطبق عمى عقد النقل الجوؼ
الداخمي أن التفاقية وارسو لعام 1929شروطا خاصة لنطاق تطبيقيا ،وبالتالي لتحديد النقل
الجوؼ الدولي الخاضع ليا ،لذلك يجب الفرقة بين النقل الجوؼ الخاضع لبلتفاقية والنقل
2
الجوؼ الغير خاضع لبلتفاقية.
تنص الفقرة األولى من المادة الولى من االتفاقية عمى أن" :تسرؼ ىذه االتفاقية عمى
كل نقمد دولي لؤلشخاص أو األمتعة أو البضائع يتم عمى طائرة بمقابل "...ويتضح من ىذا
النص أنو يجب ان يتوافر شطران في النقل الجوؼ لؤلشخاص أو المتعة أو البضائع لكي
يخضع ألحكام االتفاقية أن يكون دوليا من جية وأن يكون بمقابل من جية أخرػ.
- 24 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
والمقصود بالطرف السامي المتعاقد ،الدولة التي قامت بالتصديق عمى المعاىدة أو
االنضمام إلييا ولكي يعتبر النقل دوليا في حكم االتفاقية يجب أن يتم بين دولتين كل منيا
طرف سام متعاقد ،فإذا كان أحد األطراف ليس ساميا فبل يخضع ألحكام االتفاقية بل يحكمو
قاعدة االسناد في المحكمة المختصة بالفصل في النزاع.
ويستوجب القضاء في معظم الدول العتبار الدولة طرفا ساميا متعاقدا في اتفاقية
وارسو تصديقيا عميا أو انضماميا إلييا.
اعتبرت االتفاقية أن النقل الذؼ يتم بين نقطتين واقعيتين في إقميم أحد األطراف
السامية المتعاقدة دوليا بشرط أن يحصل رسو جوؼ في إقميم خاضع لسيادة دولة أخرػ حتى
ولو لم تكن ىذه الدولة طرفا في االتفاقية .وال يعد النقل دوليا بين نقطتين تقعان في إقميم
داخمي وال حاجة فيو لتطبيق أحكام االتفاقية.
لتحديد ما إذا كان النقل دوليا من عدمو فيجب الرجوع إلى عقد النقل نفسو ،فالعبرة
بما اتفق عميو أطراف العقد بصرف النظر عما تم تنفيذه فعبل ،فيعتبر النقل دوليا إذا اتفق
المتعاقدان عمى أن محطة القيام والوصول في إقميم دولتين ساميتين ويخضع ألحكام االتفاقية
حتى ولو توقفت الرحمة بسبب أو بآخر ،قبل أن تغادر الطائرة إقميم دولة القيام كوقوع حادث
ليا قبل المغادرة .أما إذا كانت محطتا القيام والوصول المتفق عمييا تقع في إقميم دولة ولم
يتفق عمى حصول رسو جوؼ في إقميم دولة أخرػ فبل تطبق االتفاقية ،وال يتغير ىذا الحكم
حتى ولو طرأت ظروف من شأنيا أن تخمع ىذا النقل الصفة الدولية .وال ييم شكل االتفاق
- 25 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
سواء كان في صورة عقد واحد أو عقود متعددة وال تأثير لجنسية أطراف التعاقد عمى 1الصفة
الدولية لمنقل.
نصت االتفاقية عمى اشتراط أن يكون كل نقل دولي لؤلشخاص والبضائع يتم عمى
طائرة بأجر ولم تعرف االتفاقية المقصود باألجر ،وقد عرفو الفقو والقضاء بكونو مكافئة أو
مقابل لمخدمة التي يؤدييا الناقل بقد الحصول عمى الربح ،ويحدد المقابل مقدما بحيث يصبح
جزاءا من العقد ويستوؼ أن يكون نقدا أو عينا ويستوػ أن يقوم بدفعو المسافر شخصيا او
آخرين نيابة عنو.
فإذا انتفى عنصر األجر اعتبر النقل بالمجان وال يخضع ألحكام االتفاقية إال إذا
قامت بو أحد مؤسسات النقل الجوؼ ،فتسرؼ عميو أحكام االتفاقية برغم من أنو بالمجان ألن
مؤسسات النقل الجوؼ غالبا ما تقوم بذلك لغرض الدعاية كنقل شخصيات كبيرة في عالم
السياسة واالقتصاد ،فيو نقل تجارؼ لنشاطو مستندا إلى تنظيم سابق أو خطة موضوعة.
أما الناقل الوؼ فيو كل شخص طبيعي أو معنوؼ يقوم باستثمار خط أو خطوط
جوية لنقل الركاب أو البضائع أو البريد ،والناقل المتعاقد ىو الشخص الذؼ يكون طرفا في
عقد نقل خاضع التفاقية وارسو ويبرم مع راكب أو شاحن أو شخص آخر يعمل لحساب
2
أييما ،أما الناقل الفعمي من يقوم بناءا عمى تصريح من الناقل المتعاقد بعممية النقل.
- 26 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
باإلضافة إلى النقل الجوؼ المجاني الذؼ ال تقوم بو إحدػ مؤسسات النقل الجوؼ
استبعدت اتفاقية وارسو األصمية ثبلث صور من النقل الجوؼ من نطاق تطبيق أحكاميا ىي
نقل البريد والنقل عمى سبيل التجارب األولي والنقل في ظروف غير عادية.
لكن المادة 16من برتوكول الىاؼ لعام 1955قد أسقطت صراحة االستثنائين
األخيرين ،وبالتالي صار النقل عمى سبيل التجارب األولي والنقل في ظروف غير عادية
خاضعين ألحكام اتفاقية واسو .إال أن ىناك من الدول من انضمت إلى اتفاقية وارسو ولم
تنضم إلى برتوكول الىاؼ المعدل ليا ،ولذلك تظل ىاتين الحالتين خارجتين عن نطاق
تطبيق أحكام االتفاقية بالنسبة ليا ولذلك يتعين العرض لكافة االستثناءات التي تضمنتيا
اتفاقية وارسو.
اتفاقية واسو ال تسرؼ عمى النقل الجوؼ ،فيي ال تسرؼ كما سبق القول عمى النقل
الجوؼ الداخمي الذؼ يظل محكوما بالقانون الوطني لمدولة التي تم عمى إقميميا ،واذا كان
عدم خضوع النقل الجوؼ الداخمي التفاقية وارسو أم ار منطقيا حيث كان اليدف الرئيسي من
ىذه االتفاقية ىو توحيد بعض قواعد النقل الجوؼ فإن أحكام االتفاقية ال تسرؼ بالضرورة
عمى نقل جوؼ دولي فيستثني المشرع الدولي الثبلث أنواع التي ذكرناىا في السابق وسنتطرق
1
ليا بالتفصيل.
نصت المادة 2الفقرة الثانية من اتفاقية وارسو عمى أنو "يستثنى من أحكام ىذه
االتفاقية النقل الذؼ يتم طبقا التفاقية البريد الدولية".
- 27 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
وال يخضع نقل البريد الذؼ تم وفقا التفاقية البريد الدولية ألحكام اتفاقية وارسو لتفادؼ
كما قد ينشأ من تعارض وتنازع بين أحكام االتفاقية وأحكام االتفاقية الدولية الخاصة بالبريد.
ولقد عدلت المادة الثانية من بروتوكول الىاؼ ىذه الفقرة الواردة باتفاقية وارسو التي
صار نصيا "ال تسرؼ االتفاقية عمى نقل البريد والطرود البريدية"وبالتالي لم يعد االستثناء
مقصو ار عمى نقل البريد الذؼ تم طبقا التفاقيات البريد الدولية بل امتد إلى كافة صور نقل
البريد سواء تمت طبقا لبلتفاقية الدولية المذكورة أم ال.
نصت المادة 34من اتفاقية وارسو األصمية عمى أنو "ال تسرؼ أحكام ىذه االتفاقية
عمى النقل الجوؼ الذؼ تتواله مؤسسات المبلحة الجوية عمى سبيل التجارب األولي بقصد
إنشاء خطوط مبلحة جوية منتظمة "...حيث كان إنشاء الخطوط الجوية وافتتاحيا ام ار بالغ
الصعوبة يتحمل عنو الناقل الجوؼ مخاطر جسيمة ،وذلك عند توقيع اتفاقية وارسو عام
، 1929لذلك ارتأت الجماعة الدولية لعدم إخضاعو ألحكام اتفاقية وارسو تشجيعا لحركة
اكتشاف خطوط الطيران الجديدة.
وباعتبار النقل عمى سبيل التجارب األولي الغير خاضع ألحكام االتفاقية استثناءا
فبلبد من تفسيره تفسي ار ضيقا فيكون النقل الجوؼ متعمقا بالمحاوالت التجريبية إذا كان
إلنشاء خط جوؼ لم يطرقو الطيران التجارؼ من قبل ،أما إذا كان الخط الجوؼ قد سبق
تمييده من قبل ولو منذ فترة طويمة فبل تكون بصدد نقل عمى سبيل التجارب األولي يبرر
عدم إخضاعو ألحك ام اتفاقية وارسو ،وفي حالة الشك تنطبق أحكام االتفاقية ويقع عمى عاتق
1
من يتمسك بتطبيق ىذه األحكام إثبات توافر شروط تطبيقيا.
- 28 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
وعمى ذلك يجب أن نفيم عبارة التجارب األولي عمى أنيا محاوالت التجريبية التي
تقوم بيا شركات أو مؤسسات الطيران إلنشاء خط جوؼ جديد بما يكشف ذلك بضرورة من
صعاب فنية في اكتشاف المجيول سواء من حيث المناطق والتضاريس الجغرافية التي يمر
الخط الجوؼ فوقيا وزوايا االرتفاع والتحميق أو ظروف األحوال الجوية.
ويجب أن يتعمق األمر فعبل برحبلت تجريبية وبعبارة أخرػ ال تعتبر رحبلت جوية
لتجارب األولي تمك الرحبلت التي تقوم بيا إحدػ الشركات لتسيير طائراتيا عمى خط جوؼ
جديد كان قد ميد من قبل ولو لم يستعمل لمدة طويمة.
وتحديد عدد التجارب األولي الكافية الكتشاف الخط الجوؼ والتي يمكن أن تخرج من
نطاق اتفاقية وارسو ىو من األمور التي تختص بيا محكمة الموضوع عمى ضوء ما يطرح
أماميا من وقائع ،ومتى تعمق األمر برحبلت جوية دولية يتم عمى سبيل التجارب األولي
الفتتاح خط جوؼ جديد ،خرجت من نطاق اتفاقية وارسو حتى ولو كانت الطائرة قد حممت
1
خبلل الرحمة ببعض الركاب أو البضائع.
طبقا لمشطر الثاني من المادة 34من اتفاقية وارسو 1929ال تسرؼ أحكام ىذه
االتفاقية "عمى عمميات النقل التي تتم في ظروف غير عادية خارجة عن كل عممية مألوفة
في االستغبلل الجوؼ" وقد استبدلت المادة 16من بروتوكول الىاؼ 1955المعدل التفاقية
وارسو نص المادة 34في ىذا الصدد بالعبارة اآلتية "ال تطبق أحكام المواد من 09 -03
(من اتفاقية وارسو) المتعمقة بالمستندات النقل عمى عمميات النقل التي تتم في ظروف غير
عادية ال تدخل في النطاق المألوف لبلستغبلل الجوؼ".
