Professional Documents
Culture Documents
Httpsfaculty Uobasrah Edu Iquploadspublications1642780820 PDF
Httpsfaculty Uobasrah Edu Iquploadspublications1642780820 PDF
(المشاكل والحلول)
أعداد
أ .د .عبد الباسط عبد الصمد أحمد أ .د .يوسف عودة غانم
ق ائمة المحتويات
الصفحة الموضوع
3 مقدمة
6 المبحث األول :مفهوم االحتياطي النقدي القانوني
7 المطلب األول :المقصود باالحتياطي النقدي القانوني
7 الفرع األول :تعريف االحتياطي النقدي القانوني
10 الفرع الثاني :أهمية االحتياطي النقدي القانوني في مواجهة األزمات االقتصادية
13 المطلب الثاني :تمييز االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية عن
االحتياطي اإللزامي في الشركات التجارية
16 المبحث الثاني :إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية
ووسائل مواجهتها
17 المطلب األول :إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع النقدية في
المصارف اإلسالمية
18 الفرع األول :إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع تحت الطلب
20 الفرع األول :إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع االستثمارية
24 المطلب الثاني :وسائل مواجهة إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني في
المصارف اإلسالمية
25 الفرع األول :االعفاء الكلي لالحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية
26 الفرع األول :االعفاء الكلي لالحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية
27 المطلب الثاني :الخاتمة
29 المصادر
1
المقدمة
النقدي القانوني واحدة من أهم األدوات الكمية للسياسة النقدية( )2التي تتولى ()1
عد نسبة االحتياطي
تُ ّ
الدولة عن طريقها القيام بمهمة الرقابة بواسطة أحد أجهزتها الفعالة في الشأن المصرفي المتمثلة ب ـ (البنك
المركزي) ،وقد أعطيت هذه الصالحية لذلك الجهاز فقط دون إشراك باقي السلطات النقدية ،لتحقيق االستقرار
في األسعار ،ورفع معدل النمو االقتصادي والمساهمة في تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات وتحسين قيمة
العملة ،مع المساهمة في تطوير المؤسسات المصرفية والمالية ،فضالً عن التحكم بحجم االئتمان المصرفي
ومراقبته كونه الجهة التي تقوم بعملية االقراض للمصارف ،وتفرض هذه النسبة من قبل جميع البنوك المركزية
حول العالم على المصارف بمختلف أنواعها التي تعمل تحت سلطتها ،إذ يحتفظ البنك المركزي بمقدار معين
من كل وديعة يتم إيداعها لدى تلك المصارف كاحتياطي نقدي(.)3
وقد بدأ استخدام هذا األداة من قبل السلطات النقدية ألول مرة في الواليات المتحدة االمريكية ،وذلك
بتأسيس بنك االحتياطي الفيدرالي فيها سنة ،1914من خالل الزام المصارف األعضاء باالحتفاظ لدى
دائن ٍ
بحد أدنى يعتمد على مقدار الودائع تحت الطلب واالستثمارية المعينة برصيد ٍ مصارف االحتياط
ّ
لديها(.)4
2
النقدية المتمثلة بـ(البنك المركزي) ،كما جاء ذلك في المادة ( )3من قانون المصارف اإلسالمية رقم ()43
لسنة 2015بالقول (تخضع المصارف اإلسالمية المؤسسة وفق أحكام هذا القانون لقانون البنك المركزي رقم
( )56لسنة 2004وقانون المصارف رقم ( )94لسنة .)...2004وبالعودة لكال القانونين نجدهما قد نصا
. صراحة على إخضاع المصارف وفروعها لرقابة البنك المركزي .
وتعرف المصارف اإلسالمية بأنه (مؤسسة مصرفية تلتزم في جميع معامالتها ونشاطاتها االستثمارية
ّ
وادارتها لجميع أعمالها بالشريعة اإلسالمية ومقاصدها وكذلك بأهداف المجتمع اإلسالمي داخليا وخارجياً)(.)6
فيما عرف البعض المصارف االسالمية بأنها (المؤسسات المصرفية التي تتعامل بالنقود على أسس االلتزام
بإحكام الشريعة اإلسالمية ومبادئها ،وتعمل على استثمار األموال بطرق شرعية ،وتهدف إلى تحقيق آفاق
التنمية االقتصادية االجتماعية السليمة)(.)7
ويرتبط ظهور فكرة المصارف اإلسالمية مع تطور الفكر االقتصادي اإلسالمي الحديث في بدايات
السبعينات من القرن العشرين ،انطالقاً من تحريم اإلسالم للربا (الفائدة) ،وقد ذهب الفكر اإلسالمي لضرورة
إعادة النظر في المؤسسات النقدية المصرفية في الدول اإلسالمية ،بالشكل الذي يلغي نظام الفوائد ،ويحل
محله مبدأ المشاركة في الربح والخسارة.
وال يوجد ثمة مانع من إخضاع المصارف اإلسالمية لالحتياطي النقدي القانوني ،بيد أن تطبيق
نسبة االحتياطي النقدي القانوني التي يستخدمها البنك المركزي على المصارف االسالمية قد يتعارض مع
خصوصية المبادئ التي تقوم عليها تلك المصارف ويؤدي إلى االصطدام بعدة عقبات ،كون هذه الوسيلة
الرقابية تطبق على المصارف التقليدية التجارية ،وتختلف طبيعة نظام األخيرة عن نظام المصارف اإلسالمية
الغراء ،وبصرف النظر عن طبيعة الودائع فيها وماهية نوعها، القائم على االلتزام بأحكام الشريعة اإلسالمية ّ
نحو من شأنه تعطيل دور المصارف االسالمية في استثمار الودائع ،سيما االستثمارية منها القائمة على على ٍ
قاعدة (الغنم بالغرم).
وبغية اإللمام بموضوع االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية فإننا سنحاول معالجته في
مبحثين :نخصص األول لبحث مفهوم نسبة االحتياطي النقدي القانوني ،فيما نتناول في الثاني اإلشكاليات
3
والحلول لتطبيق االحتياطي النقدي القانوني على المصارف اإلسالمية والوسائل المقترحة لمواجهتها .منتهجين
في ذلك أسلوب الدراسة المقارنة في دول أربع هي :العراق ،مصر ،لبنان ،االمارات العربية المتحدة.
المبحث األول
الفعالة في الشأن
تتولى الدولة في الوقت الحاضر القيام بمهمة الرقابة عن طريق أحد أجهزتها ّ
المصرفي (البنك المركزي ) ،ويكمن األساس القانوني لهذه الرقابة على المصارف اإلسالمية في أنها تمارس
أعمالها وأنشطتها المصرفية في إطار الدولة لكي تنظم (الدولة) العمل المصرفي ضمن األسس التي ترسمها
في فرض سياستها النقدية لتحقيق التوازن االقتصادي من خالل وسائل يستخدمها البنك المركزي لفرض
سيطرته المالية على المصارف التجارية التقليدية التي تكيفت مع هذه الوسائل كونها تمثل جزء من نظام
مصرفي واحد ال يوجد فيه اختالف من الجوانب القانونية التنظيمية والعملية ،لكن ظهور المصارف اإلسالمية
في الوسط المصرفي جعل هنالك نوع من عدم التوافق واالنسجام بينها وبين الوسائل الرقابية التي يستخدمها
البنك المركزي في ممارسة هذه المصارف ألنشطتها المختلفة ،سيما وسيلة االحتياطي النقدي القانوني لذلك
ال بد من وجود هيكل قانوني وتنظيمي مناسب لهذه المصارف لكونها تحتكم في تعامالتها ألحكام الشريعة
تحرم كل المعامالت والوسائل المبنية على الفائدة( ،)8مع ضرورة تمييز هذا االحتياطي عن
اإلسالمية التي ّ
االحتياطات األخرى سيما االحتياطي االلزامي للشركات التجارية وما يفرضه قانون الشركات رقم ()21
1997من نسب محددة لغرض تكوين ذلك االحتياطي ،لذلك سنتناول مفهوم نسبة االحتياطي النقدي
القانوني في مطلبين ،نخصص األول لتحديد المقصود باالحتياطي النقدي القانوني ،فيما نتناول في المطلب
الثاني تمييز االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية عن االحتياطي اإللزامي للشركات التجارية.
المطلب األول
يمثل االحتياطي النقدي القانوني أداة رقابية تلجأ إليها البنوك المركزية بقصد التأثير في مقدرة
المصارف التقليدية على الحد من منح االئتمان المصرفي االستثماري( ،)9إذ إن رفع نسبة االحتياطي القانوني
4
سيؤدي إلى إنقاص حجم االئتمان لعالج حاالت التضخم ،وخفض هذه النسبة لعالج حالة االنكماش،
وتتناسب فرض نسبة ا الحتياطي القانوني مع المصارف التقليدية للتأثير على حجم الودائع الموجودة في تلك
المصارف ،ويهدف البنك المركزي من خاللها توفير غطاء مالي ضامن لودائع العمالء اآلجلة وتحت
الطلب( .)10ومن أجل تحديد المقصود باالحتياطي النقدي القانوني فإننا سنقسم هذا المطلب إلى فرعين،
نتناول في األول تعريف االحتياطي النقدي القانوني ،فيما نتناول في الفرع الثاني أهمية االحتياطي النقدي في
مواجهة األزمات االقتصادية
الفرع األول
تعريف االحتياطي النقدي القانوني
يتمثل االحتياطي النقدي بنسبة محددة يفرضها البنك المركزي على المصارف بغية احتفاظها
بأرصدة لديه ،وهذه النسبة تمثل الحد األدنى الذي يجب االحتفاظ به لدى البنك المركزي ،فهي بمثابة مصدر
أمان للودائع عن طريق االحتفاظ بجزء منها لديه ،ويتم تغيير تلك النسبة بالزيادة أو النقصان تبعاً ألهداف
السياسة النقدية واالئتمانية.
