Professional Documents
Culture Documents
محاضرات حقوق الانسان والديمقراطية للطلبة 231119 163031
محاضرات حقوق الانسان والديمقراطية للطلبة 231119 163031
2023-2022
1
املقدمة
حقوق اإلنسان حقوق متأصلة في جميع البشر ،ولدت مع والدتهم مهما كانت جنسيتهم ،أو مكان إقامتهم ،أو
نوع جنسهم ،أو أصلهم الوطني أو العرقي ،أو لونهم ،أو دينهم ،أو لغتهم ،أو أي وضع آخر.لكن الوعي بها
واالعتراف بها وتطبيقها والتمتع بها احتاج الى مسيرة طويلة من الكفاح في التاريخ البشري والكفاح مستمر
ً
وسيبقى مستمر من اجل تطبيق الحقوق طاملا وجد االنسان على االرض .إن لنا جميعا الحق في الحصول
على حقوقنا اإلنسانية على قدم املساواة وبدون تمييز .وجميع هذه الحقوق مترابطة ومتآزرة وغير قابلة
للتجزئة .
وكثيرا ما يتم التعبير عن حقوق اإلنسان العاملية وتضمن ،بواسطة القانون وفي شكل معاهدات ،والقانون
الدولي العرفي ،ومبادئ عامة ،أو بمصادر القانون الدولي األخرى .ويرس ي القانون الدولي لحقوق اإلنسان
التزامات على الحكومات بالعمل بطرق معينة أو االمتناع عن أعمال معينة ،من أجل تعزيز وحماية حقوق
يعتبر مبدأ عاملية حقوق اإلنسان حجر األساس في القانون الدولي لحقوق اإلنسان .وقد تم تكرار اإلعراب عن
هذا املبدأ الذي أبرز للمرة األولى في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في عام ،1948في العديد من االتفاقيات
واإلعالنات والقرارات الدولية لحقوق اإلنسان .فقد أشير في مؤتمر فيينا العالمي لحقوق اإلنسان في عام
،1993على سبيل املثال ،إلى أن من واجب الدول أن تعزز وتحمي جميع حقوق اإلنسان والحريات
ان حقوق االسان هي غاية االنسان وهدفه والحرمان منها شيئ مؤكد ومتوقع طاملا وجد الظلم واالديان
السماوية اكدت على اهمية وضرورة التمتع بها لكل البشر وكانت الحقوق هي الغاية االولى لهذه االديان
لضمان كرامة االنسان وحريته وهذ الحقوق انتهكت وما زال بعضها ينتهك
2
والبعض االخر يرى " هي وسيلة املواطن في الدفاع عن نفسه ضد املجتمع والدولة "
وايضا هي" املعايير االساسية التي ال يمكن للناس من دونها ان يعيشو ا بكرامة كبشر "
ويمكن القول ان حقوق االنسان هي " هي قدرة االنسان على اختيار تصرفاته بنفسه وممارسة نشاطاته دون
"مجموعة الحقوق واملطالب الواجب الوفاء بها لكل البشر على قدم املساواة دونما تمييز في ما بينهم "
اجناسهم وقومياتهم اواعراقهم اوالوانهم اوأديانهم او لغاتهم حيث اننا جميعا على قدم املساواة في الحقوق
وتلك الحقوق مترابطة وهناك الكثيرمن الحقوق يتم التعبير عنها من خالل حقوق االنسان العاملية والتي
يضمنها القانون وذلك على شكل معاهدات والقانون الدولي العرفي واملبادئ العامة وغيرها من مصادر القانون
الدولي.
وان القانون الدولي لحقوق االنسان في كثير من النصوص يحث على التزام الحكومات على العمل والتصرف
بطرق معينة واالمتناع عن طرق اخرى،وذلك من أجل تعزيز وحماية حقوق االنسان والحريات األساسية
لألفراد او الجماعات.
ان جذور حقوق االنسان تمتد في كل مكان في العالم واألساس الذي تقوم عليه هو احترام حياة االنسان
وكرامته والحرية واملساواة وهذا يكون في أغلبية الديانات والفلسفات وبدون تحديد.
وترد حقوق االنسان في االعالن العالمي بما يتعلق بالحقوق االنسانية والتي تحدد في بعض الصكوك الدولية
مثل العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية
واالجتماعية والثقافية وما ينبغي على الحكومات فعله او عدم فعله من أجل أحترام حقوق مواطنيها .
3
خصائص حقوق االنسان
تتميز حقوق اإلنسان بالعديد من املزايا املرتبطة بطبيعة اإلنسان من جهة وبكونها حقوقا محددة من جهة
.1ان حقوق اإلنسان ال تشترى والتباع وهي ليست منحة من أحد بل هي ملك للبشر بصفتهم بشر،
.2حقوق اإلنسان هي نفسها لكل بني البشر بغض النظر عن اللون ،العرق ،الدين ،الجنس ،الرأي
الـسياس ي أو األصل االجتماعي...الخ .فنحن جميعا ولدنا أحرارا ومتساوون في الكرامة والحقوق ،بهذه
.3ال يمكن بأي حال االنتقاص من حقوق اإلنسان ،فإن أحدا ال يملك الحق في حرمان شخص آخر
منها مهمـا كانت األسباب ،وحتى لو كانت القوانين في بلد ما ال تعترف بذلك أو أن بلد ما يقوم
بانتهاكها ،فإن ذلك ال يفقدها قيمتها وال ينكر تأصلها في البشر .إن انتهاك الحقوق ال يعني عدم
.4إن حقوق اإلنسان هي وحدة واحدة وغير قابلة للتجزئة فحقوق اإلنسان سواء كانت مدنيـة
وسياسـية أواقتصادية واجتماعية وثقافية،هي وحدة واحدة تنطوي على الحرية واألمن واملستوى
املعيش ي الالئق.
