Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 13

‫خطة البحث‬

‫مـقـدمـة‬
‫المبحث األول ‪ :‬النموذج في االتصال‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم النموذج في االتصال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تطور دراسات نماذج االتصال‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬أساليب ونماذج االتصال‬


‫المطلب األول ‪:‬أساليب اإلتصال‪communication styles‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نماذج االتصال‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬نموذج االتصال اريسطو والسويل وفوائدهما‪.‬‬


‫المطلب األول ‪:‬نموذج" السويل ونموذج اريسطوا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬فوائد استخدام هذه النماذج ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الخاتمة‬
‫المصادر والمراجع‬
‫مـقـدمـة‬

‫" االتصال موجود بصفة دائمة‪ ،‬وكل األحياء يتصلون ‪ ...‬وفي الحياة االجتماعية ال يمكن أن يتم‬
‫أمر ما دون االتصال"‪ ،‬كما أن " عدم االتصال مستحيل "‪.‬‬
‫فإذا كانت اإلدارة المحلية جهازا رسميا منظم‪#‬ا يعم‪#‬ل على تأدي‪#‬ة خدم‪#‬ة عمومي‪#‬ة‪ ،‬و تس‪#‬يير ش‪#‬ؤون متنوع‪#‬ة في‬
‫الحي‪## #‬اة العام‪## #‬ة‪ ،‬يمكن الق‪## #‬ول أنه‪## #‬ا كش‪## #‬خص معن‪## #‬وي ومن منظ‪## #‬ور اتص‪## #‬الي‪ ،‬عب‪## #‬ارة عن ط‪## #‬رف في وض‪## #‬عية‬
‫اتص ‪##‬الية تجمعه ‪##‬ا بط ‪##‬رف مع ‪##‬ني بش ‪##‬ؤونها و يس ‪##‬تفيد من خ ‪##‬دماتها‪ ،‬أال وه ‪##‬و الم ‪##‬واطن‪ ،‬س ‪##‬واءا ك ‪##‬ان ف ‪##‬ردا ل ‪##‬ه‬
‫انتظاراته ومصالحه أو مجمو عة ذات انشغاالت مشتركة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬النموذج في االتصال‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم النموذج في االتصال‬
‫‪-1‬التعريف اللغوي‪:‬‬
‫نجد أن كلمة النموذج تعني التصغير الدقيق لشيء معين بهدف توضيح هذا الشيء فهو بهذا المعنى خطة أو‬
‫رسم ‪.‬‬
‫أو هو المحاكاة الدقيقة للظاهرة محل الدراسة بقصد معرفة تأثير المتغيرات على بعضها البعض و الوصول‬
‫إلى النتائج المقصودة‪.‬‬
‫‪-2‬التعريف االصطالحي‪:‬‬
‫يعرفه ديوتش على أنه‪" :‬عبارة عن بناء من الرموز و القوانين العامة التي يفترض أن تماثل‬
‫مجموعة من النقاط ذات الصلة ببناء قائم أو بعملية ما " و عملية االتصال من العمليات التي تستدعي‬
‫‪1‬‬
‫استعمال فكرة النموذج لكونه علما من العلوم البينية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تطور دراسات نماذج االتصال‬


‫عملت نماذج االتصال على االستفادة من العلوم اإلنسانية كاالجتماع والفيزياء واستفادة منها علوم األحياء‬
‫والطب والهندسة وهذه النماذج يمكن تطويرها عبر ثالث مراحل ‪:‬‬
‫المرحلة األولى ‪:‬‬
‫وتسمى مرحلة التركيز على القائم باالتصال أو المرسل أو مرحلة الفعل وهي تمثل تركيز المرسل‬
‫على المستقبل وامتدت من عام ‪ 1890‬إلى أوائل الخمسينيات وهي تسعى إلى إقناع المتلقي والتركيز على‬
‫االتصال الشخصي وهي تتمثل بـ‪:‬‬
‫(أرسطو و أفالطون)وفن البالغة وطرح هاورد الزويل نموذج القائل‪:‬‬
‫‪ -‬من يقول ماذا؟‬
‫‪ -‬بأية وسيلة؟‬
‫‪ -‬لمن؟‬
‫‪ -‬بأي تأثير؟‬
‫وأضاف عليها برادوك ‪:‬‬
‫‪ -‬تحت أية ظروف؟‬
‫‪ -‬من اجل أية أغراض؟‬
‫‪ -‬بأي تأثير؟‬