وقد طرحت عدة تعاريف بشأن االحتياطي النقدي القانوني فقد عرفها جانب من الفقه بأنه (إجراء
نقدي يلزم المصرف المركزي بموجبه المصارف التجارية باالحتفاظ بنسبة معينة من ودائعها لديه لحماية
المودعين من مخاطر اإلفالس واألزمات ،مما يؤثر على قدرة المصارف التجارية على خلق االئتمان))(.)11
كما عرفت نسبة االحتياطي القانوني النقدي بأنها (ذلك الجزء من الودائع واألصول النقدية للمصرف
الذي يحتفظ به لدى البنك المركزي ) بل قد يفرض البنك المركزي هذه النسبة تجنباً للمخاطر المالية التي من
الممكن أن يتعرض لها المصرف من خالل (عبارة عن احتفاظ المصرف بنسبة معينة من كل وديعة لدى
البنك المركزي لتكون الخط األول في حالة تعرضه لمشاكل في السيولة)(.)12
وحظي االحتياطي النقدي القانوني بتنظيم تشريعي في مختلف الدول ،إذ نص المشرع العراقي على
هذه األداة في المادة ( )29من قانون البنك المركزي رقم ( )56لسنة 2004بالقول ( يتطلب البنك المركزي
العراقي من المصارف ،تنفيذاً للسياسة النقدية للعراق وبمقتضى اللوائح المنظمة في هذا الشأن ،أن تحتفظ
باحتياطي في شكل أرصدة نقدية أو ودائع لدى البنك المركزي الع ارقي ويتم االحتفاظ بمثل هذا االحتياطي في
5
حد األدنى المنصوص عليه والذي يحسب كمتوسط مستويات االحتياطي في نهاية اليوم خالل الفترات
الزمنية التي يحددها البنك المركزي العراقي والتي تتعلق بحجم ونوع ومواعيد استحقاق ودائع المصارف
واألموال المقترضة وغيرها من الخصوم التي يجوز للبنك المركزي العراقي أن يحددها .وال يسمح للمصارف
في أي وقت القيام بعمليات السحب على المكشوف على حسابات االحتياطي وتحتفظ كافة بنفس المستويات
من متطلبات االحتياطي المحدد لكل فئة من فئات الخصوم ويجوز لها الحصول على تعويض مالي مقابل
ذلك) .كما فرض المشرع العراقي في الفقرة الثانية من ( )29من قانون البنك المركزي العراقي الجزاء في حالة
عجز المصرف عن االحتفاظ بنسبة االحتياطي لدية بالقول( في حالة عجز أي مصرف عن االحتفاظ بالحد
األدنى من االحتياطي المطلوب المنصوص عليه في الفقرة ( )1يجوز للبنك المركزي العراقي أن يفرض نسبة
فائدة على سبيل العقوبة يتم تحصيلها على أساس عجز االحتياطي في هذا المصرف حتى تتم تغطية هذا
العجز).
فيما نص المشرع المصري في المادة ( )89من قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي رقم ()194
لسنة 2020على هذه األداة والتي جاء فيها (على كل بنك أن يحتفظ لدى البنك المركزي برصيد دائن
كاحتياطي ،وذلك بنسبة مما لدى البنك من الودائع يحددها مجلس اإلدارة ،ولمجلس اإلدارة أن يقرر تقديم
عائد على هذا الرصيد في األحوال التي يراها وبالضوابط التي يضعها .واذا خالف البنك ق اررات البنك
المركزي بشأن قواعد حساب نسبة االحتياطي ،جاز لهذا المجلس أن يخصم مبلغاً من رصيد البنك الدائن
لدى البنك المركزي يعادل قيمة سعر العائد االساسي لديه على قيمة العجز في الرصيد الدائن عن الفترة التي
حدث خاللها هذا العجز .واذ جاوز العجز ( )%5مما يجب أن يكون عليه الرصيد جاز لمجلس إدارة أن
يتخذ أياً من اإلجراءات المنصوص عليها في المادة ( )144من هذا القانون باإلضافة إلى خصم المبلغ
المشار إليه في الفقرة الثالثة من هذه المادة) .وبذلك فقد وضع المشرع المصري الجزاء عند مخالفة إلزامية
احتفاظ المصارف التجارية بنسبة من ودائعها لدى البنك المركزي ،كما أنفرد المشرع المصري باستحقاق
االحتياطي النقدي القانوني الذي تحتفظ به المصارف لدى البنك المركزي لفوائد وجعل ذلك من صالحيات
البنك المركزي حسب الضوابط والتعليمات(. )13
6
نص المشرع اللبناني على هذه األداة في المادة ( )76من قانون النقد والتسليف وانشاء
كما َ
المصارف ،بالقول ( ...د -إلزام المصارف بأن تودع لديه أمواالً (احتياطي أدنى) حتى نسبة معينة من
التزاماتها الناجمة عن الودائع واألموال المستقرضة التي يحددها (المصرف) باستثناء التزاماتها من النوع ذاته
كذلك فقد ذكر المشرع اإلماراتي هذه االداة القانونية من خالل المادة ( )96من قانون المصرف
المركزي والنظام النقدي وتنظيم المهنة المصرفية اإلماراتي رقم ( )10لسنة .1980
الفرع الثاني
تش ـ ـ ّـكل ه ـ ــذه األداة أو الوس ـ ــيلة الرقابي ـ ــة أح ـ ــدى الوس ـ ــائل الحديث ـ ــة والمهم ـ ــة الت ـ ــي تس ـ ــتخدمها البن ـ ــوك
المركزيـ ــة للتـ ــأثير فـ ــي قـ ــدرة المصـ ــارف التجاريـ ــة وغيرهـ ــا علـ ــى خلـ ــق االئتمـ ــان أو خلـ ــق الودائـ ــع ،ومـ ــن ثـ ــم
فهي تُعّد آلية من آليات البنوك المركزية في الرقابة على عمليات المصارف ككل(.)14
وبواسطة هذه األداة الرقابية ومن خالل التغييرات التي يحدثها البنك المركزي فيها يتم التأثير على
العرض النقدي وذلك بطريقتين ،هما مستوى االحتياطي الفائض ،والمضاعف النقدي (التوسع المضاعف في
الودائع) ،وذلك بقيام البنك المركزي بتخفيض حجم االحتياطي النقدي المطلوب من المصارف ،وهذا ما
يسمح لألخيرة بتكوين احتياطاتها عن الحجم المطلوب ،مما يزيد من مقدار المضاعف النقدي للودائع ،ومن
ثم تزداد مقدرتها على منح قروض إضافية ،مما يؤدي إلى زيادة الحجم النقدي ،والعكس بالعكس فعندما تتم
زيادة نسبة االحتياطي النقدي من قبل البنك المركزي ،يتطلب من المصارف تخفيض حجم قروضها،
وبالنتيجة انخفاض العرض النقدي للمصارف(.)16
7
ويستند الغرض الرقابي للبنك المركزي إلى المهام التي يقوم بها والتي أوردتها قوانين البنوك المركزية
في الدول المقارنة( ،)17وتكمن الغاية من فرض هذه األداة في ضمان السيولة النقدية للمصارف واالستجابة
الفورية للمودعين حفاظاً على ثقتهم ،أما في النظم المصرفية الحديثة في الدول المتقدمة التي تتميز بوجود
ومتقدمة ،وبوجود نظام التأمين على الودائع ،فقد أضحى الهدف األساس لهذه السياسة هو
َ أسواق مالية كبيرة
استخدامها كأداة ل لتأثير على المتغيرات النقدية المختلفة كـ(التضخم وحجم االئتمان) ،أما في الدول النامية
حيث ال ت وجد أسواق مالية فعالة وال أنظمة للتأمين على الودائع ،فال زالت سياسة االحتياطي القانوني تقوم
بدور مهم في الحفاظ على السيولة المالية للمصارف ،والحفاظ على حقوق المودعين ولذلك تكون نسبة
االحتياطي مرتفعة مقارنة بالدول األخرى( .)18ويكون للبنك المركزي الصالحية القانونية في بسط السياسة
النقدية تبعاً للظروف المالية التي تمر بها الدولة ،بحيث يتحقق التوازن واالستقرار بالشكل الذي يحول دون
حصول أو ظهور حالة التضخم أو االنكماش( .)19فضالً عن أن نسبة االحتياطي تستعمل من قبل البنك
