Professional Documents
Culture Documents
التطورات الداخلية في تركيا
التطورات الداخلية في تركيا
-1-
الفصل األول
األوضاع العامة في تركيا بعد الحرب العالمية الثانية
ظلت تركيا تلتزم الحياد طيلة الحرب العالمية الثانية وتراقب ما تؤول اليه االحداث
وكانت اآلراء في دوائر الحزب الحاكم حزب الشعب الجمهوري متأرجحة بحسب النجاحات
التي تحققها الدول المتحاربة ،ولحين هزيمة المانيا في ستالينغراد في كانون الثاني ، 1943
كانت برلين مستفيدة من موقف انقرة المحايد )1(.ولكن ما ان بدأت االمور تنقلب ضد قوى
المحور حتى اخذت تركيا تعيد النظر في سياستها ازاء طرفي النزاع .فقد حاولت تركيا بحلول
عام 1944االشتراك بالحرب ،فالقت اعتراضا من االتحاد السوفياتي والذي طالب باستبعادها
من المشاركة في أي مؤتمر بعد الحرب .
وما ان وضعت الحرب اوزارها ،حتى انقسم العالم على كتلتين تزعمت االولى الواليات
المتحدة االمريكية ،في حين تزعم االتحاد السوفياتي الكتلة الثانية ،وبدأت معالم حرب جديدة
عرفت بـ (الحرب الباردة) .وكانت للكتلتين كلتيهما تطلعاتهما في المنطقة ،فالسوفيت ما زالوا
يحلمون بالحكم القيصري القديم بالوصول الى المياه الدافئة .فبدأ االتحاد السوفياتي باعادة النظر
باتفاقية مونترو المتعلقة بالمضايق التركية في مؤتمر يالطا في شباط )2( 1945كما طالب
بواليتي قارص ( )Karsواردهان ( )Ardahanفي اعقاب قيام جمهورية اذربيجان في ايران
عام .1945وعلى اثر اعالن تركيا الحرب على دول المحور في 23شباط 1945أقدم
االتحاد السوفياتي من جانب واحد على الغاء اتفاقية الصداقة والحياد التي وقعها عام . 1925
وسلم االتحاد السوفياتي مذكرتين الى تركيا االولى في 19آذار 1945الغى بموجبها معاهدة
الصداقة وعدم االعتداء والثانية في 7حزيران 1945طالب فيها بانشاء قواعد سوفياتية على
المضايق فضال عن مطالبته بعودة االقاليم الشرقية قارص ( )Karsواردهان ( )Ardahanكما
شجع السوفيت االرمن على االنفصال عن تركيا ،إذ قدم االرمن مذكرة الى مؤتمر سان
فرانسيسكو طالبوا فيها ضم ارمينيا التركية الى جمهورية ارمينيا السوفياتية .
تجددت دعوة االتحاد السوفياتي بشأن تعديل الحدود بين تركيا واالتحاد السوفياتي في مؤتمر
بوتسدام .الذي عقد في تموز – آب 1945وبحضور الدول الكبرى (الواليات المتحدة واالتحاد
السوفياتي وبريطانيا) )3( .وهكذا وجدت تركيا ان التهديدات الخارجية باتت تهدد امنها القومي ،
وان عليها السعي الى كسب ود الغرب وال سيما ان عامل النصر الذي حققه الحلفاء في الحرب
العالمية الثانية ،عامل مضاف اال ان المستقبل سيكون الى جانب الحلفاء ونظامهم السياسي.
فكان ال بد لها من التخلي عن نظام الحزب الواحد الذي اثبت اخفاقه في كل من المانيا وايطاليا ،
وكان ال بد لها من تطبيق نظام تعدد االحزاب ،واشاعة نظام االقتصاد الحر في البالد ،فهما
الباب الذي ستدخل منه الى عالم النظام الغربي والحصول على دعمه .
كما سارعت تركيا في عام 1948الى االنضمام لمنظمة التعاون االقتصادي االوربي
( . )OEECوفي عام 1950ارتبطت تركيا بالمجلس االوربي .فضال عن سعيها الدؤوب الى
الوصول الى عضوية كاملة في حلف شمال االطلسي (الناتو) الذي دعيت اليه عام .1949
( )1اعتقد ان تركيا طيلة سنوات الحرب استفادت من تصدير بعض منتجاتها ومنها مادة الكروم التي كانت تدخل في الصناعة
العسكرية االلمانية ،مما انعش السوق التركية .
( )2وقعت اتفاقية مونترو في 20تموز 1937من االتحاد السوفياتي (السابق) والواليات المتحددة االمريكيدة وتركيدا وبريطانيدا وفرنسدا
وبلغاريا واليونان واليابان ورومانيا ويوغسالفيا ونصت على مبدأ حرية مرور السفن التجارية والحربية في زمدن السدلم والحدرب
واعطدت لتركيددا حددق تحسددين المضدايق .انظددر جددورج لنشوفسددكي :الشدرق االوسددط فددي الشددؤون العالميدة ،ترجمددة جعفددر خيدداط
(بغداد )1964ص ص . 304-303
( )3روي مكريدس :السياسة الخارجية لدول العالم ،ترجمة حسن صعب (بيروت )1961،ص . 406-405
-2-
وهنا ال بد من القول ان تأثير عامل القوة المتغير بين االمبراطورية العثمانية والدول
الغربية ظل يشغل اذهان الساسة االتراك ،لتأثيره في السياسة الخارجية للجمهورية التركية ،
لقد كانت احدى سمات االمبراطورية العثمانية البارزة هي الهوية الفعلية المحددة لكل من سيادة
فرق قليل بين اجهزة الدولة المدنية والعسكرية .ويمكن ٌ الدولة ،والقوة العسكرية ،وكان هناك
القول ان الحاكم المدني كان في ذات الوقت الوقت الحاكم العسكري ،والذي ما لبثوا ان بدأوا
( )1
يستولون على السلطة بشكل فعلي بحيث اصبح السلطان العثماني اشبه بدمية في ايديهم .
ولهذا اخذت السلطة بالتفكير جديا بحركة االصالح العثمانية في القرن التاسع عشر والتي بدأت
بإصالح التعليم ،والجيش ،وكان القصد منه ان يكون الجيش الذي بدأت بتدريبه على التقنيات
الحديثة ،ثم بدأ هؤالء الخريجون ينظرون الى انفسهم كطليعة ملزمة بإحداث االصالحات
السياسية اضافة الى التجديد التقني ،والتي طفت على سطح االحداث سنة 1876عند االطاحة
بالسلطان عبد العزيز ،واصدار الدستور التركي االول .وهذه الحركة في حد ذاتها تعتبر
انقالبا جوهريا عسكريا ،حيث عدوا في نظر خلفهم في القرن العشرين مصدرا مهما من
مصادر االلهام والشرعية التاريخية لالنقالبات الالحقة .وتوصل القادة االتراك في النهاية الى
قناعة بان من المحتم على مجتمعهم ونظامهم السياسي انتهاج او تبني القيم واالفكار ونمط
المؤسسات الغربية ،وكان موقف اتاتورك من هذه المسألة متطرفا الى حد بعيد ،فأصدر
تشريعات قانونية خاصة بالتحول نحو النهج الغربي (التغريب) ونستطيع القول انه اضمر كرها
شديدا وساخرا ضد المؤسسات الدينية ،والتي عدها احد المرتكزات الفكرية والثقافية االساسية
التي تحول دون تقدم تركيا ،اضافة الى كونها حجر عثرة تحول دون الحصول على مساعدات
الغرب وعندما خلفه عصمت اينونو كان اشد حذرا من اتاتورك في سياسته الخارجية ،وفي هذا
الصدد يشير د .فرانك تاجو " ان هناك من يرى ان الضغط السوفياتي كان وراء اندفاع تركيا
نحو الغرب ،وهذا االعتقاد ال صحة له الن السوفيت حاولوا منع تطور نهج التغريب الذي
مارسته تركيا ،وان االتراك في الحقيقة يشعرون بالحاجة الملحة الى ضرورة إقناع الغرب
()2
وبخاصة الواليات المتحدة األمريكية بضرورة تقديم الدعم والمساعدة لهم " .
( Varlik وعلى المستوى الداخلي ،تخلت تركيا وبشكل تدريجي عن قانون الضرائب
)vergisiالذي شرع في تشرين الثاني ، 1942والذي كان غير عادل تجاه االقليات ،ثم الغي
بشكل نهائي في اذار )3( .1944ففي اثناء الحرب العالمية الثانية ،ارتفعت االسعار وازداد
التضخم ،وتدهورت اوضاع اصحاب الدخول الثابتة ،في حين ازداد الذين كانوا يعيشون على
ثمار التجارة والصناعة غنا ،عالوة على ذلك فان عائد الدولة بقي ثابتا وغير كافي لتلبية
مستلزمــات الدولة بسبب ميزانية الدفاع لسنوات الحرب ولغرض دعم النشاط االقتصادي
للدولة في تركيا بعد الحرب 1950– 1945تم فرض نظام الضرائب والذي عرف بـ ( Varlik
. )Vergisi
وكانت االجراءات االقتصادية التي اعتمدت عليها الحكومة التركية خالل العقدين الثالث
والرابع من القرن العشرين قد هيأت المجال لهذا التغيير ،فالمؤسسات التي أنشئت لحماية
الفالحين من االستغالل ،وظفت لصالح المالكين والتجار الذين استغلوا هذه القروض التي
منحتها الدولة لتحسين ظروفهم وزيادة ثرواتهم على حساب الفالحين )4( .وانسحب االمر الى
( )1اندرو فنكل واخرون ،تركيا المجتمع والدولة ،بغداد ،بيت الحكمة ، 2002 ،ص . 69
( )2د .فرانك تاجو :سياسة تركيا الخارجية ،مجلة ميدل است ريفيو ،ترجمة م .ب م ،الواليات المتحددة االمريكيدة ،ربيدع ، 1985
ص ، 2ارشيف وزارة الخارجية ،ملفات سياسية ،ملفه رقم . 346
( )3فيروز احمد :صنع تركيا الحديثة ،ترجمة د .سلمان داؤد الواسدطي و د .حمددي حميدد الددوري (بغدداد ،بيدت الحكمدة ،د.ت) ص
ص . 231-230
( )4بيددرج بي ربيروغلددو :تركيددا فددي ازمددة مددن رأسددمالية الدولددة الددى االسددتعمار الجديددد ،ترجمددة مركددز البحددوث والمعلومددات (بغددداد ،
)1983ص . 94
-3-
القطاعين الصناعي والتجاري ،فقد اخفقت الدولة في تحويل اصحاب رؤوس االموال الى
الرأسماليين والصناعيين من اجل االسهام في بناء قاعدة صناعية متطورة
وفي االول من تشرين الثاني 1945أشار الرئيس عصمت اينونو في خطابه االفتتاحي
لدورة البرلمان بأنه مستعد الجراء تعديالت كبيرة في النظام السياسي وان تكون هذه التعديالت
متماشية مع الظروف والمتغيرات في العالم .ويشير الكاتب فراي ( )Freyالى انه " قد تغيرت
النخبة البديلة وانتشرت مفاهيم وعقائد ديمقراطية بشكل شخصي عبر اوساط مجموعة كبيرة من
االتراك ،والدليل القاطع لدى اينونو حول ايجاد نظام حزبي متعدد لتخفيض حالة التوتر والقلق
االجتماعي وسط كل الجماعات " .وذلك بعد فشل الخطة الخمسية التي قدمها اينونو والتي
عجزت امكانيات الدولة عن القيام بصناعات ثقيلة دون مشاركة رأس المال الخاص ورأس
المال االجنبي والذي بات المحفز الكبير لقيام صناعات تركية متقدمة .وتمكنت تركيا من خالل
محاوالتها لالنضمام الى المعسكر الغربي وبدعم الواليات المتحدة االمريكية التي ساندت تركيا
على وفق (مبدأ ترومان ) إذ قدمت لها مساعدات مالية كبيرة .وكان الدعم الغربي – االمريكي
وفق مبدأ ترومان ضد سياسة توسع الدولة وسيطرتها على الحياة االقتصادية وان هذه
المساعدات هدفت بالدرجة االساس الى احتواء النظام الشيوعي ،ولكنه في نفس الوقت قدمت
على امل تشجيع المؤسسات االقتصادية الخاصة في تركيا.