‫د‪.‬احمد بن سيف الدين تركستاني ‪:‬مدخل إلى االتصال اإلنساني‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪1‬‬
‫وهي تسمى النماذج الخطية لالتصال ومن أهم نماذجها ‪:‬‬
‫‪ -‬نموذج شانون وويفر عام ‪1949‬ويسمى النظرية الرياضية لالتصال وينتقد هذا النموذج بأنه يأخذ شكل‬
‫الخط وعدم أخذه للغة الجسم ورجع الصدى وصناعة المعنى وهو ال يراعي سياق االتصال أو التوقيت وبان‬
‫‪1‬‬
‫االتصال عملية ال تتجمد وال يأخذ بتبادل األدوار ما بين المرسل والمستقبل ‪.‬‬
‫ثم ُطِو ر هذا النموذج من قبل دفلور الذي أشار به إلى وجود الضوضاء والتشويش وانه قد يكون متواجد‬
‫بكافة مراحل العملية االتصالية‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪:‬‬
‫وهي تسمى بمرحلة تفاعلية االتصال إذ أصبح االهتمام بالعملية االتصالية من نواحي عديدة‬
‫كالسيطرة والتحكم ورجع الصدى واخذ عامل الوقت باالعتبار وتبادل األدوار ما بين المرسل والمستقبل من‬
‫رواد هذه المرحلة ولبر شرام الذي أشار باإلضافة كما سبق إلى رموز العملية االتصالية بالرسالة وفك‬
‫الرموز اي المعاني الخاصة بالرسائل ودور الفكر والمعتقد للمستقبل في التفسير وكذلك دور التجربة‬
‫المشتركة للطرفيين في العملية االتصالية وهي عملية تفاعلية ‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪:‬‬
‫وتمسى مرحلة تبادل األدوار بين المرسل والمتلقي باستمرار وطوال الوقت وانه هناك تزامن في‬
‫االستجابات في الوقت ذاته بين الطرفين وأثناء تبادل األدوار ويتم خلق المعاني وإ يجاد العالقات وتم‬
‫االهتمام بأنماط السلوك منه خرج تعريف مكتب تقييم التكنولوجيا األمريكي لالتصال بأنه "عملية تفاعلية يتم‬
‫فيها تشكيل الرسائل وتفسيرها وتبادلها " وهذا التعريف يفصل االتصال إلى ثالثة عمليات متميزة ‪:‬‬
‫تكوين الرسالة‬ ‫‪-1‬‬
‫تفسيرها‬ ‫‪-2‬‬
‫وتبادلها ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫وهو يركز على االعتمادات المتبادلة حيث ان الفرق بين المرحلة الثانية والثالثة هي ان الثانية تهتم‬
‫برجع الصدى وبتوضيح الطبيعة الدائرية لالتصال اما المرحلة الثالثة فتركز على تبادل االدوار وهو تبادل‬
‫مستمر‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬أساليب ونماذج االتصال‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬د‪.‬حميد سميسم ‪ :‬نظريات التصال _مصر ‪:‬مكتبة نانسي ‪ 2005,‬ص ‪14‬‬
‫‪1‬‬
‫ليس هناك شخصان يتصرفان بالطريقة نفسها‪ ،‬كما أن الشخص ال يتصرف باألسلوب ذاته في‬
‫جميع األحيان‪ ،‬ومع ذلك هناك مالمح أساسية لإلتصال اإلنساني تمثل طرقا مميزة للتعامل في المواقف‬
‫المتبادلة بين األشخاص‪ .‬ومع أن كل شخص يعتبر قادرا على التصرف طبقا ألكثر هذه األساليب‪ .‬إال أنه‬
‫من أسلوب من يميل إلى تكرار أسلوب معين وبالذات يكون مفضال عنه في كثير من المواقف‪ .‬وقد حددت‬
‫(فرجينيا ساتير ‪) virginiasatir‬خمسة أساليب لالتصال تنطوي على ما يلي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫المطلب األول ‪:‬أساليب اإلتصال‪communication styles:‬‬
‫‪ -1‬أسلوب العدوان واللوم‪:‬‬
‫يميل الشخص الذي يستخدم هذا األسلوب إلى أن يتصرف –دائما ‪-‬مع األخرين مستخدما لهجة‬
‫الطلب‪ ،‬وقد شبه بألة التصوير التي تصور أخطاء األخرين وتنقدهم باستمرار على نحو يسوده التعالي‬
‫والغطرسة‪.‬‬
‫كما يتميز أكثر اللوامين تطرفا بأنهم مستبدون‪ ،‬كما أنهم يفرضون أرائهم على اآلخرين بالقوة‪،‬‬
‫ويفعلون ما يريدونه على حساب حقوق اآلخرين ومشاعرهم وعواطفهم‪ ،‬والهدف النهائي للشخص اللوام هو‬
‫أن يحقق الفوز والسيطرة في نطاق عالقاته مع األخرين فيدفعهم بالتالي إلى الخسارة أو الهزيمة‪.‬‬
‫وقد يكون الرئيس اللوام مهابا‪ .‬وخاصة لو كان يحضى بالقوة على مرؤوسيه‪ ،‬فيتمكن دفعهم نحو‬
‫فعل ما يريده هو‪ ،‬ومع ذلك فإن نتائج هذا أسلوب تكون سلبية تماما في المدى البعيد‪ ،‬فضال أن عن اللوامين‬
‫عادة ما يفشلون في عقد عالقات وثيقة نظرا ألنهم يشعرون دائما بأنه يتعين عليهم أن يحترسوا من األخرين‬
‫ويشعرون باغترابهم عن غيرهم من الناس‪.‬‬
‫فضال عن إحساسهم بأن اآلخرين يسيؤون فهمهم‪ ،‬وأنهم ال يحضون بقبولهم أو حبهم‪ ،‬ولذلك كثيرا‬
‫ما يشعر اللوامون بالوحدة والعزلة‪.‬‬
‫‪ -2‬أسلوب اإلسترضاء وعدم الجزم‪:‬‬
‫يحاول األشخاص الذين يتخذون هذا األسلوب‪ ،‬إستسماح اآلخرين‪ ،‬إنكار ذاتهم‪ ،‬وهم نادرا ما‬
‫يرفضون أمرا‪ ،‬ويتحدثون كما لو كانوا عاجزين عن أن يفعلوا شيئا من أجل أنفسهم وألنفسهم‪ ،‬ولذلك فهم‬
‫يحتاجون دائما إلى من يساندهم أو يؤيدهم‪ ،‬ويتجاهل المسترضون حقوقهم الخاصة‪ ،‬وحاجاتهم‪ ،‬ومشاعرهم‪،‬‬
‫وهم غير قادرين عن التعبير عما يريدونه بصفة مباشرة وحاسمة‪ ،‬وحتى عندما يعبرون عن أفكارهم أو‬
‫مشاعرهم تجاه األخرين فإنهم يتبعون أسلوبا يفيض باالعتذار واألسف‪ .‬يجعل األخرين يزدرونهم بشدة‪.‬‬