المركزي لحماية المودعين في حالة وقوع المصارف في حالة تعثر مالي ،كما أنها تمثل الطريقة المثلى
للتحكم في السيولة لمواجهة أزمات الركود االقتصادي( .)20بل يكون للبنك المركزي صالحية تغيير نسبة
االحتياطي القانوني كوسيلة لتحقيق الرقابة على االئتمان باعتباره بنك البنوك وينبغي احتفاظه بنسبة أو جزء
من االحتياطي النقدي الخاص بالمصارف ،بحيث يعطى للبنك المركزي السلطة القانونية في تغيير مقدار
()21
. نسبة االحتياطي
ولم ـ ـ ــا ك ـ ـ ــان البن ـ ـ ــك المرك ـ ـ ــزي ه ـ ـ ــو ال ـ ـ ــذي يق ـ ـ ــرر نس ـ ـ ــبة االحتي ـ ـ ــاطي الق ـ ـ ــانوني التـ ـ ـ ـي يتع ـ ـ ــين عل ـ ـ ــى
درك مضـ ــمون هـ ــذه السـ ــلطة مـ ــن خـ ــالل تأثيرهـ ــا علـ ــى
المصـ ــارف االلت ـ ـزام بهـ ــا ،بحيـــث أصـــبح مـــن الســـهل إ ا
الع ـ ــرض النق ـ ــدي ،ف ـ ــإن مم ـ ــا ال ش ـ ــك في ـ ــه أن قـ ـ ـرار البن ـ ــك المرك ـ ــزي بتخف ـ ــيض نس ـ ــبة االحتي ـ ــاطي الق ـ ــانوني
يتـ ــيح للمصـ ــارف تكـ ــوين فـ ــائض مـ ــن االحتيـ ــاطي يمكنهـ ــا مـ ــن التوسـ ــع فـ ــي االق ـ ـراض واالسـ ــتثمار ومـ ــن ثـ ــم
التـ ـ ــأثير علـ ـ ــى الع ـ ـ ــرض النقـ ـ ــدي بالزيـ ـ ــادة والعك ـ ـ ــس تمام ـ ـ ـاً إذ ي ـ ـ ــؤدي ق ـ ـ ـرار البنـ ـ ــك المرك ـ ـ ــزي بزيـ ـ ــادة نس ـ ـ ــبة
ـتتبعه ذلـ ــك مـ ــن التـ ــأثير علـ ــى
االحتيـ ــاطي القـ ــانوني إلـ ــى ظهـ ــور العجـ ــز فـ ــي احتياطـ ــات المصـ ــارف ومـ ــا يسـ ـ ُ
()22
. العرض النقدي بالنقصان
8
نستنتج مما سبق أن اتخاذ البنك المركزي لق اررات التخفيض أو الزيادة بنسبة االحتياطي القانوني
يكون تبعاً للحالة االقتصادية التي تمر بها الدولة ،فيسعى البنك المركزي في حالة الركود(االنكماش)
االقتصادي إلى تحفيز المصارف على التوسع في منح االئتمان والقيام باالستثمارات التجارية المختلفة،
ويكون هذا التحفيز بصورة غير مباشرة من خالل خفض نسبة االحتياطي القانوني المفروض عليها ،بهدف
معالجة حالة الركود القائمة في الدولة ،والعكس من ذلك في حالة التضخم النقدي؛ إذ يقوم البنك المركزي
بزيادة نسبة االحتياطي على ٍ
نحو من شأنه تخفيض قدرة المصارف على منح االئتمان واالستثمار في شتى
المجاالت( .)23لذلك يالحظ وجود عالقة عكسية لخفض أو زيادة نسبة االحتياطي القانوني مع الحاالت
االقتصادية المختلفة.
المطلب الثاني
تمييز االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية عن االحتياطي اإللزامي في الشركات التجارية
تستلزم دراسة االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية ضرورة تمييزه عن االحتياطات
األخرى ،سيما االحتياطي القانوني (االلزامي) في الشركات التجارية ،لبيان حقيقة كل منها من حيث االحتفاظ
بمبالغ األرباح ،وطريقة استخدامها ،والغرض منها.
ويقصد باالحتياطي اإللزامي بأنه عبارة عن (أرباح غير موزعة تحتفظ بها الشركة لحساب المساهمين
فتصير مدينة لهم بها)( .)24أو انها (األرباح التي لم توزعها الشركة وتحتفظ بها لمواجهة خسائر محتملة أو
لضمان توزيع األرباح على وجه مستقر أو لزيادة راس مال الشركة وتقوية ائتمانها)(.)25
ويتشابه االحتياطي اإللزامي مع االحتياطي النقدي القانوني في أن كالمها أرباح غير موزعة تعود
للمؤسسة سواء كانت شركة أو مصرف يتم االحتفاظ بها ،وفي أن كل منهما وارد بنص قانوني؛ إذ تناول
المشرع العراقي االحتياطي النقدي القانوني للمصارف ككل في المادة ( )29من قانون البنك المركزي(،)26
كما تناول المشرع في قانون الشركات التجارية االحتياطي اإللزامي في المادة ( .)73وكالهما يخضعان
لجهات رقابية مختصة في الشأن المصرفي (البنك المركزي) ،وأخرى تتمثل بمراقبة (مسجل الشركات
9
التجارية) .لكن يختلف االحتياطي القانوني النقدي عن االحتياطي اإللزامي من حيث جهة االحتفاظ
باالحتياطي ،ونسبة االحتفاظ به ،والغرض من هذا االحتفاظ.
إذ إن االحتياطي اإللزامي للشركات التجارية عبارة عن مبالغ مقتطعة من األرباح الصافية توضع
تحت تصرف الهيئة العامة للشركة الستخدامها وفقاً لألغراض التي حددها القانون أو النظام األساسي
للشركة ،كما جاء ذلك جلياً في المادة ( )73من قانون الشركات التجارية العراقي رقم ( )21لسنة 1997
المعدل .فيما يفرض االحتياطي النقدي القانوني على المصارف اإلسالمية فقط دون بقية االحتياطات لتعلق
ذلك بالجانب المالي الرقابي عند فرضه من قبل السلطة النقدية المتمثلة بالبنك المركزي كجهة رقابية بناء
على أسباب اقتصادية تأمينية في حماية المساهمين والمودعين في حالة تعرض المصرف للنقص في رأس
المال األمر الذي يستوجب تعويض النقص الحاصل من قبل هذا االحتياطي(.)27
كما حدد قانون الشركات التجارية العراقي في المادة ( )73نسبة االحتياطي اإللزامي المقتطع من
األرباح غير الموزعة بالقول (يوزع الربح الصافي للشركة بعد استيفاء جميع االستقطاعات القانونية على
الوجه اآلتي :أوالً )%5( :خمس من المئة في األقل كاحتياطي إلزامي حتى يبلغ ( )%50خمسين من المئة
م ن رأس المال المدفوع ،ويجوز بقرار من الهيئة العامة االستمرار في االستقطاع لحساب االحتياطي اإللزامي
بما ال يجاوز ( )%100مئة من المئة من رأس المال المدفوع .ثانياً :يوزع الباقي من الربح أو جزء منه على
األعضاء حسب أسهمهم أو حصصهم حسب األحوال)(.)28
في حين حظى االحتياطي النقدي القانوني بأهمية عن طريق تناوله في التشريعات المقارنة بنصوص
قانونية صريحة ،إذ نص المشرع العراقي على هذه األداة في الفقرة الثانية من المادة ( )4من قانون المصارف
اإلسالمية العراقي بالقول (يحتفظ المصرف برصيد احتياطي وفقاً لما يحدده البنك المركزي العراقي) .كما
تناول الغرض وآلية فرضها في المادة ( )29من قانون البنك المركزي رقم ( )56لسنة .2004
تجدر اإلشارة إلى أن البنك المركزي قد حدد االحتياطي النقدي بنسبة ( )%15من اجمالي الودائع
المصرفية اعتبا اًر من أول أيلول 2010بعدما كان ذلك االحتياطي بنسبة( )%20قبل التاريخ المذكور(.)29
10
ويكمن الغرض من فرض االحتياطي اإللزامي فيما ذكرته المادة ( )74من قانون الشركات التجارية
العراقي والتي جاء فيها ( :أوالً :يستخدم االحتياطي ألغراض توسيع وتطوير أعمال الشركة ،وتحسين ظروف
العمل والعمال فيها ،واالشتراك في تأسيس مشروعات لها عالقة بنشاط الشركة ،واإلسهام في حماية البيئة
وبرامج الرعاية االجتماعية .ثانياً :إطفاء خسائر الشركة من االحتياطي بما ال يتجاوز ( )%50من المئة منه،
وما زاد عن ذلك يكون خاضعاً لموافقة المسجل والجهة القطاعية المختصة).
