Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫يوسف بن موسى‬ ‫‪ 4‬آدابا ‪3102‬‬ ‫مع األعشى‬ ‫المعري‬

‫أبو العالء ّ‬ ‫رسالة الغفران‬

‫قصصي ثان (‪ ( )2‬مجلس المنادمة األول) ق ام‬ ‫النص بمقطع‬ ‫ِ‬


‫ّ‬ ‫القصصي الثالث (‪ )3‬الموسوم بالنزهة‪ .‬وقد سب َق هذا ّ‬
‫ّ‬ ‫النص ف اتحة المقطع‬
‫ّ‬ ‫التقديم ‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫فيه البطل (ابن الق ارح) بعقد مجلس منادمة وأدب تتم فيه المذاكرة (أيام العرب وأشعارهم) والمنادمة (اللعب وقذف األواني في األنهار)‬
‫الضبي وعمرو بن‬
‫ّ‬ ‫والمفضل‬
‫ّ‬ ‫الدؤلي‪ ،‬ورواة الشعر مثل األصمعي‬
‫ّ‬ ‫والمبرد وأبو األسود‬
‫ّ‬ ‫حضره أشهر علماء اللغة والنحاة مثل سبويه والكسائي وثعلب‬
‫المجاشعي وغيرهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العالء والعروضيّون مثل سعيد بن مسعدة‬

‫أي تصفيق‬
‫الماذي ّ‬
‫ُّ‬ ‫وتذاكر الجماعة بعض الشعر واألخبار وهشت نفوسهم لللعب فجعلوا يقذفون اآلنية (آنية الشراب) في أنهار الرحيق فيصفّقها‬
‫ويتحسر على‬
‫ّ‬ ‫وترسل اآلنية أصوات تذكر ابن الق ارح بقصيدة حائية لألعشي يصف فيها مجلس خمر ويصف الخمرة وبين الزق اق واإلبريق والقدح‬
‫القصصي الثاني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عدم وجود األعشى وإالّ كان ابن الق ارح تمتع بمنادمته ومحاورته وعلى هذا انغلق المقطع‬

‫أول هذه النزهة لق اء األعشى ‪.‬‬


‫عن البن الق ارح أن يقوم بنزهة في الجنة فكان ّ‬
‫ثم ّ‬

‫أصلي‪ :‬وظيفته تأطير الرحلة بوصف المكان (الجنة) وتأثيته بذكر عناصره (شجر في‬
‫ّ‬ ‫القصصي األول سكون‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬المقطع‬
‫ظلّه ولدان مخلّدون وفي أصوله أنهار من عسل ولبن ورحيق وماء الحيوان وخمر ثم وصف أنهار الخمرة ووصف‬ ‫العالقة بين المق اطع‬
‫األباريق وأنهار العسل ثم وصف السمك السابح في هذه األنهار‪.‬‬
‫القصصيّة‪:‬‬
‫األول‪ .‬فيه الشخصية ثابتة في المكان (مجلس)‪.‬‬
‫أول‪ :‬وهو مجلس المنادمة ّ‬
‫القصصي الثاني سكون ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬المقطع‬
‫وأول السرد‪.‬‬
‫وأول النزهة ّ‬
‫أول الحركة ّ‬
‫ي الثالث الحركة األولى‪ :‬النزهة وهو ّ‬
‫‪ .3‬المقطع القصص ّ‬