‫د‪.‬محمد عبد الحميد ‪ :‬نظريات األعالم واتجاهات التاير القاهرة ‪:‬عالم الكتب ‪.2010 ,‬نماذج االتصال‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫كما يتميز أسلوب اإلسترضاء هذا بأن صاحبه ال يستطيع‪ :‬أن يتخذ قرارا في مسألة معينة‪ ،‬أو أن‬
‫يحسب حسابا أو يتعقل أمرا‪.‬‬
‫ومثال ذلك‪ :‬أن الرئيس أو المشرف الذي يتميز بهذا األسلوب ال يستطيع أن يجزم في أمر ما‪ ،‬ويجد صعوبة‬
‫‪1‬‬
‫بالغة في أن يقول (ال) لمرؤوسيه خوفا من أن يؤدي مشاعرهم‪.‬‬
‫‪ -3‬األسلوب العقلي‪:‬‬
‫األشخاص الذين يسخدمون هذا األسلوب يعلقون أهمية قصوى على إحتساب كل ما يفعلونه ‪ ,‬مع‬
‫اآلخرين معالجة تعقلية‪ ،‬ولهذا فإنه أسلوب يستلزم قدرة فائقة على أن يظهر اإلنسان بمظهر الهدوء‪،‬‬
‫والرصانة‪ ،‬واإلتزان‪ ،‬فال يسمح بمشاعرهم ان تخرج إلى حيز التعبير‪ ،‬وهو يعتقد بأنه من األفضل أن تظل‬
‫المشاعر واإلنفعاالت كامنة بداخل اإلنسان ما دام أنها يمكن أن تصرفه عن العمل الذي يقوم به‪ ،‬أو أنها قد‬
‫ترتكبه لو أنه كشف عنها‪ ،‬ولذلك فالناس الذين يكشفون ‪ -‬دائما‪-‬عن هذا األسلوب يرتابون في المشاعر وال‬
‫يثقون في العواطف واإلنفعاالت الشخصية‪ ،‬ويثقون أشد الثقة في المنطق والعقالنية‪ ،‬ويتصرفون من منطلق‬
‫إعتقادهم بأن الناس لو كانوا قادرين على التعقل وإ ستخدم عقولهم فقط الختفت معظم المشاكل التي توجد‬
‫حولنا‪ ،‬وهم غالبا‪-‬ما يقيمون مسافة بينهم وبين اآلخرين بحيث يتعسر توثيق الصلة بهم‪.‬‬
‫‪ -4‬األسلوب الملتوي واإلحتكاري‪:‬‬
‫يقوم هذا األسلوب على أساس من عدم اإلندماج في المواقف المتبادلة بين األشخاص أو المواقف‬
‫الشخصية‪ ،‬ويشار إليه بهذه العبارة (إبتعد عن المواقف المهددة)‪ .‬واألشخاص الذين يستخدمون هذا األسلوب‬
‫يكونون كل أنواع اإلستراتجيات للمحافظة على ذاتهم بعيدا عن أطراف اإلتصال غير المريحة‪ ،‬ولكن عندما‬
‫ال يتمكنون من التحاشي هذه األطراف غير المريحة لهم‪ ،‬فإنهم يلجؤون إلى اإلستخدام أسلوب آخر للتعامل‬
‫مع هؤالء وهو أسلوب المناورات الملتوية أو أسلوب إحتكار مشاعر اآلخرين وعواطفهم وإ ستغاللها وفي‬
‫هذه الحالة األخيرة تستخدم أساليب معينة‪ ،‬كالغضب أو التظاهر به‪ ،‬واإلحراج‪ ،‬وإ حساس اآلخرين بالذنب‬
‫كطريقة لإلستالء عليهم‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬أن رئيس العمل قد يجبر مرؤوسيه على القيام بأعمال إضافية بواسطة‬
‫إحتكار مشاعرهم الكامنة بالذنب‪ ،‬فيقول لهم‪( :‬كيف يمكنهم أن تتركوني بمفردي بعد كل ما فعلته من‬
‫أجلكم؟)‬
‫‪ -5‬األسلوب الواضح والمباشر‪:‬‬
‫يتميز األشخاص الذين يسخدمون هذا األسلوب بقدرتهم على اإلفصاح عن حقوقهم‪ ،‬والتعبير عن‬
‫مشاعرهم وأفكارهم‪ ،‬وحاجاتهم بطريقة مباشرة وشريفة ومستقيمة‪ .‬ولذلك تجيء نبرات أصواتهم وحركاتهم‬

‫د‪.‬احمد ماهر‪،‬االتصال اإلعالمي ‪،2007‬ص ‪.27‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪1‬‬
‫وتعبيرات نظراتهم ووقفاتهم مالئمة ومطابقة لما يقولونه‪ ،‬فضال عن أن أفعالهم تضاهي أقوالهم‪ ،‬وهم‬
‫قادرون إلى حد كبير على أن ينفذوا ما وعدوا به‪.‬‬
‫ويكشف األشخاص الذين يعتمدون على هذا األسلوب عن عدم لجوئهم إلى تحقيق حرياتهم على‬
‫حساب حريات اآلخرين‪ ،‬واستعدادهم الدائم للتفاوض والحوار وعقد الصلح‪ ،‬ويستطيع هؤالء األشخاص أن‬
‫يعبروا عن وجهات نظرهم الخاصة في المواقف المختلفة حتى وإ ن كانت تختلف عن وجهات نظر غيرهم‪،‬‬
‫ولكنهم ال يكشفون في ذلك عن أية محاولة للسيطرة أو إلحتقار اآلخرين ممن ال يشاركونهم وجهات‬
‫نظرهم‪ ،‬ولذاك يعتمد هذا األسلوب على مبدأ اإلحترام‪ ،‬ويتجاوز اإلختالف األعمى أو المخالفة المقصودة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نماذج االتصال‬


