Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 55

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلي‬

‫جامعة محمد الصذيق بن يحيى قطب ناسوست‬


‫جيجل‬
‫كلية العلوم اإلقتصادية التجارية و علوم التسيير‬

‫محاضرات في مقياس تاريخ الوقائع اإلقتصادية‬

‫من إعداد األستاذة ‪:‬حشروف فاطمة الزهراء‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2023-2024‬‬
‫المحاضرة األولى‪:‬مفهوم تايخ الوقائع اإلقتصاذية و أهميتها‬

‫أواًل ‪ -‬مفهوم الوقائع اًلقتصادية‪:‬‬

‫‪-‬تعتبر الوقائع االقتصادية تجارب حدثت في إطار زماني ومكاني معين‪ ،‬وتشمل أحداثًا وسياقات‬
‫تاريخية تميزت بتأثيرها على التطور االقتصادي‪ ،‬وقامت النظريات االقتصادية بتفسيرها وتحديد‬
‫مجرى تلك األحداث‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬أهمية دراسة الوقائع اًلقتصادية‪:‬‬


‫ا‬
‫‪ -‬يكمن أهمية دراسة تاريخ الوقائع االقتصادية في تطوير قدرة الباحثين على البحث والتحليل‬
‫العلمي لحل المشكالت االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬تمكن المعرفة بالتاريخ من فهم أفكار الفالسفة والمفكرين واالستفادة من تجارب الماضي لمعالجة‬
‫التحديات الحالية وتوجيه المستقبل‪.‬‬

‫‪ -‬تعزز دراسة الوقائع االقتصادية فهمنا لتوزيع الموارد واختيار الطرق اإلنتاجية والعالقات‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬تسهم في تتبع تغيرات المجتمعات وتحليل تأثير العوامل االقتصادية‪ ،‬مثل الحروب العالمية‬
‫واكتشاف الذهب في أمريكا‪ ،‬على التفكير االقتصادي والنظم االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬فهم النظريات الحديثة‪ :‬يعتبر استكشاف النظريات واألحداث االقتصادية في تاريخ اإلنسان‬
‫مساهمة كبيرة في استيعاب النظريات االقتصادية الحديثة‪ .‬النظرية االقتصادية‪ ،‬كغيرها من‬
‫تفسير للحقائق وتقدم حلوًال للتحديات الحالية‪.‬‬
‫ًا‬ ‫النظريات العلمية‪ ،‬تقدم‬
‫‪-‬إيجاد حلول للمشكالت‪ :‬يختلف عالج المشكالت االقتصادية بحسب تقدم المجتمع‬

‫التكنولوجي والتنظيم االقتصادي‪ .‬لذا‪ ،‬تكون دراسة التاريخ االقتصادي ً‬


‫داعما للباحثين في فهم‬
‫األساليب المتنوعة المستخدمة لحل المشكالت عبر العصور‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية القدرة على البحث العلمي ‪:‬إن معرفة األفكار والنظريات االقتصادية خالل فترات التاريخ‪،‬‬
‫تمكننا من التعرف على ما توصل إليه رجال الفكر والفالسفة من أفكار وأساليب لعالج تلك‬
‫المشاكل من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى االستفادة من معرفة مشاكل وأخطاء الماضي لمعالجة‬
‫مشاكل الحاضر و ظروف المستقبل‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد ظروف المستقبل‪ :‬توضح دراسة تاريخ الوقائع االقتصادية الروابط بين األحداث‬
‫المختلفة‪ ،‬مما يمكننا من االستفادة من تجارب اإلنسانية في تدبير ظروف المستقبل ورسم رؤية‬
‫مستقبلية‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة األزمات االقتصادية التي عرفها التاريخ‪ :‬وذلك من أجل التعرف على اسبابها ومظاهرها‬
‫ومختلف حلولها لتفادي تكرارها في الواقع المعاش‪.‬‬

‫ونذكر أن أهم األزمات االقتصادية التي عرفها التاريخ االقتصادي على سبيل المثال‪:‬‬

‫‪ -‬األزمة االقتصادية العالمية لسنة ‪1929،‬‬

‫‪ -‬أزمة وول ستريت ‪1987،‬‬

‫‪ -‬أزمة المكسيك ‪1914،‬‬

‫‪ -‬أزمة جنوب شرق آسيا ‪1997،‬‬


‫من خالل المالحظة‪ ،‬يظهر أن دراسة تاريخ الوقائع االقتصادية ليست مجرد سرد لألحداث‪ ،‬بل‬
‫فهما للنظم والنظريات االقتصادية التي توجه النشاط االقتصادي في مختلف المجتمعات‬
‫تشمل ً‬
‫والعصور‪ ،‬وتقديم تحليل لكيفية التعامل مع التحديات االقتصادية‪.‬‬

‫العالقة بين الوقائع اًلقتصادية وباقي المقاييس المدرسة‪:‬‬

‫لفهم العالقة بين الوقائع االقتصادية وباقي المقاييس المدرسة ‪ ،‬يجب النظر إلى مفهوم الفكر‬
‫االقتصادي أوالً‪ .‬يشمل الفكر االقتصادي النظريات التي تشرح العالقات والقوانين التي تحكم‬
‫الظواهر االقتصادية‪ ،‬مع التركيز على توجيهات وآراء مختلفة حول األوضاع االقتصادية‪.‬‬

‫ظهور العديد من النظريات والتوجيهات االقتصادية كان نتيجة لوقائع اقتصادية محددة‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪-‬ظهور نظرية تقي الدين المقريزي نتيجة ألزمة المجاعة واستخدام النقود النحاسية‪.‬‬

‫‪-‬تطوير نظريات الربح والخسارة والعرض والطلب نتيجة لتطور المجتمعات وتوسع األنشطة‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪-‬ظهور الفكر الكينزي بسبب أزمة الكساد العالمي في ‪ 1929‬والتخلي عن النظرية الكالسيكية‪.‬‬

‫‪-‬تأثير الثورة الصناعية في تطوير الفكر الليبرالي الكالسيكي وتشجيع اإلنتاج وحرية المبادالت‪.‬‬

‫‪-‬تأثير الحروب العالمية في تشجيع فكر التوسع الجغرافي وامتالك المزيد من الثروات الطبيعية‪.‬‬

‫‪-‬تأثير األزمة العلمية للكساد كنتيجة سلبية لألفكار االقتصادية الكالسيكية‪.‬‬

‫بهذا‪ ،‬يظهر أن الوقائع االقتصادية لها تأثير كبير على تطور وظهور الفكر االقتصادي والنظريات‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪-‬محاضرات الدكتور موفق زروق تاريخ الوقائع اإلقتصادية ‪2020/2021‬‬


‫‪ -‬محاضرات الدكتورة صذيقي شفيقة ‪،‬تاريخ الوقائع اإلقتصادية ‪2016 /2017‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬الوقائع اإلقتصادية في العصور القديمة‬

‫أوالً ‪ :‬النظام البدائي‬

‫كان من الصعب جداً تحديد طبيعة النظام االقتصادي السائد في فترات البدايات األولى‬
‫لحياة اإلنسان‪ ،‬وذلك بسبب عدة أسباب‪ ،‬أبرزها استمرار هذه الفترات لفترات طويلة‬
‫جداً وتعرضها لتطورات ال يمكن حصرها بدقة‪ ،‬وكان من الصعب توثيق ما جرى خالل‬
‫تلك الفترات بسبب نقص الوسائل والقدرة على الكتابة‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬كانت هناك آراء‬
‫وتصورات حول طبيعة النظام الذي ساد آنذاك‪ ،‬المعروف بشكل عام باسم النظام‬
‫البدائي أو نظام المشاعية البدائية‬

‫في تلك الفترة‪ ،‬كانت حياة اإلنسان تشبه إلى حد كبير حياة الحيوانات‪ ،‬وكان يعتبر‬
‫وريثًا لتلك الحياة‪ ،‬خاص ًة وأن نظرية داروين كانت ترتبط بفهمنا لتطور اإلنسان‪ .‬كان‬
‫اإلنسان يعيش في جماعات للحماية من المخاطر الطبيعية والتهديدات‪ ،‬مثل الوحوش‬
‫الضارية‪.‬‬

‫هاما في تطوره‪ ،‬حيث بدأ‬


‫دور ً‬
‫مع ذلك‪ ،‬كانت خصائص اإلنسان وقدراته الذاتية تلعب ًا‬
‫في ابتكار األدوات والوسائل التي تمكنه من السيطرة على البيئة والتغلب على التحديات‪.‬‬
‫تقوم حياته على الكفاح ضد مخاطر البيئة والصراع مع أفراد المجتمع والوحوش البرية‪.‬‬
‫فترة طويلة امتدت تطورها ببطء بسبب قيود قدراته البدائية على االبتكار‪ .‬بدأ اإلنسان‬
‫متاحا في الطبيعة‪.‬‬
‫باستخدام األدوات األولية مثل الحجارة والعصي‪ ،‬استناداً إلى ما كان ً‬
‫ثم تقدم في تطوير األدوات وتحسينها لتلبية احتياجاته وتوفير الحماية‪.‬‬

‫تابعت قدرات اإلنسان في التطور من خالل تطوير الوسائل واألدوات التي استخدمها‬
‫لتأمين احتياجاته الحياتية وحمايته‪ ،‬وضمان استم ارريته في الحياة‪ .‬قام بابتكار وسائل‬
‫استنادا إلى الموارد المتاحة في الطبيعة‪ ،‬وخاص ًة استخدام‬
‫ً‬ ‫وأدوات أكثر تطو اًر باستمرار‪،‬‬
‫الحجر والعصا كأدوات أساسية‪.‬‬

‫رغم بساطة وبدائية هذه األدوات الجديدة‪ ،‬فقد كان لها تأثير كبير على حياة اإلنسان‪،‬‬
‫حيث ساعدت في الصيد وقطع األشجار والدفاع عن النفس وحفر األماكن لالحتماء‪.‬‬
‫طا‪،‬‬
‫ُيالحظ أن النظام االقتصادي الذي كان سائداً في تلك الفترة كان مكتفياً ذاتياً وبسي ً‬
‫حيث اعتمد على الموارد المتاحة لتلبية احتياجات الحياة‪ ،‬خاص ًة الغذاء بأشكاله‬
‫البسيطة‪.‬‬

‫كان هذا النظام البدائي يعتمد على مستوى منخفض وضروري للنشاط اليومي‪ ،‬وكانت‬
‫األدوات المستخدمة بسيطة وبدائية‪ .‬لم يكن لدى اإلنسان القدرة على تحقيق فائض من‬
‫نشاطه البسيط‪ ،‬وكان يتعامل مع صعوبات كبيرة في تلبية احتياجاته األساسية‪ ،‬مما قد‬
‫يؤدي في بعض الحاالت إلى المجاعات والموت بسبب نقص اإلمدادات‪.‬‬
‫ويشدد على أهمية فهم تلك التطورات الهامة في النظام البدائي‪ ،‬التي حدثت على مر‬
‫ُ‬
‫الزمن وشملت مجموعة من الجوانب الحياتية واالقتصادية‪ ،‬وتساهم في فهم تطور‬
‫المجتمع وحياة اإلنسان في تلك الفترة و هي‪:‬‬

‫‪ -١‬التطور في األدوات والوسائل التي استخدمها اإلنسان في توفير متطلبات عيشه‬


‫وحمايته واستم اررية حياته وبقاءه‪ ،‬وبالذات من خالل انتقاله من االستخدام المباشر لما‬
‫متاح له في بيئته من هذه الوسائل واألدوات وبالذات الحجرية والخشبية إلى قيامه‬
‫بتغيير وتحوير وتطوير‪ ،‬ومن ثم صنع هذه الوسائل واألدوات التي كانت ابتداءاً حجرية‬
‫وخشبية‪ ،‬وبعد ذلك أصبحت معدنية‪ ،‬والتي أدت إلى زيادة قدراته اإلنتاجية‪،‬‬

‫‪2‬تطور اللغة اعتماداً على اإلشارة باستخدام أطراف اإلنسان وبالذات يده للتعبير عن‬
‫أفكاره‪ ،‬وما يجول في ذهنه من خواطر وآراء‪ ،‬وكذلك من خالل اتخاذ اإلشارة الصوتية‬
‫باستخدام قدرة اإلنسان على الكالم والتحدث مع اآلخرين‪ ،‬التي تطور استخدامها بنشوء‬
‫اللغة‪ ،‬أو اللغات لكل جماعة من المجموعات البشرية‪ ،‬وقد مثل اللغة بمختلف أشكالها‬
‫حتى األولية منها إلى تطوير قدرات اإلنسان من خالل تبادل المعارف والخبرات‬
‫والتجارب بين األفراد‪ ،‬وإن كانت بشكل بدائي وأولى وبسيط‪ ،‬وبالشكل الذي أدى إلى‬
‫تطوير قدراته على تأمين متطلبات عيشه وحمايته وبالذات من خالل تطوير الوسائل‬
‫واألدوات التي يستخدمها في ذلك‪ ،‬ومن خالل تعاونه مع اآلخرين لتأمين هذه‬
‫المتطلبات‪ ،‬وهو األمر الذي أسهم في زيادة إنتاجه وإنتاجيته من خالل مساهمة اللغة‬
‫في توحيد جهود الناس عبر نشاطهم الحياتي‬
‫‪ -3‬اكتشاف النار واستخدامها ألغراض عديدة منها كوسيلة إلعداد بعض الوسائل‬
‫واألدوات من خالل تكييف الحجارة والعصي من أجل زيادة إمكانية استخدامها‪ ،‬وزيادة‬
‫متانتها وكذلك استخدامها ألغراض التدفئة وطهي الطعام‪ ،‬وحتى كوسيلة لمكافحة‬
‫الوحوش الضارية التي تخشى النار وتهرب عند إشعالها‪ ،‬وكذلك استخدامها في صناعة‬
‫الفخار لألواني الطينية‬