‫النبي له‪.‬‬
‫قصة شف اعة ّ‬
‫الموضوع‪ :‬نزهة ابن الق ارح في الجنّة على غير منهج ف لق اؤه األعشى الذي يروي للبطل ّ‬
‫المق اطع‪:‬‬
‫فق ثنائيّة التضمين والتأطير‪:‬‬
‫النص إلى مقطعين رئيسين َو َ‬
‫ينقسم ّ‬ ‫فق نظام الفواعل‪:‬‬
‫النص إلى مقطعين رئيسين َو َ‬
‫ينقسم ّ‬
‫المقطع األول‪ :‬من البداية إلى " الشنار " القصّة اإلطار‪ /‬األصليّة‬ ‫‪.I‬‬ ‫المقطع األول‪ :‬من البداية إلى جرزة البق ل‪ :‬ابن الق ارح منفردا‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫ونظفر فيها بمقطعين جزئيّين حسب معيار الفواعل ‪:‬‬ ‫النزهة‬
‫‪ .1‬من البداية إلى "جرزة البق ل" ابن الق ارح منفردا‪ :‬النزهة‬ ‫االستطراد ‪ :1‬شرح معجمي لكلمة الحباق‬
‫‪ .2‬ابن الق ارح واألعشى مقطع اللق اء والحوار‬ ‫المقطع الثاني‪ :‬بقيّة النص ‪ :‬اللق اء بين ابن الق ارح واألعشى‬ ‫‪.II‬‬
‫االستطراد ‪ :1‬شرح معجمي لكلمة الحباق‬ ‫ويتفرع إلى مقطعين جزئيّين ‪:‬‬
‫قصةغفران‬
‫المقطع الثاني‪:‬بقيّة النص‪:‬القصّة الفرعيّة‪/‬المضمّنة ّ‬ ‫‪.II‬‬ ‫القصة األصلية‪ /‬اإلطار‪:‬من بداية اللق اء إلى آخره حوار بين ابن الق ارح‬
‫ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫األعشى‪.‬‬ ‫واألعشى‬
‫االستطراد ‪ : 2‬اهتمّ فيه المعري برواية البيت األخير من مدحيّة‬ ‫المضمنة‪ :‬من"سحبتني " إلى " أدخلت الجنة " ‪ :‬قصة‬
‫ّ‬ ‫القصة الفرعية‪/‬‬
‫ّ‬ ‫‪.2‬‬
‫األعشى في الرسول(ص) وما فيها من اختالف‬ ‫الشف اعة‬
‫االستطراد ‪ : 2‬اهتمّ فيه المعري برواية البيت األخير من مدحيّة األعشى‬
‫في الرسول(ص) وما فيها من اختالف‬

‫فق عالقتان ‪:‬‬


‫ينتظم المقطعان َو َ‬
‫‪ ‬تتابع زمني (نزهة بعدها لق اء‪ .‬وتتابع سببّي ( إنشاد أدّى إلى ظهور األعشى وظهور البطل‪.‬‬
‫القصة اإلطار‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مضمنة تولّد من رحم ّ‬
‫قصة ّ‬
‫‪ ‬عالقة التضمين‪ :‬عند كلّ لق اء يسأل ابن الق ارح " بما غف َر لك " ف إذا هذا السؤال ق ادح لظهور ّ‬
‫بمهمة الرواي‬
‫المضمنة(األعشى) وينسحب الراوي األصلي الخفي(المعري) ليقوم األعشى ّ‬
‫ّ‬ ‫للقصة‬
‫القصة اإلطار إلى راوي ّ‬
‫تتحول أحد شخصيّات ّ‬
‫← ّ‬
‫‪1‬‬
‫يوسف بن موسى‬ ‫‪ 4‬آدابا ‪3102‬‬ ‫مع األعشى‬ ‫المعري‬
‫أبو العالء ّ‬ ‫رسالة الغفران‬

‫ابتدائي من درجة أول إلى سرد ثانوي من درجة ثانية‪.‬‬


‫ّ‬ ‫تنوع درجات السرد من سرد‬
‫← ّ‬ ‫‪2‬‬

‫قصة غفرانها ودخولها الجنّة‪.‬‬


‫كر فيه الشخصيّة ّ‬
‫استرجاعي تتذ ّ‬
‫ّ‬ ‫استباقي معقود على التقدير ( إن شاء اهلل ) إلى سرد‬
‫ّ‬ ‫← يتحول السرد من سرد‬

