Professional Documents
Culture Documents
تاريخ الوقائع الإقتصادية ..
تاريخ الوقائع الإقتصادية ..
السنة الجامعية
2023-2024
المحاضرة األولى:مفهوم تايخ الوقائع اإلقتصاذية و أهميتها
-تعتبر الوقائع االقتصادية تجارب حدثت في إطار زماني ومكاني معين ،وتشمل أحداثًا وسياقات
تاريخية تميزت بتأثيرها على التطور االقتصادي ،وقامت النظريات االقتصادية بتفسيرها وتحديد
مجرى تلك األحداث.
-تمكن المعرفة بالتاريخ من فهم أفكار الفالسفة والمفكرين واالستفادة من تجارب الماضي لمعالجة
التحديات الحالية وتوجيه المستقبل.
-تعزز دراسة الوقائع االقتصادية فهمنا لتوزيع الموارد واختيار الطرق اإلنتاجية والعالقات
االقتصادية.
-تسهم في تتبع تغيرات المجتمعات وتحليل تأثير العوامل االقتصادية ،مثل الحروب العالمية
واكتشاف الذهب في أمريكا ،على التفكير االقتصادي والنظم االقتصادية.
-فهم النظريات الحديثة :يعتبر استكشاف النظريات واألحداث االقتصادية في تاريخ اإلنسان
مساهمة كبيرة في استيعاب النظريات االقتصادية الحديثة .النظرية االقتصادية ،كغيرها من
تفسير للحقائق وتقدم حلوًال للتحديات الحالية.
ًا النظريات العلمية ،تقدم
-إيجاد حلول للمشكالت :يختلف عالج المشكالت االقتصادية بحسب تقدم المجتمع
-تنمية القدرة على البحث العلمي :إن معرفة األفكار والنظريات االقتصادية خالل فترات التاريخ،
تمكننا من التعرف على ما توصل إليه رجال الفكر والفالسفة من أفكار وأساليب لعالج تلك
المشاكل من جهة ،ومن جهة أخرى االستفادة من معرفة مشاكل وأخطاء الماضي لمعالجة
مشاكل الحاضر و ظروف المستقبل.
-تحديد ظروف المستقبل :توضح دراسة تاريخ الوقائع االقتصادية الروابط بين األحداث
المختلفة ،مما يمكننا من االستفادة من تجارب اإلنسانية في تدبير ظروف المستقبل ورسم رؤية
مستقبلية.
-دراسة األزمات االقتصادية التي عرفها التاريخ :وذلك من أجل التعرف على اسبابها ومظاهرها
ومختلف حلولها لتفادي تكرارها في الواقع المعاش.
ونذكر أن أهم األزمات االقتصادية التي عرفها التاريخ االقتصادي على سبيل المثال:
لفهم العالقة بين الوقائع االقتصادية وباقي المقاييس المدرسة ،يجب النظر إلى مفهوم الفكر
االقتصادي أوالً .يشمل الفكر االقتصادي النظريات التي تشرح العالقات والقوانين التي تحكم
الظواهر االقتصادية ،مع التركيز على توجيهات وآراء مختلفة حول األوضاع االقتصادية.
ظهور العديد من النظريات والتوجيهات االقتصادية كان نتيجة لوقائع اقتصادية محددة ،مثل:
-ظهور نظرية تقي الدين المقريزي نتيجة ألزمة المجاعة واستخدام النقود النحاسية.
-تطوير نظريات الربح والخسارة والعرض والطلب نتيجة لتطور المجتمعات وتوسع األنشطة
االقتصادية.
-ظهور الفكر الكينزي بسبب أزمة الكساد العالمي في 1929والتخلي عن النظرية الكالسيكية.
-تأثير الثورة الصناعية في تطوير الفكر الليبرالي الكالسيكي وتشجيع اإلنتاج وحرية المبادالت.
-تأثير الحروب العالمية في تشجيع فكر التوسع الجغرافي وامتالك المزيد من الثروات الطبيعية.
بهذا ،يظهر أن الوقائع االقتصادية لها تأثير كبير على تطور وظهور الفكر االقتصادي والنظريات
المختلفة.
المراجع:
كان من الصعب جداً تحديد طبيعة النظام االقتصادي السائد في فترات البدايات األولى
لحياة اإلنسان ،وذلك بسبب عدة أسباب ،أبرزها استمرار هذه الفترات لفترات طويلة
جداً وتعرضها لتطورات ال يمكن حصرها بدقة ،وكان من الصعب توثيق ما جرى خالل
تلك الفترات بسبب نقص الوسائل والقدرة على الكتابة .ورغم ذلك ،كانت هناك آراء
وتصورات حول طبيعة النظام الذي ساد آنذاك ،المعروف بشكل عام باسم النظام
البدائي أو نظام المشاعية البدائية
في تلك الفترة ،كانت حياة اإلنسان تشبه إلى حد كبير حياة الحيوانات ،وكان يعتبر
وريثًا لتلك الحياة ،خاص ًة وأن نظرية داروين كانت ترتبط بفهمنا لتطور اإلنسان .كان
اإلنسان يعيش في جماعات للحماية من المخاطر الطبيعية والتهديدات ،مثل الوحوش
الضارية.
تابعت قدرات اإلنسان في التطور من خالل تطوير الوسائل واألدوات التي استخدمها
لتأمين احتياجاته الحياتية وحمايته ،وضمان استم ارريته في الحياة .قام بابتكار وسائل
استنادا إلى الموارد المتاحة في الطبيعة ،وخاص ًة استخدام
ً وأدوات أكثر تطو اًر باستمرار،
الحجر والعصا كأدوات أساسية.
رغم بساطة وبدائية هذه األدوات الجديدة ،فقد كان لها تأثير كبير على حياة اإلنسان،
حيث ساعدت في الصيد وقطع األشجار والدفاع عن النفس وحفر األماكن لالحتماء.
طا،
ُيالحظ أن النظام االقتصادي الذي كان سائداً في تلك الفترة كان مكتفياً ذاتياً وبسي ً
حيث اعتمد على الموارد المتاحة لتلبية احتياجات الحياة ،خاص ًة الغذاء بأشكاله
البسيطة.
كان هذا النظام البدائي يعتمد على مستوى منخفض وضروري للنشاط اليومي ،وكانت
األدوات المستخدمة بسيطة وبدائية .لم يكن لدى اإلنسان القدرة على تحقيق فائض من
نشاطه البسيط ،وكان يتعامل مع صعوبات كبيرة في تلبية احتياجاته األساسية ،مما قد
يؤدي في بعض الحاالت إلى المجاعات والموت بسبب نقص اإلمدادات.
ويشدد على أهمية فهم تلك التطورات الهامة في النظام البدائي ،التي حدثت على مر
ُ
الزمن وشملت مجموعة من الجوانب الحياتية واالقتصادية ،وتساهم في فهم تطور
المجتمع وحياة اإلنسان في تلك الفترة و هي:
2تطور اللغة اعتماداً على اإلشارة باستخدام أطراف اإلنسان وبالذات يده للتعبير عن
أفكاره ،وما يجول في ذهنه من خواطر وآراء ،وكذلك من خالل اتخاذ اإلشارة الصوتية
باستخدام قدرة اإلنسان على الكالم والتحدث مع اآلخرين ،التي تطور استخدامها بنشوء
اللغة ،أو اللغات لكل جماعة من المجموعات البشرية ،وقد مثل اللغة بمختلف أشكالها
حتى األولية منها إلى تطوير قدرات اإلنسان من خالل تبادل المعارف والخبرات
والتجارب بين األفراد ،وإن كانت بشكل بدائي وأولى وبسيط ،وبالشكل الذي أدى إلى
تطوير قدراته على تأمين متطلبات عيشه وحمايته وبالذات من خالل تطوير الوسائل
واألدوات التي يستخدمها في ذلك ،ومن خالل تعاونه مع اآلخرين لتأمين هذه
المتطلبات ،وهو األمر الذي أسهم في زيادة إنتاجه وإنتاجيته من خالل مساهمة اللغة
في توحيد جهود الناس عبر نشاطهم الحياتي
-3اكتشاف النار واستخدامها ألغراض عديدة منها كوسيلة إلعداد بعض الوسائل
واألدوات من خالل تكييف الحجارة والعصي من أجل زيادة إمكانية استخدامها ،وزيادة
متانتها وكذلك استخدامها ألغراض التدفئة وطهي الطعام ،وحتى كوسيلة لمكافحة
الوحوش الضارية التي تخشى النار وتهرب عند إشعالها ،وكذلك استخدامها في صناعة
الفخار لألواني الطينية
4التوصل إلى الزراعة حيث أن اإلنسان بتطوره ،وتطور األدوات والوسائل المتاحة
الستخدامه رغم بدائيتها وبساطتها مكنته من االنتقال من التعامل المباشر مع ما متاح
في الطبيعة من موارد لعيشه ذات األصل النباتي باقتصاره على عملية جمع النباتية
إلى زراعة بعض أنواع النباتات بغرسها ،وهذا لم يصبح ممكناً إال بتوصله إلى األدوات
التي تتيح له ذلك ،والتي منها األدوات الخاصة بالغرس كالعصا التي تمكنه من الحفر
وغيرها من األدوات التي أصبح بإمكانه استخدامها في الزراعة بعد صنعه لها سواء
تلك التي تساعده في تحضير التربة للزراعة ،أو في غرس النباتات ورعايتها ،واستخدموا
أدوات في تسوية التربة وفي حصاد المحصول النباتي ،وغيرها ،ومثلت الحبوب كالقمح
والشعير والذرة وغيرها من أهم وأول النباتات التي زرعها اإلنسان البدائي ،والتي شملت
معظم النباتات ،وبالذات الغذائية منها المعروفة حالياً ،كالذرة الصفراء والبطاطا وغيرها،
والتي أدت إلى تقليل اعتماد اإلنسان على االعتماد المباشر على ما يتوفر له من موارد
طبيعية وبالشكل الذي زادت معه قدرته على توفير احتياجاته الغذائية ذات األصل
النباتي ،وتكونت لديه معه قدرته على تكوين احتياطيات منها لتأمين حاجته.