‫‪4‬التوصل إلى الزراعة حيث أن اإلنسان بتطوره‪ ،‬وتطور األدوات والوسائل المتاحة‬
‫الستخدامه رغم بدائيتها وبساطتها مكنته من االنتقال من التعامل المباشر مع ما متاح‬
‫في الطبيعة من موارد لعيشه ذات األصل النباتي باقتصاره على عملية جمع النباتية‬
‫إلى زراعة بعض أنواع النباتات بغرسها‪ ،‬وهذا لم يصبح ممكناً إال بتوصله إلى األدوات‬
‫التي تتيح له ذلك‪ ،‬والتي منها األدوات الخاصة بالغرس كالعصا التي تمكنه من الحفر‬
‫وغيرها من األدوات التي أصبح بإمكانه استخدامها في الزراعة بعد صنعه لها سواء‬
‫تلك التي تساعده في تحضير التربة للزراعة‪ ،‬أو في غرس النباتات ورعايتها‪ ،‬واستخدموا‬
‫أدوات في تسوية التربة وفي حصاد المحصول النباتي‪ ،‬وغيرها‪ ،‬ومثلت الحبوب كالقمح‬
‫والشعير والذرة وغيرها من أهم وأول النباتات التي زرعها اإلنسان البدائي‪ ،‬والتي شملت‬
‫معظم النباتات‪ ،‬وبالذات الغذائية منها المعروفة حالياً‪ ،‬كالذرة الصفراء والبطاطا وغيرها‪،‬‬
‫والتي أدت إلى تقليل اعتماد اإلنسان على االعتماد المباشر على ما يتوفر له من موارد‬
‫طبيعية وبالشكل الذي زادت معه قدرته على توفير احتياجاته الغذائية ذات األصل‬
‫النباتي‪ ،‬وتكونت لديه معه قدرته على تكوين احتياطيات منها لتأمين حاجته‪.‬‬
‫‪5‬تربية الحيوانات‪ ،‬وبالذات المواشي منها والتي أسهمت فيها تطور قدرات اإلنسان على‬
‫الصيد‪ ،‬واالحتفاظ بالحيوانات التي يتم صيدها من أجل تربيتها بدالً من ذبحها‪ ،‬حيث‬
‫اهتدى اإلنسان إلى إمكانية القيام بذلك عن طريق االحتفاظ بالحيوانات لفترة أطول‬
‫وتربيتها‪ ،‬وهو ما وفر إمكانية لإلنسان في استخدام الماشية كمصدر لغذائه من لحوم‬
‫وحليب والمتطلبات حياته من جلود ‪،‬وصوف والستخدام بعضها في النشاطات التي‬
‫يؤدي بها عمله وبالذات في الحراثة والسقي والدرس‪ ،‬وغيرها من النشاطات‪.‬‬

‫ثانيا) النظام العبودي‪:‬‬

‫بدا نظام الرق بالتشكل عقب انهيار النظام المشاعي حوالي ‪ 4000 3000‬قبل الميالد‬
‫لقد ساد هذا النظام في ظل الحضارات العريقه منها بالد الرافدين‪ ،‬الفينيقيين‪ ،‬القرطاجيه‬
‫واستمر الى غايه القرنين الثالث والرابع الميالدي في شمال افريقيا واسيا وفيما يلي يتم‬
‫التعرض الهم خصائص النظام العبودي من خالل ‪:‬‬

‫القوى المنتجه‪ :‬حدث تطور كبير في وسائل االنتاج الزراعي وظهرت ادوات عمل‬
‫جديده لم تكن معروفه من قبل خاصه في مجال ضبط عمل العبيد في االنتاج الحرفي‪.‬‬
‫عالقات االنتاج‪ :‬تميزت بما يلي‪:‬‬

‫أ) الملكيه‪ :‬ساد في هذه الفتره ما يسمى بنظام الملكيه المطلقه لوسائل االنتاج االرض‬
‫وادوات العمل باالضافه الى امتالك االنسان العبيد واعتباره شيء من االشياء‬
‫ب)العمل‪ :‬لقد كانت السيم الغالبه للعمل في هذه المرحله هي العمل الجماعي والتعاون‬
‫بين العبيد ولكن في اطار االكراه االقتصادي والقصر االستغالل لصالح الساده الذين‬
‫يمتلكون ادوات العمل بما فيها العبيد‬

‫ج) توزيع الناتج‪ :‬يمكن القول ان العبيد كانوا يمارسون مختلف االنشطه لصالح االسياد‬
‫في شكل عالقه سيد_ عبد وكانت المنتجات توزع بين الساده والعبيد وكان من حق‬
‫الساده تحديد الكيفيه التي يتم بواسطتها توزيع المنتوج والذي عاده ما كان يتم تقسيمه‬
‫الى جزئين‪:‬‬

‫المنتوج الضروري‪ :‬وهي كميه من المنتوج الموجهه لسد الحاجات االساسيه للعبيد‬
‫المنتوج الفائض‪ :‬يمثل القسم االعظم من المنتوج ويستخدم من قبل الساده الشباع‬
‫الحاجات االستهالكيه وبناء القصور والمسارح وغيرها‬

‫د) العالقات النقديه والسلعيه‪ :‬في نظام الرق ظهر التبادل وتطور في النظام المشاعي‬
‫وكان تبادل بين المنتجين في شكل سلعه مقابل سلعه التي تطورت هي االخرى واخذت‬
‫اشكاال مختلفه تتم في شكل سلعه_ سلعه نقديه_ سلعه السلع النقديه كل من الماشيه‬
‫والملح والسمك المجفف والجلود ثم تطورت النقود واخذت اشكال وفي ظل بعد المنتجين‬
‫عن بعضهم البعض وتبعثرهم ادى هذا الى ضروره وجود فئه تقوم بدور الوسيط بين‬
‫البائعين والمشترين وكخالصه نجد ان العالقات النقديه والتجاريه اسست لطرق تجاريه‬
‫هامه نذكر منها ‪:‬‬

‫طريق القصدي‪:‬ر الذي يربط بين روما وانجلت ار مرو ار بفرنسا‬


‫طريق العمبر وكان مصدره االساسي البحر االسود‬

‫طريق الحري‪:‬ر وهو من اهم الطرق التجاريه ازدها ار يربط بين االمبراطوريه الصينيه‬
‫واالمبراطوريه الرومانيه‬

‫انحالل النظام العبودي‪:‬‬

‫هناك اسباب عديده ادت الى انحالل النظام العبودي‬

‫أ_ التناقض بين قوى االنتاج وعالقات االنتاج‪ :‬وبدات تناقض بين المصالح االقتصاديه‬
‫للعبيد والمصالح االقتصاديه لمالكي العبيد وكان العبد الذي يعد عمله اساس حياه‬
‫المجتمع العبودي واستم ارره محروما من ايه حوافز ماديه او معنويه‬

‫ب_عدم تكافؤ المنافسه بين االستثمارات الصغيره واالنتاج العبودي الكبير لم تتمكن‬
‫االستثمارات الصغيره من الصمود في المنافسه المفروضه عليها من قبل المشاريع‬
‫العبوديه الكبيره فاخذت تفلس باعداد كبيره واسهم في ذلك تزايد الضرائب وارتفاع‬
‫معدالت فوائد المرابين‬

‫ج_ التبادل الال متكافئ بين الريف والمدينه لقد اصبحت المدن مراكز لالنتاج الحرفي‬
‫والتجاره والمرابات وتجمعا ثقافيا ام الريف فقد حافظ على الكثير من سمات النظام‬
‫المشاعي البدائي ومن هنا بدات عالقه االستغالل بين الريف والمدينه‬

‫ه_ الصراع الطبقي وانهيار النظام العبودي‪ :‬ادى تفاقم التناقضات االقتصاديه الى‬
‫تفاقم التناقضات االجتماعيه وباالخص بين العبيد ومالكي العبيد كان العبيد يهربون‬
‫من العمل ويحطمون ادوات العمل وكان من اهم اشكال نظام العبيد ضد الساده‬
‫االنتفاضات المسلحه التي كانت اكبرها انتفاضات كبيره في جزيره صقليه وانتفاضه‬
‫عبيد الصين فيهنان وسيشوان وشندون‬

‫و_ الفتوحات االسالميه ونهايه العهد العبودي كان الفتح االسالمي الذي التف حول‬
‫شواطئ البحر االبيض المتوسط واالتجاه شرقا الى بالد ما وراء النهر ‪ ،‬لنظام الريق‬
‫لقد كان فعال حركه حضاريه لتحرير االنسان من عبوديه اخيه االنسان وبنهايه العهد‬
‫الروماني في اوروبا كان من المفروض ان تنتهي تلك الطبقات اال انه حدث العكس‬
‫حيث ان النظام الطبقي قد مد جذوره اكثر في الفتره التي سالت العهد الروماني فتره‬
‫تكون العالقات االقطاعيه في بدايه تطور النظام االقطاعي في اوروبا‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪ )1‬مومني إسماعيل مطبوعة بيداغوجية تاريخ الوقائع اإلقتصادية ‪،‬جامعة‬


‫سطيف‪2021.2020،‬‬

‫‪ )2‬فليح حسن خلف ‪،‬النظم اإلقتصادية‪،‬عالم الكتب و جذا ار للكتاب العالمي للنشر و‬
‫التوزيع‪2008 ،‬‬
‫المحاضرة الثالثة النظام اإلقطاعي في اوروبا‬

‫ُيطلق مصطلح "النظام اإلقطاعي" على النظام االقتصادي الذي ساد خالل القرون‬
‫أيضا في بعض المناطق والدول األخرى‪ ،‬ورغم أن هذا النظام‬
‫الوسطى في أوروبا و ً‬
‫كان يختلف في مدى وطبيعة وسماته عن اإلقطاع الذي ساد في أوروبا‪ ،‬إال أنه كان‬
‫حاضر بتنوع في المناطق األخرى نتيجة لعدة عوامل‪.‬‬
‫ًا‬

‫ظهر النظام اإلقطاعي في نهاية القرن الخامس الميالدي واستمر حتى القرن الخامس‬
‫عشر في أوروبا‪ ،‬وتأثر بعد ذلك في العديد من الدول والمناطق األخرى‪ ،‬خاصة في‬
‫آسيا‪ .‬كانت العوامل التي ساهمت في انحالل وانهيار النظام العبودي هي نفسها التي‬
‫أسهمت في نشوء النظام اإلقطاعي‪ .‬يتضمن ذلك الضعف الداخلي وانحالل النظام‬
‫العبودي داخلياً‪ ،‬إضافة إلى الغزو الخارجي‪ ،‬حيث تأثرت إمبراطورية روما بغزو القبائل‬
‫الجرمانية‪ ،‬مما أدى إلى نشوء النظام اإلقطاعي‪.‬‬

‫في المراحل األخيرة للنظام العبودي‪ ،‬لم يكن إنتاج العمل العبودي‪ ،‬خاصة في روما‪،‬‬
‫كافيا لتلبية احتياجات الدولة ومتطلباتها‪ ،‬والتي زادت بشكل كبير بسبب التكاليف‬
‫ً‬
‫البذخية‪ .‬وقد تفاقمت المشكالت االقتصادية الداخلية‪ ،‬وتدهورت الطبقات الحاكمة‪،‬‬
‫وتضاءلت قدرتها‪ ،‬وتفككت‪،‬‬

‫نشوء النظام اإلقطاعي‪ :‬والذي تمثل بفترتين أساسيتين هما‪:‬‬


‫‪- ١‬الفترة الممتدة من نهاية القرن الخامس الميالدي إلى القرن الحادي عشر‬
‫الميالدي والذي اتسم بكونه اقتصاد ضيعة مغلق‪ ،‬والذي ساد في أوروبا‪ ،‬وبالذات في‬
‫الريف األوروبي‪ ،‬الذي اتسم بسيطرة الريف وأهمية الزراعة واإلنتاج الزراعي‪ ،‬وارتباط‬
‫الحرف والمبادالت بالزراعة في ظل اقتصاد طبيعي يستهلك ما ينتج‪ ،‬وينتج ما يستهلك‬
‫والذي مثل النظام اإلقطاعي بأبرز أشكاله ومضامينه‪.‬‬

‫‪ -٢‬الفترة التي امتدت من القرن الحادي عشر وحتى القرن الخامس عشر‪ ،‬والتي‬
‫بدأت فيه عناصر النظام اإلقطاعي ومضامينه بالتحلل ‪،‬والضعف والتي مثلت بدايات‬
‫نشوء النظام الراسمالي‪ ،‬ومن أهمها بروز أهمية االقتصاد الحرفي والتبادل والتجارة‬
‫تراجعت أهميتها في هذه الفترة‪ .‬ونشوء المدن‪ ،‬وزيادة أهميتها واستقالل الحرف‬
‫والمبادالت التجارية عن الزراعة التي‬

‫وعموماً فإن اقتصاديات أوروبا في ظل النظام اإلقطاعي الذي ساد في القرون الوسطى‬
‫كانت اقتصادات زراعية بالدرجة األولى حيث تعتمد على الزراعة أساساً‪ ،‬وأن الريف‬
‫ونشاطه الزراعي كانا هما األهم في عمل هذه االقتصادات في حين أن المدن كانت‬
‫راكدة‪ ،‬وضعفت مساهمتها في النشاطات االقتصادية‪ ،‬حيث تم تدمير الكثير من‬
‫نشاطاتها‬

‫كما حصلت عدة تغييرات اقتصادية في أوروبا في هذه الفترة تحديداً‪ ،‬وفيما يلي نبين‬
‫بعضاً من هذه الوقائع االقتصادي‪:‬‬

‫‪ ‬التركيز على الزراعة‪ :‬نمو الزراعة بشكل كبير وتأثير النظام اإلقطاعي على‬
‫النواحي الصناعية والزراعية‪.‬‬
‫‪ ‬تعيين الفالحين الذين ال يملكون األراضي لزراعة األراضي المقتطعة‪ ،‬مع االلتزام‬
‫بالدفاع عنها‪.‬‬
‫‪ ‬تطورات في الزراعة‪ :‬دخول تطورات في مجال الزراعة في القرن الحادي عشر‪،‬‬
‫مثل ابتكارات زراعية مثل المحراث الثقيل وتقنيات زراعية متقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع نسبة الموارد الغذائية‪ ،‬مما أدى إلى زيادة السكان‪.‬‬
‫‪ ‬هجرة من الريف إلى المدينة‪ :‬تزايد انتقال السكان من الريف إلى المدينة بسبب‬
‫قلة الحاجة إلى األيدي العاملة في األراضي الزراعية‪.‬‬
‫‪ ‬تضاؤل التجارة بين الشرق وأوروبا‪ :‬تقلص التجارة بين الشرق وأوروبا بسبب‬
‫نقص األمان واالستقرار على الطرق التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬تجارة الفضة والعاج‪:‬انتشار تجارة الفضة والعاج في أوروبا‪ ،‬وهي تجارة نقلت‬
‫من آسيا الوسطى‪.‬‬
‫‪ ‬استعمال األموال والتبادل التجاري‪ :‬استخدام األموال في شراء السلع وعمليات‬
‫التبادل التجاري‪ ،‬وكذلك في شراء هدايا غير مادية من الكنيسة‪..‬‬
‫بعيدا عن النظام اإلقطاعي‪ ،‬مع‬‫‪ ‬النواحي الصناعية‪ :‬مزاولة الحرف المهنية ً‬
‫ظهور نظام نقابي لإلشراف على هذه المهن وتوحيد األسعار في اإلقليم‪.‬‬

‫ونتيجة لما سبق تشكل في النظام اإلقطاعي انقسام طبقي تمثل في‪:‬‬

‫نشوء وتشكل الطبقات المالكة لألراضي والتي مثلها السادة اإلقطاعيين في الواقع‬
‫الفعلي‪ ،‬ومن ينوب عنهم فيما بعد‪ ،‬حيث منح هؤالء السادة األراضي إلدارتها وتنظيم‬
‫استغاللها لتابعيهم من القادة المحليين في اإلقليم‪ ،‬والذين أصبحوا يمارسون فعلياً السلطة‬
‫على األجزاء التي اقتطعت إلدارتها من قبلهم‪ ،‬وبذلك تحول اإلقليم من إقطاعية كبيرة‬
‫إلى إقطاعيات تمثلها األجزاء داخل اإلقليم‪.‬‬