.5ان حقوق اإلنسان في حالة تطور مستمر ،وكما أنها مرتبطة باإلنسان بصفته إنسانا ،فـإن حاجـة
اإلنـسان وارتفاع مستواه املادي والروحي في حالة تطور مستمر يستوجب معه تطوير الحقوق
أن حقوق اإلنسان واملبادئ املستمدة منها هي قديمة قدم التاريخ ومستمدة مـن كـل األديان
السماوية واملوروث اإلنساني برمته ،وبايجاز بسيط هي تشكل القاسم املشترك بـين املجتمعـات والحـضارات
4
فئات حقوق األنسان
يمكن تصنيف الحقوق إلى ثالث فئات:
ً
-1الحقوق املدنية والسياسية وتسمى أيضا ("الجيل األول من الحقوق"( ،وهي مرتبطة بالحريات ،وتشمل
الحق في الحياة والحرية واألمن؛ وعدم التعرض للتعذيب والتحرر من العبودية؛ املشاركة السياسية وحرية
والتجمع. الجمعيات في االشتراك وحرية والضمير والدين؛ والتعبير والتفكير الرأي
ً
-2الحقوق االقتصادية واالجتماعية )وتسمى أيضا "الجيل الثاني من الحقوق"( ،وهي مرتبطة باألمن وتشمل :
ً
-3الحقوق البيئية والثقافية والتنموية )وتسمى أيضا "الجيل الثالث من الحقوق"( ،وتشمل حق العيش في
الحياة املشتركة ملجموعات من البشر،وقد جاءت الفكرة بصورتها البدائية القديمة،حيث كانت املدينة منذ
نشوءها يطبق بها بعض القواعد العرفية التي كانت تحمي بعضا من حقوق االنسان والتي تدافع عن كرامته
من أجل املعيشة بسعادة ونبذ العنف بين الناس.ولكن بعدأن تغيرت شكل املدن وأصبحت كبيرة،فقد
تطورت تلك الحقوق وتحولت هذه القواعد العرفيةالى نصوص قانونية يعمل عليها االنسان والدولة من
كانت حقوق االنسان في العصور الوسطى تتمثل بعدد من الوثائق والقوانيين التي صدرت في عدة دول
غربية ويمكن ايراد اهم تلك الوثائق عن حقوق االنسان منها :
5
ميثاق العهد األعظم أو ماجنا كارتا ( )Magina Cartaالصادر عام 1215والذي فرضه أمراء اإلقطاع على
امللك جان للحد من سلطانه ،وهو يحتوي على أحكام أساسية فيما يتعلق بحق امللكية والتقاض ي وضمان
الحرية الشخصية ،وحرية التنقل والتجارة ،وعدم فرض ضرائب بدون موافقة البرملان ،ولقد كان للماجنا
كارتا أثرها البعيد في انكلترا وسائر أوربا ،اما في العصر الحديث فقد شهدت حقوق اإلنسان نهضة كبيرة
بفضل عوامل عديدة دفعت إلى صدور عدد من املواثيق والتشريعات كرست حقوق فقد صدرت في عصر
امللك شارل األول عريضة الحقوق ( )1628وهي عبارة عن مذكرة تفصيلية لحقوق البرملان التاريخية
ً
وتذكيرا بحقوق املواطنين التقليدية التي كفلتها الشريعة القديمة وفيه تقرر املبدأ االتي (ال يجبر احد على
دفع اية ضريبة أو على تقديم اية هبه أو عطاء مجاني اال بقرارمن البرملان)وغيرها من الشارئع والقوانين
األخرى...الخ.
اما في الوقت املعاصر وهي املرحلة الدولية ،تلك املرحلة التي أصبحت فيها مواضيع حقوق اإلنسان تأخذ
طابعأ دوليا بعد أن كانت مسألة داخلية بحته ،وتزامنت مع حدوث الحرب العاملية االولى وتأسيس عصبة
األمم التي تناولت في ميثاقها بنود تخص حقوق اإلنسان ،وبعد ذلك حدوث الحرب العاملية الثانية وتاسيس
االمم املتحدة وميثاقه االذي اشار في كثير من فقراتة واكد على احترام وتعزيز وحماية حقوق اإلنسان.
ان العراق القديم يمثل اولى الحضارات التي عرف االنسان فيها قيمة الحياة والعيش سوية ،وهذا االمر
دفعه الى نبذ العنف والبحث عن السعادة عن طريق التعاون مع بعضها البعض ،ملواجهة مشقة الحياة فقد
اكتشف علماء االثار والتنقيب،وجود اثر ملجمعات في العراق القديم يدل على اسكان البشر فيها والتي تعود
الى فترة زمنية اكثر من مائة االف سنة ،عاش سكانها على الصيد والزارعة وتربية الحيوانات واستقروا في
االرياف ،وكانت هذه املجتمعات قائمة على اساس انصهار الفرد في الجماعة وكانت امورها تدار بغير قانون ،
وان االنسان في هذا املجتمع اكثر رقيا والتزاما بمايسمى حقوق االنسان ،وذلك الن حقوق االنسان لم يكن
متصوار وجودها في املجتمع وفقا للمفهوم الذي تناولته القوانين في الوقت الحاضر .وتطورت حقوق االنسان
اكثر فأكثر عندما ظهرت املدن الكبيرة في العراق القديم ،وذلك في القرن الرابع قبل امليالد .وبما ان الحماية
القانونية ركن من اركان الحق،حيث اليعتبر حقا ان لم تتوفر له الحماية القانونية وتمكين صاحبه من
6
التمتع به .وهكذا فان الحق مرتبط بالقانون والينفصل عنه ،فمتى وجد القانون يوجد الحق ومنه حقوق
االنسان .وهكذا توجد صلة قوية بين فكرة القانون وفكرة الحق من خالل ذلك نستنتج ان
جذور حركة حقوق اإلنسان ممتدة بامتداد التاريخ اإلنساني فهي ليست اختراع حديث فقد مرت بمراحل
ً
تطور عديدة بدءا بالحضارات القديمة وظهور األديان السماوية وحتي صدور اإلعالن العالمي لحقوق
اإلنسان.
مذ ان خلقه هللا الى ان يرث هللا االرض ومن عليها وبين ممارسة هذه الحقوق وهو امر يختلف من عصر الى
اخر وبحسب التشريعات التي تحكم وتنظم ممارسة هذه الحقوق .
وما سنتناوله هو تنظيم ممارسة هذه الحقوق والحدود التي يسمح بها املشرع في كل عصر من العصور
مر االهتمام بحقوق االنسان بمراحل تطور مختلفة اذ ان بداية االهتمام يعود الى الحضارات القديمة التي
اولت االنسان وحقوقه عناية كبيرة ولكن بدرجات متفاوته بين حضارة واخرة
7
ذكر في وثيقة ضمن االصالحات فحواها (ان بيت الفقير صار بجوار بيت الغني ) -3
ظهرت كلمة الحرية والول مرة في التاريخ البشري في وثيقة عـراقية قديمة -4
منح الحرية التامة لسكان ساللته -5
ويشير تشريع املنقوش على حجر اآلجر أن امللك املذكور قد ألغى نظام تعدد الزوجات و حما اليتيم و -6
األرملة
ووضع امللك (اوركاجينا ) عدد من االصالحات االجتماعية لتنظيم حياة االسرة واملحافظة على -7
مكانة املرأة واستقالليتها في مجتمع املدينة السومرية لكن لم تصل تلك الى درجة القانون لخلوها
من املقدمة والخاتمة
8
)5حقوق املرأة الزوجة الحرة وحقوق الزوجة االمه وحقوق اوالد كل منهما في االرث
)6حاالت السرقة واالعتداء على االخرين
مقدمة هذا القانون تشبه الى حد كبير مقدمة شريعة حمورابي
-4تشريع مملكة أشنونا:
وضعها املللك بال الما سنة ( )1992ق.م إكتشف في ضواحي بغداد ،كان باللغة األك ــدية على
لوحتين من اآلجر و بلغ عدد مواده املكتشفة مقدمة و ( )61مادة قانونية اهم ما جاء فيها
عالجت االمور االحدى عشر االولى االسعار واالجور .
شؤون االموال واملمتلكات
قانون االسرة
قانون العقوبات
عالجت الجوانب االجتماعية واالحوال الشخصية كحق الزوجة والزوج وحق الزوج
استعادة زوجته في حال تزوجت من غيره .
شؤون العبيد
حقوق االسير ومصير امواله .
