‫الذكاء االصطناعي‬

‫إعداد‪:‬‬
‫مركز البحوث والمعلومات‬

‫‪2021‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫قائمة المحتويات‬

‫المقدمة ‪03.....................................................................................................................................................‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة ‪04..............................................................................................................................‬‬
‫ماهية الذكاء االصطناعي ‪05..........................................................................................................................‬‬
‫مجاالت وتطبيقات الذكاء االصطناعي ‪05......................................................................................................‬‬
‫الروبوت والخدمات الذكية أبرز مجاالت الذكاء الصطناعي ‪06.......................................................................‬‬
‫دوافع توجه المملكة لتفعيل الذكاء االصطناعي‪06..................................................................................‬‬
‫القمة العالمية للذكاء االصطناعي ‪07..........................................................................................................‬‬
‫آليات المملكة لتفعيل الذكاء االصطناعي ‪08.............................................................................................‬‬
‫استراتيجية المملكة للذكاء االصطناعي ‪09.................................................................................................‬‬
‫انجازات المملكة في مجال الذكاء االصطناعي ‪13.......................................................................................‬‬
‫التوجهات المستقبلية للمملكة بمجال الذكاء االصطناعي ‪14................................................................‬‬
‫االنعكاسات االقتصادية على المملكة عند تفعيل تقنيات الذكاء االصطناعي ‪14...................................‬‬
‫المراجع ‪15........................................................................................................................................................‬‬

‫‪02‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫المقدمة‬
‫يمثل الذكاء االصطناعي أهم مخرجات الثورة الصناعية الرابعة لتعدد استخداماته في المجاالت العسكرية‬
‫والصناعية واالقتصادية والتقنية والتطبيقات الطبية والتعليمية والخدمية‪ ،‬ويتوقع له أن يفتح الباب البتكارات‬
‫ال حدود لها وأن يؤدي إلى مزيد من الثورات الصناعية بما يحدث تغييرا جذريا في حياة االنسان‪ ،‬إذ مع التطور‬
‫التكنولوجي الهائل والمتسارع وما يشهده العالم من تحوالت في ظل الثورة الصناعية الرابعة سيكون الذكاء‬
‫الصناعي محرك التقدم والنمو واالزدهار خالل السنوات القليلة القادمة‪ ،‬وبإمكانه وما يستتبعه من ابتكارات أن‬
‫يؤسس لعالم جديد قد يبدو اآلن من دروب الخيال‪ ،‬ولكن البوادر الحالية تؤكد على أن خلق هذا العالم بات قريبا‬
‫وقد اعتادت المملكة العربية السعودية عدم انتظار المستقبل‪ ،‬بل الدخول إليه والتنافس على تقنياته واستباق‬
‫تحدياته ووضع الحلول الناجحة لها‪ ،‬وهذا ما يفسر توجه الدولة الحثيث نحو االستثمار في تفعيل تقنيات الجيل‬
‫الرابع من الثورة الصناعية وعلى رأسها الذكاء االصطناعي لتحقيق أهدافها التنموية الطموحة باعتباره لغة‬
‫المستقبل التي ال محيد عن إدراك أبجدياتها والقضاء على أميته‪ ،‬واعتماد العديد من القطاعات االقتصادية مثل‬
‫الصحة والتعليم والخدمات والقطاعات الحيوية األخرى عليه‪ ،‬فضال عن الفرص االقتصادية الكبيرة التي يوفرها‬
‫للكثير من القطاعات االقتصادية بالدولة‪ ،‬وقدرته على تحقيق أرباح طائلة مع تطبيق استخداماته واالعتماد على‬
‫ما يقدمه من معلومات واستشارات دقيقة‪ ،‬وتأثيراته اإليجابية في تقليل االعتماد على العنصر البشري والعمالة‪،‬‬
‫مما يرفع جودة المنتجات ويقلل من اإلنفاق ‪ .‬ولتعزيز تطوير وتسريع تفعيل تطبيقات الذكاء االصطناعي على‬
‫كافة المستويات الحكومية والخاصة‪ ،‬انتهجت الدولة العديد من اآلليات ومنها تنمية وتطوير الكفاءات العلمية‬
‫المتخصصة والقدرات المحلية في مجال الذكاء االصطناعي‪ ،‬وتدريب موظفي الحكومة من خالل إشراكهم في‬
‫دورات متخصصة في علم البيانات‪ ،‬وخلق ثقافة الذكاء االصطناعي لدى فئات المجتمع لتسهيل انتشار استخدام‬
‫التطبيقات التي تعتمد على هذه التقنيات وخلق المواطن الرقمي القادر على التعامل معها‪ ،‬وتعزيز تضافر‬
‫جهود المؤسسات الحكومية والتعليمية واإلعالمية للتوعية بأساسيات هذا المجال‪ ،‬وأطلقت المملكة العربية‬
‫السعودية ممثلة بالهيئة السعودية للبيانات والذكاء الصطناعي «سدايا»‪ -‬االستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء‬
‫محوري في رسم مستقبل البيانات والذكاء االصطناعي‬ ‫دور‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫االصطناعي «نسدي»‪ ،‬التي تتطلع من خاللها إلى لعب ٍ‬
‫على مستوى المملكة العربية السعودية والعالم‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫الثورة الصناعية الرابعة‬

