Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 32

‫الجامعة التكنولوجية‬

‫قس ـ ـ ــم هندسة االتصاالت‬

‫‪2023-2022‬‬

‫‪1‬‬
‫املقدمة‬

‫حقوق اإلنسان حقوق متأصلة في جميع البشر‪ ،‬ولدت مع والدتهم مهما كانت جنسيتهم‪ ،‬أو مكان إقامتهم‪ ،‬أو‬

‫نوع جنسهم‪ ،‬أو أصلهم الوطني أو العرقي‪ ،‬أو لونهم‪ ،‬أو دينهم‪ ،‬أو لغتهم‪ ،‬أو أي وضع آخر‪.‬لكن الوعي بها‬

‫واالعتراف بها وتطبيقها والتمتع بها احتاج الى مسيرة طويلة من الكفاح في التاريخ البشري والكفاح مستمر‬
‫ً‬
‫وسيبقى مستمر من اجل تطبيق الحقوق طاملا وجد االنسان على االرض ‪.‬إن لنا جميعا الحق في الحصول‬

‫على حقوقنا اإلنسانية على قدم املساواة وبدون تمييز‪ .‬وجميع هذه الحقوق مترابطة ومتآزرة وغير قابلة‬

‫للتجزئة ‪.‬‬

‫وكثيرا ما يتم التعبير عن حقوق اإلنسان العاملية وتضمن‪ ،‬بواسطة القانون وفي شكل معاهدات‪ ،‬والقانون‬

‫الدولي العرفي‪ ،‬ومبادئ عامة‪ ،‬أو بمصادر القانون الدولي األخرى‪ .‬ويرس ي القانون الدولي لحقوق اإلنسان‬

‫التزامات على الحكومات بالعمل بطرق معينة أو االمتناع عن أعمال معينة‪ ،‬من أجل تعزيز وحماية حقوق‬

‫اإلنسان والحريات األساسية الخاصة باألفراد أو الجماعات‪.‬‬

‫يعتبر مبدأ عاملية حقوق اإلنسان حجر األساس في القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ .‬وقد تم تكرار اإلعراب عن‬

‫هذا املبدأ الذي أبرز للمرة األولى في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في عام ‪ ،1948‬في العديد من االتفاقيات‬

‫واإلعالنات والقرارات الدولية لحقوق اإلنسان‪ .‬فقد أشير في مؤتمر فيينا العالمي لحقوق اإلنسان في عام‬

‫‪ ،1993‬على سبيل املثال‪ ،‬إلى أن من واجب الدول أن تعزز وتحمي جميع حقوق اإلنسان والحريات‬

‫األساسية‪ ،‬بصرف النظر عن نظمها السياسية واالقتصادية والثقافية‪.‬‬

‫ان حقوق االسان هي غاية االنسان وهدفه والحرمان منها شيئ مؤكد ومتوقع طاملا وجد الظلم واالديان‬

‫السماوية اكدت على اهمية وضرورة التمتع بها لكل البشر وكانت الحقوق هي الغاية االولى لهذه االديان‬

‫لضمان كرامة االنسان وحريته وهذ الحقوق انتهكت وما زال بعضها ينتهك‬

‫تعريف حقوق االنسان‬


‫اختلفت التعاريف التي تتناول مفهوم حقوق االنسان في جوهرها تعني" احترام كرامة االنسان واعالء قيمته "‬

‫‪2‬‬
‫والبعض االخر يرى " هي وسيلة املواطن في الدفاع عن نفسه ضد املجتمع والدولة "‬

‫وايضا هي" املعايير االساسية التي ال يمكن للناس من دونها ان يعيشو ا بكرامة كبشر "‬

‫ويمكن القول ان حقوق االنسان هي " هي قدرة االنسان على اختيار تصرفاته بنفسه وممارسة نشاطاته دون‬

‫عوائق مع مراعاة القيود املفروضة ملصلحة املجتمع "‬

‫في حدود االطار العام ملصطلح حقوق االنسان فيعرف‬

‫"مجموعة الحقوق واملطالب الواجب الوفاء بها لكل البشر على قدم املساواة دونما تمييز في ما بينهم "‬

‫مفهوم حقوق االنسان‬


‫حقوق االنسان هي تلك الحقوق املتأصلة لجميع البشر‪،‬وايا كانت جنسيتهم ومكان االقامه او اختالف‬

‫اجناسهم وقومياتهم اواعراقهم اوالوانهم اوأديانهم او لغاتهم حيث اننا جميعا على قدم املساواة في الحقوق‬

‫االنسانية من غير تمييز‪.‬‬

‫وتلك الحقوق مترابطة وهناك الكثيرمن الحقوق يتم التعبير عنها من خالل حقوق االنسان العاملية والتي‬

‫يضمنها القانون وذلك على شكل معاهدات والقانون الدولي العرفي واملبادئ العامة وغيرها من مصادر القانون‬

‫الدولي‪.‬‬

‫وان القانون الدولي لحقوق االنسان في كثير من النصوص يحث على التزام الحكومات على العمل والتصرف‬

‫بطرق معينة واالمتناع عن طرق اخرى‪،‬وذلك من أجل تعزيز وحماية حقوق االنسان والحريات األساسية‬

‫لألفراد او الجماعات‪.‬‬

‫ان جذور حقوق االنسان تمتد في كل مكان في العالم واألساس الذي تقوم عليه هو احترام حياة االنسان‬

‫وكرامته والحرية واملساواة وهذا يكون في أغلبية الديانات والفلسفات وبدون تحديد‪.‬‬

‫وترد حقوق االنسان في االعالن العالمي بما يتعلق بالحقوق االنسانية والتي تحدد في بعض الصكوك الدولية‬

‫مثل العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية‬

‫واالجتماعية والثقافية وما ينبغي على الحكومات فعله او عدم فعله من أجل أحترام حقوق مواطنيها ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫خصائص حقوق االنسان‬
‫تتميز حقوق اإلنسان بالعديد من املزايا املرتبطة بطبيعة اإلنسان من جهة وبكونها حقوقا محددة من جهة‬

‫أخرى ‪.‬ومن أبرز تلـك الخصائص ما يلي‬

‫‪ .1‬ان حقوق اإلنسان ال تشترى والتباع وهي ليست منحة من أحد بل هي ملك للبشر بصفتهم بشر‪،‬‬

‫فحقـوق اإلنسان متأصلة في كل إنسان ومالزمة له كونه إنسانا ‪.‬‬

‫‪ .2‬حقوق اإلنسان هي نفسها لكل بني البشر بغض النظر عن اللون‪ ،‬العرق‪ ،‬الدين‪ ،‬الجنس‪ ،‬الرأي‬

‫الـسياس ي أو األصل االجتماعي‪...‬الخ ‪.‬فنحن جميعا ولدنا أحرارا ومتساوون في الكرامة والحقوق‪ ،‬بهذه‬

‫الحقيقـة فـإن حقوق اإلنسان هي عاملية من حيث املحتوى واملضمون‪.‬‬

‫‪ .3‬ال يمكن بأي حال االنتقاص من حقوق اإلنسان‪ ،‬فإن أحدا ال يملك الحق في حرمان شخص آخر‬

‫منها مهمـا كانت األسباب‪ ،‬وحتى لو كانت القوانين في بلد ما ال تعترف بذلك أو أن بلد ما يقوم‬

‫بانتهاكها‪ ،‬فإن ذلك ال يفقدها قيمتها وال ينكر تأصلها في البشر ‪.‬إن انتهاك الحقوق ال يعني عدم‬

‫وجودها‪ ،‬فهي غير قابلة للتصرف‪.‬‬

‫‪ .4‬إن حقوق اإلنسان هي وحدة واحدة وغير قابلة للتجزئة فحقوق اإلنسان سواء كانت مدنيـة‬

‫وسياسـية أواقتصادية واجتماعية وثقافية‪،‬هي وحدة واحدة تنطوي على الحرية واألمن واملستوى‬

‫املعيش ي الالئق‪.‬‬

‫‪ .5‬ان حقوق اإلنسان في حالة تطور مستمر‪ ،‬وكما أنها مرتبطة باإلنسان بصفته إنسانا‪ ،‬فـإن حاجـة‬

‫اإلنـسان وارتفاع مستواه املادي والروحي في حالة تطور مستمر يستوجب معه تطوير الحقوق‬

‫والواجبات وبذلك يصار إلى تصنيف حقوق أخر‪.‬‬

‫أن حقوق اإلنسان واملبادئ املستمدة منها هي قديمة قدم التاريخ ومستمدة مـن كـل األديان‬

‫السماوية واملوروث اإلنساني برمته‪ ،‬وبايجاز بسيط هي تشكل القاسم املشترك بـين املجتمعـات والحـضارات‬

‫املختلفة في العالم ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫فئات حقوق األنسان‬
‫يمكن تصنيف الحقوق إلى ثالث فئات‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬الحقوق املدنية والسياسية وتسمى أيضا ("الجيل األول من الحقوق"(‪ ،‬وهي مرتبطة بالحريات‪ ،‬وتشمل‬

‫الحق في الحياة والحرية واألمن؛ وعدم التعرض للتعذيب والتحرر من العبودية؛ املشاركة السياسية وحرية‬

‫والتجمع‪.‬‬ ‫الجمعيات‬ ‫في‬ ‫االشتراك‬ ‫وحرية‬ ‫والضمير والدين؛‬ ‫والتعبير والتفكير‬ ‫الرأي‬
‫ً‬
‫‪ -2‬الحقوق االقتصادية واالجتماعية )وتسمى أيضا "الجيل الثاني من الحقوق"(‪ ،‬وهي مرتبطة باألمن وتشمل ‪:‬‬

‫العمل والتعلـيم واملستوى الالئق للمعيشة؛ واملأكل واملأوى والرعاية الصحية‪.‬‬

‫ً‬
‫‪ -3‬الحقوق البيئية والثقافية والتنموية )وتسمى أيضا "الجيل الثالث من الحقوق"(‪ ،‬وتشمل حق العيش في‬

‫بيئة نظيفة ومصونة من التدمير؛ والحق في التنمية الثقافية والسياسية واالقتصادية‪.‬‬


‫ً‬
‫وعندما نقول إن لكل شخص حقوقا إنسانية‪ ،‬فإننا نقول‪ ،‬كذلك‪ ،‬إن على كل شخص مسؤوليات نحو‬

‫احتـرام الحقـوق اإلنـسانية لآلخرين‬

‫التطور التاريخي لحقوق االنسان‬


‫أن لحظة وجود فكرة حقوق االنسان وتطبيق القواعد العرفية‪،‬كانت في األغلب منذ بداية تكوين‬

‫الحياة املشتركة ملجموعات من البشر‪،‬وقد جاءت الفكرة بصورتها البدائية القديمة‪،‬حيث كانت املدينة منذ‬

‫نشوءها يطبق بها بعض القواعد العرفية التي كانت تحمي بعضا من حقوق االنسان والتي تدافع عن كرامته‬

‫من أجل املعيشة بسعادة ونبذ العنف بين الناس‪.‬ولكن بعدأن تغيرت شكل املدن وأصبحت كبيرة‪،‬فقد‬

‫تطورت تلك الحقوق وتحولت هذه القواعد العرفيةالى نصوص قانونية يعمل عليها االنسان والدولة من‬

‫أجل ضمان تلك الحقوق لالنسان‪.‬‬

‫كانت حقوق االنسان في العصور الوسطى تتمثل بعدد من الوثائق والقوانيين التي صدرت في عدة دول‬

‫غربية ويمكن ايراد اهم تلك الوثائق عن حقوق االنسان منها ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫ميثاق العهد األعظم أو ماجنا كارتا (‪ )Magina Carta‬الصادر عام ‪1215‬والذي فرضه أمراء اإلقطاع على‬

‫امللك جان للحد من سلطانه‪ ،‬وهو يحتوي على أحكام أساسية فيما يتعلق بحق امللكية والتقاض ي وضمان‬

‫الحرية الشخصية‪ ،‬وحرية التنقل والتجارة‪ ،‬وعدم فرض ضرائب بدون موافقة البرملان‪ ،‬ولقد كان للماجنا‬