-5قانون حمواربي :
هذا القانون أصدره امللك حمواربي وهو اشهر ملوك العهد البابلي وسادس ملوك ساللة بابل
االولى ( )1792-1750ق.م .وهي اول شريعة قانونية انسانية مدونة باللغة البابلية وبالخط
املسماري على مسلة كبيرة اسطوانية الشكل من حجرالديورايت االسود وهي طولها 225سم
وقطرها من االعلى 160سم ومن االسفل 190سم ومن الوسط 60سم
تتالف الشريعة من
ً
)282( مادة قانونية تعد مصدر تاريخيا للعديد من القوانيين الوضعية
القديمة
املقدمة طويلة بين فيها حمورابي االسباب التي دعته لوضع تللك الشريعة
ويمجد االلهة التي طلبت منه وضع هذه الشريعة لنشر العدل في البالد وهذا
جزء منها
((انذاك اسمياني(االلهان) انووالليل بأسمي،حمواربي،االمير التقي الذي يخش ى
الهته ،الوطد العدل في البالد،ألقض ي على الخبيث والشر،لكي اليستعبد القوي
الضعيف ،ولكي يعلو(العدل) كالشمس فوق ذوي الرؤوس السود ،من اجل
خير البشر))
وفي املتن 182مادة قانونية على شكل مجاميع كل مجموعة تتعلق بموضوع
معين وهي
9
التقاض ي ( شهادة الزور ،االتهام الكاذب )
االموال ( الجرائم التي تقع على االراض ي والعقارات ،التجارة )
االشخاص ( ايذاء االشخاص ،االحوال الشخصية )
اجور ومسؤوليات اصحاب املهن
اما في الخاتمة اشار الى القوانيين العادلة التي وضعها في سبيل ان ال يظلم
القوي الضعيف وملنح العدالة لليتيم واالرملة في بابل واشار الى صفاته
ومؤهالته وقابلياته الرفيعة التي منحته اياها االلهة .وهذا جزء منها
(( لقد كتبت كلماتي النفيسة على مسلتي وثبتها امام تمثالي ملك العدالة ،في
بابل املدينة التي رفع رأسها االلهان انووالليل عاليا ،وفي ايساكيال املعبد الذي
ً
اسسه ثابتة كالسماء واالرض ،الفض ي البالد بالعدالة والوطد النظام في البالد،
ولكي امنح العدالة للمظلوم))
كذلك عالجت شريعة حمورابي مختلف الشؤون الحياة االجتماعية
واالقتصادية والعسكرية واملهنية
من خالل مواد الشريعة املختلفة التي تضمنت احكاما تتعلق بالقضاء والشهود
والسرقة والنهب وشؤون الجيش والزراعة والقروض ومسائل الزواج والطالق
واالرث والتبني والتربية وكل ما له صلة باالسرة وكذلك مواد تخص العقوبات
والغرامات نجد ان حضارة وادي الرافدين تعد من اقدم الحضارات االنسانية
التي اولت اهتماما منقفطع النظير بحقوق االنسان وحرياته وصالحياته العائلية
وحرصت على انصاف املظلوم وحماية حقوق الضعيف ومنع استغالل الفقراء
واشاعة العدل بين الناس .
10
-2اقرت التقسيم الطبقي للمجتمع اليوناني على اساس طبيعة التكوين االجتماعي والسياس ي
للمجتمع (املساواة الناقصة)
-3اقرت االسترقاق حيث املعاملة القاسية الحطة بالكرامة للرقيق حيث يعملون في
ً ً
االقطاعيات نهاراويتم تقيدهم ليالبالسالسل وتفرض اشد العقوبات .
على حد قول ارسطو طبقة االرقاء هم من صنع الطبيعة التي جعلت العبيد من االدوات التي ال
بد منها لتحقيق سعادة االسرة اليونانية .
-6ونصت على ان املشاركة السياسية قاصرة على الطبقة املتنفذة ذات القاعدة االقتصادية
واالجتماعية
ً
-7لم تكن املرأة اليونانية اوفر حظا من العبيد في نيل حقوقها فكانت تجرد من كافة
حقوقها املدنية ويحظر عليها مزاولة اي عمل من االعمال .وكذلك املراة الرومانية منتهكة
الحقوق فال يحق لها االنتخابات او الترشيح او تولي الوظائف العامة وجردة من حقوفها
السياسية واملدنية في مختلف مراحل حياتهافكانت تخضع لسلطة رب االسرة منذ الوالدة في
كافة حقوقها كحق الحياة واملوت والطرد من االسرة وحق بيعها كالرقيق .
-8حق امللكية عرف اليونانيون امللكية الجماعية لالراض ي الزراعية ثم تحولت بمرور الزمن الى
ملكية القبائل
واستمر هذ الوضع الى ان ظهرت الفلسفة الرواقية التي نادت باالخوة االنسانية
واملواطنة واملساواة بين البشر وبتحرراالفراد من القوانيين الوضعية.
11
ً ً
ففرعو ن مثال كان يعد نفسه الها مطلقا في الحكم ومصدر للعدالة والتشريعات التي كانت
تصدر عن ارادته ومشيئته وبالشكل الذي يرغب .وان الحاكم كان يستضعف الناس
ويستخف بهم ووصل الحال الى حرمان بعضهم من حق الحياة ذاته وهذا ما يجسد في
القران الكريم بقوله سبحانه وتعالى ( ان فرعون عال في االرض وجعل اهلها شيعا
يستضعف طائفة منهم يذبح ابنائهم ويستحي نساءهم انه كان من املفسدين ) .
13
حقوق االنسان في الديانة اليهودية
-الديانة اليهودية:
الديانة اليهودية قد بنيت على التوراة وما اضيف اليها مما رواه احبار اليهود مدعين
نقله عن موس (عليه السالم ) وكذلك الشروح والتفاسير التي الفت بمجموعها ما
سمي بالتلمود هذه الشريعة لم تغفل عن حقوق االنسان وحرياته لكن ليس على
اساس املساواة والعدالة بين البشر وانما لفئة معينة من اتباع الشريعة اليهودية
غرست اليهودية في نفوس أتباعها اعتبارت املصلحة القومية ،وقواعد العناية
بالشعب ومصائره ،ونادت بالجزاء على الفضيلة والعقاب على الرذيلة ،هذا بالنظر
ً
إلى الديانة اليهودية في أصولها األولى .ولكن نظرا ملا شابها من التحريف في نصوصها
فإن استناد اليهود إلى نصوص التوراة املحرفة والى ما جاء في التلمود الذي يعتبر
شريعة بني اسرائيل العليا قد جعل شعبهم شعب هللا املختار ،وفي هذا يظهر اليهود
على أنهم فضلوا أنفسهم على كل شعوب األرض ،وهذا يعد إقرار منهم على عدم
وجود مبدأ املساواة عندهم ،كما يعد هذا تكريسا للتمييز والتفاضل بين البشر
الذي يمثل في الحقيقة صورة من صور انتهاك حقوق اإلنسان .ويزداد ذلك وضوحا
من خالل إباحة اإلسرئيليين قتل غيرهم ،وغزوهم للشعوب األخرى (حسب تأويلهم
للكتاب املقدس).إن املمارسة الدينية اليهودية بهذه املفاهيم املبنية على العنصرية،
تؤكد بعدهم عن مبادئ العدل واملساواة واحترام الحقوق الطبيعية لإلنسان.