‫يمكننا تجسيد عملية االتصال باستخدام النماذج التي تصور كيفية حدوث هذه العملية‪ .‬والنموذج‬
‫عبارة عن شكل مبسط لعملية االتصال يعرض على هيئة رسم يبين عناصر االتصال وتسلسلها والعالقة‬
‫بينها‪ .‬ولعل أهم فائدة لنماذج االتصال أنها تصور العملية االتصالية بطريقة مرتبة ومنتظمة توضح أبعاد‬
‫‪1‬‬
‫االتصال وتسلسله ‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار سنجد أن الباحثين قد طوروا ثالثة نماذج رئيسة هي على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫النموذج الخطي أو أحادي االتجاه (‪: )Linear Model‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قبل قرابة ستين عامًا ‪ ،‬نظر الباحثون إلى االتصال على أنه فعل يقوم به شخص لشخص آخر‪.‬‬
‫وبهذا يشبه االتصال إعطاء حقنة في الجسد‪ :‬حيث يقوم المرسل بوضع أفكاره ومشاعره في رسالة‪ ،‬ثم‬
‫يحقنها من خالل وسيلة معينة (حديث‪ ،‬رسم‪ ،‬كتابة ‪ ...‬إلخ) إلى مستقبل يحاول تفسير رموزها بطريقة تشبه‬
‫ما أراده المرسل‪ .‬وإ ذا ما قدر للرسالة أن تمضي من غير (تشويش) في خط واحد مستقيم فإنه قد كتب لها‬
‫النجاح‪.‬‬
‫قد يبدو هذا النموذج يسيرًا‪ ،‬ولكنه البداية لفهم عملية االتصال‪ .‬ويمكننا رؤية هذا النموذج من خالل الشكل‬
‫التالي‪:‬‬

‫د‪.‬محمد يوسف محمد األبشهي نظريات االتصال الطبعة ‪،2012‬ص ‪.8،9‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫حينما يبدأ االتصال ‪ ،‬يختار المتصل رموزًا معينة ( لغة كالمية مثل عبارة السالم عليكم‪ ،‬أو‬
‫لغة غير كالمية مثل اإلشارة باليد للتحية‪ ،‬وقد يكون بهما جميعًا‪ ،‬إضافة إلى ابتسامة من الوجه )‪.‬‬
‫هذه الرموز تمثل الرسالة التي ترسل للمستقبل الذي عليه أن يفك رموز الرسالة (يحللها‬
‫ويفهمها) ليتحقق االتصال‪ .‬الحظ أن هناك تشويشًا قد يدخل على العملية االتصالية‪.‬‬
‫النموذج التبادلي ( أو ثنائي االتجاه ‪:)Interactive Dual Model‬‬ ‫‪-2‬‬
‫النموذج ذو االتجاه الواحد لتفسير عملية االتصال ال يعكس العملية االتصالية بدقة‪ .‬فمن ناحية ال‬
‫يمكن القول بأن االتصال يسير في اتجاه واحد (من المرسل إلى المستقبل)؛ إذ يسهل علينا أن نرى أن معظم‬
‫حاالت االتصال ‪ -‬خاصة في االتصال بين شخصين أو مجموعة صغيرة من الناس ‪ -‬تسير في اتجاهين‪.‬‬
‫لقد كان النموذج السابق (ذو االتجاه الواحد) يتجاهل رجع الصدى وردة الفعل من المستقبل تجاه‬
‫ما يستقبله من رسائل‪ ،‬ثم يقوم بإرسال رسائل‪ ،‬وهكذا يتحول من مستقبل إلى مرسل ثم إلى مستقبل في‬
‫وقت قصير جدًا‪ ،‬بل حتى في الوقت نفسه‪.‬‬
‫يمكن لنا أن نتصور كيف يتفاعل شخص مع خبر عن زواج أحد أصدقائه‪ ،‬حيث يتفاعل المستقبل‬
‫مع الخبر‪ ،‬وتظهر عالمات الفرح على وجهه حتى قبل إتمام الخبر‪ ،‬ثم يرسل رسالة كالمية مستفسرًا عن‬
‫وقت الزواج‪ ،‬فيأتيه الجواب سريعًا أنه كان ليلة البارحة‪ ،‬فيتحول الفرح إلى نوع من العتاب على عدم‬
‫معرفته‪ ،‬وهكذا تتداخل الرسائل‪ ،‬ويصبح كل من الطرفين مرسًال ومستقبًال في آن واحد‪.‬‬
‫بل حتى خالل استقبال الرسالة يقوم كل منا بتفسير الرسالة والتفكير بشأنها‪ ،‬وهذا ما يفسر اختالف‬
‫التفسيرات للرسالة الواحدة بين الناس‪.‬‬

