Professional Documents
Culture Documents
نموذج لكتابة النتائج والاستخلاصات والآفاق المستقبلية
نموذج لكتابة النتائج والاستخلاصات والآفاق المستقبلية
ً
مـا ال شـك فيـه أننـا نعـيش فـي بيئـة تـسودها المثيـرات والمنبهـات المتنوعـة بغـض النظـر عـن أسبابها
سواء مادية أو سيكولوجية ،وان ضغوط العمل قضية الزمت اإلنسان منذ وجوده على األرض فقد
وجد ليعمل ،حيث أن تعدد مصادر ضغوط العمل جعلت إنسان هذا العصر قلقا سهل االستثارة،
سريع االنفعال ،وال يقف هذا التأثير في المنزل أو في الحياة العامة ،بل ينتقل إلى بيئة العمل،
األمر الذي ينعكس سلبا على أدائه الوظيفي والرضاء عن العمل ،وعالقاته بزمالئه ورؤسائه في
العمل ،وربما على صحته النفسية والجسمية ،كما أن ضغوط العمل ترهق كاهل االقتصاد الوطني،
وتؤدي إلى انخفاض العائد االقتصادي في مؤسسات الدولة.
وبناء على ما سبق ،سوف يتم عرض نتائج الدراسة الميدانية ومناقشاتها في إطار قضية عالقة
ضغوط العمل بالرضاء الوظيفي داخل التنظيم مجال الدراسة ،مع األخذ من أهداف الدراسة محاور
أساسية للدراسة الميدانية وفى النهاية يتم عرض توصيات وآفاق مستقبلية في ضوء قضايا اإلطار
النظري ونتائج الدراسات السابقة وسوف يتم المناقشة ذلك من خالل العناصر اآلتية:
-1أسباب ضغوط العمل التي يتعرض لها العاملين بالتنظيم مجال الدراسة
إن ضغوط العمل عبارة عن تفاعل يحدث بين بيئة العمل واألفراد العاملين ،مما ينتج عن
حالة سيئة لدى األفراد ،مثل :االكتئاب والتوتر والقلق ،ومن جانب آخر يختلف الضغط الذي
يتعرض له الفرد تبعا لوظيفته ومجالها ،ويعتمد أيضا على قوانين العمل في الدولة بجانب سياسة
الشركة أو المنظمة بحد ذاتها ،باإلضافة إلى نوع العمل الذي يقوم به والذي من المحتمل أن يكون
السبب الرئيس للضغط ،فأنواع الضغوط كثيرة ومتعددة؛ حيث تنشأ ضغوط العمل من أسباب كثيرة،
مصدر للتوتر والقلق .ويعتمد هذا على
ا حتى أنه يمكن القول :إن أي شيء داخل العمل قد يكون
إدراك الفرد لهذه األسباب وعلى أبعاد العمل والبيئة المحيطة به .ويتضح ذلك من خالل معطيات
الجدول رقم ( )2والذي ُيشير إلى أهم األسباب الموجودة في العمل أو بيئته والتي تؤدي إلى زيادة
الشعور بالتوتر والقلق وضغوط العمل.
يتضح من بيانات الجدول رقم ( )2أن المتوسط العام ألسباب ضغوط العمل التي يتعرض
لها العاملون داخل التنظيم يصل إلى ( )3,26بانحراف معياري ()0,20؛ حيث أشارت الغالبية
العظمى من أفراد العينة بالتنظيم محل الدراسة إلى "أن كثرة ساعات العمل تشعرني باإلرهاق
والتوتر" بعد نهاية العمل تأتي في الصدارة كأحد األسباب الرئيسة لضغوط العمل وذلك بمتوسط
حسابي ( ،)3,73في حين جاء في المرتبة الثانية "معاناة بعد العاملين بالتنظيم مجال الدراسة من
سوء اإلضاءة في مكان العمل" وذلك بمتوسط حسابي ( ،)3,54بينما يأتي في المرتبة الثالثة "وجود
صعوبة وتعقيد في بعض المهام الموكلة لبعض العاملين" وذلك بمتوسط حسابي ( ،)3,51وجاء
في المرتبة األخيرة "المعاناة من كثرة الضوضاء في مكان العمل" بمتوسط حسابي (.)3,50
ويتضح من ذلك أن هناك عددا من األسباب التي تؤدي إلى وجود ضغوط على العاملين
داخل بيئة العمل في بالشركة مجال الدراسة ،والتي تؤدي إلى وجود خلل وظيفي قد يكون متعلقا
بنفسية الفرد وعضويته في جماعات العمل وذلك نتيجة تفاعل عدة عوامل ،منها :عوامل داخلية
بالتنظيم ذاته (تعدد المهام وتضاربها ،وكثرة األعباء اإلدارية وإجراءاتها ،وعشوائية الق اررات
وضبابيتها وتعارضها ،وسوء البيئة الفيزيقية ،وعدم المواءمة بين تخصص األفراد والمهام المطلوبة،