‫قامت الثورة الصناعية الرابعة على أسس وقواعد الثورة الصناعية الثالثة المتمثلة في تطور تكنولوجيا الكمبيوتر‬
‫واإلنترنت‪ ،‬وتعتمد على ربط ودمج العلوم الفيزيائية أو المادية باألنظمة الرقمية والبيولوجية في عمليات‬
‫ً‬
‫إلكترونيا‪ ،‬أي آالت ذكية متصلة باإلنترنت‪ ,‬وسبق الثورة‬ ‫التصنيع‪ ،‬أو بمعنى آخر هي أنظمة آالت يتم التحكم فيها‬
‫الصناعية الرابعة ثالث ثورات صناعية األولى من ‪ 1760‬المحرك البخاري‪ ،‬والثانية بدأت في نهاية القرن ال ‪ 19‬واستمرت‬
‫حتى أوائل القرن ال ‪ 20‬مدعومة بالكهرباء‪ ،‬والثالثة ظهرت في الستينات من القرن نفسه عبر الحوسبة الرقمية‬
‫والكمبيوترات المركزية ثم الشخصية واإلنترنت لتصل إلى ذروة تطبيقاتها في الذكاء االصطناعي والتكنولوجيا‬
‫الحيوية والطباعة ثالثية األبعاد والثورة بمجال التواصل االجتماعي والعالم الرقمي)‪ .‬وكانت ألمانيا المبادرة إلى‬
‫إطالق الثورة الصناعية الرابعة عبر أتمتة الصناعة وتقليل األيدي العاملة لديها بحيث يقتصر الدور البشري على‬
‫المراقبة والتدقيق‪ ،‬ويشترط في الوصول إلى ذلك وجود قدرات علمية يتم توظيفها في امتالك البنية التقنية‬
‫والرقمية المتطورة‪ .‬كانت بداية الثورة الصناعية الرابعة في مطلع القرن الحالي ال ‪ 21‬معتمدة على الثورة الرقمية‬
‫واإلنترنت المتحرك‪ ،‬والطباعة ثالثية األبعاد‪ ،‬والذكاء االصطناعي‪ ،‬والتقنيات الرقمية واألنظمة الذكية‪ ،‬والمركبات‬
‫ذاتية الحركة وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية‪ ،‬وعلوم المواد وتخزين الطاقة‪ ،‬والحوسبة الكمية‪ ،‬وحرس‬
‫الحدود اآللي‪ ،‬والكمبيوترات شديدة البراعة التي بإمكانها كتابة القصص ومنافسة خيال رواد الروايات‪.‬‬

