‫الواليات المتحدة األمريكية والصين‪ :‬توتر وتداعيات‪.

‬‬

‫شهد العالم في اآلونة األخيرة توترا في العالقات الديبلوماسية واالقتصادية بين الواليات المتحدة االمريكية والصين مما‬
‫اثار قلقا دوليا حيث ان هذا التوتر قد يؤثر سلبيا على مجموعة من القضايا الدولية بدءا بالتجارة وصوال الى االمن‬
‫اإلقليمي والتحديات العالمية مثل تغير المناخ‪ ،‬يتطلب التحدي الحالي التوصل الى حلول مبنية على التعاون الدولي‬
‫لتجنب تصاعد االزمة‪.‬‬

‫ازداد الصراع بين القطبين الصين والواليات المتحدة االمريكية في مجموعة متنوعة من قطاعات بما في‬
‫ذلك التجارة والتكنولوجيا‪ .‬خاصة فيما يتعلق حقوق الملكية الفكرية و التجارة ‪ ،‬من الجانب الجيوسياسي‬
‫تطمح الصين الى زيادة تأثيرها العالمي ‪ ،‬مجسدة ذلك في اللقاءات و المؤتمرات التي تقوم بها مع الدول‬
‫األخرى في اطار تعزيز عالقاتها الدبلوماسية عازمة على السيطرة على الموارد البحرية و حرية‬
‫المالحة‪ ،‬من جهة اخرى نجد واليات متحدة األمريكية تعبر عن قلقها جراء المنافسات التي تتعرض لها‬
‫السوق االمريكية من تضييقيات من طرف السوق الصينية ‪ ،‬كما تتعرض السلع األمريكية لضرائب‬
‫جمركية ‪ ،‬من جانبه انتقدت الواليات المتحدة االمريكية بشدة سياسة حقوق االنسان في الصين و ذلك‬
‫بطريقة التعامل مع األقليات و قمع الحريات الشخصية اذ كان على اثر هذا جملة التعسفات التي تعرض‬
‫لها المسلمين داخل التراب الصيني ‪.‬‬
‫تسبب هذا التوتر في تحكم واليات المتحدة األمريكية في االستثمار وذلك بتشديد التدابير التنظيمية لمنع‬
‫االستثمار الصيني في قطاعات حساسة مثل التكنولوجيا و البنية التحتية ‪ ،‬كما أن الفارق الكبير بين‬
‫الصادرات و الواردات بين البلدين أثر على العالقات االقتصادية و زاد من تأثير التوتر بين البلدين و‬
‫ناتج ذلك على االقتصاد العالمي يمكن ان يكون كبيرا ‪ ،‬هذين الدولتين تمثالن اقتصادين ضخمين ‪ ،‬و أي‬
‫تصاعد في التوتر بينهما يمكن ان يؤدي الى تداعيات سلبية اقتصادية على مستوى عالمي وعلى التجارة‬
‫العالمية وذلك بفرض تعريفات جمركية و قيود على الصادرات و الواردات مما يؤدي الى تباطئ التجارة‬
‫العالمية و تكلفة أعلى للسلع ‪ ،‬و يؤدي الى تقلب في األسواق المالية العالمية يؤثر على األسهم و العمالت‬
‫و السلع ‪.‬‬
‫التوتر الديبلوماسي واالقتصادي بين القطبين يمكن ان يكون له تأثير على النمو االقتصادي العالمي‪،‬‬
‫حيث يمكن ان يخفض الثقة في األسواق لذا وجب التوصل لحل ديبلوماسي محكم وحكيم والبحث عن‬
‫مساحة مشتركة للتعاون في قضايا تهم العالم‪.‬‬

‫فاطمة شايبي‬