Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 27

‫جمهورية العراق‬

‫و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة البصرة ‪ /‬كلية القانون‬

‫االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية‬

‫(المشاكل والحلول)‬

‫أعداد‬

‫الباحث مصطفى محمد زغير‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد الباسط عبد الصمد أحمد‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬يوسف عودة غانم‬
‫ق ائمة المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪3‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪6‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم االحتياطي النقدي القانوني‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المقصود باالحتياطي النقدي القانوني‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف االحتياطي النقدي القانوني‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية االحتياطي النقدي القانوني في مواجهة األزمات االقتصادية‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تمييز االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية عن‬
‫االحتياطي اإللزامي في الشركات التجارية‬
‫‪16‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية‬
‫ووسائل مواجهتها‬
‫‪17‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع النقدية في‬
‫المصارف اإلسالمية‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع تحت الطلب‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع االستثمارية‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل مواجهة إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني في‬
‫المصارف اإلسالمية‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االعفاء الكلي لالحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االعفاء الكلي لالحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الخاتمة‬
‫‪29‬‬ ‫المصادر‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‬

‫النقدي القانوني واحدة من أهم األدوات الكمية للسياسة النقدية(‪ )2‬التي تتولى‬ ‫(‪)1‬‬
‫عد نسبة االحتياطي‬
‫تُ ّ‬
‫الدولة عن طريقها القيام بمهمة الرقابة بواسطة أحد أجهزتها الفعالة في الشأن المصرفي المتمثلة ب ـ (البنك‬
‫المركزي)‪ ،‬وقد أعطيت هذه الصالحية لذلك الجهاز فقط دون إشراك باقي السلطات النقدية‪ ،‬لتحقيق االستقرار‬
‫في األسعار‪ ،‬ورفع معدل النمو االقتصادي والمساهمة في تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات وتحسين قيمة‬
‫العملة‪ ،‬مع المساهمة في تطوير المؤسسات المصرفية والمالية‪ ،‬فضالً عن التحكم بحجم االئتمان المصرفي‬
‫ومراقبته كونه الجهة التي تقوم بعملية االقراض للمصارف‪ ،‬وتفرض هذه النسبة من قبل جميع البنوك المركزية‬
‫حول العالم على المصارف بمختلف أنواعها التي تعمل تحت سلطتها‪ ،‬إذ يحتفظ البنك المركزي بمقدار معين‬
‫من كل وديعة يتم إيداعها لدى تلك المصارف كاحتياطي نقدي(‪.)3‬‬

‫وقد بدأ استخدام هذا األداة من قبل السلطات النقدية ألول مرة في الواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬وذلك‬
‫بتأسيس بنك االحتياطي الفيدرالي فيها سنة ‪ ،1914‬من خالل الزام المصارف األعضاء باالحتفاظ لدى‬
‫دائن ٍ‬
‫بحد أدنى يعتمد على مقدار الودائع تحت الطلب واالستثمارية‬ ‫المعينة برصيد ٍ‬ ‫مصارف االحتياط‬
‫ّ‬
‫لديها(‪.)4‬‬

‫تجمد لدى البنك المركزي‪ ،‬ودون فوائد‪،‬‬


‫وتقوم المصارف بوجه عام بإيداع أرصدة نقدية بصورة إجبارية‪ّ ،‬‬
‫بحيث يستخدم البنك المركزي هذه األداة للتأثير على حجم الودائع وتغييرها‪ ،‬مما يؤدي إلى سيطرة تلك‬
‫السلطات النقدية على سيولة المصارف وقدرتها على منح القروض(‪.)5‬‬

‫عد واحدة من المؤسسات المالية المصرفية التي تضطلع بمهمة‬


‫ولما كانت المصارف اإلسالمية تُ ّ‬
‫جذب األموال ومن ثم استثمارها من خالل صيغ وعقود إسالمية وفقاً ألحكام الشريعة اإلسالمية غير قائمة‬
‫على مبدأ الفائدة‪ ،‬وينبع ذلك من دورها التنموي واالقتصادي واالجتماعي في توظيف األموال بما يحقق‬
‫األرباح و المساهمة في تأسيس المشاريع ذات األولوية لخدمة المجتمع‪ ،‬لذا فإنها تخضع في الوقت ذاته‬
‫لرقابة البنك المركزي كونها تشكل جزءاً ال يتج أز من النظام المصرفي وتتصرف بجزء من أموال المجتمع من‬
‫خالل الضلوع بمهمة (االدخار العام)‪ ،‬فمن الضروري إخضاعها اسوة بالمصارف التقليدية لرقابة السلطة‬

‫‪2‬‬
‫النقدية المتمثلة بـ(البنك المركزي) ‪ ،‬كما جاء ذلك في المادة (‪ )3‬من قانون المصارف اإلسالمية رقم (‪)43‬‬
‫لسنة ‪ 2015‬بالقول (تخضع المصارف اإلسالمية المؤسسة وفق أحكام هذا القانون لقانون البنك المركزي رقم‬
‫(‪ )56‬لسنة ‪ 2004‬وقانون المصارف رقم (‪ )94‬لسنة ‪ .)...2004‬وبالعودة لكال القانونين نجدهما قد نصا‬
‫‪.‬‬ ‫صراحة على إخضاع المصارف وفروعها لرقابة البنك المركزي ‪.‬‬

‫وتعرف المصارف اإلسالمية بأنه (مؤسسة مصرفية تلتزم في جميع معامالتها ونشاطاتها االستثمارية‬
‫ّ‬
‫وادارتها لجميع أعمالها بالشريعة اإلسالمية ومقاصدها وكذلك بأهداف المجتمع اإلسالمي داخليا وخارجياً)(‪.)6‬‬
‫فيما عرف البعض المصارف االسالمية بأنها (المؤسسات المصرفية التي تتعامل بالنقود على أسس االلتزام‬
‫بإحكام الشريعة اإلسالمية ومبادئها‪ ،‬وتعمل على استثمار األموال بطرق شرعية‪ ،‬وتهدف إلى تحقيق آفاق‬
‫التنمية االقتصادية االجتماعية السليمة)(‪.)7‬‬

‫ويرتبط ظهور فكرة المصارف اإلسالمية مع تطور الفكر االقتصادي اإلسالمي الحديث في بدايات‬
‫السبعينات من القرن العشرين‪ ،‬انطالقاً من تحريم اإلسالم للربا (الفائدة)‪ ،‬وقد ذهب الفكر اإلسالمي لضرورة‬
‫إعادة النظر في المؤسسات النقدية المصرفية في الدول اإلسالمية‪ ،‬بالشكل الذي يلغي نظام الفوائد‪ ،‬ويحل‬
‫محله مبدأ المشاركة في الربح والخسارة‪.‬‬

‫وال يوجد ثمة مانع من إخضاع المصارف اإلسالمية لالحتياطي النقدي القانوني‪ ،‬بيد أن تطبيق‬
‫نسبة االحتياطي النقدي القانوني التي يستخدمها البنك المركزي على المصارف االسالمية قد يتعارض مع‬
‫خصوصية المبادئ التي تقوم عليها تلك المصارف ويؤدي إلى االصطدام بعدة عقبات‪ ،‬كون هذه الوسيلة‬
‫الرقابية تطبق على المصارف التقليدية التجارية‪ ،‬وتختلف طبيعة نظام األخيرة عن نظام المصارف اإلسالمية‬
‫الغراء‪ ،‬وبصرف النظر عن طبيعة الودائع فيها وماهية نوعها‪،‬‬ ‫القائم على االلتزام بأحكام الشريعة اإلسالمية ّ‬
‫نحو من شأنه تعطيل دور المصارف االسالمية في استثمار الودائع‪ ،‬سيما االستثمارية منها القائمة على‬ ‫على ٍ‬
‫قاعدة (الغنم بالغرم)‪.‬‬

‫وبغية اإللمام بموضوع االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية فإننا سنحاول معالجته في‬
‫مبحثين‪ :‬نخصص األول لبحث مفهوم نسبة االحتياطي النقدي القانوني‪ ،‬فيما نتناول في الثاني اإلشكاليات‬

‫‪3‬‬
‫والحلول لتطبيق االحتياطي النقدي القانوني على المصارف اإلسالمية والوسائل المقترحة لمواجهتها‪ .‬منتهجين‬
‫في ذلك أسلوب الدراسة المقارنة في دول أربع هي‪ :‬العراق‪ ،‬مصر‪ ،‬لبنان‪ ،‬االمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫مفهوم االحتياطي النقدي القانوني‬

‫الفعالة في الشأن‬
‫تتولى الدولة في الوقت الحاضر القيام بمهمة الرقابة عن طريق أحد أجهزتها ّ‬
‫المصرفي (البنك المركزي )‪ ،‬ويكمن األساس القانوني لهذه الرقابة على المصارف اإلسالمية في أنها تمارس‬
‫أعمالها وأنشطتها المصرفية في إطار الدولة لكي تنظم (الدولة) العمل المصرفي ضمن األسس التي ترسمها‬
‫في فرض سياستها النقدية لتحقيق التوازن االقتصادي من خالل وسائل يستخدمها البنك المركزي لفرض‬
‫سيطرته المالية على المصارف التجارية التقليدية التي تكيفت مع هذه الوسائل كونها تمثل جزء من نظام‬
‫مصرفي واحد ال يوجد فيه اختالف من الجوانب القانونية التنظيمية والعملية‪ ،‬لكن ظهور المصارف اإلسالمية‬
‫في الوسط المصرفي جعل هنالك نوع من عدم التوافق واالنسجام بينها وبين الوسائل الرقابية التي يستخدمها‬
‫البنك المركزي في ممارسة هذه المصارف ألنشطتها المختلفة‪ ،‬سيما وسيلة االحتياطي النقدي القانوني لذلك‬
‫ال بد من وجود هيكل قانوني وتنظيمي مناسب لهذه المصارف لكونها تحتكم في تعامالتها ألحكام الشريعة‬
‫تحرم كل المعامالت والوسائل المبنية على الفائدة(‪ ،)8‬مع ضرورة تمييز هذا االحتياطي عن‬
‫اإلسالمية التي ّ‬
‫االحتياطات األخرى سيما االحتياطي االلزامي للشركات التجارية وما يفرضه قانون الشركات رقم (‪)21‬‬
‫‪ 1997‬من نسب محددة لغرض تكوين ذلك االحتياطي‪ ،‬لذلك سنتناول مفهوم نسبة االحتياطي النقدي‬
‫القانوني في مطلبين‪ ،‬نخصص األول لتحديد المقصود باالحتياطي النقدي القانوني‪ ،‬فيما نتناول في المطلب‬
‫الثاني تمييز االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية عن االحتياطي اإللزامي للشركات التجارية‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫تحديد المقصود باالحتياطي النقدي القانوني‬

‫يمثل االحتياطي النقدي القانوني أداة رقابية تلجأ إليها البنوك المركزية بقصد التأثير في مقدرة‬
‫المصارف التقليدية على الحد من منح االئتمان المصرفي االستثماري(‪ ،)9‬إذ إن رفع نسبة االحتياطي القانوني‬

