Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة السادسة
المحاضرة السادسة
المحاضرة السادسة
إن األعمال التجارية بحكم ماهيتها لم تغن المشرع الجزائري عن ابتكار قلة أخرى من األعمال الغير تجارية بذاتها ،بل قد
تكتسب هذه الصفة من صفة الشخص ،ويظهر الفرق جليا بين األعمال التجاري بحكم ماهيتها وأعمال التجارية بالتبعية من
حيث أن األولى هي التي تجعل من ال شخص تاجرا إذا زاولها بنية اإلحتراف ،في حين تصبح الثانية تجارية إال بفضل التاجر
فيما إذا زاولها من أجل تجارته .
وقد نصت المادة الرابعة من القانون التجاري على أنه :يعد عمال تجاريا بالتبعية:
-األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بممارسة تجارته أو حاجات متجره،
من خالل هذه المادة يتضح أن المشرع الصفة التجارية على األعمال التي يقوم بها التاجر لحاجات تجارته واعتبرها تجارية
بصرف النظر عن طبيعتها المدنية .
تقوم نظرية التبعية على أساس مبدأ توحيد القاعدة القانونية إذ تطبق على التاجر وتجارته ،وكذا تطبيقا لمبدأ القائل الفرع يتبع
األصل ،وتجب اإلشارة إلى أن هذه النظرية ليست وليدة االجتهاد وحده بل هي مستمدة من القانون التجاري نفسه طبقا لما
نصت عليه المادة الرابعة منه .
من خالل نص هذه المادة يتضح أنه العتبار العمل تجاري بالتبعية يجب توافر شرطان هما :
توفر صفة التاجر في الشخص القائم بالعمل سواء كان الشخص طبيعي أو معنوي ،
أن يكون العمل متعلقا بممارسة التجارة أو ناشئا عن التزامات بين التجار .
وعليه ال يكتسب العمل الصفة التجارية بالتبعية إال إذا كان متعلق بنشاط التاجر حتى لو لم يكن القصد منه تحقيق الربح أو
المضاربة .
والجدير بالمالحظة أنه إلثبات األعمال التجارية بالتبعية أقام القضاء قرينة مؤداها أن جميع األعمال التي يقوم بها التاجر
تعتبر مرتبطة بمزاولة النشاط التجاري ،وتعرف هذه الغريبة والقرينة التجارية ،وهي قرينة بسيطة يستطيع التاجر إثباتها
بكافة الطرق وقد تحولت إلى قرينة قانونية ،وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري في السادة الرابعة من القانونالتجاري على
أنه تعد صفة التاجر قرينة قانونية على أن األعمال الصادرة من التاجر والمتعلقة بتجارته تعد أعمال تجارية بالتبعية ،وهذه
قرينة بسيطة قابلة إلثبات العكس بكافة طرق اإلثبات ،حيث يتمكن التاجر من جانبه من أن يثبت أن هذا العمل أو العقد الذي
أجراه مع غير التاجر ال يتعلق بشؤون تجارته ،فإذا تمكن من إثبات ذلك عندئذ ال يعتبر العمل عمال تجاريا بالتبعية بالنسبة
للتاجر .
يتسع نطاق تطبيق نظرية األعمال التجارية بالتبعية على جميع األعمال التي يقوم بها التاجر لحاجات تجارته ،وبهذا تكون
أكثر اتساعا من األعمال التجارية المذكورة سالما ،وال تقتصر نظرية التبعية على العقود فحسب بل تشمل أيضا التزامات
التاجر المرتبطة بتجارته سواء كانت تعاقدية أو غير تعاقدية .
1االلتزامات التعاقدية:
1
باالستناد إلى نص المادة الرابعة من القانون التجارية تعتبر جميع العقود التي يبرمها التاجر لممارسة تجارته أو بمناسبتها
أعماال تجارية بالتبعية رغم كونها في األصل مدنية ،ومثال ذلك شراء التاجر أثاثا لمحله التجاري ،عقد التأمين ضد الحريق
أو السرقة ،عقود اإليجار ... ،إلخ ،غير أنه هناك بعض العقود التي يبرمها التاجر وتتعلق بتجارته تثير إشكاالت نذكر منها
:
- 1-1عقد الكفالة :األصل في الكفالة أنها عقد مدني ألنها من عقود التبرع ( أي أن الكفيل ال يتقاضى أجرا على كفالته ) ،
وهذا ما يتعارض مع جوهر العمل التجاري وهو المضاربة وتحقيق الربح ،وعليه فالكفالة ال تعد سال تجاريا حتى ولو كان
الدين المكفول تجارية أو كان الكفيل تاجرا طبقا لما ورد في نص المادة 651من القانون المدني الجزائري ،غير أنه يرد على
هذه القاعدة استثناءات تكتسب الكفالة فيها الصفة التجارية وذلك في
-إذا اتخذت الكفالة شكل الضمان االحتياطي في الورقة التجارية طبقا لما نصت عليه المادة 651الفقرة 2من القانون المدني
وفي هذه الحالة تعد عمال تجاريا بحسب الشكل .