‫ومن أهم ايجابيات الثورة الصناعية الرابعة‪:‬‬

‫‪1 .‬تحقيق معدالت عالية من التنمية االقتصادية واالجتماعية واإلنسانية‪.‬‬
‫‪2.‬تحسين ورفع مستوى الرعاية الصحية لإلنسان‪.‬‬
‫‪3 .‬اختصار الكثير من الوقت في عملية التطور‪ ،‬وتعميم منجزاتها على العالم‪.‬‬
‫‪4.‬خفض تكلفة اإلنتاج وتأمين خدمات ووسائل نقل واتصال ذات كفاءة عالية وثمن أقل‪.‬‬

‫ومن أهم سلبيات الثورة الصناعية الرابعة‪:‬‬

‫‪1 .‬هيمنة الشركات الكبرى على اإلنتاج الصناعي واضمحالل دور الشركات المتوسطة والصغيرة‪.‬‬
‫‪2.‬اتساع نطاق البطالة حيث أن أتمته الصناعة والتطور التكنولوجي السريع من شأنها تقليص فرص العمل‬
‫بنسبة ‪ ،%50‬تمس الفئات الوسطى والدنيا أو أصحاب “ الوظائف البسيطة “ التي ال تحتاج إلى خبرات علمية‬
‫وتقنية عالية‪.‬‬
‫‪3 .‬تحقق عدم المساواة واتساع الفجوة بين األغنياء والفقراء‪.‬‬
‫‪4.‬تفرض تحديات غير مسبوقة على المجتمعات البشرية ومن أمثلتها ما يلي‪:‬‬
‫تشترط إعادة هيكلة اقتصادية شاملة‪.‬‬
‫تلحق بالهيكلة االقتصادية الشاملة بالضرورة هيكلة اجتماعية وسياسية‪ ،‬ألن تحقيق أهداف «الثورة‬
‫الصناعية الرابعة» يتطلب بنية اقتصادية واجتماعية وسياسية متطورة‪ ،‬بما تواءم مع المضمون الجديد‬
‫الذي تفرضه هذه «الثورة» لمفهوم التنمية الشاملة والمستدامة‪.‬‬
‫تحمل نتائج تغير القيم الثقافية‪ ،‬التي ستفرض على هامش «الثورة الصناعية الرابعة»‪ .‬ولمواكبة الثورة‬
‫الصناعية الرابعة وتغيراتها المتسارعة أدركت المملكة الدور المطلوب منها‪ ،‬وقامت بإطالق االستراتيجية‬
‫الوطنية للبيانات والذكاء االصطناعي ُ‬
‫«نسدي»‪ ،‬لتعزيز مسيرتها وترسيخ مكانتها العالمية‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫ماهية الذكاء االصطناعي‬

‫لمعرفة ماهية الذكاء االصطناعي يتعين أوال تحديد المقصود بالذكاء االنساني‪ ،‬فهو الذي يرتبط بالقدرات‬
‫العقلية مثل القدرة على التكيف مع ظروف الحياة واالستفادة من التجارب والخبرات السابقة والتفكير والتحليل‬
‫والتخطيط وحل المشاكل واالستنتاج السليم واالحساس باآلخرين‪ ،‬باإلضافة إلى سرعة التعلم واستخدام ما تم‬
‫تعلمه بالشكل السليم والمفيد‪.‬‬
‫أما الذكاء االصطناعي فهو محاكاة لذكاء االنسان وفهم طبيعته عن طريق عمل برامج للحاسب اآللي قادرة‬
‫على محاكاة السلوك االنساني المتسم بالذكاء‪ ،‬ويوجد الذكاء االصطناعي حاليا في كل مكان حولنا‪ ،‬بداية من‬
‫السيارات ذاتية القيادة والطائرات المسيرة بدون طيار وبرمجيات الترجمة أو االستثمار وغيرها الكثير من التطبيقات‬
‫المنتشرة في الحياة‪.‬‬