‫في هذا النموذج يقوم كل من الطرفين (الشخص أ والشخص ب) بإرسال واستقبال الرسائل في نفس الوقت‪.‬‬
‫وفي كال الحالين نجد أن التشويش يصاحب مرحلة إرسال الرسائل واستقبالها مما يؤثر على كفاءة االتصال‬
‫وفعاليته‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫نموذج االتصال التفاعلي (‪: )Interactive Model‬‬ ‫‪-3‬‬
‫نظرًا ألن عملية االتصال معقدة ‪ ،‬فإن كًال من النموذجين السابقين (ذي االتجاه الواحد وذي‬
‫االتجاهين) يقُص ر عن التفسير الكامل لهذه العملية‪ .‬فاالتصال يعتمد على البيئة التي يتم فيها سواء كانت بيئة‬
‫مادية أو اجتماعية أو ثقافية‪ .‬كما أنه يعتمد على العوامل النفسية والذاتية لكل من طرفي االتصال‪.‬‬
‫ويحاول نموذج االتصال التفاعلي أن يشمل كافة عناصر االتصال الفاعلة كبيئة االتصال‪ ،‬ورجع الصدى‪،‬‬
‫وما جاء بعده من سلوك وتصرفات‪.‬‬
‫و هذه طبيعة العالقات االجتماعية‪ ،‬حيث إنها ال تنتهي‪ ،‬بل ينبني بعضها على بعض‪ ،‬فمدح أبيك‬
‫لك على عمل قمت به هو نتاج أمور أخرى قمت بها سابقًا‪ ،‬وقد يكون العكس صحيحًا‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫الطبيعة التفاعلية لالتصال تشرح لنا طبيعة التأثير المتبادل الذي يحدث عندما نتفاعل مع بعضنا‬
‫البعض‪ ،‬ألن االتصال ليس ما يفعله شخص لشخص ولكنه ما يفعله شخص مع شخص‪ ،‬فاالتصال يعتمد‬
‫على العالقة مع الطرف اآلخر‪ ،‬وكلما كان الطرف اآلخر أكثر مهارة في االتصال ‪ ،‬كانت فرص النجاح‬
‫فيه أكبر‪.‬‬
‫ويشرح النموذج التالي هذه الطبيعة التفاعلية لالتصال التي تشمل التبادل بين طرفي االتصال‬
‫والبيئة االتصالية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬نموذج االتصال اريسطو والسويل وفوائدهما‪.‬‬

‫النموذج ‪ :‬هو بناء شكلي أو صوري أو رياضي ‪ ،‬للعالقة بين العناصر والمتغيرات التي نقوم بدراستها ‪.‬‬
‫وذلك لإلسهام في تبسيط المعرفة‪ ،‬وتنظيمها‪ ،‬وشرح الظواهر العلمية ومساعدة الباحثين على التفسير‬
‫والتوقع‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬نموذج" السويل ونموذج اريسطوا‬

