الولايـة الرابعـة في مواجهة أزمة صائفة 1962

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫الواليـة الرابعـة يف‬

‫مواجهة أزمة صائفة ‪1962‬‬

‫أ‪ .‬سعاد ميينة شبوط‬


‫قسم التاريخ ‪ -‬جامعة تلمسان‬
‫املصادر العدد ‪13‬‬

‫عملت خمتلف احلركات الثورية على جمابهة االستعمار‬


‫ودحر قواته بقيادة القوى الوطنية اليت كانت تقود عملية التحرير‬
‫ومتارس نشاطها الثوري وقد اجتهت عملية تسليم السلطة إىل‬
‫الزعامات الوطنية ورموز احلركات الثورية كما هو احلال بالنسبة‬
‫لفيدال كاسرتو يف كوبا وهوشي منه يف الفيتنام وبورقيبة يف‬
‫تونس وهو ما حدث أيضا يف اجلزائر مع اختالف بسيط زعزع‬
‫التجربة برمتها‪.‬‬
‫‪1962‬‬ ‫فبعد توقيع وقف إطالق النار مباشرة يف ‪19‬مارس‬
‫انطلق السباق بني خمتلف الزمر املشللة للحركة الثورية واليت‬
‫حمورها زعامات ثورية متنافسة وقد كان هذا السباق حيدد من‬
‫يصل إىل سدّة احللم يف الدولة اجلزائرية املستقلة حديثا‪.‬‬
‫لقد انفجرت حالة من التنافس الشديد على السلطة بني‬
‫قادة الثورة وحتول ذلك التماسك الظاهري الذي طاملا أقلق فرنسا‬
‫وضيق أمامها فرص اخرتاق النسيج الثوري إىل حالة من التشرذم‬
‫والتصادم يف سبيل السيطرة على العاصمة (اجلزائر) ومن ثم بسط‬
‫النفوذ على اجلزائر كلها وهو ماعرف بأزمة صائفة ‪ 1962‬أو حرب‬
‫الواليات‪ .‬فما هو موقف الوالية الرابعة التارخيية منها؟‪.‬‬
‫‪ -‬الوالية الرابعة واملفاوضات‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫مل تدم خطة استدراج الوالية الرابعة إىل تسوية انفرادية‬


‫سرية طويال حيث قامت قيادتها اجلديدة بإفشال مواقف التجاوب‬

‫‪261‬‬
‫الوالية الرابعة يف مواجهة أزمة صائفة ‪1962‬‬

‫اليت أبداها سي صاحل وبعض مساعديه مع مشروع "سلم الشجعان"‬


‫وجنحت يف تصفية مؤيديه وانقلبت على املسار الذي حاولت من‬
‫خالله األجهزة االستعمارية إضعاف موقف قيادة الثورة يف اخلارج(‪.)1‬‬
‫إن التمهيد للشروع يف املفاوضات يف نظر اجلنرال دوغول‬
‫كان يقتضي تهيئة األوضاع النفراده باإلمساك خبيوط إداراتها‬
‫بشلل مطلق وذلك عن طريق إضعاف دور العسلريني الفرنسيني‬
‫يف الـتأثري على القرارات السياسية الفرنسية املرتبطة بالقضية‬
‫اجلزائرية من جهة وإبعاد سياسي جبهة التحرير الوطين عن طريق‬
‫القيام مببادرات فردية جتاه واليات الداخل‪ .‬ويف هذا السياق فإن‬
‫خليفة سي صاحل يف قيادة الوالية الرابعة ونائبه السابق الرائد سي‬
‫حممد أدرك مناورة دوغول عندما توجه إىل احللومة املؤقتة بنداء‬
‫يف‬ ‫التفاوض‬ ‫إىل‬
‫‪ ،1960/06/14‬وجاءت جهود سي حممد يف تصفية رفاقه من‬
‫املسؤولني بعد لقاء اإلليزي لتضع حدّا ألمال املصاحل الفرنسية يف‬
‫حتقيق اتفاق انفرادي جيعل الوالية الرابعة خارج جبهة املواجهة‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى ساهم ما قام به سي حممد يف توجيه‬
‫سياسة دوغول حنو التعامل مع القيادة السياسية للثورة بصورة‬
‫رمسية ومباشرة‪ ،‬فتم ترتيب أول لقاء بني ممثلني عن احللومة‬
‫املؤقتة واحللومة الفرنسية يف موالن بعد أسبوعني فقط من لقاء‬
‫‪ 26-‬جوان ‪.)2()1960‬‬ ‫(‪25‬‬ ‫اإلليزي‬

‫‪262‬‬
‫املصادر العدد ‪13‬‬

‫ورغم فشل ذلك اللقاء بفعل تصلب مواقف الطرفني إال أن‬
‫اجلنرال دوغول تقدم مببادرة جديدة‪ ،‬شللت منطلقات للشروع يف‬
‫جوالت تفاوضية أخرى مثل استخدامه لعبارة "اجلمهورية اجلزائرية"‬
‫واقرتاحه إجراء استفتاء حول مبدأ االستقالل الذاتي يف خطاب له‬
‫بتاريخ ‪.)3(1960/11/04‬‬
‫تلك اخلطوة اليت كان‬ ‫‪1960‬‬ ‫أجهضت مظاهرات ديسمرب‬
‫دوغول يعتزم القيام بها فتوجه إىل التصريح يف ندوة صحفية بتاريخ‬
‫أن السياسة الفرنسية يف اجلزائر سوف تتبنى مبدأ‬ ‫‪1961/04/11‬‬

‫التخلي عن املستعمرات باعتبار ذلك حيقق مصلحة فرنسا(‪ )4‬وشلل‬


‫ذلك التحول يف سياسة دوغول املنعرج احلقيقي بالنسبة ملسار‬
‫املفاوضات‪ ،‬وميلن اعتباره البداية الفعلية هلا‪.‬‬
‫وعندما اخنرطت احللومة املؤقتة يف عملية التفاوض مل‬
‫تعد قيادة الوالية الرابعة يف منتصف سنة ‪ ،1961‬تزعزع العمل املوحد‬
‫املنظم للثورة بالنسبة هلا‪ ،‬بل على العلس من ذلك‪ ،‬ظلت القيادة‬
‫البديلة لسي صاحل حريصة على إعادة االتصاالت مع قيادة اخلارج‬
‫فتورا شديدا وتأزما‬ ‫‪1960 - 1959‬‬ ‫وتوثيقها بعدما شهدت يف سنيت‬
‫كبريا إال أن تباين املواقف من مسألة املفاوضات يف صفوف القيادة‬
‫اخلارجية واستفحال التأزم بني احللومة املؤقتة وهيئة األركان‬
‫سرعان ما أدى إىل تعلر األجواء وانتقال‬ ‫‪1961‬‬ ‫العامة يف صائفة‬