- 29 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
ويواجو نص الشطر الثاني من المادة 34من اتفاقية وارسو المعدل بروتوكول الىاؼ
سنة 1959عمميات النقل الجوؼ الدولي التي لو تركت وشأنيا لخضعت ألحكام االتفاقية،
غير أنيا لما كانت تتم في ظروف غير عادية تكتنفيا المخاطر والصعاب أو ىي ليست ىي
العمميات المألوفة في الطيران التجارؼ فإنيا تخرج عمى ىذا النحو من نطاق تطبيق اتفاقية
وارسو سنة .1929وربما قصد من وراء ىنا النص استبعاد بعض عمميات النقل الجوؼ
الدولي التي تتم عمى سبيل األبحاث العممية أو تمك العمميات التي ينبغي انقاذ السفن أو
الطائرات اليت يتيددىا خطر أو ىبلك ،أو عمميات النقل الجوؼ الخاصة وغير المألوفة في
االستغبلل الجوؼ كأن توضع الطائرة تحت تصرف فرد لمقيام برحمة دولية لسياحة أو لقضاء
1
أشغالو.
متى انعقد عقد النقل الجوؼ صحيحا يترتب عميو التزامات عمى كل من طرفيو وىي
مرسل البضاعة أو الراكب من جية والناقل من جية أخرػ ،ويختمف موضوع النقل الجوؼ
في عقد نقل الركاب عن موضوعو في عقد البضائع.
وسوف نتعرف في ىذا المبحث لدراسة االلتزامات الناشئة عن عقد النقل الجوؼ في
مطمبين ،المطمب األول تخصصو في االلتزامات الناشئة عن عقد نقل األشخاص والمطمب
الثاني في االلتزامات الناشئة عن عقد نقل البضائع.
عقد نقل الركاب من عقود المعاوضة الممزمة لمجانبين وذلك أن النقل الجوؼ المقصود
ىو النقل الجوؼ التجارؼ ،وفيو يقدم الناقل الجوؼ خدمة النقل مقابل الحصول عمى أجرة،
ويرتب العقد التزامات عدة عمى عاتق طرفيو.
- 30 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
يمتزم الراكب أو المسافر بثبلث التزامات وىي أداء أجرة النقل ،اتباع تعميمات الناقل،
حراسة األمتعة التي يحتفع بيا معو أثناء النقل.
يمتزم الراكب بدفع أجرة النقل وىذا ىو االلتزام الرئيسي الذؼ يقع عمى عاتقو ،ولم
تزود اتفاقية وارسو الناقل بأؼ دعوػ قبل المسافر في حالة عدم قيام ىذا األخير بدفع أحرة
النقل وثم يرجع في تنظيم ىذا األمر إلى القانون الوطني الواجب التطبيق ،وطبقا لممادة
262من قانون التجارة الجديد لمناقل حبس أمتعة الراكب ضمانا ألجرة النقل وغيرىا من
المبالغ المستحقة بسبب النقل.
ولناقل امتياز عمى الثمن الناتج من التنفيذ عمى ىذه األمتعة الستيفاء جميع المبالغ
المستحقة لو بسبب النقل ويتبع في ىذا الشأن إجراءات التنفيذ عن األشياء المرىونة رىنا
تجاريا واذا أخطأ الناقل وزود المسافر بتذكرة سفر بقيمة أقل من قيمتيا الحقيقية فيمتنع عميو
مطالبة ىذا األخير بما تبقى من فرق القيمة.
وتقضي المادة الثالثة فقرة أولى من الشروط العامة لنقل الركاب بعدم إمكان إصدار
تذكرة سفر إال إذا تم دفع قيمتيا كاممة كما حددتيا منظمة الياتا كما يحتفع الناقل بالحق في
1
رفض نقل أؼ مسافر و ال يكون حائ از لتذكرة سفر قانونية.
يضع الناقل عادة تعميمات محددة تأمينا لسبلمة عممية النقل تراعي بيا مصمحتو
ومصمحة الركاب عموما لذا يمتزم الناقل بإحاطة الراكب عمما بتعميمات النقل ،ومثمما يمزم
دمحم فريد العريني ودمحم السيد الفقي ،مرجع سابق ،ص .455 1
- 31 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
الراكب بإتباع ىذه التعميمات يمزم الناقل من جانبو بفرض احتراميا عمى الركاب جميعا
وبدون استثناء ،وكل اتفاق خبلف ذلك ال ينتج أثره إال بين الطرفين المتعاقدين حيث أن
واسطة النقل تضم مجتمعا صغي ار من الركاب ،ويعتبر التزام كل منيم بإتباع تعميمات النقل
بمثابة حق يجوز التمسك بو من قبل اآلخرين ،ولذلك نصت المادة 124من قانون الطيران
المدني األردني عمى أنو "ال يكون الناقل مسؤوال إذا اضطر قائد الطائرة إلنزال أؼ راكب
1
يخل بالنظام بيا أو يمكن أم يشكل خط ار عمى سبلمة الطائرة أو ركابيا".
والمقصود بذلك األمتعة التي يحتفع بيا الراكب معو أثناء النقل ومنيا الحيوانات
ال مصاحبة لو المرخص لو لبلحتفاظ بيا معو ،وليس المواد والحيوانات المسجمة والمسممة إلى
الناقل التي تخضع لؤلحكام الخاصة بنقل الشيء ويكون ىذا األخير لذلك ىو الممزم
بحراستيا ،ويسأل بالتالي عن ىبلك البضائع في عقد نقل األشياء ،كما نصت عمى ذلك
المادة 189من اتفاقية وارسو في حين يمزم الراكب نفسو بحراسة األمتعة التي يحتفع بيا
معو والحيوانات المرخص لو بنقميا ،فبل يكون الناقل مسؤوال عن ضياع ىذه األمتعة أو
ىبلكيا أو تمفيا إال إذا أثبت الراكب خطأ الناقل أو خطأ تابعيو ،وىذا ما عبر عنو المشرع
األردني بقولو في المادة 78من قانون التجارة "إن األمتعة التي جرػ قيدىا تكمن موضوعا
لعقد نقل يضاف إلى عقد نقل المسافر أما األمتعة اليدوية فبل تدخل في العقد وال يكون
الناقل مسؤوال عنيا إال إذا أقام المتضرر البينة عمى ارتكابو خطأ معينا" بل ويعد الراكب ىو
المسؤول عما يمحق الناقل أو الغير من ضرر بسبب ىذه األمتعة والحيوانات دون أن يمنع
ذلك الغير من مطالبة الناقل بتعويض عما أصابو من ضرر ،وان كان ليذا األخير حق
أكرم ياممكي ،القانون الجوؼ ،مكتبة دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،عمان ،0331 ،ص .000 1
- 32 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
الرجوع عمى الراكب الستعادة ما دفعو من تعويض كما نصت عمى ذلك المادة السادسة من
1
الشروط العامة التحاد النقل الجوؼ الدولي (إياتا).
نصت الشروط العامة (لئلياتا) في إطار نقل الركاب عمى ما يمي" :ال يضمن الناقل
أن يضع تحت تصرف الراكب مقعدا محددا في الطائرة ما لم يكن ىناك اتفاق خاص عمى
ذلك" .ويقصد باالتفاق الخاص ىو التزام المسافر بحجز مكان لو في الطائرة مسبقا ،وذلك
ألن كل طائرة مرتبطة بحمولة معينة ال يمكن تجاوزىا حرصا عمى سبلمة الراحمة الجوية
2
حيث أن اقتناء التذكرة ال يعطي لممسافر الحق تمقائيا في السفر.
ىناك مجموعة من االلتزامات يتحمل بيا الناقل الجوؼ في مواجية المسافرين تنشأ
عن عقد النقل أو تعتبر من مستمزماتو وفقا لمقانون والعرف والعدالة.
أوال :يمتزم الناقل بمجرد إبرام عقد النقل بتزويد المسافر بتذكرة سفر مشتممة عمى
البيانات االلزامية المتطمبة قانونا ،ويتعين عميو أن يحررىا بخط مقروء ويسمميا إلى المسافر
قبل الرحيل بوقت كافي يسمح ليذا األخير بمعرفة شروط النقل الذؼ ينوؼ القيام بو واتخاذ
3
اإلجراءات البلزمة لحماية نفسو إذا ما قدر ذلك.
ثانيا :يمتزم الناقل بتوصيل المسافر وأمتعتو إلى المكان الذؼ يقصده ،وربما كان ىذا
االلتزام ىو جوىر عقد نقل األشخاص الجوؼ ،إذ يمتزم الناقل الجوؼ بتوصيل المسافر سميما
زبيدة لقرادة ،مسؤولية الناقل الجوؼ في حالة وقوع حادث (حادثة تمنراست)( ،رسالة ماجستير غير منشورة) ،فرع العقود 2
- 33 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
ومعافى ىو وأمتعتو وفي الميعاد إلى المكان الذؼ ابتغاه عندما ارتبط واياه يعقد النقل ،ويقع
عمى عاتق الناقل الجوؼ بيذا الصدد االلتزام المعروف بالتزام السبلمة وىو الذؼ تدور من
حول أحكام مسؤولية الناقل الجوؼ ،ويجب عميو وفقا لحكم المادة 126من قانون الطيران
المدني التحقق من استيفاء الركاب والبضاعة لمستندات ووثائق الدخول.
ثالثا :يقع عمى كاىل النقل الجوؼ بعض االلتزامات الثانوية أىميا توفير حد أدنى من
الراحة لممسافر وتقديم وجبات الطعام الكافية والبلزمة كمما استمزمت طبيعة الرحمة ذلك ،كما
يقع عميو التزام السير عمى راحة الركاب في حالة اضطراب الطائرة لمبقاء فترة من الوقت في
أحد المراسي الجوية إلصبلح عطب بيا أو لبلنتظار لحين تحسن األحوال الجوية ،كما يجب
1
أن يييئ ليم مكانا مناسبا لممبيت كمما لزم األمر.
رابعا :يكون الناقل مسؤوال عن الفرد الذؼ يقع في حالة وفاة الراكب أو أدػ أذػ
يمحق بو وذلك بشرط أن تكون الواقعة التي تولدت عنيا الوفاة أو األذػ البدني قد وقعت
عمى متن الطائرة أو في أثناء أؼ عممية من عمميات صعود الركاب أو نزوليم فقط ،ومع
ذلك ال يعتبر الناقل مسؤوال عن ذلك إذا كانت الوفاة أو األذػ البدني قد نتج عن حالة
الراكب الصحية فقط.
خامسا :يكون الناقل مسؤوال عن الضرر الذؼ يقع في حالى تحطيم أو ضياع أو
تمف األمتعة وذلك بشرط أن تكون الواقعة التي نتج عنيا التحطيم أو الضياع أو التمف
وقعت فقط عمى الطائرة أو أثناء أؼ عممية من عمميات الصعود أو اإلنزال أو خبلل أؼ فترة
تكون فييا األمتعة في حراسة الناقل .ومع ذلك فبل يعتبر الناقل مسؤوال إذا كان الضرر ناتجا
2
فقط عن نوع األمتعة أو عيوب طبيعية خاصة بيا.
- 34 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
عقد نقل البضائع ىو من عقود المعاوضة الممزمة لجانبين وذلك أن النقل الجوؼ
المقصود ىو النقل الجوؼ التجارؼ ،وفيو يقدم الناقل الجوؼ خدمة لنقل مقابل الحصول عمى
أجرة ،وينشأ عن عقد نقل البضائع التزام عمى عاتق المرسل والمرسل إليو.