5تربية الحيوانات ،وبالذات المواشي منها والتي أسهمت فيها تطور قدرات اإلنسان على
الصيد ،واالحتفاظ بالحيوانات التي يتم صيدها من أجل تربيتها بدالً من ذبحها ،حيث
اهتدى اإلنسان إلى إمكانية القيام بذلك عن طريق االحتفاظ بالحيوانات لفترة أطول
وتربيتها ،وهو ما وفر إمكانية لإلنسان في استخدام الماشية كمصدر لغذائه من لحوم
وحليب والمتطلبات حياته من جلود ،وصوف والستخدام بعضها في النشاطات التي
يؤدي بها عمله وبالذات في الحراثة والسقي والدرس ،وغيرها من النشاطات.
بدا نظام الرق بالتشكل عقب انهيار النظام المشاعي حوالي 4000 3000قبل الميالد
لقد ساد هذا النظام في ظل الحضارات العريقه منها بالد الرافدين ،الفينيقيين ،القرطاجيه
واستمر الى غايه القرنين الثالث والرابع الميالدي في شمال افريقيا واسيا وفيما يلي يتم
التعرض الهم خصائص النظام العبودي من خالل :
القوى المنتجه :حدث تطور كبير في وسائل االنتاج الزراعي وظهرت ادوات عمل
جديده لم تكن معروفه من قبل خاصه في مجال ضبط عمل العبيد في االنتاج الحرفي.
عالقات االنتاج :تميزت بما يلي:
أ) الملكيه :ساد في هذه الفتره ما يسمى بنظام الملكيه المطلقه لوسائل االنتاج االرض
وادوات العمل باالضافه الى امتالك االنسان العبيد واعتباره شيء من االشياء
ب)العمل :لقد كانت السيم الغالبه للعمل في هذه المرحله هي العمل الجماعي والتعاون
بين العبيد ولكن في اطار االكراه االقتصادي والقصر االستغالل لصالح الساده الذين
يمتلكون ادوات العمل بما فيها العبيد
ج) توزيع الناتج :يمكن القول ان العبيد كانوا يمارسون مختلف االنشطه لصالح االسياد
في شكل عالقه سيد_ عبد وكانت المنتجات توزع بين الساده والعبيد وكان من حق
الساده تحديد الكيفيه التي يتم بواسطتها توزيع المنتوج والذي عاده ما كان يتم تقسيمه
الى جزئين:
المنتوج الضروري :وهي كميه من المنتوج الموجهه لسد الحاجات االساسيه للعبيد
المنتوج الفائض :يمثل القسم االعظم من المنتوج ويستخدم من قبل الساده الشباع
الحاجات االستهالكيه وبناء القصور والمسارح وغيرها
د) العالقات النقديه والسلعيه :في نظام الرق ظهر التبادل وتطور في النظام المشاعي
وكان تبادل بين المنتجين في شكل سلعه مقابل سلعه التي تطورت هي االخرى واخذت
اشكاال مختلفه تتم في شكل سلعه_ سلعه نقديه_ سلعه السلع النقديه كل من الماشيه
والملح والسمك المجفف والجلود ثم تطورت النقود واخذت اشكال وفي ظل بعد المنتجين
عن بعضهم البعض وتبعثرهم ادى هذا الى ضروره وجود فئه تقوم بدور الوسيط بين
البائعين والمشترين وكخالصه نجد ان العالقات النقديه والتجاريه اسست لطرق تجاريه
هامه نذكر منها :
طريق الحري:ر وهو من اهم الطرق التجاريه ازدها ار يربط بين االمبراطوريه الصينيه
واالمبراطوريه الرومانيه
أ_ التناقض بين قوى االنتاج وعالقات االنتاج :وبدات تناقض بين المصالح االقتصاديه
للعبيد والمصالح االقتصاديه لمالكي العبيد وكان العبد الذي يعد عمله اساس حياه
المجتمع العبودي واستم ارره محروما من ايه حوافز ماديه او معنويه
ب_عدم تكافؤ المنافسه بين االستثمارات الصغيره واالنتاج العبودي الكبير لم تتمكن
االستثمارات الصغيره من الصمود في المنافسه المفروضه عليها من قبل المشاريع
العبوديه الكبيره فاخذت تفلس باعداد كبيره واسهم في ذلك تزايد الضرائب وارتفاع
معدالت فوائد المرابين
ج_ التبادل الال متكافئ بين الريف والمدينه لقد اصبحت المدن مراكز لالنتاج الحرفي
والتجاره والمرابات وتجمعا ثقافيا ام الريف فقد حافظ على الكثير من سمات النظام
المشاعي البدائي ومن هنا بدات عالقه االستغالل بين الريف والمدينه
ه_ الصراع الطبقي وانهيار النظام العبودي :ادى تفاقم التناقضات االقتصاديه الى
تفاقم التناقضات االجتماعيه وباالخص بين العبيد ومالكي العبيد كان العبيد يهربون
من العمل ويحطمون ادوات العمل وكان من اهم اشكال نظام العبيد ضد الساده
االنتفاضات المسلحه التي كانت اكبرها انتفاضات كبيره في جزيره صقليه وانتفاضه
عبيد الصين فيهنان وسيشوان وشندون
و_ الفتوحات االسالميه ونهايه العهد العبودي كان الفتح االسالمي الذي التف حول
شواطئ البحر االبيض المتوسط واالتجاه شرقا الى بالد ما وراء النهر ،لنظام الريق
لقد كان فعال حركه حضاريه لتحرير االنسان من عبوديه اخيه االنسان وبنهايه العهد
الروماني في اوروبا كان من المفروض ان تنتهي تلك الطبقات اال انه حدث العكس
حيث ان النظام الطبقي قد مد جذوره اكثر في الفتره التي سالت العهد الروماني فتره
تكون العالقات االقطاعيه في بدايه تطور النظام االقطاعي في اوروبا.
المراجع:
)2فليح حسن خلف ،النظم اإلقتصادية،عالم الكتب و جذا ار للكتاب العالمي للنشر و
التوزيع2008 ،
المحاضرة الثالثة النظام اإلقطاعي في اوروبا
ُيطلق مصطلح "النظام اإلقطاعي" على النظام االقتصادي الذي ساد خالل القرون
أيضا في بعض المناطق والدول األخرى ،ورغم أن هذا النظام
الوسطى في أوروبا و ً
كان يختلف في مدى وطبيعة وسماته عن اإلقطاع الذي ساد في أوروبا ،إال أنه كان
حاضر بتنوع في المناطق األخرى نتيجة لعدة عوامل.
ًا
ظهر النظام اإلقطاعي في نهاية القرن الخامس الميالدي واستمر حتى القرن الخامس
عشر في أوروبا ،وتأثر بعد ذلك في العديد من الدول والمناطق األخرى ،خاصة في
آسيا .كانت العوامل التي ساهمت في انحالل وانهيار النظام العبودي هي نفسها التي
أسهمت في نشوء النظام اإلقطاعي .يتضمن ذلك الضعف الداخلي وانحالل النظام
العبودي داخلياً ،إضافة إلى الغزو الخارجي ،حيث تأثرت إمبراطورية روما بغزو القبائل
الجرمانية ،مما أدى إلى نشوء النظام اإلقطاعي.
في المراحل األخيرة للنظام العبودي ،لم يكن إنتاج العمل العبودي ،خاصة في روما،
كافيا لتلبية احتياجات الدولة ومتطلباتها ،والتي زادت بشكل كبير بسبب التكاليف
ً
البذخية .وقد تفاقمت المشكالت االقتصادية الداخلية ،وتدهورت الطبقات الحاكمة،
وتضاءلت قدرتها ،وتفككت،
-٢الفترة التي امتدت من القرن الحادي عشر وحتى القرن الخامس عشر ،والتي
بدأت فيه عناصر النظام اإلقطاعي ومضامينه بالتحلل ،والضعف والتي مثلت بدايات
نشوء النظام الراسمالي ،ومن أهمها بروز أهمية االقتصاد الحرفي والتبادل والتجارة
تراجعت أهميتها في هذه الفترة .ونشوء المدن ،وزيادة أهميتها واستقالل الحرف
والمبادالت التجارية عن الزراعة التي
وعموماً فإن اقتصاديات أوروبا في ظل النظام اإلقطاعي الذي ساد في القرون الوسطى
كانت اقتصادات زراعية بالدرجة األولى حيث تعتمد على الزراعة أساساً ،وأن الريف
ونشاطه الزراعي كانا هما األهم في عمل هذه االقتصادات في حين أن المدن كانت
راكدة ،وضعفت مساهمتها في النشاطات االقتصادية ،حيث تم تدمير الكثير من
نشاطاتها
كما حصلت عدة تغييرات اقتصادية في أوروبا في هذه الفترة تحديداً ،وفيما يلي نبين
بعضاً من هذه الوقائع االقتصادي:
التركيز على الزراعة :نمو الزراعة بشكل كبير وتأثير النظام اإلقطاعي على
النواحي الصناعية والزراعية.
تعيين الفالحين الذين ال يملكون األراضي لزراعة األراضي المقتطعة ،مع االلتزام
بالدفاع عنها.
تطورات في الزراعة :دخول تطورات في مجال الزراعة في القرن الحادي عشر،
مثل ابتكارات زراعية مثل المحراث الثقيل وتقنيات زراعية متقدمة.
ارتفاع نسبة الموارد الغذائية ،مما أدى إلى زيادة السكان.
هجرة من الريف إلى المدينة :تزايد انتقال السكان من الريف إلى المدينة بسبب
قلة الحاجة إلى األيدي العاملة في األراضي الزراعية.
تضاؤل التجارة بين الشرق وأوروبا :تقلص التجارة بين الشرق وأوروبا بسبب
نقص األمان واالستقرار على الطرق التجارية.
تجارة الفضة والعاج:انتشار تجارة الفضة والعاج في أوروبا ،وهي تجارة نقلت
من آسيا الوسطى.
استعمال األموال والتبادل التجاري :استخدام األموال في شراء السلع وعمليات
التبادل التجاري ،وكذلك في شراء هدايا غير مادية من الكنيسة..
بعيدا عن النظام اإلقطاعي ،مع النواحي الصناعية :مزاولة الحرف المهنية ً
ظهور نظام نقابي لإلشراف على هذه المهن وتوحيد األسعار في اإلقليم.