إحترمت شريعة موس ى عليه السالم اإلنسان و منحته حقوقه األساسية ،و احترمت
األسرة و حقوقها في املجتمع العبري ،غير أنها ميزت بين اليهودي والغريب ومن األمثلة
عن هذا التمييز قضية الحرية و استرقاق البشر ،فاليهود ال يسترقون ألنهم عبيد هللا
الذين أخرجهم من مصر ،فال يباعون بيع العبيد .و قد جاء في سفر الخروج أن هللا
كلم موس ى بقوله ":إذا اشتريت عبدا عبرانيا فليخدم ست سنين و في السنة السابعة
ينصرف حرا مجانا ...و إن باع رجل إبنته آمة ،فال تنصرف انصراف العبيد ،و إن لم
) التلمود هو شريعة بني اسرائيل العليا قد جعل من شعبهم شعب هللا المختار
14
تعجب سيدها الذي أخذها لنفسه ،فليدعها تفتدى ،و ليس له أن يبيعها لقوم
غرباء" أما غير اليهود فيجوز استرقاقهم بالحرب أو بالشراء و يعاملون بعنف .
ً
ثانيا-حقوق االنسان في االسالم
االسالم اخر االديان السماوية ،وكان النبي محمد (ص) هو خاتم االنبياء فان االسالم
هو دين للبشرية جمعاء وللتاريخ كله دون االقتصار على شعب بعينه او منطقه
محددة او حقبة زمنية من التاريخ .ولقد اقر االسالم بشريعته السمحاء حقوق
انسان منذ اكثر من اربعة عشر قرنا .وهذة الحقوق ليست حقوق طبيعية بل هي
حقوق هبة الهية ترتكز على مبادئ الشريعة والعقيدة االسالمية ،وهذا ما يضفي
عليها تشكل ضمان ضد اعتداء السلطة عليها ويعتبر القران الكريم هو املصدر
االساس للشريعة االسالمية .
ً
ووفقا للقران والسنة النبوية الشريفة فان االسالم متكامل يشمل كل جوانب الحياة
ويضمن لالنسان حقوقه في اطار مبادئ الشريعة ويستند الى التضامن بين االفراد
واملجتمع في اطار املسؤولية االجتماعية .ان اسناد حقوق االنسان في االسالم الى
خالق االنسان قد اعطى هذه الحقوق ميزات مهمة وهي
منح الحقوق قدسية
اعطاء قوة االلزام يتحمل مسؤولية حمايتها كل فرد
هللا تعالى هوالذي صاغ هذه الحقوق
15
ً
ثانيا -حرية الرأي والتعبير:
وهــو حــق مقــدس ونحــل واضــح دلــت عليــه ايــات القـران الكــريم " ادع الــى ســبيل ربــك
بالحكمة واملوعظة الحسنة (سورة النحل :االية )125
ً
ثالثا -حقوق املرأة:
نظ ــر االس ــالم بش ــكل مس ــاوي للم ـرأة والرج ــل عل ــى اعتب ــار ان كالهم ــا م ــن ادم ،ويق ــول
تعــالى " يــا ايهــا النــاس انــا خلقنــاكم مــن ذكــر وان ــى وجعلنــاكم شــعوب وقبائــل لتعــارفو ا
ان اكرمكم عند هللا اتقاكم" ( سورة الحجرات االية . )49
ومن مبادئ االسالم تجاه املرأة
املساواة في االنسانية .
املساواة في الحقوق
املساواة امام القانون
الحق في ابداء الرأي
املساواة في حرية االعتقاد
ً
رابعا -الحقوق االقتصادية:
بالنس ـ ــبة للحق ـ ــوق االقتصـ ــادية ف ـ ــان االس ـ ــالم اعتبـ ــر العمـ ــل املصـ ــدر االس ـ ــاس
للملكي ــة " وامش ــو عل ــى مناكبه ــا وكل ــوا م ــن رزق ــه والي ــه النش ــور " ( س ــوة املل ــك
:االيــة )15كمــا حمــى االســالم حــق التملــك اذال يجــوز انت ـزاع ملكيــة نشــأت عــن
كب حالل اال ملصلحة عامة " وال تأكلوا اموالكم بالباطل "(سورة البقـرة :االيـة
)188كما حمى االسالم حـق العامـل "وقـل اعملـوا فسـيرى هللا عملكـم ورسـوله
واملؤمنون "(سورة التوبة :االية )105
ان مكانـ ـ ــة االنسـ ـ ــان فـ ـ ــي االسـ ـ ــالم مكانـ ـ ــة رفيع ـ ــة فه ـ ــو خليف ـ ــة هللا علـ ـ ــى االرض
وحقوق ـ ــه ج ـ ــزء اس ـ ــاس م ـ ــن ال ـ ــدين االس ـ ــالمي ال يمك ـ ــن تعطيله ـ ــا او خرقه ـ ــا او
تجاهلها وكل انسان مسئول عنها اضافة الى مسؤولية االمة عنها بالتضامن
ً
خامسا -حق االعتقاد
16
يعتبر حق االعتقاد من اكثر الحقوق التي اكدها واقرهـا لبنـي البشـر ،فاالنسـان
حــر فــي اختيــار عقيدتــه ودينــه " لكــم ديــنكم ولــي ديــن" (ســورة الكــافرون :االيــة
)6كمـ ــا ان القـ ـران الكـ ــريم يقـ ــر لجميـ ــع النـ ــاس حريـ ــة عقائـ ــدهم علـ ــى اسـ ــاس
تفكي ــرهم ،كم ــا يض ــمن حق ــوق غي ــر املس ــلمين وحق ــوق االقلي ــات عل ــى اس ــاس
العدالة والتسامح واالحترام التام
يعد حق الحياة من اهم الحقوق التي يجب ان تتوفر للفرد ،وليس معنى هذا مجرد
الحياة وانما معناه حق الطمأنينة والدفاع عن النفس ،وكل الدول تبيح لرعاياها هذا
الحق عند الضرورة القصوى وفي حدود القانون .وحق الحياة يشمل حق ممارسة بعض
الحريات الشخصية مثل حرية انتقال االنسان وحق استخدام مواهبه وحق تنظيم
معيشتة.
-2حق امللكية:
يستند حق امللكية على اساس اخالقي اي انها ضرورية لتحقيق الهدف املعنوي للفرد
وبالتالي ضرورية لوجود االنسان ،لكن حق امللكية ليس حق مطلق فقد يتعارض حق
امللكية الخاصة مع مصلحة الدولة كما يحدث وقت الحروب او بسبب عقوبة قانونية
-3حق التعاقد
وهو وجه من اوجه امللكية فاذا كان للفرد حق تملك شيئ يكون له حق التصرف فيه ايضا
.والعقود ضرورية لكل املجتمعات فهي بسيطة كانت في املجتمعات البدائية لكنها تعقدت
مع تعقد الحياة في الدول الحديثة واكتسبت اهمية كبيرة النها اصبحت اساس جميع
االعمال االقتصادية
-4حرية الكالم
ينشأ هذا الحق من طبيعة االنسان اذ ان القدرة على الكالم ضرورة لتكوين املجتمع لكن
ليس بشكل مطلق في اي وقت ومتى ما شاء الفرد بل يكون في حدود ال يتنافى مع الصالح
العام وليس من حق اي فرد ان يتهم فردا اخر وهي ما تسمى بتهمة ( القذف)وهي تهمة
تعاقب عليها معظم قوانين الدول في العالم
17
-5حق الخصوصية
وهو حق االنسان في ان تحترم الحياة الخاصة ،وان تحفظ اسراره التي يجب ان ال
يطلع عليها االخرون ،مثل حماية حرمة املسكن ،وحرمة االتصاالت واملراسالت .