واالحتراق الوظيفي ،واختالل العالقات الشخصية ،والخوف من فقدان الوظيفة ،وانعدام النمو والتقدم
المهني) ،ومن جهة أخرى فإن هناك عوامل خارجية خاصة بالفرد (تعدد األدوار داخل األسرة،
وعدم التوافق بين قدرات الفرد وحاجات العمل ،ونمط الشخصية ،والحالة النفسية والبدنية) ،ونتيجة
لذلك تتعدد اآلثار الناتجة عن ضغوط العمل ما بين آثار صحية كالتعب دون جهد ُيذكر ،واالكتئاب
أخير ضعف جهاز المناعة لدى الفرد ،كما أن هناك
واإلحباط ،والقلق والملل ،والتوتر العصبي ،و ا
آثار تنظيمية نتيجة ضغوط العمل ،منها :ارتفاع دوران العمل بين تعيين واستقالة بعض العاملين
ا
بالتنظيم ،وارتفاع معدالت التغيب عن العمل ،واالستسالم إلى الرتابة ونمطية العمل ،وضعف بيئة
االبتكار واإلبداع بين العاملين ،وزيادة السخط وعدم الرضاء بين العاملين ،والعزوف عن المبادرات
آثار نفسية
الفردية ،وفقدان الرغبة في العمل ،وانخفاض اإلنتاجية ،وباإلضافة إلى ذلك فإن هناك ا
واجتماعية كـ :النزعة العدوانية ،والتخريب ،واللجوء إلى التدخين ،واإلرهاق لدى العاملين ،واالدمان.
وتتفق هذه النتيجة مع إحدى مقوالت اإلطار النظري" :إن مصادر ضغوط العمل تختلف من نسق
إلى آخر ،ويجب أن تجد هذه األنساق الحلول لهذه الضغوط؛ لكي تستمر بالعمل واإلنتاج" .كما
تتفق هذه النتيجة مع دراسات ( Michailidis&Georgiou,2003, Bakhshi Sudl,
، 2008مبارك الدوسري )2010،والتي تؤكد أن ضغوط العمل تختلف من تنظيم إلى آخر تبعا
للتأهيل العلمي واالتجاه النوعي للعاملين ،وكذلك نوع الدعم الذي يتلقاه العامل داخل التنظيم.
ثامًنا -التوصيات
بناء على النتائج التي توصلت إليها الدراسة الراهنة؛ هناك مجموعة من االقتراحات
والتوصيات كآليات لتكيف العاملين مع ضغوط العمل اليومية وتعزيز قيمة الرضاء الوظيفي لديهم،
وتتمثل هذه التوصيات فيما يلي:
-ضرورة تفهم احتياجات األفراد داخل التنظيم في مختلف الوظائف والمهام التي يقومون بها.
-إشراك العاملين في المناقشات واالجتماعات المتعلقة بالمستويات العليا للتنظيم ،وإشعارهم أنهم
ينتمون إليه وال يعملون فيه فقط.
-إعداد منظومة حوافز متنوعة يكفل توزيعها بعدالة تامة بين العاملين؛ ألنها تشجعهم على العمل
لفترة أ\ول مما يزيد من ابتكارهم وأمنهم الوظيفي.
-تعزيز وتطوير وتحسين العالقة بين اإلدارة والعاملين مما يؤدي إلى المساهمة في تطور الفرد
والتنظيم وتكاملهما من خالل االحترام والتقدير والتعاون المثمر؛ من أجل تقديم أفضل الخدمات
وذلك من خالل العمل من خالل روح الفريق المتعاون.
-وجود نافذة إعالمية يعلن بها جميع الق اررات التي تخص منظومة العمل مما يسهم في توحيد
الق اررات اإلدارية وعدم تضاربها وتحقيق النزاهة والشفافية بين اإلدارات المختلفة؛ مما ينتج عنه
القيام بالمهام بشكل أسهل بعيد عن التعقيد والروتين.
-التطوير باستمرار في البيئة الفيزيقية للعمل من خالل وضع نظم كاملة من أدوات ووسائل
وبرامج ومعدات تيسر على العاملين عملهم ،وتوفر لهم كافة اإلمكانيات في العمل بطريقة مريحة.
-وضع معايير موضوعية لتقييم األداء يتم االلتزام بها ،كما ينبغي أن تكون عملية التقييم مستمرة
لتعرف أوجه النقص لدى الموارد البشرية ومعالجتها ،وهذا مع تقدير الجهود وكفاءة األفراد على ما
يبذلونه من جهد ،مع توفير الوسائل واإلمكانيات الالزمة لألداء الجيد.
-ضرورة تحديد األولويات داخل منظومة العمل وتنظيم الوقت بما ال يسمح به من اختراق ما بعد
ساعات العمل الرسمية.
هناك عدد من الموضوعات الجديرة بأن تكون محل بحث ودراسة في مجالي ضغوط العمل
والرضاء الوظيفي ،والتي نطرحها كآفاق لدراسات مستقبلية: