Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 38

‫ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬

‫اﻟﻬﻨﺪوﺳﻴﺔ‬

‫ﺑﺤﺚ ﻣﺘﻄﻠﺐ ﻟﻨﻴﻞ درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراة‬


‫إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ‪ :‬ﺳﻤﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻟﻲ اﻟﺸﻴﺦ‪.‬‬
‫اﻟﺮﻗﻢ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ‪.٤٣٤٧٠٠٧٣ :‬‬
١٨٢
‫اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ‬


‫الحمد رب العالمين‪ ،‬خالقي والمعين‪ ،‬والصالة والسالم على سيد المرسلين‬
‫حبيبي األمين‪ ،‬وعلى أھله الطيبين‪ ،‬وآله الطاھرين‪ ،‬ومن تبعھم بإحسان إلى‬
‫يوم الدين‪،‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫ثم ّ‬
‫ٌ‬
‫حديث طويل‬ ‫جزء كبير من قارة آسيا‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫فإن الحديث عن الھند التي تتربع على‬
‫ّ‬
‫وُمجھد‪ ،‬وذلك التساع رقعة األرض التي تتناولھا الدراسة‪ ،‬وتنوع أعراق‬
‫شعبھا‪ ،‬واختالف لھجاتھا وعاداتھا من منطقة ألخرى‪.‬‬
‫يقول غوستاف لوبون‪) :‬الھند زبدة جميع العوالم‪ ،‬وخالصة ناطقة لجميع أدوار‬
‫التاريخ‪ ،‬وصورة صادقة لألطوار المترجحة بين الھمجية األولى والحضارة‬
‫الحديثة()‪.(١‬‬
‫والحديث عن دياناتھا ال يخرج عن ھذا اإلطار‪ ،‬فالديانة الھندوسية تطورت‬
‫عبر ِحقب بشرية طويلة امتدت آلالف السنين‪ ،‬وتأثرت بعادات وأعراف‬
‫الشعوب الغازية التي سكنتھا‪ ،‬فأنتجت لنا ھذه العقيدة الفلسفية الوثنية والتي‬
‫تختلف من منطقة ألخرى‪ ،‬كما تتعدد المعبودات فيھا تعدداً كبيراً‪ ،‬حتى قيل‪ :‬إن‬
‫الھند عرفت جميع أنواع العقائد والفلسفات تقريبا ً)‪.(٢‬‬
‫أﺳﺒﺎب اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻤﻮﺿﻮع‪:‬‬
‫‪ -١‬التعرف على ديانة وثنية يؤمن بھا عدد ھائل من البشر‪ ،‬يتجاوزون المليار‬
‫نسمة‪.‬‬
‫‪ -٢‬االھتمام باألديان الوثنية الشرقية‪ ،‬حيث لم تأخذ حظھا من العناية ومعرفة‬
‫أوجه الخلل فيھا‪.‬‬
‫‪ -٣‬التنبه لعادات وتقاليد واھتمامات الشعوب الوثنية‪ ،‬لنصل لقلوبھم ونوصل‬
‫لھم صوت الحق‪.‬‬

‫)‪(١‬‬
‫حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.٥‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫انظر‪ :‬دراسات في األديان الوثنية القديمة‪ ،‬أحمد عجيبة‪ ،‬ص ‪.١٢٨‬‬

‫‪١٨٣‬‬
‫ﺗﺴﺎؤﻻت اﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬
‫‪ -٤‬كيف نشأت الھندوسية؟‬
‫‪ -٥‬ما ھي أھم المصادر التي تعتمد عليھا الھندوسية؟‬
‫‪ -٦‬ما ھي أبرز طبقات الھندوسية؟‬
‫‪ -٧‬ما ھي أھم المعتقدات التي يؤمن بھا الھندوس؟‬

‫ﻫﺪف اﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬
‫تسليط الضوء على عقيدة وثنية منحرفة‪ ،‬يدين بھا عدد كبير من الناس‪ ،‬كما‬
‫كان لھا تأثير – حتى ‪ -‬على بعض الفرق اإلسالمية التي أخذت منھا عقيدتي‬
‫التناسخ‪ ،‬ووحدة الوجود‪ ،‬مما يدلنا على عظيم خطر ھذه الديانات وتسرب‬
‫أفكارھا‪ ،‬خصوصا ً في عصر العولمة‪.‬‬
‫ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬
‫سأعتمد أثناء كتابة ھذا البحث على المنھج التاريخي االستنباطي التحليلي‪،‬‬
‫حيث أجمع المعلومات التاريخية وأقوم بتحليلھا‪ ،‬للخروج بمادة علمية نافعة في‬
‫الموضوع المراد التعرف عليه‪.‬‬
‫ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ‪:‬‬
‫‪ -١‬كتابة اآليات بالرسم العثماني‪ ،‬مع كتابة اسم السورة ورقمھا في الھامش‪.‬‬
‫اعتمدت فيه الحديث عن األعالم الذين لھم صلة‬‫ُ‬ ‫‪ -٢‬الترجمة لألعالم‬
‫بالھندوسية فقط‪.‬‬
‫‪ -٣‬الترجمة لألماكن اعتمدت فيه على الشبكة العنكبوتية‪ ،‬لضيق الوقت‪.‬‬

‫رجعت للمراجع األصلية في باب الھندوسية‪ ،‬باإلضافة للمراجع التي‬ ‫ُ‬ ‫‪-٤‬‬
‫تحدثت عند الديانات عموما ً‪ ،‬وأتى الحديث عن الھندوسية في ثناياھا‪.‬‬
‫‪ -٥‬لم أذكر موقف الشرع تفصيالً في عقائد الھندوسية‪ ،‬ألني ذكرت منذ البداية‬
‫وثنيتھا وضعف مصادرھا‪ ،‬فلم أخصص مبحثا ً للنقد‪ ،‬ولكن أتى النقد‬
‫مختصراً في ثنايا البحث كإشارات أو تلميحات في ھذا الباب‪.‬‬
‫مساعدة للقارئ للوصول لمفاتيح البحث‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -٦‬قمت بعمل فھرسة‬
‫‪١٨٤‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬نشأة الھندوسية ومصادرھا‪ ،‬وفيه مبحثان‪:‬‬


‫المبحث األول‪ :‬نشأتھا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مصادرھا‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬طبقاتھا ومعتقداتھا‪ ،‬وفيه مبحثان‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬طبقاتھا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬معتقداتھا‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬نشأة الھندوسية ومصادرھا‪ ،‬وفيه مبحثان‪:‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪ :‬ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻓﻴﻪ ﻣﻄﻠﺒﺎن‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تسميتھا‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ظروف نشأتھا‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺼﺎدرﻫﺎ‪ ،‬وﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الفيدا‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قوانين منو‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬كتب أخرى أقل أھمية‪.‬‬

‫‪١٨٥‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪ :‬ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تسميتھا‪.‬‬
‫الھندوسية ديانة الغالبية العظمى في الھند اليوم‪ ،‬وقد قامت على أنقاض‬
‫الويدية)‪ ،(٣‬واعتنقت مبادئھا‪ ،‬وأخذت منھا المالمح الھندية القديمة واألساطير‬
‫الروحانية المختلفة التي نشأت في شبه القارة الھندية قبل دخول اآلريين )‪.(٤‬‬
‫وتسمى "الھندوسية"‪ ،‬أو "الھندوكية" إذ تمثلت فيھا تقاليد الھند وأخالقھم‬ ‫ُ‬
‫)‪(٥‬‬
‫وصور حياتھم‪.‬‬
‫أما كلمة "الھندوسية" فإنھا اشتقت من كلمة "سند"‪ ،‬وذلك ألن الفرس واليونان‬
‫عندما كانوا يتجولون على سواحل "السند" غيروا حرف السين للھاء‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫"الھند"‪ ،‬كما غيروا كلمة " استھان " ومعناھا " المقر "‪ ،‬لصعوبتھا عليھم‬
‫فجعلوھا " استان " بحذف الھاء‪ ،‬فقالوا " ھندوستان "‪ ،‬أي‪ :‬مقر أھل الھند‪،‬‬
‫)‪(٦‬‬
‫وقالوا للسكان " ھندو "‪ ،‬وإليھا نسب دينھم‪ ،‬فقالوا‪" :‬الھندوسية"‪.‬‬
‫وھل الھندوس جنس محدد في الھند؟ ‪ ،‬يقول غوستاف لوبون‪) :‬إن كلمة‬
‫الھندوس تشتمل على أ ُناس مختلفي األلوان مترجحين بين الزنجي األسود‬

‫)‪(٣‬‬
‫العصر الويدي ھو العصر الذي ابتدأ فيه تدوين الويدا على أيدي البراھمة من حوالي‬
‫القرن الثامن قبل الميالد‪ ،‬وفي ھذه المرحلة بدأت الھندوسية التي ال تزال موجودة‪.‬‬
‫انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٣٤‬‬
‫)‪(٤‬‬
‫ھم العنصر اآلري األبيض الذي وفد إلى البالد من شمال أوروبا‪ ،‬وامتازوا بطول القامة‬
‫وبياض البشرة‪ ،‬ومن المعروف أن قسما ً من القبائل اآلرية استقر في بالد فارس‬
‫وأعطاھا اسم " إيران "‪ ،‬وقسما ً اتجه إلى الشرق األقصى عبر سفوح جبال الھماليا‬
‫ودخلوا الھند واستوطنوھا في حوالي عام ‪ ١٧٠٠‬قبل الميالد‪ ،‬وما لبثوا أن سيطروا‬
‫على التورانيون – سكان الھند األصليين – " وإن كان الدكتور أحمد عجيبة في كتابه‬
‫دراسات في األديان الوثنية القديمة ذكر أن الدارفيديون ھم السكان األصليين في ص‬
‫‪" ١٢٧‬و فرضوا بسبب شعورھم المتعالي التمييز الطبقي مدعين تفوقھم على العنصر‬
‫التوراني‪ ،‬مما كان سببا ً في نشأة معتقد الطبقات‪ ،‬كما تأثروا بمعتقدات أصحاب األرض‬
‫األصلية وأدخلوا فيھا تنظيماتھم وتعديالتھم عبر السنين‪ .‬انظر‪ :‬مقارنة األديان‪،‬‬
‫محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪ .٣٩٦ – ٣٩٥‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪٥٣‬‬
‫– ‪.٥٤‬‬
‫)‪(٥‬‬
‫انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٣٧‬‬
‫)‪(٦‬‬
‫انظر‪ :‬فصول في أديان الھند‪ :‬الھندوسية والبوذية والجينية والسيخية وعالقة التصوف‬
‫بھا‪ ،‬الدكتور محمد ضياء الرحمن األعظمي‪.،‬‬
‫‪١٨٦‬‬
‫والرجل األبيض‪ ،‬وأن تلك ُ ُ‬
‫المثل تترجح بين الجمال الباھر وأقصى البشاعة‬
‫()‪.(٧‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ظروف نشأتھا‬
‫ليس للھندوسية عقيدة أساسية ونحلة ثابتة تقوم عليھا‪ ،‬فقد كانت تتبدل على مدار‬
‫السنين حتى فقدت اسمھا الحقيقي وھو " ويدك دھرم "‪ ،‬وسميت باسم "‬
‫الھندوكية "‪ ،‬والتي ليس لھا أصل في اللغة "السنسكرتية ")‪ ،(٨‬فالھندوكية كلمة‬
‫مستحدثة ليس لھا وجود أو استعمال في كتبھم القديمة‪ ،‬فدين أھل الھند قديما ً‬
‫كان يسمى ب "الدين اآلري"‪ ،‬أو "سناتن دھرم"‪ ،‬وتعني الدين القديم‪.‬‬
‫دين متطور عبر آالف السنين‪ ،‬وبالتالي فھي‬ ‫والھندوسية ليس لھا مؤسس فھي ٌ‬
‫مجموعة من التقاليد واألوضاع التي نتجت من تنظيم اآلريين لحياتھم جيالً بعد‬
‫جيل‪ ،‬بعدما وفدوا على الھند وتغلبوا على سكانھا األصليين‪ ،‬وأداروا شؤون‬
‫المجتمع من دونھم‪ ،‬وقد تولد من استعالء اآلريين‪ ،‬باإلضافة الحتكاكھم بالھنود‬
‫األصليين تلك التقاليد الھندوسية التي ا ُعتبرت على مدار التاريخ دينا ً يدين به‬
‫الھنود ويلتزمون بآدابه )‪.(٩‬‬
‫وھي تشمل الحضارة والدين والعادات والتقاليد‪ ،‬وبالتالي فھي ال تعد دينا ً‬
‫خالصا ً‪ ،‬بل مجموعة ثقافية تشمل كل ما يخص شعب الھندوس)‪) ،(١٠‬وإذا كان‬
‫األمر كذلك‪ ،‬فإننا ال يمكن أن نتكھن بحصرھا في شخص بعينه‪ ،‬وال يمكن‬
‫إرجاع نشأتھا إلى مؤسس واحد أو مجموعة مؤسسين‪ ،‬فھي دين متطور‬
‫ومجموعة من األعراف والعادات والتقاليد واألوضاع التي كان عليھا الشعب‬
‫الھندي في مراحل حياته المختلفة‪ ،‬ومرت بإصالحات وتغييرات كبيرة على‬
‫مراحل متباعدة من التاريخ()‪.(١١‬‬

‫)‪ (٧‬حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.١٨٧‬‬


‫)‪ (٨‬ھي لغة الھند القديمة التي ماتت منذ عدة قرون‪ ،‬ويصعب قراءة الكتب التي ألفت بھا‬
‫اآلن حتى بين الھندوس أنفسھم‪ .‬انظر‪ :‬حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.١٢‬‬
‫)‪ (٩‬انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٣٨ – ٣٧‬‬
‫)‪ (١٠‬انظر‪ :‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٥٥‬‬
‫)‪ (١١‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪.٣٩٧‬‬
‫‪١٨٧‬‬
‫ً‬
‫ابتداء من القرن الثامن قبل الميالد‪ ،‬نسبة إلى‬ ‫كما أ ُطلق عليھا "البرھمية"‬
‫براھما‪ ،‬أو "براھمان" )‪(١٢‬الذي اشتقت منه كلمة " البراھمة" ‪ ،‬وھو أحد أھم‬
‫)‪(١٣‬‬

‫الشخصيات التي وردت في كتابھم المقدس " الفيدا")‪ ،(١٤‬والتي كان الكھنة‬
‫يستعملونھا لتعيين الكائن األوحد لديھم‪ ،‬وتطلق " البرھمية " على العقائد‬
‫والمبادئ الفلسفية التي اعتنقھا الكھنة‪ ،‬واستنبطوھا من الفيدات الثالث األخيرة‪،‬‬
‫وھي " ساما فيدا – ياجو فيدا – أثار فيدا " وذلك عن طريق التأمل‪.‬‬
‫وترجع باإلضافة إلى الفيدات الثالث السابقة إلى ثالثة كتب مقدسة‪ ،‬وھي‪:‬‬
‫‪ -٨‬البراھماناس‪ :‬وھو مستنبط من الفيدات الثالث األخيرة‪.‬‬
‫‪ -٩‬األرانياكاس‪ :‬ويضم التعاليم التي يجب أن يسير عليھا الكھنة‪.‬‬
‫‪ -١٠‬األوبافيشاد‪ :‬ويشتمل على األفكار الفلسفية التي أنتجتھا ھذه الديانة‬
‫الوثنية‪.‬‬