‫‪ )٢‬أقنان األرض الذين يرتبطون باألرض‪ ،‬ويقومون بالعمل الزراعي في اإلقطاعية‬


‫حيث أن القنانة هي حالة بين العبودية (الرق) ‪،‬والحرية وأنها تمثل درجة متقدمة من‬
‫التنظيم االجتماعي مقارنة بالعبودية‪ ،‬حيث أن العالقة بين العبد ومالكه عالقة هي‬
‫ملكية يملك بموجبه المالك عبده كملكيته ألي شيء آخر يملكه‪ ،‬في حين أن العالقة‬
‫بين من األرض‪ ،‬والسيد اإلقطاعي هي عالقة تبعية اقتصادية وشخصية‪ ،‬أي أنه‬
‫مرتبط اقتصادياً به من خالل عمله في األرض التي يحكمها السيد اإلقطاعي‪ ،‬وأنه‬
‫تابع لألرض أي أنه ال يستطيع ترك اإلقطاعية‪ ،‬وأنه ينتقل مع األرض بانتقالها من‬
‫مالك آلخر‪ ،‬أي من سيد إقطاعي) إلى سيد (إقطاعي آخر)‪ ،‬وبذلك فإن تبعيته للسيد‬
‫هي تبعية غير مباشرة من خالل تبعيته لألرض التي يسيطر عليها السيد‬

‫‪ - ٣‬طبقة الفالحين األحرار المستقلون وغير التابعين والذين تحولوا إلى أقنان مرتبطين‬
‫باألرض وتابعين للسيد اإلقطاعي بسبب تنازلهم عن أراضيهم له مقابل تأمين حمايته‬

‫وبذلك فقدوا حريتهم واستقاللهم وأصبحوا تابعين للسيد اإلقطاعي‪.‬‬

‫وأراضي اإلقطاعية تتكون من قصر السيد اإلقطاعي والذي كان محاطاً باألسوار في‬
‫الغالب تأميناً لحمايته ولتسهيل الدفاع عنه ‪ ،‬والذي يضم في داخله كافة المرافق التي‬
‫تؤمن للسيد اإلقطاعي متطلباته من مخازن للغالل‪ ،‬وورش لتأمين احتياجاته الغذائية‬
‫كما في الحبوب والمنتجات الحرفية‪ ،‬وما إلى ذلك‪ ،‬وبجواره وفي جوانبه تنتشر دور‬
‫الفالحين وتحيط به األراضي اإلقطاعية التي تتكون من‪:‬‬

‫األراضي الصالحة للزراعة‪ ،‬والتي تتم زراعتها فعلياً والتي هي عبارة عن ملكية إقطاعية‬
‫تتم زراعتها من خالل عمل أقنان األرض المجاني‪ ،‬أي السخرة‪.‬‬

‫‪ -۲-‬أراضي األقنان والتي هي قطع صغيرة جداً‪ ،‬وتتم زراعتها من قبل األقنان مقابل‬
‫دفع المقابل نقدياً حصة عينية للسيد اإلقطاعي مقابل السماح لهم باستغاللها‪،‬‬

‫‪-‬المراعي والتي تتكون من المراعي المفتوحة بشكل مستمر لالنتفاع بها من قبل عامة‬
‫الناس‪ ،‬والتي تمثلها الغابات والمراعي التي تفتح في أوقات معينة والتي تمثلها المراعي‬
‫التي ترع بعلف الحيوانات وغيره وحيث يتم االنتفاع منها في األوقات المعينة بإشراف‬
‫السيد اإلقطاعي وبتوجيهه وموافقته‪.‬‬

‫وفي ظل النظام اإلقطاعي هذا تبرز أهمية قنانة األرض في استغالل األرض واالنتفاع‬
‫منها‪ ،‬والتي كانت بموجبه الزراعة تمثل النشاط األساسي في هذا النظام‪.‬‬

‫مكانة الملك والكنيسة في النظام اإلقطاعي كانت ذات أهمية كبيرة‪ ،‬وكل منهما كان له‬
‫دور محوري ومميز‪:‬‬

‫محدودا في النظام اإلقطاعي‪،‬‬


‫ً‬ ‫دور‬
‫أ) مكانة الملك‪:‬جمع األموال‪ :‬كان المملك يلعب ًا‬
‫حيث كانت مهمته الرئيسية هي جمع األموال‪ .‬إذ كان اإلقطاعيون يدفعون الضرائب‬
‫للملك بغض النظر عن ظروف الرقيق أو المزارع‪.‬‬

‫ب) مكانة الكنيسة‪:‬‬


‫مالك لألراضي‪ :‬كان للكنيسة مكانة هامة كمالك لألراضي‪ ،‬حيث كانت تمتلك أراضي‬
‫زراعية وغابات ومرابط للخيول وقطعان من الحيوانات‪.‬‬

‫تقاضي العشر‪ :‬أمراء الكنيسة كانوا يقتطعون عشر مدخول الفالحين‪ ،‬وهو جزء من‬
‫اإلنتاج الزراعي الذي كان يذهب للكنيسة‪.‬‬

‫دور اقتصادي واجتماعي‪ :‬كانت الكنيسة ليست فقط مؤسسة دينية وروحية‪ ،‬بل كان‬
‫أيضا دور اقتصادي واجتماعي كبير‪ .‬تسهم في جمع الضرائب وتوفير االستقرار‬
‫لديها ً‬
‫االقتصادي واالجتماعي في المجتمع‪.‬‬

‫‪3.‬أسباب زوال النظام اإلقطاعي‪:‬‬

‫‪ ‬نمو التجارة والطبقات التجارية‪ :‬شهدت نشوء طبقات تجارية جديدة‪ ،‬وكانت‬
‫التجارة تتطور‪ ،‬مما أدى إلى ازدهار المدن وتنوع االقتصاد‪.‬‬
‫‪ ‬نمو المدن ورقيق األرض‪ :‬زاد نمو المدن بسبب تحسن ظروف الرقيق ورغبته‬
‫في الحصول على حقوق أكبر وظروف أفضل‪.‬‬
‫ضا‪ ،‬حيث بدأت التحديات‬ ‫‪ ‬ضعف سيطرة الكنيسة‪ :‬شهدت سيطرة الكنيسة انخفا ً‬
‫لسلطتها تتزايد‪ .‬الناس بدأوا في االنتقاد المفرط للكنيسة والتمرد ضدها‪.‬‬

‫إجماالً‪ ،‬كانت هذه العوامل والتغيرات تسهم في تحول النظام االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪ )1‬يونس مراد محاضرات في تاريخ الوقائع اإلقتصادية ‪2019-2020‬‬


‫‪)2‬فليح حسن خلف ‪،‬النظم اإلقتصادية‪،‬عالم الكتب و جذا ار للكتاب العالمي للنشر و‬
‫التوزيع‪2008،‬‬
‫المحاضرة الرابعة‪ :‬النظام الرأسمالي‬
‫تمكن النظام الرأسمالي من تأكيد وجوده على الساحة العالمية‪ ،‬حيث اعتبرته معظم دول العالم‬
‫كمحور أساسي إلدارة اقتصادياتها‪ .‬يستدعي ذلك تسليط الضوء على بعض النقاط الرئيسية‬
‫المتعلقة به‪.‬‬

‫مفهوم النظام الرأسمالي‪ُ :‬يعرف النظام الرأسمالي كنظام اقتصادي يقوم على فلسفة اجتماعية‬
‫وسياسية‪ ،‬يهدف إلى تلبية احتياجات اإلنسان األساسية واالختيارية‪ ،‬وتعزيز الملكية الفردية‬
‫أيضا بأنه نظام إنتاج اجتماعي‬ ‫عرف ً‬ ‫والمحافظة عليها‪ ،‬مع التركيز على فهم مفهوم الحرية‪ُ .‬ي َ‬
‫يتميز بتركيز األدوات والثروات في أيدي عدد قليل من األفراد‪ ،‬المعروفين باسم الرأسماليين‪ ،‬بينما‬
‫تصبح األكثرية مضطرة للعمل كأجراء لديهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص النظام الرأسمالي‪:‬‬


‫ً‬
‫يتميز النظام الرأسمالي بمجموعة من الخصائص التي يمكن تلخيصها كما يلي‪:‬‬

‫الملكية الخاصة للموارد االقتصادية‪ :‬يتيح حق الملكية لألفراد أو المجموعات امتالك األصول‬
‫والتصرف فيها وفًقا للقوانين‪ .‬تعتبر هذه الخاصية األساسية في النظام الرأسمالي‪ ،‬حيث تمنح‬
‫الحق لمالك الموارد توجيه الق اررات االقتصادية بشكل مستقل‪.‬‬

‫الحرية االقتصادية‪ُ :‬يعرف النظام الرأسمالي بأنه نظام اقتصادي حر‪ ،‬حيث يحق لكل وحدة‬
‫اقتصادية أن توجه وتستخدم مواردها وفًقا الختياراتها وتفضيالتها‪ ،‬دون قيود‪.‬‬

‫حافز الربح‪ :‬يعد الربح هو الحافز الرئيسي لزيادة اإلنتاج في النظام الرأسمالي‪ ،‬حيث يدفع‬
‫المنتجون نحو اتخاذ الق اررات التي تحقق أقصى ربح ممكن‪.‬‬
‫سيادة المنتج‪ :‬تحدد رغبات المستهلكين اتجاهات اإلنتاج‪ ،‬حيث يسعى المنتجون إلى تحقيق‬
‫أقصى ربح من خالل تلبية احتياجات المستهلكين‪.‬‬

‫تقسيم الناتج اإلجمالي‪ :‬يتم تقسيم الناتج اإلجمالي إلى طبقتين‪ ،‬حيث تحصل الطبقة التي تمتلك‬
‫وسائل اإلنتاج على الحصة األكبر‪ ،‬بينما تحصل طبقة العمال على جزء أقل من الناتج لتلبية‬
‫احتياجاتها الضرورية‪.‬‬

‫مراحل الرأسمالية‬

‫مرحلة الرأسمالية التجارية‪:‬‬

‫استمدت الرأسمالية التجارية اسمها من الكلمة اإليطالية "تاجر"‪ ،‬وهي الشكل األول من أشكال‬
‫أساسا لتحقيق مصلحة فئة التجار‪ .‬بدأت الرأسمالية التجارية في‬
‫الرأسمالية‪ .‬نشأت هذه الرأسمالية ً‬
‫الثلث األخير من القرن الخامس عشر‪ ،‬وكانت تستهدف جلب أكبر كمية من الذهب والفضة إلى‬
‫داخل البالد‪.‬‬

‫مبادئ الرأسمالية التجارية‪:‬‬

‫ئيسيا للثروة‪.‬‬
‫مصدر ر ً‬
‫ًا‬ ‫تمجيد المعدن النفيس‪ُ :‬يعتبر المعدن النفيس‬

‫تحقيق فائض في الميزان التجاري‪.‬‬

‫تدخل الدولة في الحياة االقتصادية‪.‬‬

‫ترتيب أوجه النشاط االقتصادي‪ :‬يعطي األولوية للتجارة الخارجية والصناعة بينما ُيهمل الزراعة‬
‫كمصدر للصادرات‪.‬‬

‫مصدر للقوى العاملة الرخيصة‪ ،‬مما يساهم في نمو‬


‫ًا‬ ‫زيادة عدد السكان‪ :‬تُعتبر زيادة السكان‬
‫الصناعة‪.‬‬
‫الرأسمالية المالية‪:‬‬

‫الرأسمالية المالية ناتجة عن تطور النظام الرأسمالي والثورة الصناعية‪ .‬تتميز بسيطرة البنوك على‬
‫تمويل المشروعات الصناعية وتكوين رؤوس أموال ضخمة‪ .‬يتميز هذا النوع بظهور مؤسسات‬
‫مالية كبيرة وتركز رؤوس األموال فيها‪.‬‬

‫الرأسمالية الصناعية‪:‬‬

‫بدأت في منتصف القرن الثامن عشر وتمثل التحول من الرأسمالية التجارية إلى الرأسمالية‬
‫الصناعية‪ .‬تميزت بسيطرة رأس المال الخاص على اإلنتاج باستخدام اآلالت الحديثة‪ .‬نشأت بفعل‬
‫الثورة الصناعية وتحولت الصناعة إلى محور رئيسي في االقتصاد‪.‬‬

‫‪-‬مفهوم الثورة الصناعية‪:‬‬

‫يعرف االقتصادي ‪ Clough‬الثورة الصناعية بأنها التغير المفاجئ في وسائل إنتاج السلع‬
‫الصناعية من الطرق اليدوية إلى الطرق الميكانيكية‪.‬‬

‫وال يقصد بهذا التغير المفاجئ والجوهري بأن االستعانة بالطرق الميكانيكية والتي تتمثل أساسا‬
‫في أن اآلالت مجرد تركيب مادي يساعد على اختصار وتسهيل العمل اإلنساني وإنما يقصد‬
‫باآللة تركيب مادي يحتوي على أدوات تؤدي تلقائيا نفس العملية الفنية التي كان يؤديها العامل‬
‫قبل اختراع اآللة‪.‬‬

‫وتعرف الثورة الصناعية أيضا على أنها التحول الكبير الذي شكل نقلة نوعية في االنتقال من‬
‫اإلنتاج اليدوي إلى اإلنتاج اآللي عن طريق االستخدام المنظم لآلالت في اإلنتاج‪ ،‬هذا جانب‪،‬‬
‫ومن جانب آخر لوحظ أن طرق التنظيم الصناعي قد شهدت تحوال كيفيا في االنتقال إلى نظام‬
‫المصنع القائم على التقسيم الفني للعمل‪.‬‬

‫عوامل قيام الثورة الصناعية‪:‬‬


‫لم تحدث الثورة الصناعية في دول أوروبا في وقت واحد بسبب اختالف األوضاع السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية في تلك الدول‪ ،‬إال أن هناك جملة من العوامل ساهمت في قيامها‬
‫نلخصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1-‬التقدم العلمي‪ :‬إن قيام النهضة العلمية في أوروبا سمح للعلم بأن يخطو خطوات سريعة‪،‬‬
‫أفسحت المجال لظهور االختراعات الحديثة مثل السفن التجارية التي تعبر البحار والمحيطات‪،‬‬
‫كذلك مد طرق السكك الحديدية بين بعض الدول الصناعية لتسهيل التنقل فيما بينها‪.‬‬