وجاءت إحالة المارشال فوزي جقماق ( )F. Gakmakرئيس اركان الجيش منذ عام 1921
على التقاعد في 21كانون الثاني ، 1944بعد بلوغه السن القانونية لتعطي دليال آخر على
تفكك نظام الحزب الواحد ،ولتنشأ من صميم حزب الشعب الجمهوري نفسه نواة المعارضة ،
وتشكل فيما بعد حزبا شرعيا رئيسا )1( .ولعل من نافلة القول بانه عندما تشكل حزب الشعب
الجمهوري اتبع النظام الهرمي من خالل سيادة النخبة المثقفة البيروقراطية العسكرية على
المستوى الوطني ،في حين منح النبالء واالشراف بعض االمتيازات ،وظلت عملية التنسيق
بين الطرفين معقدة فالبيروقراطية العسكرية في ظل زعامة مصطفى كمال لم تكن تستند الى
قاعدة واحدة ،اضافة الى ان الكمالية قوبلت بعد تأسيس الجمهورية بعدم الرضا الكامل وخاصة
من قبل مجموعة من الضباط في المراتب العليا ،والذين اسسوا معارضة فيما بعد قوية داخل
المجلس الوطني التركي الكبير ،واستمروا بعملهم كقادة معارضة على الرغم من محاوالت
كمـال الخضاعهم وجعل دورهم ثانوي خاصة بعد ان حوكم بعض منهم في اعقاب الثورة في
جنوب االناضول عام .1925جاءت اول االنتقادات ضد اجراءات اينونو االقتصادية ،وسياسة
الحزب الواحد من اربعة اعضاء من حزب الشعب الجمهوري وهم (جالل بايار Celal
)Bayarرجل االعمال المصرفي( . )2رفيق كورالتان ( )Rafik Korultanوعدنان مندريس
( )Adnan Menderisوالمؤرخ فؤاد كوبرولو ( ،)3()Fuad Kopruluفقد اقترحوا ان تقوم
الدولة بتنفيذ مبدأ السيادة الوطنية بشكل كامل كما وردت في دستور عام ،1924وان يتم القيام
بالعمل الحزبي طبقا لمبادئ الديمقراطية ،مما ادى الى طرد ثالثتهم من حزب الشعب ،فيما
قدم جالل بايار استقالته في 1كانون االول . 1945وفي بداية عام 1946قدم االربعة طلبا
رسميا لتأسيس الحزب الديمقراطي الذي اعلن رسميا عن تأسيسه في 7كانون الثاني .1946
( )1لوسدديل دبليوبيفسددنر :ازمددة السياسددة التركيددة الخلفيددة ووجهددات النظددر واحتمدداالت التقدددم والنجدداح ،ترجمددة حسددن نعمددة سددعدون ،
(بغداد .د .ت) ،ص.39
( )2جالل بايار :سياسي تركي سابق وثالث رئيس للجمهورية التركية ،ولد في 15أيار 1883فدي مديندة عمدر بيدك ()Umur bey
بالقرب من بورصة .
( )3محسن حمزة العبيدي :التطورات السياسية الداخلية في تركيدا ، 1960-1946رسدالة ماجسدتير ،كليدة االداب ،جامعدة الموصدل ،
، 1989ص . 69
-4-
والذي يعد تأسسه انعطافة كبيرة في مسيرة الحياة السياسية التركية فألول مرة يؤسس حزب
بعيد عن اوامر حزب الشعب الجمهوري .ويصف كمال كربات Kemal Karpatالذي كتب
عن هذه المدة " ان السنة في 21تموز 1946ولغاية 12تموز 1947كانت حاسمة في ترسيخ
سياسة التعددية الحزبية ،ففي 12تموز القى الرئيس اينونو بثقله بصراحة وراء المعتدلين في
حزبه واستبعد خيار الحزب الواحد ومنحت المعارضة حرية الفعل والمساواة بالحزب
الجمهوري " .وهنا البد من التنويه الى ان حزب النهضة القومي ()Milli Kalkinma Partisi
كان قد سبق الحزب الديمقراطي في التأسيس عندما اقدم نوري دميراغ ( )Nory Demiragمع
مجموعة من القوميين االتراك من ذوي االتجاهات الدينية بطلب الى الحكومة التركية في 6
تموز 1945للموافقة على تأسيس حزب سياسي كمحاولة اولى للقيام بدور المعارضة ،ويعد
هذا الحزب اول حزب معارض يشكل بصورة رسمية بعد الحرب العالمية االولى ،اال ان
الحزب لم يؤد دورا فعاال على الساحة السياسية التركية
وظهرت الى جانب الحزب الديمقراطي احزاب اخرى اسست خالل مدة ال تتجاوز السنة ،
ذات ميول واتجاهات متباينة منها الحزب االشتراكي ( )Sosyal partisiالذي اسسه اسعد عادل
مستجاب اوغلو ( )Asaad Adilogluفي اسطنبول في 14ايار .1946وقد اصدر هذا الحزب
جريدة باسم الحقيقة ( )Gercekواتهم الحزب بالشيوعية وقدم زعيمه عدة مرات للمحاكم المدنية
والعسكرية )1( .وهناك حزب العمال والفالحين التركي ()Turkiye Iscive Cift Ci partisi
الذي تأسس في 17حزيران 1946والذي اكد في منهاجه على دعم طبقتي العمال والفالحين
وتوسيع الحريات الديمقراطية .فضال عن احزاب اخرى مثل الحزب الديمقراطي الليبرالي ،
والحزب الديمقراطي االشتراكي وهي احزاب قليلة االهمية .وأسس الحزب المحافظ التركي
Turk Muhafaz Partisiفي حزيران 1947بزعامة جواد رفعت اتيلهان Cevdet Rifaat
،)2( Atilhanكما اسس في تموز عام 1948حزب االمة ( )Millet partisiعلى اثر انشقاق
حصل في الحزب الديمقراطي ،الذي خيب آمال الكثيرين من ذوي االتجاه الديني لرفضه
االعالن بصراحة الوقوف ضد االجراءات والمبادئ الكمالية .وقد نما هذا الحزب بسرعة إذ
استقطب ذوي االتجاهات الدينية وتجاوزت فروعه في انحاء البالد ( )2000فرع وكان لسان
حاله جريدة الصبح الجديد (يني صباح ).وتولى رئاسة الحزب المارشال فوزي جاقماق الذي
كان قد احيل على التقاعد عام ، 1944وبعد وفاته تعاقب على رئاسة الحزب حكمت بايور
عثمان بلوباشي .اعلنت حكومة الديمقراطيين حل الحزب في 27كانون الثاني .1954وقد
اعيد تشكيل الحزب مرة اخرى باسم جديد هو (حزب االمة الجمهوري Gumburiyet Millet
.)Partisi
لم تمارس المعارضة نشاطا ملحوظا حتى المدة التي تلت انتخابات عام ، 1946لعدة
اسباب منها سياسة حكومة رجب بكر 15آب 19-1946أيلول 1947المتشددة ضد
المعارضة وتمسكها بمبدأ الحزب الواحد ،فضال عن المشكالت االقتصادية التي واجهتها تركيا.
وقد واجهت سياسة حكومة رجب بكر معارضة من حزب الشعب نفسه حتى تبلورت في
مجموعتين االولى تزعمها رجب بكر والذي مثل االتجاه المتشدد تجاه المعارضة ،والمجموعة
الثانية ضمت الشباب من اصحاب الفكر الليبرالي ممن يؤيدون نظام تعدد االحزاب وتزعم هذه
المجموعة نهاد ايريم .
( )1محسن حمزة العبيدي :التطورات السياسية الداخلية في تركيدا ، 1960-1946رسدالة ماجسدتير ،كليدة االداب ،جامعدة الموصدل ،
، 1989ص . 69
( )2د .خليل علي مدراد :االحدزاب السياسدية والمسدألة الدينيدة فدي تركيدا 1960-1946فدي د .ابدراهيم خليدل احمدد واخدرون :االسدالم
والعلمانية ،جامعة الموصل ،مركز الدراسات التركية ، 1996 ،ص. 73
-5-
وكان عصمت اينونو من مؤيدي المجموعة الثانية ،والذي انعكس على اصدار اينونو بيانه
المعروف ببيان 12تموز لتعدد االحزاب والذي جاء فيه " :ان الحزب المعارض الذي
يستخدم وسائل شرعية ال ثوري ،يجب ان يتمتع بامتيازات الحزب الحاكم نفسها ،وعليه فاني
بوصفي رئيسا للجمهورية عد مسؤوال امام الحزبيين ..ان الحكومة مسؤولة عن الحفاظ على
القانون والنظام اال ان موافقتها المتوازنة تجاه جميع االحزاب السياسية الشرعية هي الضمان
االساسي للحياة السياسية ...وسوف تعمل المعارضة في امان من دون خوف من ان يحلها
الحزب الحاكم ".
وفي 17تشرين الثاني 1947عقد حزب الشعب مؤتمره العام السابع والذي أعيد فيه
انتخاب عصمت اينونو رئيسا للحزب ،وحلمي اوران ،نائبا للرئيس ،وقرر فصل رئاسة
الحزب عن رئاسة الجمهورية ،كما اتخذ عدة قرارات تعزز نظام تعدد االحزاب .وقد خلق هذا
التطور نوعا من االعتدال في الحزب الحاكم في حين انعكس على الحزب الديمقراطي
المعارض ،أن فبرزت في صفوفه نوع من المعارضة اذ وجهت االنتقادات الى قيادة الحزب ،
مما ادى الى استقالة عدد من اعضائه عام .1948الذين قرروا في العام نفسه تشكيل حزب
جديد بعد ان تباحثوا مع فوزي جقماق ( )F. Gakmakلتولي رئاسة الحزب مستلهمين عددا من
افكاره في بناء العقيدة السياسية للحزب الجديد .فتم االتفاق بين فوزي جقماق وكنعان اونر
وحكمت بابور وصادق الدوغان على تأسيس حزب االمة ( )Millet partiseiبعد استقالتهم من
الحزب الديمقراطي واعلنوا عن هذا التأسيس رسميا في 5تموز 1948والذي جاء منهاجه
مغايرا لمنهج الحزب الديمقراطي.
جرت االنتخابات العامة في تركيا في 14أيار ، 1950وشارك فيها ما يقرب من %88
من السكان .وعلى الرغم مما كان يبدو فان المبادرة السياسية كانت بيد الجمهوريين ،لكن
النتائج اسفرت عن فوز ساحق للحزب الديمقراطي إذ حصل على ( )408مقاعد في البرلمان ،
في حين حصل حزب الشعب الجمهوري على ( )69مقعدا ،وحصل حزب االمة على مقعد
واحد ،فيما حصل المستقلون على ( )9مقاعد .
شكل فوز الحزب الديمقراطي منعطفا تاريخيا كبيرا في تاريخ تركيا الحديث وبداية تحول
في مسيرة الحياة الديمقراطية فيها ،والتي لقيت ارتياحا ملحوظا في االوساط الغربية .وقد
وصفتها الواليات المتحدة االمريكية بأنها انتصار للديمقراطية .وعقب اعالن نتائج االنتخابات
انتقل الحكم دستوريا الى الحزب الديمقراطي ،إذ انتخب جالل بايار رئيسا للجمهورية في 22
()1
أيار 1950والذي كلف بدوره عدنان مندريس لتشكيل اول وزارة لحكومة الديمقراطيين .