‫وأھم ما أدخله كھنة " البراھمة " على الدين " الفيدي " من تجديد ھو وجوب‬
‫تقديس رجال الدين ووضعھم في الصف األول من األمة)‪ ،(١٥‬واعتبروھم أساس‬
‫ً‬
‫نتيجة‬ ‫الحياة االجتماعية‪ ،‬بدعوى أنھم وحدھم من يملكون التأثير على اآللھة‪ ،‬و‬
‫لذلك لقبوھم "باآللھة اإلنسانيين"‪ ،‬وجعلوا إكرامھم في مقدمة أنواع العبادات‪ ،‬و‬
‫)‪(١٦‬‬
‫إھانتھم واإلساءة لھم تعد من أكبر الجرائم في ذلك المجتمع الطبقي الكريه‪.‬‬
‫أما عدد أتباع ھذه الديانة‪ ،‬فكبير جداً‪ ،‬يقول الدكتور إبراھيم درباس موسى‪) :‬ما‬
‫يحصل من التجمعات البشرية الكبرى في جنوب شرق آسيا كون أتباع الديانة‬
‫يقدر بمليار نسمة‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬وإن أعدادھم في الحج فقط ھو سبعون مليون من‬
‫يعدون في المرحلة‬ ‫الحجاج‪ ،‬ويشغلون حيزاً واسعا ً من الكرة األرضية‪ ،‬حيث ّ‬

‫)‪(١٢‬‬
‫اسم " ﷲ " في اللغة السنسكريتية‪ ،‬وھو عند البراھمة اإلله الموجود بذاته‪ ،‬وھو مصدر‬
‫الكتئنات كلھا‪ ،‬وھو األزلي الذي يستمد منه العالم وجوده‪ ،‬ال تدركه الحواس‪ .‬انظر‪:‬‬
‫مقارنة األديان‪ ،‬محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪.٣٩٩‬‬
‫)‪(١٣‬‬
‫انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٣٧‬‬
‫)‪(١٤‬‬
‫سنتعرض للتعريف بھذا الكتاب في الفصل المخصص به‪.‬‬
‫)‪(١٥‬‬
‫وھذا ما سوف نتعرض له في حديثنا عن تقسيم المجتمع لطبقات في الديانة الھندوسية‬
‫في الفصل‪.‬‬
‫)‪(١٦‬‬
‫انظر‪ :‬موسوعة العقيدة واألديان‪ :‬دراسات في األديان الوثنية القديمة‪ ،‬الدكتور أحمد‬
‫علي عجيبة‪ ،‬ص‬
‫‪١٨٨‬‬
‫الثالثة من حيث العدد بالنسبة ألصحاب الديانات إذا اعتبرنا المسيحيين‪ ،‬ثم‬
‫المسلمين‪ ،‬ثم الھندوس()‪.(١٧‬‬
‫رأي آخر‪ ،‬حيث ترى تفوق المسلمين في عددھم‬ ‫ٌ‬ ‫ولمجلة البحوث اإلسالمية‬
‫على أتباع الديانات األخرى‪ ،‬سوى الھندوسية‪ ،‬حيث ُتعد الھندوسية الديانة‬
‫الرئيسية في الھند ونيبال‪ ،(١٨) ،‬يدين نحو ‪ %٨٢‬بالديانة الھندوسية‪ ،‬ونحو‬
‫‪ %١٢‬يدينون باإلسالم‪ ،‬والمسلمون يؤلفون حوالي عشر عدد سكان الھند‪ ،‬ثم‬
‫يليھم النصارى ‪ %٢‬والسيخ)‪ ،%٢ (١٩‬والبوذيون)‪.(٢١) %١ (٢٠‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مصادرھا‬
‫المطلب األول‪ :‬الفيدا)‪.(٢٢‬‬
‫أو "الويدا")‪ (٢٣‬وھي كلمة سنسكريتية معناھا الحكمة والمعرفة‪ ،‬ويصور ھذا‬
‫المصدر حياة اآلريين‪ ،‬ومدارج االرتقاء للحياة العقلية من السذاجة إلى الشعور‬

‫)‪(١٧‬‬
‫مفھوم الحج في الديانة الھندوسية‪ ،‬إبراھيم درباس موسى‪ ،‬مجلة جامعة األنبار للعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬ص ‪.٣١٤‬‬
‫)‪(١٨‬‬
‫انظر‪ :‬مجلة البحوث اإلسالمية‪ ،‬وھي‪ :‬مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة إلدارات‬
‫البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد‪) ،‬أمكنة‪.(٢،١ /‬‬
‫)‪(١٩‬‬
‫جماعة دينية من الھنود ظھرت في نھاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس‬
‫عشر الميالديين‪ ،‬ودعت إلى دين جديد زعمت أن فيه شيئا ً من الديانتين اإلسالمية‬
‫والھندوسية تحت شعار"ال ھندوس وال مسلمون"‪ ،‬وكلمة سيخ كلمة سنسكريتية تعني‬
‫المريد أو التابع‪ .‬انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‬
‫)‪.(٧٦٤ /٢‬‬
‫)‪(٢٠‬‬
‫ھي فلسفة وضعية‪ ،‬انتحلت الصبغة الدينية‪ ،‬ظھرت في الھند بعد الھندوسية في القرن‬
‫السادس قبل الميالد‪ ،‬وكانت تناھض الھندوسية وتتجه للعناية باإلنسان‪ ،‬وتدعو‬
‫للتصوف ونبذ الترف‪ ،‬والمناداة بالمحبة والتسامح‪ ،‬فقد أتت كرد فعل لتعسف البراھمة‬
‫واستبدادھم‪ ،‬وبعد موت مؤسسھا تحولت لمعتقدات باطلة ذات طابع وثني‪ .‬انظر‪:‬‬
‫الموسوعة الميسرة‪ ،‬الندوة العالمية‪.( ٧٥٨\٢ ) ،‬‬
‫)‪(٢١‬‬
‫مجلة البحوث اإلسالمية‪ ،‬وھي‪ :‬مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة إلدارات‬
‫البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد‪ ) ،‬أمكنة‪.( ٣٨٧ ،‬‬
‫)‪(٢٢‬‬
‫ورد بھذا اللفظ في الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪،‬‬
‫الندوة العالمية للشباب اإلسالمي ) ‪.( ٧٢٤ \٢‬‬
‫)‪(٢٣‬‬
‫ورد بھذا اللفظ في‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد رضا محمد بشير القھوجي‪ ،‬ص ‪.٢٦١‬‬

‫‪١٨٩‬‬
‫الفلسفي‪ ،‬كما يضم أدعية تنتھي بالشك واالرتياب‪ ،‬باإلضافة الحتوائه على مبدأ‬
‫التأليه المرتقي إلى وحدة الوجود)‪.(٢٤‬‬
‫وقد رتب ويدا رجل اسمه "ويدو ياس"‪ ،‬وھو معروف عند الھندوس‪ ،‬وھو الذي‬
‫كتب لھم أيضا ً بھارت وكيتا وبران)‪.(٢٥‬‬
‫يقول الدكتور محمد رضا القھوجي عن ھذا الكتاب‪ ) :‬أعظم الكتب المقدسة‬
‫عندھم‪ ،‬وھو كتاب فلسفي عسير الفھم‪ ،‬أ ُلفت حوله كتب كثيرة لشرحه‪ ،‬بل‬
‫الشروح احتاجت إلى شرح ()‪.(٢٦‬‬
‫وتتألف الفيدا من أربعة كتب ھي‪:‬‬
‫)‪(٢٧‬‬
‫‪ -١‬ريج فيدا أو راجا فندا " أي الفيدا الملكية" ‪ ،‬وھو أقدم نص ديني في‬
‫الھندوسية)‪ .(٢٨‬و قد اختلف الباحثون في تاريخ تدوينھا‪ ،‬فمنھم من أرجع‬
‫ذلك إلى عام ‪ ١٥٠٠ -٢١٠٠‬قبل الميالد)‪ ،(٢٩‬ومنھم من قال بأنھا ترجع‬
‫لعام )‪ ،٢٥٠٠(٣٠‬ومنھم من ابتعد عن ھذا التاريخ كثيراً‪ ،‬فأرجع تاريخ‬
‫التدوين إلى ‪ ٣٠٠٠‬سنة قبل الميالد)‪ ،(٣١‬ونصوص الفيدا لم ُتدون مبكراً‪،‬‬
‫بل ُنقلت لقرون طويلة على شكل تعاليم شفوية وأشعار يرددھا الكھنة‪،‬‬
‫ويبدو أن الكھنة الھندوس – البراھمة – شجعوا ھذا التدوين حتى تكون‬
‫الفيدات سالحا ً دينيا ً يضمن لھم السيطرة على الناس‪ ،‬بعد أن أنشأوا النظام‬
‫الطبقي وأوحوا للناس بأنه جزء من الدين )‪ (٣٢‬ويحتوي ھذا الكتاب على‬
‫"‪ "١٠٢٨‬نشيداً‪ُ ،‬كتبت ليتضرع بھا‪ ،‬أو لينشدھا أتباعھا أمام اآللھة‪،‬‬
‫وينقسم الريج إلى قسمين‪ :‬األول‪ :‬عبارة عن كتابات نثرية تشتمل على‬
‫أدعيتھم وصلواتھم‪ ،‬باإلضافة لشروح لكيفية ممارسة بعض الطقوس‪،‬‬

‫)‪(٢٤‬‬
‫انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‬
‫للشباب اإلسالمي‪.(٧٢٥ ،٧٢٤ /٢) ،‬‬
‫)‪(٢٥‬‬
‫انظر‪ :‬دراسات في الديانات الھندية‪ ،‬محمد ضياء الرحمن األعظمي‪.(١٧٠/٧) ،‬‬
‫)‪(٢٦‬‬
‫مقارنة األديان‪ ،‬محمد رضا محمد بشير القھوجي‪ ،‬ص ‪.٢٦١‬‬
‫)‪(٢٧‬‬
‫انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة‪ ،‬الندوة‪.( ٧٢٥ \٢ ) ،‬‬
‫)‪(٢٨‬‬
‫انظر‪ :‬مشكلة التأليه في فكر الھند الديني‪ ،‬عبد الراضي محمد عبد المحسن‪ ،‬ص ‪.٢٢‬‬
‫)‪(٢٩‬‬
‫نفس المرجع والصفحة‪.‬‬
‫)‪(٣٠‬‬
‫انظر‪ :‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٦٣‬‬
‫)‪(٣١‬‬
‫انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة‪ ،‬الندوة‪.( ٧٢٥ \٢ ) ،‬‬
‫)‪(٣٢‬‬
‫انظر‪ :‬في مقارنات األديان المعتقدات واألديان وفق منھج القرآن‪ ،‬سعدون محمود‬
‫الساموك‪ ،‬ص ‪ .٢٦٣‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٦٣‬‬
‫‪١٩٠‬‬
‫والثاني‪" :‬براھمانا"‪ ،‬وفيه تعاليم تتعلق بتنظيم العبادات والواجبات الدينية‬
‫)‪(٣٣‬‬
‫المفروضة‪.‬‬
‫يقول العالم الھندوسي شردھا نند‪) :‬وإذا أنعمنا النظر في رك ويد وجدنا أن‬
‫غيره أخذ منه نقصانا ً وزيادة)‪.((٣٤‬‬
‫‪ -٢‬يجور)‪ (٣٥‬فيدا‪ ،‬أو ياجور)‪ ،(٣٦‬ومعناھا "الفيدا الھوائية"‪ ،‬وينقسم إلى‬
‫قسمين‪ :‬األول " ياجور فيدا البيضاء "‪ ،‬والثاني "ياجور فيدا السوداء"‪،‬‬
‫ويتضمن ھذا الكتاب توضيح لشتى أنواع التضحيات‪ ،‬مثل التضحيات التي‬
‫تقام عند أرواح الموتى‪ ،‬وتضحيات الھالل وسائر أنواع الكواكب)‪،(٣٧‬‬
‫ويضم مجموعة من التراتيل التي ُينشدھا الكھنة عند إحراق جثث‬
‫الموتى)‪ ،(٣٨‬كما يشتمل على العبادات النثرية التي يتلوھا الرھبان عند‬
‫تقديم القرابين)‪.(٣٩‬‬

‫‪ -٣‬سم فيدا)‪ ،(٤٠‬أو ساما فيدا)‪ ،(٤١‬وتعني " الفيدا الشمسية "‪ ،‬وُكتبت أشعارھا بطريقة‬
‫تصلح لإلنشاد أو الترتيل‪ ،‬وھو قسمين كذلك‪ :‬األول‪ :‬ويسمى " منترا "‪ ،‬ويشتمل‬
‫على أناشيد ومزامير تغنى في بعض المناسبات‪.‬‬
‫ً‬ ‫)‪(٤٢‬‬
‫والثاني‪":‬برھمانا" وفيه أشعار تشرح العبادات الدينية عندھم ‪ ،‬إذا ھو كتاب‬
‫يشتمل على األناشيد التي ينشدھا ھؤالء عند إقامة الصلوات وتالوة األدعية)‪.(٤٣‬‬
‫‪ -٤‬أثروا فيدا)‪ ،(٤٤‬أو آثار فيدا )‪ ،(٤٥‬وينسب االسم ل " اآلثارفيين "‪ ،‬وھم كھنة‬
‫أو ملوك عبدة للنار‪ ،‬وينقسم لقسمين – كسابقه ‪ ،-‬القسم األول‪ :‬يتضمن‬

‫)‪(٣٣‬‬
‫انظر‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪.٤١٩‬‬
‫)‪(٣٤‬‬
‫دراسات في الديانات الھندية‪ ،‬محمد ضياء األعظمي‪(١٦٩ /٧) ،‬‬
‫)‪(٣٥‬‬
‫كما ورد في الموسوعة الميسرة‪ ،‬الندوة العالمية‪.( ٧٢٥ \٢ ) ،‬‬
‫)‪(٣٦‬‬
‫كما ورد في مقارنة األديان‪ ،‬محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪.٤١٩‬‬
‫)‪(٣٧‬‬
‫انظر‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.٤١٩‬‬
‫)‪(٣٨‬‬
‫انظر‪ :‬في مقارنة األديان المعتقدات واألديان وفق منھج القرآن‪ ،‬سعدون محمود‬
‫الساموك‪ ،‬ص ‪.٢٦٤‬‬
‫)‪(٣٩‬‬
‫انظر‪ :‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٦٤‬‬
‫)‪(٤٠‬‬
‫كما ورد في الموسوعة الميسرة‪.( ٧٢٤ \٢ ) ،‬‬
‫)‪(٤١‬‬
‫كما ورد في مقارنة األديان‪ ،‬محمد رضا محمد بشير القھوجي‪ ،‬ص ‪.٢٦٢‬‬
‫)‪(٤٢‬‬
‫انظر‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪.٤١٩‬‬
‫)‪(٤٣‬‬
‫انظر‪ :‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٦٤‬‬
‫)‪(٤٤‬‬
‫كما ورد في الموسوعة الميسرة‪.( ٧٢٥ \٢ ) ،‬‬
‫)‪(٤٥‬‬
‫كما ورد في ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٦٤‬‬
‫‪١٩١‬‬
‫أدعية وصلوات لالستغفار‪ ،‬مثل األناشيد التي ُتتلى عند الزواج أو ُّ‬
‫تلمس‬
‫البركات‪ ،‬ورقى وتعاويذ سحرية – متوھمين قدرتھا دفع السحر واألرواح‬
‫الشريرة‪ ،‬والقسم الثاني‪ :‬ويسمى "برھمانا"‪ ،‬ويشتمل على طائفة من‬
‫شرائع الديانة)‪.(٤٦‬‬
‫وكل واحد من ھذه الفيدات يشتمل على أربعة أجزاء ھي‪-:‬‬
‫سمھتا‪ :‬تمثل مذھب الفطرة‪ ،‬وأدعيته كان يقدمھا سكان الھند األصليين‬
‫)‪(٤٧‬‬
‫‪ِ َْ ‬‬
‫آللھتھم قبل غزو اآلريين ‪ ،‬وھو مجموعة كبيرة من المنظومات التي ُيتغنى‬
‫بھا عند تقديم القرابين)‪.(٤٨‬‬
‫‪ ‬البراھمن‪ :‬تعاليم وأوامر وطقوس)‪(٤٩‬يقدمھا البراھمة للمقيمين في بالدھم‪،‬‬
‫وتشمل بيان أنواع القرابين وتفاصيلھا)‪ ،(٥٠‬كما تحتوي على تعاليم ُوضعت‬
‫للكھنة لتھديھم في مھمتھم)‪ ،(٥١‬كما تبين أن إرضاء الكھنة‬
‫" البراھمة " أمر ضروري لقبول القرابين)‪.(٥٢‬‬
‫‪ ‬آرانياك‪ :‬وتسمى "نصوص الغابة")‪ (٥٣‬وھي النصوص واألدعية التي يقوم‬
‫المعمرين الذين يتركون أھاليھم ليقيموا في الكھوف والغابات‪ ،‬فيقدم‬
‫ّ‬ ‫بھا الشيوخ‬
‫لھم ھذا الكتاب أعماالً سھلة يقومون بھا لعجزھم عن تقديم القرابين لكبر‬
‫)‪(٥٤‬‬
‫سنھم‪.‬‬
‫‪ ‬آبا نيشادات‪ :‬ويعني "الجلوس بالقرب من المعلم"‪ ،‬واشترك في تأليفه‬
‫مجموعة من الكھنة والقديسين)‪ ،(٥٥‬وھو األسرار والمشاھدات النفسية للعرفاء‬
‫من الصوفية الھندوس‪ ،‬ودونت للرھبان والمتنسكين الذين تركوا ظاھر الحياة‬

‫)‪(٤٦‬‬
‫انظر‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪ .٤٢٠‬الموسوعة الميسرة‪ ،‬الندوة‪،‬‬
‫)‪.(٧٢٥ \٢‬في مقارنة األديان المعتقدات واألديان وفق منھج القرآن‪ ،‬سعدون محمود‬
‫الساموك‪ ،‬ص ‪.٢٦٤‬‬
‫)‪(٤٧‬‬
‫انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة‪.( ٧٢٥ \٢ ) ،‬‬
‫)‪(٤٨‬‬
‫انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٤١‬‬
‫)‪(٤٩‬‬
‫انظر‪ :‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٦٥‬‬
‫)‪(٥٠‬‬
‫انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٤١‬‬
‫)‪(٥١‬‬
‫انظر‪ :‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٦٥‬‬
‫)‪(٥٢‬‬
‫انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٤١‬‬
‫)‪(٥٣‬‬
‫انظر‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪.٤٢٠‬‬
‫)‪(٥٤‬‬
‫انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪ .٤٢ ،٤١‬الموسوعة الميسرة‪.(٧٢٥ \٢) ،‬‬
‫)‪(٥٥‬‬
‫انظر‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪.٤٢١‬‬
‫‪١٩٢‬‬
‫ومالوا إلى باطنھا‪ ،‬حيث ُتمثل األبانيشادات مذھب الروح الذي ھو المرتبة‬
‫العليا في سلسلة االرتقاء الديني‪ ،‬كما كان ھذا الكتاب خطوة مھمة في سبيل‬
‫قل فيه االھتمام باآللھة‪،‬‬
‫الحرية الدينية واالنعتاق من النزعات البرھمية‪ ،‬حيث ّ‬
‫ً‬
‫وندرت األدعية والقرابين‪ ،‬وحل العلم والعرفان محلھا‪ ،‬ولوال بعضا من‬
‫الشعور الديني الذي بقي فيھا لكانت فلسفة محضة)‪.(٥٦‬‬
‫ومن خرافات الويدا بعض ھذه النصوص‪:‬‬
‫تقول المالئكة‪" :‬يا اندر " إله المطر‪ :‬إن " وشنو" إله الرزق يطبخ لك مائة‬
‫جاموس"‪.‬‬
‫وفي موضع آخر يقول اندرا‪) :‬ھي تطبخ لي خمسة عشر ثوراً وأنا آكلھم‬
‫فأكون سمينا()‪.(٥٧‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قوانين منو‪:‬‬
‫ويعرف باسم " سمرتي "‪ ،‬أو " منو سمرتي " أي شرع أو قوانين مانو‪ ،‬وھي‬
‫مجموعة التعاليم الھندوسية التي انتقلت شفھيا ً لقرون عديدة‪ ،‬ثم ُدونت بعد ذلك‬
‫استناداً للذاكرة‪ (٥٨) ،‬وھو يشكل الحالة األھم في تشريعھم‪ ،‬ويشمل مختلف‬
‫شؤون الحياة)‪ُ ،(٥٩‬وضعت في القرن الثالث قبل الميالد في العصر الويدي‬
‫الثاني‪ ،‬عصر انتصار الھندوسية على اإللحاد الذي تمثل في " الجينية‬
‫والبوذية")‪.(٦٠‬‬
‫وھذه القوانين عبارة عن شرح للويدات تبين معالم الھندوسية ومبادئھا‬
‫وأسسھا)‪.(٦١‬‬
‫وقوانين مانو يتكون من قسمين‪ ،‬األول‪ :‬ويدانجا‪ ،‬ويحتوي على ست مسائل)‪،(٦٢‬‬
‫والثاني‪ :‬أوباويدا)‪ ،(٦٣‬ويضم خمس مسائل )‪.(٦٤‬‬

‫)‪(٥٦‬‬
‫انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٤٢‬‬
‫)‪(٥٧‬‬
‫دراسات في الديانات الھندية‪ ،‬محمد ضياء الرحمن األعظمي‪.(١١٨ /٦) ،‬‬
‫)‪(٥٨‬‬
‫انظر‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪.٤٢١‬‬
‫)‪(٥٩‬‬
‫انظر‪ :‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٦٥‬‬
‫)‪(٦٠‬‬
‫انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة‪ ،‬الندوة‪.( ٧٢٥ \٢ ) ،‬‬
‫)‪(٦١‬‬
‫انظر‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد رضا القھوجي‪ ،‬ص ‪.٢٦٢‬‬
‫‪١٩٣‬‬
‫يقول الدكتور أسعد السحمراني‪) :‬والمعتمد من ھذه األقسام كلھا عند الھندوس‬
‫في أيامنا ھذه يضمه كتاب اسمه " منو سمرتي " أو " شرع منو " وقد نقله إلى‬
‫العربية إحسان حقي‪ ،‬وفي تقديمه للكتاب يبين ما في نصوص الكتاب من‬
‫تشويش وعدم انسجام‪ ،‬فيقول‪" :‬وإذا شئنا أن نصف منو سمرتي قلنا إنه‬
‫مجموعة متناقضات‪ ،‬إذ بينما نراه يرتفع بتشريعه إلى أعلى درجات العقل‬
‫واإلدراك وسالمة الذوق والتفكير نراه ينحدر فجأة إلى درجة من السخافة‬
‫واإلسفاف المخجل‪ .. .‬ولئن دل ھذا على شيء فإنما يدل على أن ھذا الكتاب‬
‫كتب في أوقات متباعدة وبأيدي أناس مختلفين اختالفا ً كبيراً في العلم والعقل‬
‫واإلدراك"()‪.(٦٥‬‬

‫ويقول الدكتور محمد ضياء األعظمي‪ ) :‬والقوانين الھندوسية سواء تتعلق‬


‫باألمور الدنيوية أو الدينية كلھا ُتؤخذ من ھذا الكتاب ‪ ،‬فإذاً ھو أساس لقضايا‬
‫المحكمة الشرعية الھندوسية‪ ،‬ولم تختلف واحدة من الفرق الھندوسية سواء‬
‫البوذية أم الجينية أم السيخية في األخذ منه بل كلھا اتفقت في ذلك‪.‬‬
‫من أشھر تعليمات "منو اسمرتى"‪:‬‬
‫‪ .١‬البحث في خلق الكون‪.‬‬
‫‪ .٢‬البحث في الطبقات األربعة في المجتمع الھندوسي وتقسيم وظائفھا‪.‬‬
‫‪ .٣‬البحث في أعمار اإلنسان على النحو التالي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تفصيله طلب العلم من حين الوالدة إلى خمس وعشرين يسمى "برھما‬
‫جاريه آشرما"‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الحياة العائلية من خمس وعشرين إلى خمسين يسمى "كرھستا آشرما"‬
‫ج ‪ -‬ترك الدنيا من خمسين إلى خمس وسبعين يسمى "سنياس آشرما"‪.‬‬
‫)‪(٦٦‬‬
‫د ‪ -‬اإلرشاد والتوجيه من خمس وسبعين إلى المنية (‪.‬‬

‫=‬
‫)‪(٦٢‬‬
‫للتعرف على ھذه المسائل‪ ،‬انظر‪ :‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٦٦‬‬
‫)‪(٦٣‬‬
‫للتعرف على ھذه المسائل‪ ،‬انظر‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.٦٧ -٦٦‬‬
‫)‪(٦٤‬‬
‫انظر‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪.٤٢١‬‬
‫ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪ ،٦٧‬نقالً عن د\ إحسان حقي‪ ،‬ص ‪.٢٧‬‬ ‫)‪(٦٥‬‬
‫)‪(٦٦‬‬
‫( دراسات في الديانات الھندية‪ ،‬محمد ضياء الرحمن األعظمي‪.(١٧٠ /٧) ،‬‬

‫‪١٩٤‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬كتب أخرى أقل أھمية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬مھا بھارتا‪:‬‬
‫ملحمة ھندية تشبه اإللياذة واألوديسة عند اليونان‪ ،‬وقد وقعت ھذه الملحمة‬
‫الكبرى حوالي سنة ‪ ،٩٥٠‬قبل الميالد‪ ،‬وھي تصف حربا ً بين أمراء أسرة‬
‫ملكية واحدة‪ ،‬ولكن جميع ملوك الھند اشتركوا فيھا مع ھذا الجانب أو ذاك‪ ،‬كما‬
‫تذكر الملحمة أن اآللھة اشتركت في ھذه الحرب أيضا ً)‪.(٦٧‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬كيتا‪:‬‬
‫ھذا الكتاب يصف حربا ً بين أمراء من أسرة ملكية واحدة‪ ،‬ويحتوي إرشادات‬
‫"كرشنا" في المسائل الحربية‪ ،‬وبه الكثير من النظرات الفلسفية واالجتماعية)‪.(٦٨‬‬
‫ونال ھذا الكتاب مقاما ً عظيما ً في الديانة الھندوسية‪ ،‬فتأثرت به حياتھم‪ ،‬يقول‬
‫الزعيم غاندي)‪ ) :(٦٩‬إن كيتا كتاب مقدس ال يماثله غيره وال يحاذيه‪ ،‬فيه عقيدة‬
‫صالحة وأخالق حسنة لجميع أصحاب الفكر والدعوة أن يعرفوا قدر ھذا‬
‫الكتاب ويحترموه ويوقروه ويجعلوه مصدرا ألصولھم الدينية()‪.(٧٠‬‬
‫وعلق الدكتور محمد ضياء األعظمي عليه بقوله‪) :‬كأن غاندي ظن أن األديان‬
‫األخرى خالية عن العقيدة الصالحة كالديانة الھندوسية فأشار عليھم بأخذ " كيتا"‬
‫)‪(٧١‬‬
‫مصدراً وأصالً‪ ،‬وھذا يدل على قلة علمه وعدم تفكيره‪ ،‬بل على شدة تعصبه(‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬يوجا واسستھا‪:‬‬
‫بتداء من القرن السادس عبر مرحلة‬ ‫تحتوي على أربعة وستين ألف بيت‪ ،‬ألفت ا ً‬
‫)‪(٧٢‬‬
‫طويلة على أيدي مجموعة من الناس ال يعرف من ھم ‪ ،‬كحال أغــلب الكتب‬

‫)‪(٦٧‬‬
‫انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪ .٧٥‬الموسوعة الميسرة‪ ،‬الندوة‪.( ٧٢٥ \٢ ) ،‬‬
‫)‪(٦٨‬‬
‫انظر‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد رضا بشير القھوجي‪ ،‬ص ‪.٢٦٥‬‬
‫)‪(٦٩‬‬
‫موھانداس كرمشاند غاندي‪ :‬ولد في ‪ ٢‬أكتوبر ‪ ،١٨٦٩‬توفي في ‪ ٣٠‬يناير ‪،١٩٤٨‬‬
‫سياسي بارز والزعيم الروحي للھند خالل حركة االستقالل‪ ،‬كان رائد لمقاومة‬
‫االستبداد من خالل العصيان المدني الشامل والتي أسھمت باستقالل الھند‪ ،‬معروف‬
‫باسم " المھاتما غاندي " بالسنسكرتية تعني الروح العظيمة‪ ،‬تم تشريفه في الھند‬
‫باعتباره أبو األمة‪ ،‬ويتم االحتفال بعيد ميالده ھناك في عطلة وطنية خاصة به‪ .‬انظر‪:‬‬
‫الموسوعة الحرة " ويكيبيديا " ‪./http://ar.wikipedia.org/wiki‬‬
‫)‪(٧٠‬‬
‫دراسات في الديانات الھندية‪ ،‬محمد ضياء الرحمن األعظمي‪.(١١٥ ،١١٤ /٨) ،‬‬
‫)‪(٧١‬‬
‫نفس المرجع‪.(١١٥ ،١١٤ /٨) ،‬‬
‫)‪(٧٢‬‬
‫انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‬
‫للشباب اإلسالمي‪.( ٧٢٥ ،٧٢٤ \٢) ،‬‬
‫‪١٩٥‬‬
‫الھندية المقدسة التي ال ُيعرف مؤلفيھا‪ ،‬وموضوع الكتاب ھو الفلسفة‬
‫والالھوت)‪.(٧٣‬‬
‫رابعا ً‪ :‬رامايانا‪:‬‬
‫يعتني ھذا الكتاب باألفكار السياسية والدستورية وفيه خطب لملك اسمه‬
‫)‪(٧٤‬‬
‫"راما"‪.‬‬
‫وھذا الكتاب مقدم على " كيتا "‪ ،‬وغيره‪ ،‬وله مرتبة رفيعة جداً‪ ،‬فالھندوس‬
‫يحتفلون كل سنة بحياة " راما " التمثيلية التي تستغرق حوالي شھر كامل في‬
‫جميع نواحي الھند ـ وھي من أكبر االحتفاالت للديانة الھندوسية تسمى بـ‬
‫"دسھره"‪ ،‬ومع ھذا االھتمام التام بالكتاب‪ ،‬فإنه لم ينتشر في أقطار الھند ألنه‬
‫مكتوب "بالسنسكرتية" وھي من اللغات الميتة)‪.(٧٥‬‬
‫يقول الدكتور أحمد شلبي‪) :‬رامايانا ُيعنى باألفكار السياسية أو الدستورية للحياة‬
‫الھندية‪ ،‬فھو يتحدث عن تكوين مجالس الشورى‪ ،‬وطرق اختيار الملوك ووالة‬
‫العھود‪ ،‬ثم عن واجبات الملك‪ ،‬وعن واجبات مجالس الشورى وسلوك‬
‫أعضائھا()‪.(٧٦‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬طبقاتھا ومعتقداتھا‪ ،‬وفيه مبحثان‪:‬‬


‫المبحث األول‪ :‬طبقاتھا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬معتقداتھا‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬طبقاتھا‪ ،‬وفيه أربعة مطالب‪. :‬‬


‫المطلب األول‪ :‬البراھمة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الكاشتر‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الويش‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬الشودر‪.‬‬

‫)‪(٧٣‬‬
‫انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٨٨‬‬
‫)‪(٧٤‬‬
‫انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‬
‫للشباب اإلسالمي‪.( ٧٢٥ ،٧٢٤ \٢) ،‬‬
‫)‪(٧٥‬‬
‫انظر‪ :‬دراسات في الديانات الھندية‪ ،‬محمد ضياء الرحمن األعظمي‪.(١١٥/٨) ،‬‬
‫)‪(٧٦‬‬
‫أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٩١‬‬
‫‪١٩٦‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬معتقداتھا‪ ،‬وفيه ستة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األلوھية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عبادة البقر‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الكارما‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬تناسخ األرواح‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬وحدة الوجود‪.‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬تقديس نھر الكنج‪.‬‬

‫‪١٩٧‬‬
‫المبحث األول‪ :‬طبقاتھا‪:‬‬
‫توطئة‪:‬‬
‫إن الناظر للمجتمع الھندوسي يرى طبقية مقيتة‪ ،‬وتقسيما ً كريھا ً للمجتمع‪ ،‬حيث‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫جعلت الديانة الھندوسية الناس طبقات‪ ،‬ولكي تلزم الناس بھذا األمر أصبغته‬
‫موحية للجميع بأن التقسيم إلھي لكي يظل الناس على مراتبھم‬ ‫ً‬ ‫بصبغة دينية‪،‬‬
‫مھما دنت‪ ،‬وال يطمحون للتغيير‪ ،‬فتتسلط الطبقات العليا على الطبقات الدنيا‬
‫وتتحكم في مصائرھا‪.‬‬
‫يقول أبي الريحان البيروني‪) :‬ھذه الطبقات في أول األمر أربع‪ ،‬علياھا‬
‫"البراھمة"‪ ،‬وقد ذكر في كتبھم أن خلقتھم من رأس "برھم"‪ ،‬وأن ھذا االسم‬
‫كناية عن القوة المسماة " طبيعة "‪ ،‬والرأس عالوة الحيوان‪ ،‬فالبراھمة نقاوة‬
‫الجنس‪ ،‬ولذلك صاروا عندھم خيرة اإلنس‪ ،‬والطبقة التي تتلوھم " كشتر "‬
‫خلقوا بزعمھم من مناكب " براھم " ويديه‪ ،‬ورتبتھم عن رتبة البراھمة غير‬
‫متباعدة جداً‪ ،‬ودونھم " بيش " خلقوا من رجلي " براھم " وھاتان المرتبتان‬
‫األخيرتان متقاربتان‪ ،‬وعلى تمايزھم تجمع المدن والقرى‪ ،‬أربعتھم مختلطي‬
‫المساكن والدور‪ ،‬ثم أصحاب المھن دون ھؤالء غير معدودين في طبقة غير‬
‫أنتز" وھم ثمانية أصناف بالحرف ويتمازجزن بما يشابھھا‬ ‫الصناعة ويسمون " َ ْ َ‬
‫القصار‪ ،‬واالسكاف والحائك‪ ،‬فإنه ال ينحط إلى‬ ‫ّ‬ ‫من الحرف األخر سوى‬
‫نساج الزنابيل واألترسة‬ ‫اللعاب و ّ‬‫حرفتھم سائرھم وھم القصار واالسكاف و ّ‬
‫السفان وصياد السمك وقناص الوحوش والطيور والحائك‪ ،‬فال يساكنھم‬ ‫و ّ‬
‫الطبقات األربع في بلدة‪ ،‬وإنما يأوون إلى مساكن تقربھا وتكون خارجھا‪ ،‬وأما‬
‫بدھتو" فليسوا معدودين في شيء‪ ،‬وإنما‬ ‫" ھادى " و" دوم " و" جندال " و" َ ْ َ‬
‫يشتغلون برذاالت األعمال من تنظيف القرى وخدمتھا‪ ،‬وكلھم جنس واحد‬
‫يميزون بالعمل كولد الزنا‪ ،‬فقد ذكر أنھم يرجعون إلى أب " شودر " وأم "‬
‫برھمن " خرجوا منھما بالسفاح فھم منفيون منحطون ()‪.(٧٧‬‬
‫أسھب البيروني في الطبقات‪ ،‬ولكنه لم يورد " الشودر "‪ ،‬ومن أي جزء من اآللھة‬
‫خرج‪ ،‬ولذلك يضعونھم في أحط الطبقات‪ ،‬يقول منو وھو يعدد خلق برھما للكائنات‪:‬‬
‫)ثم خلق البرھمي من فمه‪ ،‬والكاشتريا من ذراعه‪ ،‬والويشا من فخذه‪ ،‬والشودرا من‬
‫لكل من ھذه الطبقات منزلته على ھذا النحو()‪.(٧٨‬‬‫رجله‪ ،‬فكان ٍ‬

‫)‪(٧٧‬‬
‫تحقيق ما للھند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة‪ ،‬أبي الريحان البيروني‪ ،‬ص ‪-٧٦‬‬
‫‪.٧٧‬‬
‫)‪(٧٨‬‬
‫أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٥٥ – ٥٤‬‬
‫‪١٩٨‬‬
‫المطلب األول‪ :‬البراھمة‬

‫البراھمة‪ :‬وھم الكھنة)‪ (٧٩‬وھم الذين خلقھم اإلله "براھما" من فمه‪ ،‬ومنھم المعلم‬
‫والكاھن ‪ ،‬والقاضي‪ ،‬ويلجأ الجميع إليھم في حاالت الزواج والوفاة‪ ،‬وال يجوز‬
‫)‪(٨٠‬‬
‫تقديم القرابين إال بوجودھم‪.‬‬
‫ً‬
‫ونتيجة لخلقتھم تلك‪ ،‬فھم ُيعتبرون ‪ -‬في نظر الناس ‪ -‬صفوة الخلق‪ ،‬وقد ألحقوا‬
‫)‪(٨١‬‬
‫باآللھة‪ ،‬ولھم أن يأخذوا من أموال عبيدھم – طبقة الشودر‪ -‬ما يريدون‪.‬‬
‫يقول غوستاف لوبون عن انقسام حياة البرھمي ألربعة أدوار‪) :‬دور المراھقة‪،‬‬
‫وفيه يتخرج البرھمي على أساتذة مخصوصين في دراسة الكتب المقدسة‬
‫واالطالع على أسرار الدين‪ ،‬ودور الفتوة وفيه يتزوج البرھمي فيصبح أبا ً‬
‫ورب أسرة ما كانت وظائفه وراثية‪ ،‬وما كان واجبه األول أن يكون ذا‬
‫ولد‪ ،‬ودور الكھولة‪ ،‬وفيه يقضي البرھمي أيامه معتزالً متبتالً زاھداً‪ ،‬ودور‬
‫الشيبة‪ ،‬وفيه يصبح البرھمي كامالً متصالً باآللھة رأسا ً متأمالً متأھبا ً‬
‫للموت()‪.(٨٢‬‬
‫وترتب على ھذه المكانة التي وضع " البراھمة " أنفسھم فيھا بعض األمور‬
‫التي يفعلونھا‪ ،‬وبھا ظلم كبير وتمييز فاضح لھم عن سائر الناس‪ ،‬ومن أمثلة‬
‫تلك األمور‪:‬‬
‫‪ -‬البرھمي محل الحترام جميع اآللھة بسبب نسبه وحده‪ ،‬وأحكامه حجة في‬
‫العالم)‪.(٨٣‬‬
‫‪ -‬البرھمي الذي ھو في العاشرة من عمره يفوق الشودري الذي ناھز المائة كما‬
‫يفوق الوالد ولده)‪.(٨٤‬‬
‫‪ -‬كل ما في العالم ملك للبرھمي‪ ،‬ولذا ال يعاقب على سرقته)‪.(٨٥‬‬
‫‪ -‬ال يدنس البرھمي بذنب مھما بلغ ولو قتل الناس أجمعين)‪.(٨٦‬‬
‫ً )‪(٨٧‬‬ ‫‪ -‬إذا ّادعى أحد المنبوذين أنه ِّ‬
‫يعلم برھميا ً فإنه يسقى زيتا ً ّ‬
‫مغليا‪.‬‬

‫)‪ (٧٩‬انظر‪ :‬حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.٢٩٥‬‬


‫)‪ (٨٠‬انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‪،‬‬
‫)‪.(٧٢٦ /٢‬‬
‫)‪ (٨١‬انظر‪ :‬نفس المرجع‪.(٧٢٧ /٢) ،‬‬
‫)‪ (٨٢‬حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.٢٩٨‬‬
‫)‪ (٨٣‬انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٥٦‬‬
‫‪١٩٩‬‬
‫كما أوردت مصادر الھندوسية ِطباع الطبقات ھذه وما يتميزون به من أخالق‪،‬‬
‫فالبرھمي ) يجب أن يكون وافر العقل‪ ،‬ساكن القلب‪ ،‬صادق اللھجة‪ ،‬ظاھر‬
‫االحتمال‪ ،‬ضابطا ً للحواس‪ ،‬مؤثراً للعدل‪ ،‬بادي النظافة‪ ،‬مقبالً على العبادة‪،‬‬
‫)‪(88‬‬
‫مصروف الھمة إلى الديانة (‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الكاشتر‪.‬‬


‫الكاشتر‪ :‬وھم الجند والمقاتلة )‪(٨٩‬وھم الذين خلقھم اإلله من ذراعيه‪ :‬يتعلمون‬
‫)‪(٩٠‬‬
‫ويقدمون القرابين ويحملون السالح للدفاع‪.‬‬
‫وقد حددت نصوصھم المقدسة لألكشتري مھمات معينة‪ ،‬حيث ال يجوز له أن‬
‫يشتغل بغير الجندية‪ ،‬فھو يعيش جنديا ً حتى في وقت السلم)‪.(٩١‬‬
‫واألكشترية‪ ،‬مع البراھمة ھم عماد المجتمع وال يستغني أحدھما عن اآلخر‪،‬‬
‫وإن كان البراھمة يتفوقون عليھم بدرجة)‪.(٩٢‬‬
‫و عن ِطباع وأخالق ھذه الطبقة وما تميزت به‪ ،‬تقول كتبھم‪ ،‬يجب )أن يكون‬
‫الكشتر‪ ،‬مھيبا ً في القلوب‪ ،‬شجاعا ً متعظما ً‪ ،‬ذلق اللسان‪ ،‬سمح اليد غير ُمبال‬
‫)‪(٩٣‬‬
‫بالشدائد‪ ،‬حريصا ً على تيسير الخطوب(‬
‫وقد ترتب على ذلك إسناد بعض المھام لھم‪:‬‬

‫=‬
‫)‪(٨٤‬‬
‫انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‪،‬‬
‫)‪.(٧٢٧ /٢‬‬
‫)‪(٨٥‬‬
‫انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٥٦‬‬
‫)‪(٨٦‬‬
‫انظر‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.٥٦‬‬
‫)‪(٨٧‬‬
‫الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‪/٢) ،‬‬
‫‪.(٧٢٧‬‬
‫)‪(٨٨‬‬
‫تحقيق ما للھند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة‪ ،‬أبي الريحان البيروني‪ ،‬ص ‪.٧٨‬‬
‫)‪(٨٩‬‬
‫انظر‪ :‬حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.٢٩٥‬‬
‫)‪(٩٠‬‬
‫الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‪/٢) ،‬‬
‫‪.(٧٢٧‬‬
‫)‪(٩١‬‬
‫انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٥٧‬‬
‫)‪(٩٢‬‬
‫انظر‪ :‬حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.٣٠٠‬‬
‫)‪(٩٣‬‬
‫تحقيق ما للھند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة‪ ،‬أبي الريحان البيروني‪ ،‬ص ‪.٧٨‬‬
‫‪٢٠٠‬‬
‫نصب الملك في األكشترية‪ ،‬وللملك على األكشترية احترام الجنود‬ ‫حيث ُي ّ‬
‫لقائدھم‪ ،‬ويجب أن ال يستخف بالملك ولو كان طفالً‪ ،‬فال يقال له إنسان‪ ،‬ألن‬
‫األلوھية تتجسم في صورة الملك البشرية)‪.(٩٤‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الويش‪.‬‬
‫وھم الزراع والمرابين والتجار)‪ ،(٩٥‬وھم الذين خلقھم اإلله من فخذه‪ :‬يزرعون‬
‫)‪(٩٦‬‬
‫ويتاجرون ويجمعون المال‪ ،‬وينفقون على المعاھد الدينية‪.‬‬
‫وھذه الطبقة تقوم بمھمة األمن الغذائي للمجتمع‪ ،‬و بيدھا اإلنتاج واالقتصاد‪،‬‬
‫وتلك مھمتھا االقتصادية األساسية في المجتمع)‪.(٩٧‬‬
‫وشغلھم لھذه الوظيفة ليست باختيارھم‪ ،‬بل ُتولد معھم حسب الطبقة التي‬
‫انحدروا منھا‪ ،‬وقد ورد نصا ً في أشھر كتبھم منو سمرتي‪:‬‬
‫)وفرض على الويش سبعة أمور ھي‪ :‬حفظ الحيوانات ورعيھا‪ ،‬وإعطاء‬
‫الصدقات‪ ،‬والقيام بعبادة يكيه‪ ،‬وقراءة الويد‪ ،‬والعمل بالتجارة‪ ،‬والتعامل بالربا‪،‬‬
‫واالشتغال بالزراعة()‪.(٩٨‬‬
‫ً‬
‫ونتيجة لذلك ترتب عليھم القيام ببعض األمور‪:‬‬
‫عليه الزواج بامرأة من طائفته‪ ،‬كما أنه ملزم بتربية الماشية على الدوام)‪.(٩٩‬‬
‫كما ينبغي عليه تعلم كيفية بذر الحبوب‪ ،‬والتمييز بين األرض الجيدة‪ ،‬واألرض‬
‫الرديئة )‪.(١٠٠‬‬
‫كما تميزت ھذه الطبقة بعدة أخالق – نقالً عن مصادرھم‪ ،‬حيث ينبغي )أن‬
‫يكون "بيش" مشتغالً بالفالحة‪ ،‬واقتناء السوائم والتجارة()‪.(١٠١‬‬