‫كارتا أثرها البعيد في انكلترا وسائر أوربا‪ ،‬اما في العصر الحديث فقد شهدت حقوق اإلنسان نهضة كبيرة‬

‫بفضل عوامل عديدة دفعت إلى صدور عدد من املواثيق والتشريعات كرست حقوق فقد صدرت في عصر‬

‫امللك شارل األول عريضة الحقوق (‪ )1628‬وهي عبارة عن مذكرة تفصيلية لحقوق البرملان التاريخية‬
‫ً‬
‫وتذكيرا بحقوق املواطنين التقليدية التي كفلتها الشريعة القديمة وفيه تقرر املبدأ االتي (ال يجبر احد على‬

‫دفع اية ضريبة أو على تقديم اية هبه أو عطاء مجاني اال بقرارمن البرملان)وغيرها من الشارئع والقوانين‬

‫األخرى‪...‬الخ‪.‬‬

‫اما في الوقت املعاصر وهي املرحلة الدولية‪ ،‬تلك املرحلة التي أصبحت فيها مواضيع حقوق اإلنسان تأخذ‬

‫طابعأ دوليا بعد أن كانت مسألة داخلية بحته‪ ،‬وتزامنت مع حدوث الحرب العاملية االولى وتأسيس عصبة‬

‫األمم التي تناولت في ميثاقها بنود تخص حقوق اإلنسان‪ ،‬وبعد ذلك حدوث الحرب العاملية الثانية وتاسيس‬

‫االمم املتحدة وميثاقه االذي اشار في كثير من فقراتة واكد على احترام وتعزيز وحماية حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫ان العراق القديم يمثل اولى الحضارات التي عرف االنسان فيها قيمة الحياة والعيش سوية‪ ،‬وهذا االمر‬

‫دفعه الى نبذ العنف والبحث عن السعادة عن طريق التعاون مع بعضها البعض‪ ،‬ملواجهة مشقة الحياة فقد‬

‫اكتشف علماء االثار والتنقيب‪،‬وجود اثر ملجمعات في العراق القديم يدل على اسكان البشر فيها والتي تعود‬

‫الى فترة زمنية اكثر من مائة االف سنة‪ ،‬عاش سكانها على الصيد والزارعة وتربية الحيوانات واستقروا في‬

‫االرياف‪ ،‬وكانت هذه املجتمعات قائمة على اساس انصهار الفرد في الجماعة وكانت امورها تدار بغير قانون ‪،‬‬

‫وان االنسان في هذا املجتمع اكثر رقيا والتزاما بمايسمى حقوق االنسان‪ ،‬وذلك الن حقوق االنسان لم يكن‬

‫متصوار وجودها في املجتمع وفقا للمفهوم الذي تناولته القوانين في الوقت الحاضر‪ .‬وتطورت حقوق االنسان‬

‫اكثر فأكثر عندما ظهرت املدن الكبيرة في العراق القديم‪ ،‬وذلك في القرن الرابع قبل امليالد‪ .‬وبما ان الحماية‬

‫القانونية ركن من اركان الحق‪،‬حيث اليعتبر حقا ان لم تتوفر له الحماية القانونية وتمكين صاحبه من‬

‫‪6‬‬
‫التمتع به‪ .‬وهكذا فان الحق مرتبط بالقانون والينفصل عنه‪ ،‬فمتى وجد القانون يوجد الحق ومنه حقوق‬

‫االنسان‪ .‬وهكذا توجد صلة قوية بين فكرة القانون وفكرة الحق من خالل ذلك نستنتج ان‬

‫جذور حركة حقوق اإلنسان ممتدة بامتداد التاريخ اإلنساني فهي ليست اختراع حديث فقد مرت بمراحل‬
‫ً‬
‫تطور عديدة بدءا بالحضارات القديمة وظهور األديان السماوية وحتي صدور اإلعالن العالمي لحقوق‬

‫اإلنسان‪.‬‬

‫حقوق االنسان في الحضارات القديمة والشرائع السماوية‬

‫املطلب األول ‪ :‬حقوق اإلنسان في الحضارات القديمة‬


‫في البداية يجب التفريق بين حقوق االنسان وهي لصيقة بطبيعته االنسانية ومالزمة لها وجدت مع االنسان‬

‫مذ ان خلقه هللا الى ان يرث هللا االرض ومن عليها وبين ممارسة هذه الحقوق وهو امر يختلف من عصر الى‬

‫اخر وبحسب التشريعات التي تحكم وتنظم ممارسة هذه الحقوق ‪.‬‬

‫وما سنتناوله هو تنظيم ممارسة هذه الحقوق والحدود التي يسمح بها املشرع في كل عصر من العصور‬

‫ببمارسة االنسان لحقوقه‬

‫مر االهتمام بحقوق االنسان بمراحل تطور مختلفة اذ ان بداية االهتمام يعود الى الحضارات القديمة التي‬

‫اولت االنسان وحقوقه عناية كبيرة ولكن بدرجات متفاوته بين حضارة واخرة‬

‫أوال‪ :‬حقوق االنسان في حضارات العراق القديمة (وادي الرافدين )‬


‫حضارة اوادي الرافدين من اقدم الحضارات البشرية وابرزها اهتمام بحقوق االنسان ففي بالد سومر‬
‫ظهرت والول مرة في التاريخ حدود امللكية الشخصية وتوضحت العالقات االقتصادية بين الفرد والدولة وبين‬
‫االفراد انفسهم كما تم تنظيم العالقات االجتماعية بابعادها املختلفة ‪.‬‬
‫بذلك بدأ التشريع املدون مع تقدم الحضارة اإلنسانية في بالد ما بين النهرين‪ .‬و نأتي هنا على ذكر مجموعة‬
‫من االصالحات القوانيين ‪:‬‬
‫يعود إلى حوالي‪2400‬ق ‪.‬م وتمثل اصالحات العاهل السومري‬ ‫اصالحات امللك أوروكاجينا‬ ‫‪-1‬‬
‫حاكم مدينة لكش وهي اقدم االصالحات االقتصادية واالجتماعية عرفها التاريخ وقد عثر على اربع‬
‫نسخ من هذه االصالحات مدونة على رقم من الطين باللغة السومرية وبالخط املسماري‬
‫ومن ابرز ما جاء في هذه االصالحات‬
‫‪ -1‬منع االغنياء والكهنة واملرابين من استغالل الفقراء ‪.‬‬
‫‪ -2‬رفع املظالم التي كانت تقع على الفقراء‬

‫‪7‬‬
‫ذكر في وثيقة ضمن االصالحات فحواها (ان بيت الفقير صار بجوار بيت الغني )‬ ‫‪-3‬‬
‫ظهرت كلمة الحرية والول مرة في التاريخ البشري في وثيقة عـراقية قديمة‬ ‫‪-4‬‬
‫منح الحرية التامة لسكان ساللته‬ ‫‪-5‬‬
‫ويشير تشريع املنقوش على حجر اآلجر أن امللك املذكور قد ألغى نظام تعدد الزوجات و حما اليتيم و‬ ‫‪-6‬‬
‫األرملة‬
‫ووضع امللك (اوركاجينا ) عدد من االصالحات االجتماعية لتنظيم حياة االسرة واملحافظة على‬ ‫‪-7‬‬
‫مكانة املرأة واستقالليتها في مجتمع املدينة السومرية لكن لم تصل تلك الى درجة القانون لخلوها‬
‫من املقدمة والخاتمة‬

‫مجموعة قوانين اورنمو التي اعقبت اصالحات اور –كاجينا‬ ‫‪-2‬‬


‫يعتبر اورنمو مؤسس ساللة اور الثالثة السومرية‬
‫‪ )1‬كتبت القوانين باللغة السومرية‬
‫‪ )2‬وتتالف من (‪ )31‬مادة قانونية وضعت عالجا لعدد من املسائل االجتماعية واالقتصادية اهمها‬
‫توحيد العدالة في البالد ورفع الظلم ‪،‬حفظ حقوق املرأة ‪ ،‬عقوبة الشهادة الكاذبة ‪ ،‬معاقبة من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يغرق حقالمزروعا لشخص اخر ‪.‬‬
‫‪ )3‬و يعده الباحثون في تاريخ القانون أقدم قانون مدون في تاريخ البشرية‪ ،‬و ذلك ألنه مبوب وفق‬
‫األسلوب الصحيح للقانون‪ ،‬تشير مقدمة هذا القانون إلى أن اإلله ننار‪ -‬إله القمر‪ -‬إله مدينة أور‪،‬‬
‫قد فوض امللك أور‪-‬نمو لحكم املدينة و وصفه بامللك الورع التقي العادل‪ ،‬الذي جاء للقضاء على‬
‫الفساد و الفوض ى و سوء اإلدارة و التجاوز على حقوق اآلخرين و بذلك تمتع الناس بحقوقهم و‬
‫حريتهم ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ )4‬اكتفى اورنمو في قانونه بفرض الغرامة على املدان باية جريمة بدال من العقوبة البدنية ‪.‬‬
‫قانون لبت عشتار‬ ‫‪-3‬‬
‫وهي ثالث مجموعة من القوانين املدونة باللغة السومرية واملنسوبة للملك لبت عشتار وهو خامس ملوك‬
‫ساللة ايسن االمورية الذي حكم بداية العهد البابلي القديم‬
‫دون القانون على اربع رقم من الطين وبالخط املسماري وتتضمن املقدمة‬
‫‪ )1‬تمجيد امللك‬
‫‪ )2‬تظهر خصال امللك الحميد‬
‫‪ )3‬وتضمنت املقدمة ايضا االوضاع املتردية والفساد االداري‬
‫لذلك اصدر امللك القوانيين لرفع الظلم عن الناس ووصل من هذه القوانين (‪ )35‬مادة وتخص‬
‫االمور التالية‬
‫‪ )1‬شؤون االراض ي الزراعية‬
‫‪ )2‬شؤون العبيد‬
‫‪ )3‬العالقات الخاصة باالحوال الشخصية‬
‫‪ )4‬تنظيم شؤون الضرائب‬

‫‪8‬‬
‫‪ )5‬حقوق املرأة الزوجة الحرة وحقوق الزوجة االمه وحقوق اوالد كل منهما في االرث‬
‫‪ )6‬حاالت السرقة واالعتداء على االخرين‬
‫مقدمة هذا القانون تشبه الى حد كبير مقدمة شريعة حمورابي‬
‫‪ -4‬تشريع مملكة أشنونا‪:‬‬
‫وضعها املللك بال الما سنة (‪ )1992‬ق‪.‬م إكتشف في ضواحي بغداد‪ ،‬كان باللغة األك ــدية على‬
‫لوحتين من اآلجر و بلغ عدد مواده املكتشفة مقدمة و (‪ )61‬مادة قانونية اهم ما جاء فيها‬
‫‪ ‬عالجت االمور االحدى عشر االولى االسعار واالجور ‪.‬‬
‫‪ ‬شؤون االموال واملمتلكات‬
‫‪ ‬قانون االسرة‬
‫‪ ‬قانون العقوبات‬
‫‪ ‬عالجت الجوانب االجتماعية واالحوال الشخصية كحق الزوجة والزوج وحق الزوج‬
‫استعادة زوجته في حال تزوجت من غيره ‪.‬‬
‫‪ ‬شؤون العبيد‬
‫‪ ‬حقوق االسير ومصير امواله ‪.‬‬
‫‪ -5‬قانون حمواربي ‪:‬‬
‫هذا القانون أصدره امللك حمواربي وهو اشهر ملوك العهد البابلي وسادس ملوك ساللة بابل‬
‫االولى (‪ )1792-1750‬ق‪.‬م‪ .‬وهي اول شريعة قانونية انسانية مدونة باللغة البابلية وبالخط‬
‫املسماري على مسلة كبيرة اسطوانية الشكل من حجرالديورايت االسود وهي طولها ‪ 225‬سم‬
‫وقطرها من االعلى ‪ 160‬سم ومن االسفل ‪ 190‬سم ومن الوسط ‪60‬سم‬
‫تتالف الشريعة من‬
‫ً‬
‫‪ )282( ‬مادة قانونية تعد مصدر تاريخيا للعديد من القوانيين الوضعية‬
‫القديمة‬
‫‪ ‬املقدمة طويلة بين فيها حمورابي االسباب التي دعته لوضع تللك الشريعة‬
‫ويمجد االلهة التي طلبت منه وضع هذه الشريعة لنشر العدل في البالد وهذا‬
‫جزء منها‬
‫((انذاك اسمياني(االلهان) انووالليل بأسمي‪،‬حمواربي‪،‬االمير التقي الذي يخش ى‬
‫الهته‪ ،‬الوطد العدل في البالد‪،‬ألقض ي على الخبيث والشر‪،‬لكي اليستعبد القوي‬
‫الضعيف‪ ،‬ولكي يعلو(العدل) كالشمس فوق ذوي الرؤوس السود‪ ،‬من اجل‬
‫خير البشر))‬
‫‪ ‬وفي املتن ‪ 182‬مادة قانونية على شكل مجاميع كل مجموعة تتعلق بموضوع‬
‫معين وهي‬

