Professional Documents
Culture Documents
Bina'ul Ilmiy Fii Tarbiyah
Bina'ul Ilmiy Fii Tarbiyah
Bina'ul Ilmiy Fii Tarbiyah
قدمتها :
المقدمة
إن مناقشة العلم يف السياق اإلسالمي تتطور وتولد على أساس حقائق معينة .ويرتبط هذا بالنظرية
وأصول العلم املعروفة باسم نظرية املعرفة .وهي نظرية املعرفة أو نظرية العلم .ومن خالل هذه املعرفة
يتم إنشاء املعرفة وتطويرها وتشكيل نظرة اإلنسان للحياة جتاه املشكلة.
إن مناقشة العلم يف اإلسالم هي مرجعية متكاملة ،وهي مزيج من العقيدة والشريعة واألخالق اليت
تشكل يف هناية املطاف علًم ا وإنسانًيا مثل العلوم والتكنولوجيا واالقتصاد وغريها .تكررت كلمة العلم
بأش كاهلا املختلف ة يف الق رآن 854م رة .تس تخدم ه ذه الكلم ة مبع ىن عملي ة حتقي ق املعرف ة وموض وع
املعرفة .العلم هو املعرفة الواضحة لشيء ما .إذا أصبحت املعرفة شيًئا مؤك ًد ا ومؤمًن ا به حًق ا ،فيمكن
البحث
لكي تتم عملية التعلم على الوجه املطلوب ،و تؤيت مثارها بإذن اهلل تعاىل ،بأقل وقت وجهد،
ال بد من مراعاة ما يلي:
.1العوامل الداخلية
أ) الدوافع
اذا ال ميكن للمرء ان يتعلم بدون الدافع يدفعه لتحصيل العلم ،لذالك ينبغي للمعلم إن يستثري
املتعلمني مبقدم ة أو بأس ئلة لتش ري اهتم امهم وتش وقهم ملعرف ة م ا يري د أن يقول ه .فض ال عن ت ذكريهم
باأليات واألحاديث اليت تبني فضل العلم والعلماء .وقد ابتدأ اإلمام البخاري كتاب العلم يف صحيحه
بباب فضل العلم ليكون ذلك تشويقا للمتعلم بأن يتابع ما بعده من خالل ما عرفه عن فضل العلم.
إن ما يصلح لإلناث قد ال يصلح للذكور ،من علوم ومعارف ،فمن العلوم ما تصلح للجميع،
ف إذا كلفت املرأة مبا ال حتت اج إلي ه ال تتقن ه ،وك ذلك ال ذكور ،ف ا ملرأة حتت اج إىل الت دبري املنزيل وإىل
تطبيب األطفال والعناية مبأكلهم و مشرهبم و اخلياطة وما أشبه ذلك ،وقد ال حيتاج الرجل إىل حد ما،
يف حني أن املرأة ال حتتاج أن تتعلم اهلندسة املعمارية واملدنية.
.2العوامل اخلارجية
وهي العوامل اليت تنبعث من خارج نفس املتعلم ،وتؤثر على قدرته العلمية ،مثل :
وهي الكمي ة ال يت يس تطيع املتعلم أن يتعلمه ا يف وقت واح د ،فكلم ا زادت الكمي ة املادة وق ل
ال وقت لتعلمه ا ،ك انت العلمي ة التعليمي ة ض عيفة ،و كلم ا ك انت املادة املتعلم ة موافق ة للم دة الزمني ة
للتعلم ،سهلت العملية التعليميةـ.
وهو الصياغة الفنية يف األرض املعلومات ،فأذا كانت واضحة الفكرة واألسلوب واللفظ ،س هل
التعلم ،وأما الصياغة اليت تفوق مستوى املتعلمني لفظًا وفكرة تكون عائقًا يف طريق التعلم ،وباعثة على
الصعوبة التذكر والسآمة.
وه و جتزئ ة املادة احملفوظ ة كمي ة ووقت ًا مبا يتناس ب م ع املس توى اإلدراكي للمتعلم فكلم ا ك ان
توزي ع املادة العلمي ة املراد حفظه ا توزيع ًا يالئم ق درات املتعلم ،يف الفهم وس رعة احلف ظ ،واإلس تيعاب
حتسن مستوى احلفظ لديه ،وكلما زاد معدل احلفظ عن القدرة املستطاعة لدى املتعلم ،تعذر حسن
احلفظ ،وقاده ذلك إىل امللل فيفقد املتعلم مستوى التحسن.
مث ال بد بعد ذلك أن يقوم املتعلم بتعليم ما تعلمه لغريه ،فذلك يساعد على رسوخه يف الذهن،
فا لعلم يزداد ثبوتا بالعطاء.
و لشرف العلم فإنه يزيد بكثرة اإلنفاق ،وينقص مع اإلشفاق ،آفته الكتمان وأحسن الطرق يف
التعلم ال يت متر على النص احملف وظ أو املدروس كل ه ،اللتق اط املع ىن ،مث اإلس تمرارية يف ذل ك لكي
تكتشف األجزاء الصعبة.
أسباب النسيان:
مما ي ورث النس يان :املعص ي وك ثرة ال ذنوب واهلم وم األح زان يف أم ور ال دنيا,
وكثرة األشغال والعالءق.
إن تعاقب املعلومات و تواليها ،يؤدي اىل تداخلها وفينسى االنسان جزء منها أو
بعض ها ،ل ذالك فعلي ه أن "حيذر يف ابت داء طلب ه من تف اريق املص نفات ،فان ه يض يع زمان ه
ويف رق ذهن ه ،ب ل يعطي الكت اب ال ذي يق رؤه أو الفن ال ذي يأخ ذه كليت ه ح ىت يتقن ه،
وك ذالك حيذر التنق ل من كت اب اىل كت اب من غ ري م وجب فان ه عالم ة الض جر و ع دم
االفالح".
