Professional Documents
Culture Documents
BFALEX - Volume 68 - Issue 92 - Pages 1-38
BFALEX - Volume 68 - Issue 92 - Pages 1-38
اﻟﻬﻨﺪوﺳﻴﺔ
)(١
حضارات الھند ،غوستاف لوبون ،ص .٥
)(٢
انظر :دراسات في األديان الوثنية القديمة ،أحمد عجيبة ،ص .١٢٨
١٨٣
ﺗﺴﺎؤﻻت اﻟﺒﺤﺚ:
-٤كيف نشأت الھندوسية؟
-٥ما ھي أھم المصادر التي تعتمد عليھا الھندوسية؟
-٦ما ھي أبرز طبقات الھندوسية؟
-٧ما ھي أھم المعتقدات التي يؤمن بھا الھندوس؟
ﻫﺪف اﻟﺒﺤﺚ:
تسليط الضوء على عقيدة وثنية منحرفة ،يدين بھا عدد كبير من الناس ،كما
كان لھا تأثير – حتى -على بعض الفرق اإلسالمية التي أخذت منھا عقيدتي
التناسخ ،ووحدة الوجود ،مما يدلنا على عظيم خطر ھذه الديانات وتسرب
أفكارھا ،خصوصا ً في عصر العولمة.
ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺒﺤﺚ:
سأعتمد أثناء كتابة ھذا البحث على المنھج التاريخي االستنباطي التحليلي،
حيث أجمع المعلومات التاريخية وأقوم بتحليلھا ،للخروج بمادة علمية نافعة في
الموضوع المراد التعرف عليه.
ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ:
-١كتابة اآليات بالرسم العثماني ،مع كتابة اسم السورة ورقمھا في الھامش.
اعتمدت فيه الحديث عن األعالم الذين لھم صلةُ -٢الترجمة لألعالم
بالھندوسية فقط.
-٣الترجمة لألماكن اعتمدت فيه على الشبكة العنكبوتية ،لضيق الوقت.
رجعت للمراجع األصلية في باب الھندوسية ،باإلضافة للمراجع التي ُ -٤
تحدثت عند الديانات عموما ً ،وأتى الحديث عن الھندوسية في ثناياھا.
-٥لم أذكر موقف الشرع تفصيالً في عقائد الھندوسية ،ألني ذكرت منذ البداية
وثنيتھا وضعف مصادرھا ،فلم أخصص مبحثا ً للنقد ،ولكن أتى النقد
مختصراً في ثنايا البحث كإشارات أو تلميحات في ھذا الباب.
مساعدة للقارئ للوصول لمفاتيح البحث.
ِ -٦قمت بعمل فھرسة
١٨٤
خطة البحث:
١٨٥
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول :ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ.
المطلب األول :تسميتھا.
الھندوسية ديانة الغالبية العظمى في الھند اليوم ،وقد قامت على أنقاض
الويدية) ،(٣واعتنقت مبادئھا ،وأخذت منھا المالمح الھندية القديمة واألساطير
الروحانية المختلفة التي نشأت في شبه القارة الھندية قبل دخول اآلريين ).(٤
وتسمى "الھندوسية" ،أو "الھندوكية" إذ تمثلت فيھا تقاليد الھند وأخالقھم ُ
)(٥
وصور حياتھم.
أما كلمة "الھندوسية" فإنھا اشتقت من كلمة "سند" ،وذلك ألن الفرس واليونان
عندما كانوا يتجولون على سواحل "السند" غيروا حرف السين للھاء ،فقالوا:
"الھند" ،كما غيروا كلمة " استھان " ومعناھا " المقر " ،لصعوبتھا عليھم
فجعلوھا " استان " بحذف الھاء ،فقالوا " ھندوستان " ،أي :مقر أھل الھند،
)(٦
وقالوا للسكان " ھندو " ،وإليھا نسب دينھم ،فقالوا" :الھندوسية".
وھل الھندوس جنس محدد في الھند؟ ،يقول غوستاف لوبون) :إن كلمة
الھندوس تشتمل على أ ُناس مختلفي األلوان مترجحين بين الزنجي األسود
)(٣
العصر الويدي ھو العصر الذي ابتدأ فيه تدوين الويدا على أيدي البراھمة من حوالي
القرن الثامن قبل الميالد ،وفي ھذه المرحلة بدأت الھندوسية التي ال تزال موجودة.
انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٣٤
)(٤
ھم العنصر اآلري األبيض الذي وفد إلى البالد من شمال أوروبا ،وامتازوا بطول القامة
وبياض البشرة ،ومن المعروف أن قسما ً من القبائل اآلرية استقر في بالد فارس
وأعطاھا اسم " إيران " ،وقسما ً اتجه إلى الشرق األقصى عبر سفوح جبال الھماليا
ودخلوا الھند واستوطنوھا في حوالي عام ١٧٠٠قبل الميالد ،وما لبثوا أن سيطروا
على التورانيون – سكان الھند األصليين – " وإن كان الدكتور أحمد عجيبة في كتابه
دراسات في األديان الوثنية القديمة ذكر أن الدارفيديون ھم السكان األصليين في ص
" ١٢٧و فرضوا بسبب شعورھم المتعالي التمييز الطبقي مدعين تفوقھم على العنصر
التوراني ،مما كان سببا ً في نشأة معتقد الطبقات ،كما تأثروا بمعتقدات أصحاب األرض
األصلية وأدخلوا فيھا تنظيماتھم وتعديالتھم عبر السنين .انظر :مقارنة األديان،
محمد أحمد الخطيب ،ص .٣٩٦ – ٣٩٥ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص ٥٣
– .٥٤
)(٥
انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٣٧
)(٦
انظر :فصول في أديان الھند :الھندوسية والبوذية والجينية والسيخية وعالقة التصوف
بھا ،الدكتور محمد ضياء الرحمن األعظمي.،
١٨٦
والرجل األبيض ،وأن تلك ُ ُ
المثل تترجح بين الجمال الباھر وأقصى البشاعة
().(٧
المطلب الثاني :ظروف نشأتھا
ليس للھندوسية عقيدة أساسية ونحلة ثابتة تقوم عليھا ،فقد كانت تتبدل على مدار
السنين حتى فقدت اسمھا الحقيقي وھو " ويدك دھرم " ،وسميت باسم "
الھندوكية " ،والتي ليس لھا أصل في اللغة "السنسكرتية ") ،(٨فالھندوكية كلمة
مستحدثة ليس لھا وجود أو استعمال في كتبھم القديمة ،فدين أھل الھند قديما ً
كان يسمى ب "الدين اآلري" ،أو "سناتن دھرم" ،وتعني الدين القديم.
دين متطور عبر آالف السنين ،وبالتالي فھي والھندوسية ليس لھا مؤسس فھي ٌ
مجموعة من التقاليد واألوضاع التي نتجت من تنظيم اآلريين لحياتھم جيالً بعد
جيل ،بعدما وفدوا على الھند وتغلبوا على سكانھا األصليين ،وأداروا شؤون
المجتمع من دونھم ،وقد تولد من استعالء اآلريين ،باإلضافة الحتكاكھم بالھنود
األصليين تلك التقاليد الھندوسية التي ا ُعتبرت على مدار التاريخ دينا ً يدين به
الھنود ويلتزمون بآدابه ).(٩
وھي تشمل الحضارة والدين والعادات والتقاليد ،وبالتالي فھي ال تعد دينا ً
خالصا ً ،بل مجموعة ثقافية تشمل كل ما يخص شعب الھندوس)) ،(١٠وإذا كان
األمر كذلك ،فإننا ال يمكن أن نتكھن بحصرھا في شخص بعينه ،وال يمكن
إرجاع نشأتھا إلى مؤسس واحد أو مجموعة مؤسسين ،فھي دين متطور
ومجموعة من األعراف والعادات والتقاليد واألوضاع التي كان عليھا الشعب
الھندي في مراحل حياته المختلفة ،ومرت بإصالحات وتغييرات كبيرة على
مراحل متباعدة من التاريخ().(١١
الشخصيات التي وردت في كتابھم المقدس " الفيدا") ،(١٤والتي كان الكھنة
يستعملونھا لتعيين الكائن األوحد لديھم ،وتطلق " البرھمية " على العقائد
والمبادئ الفلسفية التي اعتنقھا الكھنة ،واستنبطوھا من الفيدات الثالث األخيرة،
وھي " ساما فيدا – ياجو فيدا – أثار فيدا " وذلك عن طريق التأمل.
وترجع باإلضافة إلى الفيدات الثالث السابقة إلى ثالثة كتب مقدسة ،وھي:
-٨البراھماناس :وھو مستنبط من الفيدات الثالث األخيرة.
-٩األرانياكاس :ويضم التعاليم التي يجب أن يسير عليھا الكھنة.
-١٠األوبافيشاد :ويشتمل على األفكار الفلسفية التي أنتجتھا ھذه الديانة
الوثنية.
وأھم ما أدخله كھنة " البراھمة " على الدين " الفيدي " من تجديد ھو وجوب
تقديس رجال الدين ووضعھم في الصف األول من األمة) ،(١٥واعتبروھم أساس
ً
نتيجة الحياة االجتماعية ،بدعوى أنھم وحدھم من يملكون التأثير على اآللھة ،و
لذلك لقبوھم "باآللھة اإلنسانيين" ،وجعلوا إكرامھم في مقدمة أنواع العبادات ،و
)(١٦
إھانتھم واإلساءة لھم تعد من أكبر الجرائم في ذلك المجتمع الطبقي الكريه.