‫‪263‬‬
‫الوالية الرابعة يف مواجهة أزمة صائفة ‪1962‬‬

‫اخلالف إىل الداخل يف املرحلة األخرية من مفاوضات إفيان وهو ما‬


‫جنم عنه حتول الواليات إىل جمال للصراع حول النفوذ (‪.)5‬‬
‫إن تسليط الضوء على موقع الوالية الرابعة وموقفها خالل‬
‫أزمة الصراع على السلطة يف صائفة ‪ ،1962‬يستدعي حتليل وتوضيح‬
‫أسباب االنقسام داخل قيادة اخلارج وخلفيات انتقال ذلك الصراع‬
‫إىل صفوف واليات الداخل ومواقف كل منها من أطراف الصراع‬
‫اليت تعددت يف املرحلة االنتقالية (مارس ‪ -‬جويلية ‪ )1962‬حتى‬
‫أصبحت بعض الواليات نفسها طرفا منها(‪.)6‬‬
‫يذهب البعض إىل اعتبار حادثة استقالة هيئة األركان العامة‬
‫كمعلم لبداية اخلالفات مع احللومة املؤقتة‬ ‫‪1961/07/15‬‬ ‫يف‬
‫للونها كشفت عن عدم انسجام القيادة السياسية للثورة مع اهليئة‬
‫العسلرية العليا اليت كانت تشرف على جيش التحرير الوطين‬
‫بشلل معلن(‪.)7‬‬
‫وللن يف الواقع مل تلن تلك االستقالة اليت اختذت من‬
‫حادثة الطيار الفرنسي(‪ )8‬ذريعة لتربير احتجاج هيئة األركان العامة‬
‫على أداء احللومة املؤقتة سوى اجلزء الظاهر من اجلبل اجلليدي‬
‫كما يقال‪ ،‬فقد كانت ختفي تناقضا شديدا يف الرؤية واملوقف‬
‫جتاه قضايا هامة طرحت أمام قيادة الثورة وميلن حصر أهم‬
‫أسباب اخلالف بني احللومة املؤقتة وهيئة األركان العــــــامة يف‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪264‬‬
‫املصادر العدد ‪13‬‬

‫أ) تباين املواقف من مسألة التفاوض مع السلطة االستعمارية‪ ،‬حيث‬


‫أيدت احللومة املؤقتة املسعى‪ ،‬ونددت هيئة األركان العامة به‬
‫وحتفظت عليه(‪.)9‬‬
‫ب) احتجاج هيئة األركان العامة على األداء السياسي للحلومة‬
‫املؤقتة واتهامها بالعجز وعدم اللفاءة والبريوقراطية(‪.)10‬‬
‫ج) طموح هيئة األركان العامة إىل حتقيق استقالهلا يف اختاذ القرار‬
‫‪CNRA‬‬ ‫ورفضها للعديد من قرارات اجمللس الوطين للثورة اجلزائرية‬
‫الداعية إىل دخوهلا إىل الرتاب الوطين(‪.)11‬‬
‫ح) اخلالف الشديد بني هيئة األركان العامة واللجنة الوزارية‬
‫للحرب (‪ )CIG‬حول مسألة األشراف على جيش احلدود‪ ،‬وجيش‬
‫التحرير الوطين يف الداخل(‪.)12‬‬
‫خ) تنامي قوة هيئة األركان العامة حبلم حتلمها يف جيش‬
‫احلدود الذي جتاوز تعداده ‪ 20‬ألف جندي يف تونس واملغرب وأصبح‬
‫أشبه ما يلون باجليش النظامي من حيث التنظيم والتسليح (‪.)13‬‬
‫د) حماولة احللومة املؤقتة بقيادة بن خدة‪ ،‬وبتحريض كل من‬
‫كريم بلقاسم وبن طوبال وبوصوف‪ ،‬احلد من نفوذ هيئة األركان‬
‫العامة عن طريق إضعاف حتلمها يف جيش احلدود من جهة‪،‬‬
‫وكسب والء قيادات الداخل من جهة أخرى(‪.)14‬‬
‫ي) اختالف وتباين مواقف واليات الداخل من الصراع بني طريف‬
‫الصراع القائم يف اخلارج (‪ ،)EMG-GPRA‬مسح بشلل غري مباشر‬

‫‪265‬‬
‫الوالية الرابعة يف مواجهة أزمة صائفة ‪1962‬‬

‫باستمراره واشتداده عندما أصبحت تلك الواليات نفسها جبهات‬


‫للصراع‪ ،‬حيث وقفت الواليات اخلامسة والسادسة واألوىل إىل‬
‫جانب هيئة األركان العامة واختذت الواليات الثانية‪ ،‬الثالثة مواقف‬
‫مؤيدة للحلومة املؤقتة يف الظاهر ولقائدين سابقني هلما يف الباطن‬
‫هما‪ :‬بن طوبال وكريم بلقاسم (‪.)15‬‬
‫أما الوالية الرابعة فقد تفادت الدخول يف التحالفات اليت‬
‫تشللت يف بداية تأزم العالقة بني احللومة املؤقتة وهيئة‬
‫األركان العامة‪ ،‬وذلك للونها مل تعرف ظاهرة بقاء االرتباط‬
‫والوالء للقادة السابقني هلا)‪ .)16‬العقيدين عمر أعمران وصادق‬
‫دهيليس‪.‬‬
‫للن موقف احلياد الذي تبنته الوالية الرابعة بعد استشهاد‬
‫مل يستمر طويال بعد أن حتولت‬ ‫‪1961‬‬ ‫سي حممد يف شهر أوت‬
‫منطقة اجلزائر العاصمة إىل منطقة للتجاذب والتنافس بني خمتلف‬
‫أطراف الصراع‪ .‬فقد أدت حماوالت احللومة املؤقتة لبسط‬
‫"سلطانها" ونفوذها وكسب واليات الداخل وعلى رأسها الوالية‬
‫الرابعة إىل جانبها من ناحية وسعي هيئة األركان العامة مدعومة‬
‫بعناصر حتالف بن بلة على التحلم يف اإلشراف على العاصمة من‬
‫ناحية أخرى‪ ،‬إىل اخنراط الوالية الرابعة يف مواجهة الطرفني‬
‫معا(‪.)17‬‬