يمتزم المرسل بتسميم البضاعة المراد نقميا إلى الناقل وال يعني ذلك أن التسميم يعد
شرطا النعقاد العقد ،فعقد النقل ال يعدو وأن يكون عقدا رضائيا وما التسميم إال شرط لتمكين
الناقل من البدء في تنفيذ أحد االلتزامات التي يمقييا عقد النقل عمى عاتقو ،وىو االلتزام بنقل
البضاعة من مكان إلى آخر وال يتصور تنفيذ مثل ىذا االلتزام إال إذا كان الناقل في وضع
يتمكن معو من ممارسة الحراسة المادية عمى البضاعة وال يتحقق ذلك إال بالتسميم.
كما يمتزم المرسل أيضا بدفع أجرة النقل وىنا التزامو رئيسي وال يسقط ىذا االلتزام
بقبول المرسل إليو لمبضاعة وبصفتو مسؤوال عن دفع أجرة النقل ألن المرسل إليو يدخل في
الدين عمى المدين األول ،أؼ المرسل وال يحل محمو وال يدخل ضمن أجرة النقل -طبقا
لنصوص الفقرة الرابعة من المادة السادسة من شروط إلياتا الخاصة بنقل البضائع-
والمصروفات اإلضافية التي يجب أن يدفعيا المرسل في مقابل خدمات االيداع والتأمين أو
1
أؼ مصروفات أخرػ يدفعيا الناقل الجوؼ أو تابعوه وتكون ضرورية لنقل البضاعة.
ولضمان دفع شروط النقل تقرر شروط اإلياتا أنو يمكن لمناقل الجوؼ أن يشترط تقديم
مبمغ عمى سبيل كفالة األجرة ويتوازػ مع مقدارىا ،كما تقرر لو حق تتبع البشاعة وبيعيا في
المزاد العام في حالة عدم دفع األجرة .وبدييي أن يتم التنفيذ حق التتبع وآثاره لحق االمتياز
وبيع البضاعة طبقا ألحكام القانون الداخمي لمدولة التي تتم عمى إقميميا ىذه اإلجراءات،
- 35 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
كذلك يقع عمى كاىل المرسل التزامات أخرػ تحتميا اتفاقية وارسو سنة 1929أو شروط
اإلياتا أو قوانين ولوائح دولة مطار القيام إذ يمتزم المرسل بتحرير خطاب النقل الجوؼ
متضمنا بيانات كاممة وصادقة عن البضاعة ،وعميو أن نسمم البضاعة مغمقة ومحكمة الربط
كمما استمزمت طبيعتيا ذلك.
كذلك يقع عمى عاتق االلتزام باحترام القوانين ولوائح دولة مطار القيام ودولة مطار
الوصول كالتزامو بالقيام باإلجراءات المدنية والجمركية البلزمة لتصدير البضاعة ودفع
1
الرسوم المقررة.
المرسل إليو ليس طرفا في عقد النقل المنعقد ما بين المرسل والناقل ومن المبادغ
العامة في االلتزام أن العقد ال يرتب التزاما في ذمة الغير ،ولكن يجوز أن يكسبو حقا أؼ أن
آثار العقد تن صرف إلى طرفيو وعمى الرغم من أن المرسل إليو ليس طرفا في العقد إال أنو
يمتزم اتجاه الناقل بدفع أجرة النقل ولو الحق في مطالبة الناقل بتسميم البضاعة وفي الرجوع
عميو بالتعويض في حالة اليبلك أو التأخير .وانعقد بإجماع الفقو عمى سريان شروط العقد
عمى المرسل إليو وأ ن لو حق مباشر قبل الناقل يستطيع مطالبتو بو ومن ثمة فالمرسل إليو
2
ال يعد من الغير بالنسبة إلى شروط العقد.
ىذا وأن أىم التزام يقع عمى عاتق المرسل إليو ىو تسمم الشيء محل النقل ،والتزامو
بالتسميم ىذا يقابل التزام الناقل بالتسميم .وقد نصت المادة 66من قانون النقل العراقي عمى
أن "عمى المرسل إليو سمم الشيء بعد أن يضعو الناقل تحت تصرفو في الميعاد الذؼ عينو
لو واال التزام بمصروفات المخزن ،والناقل بعد انقضاء ىذا الميعاد أن ينقل الشيء إلى محل
- 36 -
ماهية عقد النق ل الجوي الفصل األول
المرسل إليو مقابل أجرة إضافية" .وأخي ار البد من اإلشارة ثانية إلى أنو وان كان األصل أن
يمتزم المرسل بدفع أجرة النقل وغيرىا من المصروفات المستحقة لمناقل فإن باإلمكان أن يتفق
عمى أن يتحمميا المرسل إليو رغم كونو طرفا مباش ار في العقد ،ولكن ىذا االتفاق كما سبق
وأن بينا ال يب أر المرسل من التزامو قبل الناقل فيكون والمرسل إليو مسؤولين عن دفع األجرة
وغيرىا من المصروفات المستحقة لو بالتضامن وىذا ما نصت عميو المادة 60من قانون
1
النقل العراقي.
- 37 -
الفصل الثانــي:
تبدأ مسؤولية الناقل في وقت تسممو البضاعة من قبل المرسل ،وتنتيي بتسميميا
لممرسل إليو عند الوصول ،وبالتالي ال يعتبر الناقل مسؤوال عن ضرر أصابيا إذا كان سببو
سابقا عمى تمقيو البضاعة ،أو الحقا عمى استالم المرسل إليو ليا فعال أو حكما ،وىذا
االلتزام من قبل الناقل يفرض عميو بمقتضى عقد النقل تحقيق غاية متمثمة في نقل البضاعة
من مكان القيام إلى مكان الوصول المتفق عميو ،وتسميميا إلى المرسل إليو في الميعاد
المحدد كاممة سميمة خالية من أي تمف أو عيب ،فإذا لم تتحقق ىذه الغاية المقصودة ،أي
بمجرد ىالك البضاعة أو تمفيا أو التأخر في تسميميا ،اعتبر في ىذه الحاالت الناقل مخطئا
ومسؤوال ،ألنو اخل بالتزام رتبة عقد النقل ،واخاللو ىذا موجب لممسؤولية التعاقدية ،ويمتزم
بالتعويض عما أحدثو خطأه من ضرر ما لم يثبت أن عدم التنفيذ يرجع لسبب أجنبي ال يد
لو فيو ،كقوة قاىرة ،أو حادث فجائي ،أو خطأ المرسل أو المرسل إليو ،أو عيب في المنقول.
من ىنا قسمنا ىذا الفصل إلى ثالث مباحث ،تناولنا في المبحث األول أساس مسؤولية
الناقل الجوي وتطوره ،وفي الثاني حاالت مسؤولية الناقل الجوي أما في الثالث فقد تطرقنا
إلى استبعاد مسؤولية الناقل الجوي.
من خالل ىذا المبحث نبين األساس القانوني الذي تقوم عميو مسؤولية الناقل الجوي
من جية ومراحل تطور مسؤولية الناقل الجوي من جية أخرى.
- 39 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
من أجل تحديد أساس مسؤولية الناقل الجوي يميز المشرع التجاري بين ثالث صور
لممسؤولية :المسؤولية الناشئة عن عقد النقل الجوي التجاري ،المسؤولية عن ىالك أو إتالف
األمتعة الخفيفة ،المسؤولية الناشئة عن عقد المقل الجوي المجاني.
طبقا لمقواعد العامة لاللتزامات والعقود تكون مسؤولية الناقل الجوي في مواجية متمقي
خدمة النقل مسؤولية عقدية ،إذ أنيا تنشأ عن إخالل الناقل بتنفيذ التزاماتو الناشئة عن عقد
النقل.
ويالحظ من جية أنو في حالة وفاة المسافر يجوز لورثتو إثارة مسؤولية الناقل الجوي
ليس فقط لممطالبة بالتعويض عن األضرار التي لحقت لمورثيم عن األضرار التي لحقت بيم
بصفة شخصية لذلك حرص المشرع التجاري عمى سريان أحكام المسؤولية المحدودة أيا كان
األساس الذي تقوم عميو دعوى المسؤولية وأيا كانت صفة الخصوم أو عددىم أو مقدار ما
يطمبون من تعويضات ومن جية أخرى تثبت لممرسل إليو الحقوق الناشئة عن النقل متى قبل
ىذه الحقوق صراحة أو ضمنا وبالتالي فإنو يستطيع إثارة مسؤولية الناقل العقدية رغم أنو لم
1
يكن طرفا متعاقدا مع الناقل عمى إنجاز نقل البضائع.
ويسأل الناقل الجوي عن إخاللو بااللتزام بتحقيق نتيجة وىو االلتزام بضمان سالمة
المسافر أو االلتزام بوصول األمتعة والبضائع كاممة وسميمة وفي الميعاد ،ويتضح ذلك من
نص المشرع التجاري عمى عدم جواز نفي المسؤولية إال بإثبات الناقل القوة القاىرة أو العيب
الذاتي في البضائع أو خطأ المرسل أو المرسل إليو أو الراكب ،وجميع ىذه األسباب لنفي
- 40 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
المسؤولية ىي تطبيقات لسبب األجنبي التي من شأنيا نفي رابطة السببية بين عدم تحقيق
النتيجة بفعل الناقل والضرر الذي يمحق متمقي خدمة النقل.
والمثال عمى خطأ الناقل الجوي إصداره تعميمات بقبول اصطحاب المسافرين لألمتعة
الخفيفة بما يجاوز الحد المسموح بو طبقا لشروط النقل وبما يحقق القواعد الخاصة بتحميل
الطائرة ،أما المثال عمى خطأ التابعين إىمال أحد أفراد الطاقم الجوي في معاونة أحد
المسافرين في وضع أمتعتو بالمكان المخصص ليا في الطائرة مما أدى إلى إتالف األمتعة،
ويراعى أن لقائد الطائرة ضمانا لسالمتيا أن يقرر األمتعة الخفيفة ويكون الناقل الجوي
1
مسؤوال عن ىالكيا في ىذه الحالة.
في مفيوم المشرع التجاري يكون النقل الجوي بالمجان إذا كان بدون أجرة ولم يكن
الناقل محترفا النقل ،فإذا كان محترفا اعتبر النقل غير مجاني ولو كان بغير أجرة ،ومؤدى
ذلك اعتبار النقل الجوي تجاريا بمجرد مباشرتو من قبل الناقل المحترف يستوي في ذلك أن
يكون النقل مقابل أجرة أو بدون أجرة ،ولقد تأثر المشرع المصري بحكم اتفاقية وارسو لعام
1929التي تخضع لنقل المجاني الصادر عن مؤسسات النقل الجوي ألحكاميا حتى ال
- 41 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
يكون في االتفاق عمى عدم استحقاق ألجرة ما يؤدي إلى التحايل عمى أحكام االتفاقية
1
واستبعاد تطبيقيا عمى النقل.
ويترتب عمى احتراف الناقل تقديم خدمات النقل أن تبقى مسؤوليتو قائمة عمى أساس
إخاللو بااللتزام بتحقيق نتيجة سواء تقرر لمناقل أجرة مقابل النقل أو لم تكن أجرة النقل مقررة
لو.
أما إذا لم يكن الناقل محترفا خدمات النقل يجب التمييز بين فرضين:
أوال :ىو االتفاق عمى النقل مع المسافر أو المرسل مقابل أجرة وفي ىذا الفرض يأخذ
عقد النقل حكم النقل التجاري وبالتالي يسأل الناقل عن عدم تحقق النتيجة المرجوة من إنجاز
عممية النقل.