أما عدد أتباع ھذه الديانة ،فكبير جداً ،يقول الدكتور إبراھيم درباس موسى) :ما
يحصل من التجمعات البشرية الكبرى في جنوب شرق آسيا كون أتباع الديانة
يقدر بمليار نسمة ،أو أكثر ،وإن أعدادھم في الحج فقط ھو سبعون مليون من
يعدون في المرحلة الحجاج ،ويشغلون حيزاً واسعا ً من الكرة األرضية ،حيث ّ
)(١٢
اسم " ﷲ " في اللغة السنسكريتية ،وھو عند البراھمة اإلله الموجود بذاته ،وھو مصدر
الكتئنات كلھا ،وھو األزلي الذي يستمد منه العالم وجوده ،ال تدركه الحواس .انظر:
مقارنة األديان ،محمد أحمد الخطيب ،ص .٣٩٩
)(١٣
انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٣٧
)(١٤
سنتعرض للتعريف بھذا الكتاب في الفصل المخصص به.
)(١٥
وھذا ما سوف نتعرض له في حديثنا عن تقسيم المجتمع لطبقات في الديانة الھندوسية
في الفصل.
)(١٦
انظر :موسوعة العقيدة واألديان :دراسات في األديان الوثنية القديمة ،الدكتور أحمد
علي عجيبة ،ص
١٨٨
الثالثة من حيث العدد بالنسبة ألصحاب الديانات إذا اعتبرنا المسيحيين ،ثم
المسلمين ،ثم الھندوس().(١٧
رأي آخر ،حيث ترى تفوق المسلمين في عددھم ٌ ولمجلة البحوث اإلسالمية
على أتباع الديانات األخرى ،سوى الھندوسية ،حيث ُتعد الھندوسية الديانة
الرئيسية في الھند ونيبال ،(١٨) ،يدين نحو %٨٢بالديانة الھندوسية ،ونحو
%١٢يدينون باإلسالم ،والمسلمون يؤلفون حوالي عشر عدد سكان الھند ،ثم
يليھم النصارى %٢والسيخ) ،%٢ (١٩والبوذيون).(٢١) %١ (٢٠
المبحث الثاني :مصادرھا
المطلب األول :الفيدا).(٢٢
أو "الويدا") (٢٣وھي كلمة سنسكريتية معناھا الحكمة والمعرفة ،ويصور ھذا
المصدر حياة اآلريين ،ومدارج االرتقاء للحياة العقلية من السذاجة إلى الشعور
)(١٧
مفھوم الحج في الديانة الھندوسية ،إبراھيم درباس موسى ،مجلة جامعة األنبار للعلوم
اإلنسانية ،ص .٣١٤
)(١٨
انظر :مجلة البحوث اإلسالمية ،وھي :مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة إلدارات
البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد) ،أمكنة.(٢،١ /
)(١٩
جماعة دينية من الھنود ظھرت في نھاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس
عشر الميالديين ،ودعت إلى دين جديد زعمت أن فيه شيئا ً من الديانتين اإلسالمية
والھندوسية تحت شعار"ال ھندوس وال مسلمون" ،وكلمة سيخ كلمة سنسكريتية تعني
المريد أو التابع .انظر :الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة
).(٧٦٤ /٢
)(٢٠
ھي فلسفة وضعية ،انتحلت الصبغة الدينية ،ظھرت في الھند بعد الھندوسية في القرن
السادس قبل الميالد ،وكانت تناھض الھندوسية وتتجه للعناية باإلنسان ،وتدعو
للتصوف ونبذ الترف ،والمناداة بالمحبة والتسامح ،فقد أتت كرد فعل لتعسف البراھمة
واستبدادھم ،وبعد موت مؤسسھا تحولت لمعتقدات باطلة ذات طابع وثني .انظر:
الموسوعة الميسرة ،الندوة العالمية.( ٧٥٨\٢ ) ،
)(٢١
مجلة البحوث اإلسالمية ،وھي :مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة إلدارات
البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد ) ،أمكنة.( ٣٨٧ ،
)(٢٢
ورد بھذا اللفظ في الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة،
الندوة العالمية للشباب اإلسالمي ) .( ٧٢٤ \٢
)(٢٣
ورد بھذا اللفظ في :مقارنة األديان ،محمد رضا محمد بشير القھوجي ،ص .٢٦١
١٨٩
الفلسفي ،كما يضم أدعية تنتھي بالشك واالرتياب ،باإلضافة الحتوائه على مبدأ
التأليه المرتقي إلى وحدة الوجود).(٢٤
وقد رتب ويدا رجل اسمه "ويدو ياس" ،وھو معروف عند الھندوس ،وھو الذي
كتب لھم أيضا ً بھارت وكيتا وبران).(٢٥
يقول الدكتور محمد رضا القھوجي عن ھذا الكتاب ) :أعظم الكتب المقدسة
عندھم ،وھو كتاب فلسفي عسير الفھم ،أ ُلفت حوله كتب كثيرة لشرحه ،بل
الشروح احتاجت إلى شرح ().(٢٦
وتتألف الفيدا من أربعة كتب ھي:
)(٢٧
-١ريج فيدا أو راجا فندا " أي الفيدا الملكية" ،وھو أقدم نص ديني في
الھندوسية) .(٢٨و قد اختلف الباحثون في تاريخ تدوينھا ،فمنھم من أرجع
ذلك إلى عام ١٥٠٠ -٢١٠٠قبل الميالد) ،(٢٩ومنھم من قال بأنھا ترجع
لعام ) ،٢٥٠٠(٣٠ومنھم من ابتعد عن ھذا التاريخ كثيراً ،فأرجع تاريخ
التدوين إلى ٣٠٠٠سنة قبل الميالد) ،(٣١ونصوص الفيدا لم ُتدون مبكراً،
بل ُنقلت لقرون طويلة على شكل تعاليم شفوية وأشعار يرددھا الكھنة،
ويبدو أن الكھنة الھندوس – البراھمة – شجعوا ھذا التدوين حتى تكون
الفيدات سالحا ً دينيا ً يضمن لھم السيطرة على الناس ،بعد أن أنشأوا النظام
الطبقي وأوحوا للناس بأنه جزء من الدين ) (٣٢ويحتوي ھذا الكتاب على
" "١٠٢٨نشيداًُ ،كتبت ليتضرع بھا ،أو لينشدھا أتباعھا أمام اآللھة،
وينقسم الريج إلى قسمين :األول :عبارة عن كتابات نثرية تشتمل على
أدعيتھم وصلواتھم ،باإلضافة لشروح لكيفية ممارسة بعض الطقوس،
)(٢٤
انظر :الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية
للشباب اإلسالمي.(٧٢٥ ،٧٢٤ /٢) ،
)(٢٥
انظر :دراسات في الديانات الھندية ،محمد ضياء الرحمن األعظمي.(١٧٠/٧) ،
)(٢٦
مقارنة األديان ،محمد رضا محمد بشير القھوجي ،ص .٢٦١
)(٢٧
انظر :الموسوعة الميسرة ،الندوة.( ٧٢٥ \٢ ) ،
)(٢٨
انظر :مشكلة التأليه في فكر الھند الديني ،عبد الراضي محمد عبد المحسن ،ص .٢٢
)(٢٩
نفس المرجع والصفحة.
)(٣٠
انظر :ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٦٣
)(٣١
انظر :الموسوعة الميسرة ،الندوة.( ٧٢٥ \٢ ) ،
)(٣٢
انظر :في مقارنات األديان المعتقدات واألديان وفق منھج القرآن ،سعدون محمود
الساموك ،ص .٢٦٣ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٦٣
١٩٠
والثاني" :براھمانا" ،وفيه تعاليم تتعلق بتنظيم العبادات والواجبات الدينية
)(٣٣
المفروضة.
يقول العالم الھندوسي شردھا نند) :وإذا أنعمنا النظر في رك ويد وجدنا أن
غيره أخذ منه نقصانا ً وزيادة).((٣٤
-٢يجور) (٣٥فيدا ،أو ياجور) ،(٣٦ومعناھا "الفيدا الھوائية" ،وينقسم إلى
قسمين :األول " ياجور فيدا البيضاء " ،والثاني "ياجور فيدا السوداء"،
ويتضمن ھذا الكتاب توضيح لشتى أنواع التضحيات ،مثل التضحيات التي
تقام عند أرواح الموتى ،وتضحيات الھالل وسائر أنواع الكواكب)،(٣٧
ويضم مجموعة من التراتيل التي ُينشدھا الكھنة عند إحراق جثث
الموتى) ،(٣٨كما يشتمل على العبادات النثرية التي يتلوھا الرھبان عند
تقديم القرابين).(٣٩
-٣سم فيدا) ،(٤٠أو ساما فيدا) ،(٤١وتعني " الفيدا الشمسية " ،وُكتبت أشعارھا بطريقة
تصلح لإلنشاد أو الترتيل ،وھو قسمين كذلك :األول :ويسمى " منترا " ،ويشتمل
على أناشيد ومزامير تغنى في بعض المناسبات.