‫‪266‬‬
‫املصادر العدد ‪13‬‬

‫‪ -‬العاصمة ميدان الصراع على السلطة‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫إن الفلرة السائدة بأن مؤمتر طرابلس الذي شهد االجتماع‬


‫‪07‬‬ ‫يف (‪ 25‬ماي ‪-‬‬ ‫‪CNRA‬‬ ‫األخري للمجلس الوطين للثورة اجلزائرية‬
‫)‪(18‬‬
‫‪1962‬‬ ‫جوان ‪ )1962‬هو الذي ميثل بداية أزمة ما يعرف بصائفة‬
‫تعترب يف اللثري من األحيان نسبية‪ ،‬ذلك أن خلفيات الصراع حول‬
‫السلطة وتشلل التحالفات املتصارعة‪ ،‬سبق ذلك املؤمتر الذي‬
‫كان يف الواقع حلظة االنفجار املعلن جلبهة التحرير الوطين‬
‫وهيئات قيادة الثورة التحريرية(‪.)19‬‬
‫الح أفق التوصل إىل حل سياسي‬ ‫‪1962‬‬ ‫ففي مطلع سنة‬
‫للقضية اجلزائريني عن طريق مفاوضات إيفيان اليت كانت توشك‬
‫على الدخول يف جولتها األخرية‪ ،‬وتسارع معها وترية السباق حنو‬
‫السلطة عن طريق املناورات السياسية‪ ،‬وحشد األنصار والقيام‬
‫بالدعاية املضادة(‪.)20‬‬
‫وازداد التصعيد بني احللومة املؤقتة وهيئة األركان العامة‬
‫بعد توقيع اتفاقيات إيفيان الثانية واإلعالن عن وقف إطالق النار يف‬
‫‪ 19‬مارس ‪ 1962‬فقد اعتربت احللومة املؤقتة ذلك‪ ،‬يوما للنصر أما‬
‫هيئة األركان العامة فقد نظرت إىل ذلك بأنه تعبري عن اهلزمية‬
‫واليأس والوقوع يف فخ استعمار جديد(‪.)21‬‬

‫‪267‬‬
‫الوالية الرابعة يف مواجهة أزمة صائفة ‪1962‬‬

‫للن أين كان موقع الوالية الرابعة ومواقفها من تلك‬


‫واستمرت إىل‬ ‫‪1962‬‬ ‫املستجدات اليت تسارعت منذ مطلع سنة‬
‫خريفها ؟‬
‫بدأت احللومة املؤقتة يف العمل من أجل‬ ‫‪1962‬‬ ‫يف جانفي‬
‫(‪)22‬‬
‫بعدما متردت عليها هيئة‬ ‫فرض السلطة الفعلية هلا يف الداخل‬
‫األركان عند احلدود وبهدف حتقيق ذلك قامت بإرسال الرائد عز‬
‫الدين‪ ،‬العضو املنشق عن األركان العامة والقيادي السابق يف‬
‫الوالية الرابعة إىل العاصمة لإلشراف على إعادة تنظيمها‬
‫(‪)23‬‬
‫عمال مبقررات اجتماع اجمللس الوطين للثورة اجلزائرية‬ ‫وإدارتها‬
‫الذي انعقد يف طرابلس ديسمرب ‪ 1959‬جانفي ‪ 1960‬الذي أعاد إليها‬
‫وضع املنطقة الذاتية‪.‬‬
‫للن قيادة الوالية الرابعة اليت كانت تشرف على العاصمة‬
‫اعتربت األمر مناورة سياسية من طرف احللومة املؤقتة للتحلم‬
‫يف املدينة يف سياق خالفها مع هيئة األركان العامة وال يعود ذلك‬
‫إىل ما ذكره حممد حربي بأن الوالية الرابعة مل يتم إبالغها بقرار‬
‫اجمللس الوطين للثورة املتعلق بوضع العاصمة فقط وإمنا ملبادرة‬
‫احللومة املؤقتة اليت قامت فيما بعد بإرسال قياديني سابقني‬
‫للوالية الرابعة لإلشراف على قيادته(‪.)24‬‬
‫لقد رفض قادة الوالية الرابعة (يوسف اخلطيب‪ ،‬خلضر‬
‫بورقعة ‪ -‬حممد بومساحة) املناورات املشبوهة للحلومة املؤقتة‬

‫‪268‬‬
‫املصادر العدد ‪13‬‬

‫وامتنعوا عن التنازل عن قيادتها لصاحل العقيد‪ :‬صادق دهيليس‬


‫والنقيب موسى شارف وللتعبري عن ذلك قاموا برتقية نقباء (قادة‬
‫املناطق) إىل رتبة رواد(‪.)25‬‬
‫يف الوقت الذي فشلت فيه مساعي احللومة املؤقتة‬
‫للسب الوالية الرابعة إىل صفها‪ ،‬جنحت هيئة األركان العامة يف‬
‫االنضمام إىل ما يعرف بتحالف بن بلة وهو التحالف الذي ضم‬
‫الواليات املناوئة للحلومة املؤقتة واملوالية هليئة األركان إىل جانب‬
‫عدد من العناصر القيادية اليت مت إبعادها من املشاركة يف اهليئتني‬
‫التنفيذية والتشريعية للثورة يف سنوات سابقة‪.‬‬
‫كان بلة ومن ورائه حممد خيضر ورابح بيطاط يف واجهة‬
‫ذلك التحالف الذي كان يشلل جبهة عريضة من اجملموعات‬
‫الطموحة إىل التحلم يف زمام السلطة عند نهاية املرحلة االنتقالية‬
‫على حساب احللومة املؤقتة اليت منيت سياستها يف استدراج‬
‫واليات الداخل إىل جانبها بالفشل الذريع‪.‬‬
‫وظهر ذلك الفشل الذريع بشلل جلي خالل مؤمتر طرابلس‬
‫الذي شهد جوالت ساخنة يف تصفية احلسابات الشخصية وصراعا‬
‫كبريا حول أسبقية اإلشراف على اهليئات القيادية‪ ،‬وميلن القول‬
‫بأن انسحاب أغلب وزراء احللومة املؤقتة وعلى رأسهم رئيسها بن‬
‫خدة بشلل مفاجئ قبل انتهاء اجللسات كان مؤشرا على حدوث‬
‫انقالب داخل قيادة الثورة لصاحل جمموعات جديدة خارج اجلهاز‬