‫)‪ (٩٤‬انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٥٧‬‬


‫)‪ (٩٥‬انظر‪ :‬حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.٢٩٥‬‬
‫)‪ (٩٦‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‪/٢) ،‬‬
‫‪.(٧٢٧‬‬
‫)‪ (٩٧‬انظر‪ :‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٧٠‬‬
‫)‪ (٩٨‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪ ،٧١‬نقالً عن‪ :‬منو سمرتي‪ ،‬ص ‪.٤٨‬‬
‫)‪ (٩٩‬انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٥٧‬‬
‫)‪ (١٠٠‬انظر‪ :‬حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.٣٠١‬‬
‫‪٢٠١‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬الشودر‪.‬‬
‫وھم سفلة الناس الذين ليس لھم مھنة خاصة سوى خدمة اآلخرين)‪ ،(١٠٢‬وھم‬
‫الذين خلقھم اإلله من رجليه ‪ ،‬وھم مع الزنوج األصليين ُيشكلون طبقة‬
‫المنبوذين‪ ،‬وعملھم مقصور على خدمة الطوائف الثالث السابقة الشريفة‬
‫)‪(١٠٣‬‬
‫ويمتھنون المھن الحقيرة والقذرة‪.‬‬
‫وھم سكان البالد األصليون‪ ،‬وليسوا من الغزاة الفاتحين‪ ،‬ومع ذلك‪ُ ،‬نبذوا من‬
‫قبل ھؤالء)‪.(١٠٤‬‬
‫ونظراً لما ذكرناه من أنھم خلقوا من رجلي " البراھم "‪ ،‬فھم أدنى طبقات‬
‫المجتمع وأشبه ما يكونون بالعبيد‪ ،‬وواجبھم الخدمة والعمل وإنجاز كل ما ُيوكل‬
‫لھم من الطبقات الثالث السابقة‪ ،‬بل وورد في كتبھم المقدسة أن من يتخلف من‬
‫ھؤالء عن أداء مھمته فسيناله شتى أنواع العقاب)‪ ،(١٠٥‬بل وصل بھم األمر أن‬
‫جعلوا كفارة قتل الكلب والقطة والضفدعة والوزغ والغراب والبومة ورجل من‬
‫)‪(١٠٦‬‬
‫الطبقة المنبوذة سواء‪.‬‬
‫ومن ھنا نرى الظلم الواضح الواقع على ھذه الطبقة التي يرى الھندوسي‬
‫دناءتھا بالوالدة واألصل‪ ،‬ثم يحكم على مصيرھا وال يترك لھا حرية اختيار‬
‫المھنة التي تريدھا أو تناسبھا‪ ،‬كما يظلمھا في إيجابه عليھا خدمة طبقات ثالث‬
‫وتلبية ما تريده)‪.(١٠٧‬‬

‫=‬
‫)‪(١٠١‬‬
‫تحقيق ما للھند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة‪ ،‬أبي الريحان البيروني‪ ،‬ص‬
‫‪.٧٨‬‬
‫)‪ (١٠٢‬انظر‪ :‬حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.٢٩٥‬‬
‫)‪ (١٠٣‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‪/٢) ،‬‬
‫‪.(٧٢٧‬‬
‫)‪ (١٠٤‬انظر‪ :‬حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.٣٠٢‬‬
‫)‪ (١٠٥‬انظر‪ :‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٧٢- ٧١‬‬
‫)‪ (١٠٦‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‪/٢) ،‬‬
‫‪.(٧٢٧‬‬
‫)‪ (١٠٧‬لالستزادة‪ ،‬انظر‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪ .٤١٦‬ترجمان األديان‪،‬‬
‫أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٧٢ – ٧١‬‬
‫‪٢٠٢‬‬
‫وھذه النظرة حددت لھم أخالقيات معينة ينبغي لھم أن ال يحيدوا عنھا‪ ،‬حيث‬
‫يجب على الشودر " أن يكون ُمجتھداً في الخدمة‪ ،‬والتملق‪ ،‬متحببا ً إلى ٍ‬
‫كل‬
‫أحد()‪.(١٠٨‬‬
‫ومن األمثلة التي ُتصور مدى احتقار الھندوس لھذه الطبقة كمعتقد ديني في‬
‫نصوصھم‪:‬‬
‫مد أحد المنبوذين إلى برھمي يداً أو عصا ً ليبطش به قطعت يده‪ ،‬وإذا رفسه‬
‫إذا ّ‬
‫)‪(١٠٩‬‬
‫فدعت رجله ‪.‬‬ ‫ُِ‬
‫يأمر الملك بصب الزيت الحار في فم الشودر وأذنيه إذا بلغت به جرأته أن‬
‫يبدي رأيه للبراھمة في أمور وظائفھم)‪.(١١٠‬‬
‫كما أن المنبوذين أحط من البھائم وأذل من الكالب بحسب قانون " منو "‪ ،‬بل‬
‫إن من سعادتھم أن يخدموا البراھمة وليس لھم أجر أو ثواب)‪.(١١١‬‬
‫و ّ‬
‫آﺛﺎر ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻘﻴﺔ )‪:(١١٢‬‬
‫ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟطﺑﻘﻳﺔ اﻟﺑﻐﻳﺿﺔ ﻋدة آﺛﺎر وﻣﺿﺎر‪ ،‬وﻫﻲ ﻣﻧﺎﻓﻳﺔ ﻷﺻﻝ اﻟدﻳﺎﻧﺎت‬
‫ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ‬
‫ً‬ ‫اﻟﺳﻣﺎوﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘر ﻫذا اﻟﺗﻣﺎﻳز اﻟﻧوﻋﻲ أو اﻟﺟﻧﺳﻲ ﺑﻳن اﻟﺑﺷر‪،‬‬
‫إن َ ْ َ َ ُ ْ‬
‫أﻛﺮﻣﻜﻢ‬ ‫وﻗﺒﺎﺋﻞ ِ َ َ َ ُ‬
‫ﻟﺘﻌﺎرﻓﻮا ِ ﱠ‬ ‫ﺷﻌﻮﺑﺎ َ َ َ ِ َ‬ ‫ذﻛﺮ َ ُ َ‬
‫وأﻧﺜﻰ َ َ َ ْ َ ُ ْ‬
‫وﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ ُ ُ ً‬ ‫ﻣﻦ َ َ ٍ‬‫اﻟﻨﺎس ِ ﱠإﻧﺎ َ َ ْ َ ُ ِ‬
‫ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ْ‬
‫ْ‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪َ ] :‬ﻳﺎ ﱡ َ‬
‫أﳞﺎ ﱠ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َِْ‬
‫ﺧﺒﲑ[)‪.(١١٣‬‬‫ﻋﻠﻴﻢ َ ِ ٌ‬‫إن اﷲﱠَ َ ٌ‬ ‫ﻋﻨﺪ اﷲﱠِ َ ْ َ ُ ْ‬
‫أﺗﻘﺎﻛﻢ ِ ﱠ‬

‫ومن ھذه اآلثار المترتبة على ھذا النظام الطبقي في المجتمع الھندوسي‪ ،‬فقدان‬
‫قيمة الفرد‪ ،‬فليس له أھمية إال إذا كان عضواً في جماعة‪ ،‬كما أدى ھذا النظام‬

‫)‪ (١٠٨‬تحقيق ما للھند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة‪ ،‬أبي الريحان البيروني‪ ،‬ص‬
‫‪.٧٨‬‬
‫)‪ (١٠٩‬انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‪،‬‬
‫)‪.(٧٢٧ /٢‬‬
‫)‪ (١١٠‬انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٥٨‬‬
‫)‪ (١١١‬انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‪،‬‬
‫)‪.(٧٢٧ /٢‬‬
‫ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٧٢‬‬
‫)‪ (١١٢‬لم أخصص جزءاً لنقد أي معتقد أو فكرة ھندوسية‪ ،‬وذلك لتشابه معتقداتھا الضالة مع‬
‫غيرھا من األديان الوثنية‪ ،‬وارتأيت الحديث عن آثار الطبقية لتميز الديانة الھندوسية‬
‫بھا عن غيرھا من الديانات شرقية وغربية‪.‬‬
‫)‪ (١١٣‬الحجرات‪.١٣ :‬‬
‫‪٢٠٣‬‬
‫ألن بعض الطبقات ال تعمل؛‬ ‫إلى ھبوط المستوى االقتصادي لمعتنقي الھندوسية ّ‬
‫ً‬
‫وذلك استناداً إلى أن العمل ال يليق بمكانتھا السامية كطبقة البراھمة مثال‪ ،‬كما‬
‫)‪(١١٤‬‬
‫أن نظام الطبقات يعطل مبدأ تكافؤ الفرص‪.‬‬
‫يقول ول ديورانت‪) :‬فنظام الطبقات كان وليد مجتمع زراعي راكد‬
‫ال يتغير؛ وھو إن ضمن النظام فال يتيح طريق الصمود للعبقري إذا ظھر في‬
‫طبقة دنيا‪ ،‬وال يفسح من مجال الطموح واألمل‪ ،‬وال يحفز الناس على االبتكار‬
‫والمغامرة؛ ولذا فقد قضى عليه بالفناء حين بلغت الثورة الصناعية شواطئ‬
‫الھند؛ فاآلالت ال احترام عندھا لألشخاص‪ ،‬ففي معظم المصانع يعمل الناس‬
‫جنبا ً إلى جنب بغير تميز الطبقات؛ والقطارات وعربات الترام تھيئ مكانا ً‬
‫للجلوس أو للوقوف لكل من يدفع األجر المطلوب والجمعيات التعاونية‬
‫واألحزاب السياسية تضم كل المراتب في صعيد واحد؛ وفي زحمة المسرح أو‬
‫الطريق في المدينة‪ ،‬تتدافع المناكب بين البرھمي والمنبوذ فتنشأ بينھما زمالة لم‬
‫تكن متوقعة؛ وقد أعلن أحد "الراجات")‪ (١١٥‬أن كل الطبقات والعقائد ستفتح لھا‬
‫أبواب قصره؛‪.. .‬‬
‫وھكذا تعمل اآلالت على رفع طبقة جديدة رويدا رويدا إلى الثراء والقوة‬
‫وتسدل الستار على طبقة أرستقراطية ھي أقدم الطبقات األرستقراطية القائمة‬ ‫ُ‬
‫اليوم‪.‬‬
‫مر‬
‫إن ما ينطوي عليه نظام الطبقات من مأساة عظمى ھو أنه قد ضاعف على ّ‬
‫األجيال من "المنبوذين" الذين ينخرون بعددھم المتزايد وثورة نفوسھم في قوائم‬
‫النظام االجتماعي الذي ھم صنيعته؛ ويضم ھؤالء المنبوذين في صفوفھم كل‬
‫من فُرض عليھم الرق بسبب الحرب أو عدم الوفاء بالدين‪ ،‬ومن ولدوا عن‬
‫زواج بين البراھمة وشودرات‪ ،‬ومن تعست حظوظھم بحيث قضى القانون‬
‫البرھمي على مھنھم بأنھا مما يحط بقيمة اإلنسان كالكناسين والجزارين‪،‬‬
‫والبھلوانات والحواة والجالدين‪ ،‬ثم تضخم عددھم بسبب كثرة التناسل كثرة‬
‫حمقاء تراھا عند من ال يملك شيئا ً يخاف على فقده؛ وقد بلغ بھم فقرھم المدقع‬
‫حداً جعل نظافة الجسد والملبس والطعام بمثابة الترف الذي يستحيل عليھم أن‬
‫ينعموا به‪ ،‬فيجتنبھم بنو وطنھم اجتنابا ً يمليه كل عقل سليم‪ ،‬ولذلك تقتضي‬

‫)‪ (١١٤‬انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‪،‬‬
‫)‪.(٧٣٠ ،٧٢٩ /٢‬‬
‫)‪ (١١٥‬ھو القائد الذي يعود مثقالً بالغنائم‪ ،‬فيلبس خرصان ذھبية وثياب زاھية وأسلحة المعة‪،‬‬
‫ساطعا‪ ،‬وللراجوات وھم من األكشترية شأن كبير في كتب‬ ‫ً‬ ‫فيصبح " راجه " أي‬
‫الويدا‪ ،‬انظر‪ :‬حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.٢٧١‬‬
‫‪٢٠٤‬‬
‫منبوذ " رجل من طبقة "الباريا" على رجل‬‫ٍ‬ ‫ظل "‬
‫قوانين الطبقات أنه إذا وقع ُّ‬
‫ينتمي إلى الطبقات األخرى ‪ ،‬كان على ھذا األخير أن يزيل عن نفسه النجاسة‬
‫بغسل طھور؛ فكل ما يمسه المنبوذ‪ ،‬يصيبه الدنس بمسه إياه ‪ ،‬وفي كثير من‬
‫أجزاء الھند ال يجوز للمنبوذ أن يستقي ماء من اآلبار العامة‪ ،‬أو أن يدخل معابد‬
‫البراھمة‪ ،‬أو أن يرسل أوالده إلى المدارس الھندوسية ‪ ،‬وكان للحركة القومية‪،‬‬
‫بتأثير غاندي‪ ،‬فضل كبير في الحد من الحوائل التي كانت تسد الطريق أمام‬
‫المنبوذين؛ ويجوز أال يأتي الجيل المقبل إال وھم أحرار في الظاھر حرية تمس‬
‫القشور()‪.(١١٦‬‬