والتي تضمن برنامجها القضاء على البطالة وتنشيط االقتصاد الوطني ،وتحقيق االستقرار
السياسي ومنح العمال حقوقهم ،وتأكيد حرية الصحافة ،وتمسك الحكومة بمكافحة االفكار
المعادية للسياسة الكمالية أي (االفكار الدينية -الشيوعية) اما سياستها الخارجية فقد اعلنت
استمرارها في سياسة تشجيع توظيف رؤوس االموال االجنبية وفتح االبواب امام الرأسمال
االجنبي ،وكانت الواليات المتحدة االمريكية في مقدمة البلدان الرأسمالية الكبرى التي استثمرت
رؤوس اموالها في تركيا ،إذ بلغت نسبة مساهمتها قرابة %65من مجموع االستثمارات
االجنبية.
كما شهدت تركيا في عهد الديمقراطيين عدة تغيرات سياسية واقتصادية ( )2واجتماعية
حملت في طياتها بذور العوامل التي مهدت الى قيام انقالب 27أيار . 1960ففي مجال
السياسة االقتصادية ركزت على مسألتين أساسيتين االولى تحسين اوضاع الفالحين االقتصادية
( )1جمهورية العراق ،وزارة االعالم ،د.ك.و :تقارير المفوضية العراقية في انقرة ،ملفه 2738و 96في . 1950/5/24
( )2احمد نوري النعيمي :تركيا وحلف شمال االطلسي (عمان )1981 ،ص ص . 105-103
-6-
واالجتماعية ،والثانية تشجيع رأس المال الخاص في القطاع الصناعي وفتح الباب امام الرأس
المال االجنبي .وواصلت حكومة مندريس توزيع االراضي العائدة الى الدولة لقاء ثمن يدفعه
الفالحون على مدى عشرين عاما .فصدر قانون االصالح الزراعي لسنة 1951الذي تضمن
اسكان الفالحين في االراضي السيحية الحكومية ،وبمضي سنتين على صدور القانون ذكر ان
1/163/781هكتار وقد تحقق توزيعها لمصلحة 37849عائلة فالحية ،كما وزعت اراض
اخرى الغراض التنمية الحيوانية بلغت مساحتها 1/044/463هكتار )1(.وارتفعت االراضي
المخصصة لزراعة القمح لتصل %113عام 1957وكذلك القطن %155ومع ذلك هبط
انتاج الحبوب اكثر في عام 1953واصبحت تركيا البلد المستورد للحبوب اكثر من كونها بلدا
مصدرا .وعملت حكومة مندريس على انشاء السدود وادخال اآللة واستخدام االسمدة في
العمليات الزراعية .واستخدمت االسمدة الزراعية بشكل كبير في تركيا على الرغم من العراقيل
الناشئة بسبب عدم معرفة الفالح كيفية استخدامها سواء االسمدة العضوية ام الحيوانية .كما
ارتفعت اعداد الجرارات المستخدمة في الزراعة من الف جرار عام 1945الى اربعين الف
جرار عام . 1954وتدخلت الدولة لدعم االسعار إذ كانت تدفع مبالغ لشراء مادة الحبوب
بضعف السعر العالمي .اال ان هذه االعانات الحكومية لم تصل بشكل مباشر الى الفالحين بل
توجهت لمنفعة كبار مالكي االراضي فبلغت االعتمادات التي خصصت لهم خالل المدة -1950
)9.7( 1956مليون ليرة في حين لم تتجاوز تلك االعتمادات طيلة المدة 1950-1945سوى
( )3ماليين ليرة .وهكذا كانت حصيلة هذه االنجازات لخدمة مالكي االارضي ،إذ بلغت نسبة
ما استورد لصالحهم %90وما استورد لصالح صغار الفالحين %8والباقي لمزارع الدولة.
اما الصناعة فقد استطاعت الحكومة ،ايجاد قطاعات صناعية مستقلة عن سيطرة الدولة
()2
ونقلت مشروعات الحكومة الى القطاع الخاص .
واستمر تدهور االقتصاد التركي الذي جاء نتيجة حتمية للسياسة القائمة على عدم التخطيط
واعتمادها على مبدأ االنفتاح االقتصادي وابعاد اشراف الدولة كليا عن الحياة االقتصادية ،
وعلى الرغم من ان تلك السياسة ادت الى انتعاش في االقتصاد التركي اال ان السنوات التالية
افرزت العديد من المشاكل .مما حدا بالحكومة التركية الى االتجاه صوب االعتماد على
المساعدات االمريكية والتي احدثت تطورا نسبيا في الصناعة للمرة االولى في تاريخ حكم
الديمقراطيين واحد اسباب حصول الحزب الديمقراطي على الفوز في انتخابات عام .1954
ولتظهر فيما بعد بوصفها مشكلة اقتصادية خطيرة وهي مشكلة الديون ،التي ارتفعت الى خمسة
مليارات ليرة عام )3( .1960وأصبحت مشكلة البطالة من اهم المشكالت االجتماعية التي
واجهت حكومة الديمقراطيين خالل عقد الخمسينات ،فقد كان للسياسة االقتصادية اثرها في
تقليل فرص العمل الزراعي ،مما ادى الى هجرة اعداد كبيرة الى المدن التركية ،فارتفعت
نسبة العاطلين في المدن الى .%50ولم تستطع حملة التصنيع التي شهدتها البالد خالل المدة
نفسها من التخفيف من حدة البطالة .بل ازدادت بسبب انهاء عقود االف من العمال االتراك
العاملين في بلدان اوربا الغربية )4( .وال بد هنا من االشارة الى اهمية هذه المسألة للحزب
الديمقراطي والذي كان قد اعتمد في وصوله الى السلطة على كسب تأييد ابناء الريف الذين
يشكلون نسبة %75من الناخبين .فضال عن اصحاب المهن وكبار المقاولين الذين حصلوا على
امتيازات مالية كبيرة .
( )1عماد الجدواهري :توجيده سياسدة االصدالح الزراعدي فدي تركيدا 1980-1923مجلدة (دراسدات تركيدة) العددد ، 2السدنة االولدى ،
كانون االول ، 1991مركز الدراسات التركية ،جامعة الموصل ،ص. 43
( ) 2جمهورية العراق ،وزارة االعالم ،د.ك.و :تقارير المفوضية العراقيدة فدي انقدرة ،تقريدر شدهر ايلدول ، 1952ملفده 2740و51
في . 1952/10/11كذلك االمم المتحدة :المصدر السابق ،ص. 206
( )3اتجاهات التجارة الخارجية التركية ،ترجمة مركز البحوث والمعلومات (بغداد )1982 ،العدد ، 2ص43
( )4تم فرض قيود على عملية دخول العمالة التركية الى اوربا مما قلل عدد االتراك المهاجرين الى اوربدا مدن 100الدف الدى 11الدف
سنويا ا نظر :ديفيد تونج :مشكلة البطالة المتزايدة المضخمة في تركيا ،الملف االول ،ترجمة م.ب.م( .بغداد د.ت) ص. 7
-7-
وال ننسى بأن مشكلتا البطالة والهجرة من ابرز المشاكل التي احدثت هدرا كبيرا في القوى
البشرية واالقتصادية ،وادت الى االنحراف االجتماعي وعلى االخص في الطبقة الوسطى من
المجتمع التركي والذي خلق جوا مهيئا تماما الحداث انقالب 27آيار . 1960وفي االشهر
االخيرة قبيل االنقالب كانت هناك ثمة مؤشرات في تزايد قلق الحكومة بشأن تردي االوضاع
االقتصادية ،وضرورة اجراء اصالحات اقتصادية ،والجل ذلك ترأس فطين زورلو وزير
الخارجية وفدا رفيع المستوى حضر اجتماعات هيأة اتحاد المدفوعات االوربية الذي انعقد في
نيسان 1960وطرح فيه حاجة تركيا الى الدعم االجنبي من اجل تنفيذ االصالح االقتصادي .
وتبقى المسألة الدينية الركيزة المهمة في عقد الخمسينات إذ كان التحول في العالقة بين
الدين والدولة بمجيء الديمقراطيين انعطافة كبيرة في تاريخ تركيا السياسي .فقد اتبع قادة
الحزب سياسة اكثر تسامحا ممن سبقوهم ،فقد اصدر المجلس الوطني في سنة 1950قرارا
يسمح بقراءة القرآن الكريم ،واداء االذان باللغة العربية ،بعد ان كانا يؤديان باللغة التركية ،
وسمح بتدريس مادة التربية الدينية التي اصبحت الزامية في المدارس االبتدائية وجعل التوجيه
واالرشاد الديني اختيارا في بقية المراحل .وهاجم الديمقراطيون نهج اتاتورك الذي تخلى عن
اإلسالم ووصفوه باإللحاد والفساد والتحلل الخلقي والذي اوصل تركيا الى ازمة اخالقية وال
()1
سيما بين الشباب التركي .
ان الديمقراطيين الذين وظفوا المسألة الدينية لصالحهم اعتقدوا ان العقيدة الدينية ستقف
حاجزا امام الشيوعية )2( .في اعقاب الحرب العالمية الثانية ،وخروج االتحاد السوفياتي
(السابق) منتصرا .وال بد من االشارة الى ان مرحلة الخمسينات شهدت عدة مبادرات للسالم
بين تركيا واالتحاد السوفياتي في القرن العشرين دون ان تحقق نتائج ملموسة ،اذ عد االتراك
هذه التحركات تكتيكا سوفيتيا جديدا صمم لعزل تركيا عن الغرب بخاصة بعد اقامة عالقات
ودية سوفياتية – مصرية عام ، 1955وقيام ثورة 14تموز 1958في العراق ،وتدخل
الجيش االحمر النهاء االنتفاضة الهنغارية عام ، 1956ذلك كله اثار مخاوف االتراك من
تحركات االتحاد السوفياتي السلمية فبدأت بالضغط ومحاربة االتجاهات اليسارية .ومن جهة
اخرى فان الديمقراطيين حققوا نجاحاتهم الثالثة في االنتخابات طيلة المدة 1960-1950من
خالل اعتمادهم على الفالحين الذين كانوا يشكلون قرابة %70من االصوات ،لما اتسم به
هؤالء الفالحون من التدين .ولكن سياسة التسامح الديني التي انتهجتها حكومة الحزب
الديمقراطي خلقت ردود فعل عكسية وبدأت مالمح اقحام الدين في السياسة تأخذ صورتها في
الشارع التركي مما اثار احزاب المعارضة االخرى .ودفع بالحزب الديمقراطي الى اعادة تقييم
سياسته ،فأقر المجلس الوطني التركي الكبير قانونا تضمن انزال عقوبة االعدام بقادة واعضاء
المنظمات والجمعيات التي تعمل على استهداف النظم االجتماعية واالقتصادية السائدة في البالد
()3
،وال سيما تلك التي تحاول ضرب البنى العلمانية القومية للنظام االجتماعي في تركيا.
وقدمت حكومة الديمقراطيين شكوى ضد الحزب القومي ،مفادها (ان الحزب المذكور يستغل
الدين الغراض سياسية ،ويحاول القضاء على النظام االقتصادي واالجتماعي والسياسي في
البالد) .واستنادا الى هذه الشكوى فقد قررت محكمة انقرة حل الحزب القومي واصدر المجلس
الوطني التركي الكبير قانون (حماية الوجدان واالجتماع) والذي منع بموجبه استغالل الدين
لتحقيق المآرب الشخصية والسياسية.