‫‪269‬‬
‫الوالية الرابعة يف مواجهة أزمة صائفة ‪1962‬‬

‫التنفيذ(‪ . )26‬فقد أدرك بن خدة أن تأسيس ملتب سياسي جلبهة‬


‫التحرير الوطين كان مبثابة وضع جهاز تنفيذي أعلى سلطة من‬
‫احللومة املؤقتة‪ ،‬وكان إيذانا بتحويل اجلبهة إىل حزب سياسي‬
‫يسيطر على العمل السياسي‪.‬‬
‫الوالية الرابعة وفتنة صيف ‪:1962‬‬ ‫‪)1‬‬

‫مل تشارك قيادة الوالية الرابعة يف مؤمتر طرابلس حسب ما‬


‫(‪)27‬‬
‫للن حممد حربي‬ ‫ذكره العقيد علي كايف يف مذكراته‬
‫ذكر أن الرائد أمحد بن شريف كان ميتلك تلليفا باحلضور يف‬
‫املؤمتر(‪ )28‬ويناقض خلضر بورقعة ما أشار إليه حممد حربي‪ ،‬فقد‬
‫ذكر أن أمحد بن شريف الذي شارك يف اجتماع اجمللس الوطين‬
‫للثورة اجلزائرية (‪ )CNRA‬بتونس بتاريخ ‪ 27/22‬فيفري ‪ 1962‬كممثل‬
‫للوالية الرابعة بعد أن حتصل على تنازل من الرائد يوسف بن‬
‫خروف‪ ،‬كشف عن موقفه املوالي هليئة األركان العامة‪ ،‬فحاولت‬
‫الوالية الرابعة عزله‪ ،‬للنه متادى يف موقفه)‪ )29‬وهذا يطرح نقاط‬
‫ظل حول متثيل بن شريف للوالية يف مؤمتر طرابلس فيما بعد يف‬
‫ماي جوان ‪.1962‬‬
‫بعد االنشقاق الذي حدث يف مؤمتر طرابلس والذي ميزه‬
‫اإلمجاع حول الربنامج دون مناقشة‪ ،‬والصراع بني االشخاص دون‬
‫هوادة‪ ،‬والذي كان فرصة ملمثلي واليات الداخل ملشاهدة عرض‬
‫فريد من نوعه‪ ،‬كشف انفصام العرى وتوقيع شهادة الوفاة لألجهزة‬

‫‪270‬‬
‫املصادر العدد ‪13‬‬

‫اليت تولت اإلشراف على الثورة بعد مؤمتر الصومام حاولت بعض‬
‫واليات الداخل رأب الصدع‪ ،‬وتنادت لعقد اجتماع يف زمورة بتاريخ‬
‫‪ 25 ،24‬جوان ‪ ،1962‬حضرته كل من الوالية الثانية والثالثة والرابعة‬
‫وفدراليات فرنسا وتونس واملغرب وافتتح اجملتمعون إنشاء جلنة‬
‫مشرتكة بني الواليات لتوحيد العامل واحلفاظ على وحدة األمة‬
‫وقامت بتوجيه نداء للوحدة إىل احللومة املؤقتة للجمهورية‬
‫اجلزائرية(‪.)30‬‬
‫إال أن قيادة هيئة األركان العامة اعتربت ذلك االجتماع بأنه‬
‫مناورة من طرف احللومة املؤقتة ومل تتجاوب معه ألنه جتاهلها‬
‫كطرف يف اخلالف الدائر أنذاك بالنظر إىل أن اجملتمعني يف‬
‫زمورة أشاروا إىل أنها كانت حملة منذ شهر سبتمرب ‪.)31(1961‬‬
‫ويف الواقع مل يتم حل هيئة األركان العامة إال يف‬
‫أيام)‪ ،‬وهو األمر‬ ‫(‪08‬‬ ‫أي بعد اجتماع زمورة بثمانية‬ ‫‪1962/07/05‬‬

‫الذي زاد من احتدام الوضع‪ ،‬بفعل تنديد بن بلة بذلك اإلجراء الذي‬
‫اعتربته قيادة األركان بالقرار الغري شرعي ألنه مل يلن صادرا من‬
‫اجمللس الوطين للثورة اجلزائرية (‪ )CNRA‬الذي عينها يف طرابلس يف‬
‫جانفي ‪.1960‬‬
‫رغم استفحال أزمة الصراع على السلطة مل تنس واليات‬
‫الداخل االحتفال بإعالن االستقالل وحافظت على رمزية احلدث يف‬
‫امللان الذي دخلت منه جحافل االحتالل عام ‪ .)32(1830‬للن يف‬

‫‪271‬‬
‫الوالية الرابعة يف مواجهة أزمة صائفة ‪1962‬‬

‫الواقع كانت األزمة تأخذ منعرجا خطريا‪ ،‬حيث فتح الطريق أمام‬
‫شبح حرب أهلية من أجل السبق الستالم السلطة من اجلهاز‬
‫التنفيذي املؤقت الذي أشرف على تسيري البالد يف املرحلة االنتقالية‬
‫اليت كان يفرتض أن تشهد نهايتها مع إعالن االستقالل‪ ،‬للنها‬
‫عرفت فصال آخر خالل صائفة ‪ 1962‬يف شلل صراع حمموم داخل‬
‫جبهة التحرير الوطين‪.‬‬
‫إن استعراض مجيع تفاصيل أحداث الصراع حول السلطة يف‬
‫صائفة ‪ 1962‬يف الفرتة اليت أعقبت االستقالل إىل غاية تشليل أول‬
‫حلومة يف اجلزائر املستقلة يف ‪ ،1962/09/26‬لن يسعه هذا‬
‫املبحث‪ ،‬وحيتاج إىل دراسة خاصة وللن ميلن ضبط مجلة من‬
‫يف شلل نتائج دقيقة مع‬ ‫‪1962‬‬ ‫اإلشارة إىل أهم وقائع أزمة صائفة‬
‫الرتكيز على تلك اليت كانت هلا عالقة مباشرة بوضع وموقف‬
‫الوالية الرابعة‪:‬‬
‫أدى انشقاق احللومة املؤقتة بسبب استقالة أغلب وزرائها‬ ‫‪.1‬‬