ونتيجة لما سبق تشكل في النظام اإلقطاعي انقسام طبقي تمثل في:
نشوء وتشكل الطبقات المالكة لألراضي والتي مثلها السادة اإلقطاعيين في الواقع
الفعلي ،ومن ينوب عنهم فيما بعد ،حيث منح هؤالء السادة األراضي إلدارتها وتنظيم
استغاللها لتابعيهم من القادة المحليين في اإلقليم ،والذين أصبحوا يمارسون فعلياً السلطة
على األجزاء التي اقتطعت إلدارتها من قبلهم ،وبذلك تحول اإلقليم من إقطاعية كبيرة
إلى إقطاعيات تمثلها األجزاء داخل اإلقليم.
- ٣طبقة الفالحين األحرار المستقلون وغير التابعين والذين تحولوا إلى أقنان مرتبطين
باألرض وتابعين للسيد اإلقطاعي بسبب تنازلهم عن أراضيهم له مقابل تأمين حمايته
وأراضي اإلقطاعية تتكون من قصر السيد اإلقطاعي والذي كان محاطاً باألسوار في
الغالب تأميناً لحمايته ولتسهيل الدفاع عنه ،والذي يضم في داخله كافة المرافق التي
تؤمن للسيد اإلقطاعي متطلباته من مخازن للغالل ،وورش لتأمين احتياجاته الغذائية
كما في الحبوب والمنتجات الحرفية ،وما إلى ذلك ،وبجواره وفي جوانبه تنتشر دور
الفالحين وتحيط به األراضي اإلقطاعية التي تتكون من:
األراضي الصالحة للزراعة ،والتي تتم زراعتها فعلياً والتي هي عبارة عن ملكية إقطاعية
تتم زراعتها من خالل عمل أقنان األرض المجاني ،أي السخرة.
-۲-أراضي األقنان والتي هي قطع صغيرة جداً ،وتتم زراعتها من قبل األقنان مقابل
دفع المقابل نقدياً حصة عينية للسيد اإلقطاعي مقابل السماح لهم باستغاللها،
-المراعي والتي تتكون من المراعي المفتوحة بشكل مستمر لالنتفاع بها من قبل عامة
الناس ،والتي تمثلها الغابات والمراعي التي تفتح في أوقات معينة والتي تمثلها المراعي
التي ترع بعلف الحيوانات وغيره وحيث يتم االنتفاع منها في األوقات المعينة بإشراف
السيد اإلقطاعي وبتوجيهه وموافقته.
وفي ظل النظام اإلقطاعي هذا تبرز أهمية قنانة األرض في استغالل األرض واالنتفاع
منها ،والتي كانت بموجبه الزراعة تمثل النشاط األساسي في هذا النظام.
مكانة الملك والكنيسة في النظام اإلقطاعي كانت ذات أهمية كبيرة ،وكل منهما كان له
دور محوري ومميز:
تقاضي العشر :أمراء الكنيسة كانوا يقتطعون عشر مدخول الفالحين ،وهو جزء من
اإلنتاج الزراعي الذي كان يذهب للكنيسة.
دور اقتصادي واجتماعي :كانت الكنيسة ليست فقط مؤسسة دينية وروحية ،بل كان
أيضا دور اقتصادي واجتماعي كبير .تسهم في جمع الضرائب وتوفير االستقرار
لديها ً
االقتصادي واالجتماعي في المجتمع.
نمو التجارة والطبقات التجارية :شهدت نشوء طبقات تجارية جديدة ،وكانت
التجارة تتطور ،مما أدى إلى ازدهار المدن وتنوع االقتصاد.
نمو المدن ورقيق األرض :زاد نمو المدن بسبب تحسن ظروف الرقيق ورغبته
في الحصول على حقوق أكبر وظروف أفضل.
ضا ،حيث بدأت التحديات ضعف سيطرة الكنيسة :شهدت سيطرة الكنيسة انخفا ً
لسلطتها تتزايد .الناس بدأوا في االنتقاد المفرط للكنيسة والتمرد ضدها.
إجماالً ،كانت هذه العوامل والتغيرات تسهم في تحول النظام االقتصادي واالجتماعي.
المراجع:
مفهوم النظام الرأسماليُ :يعرف النظام الرأسمالي كنظام اقتصادي يقوم على فلسفة اجتماعية
وسياسية ،يهدف إلى تلبية احتياجات اإلنسان األساسية واالختيارية ،وتعزيز الملكية الفردية
أيضا بأنه نظام إنتاج اجتماعي عرف ً والمحافظة عليها ،مع التركيز على فهم مفهوم الحريةُ .ي َ
يتميز بتركيز األدوات والثروات في أيدي عدد قليل من األفراد ،المعروفين باسم الرأسماليين ،بينما
تصبح األكثرية مضطرة للعمل كأجراء لديهم.
الملكية الخاصة للموارد االقتصادية :يتيح حق الملكية لألفراد أو المجموعات امتالك األصول
والتصرف فيها وفًقا للقوانين .تعتبر هذه الخاصية األساسية في النظام الرأسمالي ،حيث تمنح
الحق لمالك الموارد توجيه الق اررات االقتصادية بشكل مستقل.
الحرية االقتصاديةُ :يعرف النظام الرأسمالي بأنه نظام اقتصادي حر ،حيث يحق لكل وحدة
اقتصادية أن توجه وتستخدم مواردها وفًقا الختياراتها وتفضيالتها ،دون قيود.
حافز الربح :يعد الربح هو الحافز الرئيسي لزيادة اإلنتاج في النظام الرأسمالي ،حيث يدفع
المنتجون نحو اتخاذ الق اررات التي تحقق أقصى ربح ممكن.
سيادة المنتج :تحدد رغبات المستهلكين اتجاهات اإلنتاج ،حيث يسعى المنتجون إلى تحقيق
أقصى ربح من خالل تلبية احتياجات المستهلكين.
تقسيم الناتج اإلجمالي :يتم تقسيم الناتج اإلجمالي إلى طبقتين ،حيث تحصل الطبقة التي تمتلك
وسائل اإلنتاج على الحصة األكبر ،بينما تحصل طبقة العمال على جزء أقل من الناتج لتلبية
احتياجاتها الضرورية.
مراحل الرأسمالية
استمدت الرأسمالية التجارية اسمها من الكلمة اإليطالية "تاجر" ،وهي الشكل األول من أشكال
أساسا لتحقيق مصلحة فئة التجار .بدأت الرأسمالية التجارية في
الرأسمالية .نشأت هذه الرأسمالية ً
الثلث األخير من القرن الخامس عشر ،وكانت تستهدف جلب أكبر كمية من الذهب والفضة إلى
داخل البالد.
ئيسيا للثروة.
مصدر ر ً
ًا تمجيد المعدن النفيسُ :يعتبر المعدن النفيس
ترتيب أوجه النشاط االقتصادي :يعطي األولوية للتجارة الخارجية والصناعة بينما ُيهمل الزراعة
كمصدر للصادرات.
الرأسمالية المالية ناتجة عن تطور النظام الرأسمالي والثورة الصناعية .تتميز بسيطرة البنوك على
تمويل المشروعات الصناعية وتكوين رؤوس أموال ضخمة .يتميز هذا النوع بظهور مؤسسات
مالية كبيرة وتركز رؤوس األموال فيها.
الرأسمالية الصناعية:
بدأت في منتصف القرن الثامن عشر وتمثل التحول من الرأسمالية التجارية إلى الرأسمالية
الصناعية .تميزت بسيطرة رأس المال الخاص على اإلنتاج باستخدام اآلالت الحديثة .نشأت بفعل
الثورة الصناعية وتحولت الصناعة إلى محور رئيسي في االقتصاد.
يعرف االقتصادي Cloughالثورة الصناعية بأنها التغير المفاجئ في وسائل إنتاج السلع
الصناعية من الطرق اليدوية إلى الطرق الميكانيكية.
وال يقصد بهذا التغير المفاجئ والجوهري بأن االستعانة بالطرق الميكانيكية والتي تتمثل أساسا
في أن اآلالت مجرد تركيب مادي يساعد على اختصار وتسهيل العمل اإلنساني وإنما يقصد
باآللة تركيب مادي يحتوي على أدوات تؤدي تلقائيا نفس العملية الفنية التي كان يؤديها العامل
قبل اختراع اآللة.
وتعرف الثورة الصناعية أيضا على أنها التحول الكبير الذي شكل نقلة نوعية في االنتقال من
اإلنتاج اليدوي إلى اإلنتاج اآللي عن طريق االستخدام المنظم لآلالت في اإلنتاج ،هذا جانب،
ومن جانب آخر لوحظ أن طرق التنظيم الصناعي قد شهدت تحوال كيفيا في االنتقال إلى نظام
المصنع القائم على التقسيم الفني للعمل.
1-التقدم العلمي :إن قيام النهضة العلمية في أوروبا سمح للعلم بأن يخطو خطوات سريعة،
أفسحت المجال لظهور االختراعات الحديثة مثل السفن التجارية التي تعبر البحار والمحيطات،
كذلك مد طرق السكك الحديدية بين بعض الدول الصناعية لتسهيل التنقل فيما بينها.
2العامل السكاني :أدى تحسن الظروف المعيشية في أوروبا إلى زيادة عدد السكان وما رافقه من
كثرة متطلباتهم الحياتية وزيادتها ،وقد دفعت تلك الحاجات إلى التفكير بإيجاد أساليب جديدة
ومتطورة في اإلنتاج لكي تلبي رغبات السكان واحتياجاتهم المتزايدة -3-3رأس المال :لقد كان
التساع القارة األوروبية وامتدادها ألقطار العالم أثر ايجابي ألصحاب المصانع وشركات النقل،
والمؤسسات المالية ،وذلك ألن أرباحهم كانت في تزايد مستمر مما مكنهم من تكوين أموال طائلة
سمحت بتمويل الصناعة.
فقد استخدمت رؤوس األموال في مجال تحسين أساليب اإلنتاج عن طريق تمويل االختراعات
العلمية التي استفاد منها اإلنسان في مجال إنتاجه الصناعي والزراعي.