( )1عبددد الجبددار قددادر غفددور " :الديانددة والطددرق الصددوفية " فددي د .ابددراهيم خليددل العددالف واخددرون ،تركيددا المعاصددرة (الموصددل ،
)1987ص. 93
( )2اوقفت الحكومة صاحب جريدة (يني سوز) أي (الصوت الجديد) الصادرة في اسطنبول في ايار 1951لنشدره مقداال عدن الشديوعية
بعندوان (ياعمدال العدالم اتحدددوا) انظدر :جمهوريدة العددراق ،وزارة االعدالم ،د.ك.و :.تقدارير المفوضدية العراقيددة فدي انقدرة ،ملفدده
2739و 75في . 1951/5/27
( )3د .ابراهيم خليل احمد العالف وآخرون :تركيا المعاصرة (الموصل )1987 ،ص ص . 167-166
-8-
الفصل الثاني
االنقالب العسكري األول 27أيار 1960
( )1جمهورية العراق ،وزارة االعالم ،د.ك.و تقارير المفوضية العراقية في انقرة ،ملفه 2739و 129في . 1950/12/4
( )2د .ابراهيم خليل احمد :االحدزاب السياسدية ،المصددر السدابق ،ص 67؛ كدذلك ملدف االحدزاب السياسدية التركيدة ، 1984-1923
ص. 54
-9-
لمهاجمته سياسة الحكومة داخل المجلس الوطني ،كما اغلقت صحيفة اولوس ( )Ulusلسان
()1
حال حزب الشعب بحجة مخالفتها قانون الصحافة.
وجاءت احداث ايلول 1955لتعمق االزمة السياسية بين الحزبين الديمقراطي الحاكم
والشعب الجمهوري المعارض ،وتؤجج المشاعر القومية المتطرفة بخاصة بين اوساط الطلبة
والشباب ،فعلى اثر القاء قنبلة على القنصلية التركية في مدينة سالنيك ،اندلعت المظاهرات في
اسطنبول وازمير ،وهوجمت المحالت والكنائس االرمنية واليونانية مما ادى الى الحاق اضرار
فادحة ،قدرت بمليار ليرة تركية.
لقد بدأ التراجع السياسي الداخلي في تركيا يؤثر في شعبية الحزب الديمقراطي ،فظاهرة
العنف والشغب غير المتوقع اثارت التساؤالت الحادة حول كفاءة الحكومة وقناعة الشعب فيها ،
فضال عن انها أثبتت عدم كفاءة قوى االمن التركية ،ففرضت االحكام العرفية لتدارك الموقف
لمدة ستة اشهر ،واجرت تحوالت عديدة في الجيش والجندرمة وقادة الشرطة ،من اجل تقوية
االمن الداخلي وقد استمر قانون االحكام العرفية نافذ المفعول في اسطنبول حتى 7أذار 1956
،في حين رفع عن انقرة وازمير في 17كانون االول . 1955
وفي وسط هذا الصراع جرت انتخابات في 27تشرين االول عام ، 1957واستطاع
الحزب الديمقراطي ان يحقق فوزه الثالث ،إذ حصل على ( )424مقعدا من مجموع ()610
وحصل حزب الشعب على ( )187مقعدا في حين حصل حزبا (الحرية واالمة) على ( )4مقاعد
لكل منهما .
وحاول الديمقراطيون ايجاد جيش داخل صفوف الحزب ولكنهم اخفقوا ،وظل الجيش يراقب
االحداث ويرصد تجاهل مندريس للقواعد االتاتوركية ،مما هيأ الجو لالنقالب ،وكان مندريس
قد طلب من عدد من قادة الجيش االستقالة من مناصبهم العسكرية والترشيح عن الحزب
الديمقراطي في انتخابات عام ، 1957ولكن معظمهم رفض هذا االقتراح مما شجع مندريس
على شن حملة مضايقات ضد هؤالء الضباط .
ان محاولة االطاحة بنظام حكم الديمقراطيين كانت قائمة عملت بها سياسة المعارضة
المتشددة ضد حزب الشعب الجمهوري ،واستخدام الجيش في تطبيق هذه السياسة ،فأمر
مندريس باعتقال عدد من الضباط الذين سمحوا لعصمت اينونو بحضور االجتماع االنتخابي
لحزب الشعب في الثاني من نيسان )2(.1960ولم ينفذوا امر منع اينونو ،وقدم جمال كورسيل
استقالته من منصبه قائدا عاما للقوات التركية على اثر اهمال االنذار الذي سلمته قيادة الجيش
الى حكومة مندريس في 21أيار .1960
وقد تضمن االنذار الذي قدمته قيادة الجيش الى وزير الدفاع بحكومة مندريس المطالبة
باستقالة رئيس الجمهورية ،وابعاد االشخاص المعروفين بسوء التصرف عن الوزارة
واستبدالهم بآخرين ،واالسراع في استبدال كل من (والي اسطنبول ووالي انقرة) والغاء القانون
الخاص بتشكيل لجنة التحقيق في المجلس الوطني ،والعفو عن الصحفيين والطلبة المعتقلين ،
( )1خددالل مدددة حكددم الحددزب الددديمقراطي اقيمددت ( )2324دعددوى علددى الصددحفيين واغلقددت 16صددحيفة ،واصدددرت احكددام مختلفددة
بالسجن على ( )818صحفيا ووضعت تحت الرقابة الصحف جميعها ولم تبق من الصحف التدي تؤيدد الحدزب غيدر صدحيفة ظفدر
الناطقة باسم الحدزب الدديمقراطي .انظدر ابدراهيم الدداقوقي :فلسدطين والصدهيونية فدي وسدائل االعدالم التركيدة (بغدداد )1988 ،
ص ص . 132-131
( )2شكل مندريس لجنة نيابية في 18نيسان 1960مؤلفة مدن خمسدة عشدر عضدوا للتحقيدق فيمدا يسدمى بالنشداط الهددام لحدزب الشدعب
الجمهوري مما دفع اينونو الى انتقادهدا وعددها عمدال غيدر دسدتوري وخرقدا للديمقراطيدة ممدا أثدار حفيظدة الحدزب الحداكم ونوابده
داخددل المجلددس ،وعلددى اثددر ذلددك تقددرر منددع اينونددو مددن حضددور اجتماعددات المجلددس الددوطني الكبيددر .مصددطفى الددزين :المصدددر
السابق ،ص. 216
-10-
والغاء القوانين غير الديمقراطية ورعاية حقوق المواطنين في الحرية والمساواة والكف عن
سياسة استغالل الدين .غير ان الحكومة شددت من الخناق على ضرب الشعب الجمهوري ،
ومنعت اجتماعات االحزاب وشنت حملة اعتقاالت لمحرري الصحف مما خلق جوا ينذر
باالنهيار السياسي .
استمر الكبت السياسي طيلة االشهر االولى لعام 1960فعمت المدن التركية المظاهرات ،
ففي 17نيسان 1960تجمع طلبة جامعة اسطنبول احتجاجا على االعتقاالت الجماعية ،مما
دفع الى اعتقال (اونار) رئيس الجامعة واغالق الجامعة لمدة شهر وازداد تفاقم الوضع مما
اضطر الحكومة التركية الى اعالن االحكام العرفية في المدن التركية الرئيسة .وكانت الحكومة
قد لجأت الستخدام القوات المسلحة للحد من نشاط الحمالت الدعائية التي يقوم بها حزب الشعب
الجمهوري استعدادا لالنتخابات التي من المقرر ان تجرى عام ، 1960مما سهل عملية تدخل
الجيش لحسم المسألة السياسية .فبدأت الحكومة بإغالق الصحف والمجالت التي تعارض
وجهات نظره.
اما حكومة مندريس فقد اعتقدت مخطئة ان هذه المظاهرات يمكن السيطرة عليها ،عندما
اخضعت منطقة انقرة لالحكام العرفية ،والجل تهدئة الوضع حلت لجنة التحقيق البرلمانية ،
ولكن دون جدوى فعلى اثر الخالف الذي نشب في احدى جلسات المجلس الوطني بين النواب
قررت الحكومة حل المجلس الوطني حتى الـ 20حزيران 1960مما أثار الرأي العام في
()1
تركيا.
كانت بداية االنقالب في 21أيار 1960عندما تظاهر طالب االكاديمية العسكرية
واساتذتهم ،وانضم اليهم عدد كبير من المدنيين المناوئين للحكومة .وفي اليوم التالي عقد عدد
من الضباط اجتماعا فشكلوا لجنة الوحدة الوطنية ( )CNUواستمرت اجتماعاتهم خمسة ايام
متوالية الستعراض اسماء الضباط الذين يمكن الوثوق بهم واالعتماد عليهم في حال وقوع أية
محاولة انقالبية .ويبدو ان المعارضة سرت ايضا بين نواب الحزب الديمقراطي ،اذ وقع ()90
نائبا على مذكرة مطالبين فيها بالغاء اللجنة البرلمانية ،ولكن رفض مندريس جاء ليضيف سببا
()2
اخر للضباط لتحديد ساعة الصفر لالنقالب.
وهكذا جاء االنقالب العسكري في 27أيار 1960بعد مدة صراع بين الحزب الديمقراطي
واتباعه ،وحزب الشعب الجمهوري واالحزاب المعارضة االخرى بعدما لقيت اذانا صاغية من
الجيش للتدخل في حسم االمر بعد ان اقحمها مندريس في قمع المظاهرات فكان المجال امام
الجيش مفتوحا الي تحرك اخر .وقد اتهم قادة الجيش عدنان مندريس ،بانتهاك الدستور وتحويل
الجيش اداة للصراع بين الحزب الديمقراطي واحزاب المعارضة بعد ان سعت حكومة
()3
الديمقراطيين الى اسكات كل صوت للمعارضة السياسية .
ومما تجدر االشارة اليه ان عددا كبيرا من قادة الجيش كانوا على علم باالعداد لالنقالب ،
ولكنهم لم يعلموا حكومة مندريس بذلك على الرغم من ان عددا منهم كان من المقربين له ومنهم
(فخري اوزديلك )Fahri Ozdilekالذي تولى وزارة الدفاع في الحكومة التي شكلها قادة
االنقالب في 28ايار .1960
-11-
موقف السلطة الجديدة من مسؤولي العهد السابق :
بدأت الحركة االنقالبية في الساعات االولى من صباح 27أيار بقيادة شفيق اكتر رئيس
ادارة الحركات في رئاسة االركان العامة ،وكان مجلس قادة االنقالب يتكون من ثمانية وثمانين
عام 1920وتشير احدى الدراسات الى ان ثمانية من ضابطا معظمهم ممن ولد بعد
اعضاء قادة االنقالب هم من ابناء الضباط وستة من ابناء الموظفين وستة من ابناء التجار
وارباب الحرف واربعة من المدنيين واثنين من ابناء الفالحين.
سيطرت عناصر االنقالب على دار االذاعة ومركز البريد والبرق ،ثم القصر الجمهوري
)1(.أذيعت بعدها بيانات تطالب السكان بالتزام مساكنهم ،وتأييد قرارات لجنة الوحدة الوطنية
من دون ان تفصح عن هوية قادة االنقالب حتى وصول جمال كورسيل الذي كان في ازمير ،
حيث اذيع بيان رقم ( )6والذي حمل توقيعه بوصفه قائدا عاما للقوات المسلحة ورئيسا للجنة
()2
الوطنية .
اعتقل قادة الحركة االنقالبية قادة حكومة الديمقراطيين اذ اعتقل كل من جالل بايار وعدنان
مندريس ورفيق كورالتان رئيس المجلس الوطني الكبير وفطين زورلو وزير الخارجية ،كما تم
اعتقال اعضاء الحكومة جميعهم واعضاء المجلس الوطني من الحزب الديمقراطي .
وبعد اكثر من شهرين قررت لجنة الوحدة الوطنية في 20تموز 1960محاكمة المتهمين من
قادة العهد السابق في جزيرة (ياسي ادا )Yassiadaعلى ان تبدأ المحاكمات في 14تشرين
االول من العام نفسه .