‫مجاالت وتطبيقات الذكاء االصطناعي‬

‫يستخدم الذكاء االصطناعي في العديد من المجاالت العسكرية والصناعية واالقتصادية والتقنية والطبية‬
‫والتعليمية والخدمية األخر‪ .‬ومن بين أهم تطبيقاته ما يلي‪:‬‬
‫السيارات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار‪.‬‬
‫االنسان اآللي (الروبوت) وهو جهاز ميكانيكي مبرمج للعمل مستقال عن السيطرة البشرية‪ ،‬ومصمم ألداء‬
‫األعمال وانجاز المهارات الحركية واللفظية التي يقوم بها اإلنسان‪ ،‬فضال عن استخداماته األخرى المتعددة‬
‫بالمفاعالت النووية وتمديد األسالك وإصالح التمديدات السلكية التحت أرضية واكتشاف األلغام وصناعة‬
‫السيارات وغيرها من المجاالت الدقيقة‪.‬‬
‫التحكم الالخطي كالتحكم بالسكك الحديدية‬
‫األجهزة الذكية القادرة على القيام بالعمليات الذهنية كفحص التصاميم الصناعية‪ ،‬ومراقبة العمليات‬
‫واتخاذ القرار‪.‬‬
‫المحاكاة المعرفية باستخدام أجهزة الكمبيوتر الختبار النظريات حول كيفية عمل العقل البشري‬
‫والوظائف التي يقوم بها كالتعرف على الوجوه المألوفة واألصوات أو التعرف على خط اليد ومعالجة‬
‫الصور واستخالص البيانات والمعلومات المفيدة منها وتفعيل الذاكرة‪.‬‬
‫التطبيقات الحاسوبية في التشخيص الطبي بالعيادات والمستشفيات واجراء العمليات الجراحية‪.‬‬
‫برامج الذكاء االصطناعي في تحليل البيانات االقتصادية كالبورصة وتطوير أنظمة تداول األسهم‬
‫برامج األلعاب كألعاب الشطرنج وألعاب الفيديو‪.‬‬
‫عناقيد جوجل البحثية على جهاز الحاسوب عبر اإلنترنت‪.‬‬
‫التطبيقات الخاصة بتعلم اللغات الطبيعية المختلفة وقواعد فهم اللغات المكتوبة والمنطوقة آليا‬
‫ً‬
‫مسبقا‪ ،‬وأنظمة الترجمة اآللية للغات بشكل فوري‪.‬‬ ‫والرد على األسئلة بإجابات مبرمجة‬
‫األنظمة الخبيرة التي تستطيع أداء مهام بطريقة تشبه طريقة الخبراء وتساعدهم على اتخاذ قراراتهم‬
‫بدقة اعتمادا على جملة من العمليات المنطقية للتوصل إلى قرار صحيح أو جملة من الخيارات المنطقية‪،‬‬
‫ويعد هذا أكثر وأهم اهتمامات الذكاء االصطناعي في الحاضر والمستقبل‪.‬‬
‫خدمات المنازل الذكية‪ ،‬واألسلحة ذاتية العمل‪ ،‬والهواتف‪ ،‬وأجهزة التلفاز‪ ،‬ومئات التطبيقات األخرى‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫الروبوت والخدمات الذكية أبرز مجاالت الذكاء الصطناعي‬