‫‪ -1‬نموذج السويل‬
‫يعتبر نموذج السويل من النماذج األولى التي سعت إلى تفسير عملية االتصال‪ ،‬وقد اكتسب‬
‫النموذج على بساطته الشديدة شهرة واسعة ولقد تصور" السويل" عناصر عملية االتصال الجماهيري ‪،‬‬
‫حيث أشار‪ ،‬أننا لكي نفهم عناصر االتصال الجماهيري نحن في حاجة لدراسة كل مرحلة من مراحل‬
‫العملية وفقا للعناصر التالية من؟‬
‫‪ -‬يقول ماذا؟ وبأي وسيلة ؟ لمن ؟ وبأي تأثير ؟‬
‫ويطلق على هذا النموذج اصطالحا ألنه يحدد خمسة أسئلة تمثل إجاباتها عناصر العملية‬
‫االتصالية‪ ،‬وعلى الرغم من انه نموذج مبسط ‪ ،‬إال انه من الممكن تطبيقه في كافة مجاالت اإلعالم‬
‫واالتصال والدعاية واإلعالن حيث يتيح إمكانية تنظيم البدائل والمتغيرات التي تواجه القائم باالتصال عن‬
‫طريق اإلجابة على مجموعة من األسئلة التي توضح المحددات األساسية لعملية االتصال بالجماهير والتي‬
‫سبق أن اشرنا إليها وهي ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫من ؟ ماذا يقول ؟ مستخدما أي وسيلة ؟ إلحداث أي تغيير‬

‫د‪.‬ناصر دادي عدون مجلة االتصال االنساني ‪، 2004،‬ص‪.19-18‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪1‬‬
‫‪-2‬نموذج اريسطوا‬

‫يعتبر من أقدم النماذج وهو يتكون من ثالث عناصر أساسية‪ :‬المرسل (المتحدث أو المصدر)‪.‬‬
‫‪.‬الرسالة( المضمون أو النص)‪ .‬المستقبل (المتلقي)‬

‫وقد اعتبر العلماء أن هذا النموذج قدم أسسا لفهم عملية االتصال بطريقة بسيطة جدا‪ .‬حيث يتم نقل‬
‫أو توصيل فكرة معينة (الرسالة) من طرف المرسل عبر وسيلة التخاطب المباشرة‪ ،‬ليتلقاها في األخير‬
‫المستقبل‪ .‬وحسب أرسطو فإن األثر المهم في هذه العملية هو األثر االقناعي‪ ،‬بالرغم من إمكانية وجود اثار‬
‫‪:‬أخرى‪ .‬والشكل الموالي يوضح ذلك‬ ‫‪1‬‬

‫الرسال‬
‫ة‬
‫المستقب‬ ‫المرس‬
‫ل‬ ‫ل‬

‫شكل يوضح‪ :‬نموذج ارسطو‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬فوائد استخدام هذه النماذج‬


‫‪ - 1‬أنها تزودنا بصورة جزئية عن أشياء كلية هذه األشياء من الصعب إدراكها بدون (النماذج) التي هي عبارة عن خرائط‬
‫تفصيلية للمعالم األساسية لعملية اإلتصال‪.‬‬
‫‪ - 2‬إعداد النماذج في شرح وتحليل العمليات اإلتصالية المعقدة أوالصعبة أوالغامضة بطريقة مبسطة فهي ترشد الباحث إلى‬
‫التقاط الرئيسية لعملية اإلتصال ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تساعد في عملية التنبؤ بالنتائج أو بمسار األحداث في عملية اإلتصال وهذا األمر يساعد في عملية وضع فرضيات البحث‬
‫ولذلك فاننا يجب ان نراعى عند قراءتنا لنماذج االتصال االعتبارات التالية ‪:‬‬
‫‪ - 4‬ان كل نموذج يمثل فكرة مستقلة (نظرية –او مبدا) تتاثر بالدرجة االولى باتجاه البحث والدراسة‬
‫‪ -5‬تعكس النماذج في عالقاتها ببعضها تطور النظرية في هذا المجال فغالبا ما نجد النموذج وقد تم بناءه استكماال‬
‫لنماذج سابقة رأى فيها الباحث عدم كفايته ‪.‬‬
‫اذا كان هناك اتفاق في معظم النماذج على تحديد العناصر وعالقتها ببعضها واتجاه حركة هذه العالقات ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ - 7‬اذا كانت النماذج الخاصة بعملية االتصال من منظور علم النفس او علوم اللغة وعلم النفس اللغوي تهتم بالدرجة‬
‫االولى باالتصال المواجهى او اتصال الجماعات الصغيرة ‪.‬‬