-6حق تكوين االسرة
العائلة هي االساس لوجود الجنس البشري لذلك وجب على الدولة ان تحافظ على
الحقوق العائلية .وهناك حقوق تتفرع من حق تكوين العائلة منها
حق الزواج ،حق الدفاع عن العالقات الزوجية ،وحق االبوين على االوالد ،وحقوق االوالد
على االبوين ،وحق امليراث .
-7حق التنقل :
ً
يعنى امكانية تغي ــر االنسان مكانه تبعا ملشــيئته والذهاب والسفر داخل بلده والخروج
منه والعودة اليه .
وحقوق اخرى منها حق تكوين الجمعيات لكن يجب ان تحافظ الدولة على نفسها من
خالل وضع قواعد عامة لتكوين الجمعيات الن الجمعيات تعيش في حماية الدولة والن
الدولة هي املسؤولة عن تحقيق رغبات الناس واستقرارهم
وحق العقيدة معظم الدول تاخذ بمبدأ حرية العقيدة لكن حق العبادة مقيد في بعض
الدول لكن لحرية العقيدة قواعد وقوانيين منها ان ال تكون منافية لالخالق ،وان ال يقوم
اهلها باعمال تعرض سالمة الدولة للخطر.
حقوق االنسان في العصر الحديث
شهدت حقوق االنسان في العصر الحديث نهضة بفضل عوامل منها السياسية
واالقتصادية واالجتماعية والعلمية ،ومن ثم شهد التاريخ كثير من الثورات التحررية ،
فظهر بعض من العلماء الفالسفة في اوربا واستحدثوا االفكار الجديدة في التنمية والحقوق
والحريات ،مثل الفيلسوف االنكليزي (جون لوك توفي )1704م الذي دافع عن القانون في
كتابه (الحكم املدني ) .وفي فرنسا اشتهر املفكر (مونتسكو ) وهو عالم اجتماع (توفي
1755م) والذي الف كتاب سماه (روح القوانيين) والذي انتقد بشدة الحكم املطلق .
وحين دخل العالم في الربع االخير من القرن الثامن امليالدي شهد الغرب حدثين كان لهما
االثر الكبير في تحويل مجرى التاريخ في مجال حقوق االنسان هما
18
-الحدث االول :كان بقيام ثورة الشعوب االمريكية ضد املستعمر االنكليزي واعالن
االستقالل االمريكي سنة ( 1776م )
-الحدث الثاني :وهو قيام الثورة الفرنسية ضد الحكم االمبراطوري ،واعالن حقوق
االنسان واملواطن سنة (1789م)وكانت ثورة ضد الظلم والستبداد وتم اعالن حقوق
االنسان واملواطن واعالن املبادئ االساسية الثالثة (الحرية – املساواة -االخاء ) وتم تجديد
تلك املبادئ سنة (1793م)
وفي عام ( )1914شهد العالم الحرب العاملية االولى خلفت وراءها ماليين من
الضحايا .
ثم تلتها الحرب العاملية الثانية عام (1939م) واستخدام فيها الدمار الشامل ضد املدنيين
ادت هذه االسلحة بكارثة بشرية في اليابان سنة (1945م) وانبثقت منها االمم املتحدة في
عام (1945م) ،ونتيجة لتلك الحروب ادرك العالم لحقيقة حقوق االنسان وتأسيس
الجمعيات وكتابة دستور لحماية االنسان واعطاءه الحرية ،وكذلك التعامل مع املجتمع
االنساني بعامل املساواة وعدم التمييز بين البشر
19
املصادر االساسية واالحتياطية لحقوق االنسان
تتكون مصادر حقوق االنسان من ثالثة مصادر رئيسية هي
املصدر الدولي واملصدر الوطني واملصدر الديني ،وهناك مصدراحتياطي وهو يتمثل في االعالنات
واملواثيق الدولية وأحكام املحاكم واملنظمات واللجان الدولية املختصة بحقوق االنسان.
املصدر الدولي وهذا املصدر ينقسم الى مصدريين عالمي وأقليمي. أوال:
-1املصدر العاملي وهو املصدر الذي يشمل املواثيق الدولية ،وتنقسم هذه املواثيق من
خالل دورها الى مواثيق عامة ومواثيق خاصة.
أ -املواثي ـ ـ ــق العام ـ ـ ــة .وهـ ـ ــي تلـ ـ ــك املواثيـ ـ ــق التـ ـ ــي تكفـ ـ ــل معظـ ـ ــم حقـ ـ ــوق االنسـ ـ ــان كمـ ـ ــا انهـ ـ ــا
تعتبر بمثابة الشرعية العامة لحقوق االنسان.وان من ضمن هذه املواثيق :
-ميثاق األمم املتحدة للعام 1945
-العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية للعام 1966
-العهد الدولي للحقوق املدنية والسياسية للعام 1966
ب -املواثيق الخاصة وهي تلك املواثيق التي تختص بأالنسان مثل الطفل واملراة والشيخ
واالشخاص املعوقين واملختلين عقليا وكذلك الالجىء.كما ان هذه املواثيق تختص بشكل
محدد في اتفاقات العمل ومنع التعذيب والرق والسخرة،كذلك لها سريان في حاالت
محددة مثل اتفاقات حقوق االنسان أثناء النزاعات املسلحة سواء كانت دولية اوأهلية.
– 2املصدر االقليمي :وهواملصدر الذي يشمل مواثيق حقوق االنسان في املنظمات
االقليمية،أوتلك املواثيق التي تطبق تطبيقا اقليميا،وان مثل تلك املواثيق هي مواثيق
حقوق االنسان لدول مجلس اوروبا ومنظمة الدول االميركية ومنظمة الوحدة االفريقية
وجامعة الدول العربية.
نصوصا تكفل حقوق املصدر الوطني :هوالذي يشمل الدساتير والتشريعات الوطنينة التي تتضمن ثانيا :
االنسان.