ً )(٤٢
والثاني":برھمانا" وفيه أشعار تشرح العبادات الدينية عندھم ،إذا ھو كتاب
يشتمل على األناشيد التي ينشدھا ھؤالء عند إقامة الصلوات وتالوة األدعية).(٤٣
-٤أثروا فيدا) ،(٤٤أو آثار فيدا ) ،(٤٥وينسب االسم ل " اآلثارفيين " ،وھم كھنة
أو ملوك عبدة للنار ،وينقسم لقسمين – كسابقه ،-القسم األول :يتضمن
)(٣٣
انظر :مقارنة األديان ،محمد أحمد الخطيب ،ص .٤١٩
)(٣٤
دراسات في الديانات الھندية ،محمد ضياء األعظمي(١٦٩ /٧) ،
)(٣٥
كما ورد في الموسوعة الميسرة ،الندوة العالمية.( ٧٢٥ \٢ ) ،
)(٣٦
كما ورد في مقارنة األديان ،محمد أحمد الخطيب ،ص .٤١٩
)(٣٧
انظر :نفس المرجع ،ص .٤١٩
)(٣٨
انظر :في مقارنة األديان المعتقدات واألديان وفق منھج القرآن ،سعدون محمود
الساموك ،ص .٢٦٤
)(٣٩
انظر :ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٦٤
)(٤٠
كما ورد في الموسوعة الميسرة.( ٧٢٤ \٢ ) ،
)(٤١
كما ورد في مقارنة األديان ،محمد رضا محمد بشير القھوجي ،ص .٢٦٢
)(٤٢
انظر :مقارنة األديان ،محمد أحمد الخطيب ،ص .٤١٩
)(٤٣
انظر :ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٦٤
)(٤٤
كما ورد في الموسوعة الميسرة.( ٧٢٥ \٢ ) ،
)(٤٥
كما ورد في ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٦٤
١٩١
أدعية وصلوات لالستغفار ،مثل األناشيد التي ُتتلى عند الزواج أو ُّ
تلمس
البركات ،ورقى وتعاويذ سحرية – متوھمين قدرتھا دفع السحر واألرواح
الشريرة ،والقسم الثاني :ويسمى "برھمانا" ،ويشتمل على طائفة من
شرائع الديانة).(٤٦
وكل واحد من ھذه الفيدات يشتمل على أربعة أجزاء ھي-:
سمھتا :تمثل مذھب الفطرة ،وأدعيته كان يقدمھا سكان الھند األصليين
)(٤٧
ِ َْ
آللھتھم قبل غزو اآلريين ،وھو مجموعة كبيرة من المنظومات التي ُيتغنى
بھا عند تقديم القرابين).(٤٨
البراھمن :تعاليم وأوامر وطقوس)(٤٩يقدمھا البراھمة للمقيمين في بالدھم،
وتشمل بيان أنواع القرابين وتفاصيلھا) ،(٥٠كما تحتوي على تعاليم ُوضعت
للكھنة لتھديھم في مھمتھم) ،(٥١كما تبين أن إرضاء الكھنة
" البراھمة " أمر ضروري لقبول القرابين).(٥٢
آرانياك :وتسمى "نصوص الغابة") (٥٣وھي النصوص واألدعية التي يقوم
المعمرين الذين يتركون أھاليھم ليقيموا في الكھوف والغابات ،فيقدم
ّ بھا الشيوخ
لھم ھذا الكتاب أعماالً سھلة يقومون بھا لعجزھم عن تقديم القرابين لكبر
)(٥٤
سنھم.
آبا نيشادات :ويعني "الجلوس بالقرب من المعلم" ،واشترك في تأليفه
مجموعة من الكھنة والقديسين) ،(٥٥وھو األسرار والمشاھدات النفسية للعرفاء
من الصوفية الھندوس ،ودونت للرھبان والمتنسكين الذين تركوا ظاھر الحياة
)(٤٦
انظر :مقارنة األديان ،محمد أحمد الخطيب ،ص .٤٢٠الموسوعة الميسرة ،الندوة،
).(٧٢٥ \٢في مقارنة األديان المعتقدات واألديان وفق منھج القرآن ،سعدون محمود
الساموك ،ص .٢٦٤
)(٤٧
انظر :الموسوعة الميسرة.( ٧٢٥ \٢ ) ،
)(٤٨
انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٤١
)(٤٩
انظر :ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٦٥
)(٥٠
انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٤١
)(٥١
انظر :ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٦٥
)(٥٢
انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٤١
)(٥٣
انظر :مقارنة األديان ،محمد أحمد الخطيب ،ص .٤٢٠
)(٥٤
انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٤٢ ،٤١الموسوعة الميسرة.(٧٢٥ \٢) ،
)(٥٥
انظر :مقارنة األديان ،محمد أحمد الخطيب ،ص .٤٢١
١٩٢
ومالوا إلى باطنھا ،حيث ُتمثل األبانيشادات مذھب الروح الذي ھو المرتبة
العليا في سلسلة االرتقاء الديني ،كما كان ھذا الكتاب خطوة مھمة في سبيل
قل فيه االھتمام باآللھة،
الحرية الدينية واالنعتاق من النزعات البرھمية ،حيث ّ
ً
وندرت األدعية والقرابين ،وحل العلم والعرفان محلھا ،ولوال بعضا من
الشعور الديني الذي بقي فيھا لكانت فلسفة محضة).(٥٦
ومن خرافات الويدا بعض ھذه النصوص:
تقول المالئكة" :يا اندر " إله المطر :إن " وشنو" إله الرزق يطبخ لك مائة
جاموس".
وفي موضع آخر يقول اندرا) :ھي تطبخ لي خمسة عشر ثوراً وأنا آكلھم
فأكون سمينا().(٥٧
المطلب الثاني :قوانين منو:
ويعرف باسم " سمرتي " ،أو " منو سمرتي " أي شرع أو قوانين مانو ،وھي
مجموعة التعاليم الھندوسية التي انتقلت شفھيا ً لقرون عديدة ،ثم ُدونت بعد ذلك
استناداً للذاكرة (٥٨) ،وھو يشكل الحالة األھم في تشريعھم ،ويشمل مختلف
شؤون الحياة)ُ ،(٥٩وضعت في القرن الثالث قبل الميالد في العصر الويدي
الثاني ،عصر انتصار الھندوسية على اإللحاد الذي تمثل في " الجينية
والبوذية").(٦٠
وھذه القوانين عبارة عن شرح للويدات تبين معالم الھندوسية ومبادئھا
وأسسھا).(٦١
وقوانين مانو يتكون من قسمين ،األول :ويدانجا ،ويحتوي على ست مسائل)،(٦٢
والثاني :أوباويدا) ،(٦٣ويضم خمس مسائل ).(٦٤
)(٥٦
انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٤٢
)(٥٧
دراسات في الديانات الھندية ،محمد ضياء الرحمن األعظمي.(١١٨ /٦) ،
)(٥٨
انظر :مقارنة األديان ،محمد أحمد الخطيب ،ص .٤٢١
)(٥٩
انظر :ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٦٥
)(٦٠
انظر :الموسوعة الميسرة ،الندوة.( ٧٢٥ \٢ ) ،
)(٦١
انظر :مقارنة األديان ،محمد رضا القھوجي ،ص .٢٦٢
١٩٣
يقول الدكتور أسعد السحمراني) :والمعتمد من ھذه األقسام كلھا عند الھندوس
في أيامنا ھذه يضمه كتاب اسمه " منو سمرتي " أو " شرع منو " وقد نقله إلى
العربية إحسان حقي ،وفي تقديمه للكتاب يبين ما في نصوص الكتاب من
تشويش وعدم انسجام ،فيقول" :وإذا شئنا أن نصف منو سمرتي قلنا إنه
مجموعة متناقضات ،إذ بينما نراه يرتفع بتشريعه إلى أعلى درجات العقل
واإلدراك وسالمة الذوق والتفكير نراه ينحدر فجأة إلى درجة من السخافة
واإلسفاف المخجل .. .ولئن دل ھذا على شيء فإنما يدل على أن ھذا الكتاب
كتب في أوقات متباعدة وبأيدي أناس مختلفين اختالفا ً كبيراً في العلم والعقل
واإلدراك"().(٦٥
=
)(٦٢
للتعرف على ھذه المسائل ،انظر :ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٦٦
)(٦٣
للتعرف على ھذه المسائل ،انظر :نفس المرجع ،ص .٦٧ -٦٦
)(٦٤
انظر :مقارنة األديان ،محمد أحمد الخطيب ،ص .٤٢١
ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص ،٦٧نقالً عن د\ إحسان حقي ،ص .٢٧ )(٦٥
)(٦٦
( دراسات في الديانات الھندية ،محمد ضياء الرحمن األعظمي.(١٧٠ /٧) ،
١٩٤
المطلب الثالث :كتب أخرى أقل أھمية:
أوالً :مھا بھارتا:
ملحمة ھندية تشبه اإللياذة واألوديسة عند اليونان ،وقد وقعت ھذه الملحمة
الكبرى حوالي سنة ،٩٥٠قبل الميالد ،وھي تصف حربا ً بين أمراء أسرة
ملكية واحدة ،ولكن جميع ملوك الھند اشتركوا فيھا مع ھذا الجانب أو ذاك ،كما
تذكر الملحمة أن اآللھة اشتركت في ھذه الحرب أيضا ً).(٦٧
ثانيا ً :كيتا:
ھذا الكتاب يصف حربا ً بين أمراء من أسرة ملكية واحدة ،ويحتوي إرشادات
"كرشنا" في المسائل الحربية ،وبه الكثير من النظرات الفلسفية واالجتماعية).(٦٨
ونال ھذا الكتاب مقاما ً عظيما ً في الديانة الھندوسية ،فتأثرت به حياتھم ،يقول
الزعيم غاندي) ) :(٦٩إن كيتا كتاب مقدس ال يماثله غيره وال يحاذيه ،فيه عقيدة
صالحة وأخالق حسنة لجميع أصحاب الفكر والدعوة أن يعرفوا قدر ھذا
الكتاب ويحترموه ويوقروه ويجعلوه مصدرا ألصولھم الدينية().(٧٠
وعلق الدكتور محمد ضياء األعظمي عليه بقوله) :كأن غاندي ظن أن األديان
األخرى خالية عن العقيدة الصالحة كالديانة الھندوسية فأشار عليھم بأخذ " كيتا"
)(٧١
مصدراً وأصالً ،وھذا يدل على قلة علمه وعدم تفكيره ،بل على شدة تعصبه(.