‫)‪(١١٦‬‬
‫قصة الحضارة‪ ،‬ول ديورانت‪ \٣ ) ،‬من ص ‪ ،٤١٨‬إلى ص ‪ ( ٤٢٢‬باختصار‪.‬‬
‫‪٢٠٥‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬معتقداتھا‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األلوھية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عبادة البقر‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الكارما‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬تناسخ األرواح‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬وحدة الوجود‪.‬‬

‫المطلب السادس‪ :‬تقديس نھر الكنج‪.‬‬

‫‪٢٠٦‬‬
‫توطئة‪:‬‬

‫لم تكن الديانة الھندوسية مقتصرة على كونھا عقيدة دينية ؛ بل كانت خليطا ً من‬
‫عقائد وطقوس ال يشترك القائمون بھا في أكثر من أربع صفات؛ حيث يعترفون‬
‫بنظام الطبقات وبزعامة البراھمة‪ ،‬ويقدسون البقرة باعتبارھا ُتمثل األلوھية‬
‫على نحو تمتاز به من سواھا‪ ،‬وھم َيقبلون قانون " كارما " وتناسخ األرواح‪،‬‬
‫وھم ُيضيفون إلى آلھتھم الجديدة آلھة " الفيدات" ؛ ولقد كان بعض ھذه العقائد‬
‫أسبق من عبادة الطبيعة التي جاءت بھا الفيدا‪ ،‬كما ظلت قائمة بعد زوال تلك‬
‫العبادة ‪ ،‬كما أن آلھة العقيدة الھندية تتميز بكثرة أعضائھا الجسدية ؛ فعلى سبيل‬
‫المثال ل " براھما " الجديد أربعة وجوه‪ ،‬ولـ " شيفا " ثالثة أعين‪ ،‬وكل إله‬
‫عندھم تقريبا ً له أربع أذرع)‪.(١١٧‬‬

‫يقول الزعيم الھندي "غاندي"‪) :‬ومن حظ الديانة الھندوسية أنھا ليست لھا عقيدة‬
‫رئيسية فإذا سؤلت عنھا أقول‪ :‬أن عقيدتھا ھي عدم التعصب والبحث عن الحق‬
‫بالطريقة الحسنة‪ ،‬أما االعتقاد بوجود الخالق وعدمه فكالھما سواء‪ ،‬وال يلزم‬
‫ألي رجل من رجال الھندوس أن يؤمن بالخالق فھو ھندوكي سواء آمن أو لم‬
‫يؤمن()‪.(١١٨‬‬

‫)‪(١١٧‬‬
‫انظر‪ :‬قصة الحضارة‪ ،‬ول ديورانت‪.( ٢٠٣ \٣ ) ،‬‬
‫)‪(١١٨‬‬
‫دراسات في الديانات الھندية‪ ،‬محمد ضياء الرحمن األعظمي‪.(١١٥/٦) ،‬‬

‫‪٢٠٧‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األلوھيـة‬
‫الھندوسية ديانة وثنية صميمة‪ ،‬وتتعدد لديھم المعبودات تعدداً كبيراً‪ ،‬حيث‬
‫ونتيجة لذلك ُعرفت ب " أرض‬‫ً‬ ‫أوصلوھا )لثالثة وثالثين إله()‪ ،(١١٩‬رئيسيا ً‪،‬‬
‫اآللھة ")‪ ،(١٢٠‬وسبب تلك الكثرة اعتقادھم بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إلھا ً‬
‫ُيعبد‪.‬‬
‫وتحت الثالثة والثالثين عدد مھول من اآللھة‪ ،‬يقول الدكتور عبد الراضي‬
‫المؤلھات‪ ،‬وسيل عارم متجدد من‬‫َّ‬ ‫محمد عبد المحسن‪) :‬الھندوسية نھر دافق من‬
‫تأليه الكائنات والموجودات‪ ،‬فإذا كان مؤرخو األديان والحضارات قد صعدوا‬
‫بتعدادھا في بدايات القرن المنصرم من الثالثين إلى رقم الثالثمائة والثالثين‬
‫فإن دارسي الديانات من المتأخرين جعلوا الرقم‬ ‫مليونا ً " ‪ " ٣٣٠‬من المؤلھات‪ّ ،‬‬
‫رمزيا ً‪ ،‬ألن الطموح الھندوسي ال يقف عند حدود ھذا الرقم‪ ،‬بل يرنوا إلى أن‬
‫يكون لكل ھندوسي إله خاص()‪.(١٢١‬‬
‫و قد تحدث ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة عن الثالثين مليونا ً من‬
‫اآللھة‪ ،‬اللذين تزدحم بھم مقبرة العظماء في الھند‪ ،‬بعضھا أقرب في طبيعته إلى‬
‫المالئكة‪ ،‬وبعضھا أقرب للشياطين‪ ،‬وطائفة منھا أجرام سماوية‪ ،‬وطائفة منھا‬
‫تمائم مثل "الكشمي" آلھة الحظ الحسن‪ ،‬وطائفة أخرى حيوانات أو طيور؛ ألن‬
‫الھندي ال يرى فارقا ً بعيداً بين الحيوان واإلنسان‪ ،‬واألرواح تمضي دوما ً متنقلة‬
‫من اإلنسان إلى الحيوان‪ ،‬ثم تعود إلى بني اإلنسان مرة أخرى؛‬
‫كذلك كانت األفاعي مصدر رعب لھم‪ ،‬لذا كانت من طبيعة اآللھة؛ واألفعى"ناجا"‬
‫كان لھا عندھم قدسية خاصة؛ ففي كثير من أجزاء الھند يقيمون كل عام حفالً دينيا ً‬
‫تكريما ً لألفاعي‪ ،‬بل وأقيمت المعابد كذلك تمجيداً لھذه األفاعي‪ ،‬التي يقوم الكھنة‬
‫على إطعامھا والعناية بھا )‪.(١٢٢‬‬
‫ً‬
‫قوى‬ ‫وقد أرجع الھندوسي كل ما يحيط به من مظاھر الكون والطبيعة إلى‬
‫خارقة وخفية تسيطر عليھا أرواح معينة يخافھا ويتوجه إليھا بالدعاء‬
‫ً‬
‫نتيجة لذلك توجه بالتقديس والعبادة‪ ،‬لكل شيء‪،‬‬ ‫والتضرع‪ ،‬و‬

‫)‪ (١١٩‬أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى اإلسالم‪ ،‬الدكتور عبد القادر بن‬
‫محمد عطا صوفي‪ ،‬ص ‪.٥٥‬‬
‫)‪ (١٢٠‬انظر‪ :‬دراسات في األديان الوثنية القديمة‪ ،‬أحمد عجيبة‪ ،‬ص ‪.١٢٨‬‬
‫)‪ (١٢١‬مشكلة التأليه في فكر الھند الديني‪ ،‬الدكتور عبد الراضي محمد عبد المحسن‪ ،‬ص‬
‫‪.٥٢‬‬
‫)‪ (١٢٢‬انظر‪ :‬قصة الحضارة‪ ،‬ول ديورانت‪.( ٢٠٧ \٣ ) ،‬‬
‫‪٢٠٨‬‬
‫فعبد – على سبيل المثال من مظاھر الطبيعة‪ :‬الغيوم‪ ،‬الشمس‪ ،‬الريح‪ ،‬المطر‪،‬‬
‫فعندھم إله للمطر‪ ،‬وإله للشمس‪ ،‬وإله للنار وردت في نصوصھم وتوجھوا لھا‬
‫الحرف توجھوا بالتقديس لحارس الطرقات والموتى‪ ،‬ولحامي‬ ‫بالطاعة‪ ،‬ومن ِ‬
‫القطيع‪ ،‬وغيرھم‪ ،‬ومن الحيوانات توجھوا للسلحفاة واألسد والثعابين والبقرة‪،‬‬
‫التي ھي في نظرھم ابنة اإلله‪ ،‬ومركز الحياة‪ ،‬وأم األبطال‪ ،‬ومن البشر‪" :‬‬
‫راما "المدافع عن البراھمة‪ ،‬و"كرشنا" صاحب الفأس وقاتل الملك الظالم‪ ،‬ومن‬
‫األعضاء‪ :‬عضو الجنس في الذكر واألنثى‪ ،‬بل وحتى المعاني‪ ،‬ومنھا على‬
‫سبيل المثال‪ " :‬شيفا " أي العنف والتدمير‪ ،‬و" الكشمي " أي الحظ‬
‫والثروة)‪.(١٢٣‬‬
‫والباحث في تاريخ الديانات الھندية القديمة عموما ً يجد معتقد ديني لديھم يقول‬
‫البرھمية ـ إحدى‬
‫َّ‬ ‫بالالھوت الثالثي‪ ،‬حيث ظھر التثليث ـ أوالً)‪ (١٢٤‬ـ في الديانة‬
‫ً‬
‫ابتداء ‪ -‬القوى‬ ‫الديانات الوضعية في بالد الھند ـ‪ ،‬والتي كان أتباعھا يعبدون ‪-‬‬
‫جسدوا تلك القوى‪ ،‬حيث اعتقدوا حلولھا في بعض‬ ‫ثم َّ‬
‫المؤثرة في الكون بزعمھم‪َّ ،‬‬‫ّ‬
‫تعددت آلھتھم حتى وصلت إلى‬ ‫األجسام؛ فعبدوا األصنام لحلولھا فيھا‪ ،‬ثم ما لبثت أن َّ‬
‫ثالثة وثالثين إلھا ً‪ ،‬ثم طرأ على عقائدھم التغيير‪ ،‬حتى وصل بھم ھذا التبديل إلى‬
‫بأن للعالم ثالثة آلھة‪ ،‬وھي‪:‬‬
‫حصر اآللھة في ثالثة أقانيم‪ ،‬وقالوا َّ‬
‫‪ -١‬براھما وھو اإلله الخالق‪ ،‬مانح الحياة‪ ،‬القوي الذي صدرت عنه جميع‬
‫األشياء‪ ،‬والذي ُيمثل إله الخير‪ ،‬ويرجو كرمه جميع األحياء‪ ،‬وينسبون إليه‬
‫وتجري الحياة في‬ ‫الشمس التي يكون بھا الدفء وانتعاش األجسام‪ُ ،‬‬
‫الحيوان والنبات بزعمھم)‪.(١٢٥‬‬
‫‪ -٢‬ويشنو‪ ،‬أو فيشنو‪ ،‬أو بشن‪ ،‬ويسمونه اإلله الحافظ‪ ،‬وھو إله ممتلئ حبا ً‬
‫ورحمة‪ ،‬مھمته تقديم الخير والعون لإلنسان)‪ (١٢٦‬ويعتقدون أن ويشنــو ھذا‬

‫)‪ (١٢٣‬انظر‪ :‬مشكلة التأليه في فكر الھند الديني‪ ،‬عبد الراضي محمد عبد المحسن‪ ،‬من ص‬
‫‪ ،٥٢‬إلى ص ‪.٥٦‬‬
‫)‪ (١٢٤‬يرفض الدكتور عبد الراضي عبد المحسن ھذا القول‪ ،‬وأن الثالوث المقدس ليس‬
‫ً‬
‫ھنديا‪ ،‬بل تعد الھند في ترتيب الديانات الثالوثية التاسعة بين المثلثات المقدسة‬ ‫ابتكاراً‬
‫في التاريخ الديني للشعوب‪ ،‬وللتعرف على من سبقھا‪ ،‬انظر‪ :‬مشكلة التأليه في فكر‬
‫الھند الديني‪ ،‬ص ‪.٤٣‬‬
‫)‪ (١٢٥‬انظر‪ :‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٥٧‬‬
‫)‪ (١٢٦‬انظر‪ :‬نفس المرجع والصفحة‪.‬‬
‫‪٢٠٩‬‬
‫التام)‪.(١٢٧‬‬
‫ليقي العالم من الفناء ّ‬
‫حل في المخلوقات َ‬
‫ّ‬

‫المفني‪،‬وينسبون إليه الَّنار؛‬


‫المخرب ُ‬
‫ِّ‬ ‫سيفا‪ ،‬أو شيفا‪ ،‬أو سيوا‪ ،‬وھو اإلله‬ ‫‪-٢‬‬
‫)‪(١٢٨‬‬
‫مخرب ‪ ،‬وھو إله اإلبادة‪ ،‬أو إله التحول‪ ،‬فھم ال يؤمنون‬ ‫مدمر ُ ِّ ٌ‬
‫عنصر ِّ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫ألنھا‬
‫)‪(١٢٩‬‬
‫بالموت – كما في عقيدة التناسخ لديھم – وھو اإلله الذي ُيعد عضو التوليد‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(١٣٠‬‬
‫من صفاته الرمزية‪ُ ،‬فتقرب له القرابين‪ ،‬وھو أقدم آلھة البرھمية الجديدة‬
‫البرھمية"‬
‫َّ‬ ‫الھندوسية "‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫واحد‪ ،‬فأتباع الديانة‬ ‫ٍ‬
‫إلله‬ ‫وھذه اآللھة الثالثة أقانيم‬
‫أن ﷲ ـ تعالى ﷲ عما يقول الظالمون علواً كبيراً ‪ -‬له ثالثة أقانيم؛‬ ‫يعتقدون ّ‬
‫)‪(١٣١‬‬
‫براھما "موجد العالم"‪ ،‬وويشنو"حافظ العالم"‪ ،‬وسيفا "مھلك العالم" ‪.‬‬
‫وقد تأثرت النصرانية بھذه العقيدة الوثنية وأخذت بھا بعد تحريف الديانة‬
‫السماوية)‪.(١٣٢‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عبادة البقر‪.‬‬


‫للبقر تقديس خاص عند الھندوس‪ ،‬حيث يرونھا مصدراً للخير والسعادة‪ ،‬ومن‬
‫ذلك تعلقھم بھا في مواسم الجفاف‪ ،‬حيث )ُيعدون سحب الرياح الموسمية أبقاراً‬
‫راع إلھي‪ ،‬فتدر من ثديھا الثقال‬
‫ٍ‬ ‫سماوية ترعى في سھول الفلك‪ ،‬ويسوسھا‬
‫السعادة والرخاء على األرض()‪.(١٣٣‬‬