‫يعد الذكاء االصطناعي أحد أنواع العلوم الحديثة التي انتشرت على نطاق واسع في اآلونة األخيرة‪ ،‬وقد دخل في‬
‫كثير من المجاالت الصناعية والبحثية‪ ،‬وعلى رأسها الروبوت والخدمات الذكية للحكومات والشركات‪ .‬ويعرف الذكاء‬
‫االصطناعي بأنه أحد فروع علم الحاسوب‪ ،‬وهو ذلك السلوك وتلك الخصائص التي تعتمد عليها البرامج الحاسوبية‬
‫المختلفة‪ ،‬وتتماشى مع القدرات الذهنية البشرية في األعمال المختلفة‪ ،‬ومن أهم تلك القدرات قدرة اآللة على‬
‫التعليم واتخاذ القرارات الصحيحة‪.‬ويكتسب الذكاء االصطناعي المعلومات عن طريق الممارسات العملية‪ ،‬كما أنه‬
‫قادر على التمييز بين القضايا المتعددة بشكل دقيق‪ ،‬ومن أهم قدرات الذكاء االصطناعي استجابته للمتغيرات‪،‬‬
‫وتميزه بالمرونة وسرعة رد الفعل في جميع المواقف‪.‬والذكاء االصطناعي يتمتع بقدرته على اإلدراك الحسي‪،‬‬
‫وبالتالي اتخاذ القرارات بشكل سليم‪ ،‬اعتمادا على دراسة جميع االحتماالت وإتقان نتائجها‪ ،‬ومن ثم اختيار أفضل‬
‫القرارات التي تؤدي إلى النتائج المطلوبة‪ .‬ويمكن القول بأن الذكاء االصطناعي بدأ مع تطوير بعض البرامج‬
‫الحاسوبية المختلفة‪ ،‬وعلى رأسها برامج لعبة الشطرنج‪ ،‬حينما قام العالم كلود شانون برسم خوارزمية تؤهل‬
‫الحاسوب للعب الشطرنج وتوقع كل احتماالت تحرك الالعب اآلخر‪ .‬ويدخل الذكاء االصطناعي في جميع المجاالت‬
‫التقنية التي تحتاج إلى التفكير المنطقي والمعرفة والتخطيط واإلدراك االفتراضي القائم على تطبيق النظريات‬
‫واختيار الحلول الصحيحة‪.‬‬

‫دوافع توجه المملكة لتفعيل الذكاء االصطناعي‬

‫انطالقا من حرص القيادة الرشيدة على تحقيق السبق والريادة في كافة مجاالت التنمية فقد اعتادت عدم انتظار‬
‫المستقبل‪ ،‬بل الدخول إليه والتنافس على تقنياته واستباق تحدياته ووضع الحلول الناجعة لها‪ ،‬وهذا الذي يفسر‬
‫توجه الدولة الحثيث نحو تقنيات الجيل الرابع من الثورة الصناعية والمتمثلة في الذكاء االصطناعي‪ ،‬الذي يعد‬
‫لغة المستقبل التي ال محيد عن إدراك أبجدياته والقضاء على األمية فيه‪ ،‬انطالقا من اعتماد الصحة والتعليم‬
‫والخدمات والقطاعات الحيوية األخرى عليه‪.‬‬
‫ومن ثم اتجهت الدولة إلى تنمية وتطوير الكفاءات العلمية المتخصصة والقدرات المحلية في مجال الذكاء‬
‫االصطناعي‪ ،‬وتنظيم دورات تدريبية متخصصة لموظفي الحكومة في علم البيانات‪ ،‬وخلق ثقافة الذكاء‬
‫االصطناعي لدى فئات المجتمع لتسهيل انتشار استخدام التطبيقات التي تعتمد على هذه التقنيات وخلق‬
‫المواطن الرقمي القادر على التعامل معها عبر تضافر الجهود بين المؤسسات الحكومية والتعليمية واإلعالمية‬
‫للتوعية المجتمعية بأساسيات هذا المجال‪ ،‬مع إنشاء مراكز بحثية تساهم في تطوير القطاعات المختلفة بالدولة‬
‫وتأهيلها الستقبال ضرورات الذكاء االصطناعي‪.‬‬

‫ومن بين أهم دوافع المملكة للتوجه لتفعيل الذكاء االصطناعي في قطاعاتها االقتصادية االنتاجية‬
‫والخدمية ما يلي‪:‬‬
‫أن قطاع الصناعة يعتبر من القطاعات االقتصادية الرئيسية الهامة على مستوى المملكة باعتبارها تتجه‬
‫بقوة لتفعيل سياسة تنويع مصادر الدخل‪ ،‬وبالتالي فان هذ القطاع يؤثر على مكانة الدولة االقتصادية‬
‫وهذا يتطلب رفد هذا القطاع الحيوي الهام بمخرجات الثورة الصناعية الرابعة وأبرزها تقنيات الذكاء‬
‫االصطناعي‪.‬‬
‫يمثل الذكاء االصطناعي ضــرورة نظرا العتماد قطاعات الصحة والتعليم والخدمات عليه‪ ،‬كما سيخدم‬