ثالثا ً :يوجا واسستھا:
بتداء من القرن السادس عبر مرحلة تحتوي على أربعة وستين ألف بيت ،ألفت ا ً
)(٧٢
طويلة على أيدي مجموعة من الناس ال يعرف من ھم ،كحال أغــلب الكتب
)(٦٧
انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٧٥الموسوعة الميسرة ،الندوة.( ٧٢٥ \٢ ) ،
)(٦٨
انظر :مقارنة األديان ،محمد رضا بشير القھوجي ،ص .٢٦٥
)(٦٩
موھانداس كرمشاند غاندي :ولد في ٢أكتوبر ،١٨٦٩توفي في ٣٠يناير ،١٩٤٨
سياسي بارز والزعيم الروحي للھند خالل حركة االستقالل ،كان رائد لمقاومة
االستبداد من خالل العصيان المدني الشامل والتي أسھمت باستقالل الھند ،معروف
باسم " المھاتما غاندي " بالسنسكرتية تعني الروح العظيمة ،تم تشريفه في الھند
باعتباره أبو األمة ،ويتم االحتفال بعيد ميالده ھناك في عطلة وطنية خاصة به .انظر:
الموسوعة الحرة " ويكيبيديا " ./http://ar.wikipedia.org/wiki
)(٧٠
دراسات في الديانات الھندية ،محمد ضياء الرحمن األعظمي.(١١٥ ،١١٤ /٨) ،
)(٧١
نفس المرجع.(١١٥ ،١١٤ /٨) ،
)(٧٢
انظر :الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية
للشباب اإلسالمي.( ٧٢٥ ،٧٢٤ \٢) ،
١٩٥
الھندية المقدسة التي ال ُيعرف مؤلفيھا ،وموضوع الكتاب ھو الفلسفة
والالھوت).(٧٣
رابعا ً :رامايانا:
يعتني ھذا الكتاب باألفكار السياسية والدستورية وفيه خطب لملك اسمه
)(٧٤
"راما".
وھذا الكتاب مقدم على " كيتا " ،وغيره ،وله مرتبة رفيعة جداً ،فالھندوس
يحتفلون كل سنة بحياة " راما " التمثيلية التي تستغرق حوالي شھر كامل في
جميع نواحي الھند ـ وھي من أكبر االحتفاالت للديانة الھندوسية تسمى بـ
"دسھره" ،ومع ھذا االھتمام التام بالكتاب ،فإنه لم ينتشر في أقطار الھند ألنه
مكتوب "بالسنسكرتية" وھي من اللغات الميتة).(٧٥
يقول الدكتور أحمد شلبي) :رامايانا ُيعنى باألفكار السياسية أو الدستورية للحياة
الھندية ،فھو يتحدث عن تكوين مجالس الشورى ،وطرق اختيار الملوك ووالة
العھود ،ثم عن واجبات الملك ،وعن واجبات مجالس الشورى وسلوك
أعضائھا().(٧٦
)(٧٣
انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٨٨
)(٧٤
انظر :الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية
للشباب اإلسالمي.( ٧٢٥ ،٧٢٤ \٢) ،
)(٧٥
انظر :دراسات في الديانات الھندية ،محمد ضياء الرحمن األعظمي.(١١٥/٨) ،
)(٧٦
أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٩١
١٩٦
المبحث الثاني :معتقداتھا ،وفيه ستة مطالب:
المطلب األول :األلوھية.
المطلب الثاني :عبادة البقر.
المطلب الثالث :الكارما.
المطلب الرابع :تناسخ األرواح.
المطلب الخامس :وحدة الوجود.
المطلب السادس :تقديس نھر الكنج.
١٩٧
المبحث األول :طبقاتھا:
توطئة:
إن الناظر للمجتمع الھندوسي يرى طبقية مقيتة ،وتقسيما ً كريھا ً للمجتمع ،حيث ّ
ُ
جعلت الديانة الھندوسية الناس طبقات ،ولكي تلزم الناس بھذا األمر أصبغته
موحية للجميع بأن التقسيم إلھي لكي يظل الناس على مراتبھم ً بصبغة دينية،
مھما دنت ،وال يطمحون للتغيير ،فتتسلط الطبقات العليا على الطبقات الدنيا
وتتحكم في مصائرھا.
يقول أبي الريحان البيروني) :ھذه الطبقات في أول األمر أربع ،علياھا
"البراھمة" ،وقد ذكر في كتبھم أن خلقتھم من رأس "برھم" ،وأن ھذا االسم
كناية عن القوة المسماة " طبيعة " ،والرأس عالوة الحيوان ،فالبراھمة نقاوة
الجنس ،ولذلك صاروا عندھم خيرة اإلنس ،والطبقة التي تتلوھم " كشتر "
خلقوا بزعمھم من مناكب " براھم " ويديه ،ورتبتھم عن رتبة البراھمة غير
متباعدة جداً ،ودونھم " بيش " خلقوا من رجلي " براھم " وھاتان المرتبتان
األخيرتان متقاربتان ،وعلى تمايزھم تجمع المدن والقرى ،أربعتھم مختلطي
المساكن والدور ،ثم أصحاب المھن دون ھؤالء غير معدودين في طبقة غير
أنتز" وھم ثمانية أصناف بالحرف ويتمازجزن بما يشابھھا الصناعة ويسمون " َ ْ َ
القصار ،واالسكاف والحائك ،فإنه ال ينحط إلى ّ من الحرف األخر سوى
نساج الزنابيل واألترسة اللعاب و ّحرفتھم سائرھم وھم القصار واالسكاف و ّ
السفان وصياد السمك وقناص الوحوش والطيور والحائك ،فال يساكنھم و ّ
الطبقات األربع في بلدة ،وإنما يأوون إلى مساكن تقربھا وتكون خارجھا ،وأما
بدھتو" فليسوا معدودين في شيء ،وإنما " ھادى " و" دوم " و" جندال " و" َ ْ َ
يشتغلون برذاالت األعمال من تنظيف القرى وخدمتھا ،وكلھم جنس واحد
يميزون بالعمل كولد الزنا ،فقد ذكر أنھم يرجعون إلى أب " شودر " وأم "
برھمن " خرجوا منھما بالسفاح فھم منفيون منحطون ().(٧٧
أسھب البيروني في الطبقات ،ولكنه لم يورد " الشودر " ،ومن أي جزء من اآللھة
خرج ،ولذلك يضعونھم في أحط الطبقات ،يقول منو وھو يعدد خلق برھما للكائنات:
)ثم خلق البرھمي من فمه ،والكاشتريا من ذراعه ،والويشا من فخذه ،والشودرا من
لكل من ھذه الطبقات منزلته على ھذا النحو().(٧٨رجله ،فكان ٍ
)(٧٧
تحقيق ما للھند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ،أبي الريحان البيروني ،ص -٧٦
.٧٧
)(٧٨
أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٥٥ – ٥٤
١٩٨
المطلب األول :البراھمة
البراھمة :وھم الكھنة) (٧٩وھم الذين خلقھم اإلله "براھما" من فمه ،ومنھم المعلم
والكاھن ،والقاضي ،ويلجأ الجميع إليھم في حاالت الزواج والوفاة ،وال يجوز
)(٨٠
تقديم القرابين إال بوجودھم.
ً
ونتيجة لخلقتھم تلك ،فھم ُيعتبرون -في نظر الناس -صفوة الخلق ،وقد ألحقوا
)(٨١
باآللھة ،ولھم أن يأخذوا من أموال عبيدھم – طبقة الشودر -ما يريدون.
يقول غوستاف لوبون عن انقسام حياة البرھمي ألربعة أدوار) :دور المراھقة،
وفيه يتخرج البرھمي على أساتذة مخصوصين في دراسة الكتب المقدسة
واالطالع على أسرار الدين ،ودور الفتوة وفيه يتزوج البرھمي فيصبح أبا ً
ورب أسرة ما كانت وظائفه وراثية ،وما كان واجبه األول أن يكون ذا
ولد ،ودور الكھولة ،وفيه يقضي البرھمي أيامه معتزالً متبتالً زاھداً ،ودور
الشيبة ،وفيه يصبح البرھمي كامالً متصالً باآللھة رأسا ً متأمالً متأھبا ً
للموت().(٨٢
وترتب على ھذه المكانة التي وضع " البراھمة " أنفسھم فيھا بعض األمور
التي يفعلونھا ،وبھا ظلم كبير وتمييز فاضح لھم عن سائر الناس ،ومن أمثلة
تلك األمور:
-البرھمي محل الحترام جميع اآللھة بسبب نسبه وحده ،وأحكامه حجة في
العالم).(٨٣
-البرھمي الذي ھو في العاشرة من عمره يفوق الشودري الذي ناھز المائة كما
يفوق الوالد ولده).(٨٤
-كل ما في العالم ملك للبرھمي ،ولذا ال يعاقب على سرقته).(٨٥
-ال يدنس البرھمي بذنب مھما بلغ ولو قتل الناس أجمعين).(٨٦
ً )(٨٧ -إذا ّادعى أحد المنبوذين أنه ِّ
يعلم برھميا ً فإنه يسقى زيتا ً ّ
مغليا.