‫‪4‬‬
‫سيؤدي إلى إنقاص حجم االئتمان لعالج حاالت التضخم‪ ،‬وخفض هذه النسبة لعالج حالة االنكماش‪،‬‬
‫وتتناسب فرض نسبة ا الحتياطي القانوني مع المصارف التقليدية للتأثير على حجم الودائع الموجودة في تلك‬
‫المصارف‪ ،‬ويهدف البنك المركزي من خاللها توفير غطاء مالي ضامن لودائع العمالء اآلجلة وتحت‬
‫الطلب(‪ .)10‬ومن أجل تحديد المقصود باالحتياطي النقدي القانوني فإننا سنقسم هذا المطلب إلى فرعين‪،‬‬
‫نتناول في األول تعريف االحتياطي النقدي القانوني‪ ،‬فيما نتناول في الفرع الثاني أهمية االحتياطي النقدي في‬
‫مواجهة األزمات االقتصادية‬

‫الفرع األول‬
‫تعريف االحتياطي النقدي القانوني‬

‫يتمثل االحتياطي النقدي بنسبة محددة يفرضها البنك المركزي على المصارف بغية احتفاظها‬
‫بأرصدة لديه‪ ،‬وهذه النسبة تمثل الحد األدنى الذي يجب االحتفاظ به لدى البنك المركزي‪ ،‬فهي بمثابة مصدر‬
‫أمان للودائع عن طريق االحتفاظ بجزء منها لديه‪ ،‬ويتم تغيير تلك النسبة بالزيادة أو النقصان تبعاً ألهداف‬
‫السياسة النقدية واالئتمانية‪.‬‬
‫وقد طرحت عدة تعاريف بشأن االحتياطي النقدي القانوني فقد عرفها جانب من الفقه بأنه (إجراء‬
‫نقدي يلزم المصرف المركزي بموجبه المصارف التجارية باالحتفاظ بنسبة معينة من ودائعها لديه لحماية‬
‫المودعين من مخاطر اإلفالس واألزمات‪ ،‬مما يؤثر على قدرة المصارف التجارية على خلق االئتمان))(‪.)11‬‬

‫كما عرفت نسبة االحتياطي القانوني النقدي بأنها (ذلك الجزء من الودائع واألصول النقدية للمصرف‬
‫الذي يحتفظ به لدى البنك المركزي ) بل قد يفرض البنك المركزي هذه النسبة تجنباً للمخاطر المالية التي من‬
‫الممكن أن يتعرض لها المصرف من خالل (عبارة عن احتفاظ المصرف بنسبة معينة من كل وديعة لدى‬
‫البنك المركزي لتكون الخط األول في حالة تعرضه لمشاكل في السيولة)(‪.)12‬‬

‫وحظي االحتياطي النقدي القانوني بتنظيم تشريعي في مختلف الدول‪ ،‬إذ نص المشرع العراقي على‬
‫هذه األداة في المادة (‪ )29‬من قانون البنك المركزي رقم (‪ )56‬لسنة ‪ 2004‬بالقول ( يتطلب البنك المركزي‬
‫العراقي من المصارف‪ ،‬تنفيذاً للسياسة النقدية للعراق وبمقتضى اللوائح المنظمة في هذا الشأن‪ ،‬أن تحتفظ‬
‫باحتياطي في شكل أرصدة نقدية أو ودائع لدى البنك المركزي الع ارقي ويتم االحتفاظ بمثل هذا االحتياطي في‬

‫‪5‬‬
‫حد األدنى المنصوص عليه والذي يحسب كمتوسط مستويات االحتياطي في نهاية اليوم خالل الفترات‬
‫الزمنية التي يحددها البنك المركزي العراقي والتي تتعلق بحجم ونوع ومواعيد استحقاق ودائع المصارف‬
‫واألموال المقترضة وغيرها من الخصوم التي يجوز للبنك المركزي العراقي أن يحددها‪ .‬وال يسمح للمصارف‬
‫في أي وقت القيام بعمليات السحب على المكشوف على حسابات االحتياطي وتحتفظ كافة بنفس المستويات‬
‫من متطلبات االحتياطي المحدد لكل فئة من فئات الخصوم ويجوز لها الحصول على تعويض مالي مقابل‬
‫ذلك)‪ .‬كما فرض المشرع العراقي في الفقرة الثانية من (‪ )29‬من قانون البنك المركزي العراقي الجزاء في حالة‬
‫عجز المصرف عن االحتفاظ بنسبة االحتياطي لدية بالقول( في حالة عجز أي مصرف عن االحتفاظ بالحد‬
‫األدنى من االحتياطي المطلوب المنصوص عليه في الفقرة (‪ )1‬يجوز للبنك المركزي العراقي أن يفرض نسبة‬
‫فائدة على سبيل العقوبة يتم تحصيلها على أساس عجز االحتياطي في هذا المصرف حتى تتم تغطية هذا‬
‫العجز)‪.‬‬

‫فيما نص المشرع المصري في المادة (‪ )89‬من قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي رقم (‪)194‬‬
‫لسنة ‪ 2020‬على هذه األداة والتي جاء فيها (على كل بنك أن يحتفظ لدى البنك المركزي برصيد دائن‬
‫كاحتياطي‪ ،‬وذلك بنسبة مما لدى البنك من الودائع يحددها مجلس اإلدارة‪ ،‬ولمجلس اإلدارة أن يقرر تقديم‬
‫عائد على هذا الرصيد في األحوال التي يراها وبالضوابط التي يضعها‪ .‬واذا خالف البنك ق اررات البنك‬
‫المركزي بشأن قواعد حساب نسبة االحتياطي‪ ،‬جاز لهذا المجلس أن يخصم مبلغاً من رصيد البنك الدائن‬
‫لدى البنك المركزي يعادل قيمة سعر العائد االساسي لديه على قيمة العجز في الرصيد الدائن عن الفترة التي‬
‫حدث خاللها هذا العجز‪ .‬واذ جاوز العجز (‪ )%5‬مما يجب أن يكون عليه الرصيد جاز لمجلس إدارة أن‬
‫يتخذ أياً من اإلجراءات المنصوص عليها في المادة (‪ )144‬من هذا القانون باإلضافة إلى خصم المبلغ‬
‫المشار إليه في الفقرة الثالثة من هذه المادة)‪ .‬وبذلك فقد وضع المشرع المصري الجزاء عند مخالفة إلزامية‬
‫احتفاظ المصارف التجارية بنسبة من ودائعها لدى البنك المركزي‪ ،‬كما أنفرد المشرع المصري باستحقاق‬
‫االحتياطي النقدي القانوني الذي تحتفظ به المصارف لدى البنك المركزي لفوائد وجعل ذلك من صالحيات‬
‫البنك المركزي حسب الضوابط والتعليمات(‪. )13‬‬

‫‪6‬‬
‫نص المشرع اللبناني على هذه األداة في المادة (‪ )76‬من قانون النقد والتسليف وانشاء‬
‫كما َ‬
‫المصارف‪ ،‬بالقول (‪ ...‬د‪ -‬إلزام المصارف بأن تودع لديه أمواالً (احتياطي أدنى) حتى نسبة معينة من‬
‫التزاماتها الناجمة عن الودائع واألموال المستقرضة التي يحددها (المصرف) باستثناء التزاماتها من النوع ذاته‬

‫تجاه مصارف اخرى ملزم أيضاً بإيداع األموال االحتياطية)‪ُ .‬‬


‫ويالحظ أن المشرع اللبناني لم يشر إلى الجزاء‬
‫القانوني في حالة مخالفة المصارف على إعطاء تلك النسبة للبنك المركزي اللبناني ‪.‬‬

‫كذلك فقد ذكر المشرع اإلماراتي هذه االداة القانونية من خالل المادة (‪ )96‬من قانون المصرف‬
‫المركزي والنظام النقدي وتنظيم المهنة المصرفية اإلماراتي رقم (‪ )10‬لسنة ‪.1980‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫أهمية االحتياطي النقدي القانوني في مواجهة األزمات االقتصادية‬

‫تش ـ ـ ّـكل ه ـ ــذه األداة أو الوس ـ ــيلة الرقابي ـ ــة أح ـ ــدى الوس ـ ــائل الحديث ـ ــة والمهم ـ ــة الت ـ ــي تس ـ ــتخدمها البن ـ ــوك‬
‫المركزيـ ــة للتـ ــأثير فـ ــي قـ ــدرة المصـ ــارف التجاريـ ــة وغيرهـ ــا علـ ــى خلـ ــق االئتمـ ــان أو خلـ ــق الودائـ ــع‪ ،‬ومـ ــن ثـ ــم‬
‫فهي تُعّد آلية من آليات البنوك المركزية في الرقابة على عمليات المصارف ككل(‪.)14‬‬

‫ويمكن للبنك المركزي تغيير نسبة االحتياطي القانوني و ّ‬


‫التحكم بها وفرضها على المصارف باعتبارها‬
‫إحدى السياسات التي تستخدمها البنوك المركزية في كثير من بلدان العالم لمكافحة الفساد أو الحد من‬
‫التضخم‪ ،‬وذلك عن طريق زيادة أو إنقاص حجم االئتمان في المجتمع(‪.)15‬‬

‫وبواسطة هذه األداة الرقابية ومن خالل التغييرات التي يحدثها البنك المركزي فيها يتم التأثير على‬
‫العرض النقدي وذلك بطريقتين‪ ،‬هما مستوى االحتياطي الفائض‪ ،‬والمضاعف النقدي (التوسع المضاعف في‬
‫الودائع)‪ ،‬وذلك بقيام البنك المركزي بتخفيض حجم االحتياطي النقدي المطلوب من المصارف‪ ،‬وهذا ما‬
‫يسمح لألخيرة بتكوين احتياطاتها عن الحجم المطلوب‪ ،‬مما يزيد من مقدار المضاعف النقدي للودائع‪ ،‬ومن‬
‫ثم تزداد مقدرتها على منح قروض إضافية‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة الحجم النقدي‪ ،‬والعكس بالعكس فعندما تتم‬
‫زيادة نسبة االحتياطي النقدي من قبل البنك المركزي‪ ،‬يتطلب من المصارف تخفيض حجم قروضها‪،‬‬
‫وبالنتيجة انخفاض العرض النقدي للمصارف(‪.)16‬‬