واستعدادا للمحاكمة شكلت لجنة الوحدة الوطنية هيأتين االولى مهمتها التحقيق في الجرائم
التي ارتكبها مسئولو النظام السابق .والثانية قضائية لمحاكمة المتهمين .وفي 3تشرين االول
1960اعلنت اسماء الهيأة القضائية العليا المكلفة بمحاكمة اعضاء النظام وتكونت من تسعة
قضاة عين احدهم من لجنة الوحدة الوطنية ،اما التهم التي وجهت الى قادة النظام فهي ت ٌهم
سياسية منها" انتهاك دستور ، 1924واقامة نظام دكتاتوري ،واتهامات جنائية تتعلق
بالتحريض والعصيان وارتكاب اعمال القتل واتهامات تتعلق بقضايا الفساد والرشوة والمصادرة
غير المشروعة للممتلكات" .ووجهت الى جالل بايار رئيس الجمهورية تهمة مخالفة احكام
الدستور وتهمة الخيانة العظمى ومحاولة قتل عصمت اينونو .اما التهم التي وجهت الى عدنان
مندريس رئيس الوزراء فهي تهمة مخالفة الدستور ومحاولة قتل اينونو ايضا واختالس اموال
الدولة ،اما المتهمون االخرون فتكاد تكون تهمهم منحصرة في مخالفة الدستور .وقد استمرت
وقائع المحاكمات اكثر من تسعة اشهر.
تناول المراقبون القانونيون إجراءات المحاكمات ومتابعة طبيعة التهم التي وجهت الى قادة
النظام السياسي السابق ،ألنها خلقت حالة من التعقيدات القانونية التي لم يسبق ان تعرض لها
القانون التركي سواء من طريقة إدارة المحاكمة أم طرائق االعالن عنها والتي تأثرت جميعها
باالعتبارات السياسية المحلية والخارجية وقد استمع الراي العام التركي الى سير هذه
المحاكمات وال سيما فيما يتعلق بمخالفة احكام الدستور لكونها تشكل مركز الثقل من بين
القضايا االخرى ،إذ بلغ عدد المتهمين في هذه القضية ( )397متهما .
فيما عقدت المحكمة العليا الخاصة جلستها الختامية في جزيرة (ياسي ادا) في 15أيلول
1961وقد حضرها المتهمون جميعهم ما عدا مندريس الذي تعذر حضوره لمرضه الشديد وقد
( )1ارشيف وزارة الخارجية ،ملفات سياسية ،تركيا مسألة صهر ،ص. 12
( )2بطرس غالي بطرس ومحمدود عيسدى خيدري :المددخل فدي عدالم السياسدة ،ط ، 4مكتبدة االنجلدو المصدرية (،القداهرة ،) 1974 ،
ص.631
( )3ملف تركيا االول ،ترجمة مركز البحوث والمعلومات (بغداد ، )1985ص.64
-18-
وحزب العدالة .قدمت االحزاب برامجها السياسية ،فحزب الشعب عبر عن جملة مبادئ
ومقترحات عامة محاوال اقناع الناخبين بمضمونها منها تشجيعه النشاط الخاص والعام على حد
سوا ء ،واعداد نظام ضرائبي يقوم على العدالة ،ودعا الى توزيع االراضي على الفالحين
وتوفير الضمان االجتماعي والخدمات االجتماعية للعمال جميعهم ،وتشجيع رؤوس االموال
االجنبية وجذبها الى الداخل على ان يكون تحت االشراف الحكومي ،واالبقاء على التحالف مع
الغرب .اما حزب تركيا الجديد فقد اظهر في برنامجه تأييده للنشاط الخاص وقيام صناعة
سريعة متطورة ،وراعى في ذلك التوازن بين االمكانيات المالية المتاحة وكفاءة االنتاج ،وقد
دعا الى تشجيع التعليم ودراسة التراث لتعزيز ايمان الشباب بالماضي على الرغم من ايمانه
()1
بمبدأ العلمانية ،واكد دخول رأس المال االجنبي على وفق ضوابط وقيود محددة .
وتضمن برنامج حزب العدالة ،الدفاع عن حريات االفراد بغض النظر عن مهنهم
وانحداراتهم الطبقية ،ودعا الى تشجيع النشاط الخاص وهيمنة الدولة عند الضرورة ،وطالب
بتقليل الضرائب على التجار والصناعيين الصغار وعارض فرض أي نوع من ضرائب الدخل
،وأكد على اصالح االراضي مع السماح للفالحين باالحتفاظ بالملكيات الصغيرة ،وطالب
بالسماح للعمال بحق الضرائب ووجوب تعديل مناهج التعلم وتوسيعها وعدم اقتصاره على فئات
معينة من المجتمع ،وطالب بمنح المدن والقرى المزيد من االستقاللية في ادارة شؤونها ،واكد
على تشجيع رأس المال االجنبي ومعالجة البطالة .جرت االنتخابات في 15تشرين االول ،
وبلغ عدد الناخبين الذين شاركوا في االنتخابات 10.5مليون نسمة .وجاءت النتائج مخيبة
المال االحزاب ،فلم تحدد اغلبية ألي من االحزاب فقد توزعت اصوات الناخبين على االحزاب
االربعة ،فحصل حزب العدالة على %34.5من االصوات و 158في حين حصل حزب
الشعب على %36.7من االصوات ،اما حزب تركيا الجديدة فقد حصل على ، )2( %13.7
مما ادى الى قيام ما عرف بـ (االئتالف الحكومي) وذلك لتحقيق االستقرار السياسي .ونستطيع
القول ان هذه االنتخابات افرزت ظاهرة التعددية الحزبية الحكومية والتي ظلت شاخصة ،وعلى
الرغم من ان التعددية الحزبية ظاهرة ايجابية ولكنها لم تكن تخلو من الممارسات السلبية والتي
اثرت في الحياة الديمقراطية السياسية التركية .ولم يكن باالمكان تشكيل اية حكومة ائتالفية من
دون مشاركة احد الحزبين الرئيسين (الشعب الجمهوري والعدالة) (.وذلك (( الن حزبا بمفرده
ال يستطيع ان يحصل على اغلبية مقاعد المجلس اال فيما ندر مما يترتب عليه ان تكون الحكومة
مؤلفة من مجموعة متآلفة من ممثلين الحزاب متضاربة المذاهب ..فتعدد االحزاب يؤدي اذن
في معظم الحاالت الى عدم االستقرار الحكومي)).
( )1سعد حقي توفيق :دراسة في النظام السياسي التركي للفترة ، 1980-1960مجلة العلوم القانونية والسياسية ،جامعة بغدداد ،كليدة
القانون والسياسية ،العدد ، 1984 ، 14ص.324
( )2فيروز احمد :صنع في تركيا الحديثة ،ص. 307
-19-
الفصل الثالث
األوضاع السياسية في تركيا1971-1961
اوال ا -األحزاب السياسية العلنية :
خضع النظام السياسي التركي في كل مدة تعقب االنقالبات العسكرية (-1971-1960
، ) 1980الى جدل واسع في الموازنات بين الحرية والنظام وبين حقوق االنسان ،وبين
ديمقراطية االنموذج الحزبي بعناصرها االساسية (البرلمان ،االنتخابات ،االحزاب السياسية ،
الئحة الحقوق) وبين حكم السلطة .وعلى ما يبدو فان الجنراالت كانت لهم اليد الطولى في
التدخل للحفاظ على النظام إذ كانوا يلقون استجابة اولية من العامة ،وظلوا مقتنعين بان جهودهم
تتمتع بمساندة واسعة من الشعب لكونهم يهدفون الى حماية الديمقراطية في تركيا.
وهنا البد من القول بان الجيش التركي كان يختلف بعقائده عن الجيوش االخرى حيث انه
ظل الحارس االمين على المبادئ االتاتوركية منذ ان وضع اسسها مصطفى كمال اتاتورك لقيام
الجمهورية التركية .ولهذا نرى بأن قادة الجيش كانت سرعان ما تتدخل إلبقاء زمام االمور بيد
السلطة العسكرية ووفق المبادئ االتاتوركية حتى وان كانت في ظل نظام ديمقراطي متعدد
االحزاب .
واذا كانت االسباب المعلنة لتسويغ االنقالب العسكري عام 1960قد تمحورت في تعطيل
اصالحات اتاتورك لخدمة المصالح الخاصة ،وانتهاك الحقوق الطبيعية لالمة ،فان االسباب
غير المعلنة كانت في تخوف الضباط من قيام ديكتاتورية الحزب الواحد مرة اخرى في البرلمان
عندما بدأ الديمقراطيون على وشك تعطيل حزب عصمت اينونو )1( .وقد اثبتت االحداث
السياسية غير هذا ،وإذ أدت عوامل عديدة الى دفع الجيش الى التدخل في انهاء النظام
الديمقراطي .
ان المدة التي سبقت انتخابات عام 1961شهدت تنافسا بين احزاب جديدة ظهرت على
الساحة السياسية في تركيا ،وبعد ان اصبح حزب الديمقراطيين جزءا من التاريخ ظلت قاعدته
السياسية اشبه بجائزة تحاول الحصول عليها االحزاب الديمقراطية الجديدة كافة )2(.ولعل من
ابرز هذه االحزاب :
-1حزب العدالة (: )Adalet Partisi
ان مسألة حل الحزب الديمقراطي عام 1960ظلت غير محسومة ،وقد جرت عدة
محاوالت لتأسيس حزب سياسي الستقطاب جماهير الحزب الديمقراطي ومؤيديه ،ومنها
محاولة النائب السابق في الحزب الديمقراطي تحسين دميراي ( )Tahsin demirayفي تشكيل
حزب الحزب القروي ( )Koylu partisiومحاولة فهمي اران ( )Fehmi Aranفي تشكيل
حزب الوحدة ( )3()Birlik partisiولم تنجح المحاولتان فيما افلح راغب كموش باال ( Ragip
)Gumaspalaفبرز بوصفه زعيما للحزب الديمقراطي الجديد من خالل نظرته التوفيقية ،فقد
( )1عباس فاضل محمد :البيئة الحزبية في تركيا ،بحث مقدم الى المؤتمر االول ،مركز الدراسات التركية ، 1990 ،ص.5
( )2فيروز احمد :صنع تركيا الحديثة ،ص. 307
( )3ملف تركيا ،االحزاب السياسية واالزمة االقتصادية ،ترجمة مركز البحوث والمعلومات (بغداد ،د.ت) ص ص .6-5
-20-
كان ضمانا للجيش ضد انتقامية الحزب الديمقراطي ،وضمانا للديمقراطيين السابقين ضد
()1
الضغوط العسكرية .
دخل حزب العدالة ساحة العمل السياسي ،وشارك في انتخابات عام 1961الى جانب
االحزاب االخرى ،ليحصل على 158مقعدا من مجموع مقاعد المجلس الوطني البالغة 450
مقعدا .واصبح بذلك الحزب االول في مجلس الشيوخ بنسبة %35والحزب الثاني في مجلس
النواب .
عقد الحزب مؤتمره االول في اواخر كانون االول 1961حيث انتخبت الهيأة االدارية
للحزب والتي ضمت راغب كموش باال ،وفهمي اوغلو ونجمي اوكتام ،وكتسين دميراري ،
مختار بارز ،احسان اونال ،امين اجار ،تناسي اوسيما ،بيرين كوران ،وانتخب راغب باال
رئيسا للحزب وأقر النظام الداخلي للحزب )2(.وحددت اهداف الحزب ومبادؤه في " المحافظة
على الوحدة القومية التركية في اطار نظام ديمقراطي وضمان حرية الفرد بما يحقق السعادة
للمجموع من خالل رفع المستوى االقتصادي والثقافي وتقديم الخدمات االجتماعية وبما يحقق
التطور واالزدهار في عموم البالد من مشاكل التخلف والفقر والنهوض الشامل بها لتكون جزءا
من العالم الحر الذي تسوده الديمقراطية والرفاه االجتماعي" .