‫د‪ .‬مي العبد اهلل ‪،‬نماذج االتصال ‪ ، 2006‬ص س ‪.81 ، 80‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫الخاتمة‬
‫يتضح مما ذكر حتى اآلن أن عناصر االتصال التي تكون العملي‪#‬ة االتص‪#‬الية ال قيم‪#‬ة له‪#‬ا إذا لم‬
‫تكن مترابط‪## #‬ة ومكمل‪## #‬ة لبعض‪## #‬ها البعض‪ ،‬وذل‪## #‬ك ب‪## #‬الرغم من أن ك‪## #‬ل عنص‪## #‬ر يمث‪## #‬ل عملي‪## #‬ة أو مجموع‪## #‬ة من‬
‫العملي ‪##‬ات المس ‪##‬تقلة والقائم ‪##‬ة بح ‪##‬د ذاته ‪##‬ا‪ ،‬والمعي ‪##‬ار ال ‪##‬ذي يح ‪##‬دد نج ‪##‬اح االتص ‪##‬ال ه ‪##‬و م ‪##‬ا يح ‪##‬دث من تفاع ‪##‬ل بين‬
‫المرس ‪##‬ل والمس ‪##‬تقبل ويظه ‪##‬ر ه ‪##‬ذا المعي ‪##‬ار بص ‪##‬ورة واض ‪##‬حة من خالل جه ‪##‬د المرس ‪##‬ل والمح ‪##‬اوالت المس ‪##‬تمرة‬
‫إلع ‪##‬داد رس ‪##‬الة خاص ‪##‬ة تجم ‪##‬ع حوله ‪##‬ا أك ‪##‬بر ع ‪##‬دد من الجمه ‪##‬ور المس ‪##‬تهدف‪ ،‬وه ‪##‬ذا بطبيع ‪##‬ة الح ‪##‬ال يف ‪##‬رض على‬
‫المرس‪##‬ل أن يك‪##‬ون على ج‪##‬انب كب‪##‬ير من المس‪##‬ؤولية والمعرف‪##‬ة الش‪##‬املة والمه‪##‬ارات النفس‪##‬ية واالجتماعي‪##‬ة ال‪##‬تي‬
‫تمكنه من القيام في إعداد رسالة ناجحة‪ ،‬يتقبلها الن‪##‬اس ويقبل‪##‬ون عليه‪##‬ا ألنه‪##‬ا تث‪##‬ير فيهم االهتم‪##‬ام الخ‪##‬اص وذل‪##‬ك‬
‫لكونها قريبة من مشاعرهم‬
‫وآمالهم ورغباتهم المختلفة والخاصة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬د‪.‬احمد بن سيف الدين تركستاني ‪:‬مدخل إلى االتصال اإلنساني‪.‬‬


‫‪ -‬د‪.‬حميد سميسم ‪ :‬نظريات التصال _مصر ‪:‬مكتبة نانسي ‪ 2005,‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -‬د‪.‬محمد عبد الحميد ‪ :‬نظريات األعالم واتجاهات التاير القاهرة ‪:‬عالم الكتب ‪.2010 ,‬نماذج االتصال‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬محمد يوسف محمد األبشهي نظريات االتصال الطبعة ‪،2012‬ص ‪.8،9‬‬
‫‪ -‬د‪.‬احمد ماهر‪،‬االتصال اإلعالمي ‪،2007‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -‬د‪.‬ناصر دادي عدون مجلة االتصال االنساني ‪، 2004،‬ص‪.19-18‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مي العبد اهلل ‪،‬نماذج االتصال ‪ ، 2006‬ص س ‪.81 ، 80‬‬
‫‪1‬‬

You might also like