بينما يكمن الهدف األساس من فرض هذه األداة على المصارف اإلسالمية في ضمان السيولة
النقدية للمصارف واالستجابة الفورية للمودعين حفاظاً على ثقتهم من خالل استخدام البنك المركزي
االحتياطي النقدي القانوني كأداة تأمينية لضمان الودائع ،كما قد تستخدم كأداة للتأثير على المتغيرات النقدية
المختلفة كـ(التضخم وحجم االئتمان) .ويكون للبنك المركزي الصالحية القانونية في بسط السياسة النقدية تبعاً
للظروف المالية التي تمر بها الدولة ،بحيث يتحقق التوازن واالستقرار بالشكل الذي يحول دون حصول أو
ظهور حالة التضخم أو االنكماش( .)30فضالً على أن نسبة االحتياطي تستعمل من قبل البنك المركزي
لحماية المودعين في حالة وقوع المصارف في حالة تعثر مالي ،كما أنها تمثل الطريقة المثلى للتحكم في
السيولة لمواجهة أزمات الركود االقتصادي( .)31بل يكون للبنك المركزي صالحية تغيير نسبة االحتياطي
القانوني كوسيلة لتحقيق الرقابة على االئتمان باعتباره بنك البنوك ويجب أن يحتفظ بنسبة أو جزء من
االحتياطي النقدي الخاص بالمصارف ،بحيث يعطى للبنك المركزي السلطة القانونية في تغيير مقدار نسبة
االحتياطي(.)32
لكن تطبيق هذه األداة الرقابية من قبل البنك المركزي على المصارف اإلسالمية قد ال يتناسب مع
طبيعتها في استثمار الودائع وفق معامالت وعقود إسالمية( ،)33األمر الذي سيؤدي إلى وجود عقبات قانونية
في تطبيق هذه األداة على المصارف اإلسالمية ،وهذا ما سنحاول الوقوف عليه من خالل المبحث التالي.
المبحث الثاني
إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على المصارف اإلسالمية ووسائل مواجهتها
11
الحظنا مما سبق أن الهدف من استخدام البنك المركزي لنسبة االحتياطي القانوني هو التأثير في
قدرة المصارف على خلق النقود من خالل التحكم في حجم االئتمان الذي تستطيع أن تمنحه هذه المصارف،
وذلك بتخفيض هذه النسبة لزيادة قدرة المصارف على االستثمار ،كما أنها تسهم في زيادة العرض النقدي
واحداث الموجات التضخمية والعكس بالعكس ،وفي الوقت ذاته يمكن أن تكون هذه النسبة أداة رقابية في
الحد أو القضاء على آ ثار التضخم نتيجة قدرة المصارف على التوسع في منح االئتمان وخلق النقود ،وقد
يهدف البنك المركزي من استخدام هذه السياسة إلى تأمين طلبات العمالء ألي مسحوبات طارئة على
ودائعهم ،بقصد حماية أموال المودعين وضمان ردها إليهم ،ناهيك عن ضمان سالمة تنفيذ السياسة النقدية
من قبل البنك المركزي( .)34لكن هذا ال يحول دون وجود عقبات عند تطبيق نسبة االحتياطي القانوني النقدي
على المصارف اإلسالمية من قبل البنك المركزي ،لذا فإننا سنقسم هذا المبحث إلى مطلبين ،نتناول في
األول اشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية ،فيما نتناول في المطلب الثاني
وسائل مواجهة تلك اإلشكاليات.
المطلب األول
إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع النقدية في المصارف اإلسالمية
عد األموال الناتجة عن الودائع النقدية من الموارد الهامة لرفد المصارف اإلسالمية بالمصادر المالية
تُ ّ
التي تحتاجها في عملياتها المصرفية ،بما في ذلك العمليات المتعلقة بحفظ وتشغيل الودائع والتي تحتاج الى
أموال لكي تقوم المصارف اإلسالمية بدور األمين على هذه الودائع أو المستثمر أو الوسيط بين العميل
والمستثمر ،كما جاء ذلك في أطار تعريف األمانة في القانون المدني العراقي بأنها (المال الذي وصل إلى
يد أحد بإذن من صاحبه حقيقة أو حكماً ،ال على وجه التمليك ،وهي إما أن تكون بعقد استحفاظ كالوديعة
.)35()...فضالً عن الجانب االستثماري ألموال الودائع النقدية ،وحيث أن الوديعة التي يعرفها المشرع العراقي
هي الوديعة النقدية وذلك بالنص عليها في كل من قانون المصارف العراقي وقانون البنك المركزي
()36
،فكانت السبب وراء بحثها. العراقي
وقد ع ّرف الفقه القانوني الوديعة المصرفية النقدية بأنها (النقود التي يعهد بها األفراد أو الهيئات
مساو لها إليهم لدى الطلب أو بالشروط المتفق ٍ إلى البنك على أن يتعهد األخير بردها أو برد مبلغ
12
عليها)( .)37في حين عرفها جانب آخر من الفقه بأنها (عبارة عن النقود التي يودعها العميل في المصرف،
على أن يعيدها المصرف إلى المودع عند الطلب أو بعد أجل محدد)(.)38
وتطبق نسبة االحتياطي النقدي القانوني على الودائع النقدية في المصارف اإلسالمية بنوعيها تحت
الطلب (الجارية) والودائع ألجل( االستثمارية) ،لذا سنتناول كل منهما في فرعين مستقلين من خالل التركيز
على إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع تحت الطلب والودائع ألجل (االستثمارية).
الفرع األول
إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع تحت الطلب
عد الودائع تحت الطلب أو الحسابات الجارية إحدى العمليات المصرفية المعاصرة ،وهي من
تُ ّ
أشهرها على صعيد العمل المصرفي( .)39وقد عرفها البعض بأنها (مبالغ نقدية يودعها األفراد أو الشركات
أو المؤسسات لدى المصرف للسحب منها أو عليها عند الحاجة ،على أن يتعهد المصرف برد مثلها(مقدا اًر
ونوعاً) عند الطلب)(.)40
()41
عد الودائع الجارية في
وتفتح المصارف لهذا النوع من الودائع حسابات تسمى بالحسابات الجارية ،وتُ ّ
المصارف التقليدية بمثابة القرض ،بحيث تنتقل ملكيتها إلى المصرف ليقع عليه التزام بردها للمودعين مع فوائدها
بصرف النظر عن نتائج النشاط وتحقيقه النجاح أو الخسارة ،ويكون بذلك ضامناً لها ،ومن ثم تطبيق نسبة
()42
عد الودائع في المصارف اإلسالمية جميعها
االحتياطي على ودائع المصارف التقليدية ال إشكالية فيه ،بينما ال تُ ّ
قروضاً ،فالودائع الجارية هي تلك التي ال يهدف أصحابها ،من إيداعها الحصول على الربح أو الفائدة ،وانما
يحركهم لإليداع دوافع عديدة منها :توفير السيولة في المعامالت أو االنتفاع بالخدمات المصرفية التي يقدمها
المصرف أو الحاجة إلى االحتفاظ باألموال التي لديهم في مكان آمن ،ويلتزم المصرف بردها عند الطلب دون
زيادة ،من خالل تلبية أوامر المودعين للسحب من حساباتهم عند الطلب سواء باستخدام الصكوك أو أوامر الدفع،
وللمصرف أن يتصرف فيها ،وأن يستثمرها لصالحه وعلى ضمانه( .)43بحيث يتم معاملتها معاملة الودائع الجارية
في المصارف التقليدية وال تختلف عنها وتُ َعّد بمثابة القرض وتطبق عليها ذات األحكام المطبقة على المصارف
التقليدية ومن ضمنها ضمان الرد إلى أصحابها ولكن بدون فوائد ألنه يمثل قرضًا حسناً ،وال توجد إشكالية في
13
تطبيق سياسة االحتياطي على هذه الودائع في المصارف اإلسالمية باقتطاع جزء منها واالحتفاظ به لدى البنك
المركزي ،على أن يتم استثماره انطالقًا من القاعدة الفقهية (الخراج بالضمان) التي تعني أن المصرف اإلسالمي
يلتزم بضمان رد األموال المودعة لديه (الودائع الجارية) للمودعين لكي يستحق المصرف أرباحها ،فيتحمل بذلك
مخاطر استثمارها من قبله(.)44
إال أن مطالبة البنك المركزي للمصارف اإلسالمية بإيداع نسبة معينة من أرصدة الودائع الجارية ،بدون
عد في صورتها المجردة حالة من حاالت وضع اليد على أموال مملوكة للغير بغير حق ،إذ يفترض هذا
مقابل تُ ّ
الرأي أن جميع المصارف العاملة في الجهاز المصرفي تخضع في تعامالتها ألحكام الشريعة اإلسالمية ،وأن
التكييف الفقهي لهذه الودائع كقرض ينتقل من العميل ( المودع) إلى المصرف ،وحيث أن معظم المصارف
العاملة في الدولة تابعة للقطاع الخاص ،فإن إلزام هذه المصارف بإيداع نسبة معينة من هذه الودائع لدى البنك
المركزي بدون مقابل وبصفة مستمرة ودون توافر مبررات شرعية كافية تساند هذا الفعل ُي ّ
عد من قبيل التعسف في
استعمال الحق.
