Professional Documents
Culture Documents
خطر التنصل عن الجهاد
خطر التنصل عن الجهاد
خطر التنصل عن الجهاد
مفهومه القرآني الصحيح ،إقامة القسط ،التعاون على البر والتقوى ،اجتماع الكلمة
على الحق ،الوالية اإليمانية ،الوالء بين المؤمنين ،أن يكون بعضهم أولياء بعض،
متعاونين ،كالجسد الواحد ،كالبنيان المرصوص ،هذه العناوين الكبرى التي شطبت
عند الكثير من أبناء أمتنا ،وأخرجت من حيز اهتمامهم الديني ،ومن التزامهم
اإليماني ،وكأنها ليست من اإليمان في شيء ،وال من القرآن في شيء ،وال من
الدين في شيء ،ما الذي يصرفهم عنها؟ هل ينظرون إليها إلى أنها أشياء صعبة ،أو
أشياء خطيرة؟
الخطر هو في اإلخالل بها ،األمة إذا تركت الجهاد في سبيل هللا ،بمفهومه التحرري
الصحيح ،وفق المنهجية التي رسمها القرآن ،وليس وفق األسلوب الداعشي،
واألسلوب اآلخر الذي في إطار التبعية ألعداء هللا ،ألعداء األمة ،ألعداء اإلنسانية،
إذا تركت ذلك؛ ذلت ،هانت ،تحكم بها أعداؤها.
عندما فرطت األمة في مبدأَ{ :و َأِعُّدوا َلُهْم َم ا اْس َت َط ْع ُتْم ِمْن ُقَّو ٍة}[األنفال :من اآلية
،] 60تحولت إلى أضعف أمة؛ بينما اآلخرون يبذلون كل جهد في أن يعدوا ما
استطاعوا من قوة ،ويسطروا إلينا أفكارًا ساذجة ،أفكارًا غبية ،يستغبون أمتنا بها،
يعلمون أمتنا أن الضعف حضارة ،أن عدم االهتمام ببناء أنفسنا لنكون أمًة قوية هو
حضارة ،هو رقي ،هي مفاهيم راقية؛ بينما هم يحرصون على أن يكونوا في أقوى
ما يستطيعون ،أن يمتلكوا مختلف أنواع األسلحة ،من الترسانات النووية إلى أبسط
سالح.
فعلينا أن نعي جيدًا ،أن استجابتنا هلل “سبحانه وتعالى” هي في صالحنا ،هي
الستقامة حياتنا في الدنيا ،وأن ننعم بما أنعم هللا به علينا في هذه الدنيا ،وتصل بنا
إلى النعيم في اآلخرة ،وأن القرآن الكريم هو نور هللا ،يرشدنا لليسرى ،هي الطريق
األيسر ،الطريق التي تصل بك إلى الجنة هي األيسر ،ال تنظر إليها وكأنها الشاقة،
المشقة والعناء والخزي والهوان :هو في االنحراف عن هدى هللا “سبحانه
وتعالى”؛ أما في إطار االستجابة هلل “سبحانه وتعالى” ،واالتباع لكتابه ،واالهتداء
بهديه ،فهنا العزة ،هنا الكرامة ،هنا القوة ،هنا السعادة ،هنا الطريق التي تحظى
فيها برعايٍة من هللا “سبحانه وتعالى” ،معونٍة من هللا “سبحانه وتعالى” ،توفيٍق
من هللا “سبحانه وتعالى” ،البديل عن ذلك هو الذي يشقي األمة.
مشكلة أمتنا اليوم في االستجابة الجزئية ،أن تتفصل عملية االستجابة هلل وفق
المزاج الشخصي ،وفق الهوى النفسي ،وأن تترك األشياء األساسية من توجيهات
هللا ومن تعليماته.
من المهم في هذا الشهر المبارك (في شهر رمضان) التركيز على التأمل في الوعد
والوعيد ،الذي يجعل عند اإلنسان قناعًة بأن يتجه وفق هذا االتجاه الصحيح ،الذي
يحقق لنفسه هذا الخير العظيم ،ويقي به نفسه عذاب هللا “سبحانه وتعالى”.
هذا النعيم متاح أمام كٍل منا ،كل ذكٍر وكل أنثى يمكنه أن يصل إلى هذا النعيم العظيم،
إلى هذه الجنات ،إلى عالم الجنة التي عرضها السماوات واألرض ،ومن أقصر
الطرق ،وأسرعها وصوًال؛ هي طريق الجهاد في سبيل هللا “سبحانه وتعالى”.
ما الذي يمنعك عن االستجابة؟ عدم االستجابة هي الخسارة ،الخسارة الرهيبة
الفادحة ،عندما يفوتك هذا النعيم ،ليست المسألة فقط فوات هذا النعيم فحسب،
ويقولون لك[ :عد إلى منزلك ،أنت لم تربح هذا النعيم] ،ال بديل عن هذا النعيم إال
النار ،إال ذلك العذاب.
وإما البديل أن تكون ممن يطوفون بين حميم جهنم ،وبين نيرانها المستعرة لألبد،
بدون لحظة واحدة ،وال ثانية واحدة من الراحة.
فاختر لنفسك ،وفكر بجدية ،بجدية؛ ألن هذه أمور جادة ،أمور جادة ،ليست خياًال،
وليست أوهامًا ،هي حقائق ،يفصل بينك وبينها فاصٌل قصيٌر هو الفناء ،وهو يمضي
في فترة وجيزة ،تنتقل من خالله وفيما بعده إلى هذا العالم.
[هللا أكبر /الموت ألمريكا /الموت إلسرائيل /اللعنة على اليهود /النصر لإلسالم]
دروس من هدي القرآن الكريم