‫الشرح المفصّل‪:‬‬
‫األول ‪ :‬النزهة ‪:‬‬
‫المقطع ّ‬ ‫‪.I‬‬
‫طبيعي‬
‫ّ‬ ‫النص بحرف االستئناف ( ثمّ ) وهو نحويّا يدل على الجمع مع التراخي مما يكشف قصصيّا عن تتابع غير سريع لألحداث وهذا‬
‫ينفتح ّ‬
‫القصصي ‪ ← )3‬ف إذا العالقة بين‬
‫ّ‬ ‫القصصي ‪ )2‬والنزهة (المقطع‬
‫ّ‬ ‫باعتبار الفجوة الزمنيّة الحاصلة بين مجلس المنادمة األول(المقطع‬
‫االفتتاحي ( يخطر ) وهو فعل رغبة تتولّد عنه‬
‫ّ‬ ‫المقطعين القصصيّين الكبيرين عالقة انضماميّة دليلها حرف االستئناف ( ثمّ ) وكذلك الفعل‬
‫نزهة البطل بكل فصولها ولق اءاتها وأحداثها‪.‬‬
‫زمني) ومما يؤكد ذلك نشوء الحركة‬
‫األول) عالقة استئنافيّة (محض تتابع ّ‬
‫العالقة بين هذا المقطع (النزهة) والمقطع الذي سبقه (مجلس المنادمة ّ‬
‫القصصيّة من فعل الخاطر وما يحمله من دالالت االعتباط وانتف اء الصلة المنطقيّة والسببيّة‪.‬‬
‫سردي تتواتر فيه أربعة األفعال ( "يخطر" ‪"/‬يركب" ‪"/‬يسير" ‪"/‬إذا رأى" "رفع") تبني أربعة وظائف سرديّة وهي ( الخاطر والركوب‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬المقطع‬
‫التحول من الحركة الباطنيّة "يخطر" إلى الحركة الماديّة " يركب ويسير "‪ ،‬ومن حكاية األفعال‬
‫والسيّر واإلنشاد) تترابط هذه األفعال وفق ّ‬
‫البكري)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫"يركب‪...‬يسير" إلى حكاية األحوال (رفع صوته متمثال بصوت‬
‫تكررت مرتين (ي خطر‪ ...‬ف يركب ‪...‬‬
‫السببي ‪( :‬خاطر فركوب فسير فنشوة فغناء) كشفت ذلك "ف اء السببيّة" التي ّ‬
‫ّ‬ ‫← يحكم السرد نظام التتابع‬
‫ف يسير ‪)...‬‬

‫‪ ‬ي ْختََرق السرد بالوصف وقد تعلّق الوصف ب ‪:‬‬

‫التحويل ‪ :‬بتحويل النادر النفيس إلى شائع كثير‪ :‬ياقوت منه بعير والعنبر منه‬ ‫وصف فضاء النزهة=المكان‪(:‬كثبان العنبروضيمران و ِ‬
‫صلَ ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫كثبان‬ ‫بصعبر)‬

‫التركيب ‪ :‬تحويل مادة األشياء بالجمع بين المتنافرات والتوليف بينها كالجمع‬ ‫فيهج – شيء من طعام ‪‬‬
‫در–إناء ٍ‬
‫وصف األشياء ‪ :‬نجيب من ّ‬ ‫‪‬‬
‫والدر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بين الكثبان والعنبر والجمع بين النجيب‬ ‫الخلود‪ .‬يعتمد الراوي الخيال ويميل به إلى التعجيب و يبدو‬
‫ذلك في ‪:‬‬

‫القص‪.‬‬
‫بتصوره فتحقّق بذلك لذّة ّ‬
‫وظيفة إمتاعيّة ‪ :‬حين ينشئ أبو العالء عالما مف ارق ا تتلذّذ النفوس ّ‬

‫وظيفة فنّيّة ‪ :‬خلق التناسب بين الشخصيّة في رغباتها وبين فضاء إنجازها‪ :‬شخصيّة طالبة للذة فتجاب لها‪ ،‬ف الفضاء متخم‬
‫يزج به في هذا العالم العجيب ف تنشأ‬
‫يورط شيخه حين ّ‬ ‫فكأن المعري ّ‬
‫ّ‬ ‫شهواني متكالب على اللذة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والحس والبطل‬
‫ّ‬ ‫باللذة‬
‫السخرية بالحركة وبالموقف وبالقول ‪.‬‬ ‫ينهض الخيال العجيب‬