بيد أن تطبيق نسبة االحتياطي النقدي القانوني من قبل البنك المركزي على الودائع تحت الطلب في
المصارف اإلسالمية جاء وفقاً للقوانين المصرفية المقارنة على الرغم من ضمانها من قبل المصرف
اإلسالمي بردها في الموعد المحدد لها أو بعد إخطاره بضرورة تسليمها للمودع .وأن التطبيق يشمل
المصارف اإلسالمية والتقليدية على ٍ
حد سواء وهذا ما أشارت إليه المادة (\4ثانيا) من قانون المصارف
اإلسالمية العراقي رقم ( )43لسنة 2015بالقول (يحتفظ المصرف برصيد احتياطي وفقاً لما يحدده البنك
المركزي العراقي)(.)45
الفرع الثاني
إشكاليات تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على الودائع االستثمارية
تعرف الودائع االستثمارية بأنها (الودائع التي يقصد أصحابها من وضعها االستثمار لتحقيق الربح)(.)46
ُ
وتتصرف المصارف اإلسالمية بأموال المودعين بشكل مبدئي بناء على عقد المضاربة أو المشاركة في
ّ
األرباح والخسائر الذي لكل منهم شروطه( ،)47وتحصل المصارف على نسبة من األرباح سواء كانت بطريق
14
المضاربة في األموال فقط بأن يأتي المودع بها باعتباره مالكاً لرأس المال ،فيما يكون المصرف مستثم اًر لتلك
األموال أو طريق طرف ثالث يدخل في هذه العالقة باالتفاق مع المصرف اإلسالمي وهنا يتحمل المودع
الخسارة وحده ويخسر المصرف جهده في النشاط االستثماري ،أو بطريق المشاركة بين المصرف اإلسالمي
والعميل المودع برأس مال لكل منهما بهدف استثمارها في شتى المشاريع التي ال تخالف احكام الشريعة
اإلسالمية ،ويتقاسم كل منهما الربح والخسارة(.)48
عد أموال المودعين في المصارف التقليدية بمثابة القرض ،بحيث تختلف عالقة المودعين في
إذ تُ ّ
المصارف اإلسالمية عن العالقة بينهم وبين المصارف التقليدية ،كونها تقوم على رابطة المشاركة ،وليس
على رابطة دائن ومدين ،على أساس أن المصارف التقليدية تعمل على جمع االموال لديها ،وتقديمها
للمقترض الذي يدفع أعلى فائدة ،بحيث ال تبقى لصاحب الوديعة أية عالقة بها ،بحيث ال يعلم بآلية
استثمارها ،في حين تحدد طبيعة العالقة بين أصحاب الودائع والمصارف اإلسالمية بحسب نوع الودائع،
بالنسبة للودائع تحت الطلب تكون العالقة واحدة في المصارف اإلسالمية والتقليدية ،ألنها تكون ضامنه لتلك
الودائع برؤوس أموالها واحتياطاتها ،ومن ثم فإن المودعين في المصارف اإلسالمية ال حق لهم في أرباح
كيف مركزهم على أنهم مقرضون بال فوائد ،أما بالنسبة للودائع االستثمارية التي تستثمر سواء
المصرف ،وي ّ
بصيغ المشاركة أو المضاربة ،فعالقة أصحابها قائمة على أساس المشاركة في الربح والخسارة ،فهم
يساهمون في مخاطر االستثمار ،وفي نتائجه علماً بأنهم ال يحصلون على عائد ثابت عن استثمار ودائعهم
كما هو الحال بالنسبة للفائدة في المصارف التقليدية ،وانما تفرض لهم حصة من األرباح المتحققة من
المشروعات التي يمولها المصرف(.)49
وبما أن طبيعة األموال في المصارف اإلسالمية تختلف عن المصارف التقليدية ،فهي تعمل وفق
أحكام الشريعة اإلسالمية بتوظيفها نقود حقيقية تحت سيطرتها ،ويكون مأذوناً لها في التصرف بها ،فهي ال
تقوم بمضاعفة االئتمان وايجاد الودائع ،وال تتعامل بالربا أو الفائدة ،لذا فإن توافر السيولة النقدية لدى
المصارف اإلسالمية يحكمها طبيعة ما يودع لديها من أموال وحسب شروط المودعين وتعليماتهم ،فتكون يد
المصرف في عقد المضاربة يد أمانة وليس ضمان ،كما أن حسابات االستثمار في المصارف اإلسالمية
ونظ اًر الختالف طبيعتها عن الودائع اآلجلة في المصارف التقليدية يجب إال تخضع لمتطلبات االحتياطي
15
النقدي ،رغم أن الغاية من فرض هذه االداة هو حماية المودعين إال أن نسبة هذه األموال في المصارف
اإلسالمية هي أقل مقارنة بالودائع االستثمارية(.)50
إذ يكمن الخالف في الودائع االستثمارية لدى المصارف اإلسالمية المراد تطبيق االحتياطي القانوني
عليها ،ألنه إذا كان ثمة مبرر يدفع البنك المركزي لحماية أموال المودعين في المصارف اإلسالمية ،فإن
نسبة هذه الودائع (تحت الطلب) قد ال تتجاوز %10من إجمالي الودائع ،وهي نسبة قليلة مقارنة بالودائع
االستثمارية التي تقابل الودائع االدخارية في المصارف التقليدية(.)51
إذ إن إيداع األموال في المصارف اإلسالمية من أجل استثمارها على أساس المضاربة أو المشاركة
يسبقها عقد وكالة يحق للمصرف بموجبه القيام بالعمليات االستثمارية ،بالشكل الذي يمنع تملك المصرف
اإلسالمي للودائع االستثمارية بحيث تبقى ملكاً ألصحابها ،وتكون يد المصرف يد أمانة وال ضمان عليه لتلك
الودائع ،ويوزع الربح بينهما حسب االتفاق ،واذا حصلت الخسارة يتحملها صاحب المال فقط إال في حالة
التعدي والتقصير من قبل المصرف(.)52
عد هذه الودائع قرضاً بل ُك َيفت على أنها عقد وكالة يمنحها المودعين للمصرف عن أموالهم
لذا ال تُ ّ
ليستثمرها وفق الصيغ الشرعية من المضاربة أو المشاركة على أن يتم اقتسام األرباح والخسائر فيما بينهم.
كما أن فرض االحتياطي النقدي على الودائع االستثمارية لدى المصارف اإلسالمية من شأنه أن
يبعد بعض أموال المصرف وأموال المودعين عن االستغالل الحقيقي لهذه األموال بغير وجه حق نظ اًر لما
يترتب عليه من تفويت فرصة تحقيق األرباح من استثمار تلك األموال المحتجزة كاحتياطي من قبل البنك
()53
المركزي ،إذ ُي ّ
عد ذلك بمثابة تجميد واحتجاز ألموال مقتطعة من الودائع االستثمارية مما يترتب عليه من
قلة مردود هذه الودائع ،بل أن العديد من التشريعات قد أعفت هذه الودائع من نسبة االحتياطي القانوني
تماشياً مع طبيعة الودائع االستثمارية(.)54
كما ذهب جانب من الفقه إلى أن المصارف اإلسالمية وغيرها ال تستفيد من االحتياطي النقدي
القانوني في شيء ،أكثر من االستجابة ألوامر البنك المركزي لتعزيز السالمة المالية ،إذ ال يترتب للمصارف
حق الحصول على عائد مالي من هذه االيداعات في شكل سعر فائدة ،لكن تقوم المصارف بدفع هذه
الخسارة تجاه العمالء بدالً عنها عن طريق رفع سعر الفائدة ،كما تقوم المصارف برفع اعباء قيمة القروض
هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى فإن زيادة نسبته من شأنه أن يؤثر سلباً على منافسة المصارف اإلسالمية
في السوق المصرفية بسبب إضعافه للعائد على ودائع االستثمار(.)55
16
مع اإلشارة إلى أن ثمة من يرى أن في تطبيق االحتياطي النقدي القانوني بأسلوبه التقليدي على
المصارف اإلسالمية من شأنه إلحاق ضرر كبير ،ألن مؤدى ذلك تجميد جزء من األموال المودعة في
الحسابات االستثمارية ،وهذا بحد ذاته يتعارض مع طبيعة هذه الحسابات التي يودعها أصحابها بقصد
استثمارها بواسطة المصرف اإلسالمي متحملين في ذلك عواقب ومخاطر االستثمار في الربح والخسارة ،لذا
يجب على البنك المركزي عدم تطبيق هذه األداة على الودائع االستثمارية في المصارف اإلسالمية وانما
يمكن تطبيقه على الودائع الجارية فقط ولو بنسبة تزيد على نسبة تطبيقه في المصارف التقليدية(.)56
بل ذهب جانب من الفقه إلى أن فرض نسبة االحتياطي النقدي على الودائع االستثمارية في
المصارف اإلسالمية فيها محاباة للمصارف التقليدية على حساب المصارف اإلسالمية ،ومن شأنه تعطيل
جزء من ودائع االخيرة عن االستثمار ،مما يؤدي في النهاية إلى تخفيض نسبة األرباح الموزعة على
أصحاب الحسابات االستثمارية ،مما يجعل المصرف اإلسالمي يحصل على أرباح أقل من النسبة المفترضة،
وبالتأكيد فإن هذا ال يعكس كفاءة االستثمار لدى المصرف اإلسالمي(.)57
ويتم تطبيق نسبة االحتياطي النقدي القانوني على الودائع االستثمارية من قبل البنك المركزي العراقي
في المصارف اإلسالمية بموجب المادة (/4ثانيا) من قانون المصارف اإلسالمية العراقي( ،)58دون مراعاة
لخصوصية هذه الودائع ،إذ إن العالقة التي تربط المودعين بتلك المصارف قائمة على أساس المشاركة في
الربح والخسارة ،وال يسأل المصرف في حال خسارة األموال إال في حالت التعدي والتقصير ،فهذه األموال
دفعت ألجل االستثمار من قبل المودعين للمصارف اإلسالمية متحملين بذلك مخاطر خسارة هذه األموال.