إن املعلوم ات الالحق ة ملعلوم ات الس ابقة مباش رة ،تس هم يف نس يان بعض التعليم
السابق ،كالطالب الذي يستذكر موضوعا ملدة ساعة مث يردفه بتعلم موضوع اخر ،دون
فرتة من الراحة ،فإنه بذالك يعرض الدرس األول أو للنسيان.
.3التعطيل البعدي
وه و بعكس التعطي ل ال رجعي أي أن املعلوم ات الس ابقة تعي ق ت ذكر املعلوم ات
الالحقة ،كاالذي يتعلم لغة مث يعقبها تعلم لغة أخرى ،فعندما يسرتجع إحداها قد خيلط
بني بعض كلماهتم ا بس بب التعلم املت داخل املتالح ق ،فالط الب ال ذي ق رأ ،أو حف ظ نص ا
جفظا خاطئا من حي نطق بنية الكلمة ،فإنه إذا أراد بعد ذالك أن يصحح تلك الكلمات
وينطقها نطقا سليما ،حصل تداخل بينهما ،فإن عادة ما خيلط بني النطق القدمي اخلاطئ و
بني صوابه ،وبتايل حيدث تعطيل رجعي ،فبهذا ينبغي أن ال جتعل املتعلم للقران الكرمي أن
يتعلمه ممن ال يتقن قراءة القران قراءة صحيحة وكذلك مقررات اللغة العربية.
إن ت رك املعلوم ات وامله ارات ال يت س بق تعلمه ا ،يض عف حفطه ا ،و يعرض ها
للنسيان ،لذلك البد من مراجعتها ،فإن احملفوظ أو املعلوم باملذاكره املستمرة يسهل سرعة
االسرتجاع ،وقد نبه إىل ذلك أهل العلم "بأنه ينبغي أن يتذاكر مواظبو جملس الشيخ ما
وقع فيه من الفوائد والضوابط ،والقواعد ،وغري ذلك ،وأن يعيدوا كالم فيما بينهم ،فإن
يف املذاكرة نفعا عظيما" وقيل :املذاكرة حياة العلم.
.1تقوى اهلل عز وجل فهو سبيل للتعلم قال تعاىل َ:و اًتُقواالًله َو ُيَعلُم ُك م اهلل
.2ك ثرة اإلس تغفار ،فإن ه أح د أس باب اخلري ق ال تع اىل :على لس ان ن وحَ :فُقلُتالس َتغِف ُر وا َرًبُك م إًن ه ك ان
َغًف ارا يرِس ِل الّس مآء عليكم ِم درارا
.4الرتديد والتكرار ،إذا حفظ املتعلم فعليه أن اليطمس ما حفظه بعدم عودته إليه معتمدا على ذاكرته بل
علي ه إن يك رر (م ا حفظ ه تك رارا جي دا مث يتعاه ده ىف أوق ات يقرره ا لتك رار مواض يه) .فكلم ا
تكررت املعلومات ورددها املتعلم سهل اسرتجاعها وقد كان اسحاق اشريازي يعيد الدرس مائة
مرة.
.5البعد الزمين
كلما كانت الفرتة ما بني التعلم واالسرتجاع قصرية سهل اسرتجاع املعلومات وكلما
ط الت املدة ص عب ت ذكرها .وق د اج ريت دراس ات جتريبي ة اك دت أن الفاص ل الزم ين الطوي ل
يعيق عملية التذكر.
أي أن يكون لدى الفرد استعدادا لإلسرتجاع وهتيوء لذلك والسالمة من اإلضرتابات
الىت تشتت الذهن وتشغله عن املعلومات املراد استذكارها قال ابن اجلوزي (ومىت راى نفسه
مشغول القلب ترك التحفظ).
.7اإلرتباط التعليمي
إن ارتب اط املعلوم ات حبدث أو موق ف أو ش كل معني يس اعد على رس وخها ىف ال ذهن
ولذالك تستخدم الوسائل التعليمية لرتتبط املعلومات بشكل الوسيلة اليت عرضت هبا وباملوقع
املكاين واملوقف.
ومن خالل ه ذا الفص ل يت بني أن العلم ل ه أمهي ة عظيم ة يف الرتبي ة اإلس المية كم ا أن
العملي ة التعليمي ة ليس ت أم را عش وائيا ب ل هلا قواع د وأس س ينبغى مراعاهتا ح ىت ت ؤتى الرتبي ة
مثاره ا وأن التعلم ل ه معوق ات حتول بني املتعلم والعلم ال ذى يطلب ه ل ذالك ينبغى على املتعلم أن
يتنه إليها.
واتضح من خالل هذا الفصل أن هناك أسبابا تؤدى إىل النسيان الذى يعاىن منه بعض
املتعلمني ورمبا ح د من نش اطهم ومث ابرهتم على التعلم ولكن هن اك عالج ا ل ذلك تض منه ه ذا
الفصل.1
1
خالد بن حامد ،أصول التربية اإلسالمية( ،مدينة منورة ،دارعامل الكتب للنشر والتوزيع 1420م
الباب الثالث
االختتام
العوامل املساعدة على التعلم نوعان ،العوامل الداخلية والعوامل اخلارجية .ويقصد هبا
اإلستجابة النابعة من نفس املتعلم ،مثل:الدوافع ،وضوح اهلدف واجلنس.
العوامل اليت تنبعث من خارج نفس املتعلم; حجم املادة العلمية والرتابط اإلجايب واالسلوب
اللفظي وتوزيع احلفظ.
فهرس
خالد بن حامد ،أصول التربية اإلسالمية( ،مدينة منورة ،دارعامل الكتب للنشر والتوزيع
1420م