‫‪7‬‬
‫ويستند الغرض الرقابي للبنك المركزي إلى المهام التي يقوم بها والتي أوردتها قوانين البنوك المركزية‬
‫في الدول المقارنة(‪ ،)17‬وتكمن الغاية من فرض هذه األداة في ضمان السيولة النقدية للمصارف واالستجابة‬
‫الفورية للمودعين حفاظاً على ثقتهم‪ ،‬أما في النظم المصرفية الحديثة في الدول المتقدمة التي تتميز بوجود‬
‫ومتقدمة‪ ،‬وبوجود نظام التأمين على الودائع‪ ،‬فقد أضحى الهدف األساس لهذه السياسة هو‬
‫َ‬ ‫أسواق مالية كبيرة‬
‫استخدامها كأداة ل لتأثير على المتغيرات النقدية المختلفة كـ(التضخم وحجم االئتمان)‪ ،‬أما في الدول النامية‬
‫حيث ال ت وجد أسواق مالية فعالة وال أنظمة للتأمين على الودائع‪ ،‬فال زالت سياسة االحتياطي القانوني تقوم‬
‫بدور مهم في الحفاظ على السيولة المالية للمصارف‪ ،‬والحفاظ على حقوق المودعين ولذلك تكون نسبة‬
‫االحتياطي مرتفعة مقارنة بالدول األخرى(‪ .)18‬ويكون للبنك المركزي الصالحية القانونية في بسط السياسة‬
‫النقدية تبعاً للظروف المالية التي تمر بها الدولة‪ ،‬بحيث يتحقق التوازن واالستقرار بالشكل الذي يحول دون‬
‫حصول أو ظهور حالة التضخم أو االنكماش(‪ .)19‬فضالً عن أن نسبة االحتياطي تستعمل من قبل البنك‬
‫المركزي لحماية المودعين في حالة وقوع المصارف في حالة تعثر مالي‪ ،‬كما أنها تمثل الطريقة المثلى‬
‫للتحكم في السيولة لمواجهة أزمات الركود االقتصادي(‪ .)20‬بل يكون للبنك المركزي صالحية تغيير نسبة‬
‫االحتياطي القانوني كوسيلة لتحقيق الرقابة على االئتمان باعتباره بنك البنوك وينبغي احتفاظه بنسبة أو جزء‬
‫من االحتياطي النقدي الخاص بالمصارف‪ ،‬بحيث يعطى للبنك المركزي السلطة القانونية في تغيير مقدار‬
‫(‪)21‬‬
‫‪.‬‬ ‫نسبة االحتياطي‬

‫ولم ـ ـ ــا ك ـ ـ ــان البن ـ ـ ــك المرك ـ ـ ــزي ه ـ ـ ــو ال ـ ـ ــذي يق ـ ـ ــرر نس ـ ـ ــبة االحتي ـ ـ ــاطي الق ـ ـ ــانوني التـ ـ ـ ـي يتع ـ ـ ــين عل ـ ـ ــى‬
‫درك مضـ ــمون هـ ــذه السـ ــلطة مـ ــن خـ ــالل تأثيرهـ ــا علـ ــى‬
‫المصـ ــارف االلت ـ ـزام بهـ ــا‪ ،‬بحيـــث أصـــبح مـــن الســـهل إ ا‬
‫الع ـ ــرض النق ـ ــدي‪ ،‬ف ـ ــإن مم ـ ــا ال ش ـ ــك في ـ ــه أن قـ ـ ـرار البن ـ ــك المرك ـ ــزي بتخف ـ ــيض نس ـ ــبة االحتي ـ ــاطي الق ـ ــانوني‬
‫يتـ ــيح للمصـ ــارف تكـ ــوين فـ ــائض مـ ــن االحتيـ ــاطي يمكنهـ ــا مـ ــن التوسـ ــع فـ ــي االق ـ ـراض واالسـ ــتثمار ومـ ــن ثـ ــم‬
‫التـ ـ ــأثير علـ ـ ــى الع ـ ـ ــرض النقـ ـ ــدي بالزيـ ـ ــادة والعك ـ ـ ــس تمام ـ ـ ـاً إذ ي ـ ـ ــؤدي ق ـ ـ ـرار البنـ ـ ــك المرك ـ ـ ــزي بزيـ ـ ــادة نس ـ ـ ــبة‬
‫ـتتبعه ذلـ ــك مـ ــن التـ ــأثير علـ ــى‬
‫االحتيـ ــاطي القـ ــانوني إلـ ــى ظهـ ــور العجـ ــز فـ ــي احتياطـ ــات المصـ ــارف ومـ ــا يسـ ـ ُ‬
‫(‪)22‬‬
‫‪.‬‬ ‫العرض النقدي بالنقصان‬

‫‪8‬‬
‫نستنتج مما سبق أن اتخاذ البنك المركزي لق اررات التخفيض أو الزيادة بنسبة االحتياطي القانوني‬
‫يكون تبعاً للحالة االقتصادية التي تمر بها الدولة‪ ،‬فيسعى البنك المركزي في حالة الركود(االنكماش)‬
‫االقتصادي إلى تحفيز المصارف على التوسع في منح االئتمان والقيام باالستثمارات التجارية المختلفة‪،‬‬
‫ويكون هذا التحفيز بصورة غير مباشرة من خالل خفض نسبة االحتياطي القانوني المفروض عليها‪ ،‬بهدف‬
‫معالجة حالة الركود القائمة في الدولة‪ ،‬والعكس من ذلك في حالة التضخم النقدي؛ إذ يقوم البنك المركزي‬
‫بزيادة نسبة االحتياطي على ٍ‬
‫نحو من شأنه تخفيض قدرة المصارف على منح االئتمان واالستثمار في شتى‬
‫المجاالت(‪ .)23‬لذلك يالحظ وجود عالقة عكسية لخفض أو زيادة نسبة االحتياطي القانوني مع الحاالت‬
‫االقتصادية المختلفة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫تمييز االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية عن االحتياطي اإللزامي في الشركات التجارية‬

‫تستلزم دراسة االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية ضرورة تمييزه عن االحتياطات‬
‫األخرى‪ ،‬سيما االحتياطي القانوني (االلزامي) في الشركات التجارية‪ ،‬لبيان حقيقة كل منها من حيث االحتفاظ‬
‫بمبالغ األرباح‪ ،‬وطريقة استخدامها‪ ،‬والغرض منها‪.‬‬
‫ويقصد باالحتياطي اإللزامي بأنه عبارة عن (أرباح غير موزعة تحتفظ بها الشركة لحساب المساهمين‬
‫فتصير مدينة لهم بها)(‪ .)24‬أو انها (األرباح التي لم توزعها الشركة وتحتفظ بها لمواجهة خسائر محتملة أو‬
‫لضمان توزيع األرباح على وجه مستقر أو لزيادة راس مال الشركة وتقوية ائتمانها)(‪.)25‬‬

‫ويتشابه االحتياطي اإللزامي مع االحتياطي النقدي القانوني في أن كالمها أرباح غير موزعة تعود‬
‫للمؤسسة سواء كانت شركة أو مصرف يتم االحتفاظ بها‪ ،‬وفي أن كل منهما وارد بنص قانوني؛ إذ تناول‬
‫المشرع العراقي االحتياطي النقدي القانوني للمصارف ككل في المادة (‪ )29‬من قانون البنك المركزي(‪،)26‬‬
‫كما تناول المشرع في قانون الشركات التجارية االحتياطي اإللزامي في المادة (‪ .)73‬وكالهما يخضعان‬
‫لجهات رقابية مختصة في الشأن المصرفي (البنك المركزي)‪ ،‬وأخرى تتمثل بمراقبة (مسجل الشركات‬

‫‪9‬‬
‫التجارية)‪ .‬لكن يختلف االحتياطي القانوني النقدي عن االحتياطي اإللزامي من حيث جهة االحتفاظ‬
‫باالحتياطي‪ ،‬ونسبة االحتفاظ به‪ ،‬والغرض من هذا االحتفاظ‪.‬‬

‫إذ إن االحتياطي اإللزامي للشركات التجارية عبارة عن مبالغ مقتطعة من األرباح الصافية توضع‬
‫تحت تصرف الهيئة العامة للشركة الستخدامها وفقاً لألغراض التي حددها القانون أو النظام األساسي‬
‫للشركة‪ ،‬كما جاء ذلك جلياً في المادة (‪ )73‬من قانون الشركات التجارية العراقي رقم (‪ )21‬لسنة ‪1997‬‬
‫المعدل‪ .‬فيما يفرض االحتياطي النقدي القانوني على المصارف اإلسالمية فقط دون بقية االحتياطات لتعلق‬
‫ذلك بالجانب المالي الرقابي عند فرضه من قبل السلطة النقدية المتمثلة بالبنك المركزي كجهة رقابية بناء‬
‫على أسباب اقتصادية تأمينية في حماية المساهمين والمودعين في حالة تعرض المصرف للنقص في رأس‬
‫المال األمر الذي يستوجب تعويض النقص الحاصل من قبل هذا االحتياطي(‪.)27‬‬

‫كما حدد قانون الشركات التجارية العراقي في المادة (‪ )73‬نسبة االحتياطي اإللزامي المقتطع من‬
‫األرباح غير الموزعة بالقول (يوزع الربح الصافي للشركة بعد استيفاء جميع االستقطاعات القانونية على‬
‫الوجه اآلتي‪ :‬أوالً‪ )%5( :‬خمس من المئة في األقل كاحتياطي إلزامي حتى يبلغ (‪ )%50‬خمسين من المئة‬
‫م ن رأس المال المدفوع‪ ،‬ويجوز بقرار من الهيئة العامة االستمرار في االستقطاع لحساب االحتياطي اإللزامي‬
‫بما ال يجاوز (‪ )%100‬مئة من المئة من رأس المال المدفوع‪ .‬ثانياً ‪ :‬يوزع الباقي من الربح أو جزء منه على‬
‫األعضاء حسب أسهمهم أو حصصهم حسب األحوال)(‪.)28‬‬

‫في حين حظى االحتياطي النقدي القانوني بأهمية عن طريق تناوله في التشريعات المقارنة بنصوص‬
‫قانونية صريحة‪ ،‬إذ نص المشرع العراقي على هذه األداة في الفقرة الثانية من المادة (‪ )4‬من قانون المصارف‬
‫اإلسالمية العراقي بالقول (يحتفظ المصرف برصيد احتياطي وفقاً لما يحدده البنك المركزي العراقي)‪ .‬كما‬
‫تناول الغرض وآلية فرضها في المادة (‪ )29‬من قانون البنك المركزي رقم (‪ )56‬لسنة ‪.2004‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن البنك المركزي قد حدد االحتياطي النقدي بنسبة (‪ )%15‬من اجمالي الودائع‬
‫المصرفية اعتبا اًر من أول أيلول ‪ 2010‬بعدما كان ذلك االحتياطي بنسبة(‪ )%20‬قبل التاريخ المذكور(‪.)29‬‬

‫‪10‬‬
‫ويكمن الغرض من فرض االحتياطي اإللزامي فيما ذكرته المادة (‪ )74‬من قانون الشركات التجارية‬
‫العراقي والتي جاء فيها‪ ( :‬أوالً‪ :‬يستخدم االحتياطي ألغراض توسيع وتطوير أعمال الشركة‪ ،‬وتحسين ظروف‬
‫العمل والعمال فيها‪ ،‬واالشتراك في تأسيس مشروعات لها عالقة بنشاط الشركة‪ ،‬واإلسهام في حماية البيئة‬
‫وبرامج الرعاية االجتماعية‪ .‬ثانياً‪ :‬إطفاء خسائر الشركة من االحتياطي بما ال يتجاوز (‪ )%50‬من المئة منه‪،‬‬
‫وما زاد عن ذلك يكون خاضعاً لموافقة المسجل والجهة القطاعية المختصة)‪.‬‬