‫تصورات ماديّة (‬ ‫ِ‬ ‫أهمها ‪:‬‬


‫ب وظائف ّ‬
‫التصور الخيالي الذي جعل الجنّة فضاء للذة فيه تعريض بما شاع عند العامة من ّ‬
‫ّ‬ ‫إن هذا‬
‫وظيفة نقديّة ‪ّ :‬‬
‫صور يجعل الجنة فضاء تعويض‬
‫اإللهي وهو ت ّ‬
‫ّ‬ ‫عقيدة المدرسة الظاهريّة في اإلسالم التي تفهم القرىن على ظاهره) للجزاء‬
‫للحرمان ويتجاوز هذا التعريض العامة ليصل إلى ابن الق ارح ف إذا المعري يسعى إلى فضح شيخه حين هيّأ له أنواع اللذّة‬
‫ثم تركه يخبط في الجنّة على غير منهج معربدا منادما مخاصما سائال متطفّال متهالكا على اللذة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫يوسف بن موسى‬ ‫‪ 4‬آدابا ‪3102‬‬ ‫مع األعشى‬ ‫المعري‬
‫أبو العالء ّ‬ ‫رسالة الغفران‬

‫القص محكوما بمبدأ الصدفة‪ ،‬ف المصادفة هي التي تحكم لق اءات ابن الق ارح‬
‫ّ‬ ‫← وسم الراوي حركة ابن الق ارح بأنّها "على غير منهج" فجاء‬ ‫‪3‬‬
‫العربي القديم‪ ← .‬ق ام السرد وفق اللق اءات المتعاقبة والمتراكمة‬
‫ّ‬ ‫القص‬
‫يتطور السرد ويتنامى وهذه خصائص السرد في ّ‬
‫ومناظراته وبالصدفة ّ‬
‫وهذا ما يتالءم مع ‪:‬‬

‫المتنوعة والشهوات المتعدّدة ولذلك ستكون‬


‫ّ‬ ‫طبيعة البطل فهو بطل الرغائب‬ ‫هيكل الرحلة المنفتح والمرن‪ :‬منفتح على لق اءات ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫نزهته حركة فوضى من أجل تحقيق اإلشباع المنشود‪.‬‬ ‫متنوعة‪.‬‬
‫متعدّدة وأماكن مختلفة وأصوات ّ‬
‫فضاء حجب وإخف اء مما يتيح فجائية اللق اءات بين البطل وأهل الجنة وخاصة يساهم في‬ ‫كلها ‪‬‬
‫األخروي (المكان) كما ش ّ‬
‫ّ‬ ‫يتالءم مع صورة الفضاء‬ ‫‪‬‬
‫ظهور الشخصيات صوتا قبل ظهورها صورة وهو ما يحقق التشويق ويساهم في العبث‬ ‫الراوي في وضع البداية (السكون األصلي)‪.‬‬
‫بابن الق ارح‪.‬‬

‫بيتي األعشى‬
‫مشهد ابن الق ارح متنزها على راحلته استق اه المعري من ّ‬ ‫النص في إنشاء اللوحة ‪‬‬
‫بالقص‪ :‬ساهم الشعر في هذا ّ‬
‫ّ‬ ‫في عالقة الشعر‬
‫ف أدوات الرحلة (خمر وطعام) وفضاؤها (كثبان) وراحلتها (نجيب)‬ ‫القصصيّة‪:‬‬
‫تتماثل وبيتي األعشى ‪ :‬هكذا تتولّد النزهة من الشعر الذي هو سابق‬
‫رحلة األعشى في‬ ‫رحلة ابن الق ارح‬
‫في الزمان‪.‬‬
‫ناقة‬ ‫در‬
‫نجيب من ّ‬ ‫الراحلة‬
‫األمر يتجاوز الشعر إلى مأثور النصوص كلّها من قرآن ( توليد صورة‬ ‫‪‬‬
‫تخب‬
‫الناقة ّ‬ ‫النجيب يملع‬ ‫حركة الراحلة‬
‫الحشر والجنة والجحيم‪ ،‬من آيات الوعد والوعيد) واألخبار والسير‬
‫زكرة‬ ‫معه إناء فيهج‬ ‫الشراب‬
‫(تشكيل هيئة الشخصيات ونسبهاوصف اتها من خالل كتب السيرة‬
‫واألخبار) وكذا الشأن مع األساطير (األساطير والخراف ات الجاهليّة‪:‬‬ ‫خبز رق اق وحباق وسمك‬ ‫طعام الخلود‬ ‫الطعام‬