‫‪9‬‬
‫التقاض ي ( شهادة الزور ‪ ،‬االتهام الكاذب )‬
‫االموال ( الجرائم التي تقع على االراض ي والعقارات ‪ ،‬التجارة )‬
‫االشخاص ( ايذاء االشخاص ‪ ،‬االحوال الشخصية )‬
‫اجور ومسؤوليات اصحاب املهن‬
‫‪ ‬اما في الخاتمة اشار الى القوانيين العادلة التي وضعها في سبيل ان ال يظلم‬
‫القوي الضعيف وملنح العدالة لليتيم واالرملة في بابل واشار الى صفاته‬
‫ومؤهالته وقابلياته الرفيعة التي منحته اياها االلهة ‪.‬وهذا جزء منها‬
‫(( لقد كتبت كلماتي النفيسة على مسلتي وثبتها امام تمثالي ملك العدالة‪ ،‬في‬
‫بابل املدينة التي رفع رأسها االلهان انووالليل عاليا‪ ،‬وفي ايساكيال املعبد الذي‬
‫ً‬
‫اسسه ثابتة كالسماء واالرض‪ ،‬الفض ي البالد بالعدالة والوطد النظام في البالد‪،‬‬
‫ولكي امنح العدالة للمظلوم))‬
‫كذلك عالجت شريعة حمورابي مختلف الشؤون الحياة االجتماعية‬
‫واالقتصادية والعسكرية واملهنية‬
‫من خالل مواد الشريعة املختلفة التي تضمنت احكاما تتعلق بالقضاء والشهود‬
‫والسرقة والنهب وشؤون الجيش والزراعة والقروض ومسائل الزواج والطالق‬
‫واالرث والتبني والتربية وكل ما له صلة باالسرة وكذلك مواد تخص العقوبات‬
‫والغرامات نجد ان حضارة وادي الرافدين تعد من اقدم الحضارات االنسانية‬
‫التي اولت اهتماما منقفطع النظير بحقوق االنسان وحرياته وصالحياته العائلية‬
‫وحرصت على انصاف املظلوم وحماية حقوق الضعيف ومنع استغالل الفقراء‬
‫واشاعة العدل بين الناس ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حقوق االنسان في الحضارات اليونانية واملصرية‬


‫حقوق االنسان في الحضارة اليونانية‬
‫حاول املفكرون اليونانيون قي كتاباتهم ايالء االنسان وحقوقه قدرا ًكبير من االهتمام وعلى حد‬
‫قول احد املفكرين اليوناني سوفوكليس قبل حوالي (‪ )2500‬ق‪.‬م اذ يعد االنسان احد اعظم‬
‫املعجزات في الدنيا واكد الفكر اليوناني ضرورة احترام القانون وتحقيق العدالة ووجوب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اتساق السلوك االنساني مع قانون الطبيعة باعتباره قانون خالداوعامليا‬
‫ومن املؤشرات على الحضارة اليونانية‬
‫‪-1‬عدم وجود مساواة مطلقة النعدام التوازن االجتماعي وهو السمة الغالبةفي املجتمع اليوناني‬

‫‪10‬‬
‫‪-2‬اقرت التقسيم الطبقي للمجتمع اليوناني على اساس طبيعة التكوين االجتماعي والسياس ي‬
‫للمجتمع (املساواة الناقصة)‬
‫‪ -3‬اقرت االسترقاق حيث املعاملة القاسية الحطة بالكرامة للرقيق حيث يعملون في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫االقطاعيات نهاراويتم تقيدهم ليالبالسالسل وتفرض اشد العقوبات ‪.‬‬
‫على حد قول ارسطو طبقة االرقاء هم من صنع الطبيعة التي جعلت العبيد من االدوات التي ال‬
‫بد منها لتحقيق سعادة االسرة اليونانية ‪.‬‬
‫‪ -6‬ونصت على ان املشاركة السياسية قاصرة على الطبقة املتنفذة ذات القاعدة االقتصادية‬
‫واالجتماعية‬
‫ً‬
‫‪ -7‬لم تكن املرأة اليونانية اوفر حظا من العبيد في نيل حقوقها فكانت تجرد من كافة‬
‫حقوقها املدنية ويحظر عليها مزاولة اي عمل من االعمال ‪ .‬وكذلك املراة الرومانية منتهكة‬
‫الحقوق فال يحق لها االنتخابات او الترشيح او تولي الوظائف العامة وجردة من حقوفها‬
‫السياسية واملدنية في مختلف مراحل حياتهافكانت تخضع لسلطة رب االسرة منذ الوالدة في‬
‫كافة حقوقها كحق الحياة واملوت والطرد من االسرة وحق بيعها كالرقيق ‪.‬‬
‫‪ -8‬حق امللكية عرف اليونانيون امللكية الجماعية لالراض ي الزراعية ثم تحولت بمرور الزمن الى‬
‫ملكية القبائل‬
‫واستمر هذ الوضع الى ان ظهرت الفلسفة الرواقية التي نادت باالخوة االنسانية‬
‫واملواطنة واملساواة بين البشر وبتحرراالفراد من القوانيين الوضعية‪.‬‬

‫حقوق االنسان في الحضاراة املصرية القديمة (وادي النيل )‬


‫اسهمت الحضارة املصرية القديمة في مجال حقوق االنسان وحرياته بشكل واضح حيث‬
‫ان هدف القانون الذي طبقه اله الشمس حاكم مصر هو تحقيق العدل واحقاق الحق‬
‫والصدق على اساس انه قانون منزل من السماء وخضع له الحكام فترة طويلة وبه تحققت‬
‫سعادة الشعب واوجب القانون عدم التفرقة بي رجل مهم واخر من اصل متواضع وعدم‬
‫ايقاع عقوبة غير عادلة ومساعدة الضعيف وعدم جواز القتل‬
‫وفي فترة حكم اله الشمس دعا اخناتون الى التوحيد والسالم والتسامح والرحمة وتحقيق‬
‫ً‬
‫العلم للجميع وقدم املعلمون املصريون في اطار التربية والتعليم كثيرا من املثل املرتبطة‬
‫بحقوق االنسان تمت كتابتها على قطع من الحجر والخزف‬
‫ثم جاءت مرحلة فراعنة مصر الذين كانوا يدعون االلوهية النفسهم واملللك يؤله نفسه‬
‫يجعل نفسه فوق الجميع بمنأى عن اي اخطاء ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ففرعو ن مثال كان يعد نفسه الها مطلقا في الحكم ومصدر للعدالة والتشريعات التي كانت‬
‫تصدر عن ارادته ومشيئته وبالشكل الذي يرغب ‪ .‬وان الحاكم كان يستضعف الناس‬
‫ويستخف بهم ووصل الحال الى حرمان بعضهم من حق الحياة ذاته وهذا ما يجسد في‬
‫القران الكريم بقوله سبحانه وتعالى ( ان فرعون عال في االرض وجعل اهلها شيعا‬
‫يستضعف طائفة منهم يذبح ابنائهم ويستحي نساءهم انه كان من املفسدين ) ‪.‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬حقوق االنسان في الشرائع واالديان السماوية ‪:‬‬


‫كان االنسان محور وغاية جميع االديان والشرائع السماوية فهي جاءت لتامين‬
‫مصالح الناس بجلب النفع ودفع املضار عنهم وبما يحقق السعادة لهم في الدنيا‬
‫واالخرة‬
‫ويقول احد الباحثين بهذا املعنى ( اروع ما في االديان انها تعظم من شأن االنسان وال‬
‫تتركه في هذا الوجود نهبا للتشتت والضياع وفقدان االمل واالسالم يصل الى الذروة‬
‫في اظهار هذه الرابطة بين القوة الخالقة املدبرة لهذا الكون وبين االنسان فاالنسان‬
‫في حقيقته مظهر القوة االلهية في هذا الوجود ودليل مشيئتها على االرض ) ‪ .‬وجميع‬
‫االديان تبدأ دعوتها توحيد هللا تعالى وتحرير العقول والقلوب من الشرك واالوهام‬
‫والزيغ والضالل لتحقيق انسانية االنسان ليتبوأ مكانته الرفيعة ويصبح اهال للخالفة‬
‫على االرض لذلك ما سنتناوله‬
‫ً‬
‫اوال‪ :‬حقوق االنسان في الديانة اللمسيحية واليهودية‬
‫الديانة املسيحية من الشرائع والرساالت السماوية التي تدعو الى التوحيد‬
‫واهتمت بحقوق االنسان وحرياته االساسية واكدت الديانة املسيحية على‬
‫كرامة االنسان الذي يستحق في نظرها االحترام والتقدير وان السلطة املطلقة ال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يمارسها اال هللا ‪ ،‬واستطاعت ان تضع حدا فاصال بين ما يعد من االمور‬
‫الدينية وبين ما يعد من االمور الدنيوية وغايتها في ذلك تنظيم املجتمع االنساني‬
‫على اساس واضح وسليم ‪.‬‬
‫اسهامات الديانة املسيحية في مجال حقوق االنسان ‪.‬‬
‫‪ - -2‬الديانة املسيحية تدعو الى املحبة والتسامح والسالم بين بني البشر‪.‬‬
‫‪ - -3‬تدعو الديانة املسيحية حماية الضعفاء واملحافظة على حقوق العمال ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ - -4‬عارضت عقوبة االعدام ‪.‬‬
‫‪ - -5‬اقرت االلتزام املدني والديني بغية الحصول على الحقوق وتأدية الواجبات ‪.‬‬
‫لكن معالجة حقوق االنسان لم تكن معالجة دينية شرعية خالصة بل كان‬
‫للكنيسة وما تطرحه من افكار دور كبير في معالجة الحقوق‪ .‬لذلك ما ان تمكن رجال‬
‫الدين من السلطة حتى الحقوا باالفراد الوانا من الطغيان واالضطهاد وسرعان ما‬
‫قض ي على الفكرة التي تنبت عن القانون والعودة الى العصور البدائية وازدا الرباط‬
‫الذي يشد الفرد الى الجماعة ضيقا وقوة‬
‫‪ -6‬اعتبرت الديانة املسيحية فكرة لالخاء العام في نظر الفقيه الفرنس ي برغستون‬
‫(‪ )1949-1859‬كانت هدفها تحقيق املساواة واحترام الشخصية االنسانية ‪.‬‬
‫لكن في القرون الوسطى كانت الديانة املسيحية بعيدة كل البعد عن االعتراف‬
‫بالحرية واملساواة حيث كان الفقراء( وصفو بالعبيد ) يعيشون تحت االضطهاد‬
‫واالستغالل من قبل االغنياء اي بمعنى عاش املجتمع املسيحي مستوى التقسيم‬
‫الطبقي وهذا ما يتنافض كليا مع مكانة الفقراء التي منحهم اياها املسيح (( ما‬
‫اسعدكم ايها الفقراء فلكم مملكة هللا))‬
‫اال ان الفكراملسيحي الذي كان يدعو الى االخوة والتسامح والسالم تأثر سلبيا‬
‫بظهورنظرية الحرب العادلة التي اعدها القديس اوغسطينوس في مطلع القرن‬
‫الخامس ملخصها‬
‫ان الحرب التي يباشرها عاهل شرعي هي حرب عادلة ارادها هللا وان افعال العنف‬
‫املرافقه لها تعد مشروعة على هذا االساس‬
‫واخطر مرحلة هي ان االبرار كانوا يستطيعون اباحة فعل كل شيئ النفسهم ضد‬
‫االشرار وال تشكل افعالهم تلك جرائم بل عقوبات يمكن ايقاعها ضد املدنيين وقد‬
‫وصف ( جان بكتيه ) فقيه القانون الدولي االنساني في وصف الحروب الصليبية‬
‫التي كانت تمثل الحرب العادلة بانها كانت اسوء مثال على هذا العدل ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫حقوق االنسان في الديانة اليهودية‬
‫‪ -‬الديانة اليهودية‪:‬‬