ثانيا :ىو االتفاق عمى النقل مع المسافر أو المرسل بالمجان أي دون مقابل وفي ىذا
الفرض ال يكون الناقل الجوي مسؤوال إال إذا أثبت طالب التعويض أن الضرر نشأ عن خطأ
صدر من الناقل أو من أحد تابعيو أو وكالئو ومعنى ذلك أن مسؤولية الناقل تقوم عمى
أساس الخطأ الواجب إثباتو وليس عمى أساس افتراض مسؤولية الناقل الجوي.
وال يحول اشتراط إثبات خطأ الناقل أو خطأ أحد تابعيو أو وكالئو دون إمكانية تمسك
ىؤالء بأحكام المسؤولية المحدودة ،وتجدر اإلشارة في ىذا الصدد أن يكفي في الخطأ
الصادر عن الناقل أو تابعو أو وكيمو أن يكون خطأ يسي ار أو خطأ جسميا في القواعد العامة
2
لممسؤولية المدنية.
نبيل اسماعيل عمر ،الوسيط في قانون المرافعات المدنية والتجارية ،دار الجامعة الجديدة لمنشر ،اإلسكندرية،9666 ، 1
ص .926
مرجع نفسو ،ص .994 2
- 42 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
لما كان النقل الجوي يتسم بالطابع الدولي ظيرت الحاجة إلى ضرورة وجود حمول
قانونية دولية موحدة لحكم المسائل التي يثيرىا حتى ال يتغير النظام القانوني الذي تخضع لو
ىذه المسائل ولقد تحقق ذلك بمقتضى عدة اتفاقيات كان أوليا اتفاقية وارسو وصوال إلى
برتوكول مونتريال.
لقد قضت ىذه االتفاقية عمى االختالف والتباين بين األنظمة القانونية المختمفة
الحاكمة لمسؤولية الناقل الجوي فوضعت ليذه المسؤولية نظاما موحدا ىدفت من ورائو إلى
إقامة التوازن بين المصالح المتعارضة لناقمين الجويين من ناحية ولمستعممي الطائرة من
ناحية أخرى ويقوم ىذا النظام عمى مبادئ ثالثة:
أوال :تقوم مسؤولية الناقل الجوي عمى أساس الخطأ المفترض بمعنى أن المسافر أو
الشاحن ال يمتزم بإقامة الدليل عمى وجود خطأ من أي نوع كان من جانب الناقل ،وال
يستطيع ىذا األخير التحمل من مسؤوليتو إال إذا أثبت أنو ىو وتابعيو قد اتخذوا كل
االحتياطات الضرورية لتجنب وقوع الضرر أو كان من المستحيل عمييم اتخاذىا.
ثانيا :مراعاة لمصمحة الناقمين خففت االتفاقية من حدة قرينة الخطأ عن طريق
تحديدىا لتعويض الذي يمتزم بو الناقل في مواجية كل راكب.
ثالثا :حتى ال يتمكن الناقل من التيرب من المسؤولية عن طريق اإلعفاء منيا أو
تحديد ىا بمبمغ تافو ،أبطمت االتفاقية بطالنا مطمقا الشروط التي تيدف إلى إعفاء الناقل من
المسؤولية وتمك التي ترمى إلى وضع حد لتعويض أقل من الحد الذي قررتو المادة (.)23
- 43 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
وال يستفيد من ىذا النظام إال الناقل حسن النية إما إذا أثبت سوء نيتو امتنع عميو
االستفادة من الحد األقصى لتعويض الذي وضعتو االتفاقية وامتنع عميو كذلك التمسك
باإلعفاء من المسؤولية عم طريق إقامة الدليل عمى أنو ىو وتابعيو قد اتخذوا كل
1
االحتياطات الضرورية لتجنب وقوع الضرر أو كان من المستحيل عمييا اتخاذه.
إن نظام المسؤولية الذي جاءت بو اتفاقية وارسو يعد ضمانا لمصالح الناقمين
الجويين ،إذ تحددت مسؤوليتيم بمبمغ نقل عن تمك المبالغ التي يتكبدىا ضحايا وسائل النقل
الجوي فعال في الوقت الذي تناقصت فيو األخطاء الجوية بسبب تطور التكنولوجيا في مجال
2
الطيران.
وقد تم تعديل اتفاقية وارسو 1929في برتوكول الىاي 1970إال أنو بقيت مصالح
الناقمين الجويين تغمب عمى مصالح المسافرين أو المرسمين ،حيث بقي الخطأ المفترض ىو
أساس المسؤولية في البرتوكول عمى الرغم من اقتراح الوفد اليولندي آنذاك صيغة بديمة
لممادة ( )20والتي تقيم المسؤولية عمى أساس الخطأ الموضوعي وكانت الصيغة كما يمي:
"ال يكون الناقل مسؤوال إذا لم يحصل الضرر بسبب خطأه او خطأ أحد متابعيو" .وقد أيدت
عدى وفود ىذه الصيغة والسيما الوفد الفرنسي وحجتيم كانت عمى أساس أن مفيوم الخطأ
أصبح واضحا بما فيو الكفاية ،وال يتمكن الناقل من إعفاء نفسو من المسؤولية عن الضرر
الناجم عن الحادث إال إذا أثبت أنو لم يرتكب ىو وال أحد متابعيو أي خطأ ولكن لم تحظى
ىذه الصيغة المقترحة بموافقة بقية الوفود السيما الوفد األمريكي ،فظمت المادة ( )20عمى
حاليا دون تعديل وبقي الخطأ المفترض ىو أساس المسؤولية.
ربضي عيسى غسان ،مسؤولية الناقل الجوي الدولي عن الضرر الواقع عمى األشخاص وأمتعتيم ،دراسة مقارنة ،دار 2
وقد أجاز البرتوكول -في المادة الثانية عشرة منو -لمناقل الجوي أن يشترط إعفاء
نفسو من المسؤولية في حالة ضياع البضاعة أو أي ضرر كما جاء البرتوكول بأحكام جديدة
وضعت تعريفا ضيقا لمخطأ المساوي لمغش ،كما أنو قام بتخفيف الجزاءات الموقعة عمى
الناقل الجوي سيء النية ،فقصرىا عمى حرمانو من التمسك بالحد األقصى لمتعويض الذي
حددتو االتفاقية ،وأباح لو الحق في اإلعفاء من المسؤولية عن طريق إثبات اتخاذ اإلجراءات
الضرورية لتالفي وقوع الضرر ،كل ىا لم يكن إال انتصا ار لمناقمين الجويين عمى حساب
1
المسافرين أو المرسمين.
لقد فرق برتوكول جواتيماال سنة 1971بشأن طبيعة مسؤولية الناقل الجوي الدولي
في نقل األشخاص وأمتعتيم بين أمرين:
أوال :بالنسبة لوفاة المسافر أو إصابتو بأي أذى جسماني آخر أو ضياع وتمف حقائبو
ويبين نص المادة ( )4من البرتوكول أن مسؤولية الناقل الجوي أصبحت ترتكز بيذا
الخصوص عمى أساس فكرة المخاطر وتحمل التبعية ،أي تعتبر مسؤولية موضوعية أو
مطمقة تنعقد عمى رأس الناقل الجوي بقوة القانون وال يستطيع التحمل من المسؤولية أو
التخفيف منيا لسببين فقط أوليما يرجع إلى الحالة الصحية لمراكب والتي يجب أن تكون
السبب الوحيد فيما لحق بو من أضرار ،والثاني بالنسبة لتأخير المسافر وتأخير حقائبو ،وىنا
ظمت طبعية مسؤولية الناقل الجوي كما ىي في اتفاقية وارسو سنة 1929أي مسؤولية
2
تعاقدية.
- 45 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
أما بالنسبة لنقل البضاعة فيبدو أن مسؤولية الناقل الجوي ظمت كما ىي في اتفاقية
وارسو سنة 1929أي مسؤولية تعاقدية تقوم عمى قرينة الخطأ المفترض ،بحيث تنعقد
بمجرد اإلخالل بسالمة البضاعة أو في حالة تمفيا أو ىالكيا أو تأخيرىا ما لم يثبت الناقل
الجوي أنو وتابعيو قد اتخذوا كافة التدابير الضرورية لتفادي ذلك.
وىكذا استقر المقام بالنسبة لمسؤولية الناقل الجوي الدولي لألشخاص لتصبح مسؤولية
موضوعية مبناىا فكرة المخاطر وتحمل التبعية ،ولقد تطابقت بيذا التطور مع مسؤولية
1
مستغل الطائرة عن األضرار التي تحدثيا عمى السطح.
الفرع الرابع :مسؤولية الناقل الجوي في برتوكول مونتريال الرابع لسنة 5791
نصت المادة الرابعة من برتوكول مونتريال الرابع لسنة 1975عمى أن" :مسؤولية
الناقل عمى األضرار التي تصيب البضاعة نتيجة ىالكيا أو تمفيا أو ضياعيا دون أن
يستطيع الناقل التحمل من المسؤولية إال إذا أقام الدليل عمى أن سبب الضرر كان أحد
األسباب التالية:
-2سوء التغميف الراجع إلى شخص آخر غير الناقل أو أحد تابعيو.
-4عمل صادر عن السمطة العامة ذات الصمة بالبضاعة من حيث دخوليا أو خروجيا من
2
المطار أو أثناء عبورىا بو".
- 46 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
من ىذه المادة يتضح أن مبدأ المسؤولية الموضوعية لمناقل الجوي الذي يتم العمل بو
في اتفاق مونتريال لسنة 1966بالنسبة لألشخاص واألمتعة فإنو يطبق أيضا عمى البضائع.
وبالتالي فإن مسؤولية الناقل الجوي أصبحت مسؤولية موضوعية – بغض النظر عن ماىية
عقد النقل – قائمة عمى أساس فكرة الخطر وتحمل التبعية ،بحيث ال يستطيع الناقل التخمص
من المسؤولية إال إذا أثبت أن الضرر يرجع إلى أحد األسباب سالفة الذكر.
إال أن ىذا ال يعني أن طبيعة مسؤولية الناقل الجوي قد توحدت ،لذا يجب السريان
ىذا المبدأ الذي أتى بو برتوكول مونتريال الرابع أن تكون الدولة التي انضمت وصادقت عمى
برتوكول جواتيماال تكون مسؤولية الناقل الجوي فييا تعاقدية مبناىا الخطأ المفترض القابل
إلثبات العكس .وأما الدولة التي قد انضمت إلى اتفاق مونتريال لسنة 1966فإن مسؤولية
الناقل الجوي فييا تكون مسؤولية موضوعية في كل حاالت الضرر متى كانت نقطة المغادرة
أو اليب وط في أراضي الواليات المتحدة األمريكية ،وأما إذا انضمت الدولة إلى برتوكول
مونتريال الموقع في سنة 1975فإن المسؤولية فييا تكون موضوعية في كل حاالت الضرر
1
عدا التأخير.
وىكذا أصبحت مسؤولية الناقل الجوي بمقتضى اتفاقية وارسو بعد التعديالت العديدة
التي أدخمت عمييا مسؤولية موضوعية قائمة عمى أساس الخطر ،وتقمصت المسؤولية عن
الخطأ المفترض ولم يعدليا أي تطبيق إال في حالة واحدة ىي المسؤولية عن التأخير في نقل
الركاب واألمتعة والبضائع.
أحمد عبد الفضيل دمحم ،القانون الخاص الجوي ،مكتبة دار الجالء ،ص .292 1
- 47 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
تواجو اتفاقية وارسو لعام 1929حاالت رئيسية لمسؤولية الناقل الجوي ىي حاالت
األضرار البدنية التي تصيب المسافر وحاالت التمف أو الضياع التي تصيب البضائع أو
األمتعة وأخي ار حالة التأخير في تنفيذ عقد النقل الجوي.