‫‪ 2‬العامل السكاني‪ :‬أدى تحسن الظروف المعيشية في أوروبا إلى زيادة عدد السكان وما رافقه من‬
‫كثرة متطلباتهم الحياتية وزيادتها‪ ،‬وقد دفعت تلك الحاجات إلى التفكير بإيجاد أساليب جديدة‬
‫ومتطورة في اإلنتاج لكي تلبي رغبات السكان واحتياجاتهم المتزايدة ‪ -3-3‬رأس المال‪ :‬لقد كان‬
‫التساع القارة األوروبية وامتدادها ألقطار العالم أثر ايجابي ألصحاب المصانع وشركات النقل‪،‬‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬وذلك ألن أرباحهم كانت في تزايد مستمر مما مكنهم من تكوين أموال طائلة‬
‫سمحت بتمويل الصناعة‪.‬‬

‫فقد استخدمت رؤوس األموال في مجال تحسين أساليب اإلنتاج عن طريق تمويل االختراعات‬
‫العلمية التي استفاد منها اإلنسان في مجال إنتاجه الصناعي والزراعي‪.‬‬

‫‪ -3-‬سياسة الحرية وعدم التدخل‪ :‬إعطاء الفرصة لمبادرة األفراد‪ ،‬كما عملت الدولة على تخفيض‬
‫الضرائب على رؤوس األموال الموظفة في الصناعة من أجل تشجيعها‬

‫عيوب النظام الرأسمالي ‪:‬‬

‫نمو ظاهرة االحتكار‪:‬يؤدي االحتكار إلى تشويش في جهاز الثمن وفقدان فعاليته في توزيع‬
‫فعال‪.‬‬
‫الموارد بشكل ّ‬
‫يمكن للمحتكرين تحديد األسعار والكميات‪ ،‬مما يؤدي إلى رفع األسعار وتقليل اإلنتاج لتحقيق‬
‫أرباح إضافية‪.‬‬

‫سوء توزيع الدخل والثروة‪:‬تركز عناصر اإلنتاج في يد قليلة من أفراد المجتمع‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫تفاوت كبير في توزيع الثروة‪.‬‬

‫أصحاب رؤوس األموال يزيدون ثراءهم بسبب االستثمار واالدخار‪ ،‬في حين يظل الطبقة‬
‫العاملة بمستوى معيشي منخفض‪.‬‬

‫تزايد البطالة واألزمات االقتصادية‪ :‬يمكن أن يؤدي التوسع االقتصادي الزائد إلى تكدس‬
‫للمنتجات وزيادة في البطالة‪.‬‬

‫يحدث ذلك عندما تزيد الطاقة اإلنتاجية بشكل هائل دون زيادة متناسبة في دخل العمال‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى تخفيض اإلنتاج وظهور البطالة‪.‬‬

‫التأثير السلبي على الحياة االجتماعية والسياسية‪ :‬يسيطر األغنياء على مقومات االقتصاد‬
‫والمجتمع‪ ،‬مما يؤدي إلى نفوذ سياسي واقتصادي كبير‪.‬‬

‫الفوارق االقتصادية تنعكس على النواحي االجتماعية والسياسية‪ ،‬مما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم‬
‫التمييز وقلة المشاركة السياسية‪.‬‬

‫هذه العيوب تعكس النقاش المستمر حول فعالية نظام الرأسمال في التعامل مع قضايا مثل توزيع‬
‫الثروة والعدالة االقتصادية‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫أسيا سعدان‪ ،‬محاضرات تاريخ الوقائع اإلقتصادية‪،‬جامعة ‪ 8‬ماي قالمة ‪2018 2019‬‬

‫مومني إسماعيل جامعة فرحات عباس سطيف‪،‬تاريخ الوقائع اإلقتصادية‪2020 2021،‬‬


‫المحاضرة الخامسة‪:‬النظام االقتصادي االشتراكي‬

‫ظهر النظام االقتصادي االشتراكي في القرن الثامن عشر كتجمع لمذاهب ومدارس مختلفة‪ ،‬وتتفق‬
‫هذه المدارس على استبدال المنظور الفردي الذي قام عليه النظام الرأسمالي بالمنظور الجماعي‪.‬‬
‫كما تشدد على ضرورة تدخل الدولة في الحياة االقتصادية‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬نشأة النظام االقتصادي االشتراكي‪:‬‬

‫ع رفت االشتراكية مرحلتين رئيسيتين في تطورها‪ .‬في المرحلة األولى‪ ،‬كانت االشتراكية المثالية‬
‫تعود إلى أفالطون‪ ،‬الذي حلم بإنشاء مجتمع مثالي يعيش فيه الناس بمساواة وبدون تمييز‪ .‬بدأت‬
‫األفكار الرئيسية لهذه المرحلة تظهر منذ عهد أفالطون وظلت موجودة في أفكار العديد من‬
‫الفالسفة والمفكرين على مر العصور‪ .‬في القرن التاسع عشر‪ ،‬ظهرت المرحلة الثانية من‬
‫االشتراكية‪ ،‬وهي االشتراكية العلمية‪ ،‬التي وضعها كارل ماركس‪ .‬كانت هذه المرحلة تهدف إلى‬
‫استبدال مبادئ الرأسمالية بسبب التفاوت الطبقي واالضطهاد الذي عانته طبقة العمال في الدول‬
‫اجتماعيا‬
‫ً‬ ‫وسياسيا و‬
‫ً‬ ‫اقتصاديا‬
‫ً‬ ‫نظاما‬
‫ً‬ ‫األوروبية خالل القرن التاسع عشر‪ .‬بدأت االشتراكية تكون‬
‫في االتحاد السوفيتي بعد الثورة البلشفية في عام ‪ ،1917‬وانتقلت إلى أجزاء أخرى من العالم بعد‬
‫الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫النظام االقتصادي االشتراكي يعتمد على مجموعة من النظريات السياسية واالقتصادية‬


‫واالجتماعية تركز على الملكية الجماعية لمصادر الثروة ووسائل اإلنتاج‪ ،‬وتسعى إلى تحقيق‬
‫العدالة االجتماعية وتوفير تكافؤ الفرص‪ .‬يتميز هذا النظام بتملك الدولة لعوامل اإلنتاج‪ ،‬مثل‬
‫األراضي واآلالت والمصانع‪ ،‬واتخاذ جميع الق اررات االقتصادية من خالل جهاز التخطيط‪ .‬يتسم‬
‫ئيسيا في عمليات‬
‫دور ر ً‬
‫التخطيط في هذا النظام بالشمول والمركزية واإللزامية‪ ،‬وتلعب الدولة ًا‬
‫اإلنتاج والتوزيع‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬أسس النظام االقتصادي االشتراكي‪:‬‬

‫ملكا للمجتمع بشكل عام‪ ،‬سواء كانت‬


‫_الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج‪ :‬تعتبر وسائل اإلنتاج ً‬
‫تحت ملكية الدولة أو الجمعيات التعاونية‪.‬‬

‫_جهاز التخطيط المركزي‪ :‬يعتمد النظام على تنظيم اإلنتاج والتوزيع واالستهالك من خالل جهاز‬
‫التخطيط المركزي‪ ،‬الذي يحدد كميات السلع المنتجة وأنواعها ويوجه الموارد‪.‬‬

‫_زوال المنافسة التجارية‪ :‬يقضي النظام على المنافسة الفردية ويحل محلها بنوع آخر من المنافسة‬
‫الهادفة إلى زيادة اإلنتاج وتحسينه‪.‬‬

‫_ إشباع الحاجات الجماعية‪ :‬يهدف النظام إلى تلبية الحاجات الجماعية بشكل فعال‪ ،‬حيث يساهم‬
‫كل فرد بخدماته ويتلقى حسب احتياجاته‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عيوب النظام االقتصادي االشتراكي‪:‬‬

‫_انعدام الحرية الفردية‪ :‬يعد وجود الجهاز المركزي للتخطيط في النظام االقتصادي االشتراكي‬
‫مصدر لفقدان حرية الفرد في اتخاذ الق اررات االقتصادية‪ .‬فالجهاز المركزي يتدخل في اختيار‬
‫ًا‬
‫النشاط االقتصادي وتملك السلع والخدمات التي يمكن للفرد االستهالك‪ ،‬مما يقلل من حريته في‬
‫هذه القضايا‪.‬‬

‫_ انخفاض إنتاجية العامل‪ :‬يعود انخفاض إنتاجية العامل في النظام االقتصادي االشتراكي إلى‬
‫مباشر لتحسين أدائه وزيادة إنتاجيته‪،‬‬
‫ًا‬ ‫نظر ألن الفرد ال يتلقى تشجيعاً مالياً‬
‫إهمال الحوافز المادية‪ً .‬ا‬
‫فإنه قد يقلل من جهده ويهمل التكاليف‪ ،‬مما يؤدي إلى تراجع في اإلنتاجية‪.‬‬

‫_خلق البيروقراطية‪ :‬يتسبب مبدأ المركزية في النظام االقتصادي االشتراكي في تشجيع‬


‫البيروقراطية ونقص المرونة‪ .‬التخطيط المركزي يعني أن الق اررات االقتصادية تتخذ من قبل هيئة‬
‫مركزية‪ ،‬وهو ما يزيد من البيروقراطية ويقلل من االستجابة الفعالة لتغيرات السوق والظروف‬
‫االقتصادية المتغيرة‪.‬‬

‫_عدم كفاءة أسلوب التخطيط المركزي إلدارة االقتصاد القومي‪ :‬تظهر مشكلة في كفاءة النظام‬
‫االقتصادي االشتراكي في التعامل مع التحوالت السريعة والتغيرات الطارئة في الحياة االقتصادية‪.‬‬
‫المركزية العالية للتخطيط تجعل النظام أقل قدرة على التكيف مع المتغيرات االقتصادية بشكل‬
‫فعال‪.‬‬
‫ّ‬
‫من المفاهيم والنظريات الرئيسية التي قدمها كارل ماركس‪ ،‬يمكن تلخيصها كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬نظرية القيمة‪:‬‬

‫قيمة السلعة تحدد بكمية العمل االجتماعي الضروري إلنتاجها‪.‬‬

‫القيمة التبادلية تعبر عن كمية العمل االجتماعي المبذول إلنتاج السلعة‪.‬‬

‫ب‪ -‬نظرية فائض القيمة‪:‬‬

‫الفائض ينشأ من الرأسمال المتغير‪ ،‬وهو جزء من الرأسمال يمثل أجور العمال‪.‬‬

‫درجة االستغالل تُحسب كنسبة فائض القيمة إلى الرأسمال المتغير‪.‬‬

‫ج‪ -‬نظرية األزمة وفناء النظام الرأسمالي‪:‬‬

‫الرأسمالية تتسبب في تراكم الرأسمال الثابت وتفاقم الفقر بين الطبقات االجتماعية‪.‬‬

‫يتناول ماركس صراع الطبقات بين البروليتاريا والرأسماليين‪.‬‬

‫يتوقع ماركس فناء النظام الرأسمالي نتيجة للصراع الطبقي‪ ،‬وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف‬
‫إلى ثورة عنيفة تقضي على الرأسمالية‪.‬‬

‫هذه النظريات تشكل أساس فهم ماركس للتطورات االقتصادية واالجتماعية‬


‫المراجع‪:‬‬

‫مخطاري مراد‪،‬تاريخ الوقائع اإلقتصادية‪،‬جامعة الجزائر‪2018 2019‬‬

‫بركات أحمد‪،‬تاريخ الوقائع اإلقتصادية‪،‬جامعة الجزائر ‪2017 2018‬‬

‫المحاضرة السادسة األنظمة اإلقتصادية_ النظام النقدي نظام بريتون وودز_‬

‫األنظمة النقدية‪:‬‬

‫اعتمدت دول العالم على اختيار نظام نقدي كفؤ وفعالية يتماشى والتطورات االقتصادية‬
‫واالجتماعية الحاصلة ألنه يمثل أحد المكونات األساسية التي تسمح بتحقيق االستقرار والتوازن‬
‫في االقتصاد‬

‫تعريف النظام التقدي‬

‫هو مجموعة من القواعد التنظيمية والمؤسسات النقدية الخاصة بالتداول النقدي في بيئة اقتصادية‬
‫معينة حسب أنواع النقود المستعملة وطرق استعمالها‬

‫وعليه يمكننا القول أن النظام النقدي هو نظام اجتماعي يشمل أدوات اقتصادية تتخذ لتسهيل‬
‫اإلنتاج وتبادل المنتجات والتي تعكس وضعية االقتصاد الذي وجدت لخدمته‪ ،‬فالنظام الرأسمالي‬
‫يختلف عن االنظام االشتراكي والنظام النقدي هو نظام تاريخي يتطور ويتغير حسب تطور النظام‬
‫االقتصادي واالجتماعي الذيينتمي إليه النظام النقدي‬

‫عناصر النظام النقدي‪:‬‬

‫يتميز النظام النقدي ألى دولة بالعناصر التالية‬

‫_المؤسسات النقدية الوطنية التي تختص قانونا بإصدار النقود وما يرتبط بها من متغيرات يترأسها‬
‫_البنك المركزي والذي يشرف أيضا على نشاط البنوك التجارية‬

‫_النقود بأنواعها المختلفة التي تستخدم في التداول داخل حدود الدولة‬

‫أنواع األنظمة النقدية‪:‬‬

‫النظام التقدي السلعي‬

‫هو النظام الذي تستعمل فيه النقود السلعية للتبادل ويتوقف قيامه على توفر الشروط التالية ‪.‬‬
‫تتمتع مجموعة السلع المستخدمة كوسيلة للتبادل بصفة القبول العالم‬

‫‪.‬المساواة بين القيمة االستهالكية والقيمة النقدية للسلعة المستخدمة كنق ‪ .‬قيام السلعة المستعملة‬
‫بالوظيفة التبادلية واالستهالكية في نفس الوقت تساوي العرض والطلب الكليين للسلع المستخدمة‬
‫كنقد‬

‫‪•.‬تحديد قيمة السلعة بالنسبة لبقية السلع المستخدمة كنقد‬

‫أسباب فشل النظام‪:‬‬

‫_ صعوبة تجزئة السلع عند مبادلة سلع غير متماثلة كمبادلة سلعة كبيرة بسلعة صغيرها‬

‫_صعوبة حفظ القيمة حيث يصعب حفظ السلع لفترة طويلة وتتعرض للتلفة _‬

‫ظهور المعادن كوسيلة لحفظ القيمة أحسن من السلع‬

‫النظام النقدي المعدني‪:‬‬

‫ضمن النظام النقدي المعني تحدد وحدة النقد بوزن معين من المعادن ويتضمن األنواع التالية‬

‫قاعدة المعدنين‬
‫في ظل هذا النظام يكون هناك نوعان من النقود المعيارية كل منهما معدن مختلف عن اآلخر‬
‫ولكل منهما قوة إبراء غير محدودة ‪ ،‬وهما الذهب والفضة وبناء على ذلك ترتبط قيمة النقود‬
‫الورقية المصدرة بكمية معينة من كال المعدنين ومن ثم ترتبط قيمة المعدنين ببعضهما البعض‬
‫ومن الثابت تاريخيا أن استعمال الذهب والفضة كان سابقا على استخدام الذهب بل كانت الفضة‬
‫أكثر المعادن التي استخدمت استخداما نقديا تتطلب هذه القاعدة توفر الشروط التالية‪:‬‬