المطلب الثاني
وسائل مواجهة إشكاليات االحتياطي النقدي القانوني على المصارف اإلسالمية
لقد وجدت وسيلة االحتياطي النقدي القانوني أساساً لضبط ومراقبة المصارف على منح االئتمان،
الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى تغييرات في العرض النقدي ال تحقق االستقرار المستهدف ،فالمصارف التقليدية
17
تقوم بتوليد النقود االئتمانية نتيجة زيادة الطلب على االئتمان تبعاً لزيادة حاجة النشاط االقتصادي خاصة في
فترات الرواج االقتصادي سعياً وراء تحقيق أكبر ربح ممكن ،فيما تميل تلك المصارف في فترات األزمات إلى
التقليل من عمليات اإلقراض تجنباً لمخاطر التوقف عن الدفع ،أي أن المصارف التقليدية تتوسع في حجم
االئتمان وتقلل منه بصرف النظر عن التطور الحقيقي في اإلنتاج( .)59أما المصارف اإلسالمية فإنها حين
تولد النقود عن طريق االئتمان ،فلن يكون ذلك بعيداً عن قيم اإلنتاج الحقيقي ،كما ال يكون عن طريق
اإلقراض بالفائدة( . )60وبالنظر لمبررات البنك المركزي في تطبيق االحتياطي النقدي القانوني ،يالحظ أنها ال
توائم طبيعة األموال في المصارف اإلسالمية لذلك قدمت حلول بديلة لوسيلة االحتياطي النقدي القانوني على
الودائع ألجل (االستثمارية) في المصارف اإلسالمية ،وسنحاول تحديد تلك الحلول من خالل الفرعين اآلتيين:
نتناول في األول اإلعفاء الجزئي لالحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية ،فيما نتناول في الفرع
الثاني اإلعفاء الكلي لالحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية.
قدمت العديد من الحلول إلشكالية تطبيق االحتياطي النقدي القانوني على المصارف اإلسالمية
لغرض التخفيف من حدة تأثيرها على الودائع في تلك المصارف مع اإلبقاء عليه بنسب أقل عما هو الحال
بالنسبة للودائع الجارية منها ،من خالل تقرير مستويات أقل لنسب االحتياطي النقدي القانوني المقتطع من
الودائع االستثمارية في المصارف اإلسالمية ،أو بدخول المصارف بحصص في بعض المشاريع القومية
الرابحة واحتساب تلك الحصص من االحتياطي النقدي القانوني(.)61
فيما أقترح بعض الفقهاء بإمكانية إلزام المصارف اإلسالمية باالحتياطي النقدي القانوني على جميع
ودائعها ولكن بنسبة أقل مما يفرض على المصارف التقليدية كما هو الحال في السودان .إذا تم بنسب
متساوية على جميع الودائع بدون تمييز وبهذه الكيفية تتمكن الودائع الجارية من تغطية هذا االحتياطي بأكمله
من دون تعطيل جزء من ودائع االستثمار باقتطاع االحتياطي النقدي القانوني منها( .)62فضالً عن استبدال
سعر الفائدة الجزائي الذي يفرض على المصارف اإلسالمية في حالة عدم االلتزام باالحتياطي النقدي
القانوني لعدم انسجامها مع طبيعة هذه المصارف والتعويض عنها بغرامات مالية حسب حجم المخالفة(.)63
18
كما أقترح أن يكون االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية المفروض على الودائع
()64
االستثمارية أقل من نسبة المفروضة على ودائع التوفير والودائع ألجل في المصارف التقليدية
وبهذا فإن بإمكان البنوك المركزية عن طريق تغيير نسبة االحتياطي النقدي القانوني التأثير على
حجم االئتمان بالنسبة للمصارف التقليدية ،ففي أوقات التضخم يلجأ البنك المركزي إلى رفع نسبة االحتياطي
النقدي القانوني ،أما في وقت الكساد فيلجأ البنك المركزي إلى تخفيض تلك النسبة(.)65
ذهب جانب من الفقه إلى ضرورة إعفاء الودائع االستثمارية من االحتياطي النقدي القانوني ألن
تطبيق االحتياطي النقدي القانوني بأسلوبه التقليدي على المصارف اإلسالمية فيه جور كبير ألنه يعني
تجميد جزء من األموال المودعة في الحسابات االستثمارية ،األمر الذي يتعارض مع طبيعة هذه الحسابات
التي يودعها أصحابها الستثمارها بواسطة المصرف اإلسالمي متحملين معه عواقب االستثمار في الربح
والخسارة ،فضالً عن أن الودائع االستثمارية مشروطة على المصرف اإلسالمي من قبل العمالء (المودعين)
استخدامها في مجاالت انتاجية ومشروعات ربحية وليس تعطيل االستفادة منها لتغطية متطلبات االحتياطي
النقدي القانوني ،مع إبقاء االحتياطي النقدي بالنسبة للودائع الجارية كمثيالتها في المصارف التقليدية تحسباً
لحاالت السحب المكثفة غير العادية مع ضرورة مراعاة طبيعة نشاط المصارف اإلسالمية عند تحديد
االحتياطي النقدي على ودائعها(.)66
ونعتقد بجدارة الرأي المطالب بحل إشكالية االحتياطي النقدي القانوني عن طريف إعفاء الودائع
االستثمارية إلى أقل نسبة ممكنة أو الغائها تماماً ،ألن األموال سلمت للمصرف اإلسالمي على اساس تنموي
تضامني بين المصرف والمستثمرين( .)67وهذا يتطلب تدخل من قبل المشرع إلعفاء الودائع االستثمارية في
المصارف اإلسالمية من الخضوع لالحتياطي النقدي القانوني ،مع اإلبقاء على األخير بالنسبة للودائع
الجارية اسوة بالمصارف التقليدية ،ومع ذلك قدمت حلول تحل محل اإلعفاء بإمكانية اتفاق البنك المركزي مع
المصارف اإلسالمية على تمويل مشروعات الحكومة بطريقة المرابحة لآلمر بالشراء من نسب االحتياطي
المقرر على الحسابات الجارية وبنسب مرابحة متدنية ،أو أن يتم استثمار جميع االحتياطات من قبل البنك
19
المركزي في محافظ استثمارية إسالمية أو إيداعها في الحسابات االستثمارية في المصارف اإلسالمية العالمية
وتقسيم األرباح بين البنك المركزي والمصارف اإلسالمية(.)68
الخاتمة
بعد االنتهاء من دراسة موضوع االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية ،نورد أهم ما
توصلنا إليه من نتائج ومقترحات .
أوالً :النتائج
)1تستخدم الدولة في الوقت الحاضر عن طريق أحد أجهزتها الفعالة في الشأن المصرفي (البنك المركزي )
وسيلة االحتياطي النقدي القانوني للرقابة ،كأحد الوسائل التي يستخدمها البنك المركزي لفرض سيطرته
المالية على المصارف وعلى حجم االئتمان لديها ،وعلى الودائع بوجه عام.
أن المصارف اإلسالمية واحدة من المؤسسات المالية المصرفية التي تضطلع بمهمة جذب
)2الحظنا ّ
األموال ومن ثم استثمارها من خالل صيغ وعقود إسالمية وفقاً ألحكام الشريعة اإلسالمية غير قائمة
على مبدأ الفائدة ،في تأسيس المشاريع ذات األولوية لخدمة المجتمع ،لذا هي تخضع في الوقت ذاته
لرقابة البنك المركزي ألنها تشكل جزءاً ال يتج أز من النظام المصرفي وتتصرف بجزء من أموال المجتمع
من خالل الضلوع بمهمة (االدخار العام) ،فمن الضروري إخضاعها اسوة بالمصارف التقليدية لرقابة
السلطة النقدية المتمثلة بـ(البنك المركزي).
)3أتضح لنا اختالف االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية عن االحتياطي اإللزامي للشركات
التجارية ،من حيث طريقة االحتفاظ باالحتياطي والجهة المسؤولة عنه ،والنسب المحددة لكل منهما ،مع
اختالف الغرض من االحتياطي في المصارف اإلسالمية لألهداف تأمينية للودائع ،فيما االحتياطي
اإللزامي لألهداف توسيعية وتطوير إمكانيات الشركة نحو المزيد من األرباح.
)4تبين لنا من خالل البحث أن تطبيق االحتياطي النقدي القانوني كأداة رقابية في المصارف اإلسالمية
على الودائع تحت الطلب (الجارية) والودائع ألجل (االستثمارية) ،تماشياً مع تنفيذ السياسة النقدية للدولة
بحسب المشاكل االقتصادية ،من ظاهرة التضخم وما تستبعه من زيادة نسب االحتياطي النقدي على
الودائع ،فيما تقل تلك النسبة في ظاهرة الكساد لتحفيز المصارف على زيادة االئتمان.