=
)(٨٤
انظر :الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية،
).(٧٢٧ /٢
)(٨٥
انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٥٦
)(٨٦
انظر :نفس المرجع ،ص .٥٦
)(٨٧
الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية/٢) ،
.(٧٢٧
)(٨٨
تحقيق ما للھند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ،أبي الريحان البيروني ،ص .٧٨
)(٨٩
انظر :حضارات الھند ،غوستاف لوبون ،ص .٢٩٥
)(٩٠
الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية/٢) ،
.(٧٢٧
)(٩١
انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٥٧
)(٩٢
انظر :حضارات الھند ،غوستاف لوبون ،ص .٣٠٠
)(٩٣
تحقيق ما للھند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ،أبي الريحان البيروني ،ص .٧٨
٢٠٠
نصب الملك في األكشترية ،وللملك على األكشترية احترام الجنود حيث ُي ّ
لقائدھم ،ويجب أن ال يستخف بالملك ولو كان طفالً ،فال يقال له إنسان ،ألن
األلوھية تتجسم في صورة الملك البشرية).(٩٤
المطلب الثالث :الويش.
وھم الزراع والمرابين والتجار) ،(٩٥وھم الذين خلقھم اإلله من فخذه :يزرعون
)(٩٦
ويتاجرون ويجمعون المال ،وينفقون على المعاھد الدينية.
وھذه الطبقة تقوم بمھمة األمن الغذائي للمجتمع ،و بيدھا اإلنتاج واالقتصاد،
وتلك مھمتھا االقتصادية األساسية في المجتمع).(٩٧
وشغلھم لھذه الوظيفة ليست باختيارھم ،بل ُتولد معھم حسب الطبقة التي
انحدروا منھا ،وقد ورد نصا ً في أشھر كتبھم منو سمرتي:
)وفرض على الويش سبعة أمور ھي :حفظ الحيوانات ورعيھا ،وإعطاء
الصدقات ،والقيام بعبادة يكيه ،وقراءة الويد ،والعمل بالتجارة ،والتعامل بالربا،
واالشتغال بالزراعة().(٩٨
ً
ونتيجة لذلك ترتب عليھم القيام ببعض األمور:
عليه الزواج بامرأة من طائفته ،كما أنه ملزم بتربية الماشية على الدوام).(٩٩
كما ينبغي عليه تعلم كيفية بذر الحبوب ،والتمييز بين األرض الجيدة ،واألرض
الرديئة ).(١٠٠
كما تميزت ھذه الطبقة بعدة أخالق – نقالً عن مصادرھم ،حيث ينبغي )أن
يكون "بيش" مشتغالً بالفالحة ،واقتناء السوائم والتجارة().(١٠١
=
)(١٠١
تحقيق ما للھند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ،أبي الريحان البيروني ،ص
.٧٨
) (١٠٢انظر :حضارات الھند ،غوستاف لوبون ،ص .٢٩٥
) (١٠٣الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية/٢) ،
.(٧٢٧
) (١٠٤انظر :حضارات الھند ،غوستاف لوبون ،ص .٣٠٢
) (١٠٥انظر :ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٧٢- ٧١
) (١٠٦الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية/٢) ،
.(٧٢٧
) (١٠٧لالستزادة ،انظر :مقارنة األديان ،محمد أحمد الخطيب ،ص .٤١٦ترجمان األديان،
أسعد السحمراني ،ص .٧٢ – ٧١
٢٠٢
وھذه النظرة حددت لھم أخالقيات معينة ينبغي لھم أن ال يحيدوا عنھا ،حيث
يجب على الشودر " أن يكون ُمجتھداً في الخدمة ،والتملق ،متحببا ً إلى ٍ
كل
أحد().(١٠٨
ومن األمثلة التي ُتصور مدى احتقار الھندوس لھذه الطبقة كمعتقد ديني في
نصوصھم:
مد أحد المنبوذين إلى برھمي يداً أو عصا ً ليبطش به قطعت يده ،وإذا رفسه
إذا ّ
)(١٠٩
فدعت رجله . ُِ
يأمر الملك بصب الزيت الحار في فم الشودر وأذنيه إذا بلغت به جرأته أن
يبدي رأيه للبراھمة في أمور وظائفھم).(١١٠
كما أن المنبوذين أحط من البھائم وأذل من الكالب بحسب قانون " منو " ،بل
إن من سعادتھم أن يخدموا البراھمة وليس لھم أجر أو ثواب).(١١١
و ّ
آﺛﺎر ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ):(١١٢
ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟطﺑﻘﻳﺔ اﻟﺑﻐﻳﺿﺔ ﻋدة آﺛﺎر وﻣﺿﺎر ،وﻫﻲ ﻣﻧﺎﻓﻳﺔ ﻷﺻﻝ اﻟدﻳﺎﻧﺎت
ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ
ً اﻟﺳﻣﺎوﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘر ﻫذا اﻟﺗﻣﺎﻳز اﻟﻧوﻋﻲ أو اﻟﺟﻧﺳﻲ ﺑﻳن اﻟﺑﺷر،
إن َ ْ َ َ ُ ْ
أﻛﺮﻣﻜﻢ وﻗﺒﺎﺋﻞ ِ َ َ َ ُ
ﻟﺘﻌﺎرﻓﻮا ِ ﱠ ﺷﻌﻮﺑﺎ َ َ َ ِ َ ذﻛﺮ َ ُ َ
وأﻧﺜﻰ َ َ َ ْ َ ُ ْ
وﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ ُ ُ ً ﻣﻦ َ َ ٍاﻟﻨﺎس ِ ﱠإﻧﺎ َ َ ْ َ ُ ِ
ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ْ
ْ ﺗﻌﺎﻟﻰَ ] :ﻳﺎ ﱡ َ
أﳞﺎ ﱠ ُ َ
ِ َِْ
ﺧﺒﲑ[).(١١٣ﻋﻠﻴﻢ َ ِ ٌإن اﷲﱠَ َ ٌ ﻋﻨﺪ اﷲﱠِ َ ْ َ ُ ْ
أﺗﻘﺎﻛﻢ ِ ﱠ
ومن ھذه اآلثار المترتبة على ھذا النظام الطبقي في المجتمع الھندوسي ،فقدان
قيمة الفرد ،فليس له أھمية إال إذا كان عضواً في جماعة ،كما أدى ھذا النظام
) (١٠٨تحقيق ما للھند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ،أبي الريحان البيروني ،ص
.٧٨
) (١٠٩انظر :الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية،
).(٧٢٧ /٢
) (١١٠انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٥٨
) (١١١انظر :الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية،
).(٧٢٧ /٢
ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٧٢
) (١١٢لم أخصص جزءاً لنقد أي معتقد أو فكرة ھندوسية ،وذلك لتشابه معتقداتھا الضالة مع
غيرھا من األديان الوثنية ،وارتأيت الحديث عن آثار الطبقية لتميز الديانة الھندوسية
بھا عن غيرھا من الديانات شرقية وغربية.
) (١١٣الحجرات.١٣ :
٢٠٣
ألن بعض الطبقات ال تعمل؛ إلى ھبوط المستوى االقتصادي لمعتنقي الھندوسية ّ
ً
وذلك استناداً إلى أن العمل ال يليق بمكانتھا السامية كطبقة البراھمة مثال ،كما
)(١١٤
أن نظام الطبقات يعطل مبدأ تكافؤ الفرص.
يقول ول ديورانت) :فنظام الطبقات كان وليد مجتمع زراعي راكد
ال يتغير؛ وھو إن ضمن النظام فال يتيح طريق الصمود للعبقري إذا ظھر في
طبقة دنيا ،وال يفسح من مجال الطموح واألمل ،وال يحفز الناس على االبتكار
والمغامرة؛ ولذا فقد قضى عليه بالفناء حين بلغت الثورة الصناعية شواطئ
الھند؛ فاآلالت ال احترام عندھا لألشخاص ،ففي معظم المصانع يعمل الناس
جنبا ً إلى جنب بغير تميز الطبقات؛ والقطارات وعربات الترام تھيئ مكانا ً
للجلوس أو للوقوف لكل من يدفع األجر المطلوب والجمعيات التعاونية
واألحزاب السياسية تضم كل المراتب في صعيد واحد؛ وفي زحمة المسرح أو
الطريق في المدينة ،تتدافع المناكب بين البرھمي والمنبوذ فتنشأ بينھما زمالة لم
تكن متوقعة؛ وقد أعلن أحد "الراجات") (١١٥أن كل الطبقات والعقائد ستفتح لھا
أبواب قصره؛.. .
وھكذا تعمل اآلالت على رفع طبقة جديدة رويدا رويدا إلى الثراء والقوة
وتسدل الستار على طبقة أرستقراطية ھي أقدم الطبقات األرستقراطية القائمة ُ
اليوم.