‫الديانة اليهودية قد بنيت على التوراة وما اضيف اليها مما رواه احبار اليهود مدعين‬
‫نقله عن موس (عليه السالم ) وكذلك الشروح والتفاسير التي الفت بمجموعها ما‬
‫سمي بالتلمود ‪ ‬هذه الشريعة لم تغفل عن حقوق االنسان وحرياته لكن ليس على‬
‫اساس املساواة والعدالة بين البشر وانما لفئة معينة من اتباع الشريعة اليهودية‬
‫غرست اليهودية في نفوس أتباعها اعتبارت املصلحة القومية ‪،‬وقواعد العناية‬
‫بالشعب ومصائره ‪،‬ونادت بالجزاء على الفضيلة والعقاب على الرذيلة ‪،‬هذا بالنظر‬
‫ً‬
‫إلى الديانة اليهودية في أصولها األولى‪ .‬ولكن نظرا ملا شابها من التحريف في نصوصها‬
‫فإن استناد اليهود إلى نصوص التوراة املحرفة والى ما جاء في التلمود الذي يعتبر‬
‫شريعة بني اسرائيل العليا قد جعل شعبهم شعب هللا املختار‪ ،‬وفي هذا يظهر اليهود‬
‫على أنهم فضلوا أنفسهم على كل شعوب األرض ‪ ،‬وهذا يعد إقرار منهم على عدم‬
‫وجود مبدأ املساواة عندهم ‪ ،‬كما يعد هذا تكريسا للتمييز والتفاضل بين البشر‬
‫الذي يمثل في الحقيقة صورة من صور انتهاك حقوق اإلنسان ‪ .‬ويزداد ذلك وضوحا‬
‫من خالل إباحة اإلسرئيليين قتل غيرهم ‪ ،‬وغزوهم للشعوب األخرى (حسب تأويلهم‬
‫للكتاب املقدس)‪.‬إن املمارسة الدينية اليهودية بهذه املفاهيم املبنية على العنصرية‪،‬‬
‫تؤكد بعدهم عن مبادئ العدل واملساواة واحترام الحقوق الطبيعية لإلنسان‪.‬‬
‫إحترمت شريعة موس ى عليه السالم اإلنسان و منحته حقوقه األساسية‪ ،‬و احترمت‬
‫األسرة و حقوقها في املجتمع العبري‪ ،‬غير أنها ميزت بين اليهودي والغريب ومن األمثلة‬
‫عن هذا التمييز قضية الحرية و استرقاق البشر‪ ،‬فاليهود ال يسترقون ألنهم عبيد هللا‬
‫الذين أخرجهم من مصر‪ ،‬فال يباعون بيع العبيد‪ .‬و قد جاء في سفر الخروج أن هللا‬
‫كلم موس ى بقوله‪ ":‬إذا اشتريت عبدا عبرانيا فليخدم ست سنين و في السنة السابعة‬
‫ينصرف حرا مجانا‪ ...‬و إن باع رجل إبنته آمة‪ ،‬فال تنصرف انصراف العبيد‪ ،‬و إن لم‬

‫‪ ) ‬التلمود هو شريعة بني اسرائيل العليا قد جعل من شعبهم شعب هللا المختار‬

‫‪14‬‬
‫تعجب سيدها الذي أخذها لنفسه‪ ،‬فليدعها تفتدى‪ ،‬و ليس له أن يبيعها لقوم‬
‫غرباء" أما غير اليهود فيجوز استرقاقهم بالحرب أو بالشراء و يعاملون بعنف ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪-‬حقوق االنسان في االسالم‬
‫االسالم اخر االديان السماوية ‪ ،‬وكان النبي محمد (ص) هو خاتم االنبياء فان االسالم‬
‫هو دين للبشرية جمعاء وللتاريخ كله دون االقتصار على شعب بعينه او منطقه‬
‫محددة او حقبة زمنية من التاريخ ‪.‬ولقد اقر االسالم بشريعته السمحاء حقوق‬
‫انسان منذ اكثر من اربعة عشر قرنا ‪ .‬وهذة الحقوق ليست حقوق طبيعية بل هي‬
‫حقوق هبة الهية ترتكز على مبادئ الشريعة والعقيدة االسالمية ‪ ،‬وهذا ما يضفي‬
‫عليها تشكل ضمان ضد اعتداء السلطة عليها ويعتبر القران الكريم هو املصدر‬
‫االساس للشريعة االسالمية ‪.‬‬
‫ً‬
‫ووفقا للقران والسنة النبوية الشريفة فان االسالم متكامل يشمل كل جوانب الحياة‬
‫ويضمن لالنسان حقوقه في اطار مبادئ الشريعة ويستند الى التضامن بين االفراد‬
‫واملجتمع في اطار املسؤولية االجتماعية ‪ .‬ان اسناد حقوق االنسان في االسالم الى‬
‫خالق االنسان قد اعطى هذه الحقوق ميزات مهمة وهي‬
‫منح الحقوق قدسية‬
‫اعطاء قوة االلزام يتحمل مسؤولية حمايتها كل فرد‬
‫هللا تعالى هوالذي صاغ هذه الحقوق‬

‫ومن اهم حقوق االنسان في االسالم‬


‫ً‬
‫اوال‪ -‬حق الحياة ‪:‬‬
‫لقد اعتبر االسالم حياة الفردمقدسة ال يجوز ألحد ان يعتدي عليها ‪ .‬ويتضح هذا‬
‫الحق في االسالم تجاه القاتل الذي ينهي حياة شخص دون حق " وال تعتدوا ان هللا‬
‫ال يحب املعتدين (سورة البقرة ‪ :‬االية ‪ )190‬واعتبر االنسان مكلفا بالحفاظ على "‬
‫وال تلقوا بانفسكم في التهلكة (سورة البقرة االية ‪)195‬‬

‫‪15‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ -‬حرية الرأي والتعبير‪:‬‬
‫وهــو حــق مقــدس ونحــل واضــح دلــت عليــه ايــات القـران الكــريم " ادع الــى ســبيل ربــك‬
‫بالحكمة واملوعظة الحسنة (سورة النحل ‪:‬االية ‪)125‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ -‬حقوق املرأة‪:‬‬
‫نظ ــر االس ــالم بش ــكل مس ــاوي للم ـرأة والرج ــل عل ــى اعتب ــار ان كالهم ــا م ــن ادم ‪ ،‬ويق ــول‬
‫تعــالى " يــا ايهــا النــاس انــا خلقنــاكم مــن ذكــر وان ــى وجعلنــاكم شــعوب وقبائــل لتعــارفو ا‬
‫ان اكرمكم عند هللا اتقاكم" ( سورة الحجرات االية ‪. )49‬‬
‫ومن مبادئ االسالم تجاه املرأة‬
‫‪ ‬املساواة في االنسانية ‪.‬‬
‫‪ ‬املساواة في الحقوق‬
‫‪ ‬املساواة امام القانون‬
‫‪ ‬الحق في ابداء الرأي‬
‫‪‬‬
‫املساواة في حرية االعتقاد‬
‫ً‬
‫رابعا ‪ -‬الحقوق االقتصادية‪:‬‬
‫‪ ‬بالنس ـ ــبة للحق ـ ــوق االقتصـ ــادية ف ـ ــان االس ـ ــالم اعتبـ ــر العمـ ــل املصـ ــدر االس ـ ــاس‬
‫للملكي ــة " وامش ــو عل ــى مناكبه ــا وكل ــوا م ــن رزق ــه والي ــه النش ــور " ( س ــوة املل ــك‬
‫‪:‬االيــة ‪ )15‬كمــا حمــى االســالم حــق التملــك اذال يجــوز انت ـزاع ملكيــة نشــأت عــن‬
‫كب حالل اال ملصلحة عامة " وال تأكلوا اموالكم بالباطل "(سورة البقـرة ‪:‬االيـة‬
‫‪ )188‬كما حمى االسالم حـق العامـل "وقـل اعملـوا فسـيرى هللا عملكـم ورسـوله‬
‫واملؤمنون "(سورة التوبة ‪:‬االية ‪)105‬‬
‫‪ ‬ان مكانـ ـ ــة االنسـ ـ ــان فـ ـ ــي االسـ ـ ــالم مكانـ ـ ــة رفيع ـ ــة فه ـ ــو خليف ـ ــة هللا علـ ـ ــى االرض‬
‫وحقوق ـ ــه ج ـ ــزء اس ـ ــاس م ـ ــن ال ـ ــدين االس ـ ــالمي ال يمك ـ ــن تعطيله ـ ــا او خرقه ـ ــا او‬
‫تجاهلها وكل انسان مسئول عنها اضافة الى مسؤولية االمة عنها بالتضامن‬
‫ً‬
‫‪ ‬خامسا‪ -‬حق االعتقاد‬

‫‪16‬‬
‫‪ ‬يعتبر حق االعتقاد من اكثر الحقوق التي اكدها واقرهـا لبنـي البشـر ‪ ،‬فاالنسـان‬
‫حــر فــي اختيــار عقيدتــه ودينــه " لكــم ديــنكم ولــي ديــن" (ســورة الكــافرون ‪ :‬االيــة‬
‫‪ )6‬كمـ ــا ان القـ ـران الكـ ــريم يقـ ــر لجميـ ــع النـ ــاس حريـ ــة عقائـ ــدهم علـ ــى اسـ ــاس‬
‫تفكي ــرهم ‪ ،‬كم ــا يض ــمن حق ــوق غي ــر املس ــلمين وحق ــوق االقلي ــات عل ــى اس ــاس‬
‫العدالة والتسامح واالحترام التام‬

‫اهم حقوق االنسان الساسية‬


‫‪ -1‬حق‬ ‫الحياة ‪:‬‬

‫يعد حق الحياة من اهم الحقوق التي يجب ان تتوفر للفرد ‪ ،‬وليس معنى هذا مجرد‬
‫الحياة وانما معناه حق الطمأنينة والدفاع عن النفس ‪ ،‬وكل الدول تبيح لرعاياها هذا‬
‫الحق عند الضرورة القصوى وفي حدود القانون ‪.‬وحق الحياة يشمل حق ممارسة بعض‬
‫الحريات الشخصية مثل حرية انتقال االنسان وحق استخدام مواهبه وحق تنظيم‬
‫معيشتة‪.‬‬
‫‪ -2‬حق امللكية‪:‬‬
‫يستند حق امللكية على اساس اخالقي اي انها ضرورية لتحقيق الهدف املعنوي للفرد‬
‫وبالتالي ضرورية لوجود االنسان ‪ ،‬لكن حق امللكية ليس حق مطلق فقد يتعارض حق‬
‫امللكية الخاصة مع مصلحة الدولة كما يحدث وقت الحروب او بسبب عقوبة قانونية‬
‫‪ -3‬حق التعاقد‬
‫وهو وجه من اوجه امللكية فاذا كان للفرد حق تملك شيئ يكون له حق التصرف فيه ايضا‬
‫‪ .‬والعقود ضرورية لكل املجتمعات فهي بسيطة كانت في املجتمعات البدائية لكنها تعقدت‬
‫مع تعقد الحياة في الدول الحديثة واكتسبت اهمية كبيرة النها اصبحت اساس جميع‬
‫االعمال االقتصادية‬
‫‪ -4‬حرية الكالم‬
‫ينشأ هذا الحق من طبيعة االنسان اذ ان القدرة على الكالم ضرورة لتكوين املجتمع لكن‬
‫ليس بشكل مطلق في اي وقت ومتى ما شاء الفرد بل يكون في حدود ال يتنافى مع الصالح‬
‫العام وليس من حق اي فرد ان يتهم فردا اخر وهي ما تسمى بتهمة ( القذف)وهي تهمة‬
‫تعاقب عليها معظم قوانين الدول في العالم‬

