المحاضرة السادسة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫ج األعمال التجارية بالتبعية‪:‬‬

‫إن األعمال التجارية بحكم ماهيتها لم تغن المشرع الجزائري عن ابتكار قلة أخرى من األعمال الغير تجارية بذاتها ‪ ،‬بل قد‬
‫تكتسب هذه الصفة من صفة الشخص ‪ ،‬ويظهر الفرق جليا بين األعمال التجاري بحكم ماهيتها وأعمال التجارية بالتبعية من‬
‫حيث أن األولى هي التي تجعل من ال شخص تاجرا إذا زاولها بنية اإلحتراف ‪ ،‬في حين تصبح الثانية تجارية إال بفضل التاجر‬
‫فيما إذا زاولها من أجل تجارته ‪.‬‬

‫وقد نصت المادة الرابعة من القانون التجاري على أنه‪ :‬يعد عمال تجاريا بالتبعية‪:‬‬

‫‪ -‬األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بممارسة تجارته أو حاجات متجره‪،‬‬

‫‪ -‬االلتزامات بين التجار‪.‬‬

‫من خالل هذه المادة يتضح أن المشرع الصفة التجارية على األعمال التي يقوم بها التاجر لحاجات تجارته واعتبرها تجارية‬
‫بصرف النظر عن طبيعتها المدنية ‪.‬‬

‫ا‪ -‬أساس نظرية التبعية‪:‬‬

‫تقوم نظرية التبعية على أساس مبدأ توحيد القاعدة القانونية إذ تطبق على التاجر وتجارته ‪ ،‬وكذا تطبيقا لمبدأ القائل الفرع يتبع‬
‫األصل ‪ ،‬وتجب اإلشارة إلى أن هذه النظرية ليست وليدة االجتهاد وحده بل هي مستمدة من القانون التجاري نفسه طبقا لما‬
‫نصت عليه المادة الرابعة منه ‪.‬‬

‫من خالل نص هذه المادة يتضح أنه العتبار العمل تجاري بالتبعية يجب توافر شرطان هما ‪:‬‬

‫توفر صفة التاجر في الشخص القائم بالعمل سواء كان الشخص طبيعي أو معنوي ‪،‬‬

‫أن يكون العمل متعلقا بممارسة التجارة أو ناشئا عن التزامات بين التجار ‪.‬‬

‫وعليه ال يكتسب العمل الصفة التجارية بالتبعية إال إذا كان متعلق بنشاط التاجر حتى لو لم يكن القصد منه تحقيق الربح أو‬
‫المضاربة ‪.‬‬

‫والجدير بالمالحظة أنه إلثبات األعمال التجارية بالتبعية أقام القضاء قرينة مؤداها أن جميع األعمال التي يقوم بها التاجر‬
‫تعتبر مرتبطة بمزاولة النشاط التجاري ‪ ،‬وتعرف هذه الغريبة والقرينة التجارية ‪ ،‬وهي قرينة بسيطة يستطيع التاجر إثباتها‬
‫بكافة الطرق وقد تحولت إلى قرينة قانونية ‪ ،‬وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري في السادة الرابعة من القانونالتجاري على‬
‫أنه تعد صفة التاجر قرينة قانونية على أن األعمال الصادرة من التاجر والمتعلقة بتجارته تعد أعمال تجارية بالتبعية ‪ ،‬وهذه‬
‫قرينة بسيطة قابلة إلثبات العكس بكافة طرق اإلثبات ‪ ،‬حيث يتمكن التاجر من جانبه من أن يثبت أن هذا العمل أو العقد الذي‬
‫أجراه مع غير التاجر ال يتعلق بشؤون تجارته ‪ ،‬فإذا تمكن من إثبات ذلك عندئذ ال يعتبر العمل عمال تجاريا بالتبعية بالنسبة‬
‫للتاجر ‪.‬‬

‫ب تطبيقات نظرية التبعية ‪:‬‬

‫يتسع نطاق تطبيق نظرية األعمال التجارية بالتبعية على جميع األعمال التي يقوم بها التاجر لحاجات تجارته ‪ ،‬وبهذا تكون‬
‫أكثر اتساعا من األعمال التجارية المذكورة سالما ‪ ،‬وال تقتصر نظرية التبعية على العقود فحسب بل تشمل أيضا التزامات‬
‫التاجر المرتبطة بتجارته سواء كانت تعاقدية أو غير تعاقدية ‪.‬‬

‫‪ 1‬االلتزامات التعاقدية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫باالستناد إلى نص المادة الرابعة من القانون التجارية تعتبر جميع العقود التي يبرمها التاجر لممارسة تجارته أو بمناسبتها‬
‫أعماال تجارية بالتبعية رغم كونها في األصل مدنية ‪ ،‬ومثال ذلك شراء التاجر أثاثا لمحله التجاري ‪ ،‬عقد التأمين ضد الحريق‬
‫أو السرقة ‪ ،‬عقود اإليجار ‪ ... ،‬إلخ ‪ ،‬غير أنه هناك بعض العقود التي يبرمها التاجر وتتعلق بتجارته تثير إشكاالت نذكر منها‬
‫‪:‬‬