‫بينما يكمن الهدف األساس من فرض هذه األداة على المصارف اإلسالمية في ضمان السيولة‬
‫النقدية للمصارف واالستجابة الفورية للمودعين حفاظاً على ثقتهم من خالل استخدام البنك المركزي‬
‫االحتياطي النقدي القانوني كأداة تأمينية لضمان الودائع‪ ،‬كما قد تستخدم كأداة للتأثير على المتغيرات النقدية‬

‫المختلفة كـ(التضخم وحجم االئتمان)‪ .‬ويكون للبنك المركزي الصالحية القانونية في بسط السياسة النقدية تبعاً‬
‫للظروف المالية التي تمر بها الدولة‪ ،‬بحيث يتحقق التوازن واالستقرار بالشكل الذي يحول دون حصول أو‬
‫ظهور حالة التضخم أو االنكماش(‪ .)30‬فضالً على أن نسبة االحتياطي تستعمل من قبل البنك المركزي‬
‫لحماية المودعين في حالة وقوع المصارف في حالة تعثر مالي‪ ،‬كما أنها تمثل الطريقة المثلى للتحكم في‬
‫السيولة لمواجهة أزمات الركود االقتصادي(‪ .)31‬بل يكون للبنك المركزي صالحية تغيير نسبة االحتياطي‬
‫القانوني كوسيلة لتحقيق الرقابة على االئتمان باعتباره بنك البنوك ويجب أن يحتفظ بنسبة أو جزء من‬
‫االحتياطي النقدي الخاص بالمصارف‪ ،‬بحيث يعطى للبنك المركزي السلطة القانونية في تغيير مقدار نسبة‬
‫االحتياطي(‪.)32‬‬

‫لكن تطبيق هذه األداة الرقابية من قبل البنك المركزي على المصارف اإلسالمية قد ال يتناسب مع‬
‫طبيعتها في استثمار الودائع وفق معامالت وعقود إسالمية(‪ ،)33‬األمر الذي سيؤدي إلى وجود عقبات قانونية‬
‫في تطبيق هذه األداة على المصارف اإلسالمية‪ ،‬وهذا ما سنحاول الوقوف عليه من خالل المبحث التالي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على المصارف اإلسالمية ووسائل مواجهتها‬

‫‪11‬‬
‫الحظنا مما سبق أن الهدف من استخدام البنك المركزي لنسبة االحتياطي القانوني هو التأثير في‬
‫قدرة المصارف على خلق النقود من خالل التحكم في حجم االئتمان الذي تستطيع أن تمنحه هذه المصارف‪،‬‬
‫وذلك بتخفيض هذه النسبة لزيادة قدرة المصارف على االستثمار‪ ،‬كما أنها تسهم في زيادة العرض النقدي‬
‫واحداث الموجات التضخمية والعكس بالعكس‪ ،‬وفي الوقت ذاته يمكن أن تكون هذه النسبة أداة رقابية في‬
‫الحد أو القضاء على آ ثار التضخم نتيجة قدرة المصارف على التوسع في منح االئتمان وخلق النقود‪ ،‬وقد‬
‫يهدف البنك المركزي من استخدام هذه السياسة إلى تأمين طلبات العمالء ألي مسحوبات طارئة على‬
‫ودائعهم‪ ،‬بقصد حماية أموال المودعين وضمان ردها إليهم‪ ،‬ناهيك عن ضمان سالمة تنفيذ السياسة النقدية‬
‫من قبل البنك المركزي(‪ .)34‬لكن هذا ال يحول دون وجود عقبات عند تطبيق نسبة االحتياطي القانوني النقدي‬
‫على المصارف اإلسالمية من قبل البنك المركزي‪ ،‬لذا فإننا سنقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬نتناول في‬
‫األول اشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية‪ ،‬فيما نتناول في المطلب الثاني‬
‫وسائل مواجهة تلك اإلشكاليات‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع النقدية في المصارف اإلسالمية‬

‫عد األموال الناتجة عن الودائع النقدية من الموارد الهامة لرفد المصارف اإلسالمية بالمصادر المالية‬
‫تُ ّ‬
‫التي تحتاجها في عملياتها المصرفية‪ ،‬بما في ذلك العمليات المتعلقة بحفظ وتشغيل الودائع والتي تحتاج الى‬
‫أموال لكي تقوم المصارف اإلسالمية بدور األمين على هذه الودائع أو المستثمر أو الوسيط بين العميل‬
‫والمستثمر‪ ،‬كما جاء ذلك في أطار تعريف األمانة في القانون المدني العراقي بأنها (المال الذي وصل إلى‬
‫يد أحد بإذن من صاحبه حقيقة أو حكماً‪ ،‬ال على وجه التمليك‪ ،‬وهي إما أن تكون بعقد استحفاظ كالوديعة‬
‫‪ .)35()...‬فضالً عن الجانب االستثماري ألموال الودائع النقدية‪ ،‬وحيث أن الوديعة التي يعرفها المشرع العراقي‬
‫هي الوديعة النقدية وذلك بالنص عليها في كل من قانون المصارف العراقي وقانون البنك المركزي‬
‫(‪)36‬‬
‫‪ ،‬فكانت السبب وراء بحثها‪.‬‬ ‫العراقي‬

‫وقد ع ّرف الفقه القانوني الوديعة المصرفية النقدية بأنها (النقود التي يعهد بها األفراد أو الهيئات‬
‫مساو لها إليهم لدى الطلب أو بالشروط المتفق‬ ‫ٍ‬ ‫إلى البنك على أن يتعهد األخير بردها أو برد مبلغ‬

‫‪12‬‬
‫عليها)(‪ .)37‬في حين عرفها جانب آخر من الفقه بأنها (عبارة عن النقود التي يودعها العميل في المصرف‪،‬‬
‫على أن يعيدها المصرف إلى المودع عند الطلب أو بعد أجل محدد)(‪.)38‬‬

‫وتطبق نسبة االحتياطي النقدي القانوني على الودائع النقدية في المصارف اإلسالمية بنوعيها تحت‬
‫الطلب (الجارية) والودائع ألجل( االستثمارية)‪ ،‬لذا سنتناول كل منهما في فرعين مستقلين من خالل التركيز‬
‫على إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع تحت الطلب والودائع ألجل (االستثمارية)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع تحت الطلب‬

‫عد الودائع تحت الطلب أو الحسابات الجارية إحدى العمليات المصرفية المعاصرة‪ ،‬وهي من‬
‫تُ ّ‬
‫أشهرها على صعيد العمل المصرفي(‪ .)39‬وقد عرفها البعض بأنها (مبالغ نقدية يودعها األفراد أو الشركات‬
‫أو المؤسسات لدى المصرف للسحب منها أو عليها عند الحاجة‪ ،‬على أن يتعهد المصرف برد مثلها(مقدا اًر‬
‫ونوعاً) عند الطلب)(‪.)40‬‬

‫(‪)41‬‬
‫عد الودائع الجارية في‬
‫وتفتح المصارف لهذا النوع من الودائع حسابات تسمى بالحسابات الجارية ‪ ،‬وتُ ّ‬
‫المصارف التقليدية بمثابة القرض‪ ،‬بحيث تنتقل ملكيتها إلى المصرف ليقع عليه التزام بردها للمودعين مع فوائدها‬
‫بصرف النظر عن نتائج النشاط وتحقيقه النجاح أو الخسارة‪ ،‬ويكون بذلك ضامناً لها‪ ،‬ومن ثم تطبيق نسبة‬
‫(‪)42‬‬
‫عد الودائع في المصارف اإلسالمية جميعها‬
‫االحتياطي على ودائع المصارف التقليدية ال إشكالية فيه ‪ ،‬بينما ال تُ ّ‬
‫قروضاً‪ ،‬فالودائع الجارية هي تلك التي ال يهدف أصحابها‪ ،‬من إيداعها الحصول على الربح أو الفائدة‪ ،‬وانما‬
‫يحركهم لإليداع دوافع عديدة منها‪ :‬توفير السيولة في المعامالت أو االنتفاع بالخدمات المصرفية التي يقدمها‬
‫المصرف أو الحاجة إلى االحتفاظ باألموال التي لديهم في مكان آمن‪ ،‬ويلتزم المصرف بردها عند الطلب دون‬
‫زيادة‪ ،‬من خالل تلبية أوامر المودعين للسحب من حساباتهم عند الطلب سواء باستخدام الصكوك أو أوامر الدفع‪،‬‬
‫وللمصرف أن يتصرف فيها‪ ،‬وأن يستثمرها لصالحه وعلى ضمانه(‪ .)43‬بحيث يتم معاملتها معاملة الودائع الجارية‬
‫في المصارف التقليدية وال تختلف عنها وتُ َعّد بمثابة القرض وتطبق عليها ذات األحكام المطبقة على المصارف‬
‫التقليدية ومن ضمنها ضمان الرد إلى أصحابها ولكن بدون فوائد ألنه يمثل قرضًا حسناً‪ ،‬وال توجد إشكالية في‬

‫‪13‬‬
‫تطبيق سياسة االحتياطي على هذه الودائع في المصارف اإلسالمية باقتطاع جزء منها واالحتفاظ به لدى البنك‬
‫المركزي‪ ،‬على أن يتم استثماره انطالقًا من القاعدة الفقهية (الخراج بالضمان) التي تعني أن المصرف اإلسالمي‬
‫يلتزم بضمان رد األموال المودعة لديه (الودائع الجارية) للمودعين لكي يستحق المصرف أرباحها‪ ،‬فيتحمل بذلك‬
‫مخاطر استثمارها من قبله(‪.)44‬‬

‫إال أن مطالبة البنك المركزي للمصارف اإلسالمية بإيداع نسبة معينة من أرصدة الودائع الجارية‪ ،‬بدون‬
‫عد في صورتها المجردة حالة من حاالت وضع اليد على أموال مملوكة للغير بغير حق‪ ،‬إذ يفترض هذا‬
‫مقابل تُ ّ‬
‫الرأي أن جميع المصارف العاملة في الجهاز المصرفي تخضع في تعامالتها ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وأن‬
‫التكييف الفقهي لهذه الودائع كقرض ينتقل من العميل ( المودع) إلى المصرف‪ ،‬وحيث أن معظم المصارف‬
‫العاملة في الدولة تابعة للقطاع الخاص‪ ،‬فإن إلزام هذه المصارف بإيداع نسبة معينة من هذه الودائع لدى البنك‬

‫المركزي بدون مقابل وبصفة مستمرة ودون توافر مبررات شرعية كافية تساند هذا الفعل ُي ّ‬
‫عد من قبيل التعسف في‬
‫استعمال الحق‪.‬‬