‫تصور الشخصية الدينية)‪.‬‬ ‫(الصحراء االرض) العذيب‪/‬‬ ‫(الجنة)كتبان من‬ ‫فضاء الرحلة‬
‫جنّة العف اريت مثال) واألحاديث ( ّ‬
‫قصص الغفران متولّدة جميعا من نصوص راسخة في الذاكرة الثق افية‬ ‫‪‬‬ ‫الصيبون (مواضع في‬ ‫عنبر‪ /‬وضيمران‬
‫العربيّة اإلسالميّة‪.‬‬ ‫العراق)‬ ‫وصل بصعبر‬
‫إن حضور الشعر والقرآن واألخبار والسيَرِ يتجاوز مجرد االقتباس‬ ‫‪‬‬ ‫الواقعي‬
‫ّ‬ ‫األرضي‬
‫ّ‬ ‫عالم الدنيا‬ ‫السرمدي‬
‫ّ‬ ‫عالم الجنة‬ ‫عالم الرحلة‬
‫ّ‬
‫قصصي من خيوط مختلفة هكذا "الغفران"‬ ‫لنص‬ ‫نسجا‬ ‫ليصير‬ ‫البالغي‬ ‫الخيالي‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نص مفرد بصيغة الجمع (كرنف ال بالمفهوم الباختيني‪ /‬أو تناص‬ ‫الشعر‬ ‫النثر(السرد‪/‬القص)‬ ‫جنس الكتابة‬
‫بمف اهيم جوليا كرستيف ا وجيرار جينات)‪.‬‬

‫قصصي جامع مالئم للهيكل الذي تخيّره أبو العالء للقصة‪ ،‬وهيكل الرحلة المتّسم بالمرونة واالنفتاح والذي يتوفّر على ق ابليّة‬
‫ّ‬ ‫← فعل النزهة فعل‬
‫البحري في ألف ليلة وليلة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اص من أحداث ومواقف وهو شبيه بمغامرات السندباد‬ ‫الحتواء ما يريده الق ُّ‬

‫المقطع الثاني‪ :‬اللق اء‬ ‫‪.II‬‬

‫‪ )1‬القصّة األصلية‪ /‬اإلطار‪:‬من بداية اللق اء إلى آخره حوار بين ابن الق ارح واألعشى‬
‫تدرج ظهور األعشى فقد حضر ذكرا حين ذكره ابن الق ارح وتمنى حضوره مجلس المنادمة (آه لمصرع األعشى ميمون‬
‫ّ‬ ‫تتطور الموقف‬
‫ّ‬
‫وكم أعمل من مطيّة أمون ‪ ...‬ولو أسلم لجاز أن يكون بيننا في هذا المجلس) ثم حضرا شعرا حين (رفع صوته متمثال بقول‬ ‫القصصي من النزهة‬
‫يتحول إلى المنظور (ف إذا هو‬
‫البكري) وإمعانا في التشويق يحضر األعشى صوتا هاتف ا ( فيهتف هاتف) ومن المسموع ّ‬ ‫إلى اللق اء‬
‫شاب غرانق غبر في النعيم المف انق)‬

‫‪3‬‬
‫يوسف بن موسى‬ ‫‪ 4‬آدابا ‪3102‬‬ ‫مع األعشى‬ ‫المعري‬
‫أبو العالء ّ‬ ‫رسالة الغفران‬

‫‪4‬‬

‫تدرج ظهور الشخصية من األمنية إلى الحضور المعنوي (شعره) إلى الصوت إلى المنظر‬
‫القصصي من الظهور إلى التعرف و ّ‬
‫ّ‬ ‫تطور الفعل‬
‫← هكذا ّ‬
‫والتعرف يالئم الفضاء العجيب بكثبانه وشجره الكثيف أو العكس‬
‫ّ‬ ‫التدرج من الغموض والتخفّي إلى الظهور‬
‫ّ‬ ‫النمو له وظيفة تشويقيّة إذ‬
‫← هذا ّ‬
‫فضاء الحجب واإلخف اء واالتساع يناسب حركة الشخصيات و نمو السرد‪.‬‬