‫‪.‬تحديد عالقة ثابتة بين المعدنين بموجب قانون‬

‫‪.‬تمتع المعدنين بقوة وقائية غير محدودة‬

‫‪.‬حرية األفراد في سك النقود وتحويلها بالمعدنين والعكس وفقا لنسبة القانونية المحددة بينهما‬

‫‪.‬المساواة بين القيمة القانونية [ االسميات والقيمة التجارية‬

‫لكن مميزات هذه القاعدة اصطدمت بقانون غريتشام والذي يقول ] غالبا ما يختفي أحد أشكال‬
‫النقوط الجيدة المقومة بأقل من قيمتها السوقية لصالح النقود الردينة أكثر المقومة بأكثر من قيمتها‬

‫السوقية‬

‫‪.‬النقود الجيدة الذهبية قيمتها التجارية كسلعة أكبر من قيمتها القانونية كنقد‬

‫‪ .‬النقود الرديئة الفضية قيمتها التجارية كسلعة أقل من قيمتها القانونية كنقد من بين الدول التي‬
‫اتبعت هذه القاعدة نذكر الواليات المتحدة األمريكية اختفت هذه القاعدة من النظم النقدية المعاصرة‬
‫بسبب فشلها في أداء وظيفتها في تسيير النظام النقدي‬

‫قاعدة المعدن الواحد‬

‫ضمن هذه القاعدة حددت قيمة وحدة النقد عن طريق ربطها بوزن معين من الذهب وتشمل على‬
‫قاعدة المسكوكات الذهبية‬
‫إنجلت ار أول دولة طبقت هذه القاعدة ‪ ،‬وتقوم على تداول مسكوكات ذهبية على شكل قطع نقدية‬
‫متماثلة في الوزن والعيار تحمل ختم السلطة النقدية تتطلب هذه القاعدة توفر الشروط التالية‬

‫‪.‬تحديد الوحدة النقدية بوزن معين محددا قانونيا‬

‫‪.‬حرية سك العمالت وتحويل الذهب إلى مسكوكات ذهبية وحرية الصهر أي تحويل المسكوكات‬
‫إلى من أجل ضمان التوازن بين سعر الذهب التجاري والذهب النقدي‬

‫‪.‬توفر حرية كاملة الستراد وتصدير الذهب من أجل ضمان تعادل سعر الذهب في األسواق‬
‫الدولية مع سعره في السوق الوطنية بعد احتساب نفقات النقل والتأمين وغيرها كذلك من أجل‬
‫تحقيق االستقرار في أسعار الصرف وتشجيع استراد وتصدير السلع والخدمات‬

‫•المساواة بين القيمة القانونية والقيمة التجارية للنقود أي قيمة الذهب كنقد مساوية لقيمته كسلعان‬

‫استنتج توماس جريتشام هذا القانون عندما قام ملك إنجلت ار هنري الثامن بتخفيض قيمة العملة‬
‫فأدى ذلك الى دوران العملة الرديئة وتناقص سرعة دوران العملة الجيدة ]‬

‫قاعدة الصرف بالذهب‬

‫بعد اندالع الحرب العالمية األولى ونهايتها اضطرت الدول إلى تعليق العمل بالقاعدة الذهبية‬
‫الستهالكها أمواال طائلة لتمويل نفقات الحرب‪ ،‬واجتمعت في جنوة بإيطاليا وتم االتفاق على اتباع‬
‫نظام الصرف بالذهب وهو خروج غير مباشر من قاعدة الذهب تم اعتماد هذه القاعدة من قبل‬
‫الدول التي ال تتوفر على احتياطي كبير من الذهب‪ ،‬ويقصد بقاعدة الصرف بالذهب العالقة التي‬
‫تربط وحدة النقد الوطنية بعملة أجنبية قابلة للتحويل إلى ذهب‪ ،‬ودون الحاجة إلى تكوين احتياطي‬
‫من الذهب كغطاء نقدي للعملة الوطنية مثال ‪ .‬مصر ربطت الجنية المصري بالجنيه اإلسترليني‬
‫البريطاني المرتبط بالذهب‬

‫من توصيات هذا المؤتمر‬


‫أن تقوم البنوك المركزية في الدول المستقلة والناشئة [المستعمرة والتابعة والتي ترغب في السير‬
‫على قاعدة الذهب االحتفاظ بأوراق وسندات ذهبية كغطاء للنقود المتداولة المصدرة وبدال من‬
‫االحتفاظ بالسبائك الذهبية‬

‫يشترط في السندات واألوراق األجنبية أن تكون صادرة من دولة تسير على قاعدة الذهب‬

‫ا يسمح للدولة الرئيسة استخدام صورة السبائك الذهبية]‬

‫‪.‬تعرف الوحدة النقدية بالنسبة لنقد أجنبي مرتبط بالذهب قابل للبدال بالذهب‬

‫‪.‬تعهد السلطة النقدية بإبدال النقود الورقية لحاملها بنقود أجنبية عند الطلب بسعر محدد قانوني‬

‫‪ .‬تحتفظ السلطة النقدية باحتياطي كاف من النقود األجنبية لمواجهة طلبات االبدال مزايا قاعدة‬
‫الصرف بالذهب‬

‫قاعدة السباك الذهبية‪:‬‬

‫عند اندالع الحرب العالمية األولى أوقفت جميع دول العالم التعامل بالنقود الذهبية وقامت بسحب‬
‫الذهب من السوق لتمويل العمليات الحربية وتجميعه لدى السلطة النقدية ومنعت تصدير الذهب‬
‫‪ ،‬اعتبر هذا اإلجراء استثنائي لظروف الحرب وستتم العودة إلى قاعدة المسكوكات بعد انتهاء‬
‫الحرب ‪ ،‬لكن بعد انتهاء الحرب أصبح ذلك مستحيال بسبب تجمع كميات كبيرة من الذهب في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية وبقيت الدول األخرى دون ذهب فتم التفكير في نظام ذهبي جديد‬
‫واختفت المسكوكات الذهبية من التداول تم طرح أوراق نقدية ترتبط بالذهب على شكل سبائك‬
‫ذهبية أكبر بحيث ال يقل وزن السبيكة عن وزن معين محدد قانونيا واقتصار حق التحويل الى‬
‫الذهب على األفراد الذين يحوزن على أوراق نقدية كبيرة ذات قيمة مساوية لقيمة السبيكة الذهبية‬

‫من شروط هذه القاعدة نذكر]‬

‫•التوقف عن سك المسكوكات الذهبية ووقف استعمالها في التداول النقدي أي إلغاء حرية االفراد‬
‫في وصهر الذهب الذي كان مسموحا به في القاعدة السابقة‬

‫سك‬

‫‪.‬اعتماد األوراق النقدية للتداول بين األفراد كبديل عن المسكوكات الذهبية واقتصر استخدام‬
‫الذهب على المعامالت الدولية‬

‫‪.‬اقتصار تحويل النقود الورقية إلى ذهب على فئة قليلة من األفراد الذين يملكون كميات كبيرة‬
‫من النقود ذات قيمة مساوية لقيمة السبيكة الذهبية كغ من الذهب ‪.‬حرية استيراد وتصدير الذهب‬

‫لكن نظام السبائك الذهبية يعطي فرصة لتسرب الذهب واستخدامه في مجاالت ال تخدم األهداف‬
‫التي أعطي من أجلها حيث استخدم في المضاربات واالكتناز ‪ ،‬وعليه حددت بعض القيود‬
‫والشروط وأطلق عليه نظام السبائك الذهبية المعدلة لتحديد األغراض التي يبيع لها البنك المركزي‬
‫السبائك الذهبية الى الجمهور‬

‫أسباب انهيار نظام الذهب‬

‫إن قيام الحرب العالمية األولى وما تبعها من أوضاع اقتصادية وسياسية واجتماعية قبل بداية‬
‫الحرب العالمية الثانية أظهرت فشل النظام الذهبي وعدم قدرته على مسايرة التطورات االقتصادية‬
‫الحاصلة ‪ ،‬ومن بين األسباب التي أدت الى فشلة وانهياره ذكر مايلي‬

‫التوقف عن اتباع الحربية االقتصادية بعد الحرب العالمية األولى حيث قررت الدول األوربية من‬
‫بينها بريطانيا الحد من الحرية التجارية والتعامل مع الدول المستعمرة فقط‪ ،‬كما قامت الواليات‬
‫المتحدة االمريكية بفرض رسوم جمركية على الواردات وهذا ما قلل من عملية استيراد وتصدير‬
‫الذهب والتعامل بقاعدة الذهب‬

‫عدم االستقرار السياسي [ حيث تشكلت العديد من التحالفات بين الدول مثل حلف النازية األلمانية‬
‫بزعامة هتلر ‪ ،‬والحركة الفاشية بإيطاليا‪ ،‬وتحالف بريطانيا مع فرنسا والواليات المتحدة األمريكية‬
‫ضد النازية ‪ ،‬وأدت هذه التحالفات إلى فوضى سياسية وفرض العديد من القيود أثرت بطريقة‬
‫سلبية على الوضع النقدي السئد وعلى التعامل بقاعدة الذهب ] السوء توزيع الذهب وتجمعه في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية بعد قيامها بتمويل الحرب بالعتاد مقابل الحصول على الذهب وبذلك‬
‫استحوذت على ضعفي احتياطي العالم من الذهب مما صعب من التعامل بالذهب كقاعدة نقدية‬

‫التراجع عن األفكار الكالسيكية التي تقوم على الحرية االقتصادية وعدم تدخل الدولة وقيام النظرية‬
‫الكينزية بقيادة جون مينارد كينز بعد أزمة الكساد ‪ ،‬والتي نادت بالتدخل الحكومي في‬

‫االقتصاد من أجل تنشيطه واخراجه من الركود‪ ،‬وبالتالي توقف التعامل بقاعدة الذهب وبدأ التعامل‬

‫بالنقود الورقية‬

‫التعريف باتفاقية بريتن وودز) ‪(BRETTON WOODS‬‬

‫هو مجموعة من اإلتفاقيات والمؤسسات التي حاولت الدول الغربية (أمريكا‪ ،‬بريطانيا‪ )...‬إنشاءها‬
‫وإيجادها تكون أساسا لعالقات نقدية دولية جديدة لما بعد ح ع ‪ 2‬قائمة على قاعدة صرف الدوالر‬
‫بالذهب‪ ،‬وهو ما أعطى للدوالر ثقل عالمي‪ ،‬حيث من الممكن ألي دولة تحويل الدوالر إلى ذهب‬
‫بحسب‬

‫‪-‬يمكن ألي بلد عضو في صندوق النقد الدولي أن يحدد سعر صرف العملة المحلية إما بالذهب‬
‫أو بالدوالر ‪ ،‬بحيث يكون ‪ 35‬دوالر لكل أونصة من الذهب (األونصة الواحدة تساوي ‪31.103‬‬
‫غ من الذهب) التزام الواليات المتحدة بتحويل أي دوالر لدى المصارف المركزية بالذهب بما‬
‫يعادل ‪ 35‬دوالر لكل أونصة‪.‬‬

‫الظروف والحيثيات‬

‫إن تفاقم األزمات النقدية الدولية وزيادة الصراع حول إكتساب األسواق الخارجية ‪ ،‬دفع إلى التفكير‬
‫حول ايجاد برامج وخطط إلصالح النظام النقدي الدولي والعمل على استق ارره ‪ ،‬و من أجل تحقيق‬
‫هذه األهداف اجتمع مندوبوا ‪ 44‬دولة في بريتون وودز ) ‪ ( BRETTON WOODS‬نموها‬
‫ميشير) بالواليات المتحدة األمريكية (عام ‪ ،1944‬لوضع األسس العامة إلقامة نظام نقدي دولي‬
‫جديد‪:.‬‬

‫طرح مشروعان حول إقامة النظام النقدي الدولي الجديد ‪:‬‬

‫المشروع االنكليزي " جون مينارد کيتر"‬

‫إقترح هذا المشروع إنشاء وحدة نقدية دولية هي ال ( بانكور ) تتحدد قيمتها إلى الذهب " غير‬
‫قابلة للتحويل إلى ذهب " لكن بمعدل يمكن تغييره‪ ،‬إن سعر تعادل عمالت الدول التي تنضم إلى‬
‫هذا النظام الجديد سيتحدد بالنسبة إلى بانكور) دون أن تتمكن الدولة العضو من تعديل هذا السعر‬
‫من طرف‬

‫واحد‪.‬‬

‫المشروع األمريكي "هارى و ايت"‬

‫إن هذا المشروع أيضاً يقترح إنشاء وحدة نقدية دولية ال ) أونيتاس ( تتحدد قيمتها إلى الذهب‬
‫لكن بمعدل ثابت ال يمكن تغييره فالنظام النقدي الدولي الجديد قام بموجب إتفاقية "بروتون ‪-‬‬
‫وودز" على أساس مخطط "وايت" مع إستكماله بجزء مما ورد في مخطط "كينز" ‪.‬‬
‫قامت فرنسا بتحويل إحتياطياتها من الدوالرات بالذهب و حرضت الدول األخرى على ذلك ‪ ،‬مما‬
‫سبب الكثير من المشاكل للواليات األمريكية المتحدة إذ أن ذلك يؤدى إلى نفاذ اإلحتياطي الذهبي‬
‫األمريكي ‪ ،‬فرأت الواليات المتحدة األمريكية أن من مصلحتها أن توقف قابلية إبدال الدوالر‬
‫بالذهب‪ ،‬وبالفعل ثم إلغاء ذلك في عام ‪ 1971‬ليحل معه نوع من فوضى العمالت بفعل نظام‬
‫الصرف المرن ‪,‬‬

‫من مخطط مارشال إلى أزمة البترول في سنة ‪1973‬‬

‫‪ -‬إعادة بناء اقتصاد أوروبا و مخطط مارشال مخطط مارشال عبارة عن إعانة أمريكية للبلدان‬
‫األوروبية التي لم تتبع النظام اإلشتراكي تتمثل هذه اإلعانة في توفير القروض الالزمة إلعادة‬
‫انطالق االقتصاد األوروبي من جديد وذلك باستيراد الموارد الالزمة لهذا االنطالق من الواليات‬
‫المتحدةاألمريكية‪.‬‬

‫هذه اإلعانة تمثلت في تقديم مبلغ قدره ‪ 14‬مليار دوالر‪ ،‬بحيث ‪ 12.2‬مليار دوالر وزعت بين‬
‫بلدان أوروبا الغربية و الباقي استعمل إلنشاء المنظمة األوروبية للتعاون االقتصادي)‪، (OECE‬‬
‫الهيئة التي كلفت بتوزيع الثروات المالية و التي تحولت في سنة ‪ 1960‬إلى منظمة التعاون‬
‫والتنمية االقتصادية ‪ (OCDE).‬وزعت اإلعانات األمريكية على كل القطاعات بحيث استفاد‬
‫القطاع الزراعي و الغذائي من ‪ 32%‬من المبلغ اإلجمالي المنتوجات الصناعية ‪ ، 19‬الطاقة‬
‫‪ ، 15.5‬الميكانيك و الشاحنات ‪ ،14‬القطاعات األخرى ‪.19.5%‬‬