‫بيد أن تطبيق نسبة االحتياطي النقدي القانوني من قبل البنك المركزي على الودائع تحت الطلب في‬
‫المصارف اإلسالمية جاء وفقاً للقوانين المصرفية المقارنة على الرغم من ضمانها من قبل المصرف‬
‫اإلسالمي بردها في الموعد المحدد لها أو بعد إخطاره بضرورة تسليمها للمودع‪ .‬وأن التطبيق يشمل‬
‫المصارف اإلسالمية والتقليدية على ٍ‬
‫حد سواء وهذا ما أشارت إليه المادة (‪\4‬ثانيا) من قانون المصارف‬
‫اإلسالمية العراقي رقم (‪ )43‬لسنة ‪ 2015‬بالقول (يحتفظ المصرف برصيد احتياطي وفقاً لما يحدده البنك‬
‫المركزي العراقي)(‪.)45‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع االستثمارية‬

‫تعرف الودائع االستثمارية بأنها (الودائع التي يقصد أصحابها من وضعها االستثمار لتحقيق الربح)(‪.)46‬‬
‫ُ‬
‫وتتصرف المصارف اإلسالمية بأموال المودعين بشكل مبدئي بناء على عقد المضاربة أو المشاركة في‬
‫ّ‬
‫األرباح والخسائر الذي لكل منهم شروطه(‪ ،)47‬وتحصل المصارف على نسبة من األرباح سواء كانت بطريق‬

‫‪14‬‬
‫المضاربة في األموال فقط بأن يأتي المودع بها باعتباره مالكاً لرأس المال‪ ،‬فيما يكون المصرف مستثم اًر لتلك‬
‫األموال أو طريق طرف ثالث يدخل في هذه العالقة باالتفاق مع المصرف اإلسالمي وهنا يتحمل المودع‬
‫الخسارة وحده ويخسر المصرف جهده في النشاط االستثماري‪ ،‬أو بطريق المشاركة بين المصرف اإلسالمي‬
‫والعميل المودع برأس مال لكل منهما بهدف استثمارها في شتى المشاريع التي ال تخالف احكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ويتقاسم كل منهما الربح والخسارة(‪.)48‬‬

‫عد أموال المودعين في المصارف التقليدية بمثابة القرض‪ ،‬بحيث تختلف عالقة المودعين في‬
‫إذ تُ ّ‬
‫المصارف اإلسالمية عن العالقة بينهم وبين المصارف التقليدية‪ ،‬كونها تقوم على رابطة المشاركة‪ ،‬وليس‬
‫على رابطة دائن ومدين‪ ،‬على أساس أن المصارف التقليدية تعمل على جمع االموال لديها‪ ،‬وتقديمها‬
‫للمقترض الذي يدفع أعلى فائدة‪ ،‬بحيث ال تبقى لصاحب الوديعة أية عالقة بها‪ ،‬بحيث ال يعلم بآلية‬
‫استثمارها ‪ ،‬في حين تحدد طبيعة العالقة بين أصحاب الودائع والمصارف اإلسالمية بحسب نوع الودائع‪،‬‬
‫بالنسبة للودائع تحت الطلب تكون العالقة واحدة في المصارف اإلسالمية والتقليدية‪ ،‬ألنها تكون ضامنه لتلك‬
‫الودائع برؤوس أموالها واحتياطاتها‪ ،‬ومن ثم فإن المودعين في المصارف اإلسالمية ال حق لهم في أرباح‬
‫كيف مركزهم على أنهم مقرضون بال فوائد‪ ،‬أما بالنسبة للودائع االستثمارية التي تستثمر سواء‬
‫المصرف‪ ،‬وي ّ‬
‫بصيغ المشاركة أو المضاربة‪ ،‬فعالقة أصحابها قائمة على أساس المشاركة في الربح والخسارة‪ ،‬فهم‬
‫يساهمون في مخاطر االستثمار‪ ،‬وفي نتائجه علماً بأنهم ال يحصلون على عائد ثابت عن استثمار ودائعهم‬
‫كما هو الحال بالنسبة للفائدة في المصارف التقليدية‪ ،‬وانما تفرض لهم حصة من األرباح المتحققة من‬
‫المشروعات التي يمولها المصرف(‪.)49‬‬

‫وبما أن طبيعة األموال في المصارف اإلسالمية تختلف عن المصارف التقليدية‪ ،‬فهي تعمل وفق‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية بتوظيفها نقود حقيقية تحت سيطرتها‪ ،‬ويكون مأذوناً لها في التصرف بها‪ ،‬فهي ال‬
‫تقوم بمضاعفة االئتمان وايجاد الودائع‪ ،‬وال تتعامل بالربا أو الفائدة‪ ،‬لذا فإن توافر السيولة النقدية لدى‬
‫المصارف اإلسالمية يحكمها طبيعة ما يودع لديها من أموال وحسب شروط المودعين وتعليماتهم‪ ،‬فتكون يد‬
‫المصرف في عقد المضاربة يد أمانة وليس ضمان‪ ،‬كما أن حسابات االستثمار في المصارف اإلسالمية‬
‫ونظ اًر الختالف طبيعتها عن الودائع اآلجلة في المصارف التقليدية يجب إال تخضع لمتطلبات االحتياطي‬

‫‪15‬‬
‫النقدي‪ ،‬رغم أن الغاية من فرض هذه االداة هو حماية المودعين إال أن نسبة هذه األموال في المصارف‬
‫اإلسالمية هي أقل مقارنة بالودائع االستثمارية(‪.)50‬‬
‫إذ يكمن الخالف في الودائع االستثمارية لدى المصارف اإلسالمية المراد تطبيق االحتياطي القانوني‬
‫عليها‪ ،‬ألنه إذا كان ثمة مبرر يدفع البنك المركزي لحماية أموال المودعين في المصارف اإلسالمية‪ ،‬فإن‬
‫نسبة هذه الودائع (تحت الطلب) قد ال تتجاوز ‪ %10‬من إجمالي الودائع‪ ،‬وهي نسبة قليلة مقارنة بالودائع‬
‫االستثمارية التي تقابل الودائع االدخارية في المصارف التقليدية(‪.)51‬‬
‫إذ إن إيداع األموال في المصارف اإلسالمية من أجل استثمارها على أساس المضاربة أو المشاركة‬
‫يسبقها عقد وكالة يحق للمصرف بموجبه القيام بالعمليات االستثمارية‪ ،‬بالشكل الذي يمنع تملك المصرف‬
‫اإلسالمي للودائع االستثمارية بحيث تبقى ملكاً ألصحابها‪ ،‬وتكون يد المصرف يد أمانة وال ضمان عليه لتلك‬
‫الودائع‪ ،‬ويوزع الربح بينهما حسب االتفاق‪ ،‬واذا حصلت الخسارة يتحملها صاحب المال فقط إال في حالة‬
‫التعدي والتقصير من قبل المصرف(‪.)52‬‬
‫عد هذه الودائع قرضاً بل ُك َيفت على أنها عقد وكالة يمنحها المودعين للمصرف عن أموالهم‬
‫لذا ال تُ ّ‬
‫ليستثمرها وفق الصيغ الشرعية من المضاربة أو المشاركة على أن يتم اقتسام األرباح والخسائر فيما بينهم‪.‬‬
‫كما أن فرض االحتياطي النقدي على الودائع االستثمارية لدى المصارف اإلسالمية من شأنه أن‬
‫يبعد بعض أموال المصرف وأموال المودعين عن االستغالل الحقيقي لهذه األموال بغير وجه حق نظ اًر لما‬
‫يترتب عليه من تفويت فرصة تحقيق األرباح من استثمار تلك األموال المحتجزة كاحتياطي من قبل البنك‬
‫(‪)53‬‬
‫المركزي ‪ ،‬إذ ُي ّ‬
‫عد ذلك بمثابة تجميد واحتجاز ألموال مقتطعة من الودائع االستثمارية مما يترتب عليه من‬
‫قلة مردود هذه الودائع‪ ،‬بل أن العديد من التشريعات قد أعفت هذه الودائع من نسبة االحتياطي القانوني‬
‫تماشياً مع طبيعة الودائع االستثمارية(‪.)54‬‬
‫كما ذهب جانب من الفقه إلى أن المصارف اإلسالمية وغيرها ال تستفيد من االحتياطي النقدي‬
‫القانوني في شيء‪ ،‬أكثر من االستجابة ألوامر البنك المركزي لتعزيز السالمة المالية‪ ،‬إذ ال يترتب للمصارف‬
‫حق الحصول على عائد مالي من هذه االيداعات في شكل سعر فائدة‪ ،‬لكن تقوم المصارف بدفع هذه‬
‫الخسارة تجاه العمالء بدالً عنها عن طريق رفع سعر الفائدة‪ ،‬كما تقوم المصارف برفع اعباء قيمة القروض‬
‫هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن زيادة نسبته من شأنه أن يؤثر سلباً على منافسة المصارف اإلسالمية‬
‫في السوق المصرفية بسبب إضعافه للعائد على ودائع االستثمار(‪.)55‬‬

‫‪16‬‬
‫مع اإلشارة إلى أن ثمة من يرى أن في تطبيق االحتياطي النقدي القانوني بأسلوبه التقليدي على‬
‫المصارف اإلسالمية من شأنه إلحاق ضرر كبير‪ ،‬ألن مؤدى ذلك تجميد جزء من األموال المودعة في‬
‫الحسابات االستثمارية‪ ،‬وهذا بحد ذاته يتعارض مع طبيعة هذه الحسابات التي يودعها أصحابها بقصد‬
‫استثمارها بواسطة المصرف اإلسالمي متحملين في ذلك عواقب ومخاطر االستثمار في الربح والخسارة‪ ،‬لذا‬
‫يجب على البنك المركزي عدم تطبيق هذه األداة على الودائع االستثمارية في المصارف اإلسالمية وانما‬
‫يمكن تطبيقه على الودائع الجارية فقط ولو بنسبة تزيد على نسبة تطبيقه في المصارف التقليدية(‪.)56‬‬
‫بل ذهب جانب من الفقه إلى أن فرض نسبة االحتياطي النقدي على الودائع االستثمارية في‬
‫المصارف اإلسالمية فيها محاباة للمصارف التقليدية على حساب المصارف اإلسالمية‪ ،‬ومن شأنه تعطيل‬
‫جزء من ودائع االخيرة عن االستثمار‪ ،‬مما يؤدي في النهاية إلى تخفيض نسبة األرباح الموزعة على‬
‫أصحاب الحسابات االستثمارية‪ ،‬مما يجعل المصرف اإلسالمي يحصل على أرباح أقل من النسبة المفترضة‪،‬‬
‫وبالتأكيد فإن هذا ال يعكس كفاءة االستثمار لدى المصرف اإلسالمي(‪.)57‬‬
‫ويتم تطبيق نسبة االحتياطي النقدي القانوني على الودائع االستثمارية من قبل البنك المركزي العراقي‬
‫في المصارف اإلسالمية بموجب المادة (‪/4‬ثانيا) من قانون المصارف اإلسالمية العراقي(‪ ،)58‬دون مراعاة‬
‫لخصوصية هذه الودائع‪ ،‬إذ إن العالقة التي تربط المودعين بتلك المصارف قائمة على أساس المشاركة في‬
‫الربح والخسارة‪ ،‬وال يسأل المصرف في حال خسارة األموال إال في حالت التعدي والتقصير‪ ،‬فهذه األموال‬
‫دفعت ألجل االستثمار من قبل المودعين للمصارف اإلسالمية متحملين بذلك مخاطر خسارة هذه األموال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫وسائل مواجهة إشكاليات االحتياطي النقدي القانوني على المصارف اإلسالمية‬