‫تاريخي استند أبو العالء إلى الذاكرة الثق افيّة في خلقها وبنائها فقد‬
‫ّ‬ ‫افي‬
‫*شخصيّة األعشى ذات مرجع ثق ّ‬ ‫بناء شخصيّة األعشى‪:‬‬
‫استثمر كتب األنساب وأخبار الشعراء وسيرهم ومجاميع الشعر فذكر نسب األعشى وشعره وهيئته‪.‬‬ ‫القصصي المتخيّل‬ ‫التاريخي‬
‫←يستثمر أبو العالء نصوصا عديدة في بناء الشخصيّات‪← .‬لم يحافظ المعري على الصورة المعروفة لألعشى‬ ‫والمرجعي‬
‫ّ‬
‫إن تحويل شخصيّة‬
‫التحويلي‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫حورا وانحناء ظهرها اعتداال وذاك ضرب من الخيال‬
‫حولها فق لب عشاها ً‬‫بل ّ‬ ‫الخيال‬ ‫الواقع‬
‫األعشى اقتضته غايتان‪:‬‬ ‫دار اآلخرة‬ ‫دار الدنيا‬
‫خيالي‬
‫ّ‬ ‫أن تتالءم الشخصيّات مع الفضاء العجيب‪ :‬فضاء‬
‫األولى فنيّة‪ :‬تتصل بمقتضيات التعجيب إذ كان البد ْ‬ ‫شاب جميل‬ ‫شيخ‬
‫مكوناته وأحداثه وشخصيّته‪.‬‬
‫يتسم بالجمال والكمال في ّ‬ ‫االعتدال‬ ‫االنحناء‬
‫تحول العاهات إلى محاسن عن سخرية خفيّة مما شاع في العصر وراج في‬ ‫والثانية فكريّة نقديّة ‪ :‬يكشف ّ‬ ‫أحور‬ ‫أعشى‬
‫لي يسخر من هذا الفهم الشائع‬ ‫صرِ من اعتق اد يجعل الجنّة مجال تعويض وفي ذلك موقف‬ ‫ِ‬
‫عالئي عق ّ‬
‫ّ‬ ‫الم ْ‬
‫يعرض به‪.‬‬
‫و ّ‬

‫أول اللق اءات بعد لق اء البطل بعلماء والنحو والشعر في مجلس المنادمة ← انبنى قسم الرحلة على تعدّد اللق اءات بالشعراء‬
‫← يمثّل اللق اء باألعشى ّ‬
‫واألدباء ف إذا جنّة الغفران جنّة أدبيّة‪.‬‬

‫األدبي وتملّقه ألهل األدب (الحظ احتف اء ابن الق ارح باألعشى وما فيه من تقرب‬
‫ّ‬ ‫فضح البطل وكشف جهله وقصوره‬ ‫‪‬‬
‫وتملّق‪).‬‬

‫األدبي (نقد الرواية والصدق في‬


‫ّ‬ ‫األدبي ونصوصه والخوض في قضايا النقد‬
‫ّ‬ ‫المعري في التواصل مع الموروث‬
‫ّ‬ ‫رغبة‬ ‫‪‬‬
‫إن الغاية من هذه‬
‫ّ‬
‫الشعر)‬
‫اللق اءات هي أساسا‪:‬‬
‫قضيّة الرواية وانتحال الشعر ‪ :‬أثبت المعري على لسان ابن الق ارح سندا احتوى سلسلة طويلة من الرواة ويبدو المعري‬ ‫‪‬‬
‫أن حلقتها األولى جاءت غامضة‬
‫بذلك ساخرا مشككا في قضايا رواية الشعر واالنتحال إذ رغم طول سلسلة السند إالّ ّ‬
‫(حدّثنا أهل ثقتنا عن أهل ثقتهم ‪)...‬‬

‫‪ )2‬القصّة الفرعية‪ /‬المضمّنة‪ :‬من"سحبتني " إلى " أدخلت الجنة " ‪ :‬قصة الشف اعة‬

‫المضمنة من رحم القصة االطار ويكون ق ادحها دائما سؤال الغفران (بما غفِ َر لك)‪ .‬يقول ابن الق ارح‬
‫ّ‬ ‫القصة‬
‫قصة غفران األعشى ودخوله الجنّة ‪ :‬تولد ّ‬
‫مستخبرا‪( :‬أخبرني كيف كان خالصك من النار وسالمتك من قبيح الشنار؟)‬