املصدر الديني :هذا املصدرمن املصادارألساسية التي تعتبرها الدول االسالمية من ثالثا-
املصادارالرئيسية دستوريا وتشريعا.وهو ايضا من املصادر االحتياطية عند الدول التي تلجأ الى
الشريعة االسالمية وذلك عند استنفاذ الوسائل التشريعة حينها يتم الرجوع اليه.أن جميع تلك
املصادر التي اسلفنا ذكرها تكمل بعضها بعضا وذلك لحماية حقوق االنسان ،وان كل مصدر
20
له قواعد تعامل من أجل كفالة تلك الحقوق ،فاملصدر الدولي العالمي واالقليمي له قواعده
العامة والخاصة للتعامل مع االنسان وكفالة حقوقه وحمايتها ،وذلك من خالل حكومات الدول
ذاتها ويأتي هذا عن طريق أرتضائها بهذه املواثيق التي وقعتها وقامت على تصديقها.وهنا يتطلب
منها تطبيقها ألنها اصبحت تشريعات تعتبرعلى قدم املساواة مع القوانين الوطنية،كما انها
تدعم املصدر الوطني لحماية حقوق االنسان في تلك البلدان وذلك عندما تتضمن تلك الدساتير
نصوصا تكفل هذه الحقوق وتقوم على ترجمتها من خالل التشريعات الوطنية ومن خالل
نصوص واضحة تحمي االنسان وحقوقه .كما أن القضاء العادل يسهم في حماية القانون
وحقوق االنسان وذلك بحرصه على استلهام روح الدستور ومنطق الحقوق االنسانية في
القوانين الوطنية واملواثيق الدولية.ثم تأتي آيات القرآن الكريم واالحاديث النبوية الشريفة التي
تكرم االنسان وترفع قدره وتصون حقوقه لتكون اساسا دستوريا وتشريعيا امام القاض ي في
الدول االسالمية التي تعتبر الشريعة قانونها االساس ي.
املصادر االحتياطية تضاف الى املصادرالرسمية لقانون حقوق االنسان وهذه املصادر تتمثل في
االعالنات الدولية وهذه القوانين التكتسب الصفة القانونية امللزمة مثل االتفاقات واملعاهدات
الدولية.
وقد اصدرت االمم املتحدة العديد من هذه االعالنات التي ثار خالف على قيمتها االلزامية،لكن هذه
املصادر لها قيمة معنوية وأدبية من أجل توجيه الدول واملنظمات الدولية.
وهي تشمل االعالن العالمي لحقوق االنسان للعام 1948ويعتبرمصدر احتياطيا ما يصدر
من أحكام وقرارات من املحاكم الدولية لحقوق االنسان او ما يصدر من اللجنة املختصة
بحمايةحقوق االنسان كاللجنة املعنية بحقوق اإلنسان املنبثقة من املعهد الدولي للحقوق املدنية
املختصة بمسائل حقوق االنسان كالجمعية العامة ومجلس األمن واملجلس االقتصادي
21
مصادر حقوق اإلنسان
لقد شهدت مسيرة تطور حقوق اإلنسان وحرياته األساسية عقبات كبيرة على مر الزمان
وال نريد أن نوغل في القدم ونتعرض إلى التاريخ وما فيه من إحداث مروعة أصابت اإلنسان في
كرامته وحقوقه وحرياته بقدر ما نريد التأكيد على حقيقة أساسية مفادها أن هذه الحقوق
والحريات قد نالت قدرا من االهتمام والعناية ولكن بدرجات متفاوتة سواء أكان ذلك على
صعيد القوانين الوطنية أو على صعيد املواثيق واإلعالنات واالتفاقيات الدولية
وإذا كانت مسألة أدراج حقوق اإلنسان في الدساتير الوطنية أو على صعيد املواثيق واإلعالنات
واالتفاقيات الدولية يعطيها قدر كبير من االحترام والحماية اال ان ذلك ال يعني ان تتنصل
الدول من التزاماتها الدولية في هذا املجال ذلك ان اتفاقيات حقوق االنسان الدولية
واالقليمية التي انضمت اليها الدول يتطلب منها ان تجعل تشريعاتهاالوطنية منسجمة مع
التزاماتها الدولية املنبثقة عن هذه االتفاقيات
وعلــى هــذا األســاس فــان هنالــك مصــادر وطنيــة لحقــوق اإلنســان تتمثــل فــي الدســاتير والتشــريعات
الداخليــة لل ــدول ومص ـ ــادر دولي ــة تتمث ــل ف ــي اإلع ـ ــالن العلم ــي لحق ــوق اإلنس ــان الص ــادرة ف ــي ع ــام (
) 1948واالتف ـ ـ ــاقيتين ال ـ ـ ــدوليتين الخاص ـ ـ ــتين ب ـ ـ ــالحقوق االقتص ـ ـ ــادية واالجتماعي ـ ـ ــة والثقافي ـ ـ ــة
والحقــوق املدنيــة والسياســية املعقــودتين ف ــي عــام ( )1966باإلضــافة إلــى -البروتوكــول االختي ــاري
امللحق بالعهد الدولي للحقوق املدنية والسياسية .
22
الخــاص بــالحقوق املدني ــة والسياســية وتؤل ــف هــذه الوثــائق الثالث ــة مــع اإلع ــالن العــالمي لحق ــوق
اإلنسان مايعرف اليوم بالشرعة الدولية لحقوق اإلنسان .
الجدير بالذكر بان حقوق اإلنسان لم تكتسب طابعها القانوني والدولي أال عند صدور اإلعالن
العالمي لحقوق اإلنسان عن الجمعية العامة لألمم املتحدة في العاشر من كانون األول من عام
( )1948ويتضمن ديباجة وثالثون مادة ولو تمعنا في ديباجة اإلعالن نجد انها تشير إلى حقوق
اإلنسان في الحياة والحرية والكرامة املتأصلة في بني البشر وبحقوقهم الثابتة كأساس للحرية
والعدالة والسالم
املواثي ـ ـ ـ ـ ــق الدولي ـ ــة لحقـ ـ ـ ــوق االنس ـ ـ ـ ـ ــان
-1ميثاق االمم املتحدة
صدر امليثاق عام (1945م)والذي نشأت بموجبه منظمة االمم املتحدة وقد اعطى ميثاق
االمم املتحدة عناية بحقوق االنسان ،وتولدت قناعات لدى كثير من الدول االعضاء بان
ما ورد في امليثاق ليس كافيا لتحقيق اهداف االمم املتحدة في تعزيز احترام حقوق
االنسان ،لذلك بادرت هيئة االمم املتحدة الصدار وثيقة خاصة تصاغ فيها حقوق
االنسان بشكل واضح ومبسط يفهمها الجميع اطلق عليها " االعالن العالمي لحقوق
االنسان "
-2االعالن العاملي لحقوق االنسان
اعتمد االعالن في عام ( )1948واصبح جزءا من القانون الدولي وهذه بعض ما جاء في البنود
ً
" -1يولد جميع الناس احرار متساوين في الكرامة والحقوق وقد وهبو عقال وضميرا وعليهم ان يعامل
ترد في املادة االولى من االعالن الفلسفة التي يقوم عليها االعالن وتعرف املادة بذلك
االفتراضين االساسين لالعالن على النحو التالي :
ان الحق في الحرية واملساواة هو حق يولد مع الفرد وال يجوز التصرف فيه.