‫)‪ (١٢٧‬انظر‪ :‬أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى اإلسالم‪ ،‬الدكتور عبد‬
‫القادر بن محمد عطا صوفي‪ ،‬ص ‪.٥٦ \٥٥‬‬
‫)‪ (١٢٨‬انظر‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.٥٦ \٥٥‬‬
‫)‪ (١٢٩‬الھندوس يعتقدون بأي شيء فيه نفع بأنه إله‪ ،‬ولذا ركزوا على األعضاء الجنسية في‬
‫الرجل‪ ،‬وإن كان عضو المرأة كان األھم لديھم كرمز للخصوبة وبقاء البشر‪ ،‬لذا‬
‫عبدوه‪ ،‬وامتألت معابدھم بالصور الرمزية له‪ .‬انظر على سبيل المثال‪ :‬مشكلة التأليه‬
‫في فكر الھند الديني‪ ،‬عبد الراضي محمد عبد المحسن‪ ،‬ص ‪ .٥٦‬قصة الحضارة‪ ،‬ول‬
‫ديورانت‪.(٢٠٥ \٣ ) ،‬‬
‫)‪ (١٣٠‬انظر‪ :‬حضارات الھند‪ ،‬جوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.٦٠٣‬‬
‫)‪ (١٣١‬انظر‪ :‬أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى اإلسالم‪ ،‬الدكتور عبد‬
‫القادر بن محمد عطا صوفي‪ ،‬ص ‪.٥٦ \٥٥‬‬
‫)‪ (١٣٢‬انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‬
‫للشباب اإلسالمي‪.( ٥٧٨ \٢ ) ،‬‬
‫‪٢١٠‬‬
‫ونصوصھم المقدسة تؤكد لھم قداستھا وعدم التعرض لھا‪ ،‬من ذلك ما ورد في‬
‫إحدى نصوص الفيدا‪ ،‬حيث تقول‪) :‬إن الذي يضرب البقرة برجله يستحق‬
‫العقاب()‪.(١٣٤‬‬
‫كما تحدث الدكتور أسعد السحمراني في أسلوب ساخر من ھذه النظرة للبقر‪،‬‬
‫حيث يقول‪) :‬الھندوس يقدسون البقر‪ ،‬وال يأكلون لحومه‪ ،‬ويتعاطون معه‬
‫بشفافية وتقدير‪ ،‬فكم من حوادث القطارات والسير في الھند تسبب بھا توقف‬
‫سريع إكراما ً لبقرة‪ ،‬فأدى ذلك إلى موت وجرح األعداد الكبيرة من‬
‫الناس()‪.(١٣٥‬‬

‫بل إن أحب الصدقات الصدقة للبقرة‪ ،‬وھي من أقدس الصدقات في مناسباتھم‬


‫الدينية‪ ،‬وعند الزواج)‪.(١٣٦‬‬
‫يقول الزعيم غاندي‪) :‬عندما أرى بقرة ال أعدني أرى حيوانا ً‪ ،‬ألني أعبد البقرة‪،‬‬
‫وسأدافع عن عبادتھا أمام العالم أجمع ‪..‬‬
‫وأمي البقرة تفضل أمي الحقيقية من عدة وجوه‪ ،‬فاألم الحقيقية ترضعنا مدة عام‬
‫أو عامين وتتطلب منا خدمات طوال العمر نظير ھذا‪ ،‬ولكن أمنا البقرة تمنحنا‬
‫اللبن دائما ً وال تتطلب منا شيئا ً مقابل ذلك سوى الطعام العادي‪ ،‬وعندما تمرض‬
‫األم الحقيقية تكلفنا نفقات باھضة‪ ،‬ولكن أمنا البقرة فال نخسر لھا شيئا ً ذا بال‪،‬‬
‫وعندما تموت األم الحقيقية تتكلف جنازتھا مبالغ طائلة‪ ،‬وعندما تموت أمنا‬
‫البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل وھي حية‪ ،‬ألننا ننتفع بكل جزء من‬
‫جسمھا حتى العظم والجلد والقرون ()‪.(١٣٧‬‬
‫والزائر للھند ليعجب أشد العجب‪ ،‬حيث ُترى تماثيلھا مصنوعة من كل مادة‬
‫وفي شتى األحجام‪ ،‬موضوعة في المعابد والمنازل وميادين المدن؛ وأما البقرة نفسھا‬
‫فأحب الكائنات الحية جميعا ً إلى الھنود‪ ،‬ولھا مطلق الحرية في ارتياد الطرقات كيف‬
‫شاءت‪ ،‬فال ُيتعرض لھا‪ ،‬وروثھا يستخدم وقوداً أو مادة مقدسة يتبركون بھا‪ ،‬وبولھا‬
‫خمر مقدس يطھر كل ما في الجسم من نجاسة في الظاھر والباطن؛ كما ال يجوز‬
‫للھندي تحت أي ظرف أن يأكل لحمھا أو أن يصنع من جلدھا لباسا ً يرتديه‪ -‬وإذا‬

‫=‬
‫)‪(١٣٣‬‬
‫حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.٢٧٦ – ٢٧٥‬‬
‫فصول في أديان الھند‪ ،‬األعظمي‪ ،‬ص ‪ ،٩٣‬نقالً عن آتور فيدا‪ ،‬ص ‪.١٣‬‬ ‫)‪(١٣٤‬‬
‫)‪(١٣٥‬‬
‫ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٦١‬‬
‫)‪(١٣٦‬‬
‫انظر‪ :‬فصول في أديان الھند‪ ،‬األعظمي‪ ،‬ص ‪.٩٤‬‬
‫)‪(١٣٧‬‬
‫أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٣١‬‬
‫‪٢١١‬‬
‫ماتت البقرة وجب دفنھا بطقوس دينية خاصة ‪ ،‬لكن الذي يبعث على السخرية ُ‬
‫المرة‬
‫ھو عقيدة الھندوس تجاه األبقار وعدم تسويغھم التعرض لھا‪ ،‬مقابل عقيدتھم البائسة‬
‫في حق األرامل من النساء وإيجابھم حرقھن أحياء‪(١٣٨),‬وال عجب فا تعالى يقول‪:‬‬
‫ﻫﻢ َ َ ﱡ‬
‫أﺿﻞ َ ِ ً‬
‫ﺳﺒﻴﻼ[)‪.(١٣٩‬‬ ‫ﻫﻢ ِإﻻﱠ َ َ ْ َ ِ‬
‫ﻛﺎﻷﻧﻌﺎم َ ْ‬
‫ﺑﻞ ُ ْ‬ ‫ﻳﺴﻤﻌﻮن َ ْأو َ ْ ِ ُ َ‬
‫ﻳﻌﻘﻠﻮن ِ ْ‬
‫إن ُ ْ‬ ‫أن َ ْ َ َ ُ ْ‬
‫أﻛﺜﺮﻫﻢ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ﲢﺴﺐ َ ﱠ‬
‫] َ ْأم َ ْ َ ُ‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الكارما‪.‬‬


‫الكارما‪ :‬قانون الجزاء‪ ،‬ومفاده يتلخص بأن ليس في الكون مكان يفر إليه‬
‫اإلنسان من جزاء أعماله‪ ،‬فھو مجازى ال محالة)‪ ،(١٤٠‬وھذا موافق للديانات‬
‫السماوية في إيجابھا الجزاء على العمل‪ ،‬ولكن كيف يجازى عند الھندوس؟‬
‫ھذه العقيدة ھي أساس التناسخ عند الھندوس‪ ،‬وذلك ألنھم حينما رأوا أن الظالم‬
‫قد يموت دون عقاب لجأوا لعقيدة التناسخ‪ ،‬لكي ال يھرب الظالم من‬
‫الكارما)‪ ،(١٤١‬وھم يعتقدون بقيام نظام الكون على العدل اإللھي‪ ،‬ھذا العدل الذي‬
‫ٍ‬
‫حياة يكون‬ ‫سيقع ال محالة إما في الحياة الحاضرة أو في الحياة القادمة‪ ،‬وجزاء‬
‫في حياة أخرى‪ ،‬واألرض ھي دار االبتالء كما أنھا دار الجزاء والثواب‬
‫عندھم)‪.(١٤٢‬‬
‫يقول الدكتور محمد ضياء الرحمن األعظمي‪) :‬وھو قانون الجزاء الذي يقرر‬
‫إن كان اإلنسان صالحا ً في واحدة من دورات حياته الحلولية‪ ،‬فإنه سيلقى جزاء‬
‫ذلك في الدورة الثانية‪ ،‬وإذا كان طالحا ً فإنه سيلقى جزاءه في الدورة الثانية‬
‫أيضا ً ()‪.(١٤٣‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬تناسخ األرواح‪.‬‬
‫ھذه العقيدة من أخطر العقائد التي ينبني عليھا إنكار البعث والحساب في اليوم‬
‫كالھندوسية‪ ،‬التي‬
‫َّ‬ ‫الوضعية؛‬
‫َّ‬ ‫الھندية‬
‫َّ‬ ‫وأول من قال بھا أصحاب الديانات‬
‫اآلخر‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ُتنكر البعث والحساب في اآلخرة جملة وتفصيال‪ ،‬وتقول بوجوب الجزاء‬ ‫َ‬
‫وشر ـ في دار الدنيا‪ ،‬ال في اآلخرة‪ ،‬وتعتقد‬
‫ّ‬ ‫خير‬
‫والحساب على األعمال ـ من ٍ‬
‫جسد آخر غير السابق‪ُ ،‬‬
‫ويطلقون‬ ‫ٍ‬ ‫أن الروح تنتقل من جسدھا عند الموت إلى‬‫ب َّ‬

‫)‪ (١٣٨‬انظر‪ :‬قصة الحضارة ‪ ،‬ول ديورانت‪ ،٢٠٣ /٣) ،‬إلى ص ‪.(٢٠٩‬‬
‫)‪ (١٣٩‬الفرقان‪.٤٤ :‬‬
‫)‪ (١٤٠‬انظر‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪.٤٠٢‬‬
‫)‪ (١٤١‬انظر‪ :‬فصول في أديان الھند‪ ،‬األعظمي‪ ،‬ص ‪.١٢٣‬‬
‫)‪ (١٤٢‬انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة العالمية‪،‬‬
‫)‪.(٧٢٨ /٢‬‬
‫)‪ (١٤٣‬فصول في أديان الھند‪ ،‬األعظمي‪ ،‬ص ‪.١٢٣‬‬
‫‪٢١٢‬‬
‫أبدية الوجود‪ ،‬ال عن‬‫فالنفس ـ الروح ـ َّ‬‫على ذلك اسم "سمسارا ‪ "Samsara‬؛ َّ‬
‫عتق‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫قائمة تنتقل عن بدنھا إذا ُ ِ‬ ‫ٌ‬
‫ثابتة‬ ‫والدة‪ ،‬وال تتلف وال تصل للعدم‪ ،‬بل ھي‬
‫نحو آخر)‪.(١٤٤‬‬
‫ويقول أحد علمائھم مفسراً لنا ھذه العقيدة‪) :‬سبب التناسخ أو تكرار المولد ھو‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أن الروح إذا خرجت من الجسم فال تزال لھا أھواء وشھوات مرتبطة‬
‫بالعالم المادي لم تتحقق بعد‪ .‬ثانيا ً‪ :‬أنھا إذا خرجت من الجسم‪ ،‬وعليھا ديون‬
‫كثيرة في عالقاتھا باآلخرين‪ ،‬فال بد من أدائھا‪ ،‬فال مناص إذاً من أن تستوفي‬
‫شھواتھا في حياة أخرى‪ ،‬وتتذوق الروح ثمر أعمالھا التي قامت بھا في حياتھا‬
‫السابقة ()‪.(١٤٥‬‬
‫وھذه العقيدة – أساسا ً – مبنية على اعتقاد الھندوس بأزلية الروح ومادة الخلق‪،‬‬
‫فالروح ال تفنى فناءاً كامالً‪ ،‬بل إنھا إذا خرجت من الجسم حلت بجسم آخر‪،‬‬
‫وھكذا تظل متنقلة بين األجسام حتى تقوم الساعة )‪.(١٤٦‬‬
‫وھكذا تظل الروح عند الھندوس متنقلة من جسد آلخر مئات وآالف السنين‪ ،‬فقد‬
‫تحل في مائة جسد أو أكثر‪ ،‬حتى تستوفي شھواتھا‪ ،‬أو ُتطھر من ذنوبھا‪،‬‬
‫بحلولھا – أحيانا ً في أجساد الحيوانات والحشرات‪ ،‬فإذا استوفت ما تستحقه من‬
‫ثواب أو عقاب نجت من التناسخ وتكرار المولد وحلت في جسد البراھما)‪.(١٤٧‬‬
‫لذا قُسمت عندھم أعمار الدنيا ألربعة أقسام‪ ،‬وكل دور من ھذه األدوار له خصائص‬
‫وأوصاف‪) ،‬فمثالً الذين يولدون في الدور األول "ست يك" ھم الذين يجمعون الدنيا‬
‫والدين‪ ،‬والذين يولدون في الدور الثاني "ترتيا يك" ھم الذين يجمعون الشھوات‬
‫والرغبات والدين والدنيا‪ ،‬والذين يولدون في الدور الثالث "دواير يك" ھم الذين‬
‫يمشون وراء الرغبات والرھبات‪ ،‬والذين يولدون في الدور الرابع "كل يك"‪) ،‬وھم‬
‫من يجرون وراء الشھوات والرغبات فقط()‪.(١٤٨‬‬