‫‪17‬‬
‫‪ -5‬حق الخصوصية‬
‫وهو حق االنسان في ان تحترم الحياة الخاصة ‪ ،‬وان تحفظ اسراره التي يجب ان ال‬
‫يطلع عليها االخرون ‪،‬مثل حماية حرمة املسكن ‪،‬وحرمة االتصاالت واملراسالت ‪.‬‬
‫‪ -6‬حق تكوين االسرة‬
‫العائلة هي االساس لوجود الجنس البشري لذلك وجب على الدولة ان تحافظ على‬
‫الحقوق العائلية ‪ .‬وهناك حقوق تتفرع من حق تكوين العائلة منها‬
‫حق الزواج ‪ ،‬حق الدفاع عن العالقات الزوجية ‪،‬وحق االبوين على االوالد ‪ ،‬وحقوق االوالد‬
‫على االبوين ‪ ،‬وحق امليراث ‪.‬‬
‫‪ -7‬حق التنقل ‪:‬‬
‫ً‬
‫يعنى امكانية تغي ــر االنسان مكانه تبعا ملشــيئته والذهاب والسفر داخل بلده والخروج‬
‫منه والعودة اليه ‪.‬‬
‫وحقوق اخرى منها حق تكوين الجمعيات لكن يجب ان تحافظ الدولة على نفسها من‬
‫خالل وضع قواعد عامة لتكوين الجمعيات الن الجمعيات تعيش في حماية الدولة والن‬
‫الدولة هي املسؤولة عن تحقيق رغبات الناس واستقرارهم‬
‫وحق العقيدة معظم الدول تاخذ بمبدأ حرية العقيدة لكن حق العبادة مقيد في بعض‬
‫الدول لكن لحرية العقيدة قواعد وقوانيين منها ان ال تكون منافية لالخالق ‪،‬وان ال يقوم‬
‫اهلها باعمال تعرض سالمة الدولة للخطر‪.‬‬
‫حقوق االنسان في العصر الحديث‬
‫شهدت حقوق االنسان في العصر الحديث نهضة بفضل عوامل منها السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والعلمية ‪ ،‬ومن ثم شهد التاريخ كثير من الثورات التحررية ‪،‬‬
‫فظهر بعض من العلماء الفالسفة في اوربا واستحدثوا االفكار الجديدة في التنمية والحقوق‬
‫والحريات ‪،‬مثل الفيلسوف االنكليزي (جون لوك توفي‪ )1704‬م الذي دافع عن القانون في‬
‫كتابه (الحكم املدني ) ‪ .‬وفي فرنسا اشتهر املفكر (مونتسكو ) وهو عالم اجتماع (توفي‬
‫‪1755‬م) والذي الف كتاب سماه (روح القوانيين) والذي انتقد بشدة الحكم املطلق ‪.‬‬
‫وحين دخل العالم في الربع االخير من القرن الثامن امليالدي شهد الغرب حدثين كان لهما‬
‫االثر الكبير في تحويل مجرى التاريخ في مجال حقوق االنسان هما‬

‫‪18‬‬
‫‪-‬الحدث االول ‪:‬كان بقيام ثورة الشعوب االمريكية ضد املستعمر االنكليزي واعالن‬
‫االستقالل االمريكي سنة ( ‪1776‬م )‬
‫‪-‬الحدث الثاني ‪ :‬وهو قيام الثورة الفرنسية ضد الحكم االمبراطوري ‪،‬واعالن حقوق‬
‫االنسان واملواطن سنة (‪1789‬م)وكانت ثورة ضد الظلم والستبداد وتم اعالن حقوق‬
‫االنسان واملواطن واعالن املبادئ االساسية الثالثة (الحرية – املساواة‪ -‬االخاء ) وتم تجديد‬
‫تلك املبادئ سنة (‪1793‬م)‬
‫وفي عام (‪ )1914‬شهد العالم الحرب العاملية االولى خلفت وراءها ماليين من‬
‫الضحايا ‪.‬‬
‫ثم تلتها الحرب العاملية الثانية عام (‪1939‬م) واستخدام فيها الدمار الشامل ضد املدنيين‬
‫ادت هذه االسلحة بكارثة بشرية في اليابان سنة (‪1945‬م) وانبثقت منها االمم املتحدة في‬
‫عام (‪1945‬م) ‪،‬ونتيجة لتلك الحروب ادرك العالم لحقيقة حقوق االنسان وتأسيس‬
‫الجمعيات وكتابة دستور لحماية االنسان واعطاءه الحرية ‪ ،‬وكذلك التعامل مع املجتمع‬
‫االنساني بعامل املساواة وعدم التمييز بين البشر‬

‫‪19‬‬
‫املصادر االساسية واالحتياطية لحقوق االنسان‬
‫تتكون مصادر حقوق االنسان من ثالثة مصادر رئيسية هي‬
‫املصدر الدولي واملصدر الوطني واملصدر الديني‪ ،‬وهناك مصدراحتياطي وهو يتمثل في االعالنات‬
‫واملواثيق الدولية وأحكام املحاكم واملنظمات واللجان الدولية املختصة بحقوق االنسان‪.‬‬
‫املصدر الدولي وهذا املصدر ينقسم الى مصدريين عالمي وأقليمي‪.‬‬ ‫أوال‪:‬‬
‫‪ -1‬املصدر العاملي وهو املصدر الذي يشمل املواثيق الدولية‪ ،‬وتنقسم هذه املواثيق من‬
‫خالل دورها الى مواثيق عامة ومواثيق خاصة‪.‬‬
‫أ‪ -‬املواثي ـ ـ ــق العام ـ ـ ــة‪ .‬وهـ ـ ــي تلـ ـ ــك املواثيـ ـ ــق التـ ـ ــي تكفـ ـ ــل معظـ ـ ــم حقـ ـ ــوق االنسـ ـ ــان كمـ ـ ــا انهـ ـ ــا‬
‫تعتبر بمثابة الشرعية العامة لحقوق االنسان‪.‬وان من ضمن هذه املواثيق ‪:‬‬
‫‪ -‬ميثاق األمم املتحدة للعام ‪1945‬‬
‫‪-‬العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية للعام ‪1966‬‬
‫‪-‬العهد الدولي للحقوق املدنية والسياسية للعام ‪1966‬‬

‫ب‪ -‬املواثيق الخاصة وهي تلك املواثيق التي تختص بأالنسان مثل الطفل واملراة والشيخ‬
‫واالشخاص املعوقين واملختلين عقليا وكذلك الالجىء‪.‬كما ان هذه املواثيق تختص بشكل‬
‫محدد في اتفاقات العمل ومنع التعذيب والرق والسخرة‪،‬كذلك لها سريان في حاالت‬
‫محددة مثل اتفاقات حقوق االنسان أثناء النزاعات املسلحة سواء كانت دولية اوأهلية‪.‬‬
‫‪– 2‬املصدر االقليمي‪ :‬وهواملصدر الذي يشمل مواثيق حقوق االنسان في املنظمات‬
‫االقليمية‪،‬أوتلك املواثيق التي تطبق تطبيقا اقليميا‪،‬وان مثل تلك املواثيق هي مواثيق‬
‫حقوق االنسان لدول مجلس اوروبا ومنظمة الدول االميركية ومنظمة الوحدة االفريقية‬
‫وجامعة الدول العربية‪.‬‬
‫نصوصا تكفل حقوق‬ ‫املصدر الوطني‪ :‬هوالذي يشمل الدساتير والتشريعات الوطنينة التي تتضمن‬ ‫ثانيا ‪:‬‬
‫االنسان‪.‬‬
‫املصدر الديني‪ :‬هذا املصدرمن املصادارألساسية التي تعتبرها الدول االسالمية من‬ ‫ثالثا‪-‬‬
‫املصادارالرئيسية دستوريا وتشريعا‪.‬وهو ايضا من املصادر االحتياطية عند الدول التي تلجأ الى‬
‫الشريعة االسالمية وذلك عند استنفاذ الوسائل التشريعة حينها يتم الرجوع اليه‪.‬أن جميع تلك‬
‫املصادر التي اسلفنا ذكرها تكمل بعضها بعضا وذلك لحماية حقوق االنسان‪ ،‬وان كل مصدر‬
‫‪20‬‬
‫له قواعد تعامل من أجل كفالة تلك الحقوق‪ ،‬فاملصدر الدولي العالمي واالقليمي له قواعده‬
‫العامة والخاصة للتعامل مع االنسان وكفالة حقوقه وحمايتها‪ ،‬وذلك من خالل حكومات الدول‬
‫ذاتها ويأتي هذا عن طريق أرتضائها بهذه املواثيق التي وقعتها وقامت على تصديقها‪.‬وهنا يتطلب‬
‫منها تطبيقها ألنها اصبحت تشريعات تعتبرعلى قدم املساواة مع القوانين الوطنية‪،‬كما انها‬
‫تدعم املصدر الوطني لحماية حقوق االنسان في تلك البلدان وذلك عندما تتضمن تلك الدساتير‬
‫نصوصا تكفل هذه الحقوق وتقوم على ترجمتها من خالل التشريعات الوطنية ومن خالل‬
‫نصوص واضحة تحمي االنسان وحقوقه‪ .‬كما أن القضاء العادل يسهم في حماية القانون‬
‫وحقوق االنسان وذلك بحرصه على استلهام روح الدستور ومنطق الحقوق االنسانية في‬
‫القوانين الوطنية واملواثيق الدولية‪.‬ثم تأتي آيات القرآن الكريم واالحاديث النبوية الشريفة التي‬
‫تكرم االنسان وترفع قدره وتصون حقوقه لتكون اساسا دستوريا وتشريعيا امام القاض ي في‬
‫الدول االسالمية التي تعتبر الشريعة قانونها االساس ي‪.‬‬

‫املصادر االحتياطية تضاف الى املصادرالرسمية لقانون حقوق االنسان وهذه املصادر تتمثل في‬
‫االعالنات الدولية وهذه القوانين التكتسب الصفة القانونية امللزمة مثل االتفاقات واملعاهدات‬
‫الدولية‪.‬‬

‫وقد اصدرت االمم املتحدة العديد من هذه االعالنات التي ثار خالف على قيمتها االلزامية‪،‬لكن هذه‬
‫املصادر لها قيمة معنوية وأدبية من أجل توجيه الدول واملنظمات الدولية‪.‬‬

‫وهي تشمل االعالن العالمي لحقوق االنسان للعام ‪ 1948‬ويعتبرمصدر احتياطيا ما يصدر‬

‫من أحكام وقرارات من املحاكم الدولية لحقوق االنسان او ما يصدر من اللجنة املختصة‬

‫بحمايةحقوق االنسان كاللجنة املعنية بحقوق اإلنسان املنبثقة من املعهد الدولي للحقوق املدنية‬

‫والسياسية ومقرها نيويورك وجنيف‪،‬وكذلك ما يصدر من قرارات عن وكاالت األمم املتحدة‬