ً
نظرا الن االنسان كائن ذو عقل ووجدان فانه يختلف عن باقي املخلوقات على االرض ومن ثم له
23
" -2لكل انسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات الواردة في هذا االعالن دون تميز ،كالتميز بسبب
وتنص هذه املادة على املبدأ االساس ي الخاص باملساواة وعدم التمييز فيما يتعلق بالتمتع بحقوق
االنسان والحريات االساسية وهي تؤكد بذللك حكم االمم املتحدة الذي ينص بان تعمل املنظمة على
تعزيز مراعاة تللك الحقوق والحريات للجميع بال تمييز بسبب العنصراو الجنس او اللون او الدين وتنص
املادة نفسها بصفه خاصة في الفقرة الثانية على ان االعالن ينطبق على جميع البلدان واالقاليم بغض
تعلـ ـ ـن ه ـ ــذه امل ـ ــادة ثالث ـ ــة حق ـ ــوق اساس ـ ــية ومترابط ـ ــة ه ـ ــي الح ـ ــق ف ـ ــي الحي ـ ــاة والح ـ ــق ف ـ ــي الحري ـ ــة والح ـ ــق ف ـ ــي
ام ـ ــان الف ـ ــرد عل ـ ــى شخص ـ ــه .وه ـ ــذه الحق ـ ــوق ض ـ ــرورية للتمت ـ ــع بس ـ ــائر الحق ـ ــوق االخ ـ ــرى املنص ـ ــوص عليه ـ ــا ،
وهـ ـ ــذه امل ـ ـ ــادة تشـ ـ ــكل الحجـ ـ ــر الزاويـ ـ ــة فـ ـ ــي االعـ ـ ــالن فه ـ ـ ــي تمت ـ ـ ــد لسلسـ ـ ــلة املـ ـ ــواد ( )21-4التـ ـ ــي تفصـ ـ ــل فـ ـ ــي
الحق ـ ــوق املدني ـ ــة والسياس ـ ــية وتمت ـ ــد م ـ ــن امل ـ ــواد ( )21-3مـ ــن االعـ ــالن وتش ـ ــمل حـ ــق الفـ ــرد ف ـ ــي الحي ـ ــاة والحري ـ ــة
واالم ـ ـ ـ ــان عل ـ ـ ـ ــى شخص ـ ـ ـ ــه والتح ـ ـ ـ ــرر م ـ ـ ـ ــن االس ـ ـ ـ ــترقاء واالس ـ ـ ـ ــتعباد وع ـ ـ ـ ــدم الخض ـ ـ ـ ــوع للتع ـ ـ ـ ــذيب وال للمعامل ـ ـ ـ ــة
القاسية او الالنسانية او الحاطه بالكرامة .وحق الفرد بالتمتع بالشخصية القانونية .
الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وتمتد من املادة ( )27-22وهي الحقوق التي تعتبر كل شخص
ً ً
"بوصفه عضوا في املجتمع اهاللها "وتشمل الحق في الضمان االجتماعي والحق في العمل والحق في الراحة
واوقات الفراغ والحق في مستوى معيشة لضمان الصحة والرفاهية والحق في التعليم وحق املشاركة في حياة
املواد الختامية التي تمتد من املادة ()30-28وتعترف لكل فرد في الحق في نظام اجتماعي ودولي يمكن ان تطبق
24
ثالثا -العهدين الدوليين الخاصين بحقوق االنسان
وتشكل هذه الوثائق الثالثة الى جانب االعالن العالمي لحقوق االنسان الشرعية الدولية لحقوق االنسان
25
ً
ال يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا. املادة9.
لكل إنسان الحق ،على قدم املساواة التامة مع اآلخرين ،في أن تنظر قضيته أمام محكمة املادة10.
ً ً ً
مستقلة نزيهة نظرا عادال علنيا للفصل في حقوقه والتزاماته وأية تهمة جنائية توجه إليه.
ً ً
املادة ( 1 ) 11كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئا إلى أن تثبت إدانته قانونا بمحاكمة علنية تؤمن له فيها
الضمانات الضرورية للدفاع عنه.
) ( 2ال يدان أي شخص من جراء أداة عمل أو االمتناع عن أداة عمل إال إذا كان ذلك يعتبر
ً ً
جرما وفقا للقانون الوطني أو الدولي وقت االرتكاب ،كذلك ال توقع عليه عقوبة أشد من تلك
التي كان يجوز توقيعها وقت ارتكاب الجريمة.
.ال يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسالته أو لحمالت املادة12.
على شرفه وسمعته ،ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك
الحمالت.
املادة ( 1( 13لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة
(2يحق لكل فرد أن يغادر أية بالد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه.
ً
املادة (1) 14لكل فرد الحق في أن يلجأ إلى بالد أخرى أو يحاول االلتجاء إليها هربا من االضطهاد.
((2ال ينتفع بهذا الحق من قدم للمحاكمة في جرائم غير سياسية أو ألعمال تناقض أغراض
األمم املتحدة ومبادئها.
املادة (1) 15لكل فرد حق التمتع بجنسية ما.
ً
) (2ال يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفا أو إنكار حقه في تغييرها.
املادة (1) 16للرجل واملرأة متى بلغا سن الزواج حق التزوج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس
أو الدين ،ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحالله.
ً
) (2ال يبرم عقد الزواج إال برض ى الطرفين الراغبين في الزواج رض ى كامال ال إكراه فيه.
) (3األسرة هي الوحدة الطبيعية األساسية للمجتمع ولها حق التمتع بحماية املجتمع
والدولة
املادة (1 ) . 17لكل شخص حق التملك بمفرده أو باالشتراك مع غيره.
ً
) ( 2ال يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفا
املادة 18لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين ،ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو
عقيدته ،وحرية اإلعراب عنهما بالتعليم واملمارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك
ً
سرا أم مع الجماعة.
املادة 19لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ،ويشمل هذا الحق حرية اعتناق اآلراء دون أي
تدخل ،واستقاء األنباء واألفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.
26
السلمية. املادة (1) . 20لكل شخص الحق في حرية االشتراك في الجمعيات والجماعات
)(2ال يجوز إرغام أحد على االنضمام إلى جمعية ما.
املادة (1) 21لكل فرد الحق في االشتراك في إدارة الشؤون العامة لبالده إما مباشرة وإما بواسطة
ً ً
ممثلين يختارون اختيارا حرا.
) (2لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة في البالد.
) ( 3إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة ،ويعبر عن هذه اإلرادة
بانتخابات نزيهة دورية تجري على أساس االقتراع السري وعلى قدم
املساواة بين الجميع أو حسب أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت.
ً
امل ـ ـ ـ ــادة 22لك ـ ـ ــل شـ ـ ـ ــخص بص ـ ـ ـ ــفته عض ـ ـ ـ ــوا فـ ـ ـ ــي املجتم ـ ـ ـ ــع الح ـ ـ ـ ــق فـ ـ ـ ــي الض ـ ـ ـ ــمانة االجتماعي ـ ـ ـ ــة وف ـ ـ ـ ــي أن
تحقـ ـ ـ ـ ــق بوسـ ـ ـ ـ ــاطة املجهـ ـ ـ ـ ــود القـ ـ ـ ـ ــومي والتعـ ـ ـ ـ ــاون الـ ـ ـ ـ ــدولي وبمـ ـ ـ ـ ــا يتفـ ـ ـ ـ ــق ونظـ ـ ـ ـ ــم كـ ـ ـ ـ ــل
دولـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ومواردهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا الحقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوق االقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادية واالجتماعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والتربويـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة التـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي الغنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى
عنها لكرامته وللنمو الحر لشخصيته
امل ـ ـ ـ ــادة )1( 23.لك ـ ـ ــل ش ـ ـ ــخص الح ـ ـ ــق ف ـ ـ ــي العم ـ ـ ـ ــل ،ولـ ـ ـ ــه حري ـ ـ ـ ــة اختي ـ ـ ـ ــاره بش ـ ـ ـ ــروط عادل ـ ـ ـ ــة مرض ـ ـ ـ ــية كم ـ ـ ـ ــا أن
له حق الحماية من البطالة.