مر
إن ما ينطوي عليه نظام الطبقات من مأساة عظمى ھو أنه قد ضاعف على ّ
األجيال من "المنبوذين" الذين ينخرون بعددھم المتزايد وثورة نفوسھم في قوائم
النظام االجتماعي الذي ھم صنيعته؛ ويضم ھؤالء المنبوذين في صفوفھم كل
من فُرض عليھم الرق بسبب الحرب أو عدم الوفاء بالدين ،ومن ولدوا عن
زواج بين البراھمة وشودرات ،ومن تعست حظوظھم بحيث قضى القانون
البرھمي على مھنھم بأنھا مما يحط بقيمة اإلنسان كالكناسين والجزارين،
والبھلوانات والحواة والجالدين ،ثم تضخم عددھم بسبب كثرة التناسل كثرة
حمقاء تراھا عند من ال يملك شيئا ً يخاف على فقده؛ وقد بلغ بھم فقرھم المدقع
حداً جعل نظافة الجسد والملبس والطعام بمثابة الترف الذي يستحيل عليھم أن
ينعموا به ،فيجتنبھم بنو وطنھم اجتنابا ً يمليه كل عقل سليم ،ولذلك تقتضي
) (١١٤انظر :الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية،
).(٧٣٠ ،٧٢٩ /٢
) (١١٥ھو القائد الذي يعود مثقالً بالغنائم ،فيلبس خرصان ذھبية وثياب زاھية وأسلحة المعة،
ساطعا ،وللراجوات وھم من األكشترية شأن كبير في كتب ً فيصبح " راجه " أي
الويدا ،انظر :حضارات الھند ،غوستاف لوبون ،ص .٢٧١
٢٠٤
منبوذ " رجل من طبقة "الباريا" على رجلٍ ظل "
قوانين الطبقات أنه إذا وقع ُّ
ينتمي إلى الطبقات األخرى ،كان على ھذا األخير أن يزيل عن نفسه النجاسة
بغسل طھور؛ فكل ما يمسه المنبوذ ،يصيبه الدنس بمسه إياه ،وفي كثير من
أجزاء الھند ال يجوز للمنبوذ أن يستقي ماء من اآلبار العامة ،أو أن يدخل معابد
البراھمة ،أو أن يرسل أوالده إلى المدارس الھندوسية ،وكان للحركة القومية،
بتأثير غاندي ،فضل كبير في الحد من الحوائل التي كانت تسد الطريق أمام
المنبوذين؛ ويجوز أال يأتي الجيل المقبل إال وھم أحرار في الظاھر حرية تمس
القشور().(١١٦
)(١١٦
قصة الحضارة ،ول ديورانت \٣ ) ،من ص ،٤١٨إلى ص ( ٤٢٢باختصار.
٢٠٥
المبحث الثاني :معتقداتھا:
٢٠٦
توطئة:
لم تكن الديانة الھندوسية مقتصرة على كونھا عقيدة دينية ؛ بل كانت خليطا ً من
عقائد وطقوس ال يشترك القائمون بھا في أكثر من أربع صفات؛ حيث يعترفون
بنظام الطبقات وبزعامة البراھمة ،ويقدسون البقرة باعتبارھا ُتمثل األلوھية
على نحو تمتاز به من سواھا ،وھم َيقبلون قانون " كارما " وتناسخ األرواح،
وھم ُيضيفون إلى آلھتھم الجديدة آلھة " الفيدات" ؛ ولقد كان بعض ھذه العقائد
أسبق من عبادة الطبيعة التي جاءت بھا الفيدا ،كما ظلت قائمة بعد زوال تلك
العبادة ،كما أن آلھة العقيدة الھندية تتميز بكثرة أعضائھا الجسدية ؛ فعلى سبيل
المثال ل " براھما " الجديد أربعة وجوه ،ولـ " شيفا " ثالثة أعين ،وكل إله
عندھم تقريبا ً له أربع أذرع).(١١٧
يقول الزعيم الھندي "غاندي") :ومن حظ الديانة الھندوسية أنھا ليست لھا عقيدة
رئيسية فإذا سؤلت عنھا أقول :أن عقيدتھا ھي عدم التعصب والبحث عن الحق
بالطريقة الحسنة ،أما االعتقاد بوجود الخالق وعدمه فكالھما سواء ،وال يلزم
ألي رجل من رجال الھندوس أن يؤمن بالخالق فھو ھندوكي سواء آمن أو لم
يؤمن().(١١٨
)(١١٧
انظر :قصة الحضارة ،ول ديورانت.( ٢٠٣ \٣ ) ،
)(١١٨
دراسات في الديانات الھندية ،محمد ضياء الرحمن األعظمي.(١١٥/٦) ،
٢٠٧
المطلب األول :األلوھيـة
الھندوسية ديانة وثنية صميمة ،وتتعدد لديھم المعبودات تعدداً كبيراً ،حيث
ونتيجة لذلك ُعرفت ب " أرضً أوصلوھا )لثالثة وثالثين إله() ،(١١٩رئيسيا ً،
اآللھة ") ،(١٢٠وسبب تلك الكثرة اعتقادھم بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إلھا ً
ُيعبد.
وتحت الثالثة والثالثين عدد مھول من اآللھة ،يقول الدكتور عبد الراضي
المؤلھات ،وسيل عارم متجدد منَّ محمد عبد المحسن) :الھندوسية نھر دافق من
تأليه الكائنات والموجودات ،فإذا كان مؤرخو األديان والحضارات قد صعدوا
بتعدادھا في بدايات القرن المنصرم من الثالثين إلى رقم الثالثمائة والثالثين
فإن دارسي الديانات من المتأخرين جعلوا الرقم مليونا ً " " ٣٣٠من المؤلھاتّ ،
رمزيا ً ،ألن الطموح الھندوسي ال يقف عند حدود ھذا الرقم ،بل يرنوا إلى أن
يكون لكل ھندوسي إله خاص().(١٢١
و قد تحدث ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة عن الثالثين مليونا ً من
اآللھة ،اللذين تزدحم بھم مقبرة العظماء في الھند ،بعضھا أقرب في طبيعته إلى
المالئكة ،وبعضھا أقرب للشياطين ،وطائفة منھا أجرام سماوية ،وطائفة منھا
تمائم مثل "الكشمي" آلھة الحظ الحسن ،وطائفة أخرى حيوانات أو طيور؛ ألن
الھندي ال يرى فارقا ً بعيداً بين الحيوان واإلنسان ،واألرواح تمضي دوما ً متنقلة
من اإلنسان إلى الحيوان ،ثم تعود إلى بني اإلنسان مرة أخرى؛
كذلك كانت األفاعي مصدر رعب لھم ،لذا كانت من طبيعة اآللھة؛ واألفعى"ناجا"
كان لھا عندھم قدسية خاصة؛ ففي كثير من أجزاء الھند يقيمون كل عام حفالً دينيا ً
تكريما ً لألفاعي ،بل وأقيمت المعابد كذلك تمجيداً لھذه األفاعي ،التي يقوم الكھنة
على إطعامھا والعناية بھا ).(١٢٢
ً
قوى وقد أرجع الھندوسي كل ما يحيط به من مظاھر الكون والطبيعة إلى
خارقة وخفية تسيطر عليھا أرواح معينة يخافھا ويتوجه إليھا بالدعاء
ً
نتيجة لذلك توجه بالتقديس والعبادة ،لكل شيء، والتضرع ،و
) (١١٩أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى اإلسالم ،الدكتور عبد القادر بن
محمد عطا صوفي ،ص .٥٥
) (١٢٠انظر :دراسات في األديان الوثنية القديمة ،أحمد عجيبة ،ص .١٢٨
) (١٢١مشكلة التأليه في فكر الھند الديني ،الدكتور عبد الراضي محمد عبد المحسن ،ص
.٥٢
) (١٢٢انظر :قصة الحضارة ،ول ديورانت.( ٢٠٧ \٣ ) ،
٢٠٨
فعبد – على سبيل المثال من مظاھر الطبيعة :الغيوم ،الشمس ،الريح ،المطر،
فعندھم إله للمطر ،وإله للشمس ،وإله للنار وردت في نصوصھم وتوجھوا لھا
الحرف توجھوا بالتقديس لحارس الطرقات والموتى ،ولحامي بالطاعة ،ومن ِ
القطيع ،وغيرھم ،ومن الحيوانات توجھوا للسلحفاة واألسد والثعابين والبقرة،
التي ھي في نظرھم ابنة اإلله ،ومركز الحياة ،وأم األبطال ،ومن البشر" :
راما "المدافع عن البراھمة ،و"كرشنا" صاحب الفأس وقاتل الملك الظالم ،ومن
األعضاء :عضو الجنس في الذكر واألنثى ،بل وحتى المعاني ،ومنھا على
سبيل المثال " :شيفا " أي العنف والتدمير ،و" الكشمي " أي الحظ
والثروة).(١٢٣
والباحث في تاريخ الديانات الھندية القديمة عموما ً يجد معتقد ديني لديھم يقول
البرھمية ـ إحدى
َّ بالالھوت الثالثي ،حيث ظھر التثليث ـ أوالً) (١٢٤ـ في الديانة
ً
ابتداء -القوى الديانات الوضعية في بالد الھند ـ ،والتي كان أتباعھا يعبدون -
جسدوا تلك القوى ،حيث اعتقدوا حلولھا في بعض ثم َّ
المؤثرة في الكون بزعمھمَّ ،ّ
تعددت آلھتھم حتى وصلت إلى األجسام؛ فعبدوا األصنام لحلولھا فيھا ،ثم ما لبثت أن َّ
ثالثة وثالثين إلھا ً ،ثم طرأ على عقائدھم التغيير ،حتى وصل بھم ھذا التبديل إلى
بأن للعالم ثالثة آلھة ،وھي:
حصر اآللھة في ثالثة أقانيم ،وقالوا َّ
-١براھما وھو اإلله الخالق ،مانح الحياة ،القوي الذي صدرت عنه جميع
األشياء ،والذي ُيمثل إله الخير ،ويرجو كرمه جميع األحياء ،وينسبون إليه
وتجري الحياة في الشمس التي يكون بھا الدفء وانتعاش األجسامُ ،
الحيوان والنبات بزعمھم).(١٢٥
-٢ويشنو ،أو فيشنو ،أو بشن ،ويسمونه اإلله الحافظ ،وھو إله ممتلئ حبا ً
ورحمة ،مھمته تقديم الخير والعون لإلنسان) (١٢٦ويعتقدون أن ويشنــو ھذا
) (١٢٣انظر :مشكلة التأليه في فكر الھند الديني ،عبد الراضي محمد عبد المحسن ،من ص
،٥٢إلى ص .٥٦
) (١٢٤يرفض الدكتور عبد الراضي عبد المحسن ھذا القول ،وأن الثالوث المقدس ليس
ً
ھنديا ،بل تعد الھند في ترتيب الديانات الثالوثية التاسعة بين المثلثات المقدسة ابتكاراً
في التاريخ الديني للشعوب ،وللتعرف على من سبقھا ،انظر :مشكلة التأليه في فكر
الھند الديني ،ص .٤٣
) (١٢٥انظر :ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٥٧
) (١٢٦انظر :نفس المرجع والصفحة.
