Professional Documents
Culture Documents
المسائل في قصص القرآن
المسائل في قصص القرآن
السؤال األول :قال تعاىل :ﱡﭐﲔﲕﲖﲗﲘﱠ هل اجلنة اليت أمر هللا سيدان آدم عليه السالم أن يسكنها هي
جنة اخللد أو جنة من جنان األرض؟
أحدها :أن هذه اجلنة لو كانت هي دار الثواب لكانت جنة اخللد ولو كان آدم يف جنة اخللد ملا حلقه
الغرور من إبليس بقوله{ :هل أدلك على شجرة اخللد وملك ال يبلى} وملا صح قوله{ :ما هناكما ربكما
عن هذه الشجرة إال أن تكوان ملكني أو تكوان من اخلالدين}
والدليل عليه قوله تعاىل :اهبطوا منها [البقرة ،]38 :مث إن اإلهباط األول كان من السماء السابعة إىل السماء
األوىل ،واإلهباط الثاين كان من السماء إىل األرض.
7
• والقول الرابع :أن كل األقوال ممكن وال وجه للقطع أبحد هذه األقوال .ذكره الرازي 5واخلازن 6وأبو السعود
واآللوسي.8
السؤال الثالث :قال الدكتور فضل حسن عباس يف بيان قصة سيدان لوط يف سورة احلجر[ :والذي جاء يف سورة هود أن
الرسل جاؤوا لوطاً أما هنا فذكر أن جميئهم آلل لوط ،ويف هذا من ا ِإليناس وا ِإلكرام له -عليه السالم – ما ال خيفى ،مث
أن ما يفتذكر اآلايت الكرمية بعد ذلك يف سورة احلجر أن أهل املدينة جاؤوا مستبشرين فرحني ،ويرى بعض املفسرين َّ
اآلايت من ابب التقدمي والتأخري؛ فمجيء أهل املدينة كان قبل بشارة املالئكة لوطاً أبهنم جاءوه بعذاب أولئك ،والواو ال
تفيد ترتيباً .ونقل صاحب روح املعاين عن ابن عطية أن ما قاله لوط ألهل املدينة مما قصته السورة الكرمية من أن أولئك
ضيفه فال ينبغي أن يفضحوه ابالعتداء عليهم ،وأمره هلم بتقوى هللا وهنيه هلم عن خزيه وإذالله؛ إمنا كان على سبيل التبكيت
هلم ،وإخفاء العذاب الذي سيصيبهم عنهم ،ولقد ضعف أبو الفضل الشهاب األلوسي -رمحه هللا – ما ذكره ابن عطية
وصار مع اجلمهور فيما قالوه من أن ابقي القصة من ابب التقدمي والتأخري .ولكن الذي يبدو يل بعد إجالة وإمعان -وهللا
عالمة الرافدين ملا قاله عالمة األندلس رمحهما هللا ،فيه نظر وال نستطيع أن نسلاِمه له ،بل قول
أعلم مبا ينزل -أن تضعيف ا
عالمة األندلس جدير ابلتأمل والنظر ،والذي يظهر يل أنه أوىل ابلقبول ،وأن ليس يف اآلية تقدمي وأتخري 2].هل صح نقله
أوًل هل بشارة املالئكة هبالك قوم لوط أو جميء قومه له؟ عن ابن عطية واآللوسي ،وما الذي حدث ا
اجلواب :قال ابن عطية يف تفسريه ما نصه[ :وقولهَ { :وجاءَ أ َْه ُل الْ َم ِدينَ ِة} حيتمل أن رجع الوصف أمر جرى قبل إعالم
لوط هبالك أمته ،ويدل على هذا أن حماجة لوط لقومه تقتضي ضعف من مل يعلم إهالكهم ،وأن األضياف مالئكة ،وحيتمل
{وجاءَ أ َْه ُل الْ َم ِدينَ ِة} أن يكون بعد علمه هبالكهم ،وكان قوله ما أييت من احملاورة على جهة التهكم عنهم واإلمالء هلم
قوله َ
والرتبص هبم .قال القاضي أبو حممد :واًلحتمال األول عندي أرجح ،وهو الظاهر من آايت غري هذه السورة].
3
وقال اآللوسي يف تفسريه ما نصهَ {[ :وجاءَ أ َْه ُل الْ َم ِدينَ ِة} شروع يف حكاية ما صدر من القوم عند وقوفهم على
مكان األضياف من الفعل وما ترتب عليه مما أشري إليه أوال على سبيل اإلمجال ،وهذا مقدم وقوعا على العلم هبالكهم كما
مسعت والواو ال تدل على الرتتيب ،وقال ابن عطية :حيتمل أن يكون هذا بعد العلم بذلك وما صدر منه عليه السالم من
احملاورة معهم كان على جهة التكتم عنهم واإلمالء هلم والرتبص هبم ،وال خيفى أن كون املساءة وضيق الذرع من ابب التكتم
4
واإلمالء أيضا مما أيىب عنه الطبع السليم].
وهللا أعلم