‫‪ - 1-1‬عقد الكفالة ‪ :‬األصل في الكفالة أنها عقد مدني ألنها من عقود التبرع ( أي أن الكفيل ال يتقاضى أجرا على كفالته ) ‪،‬‬
‫وهذا ما يتعارض مع جوهر العمل التجاري وهو المضاربة وتحقيق الربح ‪ ،‬وعليه فالكفالة ال تعد سال تجاريا حتى ولو كان‬
‫الدين المكفول تجارية أو كان الكفيل تاجرا طبقا لما ورد في نص المادة ‪ 651‬من القانون المدني الجزائري ‪ ،‬غير أنه يرد على‬
‫هذه القاعدة استثناءات تكتسب الكفالة فيها الصفة التجارية وذلك في‬

‫‪ -‬إذا اتخذت الكفالة شكل الضمان االحتياطي في الورقة التجارية طبقا لما نصت عليه المادة ‪ 651‬الفقرة ‪ 2‬من القانون المدني‬
‫وفي هذه الحالة تعد عمال تجاريا بحسب الشكل ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كان الكفيل هو أحد البنوك وتق دم لضمان أحد عمالئه ‪ ،‬وهنا تعد عمال تجاريا بحسب الموضوع ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كان الكفيل تاجرا وكانت الكفالة التي قام بها لمصلحة تجارته كأن يكفل التاجر أحد عمالئه تفاديا لخطر اإلفالس وهنا‬
‫تعتبر عمال تجاريا بالتبعية‪.‬‬

‫‪ -2-1‬العقود المتعلقة بالعقارات‪ :‬إن العقود التي يبرمها التاجر لحاجات تجارته ويكون موضوعها عقارا تظل محتفظة‬
‫بطبيعتها المدنية‪ ،‬غير أن االلتزامات التي تقع على عائق التاجر ويكون موضوعها العقار كالتأمين على العقار لتغطية‬
‫المخاطر أو التعاقد مع مقاول لترميم أو توسيع العقار تعد عمال تجاريا بالتبعية ‪.‬‬

‫‪ - 2‬االلتزامات غير التعاقدية‪:‬‬

‫ال يقتصر تطبيق نظرية األعمال التجارية بالتبعية على التزامات التاجر التعاقدية فحسب ‪ ،‬بل يشمل أيضا التزامات التاجر‬
‫غير التعاقدية ‪.‬‬

‫‪ - 1-2‬االلتزامات الناشئة عن المسؤولية التقصيرية ‪ :‬تعتبر أعماال تجارية االلتزامات الناشئة عن المسؤولية التقصيرية‬
‫التي تحدث بسبب مزاولة النشاط التجاري ‪ ،‬وعلى ذلك يلتزم التاجر بالتعويض عن العمل الغير المشروع أثناء مزاولته‬
‫لتجارته كالتزام التاجر بالتعويض على أعمال المنافسة غير المشروعة ‪ ،‬تقليد االسم التجاري ‪ ،‬تقليد العالمات التجارية ‪ ،‬وكذا‬
‫التعويض عن األضرار الناشئة بفعل سيارته أثناء نقلها للبضائع المعدة للتسليم إلى العمالء ‪،‬‬

‫‪ - 2-2‬االلتزامات الناشئة عن اإلثراء بال سبب ‪ :‬يعتبر عمال تجاريا بالتبعية االلتزام الذي مصدره اإلثراء بال سبب بشرط أن‬
‫تكون هناك عالقة بين هذا اإلثراء والنشاط التجاري للتاجر ‪ ،‬ومنه تطبيق نظرية أعمال التجارية بالتبعية على أعمال الفضالة‬
‫ودفع غيرالمستحق ‪ ،‬كما لو تسلم التاجر مبلغا يزيد عن ثمن البضاعة التي باعها ‪ ،‬فإن التزامه برد ما زاد عن الثمن يعتبر‬
‫تجاريا بالتبعية ‪.‬‬

‫د‪ -‬األعمال التجارية المختلطة‪:‬‬

‫يقصد باألعمال المختلطة هي تلك األعمال التي تكتسب صفتين ‪ :‬الصفة التجارية بالنسبة لطرف في العقد والصفة المدنية‬
‫بالنسبة للطرف اآلخر ‪.‬‬

‫وتجب اإلشارة إلى أن العمل المختلط ال يكمن في صفة القائم به ‪ ،‬وإنما في صفة العمل ذاته ‪ ،‬واألعمال المختلطة ليست نوعا‬
‫جديدا من األعمال التجارية قائمة بذاتها ‪ ،‬فهي ال تخرج عن كونها أعمال تجارية بحسب الموضوع أو يحسب الشكل أو‬
‫بالتبعية دائما بالنسبة لطرف التاجر وعمال مدنيا بالنسبة للطرف غير التاجر ‪ ،‬كشراء تاجرا أثاثا لمحله التجاري من شخص‬
‫غير تاجر ‪ ،‬بالنسبة لهذا العمل يعتبر عمال تجاريا بالنسبة للتاجر وعمال مدنيا بالنسبة للطرف المدني ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أما بالنسبة للنظام القانوني الذي يخضع له العمل المختلط هو نظام مزدوج مقتضاه تطبيق القواعد التجارية على الطرف الذي‬
‫يعتبر العمل تجاريا بالنسبة إليه ‪ ،‬وتطبيق القواعد المدنية على الطرف الذي يعتبر العمل مدنيا بالنسبة له ‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like