٢٠٩
التام).(١٢٧
ليقي العالم من الفناء ّ
حل في المخلوقات َ
ّ
) (١٢٧انظر :أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى اإلسالم ،الدكتور عبد
القادر بن محمد عطا صوفي ،ص .٥٦ \٥٥
) (١٢٨انظر :نفس المرجع ،ص .٥٦ \٥٥
) (١٢٩الھندوس يعتقدون بأي شيء فيه نفع بأنه إله ،ولذا ركزوا على األعضاء الجنسية في
الرجل ،وإن كان عضو المرأة كان األھم لديھم كرمز للخصوبة وبقاء البشر ،لذا
عبدوه ،وامتألت معابدھم بالصور الرمزية له .انظر على سبيل المثال :مشكلة التأليه
في فكر الھند الديني ،عبد الراضي محمد عبد المحسن ،ص .٥٦قصة الحضارة ،ول
ديورانت.(٢٠٥ \٣ ) ،
) (١٣٠انظر :حضارات الھند ،جوستاف لوبون ،ص .٦٠٣
) (١٣١انظر :أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى اإلسالم ،الدكتور عبد
القادر بن محمد عطا صوفي ،ص .٥٦ \٥٥
) (١٣٢انظر :الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية
للشباب اإلسالمي.( ٥٧٨ \٢ ) ،
٢١٠
ونصوصھم المقدسة تؤكد لھم قداستھا وعدم التعرض لھا ،من ذلك ما ورد في
إحدى نصوص الفيدا ،حيث تقول) :إن الذي يضرب البقرة برجله يستحق
العقاب().(١٣٤
كما تحدث الدكتور أسعد السحمراني في أسلوب ساخر من ھذه النظرة للبقر،
حيث يقول) :الھندوس يقدسون البقر ،وال يأكلون لحومه ،ويتعاطون معه
بشفافية وتقدير ،فكم من حوادث القطارات والسير في الھند تسبب بھا توقف
سريع إكراما ً لبقرة ،فأدى ذلك إلى موت وجرح األعداد الكبيرة من
الناس().(١٣٥
=
)(١٣٣
حضارات الھند ،غوستاف لوبون ،ص .٢٧٦ – ٢٧٥
فصول في أديان الھند ،األعظمي ،ص ،٩٣نقالً عن آتور فيدا ،ص .١٣ )(١٣٤
)(١٣٥
ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٦١
)(١٣٦
انظر :فصول في أديان الھند ،األعظمي ،ص .٩٤
)(١٣٧
أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٣١
٢١١
ماتت البقرة وجب دفنھا بطقوس دينية خاصة ،لكن الذي يبعث على السخرية ُ
المرة
ھو عقيدة الھندوس تجاه األبقار وعدم تسويغھم التعرض لھا ،مقابل عقيدتھم البائسة
في حق األرامل من النساء وإيجابھم حرقھن أحياء(١٣٨),وال عجب فا تعالى يقول:
ﻫﻢ َ َ ﱡ
أﺿﻞ َ ِ ً
ﺳﺒﻴﻼ[).(١٣٩ ﻫﻢ ِإﻻﱠ َ َ ْ َ ِ
ﻛﺎﻷﻧﻌﺎم َ ْ
ﺑﻞ ُ ْ ﻳﺴﻤﻌﻮن َ ْأو َ ْ ِ ُ َ
ﻳﻌﻘﻠﻮن ِ ْ
إن ُ ْ أن َ ْ َ َ ُ ْ
أﻛﺜﺮﻫﻢ َ ْ َ ُ َ ﲢﺴﺐ َ ﱠ
] َ ْأم َ ْ َ ُ
) (١٣٨انظر :قصة الحضارة ،ول ديورانت ،٢٠٣ /٣) ،إلى ص .(٢٠٩
) (١٣٩الفرقان.٤٤ :
) (١٤٠انظر :مقارنة األديان ،محمد أحمد الخطيب ،ص .٤٠٢
) (١٤١انظر :فصول في أديان الھند ،األعظمي ،ص .١٢٣
) (١٤٢انظر :الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية،
).(٧٢٨ /٢
) (١٤٣فصول في أديان الھند ،األعظمي ،ص .١٢٣
٢١٢
أبدية الوجود ،ال عنفالنفس ـ الروح ـ َّعلى ذلك اسم "سمسارا "Samsara؛ َّ
عتق، ٌ
قائمة تنتقل عن بدنھا إذا ُ ِ ٌ
ثابتة والدة ،وال تتلف وال تصل للعدم ،بل ھي
نحو آخر).(١٤٤
ويقول أحد علمائھم مفسراً لنا ھذه العقيدة) :سبب التناسخ أو تكرار المولد ھو:
أوالً :أن الروح إذا خرجت من الجسم فال تزال لھا أھواء وشھوات مرتبطة
بالعالم المادي لم تتحقق بعد .ثانيا ً :أنھا إذا خرجت من الجسم ،وعليھا ديون
كثيرة في عالقاتھا باآلخرين ،فال بد من أدائھا ،فال مناص إذاً من أن تستوفي
شھواتھا في حياة أخرى ،وتتذوق الروح ثمر أعمالھا التي قامت بھا في حياتھا
السابقة ().(١٤٥
وھذه العقيدة – أساسا ً – مبنية على اعتقاد الھندوس بأزلية الروح ومادة الخلق،
فالروح ال تفنى فناءاً كامالً ،بل إنھا إذا خرجت من الجسم حلت بجسم آخر،
وھكذا تظل متنقلة بين األجسام حتى تقوم الساعة ).(١٤٦
وھكذا تظل الروح عند الھندوس متنقلة من جسد آلخر مئات وآالف السنين ،فقد
تحل في مائة جسد أو أكثر ،حتى تستوفي شھواتھا ،أو ُتطھر من ذنوبھا،
بحلولھا – أحيانا ً في أجساد الحيوانات والحشرات ،فإذا استوفت ما تستحقه من
ثواب أو عقاب نجت من التناسخ وتكرار المولد وحلت في جسد البراھما).(١٤٧
لذا قُسمت عندھم أعمار الدنيا ألربعة أقسام ،وكل دور من ھذه األدوار له خصائص
وأوصاف) ،فمثالً الذين يولدون في الدور األول "ست يك" ھم الذين يجمعون الدنيا
والدين ،والذين يولدون في الدور الثاني "ترتيا يك" ھم الذين يجمعون الشھوات
والرغبات والدين والدنيا ،والذين يولدون في الدور الثالث "دواير يك" ھم الذين
يمشون وراء الرغبات والرھبات ،والذين يولدون في الدور الرابع "كل يك") ،وھم
من يجرون وراء الشھوات والرغبات فقط().(١٤٨
) (١٤٤انظر :أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى اإلسالم ،عبد القادر
محمد عطا صوفي) ،ص .(٦٩ :تحقيق ما للھند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة
للبيروني ،ص .٣٨
ً
) (١٤٥أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص ،٦١نقال عن :ثقافة الھند ووجھاتھا الروحية،
ص .٤٢
) (١٤٦انظر :فصول في أديان الھند ،األعظمي ،ص .١١٤
) (١٤٧انظر :أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٦١
) (١٤٨سقط ھذا الدور من كتاب دراسات في الديانات الھندية ،فاضطررت إلضافة المعلومة
من كتاب :فصول في أديان الھند لألعظمي ،ص .١١٤
٢١٣
وكل دور من ھذه األدوار األربعة يستغرق ماليين من السنين فبعد انتھاء ھذه
األدوار األربعة تعيد الدنيا عملھا ودورانھا مرة ثانية من "ست يك" إلى "كل يك"
ماليين المرات ثم تقوم القيامة وتنجو الروح من جوالتھا وتتصل بذات اإلله.