‫‪4‬‬
‫يوسف بن موسى‬ ‫‪ 4‬آدابا ‪3102‬‬ ‫مع األعشى‬ ‫المعري‬
‫أبو العالء ّ‬ ‫رسالة الغفران‬

‫تحول الخطاب من الغائب (ف إذا هو بشاب غرانق) إلى المتكلّم (سحبتن ي الزبانية إلى سقر)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬
‫القصة‬
‫خفي من درجة أولى إلى راوي معلوم من درجة ثانية إذ تنق لب إحدى شخصيات ّ‬
‫تحول في الرواة من راوي ّ‬‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫االطار إلى راوي للحكاية‪.‬‬
‫المضمنة‬
‫ّ‬ ‫إن للقصة‬
‫ّ‬
‫تحول في درجات السرد‪ :‬من سرد ابتدائي‪ /‬درجة أولى يقوم به المعري‪ ،‬إلى سرد ثانوي‪ /‬درجة ثانية يقوم به‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫األعشى‪ ،‬إلى سرد‪ /‬درجة ثالثة يقوم به علي بن أبي طالب (ك)‬
‫عالماتها المميّزة‬
‫استباقي معقود على التقدير (إن شاء اهلل ) إلى سرد استرجاعي يتذكر فيه‬
‫ّ‬ ‫تحول في أنواع السرد‪ :‬من سرد‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫قصة والحساب والغفران‪.‬‬
‫األعشى ّ‬
‫تحول في المكان من الجنّة إلى المحشر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫تحول في الزمان من اآلن زمن النعيم والجزاء إلى الماضي زمن الحشر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬

‫مضمنة ولكل سكان جنة المعري قصصهم وجنتهم الخاصة حتى األف اعي وأسود الق اصرة‬
‫قصة ّ‬
‫← تتوالد القصص من الغفران فكل لق اء تولد منه ّ‬
‫لهم قصص‪.‬‬
‫إن التضمين والتأطير يذكي التشويق ومتعة التقبّل حين تنق لب الحكاية حكايات‪.‬‬
‫← ّ‬
‫القصة بوضع البداية‪ /‬الهدوء (سحبتني الزبانية ) فسياق‬‫القصصي القديم إذ تبدأ ّ‬
‫ّ‬ ‫ثالثي يستعيد النمط‬
‫ّ‬ ‫نسج أبو العالء أحداث القصة في بناء‬
‫التحول‪ /‬اختالل التوازن (وأنا أعتل) إلى السعي إلى إعادة التوازن (االستغاثة بمحمد(ص) )وصوال إلى (التوازن الفريد) وهو الدخول إلى الجنة‪.‬‬
‫ّ‬

‫الشف اعة لألعشى ودخوله الجنّة‬ ‫علي‬


‫وساطة ّ‬ ‫علي‬
‫عرض احلرمة على ّ‬ ‫بالنيب (ص)‬
‫االستغاثة ّ‬ ‫سحبتني الزبانية إلى سقر‬

‫وضع الختام‬ ‫التحول‬


‫سياق ّ‬ ‫وضع البداية‬

‫التوازن الفريد‬ ‫السعي إلعادة التوازن‬ ‫اختالل التوازن‬

‫في قصة غفران األعشى نفس ساخر من مظاهره ‪:‬‬

‫المف ارقة بين القول والفعل ‪ :‬فدخول الجنّة تم بفضل قول ال يدعمه العمل‪(.‬االستهزاء بأفكار المرجئة الذين يقولون "ال تضر مع اإليمان معصية")‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫دنيوي يقوم على الوسائط والتملّق والمحاباة (نقد معتقدات الناس‬


‫ّ‬ ‫المف ارقة بين المق ام والفعال‪ :‬ف المق ام مق ام قداسة وهول والسلوك سلوك‬ ‫‪‬‬
‫وخاصة معتقدات الشيعة *الدولة الف اطمية اإلسماعيليّة الشيعية الحاكمة آنذاك في مصر والشام* الذين يقولون بوجود شف اعة تسبقها وساطة‬
‫من آل البيت)‪.‬‬