-3-سياسة الحرية وعدم التدخل :إعطاء الفرصة لمبادرة األفراد ،كما عملت الدولة على تخفيض
الضرائب على رؤوس األموال الموظفة في الصناعة من أجل تشجيعها
نمو ظاهرة االحتكار:يؤدي االحتكار إلى تشويش في جهاز الثمن وفقدان فعاليته في توزيع
فعال.
الموارد بشكل ّ
يمكن للمحتكرين تحديد األسعار والكميات ،مما يؤدي إلى رفع األسعار وتقليل اإلنتاج لتحقيق
أرباح إضافية.
سوء توزيع الدخل والثروة:تركز عناصر اإلنتاج في يد قليلة من أفراد المجتمع ،مما يؤدي إلى
تفاوت كبير في توزيع الثروة.
أصحاب رؤوس األموال يزيدون ثراءهم بسبب االستثمار واالدخار ،في حين يظل الطبقة
العاملة بمستوى معيشي منخفض.
تزايد البطالة واألزمات االقتصادية :يمكن أن يؤدي التوسع االقتصادي الزائد إلى تكدس
للمنتجات وزيادة في البطالة.
يحدث ذلك عندما تزيد الطاقة اإلنتاجية بشكل هائل دون زيادة متناسبة في دخل العمال ،مما
يؤدي إلى تخفيض اإلنتاج وظهور البطالة.
التأثير السلبي على الحياة االجتماعية والسياسية :يسيطر األغنياء على مقومات االقتصاد
والمجتمع ،مما يؤدي إلى نفوذ سياسي واقتصادي كبير.
الفوارق االقتصادية تنعكس على النواحي االجتماعية والسياسية ،مما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم
التمييز وقلة المشاركة السياسية.
هذه العيوب تعكس النقاش المستمر حول فعالية نظام الرأسمال في التعامل مع قضايا مثل توزيع
الثروة والعدالة االقتصادية.
المراجع:
أسيا سعدان ،محاضرات تاريخ الوقائع اإلقتصادية،جامعة 8ماي قالمة 2018 2019
ظهر النظام االقتصادي االشتراكي في القرن الثامن عشر كتجمع لمذاهب ومدارس مختلفة ،وتتفق
هذه المدارس على استبدال المنظور الفردي الذي قام عليه النظام الرأسمالي بالمنظور الجماعي.
كما تشدد على ضرورة تدخل الدولة في الحياة االقتصادية.
ع رفت االشتراكية مرحلتين رئيسيتين في تطورها .في المرحلة األولى ،كانت االشتراكية المثالية
تعود إلى أفالطون ،الذي حلم بإنشاء مجتمع مثالي يعيش فيه الناس بمساواة وبدون تمييز .بدأت
األفكار الرئيسية لهذه المرحلة تظهر منذ عهد أفالطون وظلت موجودة في أفكار العديد من
الفالسفة والمفكرين على مر العصور .في القرن التاسع عشر ،ظهرت المرحلة الثانية من
االشتراكية ،وهي االشتراكية العلمية ،التي وضعها كارل ماركس .كانت هذه المرحلة تهدف إلى
استبدال مبادئ الرأسمالية بسبب التفاوت الطبقي واالضطهاد الذي عانته طبقة العمال في الدول
اجتماعيا
ً وسياسيا و
ً اقتصاديا
ً نظاما
ً األوروبية خالل القرن التاسع عشر .بدأت االشتراكية تكون
في االتحاد السوفيتي بعد الثورة البلشفية في عام ،1917وانتقلت إلى أجزاء أخرى من العالم بعد
الحرب العالمية الثانية.
_جهاز التخطيط المركزي :يعتمد النظام على تنظيم اإلنتاج والتوزيع واالستهالك من خالل جهاز
التخطيط المركزي ،الذي يحدد كميات السلع المنتجة وأنواعها ويوجه الموارد.
_زوال المنافسة التجارية :يقضي النظام على المنافسة الفردية ويحل محلها بنوع آخر من المنافسة
الهادفة إلى زيادة اإلنتاج وتحسينه.
_ إشباع الحاجات الجماعية :يهدف النظام إلى تلبية الحاجات الجماعية بشكل فعال ،حيث يساهم
كل فرد بخدماته ويتلقى حسب احتياجاته.
_انعدام الحرية الفردية :يعد وجود الجهاز المركزي للتخطيط في النظام االقتصادي االشتراكي
مصدر لفقدان حرية الفرد في اتخاذ الق اررات االقتصادية .فالجهاز المركزي يتدخل في اختيار
ًا
النشاط االقتصادي وتملك السلع والخدمات التي يمكن للفرد االستهالك ،مما يقلل من حريته في
هذه القضايا.
_ انخفاض إنتاجية العامل :يعود انخفاض إنتاجية العامل في النظام االقتصادي االشتراكي إلى
مباشر لتحسين أدائه وزيادة إنتاجيته،
ًا نظر ألن الفرد ال يتلقى تشجيعاً مالياً
إهمال الحوافز الماديةً .ا
فإنه قد يقلل من جهده ويهمل التكاليف ،مما يؤدي إلى تراجع في اإلنتاجية.
_عدم كفاءة أسلوب التخطيط المركزي إلدارة االقتصاد القومي :تظهر مشكلة في كفاءة النظام
االقتصادي االشتراكي في التعامل مع التحوالت السريعة والتغيرات الطارئة في الحياة االقتصادية.
المركزية العالية للتخطيط تجعل النظام أقل قدرة على التكيف مع المتغيرات االقتصادية بشكل
فعال.
ّ
من المفاهيم والنظريات الرئيسية التي قدمها كارل ماركس ،يمكن تلخيصها كما يلي:
الفائض ينشأ من الرأسمال المتغير ،وهو جزء من الرأسمال يمثل أجور العمال.
الرأسمالية تتسبب في تراكم الرأسمال الثابت وتفاقم الفقر بين الطبقات االجتماعية.
يتوقع ماركس فناء النظام الرأسمالي نتيجة للصراع الطبقي ،وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف
إلى ثورة عنيفة تقضي على الرأسمالية.
األنظمة النقدية:
اعتمدت دول العالم على اختيار نظام نقدي كفؤ وفعالية يتماشى والتطورات االقتصادية
واالجتماعية الحاصلة ألنه يمثل أحد المكونات األساسية التي تسمح بتحقيق االستقرار والتوازن
في االقتصاد
هو مجموعة من القواعد التنظيمية والمؤسسات النقدية الخاصة بالتداول النقدي في بيئة اقتصادية
معينة حسب أنواع النقود المستعملة وطرق استعمالها
وعليه يمكننا القول أن النظام النقدي هو نظام اجتماعي يشمل أدوات اقتصادية تتخذ لتسهيل
اإلنتاج وتبادل المنتجات والتي تعكس وضعية االقتصاد الذي وجدت لخدمته ،فالنظام الرأسمالي
يختلف عن االنظام االشتراكي والنظام النقدي هو نظام تاريخي يتطور ويتغير حسب تطور النظام
االقتصادي واالجتماعي الذيينتمي إليه النظام النقدي
_المؤسسات النقدية الوطنية التي تختص قانونا بإصدار النقود وما يرتبط بها من متغيرات يترأسها
_البنك المركزي والذي يشرف أيضا على نشاط البنوك التجارية
هو النظام الذي تستعمل فيه النقود السلعية للتبادل ويتوقف قيامه على توفر الشروط التالية .