والسبب في ھذا أن الروح لھا ثالث خصائص:
-١ستوكن -من عالمته أن تكون الروح راغبة في العلم والمعرفة.
-٢ثموكن -من عالمته أن تكون الروح بعيدة عن العلم والمعرفة.
-٣رجوكن -من عالمته أن تكون الروح راغبة في وقت ونافرة في وقت.
ھذه الخصائص المجموعة ھي سبب عيادة الروح مرة بعد مرة لحصول النجاة
من أرذل صفاتھا ،فمن شرط النجاة تخليص النية من جميع الوساوس واألفكار
الرديئة ،واإلنسان ما دام في قالب البشر ال يقدر على تخلية نفسه الوساوس
خصوصا ً إذا ُولد في ثموكن وكل يك ،ألن ستوكن خاص بالمالئكة المعصومين
جزاء بما كسبت في الحياة السابقة ().(١٤٩
ً تنقل الروح من جسم إلى جسم فلزم ُّ
المطلب الخامس :وحدة الوجود.
وحدة الوجود :ھذا المعتقد وثيق الصلة بالمعتقدات األخرى كالتناسخ والكارما،
بأن روح اإلنسان أزلية مستمرة ،وعندما حيث ُيصور الھندوس ھذه العقيدة ّ
ُتجرد الروح من الظواھر المادية تبدأ رحلتھا للعودة إلى الروح األكبر ،ولذلك يسمى
تخلصھا من الجسم ب" طريق العودة " إلى أصلھا)) ،(١٥٠وھذا الكون كله ليس إال
ظھوراً للوجود الحقيقي األساسي ،وإن الشمس والقمر وجميع جھات العالم ،وجميع
أرواح الموجودات أجزاء ومظاھر لذلك الوجود المحيط المطلق ،وأن الحياة كلھا
أشكال لتلك القوة الوحيدة األصيلة ،وأن الجبال والبحار واألنھار تفجر من ذلك
الروح المحيط الذي يستقر في سائر األشياء().(١٥١
وإن الھدف األسمى عند الھندوس ھو تحرر الروح من الشھوات ،فتظل تنتقل ّ
من جسد آلخر حتى يحصل لھا "النرفانا" ونجاة الروح عندما تتطھر في أجساد
كثيرة وتعود صالحة ولم تعد تحتاج لتناسخ جديد ،فتحصل لھا النجاة بالعودة
ألصلھا الذي صدرت منه واالتحاد واالتصال بالخالق أي الحلول فيه ،وھو
"برھما") ،(١٥٢وبھذا يتحد اإلنسان مع اآللھة وتصير النفس ھي عين القوة
الخالقـــة ،وھذا الكون كله ليس إال ظھوراً للوجود الحقيقي ،والروح اإلنســانية
)(١٤٩
دراسات في الديانات الھندية ،محمد ضياء الرحمن األعظمي.(١٣٩ ،١٣٨/٩) ،
)(١٥٠
انظر :مقارنة األديان ،محمد أحمد الخطيب ،ص .٤٠٧ – ٤٠٦
)(١٥١
أديان الھند الكبرى ،أحمد شلبي ،ص .٦٦
٢١٤
جزء من الروح العليا).(١٥٣
المطلب السادس :تقديس نھر الكنج.
أو الغنج ،للھندوس أنھار عديدة تكتسب صفة التقديس لديھم ،ولكن نھر الكنج
ھو أكثرھا قداسة العتقادھم بأن أحد اآللھة استحم فيهُ ،
ويعد نھر الكنج مقدسأ
عند ھؤالء من منبعه إلى مصبه ،والسياحة الدينية فيه من أفضل العبادات ،كما
يعتقدون أن مياھه تطھرھم من الذنوب والخطايا ،بل وصل بھم األمر العتقاد
أن من يضع يده في قطرات من ھذا النھر ال يمكن أن يكذب أبداً)،(١٥٤
وألھميته ،فإن مياھه ُتنقل بأجور عالية ،وقلما يخلو قصر من قصور
للغسل ).(١٥٥
"الراجوات" من مقادير منه ُ
كما ُيلقون فيه رماد موتاھم بعد إحراق أجسادھم ،(١٥٦) ،وذلك العتقادھم
بطھر المكان ،وإن لم يتيسر لھم لموت ھؤالء في مكان بعيد يقومون بوضع
قطرات من ماء نھر الكنج فوق الكفن قبل حرق الجثة ).(١٥٧
وفي يوم " ضوء القمر الجديد " وھو أحد أيام الحج الھندوسي يجتمع الرجال
والنساء واألطفال والرھبان ،البعض منھم عرايا ،والبعض اآلخر يلبس أجمل
المالبس الزاھية ،ثم تبدأ مراسم الغطس وممارسة السباحة الجماعية ،ثم
االحتفال ليالً حول النھر ،حيث يسود الطابع الجنسي لھذه االحتفاالت ،ويكفينا
لنعرف مدى تلوث ھذا النھر أن نعلم بتصريح أحد المسؤولين عن تنظيمه
لمھرجان الغطس – في إحدى سنواته -بأنه في الست ساعات األولى سيغطس
في النھر أكثر من ٣ماليين شخص ،لذا ُيعد من أكثر أنھار العالم تلوثا ً بسبب
السباحة ورمي جثث الموتى ).(١٥٨
=
)(١٥٢
انظر :فصول في أديان الھند ،األعظمي ،ص .١٢٥ - ١٢٤
)(١٥٣
انظر :الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة العالمية،
).(٧٢٨/٢
) (١٥٤انظر :مفھوم الحج في الديانة الھندوسية ،إبراھيم درباس موسى ،مجلة جامعة األنبار،
ص ٣٣٠
) (١٥٥انظر :حضارات الھند ،غوستاف لوبون ،ص .٦٢١
) (١٥٦انظر :ترجمان األديان ،أسعد السحمراني ،ص .٦١
) (١٥٧انظر :التلمود تاريخه وتعاليمه ،ظفر اإلسالم خان ،دار النفائس) ،من ص ،٧١ :إلى
ص .(٧٣
) (١٥٨انظر :مفھوم الحج في الديانة الھندوسية ،من ص ،٣٢٨إلى ص .٣٣٠
٢١٥
اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
]< <<äe<á^Â_<^Ú<î×Â<ğ]†}aæ<÷ğ æ_<<†ÓÖ]æ<Hl^£^’Ö]<Üji<äjÛÃße<ë„Ö]<<‚Û£
ويسر من ُسبل إلتمام ھذا البحث ،والصالة والسالم على سيد األولين واآلخرين،
محمد بن عبد ﷲ ،وعلى آله وصحبه أجمعين،
ثم أما بعد :
عرفا ً بھذه الملة الباطلة والنحلة الفاسدة ،وُمحذراً من
ففي ختام ھذا البحث الذي أتى ُم ّ
عقائدھا ،ظھرت لصاحبته بعض النتائج أو المالحظات المھمة في ھذا الموضوع،
وھي كالتالي:
النتائج:
-١ليس للھندوسية مؤسس معين أو تاريخ محدد لظھور ھذه الديانة ،فھي قديمة جداً منذ
آالف السنين ،حيث ارتبطت بتاريخ الھند وتراثه.
-٢ضعف المصادر الدينية لديھم ،وذلك ألنھا ُكتبت بأيدي بشرية وعلى فترات متباعدة.
-٣تميز الھندوسية بنظام طبقي تحاربه األديان وتأنفه النفس البشرية السوية.
-٤معتقدات الھندوسية تنحط إلى أقصى درجات الحيوانية ،حينما تصل لتقديس البقر،
وتنتھي بعبادة األعضاء التناسلية في اإلنسان.
التوصيات.
-١يجب على طالب وطالبات الدراسات العليا اإلطالع على العقائد الوثنية ،خصوصا ً
التي لھا أتباع ُكثر حول العالم ،ليتسنى لھم ھدمھا من الداخل.
-٢مما ينبغي أن تتوجه له جھود الباحثين دراسة النظام الطبقي في الھند ،فھو يحتاج
لدراسة خاصة مستفيضة في ھذا الجانب.
-٣االھتمام بدراسة مصادر التشريع المقدسة لديھم ونقضھا ،وھذه تحتاج لدراسة مستقلة
في ھذا الباب.
٢١٦
اﻟﻤﺮاﺟﻊ:
-١التلمود تاريخه وتعاليمه ،التلمود تاريخه وتعاليمه ،ظفر اإلسالم خان،
دار النفائس ،الطبعة :الثامنة١٤٢٣ ،ھـ٢٠٠٢-م.
-٢أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى اإلسالم ،الدكتور
عبد القادر بن محمد عطا صوفي ،الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة،
الطبعة :السنة السادسة والثالثون,العدد الخامس والعشرون بعد المائه،
١٤٢٤ھـ٢٠٠٤/م.
-٣الموسوعة الميسرة في األديان والمذاھب واألحزاب المعاصرة ،الندوة
العالمية للشباب اإلسالمي ،إشراف وتخطيط ومراجعة :د .مانع بن حماد
الجھني ،دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة :الرابعة،
١٤٢٠ھـ.
٢١٨