‫لقد وجدت وسيلة االحتياطي النقدي القانوني أساساً لضبط ومراقبة المصارف على منح االئتمان‪،‬‬
‫الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى تغييرات في العرض النقدي ال تحقق االستقرار المستهدف‪ ،‬فالمصارف التقليدية‬

‫‪17‬‬
‫تقوم بتوليد النقود االئتمانية نتيجة زيادة الطلب على االئتمان تبعاً لزيادة حاجة النشاط االقتصادي خاصة في‬
‫فترات الرواج االقتصادي سعياً وراء تحقيق أكبر ربح ممكن‪ ،‬فيما تميل تلك المصارف في فترات األزمات إلى‬
‫التقليل من عمليات اإلقراض تجنباً لمخاطر التوقف عن الدفع‪ ،‬أي أن المصارف التقليدية تتوسع في حجم‬
‫االئتمان وتقلل منه بصرف النظر عن التطور الحقيقي في اإلنتاج(‪ .)59‬أما المصارف اإلسالمية فإنها حين‬
‫تولد النقود عن طريق االئتمان‪ ،‬فلن يكون ذلك بعيداً عن قيم اإلنتاج الحقيقي‪ ،‬كما ال يكون عن طريق‬
‫اإلقراض بالفائدة(‪ . )60‬وبالنظر لمبررات البنك المركزي في تطبيق االحتياطي النقدي القانوني‪ ،‬يالحظ أنها ال‬
‫توائم طبيعة األموال في المصارف اإلسالمية لذلك قدمت حلول بديلة لوسيلة االحتياطي النقدي القانوني على‬
‫الودائع ألجل (االستثمارية) في المصارف اإلسالمية‪ ،‬وسنحاول تحديد تلك الحلول من خالل الفرعين اآلتيين‪:‬‬
‫نتناول في األول اإلعفاء الجزئي لالحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية‪ ،‬فيما نتناول في الفرع‬
‫الثاني اإلعفاء الكلي لالحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االعفاء الجزئي لالحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية‬

‫قدمت العديد من الحلول إلشكالية تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على المصارف اإلسالمية‬
‫لغرض التخفيف من حدة تأثيرها على الودائع في تلك المصارف مع اإلبقاء عليه بنسب أقل عما هو الحال‬
‫بالنسبة للودائع الجارية منها‪ ،‬من خالل تقرير مستويات أقل لنسب االحتياطي النقدي القانوني المقتطع من‬
‫الودائع االستثمارية في المصارف اإلسالمية‪ ،‬أو بدخول المصارف بحصص في بعض المشاريع القومية‬
‫الرابحة واحتساب تلك الحصص من االحتياطي النقدي القانوني(‪.)61‬‬

‫فيما أقترح بعض الفقهاء بإمكانية إلزام المصارف اإلسالمية باالحتياطي النقدي القانوني على جميع‬
‫ودائعها ولكن بنسبة أقل مما يفرض على المصارف التقليدية كما هو الحال في السودان‪ .‬إذا تم بنسب‬
‫متساوية على جميع الودائع بدون تمييز وبهذه الكيفية تتمكن الودائع الجارية من تغطية هذا االحتياطي بأكمله‬
‫من دون تعطيل جزء من ودائع االستثمار باقتطاع االحتياطي النقدي القانوني منها(‪ .)62‬فضالً عن استبدال‬
‫سعر الفائدة الجزائي الذي يفرض على المصارف اإلسالمية في حالة عدم االلتزام باالحتياطي النقدي‬
‫القانوني لعدم انسجامها مع طبيعة هذه المصارف والتعويض عنها بغرامات مالية حسب حجم المخالفة(‪.)63‬‬

‫‪18‬‬
‫كما أقترح أن يكون االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية المفروض على الودائع‬
‫(‪)64‬‬
‫االستثمارية أقل من نسبة المفروضة على ودائع التوفير والودائع ألجل في المصارف التقليدية‬

‫وبهذا فإن بإمكان البنوك المركزية عن طريق تغيير نسبة االحتياطي النقدي القانوني التأثير على‬
‫حجم االئتمان بالنسبة للمصارف التقليدية‪ ،‬ففي أوقات التضخم يلجأ البنك المركزي إلى رفع نسبة االحتياطي‬
‫النقدي القانوني‪ ،‬أما في وقت الكساد فيلجأ البنك المركزي إلى تخفيض تلك النسبة(‪.)65‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلعفاء الكلي لالحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية‬

‫ذهب جانب من الفقه إلى ضرورة إعفاء الودائع االستثمارية من االحتياطي النقدي القانوني ألن‬
‫تطبيق االحتياطي النقدي القانوني بأسلوبه التقليدي على المصارف اإلسالمية فيه جور كبير ألنه يعني‬
‫تجميد جزء من األموال المودعة في الحسابات االستثمارية‪ ،‬األمر الذي يتعارض مع طبيعة هذه الحسابات‬
‫التي يودعها أصحابها الستثمارها بواسطة المصرف اإلسالمي متحملين معه عواقب االستثمار في الربح‬
‫والخسارة‪ ،‬فضالً عن أن الودائع االستثمارية مشروطة على المصرف اإلسالمي من قبل العمالء (المودعين)‬
‫استخدامها في مجاالت انتاجية ومشروعات ربحية وليس تعطيل االستفادة منها لتغطية متطلبات االحتياطي‬

‫النقدي القانوني‪ ،‬مع إبقاء االحتياطي النقدي بالنسبة للودائع الجارية كمثيالتها في المصارف التقليدية تحسباً‬
‫لحاالت السحب المكثفة غير العادية مع ضرورة مراعاة طبيعة نشاط المصارف اإلسالمية عند تحديد‬
‫االحتياطي النقدي على ودائعها(‪.)66‬‬

‫ونعتقد بجدارة الرأي المطالب بحل إشكالية االحتياطي النقدي القانوني عن طريف إعفاء الودائع‬
‫االستثمارية إلى أقل نسبة ممكنة أو الغائها تماماً‪ ،‬ألن األموال سلمت للمصرف اإلسالمي على اساس تنموي‬
‫تضامني بين المصرف والمستثمرين(‪ .)67‬وهذا يتطلب تدخل من قبل المشرع إلعفاء الودائع االستثمارية في‬
‫المصارف اإلسالمية من الخضوع لالحتياطي النقدي القانوني‪ ،‬مع اإلبقاء على األخير بالنسبة للودائع‬
‫الجارية اسوة بالمصارف التقليدية‪ ،‬ومع ذلك قدمت حلول تحل محل اإلعفاء بإمكانية اتفاق البنك المركزي مع‬
‫المصارف اإلسالمية على تمويل مشروعات الحكومة بطريقة المرابحة لآلمر بالشراء من نسب االحتياطي‬
‫المقرر على الحسابات الجارية وبنسب مرابحة متدنية‪ ،‬أو أن يتم استثمار جميع االحتياطات من قبل البنك‬

‫‪19‬‬
‫المركزي في محافظ استثمارية إسالمية أو إيداعها في الحسابات االستثمارية في المصارف اإلسالمية العالمية‬
‫وتقسيم األرباح بين البنك المركزي والمصارف اإلسالمية(‪.)68‬‬

‫الخاتمة‬
‫بعد االنتهاء من دراسة موضوع االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية‪ ،‬نورد أهم ما‬
‫توصلنا إليه من نتائج ومقترحات ‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬النتائج‬

‫‪ )1‬تستخدم الدولة في الوقت الحاضر عن طريق أحد أجهزتها الفعالة في الشأن المصرفي (البنك المركزي )‬
‫وسيلة االحتياطي النقدي القانوني للرقابة‪ ،‬كأحد الوسائل التي يستخدمها البنك المركزي لفرض سيطرته‬
‫المالية على المصارف وعلى حجم االئتمان لديها‪ ،‬وعلى الودائع بوجه عام‪.‬‬
‫أن المصارف اإلسالمية واحدة من المؤسسات المالية المصرفية التي تضطلع بمهمة جذب‬
‫‪ )2‬الحظنا ّ‬
‫األموال ومن ثم استثمارها من خالل صيغ وعقود إسالمية وفقاً ألحكام الشريعة اإلسالمية غير قائمة‬
‫على مبدأ الفائدة‪ ،‬في تأسيس المشاريع ذات األولوية لخدمة المجتمع‪ ،‬لذا هي تخضع في الوقت ذاته‬
‫لرقابة البنك المركزي ألنها تشكل جزءاً ال يتج أز من النظام المصرفي وتتصرف بجزء من أموال المجتمع‬
‫من خالل الضلوع بمهمة (االدخار العام)‪ ،‬فمن الضروري إخضاعها اسوة بالمصارف التقليدية لرقابة‬
‫السلطة النقدية المتمثلة بـ(البنك المركزي)‪.‬‬
‫‪ )3‬أتضح لنا اختالف االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية عن االحتياطي اإللزامي للشركات‬
‫التجارية‪ ،‬من حيث طريقة االحتفاظ باالحتياطي والجهة المسؤولة عنه ‪ ،‬والنسب المحددة لكل منهما‪ ،‬مع‬
‫اختالف الغرض من االحتياطي في المصارف اإلسالمية لألهداف تأمينية للودائع‪ ،‬فيما االحتياطي‬
‫اإللزامي لألهداف توسيعية وتطوير إمكانيات الشركة نحو المزيد من األرباح‪.‬‬
‫‪ )4‬تبين لنا من خالل البحث أن تطبيق االحتياطي النقدي القانوني كأداة رقابية في المصارف اإلسالمية‬
‫على الودائع تحت الطلب (الجارية) والودائع ألجل (االستثمارية)‪ ،‬تماشياً مع تنفيذ السياسة النقدية للدولة‬
‫بحسب المشاكل االقتصادية‪ ،‬من ظاهرة التضخم وما تستبعه من زيادة نسب االحتياطي النقدي على‬
‫الودائع‪ ،‬فيما تقل تلك النسبة في ظاهرة الكساد لتحفيز المصارف على زيادة االئتمان‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ )5‬توصلنا إلى وجود إشكاليات عند تطبيق االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية على الودائع‬
‫ألجل (االستثمارية)‪ ،‬إذ إن األخيرة طرحت من قبل المودعين ألجل االستثمار في شتى المجاالت‬
‫والمشروعات التي ال تخالف أحكام الشريعة اإلسالمية على أساس المشاركة في الربح والخسارة‪.‬‬
‫‪ )6‬انتهينا إلى أن ثمة العديد من الحلول التي قدمت لحل إشكاليات االحتياطي النقدي القانوني في‬
‫المصارف اإلسالمية‪ ،‬منها حلول جزئية تبقي على االحتياطي النقدي القانوني‪ ،‬وحلول أخرى تطالب‬
‫بإعفاء الودائع االستثمارية في المصارف اإلسالمية من االحتياطي النقدي القانوني بشكل كلي‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المقترحات‬
‫‪ )1‬اقترحنا استثناء المصارف اإلسالمية من الخضوع لمتطلبات االحتياطي النقدي القانوني وفقاً للمادة‬
‫(‪ )1/29‬من قانون البنك المركزي العراقي‪ ،‬بجعل نسبة االحتياطي القانوني تفرض فقط على الودائع‬
‫تحت الطلب (الجارية) دون الودائع االستثمارية‪ ،‬كما يمكن استثمار الرصيد االحتياطي بموجب المادة‬
‫(‪ /4‬ثانياً) من قانون المصارف اإلسالمية من خالل اتفاق البنك المركزي مع المصارف اإلسالمية على‬
‫استثمارها وفقاً ألسلوب المضاربة أو المشاركة ‪.‬‬
‫‪ )2‬دعونا إلى إيجاد بديل عن االحتياطي النقدي القانوني من خالل اتفاق البنك المركزي مع المصارف‬
‫اإلسالمية على تمويل مشروعات الحكومة بطريقة المرابحة لآلمر بالشراء من نسب االحتياطي المقرر‬
‫على الحسابات الجارية وبنسب مرابحة متدنية‪ ،‬أو أن يتم استثمار جميع االحتياطات من قبل البنك‬
‫المركزي في محافظ استثمارية إسالمية أو إيداعها في الحسابات االستثمارية في المصارف اإلسالمية‬
‫العالمية وتقسيم األرباح بين البنك المركزي والمصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫المصادر‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫(‪ )1‬االحتياطي لغة من حاطه يحوطه حوطا وحياطه‪ :‬حفظه وتعهده‪ ،‬أو السعادات المبارك بن محمد الجزري‪ ،‬المكتبة العلمية‪،‬‬
‫ج‪،3‬بيروت‪ ،‬م‪ ،1979‬ص ‪ .208‬واالحتياط ‪ :‬األخذ باألوثق في جميع الجهات‪ ،‬أيوب بن موسى الكفوي‪ ،‬الكليات معجم في‬
‫المصطلحات والفروق اللغوية ‪ ،‬دار الطابعة العامرة‪ ،‬مصر‪1257 ،‬ه_ ‪ ،18‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ ) 2‬السياسة النقدية‪ :‬بأنها إدارة التوسع واالنكماش في حجم النقد‪ ،‬لغرض الحصول على أهداف معينة‪ .‬د‪ .‬أحمد جامع‪،‬‬
‫النظرية االقتصادية_ التحليل االقتصادي الكلي‪ ،‬دار النهضة العربية ج‪1976 ،2‬م‪ ،‬ص‪.464‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬زكريا الدوري ود‪ .‬يسرى السامرائي‪ ،‬المصارف المركزية والسياسات النقدية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫العربية‪ ،2006 ،‬ص ‪.211‬‬
‫(‪ )4‬نقالً عن‪ :‬د‪ .‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬اقتصاديات النقود والمصارف(األساسيات والمستحدثات)‪ ،‬الدار الجامعية‪2007 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.277‬‬
‫(‪ )5‬د‪ .‬عائشة الشرقاوي‪ ،‬البنوك اإلسالمية بين الفقه والقانون والتطبيق‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص ‪..135‬‬
‫(‪ )6‬د‪ .‬فادي محمد الرفاعي ‪ ،‬المصارف اإلسالمية ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2007 ،2‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ )7‬د‪ .‬وهبه الزحيلي‪ ،‬المعامالت المالية المعاصرة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪ ،2007 ،4‬ص ‪. 516‬‬

‫‪22‬‬
‫)‪ )8‬د‪ .‬وليد هويمل عوجان‪ ،‬الرقابة القانونية على المصارف اإلسالمية‪ ،‬مؤتمر المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول‪ ،‬دائرة‬
‫الشؤون اإلسالمية والعمل الخيري‪ ،‬دبي‪ ،2009 ،‬ص‪.8‬‬
‫)‪ )9‬تُعّد الواليات المتحدة األمريكية أولى البلدان التي وضعت اشتراطات قانونية تلزم المصارف باالحتفاظ بحد ادنى من‬
‫االرصدة الدائنة بحساباتها لدى البنك المركزي‪ ،‬استناداً إلى نسبة ثابتة من ودائعها تحت الطلب واآلجلة‪ .‬وقد كان الهدف من‬
‫ذلك هو ضمان سيولة للمصرف في مواجهة طلبات عمالئه بالدفع نقدا‪ ،‬ومن ثم اصبحت اداة رقابية تتحكم في حجم االئتمان‬
‫المصرفي ‪.‬‬
‫‪Paul M .Horvits & Richard A. Ward, “ Monetary Policy and the Financial System” ( New Jersoy:‬‬
‫‪Prentic Hall Inc,) 1983, 5th . Ed .P . 349 .‬‬
‫)‪ )10‬صورية بوزيدي‪ ،‬البنوك اإلسالمية وعالقتها بالبنك المركزي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم المالية والبنوك‪ ،‬سنة ‪2014‬م‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫)‪ )11‬د‪ .‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصيرفة والسياسة النقدية‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،2012 ،1‬ص ‪. 268‬‬
‫)‪ )12‬د‪ .‬أالء عبد هللا حمود السعدون‪ ،‬أثر السياسية النقدية للدولة على عمل المصارف اإلسالمية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪. 209‬‬
‫(‪ )13‬د‪ .‬سميحة القليوبي‪ ،‬الوسيط في شرح قانون التجارة المصري‪ ،‬ج‪ ،2‬القسم الثاني‪ ،‬االلتزامات والعقود التجارية وعمليات‬
‫البنوك‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،5‬كلية الحقوق‪ ،2007 ،‬ص‪.648‬‬
‫)‪ )14‬شيخ عبد الحق‪ ،‬الرقابة على البنوك التجارية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬جامعة أحمد بوقرةـ‬
‫بومرداس ‪ ،2010‬ص ‪. 140‬‬
‫)‪ (15‬د‪ .‬سامي السيد‪ ،‬النقود والبنوك والتجارة الدولية‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،2018 ،‬ص‪.206‬‬
‫)‪ )16‬د‪ .‬أحمد شعبان محمد علي‪ ،‬السياسات النقدية والمصرفية للبنك المركزي في إطار النظام المصرفي واإلسالمي‪ ،‬دار‬
‫التعليم الجامعي‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2013 ، ،‬ص ‪. 110‬‬
‫(‪ )17‬المادة (‪ )5‬قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي والنقد المصري ‪ ،‬المادة (‪ )70‬قانون النقد والتسليف وانشار المصرف‬
‫المركزي ‪ ،‬المادة (‪ )5‬قانون المصرف المركزي والنظام النقدي وتنظيم المهنة المصرفية ‪ ،‬المادة (‪ )3‬قانون البنك المركزي‬
‫العراقي‪.‬‬
‫)‪ )18‬د‪ .‬عالء منذر المسلماني الشعار‪ ،‬رقابة البنك المركزي على البنوك اإلسالمية في سورية‪ ،‬كلية إدارة األعمال‪ ،‬جامعة‬
‫حماة‪ ،2018 ،‬ص ‪. 56‬‬
‫)‪ )19‬تهاني سنديان طليس‪ ،‬الرقابة واإلشراف على المصارف اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‬
‫في لبنان‪ ،2009 ،‬ص ‪. 68‬‬
‫)‪ )20‬آيت وازو زاينة‪ ،‬مسؤولية البنك المركزي في مواجهة األخطار المصرفية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري ـ تيزي وزو ‪ ،2012 ،‬ص ‪2017‬‬

‫‪23‬‬
‫)‪ )21‬عبادي رندة‪ ،‬متطلبات الحوكمة في البنوك العمومية الجزائرية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التيسير‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي‪ ،2015 ،‬ص‪. 21‬‬
‫)‪ )22‬د‪ .‬عزت قناوي‪ ،‬أساسيات في النقود والبنوك‪ ،‬دار العلم للنشر والتوزيع‪ ،‬بدون طبعة‪ ،2005 ،‬ص‪. 217‬‬
‫)‪ )23‬د‪ .‬علي كنعان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 269‬‬

‫(‪ )24‬د‪ .‬محسن شفيق‪ ،‬الموجز في القانون التجاري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ج‪ ،1968 ،1‬ص‪.541‬‬
‫(‪ )25‬د‪ .‬محمد حسن الجبر‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬نشر من قبل عمادة شؤون المكتبات‪ ،‬جامعة الملك سعود‪،1982 ،‬‬
‫ص‪.298‬‬
‫(‪ )26‬تقابلها المادة (‪ )89‬من قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي المصري‪ ،‬المادة (‪ ) 82‬قانون أتحادي فيِ أنشاء‬
‫المصرف المركزي والنظام النقدي وتنظيم المهنة المصرفية اإلماراتي ‪ ،‬المادة (‪\132‬ج) من قانون النقد والتسليف وأنشاء البنك‬
‫المركزي اللبناني ‪.‬‬
‫(‪ )27‬د‪ .‬عائشة الشرقاوي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.196‬‬
‫(‪ )28‬تقابلها المادة (‪ )40‬من قانون الشركات المساهمة وشركات التوصية باألسهم والشركات ذات المسؤولية المحدودة‬
‫وشركات الشخص الواحد المصري رقم (‪ )159‬لسنة ‪ ،1981‬المادة (‪ )165‬من قانون التجارة البرية اللبناني‪ ،‬المادة (‪)239‬‬
‫من قانون الشركات التجارية االماراتي‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )29‬أنظر الموقع الرسمي للبنك المركزي العراقي على شبكة االنترنت ‪/https://www.cbi.iq‬‬
‫)‪ )30‬تهاني سنديان طليس‪ ،‬الرقابة واإلشراف على المصارف اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‬
‫في لبنان‪ ،2009 ،‬ص ‪. 68‬‬
‫)‪ )31‬آيت وازو زاينة‪ ،‬مسؤولية البنك المركزي في مواجهة األخطار المصرفية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري ـ تيزي وزو ‪ ،2012 ،‬ص ‪2017‬‬
‫)‪ )32‬عبادي رندة‪ ،‬متطلبات الحوكمة في البنوك العمومية الجزائرية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التيسير‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي‪ ،2015 ،‬ص‪. 21‬‬
‫)‪ (33‬د ‪ .‬محمد أحمد صقر‪ ،‬د‪ .‬بثينة محمد علي‪ ،‬تكيف الدور الرقابي للبنوك المركزية للتعامل مع البنوك اإلسالمية‪،‬‬
‫دراسات‪ ،‬العلوم اإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،40‬العدد‪ ،2013 ،2‬ص ‪. 518‬‬
‫)‪ )34‬د‪ .‬أحمد شعبان محمد علي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 301‬‬
‫(‪ )35‬المادة (‪ )950‬القانون المدني العراقي رقم ‪ 40‬لسنة ‪.1951‬‬
‫(‪ )36‬المادة (‪ )1‬من كال قانون البنك المركزي العراقي ‪ ،‬وقانون المصارف العراقي ‪.‬‬
‫(‪ )37‬د‪ .‬جمال الدين عوض‪ ،‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية‪ ،‬مكتبة دار السالم القانونية‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون طبعة‪.1969 ،‬‬
‫(‪ )38‬د‪ .‬غسان السبالني ‪ ،‬المصارف اإلسالمية ‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2012،1‬ص ‪.185‬‬