تنص المادة 17من اتفاقية وارسو عمى أنو" :يسأل الناقل عن الضرر الذي يقع في
حالة الوفاة أو الجرح أو أذى آخر يمحق المسافر إذا وقع الحادث الذي نجم عنو ضرر عمى
متن الطائرة أو في أثناء عممية الصعود أو النزول".
وىذا النص يترتب عمى عاتق النقل الجوي التزاما بضمان السالمة 1وىو التزام ببذل
العناية والمشرع الجزائري لم يشر إلى ىذا االلتزام ولكن يمكن استخالصو من المادة 145
من قانون ( )06-98التي تنص" :الناقل الجوي يعتبر مسؤوال عن الخسائر واألضرار التي
يصاب بيا شخص منقول ،وبالنظر ذلك لممادة 01/148وىي تقابل المادة 1/20من
اتفاقية وارسو المعدلة لبرتوكول الىاي 1955تقر بأن الناقل ممزم ببذل عناية فقط يقدم
الدليل عمى أنو ىو ومندوبوه قاموا باإلجراءات الضرورية لتفادي الخسارة أو استحالة اتخاذىم
ذلك فيي قرينة بسيطة قابمة إلثبات العكس" 2.ولكن خطأ الناقل مفترضا فتخور مسؤوليتو
لمجرد حدوث الوفاة واإلصابة إال أن الناقل يستطيع دفع ىذه المسؤولية عن طريق إثبات أنو
3
وتابعوه قد اتخذوا كل االحتياطات لتوقي الضرر أو كان من المستحيل عمييم اتخاذه.
رفعت الفخري ،الوجيز في القانون الجوي ،جامعة عين الشمس ،القاىرة ،ص .922 1
- 48 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
لم تحدد اتفاقية وارسو ما المقصود بالحادث أو الواقعة الناتجة عن عممية النقل
بمعنى أنيا ترتبط باستغالل الطائرة وتنشأ عنيا ،ووفقا ليذا التعريف يشمل الحادث انفجار
الطائرة أو ارتطاميا باألرض أو بسفينة أو طائرة أخرى في الجو سواء كان ناشئا عن عطل
بالطائرة أو خطأ في القيادة أما إذا كان الغرض ناشئا عن شجار بين اثنين من المسافرين
1
فال يمثل ىذا الشجار حادثا يرتب المسؤولية عمى عاتق الناقل.
ولقد فسر الفقو الحادث تفسي ار شيقا فربطو باالستغالل التام لمطائرة وذىب بعضيم
إلى حصر الحادث عمى الحالة التي تعطب الطائرة فتسقط فيصاب فييا الركاب والطاقم أو
الغير بالضرر ،أما التعبير الموسع فالحادث الجوي يشمل كل واقعة يترتب عمييا شخص
راكب ،بل أنو كل تأثير فجائي لعامل خارجي يترتب عنو ضرر قد يكون متصال بمشروع
النقل أو خارجيا عنيا.
أما فيما يخص قانون الطيران المدني الجزائري فال نجد اصطالح الحادث إذ تنص
المادة 145منو عمى" :ان الناقل الجوي مسؤول عن الخسائر واألضرار التي يصاب بيا
الشخص المنقول شريطة أن يكون سبب تمك الخسارة أو الجرح قد حدث عمى متن الطائرة".
من خالل ذلك يمكن القول أن المشرع الجزائري اتجو في األول لمتفسير الضيق لمحادث ألنو
تكمم عن السبب المفضي إلى الضرر إذ يجب أن يكون ىذا السبب متعمق وحدث عمى متن
الطائرة وىذا ما يفسره المشرع الذي اتبع التفسير الضيق وىو يتالئم وأساس مسؤولية الناقل
2
باعتبارىا قائمة عمى أساس الخطأ المفترض القابل إلثبات العكس.
دمحم دمانة ،دفع المسؤولية المدنية لمناقل( ،رسالة دكتوراه غير منشورة) ،القانون الخاص ،كمية الحقوق والعموم اإلسالمية، 2
تنص المادة 17من اتفاقية وارسو أن الناقل يكون مسسؤوال متى وقع الحادث عمى
متن الطائرة أو في أثناء عمميات الصعود أو اليبوط واليدف من وراء ذلك ىو حماية
المسافرين من مخاطر الطيران ،وىذا يتفق ما ذىب إليو المشرع الجزائري في المادة ،145
فااللتزام يستمر طول الرحمة الجوية وبعد اليبوط وحتى المحظة التي ينيي فييا الناقل توصيل
المسافرين إلى مباني مطار الوصول وال تخضع العمميات السابقة أو التالية ألحكام اتفاقية
وارسو مثل عممية تسجيل أو سحب األمتعة أو اإلجراءات الجمركية ولكنيا تخضع ألحكام
1
القانون الوطني الواجب التطبيق.
إذا اجتمع الشرطان السابقان عد الناقل مخال بااللتزاماتو بضمان السالمة ،ولكن
مسؤوليتو ال تنعقد إال إذا أدى ىذا اإلخالل إلى إلحاق الضرر بالراكب ،ولم توضح االتفاقية
المقصود بالضرر كما أنيا لم تبين نوع الضرر الذي يتعين أخذه في االعتبار عند تقرير
مسؤولية الناقل الجوي والرأي المستقر عمى وجوب الرجوع إلى القوانين الوطنية وتطبيق
الحمول التي تقضي بيا في ىذا الصدد.
ولما كانت مسؤولية الناقل الجوي تعتبر وفقا ألحكام القانون المصري مسؤولية عقدية
فال تعويض – وفقا ألحكام ىذا القانون -إال أن األضرار المتوقعة ،الميم إال إذا كان الضرر
يرجع إلى غش الناقل أو خطئو الجسيم ففي ىذه الحالة يمتزم بتعويض جميع األضرار التي
لحقت بالراكب متوقعة كانت أو غير متوقعة .كما يمتزم الناقل أيضا في القانون المصري
2
بتعويض جميع األضرار مادية كانت أم أدبية.
دمحم فريد العريني ،دمحم السيد الفقي ،مرجع سابق ،ص .243 2
- 50 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
يشترط المشرع التجاري أن يكون اليالك أو التمف قد نتج عن حادث يقع أثناء النقل
الجوي ويثير تحديد مفيوم الحادث بمعرض المسؤولية عن اليالك أو التمف ذات اإلشكاليات
التي يثيرىا تحديد م فيومو في مجال المسؤولية عن األضرار البدنية التي تمحق المسافرين
أثناء النقل الجوي.
ويحدد المشرع التجاري فترة النقل الجوي لألمتعة والبضائع عمى نحو ال يختمف عن
تحديدىا بالنسبة إلى المسؤولية عن ضمان سالمة المسافرين ،فالنقل الجوي يشمل الفترة التي
تكون فييا األم تعة أو البضائع في حراسة الناقل أو تابعيو داخل مطار القيام أو أثناء
الطيران أو داخل مطار الوصول أو في أي مطار أو مكان آخر تيبط فيو الطائرة اختيا ار أو
1
اضط اررا.
إال أن المشرع التجاري يضيف أن النقل الجوي ال يشمل الفترة التي تكون فييا
األمتعة أو البضائع محل نقل بري أو بحري أو نيري يقع خارج المطار إال إذا كان النقل
الزما لشحن األمتعة أو البضائع أو لتسميميا أو لنقميا من طائرة إلى أخرى تنفيذا لعقد النقل
الجوي ،ويتضح من ذلك أن الناقل الجوي ال يسأل عن ىالك أو تمف األمتعة أو البضائع
إال إذا كان ناشئا عن حادث جوي مما يشمل الفترة التي يكون الناقل الجوي حارسا لألمتعة
والبضائع في مطار القيام وأثناء الرحمة الجوية وفي مطار الوصول دون إخالل بمسؤولية
الناقل الجوي عنيا حال وجود الطائرة في مطار أو مكان آخر تيبط فيو الطائرة اختيا ار أو
إض ار ار وعميو إذا كان النقل الجوي جزءا من نقل مركب فإن الناقل الجوي ال يسأل بصفتو
ىذه إال عن اليالك أو التمف الذي يمحق األمتعة أو البضائع أثناء تنفيذ النقل الجوي.
ثروت أنيس األسيوطي ،مسؤولية الناقل الجوي في القانون المقارن ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،ط ،9663 ،3ص 1
.943
- 51 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
ويختمف األمر إذا كان النقل غير الجوي تابعا لتنفيذ التزامات الناقل الجوي الناشئة
عن عقد النقل الجوي فما استمزم شحن األمتعة أو البضائع في مطار القيام نقميا ب ار إلى
المطار ،أو استمزم تسميميا في محل المرسل إليو نقميا ني ار من مطار الوصول ،أو كان
النقل ضروريا النتقال األمتعة أو البضائع من طائرة إلى أخرى تنفيذا لعقد النقل الجوي ،يبقى
الناقل الجوي مسؤوال عن اليالك أو التمف الذي يمحق باألمتعة أو البضائع أثناء التنفيذ
1
الناقل الغير الجوي.
من أىم العناصر في النقل الجوي كسب الوقت الذي ينفرد لو الطائرة ويقع عمى عاتق
الناقل الجوي التزام بالنقل في الميعاد المحدد ،وتقوم مسؤوليتو إذا ما أخل بتنفيذ ىذا االلتزام
عمى نحو يمحق الضرر بالمسافر أو الشاحن ،وىذا االلتزام وفقا لمقانونين الكويتي واألردني
يعد التزاما بتحقيق نتيجة فبمجرد عدم حصول النتيجة والتي تتمثل في توصيل المسافر أو
البضاعة إلى مكان الوصول في الميعاد المتفق عميو تنعقد مسؤولية الناقل الجوي إال إذا أقام
الدليل عل أن كذلك يرجع إلى سبب أجنبي ال دخل إلى إرادتو في حدوثو.
وااللتزام بتحقيق النتيجة يكون في حالة االتفاق سمفا عمى تنفيذ النقل في ميعاد محددة
ولكن إذا تخمف مثل ىذا االتفاق فينقمب االلتزام إلى التزام ببذل عناية أي التزام الناقل بالنقل
في الميعاد المعقول وىنا يتعين عمى المضرور إثبات أن عدم التنفيذ في الميعاد المعقول
يرجع إلى خطأ الناقل ىذا ونصت اتفاقية وارسو عمى مسؤولية الناقل الجوي عن األضرار
المترتبة عمى التأخير في نقل الركاب واألمتعة والبضاعة ولقيام المسؤولية يشترط ثالث
شروط ىي:
-1التأخير عن الميعاد.
- 52 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
-3الضرر.
التأخير يعني مجاوزة الميعاد إذا كانت ىناك مدة محددة سمفا لتنفيذ عممية النقل،
ورغم وضوح ىذا المبدأ إال أنو إثار صعوبات ترجع إلى عاممين:
أ -أن االتفاقية ال تضع معيار يمكن عمى ضوئو تحديد المقصود بتأخير الذي يؤدي إلى
مسائمة الناقل الجوي.
ب -أن مبدأ المسؤولية عن التأخير لقي معارضة شديدة من الناقمين الجويين واالتحاد
الدولي لمؤمني شركات الطيران بحجة أنو يؤدي إلى عرقمة المالحة الجوية ويعرضيا إلى
الخطر ،إذ أن تمك المالحة مرتينة بظروف مختمفة ليس في إمكان النقل الجوي السيطرة
عمييا كالظروف الخاصة بالجو فقد يسمح بالطيران أو ال تسمح وكالظروف الخاصة بقدرة
1
الطائرة عمى حمل البضائع.