‫قبيل االستقالل بأيام قليلة إىل فشل جهود بن خدة يف استمالة‬


‫واليات الداخل إىل جانبها وانتهى به األمر إىل إعالنه االعرتاف‬
‫بامللتب السياسي الذي كان يتزعمه بن بلة كجهاز تنفيذي أعلى‬
‫جلبهة التحرير الوطين‪ ،‬وتنحى خارج حلبة الصراع على السلطة(‪.)33‬‬
‫جنحت هيئة األركان العامة مدعومة بتحالف بن بلة يف‬ ‫‪.2‬‬

‫بسط نفوذها على الواليات الداخلية باستثناء الواليتني الثالثة‬

‫‪272‬‬
‫املصادر العدد ‪13‬‬

‫والرابعة واستمرت يف إحلام قبضتها على جيش احلدود الذي‬


‫انطالقا‬ ‫‪1962‬‬ ‫مسح هلا بالزحف على العاصمة يف أواخر شهر أوت‬
‫من بوسعادة شرقا وتلمسان غربا(‪.)34‬‬
‫تسبب انقسام الزعماء اخلمسة يف مواقفهم إىل استمرار‬ ‫‪.3‬‬

‫الصراع على السلطة حتى بعد تفلك احللومة املؤقتة للجمهورية‬


‫اجلزائرية‪ ،‬واجمللس الوطين للثورة اجلزائرية وذلك بفعل بروز ما‬
‫عرف "باجلماعات" اليت ضمت حتالفات متصارعة وكان أشهرها‬
‫مجاعة وجدة املعروفة أيضا جبماعة تلمسان واليت ضمت يف‬
‫واجهتها بن بلة‪ ،‬خيضر‪ ،‬بيطاط إىل جانب قيادة هيئة األركان‬
‫العامة (بومدين‪ ،‬قايد أمحد‪ ،‬علي منجلي) وقيادات الواليات‬
‫األوىل‪ ،‬السادسة‪ ،‬اخلامسة والثانية‪ ،‬ومجاعة تيزي وزو اليت‬
‫تزعمها كريم بلقاسم وحمند أوحلاج وحممد بوضياف(‪ )35‬ومل يبق‬
‫سوى آيت أمحد خارج لعبة التحالفات املسلحة‪.‬‬
‫حتولت العاصمة إىل حلبة للصراع بني وحدات الوالية الرابعة‬ ‫‪.4‬‬

‫واجملموعات املسلحة املوالية هليئة األركان العامة‪ ،‬وشهدت سقوط‬


‫ضحايا بفعل وقوع اشتباكات مسلحة يف القصبة وشهدت املدينة‬
‫كسرته تظاهرات شعبية‬ ‫‪1962‬‬ ‫أوت‬ ‫‪29‬‬ ‫فرضا حلظر التجول يف‬
‫مطالبة بوضع حد لتقاتل اإلخوة األعداء(‪.)36‬‬
‫كانت الوالية الرابعة آخر قالع املعارضة النقضاض حتالف‬ ‫‪.5‬‬

‫بن بلة وهيئة األركان العامة على السلطة‪ ،‬وشللت حدودها شرقا‬

‫‪273‬‬
‫الوالية الرابعة يف مواجهة أزمة صائفة ‪1962‬‬

‫وغربا نقاط الصدام املباشر الوحيد يف الداخل يف مواجهة جيش‬


‫احلدود الزاحف على العاصمة‪.‬‬
‫مت زحف جيش احلدود والواليات املتحالفة مع بن بلة وهيئة‬ ‫‪.6‬‬

‫األركان على العاصمة انطالقا من بوسعادة وسطيف شرقا حيث‬


‫زحف العقيد شعباني على قصر البخاري والطاهر الزبريي على سور‬
‫الغزالن وحدثت أوىل الصدامات بني وحدات الوالية الرابعة وجيش‬
‫احلدود الزاحف غربا يف منطقة الشلف يف بداية شهر سبتمرب‬
‫ألف جندي من‬ ‫‪30‬‬ ‫‪ ،1962‬حيث متلنت من عرقلة دخول حوالي‬
‫وحدات اجليش الوطين الشعيب(‪.)37‬‬
‫شهدت منطقة سور الغزالن أكرب اشتباك مسلح بني وحدات‬ ‫‪.7‬‬

‫الوالية الرابعة وجيش احلدود حيث سقط العشرات من القتلى ومت‬


‫شاحنات جليش احلدود يف جبل ديرة (ضواحي سور‬ ‫‪07‬‬ ‫تدمري‬
‫الغزالن) يف ‪.)38(1962/09/02‬‬
‫انتهت املواجهة املسلحة بني الوالية الرابعة وحتالف بن بلة يف‬ ‫‪.8‬‬

‫بالتوصل إىل اتفاق وقف إطالق النار‪ ،‬مقابل إخراج‬ ‫‪1962/09/04‬‬

‫الوالية الرابعة لوحداتها من العاصمة وإبقاء كل والية من الواليات‬


‫التارخيية لوحدة عسلرية خاصة بها يف ثلنات العاصمة(‪.)39‬‬
‫على منت طائرة عمودية إىل‬ ‫بتاريخ ‪1962/09/05‬‬ ‫توجه بن بلة‬ ‫‪.9‬‬

‫الربواقية وسور الغزالن والشلف لإلشراف على وقف إطالق النار‪،‬‬


‫آالف‬ ‫‪04‬‬ ‫من نفس السنة دخل العقيد بومدين على رأس‬ ‫ويف ‪09/08‬‬

‫‪274‬‬
‫املصادر العدد ‪13‬‬

‫جندي إىل العاصمة عن طريق قصر البخاري واملدية والبليدة(‪ )40‬ومت‬


‫سحب وحدات الوالية الرابعة يف نفس اليوم ومت اإلعالن عن حتديد‬
‫(‪)41‬‬
‫إلجراء أول انتخابات تشريعية يف اجلزائر‬ ‫‪1962/09/20‬‬ ‫تاريخ‬
‫املستقلة جاءت نتائجها لتضع حدّا ألزمة سياسية اندلعت مباشرة‬
‫بعد االستقالل‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫الوالية الرابعة يف مواجهة أزمة صائفة ‪1962‬‬