‫‪24‬‬
‫(‪ )39‬بالل علي ‪ ،‬الودائع في المصارف اإلسالمية‪ ،‬دراسة فقهية وقانونية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة بير زيت‪ ،‬معهد الحقوق‪،‬‬
‫فلسطين‪ ،2006 ،‬ص ‪.127‬‬
‫(‪ )40‬د‪ .‬أبراهيم الياسري‪ ،‬عقد المضاربة وإمكانية تطبيقه في المصارف اإلسالمية مع إشارة خاصة لرؤية محمد باقر‬
‫الصدر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،2012 ،‬ص ‪. 78‬‬
‫(‪ )41‬عرفت المادة (‪ )217‬من قانون االتجارة العراقي الحساب الجاري بأنه‪ ( :‬عقد يتفق بمقتضاه شخصان على أن يقيدا في‬
‫حساب عن طريق مدفوعات متبادلة ومتداخلة الديون الناشئة عن العمليات التي تتم بينهما من تسليم نقود أو أموال أو أوراق‬
‫تجارية قابلة للتمليك وغيرها وأن يستعيضا عن تسوية هذه الديون عن كل دفعة على حدة بتسوية نهائية ينتج عنها رصيد‬
‫الحساب عند غلقة ) ‪.‬تقابلها المواد‪ )523 ( :‬من قانون التجارة المصري؛ (‪ )231‬من قانون التجارة اللبناني؛ (‪ )234‬من قانون‬
‫المعامالت التجارية اإلماراتي ‪.‬‬
‫(‪ )42‬سمير عبد شمخي الحسون‪ ،‬مستلزمات تطبيق الصيرفة اإلسالمية وأثارها لدى المصارف التقليدية‪ ،‬بحث مقدم إلى مجلس المعهد‬
‫العالي للدراسات المحاسبية والمالية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،2008 ،‬ص ‪.117 _116‬‬
‫(‪ )43‬د‪ .‬يوسف عودة غانم ود‪ .‬رائد صيوان عطوان ود‪ .‬عالء عمر محمد‪ ،‬إشكاليات إخضاع المصارف اإلسالمية لوسائل رقابة البنك‬
‫المركزي التقليدية (دراسة قانونية مقارنة)‪ ،‬مجلة الكوفة‪ ،‬العدد‪ ،30‬المجلد األول‪ ،2017 ،‬ص ‪.26‬‬
‫(‪ )44‬د‪ .‬محمد العلي القري‪ ،‬د‪ .‬سيف الدين إبراهيم تاج الدين‪ ،‬د‪ .‬موسى أدم عيسى‪ ،‬د‪ .‬التجاني عبد القادر‪ ،‬المعايير الشرعية لصيغ‬
‫التمويل المصرفي الالربوي‪ ،‬شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر‪ ،‬جدة‪1421 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫(‪ )45‬تقابلها المادة (‪ \10‬ثانيا) من قانون رقم (‪ )48‬لسنة ‪ 1977‬بشأن إنشاء بنك فيصل اإلسالمي المصري‪ ،‬والمادة (‪)2\4‬‬
‫من قانون إنشاء المصارف اإلسالمية اللبناني‪ ،‬المادة (‪\4‬أوالً) من قانون المصارف والمؤسسات المالية والشركات االستثمارية‬
‫اإلسالمية رقم (‪ )6‬لسنة ‪.1985‬‬
‫(‪ )46‬د‪ .‬عادل عبد الفضيل عيد‪ ،‬االحتياط ضد مخاطر االستثمار في المصارف اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪2011 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،335‬عائشة الشرقاوي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ .236‬د‪ .‬عثمان باكر أحمد ‪ ،‬نظام حماية الودائع‬
‫لدى المصارف اإلسالمية ‪ ،‬ط ‪ ،1‬سنة ‪ ، 2000‬ص ‪ .85‬د‪ .‬ابراهيم الياسري ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫(‪ )47‬د‪ .‬عائشة الشرقاوي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 238‬‬
‫(‪ )48‬د‪ .‬غسان السبالني ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 187‬‬
‫(‪ )49‬د‪ .‬عائشة الشرقاوي المالقي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫(‪ )50‬د‪ .‬أال عبد هللا حمود السعدون‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫)‪ (51‬د‪ .‬آال عبد هللا حمود السعدون‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫(‪ )52‬د‪ .‬وليد هويمل عوجان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ )53‬د‪ .‬سليمان ناصر‪ ،‬د‪ .‬عبد الحميد بو شرمة‪ ،‬د‪ .‬متطلبات الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬جامعة ورقلة وجامعة جيجل‪ ،‬مجلة‬
‫الباحث‪ ،‬العدد‪2009 ،7‬ـ‪ ،2010‬ص ‪.312‬‬

‫‪25‬‬
‫(‪ )54‬معراج هواري‪ ،‬أدم حديدي‪ ،‬نحو تفعيل دور البنوك المركزية لمساندة العمل االقتصادي والمصرفي اإلسالمي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التيسير‪ ،‬جامعة الغرداية وجامعة جلفا‪ ،‬مجلة الواحات للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد‪ ،2011 ،10‬ص‪.362‬‬
‫(‪ )55‬د‪ .‬محمد علي يوسف أحمد‪ ،‬دور السلطات الرقابية في الرقابة على المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬بحث مقدم إلى مؤتمر الخدمات‬
‫المالية الثاني‪ ،‬بحث منشور على شبكة االنترنيت ‪https://journals.ju.edu.jo/DirasatLaw/article/view/103621/987‬‬
‫(‪ )56‬د‪ .‬أالء عبد هللا حمود السعدون‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫(‪ )57‬د‪ .‬شوقي أحمد دنيا‪ ،‬التمويل والمؤسسات المالية اإلسالمية ط‪ ،1‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،2017 ،‬ص‪.114‬‬
‫(‪ )58‬تقابلها المادة (‪ \10‬ثانيا) من قانون رقم (‪ )48‬لسنة ‪ 1977‬بشأن إنشاء بنك فيصل اإلسالمي المصري‪ ،‬والمادة (‪)2\4‬‬
‫من قانون إنشاء المصارف اإلسالمية اللبناني‪ ،‬المادة (‪\4‬أوالً) من قانون المصارف والمؤسسات المالية والشركات االستثمارية‬
‫اإلسالمية رقم (‪ )6‬لسنة ‪.1985‬‬
‫(‪ )59‬د‪ .‬زكريا الدوري‪ ،‬د‪ .‬يسرى السامرائي‪ ،‬البنوك المركزية والسياسات النقدية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬عمان‪ ،‬االردان‪،2006 ،‬‬
‫ص‪210‬‬
‫(‪ ) 60‬د‪ .‬أحمد شعبان محمد علي‪ ،‬الصكوك والبنوك اإلسالمية أدوات لتحقيق التنمية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬ط‪ ،1‬االسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،2013 ،‬ص ‪.371‬‬
‫(‪ )61‬د‪ .‬أحمد محي الدين أحمد‪ ،‬عالقة البنك المركزي بالنسبة للمصرف اإلسالمي‪ ،‬المؤتمر االقتصادي األول‪ ،‬المنعقد باسم‬
‫حلقة نقاش األولى الستكمال تطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية في المجال االقتصادي الكويت‪ ،1993 ،‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )62‬د‪ .‬عامر العتوم ود‪ .‬عماد وفيق بركات‪ ،‬الرقابة المصرفية الكمية تقدير اقتصادي إسالمي‪ ،‬المجلة االردنية في الدراسات‬
‫اإلسالمية مجلد (‪ ،)10‬العدد ‪ ،2014 ،2‬ص ‪.57‬‬
‫(‪ )63‬د‪ .‬ياسر عبد الكريم الحوراني‪ ،‬تقييم بعض جوانب اختالالت العالقة الوظيفية بين البنك المركزي والمصرف اإلسالمي‪،‬‬
‫بحث منشور في مجلة إسالمية المعرفة_ مجلة فكرية فصلية محكمة يصدرها المعهد العالي للفكر اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪،16‬‬
‫السنة‪ ،1999 ،4‬ص ‪. 84‬‬
‫(‪ )64‬د‪ .‬وليد هويمل عوجان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫(‪ )65‬د‪ .‬عوف محمود الكفراوي‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬مركز االسكندرية للكتاب‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص ‪.388‬‬
‫(‪ )66‬د‪ .‬عبد الحميد الغزالي‪ ،‬أساسيات االقتصاديات النقدية وضعياً واسالمياً مع اإلشارة إلى اآلزمة العالمية‪ ،‬دار النشر‬
‫للجامعات‪ ،‬بدون ذكر طبعة وتاريخ‪ ،‬ص ‪ ،328‬أحمد شعبان محمد علي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،372‬فادي محمد الرفاعي‪،‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،170‬الغريب ناصر‪ ،‬أصول المصرفية اإلسالمية وقضايا التشغيل‪ ،‬توزيع دار أبوللو للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪ .244‬د‪ .‬عبد اللطيف حمزة نقالً‪ :‬عن د‪ .‬يوسف عودة غانم‪ ،‬د‪ .‬رائد صيوان عطوان‪ ،‬د‪.‬‬
‫عالء عمر محمد‪ ،‬إشكاليات إخضاع المصارف اإلسالمية لوسائل رقابة البنك المركزي التقليدية( دراسة قانونية مقارنة)‪ ،‬مجلة‬
‫الكوفة‪ ،‬العدد‪ ،30‬ص ‪.441‬‬
‫(‪ ) 67‬د‪ .‬محمود حسين سمحان‪ ،‬د‪ .‬حسين محمد سمحان‪ ،‬المصارف اإلسالمية األسس النظرية والتطبيقات العملية‪ ،‬دار‬
‫المسيرة للنشر والطباعة‪ ،‬ط‪ ،3‬عمان‪ ،2009 ،‬ص ‪.332‬‬
‫(‪ )68‬د‪ .‬محمود حسين سمحان‪ ،‬د‪ .‬حسين محمد سمحان‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.333_332‬‬

‫‪26‬‬

You might also like