تتمتع مجموعة السلع المستخدمة كوسيلة للتبادل بصفة القبول العالم
.المساواة بين القيمة االستهالكية والقيمة النقدية للسلعة المستخدمة كنق .قيام السلعة المستعملة
بالوظيفة التبادلية واالستهالكية في نفس الوقت تساوي العرض والطلب الكليين للسلع المستخدمة
كنقد
_ صعوبة تجزئة السلع عند مبادلة سلع غير متماثلة كمبادلة سلعة كبيرة بسلعة صغيرها
_صعوبة حفظ القيمة حيث يصعب حفظ السلع لفترة طويلة وتتعرض للتلفة _
ضمن النظام النقدي المعني تحدد وحدة النقد بوزن معين من المعادن ويتضمن األنواع التالية
قاعدة المعدنين
في ظل هذا النظام يكون هناك نوعان من النقود المعيارية كل منهما معدن مختلف عن اآلخر
ولكل منهما قوة إبراء غير محدودة ،وهما الذهب والفضة وبناء على ذلك ترتبط قيمة النقود
الورقية المصدرة بكمية معينة من كال المعدنين ومن ثم ترتبط قيمة المعدنين ببعضهما البعض
ومن الثابت تاريخيا أن استعمال الذهب والفضة كان سابقا على استخدام الذهب بل كانت الفضة
أكثر المعادن التي استخدمت استخداما نقديا تتطلب هذه القاعدة توفر الشروط التالية:
.حرية األفراد في سك النقود وتحويلها بالمعدنين والعكس وفقا لنسبة القانونية المحددة بينهما
لكن مميزات هذه القاعدة اصطدمت بقانون غريتشام والذي يقول ] غالبا ما يختفي أحد أشكال
النقوط الجيدة المقومة بأقل من قيمتها السوقية لصالح النقود الردينة أكثر المقومة بأكثر من قيمتها
السوقية
.النقود الجيدة الذهبية قيمتها التجارية كسلعة أكبر من قيمتها القانونية كنقد
.النقود الرديئة الفضية قيمتها التجارية كسلعة أقل من قيمتها القانونية كنقد من بين الدول التي
اتبعت هذه القاعدة نذكر الواليات المتحدة األمريكية اختفت هذه القاعدة من النظم النقدية المعاصرة
بسبب فشلها في أداء وظيفتها في تسيير النظام النقدي
ضمن هذه القاعدة حددت قيمة وحدة النقد عن طريق ربطها بوزن معين من الذهب وتشمل على
قاعدة المسكوكات الذهبية
إنجلت ار أول دولة طبقت هذه القاعدة ،وتقوم على تداول مسكوكات ذهبية على شكل قطع نقدية
متماثلة في الوزن والعيار تحمل ختم السلطة النقدية تتطلب هذه القاعدة توفر الشروط التالية
.حرية سك العمالت وتحويل الذهب إلى مسكوكات ذهبية وحرية الصهر أي تحويل المسكوكات
إلى من أجل ضمان التوازن بين سعر الذهب التجاري والذهب النقدي
.توفر حرية كاملة الستراد وتصدير الذهب من أجل ضمان تعادل سعر الذهب في األسواق
الدولية مع سعره في السوق الوطنية بعد احتساب نفقات النقل والتأمين وغيرها كذلك من أجل
تحقيق االستقرار في أسعار الصرف وتشجيع استراد وتصدير السلع والخدمات
•المساواة بين القيمة القانونية والقيمة التجارية للنقود أي قيمة الذهب كنقد مساوية لقيمته كسلعان
استنتج توماس جريتشام هذا القانون عندما قام ملك إنجلت ار هنري الثامن بتخفيض قيمة العملة
فأدى ذلك الى دوران العملة الرديئة وتناقص سرعة دوران العملة الجيدة ]
بعد اندالع الحرب العالمية األولى ونهايتها اضطرت الدول إلى تعليق العمل بالقاعدة الذهبية
الستهالكها أمواال طائلة لتمويل نفقات الحرب ،واجتمعت في جنوة بإيطاليا وتم االتفاق على اتباع
نظام الصرف بالذهب وهو خروج غير مباشر من قاعدة الذهب تم اعتماد هذه القاعدة من قبل
الدول التي ال تتوفر على احتياطي كبير من الذهب ،ويقصد بقاعدة الصرف بالذهب العالقة التي
تربط وحدة النقد الوطنية بعملة أجنبية قابلة للتحويل إلى ذهب ،ودون الحاجة إلى تكوين احتياطي
من الذهب كغطاء نقدي للعملة الوطنية مثال .مصر ربطت الجنية المصري بالجنيه اإلسترليني
البريطاني المرتبط بالذهب
يشترط في السندات واألوراق األجنبية أن تكون صادرة من دولة تسير على قاعدة الذهب
.تعرف الوحدة النقدية بالنسبة لنقد أجنبي مرتبط بالذهب قابل للبدال بالذهب
.تعهد السلطة النقدية بإبدال النقود الورقية لحاملها بنقود أجنبية عند الطلب بسعر محدد قانوني
.تحتفظ السلطة النقدية باحتياطي كاف من النقود األجنبية لمواجهة طلبات االبدال مزايا قاعدة
الصرف بالذهب
عند اندالع الحرب العالمية األولى أوقفت جميع دول العالم التعامل بالنقود الذهبية وقامت بسحب
الذهب من السوق لتمويل العمليات الحربية وتجميعه لدى السلطة النقدية ومنعت تصدير الذهب
،اعتبر هذا اإلجراء استثنائي لظروف الحرب وستتم العودة إلى قاعدة المسكوكات بعد انتهاء
الحرب ،لكن بعد انتهاء الحرب أصبح ذلك مستحيال بسبب تجمع كميات كبيرة من الذهب في
الواليات المتحدة األمريكية وبقيت الدول األخرى دون ذهب فتم التفكير في نظام ذهبي جديد
واختفت المسكوكات الذهبية من التداول تم طرح أوراق نقدية ترتبط بالذهب على شكل سبائك
ذهبية أكبر بحيث ال يقل وزن السبيكة عن وزن معين محدد قانونيا واقتصار حق التحويل الى
الذهب على األفراد الذين يحوزن على أوراق نقدية كبيرة ذات قيمة مساوية لقيمة السبيكة الذهبية
•التوقف عن سك المسكوكات الذهبية ووقف استعمالها في التداول النقدي أي إلغاء حرية االفراد
في وصهر الذهب الذي كان مسموحا به في القاعدة السابقة
سك
.اعتماد األوراق النقدية للتداول بين األفراد كبديل عن المسكوكات الذهبية واقتصر استخدام
الذهب على المعامالت الدولية
.اقتصار تحويل النقود الورقية إلى ذهب على فئة قليلة من األفراد الذين يملكون كميات كبيرة
من النقود ذات قيمة مساوية لقيمة السبيكة الذهبية كغ من الذهب .حرية استيراد وتصدير الذهب
لكن نظام السبائك الذهبية يعطي فرصة لتسرب الذهب واستخدامه في مجاالت ال تخدم األهداف
التي أعطي من أجلها حيث استخدم في المضاربات واالكتناز ،وعليه حددت بعض القيود
والشروط وأطلق عليه نظام السبائك الذهبية المعدلة لتحديد األغراض التي يبيع لها البنك المركزي
السبائك الذهبية الى الجمهور
إن قيام الحرب العالمية األولى وما تبعها من أوضاع اقتصادية وسياسية واجتماعية قبل بداية
الحرب العالمية الثانية أظهرت فشل النظام الذهبي وعدم قدرته على مسايرة التطورات االقتصادية
الحاصلة ،ومن بين األسباب التي أدت الى فشلة وانهياره ذكر مايلي
التوقف عن اتباع الحربية االقتصادية بعد الحرب العالمية األولى حيث قررت الدول األوربية من
بينها بريطانيا الحد من الحرية التجارية والتعامل مع الدول المستعمرة فقط ،كما قامت الواليات
المتحدة االمريكية بفرض رسوم جمركية على الواردات وهذا ما قلل من عملية استيراد وتصدير
الذهب والتعامل بقاعدة الذهب
عدم االستقرار السياسي [ حيث تشكلت العديد من التحالفات بين الدول مثل حلف النازية األلمانية
بزعامة هتلر ،والحركة الفاشية بإيطاليا ،وتحالف بريطانيا مع فرنسا والواليات المتحدة األمريكية
ضد النازية ،وأدت هذه التحالفات إلى فوضى سياسية وفرض العديد من القيود أثرت بطريقة
سلبية على الوضع النقدي السئد وعلى التعامل بقاعدة الذهب ] السوء توزيع الذهب وتجمعه في
الواليات المتحدة األمريكية بعد قيامها بتمويل الحرب بالعتاد مقابل الحصول على الذهب وبذلك
استحوذت على ضعفي احتياطي العالم من الذهب مما صعب من التعامل بالذهب كقاعدة نقدية
التراجع عن األفكار الكالسيكية التي تقوم على الحرية االقتصادية وعدم تدخل الدولة وقيام النظرية
الكينزية بقيادة جون مينارد كينز بعد أزمة الكساد ،والتي نادت بالتدخل الحكومي في
االقتصاد من أجل تنشيطه واخراجه من الركود ،وبالتالي توقف التعامل بقاعدة الذهب وبدأ التعامل
بالنقود الورقية
هو مجموعة من اإلتفاقيات والمؤسسات التي حاولت الدول الغربية (أمريكا ،بريطانيا )...إنشاءها
وإيجادها تكون أساسا لعالقات نقدية دولية جديدة لما بعد ح ع 2قائمة على قاعدة صرف الدوالر
بالذهب ،وهو ما أعطى للدوالر ثقل عالمي ،حيث من الممكن ألي دولة تحويل الدوالر إلى ذهب
بحسب
-يمكن ألي بلد عضو في صندوق النقد الدولي أن يحدد سعر صرف العملة المحلية إما بالذهب
أو بالدوالر ،بحيث يكون 35دوالر لكل أونصة من الذهب (األونصة الواحدة تساوي 31.103
غ من الذهب) التزام الواليات المتحدة بتحويل أي دوالر لدى المصارف المركزية بالذهب بما
يعادل 35دوالر لكل أونصة.
الظروف والحيثيات
إن تفاقم األزمات النقدية الدولية وزيادة الصراع حول إكتساب األسواق الخارجية ،دفع إلى التفكير
حول ايجاد برامج وخطط إلصالح النظام النقدي الدولي والعمل على استق ارره ،و من أجل تحقيق
هذه األهداف اجتمع مندوبوا 44دولة في بريتون وودز ) ( BRETTON WOODSنموها
ميشير) بالواليات المتحدة األمريكية (عام ،1944لوضع األسس العامة إلقامة نظام نقدي دولي
جديد:.
إقترح هذا المشروع إنشاء وحدة نقدية دولية هي ال ( بانكور ) تتحدد قيمتها إلى الذهب " غير
قابلة للتحويل إلى ذهب " لكن بمعدل يمكن تغييره ،إن سعر تعادل عمالت الدول التي تنضم إلى
هذا النظام الجديد سيتحدد بالنسبة إلى بانكور) دون أن تتمكن الدولة العضو من تعديل هذا السعر
من طرف
واحد.
إن هذا المشروع أيضاً يقترح إنشاء وحدة نقدية دولية ال ) أونيتاس ( تتحدد قيمتها إلى الذهب
لكن بمعدل ثابت ال يمكن تغييره فالنظام النقدي الدولي الجديد قام بموجب إتفاقية "بروتون -
وودز" على أساس مخطط "وايت" مع إستكماله بجزء مما ورد في مخطط "كينز" .
قامت فرنسا بتحويل إحتياطياتها من الدوالرات بالذهب و حرضت الدول األخرى على ذلك ،مما
سبب الكثير من المشاكل للواليات األمريكية المتحدة إذ أن ذلك يؤدى إلى نفاذ اإلحتياطي الذهبي
األمريكي ،فرأت الواليات المتحدة األمريكية أن من مصلحتها أن توقف قابلية إبدال الدوالر
بالذهب ،وبالفعل ثم إلغاء ذلك في عام 1971ليحل معه نوع من فوضى العمالت بفعل نظام
الصرف المرن ,
-إعادة بناء اقتصاد أوروبا و مخطط مارشال مخطط مارشال عبارة عن إعانة أمريكية للبلدان
األوروبية التي لم تتبع النظام اإلشتراكي تتمثل هذه اإلعانة في توفير القروض الالزمة إلعادة
انطالق االقتصاد األوروبي من جديد وذلك باستيراد الموارد الالزمة لهذا االنطالق من الواليات
المتحدةاألمريكية.