20
)5توصلنا إلى وجود إشكاليات عند تطبيق االحتياطي النقدي القانوني في المصارف اإلسالمية على الودائع
ألجل (االستثمارية) ،إذ إن األخيرة طرحت من قبل المودعين ألجل االستثمار في شتى المجاالت
والمشروعات التي ال تخالف أحكام الشريعة اإلسالمية على أساس المشاركة في الربح والخسارة.
)6انتهينا إلى أن ثمة العديد من الحلول التي قدمت لحل إشكاليات االحتياطي النقدي القانوني في
المصارف اإلسالمية ،منها حلول جزئية تبقي على االحتياطي النقدي القانوني ،وحلول أخرى تطالب
بإعفاء الودائع االستثمارية في المصارف اإلسالمية من االحتياطي النقدي القانوني بشكل كلي.
ثانياً :المقترحات
)1اقترحنا استثناء المصارف اإلسالمية من الخضوع لمتطلبات االحتياطي النقدي القانوني وفقاً للمادة
( )1/29من قانون البنك المركزي العراقي ،بجعل نسبة االحتياطي القانوني تفرض فقط على الودائع
تحت الطلب (الجارية) دون الودائع االستثمارية ،كما يمكن استثمار الرصيد االحتياطي بموجب المادة
( /4ثانياً) من قانون المصارف اإلسالمية من خالل اتفاق البنك المركزي مع المصارف اإلسالمية على
استثمارها وفقاً ألسلوب المضاربة أو المشاركة .
)2دعونا إلى إيجاد بديل عن االحتياطي النقدي القانوني من خالل اتفاق البنك المركزي مع المصارف
اإلسالمية على تمويل مشروعات الحكومة بطريقة المرابحة لآلمر بالشراء من نسب االحتياطي المقرر
على الحسابات الجارية وبنسب مرابحة متدنية ،أو أن يتم استثمار جميع االحتياطات من قبل البنك
المركزي في محافظ استثمارية إسالمية أو إيداعها في الحسابات االستثمارية في المصارف اإلسالمية
العالمية وتقسيم األرباح بين البنك المركزي والمصارف اإلسالمية.
المصادر:
21
( )1االحتياطي لغة من حاطه يحوطه حوطا وحياطه :حفظه وتعهده ،أو السعادات المبارك بن محمد الجزري ،المكتبة العلمية،
ج،3بيروت ،م ،1979ص .208واالحتياط :األخذ باألوثق في جميع الجهات ،أيوب بن موسى الكفوي ،الكليات معجم في
المصطلحات والفروق اللغوية ،دار الطابعة العامرة ،مصر1257 ،ه_ ،18ص .20
( ) 2السياسة النقدية :بأنها إدارة التوسع واالنكماش في حجم النقد ،لغرض الحصول على أهداف معينة .د .أحمد جامع،
النظرية االقتصادية_ التحليل االقتصادي الكلي ،دار النهضة العربية ج1976 ،2م ،ص.464
( )3د .زكريا الدوري ود .يسرى السامرائي ،المصارف المركزية والسياسات النقدية ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،الطبعة
العربية ،2006 ،ص .211
( )4نقالً عن :د .عبد المطلب عبد الحميد ،اقتصاديات النقود والمصارف(األساسيات والمستحدثات) ،الدار الجامعية2007 ،م،
ص.277
( )5د .عائشة الشرقاوي ،البنوك اإلسالمية بين الفقه والقانون والتطبيق ،المركز الثقافي العربي ،ط ،2000 ،1ص ..135
( )6د .فادي محمد الرفاعي ،المصارف اإلسالمية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،ط ،2007 ،2ص .20
( )7د .وهبه الزحيلي ،المعامالت المالية المعاصرة ،دار الفكر ،دمشق ،ط ،2007 ،4ص . 516
22
) )8د .وليد هويمل عوجان ،الرقابة القانونية على المصارف اإلسالمية ،مؤتمر المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول ،دائرة
الشؤون اإلسالمية والعمل الخيري ،دبي ،2009 ،ص.8
) )9تُعّد الواليات المتحدة األمريكية أولى البلدان التي وضعت اشتراطات قانونية تلزم المصارف باالحتفاظ بحد ادنى من
االرصدة الدائنة بحساباتها لدى البنك المركزي ،استناداً إلى نسبة ثابتة من ودائعها تحت الطلب واآلجلة .وقد كان الهدف من
ذلك هو ضمان سيولة للمصرف في مواجهة طلبات عمالئه بالدفع نقدا ،ومن ثم اصبحت اداة رقابية تتحكم في حجم االئتمان
المصرفي .
Paul M .Horvits & Richard A. Ward, “ Monetary Policy and the Financial System” ( New Jersoy:
Prentic Hall Inc,) 1983, 5th . Ed .P . 349 .
) )10صورية بوزيدي ،البنوك اإلسالمية وعالقتها بالبنك المركزي ،رسالة ماجستير ،جامعة أم البواقي ،كلية العلوم االقتصادية
والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،قسم المالية والبنوك ،سنة 2014م ،ص .57
) )11د .علي كنعان ،النقود والصيرفة والسياسة النقدية ،دار المنهل اللبناني ،بيروت ،لبنان ،ط ،2012 ،1ص . 268
) )12د .أالء عبد هللا حمود السعدون ،أثر السياسية النقدية للدولة على عمل المصارف اإلسالمية ،بغداد ،العراق ،ط،1
،2014ص . 209
( )13د .سميحة القليوبي ،الوسيط في شرح قانون التجارة المصري ،ج ،2القسم الثاني ،االلتزامات والعقود التجارية وعمليات
البنوك ،دار النهضة العربية ،ط ،5كلية الحقوق ،2007 ،ص.648
) )14شيخ عبد الحق ،الرقابة على البنوك التجارية ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،فرع قانون األعمال ،جامعة أحمد بوقرةـ
بومرداس ،2010ص . 140
) (15د .سامي السيد ،النقود والبنوك والتجارة الدولية ،كلية االقتصاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،2018 ،ص.206
) )16د .أحمد شعبان محمد علي ،السياسات النقدية والمصرفية للبنك المركزي في إطار النظام المصرفي واإلسالمي ،دار
التعليم الجامعي ،بدون طبعة ،اإلسكندرية ،مصر ،2013 ، ،ص . 110
( )17المادة ( )5قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي والنقد المصري ،المادة ( )70قانون النقد والتسليف وانشار المصرف
المركزي ،المادة ( )5قانون المصرف المركزي والنظام النقدي وتنظيم المهنة المصرفية ،المادة ( )3قانون البنك المركزي
العراقي.
) )18د .عالء منذر المسلماني الشعار ،رقابة البنك المركزي على البنوك اإلسالمية في سورية ،كلية إدارة األعمال ،جامعة
حماة ،2018 ،ص . 56
) )19تهاني سنديان طليس ،الرقابة واإلشراف على المصارف اإلسالمية ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،الجامعة اإلسالمية
في لبنان ،2009 ،ص . 68
) )20آيت وازو زاينة ،مسؤولية البنك المركزي في مواجهة األخطار المصرفية في ظل القانون الجزائري ،أطروحة دكتوراه ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ـ تيزي وزو ،2012 ،ص 2017
23
) )21عبادي رندة ،متطلبات الحوكمة في البنوك العمومية الجزائرية ،رسالة ماجستير ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التيسير ،جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي ،2015 ،ص. 21
) )22د .عزت قناوي ،أساسيات في النقود والبنوك ،دار العلم للنشر والتوزيع ،بدون طبعة ،2005 ،ص. 217
) )23د .علي كنعان ،المصدر السابق ،ص . 269
( )24د .محسن شفيق ،الموجز في القانون التجاري ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،ج ،1968 ،1ص.541
( )25د .محمد حسن الجبر ،القانون التجاري السعودي ،نشر من قبل عمادة شؤون المكتبات ،جامعة الملك سعود،1982 ،
ص.298
( )26تقابلها المادة ( )89من قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي المصري ،المادة ( ) 82قانون أتحادي فيِ أنشاء
المصرف المركزي والنظام النقدي وتنظيم المهنة المصرفية اإلماراتي ،المادة (\132ج) من قانون النقد والتسليف وأنشاء البنك
المركزي اللبناني .
( )27د .عائشة الشرقاوي ،المصدر السابق ،ص.196
( )28تقابلها المادة ( )40من قانون الشركات المساهمة وشركات التوصية باألسهم والشركات ذات المسؤولية المحدودة
وشركات الشخص الواحد المصري رقم ( )159لسنة ،1981المادة ( )165من قانون التجارة البرية اللبناني ،المادة ()239
من قانون الشركات التجارية االماراتي.
. ( )29أنظر الموقع الرسمي للبنك المركزي العراقي على شبكة االنترنت /https://www.cbi.iq
) )30تهاني سنديان طليس ،الرقابة واإلشراف على المصارف اإلسالمية ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،الجامعة اإلسالمية
في لبنان ،2009 ،ص . 68
) )31آيت وازو زاينة ،مسؤولية البنك المركزي في مواجهة األخطار المصرفية في ظل القانون الجزائري ،أطروحة دكتوراه ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ـ تيزي وزو ،2012 ،ص 2017
) )32عبادي رندة ،متطلبات الحوكمة في البنوك العمومية الجزائرية ،رسالة ماجستير ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التيسير ،جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي ،2015 ،ص. 21
) (33د .محمد أحمد صقر ،د .بثينة محمد علي ،تكيف الدور الرقابي للبنوك المركزية للتعامل مع البنوك اإلسالمية،
دراسات ،العلوم اإلدارية ،المجلد ،40العدد ،2013 ،2ص . 518
) )34د .أحمد شعبان محمد علي ،المصدر السابق ،ص . 301
( )35المادة ( )950القانون المدني العراقي رقم 40لسنة .1951
( )36المادة ( )1من كال قانون البنك المركزي العراقي ،وقانون المصارف العراقي .