‫املختصة بمسائل حقوق االنسان كالجمعية العامة ومجلس األمن واملجلس االقتصادي‬

‫واالجتماعي وغيرها من املنظات املتخصة ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫مصادر حقوق اإلنسان‬
‫لقد شهدت مسيرة تطور حقوق اإلنسان وحرياته األساسية عقبات كبيرة على مر الزمان‬
‫وال نريد أن نوغل في القدم ونتعرض إلى التاريخ وما فيه من إحداث مروعة أصابت اإلنسان في‬
‫كرامته وحقوقه وحرياته بقدر ما نريد التأكيد على حقيقة أساسية مفادها أن هذه الحقوق‬
‫والحريات قد نالت قدرا من االهتمام والعناية ولكن بدرجات متفاوتة سواء أكان ذلك على‬
‫صعيد القوانين الوطنية أو على صعيد املواثيق واإلعالنات واالتفاقيات الدولية‬
‫وإذا كانت مسألة أدراج حقوق اإلنسان في الدساتير الوطنية أو على صعيد املواثيق واإلعالنات‬
‫واالتفاقيات الدولية يعطيها قدر كبير من االحترام والحماية اال ان ذلك ال يعني ان تتنصل‬
‫الدول من التزاماتها الدولية في هذا املجال ذلك ان اتفاقيات حقوق االنسان الدولية‬
‫واالقليمية التي انضمت اليها الدول يتطلب منها ان تجعل تشريعاتهاالوطنية منسجمة مع‬
‫التزاماتها الدولية املنبثقة عن هذه االتفاقيات‬

‫وعلــى هــذا األســاس فــان هنالــك مصــادر وطنيــة لحقــوق اإلنســان تتمثــل فــي الدســاتير والتشــريعات‬
‫الداخليــة لل ــدول ومص ـ ــادر دولي ــة تتمث ــل ف ــي اإلع ـ ــالن العلم ــي لحق ــوق اإلنس ــان الص ــادرة ف ــي ع ــام (‬
‫‪ ) 1948‬واالتف ـ ـ ــاقيتين ال ـ ـ ــدوليتين الخاص ـ ـ ــتين ب ـ ـ ــالحقوق االقتص ـ ـ ــادية واالجتماعي ـ ـ ــة والثقافي ـ ـ ــة‬
‫والحقــوق املدنيــة والسياســية املعقــودتين ف ــي عــام ( ‪ )1966‬باإلضــافة إلــى‪ -‬البروتوكــول االختي ــاري‬
‫امللحق بالعهد الدولي للحقوق املدنية والسياسية ‪.‬‬

‫اوال ً‪ -‬املصادر الدولية لحقوق االنسان‬


‫لعــل مــن الســمات البــارزة التــي تمييــز ميثــاق األمــم املتحــدة عــن عهــد عصــبة األمــم هــي اهتمامــه‬
‫الواضح بحقوق اإلنسان وحرياته األساسـية وبالتـالي كـان امليثـاق أول معاهـدة دوليـة جماعيـة تقـر‬
‫بمبــدأ احتـرام هــذه الحقــوق والحريــات وتجعلــه ضــمن األهــداف التــي تسـ ى منظمــة األمــم املتحــدة‬
‫النجازهــا‪ ،‬أال أن املصــدر الــرئيس ألفكــار حقــوق اإلنســان فــي العــالم انمــا يتمثــل فــي اإلعــالن العــالمي‬
‫لحق ــوق اإلنسـ ــان والصـ ــادر عـ ــن الجمعيـ ــة العامـ ــة لألمـ ــم املتحـ ــدة فـ ــي عـ ــام ( ‪ ) 1948‬وفـ ــي عـ ــام (‬
‫‪ )1966‬اعتم ــدت األم ــم املتح ــدة اتف ــاقيتين دوليت ــين جس ــدتا الحق ــوق والحري ــات الت ــي ن ــادي به ــا‬
‫اإلعالن العـالمي وهمـا العهـد الـدولي للحقـوق االقتصـادية واالجتماعيـة والثقافيـة ‪ ،‬والعهـد الـدولي‬
‫الخـ ــاص بـ ــالحقوق املدني ـ ــة والسياسـ ــية مضـ ــافا إليه ـ ــا بروتوكـ ــول اختياريـ ــا الح ـ ــق بالعهـ ــد ال ـ ــدولي‬

‫‪22‬‬
‫الخــاص بــالحقوق املدني ــة والسياســية وتؤل ــف هــذه الوثــائق الثالث ــة مــع اإلع ــالن العــالمي لحق ــوق‬
‫اإلنسان مايعرف اليوم بالشرعة الدولية لحقوق اإلنسان ‪.‬‬

‫الجدير بالذكر بان حقوق اإلنسان لم تكتسب طابعها القانوني والدولي أال عند صدور اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان عن الجمعية العامة لألمم املتحدة في العاشر من كانون األول من عام‬
‫( ‪ )1948‬ويتضمن ديباجة وثالثون مادة ولو تمعنا في ديباجة اإلعالن نجد انها تشير إلى حقوق‬
‫اإلنسان في الحياة والحرية والكرامة املتأصلة في بني البشر وبحقوقهم الثابتة كأساس للحرية‬
‫والعدالة والسالم‬
‫املواثي ـ ـ ـ ـ ــق الدولي ـ ــة لحقـ ـ ـ ــوق االنس ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫‪-1‬ميثاق االمم املتحدة‬
‫صدر امليثاق عام (‪1945‬م)والذي نشأت بموجبه منظمة االمم املتحدة وقد اعطى ميثاق‬
‫االمم املتحدة عناية بحقوق االنسان ‪،‬وتولدت قناعات لدى كثير من الدول االعضاء بان‬
‫ما ورد في امليثاق ليس كافيا لتحقيق اهداف االمم املتحدة في تعزيز احترام حقوق‬
‫االنسان ‪ ،‬لذلك بادرت هيئة االمم املتحدة الصدار وثيقة خاصة تصاغ فيها حقوق‬
‫االنسان بشكل واضح ومبسط يفهمها الجميع اطلق عليها " االعالن العالمي لحقوق‬
‫االنسان "‬
‫‪-2‬االعالن العاملي لحقوق االنسان‬
‫اعتمد االعالن في عام (‪ )1948‬واصبح جزءا من القانون الدولي وهذه بعض ما جاء في البنود‬
‫ً‬
‫‪" -1‬يولد جميع الناس احرار متساوين في الكرامة والحقوق وقد وهبو عقال وضميرا وعليهم ان يعامل‬

‫بعضهم بعضا بروح االخاء "‬

‫ترد في املادة االولى من االعالن الفلسفة التي يقوم عليها االعالن وتعرف املادة بذلك‬
‫االفتراضين االساسين لالعالن على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ ‬ان الحق في الحرية واملساواة هو حق يولد مع الفرد وال يجوز التصرف فيه‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬نظرا الن االنسان كائن ذو عقل ووجدان فانه يختلف عن باقي املخلوقات على االرض ومن ثم له‬

‫حقوق وحريات ال تتمتع بها باقي املخلوقات االخرى‬

‫‪23‬‬
‫‪" -2‬لكل انسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات الواردة في هذا االعالن دون تميز ‪ ،‬كالتميز بسبب‬

‫العنصر او اللون او الجنس او اللغة او الدين او الرأي السياس ي"‬

‫وتنص هذه املادة على املبدأ االساس ي الخاص باملساواة وعدم التمييز فيما يتعلق بالتمتع بحقوق‬

‫االنسان والحريات االساسية وهي تؤكد بذللك حكم االمم املتحدة الذي ينص بان تعمل املنظمة على‬

‫تعزيز مراعاة تللك الحقوق والحريات للجميع بال تمييز بسبب العنصراو الجنس او اللون او الدين وتنص‬

‫املادة نفسها بصفه خاصة في الفقرة الثانية على ان االعالن ينطبق على جميع البلدان واالقاليم بغض‬

‫النظر عن مركزها ‪.‬‬

‫‪ " -3‬لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسالمة شخصية "‬

‫تعلـ ـ ـن ه ـ ــذه امل ـ ــادة ثالث ـ ــة حق ـ ــوق اساس ـ ــية ومترابط ـ ــة ه ـ ــي الح ـ ــق ف ـ ــي الحي ـ ــاة والح ـ ــق ف ـ ــي الحري ـ ــة والح ـ ــق ف ـ ــي‬

‫ام ـ ــان الف ـ ــرد عل ـ ــى شخص ـ ــه ‪ .‬وه ـ ــذه الحق ـ ــوق ض ـ ــرورية للتمت ـ ــع بس ـ ــائر الحق ـ ــوق االخ ـ ــرى املنص ـ ــوص عليه ـ ــا ‪،‬‬

‫وهـ ـ ــذه امل ـ ـ ــادة تشـ ـ ــكل الحجـ ـ ــر الزاويـ ـ ــة فـ ـ ــي االعـ ـ ــالن فه ـ ـ ــي تمت ـ ـ ــد لسلسـ ـ ــلة املـ ـ ــواد (‪ )21-4‬التـ ـ ــي تفصـ ـ ــل فـ ـ ــي‬

‫حقوق كل انسان فرد ‪.‬‬

‫وتنقسم الحقوق في االعالن الى قسمين‬

‫‪ ‬الحق ـ ــوق املدني ـ ــة والسياس ـ ــية وتمت ـ ــد م ـ ــن امل ـ ــواد (‪ )21-3‬مـ ــن االعـ ــالن وتش ـ ــمل حـ ــق الفـ ــرد ف ـ ــي الحي ـ ــاة والحري ـ ــة‬

‫واالم ـ ـ ـ ــان عل ـ ـ ـ ــى شخص ـ ـ ـ ــه والتح ـ ـ ـ ــرر م ـ ـ ـ ــن االس ـ ـ ـ ــترقاء واالس ـ ـ ـ ــتعباد وع ـ ـ ـ ــدم الخض ـ ـ ـ ــوع للتع ـ ـ ـ ــذيب وال للمعامل ـ ـ ـ ــة‬

‫القاسية او الالنسانية او الحاطه بالكرامة ‪.‬وحق الفرد بالتمتع بالشخصية القانونية ‪.‬‬

‫‪ ‬الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وتمتد من املادة (‪ )27-22‬وهي الحقوق التي تعتبر كل شخص‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫"بوصفه عضوا في املجتمع اهاللها "وتشمل الحق في الضمان االجتماعي والحق في العمل والحق في الراحة‬

‫واوقات الفراغ والحق في مستوى معيشة لضمان الصحة والرفاهية والحق في التعليم وحق املشاركة في حياة‬

‫املجتمع الثقافية ‪.‬‬

‫‪ ‬املواد الختامية التي تمتد من املادة (‪)30-28‬وتعترف لكل فرد في الحق في نظام اجتماعي ودولي يمكن ان تطبق‬

‫في ظله جميع الحقوق والحريات االساسية بشكل تام ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ثالثا‪ -‬العهدين الدوليين الخاصين بحقوق االنسان‬

‫‪ -3‬العهدين الدوليين الخاصين بجقوق االنسان‬


‫اصدرت الجمعية العامة لالمم املتحدة في عام (‪ )1966‬ثالثة صكوك دولية وهي‬

‫‪ ‬العهد الدولي الحاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬

‫‪ ‬العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية‬

‫‪ ‬البرتوكول االختياري امللحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية‬

‫وتشكل هذه الوثائق الثالثة الى جانب االعالن العالمي لحقوق االنسان الشرعية الدولية لحقوق االنسان‬