هذه اإلعانة تمثلت في تقديم مبلغ قدره 14مليار دوالر ،بحيث 12.2مليار دوالر وزعت بين
بلدان أوروبا الغربية و الباقي استعمل إلنشاء المنظمة األوروبية للتعاون االقتصادي)، (OECE
الهيئة التي كلفت بتوزيع الثروات المالية و التي تحولت في سنة 1960إلى منظمة التعاون
والتنمية االقتصادية (OCDE).وزعت اإلعانات األمريكية على كل القطاعات بحيث استفاد
القطاع الزراعي و الغذائي من 32%من المبلغ اإلجمالي المنتوجات الصناعية ، 19الطاقة
، 15.5الميكانيك و الشاحنات ،14القطاعات األخرى .19.5%
مخطط مارشال و آثره اإليجابي كان أفضل وسيلة لتعريف المجتمع بنظريات كينز في األوساط
المثقفة
سياسة العبد الجديد ) (New Dealو التي أدت إلى تحقيق توازن جزئي لالقتصاد األمريكي
الحرب العالمية الثانية التي نتج عنها ازدهار االقتصاد األمريكي
مخطط مارشال الذي سمح ألوروبا الغربية بالحصول على نمو مستدام خالل 30سنة.
ازدهار االقتصاد العالمي :ما بين سنة 1945و سنة 1973تضاعف اإلنتاج الداخلي للبلدان
الغربية
بثالث مرات على األقل ،ما يتناسب مع النمو المحقق خالل القرنين اآلخرين زيادة عن هذا ،شهد
خالل نفس الفترة تحقيق التشغيل الكامل.
المراجع
التحرير التجاري تز ً
ايدا في نطاق تبادل السلع والخدمات ،مع تحرير تدفقات رؤوس األموال وتسهيل
انتقال عوامل اإلنتاج والتكنولوجيا عبر الحدود الدولية.
مصحوبا بتقليص دور الدولة في
ً أيضا في تحول اقتصادي نحو السوق،
يتجلى تأثير العولمة ً
الجوانب االقتصادية واالجتماعية .يزداد دور الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات المالية
الدولية أهمية ،حيث تفرض سياسات وبرامج إعادة الهيكلة واإلصالح االقتصادي على الدول
النامية .يترتب على هذه السياسات تغييرات جوهرية في العالقات الدولية ،مع تشديد السيطرة
االقتصادية وتشكيل عالقات مجتمعية جديدة تتسم بالدينامية والتفاعل.
وبشكل خاص ،تظهر تلك التغييرات في تفضيل االقتصاد السوقي على حساب التدخل الحكومي،
وتنامي الشركات الدولية في تحديد مسارات النمو والتطور االقتصادي .تعمل المؤسسات المالية
أيضا على فرض سياساتها وبرامجها على الدول النامية ،مما يؤدي إلى إحداث تحوالت الدولية ً
هيكلية واقتصادية في تلك الدول .تتشكل بنية العالقات الدولية والعالقات المجتمعية اإلنسانية
الجديدة في سياق هذه الدينامية االقتصادية والتحوالت البنيوية.
المتبادل التفاعل وتعميق نمو في أساسي بشكل االقتصادية العولمة ظهر
)(interdépendanceبين الدول واالقتصاديات الوطنية .يتجلى ذلك من خالل زيادة تدفق
االستثمارات األجنبية وحركة رؤوس األموال ،وفي وحدة األسواق المالية .تعزز هذه الديناميات
أيضا تعميق المبادالت التجارية ،مع اتجاه نحو إزالة القيود التجارية بفعل دورة األرجواي للجات
ً
47وتأسيس منظمة التجارة العالمية.
تشير هذه الظاهرة إلى تأثير الثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي حولت العالم إلى قرية صغيرة
متنافسة .يتراجع تأثير الدولة لصالح قوى السوق والشركات متعددة الجنسيات ،ويتفق الفاعلون
الرئيسيون من الدول المتقدمة والتكتالت االقتصادية والمنظمات الدولية على قواعد جديدة للسلوك
االقتصادي.
تمثل إشكالية تقسيم العمل الدولي وتشكيل عالقات اقتصادية جديدة في إطار العولمة .يتعاون
الفاعلون الرئيسيون على تحديد هذه القواعد ،مما يؤدي إلى تحوالت هيكلية في العالقات الدولية
وتشكيل أشك ال جديدة للعالقات االقتصادية في االقتصاد العالمي .تعتبر هذه التطورات محط
تفاعل وتنافس بين القوى االقتصادية والشركات العالمية ،وقد اعتبر صندوق النقد الدولي العولمة
ايدا في االعتماد االقتصادي المتبادل بفعل زيادة حجم وتنوع
االقتصادية في تقريره عام 1997تز ً
معامالت السلع والخدمات عبر الحدود ،باإلضافة إلى تسارع انتشار التكنولوجيا
وتمر العولمة عبر تدويل المبادالت التجارية وزيادة درجة االنفتاح االقتصادي من خالل مؤشرين
هما :مؤشر االنفتاح ومؤشر االختراق او النفاذ
تعكس ثورة تقنية المعلومات واالتصاالت الطفرة الكبيرة في هذا السياق ،حيث أصبحت علوم
الحاسوب والتكنولوجيا وسيلة حيوية لالبتكار وتقدم إدارة الشركات وأساليب اإلنتاج .هذه التقنيات
سهلت التواصل وتقليل الحواجز بين الدول ،مما أسهم في تعزيز االندماج االقتصادي وفتح آفاق
جديدة للتعاون الدولي.
في الختام ،تُمِّثّل هذه الفترة نقطة تحول هامة في تاريخ العالم ،حيث استفادت االقتصادات العالمية
من التقدم التكنولوجي واالنتقال نحو االقتصاد السوقي .ساهم هذا التحول في تحقيق تكامل غير
مسبوق وتف عيل العولمة في مختلف جوانب الحياة االقتصادية واالجتماعية .مثل ظهور اإلنترنت
كأداة لالتصال العالمي بتكلفة منخفضة في التسعينيات ،مع انتشار شبكة الويب العالمية
واإلنترنت ،بداية مرحلة فارقة في التاريخ البشري ،مما أتاح لألفراد نشر المحتويات الرقمية وجعلها
في متناول األفراد في جميع أنحاء العالم.
كما ساهم الويب بشكل كبير في زيادة إنتاجية الشركات من خالل سهولة إنشاء اتصاالت فورية،
وتقليل االعتماد على الوسطاء وتخفيض التكاليف .شكلت هذه الثورة المفاجئة في مجال االتصال
قوة رئيسة داعمة ،ساهمت في إبراز العولمة االقتصادية وتنشيط التجارة العالمية في مختلف
القطاعات بما في ذلك السلع والخدمات.
كما يعتبر استغالل العديد من الشركات العالمية للتطور الهائل في تقنية المعلومات وسرعة
التواصل حركات رؤوس األموال واألفراد والبضائع بين مختلف دول العالم من العوامل الرئيسة
التي رسخت مفهوم العولمة االقتصادية في ظل هذه التطورات التي أدت إلى ارتفاع المنافسة بين
الشركات على مستوى العالم أصبحت االستعانة بمصادر خارجية ( )Outsourcingوحتى نقل
مواقع اإلنتاج إلى الخارج ( ) Offshoringمن الخيارات الشائعة لدى الكثير من كبار المنتجين
العالميين .تقتصر االستعانة بمصادر خارجية على القيام ببعض الوظائف المحدودة ،التي هي
من صميم عمل الشركة
-ديناميكية مفهوم العولمة والتي تتأكد يوما بعد يوم بدليل احتماالت تبدل موازين القوى االقتصادية
القائمة حاليا و في المستقبل.
-تزايد االتجاه نحو االعتماد االقتصادي المتبادل :هذا ما أسفرت عنه تحوالت عقد التسعينات
من اتفاقيات تحرير التجارة العالمية ،حرية انتقال رؤوس األموال الدولية مع وجود الثورة التكنولوجية
والمعلوماتية؛ حيث يتم في ظل العولمة إسقاط حاجز المسافات بين الدول والقارات ،مع ما يعنيه
من تزايد التأثير والتأثر المتبادلين وإيجاد نوع جديد من تقسيم العمل الدولي.
وقد ترتب على زيادة درجة االعتماد االقتصادي المتبادل كأحد الخصائص المميزة للعولمة ظهور
آثار عديدة أهمها:
-زيادة درجة التعرض للصدمات االقتصادية الوافدة من الخارج ،نظ ار لالرتفاع الكبير في
-سرعة انتشار الصدمات االقتصادية إيجابية أو سلبية من ركن إلى آخر من أركان
االقتصاد العالمي.
-تزايد أهمية التجارة الدولية ،كعامل محدد من عوامل النمو في البلدان المختلفة؛ حيث أصبحت
الصادرات محركا للنمو.
-زيادة درجة التنافسية في االقتصاد العالمي ،وينتج عن ذلك إزالة أو تخفيض العوائق أمام
التدفقات السلعية والمالية و قيام أسواق عالمية في السلع والخدمات المختلفة تتنافس فيها بلدان
مختلفة.
-وجود أنماط جديدة من تقسيم العمل الدولي :وقد ظهر ذلك واضحا في طبيعة المنتج الصناعي
حيث لم يكن في إمكان دولة واحدة ،مهما كانت قدراتها الذاتية أن تستقل بمفردها لهذا المنتج
وانما أصبح من الشائع اليوم أن نجد العديد
-تزايد اهمية كل اشكال راس المال الفكري في خلق االصول والتوسع فيها ،او ما يعرف باقتصاد
المعرفة الذي يعكس تزايد اهمية المعلومات و المعرفة او االصول غير الملموسة
-سيادة آليات السوق و السعي الكتساب القدرات التنافسية :إن سيادة آليات السوق أهم ما يميز
العولمة في إطا ر التنافسية و األمثلية والجودة الشاملة و إكتساب القدرات التنافسية من خالل
اإلستفادة من الثورة التكنولوجية وثورة اإلتصاالت و المواصالت والمعلومات لإلنتاج بأقل تكلفة
ممكنة و بأحسن جودة وبأكبر إنتاجية و البيع بسعر تنافسي ،وكل هذا في أقل مدة ممكنة باعتبار
الزمن أحد أهم القدرات التنافسية التي يجب إكتسابها عند التعامل في ظــل العولمة كما تم اعتناق
مفهوم السوق و تزايد درجة االنفتاح والمنافسة أول مرة في التاريخ ،يشهد العالم وجود اقتصاد
عالمي متكامل ،حيث يتم ربط األنشطة التنفيذية في عدة دول بهدف تحقيق الرخاء المشترك.