دعا حزب العدالة الى خلق نظام سياسي شبيه بانظمة الحكم في الدول الغربية التي تقوم على
النظام النيابي التمثيلي والحرية االقتصادية فهو حزب يميني معتدل يجمع في الوقت نفسه بين
القومية والدين ويرفع شعار ومبادئ اتاتورك ،فرفع شعار العلمانية من دون اغفال الدين ،وع ّد
التدين حقا من حقوق الناس ،وان العلمانية ال تعني االلحاد )3(.كما أسهم الحزب بين عامي
1964-1963بأنشاء المساجد واقامة الصالة وشعائر الدين باللغة العربية .واتخذ موقفا معاديا
من الشيوعية إذ قاوم الطروحات التي نادت بإلغاء المادتين (141و )142من دستور عام
1924واللتان تمنعان من قيام أي نشاط سياسي ذي طابع يساري .
اتخذ حزب العدالة شعار االتاتوركية (السلم في الداخل والسلم في الخارج) طريقا في
سياسته الخارجية ،فأكد عدم تدخل تركيا في شؤون أية دولة اخرى ،وبالمقابل ال تقبل تركيا
أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية )4(.وطالب بتعزيز دور تركيا في التعاون مع الدول
االسالمية والعربية ومنها العراق )5(.كما أيد الحزب سياسة االحالف العسكرية مع الدول
الغربية وعدها سياسة دفاعية فأشار في المادة ( )93من دستوره الى " ان دعم عالقتنا مع الدول
الغربية ال يتم اال عن طريق االنضمام الى االحالف الغربية كاالطلسي والسنتو على الرغم من
كون هذه االحالف احالفا دفاعية اال انها تخدم النواحي االقتصادية والثقافية وان البقاء في
االخالص لسياسة االحالف الغربية هو هدف من اهداف سياستنا الخارجية " .
تعرض حزب العدالة الى تصدع في قاعدته االجتماعية وال سيما بعد االخفاق الذي جاء
نتيجة حتمية لعدم قدرة الحزب في الجمع بين البرجوازية والرأسمالية الكبيرة ،والبرجوازية
الصغيرة والتي تعرضت للضرر الكبير نتيجة لسياسته االقتصادية التي دعا اليها الحزب .
وكانت مناطق شرق تركيا اكثر المناطق تضررا مما ادى الى تخلي هذه العناصر عن دعم
( )1راغب كموش باال :جنرال متقاعد تربطه اواصر حميمة مع الهيئة الحاكمة كان قائدا للجديش الثالدث فدي مدايس 1960عدين رئيسدا
لهيأة االركان في 3حزيران واحيل على التقاعد في آب من العام نفسه .انظر فيروز احمد :صدنع تركيدا الحديثدة ،ص ص -307
. 310
( )2داؤد احمد الحسدن :االوضداع السياسدية فدي تركيدا خدالل السدبعينات ،بحدث مقددم الدى جامعدة البكدر ،كليدة الددفاع الدوطني (بغدداد ،
د.ت) ،ص. 59
( )3التقرير الصحفي للسفارة العراقية في انقرة العدد 43في . 1977/11/8
( )4احمد نوري النعيمي :السياسة الخارجية التركية بعد الحرب العالمية الثانية ،ص.84
( )5تقرير السفارة العراقية في انقرة ،قسم المعلومات وكالة االنباء العراقية العدد 24لسنة . 1979
-21-
الحزب .بخاصة بعد التطور الذي حصل في المجال الزراعي والتوسع في استخدام االلة مما
عرض حياة اآلالف من الفالحين الى االفالس ومن ثم هجرتهم الى المدن فظهرت احياء حول
المدن عرفت بمدن (الصفيح) .
أدت هذه السياسات الى انفصال العديد من الجماهير مما ادى الى ظهور احزاب جديدة في
منتصف الستينات مثل الحزب الديمقراطي االسالمي ( )Yeni Demokratik Partisiوحزب
االعتماد ()Guven Partisi
-2حزب تركيا الجديدة (: )Yeni Turkye Partisi
أٌسس حزب تركيا الجديدة في شباط 1961من اعضاء حزب الحرية الذي انشق عن
الحزب الديمقراطي عام )1(. 1955ضمت قاعدة الحزب االجتماعية ،كبار المنشقين عن
الحزب الديمقراطي (المنحل) وحزب الشعب الجمهوري كما ضم كبار المثقفين من اساتذة
الجامعات ورجال الصحافة .وكانت الصحف التركية الصادرة في 27تشرين الثاني 1960قد
حملت اخبارا عن تشكيل حزب جديد من قبل مجموعة من اساتذة الجامعات ورجال االعمال
والصحافة ،وان عددا من اعضاء لجنة الوحدة الوطنية والوزراء كانوا مشتركين فيه ،االمر
الذي دفع اللجنة الى انكار ذلك واقدمت على غلق صحيفة الحزب بحجة نشر وتوزيع عدد من
المطبوعات التي منعتها اللجنة .
وحدث انعطاف كبير في صفوف حزب تركيا الجديدة عندما تمكن حزب العدالة من
استقطاب عدد كبير من مؤيدي الحزب الديمقراطي (المنحل) من حزب تركيا الجديدة ،ولكن
يوسف عزيز اوغلو احد قيادي الحزب استطاع من اعادة الحياة الى الحزب بعد ان فاز بثقة
الديمقراطيين مرة اخرى برفع شعار (اعادة الحقوق السياسية للديمقراطيين القدامى) .
عبر الحزب عن سياسته الداخلية من خالل برنامجه الذي طرحه قبل انتخابات عام 1961
)2(.وركز فيه على عملية التنمية واطالق الحريات االقتصادية .فقد طالب الحكومة بتقديم جميع
انواع الدعم والمساعدة لالفراد ومؤسسي الشركات لتمكنهم من العمل الذي يخدم التنمية .وأيد
االستفادة من رأس المال االجنبي وازالة العوائق امام التجارة الحرة .كما تبنى سياسة التوفيق
بين االشتراكية والرأسمالية ووجوب التخطيط الحكومي في التنسيق والتوفيق بين عناصر
()3
العملية االقتصادية .
اما السياسة الخارجية فقد شجع االرتباط بالغرب وعّد ذلك مسالة سياسية اساسية تنسجم
ومتطلبات التغيرات الدولية المعاصرة .
-3حزب السالمة الوطني :Yurt Selamet partisi
أسس حزب السالمة الوطني في كانون الثاني 1970باسم (حزب النظام الوطني) برئاسة
نجم الدين اربكان ( )Necmettin Erbakanالعضو السابق في حزب العدالة .ولكنه لم يستمر
طويال ،إذ حظر نشاطه بقرار المحكمة الدستورية في 21أيار 1971بحجة مخالفته لمبدأ
العلمانية واستغالل الدين الغراض سياسية .غير انه استطاع في تشرين 1972من إعادة
( )1وزارة الخارجية ،تقرير السفارة العراقية في انقرة ،دائرة الملحق الصحفي قسم المعلومات رقم 26لسنة ، 1969ص. 56
( )2حصل حزب تركيا على %13,7من االصوات و 14.5من المقاعد في االنتخابات .
( )3وزارة الخارجية تقرير السفارة العراقية في انقرة دائرة الملحق الصحفي ،قسم المعلومات ،و.أ.ع لعام ، 1969ص. 57
-22-
نشاطه فظهر باسم (حزب السالمة الوطني) او (حزب االنقاذ او الخالص الوطني) واسندت
()1
رئاسته الى (سليمان عارف إمرة) نائب رئيس حزب النظام الوطني السابق .
اما قاعدة الحزب االجتماعية ،فان حزب السالمة الوطني ،نشأ ليعبر عن مصالح
البرجوازية الصغيرة )2(.هذه الطبقة التي ضاقت ذرعا بسياسات حزب العدالة المؤيد لالحتكار
والرأسمال االجنبي ولم تعد قادرة على االستمرار بتأييده .وهناك رأي اخر يربط بين حزب
السالمة الوطني وما يطلق عليهم في تركيا بـ (االصناف) وهم فئة واسعة من الحرفيين
ينتشرون بشكل خاص في مدن االناضول الصغيرة ،وهذه الفئة تعد الحزب ممثال لهم فضال
عن انه يعبر عن مصالح النازحين الى المدن والذين عرفوا كما مر فيما سبق بسكان مدن
الصفيح (. )Cgecekondu
اما السياسة الخارجية ،فقد دعا الحزب الى مناهضة النظام الرأسمالي واالشتراكي النهما
يركزان على النهوض بالجانب المادي مقابل انحطاط (االخالق) )3(.وان الصهيونية خطر
جسيم تهدف الى حكم العالم والسيطرة عليه .ودعا الى توثيق عالقات تركيا بالدول االسالمية
وانشاء (منظمة لالمم االسالمية المتحدة) واقامة (تحالف اسالمي) واقامة (سوق اسالمية
مشتركة) ودعا الى توحيد العملة االسالمية (الدينار االسالمي) .وعارض سياسة بقاء تركيا في
االحالف الغربية والدعوة الى االنسحاب منها كما عارض انضمام تركيا الى السوق االوربية
()4
المشتركة النها تؤدي الى اذابة الشخصية االسالمية للدولة التركية في بوتقة اوربا المسيحية .
عاد نجم الدين اربكان وعدد من نواب البرلمان الى الحزب بصورة رسمية في ايار 1973
،فشارك الحزب في انتخابات عام ، 1973واستطاع ان يحقق نجاحا كبيرا إذ حصل على 48
مقعدا مما دفع نجم الدين اربكان الى العودة الى رئاسة الحزب في 21تشرين االول 1973
وحدثت خالفات في صفوف الحزب ادت الى انشقاقه في عام 1977وانسحب النائب عبد
الكريم دوكرو من الحزب .مما جعل هذه الخالفات تؤثر في الحزب ففي انتخابات عام 1977
حصل على ( )24مقعدا وهي نصف القاعدة التي حصل عليها عام . 1973
-4حزب الوحدة التركي ()Turk Birlik partisi
قامت عناصر من حزب الشعب الجمهوري المتمسكة بالمذهبية الدينية بتأسيس هذا الحزب
تعبيرا عن افكارهم .فقد اسس عام 1967بزعامة الجنرال (سنك يللي ) Sinkyiliواعلن بانه
ليس حزبا مذهبيا بل يهدف الى تحقيق االشتراكية وتأميم الثروات والمصارف والبنوك وتحقيق
االصالح الزراعي اال ان شعاره المتمثل باالسد واالثنتي عشرة نجمة والتي ترمز لالئمة االثني
عشر تعكس غير ذلك .فضال عن توجهاته الدينية التي كانت تنقل من خالل صحفه وهما
صحيفتا (اتحاد )Itihadوهي يومية وصحيفة (صباح )Sabahاالسبوعية ،ولذلك وجهت
الحكومة اتهاماتها له باستخدام الدين بصورة مذهبية.واغلق الحزب في اعقاب انقالب عام
.1971
( )1شريف ماردين " :الدين في تركيا الحديثة " ،ص 2؛ احمد نوري النعيمي :تركيا وحلف االطلسي ،ص. 238
( )2تركر الكسان :حزب السالمة الوطني فدي تركيدا فدي كتداب االسدالم والسياسدة فدي الشدرق االوسدط الحدديث ،ترجمدة م.ب.م (بغدداد
، )1984ص ص . 38-37
( )3انور الجندي :يقظة االسالم في تركيا (القاهرة ،دار االقتصاد ، )1979ص. 30
( )4مركز التطوير االمني (الجمهورية التركية – الجارة الشمالية) ،مطبعة مديرية االمن العامة ( ،بغداد ،د.ت) ،ص. 80
-23-
-5الحزب الديمقراطي الجديد ()Yeni Demokratek partisi
أسس هذا الحزب في 18كانون االول 1970نتيجة انشقاق الجناح اليميني لحزب العدالة ،
ونادى بتطبيق مبادئ الحزب الديمقراطي (المنحل) وتزعم هذا الحزب (فرح بوزبيلي Farah
)1( )Boyzluوبلغ عدد اعضائه في المجلس الوطني الكبير 48عضوا .