ولقد ظير أثر ىذه المعارضة في الشروط التي تدرجيا شركات الطيران والتي تقضي
بأنو ليس ىناك اشتراط عمى إتمام النقل في مدة محددة وبأن ساعات الرحيل والوصول
المبينة في جداول مواعيد الناقمين أو في أي وثائق أخرى ال تعتبر جزءا من عقد النقل فكا
ىي إال مؤشر تقريبي لمتوسط الوقت التي تستغرقو عممية النقل وأدت ىذه الصعوبات إلى أن
صار مبدأ المسؤولية عن تأخير مرك از لصراع بين المصالح المتباعدة لمستعممي الطائرة
والناقل الجوي ،فمستعممو الطائرة يرغبون في التعويض عن التأخير ،بينما يرغب الناقل
الجوي في دفع أقل تعويض ممكن.
عدلي أمير خالد ،أحكام مسؤولية الناقل الجوي ،دار منشأة المعارض لمنشر ،3444 ،ص .33 1
- 53 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
ولقد ظيرت محاوالت لغرض التوفيق بين ىذه المصالح المتعارضة فذىبت إلى صحة
شروط عقد النقل التي تقضي بعدم التزام الناقل الجوي بميعاد محدد لمنقل ،وأن المواعيد
المحددة في جداول مواعيد الناقمين ال تعتبر جزءا من عقد النقل وانما مجرد مؤشر تقريبي
لمتوسط الوقت الذي يستغرقو النقل ،واعفاء الناقل من المسؤولية عن التأخير طالما أن
المضرور لم يقدم الدليل عمى أن التأخير يرجع إلى خطأ جسيم من جانب الناقل الجوي.
إذا حصل تأخير أثناء فترة النقل الجوي فيسأل الناقل الجوي وفقا التفاقية وارسو وان
1
كان خارجيا فيسأل طبقا لقواعد اإلسناد في قانون المحكمة المختصة بالفصل في النزاع.
ويسأل الناقل الجوي وفقا لالتفاقية عن التأخير في نقل البضائع متى وقع ىذا التأخير
خالل الفترة التي تتواجد فييا البضاعة في حراسة الناقل ،كما يسأل الناقل وفقا التفاقية
وارسو عن التأخير في نقل الركاب إذا حدث ىذا التأخير أثناء الفترة الزمنية التي تمتد بين
لحظة مغادرة الراكب تحت إمرة الناقل القاعدة المعدة لتدمع المسافرين بمطار القيام لتوجو
إلى الطائرة المعدة لنقمو وحتى لحظة تخمصو من وصاية الناقل الجوي بدخول مباني مطار
الوصول.
لكي يسأل الناقل عن التأخير البد وأن ينشأ عن التأخير ضرر يصيب الراكب أو
يمحق البضاعة ولم توضح االتفاقية المقصود بالضرر أو نوعو ،والرأي مستقر عمى الرجوع
2
إلى القوانين الوطنية.
دمحم موسى دياب ،فكرة الخطأ في اتفاقية فارسوفي ،دار النيضة العربية ،9653 ،ص .933 1
- 54 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
ييدف التنظيم القانوني لمسؤولية الناقل الجوي إلى تحقيق التوازن بين مصالح متمقي
خدمة النقل في الحصول عمى تعويض مناسب عن األضرار التي تمحق بيم وبين مصالح
الناقمين الجويين في تحديد مسؤوليتيم تشجيعا لالستثمارات في مجال المالحة الجوية
وسنتطرق في ىذا المبحث إلى مطمبين ،المطمب األول :بطالن شروط اإلعفاء وتحديد
المسؤولية أما المطمب الثاني فسنتطرق إلى طرق دفع مسؤولية الناقل الجوي.
طبقا لممادة 52من القانون التجاري الجزائري ،يجوز لمناقل تحديد أو اعفاء مسؤوليتو
باتفاق مع المرسل في عقد النقل عن اليالك او التمف أو التأخير وىذا في الحاالت التاليةك
-تحديد مسؤوليتو بسبب الضياع او التمف بشرط ان ال يكون التعويض المقرر اقل
بكثير من قيمة الشيء نفسو بحيث يصبح في الحقيقة وىميا.
-اعفاؤه كميا او جزئيا من مسؤولية التأخير.
-يكون ب اطال كل اشتراط من شأنو ان يعفي الناقل كميا من مسؤوليتو عن الفقدان الكمي
او الجزئي او التمف.
ويتشترط لصحة تحديد المسؤولية او االعفاء منيا ان ال يكون ىناك خطأ عمدي او جسيم
مرتكب من قبل الناقل ،او من مستخدميو ويكون عمى المرسل او المرسل اليو اثبات غش او
1
خطأه الجسيم
ويقع باطال كل شرط يقضي بإعفاء الناقل الجوي من المسؤولية أو بتحديدىا بأقل من
الحدود المنصوص عمييا ىذا التقنين ،ويتضح من ذلك أنو ال يجوز لمناقل الجوي اشتراط
1
.110 عمار عمورة ،العقود والمحل التجاري في القانون الجزائري ،دار الخمدونية ،الجزائر ،ص
- 55 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
إعفائو من المسؤولية ويمتد بطالن شروط اإلعفاء إلى جميع حاالت مسؤولية الناقل الجوي
(وفاة المسافر ،األضرار البدنية التي تمحق بو ،ىالك أو تمف األمتعة أو البضائع ،التأخير).
كذلك يمتد البطالن إلى شرط اإلعفاء من المسؤولية ليس فقط عن األضرار التي
تمحق باألمتعة المسجمة ،وانما أيضا إلى المسؤولية عن األضرار التي تمحق باألمتعة الخفيفة
1
نتيجة خطأ الناقل الجوي أو خطأ تابعيو.
وال يجوز لمناقل الجوي اشتراط تحديد مسؤوليتو بأقل مما ىو محدد في نصوص
التقنين التجارية واال وقع الشرط باطال ووجب الحكم لممضرور بالتعويض في ضوء الحدود
القصوى لمتعويضات المقررة قانونا.
ويقتصر أثر البطالن عمى شروط اإلعفاء أو تحديد المسؤولية ،ويبقى عقد النقل
الجوي في ذاتو صحيحا ومنتجا آلثاره ويترتب عمى بطالن الشروط خضوع العقد لألحكام
الموضوعية لمسؤولية الناقل الجوي الواردة بالتقنين التجاري .ويراعى أن شروط العقد أو
تحديد مسؤولية الناقل قد تكون مباشرة كأن يتفق عمى إعفاء الناقل من المسؤولية عن التأخير
وقد تكون شروط اإلعفاء غير مباشرة كاتفاق عمى نقل عبء اإلثبات عمى عاتق المسافر أو
المرسل وبالتالي نزولو عن قرينة المسؤولية التي تثقل كاىل الناقل أو االتفاق عمى تقصير
2
مدى تقادم دعاوى مسؤولية الناقل الجوي.
لم يذكر المشرع التجاري سوى اعتبار في حكم اإلعفاء من المسؤولية كل شرط يكون
من شأنو الزام المسافر أو المرسل إليو بدفع كل أو بعض نفقات التأمين ضد مسؤولية الناقل
الجوي وكل شرط ينزل بموجبو المسافر أو المرسل إليو لناقل عن حقوقو في التأمين ضد
أخطار النقل ،فمثل ىذين الشرطين يؤديان في واقع األمر إلى عدم تحمل الناقل الجوي لتبعة
عبد القيار مقبل طو ،تحديد مسؤولية الناقل الجوي الدولي( ،رسالة ماجستير منشورة) ،جامعة صنعاء ،اليمن،3443 ، 1
ص.992
مرجع نفسو ،ص .999 2
- 56 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
المسؤولية الممقاة عمى عاتقو فمتى التزم متمقي خدمة النقل بدفع كل أو بعض أقساط التأمين
ضد مسؤولية الناقل الجوي يسترد الناقل التعويض الذي دفع لممضرور من المؤمن أو يكون
األخير ممتزما بدفعو مباشرة إلى المضرور ،دون أدنى تحمل من قبل الناقل الجوي لنفقات
التأمين الجوي .واذا تنازل المسافر أو المرسل إليو عن حقوقو في التأمين إلى الناقل ويتحمل
المؤمن وحده التعويض المقرر لممضرور مع حرمانو من الرجوع عمى الناقل المسؤول الذي
أصبح صاحب الحق في التأمين الجوي ،فإذا أخذنا في االعتبار مدى المخاطر التي تحيط
بق بض التعويضات من المؤمنين نظ ار التساع نطاق التزامات المستأمنين يتبين لنا كيف
يمكن لمثل ىذه الشروط أن تفضي ليس فقط إلى عدم تحمل الناقل الجوي لتبعة المسؤولية
1
وانما أيضا إلى صعوبة حصول المضرور عمى التعويض من المؤمن.
كما تجدر اإلشارة إلى أن شروط اإلعفاء أو تحديد المسؤولية قد يتفق عمييا ابتداء أي
عند إبرام عقد النقل الجوي وال شك في بطالن ىذه الشروط التي تتقرر قبل وقوع الحادث
الذي أفضى إلى الضرر ،أما بالنسبة لممشرع التجاري فمم يميز بين الشرط الذي قد يتضمنو
عقد النقل الجوي ابتداء ،وبين الشرط المعدل ألحكام العقد سواء أتى التعديل قبل وقوع
الحادث أو بعده وان كان يجوز لممضرور إبراء الناقل الجوي من التزاماتو بالتعويض سواء
بصفة كمية أو بصفة جزئية إال أن اإلبراء يتميز كتصرف قانوني يصدر عن اإلرادة المنفردة
عن االتفاق عمى شروط من شأنيا إعفاء الناقل الجوي من المسؤولية أو تحديد ىذه
2
المسؤولية بأقل مما ىو مقرر قانونا.
ويضاف إلى ذلك أن اشتراط الناقل بعد وقوع الحادث التزام متمقي خدمة النقل بأداء
كل أو بعض نفقات التأمين ،أو اشتراطو نزول متمقي خدمة النقل عن حقوقو في التأمين
ضد أخطار النقل وذلك مقابل التزام الناقل بأداء التعويض إلى المضرور ،سوف يفضي ال
شامي دمحم حسين ،ركن الخطأ في المسؤولية المدنية ،دار النيضة العربية،9664 ،ص .964 1
- 57 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
محالة إلى بطالن مثل ىذه الشروط ،ويؤدي إلى إعفاء أو تحديد مسؤولية الناقل الجوي سواء
تقرر قبل وقوع الحادث أو بعده ومن شأن ذلك حماية متمقي خدمة النقل من مخاطر تفاوت
المراكز االقتصادية أو الواقعية بينو وبين الناقل الجوي ،أما إبراء المضرور لناقل بمنأى عن
1
أية مساومة بينيما فيكون صحيحا ومنتجا ألثره.
المطلب الثاني :طرق دفع مسؤولية الناقل الجوي في تطبيقات السبب األجنبي
وتطبيقات السبب األجنبي التي واجييا التقنين التجاري ىي القوة القاىرة والعيب
الذاتي في األشياء المنقولة وخطأ المضرور.
القوة القاىرة ىي حادث ال يمكن توقعو ودفعو وليس لمناقل الجوي يد في حدوثو ،ومن
أمثمة القوة القاىرة الحوادث الطبيعية المفاجئة كالزالزل حال إقالع الطائرة أو ىبوطيا ،أو
الصواعق الطبيعية التي تصيب الطائرة أثناء الطيران ،ويعد كذلك من قبيل القوة القاىرة
اندالع حرب أو اضطرابات أمنية أو إضراب لم يتوقعو الناقل الجوي أو نشوب حريق،
2
شريطة أن تتوافر في ىذه الحوادث خصائص القوة القاىرة.