وفًقا لمعهد ماكينزي العالمي ( ،)2014زادت تدفقات السلع والخدمات واألموال من ٪24من
الناتج العالمي في عام 1980إلى ذروة نسبتها ٪52في عام .2007وبين عامي 1995و
،2002ارتفعت نسبة التجارة في السلع إلى الناتج العالمي من ٪16إلى ،٪24وأصبحت جميع
انفتاحا للتجارة.
ً االقتصادات تقر ًيبا أكثر
ازدادت نسبة التجارة في الصين بشكل ملحوظ ،حيث ارتفعت إلى ٪63في عام 2006بعد أن
المالية.
1عولمة اإلنتاج:
شهدت الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي عولمة سريعة لإلنتاج بفضل برامج التعديل
الهيكلي التي فرضها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي .وقد تسارعت وتيرة هذه العملية جراء
االتفاقات المتعددة األطراف التي عززتها المنظمة العالمية للتجارة .وتشكل الشركات المتعددة
الجنسيات القوة المحركة لعولمة االنتاج.
اكتسبت مسيرة عولمة الموارد المالية معنى وأهمية أكبر من عولمة االنتاج ،ال سيما في السنوات
األخيرة .وقد فاجأ حجم رؤوس األموال العالمية الشاملة وتحركها العديد من المراقبين .ففي عام
1986م كان تجار العمالت في نيويورك ولندن و طوكيو يتداولون يوميا بحوالي 188مليار
دوالر ،وفي عام 1995م بلغ الرقم المسجل يوميا حوالي 1,2ترليون دوالر.
والبيئية تؤدي العولمة االقتصادية التي ينصب محور تركيزنا عليها ،إلى الترابط بين العديد من
االقتصادات المتباينة التي تؤثر على بعضها البعض ،وهي تعتبر مترابطة إلى حد ما أكثر من
كونها مستقلة عرف االقتصادي "جوزيف ستيجليتز" العولمة االقتصادية على أنها "التكامل الوثيق
بين دول وشعوب العالم الذي نتج عن التخفيض الهائل في تكاليف النقل واالتصاالت وتقليل
الحواجز المصطنعة أمام تدفقات السلع والخدمات ورأس المال والمعرفة و إلى حد ما األفراد عبر
الحدود" .يمكننا أن نعتبر العولمة على أنها نتاج لالنفتاح على االقتصاد العالمي والزيادة
المصاحبة في التجارة واالستثمار بين الدول .بعبارة أخرى ،عندما تفتح البلدان اقتصاداتها وتتجه
نحو العالمية ،تكون النتيجة زيادة الترابط والتكامل بين اقتصادات العالم.
في ظل العولمة ،تقوم الدول بتحرير أنظمة االستيراد الخاصة بها وتقليل أو إزالة القيود على
التجارة الخارجية والسماح باالستثمارات األجنبية في القطاعات األساسية القتصاداتها .هذا يدل
على أن الدول تصبح نقطة جذب لرؤوس األموال العالمية من خالل فتح فرص االستثمارات أمام
الشركات متعددة الجنسيات .إضافة إلى ذلك ،تقوم الدول بإزاحة القيود عن قوانين وإجراءات
التأشيرات الخاصة بها للسماح بحرية تنقل األشخاص بين مختلف البلدان أيضا تعلب العولمة
دور مهما في تعزيز إنتاجية القطاعات بشكل عام وتحفيز االستثمارات في القطاعات اإلنتاج
ًا
بغرض التصدير مما يؤدي إلى فوائد للمستثمرين الخارجيين واالقتصاد المحلي .كما أن األزمة
المالية واالقتصادية التي اندلعت في عام 2008تجعل من المهم بشكل خاص تحليل دور العولمة
المالية ،والتي تعتبر من الجوانب المهمة للعولمة
االقتصادية.
ربما باإلمكان إسناد مفهوم العولمة في االقتصاد إلى نظرية الميزة النسبية لالقتصادي البريطاني
ال) وتقوم
"ديفيد ريكاردو" التي تنص على أن البلدان تتخصص في إنتاج سلعة معينة (قمح مث ً
بتصديرها إلى بلدان أقل كفاءة في إنتاج تلك السلعة .في المقابل ،يمكن للدول التي تنتج القمح
بكفاءة أقل ،تصدير السلع التي تنتجها بطريقة فعالة مقارنة بالدول األخرى (شعير) (مثالً).
االفتراض الذي تقوم عليه نظرية الميزة النسبية هو أنه من الصعوبة بمكان أن تنتج دولة ما كل
السلع بنفس مستوى الكفاءة مقارنة بالدول األخرى ،بالتالي ،البلدان تنتفع من التجارة مع بعضها
البعض عالوة على ذلك ،و وبسبب اختالف األجور واالختالف في مستوى توزيع الموارد بين
البلدان ،فإن الدول تستفيد بشكل كبير من التجارة البينية
المراجع
عبد هللا سراج،العولمة و األزمات اإلقتصادية ،صندوق النقد العربي 2023،
بدءا من تفحص جذورها ستتم دراسة األزمة المالية العالمية لعام 2008من خالل هذا المحور ً
ووصوالً إلى تحليل أسبابها والتدابير التي اتُخذت لمعالجتها ،مع التركيز على تأثيرها على االقتصاد
الجزائري.
تبعت هذه األحداث الهجمات اإلرهابية في 11سبتمبر ،مما سبب مشاكل اقتصادية إضافية ودفع
البنك الفيدرالي إلى خفض الفائدة إلى ٪1في يوليو 2003لمدة سنة .وأدت هذه الفائدة المنخفضة
إلى توفير سيولة هائلة في السوق ،مما ساهم في ارتفاع أسعار العقارات وجذب المستهلكين
لالقتراض .استغلت البنوك هذه الفرصة لمنح قروض بسهولة ،دون االهتمام بالضمانات
الضرورية ،وأنشأت صناديق استثمارية سندات مالية تستند إلى هذه القروض.
مع بداية عام ،2006بدأت السوق العقارية تشبع ،وانخفض الطلب على العقارات ،مما أدى إلى
ارتفاع أسعار الفائدة إلى .٪5.25فشل األفراد الذين استفادوا من القروض ذات الجودة المنخفضة
في سداد أقساطهم ،مما أدى إلى أزمة مالية .انخفضت قيمة أسهم المصارف الدائنة ،وأعلنت
العديد من الشركات العقارية وشركات التأمين إفالسها أو عرضت للبيع .سادت حالة من الهلع،
حيث قام.
و على الرغم من كل المجهودات التي بذلت في سبل الحد من آثار هذه األزمة ،إال أنها انتشرت
لتطال بقية أسواق المال في العالم ،على غرار األسواق اآلسيوية كتايلندا و ماليزيا و هونج كونج
و اندونيسيا و كوريا الجنوبية
أ -توسع في االقتصاد المالي على حساب االقتصاد الحقيقي :إن اتساع ما يسمى برأس المال
المالي أو االقتصاد المالي financializationالذي يعتمد على االستثمار في رأس المال المالي
أدى إلى توسع االقتصاد المالي أو ما يمكن تسميته ب االقتصاد" الرمزي حيث أصبح يمثل أكثر
جاذبيه من االستثمار في االقتصاد الحقيقي.
االقتصاد الحقيقي هو كل الموارد الحقيقية تلبي الحاجات اإلنسانية بطريقة مباشرة من خالل
السلع االستهالكية أو بطريقة غير مباشرة من خالل السلع االستثمارية والتي تساعد على إشباع
الحاجات بواسطة ما ينتج من خاللها و هذا النوع من االقتصاد يؤثر تأثي ار مباشر على الناتج
المحلي .اإلجمالي.
ج -تراجع القطاع الصناعي وتوسع في قطاع الخدمات المالية :كما رأى أيضا كيفين فليبس
في كتابه أن اإلدارة السيئة للقطاع الخدمات المالية في الواليات المتحدة األمريكية لم تسبب خيبة
أمل لشعب األمريكي فحسب بل تسببت أيضا في جر الواليات المتحدة األمريكية لنظام الرأسمالي
المالي العالمي إلى أزمة مالية خانقة ال يبدو أن الخروج منها سيكون في وقت قريب ،وبتالي فإن
فترة العولمة النيو -ليبرالية التي بدأت في سنوات السبعينات من القرن العشرين تميزت بمرور
الدول الرأسمالية الكبرى ،خاصة الواليات المتحدة األمريكية منها ،بعملية ال تصنيع أو نزع
التصنيع désindustrialisationويتالي فقد تم بموجب إجراءات أو نزع التصنيع إلغاء مصدر
كبير ومهم جدا لخلق الوظائف حيث قدرت المناصب المفقودة من سنة 1997إلى غاية 2007
في الواليات المتحدة األمريكية ب 3.3مليون وظيفة.