( )37د .جمال الدين عوض ،عمليات البنوك من الوجهة القانونية ،مكتبة دار السالم القانونية ،مصر ،بدون طبعة.1969 ،
( )38د .غسان السبالني ،المصارف اإلسالمية ،دار المنهل اللبناني ،بيروت ،ط ،2012،1ص .185
24
( )39بالل علي ،الودائع في المصارف اإلسالمية ،دراسة فقهية وقانونية ،رسالة ماجستير ،جامعة بير زيت ،معهد الحقوق،
فلسطين ،2006 ،ص .127
( )40د .أبراهيم الياسري ،عقد المضاربة وإمكانية تطبيقه في المصارف اإلسالمية مع إشارة خاصة لرؤية محمد باقر
الصدر ،رسالة ماجستير ،الجامعة المستنصرية ،كلية اإلدارة واالقتصاد ،قسم االقتصاد ،2012 ،ص . 78
( )41عرفت المادة ( )217من قانون االتجارة العراقي الحساب الجاري بأنه ( :عقد يتفق بمقتضاه شخصان على أن يقيدا في
حساب عن طريق مدفوعات متبادلة ومتداخلة الديون الناشئة عن العمليات التي تتم بينهما من تسليم نقود أو أموال أو أوراق
تجارية قابلة للتمليك وغيرها وأن يستعيضا عن تسوية هذه الديون عن كل دفعة على حدة بتسوية نهائية ينتج عنها رصيد
الحساب عند غلقة ) .تقابلها المواد )523 ( :من قانون التجارة المصري؛ ( )231من قانون التجارة اللبناني؛ ( )234من قانون
المعامالت التجارية اإلماراتي .
( )42سمير عبد شمخي الحسون ،مستلزمات تطبيق الصيرفة اإلسالمية وأثارها لدى المصارف التقليدية ،بحث مقدم إلى مجلس المعهد
العالي للدراسات المحاسبية والمالية ،جامعة بغداد ،2008 ،ص .117 _116
( )43د .يوسف عودة غانم ود .رائد صيوان عطوان ود .عالء عمر محمد ،إشكاليات إخضاع المصارف اإلسالمية لوسائل رقابة البنك
المركزي التقليدية (دراسة قانونية مقارنة) ،مجلة الكوفة ،العدد ،30المجلد األول ،2017 ،ص .26
( )44د .محمد العلي القري ،د .سيف الدين إبراهيم تاج الدين ،د .موسى أدم عيسى ،د .التجاني عبد القادر ،المعايير الشرعية لصيغ
التمويل المصرفي الالربوي ،شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر ،جدة1421 ،هـ ،ص .11
( )45تقابلها المادة ( \10ثانيا) من قانون رقم ( )48لسنة 1977بشأن إنشاء بنك فيصل اإلسالمي المصري ،والمادة ()2\4
من قانون إنشاء المصارف اإلسالمية اللبناني ،المادة (\4أوالً) من قانون المصارف والمؤسسات المالية والشركات االستثمارية
اإلسالمية رقم ( )6لسنة .1985
( )46د .عادل عبد الفضيل عيد ،االحتياط ضد مخاطر االستثمار في المصارف اإلسالمية ،ط ،1دراسة مقارنة ،دار الفكر
الجامعي2011 ،م ،ص ،335عائشة الشرقاوي ،المصدر السابق ،ص .236د .عثمان باكر أحمد ،نظام حماية الودائع
لدى المصارف اإلسالمية ،ط ،1سنة ، 2000ص .85د .ابراهيم الياسري ،المصدر السابق ،ص .81
( )47د .عائشة الشرقاوي ،المصدر السابق ،ص . 238
( )48د .غسان السبالني ،المصدر السابق ،ص . 187
( )49د .عائشة الشرقاوي المالقي ،المصدر السابق ،ص .257
( )50د .أال عبد هللا حمود السعدون ،المصدر السابق ،ص .211
) (51د .آال عبد هللا حمود السعدون ،المصدر السابق ،ص .211
( )52د .وليد هويمل عوجان ،المصدر السابق ،ص .24
( )53د .سليمان ناصر ،د .عبد الحميد بو شرمة ،د .متطلبات الصيرفة اإلسالمية في الجزائر ،جامعة ورقلة وجامعة جيجل ،مجلة
الباحث ،العدد2009 ،7ـ ،2010ص .312
25
( )54معراج هواري ،أدم حديدي ،نحو تفعيل دور البنوك المركزية لمساندة العمل االقتصادي والمصرفي اإلسالمي ،كلية العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التيسير ،جامعة الغرداية وجامعة جلفا ،مجلة الواحات للبحوث والدراسات ،العدد ،2011 ،10ص.362
( )55د .محمد علي يوسف أحمد ،دور السلطات الرقابية في الرقابة على المؤسسات المالية اإلسالمية ،بحث مقدم إلى مؤتمر الخدمات
المالية الثاني ،بحث منشور على شبكة االنترنيت https://journals.ju.edu.jo/DirasatLaw/article/view/103621/987
( )56د .أالء عبد هللا حمود السعدون ،المصدر السابق ،ص .212
( )57د .شوقي أحمد دنيا ،التمويل والمؤسسات المالية اإلسالمية ط ،1دار الفكر الجامعي ،االسكندرية ،2017 ،ص.114
( )58تقابلها المادة ( \10ثانيا) من قانون رقم ( )48لسنة 1977بشأن إنشاء بنك فيصل اإلسالمي المصري ،والمادة ()2\4
من قانون إنشاء المصارف اإلسالمية اللبناني ،المادة (\4أوالً) من قانون المصارف والمؤسسات المالية والشركات االستثمارية
اإلسالمية رقم ( )6لسنة .1985
( )59د .زكريا الدوري ،د .يسرى السامرائي ،البنوك المركزية والسياسات النقدية ،بدون طبعة ،عمان ،االردان،2006 ،
ص210
( ) 60د .أحمد شعبان محمد علي ،الصكوك والبنوك اإلسالمية أدوات لتحقيق التنمية ،دار الفكر الجامعي ،ط ،1االسكندرية،
مصر ،2013 ،ص .371
( )61د .أحمد محي الدين أحمد ،عالقة البنك المركزي بالنسبة للمصرف اإلسالمي ،المؤتمر االقتصادي األول ،المنعقد باسم
حلقة نقاش األولى الستكمال تطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية في المجال االقتصادي الكويت ،1993 ،ص.16
( )62د .عامر العتوم ود .عماد وفيق بركات ،الرقابة المصرفية الكمية تقدير اقتصادي إسالمي ،المجلة االردنية في الدراسات
اإلسالمية مجلد ( ،)10العدد ،2014 ،2ص .57
( )63د .ياسر عبد الكريم الحوراني ،تقييم بعض جوانب اختالالت العالقة الوظيفية بين البنك المركزي والمصرف اإلسالمي،
بحث منشور في مجلة إسالمية المعرفة_ مجلة فكرية فصلية محكمة يصدرها المعهد العالي للفكر اإلسالمي ،العدد ،16
السنة ،1999 ،4ص . 84
( )64د .وليد هويمل عوجان ،المصدر السابق ،ص .27
( )65د .عوف محمود الكفراوي ،البنوك اإلسالمية ،مركز االسكندرية للكتاب ،بدون طبعة ،مصر ،1998 ،ص .388
( )66د .عبد الحميد الغزالي ،أساسيات االقتصاديات النقدية وضعياً واسالمياً مع اإلشارة إلى اآلزمة العالمية ،دار النشر
للجامعات ،بدون ذكر طبعة وتاريخ ،ص ،328أحمد شعبان محمد علي ،المصدر السابق ،ص ،372فادي محمد الرفاعي،
المصدر السابق ،ص ،170الغريب ناصر ،أصول المصرفية اإلسالمية وقضايا التشغيل ،توزيع دار أبوللو للطباعة والنشر
والتوزيع ،بدون طبعة ،القاهرة ،ص .244د .عبد اللطيف حمزة نقالً :عن د .يوسف عودة غانم ،د .رائد صيوان عطوان ،د.
عالء عمر محمد ،إشكاليات إخضاع المصارف اإلسالمية لوسائل رقابة البنك المركزي التقليدية( دراسة قانونية مقارنة) ،مجلة
الكوفة ،العدد ،30ص .441
( ) 67د .محمود حسين سمحان ،د .حسين محمد سمحان ،المصارف اإلسالمية األسس النظرية والتطبيقات العملية ،دار
المسيرة للنشر والطباعة ،ط ،3عمان ،2009 ،ص .332
( )68د .محمود حسين سمحان ،د .حسين محمد سمحان ،المصدر السابق ،ص .333_332
26