‫اهلوامـش‪:‬‬

‫(‪ :)1‬حليمة شتواح‪ ،‬املبادئ التنظيمية لقيادة الثورة اجلزائرية (‪ )1962- 1954‬رسالة‬
‫ماجستري ‪ .‬قسم التاريخ ‪ .‬جامعة اجلزائر‪ 2001 .‬ص‪.107‬‬
‫(‪ :)2‬نفسه ‪.107‬‬
‫‪)3( : Benjamin STORA, Dictionnaire biographiques des militants nationalistes‬‬
‫‪algériens ; Harmattan, Paris, 1985, P.58‬‬
‫(‪ ، Ibid, P 58 :)4‬وللمزيد من التفاصيل حول تأثري مظاهرات ديسمرب على سياسة‬
‫اجلنرال ديغول الذي وجه دعوة جديدة للتفاوض بعد فشل االتصال األول يف موالن وأيضا‬
‫انعلاساتها اإلجيابية على الصعيدين السياسي والعسلري للثورة‪ .‬أنظر حديث حممد‬
‫األمني خان‪ ،‬جملة أول نوفمرب عدد ‪ ،1997- 157‬ص ص ‪.29 ،28‬‬
‫‪)5( : Mohamed HARBI, LE FLN mirage et réalité, Ed. Jeune Afrique, Paris,‬‬
‫‪1980, PP.282-286‬‬
‫‪)6( : Mohamed TEGUIA, L'Algérie en guerre, OPU, Alger, 1988, P. 410‬‬
‫(‪ : )7‬إن خلفيات اخلالف الذيٍ أدى إىل استقالة هيئة األركان العامة يف صيف ‪ 1961‬تعود‬
‫‪CIG‬‬ ‫يف حقيقتها إىل ظهور التنافس والصراع بني هيئة األركان واللجنة الوزارية احلربية‬
‫اليت كان يرأسها الباءات الثالث بعد فرتة قصرية من إنشاء هيئة األركان يف جانفي‬
‫‪ 1960‬وتوسيع اخلالف ليصبح بني احللومة املؤقتة وهيئة األركان بفعل االنقسام يف‬
‫املواقف من مسألة التفاوض‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪M. HARBI, op. cit., PP. 274 -286‬‬
‫(‪ :)8‬قام جيش التحرير الوطين يف احلدود الشرقية (تونس) يف شهر جوان ‪ 1961‬بإسقاط طائرة فرنسية‬
‫على الرتاب التونسي بأمر من النقيب بن عبد املؤمن املشرف على إدارة معسلر التدريب‪ ،‬تابع جليش‬
‫احلدود فطلبت احللومة الفرنسية من بورقيبة تسليم الطيار األسري عندما طلب بورقيية ذلك من احللومة‬
‫املؤقتة فوافقت على التسليم‪ ،‬إال أن العقيد بومدين قائد هيئة األركان العامة‪ ،‬رفض رفضا قاطعا وهدد‬
‫بإعدام الطيار وكاد الوضع أن يؤدي إىل اصطدام مسلح لوال تدخل بعض القادة للتوسط بني احللومة‬
‫املؤقتة وهيئة األركان مثل فرحات عباس‪ ،‬علي كايف‪ ،‬إثر رضوخ بومدين لألمر أعلنت قيادة جيش‬
‫األركان استقالتها يف ‪ 1961/07/15‬لتنفجر إثرها قضية اخلالف وتشتد إىل صائفة ‪ .1962‬أنظر‪:‬‬
‫‪Ferhat ABBAS, L’indépendance confisquée, Ed. Flammarion, France, 1984,‬‬
‫‪P.198‬‬

‫‪276‬‬
‫املصادر العدد ‪13‬‬

‫(‪ :)9‬يذهب خالد نزار إىل أن احللومة املؤقتة تعمدت تهميش وإقصاء هيئة األركان‬
‫وعدم إشراكها يف املفاوضات مع الطرف الفرنسي ويشري إىل أن قادة جيش احلدود‬
‫اعتربوا ذلك احتقارا من طرف السياسيني‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪Khaled NEZZAR, Récits de combats 1958 -1962, Ed. Chihab, Batna, 2000,‬‬
‫‪PP.19-22.‬‬
‫(‪ :)10‬قامت هيئة األركان بعد استقالتها بشن محلة عنيفة ضد احللومة املؤقتة فاتهمتها‬
‫بأنها أقدمت على اخليانة عندما اخنرطت يف املفاوضات ووصفت نتائج مفاوضات إيفيان‬
‫بأنها مهانة ال ميلن القبول بها‪ ،‬فقد صرح قايد امحد أمام إطارات جيش احلدود بأن‬
‫إيفيان اتفاق عار على حساب الثورة‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪Mohamed TEGUIA, op.cit., P. 401‬‬
‫‪1999‬‬ ‫(‪ :)11‬علي كايف‪ ،‬مذكرات علي كايف (‪ )1962- 1946‬دار القصبة‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫ص ص‪ 265- 258‬وأيضا رياض الصيداوي صراعات النخب‪ ،‬دراسة يف الصراع بني‬
‫النخب السياسية والعسلرية يف اجلزائر‪( ،‬رسالة األطلس)‪ ،‬أسبوعية تصدر عن دار‬
‫األطلس‪ ،‬العدد ‪ 28- 22 ،294‬ماي ‪ ،2000‬ص‪.15‬‬
‫(‪ :)12‬كان الوزراء الثالثة األكثر نفوذا داخل احللومة املؤقتة (كريم بلقا سم‪ .‬بن‬
‫طوبال‪ .‬بوصوف) جيمعون بني املهام السياسية كوزراء واملهام العسلرية بفعل إشرافهم‬
‫على قيادة اللجنة الوزارية احلربية وهنا حدث اخلالف بينهم وبني قيادة هيئة األركان فيما‬
‫يتعلق بالسلطة على جيش احلدود وواليات الداخل انظر‪ ،‬علي كايف مصدر سابق ص‬
‫‪M. TEGUIA, op. cit.,‬‬ ‫‪ M .HARBI, op. cit., PP.269 -270‬وأيضا‪.‬‬ ‫‪ .260‬وأيضا‬
‫‪PP.399 -401‬‬
‫(‪ :)13‬يف السنوات األخرية للثورة (‪ )1962- 1960‬أصبح جيش احلدود قوة عسلرية‬
‫كبرية تتنافس على التحلم فيها قيادات اخلارج بهدف ضمان مواقع متقدمة يف الدولة‬
‫املستقلة اليت الح افقها مع مطلع سنة ‪ 1962‬وبلغ جيش احلدود حوالي ‪ 30‬ألف جندي يف‬
‫‪M. HARBI, op.‬‬ ‫كل من تونس واملغرب وأصبح ميتلك جتهيزات حربية احلديثة انظر‬
‫‪ cit., P.265‬وأيضا ‪K. NEZZAR, op. cit., PP. 135 -136‬‬
‫(‪ : )14‬حليمة شتواح‪ ،‬املرجع السابق ‪.115‬‬
‫‪)15( : M. TEGUIA, op. cit., P.410‬‬
‫(‪ :)16‬يشري حممد تقية إىل أن الوالية الرابعة رفضت يف بداية سنة ‪ 1962‬تسليم قيادتها إىل‬
‫قياديني سابقني هلا (الصادق دهليس ‪ -‬أمحد بن شريف) عندما تبني هلا أن هؤالء كانوا‬