د -الفساد المالي واإلداري في المؤسسات المالية :إن الظاهرة الحديثة التي ظهرت في معظم
المؤسسات المالية خاصة في الواليات المتحدة األمريكية و التي تتمثل في ارتفاع مكافآت و
مرتبات و حوافز القائمين على اإلدارة وذلك على حساب حقوق المساهمين ،فقد حصل هؤالء
المدرين في بداية
هـ -المشتقات المالية :هي أدوات مالية تشتق قيمتها من التطور الذي يط أر على أوراق مالية
أخرى وهي أقرب منها للقمار من التجارة وقد ظهرت في البداية لمبادالت المخاطر التي تنطوي
عليها المعامالت المتعلقة بأسعار الفائدة و أسعار صرف العمالت التي تنوعت وظهرت في
مجالها مشتقات مالية أخرى كثيرة في األسواق المالية مفعمة بالمخاطر وقد أطلق المستثمر
Warren Buffettعليها اسم الدمار الشامل وكان ذلك في خطاب ألقاه أمام الجمعية العمومية
و تعتبر المشتقات كمصادر جديدة للتمويل ،وبتالي للتوسع في اإلقراض ،و ذلك عندما يتجمع
لدى البنك محفظة كبيرة من الرهونات العقارية ،فإنه يلجأ إلى استخدام هذه المحفظة من الرهون
العقارية إلصدار أوراق مالية جديدة يقترض بها من المؤسسات المالية األخرى بضمان هذه
المحفظة ،وهو ما يطلق عليه التوريق ،حيث كان البنك ال يكتف فقط باإلقراض األولي بضمان
هذه العقارات بل استخدم هذه القروض كرهن على قروض أخرى و بالعودة إلى سوق
CMBS/MBSأو سندات MBSفقد قدر مخزون هذه األوراق في نهاية سنة 2007في الواليات
المتحدة األمريكية لوحدها بحوالي 1000مليار دوالر ،أي أن المبلغ تضاعف ثالثة مرات في
العشرية األخيرة حيث أن هذه السوق تمثل 40بالمئة من سوق السندات وهي أكثر بكثير من
مجموع السندات التي تصدرها المؤسسات غير المالي ،أو تلك التي تصدرها الخزينة العمومية
و -أسباب متعلقة بالجوانب السلوكية و األخالقية اتضح من األزمة المالية أن من أحد أسبابها
السلوك غير السوي مثل الطمع والجشع و الهلع و الكذب وإعطاء المعلومات المظللة و هذا ما
قام به المتعاملون في المجال المالي من بنوك و أسواق مالية و مؤسسات مالية أخرى و قد أكد
عليه الخبراء و المسئولين مثل سارة بالين Sara Palinالمرشحة عن الحزب الجمهوري قائلة "
إن الطمع والجشع الفساد من أهم أسباب األزمة.
تعد الجزائر جزء من منظومة االقتصاد العالمي ،لذا فقد تتأثر سلبا باألزمة المالية التي تعصف
باالقتصاد األمريكي و اقتصاديات العالم ،برمتها و إن مدى تأثرها يعتمد على بنية االقتصاد
الوطني و بناه التحتية و أيضا على حجم العالقات االقتصادية المالية مع العالم الخارجي،
باإلضافة إلى استم اررية األزمة لفترة طويلة.
و يمكن حصر الجوانب التي تؤثر فيها األزمة المالية الحالية على الجزائر فيما يلي:
يمثل قطاع المحروقات المصدر الرئيسي للدخل الوطني ،فالصادرات النفطية تمثل نسبة كبيرة
من الناتج المحلي حوالي 98بالمائة من إجمالي قيمة الصادرات.
إن انخفاض أسعار البترول من 147دوال ار للبرميل في شهر فيفري 2008إلى 33.87دوال ار
للبرميل في شهر ديسمبر من نفس السنة ،أي بانخفاض نسبته 334في المائة ،مما ال شك فيه
أن هذا االنخفاض الحاد سيؤثر على وضع الموازنات العامة القادمة ،وعلى معدالت النمو
االقتصادي ،فضال عن تدني إيرادات الدولة من العملة األجنبية والتي يعتمد عليها اعتمادا كليا
في تمويل مشاريع البنية التحتية وبرامج التنمية المختلفة( )19
كما أن توظيف 43مليار دوالر من احتياطاتنا األجنبية في سندات الخزينة األمريكية بمعدل
فائدة ال يتعدى 2بالمائة في ظل التدهور المستمر لسعر صرف الدوالر وارتفاع نسبة التضخم
في االقتصاد األمريكي ،سيؤدي إلى خسارة ما يقارب ثلث احتياطاتنا من الصرف األجنبي .حيث
أن نسبة التضخم في الواليات المتحدة وصلت إلى 4.8في المائة خالل التسعة أشهر األولى
من 2008في حين قدرت نسبة الفائدة ب 4.6في المائة في .2007
من خالل االستثمار األجنبي المباشر:إن الجزائر في إستراتيجيتها من أجل النمو بذلت مجهودات
جبارة طيلة العشرية الحالية من أجل جذب االستثمار األجنبي ،إال أنه مع انتشار األزمة الحالية
وانخفاض حجم االئتمان العالمي أثر على قدرة الشركات على االستثمار في الخارج أو تمويل
عمليات االندماج والتملك عبر الحدود الدولية ( التي تمثل أهم أشكال االستثمار األجنبي المباشر
وخاصة الشركات متعددة الجنسيات) .حيث تراجعت قيمة الصفقات الدولية لالندماج والتملك
خالل عام 2008بنسبة 28في المائة من قيمتها خالل العام .2007
كما أن التراجع الحاد في أسعار المواد األولية وعلى رأسها النفط والغاز من شأنه أن يؤثر سلبا
على تدفقات االستثمار األجنبي المباشر الموجهة إلى هذا القطاع الذي يعتبر القطاع األكثر جذبا
لالستثمارات األجنبية المباشرة في الجزائر
إال أن بعض االقتصاديين و المؤسسات المالية الدولية يرون أن الجزائر بمنأى عن تداعيات
األزمة المالية العالمية على المدى الطويل.
وأكد البنك العالمي في تقريره األخير أن الجزائر توجد في وضعية جيدة لمواجهة آثار األزمة
المالية العالمية معز از بذلك التقرير االيجابي الذي أعده مؤخ ار صندوق النقد الدولي حول توجهات
االقتصاد الكلي و المالي للبالد.
و يرتقب صندوق النقد الدولي في سياق الركود االقتصادي الذي يشهده العالم نسبة نمو للجزائر
بزائد 5.2في المائة لسنة .2013
آثار األزمة المتوقعة على الجزائر :مع تأكيدات وزير المالية الجزائري كريم جودي بجاهزية
الحكومة لمواجهة أي طارئ باستخدام صندوق ضبط اإليرادات ،ورغم تصريحات وزير الطاقة
ورئيس أوبك بأن الجزائر غير معرضة لتأثير انخفاض أسعار النفط ،يظل هناك تأثير متوقع على
االقتصاد الجزائري بشكل غير مباشر نتيجة تراجع أسعار النفط.
توقعات انخفاض سعر النفط إلى مستويات منخفضة ،مثلما أشار بنك االستثمار األمريكي غولدن
سكس ،يمكن أن تعيد إلى األذهان سيناريو أزمة النفط في عام ،1986التي أسفرت عن أزمة
اقتصادية واجتماعية في ُ .1988يظهر الخبير االقتصادي الجزائري عبد الرحمن مبتول أن تراجع
أسعار النفط إلى مستويات دون 60دو ًا
الر للبرميل قد يؤدي إلى تعثر المشاريع الكبرى في الجزائر
وتهديد استثمارات بقيمة 43مليار دوالر في سندات الخزينة األمريكية.
في حالة تراجع سعر الدوالر األمريكي نتيجة لألزمة والركود االقتصادي األمريكي ،وتراجع القيمة
الحقيقية لالحتياطات النقدية الجزائرية ،قد يؤدي ذلك إلى تقليل قدرة الحكومة على اإلنفاق على
مشاريع كبيرة وتمويل المستوردات باليورو .هذا قد يزيد من احتمال دخول الجزائر في دوامة
المديونية الخارجية.
أيضا تخفيض سعر صرف الدينار الجزائري نتيجة تدني تتضمن السيناريوهات المحتملة ً
االحتياطات النقدية ،وتراجع في القروض المحلية وتشديد في ضماناتها .يمكن أن يؤدي تراجع
جنبا إلى جنب مع المشاكل االقتصادية واالجتماعية ،إلى
تحويالت المغتربين نحو الجزائرً ،
تداوالت اقتصادية صعبة.
في أوائل عام ،2008كانت الهيئات المالية الرئيسية تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين وهما دعم
السيولة في السوق وتحقيق أهداف االقتصاد الك لي من خالل السياسة النقدية .خالل فترة ما بين
18سبتمبر 2007و 30أبريل ،2008قام االحتياطي الفيدرالي بتخفيض معدل الفائدة من
٪5.25إلى ،٪2ومن ثم إلى نطاق صفر إلى ٪0.25في 16سبتمبر ،2009وهي أول مرة
في تاريخ االحتياطي الفيدرالي األمريكي .باإلضافة إلى ذلك ،قامت بنوك مركزية في الواليات
المتحدة وأوروبا واليابان وبريطانيا وعدة دول أخرى بضخ مليارات الدوالرات لدعم السيولة في
األسواق المالية.
-إجراءات وكاالت التصنيف االئتماني:
اتُّ ِّهمت وكاالت التصنيف االئتماني بتسببها في أزمة الرهن العقاري بسبب عدم الشفافية في
تصنيف السندات واألدوات المالية المرتبطة برهن العقارات .لكن بدأت هذه الوكاالت في اتخاذ
إجراءات لمعالجة تضارب المصالح ،من خالل برامج المراجعة الداخلية وتحديث معايير تصنيف
االئتمان ومراجعة عمليات التصنيف من ِّقَبل جهات ثالثة.
اتخذ المشرعون إجراءات إلعادة النظر في إجراءات اإلقراض وحماية من التفليس والسياسات
الضريبية وتقديم المشورة االئتمانية .قامت حكومات الدول بوضع خطط إنقاذ بقيمة مليارات
الدوالرات لدعم اقتصاداتها ،من بينها الخطة األمريكية لإلنقاذ (بولسون) بقيمة 700مليار دوالر
أمريكي ،وخطة أوباما لإلنقاذ بقيمة 838مليار دوالر.
أبرز هذه اإلجراءات تشمل اتخاذ إجراءات حاسمة لدعم المؤسسات المالية الحيوية ومنع إفالسها،
وتحرير االعتماد وضمان تدفق السيولة للمصارف والمؤسسات المالية ،وتوفير دعم لسوق الرهن
العقاري وغيرها من األصول ،وتقوية برامج ضمان الودائع المصرفية لضمان استم اررية ثقة
المودعين .
المراجع:
د بلغنامي نبيلة ،محاضرات في تاريخ و وقائع الفكر االقتصادي جامعة طاهري محمد بشار
2019 2020
يونس مراد الوقائع اإلقتصادية،جامعة محمد الصديق بن يحيى فرع تاسوست 2019 2020
كمال بن موسى عبد الرحمان بن ساعد األزمة المالية العالمية الراهنة و تداعياتها على
االقتصاد الجزائري مقال منشور بمجلة Revue d'économie et de statistique
2011 appliquée
يوسفات علي أزمة الرهن العقاري مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية مسيلة
2009