‫االع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالن العاملي لحقوق االنسان‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫املادة‪(( 1‬يولد جميع الناس أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق‪ ،‬وقد وهبوا عقال وضميرا‬
‫ً‬
‫وعليهم أن يعامل بعضهم بعضا بروح اإلخاء))‪.‬‬
‫لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا اإلعالن‪ ،‬دون أي تمييز‪ ،‬كالتمييز‬ ‫املادة‪2‬‬
‫بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياس ي أو أي رأي آخر‪ ،‬أو األصل‬
‫الوطني أو االجتماعي أو الثروة أو امليالد أو أي وضع آخر‪ ،‬دون أية تفرقة بين الرجال والنساء ‪.‬‬
‫وفضال عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياس ي أو القانوني أو الدولي لبلد‬
‫أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقال أو تحت الوصاية أو‬
‫غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة ألي قيد من القيود‬
‫لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسالمة شخصه‬ ‫املادة‪3‬‬
‫املادة ‪ 4‬اليجوز استرقاق أو استعباد أي شخص‪ ،‬ويحظر االسترقاق وتجارة الرقيق بكافة أوضاعهما‪.‬‬
‫املادة ‪ . 5.‬اليعرض أي إنسان للتعذيب وال للعقوبات أو املعامالت القاسية أو الوحشية أو الحاطة‬
‫بالكرامة‬
‫املادة‪ . 6.‬لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف بشخصيته القانونية‪.‬‬
‫‪ .‬كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة‪،‬‬ ‫املادة‪7.‬‬
‫كما أن لهم جميعا الحق في حماية متساوية ضد أي تميز يخل بهذا اإلعالن وضد أي تحريض‬
‫على تمييز كهذا‪.‬‬
‫املادة‪ . 8.‬لكل شخص الحق في أن يلجأ إلى املحاكم الوطنية إلنصافه عن أعمال فيها اعتداء على الحقوق‬
‫األساسية التي يمنحها له القانون‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ً‬
‫ال يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا‪.‬‬ ‫املادة‪9.‬‬
‫لكل إنسان الحق‪ ،‬على قدم املساواة التامة مع اآلخرين‪ ،‬في أن تنظر قضيته أمام محكمة‬ ‫املادة‪10.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مستقلة نزيهة نظرا عادال علنيا للفصل في حقوقه والتزاماته وأية تهمة جنائية توجه إليه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املادة ‪( 1 ) 11‬كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئا إلى أن تثبت إدانته قانونا بمحاكمة علنية تؤمن له فيها‬
‫الضمانات الضرورية للدفاع عنه‪.‬‬
‫) ‪( 2‬ال يدان أي شخص من جراء أداة عمل أو االمتناع عن أداة عمل إال إذا كان ذلك يعتبر‬
‫ً ً‬
‫جرما وفقا للقانون الوطني أو الدولي وقت االرتكاب‪ ،‬كذلك ال توقع عليه عقوبة أشد من تلك‬
‫التي كان يجوز توقيعها وقت ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫‪.‬ال يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسالته أو لحمالت‬ ‫املادة‪12.‬‬
‫على شرفه وسمعته‪ ،‬ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك‬
‫الحمالت‪.‬‬
‫املادة ‪ ( 1( 13‬لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة‬
‫‪ (2‬يحق لكل فرد أن يغادر أية بالد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه‪.‬‬
‫ً‬
‫املادة ‪ (1) 14‬لكل فرد الحق في أن يلجأ إلى بالد أخرى أو يحاول االلتجاء إليها هربا من االضطهاد‪.‬‬
‫(‪(2‬ال ينتفع بهذا الحق من قدم للمحاكمة في جرائم غير سياسية أو ألعمال تناقض أغراض‬
‫األمم املتحدة ومبادئها‪.‬‬
‫املادة ‪ (1) 15‬لكل فرد حق التمتع بجنسية ما‪.‬‬
‫ً‬
‫)‪ (2‬ال يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفا أو إنكار حقه في تغييرها‪.‬‬

‫املادة ‪ (1) 16‬للرجل واملرأة متى بلغا سن الزواج حق التزوج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس‬
‫أو الدين‪ ،‬ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحالله‪.‬‬
‫ً‬
‫)‪ (2‬ال يبرم عقد الزواج إال برض ى الطرفين الراغبين في الزواج رض ى كامال ال إكراه فيه‪.‬‬
‫)‪ (3‬األسرة هي الوحدة الطبيعية األساسية للمجتمع ولها حق التمتع بحماية املجتمع‬
‫والدولة‬
‫املادة ‪(1 ) . 17‬لكل شخص حق التملك بمفرده أو باالشتراك مع غيره‪.‬‬
‫ً‬
‫) ‪ ( 2‬ال يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفا‬
‫املادة ‪ 18‬لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين‪ ،‬ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو‬
‫عقيدته‪ ،‬وحرية اإلعراب عنهما بالتعليم واملمارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك‬
‫ً‬
‫سرا أم مع الجماعة‪.‬‬
‫املادة ‪ 19‬لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير‪ ،‬ويشمل هذا الحق حرية اعتناق اآلراء دون أي‬
‫تدخل‪ ،‬واستقاء األنباء واألفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫السلمية‪.‬‬ ‫املادة ‪ (1) . 20‬لكل شخص الحق في حرية االشتراك في الجمعيات والجماعات‬
‫)‪(2‬ال يجوز إرغام أحد على االنضمام إلى جمعية ما‪.‬‬
‫املادة ‪ (1) 21‬لكل فرد الحق في االشتراك في إدارة الشؤون العامة لبالده إما مباشرة وإما بواسطة‬
‫ً ً‬
‫ممثلين يختارون اختيارا حرا‪.‬‬
‫)‪ (2‬لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة في البالد‪.‬‬
‫)‪ ( 3‬إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة‪ ،‬ويعبر عن هذه اإلرادة‬
‫بانتخابات نزيهة دورية تجري على أساس االقتراع السري وعلى قدم‬
‫املساواة بين الجميع أو حسب أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت‪.‬‬
‫ً‬
‫امل ـ ـ ـ ــادة‪ 22‬لك ـ ـ ــل شـ ـ ـ ــخص بص ـ ـ ـ ــفته عض ـ ـ ـ ــوا فـ ـ ـ ــي املجتم ـ ـ ـ ــع الح ـ ـ ـ ــق فـ ـ ـ ــي الض ـ ـ ـ ــمانة االجتماعي ـ ـ ـ ــة وف ـ ـ ـ ــي أن‬
‫تحقـ ـ ـ ـ ــق بوسـ ـ ـ ـ ــاطة املجهـ ـ ـ ـ ــود القـ ـ ـ ـ ــومي والتعـ ـ ـ ـ ــاون الـ ـ ـ ـ ــدولي وبمـ ـ ـ ـ ــا يتفـ ـ ـ ـ ــق ونظـ ـ ـ ـ ــم كـ ـ ـ ـ ــل‬
‫دولـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ومواردهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا الحقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوق االقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادية واالجتماعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والتربويـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة التـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي الغنـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫عنها لكرامته وللنمو الحر لشخصيته‬
‫امل ـ ـ ـ ــادة‪ )1( 23.‬لك ـ ـ ــل ش ـ ـ ــخص الح ـ ـ ــق ف ـ ـ ــي العم ـ ـ ـ ــل‪ ،‬ولـ ـ ـ ــه حري ـ ـ ـ ــة اختي ـ ـ ـ ــاره بش ـ ـ ـ ــروط عادل ـ ـ ـ ــة مرض ـ ـ ـ ــية كم ـ ـ ـ ــا أن‬
‫له حق الحماية من البطالة‪.‬‬
‫)‪(2‬لكل فرد دون أي تمييز الحق في أجر متساو للعمل‪.‬‬
‫)‪ (3‬لك ـ ــل ف ـ ــرد يق ـ ــوم بعم ـ ــل الح ـ ــق ف ـ ــي أج ـ ــر ع ـ ــادل م ـ ــرض يكف ـ ــل ل ـ ــه وألس ـ ــرته عيش ـ ــة الئق ـ ــة‬
‫بكرام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة اإلنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان تض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاف إلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬عن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد الل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزوم‪ ،‬وس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائل أخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى للحماي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫)‪ (4‬لكل شخص الحق في أن ينش ئ وينضم إلى نقابات حماية ملصلحته‪.‬‬

‫املادة‪ 24.‬لكل شخص الحق في الراحة‪ ،‬وفي أوقات الفراغ‪ ،‬والسيما في تحديد معقول لساعات العمل وفي‬
‫عطالت دورية بأجر‪.‬‬

‫املادة‪) (1) 25.‬لكل شخص الحق في مستوى من املعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له‬
‫وألسرته‪ ،‬ويتضمن ذلك التغذية وامللبس واملسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات‬
‫االجتماعية الالزمة‪ ،‬وله الحق في تأمين معيشته في حاالت البطالة واملرض والعجز‬
‫والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة عن‬
‫إرادته‪.‬‬
‫)‪(2‬لألمومة والطفولة الحق في مساعدة ورعاية خاصتين‪ ،‬وينعم كل األطفال بنفس‬
‫الحماية االجتماعية سواء أكانت والدتهم ناتجة عن رباط شرعي أو بطريقة غير شرعية‪.‬‬
‫)‪ (1‬لكل شخص الحق في التعلم‪ ،‬ويجب أن يكون التعليم في مراحله األولى واألساسية على‬ ‫املادة‪26.‬‬
‫ً‬
‫األقل باملجان‪ ،‬وأن يكون التعليم األولي إلزاميا وينبغي أن يعمم التعليم الفني واملنهي‪ ،‬وأن‬
‫ييسر القبول للتعليم العالي على قدم املساواة التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ً‬
‫)‪(2‬يجب أن تهدف التربية إلى إنماء شخصية اإلنسان إنماء كامال‪ ،‬وإلى تعزيز احترام‬
‫اإلنسان والحريات األساسية وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب‬
‫والجماعات العنصرية أو الدينية‪ ،‬وإلى زيادة مجهود األمم املتحدة لحفظ السالم‪.‬‬
‫)‪(3‬لآلباء الحق األول في اختيار نوع تربية أوالدهم‪.‬‬
‫ً ً‬
‫املادة‪ (1) . 27‬لكل فرد الحق في أن يشترك اشتراكا حرا في حياة املجتمع الثقافي وفي االستمتاع بالفنون‬
‫واملساهمة في التقدم العلمي واالستفادة من نتائجه‪.‬‬
‫) ‪(2‬لكل فرد الحق في حماية املصالح األدبية واملادية املترتبة على إنتاجه العلمي املادة ‪.28‬لكل‬
‫فرد الحق في التمتع بنظام اجتماعي دولي تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات املنصوص عليها‬
‫ً‬
‫في هذا اإلعالن تحققا تاما‪.‬‬
‫املادة ‪ 28.‬لكل فرد الحق في التمتع بنظام اجتماعي دولي تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات املنصوص‬
‫ً‬
‫عليها في هذا االعالن تحققا تاما‬
‫ً‬
‫‪ .‬املادة ‪(1) 29.‬على كل فرد واجبات نحو املجتمع الذي يتاح فيه وحده لشخصيته أن تنمو نموا حرا‬
‫ً‬
‫كامال‪.‬‬
‫)‪ (2‬يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون فقط‪،‬‬
‫لضمان االعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترامها ولتحقيق املقتضيات العادلة للنظام العام‬
‫واملصلحة العامة واألخالق في مجتمع ديمقراطي‪.‬‬
‫)‪ (3‬ال يصح بحال من األحوال أن تمارس هذه الحقوق ممارسة تتناقض مع أغراض األمم‬
‫املتحدة ومبادئها‬
‫املادة ‪. 30‬ليس في هذا اإلعالن نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام‬
‫بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه‪.‬‬