-6حزب الحركة القومية ()Milliyetci Hareket partisi
تعود جذور حزب الحركة القومية الى عام ، 1944إذ كان يمارس نشاطه بصورة سرية
تحت اسم (الجمعية التركية العنصرية) والتي كانت تنادي بتحرير اتراك اسيا الوسطى
( )3
وتوحيدهم في دولة تركية واحدة تقوم على اساس عنصري )2(.وحظر نشاط هذه الجمعية .
مما ادى الى انضمام اعضائها الى (حزب االمة) ،وبعد اغالق هذا الحزب عام 1952شكل
عدد من عناصر الجمعية (حزب االمة الجمهوري) عام . 1953وفي عام 1958اتحد (حزب
االمة الجمهوري) مع (حزب الشعب الفالحي) ليكونا (الحزب الوطني القــروي الجمهوري)
بزعامة (عثمان بولوك باش . )Osan Buluk Basوبعد انقالب عام 1960حدث خالف داخل
الحزب تسبب في استقالة زعيم الحزب (عثمان بولوك باش) وعدد من النواب واسندت رئاسة
الحزب الى (احمد اوغز. )Ahmet Oguz
ويعد عام 1965اهم منعطف في تاريخ الحزب ،ففي اذار من هذا العام عاد الب ارسالن
توركش الى تركيا حيث انضم مع عدد من اصدقائه من اعضاء لجنة الوحدة الوطنية الذين
طردوا من اللجنة عام 1961بسبب مواقفهم المتطرفة .فاز الب ارسالن توركيش برئاسة
الحزب في المؤتمر العام الذي عقد في آب )4( 1965وشهد الحزب الكثير من التغييرات
الجوهرية بعد توليه رئاسة الحزب ،وفي اشاره الى دوره في الحزب فان هناك من يعد تأسيس
الحزب عام . 1965
حدد توركيش السياسة العامة للحزب في كتاب خاص صغير سمي االضواء التسعة
( )Doku Zishوالذي يمثل الدليل الفكري والسياسي للحزب .ادخل الحزب على الصعيد
الفكري شعار معاداة الشيوعية ،وعدها المصدر الرئيس للخطر الذي يهدد تركيا ويجب
محاربتها )5(.اما في المجال التنظيمي للحزب فقد اطلق على المنضمين الى الحزب من الشباب
( )bozkurtlarأي (الذئاب الرمادية) .خالل الثالثينات كانت هناك عملية ايقاظ للحركة
التركية العرقية الوحدوية والتحررية والتي دعت الى معارضة القومية التركية الرسمية .ومن
الوامل المؤثرة المهمة في تلك النظرية العنصرية النازية فبظهور النازية االلمانية كحركة
سياسية والتي كان لها صدى في تركيا من خالل عدة صحف في الثالثينات مثل (اتزيز
مجموعة )Atsiz Meemuaو (برليك )Birlikو ادت الحرب العالمية الثانية الى زيادة امال
الحركة القومية التركية وازدادت نزعتهم التوسعية بعد التفوق االلماني بداية الحرب العالمية
الثانية اما التسمية التي اقتبسها افراد الحركة "فهي من الماضي االسطوري ،فهي ال تشدهم الى
ابطال العصر الذهبي بل الى الماضي المثالي والى قيمه ،وان تسميتهم النفسهم بالذئاب
الرمادية تمنحهم االستمرارية وتربطهم باالتراك االصليين بالعصر الذهبي ،وهذه الصورة تشمل
على التضحية بالنفس في سبيل المثل االعلى ،وحب العسكرية والعنصرية ،والرغبة في ان
( )1خليل علي مراد ،المشدكلة الكرديدة وتأثيرهدا فدي العالقدات مدع العدراق وسدوريا وايدران ،ارشديف مركدز الدراسدات التركيدة ،قسدم
البحوث السياسية .
( )2وهي ثورة الشيخ سعيد بيران النقشبندي في شباط 1925والتي تعد االكبر واالخطر في مرحلة تأسيس الدولة التركية ،وقدد اعتقدل
الشديخ سددعيد وحكددم عليدده باالعدددام ،وقددد نفدذ الحكددم فددي 28حزيددران 1925فددي مدينددة ديددار بكدر ،كمددا حكددم علددى قسددم مددن رفاقدده
باالعدددام ،ونفددي االخددر .انظددر محمددد نددور الدددين :حجدداب وحددراب ،الكماليددة وأزمددات الهويددة فددي تركيددا ،ط( ، 1ريدداض الددريس
للكتب والنشر ،تموز )2001ص103
( )3الجنرال إحسان نوري باشا من مدينة بددليس ولدد عدام 1892ضدابط سدابق فدي الجديش العثمداني نظدم وقداد حركدة ، 1923واعلدن
عام 1929عن ادارة كردية في أراران مساحتها 960كم 2وفي 10ايلول 1930احتل االكدراد جبدال اراران وهدرب الدى طهدران
حيث بقي هناك الدى عدام 1976حيدث تدوفي فدي طهدران فدي 25آذار 1976بعدد ان دهسدته دراجدة ناريدة فدي 18آذار ودفدن فدي
مقبرة الزهراء في طهران .انظر للتفاصيل :عبد الستار طاهر شريف :الجمعيات والمنظمات واالحزاب الكرديدة فدي نصدف قدرن
، 1958 – 1908 ،بغداد ، 1989 ،ص . 66
( )4وهي انتفاضة أغري التي وقعت فدي عدام 1927واسدتمرت ثدالث سدنوات وقدد اصددرت االنتفاضدة جريددة بأسدمها وواجهدت انقدرة
هذه االنتفاضة بالقمع احيانا والتفاوض احيانا اخرى .انظر محمد نور الدين :المصدر نفسه ،ص . 103
( )5حنا عزو بهنان ،الحركدة الكرديدة فدي تركيدا 1938-1927فدي مجموعدة بداحثين (القضدية الكرديدة فدي تركيدا وتأثيرهدا علدى دول
الجوار ) مركز الدراسات التركية ،جامعة الموصل ،عام ، 1994ص . 7
-27-
بصفة وامعانا باالذابة ظهرت دعوات اسندت بدراسات وابحاث في معظمها حول االصول
العرقية لالكراد واالتراك ،كما لجأ الساسة االتراك الى رفض اعتبار االختالف والفروق
الثقافية والمذهبية اساسا تستند اليه قيام احزاب او حركات سياسية او تيارات فكرية تعمل على
()1
ترويج مثل هذه التمايز ضمن المجتمع .
وشارك عدد من االكراد في المجلس الوطني التركي الكبير قبيل انقالب 27أيار ،1960اال
ان قيادة االنقالب شنت حملة اعتقاالت ،فالقي القبض على اكثر من ( )50نائبا من اصل كردي
،تم نفيهم الى مناطق غرب تركيا ،كما بدأت حملة واسعة لتتريك االسماء الكردية والقرى
واالماكن واالشخاص .
تعد الستينات البداية االولى لدخول الحركة الكردية مرحلة التنظيم السياسي الحزبي ،فقد شهد
عام 1963تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في تركيا )2(.ويعد هذا الحزب " امتدادا
للتيارات االقطاعية والحرفيين وكبار مالكي االراضي واالغوات " )3(.وقد تعرض الحزب
لالنشقاق عام 1969الى جناحين االول بزعامة الدكتور سعيد قرمزي طوبواق ،واطلق عليه
الشوانيون والذي يمثل االفكار الشيوعية )4(.اما الجناح الثاني فترأسه سعيد الجي ،وهو امتداد
للحزب الديمقراطي الكردستاني التركي من حيث تركيبته القيادية واالجتماعية ،واستقطب
اإلقطاعيين االكراد ورؤساء العشائر والمتنفذين وعددا من اكراد الريف وبشكل خاص عشائر
الكويان .
()5
ان االحزاب السياسية الكردية ظلت ضعيفة وغير مؤثرة في الساحة السياسية التركية .
كما انها لم تنجح في استقطاب الكرد انفسهم مما أبقاها عاجزة عن مواجهة الحكومة التركية او
جعلها تعترف بحقوقهم ،وعلى الرغم من وجود عدد من النواب الكرد في المجلس الوطني
التركي الكبير لكن مشاركتهم السياسية فيه ظلت محدودة )6(.وبقيت المناطق الشرقية التي
تسكنها األكثرية الكردية من اكثر مناطق تركيا تخلفا وتأخرا مما ادى الى تعميق المشكلة
الكردية )7(.ففي نهاية الستينات بدأت الحركة الشعبية الكردية بالنشاط ،وانطلقت العديد من
المظاهرات طيلة عامي 1969-1968في المدن الكردية ،منددين بسياسة االضطهاد القومي
ضد الشعب الكردي ،فرفعوا العديد من الشعارات ،وأنشئت مطبعة في ديار بكر إلصدار
جريدة يومية ،كما شكلت (جمعية تطوير الشرق) من طالب وخريجي الجامعات ،وانتشرت
العديد من الكتب والمجالت والصحف باللغة الكردية ومنها (دنك) و (يني اكش) ،كما وضع
كتاب (الف باء) اللغة الكردية ،واعيد نشر كتاب (مه م وزين) للكتاب الكردي (احمد خاني)
()8
.
( )1حسن فؤاد :االزمة الدستورية في تركيا ،مجلة السياسة الدولية ،القاهرة ،السنة السابعة ،1971 ،ص.160
( )2طالب مشتاق :المصدر السابق ،ص. 427
-29-
من حزب تركيا الجديدة وحزب الشعب الفالحي الجمهوري االنضمام الى االئتالف )1(.فقد
مارس عناصر حزب الشعب دورا قسريا ضد االحزاب االخرى ومنها حزبي االمة وتركيا
الجديدة في االنتخابات البلدية ،حتى ليقال بأن الناخبين كانوا يعاقبون لذلك .وعلى الرغم من
ضعف االئتالف اال انه استطاع البقاء طيلة عام ، 1964كون االزمة القبرصية كانت تهدد
تركيا ،فقد استطاعت الحكومة الجديدة كسب ثقة البرلمان التركي في 4كانون الثاني 1964
باألغلبية وذلك للتعامل مع المشكلة االكثر خطورة وهي (المشكلة القبرصية)
واستطاع سليمان ديميريل استغالل الموقف لصالحه إذ تمكن من اعاقة المصادقة على
الميزانية ،مما اضطر اينونو الى تقديم استقالته في 12شباط 1964وبذلك انهار االئتالف
الثالث .وكان حزب العدالة قد مر بانعطاف تاريخية اثر وفاة زعيم الحزب راغب كموش باال
ليخلق منافسة حادة على رئاسة الحزب بين سعد الدين باكيج وتكين اراه بورون وعلي فؤاد
باشكيل وسليمان ديميريل .وعلى اثر هذا التنافس عقد الحزب مؤتمره الثاني في 27تشرين
االول ، 1964والذي اصبح فيه سليمان ديميريل رئيسا للحزب وباغلبية ( )1072صوتا من
اصل ( )1679صوتا .
كما واجهت حكومة دميريل مشكلة مواجهة الشيوعية ،فأصدرت في اثرها قانون " حماية
النظام الدستوري قدمته الى المجلس الوطني التركي الكبير يتضمن اجراءات شديدة ضد اليسار
التركي )2(،وشددت الخناق حتى على الكتاب والصحفيين والطلبة وجرى اعدام عدد منهم على
وفق المادتين 141و 142من القانون الجنائي بتهمة ترويج الدعاية الشيوعية فضال عن ذلك
فقد تعرض الرئيس التركي في هذه المدة الى ازمة صحية خطيرة في شباط 1966فنقل على
اثرها الى مستشفى والترريد في واشنطن لغرض المعالجة ،لكنه عاد الى تركيا في 25آذار
حيث توفي .وفي 28آذار انتخب جودت صوناتي رئيسا للجمهورية بعد استقالته من منصبه
كرئيس لالركان العامة ،فحصل على ( 461صوتا) مقابل 11صوتا لمنافسه الب ارسالن
()3
توركيش وكان جودت صوناي يحظى بتأييد حزب العدالة وزعيمه سليمان ديميريل .