‫‪277‬‬
‫الوالية الرابعة يف مواجهة أزمة صائفة ‪1962‬‬

‫يتحركون يف إطار تصارع احللومة املؤقتة وهيئة األركان العامة من أجل احتواء‬
‫واليات الداخل‪ ،‬أنظر‬
‫‪Mohamed TEGUIA, op. cit., P. 410‬‬
‫وأيضا خلضر برقعة خلضر بورقعة‪( ،‬مذكرات) شاهد على اغتيال الثورة‪ ،‬ط‪ 1‬دار‬
‫احللمة‪ ،‬اجلزائر‪ ،1990،‬ص‪.99‬‬
‫(‪ :)17‬بعد إرسال احللومة املؤقتة لعناصر موالية إىل الوالية الرابعة بهدف كسبها إىل‬
‫جانبها مثل الرائد عمر أو صديق‪ ،‬العقيد سي صادق ومن أجل بسط إشرافها على‬
‫العاصمة وعلى قيادة الوالية قامت هيئة األركان العامة بإرسال الرائد أمحد بن شريف‬
‫والرائد قايد أمحد لالتصال بقيادة الوالية الرابعة بهدف إقناعها بالوقوف يف صف حتالف‬
‫بن بلة وهيئة األركان وهذا الوضع فرض على الرابعة االخنراط يف الصراع دون أن تعلن‬
‫حتالفها مع أي طرف من الطرفني املتصارعني يف الفرتة السابقة ملؤمتر طرابلس‪،‬‬
‫أنظر خلضر بورقعة‪ .‬مصدر سابق‪ ،‬ص ص ‪.90 - 89‬‬
‫(‪ :)18‬وصف علي كايف مؤمتر طرابلس بأنه مؤمتر االنفجار ونهاية الشرعية وبداية‬
‫املغامرة وقال علي هارون بأن مؤمتر طرابلس كان شرارة فتنة صائفة ‪ .1962‬أنظر‪ :‬علي‬
‫‪Khaled NEZZAR, op. cit., P. 27‬‬ ‫كايف‪ .‬املصدر السابق ص ‪ .291‬وأيضا ‪،‬‬
‫(‪ :)19‬كان االجتماع يف طرابلس ‪ 25‬ماي ‪ 07-‬جوان ‪ 1962‬يف حقيقته جلسة غري ملتملة‬
‫للمجلس الوطين للثورة اجلزائرية الذي مل جيتمع بعدها أبدا‪ ،‬وكان مقدمة النشقاق‬
‫احللومة املؤقتة وزواهلا قبل إمتام عملية استالم السلطة يف جويلية ‪ .1962‬أنظر ‪ :‬رياض‬
‫األطلس‪ ،‬عدد ‪- 295‬‬ ‫الصيداوي‪ ،‬صراع النخب السياسية والعسلرية يف اجلزائر جريدة‬
‫‪ 29‬ماي ‪ 04‬جوان ‪ ، 2000‬ص ‪.11‬‬
‫وأيضا‪ :‬علي رحايلية‪ ،‬الصراع على السلطة‪ ،‬وحرب اإلخوة األعداء‪ ،‬اخلرب األسبوعي‪،‬‬
‫عدد ‪ 13 ،07 ،18‬جويلية ‪ 1999‬ص ص ‪ .10،11‬وأنظر أيضا‬
‫‪B. BEN KHEDDA, Le congrès inachevé de Tripoli. La tribune, 15-11-1997, P.1‬‬
‫(‪ :)20‬شرع كل من بلة وقادة هيئة األركان يف تصعيد اللهجة وتوجيه االنتقادات احلادة‬
‫للحلومة املؤقتة والقيام بوصفها بأنها حميط للقاذورات حسب تعبري بن بلة وبأنها‬
‫جمموعة قذرة حسب تعبري حممد خيضر عند لقاء القادة السجناء بالوفد املفاوض يف‬
‫إيفيان ومن جهة أخرى كان الرائد علي منجلي حمرض جنود جيش التحرير (جيش‬
‫احلدود) يف تونس على احللومة املؤقتة قائال هلم "أنتم جنود املستقبل"‬