‫القيمة القانونية لالعالن العاملي لحقوق االنسان‬


‫أن اإلعالنات واملبادي والقواعد التي تصدر عن الجمعية العامة لألمم املتحدة ال تتمتع‬
‫بصفة اإللزام القانوني للدول غير أن هذا األمر ال يعني تجريدها من أية قيمة أدبية أو معنوية في‬
‫هذا اإلطار خاصة عندما تنال موافقة وإجماع عدد كبير من الدول كما هو األمر بشان اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان يضاف إلى ذلك إن اإلعالن لم يصدر على شكل معاهدة دولية موقع‬
‫عليها من جانب الدول كون صياغة مواد اإلعالن جاءت بشكل عام مجرد ومجسد ملجموعة‬
‫مبادئ ليس لها في نظر بعض الفقهاء أية قيمة إلزامية وبغض النظر عن بعض االجتهادات‬
‫الفقهية التي حاولت إن تضفي شيا من اإللزام القانوني على مواد اإلعالن كونها أتت تطبيقا‬
‫لنص املادة (‪ ) 56‬من ميثاق األمم املتحدة وبالتالي فان اإلعالن يحظي بذات القيمة القانونية‬
‫‪28‬‬
‫امللزمة لهذه املادة هذا من جهة ومن جهة أخرى فان اإلعالن يعبر عن الرأي العام العالمي في‬
‫قضايا حقوق اإلنسان كما يمثل تفسيرا رسميا مليثاق منظمة األمم املتحدة ومن ثم أصبح‬
‫بمرور الزمن جزاءا من القانون الدولي العرفي ‪ .‬فإعالنات الجمعية العامة لألمم املتحدة قد‬
‫تكون بمثابة نقطة االنطالق لنشوء قواعد عرفية جديدة عندما تصادف شعورا بااللتزام بها‬
‫من جانب الدول وأخيرا فان اإلعالن العالمي يحمل قوة هائلة تفوق كثيرا التوصيات ويتمتع‬
‫بأهمية كبيرة واحترام من قبل الحكومات والشعوب على حد سواء ‪.‬‬
‫‪ -1‬حقوق اإلنسان التي تضمنها اإلعالن‬
‫‪ -1‬الحق ــوق املدني ــة والسياس ــية ‪ -:‬نج ــد أن امل ــواد ( ‪ )7 -3-2-1‬تش ــير ص ـراحة إل ــى ح ــق املس ــاواة‬
‫بين أي إنسـان وأخـر فـي الكرامـة واإلخـاء وعلـى ان النـاس يولـدون أحـرار متسـاوون فـي الكرامـة كمـا‬
‫أنهــم سواســية أمــام القــانون ولهــم الحــق فــي التمتــع بحمايــة متكافئــة دون أي تفرقــة تــذكر كمــا أن‬
‫له ــم الح ــق ف ــي حماي ــة متس ــاوية ض ــد أي تميي ــز وعل ــى ه ــذا األس ــاس ف ــان الن ــاس متس ــاوون أم ــام‬
‫القانون في الحقوق والواجبات وان لكل فرد الحق في الحيـاة والحريـة واألمـن الشخ ـ ي وضـرورة‬
‫إن تكــون املح ــاكم واح ــدة بالنس ــبة للجميــع وان يطب ــق الق ــانون عل ــى الجميــع دونم ــا تميي ــز بس ــبب‬
‫العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الـرأي السياسـ ي أو أي رأي أخـر أو األصـل الـوطني‬
‫أو االجتماعي أو الثروة أو امليالد أو أي وضع أخر ودون تفرقة بين الرجال والنساء ‪.‬‬

‫وتعد الحرية الشخصية من أهم الحقوق املدنية والسياسـية التـي يتمتـع بهـا الالفـرد حيـث ال‬
‫يمكــن أقــرار أي نــوع مــن الحريــات األخــرى مــا لــم تكــن الحريــة الشخصــية مصــانة ومعتــرف بهــا‬
‫ومـن حـق الفـرد أيضـا إن يتمتـع بـاألمن الشخ ـ ي او سـالمة شخصـه فـال يجـوز القـبض عليـة‬
‫بدون وجه حق او حبسه أو نفيـه االبوجـب القـانون وال يجـوز ان يتعـرض اإلنسـان ألي شـكل‬
‫م ــن إش ــكال التع ــذيب او أي ــة عقوب ــة قاس ـية أو مهين ــة أو منافي ــة لكرام ــة اإلنس ــان وم ــن حق ــه‬
‫أيضــا أن يتمتــع بجنســية دولــة معينــة كمــا ضــمن اإلعــالن حــق اإلنســان رجــال كــان أو امـرأة فــي‬
‫الزواج متى بلغ السن القانونية وتأسيس أسرة دون أية قيود أو موانع معينـة بسـبب الجـنس‬
‫أو الــدين ولهمــا حقــوق متســاوية عنــد الــزواج او إثنــاءه وعنــد انحاللــه بوفــاة او طــالق ‪.‬كــذلك‬
‫اق ــر اإلع ــالن ح ــق التمل ــك لك ــل ش ــخص بص ــورة منف ــردة او باالش ــتراك م ــع الغي ــر وع ــدم ج ــواز‬
‫تجريــد أي احــد مــن ملكــة بشــكل تعســفي ‪ .‬كمــا مــنح اإلعــالن حريــة التفكيــر والضــمير وكــذلك‬

‫‪29‬‬
‫حق حرية الرأي والتعبير وحق االشتراك فـي أدارة الشـؤون العامـة للـبالد وحـق تـولى الوظـائف‬
‫العامـة وان أرادة الشــعب هـي مصــدر ســلطة الحكومـة ويعبــر عــن هـذه اإلرادة بانتخابــات نزيهــة‬
‫دورية تجري على أساس االقتراع السري وعلى قدم املساواة بين الجميع ‪.‬‬

‫‪ -2‬الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬


‫أشــار اإلعــالن علــى طائفــة مــن الحقــوق االقتصــادية واالجتماعيــة والثقافيــة والتــي ينبغــي ان يتمتــع‬
‫بها كل فرد علي وجه هذه البسـيطة ومنهـا حـق فـي الضـمان االجتمـاعي ‪ ،‬وحقـه فـي العمـل واختيـاره‬
‫بشــروط عادلــة مرضــية وحــق فــي اجــر مســاوي للعمــل بمــا يكفــل لــه وألســرته عيشــة الئقــة بكرامــة‬
‫اإلنسـان كمــا لــه الحــق فــي مســتوي مــن املعيشـة يكفــي للمحافظــة علــى صــحته ورفاهيتــه ويتضــمن‬
‫ذلـ ــك الغـ ــذاء وامللـ ــبس واملسـ ــكن والعنايـ ــة الطبيـ ــة وتـ ــامين معيشـ ــته فـ ــي حـ ــاالت البطالـ ــة واملـ ــرض‬
‫والعجــز والترمــل والشــيخوخة وغيــر ذلــك مــن فقــدان وســائل العــيش نتيجــة لظــروف خارجــة عــن‬
‫ارات ــة كم ــا ض ــمن لك ــل ش ــخص الح ــق ف ــي التعل ــيم إلزامي ــا ومجاني ــا وخاص ــة ف ــي مراح ــل األول ــى وان‬
‫ييســر القبــول لــه فــي التعلــيم العــالي علــى قــدم املســاواة التامــة للجميــع وعلــى أســاس الكفــاءة ولــه‬
‫الحق بالتمتع بالفنون واملساهمة في التقدم العلمي واألدبـي والفنـي إمـا املـادة التاسـعة والعشـرون‬
‫فقــد أفــردت بعــض الواجبــات والقيــود التــي يجــب علــى الفــرد أن يؤديهــا ويلتــزم بهــا تجــاه مجتمعــه‬
‫عنــدما يمــارس حقوقــه املنــوه عنهــا ســابقا حيــث بــين فقرتهــا األولــى بــان علــى كــل فــرد واجبــات نحــو‬
‫املجتمع الذي يتاح فيه وحده لشخصيته أن تنمو نموا حرا كامال ‪.‬‬
‫وبع ــد اس ــتعرض مـ ــواد اإلع ــالن الع ــالمي لحقـ ــوق اإلنس ــان يتب ــين لنـ ــا أن بع ــض م ــواد اإلعـ ــالن‬
‫ص ــيغت بش ــكل واض ــح وص ــريح وال يثيـ ـر أي ل ــبس أو غم ــوض بينم ــا ن ــرى أن م ــواد أخ ــرى في ــه ق ــد‬
‫اعتراه ــا الغم ــوض واإلبه ــام ‪.‬كم ــا أن جمي ــع م ــا ورد ف ــي ه ــذا اإلع ــالن يتف ــق م ــع إحك ــام الش ــريعة‬
‫اإلســالمية باســت ناء مــا جــاء بــنص املــادة ( ‪ )18‬فيــه والتــي أعطــت الشــخص الحــق فــي تغيــر ديانتــه‬
‫وعقيدته فهذا أصبح بشكل عام ولكن املسلم ال يجوز له ان يغير ديانته وعقيدته ‪.‬‬

‫‪ -‬كما ان اإلعالن يمتاز عما سبقه من وثائق بشموليته وعامليته فقد جاء بعد حربين عامليتين‬
‫جلبتا على على العالم مرتين إحزانا يعجز عنها الوصف كما عبرت ذلك ديباجة ميثاق األمم‬
‫املتحدة يضاف إلى ذلك بان الحقوق التي عددها اإلعالن العالمي سواء ما تعلق منها بحق‬
‫اإلنسان في الحياة والحرية واملساواة والكرامة واالعتقاد هي جميعها حقوقا فردية وليست‬

‫‪30‬‬
‫حقوقا جماعية اذ أن الحقوق الجماعية للشعوب تم إيرادها في مواثيق إعالنات أخرى مثل حق‬
‫تقرير املصير للشعوب والحق في احترام سيادة الدولة ‪.‬‬

‫املنظمات غير الحكومية املدافعة عن حقوق االنسان‬


‫وهي تجمعات او منظمات غير حكومية اتخذت االنسان محور لنشاطاتها وفعالياتها وهدفا اسمى في عملها‬
‫وكرست ادبياتها وبرامجها للدفاع عن حقوقه وصون كرامته وحفظ انسانيته وهي ‪.‬‬
‫‪ -1‬منظمة اطباء بال حدود‪.‬‬
‫‪ -2‬منظمة العفو الدولية ‪.‬‬
‫‪ -3‬اللجنة الدولية للصليب االحمر ‪.‬‬
‫‪ -4‬املنظمة العربية لحقوق االنسان‪.‬‬
‫‪ -5‬منظمة صحفيون بال حدود ‪.‬‬
‫‪ -6‬منظمة مراقبة حقوق االنسان‪.‬‬
‫‪ -7‬منظمة غوث لالجئين ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ -‬العهدان الدوليان الخاصان بحقوق االنسان‬


‫واصلت الجمعية العامة لألمم املتحدة جهودها الحثيثة في مجال حقوق اإلنسان فقد‬
‫اعتمدت اتفاقية منع جريمة إبادة الجنس البشري واملعاقبة عليها عام ( ‪ )1948‬ثم االتفاقيتين‬
‫الدوليتين للحقوق املدنية والسياسية والحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية عام (‬
‫‪ )1966‬ودخلتا حيز التنفيذ عام ( ‪ ) 1976‬وكان هدف الجمعية العامة لألمم املتحدة من هاتين‬
‫االتفاقيتين التأكيد على مبادئ معينة منها تحرير الشعوب من االستعمار ‪ ،‬تحريم االسترقاق‬
‫والتمييز العنصري ‪ ،‬وتعزيز الحريات العامة وصيانتها من اضطهاد الحكومات وتقرير حماية‬
‫خاصة لبعض الفئات كالطفل واألمراء ة والعجزة‬
‫اوال –العهد الدولي للحقوق املدنية والسياسية‬
‫لقد اعتمـد ت الجمعيـة العامـة لالمـم املتحـدة العهـد الـدولي الخـاص بـالحقوق املدنيـة والسياسـية‬
‫بموج ـ ـ ــب قراره ـ ـ ــا ذي الع ـ ـ ــدد(‪)2200‬امل ـ ـ ــؤر ف ـ ـ ــي ‪1966/12/16‬وق ـ ـ ــد اقرت ـ ـ ــه الجمعي ـ ـ ــة باغلبي ـ ـ ــة‬
‫ً‬ ‫(‪)106‬اصوات وبدون اعتراض احد َ‬
‫وعد نافذا في ‪1976/3/23‬‬
‫يس ـ ـ ى العهـ ــد الـ ــى تعزيـ ــز وحمايـ ــة الحقـ ــوق التاريخيـ ــة املدنيـ ــة والسياسـ ــية التـ ــي هـ ــي اسـ ــاس المـ ــن‬
‫ورخاءاالنس ــان اينم ــا وج ــد دونم ــا تفرق ــه ب ــين الرج ــال والنس ــاء ف ــي ه ــذا الص ــدد ويع ــاب عل ــى ه ــذا‬

‫‪31‬‬
‫البعه ــد ان ــه ل ــم يتض ــمن ف ــي عنون ــه ح ــول الحق ــوق املدني ــة والسياس ــية كلم ــة ق ــانوني وبه ــذا يض ــع‬
‫حقوقا قانونية معينة في خانة الحقوق املدنية‬

‫‪32‬‬

You might also like