‫‪06‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫قطاعات حيوية أخرى مثل النقل من خالل الطائرات من دون طيار والسيارات ذاتية الحركة والتاكسي الطائر‬
‫والمترو وكافة وسائل النقل البرية والبحرية‪.‬‬
‫أصبح الذكاء االصطناعي سريع التطور بجميع مجاالت الحياة كالصحة لقدرته على مساعدة الكادر الطبي‬
‫في تشخيص وعالج األمراض ووصف األدوية واجراء الجراحات والوصول بشكل أفضل لملفات المريض باألوامر‬
‫الصوتية‪ ،‬كما يمكن المرضى من خالله حجز المواعيد‪.‬‬
‫هناك إمكانية لتعليم وتطوير الذات من خالل برامج الذكاء االصطناعي كآالت التعليم والمنطق والتصحيح‬
‫الذاتي والبرمجة الذاتية‪.‬‬
‫يسهم الذكاء االصطناعي في تقديم االستشارات القانونية وتحقيق التعليم التفاعلي كما يستخدم في‬
‫المجاالت األمنية والعسكرية‪.‬‬
‫يخفف الذكاء االصطناعي على اإلنسان المشاق واألعمال الخطرة مثل أعمال االستكشاف وعمليات اإلنقاذ‬
‫أثناء الكوارث الطبيعية التي تحتاج الى قوة عضلية‪.‬‬
‫من الممكن استخدام الذكاء االصطناعي في األنظمة الخبيرة التي تستند على قواعد معرفة وتكنولوجيا‬
‫التعرف على الوجه‪.‬‬
‫نظام التعليم سيتغير كمفهوم وكنتيجة لتطبيق مبادئ الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬حيث سيتركز على‬
‫التعليم الحسي ليلبي متطلبات قطاع الصناعة والذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫الذكاء االصطناعي لدية القدرة على توفير فرص عمل جديدة واتاحة الخدمات بتكلفة رخيصة‪ ،‬والمساهمة‬
‫في حفظ األمن‪ ،‬كما يتيح أليات وحلول لمواجهة التحديات ومنها الجريمة االلكترونية‪.‬‬

‫القمة العالمية للذكاء االصطناعي‬

‫عقدت القمة العالمية للذكاء االصطناعي‪ ،‬والتي نظمتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء االصطناعي (سدايا)‬
‫في يومي ‪ 22-21‬أكتوبر ‪,2020‬حيث كانت منصة عالمية بارزة تجمع صناع القرار والخبراء والمختصين واألكاديميين‬
‫في القطاعات الحكومية والخاصة من مختلف أنحاء العالم‪ ,‬بما في ذلك الشركات التقنية الرائدة والمستثمرين‬
‫ورجال األعمال‪ ,‬تحت شعار «الذكاء االصطناعي لخير البشرية»‪.‬‬
‫وكانت القمة بمثابة فرصة فريدة الستكشاف ما يعنيه المشهد العالمي الجديد للذكاء االصطناعي‪ ،‬وإمكانات‬
‫استخدام الذكاء االصطناعي على أفضل وجه لبناء مستقبل أفضل للجميع‪ ،‬وانعكاسات ذلك على صناع القرار‬
‫المهتمين باالستفادة من تلك اإلمكانات لخير البشرية‪.‬‬
‫ولم يكن مستغربا أن يدعو سمو ولي العهد األمير محمد بن سلمان خالل القمة العالمية للذكاء االصطناعي‬
‫كل الحالمين في العالم لالنضمام للمملكة التي تسعى ألن تكون مركزا وحاضنة للذكاء االصطناعي‪ .‬وأبرز سموه‬
‫األهمية الكبيرة للذكاء االصطناعي لمواكبة التحديات المستقبلية والسيما وأن القمة تزامنت مع جائحة كورونا‬
‫التي كشفت عن أهمية دعم التحول الرقمي في مختلف المجاالت الصناعية واإلنتاجية‪ .‬وتنسجم رعاية سمو ولي‬
‫العهد لهذه القمة العالمية االهتمام الذي يوليه سموه لهذا المجال والسيما أنه يعد ركيزة في التحول نحو‬
‫تحقيق رؤية ‪.2030‬‬