ولكي تعد القوة القاىرة سببا يعفي الناقل من المسؤولية أجمع الفقو عمى ضرورة توفر
عنصرين في الواقعة المدعى بيا طي تكون قوة قاىرة أو حادثا فجائيا وىذا أن العنصران
ىما:
أوال :عدم إمكان توقع الواقعة يجب أال يكون في استطاعة الناقل توقعيا ألنو إذا
أمكن توقعيا يعد الناقل مقص ار ومعيار التدابير الضرورية معيار موضوعي يقاس عمى ما
يفعمو الناقل الحريص إذا وجد في نفس الظروف والمكان ونوعية النشاط.
- 58 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
ثانيا :عدم إمكانية دفع الواقعة يجب أن تكون مستحيمة التوقع وكذلك يجب أن تكون
مستحيمة الدفع ومعيار استحالة الدفع موضوع يقدر بمقدرة غيره من الناقمين العاديين إذا ما
وجدا في نفس الظروف كما أن معيار االستحالة يعود إلى محكمة الموضوع ،يثبت الناقل
أنو اتخذ كل التدابير الضرورية ويبين األسباب التي أدت إلى عدم إمكانية تفادي الضرر،
1
كما يمكنو أن يثبت أن الضرر كان سيقع حتما سواء اتخذ تدابير أو لم يتخذىا.
ومن جانب آخر نص المشرع التجاري عمى أنو ال يعتبر كذلك من القوة القاىرة
الحوادث التي ترجع إلى وفاة تابعي الناقل فجـأة أو إصابتيم بضعف بدني أو عقمي أثناء
العمل ولو ثبت أن الناقل اتخذ الحيطة لضمان لياقتيم البدنية والعقمية ويؤكد الحكم المتقدم
في مجال النقل الجوي التزام مستثمر الطائرة بتعيين أفراد الطاقم الجوي من الحائزين عمى
الشيادات واإليجازات التي تسمح ليم بقيادة الطائرة ووجوب إجراء الفحص الطبي ليؤالء
بصفة دورية ،واعداد برامج تدريبية ليم لضمان لياقتيم الصحية والمينية ،وعمى ذلك إذا نتج
الحادث عن وفاة أحد أعضاء ىيئة قيادة الطائرة أو إصابتو بضعف بدني أو عقمي أثناء
الطيران ،يفترض معو إىمال مستثمر الطائرة في ضمان المياقة الصحية الالزمة لسالمة
الرحمة الجوية وىو افتراض ال يقبل إثبات العكس لما نص عميو المشرع التجاري من عدم
اعتبار الحادث قوة قاىرة ولو أثبت الناقل اتخاذه الحيطة لضمان المياقة البدنية والعقمية
2
لقائدي الطائرة.
ال يسأل الناقل الجوي عما يصيب األمتعة أو البضائع من ىالك أو تمف بسبب عيب
فييا أو صفة لم يكن في مقدور الناقل إدراكيا والمثال عمى ذلك أن تكون أمتعة المسافر
قابمة لمكسر لم يعمن المسافر لناقل ىذه الصفة مما حال دون اتخاذ الناقل التدابير الالزمة
ىشام فضمي ،مسؤولية الناقل الجوي ،دار الجامعة الجديدة لمنشر ،مصر ،3442 ،ص .946 1
- 59 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
لمنح وقوع الضرر ،كذلك إذا كانت البضائع المنقولة قابمة لتمف بسبب ما يعترييا من عيب
وتمفت رغم الظروف الطبيعية لمنقل الجوي ،فإن الناقل الجوي ال يسأل عن ىذا التمف.
ويفترض في العيب الذاتي في الشيء محل النقل أنو لم يكن في مقدور الناقل الجوي
إدراكو ،أما إذا كان العيب ظاى ار لو فقد رأينا من قبل أنو يحق لناقل فحص األشياء المنقولة
والتحفظ بشأن حالتيا بكل ما يترتب عمى ذلك من آثار فعمى سبيل المثال إذا تبين لمناقل
الجوي أو ألحد تابعيو أن بحقيبة المسافر تمف ظاىر لو وجب عميو التحفظ حول ىذا التمف
حتى يدرء عنو مشقة إثبات أن الحقيبة كانت معيبة عند استالمو إياىا من المسافر عند
1
القيام.
في حالة إثبات الناقل الجوي أي الخسارة ترجع إلى المضرور أو مساىمة ىذا األخير
فييا يمكن إعفاءه من المسؤولية أو التحقيق منيا من طرف الحصة القضائية المختصة ،لذا
أثبتت المعاىدة بقاعدة إسناد تحيل إلى قانون المحكمة المثار أماميا النزاع فيما يتعمق بتحديد
أثر خطأ المتضرر وتوزيع المسؤولية بينو وبين الناقل ،وانتقد الفقو موفق االتفاقية بيذا الشأن
حيث يرى أن تطبيق ىذا النص سيؤدي إلى إصدار أحكام مختمفة في خطأ واحد عندما يرفع
2
الدعوى أكثر من مدعى أمام أكثر من محكمة.
أما قانون الطيران المدني الجزائري رقم 06/98فمم ستضمن مفيوما لخطأ الضحية
ضمن نصوصو مما يجعمنا نذىب إلى القواعد العامة ويقصد بالمضرور في نقل الركاب
المسافر نفسو بينما نقل البضائع يكون كل من المرسل أو المرسل إليو ال يمكن ليما رفع
دعوى ضد الناقل ويمتد مفيوم المضرور إلى تابعي المرسل إليو يمكن أن يستغرق خطأ
وضحة فالح المطيري ،مسؤولية الناقل الجوي الدولي في عقد نقل الركاب وفقا لمقانونين الكويتي واألردني واالتفاقيات 1
الدولية( ،رسالة ماجستير) ،قسم القانون الخاص ،كمية الحقوق ،جامعة الشرق األوسط ،3499 ،ص .53
دمحم دمانة ،مرجع سابق ،ص .925 2
- 60 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
الناقل الجوي أو ساىم معو في إحداث الضرر ،وفي القانون المصري إذا أثبت الناقل الجوي
أن الضرر يعود لخطأ المتضرر وىو السبب الوحيد لمضرر فال مسؤولية تقع عمى عاتقو،
وبالتالي فال يحكم عميو القاضي بتعويض ما ألن خطأ الناقل قد استغرق خطأ المتضرر في
إحداث الضرر.
ففي ىذه الحالة يأخذ المبدأ توزيع المسؤولية لكن اختمف الفقو في طرق توزيع
المسؤولية فمنو من أخذ بنظرية التوزيع لجسامة األخطار وىذا يعني أن القاضي ينقص من
قدر التعويض بتوزيع المسؤولية بين الناقل والمتضرر كإسناد كل من الخطئين إلى اآلخر،
أما الجانب اآلخر تأخذ بطريقة التوزيع وفقا لدور السببية بكل خطأ بمعنى أن المسؤولية تقيم
بين المتضرر والناقل الجوي بقدر مساىمة كل منيما في إحداث الضرر.
ويتفرق خطأ المضرور وخطأ لمناقل إذا كان الخطأ متعمدا من جانب الضحية كأن
يمقي المسافر نفسو من الطائرة بغية االنتحار في مثل ىذه الحالة يستطيع الناقل الجوي
1
اإلسناد إلى خطأ المتضرر لدفع المسؤولية في الدعوى التي أقاميا عميو غيره.
يتعين عل الناقل الجوي إقامة الدليل عمى أن السبب األجنبي ىو الذي أدى إلى عدم
تحقق النتيجة المرجوة من النقل ،وبيذا اإلثبات يمكن لمناقل دفع مسؤوليتو عن األضرار
البدنية أو عن ىالك أو تمف األمتعة أو البضائع ،أو عن التأخير.
وتطبيقا لذلك يتعين عمى الناقل الجوي إثبات القوة القاىرة أو أن خطأ المضرور أو
العيب األجنبي من الوقائع يكون لمناقل الجوي إقامة الدليل عمييا بكافة طرق اإلثبات ،فمتى
- 61 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
عجز الناقل الجوي عن إثبات السبب األجنبي يظل مسؤوال عن األضرار التي تمحق بممتقي
خدمة النقل ،ومؤدى ذلك أن الناقل الجوي يتحمل تبعة السبب المجيول ذلك أنو مع بقاء
1
السبب الذي أدى إلى وقوع الضرر.
والواقع أن تحمل الناقل الجوي تبعة السبب المجيول فيو حماية أكيدة لمتمقي خدمة
النقل ذلك أن ىذه التابعة تقي المسافر أو المرسل أو المرسل إليو من إىمال الناقل الجوي أو
تابعيو الذي ال يتأتى لو الكشف عنو مع بقاء مصدر لضرر مجيوال ،وفي مجال نقل األشياء
يبقى الناقل مسؤوال عن ىالك األشياء التي يعجز عن تبريرىا وىو ما يؤدي إلى منع التحايل
بالتصرف في تمك األشياء ثم اإلدعاء بيالكيا.
ونشير إلى أن قرينة المسؤولية التي تثقل كاىل الناقل الجوي تمزم متمقي خدمة النقل
إلثبات أي ضرر نشأ في فترة النقل الجوي ،وفي مجال نقل األشياء يكون إثبات تسمم الناقل
ليا بحالة جيدة ومطابقة لمبيانات المذكورة في وثيقة النقل ،ومن ىنا تأتي أىمية تحفظ الناقل
2
عمى حالة البضائع أو عمى عدم مطابقتيا لمبيانات المذكور في وثيقة النقل.
أجاز المشرع التجاري لممدعى لمسؤولية الناقل الجوي أن يقيم الدليل عمى أن الضرر
لم يحدث بسبب إحدى حاالت السبب األجنبي الذي أثبتيا الناقل ،كما يستطيع إقامة الدليل
عمى أن السبب األجنبي لم يكن السبب الوحيد في إحداث الضرر وفي ىذه الحالة يخفض
التعويض نسبة الضرر الذي ينسب إلى األمر الذي أثبتو الناقل الجوي والفرض الذي يواجيو
المشرع التجاري ىو اآلتي أن يقيم متمقي خدمة النقل الدليل عمى الضرر وعمى نشؤه في فترة
النقل الجوي ،فيقدم الناقل الجوي الدليل عمى توفر إحدى حاالت السبب األجنبي الموجبة
- 62 -
مسؤولية الناق ل الجوي الفصل الثاني
لدفع مسؤوليتو مثل إقامة الدليل عمى خطأ المرسل في تغميف البضائع أو حزميا ،ففي ىذه
الفرض يستطيع المرسل إقامة الدليل عمى أن الضرر الذي لحق ببضائع وال يرجع إلى عيب
التغميف أو الحزم فيدحض بذلك دليل الناقل الجوي عمى نفي رابطة السببية بين عدم تحقق
النتيجة بسبب إنجاز النقل وبين اليالك أو التمف الذي لحق ببضائع ،ويترتب عمى ذلك أن
يعود الناقل الجوي مسؤوال عن اليالك أو التمف دونما التزام عمى عاتق المرسل بإثبات
السبب الحقيقي الضرر وبكيفية إثبات أن الضرر ال يرجع إلى عيب التغميف أو الحزم ،ومع
ذلك يالحظ أن الواقع العممي يممي عمى المرسل إثبات سبب الضرر كخطأ الناقل الجوي أو
أحد تابعيو حتى يتمكن من دحض دليل الناقل عمى نفي رابطة السببية.