‫مخطط مارشال و آثره اإليجابي كان أفضل وسيلة لتعريف المجتمع بنظريات كينز في األوساط‬
‫المثقفة‬

‫األوروبية‪ .‬و هكذا تم الخروج من أزمة ‪ 1929‬في ثالثة مراحل وهي‪:‬‬

‫سياسة العبد الجديد )‪ (New Deal‬و التي أدت إلى تحقيق توازن جزئي لالقتصاد األمريكي‬
‫الحرب العالمية الثانية التي نتج عنها ازدهار االقتصاد األمريكي‬

‫مخطط مارشال الذي سمح ألوروبا الغربية بالحصول على نمو مستدام خالل ‪ 30‬سنة‪.‬‬

‫ازدهار االقتصاد العالمي‪ :‬ما بين سنة ‪ 1945‬و سنة ‪ 1973‬تضاعف اإلنتاج الداخلي للبلدان‬
‫الغربية‬

‫بثالث مرات على األقل‪ ،‬ما يتناسب مع النمو المحقق خالل القرنين اآلخرين زيادة عن هذا‪ ،‬شهد‬
‫خالل نفس الفترة تحقيق التشغيل الكامل‪.‬‬

‫المراجع‬

‫_معزوز سامية‪،‬تاريخ الوقائع اإلقتصادية ‪،‬جامعة قسنطينة ‪2021 2022،‬‬

‫_مومني إسماعيل جامعة فرحات عباس سطيف‪،‬تاريخ الوقائع اإلقتصادية‪2021 2020،‬‬

‫المحاضرةالثاامنة‪ :‬العولمة اإلقتصادية‬

‫اوال مفهوم العولمة االقتصادية‬

‫جديدا يتسم بأبعاد اقتصادية واجتماعية ومالية‬


‫عالميا ً‬
‫ً‬ ‫نظاما‬
‫ً‬ ‫نتج عن التحوالت اإلقليمية والدولية‬
‫وثقافية وسياسية متنوعة‪ .‬يتسم هذا النظام بطابعه األساسي بفعل العولمة‪ ،‬حيث يظهر ذلك‬
‫بوضوح من خالل تزايد مستوى االندماج االقتصادي على المستوى العالمي‪ .‬تعكس عمليات‬

‫التحرير التجاري تز ً‬
‫ايدا في نطاق تبادل السلع والخدمات‪ ،‬مع تحرير تدفقات رؤوس األموال وتسهيل‬
‫انتقال عوامل اإلنتاج والتكنولوجيا عبر الحدود الدولية‪.‬‬
‫مصحوبا بتقليص دور الدولة في‬
‫ً‬ ‫أيضا في تحول اقتصادي نحو السوق‪،‬‬
‫يتجلى تأثير العولمة ً‬
‫الجوانب االقتصادية واالجتماعية‪ .‬يزداد دور الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات المالية‬
‫الدولية أهمية‪ ،‬حيث تفرض سياسات وبرامج إعادة الهيكلة واإلصالح االقتصادي على الدول‬
‫النامية‪ .‬يترتب على هذه السياسات تغييرات جوهرية في العالقات الدولية‪ ،‬مع تشديد السيطرة‬
‫االقتصادية وتشكيل عالقات مجتمعية جديدة تتسم بالدينامية والتفاعل‪.‬‬

‫وبشكل خاص‪ ،‬تظهر تلك التغييرات في تفضيل االقتصاد السوقي على حساب التدخل الحكومي‪،‬‬
‫وتنامي الشركات الدولية في تحديد مسارات النمو والتطور االقتصادي‪ .‬تعمل المؤسسات المالية‬
‫أيضا على فرض سياساتها وبرامجها على الدول النامية‪ ،‬مما يؤدي إلى إحداث تحوالت‬ ‫الدولية ً‬
‫هيكلية واقتصادية في تلك الدول‪ .‬تتشكل بنية العالقات الدولية والعالقات المجتمعية اإلنسانية‬
‫الجديدة في سياق هذه الدينامية االقتصادية والتحوالت البنيوية‪.‬‬

‫المتبادل‬ ‫التفاعل‬ ‫وتعميق‬ ‫نمو‬ ‫في‬ ‫أساسي‬ ‫بشكل‬ ‫االقتصادية‬ ‫العولمة‬ ‫ظهر‬
‫)‪(interdépendance‬بين الدول واالقتصاديات الوطنية‪ .‬يتجلى ذلك من خالل زيادة تدفق‬
‫االستثمارات األجنبية وحركة رؤوس األموال‪ ،‬وفي وحدة األسواق المالية‪ .‬تعزز هذه الديناميات‬
‫أيضا تعميق المبادالت التجارية‪ ،‬مع اتجاه نحو إزالة القيود التجارية بفعل دورة األرجواي للجات‬
‫ً‬
‫‪ 47‬وتأسيس منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫تشير هذه الظاهرة إلى تأثير الثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي حولت العالم إلى قرية صغيرة‬
‫متنافسة‪ .‬يتراجع تأثير الدولة لصالح قوى السوق والشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬ويتفق الفاعلون‬
‫الرئيسيون من الدول المتقدمة والتكتالت االقتصادية والمنظمات الدولية على قواعد جديدة للسلوك‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫تمثل إشكالية تقسيم العمل الدولي وتشكيل عالقات اقتصادية جديدة في إطار العولمة‪ .‬يتعاون‬
‫الفاعلون الرئيسيون على تحديد هذه القواعد‪ ،‬مما يؤدي إلى تحوالت هيكلية في العالقات الدولية‬
‫وتشكيل أشك ال جديدة للعالقات االقتصادية في االقتصاد العالمي‪ .‬تعتبر هذه التطورات محط‬
‫تفاعل وتنافس بين القوى االقتصادية والشركات العالمية‪ ،‬وقد اعتبر صندوق النقد الدولي العولمة‬
‫ايدا في االعتماد االقتصادي المتبادل بفعل زيادة حجم وتنوع‬
‫االقتصادية في تقريره عام ‪ 1997‬تز ً‬
‫معامالت السلع والخدمات عبر الحدود‪ ،‬باإلضافة إلى تسارع انتشار التكنولوجيا‬

‫وتمر العولمة عبر تدويل المبادالت التجارية وزيادة درجة االنفتاح االقتصادي من خالل مؤشرين‬
‫هما‪ :‬مؤشر االنفتاح ومؤشر االختراق او النفاذ‬

‫تكامال غير مسبوق لالقتصادات العالمية‪ ،‬وذلك‬


‫ً‬ ‫في مطلع تسعينيات القرن الماضي‪ ،‬شهد العالم‬
‫نتيجة لعدة عوامل رئيسية‪ .‬أحد هذه العوامل كان انفتاح عدد من دول االتحاد السوفيتي على‬
‫اقتصاد السوق‪ ،‬حيث أدى ذلك إلى تفعيل عمليات التجارة الدولية وإزالة المزيد من القيود على‬
‫حركة البضائع ورؤوس األموال في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫كبير لمئات الماليين من العمال‬


‫اندماجا ًا‬
‫ً‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬شهدت الدول االشتراكية السابقة‬
‫والمستهلكين في اقتصاد السوق‪ ،‬مما أسهم في توسيع نطاق التبادل التجاري وتعزيز التفاعل‬
‫أيضا‬
‫االقتصادي‪ .‬ال تقتصر هذه الظاهرة على قطاع البضائع ورؤوس األموال فقط‪ ،‬بل أثرت ً‬
‫بشكل كبير على الخدمات والعملة‬

‫تعكس ثورة تقنية المعلومات واالتصاالت الطفرة الكبيرة في هذا السياق‪ ،‬حيث أصبحت علوم‬
‫الحاسوب والتكنولوجيا وسيلة حيوية لالبتكار وتقدم إدارة الشركات وأساليب اإلنتاج‪ .‬هذه التقنيات‬
‫سهلت التواصل وتقليل الحواجز بين الدول‪ ،‬مما أسهم في تعزيز االندماج االقتصادي وفتح آفاق‬
‫جديدة للتعاون الدولي‪.‬‬
‫في الختام‪ ،‬تُمِّثّل هذه الفترة نقطة تحول هامة في تاريخ العالم‪ ،‬حيث استفادت االقتصادات العالمية‬
‫من التقدم التكنولوجي واالنتقال نحو االقتصاد السوقي‪ .‬ساهم هذا التحول في تحقيق تكامل غير‬
‫مسبوق وتف عيل العولمة في مختلف جوانب الحياة االقتصادية واالجتماعية‪ .‬مثل ظهور اإلنترنت‬
‫كأداة لالتصال العالمي بتكلفة منخفضة في التسعينيات‪ ،‬مع انتشار شبكة الويب العالمية‬
‫واإلنترنت‪ ،‬بداية مرحلة فارقة في التاريخ البشري‪ ،‬مما أتاح لألفراد نشر المحتويات الرقمية وجعلها‬
‫في متناول األفراد في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫كما ساهم الويب بشكل كبير في زيادة إنتاجية الشركات من خالل سهولة إنشاء اتصاالت فورية‪،‬‬
‫وتقليل االعتماد على الوسطاء وتخفيض التكاليف‪ .‬شكلت هذه الثورة المفاجئة في مجال االتصال‬
‫قوة رئيسة داعمة‪ ،‬ساهمت في إبراز العولمة االقتصادية وتنشيط التجارة العالمية في مختلف‬
‫القطاعات بما في ذلك السلع والخدمات‪.‬‬

‫كما يعتبر استغالل العديد من الشركات العالمية للتطور الهائل في تقنية المعلومات وسرعة‬
‫التواصل حركات رؤوس األموال واألفراد والبضائع بين مختلف دول العالم من العوامل الرئيسة‬
‫التي رسخت مفهوم العولمة االقتصادية في ظل هذه التطورات التي أدت إلى ارتفاع المنافسة بين‬
‫الشركات على مستوى العالم أصبحت االستعانة بمصادر خارجية (‪ )Outsourcing‬وحتى نقل‬
‫مواقع اإلنتاج إلى الخارج (‪ ) Offshoring‬من الخيارات الشائعة لدى الكثير من كبار المنتجين‬
‫العالميين‪ .‬تقتصر االستعانة بمصادر خارجية على القيام ببعض الوظائف المحدودة‪ ،‬التي هي‬
‫من صميم عمل الشركة‬

‫خصائص العولمة االقتصادية‪:‬‬

‫يمكن تلخيص خصائص العولمة في النقاط التالية‪:‬‬


‫‪-‬سيادة آليات السوق والسعي الكتساب القدرات التنافسية من خالل االستفادة من الثورة‬
‫التكنولوجية‪ ،‬وثورة االتصاالت و المواصالت والمعلومات و تعميق تلك القدرات المتمثلة في‬
‫االنتاج بأقل تكلفة ممكنة وبأحسن جودة وبأعلى إنتاجية و البيع بسعر تنافسي على أن يتم كل‬
‫ذلك بأقل وقت ممكن‪.‬‬

‫‪-‬ديناميكية مفهوم العولمة والتي تتأكد يوما بعد يوم بدليل احتماالت تبدل موازين القوى االقتصادية‬
‫القائمة حاليا و في المستقبل‪.‬‬

‫‪-‬تزايد االتجاه نحو االعتماد االقتصادي المتبادل ‪:‬هذا ما أسفرت عنه تحوالت عقد التسعينات‬
‫من اتفاقيات تحرير التجارة العالمية‪ ،‬حرية انتقال رؤوس األموال الدولية مع وجود الثورة التكنولوجية‬
‫والمعلوماتية؛ حيث يتم في ظل العولمة إسقاط حاجز المسافات بين الدول والقارات‪ ،‬مع ما يعنيه‬
‫من تزايد التأثير والتأثر المتبادلين وإيجاد نوع جديد من تقسيم العمل الدولي‪.‬‬

‫وقد ترتب على زيادة درجة االعتماد االقتصادي المتبادل كأحد الخصائص المميزة للعولمة ظهور‬
‫آثار عديدة أهمها‪:‬‬

‫‪-‬زيادة درجة التعرض للصدمات االقتصادية الوافدة من الخارج‪ ،‬نظ ار لالرتفاع الكبير في‬

‫نسبة النشاط االقتصادي المعتمد‪.‬‬

‫‪-‬سرعة انتشار الصدمات االقتصادية إيجابية أو سلبية من ركن إلى آخر من أركان‬

‫االقتصاد العالمي‪.‬‬

‫‪-‬تزايد أهمية التجارة الدولية‪ ،‬كعامل محدد من عوامل النمو في البلدان المختلفة؛ حيث أصبحت‬
‫الصادرات محركا للنمو‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة درجة التنافسية في االقتصاد العالمي‪ ،‬وينتج عن ذلك إزالة أو تخفيض العوائق أمام‬
‫التدفقات السلعية والمالية و قيام أسواق عالمية في السلع والخدمات المختلفة تتنافس فيها بلدان‬
‫مختلفة‪.‬‬

‫‪-‬وجود أنماط جديدة من تقسيم العمل الدولي ‪:‬وقد ظهر ذلك واضحا في طبيعة المنتج الصناعي‬
‫حيث لم يكن في إمكان دولة واحدة‪ ،‬مهما كانت قدراتها الذاتية أن تستقل بمفردها لهذا المنتج‬
‫وانما أصبح من الشائع اليوم أن نجد العديد‬

‫‪-‬تزايد اهمية كل اشكال راس المال الفكري في خلق االصول والتوسع فيها ‪ ،‬او ما يعرف باقتصاد‬
‫المعرفة الذي يعكس تزايد اهمية المعلومات و المعرفة او االصول غير الملموسة‬

‫‪-‬سيادة آليات السوق و السعي الكتساب القدرات التنافسية ‪ :‬إن سيادة آليات السوق أهم ما يميز‬
‫العولمة في إطا ر التنافسية و األمثلية والجودة الشاملة و إكتساب القدرات التنافسية من خالل‬
‫اإلستفادة من الثورة التكنولوجية وثورة اإلتصاالت و المواصالت والمعلومات لإلنتاج بأقل تكلفة‬
‫ممكنة و بأحسن جودة وبأكبر إنتاجية و البيع بسعر تنافسي‪ ،‬وكل هذا في أقل مدة ممكنة باعتبار‬
‫الزمن أحد أهم القدرات التنافسية التي يجب إكتسابها عند التعامل في ظــل العولمة كما تم اعتناق‬
‫مفهوم السوق و تزايد درجة االنفتاح والمنافسة أول مرة في التاريخ‪ ،‬يشهد العالم وجود اقتصاد‬
‫عالمي متكامل‪ ،‬حيث يتم ربط األنشطة التنفيذية في عدة دول بهدف تحقيق الرخاء المشترك‪.‬‬
‫وفًقا لمعهد ماكينزي العالمي (‪ ،)2014‬زادت تدفقات السلع والخدمات واألموال من ‪ ٪24‬من‬
‫الناتج العالمي في عام ‪ 1980‬إلى ذروة نسبتها ‪ ٪52‬في عام ‪ .2007‬وبين عامي ‪ 1995‬و‬
‫‪ ،2002‬ارتفعت نسبة التجارة في السلع إلى الناتج العالمي من ‪ ٪16‬إلى ‪ ،٪24‬وأصبحت جميع‬
‫انفتاحا للتجارة‪.‬‬
‫ً‬ ‫االقتصادات تقر ًيبا أكثر‬