-إذا كان الكفيل هو أحد البنوك وتق دم لضمان أحد عمالئه ،وهنا تعد عمال تجاريا بحسب الموضوع .
-إذا كان الكفيل تاجرا وكانت الكفالة التي قام بها لمصلحة تجارته كأن يكفل التاجر أحد عمالئه تفاديا لخطر اإلفالس وهنا
تعتبر عمال تجاريا بالتبعية.
-2-1العقود المتعلقة بالعقارات :إن العقود التي يبرمها التاجر لحاجات تجارته ويكون موضوعها عقارا تظل محتفظة
بطبيعتها المدنية ،غير أن االلتزامات التي تقع على عائق التاجر ويكون موضوعها العقار كالتأمين على العقار لتغطية
المخاطر أو التعاقد مع مقاول لترميم أو توسيع العقار تعد عمال تجاريا بالتبعية .
ال يقتصر تطبيق نظرية األعمال التجارية بالتبعية على التزامات التاجر التعاقدية فحسب ،بل يشمل أيضا التزامات التاجر
غير التعاقدية .
- 1-2االلتزامات الناشئة عن المسؤولية التقصيرية :تعتبر أعماال تجارية االلتزامات الناشئة عن المسؤولية التقصيرية
التي تحدث بسبب مزاولة النشاط التجاري ،وعلى ذلك يلتزم التاجر بالتعويض عن العمل الغير المشروع أثناء مزاولته
لتجارته كالتزام التاجر بالتعويض على أعمال المنافسة غير المشروعة ،تقليد االسم التجاري ،تقليد العالمات التجارية ،وكذا
التعويض عن األضرار الناشئة بفعل سيارته أثناء نقلها للبضائع المعدة للتسليم إلى العمالء ،
- 2-2االلتزامات الناشئة عن اإلثراء بال سبب :يعتبر عمال تجاريا بالتبعية االلتزام الذي مصدره اإلثراء بال سبب بشرط أن
تكون هناك عالقة بين هذا اإلثراء والنشاط التجاري للتاجر ،ومنه تطبيق نظرية أعمال التجارية بالتبعية على أعمال الفضالة
ودفع غيرالمستحق ،كما لو تسلم التاجر مبلغا يزيد عن ثمن البضاعة التي باعها ،فإن التزامه برد ما زاد عن الثمن يعتبر
تجاريا بالتبعية .
يقصد باألعمال المختلطة هي تلك األعمال التي تكتسب صفتين :الصفة التجارية بالنسبة لطرف في العقد والصفة المدنية
بالنسبة للطرف اآلخر .
وتجب اإلشارة إلى أن العمل المختلط ال يكمن في صفة القائم به ،وإنما في صفة العمل ذاته ،واألعمال المختلطة ليست نوعا
جديدا من األعمال التجارية قائمة بذاتها ،فهي ال تخرج عن كونها أعمال تجارية بحسب الموضوع أو يحسب الشكل أو
بالتبعية دائما بالنسبة لطرف التاجر وعمال مدنيا بالنسبة للطرف غير التاجر ،كشراء تاجرا أثاثا لمحله التجاري من شخص
غير تاجر ،بالنسبة لهذا العمل يعتبر عمال تجاريا بالنسبة للتاجر وعمال مدنيا بالنسبة للطرف المدني .
2
أما بالنسبة للنظام القانوني الذي يخضع له العمل المختلط هو نظام مزدوج مقتضاه تطبيق القواعد التجارية على الطرف الذي
يعتبر العمل تجاريا بالنسبة إليه ،وتطبيق القواعد المدنية على الطرف الذي يعتبر العمل مدنيا بالنسبة له .
3