ومن جية أخرى يمكن لمتمقي خدمة النقل إقامة الدليل عمى أن السبب األجنبي الذي
أثبتو الناقل لم يكن السبب الوحيد الذي أدى لنشوء الضرر ،فقد يساىم العيب في الحزم في
تفاقم قدر التمف الذي يمحق بالبضائع نتيجة سقوط جسم صمب عمييا وغالبا ما يتم المجوء
1
إلى الخبراء الفنيين لتحديد مدى مساىمة األسباب المتعددة في إحداث الضرر.
- 63 -
الخ ــاتمـ ـ ــة
الخاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
الخاتمـــــــــة:
وأخي ار ما يمكن قولو ،وكما رأينا ىو أن عقد النقل الجوي يتميز بخصائص تميزه عن
باقي العقود فيو عقد إذعان بالدرجة األولى ،وعقد رضائي أي ال يتطمب شكمية معينة ما
عدا شكمية اإلثبات ،التي تتمخص في ثالث وثائق وىي تذكرة سفر ،بيان األمتعة ،ورسالة
النقل الجوي ،باإلضافة إلى انو يعتبر عقد تجاري بالدرجة األولى مثمو مثل عقد النقل البري.
كما أن النقل الجوي ينقسم إلى جزئين جزء يسمى بـ " النقل الجوي الداخمي " وتحكمو
القوانين الداخمية ،وجزء آخر يسمى بـ" النقل الجوي الدولي" وتحكمو اتفاقيات وارسو
والبروتوكوالت المكممة لو ،باإلضافة إلى أن النقل الجوي يرتب التزامات عمى عاتق طرفيو،
أي كل من الناقل والشاحن في عقد نقل البضائع ،والناقل والمسافر في عقد نقل األشخاص
باإلضافة إلى ىذه االلتزامات ىناك حقوق تقابميا لكل من طرفي العقد.
إن األسباب الثانوية التي تؤدي إلى دفع المسؤولية عن الناقل الجوي ،بعد ان كانت قد
تحققت مواجيتو ،سواء في القوانين الخاصة بالنقل الجوي أو في القواعد العامة.
وىذه األسباب القانونية التي تعفي الناقل الجوي من مسؤوليتو عن حادث يقع ويخمف
آثاره الضارة بالمسافرين او الشاحن وىي القوة القاىرة ،فعل الغير ،خطأ المضرور ،فعل
المرسل ،العيب الذاتي لمبضاعة ،واإللغاء من جية ،واثبات انتفاء األخطاء واثبات الخطأ
في اتفاقية وارسو الدولية وغيرىا من األسباب في البروتوكوالت واالتفاقيات الالحقة بيا،
وكذلك الدفع بعدم قبول الدعوى وسقوطيا بالتقادم من جية أخرى.
من خالل ما تقدم بيانو في العرض السابق ،يتبين لنا جميا وما تم استنتاجو ان
مسؤولية الناقل الجوي ليست أبدية ،وال مطمقة فقد يتم إعفاءه من تمك المسؤولية إما كميا أو
جزئيا واليدف من وراء كل ذلك تخفيف عبء المسؤولية المدنية عن كاىل الناقل ،وما قد
ينجم عنيا من تعطيل لممصالح والتوقف عن تقديم الخدمات ،وعرقمة الحياة التجارية ،وكذلك
- 65 -
الخاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
عدم مقدرة الناقل عمى تحمل التعويضات لوحده الناتجة عن المسؤولية فكما الحظنا أن
الناقل أو المرسل أو المسافر فقد يشتركان ويتقاسما المسؤولية والتعويض في حالة الخطأ
المشترك ،وعميو فإنو يجوز لمناقل الجوي من خالل ما تم شرحو أن يدفع المسؤولية عن نفسو
كميا أو جزئيا وذلك بان يثبت أن الضرر الذي وقع كان نتيجة الوقائع ال دخل لو فييا،
وخارجة عن إرادتو ،إما عمى أساس إحدى الحاالت التي نص عمييا القانون كالقوة القاىرة،
او نتيجة خطأ المرسل أو المسافر أو نتيجة لعيب في المنقول نفسو ،أو نتيجة لفعل الغير
الخارجة عن العقد وذلك سواء تعمق األمر بنقل البضائع أو األشخاص حسب الحالة.
من كل ما سبق ،وبعد االنتياء من دراسة ىذا الموضوع ،المتعمق عقد النقل الجوي،
نخمص لمنتائج والتوصيات التالية:
النتائــــــــــــــــــــــــــــــــــج:
-أن التشريعات الوطنية تميز فيما يتعمق بمسؤولية الناقل الجوي عن التأخير بين ما
إذا كان الناقل قد حدد ميعادا ،أي تنفيذ عقد النقل الجوي ،وفي ىذه الحالة يعد
التزامو بتحقيق نتيجة ال يعفيو من المسؤولية إال إثبات السبب األجنبي ،ففي القانون
األمريكي يعد ضمانا ليذا الميعاد ويسأل عن التأخير أيا كان سببو.
-أن عبء اإلثبات يقع عمى عاتق الناقل الجوي في دفع مسؤوليتو ،وذلك يثبت خطأ
الراكب الجسيم أو غشو.
-أن التعويض الذي حدد اتفاق مونتريال 6611الزال غير عادل بالنسبة لموفاة ،وىذا
بخالف اتفاق مونتريال لسنة 6666الذي وسع من مسؤولية الناقل الجوي الدولي،
بأن شمل مسؤولية اتجاه الركاب واتجاه األمتعة.
-لم يكن واضحا في ظل اتفاقية وارسو ما إذا كان تعويض الراكب يشمل الضرر
األدبي والنفسي ،عالوة عمى الضرر المادي ،حيث كان ىذا الموضوع محل خالف
وتفسير من قبل المحاكم.
- 66 -
الخاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
التوصيـــــــــــــــــــــــات:
-صرف تعويض مبدئي مناسب في حالة وقوع الحادث ،لحين الفصل في الدعوى
المقامة ،ويكون لممضرور الخيار إما عدم المضي قدما في رفع الدعوى ويكون
التعويض مبدئي كافيا لو ،أو خيار إتمام الدعوى والمضي قدما فييا ،وذلك لالتفاق
عمييا.
-أن تكون مسؤولية الناقل الجوي عمى أساس تحمل التابعة كون الطائرة آلة ميكانيكية
تستعمل في ظروف خطيرة ،أي أن تقام مسؤولية الناقل عمى أساس المسؤولية من
قبل الشيء.
-ضرورة العمل عمى وضع قوانين خاصة تعالج أحكام النقل الجوي ،في قوانين الطيران
المدني في مختمف الدول ،وبالتالي محاولة إعطاء النقل الجوي الداخمي نوع من
الخصوصية ،وفي نفس الوقت يجب ان تكون متناسبة مع أحكام النقل الجوي ،في
ظل اتفاقيات الدولة.
-إنشاء جية تختص بتفسير نصوص اتفاقية وارسو 6696وتعديالتيا ،واتفاقية
مونتريال 6666وذلك من اجل دراسة اإلشكاالت القانونية التي يثيرىا النقل الجوي
سواء لمبضائع أو الركاب.
- 67 -
قـائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة المصادر والمراجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع
قائمــــــــــــــــــــــــة المصادر والمراجع:
أوال :الكتب
)1أبو زيد رضوان ،القانون الجوي ،قانون الطيران التجاري ،دار الفكر العربي ،جمهورية
مصر العربية.1995،
)2أكرم ياممكي ،القانون الجوي ،مكتبة دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،عمان.1997 ،
)3بوسعد سعيداني ،النقل الجوي في القانون الجوي الجزائري ،المعهد الوطني لمقضاء،
.2010
)4ثروت أنيس األسيوطي ،مسؤولية الناقل الجوي في القانون المقارن ،دار النهضة
العربية ،القاهرة ،ط.1996 ،2
)5ربضي عيسى غسان ،مسؤولية الناقل الجوي الدولي عن الضرر الواقع عمى
األشخاص وأمتعتهم ،دراسة مقارنة ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع.2011 ،
)6رفعت الفخري ،الوجيز في القانون الجوي ،جامعة عين الشمس ،القاهرة.
)7عدلي أمير خالد ،عقد النقل الجوي في ضوء قانون الطيران المدني الجديد ،دار
المطبوعات الجامعية ،االسكندرية.1996 ،
)8عدلي أمير خالد ،أحكام مسؤولية الناقل الجوي ،دار منشأة المعارض لمنشر،
.2000
)9عمار عمورة ،العقود والمحل التجاري في القانون الجزائري ،دار الخمدونية ،الجزائر.
)10شامي دمحم حسين ،ركن الخطأ في المسؤولية المدنية ،دار النهضة العربية1990 ،
)11دمحم فريد لعريني ،القانون الجوي ،النقل الجوي الداخمي والدولي ،دار المطبوعات
الجامعية ،االسكندرية.1997 ،
)12دمحم فريد لعريني و دمحم السيد الفقي ،القانون البحري والجوي ،منشورات الحمبي
الحقوقية ،بيروت.2003 ،
- 68 -
)13دمحم موسى دياب ،فكرة الخطأ في اتفاقية فارسوفي ،دار النهضة العربية.1986،
)14نبيل اسماعيل عمر ،الوسيط في قانون المرافعات المدنية والتجارية ،دار الجامعة
الجديدة لمنشر ،اإلسكندرية.1999 ،
)15هاني دويدار ،قانون الطيران التجاري ،دار الجامعة الجديدة لمنشر ،إسكندرية،
.2000
)16هشام فضمي ،مسؤولية الناقل الجوي ،دار الجامعة الجديدة لمنشر ،مصر.2005 ،
)1زبيدة لقرادة ،مسؤولية الناقل الجوي في حالة وقوع حادث (حادثة تمنراست) ،رسالة
ماجستير ،فرع العقود والمسؤولية ،كمية الحقوق ،جامعة الجزائر.2011 ،1
)2عبد القهار مقبل طه ،تحديد مسؤولية الناقل الجوي الدولي ،رسالة ماجستير ،جامعة
صنعاء ،اليمن.2002 ،
)3دمحم دمانة ،دفع المسؤولية المدنية لمناقل ،رسالة دكتوراه ،القانون الخاص ،كمية
الحقوق والعموم اإلسالمية ،جامعة أبي بكر بمقايد ،تممسان.2011 ،
)4وضحة فالح المطيري ،مسؤولية الناقل الجوي الدولي في عقد نقل الركاب وفقا
لمقانونين الكويتي واألردني واالتفاقيات الدولية( ،رسالة ماجستير) ،قسم القانون
الخاص ،كمية الحقوق ،جامعة الشرق األوسط.2011 ،
- 69 -
)5قانون 10/05المؤرخ في 25يونيو ،2005المتضمن القانون المدني الجزائري.
- 70 -
الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس
الفه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس
الصفحة الموضوع :
مقدمة 2...................................................................................
- 72 -
الفرع األول :تعريف النقل الجوي الداخمي21.................................................
- 73 -
المطمب الثاني :االلتزامات الناشئة عن عقد نقل البضائع35..........................
- 74 -
الفرع الثالث :الضرر الذي يصيب الراكب50................................................
المطمب الثاني :طرق دفع مسؤولية الناقل الجوي في تطبيقات السبب األجنبي58..............
الخاتمة64.................................................................................
قائمة المراجع68...........................................................................
الفهرس72............................................................... ...............
- 75 -