‫مما بدا بعيد المنال ولعل أبا العالء كان متفطّنا لهذه المف ارقة بين حقيقة الشخصيّة وجزائها فحاول تلطيف ذلك‬
‫←المف اجأة حين تمكّن األعشى ّ‬
‫باشتراط أن يحرم األعشى من الخمر في الجنّة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫يوسف بن موسى‬ ‫‪ 4‬آدابا ‪3102‬‬ ‫مع األعشى‬ ‫المعري‬
‫أبو العالء ّ‬ ‫رسالة الغفران‬

‫الترسل وموضوع االستطارد أقوال في بيت األعشى ويوثق لروايته بذكر صاحبها (حكى‬
‫األصلي وهو ّ‬
‫ّ‬ ‫بالنص إلى جنسه‬
‫ّ‬ ‫هو الرجوع‬ ‫االستطراد‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫لي فيه تمحيص للرواية‬


‫الفراء) = منهج مادي عق ّ‬

‫‪ ‬فنيّة‪ :‬قطع السرد تأكيدا للتشويق‬

‫‪ ‬تعليميّة تربويّة‪ :‬إف ادة المتقبّل بما استقر في حافظة أبي العالء من معارف‪.‬‬ ‫وظائف االستطراد‪:‬‬
‫‪ ‬نقديّة ذكر راي أبي العالءفي بعض الروايات‬

‫جنّة أبي العالء جنّة غفران وأدب‪.‬‬

‫مضمونيّا‬ ‫فنيّا‬

‫دبي وتملّقه‬
‫‪ ‬فضح البطل وكشف جهله وقصوره األ ّ‬ ‫‪ ‬يعتمد الراوي الخيال ويميل به إلى التعجيب باعتماد التحويل‬
‫ألهل األدب‪ /‬احتف اء باألعشى وما فيه من تقرب‬ ‫والتركيب‪.‬‬
‫وتملّق‪.‬‬
‫خفي من درجة أولى إلى راوي معلوم من‬
‫تحول في الرواة من راوي ّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫األدبي‬
‫ّ‬ ‫المعري في التواصل مع الموروث‬
‫ّ‬ ‫القصة االطار إلى راوي ‪ ‬رغبة‬
‫ّ‬ ‫درجة ثانية إذ تنق لب إحدى شخصيات‬
‫األدبي‬ ‫ونصوصه والخوض في قضايا النقد‬ ‫للحكاية‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬السرد في النص درجات ‪:‬من سرد ابتدائي‪ /‬درجة أولى إلى سرد‬
‫‪ ‬قضيّة الرواية وانتحال الشعر(نقد الرواية والصدق‬ ‫ثانوي‪ /‬درجة ثانية إلى سرد من درجة ثالثة‬
‫في الشعر)‬ ‫استباقي سرد استرجاعي‬
‫ّ‬ ‫تحول في أنواع السرد‪ :‬من سرد‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫مضمنة ولكل‬
‫قصة ّ‬
‫‪ ‬تتوالد القصص من الغفران فكل لق اء تولد منه ّ‬
‫سكان جنة المعري قصصهم وجنتهم الخاصة بهم حتى األف اعي وأسود ‪( ‬نقد معتقدات الناس وخاصة الشيعة في عهد‬
‫الدولة الف اطمية اإلسماعيليّة الشيعية الحاكمة آنذاك‬ ‫الق اصرة لهم قصص‪.‬‬
‫في مصر والشام* الذين يقولون بوجود شف اعة‬ ‫إن التضمين والتأطير يذكي التشويق ومتعة التقبّل حين تنق لب‬
‫‪ّ ‬‬
‫تسبقها وساطة من آل البيت)(االستهزاء بأفكار‬ ‫الحكاية حكايات‬
‫المرجئة الذين يقولون "ال تضر مع اإليمان معصية")‪.‬‬ ‫‪ ‬في قصة غفران األعشى نفس ساخر من مظاهره ‪ :‬المف ارقة بين القول‬
‫والفعل ‪ :‬فدخول الجنّة تم بفضل قول ال يدعمه العمل والمف ارقة بين‬
‫دنيوي‬
‫ّ‬ ‫المق ام والفعال‪ :‬ف المق ام مق ام قداسة وهول والسلوك سلوك‬

‫‪6‬‬

You might also like