‫ازدادت نسبة التجارة في الصين بشكل ملحوظ‪ ،‬حيث ارتفعت إلى ‪ ٪63‬في عام ‪ 2006‬بعد أن‬

‫كانت في السبعينات من القرن الماضي‪ .‬في الهند ً‬


‫أيضا‪ ،‬زادت نسبة التجارة إلى إجمالي الناتج‬
‫المحلي من ‪ ٪18‬في عام ‪ 1996‬إلى ‪ ٪40‬في عام‬

‫أنواع العولمة اإلقتصادية‬


‫تتألف المرحلة الراهنة لمسيرة العولمة من ظاهرتين منفصلتين‪ :‬عولمة االنتاج و عولمة الموارد‬

‫المالية‪.‬‬

‫‪1‬عولمة اإلنتاج‪:‬‬

‫شهدت الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي عولمة سريعة لإلنتاج بفضل برامج التعديل‬
‫الهيكلي التي فرضها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي‪ .‬وقد تسارعت وتيرة هذه العملية جراء‬
‫االتفاقات المتعددة األطراف التي عززتها المنظمة العالمية للتجارة‪ .‬وتشكل الشركات المتعددة‬
‫الجنسيات القوة المحركة لعولمة االنتاج‪.‬‬

‫‪2‬عولمة الموارد المالية‪:‬‬

‫اكتسبت مسيرة عولمة الموارد المالية معنى وأهمية أكبر من عولمة االنتاج‪ ،‬ال سيما في السنوات‬
‫األخيرة‪ .‬وقد فاجأ حجم رؤوس األموال العالمية الشاملة وتحركها العديد من المراقبين‪ .‬ففي عام‬
‫‪1986‬م كان تجار العمالت في نيويورك ولندن و طوكيو يتداولون يوميا بحوالي ‪ 188‬مليار‬
‫دوالر‪ ،‬وفي عام ‪1995‬م بلغ الرقم المسجل يوميا حوالي ‪ 1,2‬ترليون دوالر‪.‬‬

‫العولمة واألزمات االقتصادية‬

‫والبيئية تؤدي العولمة االقتصادية التي ينصب محور تركيزنا عليها‪ ،‬إلى الترابط بين العديد من‬
‫االقتصادات المتباينة التي تؤثر على بعضها البعض‪ ،‬وهي تعتبر مترابطة إلى حد ما أكثر من‬
‫كونها مستقلة عرف االقتصادي "جوزيف ستيجليتز" العولمة االقتصادية على أنها "التكامل الوثيق‬
‫بين دول وشعوب العالم الذي نتج عن التخفيض الهائل في تكاليف النقل واالتصاالت وتقليل‬
‫الحواجز المصطنعة أمام تدفقات السلع والخدمات ورأس المال والمعرفة و إلى حد ما األفراد عبر‬
‫الحدود"‪ .‬يمكننا أن نعتبر العولمة على أنها نتاج لالنفتاح على االقتصاد العالمي والزيادة‬
‫المصاحبة في التجارة واالستثمار بين الدول‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬عندما تفتح البلدان اقتصاداتها وتتجه‬
‫نحو العالمية‪ ،‬تكون النتيجة زيادة الترابط والتكامل بين اقتصادات العالم‪.‬‬

‫في ظل العولمة‪ ،‬تقوم الدول بتحرير أنظمة االستيراد الخاصة بها وتقليل أو إزالة القيود على‬
‫التجارة الخارجية والسماح باالستثمارات األجنبية في القطاعات األساسية القتصاداتها‪ .‬هذا يدل‬
‫على أن الدول تصبح نقطة جذب لرؤوس األموال العالمية من خالل فتح فرص االستثمارات أمام‬
‫الشركات متعددة الجنسيات‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬تقوم الدول بإزاحة القيود عن قوانين وإجراءات‬
‫التأشيرات الخاصة بها للسماح بحرية تنقل األشخاص بين مختلف البلدان أيضا تعلب العولمة‬
‫دور مهما في تعزيز إنتاجية القطاعات بشكل عام وتحفيز االستثمارات في القطاعات اإلنتاج‬
‫ًا‬
‫بغرض التصدير مما يؤدي إلى فوائد للمستثمرين الخارجيين واالقتصاد المحلي‪ .‬كما أن األزمة‬
‫المالية واالقتصادية التي اندلعت في عام ‪ 2008‬تجعل من المهم بشكل خاص تحليل دور العولمة‬
‫المالية‪ ،‬والتي تعتبر من الجوانب المهمة للعولمة‬

‫االقتصادية‪.‬‬

‫ربما باإلمكان إسناد مفهوم العولمة في االقتصاد إلى نظرية الميزة النسبية لالقتصادي البريطاني‬
‫ال) وتقوم‬
‫"ديفيد ريكاردو" التي تنص على أن البلدان تتخصص في إنتاج سلعة معينة (قمح مث ً‬
‫بتصديرها إلى بلدان أقل كفاءة في إنتاج تلك السلعة‪ .‬في المقابل‪ ،‬يمكن للدول التي تنتج القمح‬
‫بكفاءة أقل‪ ،‬تصدير السلع التي تنتجها بطريقة فعالة مقارنة بالدول األخرى (شعير) (مثالً)‪.‬‬
‫االفتراض الذي تقوم عليه نظرية الميزة النسبية هو أنه من الصعوبة بمكان أن تنتج دولة ما كل‬
‫السلع بنفس مستوى الكفاءة مقارنة بالدول األخرى‪ ،‬بالتالي‪ ،‬البلدان تنتفع من التجارة مع بعضها‬
‫البعض عالوة على ذلك‪ ،‬و وبسبب اختالف األجور واالختالف في مستوى توزيع الموارد بين‬
‫البلدان‪ ،‬فإن الدول تستفيد بشكل كبير من التجارة البينية‬

‫المراجع‬
‫عبد هللا سراج‪،‬العولمة و األزمات اإلقتصادية ‪،‬صندوق النقد العربي ‪2023،‬‬

‫لطرش ذهبية‪،‬مؤسسات العولمة اإلقتصادية‪،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪2016 2017،‬‬

‫صديقي شفيقة‪،‬محاضرات في تاريخ الوقائع اإلقتصادية جامعة الجزائر ‪2016 2017‬‬

‫المحاضرة التاسعة‪ :‬أزمة الرهن العقاري لـ سنة ‪2008‬‬

‫بدءا من تفحص جذورها‬ ‫ستتم دراسة األزمة المالية العالمية لعام ‪ 2008‬من خالل هذا المحور ً‬
‫ووصوالً إلى تحليل أسبابها والتدابير التي اتُخذت لمعالجتها‪ ،‬مع التركيز على تأثيرها على االقتصاد‬
‫الجزائري‪.‬‬

‫‪-‬جذور األزمة المالية العالمية ‪2008‬‬

‫تكرَست جذور األزمة المالية العالمية لعام ‪ ،2008‬حيث لم تكن نتيجة‬


‫في بداية األلفية الجديدة‪َّ ،‬‬
‫لألحداث الحدثت في ‪ 2007‬أو ‪ 2008‬بل كانت تمتد إلى نهاية عام ‪ .2000‬خالل هذه الفترة‪،‬‬
‫شهدت الواليات المتحدة األمريكية أزمة معروفة باسم "أزمة الدوت كوم"‪ ،‬التي كانت مرتبطة‬
‫بشركات اإلنترنت‪ .‬في محاولة لتحفيز االقتصاد وتشجيع اإلنفاق‪ ،‬خفض البنك الفيدرالي األمريكي‬
‫نسبة الفائدة من ‪ ٪6.5‬إلى ‪ ٪3.5‬خالل فترة قصيرة‪.‬‬

‫تبعت هذه األحداث الهجمات اإلرهابية في ‪ 11‬سبتمبر‪ ،‬مما سبب مشاكل اقتصادية إضافية ودفع‬
‫البنك الفيدرالي إلى خفض الفائدة إلى ‪ ٪1‬في يوليو ‪ 2003‬لمدة سنة‪ .‬وأدت هذه الفائدة المنخفضة‬
‫إلى توفير سيولة هائلة في السوق‪ ،‬مما ساهم في ارتفاع أسعار العقارات وجذب المستهلكين‬
‫لالقتراض‪ .‬استغلت البنوك هذه الفرصة لمنح قروض بسهولة‪ ،‬دون االهتمام بالضمانات‬
‫الضرورية‪ ،‬وأنشأت صناديق استثمارية سندات مالية تستند إلى هذه القروض‪.‬‬

‫مع بداية عام ‪ ،2006‬بدأت السوق العقارية تشبع‪ ،‬وانخفض الطلب على العقارات‪ ،‬مما أدى إلى‬
‫ارتفاع أسعار الفائدة إلى ‪ .٪5.25‬فشل األفراد الذين استفادوا من القروض ذات الجودة المنخفضة‬
‫في سداد أقساطهم‪ ،‬مما أدى إلى أزمة مالية‪ .‬انخفضت قيمة أسهم المصارف الدائنة‪ ،‬وأعلنت‬
‫العديد من الشركات العقارية وشركات التأمين إفالسها أو عرضت للبيع‪ .‬سادت حالة من الهلع‪،‬‬
‫حيث قام‪.‬‬

‫و على الرغم من كل المجهودات التي بذلت في سبل الحد من آثار هذه األزمة‪ ،‬إال أنها انتشرت‬
‫لتطال بقية أسواق المال في العالم‪ ،‬على غرار األسواق اآلسيوية كتايلندا و ماليزيا و هونج كونج‬
‫و اندونيسيا و كوريا الجنوبية‬

‫‪-‬أسباب أزمة ‪:2008‬‬

‫أ ‪ -‬توسع في االقتصاد المالي على حساب االقتصاد الحقيقي‪ :‬إن اتساع ما يسمى برأس المال‬
‫المالي أو االقتصاد المالي ‪ financialization‬الذي يعتمد على االستثمار في رأس المال المالي‬
‫أدى إلى توسع االقتصاد المالي أو ما يمكن تسميته ب االقتصاد" الرمزي حيث أصبح يمثل أكثر‬
‫جاذبيه من االستثمار في االقتصاد الحقيقي‪.‬‬

‫ب ‪ -‬العجز المستمر في الموازنة و االرتفاع في المديونية‪ :‬يرى االقتصادي المعروف كينيث‬


‫جالبرث أن األزمات المالية تضمنت مديونية خرجت بشكل أو بأخر عن حد السيطرة مقارنة‬
‫بوسائل الدفع كما جميع يرى الخبير االقتصادي والمالي هنري كوفمان أن الدين هو الخطر الذي‬
‫يهدد االستقرار االقتصادي و المالي و لهذا أصبحت عبارة فتش عن الدين من العبارات السائدة‬
‫في أدبيات األزمات االقتصادية‬
‫االقتصاد المالي ( االقتصاد الرمزي)‪ :‬حيث أصبحت رموز الثروة ) األسهم والسندات واألوراق‬
‫المالية المختلفة) أهم بكثير من األصول المادية التي تمثلها‪ ،‬وقد جرف هذا التيار معظم‬
‫االستثمارات المالي ة بعد أن أصبحت مضطرة تحت ضغط تراجع معدالت ربحها أن توظف‬
‫فوائضها في االستثمارات المالية بعد أن أصبح معدل ربح رأس المال المستثمر في الصناعة‬
‫يساوي نصف معدل ربح رأس المال المستثمر فتعمقت هذه الظاهرة الجديدة في تاريخ الرأسمالية‬
‫و هي فصل النقود عن اإلنتاج وأصبحت مهمة أسواق المال فصل الموارد المالية في أسواق رأس‬
‫المال ( داخليا وخارجيا) و هذه الظاهرة تعبر عن نمو النشاط الطفيلي للرأسمالية المعاصرة ولقد‬
‫شهد قطاع البنوك في خريف سنة ‪ 1982‬إثر اندالع أزمة القروض الدولية لتوقف المكسيك و‬
‫شيلي واألرجنتين عن دفع ديونها ‪ ،‬ومنذ ذالك الوقت حدث انحصار واضح في حركة اإلقراض‬
‫الدولي وحدثت إفالسات و أزمات للعديد من البنوك منها أزمة البورصة المالية التي حدثت في‬
‫نيويورك ‪ 1987‬و امتدت لبورصة لندن و هو كونغ لإلطالع أكثر يمكن الرجوع إلى هيفاء عبد‬
‫الرحمان يسين التكريتي آليات العولمة االقتصادية وآثارها المستقبلية في االقتصاد العربي‬

‫االقتصاد الحقيقي هو كل الموارد الحقيقية تلبي الحاجات اإلنسانية بطريقة مباشرة من خالل‬
‫السلع االستهالكية أو بطريقة غير مباشرة من خالل السلع االستثمارية والتي تساعد على إشباع‬
‫الحاجات بواسطة ما ينتج من خاللها و هذا النوع من االقتصاد يؤثر تأثي ار مباشر على الناتج‬
‫المحلي‪ .‬اإلجمالي‪.‬‬

‫ج ‪ -‬تراجع القطاع الصناعي وتوسع في قطاع الخدمات المالية ‪ :‬كما رأى أيضا كيفين فليبس‬
‫في كتابه أن اإلدارة السيئة للقطاع الخدمات المالية في الواليات المتحدة األمريكية لم تسبب خيبة‬
‫أمل لشعب األمريكي فحسب بل تسببت أيضا في جر الواليات المتحدة األمريكية لنظام الرأسمالي‬
‫المالي العالمي إلى أزمة مالية خانقة ال يبدو أن الخروج منها سيكون في وقت قريب‪ ،‬وبتالي فإن‬
‫فترة العولمة النيو ‪ -‬ليبرالية التي بدأت في سنوات السبعينات من القرن العشرين تميزت بمرور‬
‫الدول الرأسمالية الكبرى‪ ،‬خاصة الواليات المتحدة األمريكية منها ‪ ،‬بعملية ال تصنيع أو نزع‬
‫التصنيع ‪ désindustrialisation‬ويتالي فقد تم بموجب إجراءات أو نزع التصنيع إلغاء مصدر‬
‫كبير ومهم جدا لخلق الوظائف حيث قدرت المناصب المفقودة من سنة ‪ 1997‬إلى غاية ‪2007‬‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية ب ‪ 3.3‬مليون وظيفة‪.‬‬

‫د ‪ -‬الفساد المالي واإلداري في المؤسسات المالية‪ :‬إن الظاهرة الحديثة التي ظهرت في معظم‬
‫المؤسسات المالية خاصة في الواليات المتحدة األمريكية و التي تتمثل في ارتفاع مكافآت و‬
‫مرتبات و حوافز القائمين على اإلدارة وذلك على حساب حقوق المساهمين‪ ،‬فقد حصل هؤالء‬
‫المدرين في بداية‬