‫)‪ (١٤٤‬انظر‪ :‬أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى اإلسالم‪ ،‬عبد القادر‬
‫محمد عطا صوفي‪) ،‬ص‪ .(٦٩ :‬تحقيق ما للھند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة‬
‫للبيروني‪ ،‬ص ‪.٣٨‬‬
‫ً‬
‫)‪ (١٤٥‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪ ،٦١‬نقال عن‪ :‬ثقافة الھند ووجھاتھا الروحية‪،‬‬
‫ص ‪.٤٢‬‬
‫)‪ (١٤٦‬انظر‪ :‬فصول في أديان الھند‪ ،‬األعظمي‪ ،‬ص ‪.١١٤‬‬
‫)‪ (١٤٧‬انظر‪ :‬أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٦١‬‬
‫)‪ (١٤٨‬سقط ھذا الدور من كتاب دراسات في الديانات الھندية‪ ،‬فاضطررت إلضافة المعلومة‬
‫من كتاب‪ :‬فصول في أديان الھند لألعظمي‪ ،‬ص ‪.١١٤‬‬
‫‪٢١٣‬‬
‫وكل دور من ھذه األدوار األربعة يستغرق ماليين من السنين فبعد انتھاء ھذه‬
‫األدوار األربعة تعيد الدنيا عملھا ودورانھا مرة ثانية من "ست يك" إلى "كل يك"‬
‫ماليين المرات ثم تقوم القيامة وتنجو الروح من جوالتھا وتتصل بذات اإلله‪.‬‬
‫والسبب في ھذا أن الروح لھا ثالث خصائص‪:‬‬
‫‪ -١‬ستوكن ‪ -‬من عالمته أن تكون الروح راغبة في العلم والمعرفة‪.‬‬
‫‪ -٢‬ثموكن ‪ -‬من عالمته أن تكون الروح بعيدة عن العلم والمعرفة‪.‬‬
‫‪ -٣‬رجوكن ‪ -‬من عالمته أن تكون الروح راغبة في وقت ونافرة في وقت‪.‬‬
‫ھذه الخصائص المجموعة ھي سبب عيادة الروح مرة بعد مرة لحصول النجاة‬
‫من أرذل صفاتھا‪ ،‬فمن شرط النجاة تخليص النية من جميع الوساوس واألفكار‬
‫الرديئة‪ ،‬واإلنسان ما دام في قالب البشر ال يقدر على تخلية نفسه الوساوس‬
‫خصوصا ً إذا ُولد في ثموكن وكل يك‪ ،‬ألن ستوكن خاص بالمالئكة المعصومين‬
‫جزاء بما كسبت في الحياة السابقة ()‪.(١٤٩‬‬
‫ً‬ ‫تنقل الروح من جسم إلى جسم‬ ‫فلزم ُّ‬
‫المطلب الخامس‪ :‬وحدة الوجود‪.‬‬
‫وحدة الوجود‪ :‬ھذا المعتقد وثيق الصلة بالمعتقدات األخرى كالتناسخ والكارما‪،‬‬
‫بأن روح اإلنسان أزلية مستمرة‪ ،‬وعندما‬ ‫حيث ُيصور الھندوس ھذه العقيدة ّ‬
‫ُتجرد الروح من الظواھر المادية تبدأ رحلتھا للعودة إلى الروح األكبر‪ ،‬ولذلك يسمى‬
‫تخلصھا من الجسم ب" طريق العودة " إلى أصلھا)‪) ،(١٥٠‬وھذا الكون كله ليس إال‬
‫ظھوراً للوجود الحقيقي األساسي‪ ،‬وإن الشمس والقمر وجميع جھات العالم‪ ،‬وجميع‬
‫أرواح الموجودات أجزاء ومظاھر لذلك الوجود المحيط المطلق‪ ،‬وأن الحياة كلھا‬
‫أشكال لتلك القوة الوحيدة األصيلة‪ ،‬وأن الجبال والبحار واألنھار تفجر من ذلك‬
‫الروح المحيط الذي يستقر في سائر األشياء()‪.(١٥١‬‬
‫وإن الھدف األسمى عند الھندوس ھو تحرر الروح من الشھوات‪ ،‬فتظل تنتقل‬ ‫ّ‬
‫من جسد آلخر حتى يحصل لھا "النرفانا" ونجاة الروح عندما تتطھر في أجساد‬
‫كثيرة وتعود صالحة ولم تعد تحتاج لتناسخ جديد‪ ،‬فتحصل لھا النجاة بالعودة‬
‫ألصلھا الذي صدرت منه واالتحاد واالتصال بالخالق أي الحلول فيه‪ ،‬وھو‬
‫"برھما")‪ ،(١٥٢‬وبھذا يتحد اإلنسان مع اآللھة وتصير النفس ھي عين القوة‬
‫الخالقـــة‪ ،‬وھذا الكون كله ليس إال ظھوراً للوجود الحقيقي‪ ،‬والروح اإلنســانية‬

‫)‪(١٤٩‬‬
‫دراسات في الديانات الھندية‪ ،‬محمد ضياء الرحمن األعظمي‪.(١٣٩ ،١٣٨/٩) ،‬‬
‫)‪(١٥٠‬‬
‫انظر‪ :‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد أحمد الخطيب‪ ،‬ص ‪.٤٠٧ – ٤٠٦‬‬
‫)‪(١٥١‬‬
‫أديان الھند الكبرى‪ ،‬أحمد شلبي‪ ،‬ص ‪.٦٦‬‬
‫‪٢١٤‬‬
‫جزء من الروح العليا)‪.(١٥٣‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬تقديس نھر الكنج‪.‬‬
‫أو الغنج‪ ،‬للھندوس أنھار عديدة تكتسب صفة التقديس لديھم‪ ،‬ولكن نھر الكنج‬
‫ھو أكثرھا قداسة العتقادھم بأن أحد اآللھة استحم فيه‪ُ ،‬‬
‫ويعد نھر الكنج مقدسأ‬
‫عند ھؤالء من منبعه إلى مصبه‪ ،‬والسياحة الدينية فيه من أفضل العبادات‪ ،‬كما‬
‫يعتقدون أن مياھه تطھرھم من الذنوب والخطايا‪ ،‬بل وصل بھم األمر العتقاد‬
‫أن من يضع يده في قطرات من ھذا النھر ال يمكن أن يكذب أبداً)‪،(١٥٤‬‬
‫وألھميته‪ ،‬فإن مياھه ُتنقل بأجور عالية‪ ،‬وقلما يخلو قصر من قصور‬
‫للغسل )‪.(١٥٥‬‬
‫"الراجوات" من مقادير منه ُ‬
‫كما ُيلقون فيه رماد موتاھم بعد إحراق أجسادھم‪ ،(١٥٦) ،‬وذلك العتقادھم‬
‫بطھر المكان‪ ،‬وإن لم يتيسر لھم لموت ھؤالء في مكان بعيد يقومون بوضع‬
‫قطرات من ماء نھر الكنج فوق الكفن قبل حرق الجثة )‪.(١٥٧‬‬
‫وفي يوم " ضوء القمر الجديد " وھو أحد أيام الحج الھندوسي يجتمع الرجال‬
‫والنساء واألطفال والرھبان‪ ،‬البعض منھم عرايا‪ ،‬والبعض اآلخر يلبس أجمل‬
‫المالبس الزاھية‪ ،‬ثم تبدأ مراسم الغطس وممارسة السباحة الجماعية‪ ،‬ثم‬
‫االحتفال ليالً حول النھر‪ ،‬حيث يسود الطابع الجنسي لھذه االحتفاالت‪ ،‬ويكفينا‬
‫لنعرف مدى تلوث ھذا النھر أن نعلم بتصريح أحد المسؤولين عن تنظيمه‬
‫لمھرجان الغطس – في إحدى سنواته ‪ -‬بأنه في الست ساعات األولى سيغطس‬
‫في النھر أكثر من ‪ ٣‬ماليين شخص‪ ،‬لذا ُيعد من أكثر أنھار العالم تلوثا ً بسبب‬
‫السباحة ورمي جثث الموتى )‪.(١٥٨‬‬

‫=‬
‫)‪(١٥٢‬‬
‫انظر‪ :‬فصول في أديان الھند‪ ،‬األعظمي‪ ،‬ص ‪.١٢٥ - ١٢٤‬‬
‫)‪(١٥٣‬‬
‫انظر‪ :‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ‪ ،‬الندوة العالمية‪،‬‬
‫)‪.(٧٢٨/٢‬‬
‫)‪ (١٥٤‬انظر‪ :‬مفھوم الحج في الديانة الھندوسية‪ ،‬إبراھيم درباس موسى‪ ،‬مجلة جامعة األنبار‪،‬‬
‫ص ‪٣٣٠‬‬
‫)‪ (١٥٥‬انظر‪ :‬حضارات الھند‪ ،‬غوستاف لوبون‪ ،‬ص ‪.٦٢١‬‬
‫)‪ (١٥٦‬انظر‪ :‬ترجمان األديان‪ ،‬أسعد السحمراني‪ ،‬ص ‪.٦١‬‬
‫)‪ (١٥٧‬انظر‪ :‬التلمود تاريخه وتعاليمه‪ ،‬ظفر اإلسالم خان‪ ،‬دار النفائس‪) ،‬من ص‪ ،٧١ :‬إلى‬
‫ص ‪.(٧٣‬‬
‫)‪ (١٥٨‬انظر‪ :‬مفھوم الحج في الديانة الھندوسية‪ ،‬من ص ‪ ،٣٢٨‬إلى ص ‪.٣٣٠‬‬
‫‪٢١٥‬‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ‬
‫]‪< <<äe<á^Â_<^Ú<î×Â<ğ]†}aæ<÷ğ æ_<<†ÓÖ]æ<Hl^£^’Ö]<Üji<äjÛÃße<ë„Ö]<<‚Û£‬‬
‫ويسر من ُسبل إلتمام ھذا البحث‪ ،‬والصالة والسالم على سيد األولين واآلخرين‪،‬‬
‫محمد بن عبد ﷲ‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪،‬‬
‫ثم أما بعد ‪:‬‬
‫عرفا ً بھذه الملة الباطلة والنحلة الفاسدة‪ ،‬وُمحذراً من‬
‫ففي ختام ھذا البحث الذي أتى ُم ّ‬
‫عقائدھا‪ ،‬ظھرت لصاحبته بعض النتائج أو المالحظات المھمة في ھذا الموضوع‪،‬‬
‫وھي كالتالي‪:‬‬

‫النتائج‪:‬‬
‫‪ -١‬ليس للھندوسية مؤسس معين أو تاريخ محدد لظھور ھذه الديانة‪ ،‬فھي قديمة جداً منذ‬
‫آالف السنين‪ ،‬حيث ارتبطت بتاريخ الھند وتراثه‪.‬‬

‫‪ -٢‬ضعف المصادر الدينية لديھم‪ ،‬وذلك ألنھا ُكتبت بأيدي بشرية وعلى فترات متباعدة‪.‬‬
‫‪ -٣‬تميز الھندوسية بنظام طبقي تحاربه األديان وتأنفه النفس البشرية السوية‪.‬‬
‫‪ -٤‬معتقدات الھندوسية تنحط إلى أقصى درجات الحيوانية‪ ،‬حينما تصل لتقديس البقر‪،‬‬
‫وتنتھي بعبادة األعضاء التناسلية في اإلنسان‪.‬‬

‫التوصيات‪.‬‬
‫‪ -١‬يجب على طالب وطالبات الدراسات العليا اإلطالع على العقائد الوثنية‪ ،‬خصوصا ً‬
‫التي لھا أتباع ُكثر حول العالم‪ ،‬ليتسنى لھم ھدمھا من الداخل‪.‬‬
‫‪ -٢‬مما ينبغي أن تتوجه له جھود الباحثين دراسة النظام الطبقي في الھند‪ ،‬فھو يحتاج‬
‫لدراسة خاصة مستفيضة في ھذا الجانب‪.‬‬
‫‪ -٣‬االھتمام بدراسة مصادر التشريع المقدسة لديھم ونقضھا‪ ،‬وھذه تحتاج لدراسة مستقلة‬
‫في ھذا الباب‪.‬‬

‫‪٢١٦‬‬
‫اﻟﻤﺮاﺟﻊ‪:‬‬
‫‪ -١‬التلمود تاريخه وتعاليمه‪ ،‬التلمود تاريخه وتعاليمه‪ ،‬ظفر اإلسالم خان‪،‬‬
‫دار النفائس‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثامنة‪١٤٢٣ ،‬ھـ‪٢٠٠٢-‬م‪.‬‬
‫‪ -٢‬أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى اإلسالم‪ ،‬الدكتور‬
‫عبد القادر بن محمد عطا صوفي‪ ،‬الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬السنة السادسة والثالثون‪,‬العدد الخامس والعشرون بعد المائه‪،‬‬
‫‪١٤٢٤‬ھـ‪٢٠٠٤/‬م‪.‬‬
‫‪ -٣‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة‪ ،‬الندوة‬
‫العالمية للشباب اإلسالمي‪ ،‬إشراف وتخطيط ومراجعة‪ :‬د‪ .‬مانع بن حماد‬
‫الجھني‪ ،‬دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪،‬‬
‫‪ ١٤٢٠‬ھـ‪.‬‬

‫‪ -٤‬فصول في أديان الھند‪ :‬الھندوسية والبوذية والجينية والسيخية وعالقة‬


‫التصوف بھا‪ ،‬الدكتور محمد ضياء الرحمن األعظمي‪ ،‬دار البخاري للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪.١٤١٧ ،‬‬
‫‪ -٥‬موسوعة العقيدة واألديان‪ :‬دراسات في األديان الوثنية القديمة‪ ،‬الدكتور‬
‫أحمد علي عجيبة‪ ،‬دار اآلفاق العربية‪ ،‬القاھرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.٢٠٠٤ ،‬‬
‫‪ -٦‬مشكلة التأليه في فكر الھند الديني‪ ،‬الدكتور عبد الراضي محمد عبد‬
‫المحسن‪ ،‬دار الفيصل الثقافية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الرياض‪.١٤٢٢ ،‬‬
‫‪ -٧‬دراسات في الديانات الھندية‪ ،‬محمد ضياء الرحمن األعظمي‪ ،‬مجلة‬
‫الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة‪.‬‬
‫ديورانت‪ ،‬تقديم‪ :‬الدكتور‬
‫َ‬ ‫ديورانت = ويليام جيمس‬‫َ‬ ‫‪ -٨‬قصة الحضارة‪ِ ،‬ول‬
‫محمود وآخرين‪ ،‬دار‬‫ُ‬ ‫صابر‪ ،‬ترجمة‪ :‬الدكتور زكي نجيب‬ ‫محيي ّ‬
‫الدين َ‬
‫الجيل‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،‬المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫‪ ١٤٠٨‬ھـ ‪ ١٩٨٨ -‬م‪.‬‬
‫‪ -٩‬مجلة البحوث اإلسالمية ‪ -‬مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة‬
‫إلدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد‪ ،‬الرئاسة العامة‬
‫إلدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد‪.‬‬
‫‪ -١٠‬مفھوم الحج في الديانة الھندوسية‪ ،‬الدكتور إبراھيم درباس موسى‪،‬‬
‫الخبير اللغوي‪ ،‬د\ عبد ﷲ حميد حسين‪ ،‬مجلة جامعة األنبار للعلوم‬
‫‪٢١٧‬‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -١١‬تحقيق ما للھند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة‪ ،‬أبي الريحان‬
‫محمد بن أحمد البيروني‪ ،‬السلسلة الجديدة من مطبوعات دائرة المعارف‬
‫العثمانية‪ ،‬حيدر آباد‪ ،‬الھند‪.١٩٥٨ \١٣٧٧ ،‬‬
‫‪ -١٢‬في مقارنة األديان المعتقدات واألديان وفق منھج القرآن‪ ،‬الدكتور‬
‫سعدون محمود الساموك‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ّ ،‬‬
‫عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.٢٠٠٦‬‬
‫‪ -١٣‬مقارنة األديان‪ ،‬الدكتور محمد أحمد الخطيب‪ ،‬دار المسيرة للنشر‬
‫عمان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.٢٠٠٩ ،‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪ّ ،‬‬
‫‪ -١٤‬ترجمان األديان‪ ،‬الدكتور أسعد السحمراني‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪.٢٠٠٩ ،‬‬
‫‪ -١٥‬حضارات الھند‪ ،‬الدكتور غوستاف لوبون‪ ،‬نقله للعربية‪ ،‬عادل زعيتر‪،‬‬
‫دار العالم العربي‪ ،‬القاھرة‪.٢٠٠٩ ،‬‬
‫‪ -١٦‬أديان الھند الكبرى‪ :‬الھندوسية – الجينية – البوذية‪ ،‬الدكتور أحمد شلبي‪،‬‬
‫مكتبة النھضة المصرية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الحادية عشر‪.٢٠٠٠ ،‬‬
‫‪ -١٧‬مقارنة األديان‪ ،‬محمد رضا محمد بشير القھوجي‪ ،‬دار الوراق‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األولى‪.٢٠٠٨ ،‬‬

‫‪٢١٨‬‬

You might also like