‫‪07‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫الذكاء االصطناعي‪« ..‬النفط الجديد» لخير اإلنسانية والتحول الرقمي‬

‫تم وصف قيمة البيانات والذكاء االصطناعي بأنها «النفط الجديد» الذي تحتاجه الدول والموظف االفتراضي الذي‬
‫ترغب الدول والحكومات في استقطابه وتوظيفه لتنفيذ خطط استراتيجية عملية التحول الرقمي‪ ،‬وتحقيق‬
‫األثر االقتصادي المنتظر في المستقبل‪.‬وتبذل المملكة جهوداً لتطوير الكوادر السعودية المتخصصة في مجال‬
‫تقنيات البيانات والذكاء االصطناعي‪ ،‬حيث تم إبرام اتفاقيات مع شركات عالمية لدعم تحقيق حوالى ‪ % 70‬من‬
‫أهداف رؤية المملكة ‪ 2030‬بشكل مباشر عبر أجندة البيانات والذكاء االصطناعي‪.‬‬

‫المملكة تتقدم ‪ 7‬مراكز في المؤشر العالمي للذكاء االصطناعي‬

‫حققت المملكة المركز األول عربيًا‪ ،‬والمركز ‪ 22‬عالميًا في المؤشر العالمي للذكاء االصطناعي‪ ،‬مقارنة بالمركز‬
‫‪ 29‬عالميًا من العام الماضي‪ ،‬كما نالت المملكة المركز الثاني عالميًا في معيار االستراتيجية الحكومية‪ ،‬والمركز‬
‫التاسع عالميًا في معيار البيئة التشغيلية‪ .‬جاء ذلك في تقرير مؤشر تورتويس انتليجينس «‪،»Tortoise Intelligence‬‬
‫مقياسا لمستوى االستثمار واالبتكار وتنفيذ تقنيات الذكاء االصطناعي عبر عدة معايير‬
‫ً‬ ‫الذى يقيس أكثر من ‪143‬‬
‫كقوة البنية التحتية والبيئة التشغيلية واألبحاث والتطوير وغيرها‪.‬إن تقدم المملكة لسبعة مراكز في المؤشر في‬
‫عام واحد أمر يدعو للفخر‪ ،‬حيث إنشاء «سدايا» الجهة الحكومية المتخصصة لشؤون البيانات والذكاء االصطناعي‬
‫يعد أحد األمور التي ساهمت في ذلك إلى جانب إطالق االستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء االصطناعي ُنسدي‪.‬‬
‫ويرجع وصول المملكة لهذه المرتبة المتقدمة نتيجة تكامل جهود العديد من الجهات والهيئات الحكومية‬
‫التي شاركت في تنفيذ وتطبيق مبادرات برنامج التحول الوطني بما يتوافق مع رؤية المملكة ‪.2030‬ورغــم‬
‫ً‬
‫خاصة في ظل تحديات العام الحالي‬ ‫إطالق «سدايا» منذ شهر مارس ‪ ،2019‬إال أنها حققت العديد من المنجزات‬
‫كنجاحها في إطالق القمة العالمية للذكاء االصطناعي‪ ،‬وإدارة أنظمة االتصال المرئي اآلمن وتشغيلها لقمة‬
‫الرياض لمجموعة العشرين بكل كفاءة‪ ،‬إلى جانب إطالقها العديد من المبادرات والتطبيقات مثل توكلنا وتباعد‬
‫وغيرها خالل العام‪ .‬ووفقا للهيئة فإن المملكة ستستثمر أكثر من ‪ 20‬مليار دوالر في الذكاء الصناعي حتى عام‬
‫‪ .2030‬وكانت المملكة قد وقعت ‪ 3‬اتفاقيات استراتيجية مع شركات ‪ ،IBM‬وعلي بابا‪ ،‬وهواوي‪ ،‬في القمة العالمية‬
‫للذكاء االصطناعي مؤخرا‪ ،‬وجاءت القمة في سياق سعي المملكة لتحقيق تطلعاتها في الريادة العالمية من‬
‫خالل االقتصاد القائم على البيانات والذكاء االصطناعي‪ ،‬وتخطط المملكة ألن تصنف من بين أول ‪ 15‬دولة في هذا‬
‫المجال‪ ،‬كما تعتزم الى إنشاء ‪ 300‬شركة متخصصة في التقنية والمعلومات والبيانات‪ ،‬في خطوة تأمل أن تكون‬
‫أحد محاور االقتصادات البديلة التي تسعى لها وذلك بعد تحقيق وفورات وإيرادات قدرها ‪ 43‬مليار ريال في ‪2019‬‬
‫فقط‪ ،‬ومن بين األهداف تدريب ‪ % 40‬من القوى العاملة المعنية على البيانات والذكاء االصطناعي‪ ،‬بوجود أكثر من‬
‫‪ 20‬ألف متخصص باإلضافة إلى استحداث ‪ 40‬ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة تتعلق بالمجال‪.‬‬