‫‪278‬‬
‫املصادر العدد ‪13‬‬

‫‪Mohamed HARBI, op. cit., PP.‬‬ ‫أنظر علي كايف يف مصدر سابق‪ ،‬ص ‪ .283‬وأيضا‬
‫‪336-328‬‬
‫(‪ :)21‬وصف خالد نزار يوم ‪ 19‬مارس ‪ 1962‬بأنه مل يلن يوما للنصر وإمنا يوما للحداد‬
‫وألقى مسؤولية االنشقاق والتأزم بعد وقف إطالق النار على عاتق احللومة املؤقتة اليت‬
‫اتهمتها بأنها كانت تتسابق من أجل االلتحاق بالعاصمة بهدف السيطرة على السلطة ومل‬
‫اليت كان يعمل حتت أوامرها يف ذلك‪ ،‬أنظر ‪Khaled NEZZAR,‬‬ ‫يشر إىل دور األركان‬
‫‪op. cit., P. 203‬‬
‫بلقا سم بدعوة احللومة إىل العمل من أجل عدم حتول هيئة األركان‬ ‫(‪ :)22‬قام كريم‬
‫انظر ‪Mohamed HARBI, op. cit.,‬‬ ‫إىل سلطة‪.‬وبدا التسابق حنو كسب واليات الداخل‪،‬‬
‫‪P.289‬‬
‫(‪ :)23‬كانت العاصمة منطقة ذاتية (‪ )ZAA‬مبوجب قرارات الصومام للن تنظيمها‬
‫تفلك بصورة شبه تامة بعد معركة اجلزائر ‪ 1957‬وحتولت إثر ذلك إىل منطقة تابعة‬
‫للوالية الرابعة‪ ،‬للن احللومة املؤقتة حاولت فرض إشرافها عليها يف بداية ‪ 1962‬يف‬
‫أنظر‪ :‬خلضر بورقعة‪ ،‬املصدر سابق‪ ،‬ص ص ‪،98‬‬ ‫سياق صراعها مع هيئة األركان العامة‪.‬‬
‫‪.199‬‬
‫(‪ :)24‬ذكر خلضر بورقعة إرسال احللومة املؤقتة يف تونس للل من الرائدين عز الدين‬
‫وأوصد يق لإلشراف على العاصمة يف جانفي ‪ ،1962‬ثم إرسال كل من العقيد صادق‬
‫دهيليس والنقيب علي لونيسي لقيادة الوالية الرابعة‪.‬أنظر خلضر بورقعة – مصدر سابق ‪-‬‬
‫ص ص ‪.99- 98‬‬
‫‪)25( : Mohamed TEGUIA, op. cit., P. 410‬‬
‫(‪ : )26‬خلضر بورقعة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫(‪ : )27‬علي كايف‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ص ‪.288 ،287‬‬
‫‪)28( : Mohamed HARBI, op. cit., P. 339‬‬
‫(‪ : )29‬خلضر بورقعة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ص ‪ 101 ،100‬ويف نفس السياق أشار حممد‬
‫تقية إىل حضور ممثلني عن الواليتني الثالثة والرابعة (‪ 3‬و ‪ )4‬يف املؤمتر دون ذكر أية‬
‫أمساء‪ ،‬أنظر ‪Mohamed TEGUIA,‬‬
‫‪ op. cit., PP.409-410‬ويف شهادة للعقيد يوسف اخلطيب‪ ،‬ذكر أن حممد بن شريف‬
‫كان حيمل تلليفا من الوالية الرابعة للمشاركة يف مؤمتر طرابلس‪ ،‬أنظر شهادة العقيد‬

‫‪279‬‬
‫الوالية الرابعة يف مواجهة أزمة صائفة ‪1962‬‬

‫يوسف اخلطيب جمللة معامل (باللغتني العربية‪ ،‬الفرنسية) العدد األول ‪ 1998‬منشورات‬
‫مارينو‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪)30(: Mohamed TEGUIA, op. cit., P. 411‬‬
‫(‪ :)31‬جتدر اإلشارة هنا إىل أنه جيب التدقيق يف مسألة استقالة قيادة هيئة األركان العامة‬
‫يف ‪ 1961/07/15‬ثم إقالته من طرف احللومة املؤقتة يف ‪ 1961/09/15‬وصوال إىل قيام‬
‫احللومة املؤقتة حبل اهليئة (التنظيم) يف ‪ 1962/06/30‬كما ذكر حممد تقية أو يف‬
‫‪( 1962/07/05‬يوم االستقالل) كما أشار حممد حربي‪.‬‬
‫‪)32( : Mohamed HARBI, op. cit., P. 354‬‬
‫(‪ : )33‬يف ‪ 07‬أوت ‪ 1962‬أصدر بن خدة خطابا اعرتف فيه بسلطة امللتب السياسي الذي‬
‫أنشأ يف مؤمتر طرابلس‪ ،‬وأعلن عن نقل سلطة احللومة املؤقتة إىل امللتب السياسي‬
‫الذي كان يتزعمه بن بلة‪ ،‬وشبه حممد تقية ذلك اخلطاب بأنه "وصية سياسية" خرج‬
‫إثرها بن خدة من السباق عن السلطة‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪Mohamed TEGUIA op. cit., P.418‬‬
‫‪)34(: Mohamed HARBI, op. cit., P.370‬‬
‫(‪ Mohamed TEGUIA, op. cit., PP. 415-418 : )35‬وللمزيد من التفاصيل حول تشلل‬
‫‪Affif HAOULI, La crise de la direction‬‬ ‫جمموعات تيزي وزو‪ ،‬وتلمسان ووجدة أنظر‬
‫‪du FLN de l’été 1962. In le quotidien d’Oran, n° 1652 1653-20-21/06/2000, P. 5‬‬

‫(‪ :)36‬يف ‪ 29‬أوت ‪ 1962‬وقعت اشتباكات دامية يف أحياء العاصمة بني جمموعات ياسف‬
‫سعدي املوالية هليئة األركان العامة وبن بلة ووحدات تابعة للوالية الرابعة اليت قامت‬
‫باعتقال ‪ 50‬شخصا مسلحا من أتباع سعدي وكرد فعل على اقتتال اإلخوة خرجت‬
‫‪Mohamed HARBI op. cit., P.‬‬ ‫اجلماهري رافعة شعار "‪ 07‬سنوات تلفي‪ . "...‬أنظر‪:‬‬
‫‪ 370‬وأيضا‪Mohamed TEGUIA, op. cit., P. 420 :‬‬
‫(‪ :)37‬أشار حممد تقية إىل أن جيش احلدود الذي زحف على العاصمة من الشرق ومن‬
‫الغرب كان حيمل تسمية اجليش الوطين الشعيب وهي التسمية اليت أطلقتها عليه هيئة‬
‫األركان العامة‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪Mohamed TEGUIA, op. cit., P. 420‬‬
‫(‪ Mohamed TEGUIA, ibid, P. 421 :)38‬وجتدر اإلشارة إىل أن الصدام بني الوالية‬
‫الرابعة وجيش احلدود خلف سقوط أكثر من ألف قتيل‪ ،‬وحدثت االشتباكات يف مناطق‬

‫‪280‬‬
‫املصادر العدد ‪13‬‬

‫عديدة مثل‪ :‬سور الغزالن‪ ،‬قصر البخاري‪ ،‬الربواقية‪ ،‬الشلف‪ ،‬أنظر شتواح حليمة‪،‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪)39( :Mohamed TEGUIA, op. cit., P. 421‬‬
‫‪ ibid. P.421‬وأنظر أيضا ‪: Mohamed HARBI, op. cit., P. 371‬‬
‫(‪: )41( )40‬مل يتوقف القتال إال بعد نزول كل من بن بلة وقائد الوالية الرابعة‪ :‬يوسف‬
‫اخلطيب وحممد بومساحة إىل الشارع‪ ،‬وبعد عقد اتفاق بني الطرفني‪ ،‬أنظر‪ :‬خلضر‬
‫‪Mohamed TEGUIA, op. cit., P. 421‬‬ ‫بورقعة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،107‬وأيضا‪:‬‬

‫‪281‬‬

You might also like