‫هـ ‪ -‬المشتقات المالية‪ :‬هي أدوات مالية تشتق قيمتها من التطور الذي يط أر على أوراق مالية‬
‫أخرى وهي أقرب منها للقمار من التجارة وقد ظهرت في البداية لمبادالت المخاطر التي تنطوي‬
‫عليها المعامالت المتعلقة بأسعار الفائدة و أسعار صرف العمالت التي تنوعت وظهرت في‬
‫مجالها مشتقات مالية أخرى كثيرة في األسواق المالية مفعمة بالمخاطر وقد أطلق المستثمر‬
‫‪ Warren Buffett‬عليها اسم الدمار الشامل وكان ذلك في خطاب ألقاه أمام الجمعية العمومية‬
‫و تعتبر المشتقات كمصادر جديدة للتمويل‪ ،‬وبتالي للتوسع في اإلقراض ‪ ،‬و ذلك عندما يتجمع‬
‫لدى البنك محفظة كبيرة من الرهونات العقارية‪ ،‬فإنه يلجأ إلى استخدام هذه المحفظة من الرهون‬
‫العقارية إلصدار أوراق مالية جديدة يقترض بها من المؤسسات المالية األخرى بضمان هذه‬
‫المحفظة‪ ،‬وهو ما يطلق عليه التوريق‪ ،‬حيث كان البنك ال يكتف فقط باإلقراض األولي بضمان‬
‫هذه العقارات بل استخدم هذه القروض كرهن على قروض أخرى و بالعودة إلى سوق‬
‫‪CMBS/MBS‬أو سندات ‪ MBS‬فقد قدر مخزون هذه األوراق في نهاية سنة ‪ 2007‬في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية لوحدها بحوالي ‪ 1000‬مليار دوالر‪ ،‬أي أن المبلغ تضاعف ثالثة مرات في‬
‫العشرية األخيرة حيث أن هذه السوق تمثل ‪ 40‬بالمئة من سوق السندات وهي أكثر بكثير من‬
‫مجموع السندات التي تصدرها المؤسسات غير المالي‪ ،‬أو تلك التي تصدرها الخزينة العمومية‬
‫و ‪ -‬أسباب متعلقة بالجوانب السلوكية و األخالقية اتضح من األزمة المالية أن من أحد أسبابها‬
‫السلوك غير السوي مثل الطمع والجشع و الهلع و الكذب وإعطاء المعلومات المظللة و هذا ما‬
‫قام به المتعاملون في المجال المالي من بنوك و أسواق مالية و مؤسسات مالية أخرى و قد أكد‬
‫عليه الخبراء و المسئولين مثل سارة بالين ‪ Sara Palin‬المرشحة عن الحزب الجمهوري قائلة "‬
‫إن الطمع والجشع الفساد من أهم أسباب األزمة‪.‬‬

‫‪.‬تداعيات األزمة المالية على االقتصاد الجزائري‪:‬‬

‫تعد الجزائر جزء من منظومة االقتصاد العالمي‪ ،‬لذا فقد تتأثر سلبا باألزمة المالية التي تعصف‬
‫باالقتصاد األمريكي و اقتصاديات العالم ‪،‬برمتها و إن مدى تأثرها يعتمد على بنية االقتصاد‬
‫الوطني و بناه التحتية و أيضا على حجم العالقات االقتصادية المالية مع العالم الخارجي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى استم اررية األزمة لفترة طويلة‪.‬‬

‫و يمكن حصر الجوانب التي تؤثر فيها األزمة المالية الحالية على الجزائر فيما يلي‪:‬‬

‫‪.‬من خالل قطاع المحروقات‪:‬‬

‫يمثل قطاع المحروقات المصدر الرئيسي للدخل الوطني‪ ،‬فالصادرات النفطية تمثل نسبة كبيرة‬
‫من الناتج المحلي حوالي ‪ 98‬بالمائة من إجمالي قيمة الصادرات‪.‬‬

‫إن انخفاض أسعار البترول من ‪ 147‬دوال ار للبرميل في شهر فيفري ‪ 2008‬إلى ‪ 33.87‬دوال ار‬
‫للبرميل في شهر ديسمبر من نفس السنة‪ ،‬أي بانخفاض نسبته ‪ 334‬في المائة ‪ ،‬مما ال شك فيه‬
‫أن هذا االنخفاض الحاد سيؤثر على وضع الموازنات العامة القادمة‪ ،‬وعلى معدالت النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬فضال عن تدني إيرادات الدولة من العملة األجنبية والتي يعتمد عليها اعتمادا كليا‬
‫في تمويل مشاريع البنية التحتية وبرامج التنمية المختلفة( ‪)19‬‬

‫من خالل احتياطات الصرف و تدهور قيمة الدوالر‪:‬‬


‫إن واردات الجزائر تتم بالعملة األوروبية الموحدة (اليورو) بينما التصدير يتم بالدوالر الذي يفقد‬
‫قيمته بوتيرة متسارعة ‪ ،‬مما سيتسبب في تراجع مداخيل االقتصاد الوطني من العملة الصعبة‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يذهب الخبير عبد الرحمان مبتول إلى أن الخزانة الجزائرية العامة ستتكبد خسارة‬
‫تربو عن نصف مليار دوالر في حال تمسك الحكومة بالعملة الرئيسية األولى عالميا في سائر‬
‫تعامالتها الدولية‪ ،‬ويلفت إلى أنه بحكم سيطرة المحروقات على حوالي ‪ 98‬في المائة من الصادرات‬
‫الجزائرية و التي يتم فوترتها بالدوالر ‪ ،‬سيؤدي إلى اضطرار الحكومة الستخدام مخصصات قانون‬
‫الموازنة للعام القادم‪ ،‬من أجل تغطية نفقات فاتورة الغذاء المتزايدة ‪ -‬التي قاربت ‪ 40‬مليار دوالر‬
‫نهاية سنة ‪ ،2008‬بدل ادخارها لقطاعات استثمارية منتجة‪.‬‬

‫كما أن توظيف ‪ 43‬مليار دوالر من احتياطاتنا األجنبية في سندات الخزينة األمريكية بمعدل‬
‫فائدة ال يتعدى ‪ 2‬بالمائة في ظل التدهور المستمر لسعر صرف الدوالر وارتفاع نسبة التضخم‬
‫في االقتصاد األمريكي‪ ،‬سيؤدي إلى خسارة ما يقارب ثلث احتياطاتنا من الصرف األجنبي ‪.‬حيث‬
‫أن نسبة التضخم في الواليات المتحدة وصلت إلى ‪ 4.8‬في المائة خالل التسعة أشهر األولى‬
‫من ‪ 2008‬في حين قدرت نسبة الفائدة ب ‪ 4.6‬في المائة في ‪.2007‬‬

‫من خالل االستثمار األجنبي المباشر‪:‬إن الجزائر في إستراتيجيتها من أجل النمو بذلت مجهودات‬
‫جبارة طيلة العشرية الحالية من أجل جذب االستثمار األجنبي‪ ،‬إال أنه مع انتشار األزمة الحالية‬
‫وانخفاض حجم االئتمان العالمي أثر على قدرة الشركات على االستثمار في الخارج أو تمويل‬
‫عمليات االندماج والتملك عبر الحدود الدولية ( التي تمثل أهم أشكال االستثمار األجنبي المباشر‬
‫وخاصة الشركات متعددة الجنسيات)‪ .‬حيث تراجعت قيمة الصفقات الدولية لالندماج والتملك‬
‫خالل عام ‪ 2008‬بنسبة ‪ 28‬في المائة من قيمتها خالل العام ‪.2007‬‬
‫كما أن التراجع الحاد في أسعار المواد األولية وعلى رأسها النفط والغاز من شأنه أن يؤثر سلبا‬
‫على تدفقات االستثمار األجنبي المباشر الموجهة إلى هذا القطاع الذي يعتبر القطاع األكثر جذبا‬
‫لالستثمارات األجنبية المباشرة في الجزائر‬

‫إال أن بعض االقتصاديين و المؤسسات المالية الدولية يرون أن الجزائر بمنأى عن تداعيات‬
‫األزمة المالية العالمية على المدى الطويل‪.‬‬

‫وأكد البنك العالمي في تقريره األخير أن الجزائر توجد في وضعية جيدة لمواجهة آثار األزمة‬
‫المالية العالمية معز از بذلك التقرير االيجابي الذي أعده مؤخ ار صندوق النقد الدولي حول توجهات‬
‫االقتصاد الكلي و المالي للبالد‪.‬‬

‫و يرتقب صندوق النقد الدولي في سياق الركود االقتصادي الذي يشهده العالم نسبة نمو للجزائر‬
‫بزائد ‪ 5.2‬في المائة لسنة ‪.2013‬‬

‫آثار األزمة المتوقعة على الجزائر‪ :‬مع تأكيدات وزير المالية الجزائري كريم جودي بجاهزية‬
‫الحكومة لمواجهة أي طارئ باستخدام صندوق ضبط اإليرادات‪ ،‬ورغم تصريحات وزير الطاقة‬
‫ورئيس أوبك بأن الجزائر غير معرضة لتأثير انخفاض أسعار النفط‪ ،‬يظل هناك تأثير متوقع على‬
‫االقتصاد الجزائري بشكل غير مباشر نتيجة تراجع أسعار النفط‪.‬‬

‫توقعات انخفاض سعر النفط إلى مستويات منخفضة‪ ،‬مثلما أشار بنك االستثمار األمريكي غولدن‬
‫سكس‪ ،‬يمكن أن تعيد إلى األذهان سيناريو أزمة النفط في عام ‪ ،1986‬التي أسفرت عن أزمة‬
‫اقتصادية واجتماعية في ‪ُ .1988‬يظهر الخبير االقتصادي الجزائري عبد الرحمن مبتول أن تراجع‬
‫أسعار النفط إلى مستويات دون ‪ 60‬دو ًا‬
‫الر للبرميل قد يؤدي إلى تعثر المشاريع الكبرى في الجزائر‬
‫وتهديد استثمارات بقيمة ‪ 43‬مليار دوالر في سندات الخزينة األمريكية‪.‬‬
‫في حالة تراجع سعر الدوالر األمريكي نتيجة لألزمة والركود االقتصادي األمريكي‪ ،‬وتراجع القيمة‬
‫الحقيقية لالحتياطات النقدية الجزائرية‪ ،‬قد يؤدي ذلك إلى تقليل قدرة الحكومة على اإلنفاق على‬
‫مشاريع كبيرة وتمويل المستوردات باليورو‪ .‬هذا قد يزيد من احتمال دخول الجزائر في دوامة‬
‫المديونية الخارجية‪.‬‬

‫أيضا تخفيض سعر صرف الدينار الجزائري نتيجة تدني‬ ‫تتضمن السيناريوهات المحتملة ً‬
‫االحتياطات النقدية‪ ،‬وتراجع في القروض المحلية وتشديد في ضماناتها‪ .‬يمكن أن يؤدي تراجع‬
‫جنبا إلى جنب مع المشاكل االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬إلى‬
‫تحويالت المغتربين نحو الجزائر‪ً ،‬‬
‫تداوالت اقتصادية صعبة‪.‬‬

‫أبرز اإلجراءات لمعالجة االزمة‪:‬‬

‫‪-‬إجراءات االحتياطي الفيدرالي األمريكي و البنوك المركزية العالمية‪:‬‬

‫في أوائل عام ‪ ،2008‬كانت الهيئات المالية الرئيسية تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين وهما دعم‬
‫السيولة في السوق وتحقيق أهداف االقتصاد الك لي من خالل السياسة النقدية‪ .‬خالل فترة ما بين‬
‫‪ 18‬سبتمبر ‪ 2007‬و‪ 30‬أبريل ‪ ،2008‬قام االحتياطي الفيدرالي بتخفيض معدل الفائدة من‬
‫‪ ٪5.25‬إلى ‪ ،٪2‬ومن ثم إلى نطاق صفر إلى ‪ ٪0.25‬في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2009‬وهي أول مرة‬
‫في تاريخ االحتياطي الفيدرالي األمريكي‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬قامت بنوك مركزية في الواليات‬
‫المتحدة وأوروبا واليابان وبريطانيا وعدة دول أخرى بضخ مليارات الدوالرات لدعم السيولة في‬
‫األسواق المالية‪.‬‬
‫‪-‬إجراءات وكاالت التصنيف االئتماني‪:‬‬

‫اتُّ ِّهمت وكاالت التصنيف االئتماني بتسببها في أزمة الرهن العقاري بسبب عدم الشفافية في‬
‫تصنيف السندات واألدوات المالية المرتبطة برهن العقارات‪ .‬لكن بدأت هذه الوكاالت في اتخاذ‬
‫إجراءات لمعالجة تضارب المصالح‪ ،‬من خالل برامج المراجعة الداخلية وتحديث معايير تصنيف‬
‫االئتمان ومراجعة عمليات التصنيف من ِّقَبل جهات ثالثة‪.‬‬

‫‪-‬إجراءات االقتصادية و القانونية‪:‬‬

‫اتخذ المشرعون إجراءات إلعادة النظر في إجراءات اإلقراض وحماية من التفليس والسياسات‬
‫الضريبية وتقديم المشورة االئتمانية‪ .‬قامت حكومات الدول بوضع خطط إنقاذ بقيمة مليارات‬
‫الدوالرات لدعم اقتصاداتها‪ ،‬من بينها الخطة األمريكية لإلنقاذ (بولسون) بقيمة ‪ 700‬مليار دوالر‬
‫أمريكي‪ ،‬وخطة أوباما لإلنقاذ بقيمة ‪ 838‬مليار دوالر‪.‬‬

‫أبرز هذه اإلجراءات تشمل اتخاذ إجراءات حاسمة لدعم المؤسسات المالية الحيوية ومنع إفالسها‪،‬‬
‫وتحرير االعتماد وضمان تدفق السيولة للمصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬وتوفير دعم لسوق الرهن‬
‫العقاري وغيرها من األصول‪ ،‬وتقوية برامج ضمان الودائع المصرفية لضمان استم اررية ثقة‬
‫المودعين ‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫د بلغنامي نبيلة ‪،‬محاضرات في تاريخ و وقائع الفكر االقتصادي جامعة طاهري محمد بشار‬
‫‪2019 2020‬‬

‫يونس مراد الوقائع اإلقتصادية‪،‬جامعة محمد الصديق بن يحيى فرع تاسوست ‪2019 2020‬‬
‫كمال بن موسى عبد الرحمان بن ساعد األزمة المالية العالمية الراهنة و تداعياتها على‬
‫االقتصاد الجزائري مقال منشور بمجلة ‪Revue d'économie et de statistique‬‬
‫‪2011 appliquée‬‬

‫يوسفات علي أزمة الرهن العقاري مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية مسيلة‬
‫‪2009‬‬

You might also like