)(2لكل فرد دون أي تمييز الحق في أجر متساو للعمل.
) (3لك ـ ــل ف ـ ــرد يق ـ ــوم بعم ـ ــل الح ـ ــق ف ـ ــي أج ـ ــر ع ـ ــادل م ـ ــرض يكف ـ ــل ل ـ ــه وألس ـ ــرته عيش ـ ــة الئق ـ ــة
بكرام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة اإلنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان تض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاف إلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ،عن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد الل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزوم ،وس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائل أخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى للحماي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
االجتماعية.
) (4لكل شخص الحق في أن ينش ئ وينضم إلى نقابات حماية ملصلحته.
املادة 24.لكل شخص الحق في الراحة ،وفي أوقات الفراغ ،والسيما في تحديد معقول لساعات العمل وفي
عطالت دورية بأجر.
املادة) (1) 25.لكل شخص الحق في مستوى من املعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له
وألسرته ،ويتضمن ذلك التغذية وامللبس واملسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات
االجتماعية الالزمة ،وله الحق في تأمين معيشته في حاالت البطالة واملرض والعجز
والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة عن
إرادته.
)(2لألمومة والطفولة الحق في مساعدة ورعاية خاصتين ،وينعم كل األطفال بنفس
الحماية االجتماعية سواء أكانت والدتهم ناتجة عن رباط شرعي أو بطريقة غير شرعية.
) (1لكل شخص الحق في التعلم ،ويجب أن يكون التعليم في مراحله األولى واألساسية على املادة26.
ً
األقل باملجان ،وأن يكون التعليم األولي إلزاميا وينبغي أن يعمم التعليم الفني واملنهي ،وأن
ييسر القبول للتعليم العالي على قدم املساواة التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة.
27
ً
)(2يجب أن تهدف التربية إلى إنماء شخصية اإلنسان إنماء كامال ،وإلى تعزيز احترام
اإلنسان والحريات األساسية وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب
والجماعات العنصرية أو الدينية ،وإلى زيادة مجهود األمم املتحدة لحفظ السالم.
)(3لآلباء الحق األول في اختيار نوع تربية أوالدهم.
ً ً
املادة (1) . 27لكل فرد الحق في أن يشترك اشتراكا حرا في حياة املجتمع الثقافي وفي االستمتاع بالفنون
واملساهمة في التقدم العلمي واالستفادة من نتائجه.
) (2لكل فرد الحق في حماية املصالح األدبية واملادية املترتبة على إنتاجه العلمي املادة .28لكل
فرد الحق في التمتع بنظام اجتماعي دولي تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات املنصوص عليها
ً
في هذا اإلعالن تحققا تاما.
املادة 28.لكل فرد الحق في التمتع بنظام اجتماعي دولي تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات املنصوص
ً
عليها في هذا االعالن تحققا تاما
ً
.املادة (1) 29.على كل فرد واجبات نحو املجتمع الذي يتاح فيه وحده لشخصيته أن تنمو نموا حرا
ً
كامال.
) (2يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون فقط،
لضمان االعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترامها ولتحقيق املقتضيات العادلة للنظام العام
واملصلحة العامة واألخالق في مجتمع ديمقراطي.
) (3ال يصح بحال من األحوال أن تمارس هذه الحقوق ممارسة تتناقض مع أغراض األمم
املتحدة ومبادئها
املادة . 30ليس في هذا اإلعالن نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام
بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه.
وتعد الحرية الشخصية من أهم الحقوق املدنية والسياسـية التـي يتمتـع بهـا الالفـرد حيـث ال
يمكــن أقــرار أي نــوع مــن الحريــات األخــرى مــا لــم تكــن الحريــة الشخصــية مصــانة ومعتــرف بهــا
ومـن حـق الفـرد أيضـا إن يتمتـع بـاألمن الشخ ـ ي او سـالمة شخصـه فـال يجـوز القـبض عليـة
بدون وجه حق او حبسه أو نفيـه االبوجـب القـانون وال يجـوز ان يتعـرض اإلنسـان ألي شـكل
م ــن إش ــكال التع ــذيب او أي ــة عقوب ــة قاس ـية أو مهين ــة أو منافي ــة لكرام ــة اإلنس ــان وم ــن حق ــه
أيضــا أن يتمتــع بجنســية دولــة معينــة كمــا ضــمن اإلعــالن حــق اإلنســان رجــال كــان أو امـرأة فــي
الزواج متى بلغ السن القانونية وتأسيس أسرة دون أية قيود أو موانع معينـة بسـبب الجـنس
أو الــدين ولهمــا حقــوق متســاوية عنــد الــزواج او إثنــاءه وعنــد انحاللــه بوفــاة او طــالق .كــذلك
اق ــر اإلع ــالن ح ــق التمل ــك لك ــل ش ــخص بص ــورة منف ــردة او باالش ــتراك م ــع الغي ــر وع ــدم ج ــواز
تجريــد أي احــد مــن ملكــة بشــكل تعســفي .كمــا مــنح اإلعــالن حريــة التفكيــر والضــمير وكــذلك
29
حق حرية الرأي والتعبير وحق االشتراك فـي أدارة الشـؤون العامـة للـبالد وحـق تـولى الوظـائف
العامـة وان أرادة الشــعب هـي مصــدر ســلطة الحكومـة ويعبــر عــن هـذه اإلرادة بانتخابــات نزيهــة
دورية تجري على أساس االقتراع السري وعلى قدم املساواة بين الجميع .
-كما ان اإلعالن يمتاز عما سبقه من وثائق بشموليته وعامليته فقد جاء بعد حربين عامليتين
جلبتا على على العالم مرتين إحزانا يعجز عنها الوصف كما عبرت ذلك ديباجة ميثاق األمم
املتحدة يضاف إلى ذلك بان الحقوق التي عددها اإلعالن العالمي سواء ما تعلق منها بحق
اإلنسان في الحياة والحرية واملساواة والكرامة واالعتقاد هي جميعها حقوقا فردية وليست
30
حقوقا جماعية اذ أن الحقوق الجماعية للشعوب تم إيرادها في مواثيق إعالنات أخرى مثل حق
تقرير املصير للشعوب والحق في احترام سيادة الدولة .
31
البعه ــد ان ــه ل ــم يتض ــمن ف ــي عنون ــه ح ــول الحق ــوق املدني ــة والسياس ــية كلم ــة ق ــانوني وبه ــذا يض ــع
حقوقا قانونية معينة في خانة الحقوق املدنية
32