في ظل هذه الظروف شهدت تركيا في تشرين االول 1969االنتخابات العامة ،والتي فاز
فيها حزب العدالة بـ %46.5من االصوات اما االحزاب االخرى فقد حصلت على ما يأتي ،
حزب الشعب الجمهوري %27.4حزب الثقة الجمهوري %6,6حزب الحركة القومية %3
وحزب العمل التركي %2.8من األصوات .وقدمت الحكومة في بداية تشرين الثاني 1969
برنامجها الى المجلس الوطني التركي الكبير الذي تضمن ،اهتمام الحكومة الكبير بالزراعة
والصناعة ،وفي مجال السياسة الخارجية اكد البرنامج على ان حلف شمال االطلسي يمثل
الضمانة الحقيقية المن تركيا ،غير ان البرنامج جاء خاليا من اية حلول ومعالجات لمشاكل
تركيا االقتصادية واالجتماعية كما أثار استياء لدى االحزاب السياسية المعارضة .
( )1بيرج بير بيروغلو :المصدر السابق ،ص164؛ فيروز احمد :صنع تركيا ،ص. 309
( )2د .ابراهيم خليل احمد وآخرون :االحزاب السياسية في تركيا المعاصرة ،ص. 57
( )3وصال العزاوي :المصدر السابق ،ص ص . 105-104
-30-
الخاتمـــة
ان تركيا الحديثة هي وليدة اندثار الدولة العثمانية ،بعد الحرب العالمية االولى ،وخروجها
مدحورة محتلة االراضي من دول الحلفاء ،وسرعان ما ظهرت ردود افعال قوية تطورت الى
حركة تحرير وطني بزعامة مصطفى كمال اتاتورك الذي استطاع ان يحقق وحدة الوطن
التركي وسيادته ،واضعا ايديولوجية تقوم على ستة مبادئ ( الجمهورية ،الوطنية ،الشعبية ،
الدولتية ،الثورية العلمانية) والتي ظلت تسير عليها هذه الجمهورية حتى يومنا هذا .
وادت االوضاع الدولية الخارجية ،السياسية منها والعسكرية دورا في جر تركيا الى تغييرات
عديدة لتجاري التحوالت الديمقراطية في الدول الغربية ،فطيلة عقد الخمسينات من القرن
الماضي اقدمت تركيا على تطوير البنى التحتية للمجتمع التركي (الزراعي – الصناعي -
التجاري) وبشكل سريع ،مما جعل تركيا تخفق في تحقيق التنمية المطلوبة ،واوقعتها هذه
السياسة في اشكاليات عديدة ،عجزت عن تقديم الحلول الناجعة لها فضال عن ذلك فقد سعت
تركيا خالل هذا العقد ايضا الى تطوير نهجها الديمقراطي ،ففتحت الباب لتأسيس االحزاب
السياسية ،التي وجدت فرصتها في تحقيق اهدافها السياسية ،وقد تباينت هذه االحزاب ،في
أيديولوجياتها ،بين اليمين واليسار ،والذي سعى كل منهما الى الوصول الى اهدافه وتطبيق
افكاره بممارسات متخاصمة ،متنافسة ،وقادت هذه الممارسات الى مرحلة خطيرة خالل
السبعينات ،إذ بدأت هذه القوى باستخدام اسلوب العنف السياسي ،من اجل الوصول الى
السلطة وتسلم مقاليد الحكم ،وكادت تقع تركيا في حرب اهلية إذ تعرض المجتمع التركي الى
خطر االنقسام والتمحور والتفكك والضعف ،خاصة وان الحكومات التي تولت مقاليد االمور
كانت ضعيفة وعاجزة عن حل مشكالت تركيا خالل هذا العقد .
وتعرضت تركيا الى المشكالت االقتصادية المزمنة نتيجة الخطاء السياسات االقتصادية
التي مارستها الحكومات التركية خالل فترة الخمسينات من القرن الماضي ،لتتجسد كحقيقة
واقعية استعصت على الحكومات التي استلمت مقاليد الحكم في (الستينات والسبعينات) من
القرن الماضي من وضع الحلول لها ،والتي تمثلت بعدم التوازن النوعي والكمي بين حجم
السكان والموارد الطبيعية ،وانخفاض انتاجية العمل ،ندرة الكوادر العلمية والتكنولوجية التي
تسهم في تصنيع وتحديث وتحضر المجتمع ،وارتفاع معدالت البطالة ،وارتفاع االسعار
وانخفاض االجور ،وتدهور معدالت االستثمار ،وانخفاض معدل دخل الفرد وشحة الموارد
االقتصادية وعدم القدرة على استثمارها فأسهم ذلك كله الى شيوع حاالت التذمر وعدم الرضى
،في دفع القوى والحركات السياسية الى استغالل هذه الحالة ،فجاءت ظاهرة العنف السياسي
واالغتياالت كأحد ابرز نتائج هذه االزمة .
ولكل ما تقدم فقد عاشت تركيا خالل المدة 1980-1960احداث ثالث انقالبات عسكرية ،
بمعدل انقالب لكل عشر سنوات ،وهنا ال بد من القول ،ان خاصية الجيش التركي تختلف عن
خاصية أي جيش في العالم ،فالمؤسسة العسكرية التركية ظلت تتمتع باستقالليتها عن المؤسسة
السياسية واالدارية والدستورية منذ نشوء الدولة التركية وحتى يومنا هذا.
-31-
المصادر
.1ابراهيم الداقوقي :االحزاب السياسية واتجاهات السياسة في تركيا الحديثة .
.2ابراهيم خليل احمد العالف وآخرون :تركيا المعاصرة (الموصل . )1987 ،
.3احمد نوري النعيمي :السياسة الخارجية التركية بعد الحرب العالمية الثانية .
.4احمد نوري النعيمي :تركيا وحلف شمال االطلسي (عمان .)1981 ،
.5اندرو فنكل واخرون ،تركيا المجتمع والدولة ،بغداد ،بيت الحكمة .2002 ،
.6انور الجندي :يقظة االسالم في تركيا (القاهرة ،دار االقتصاد . )1979
.7بطرس غالي بطرس ومحمود عيسى خيري :المدخل في عالم السياسة ،ط، 4
مكتبة االنجلو المصرية (،القاهرة .) 1974 ،
.8بيرج بيربيروغلو :تركيا في ازمة من رأسمالية الدولة الى االستعمار الجديد ،
ترجمة مركز البحوث والمعلومات (بغداد . )1983 ،
.9تركر الكسان :حزب السالمة الوطني في تركيا في كتاب االسالم والسياسة في
الشرق االوسط الحديث ،ترجمة م.ب.م (بغداد .)1984
.10جريدة اتحاد الشعب (العراقية) ،العدد 105في . 1960/5/29
.11جورج لنشوفسكي :الشرق االوسط في الشؤون العالمية ،ترجمة جعفر خياط
(بغداد )1964ص ص . 304-303
.12جورج هارس :اليسار في تركيا ،مجلة مشاكل الشيوعية ،وزارة الخارجية ،
ترجمة م.ب.م ( ،بغداد . )1982
.13حسن صعب :علم السياسة ،دار العلم للماليين ( ،بيروت .)1977 ،
.14حسن فؤاد :االزمة الدستورية في تركيا ،مجلة السياسة الدولية ،القاهرة ،
السنة السابعة .1971 ،
.15حنا عزو بهنان ،الحركة الكردية في تركيا 1938-1927في مجموعة باحثين
(القضية الكردية في تركيا وتأثيرها على دول الجوار ) مركز الدراسات التركية ،
جامعة الموصل ،عام . 1994
.16خليل علي مراد :االحزاب السياسية والمسألة الدينية في تركيا 1960-1946
في د .ابراهيم خليل احمد واخرون :االسالم والعلمانية ،جامعة الموصل ،مركز
الدراسات التركية ، 1996 ،ص. 73
.17خليل علي مراد ،المشكلة الكردية وتأثيرها في العالقات مع العراق وسوريا
وايران ،ارشيف مركز الدراسات التركية ،قسم البحوث السياسية .
.18داؤد احمد الحسن :االوضاع السياسية في تركيا خالل السبعينات ،بحث مقدم
الى جامعة البكر ،كلية الدفاع الوطني (بغداد ،د.ت) .
.19ديفيد تونج :مشكلة البطالة المتزايدة المضخمة في تركيا ،الملف االول ،
ترجمة م.ب.م( .بغداد د.ت) .
.20روي مكريدس :السياسة الخارجية لدول العالم ،ترجمة حسن صعب (بيروت
. )1961،
.21سعد حقي توفيق :دراسة في النظام السياسي التركي للفترة ، 1980-1960
مجلة العلوم القانونية والسياسية ،جامعة بغداد ،كلية القانون والسياسية ،العدد 14
. 1984 ،
.22شمران حمادي :في النظام السياسي للجمهورية العربية المتحدة بموجب دستور
، 1961شركة الطبع والنشر االهلية ( .بغداد .)1964 ،
.23صبرية احمد الفي :االكراد في تركيا ن دراسة سياسية للحركات الكردية
المسلمة منذ الربع االول للقرن التاسع عشر الى ما بعد الربع االخير من القرن
-32-
العشرين ،الجامعة المستنصرية ،معهد الدراسات االسيوية واالفريقية (بغداد ،
. )1985
.24عباس فاضل محمد :البيئة الحزبية في تركيا ،بحث مقدم الى المؤتمر االول ،
مركز الدراسات التركية . 1990 ،
.25عبد الجبار قادر غفور " :الديانة والطرق الصوفية " في د .ابراهيم خليل
العالف واخرون ،تركيا المعاصرة (الموصل . )1987 ،
.26عبد الستار طاهر شريف :الجمعيات والمنظمات واالحزاب الكردية في نصف
قرن ، 1958 – 1908 ،بغداد ، 1989 ،ص . 66
.27عصام محمد :تركيا مخفر الغرب المتقدم ،هل تسقط في الحرب االهلية ،
مجلة الدستور ،لندن ،العدد 123في ، 1980/3/31ص. 27
.28عماد الجواهري :المبادئ االتاتوركية والعمل الحزبي في تركيا ،ص. 110
.29فرانك تاجو :سياسة تركيا الخارجية ،مجلة ميدل است ريفيو ،ترجمة م .ب
م ،الواليات المتحدة االمريكية ،ربيع ، 1985ارشيف وزارة الخارجية ،ملفات
سياسية ،ملفه رقم . 346
.30فيروز احمد :صنع تركيا الحديثة ،ترجمة د .سلمان داؤد الواسطي و د.
حمدي حميد الدوري (بغداد ،بيت الحكمة ،د.ت).
.31لوسيل دبليوبيفسنر :ازمة السياسة التركية الخلفية ووجهات النظر واحتماالت
التقدم والنجاح ،ترجمة حسن نعمة سعدون ( ،بغداد .د .ت) .
.32محسن حمزة العبيدي :التطورات السياسية الداخلية في تركيا ، 1960-1946
رسالة ماجستير ،كلية االداب ،جامعة الموصل ، 1989 ،ص . 69
.33محمد نور الدين :حجاب وحراب ،الكمالية وأزمات الهوية في تركيا ،ط، 1
(رياض الريس للكتب والنشر ،تموز )2001
.34وصال نجيب العزاوي :حزب العمال الكردستاني ،سلسلة دراسات ستراتيجية
،العدد ، 33بغداد . 2002
-33-