‫آليات المملكة لتفعيل الذكاء االصطناعي‬

‫نظرا للفرص االقتصادية الكبيرة التي يوفرها الذكاء االصطناعي للكثير من القطاعات االقتصادية بالدولة‪ ،‬وقدرته‬
‫على تحقيق أرباح طائلة مع تطبيق استخداماته واالعتماد على ما يقدمه من معلومات واستشارات دقيقة‪،‬‬
‫فضال عن تأثيراته اإليجابية في تقليل االعتماد على العنصر البشري والعمالة‪ ،‬مما يرفع جودة المنتجات ويقلل‬
‫من اإلنفاق‪ ،‬فقد انتهجت الدولة لتعزيز تطوير وتسريع تفعيل تطبيقات الذكاء االصطناعي على نطاق كافة‬
‫المستويات الحكومية والخاصة العديد من اآلليات ليس لتحسين أداء المشاريع فحسب‪ ،‬بل لتقليص أعداد العمالة‬

‫‪08‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫الوافدة وتعديل الخلل في هيكل سوق العمل والتركيبة السكانية‪ ،‬ومن بين أهم تلك اآلليات ما يلي‪:‬‬

‫‪1 .‬توعية وتثقيف الجمهور وفئات المجتمع بمفهوم الذكاء االصطناعي لتسهيل انتشار استخدام‬
‫التطبيقات التي تعتمد على هــذه التقنية‪ ،‬من خــال تكاتف وتضافر جهود المؤسسات الحكومية‬
‫والتعليمية واإلعالمية لخلق المواطن الرقمي القادر على التعامل مع هذه التقنيات‪.‬‬
‫‪2.‬خلق وعى لدى قادة المؤسسات والمديرين والموظفين بالجهات الحكومية بأهمية الذكاء االصطناعي‬
‫واستخداماته لتسهيل تبني هذه التقنية في عمل وتطوير الخدمات بتلك الجهات‪.‬‬
‫‪3 .‬تكوين فرق عمل بمعرفة المديرين التنفيذيين لالبتكار بالمؤسسات الحكومية لدراسة الفرص والتحديات‬
‫التي تواجه هذه الجهات في تطوير خدماتها وأنظمتها اإللكترونية باالعتماد على تقنيات الذكاء‬
‫االصطناعي‪ ،‬وعمل خطط لتطبيقها وإيجاد حلول للتحديات التي ستوجهها‪.‬‬
‫‪4.‬تنمية وتطوير الكفاءات العلمية والقدرات المحلية المتخصصة في مجال الذكاء االصطناعي‪ ،‬وتدريب‬
‫موظفي الحكومة من خالل تشجيعهم على االهتمام بعلوم الحاسب اآللي وإشراكهم في لتنمية‬
‫المعرفة بكيفية استخدام تقنيات الذكاء ‪ data science‬دورات متخصصة في علم البيانات االصطناعي‪.‬‬
‫‪5.‬اطالق برامج تعليمية بالجامعات تواكب التغير المتوقع حدوثه بالوظائف المستقبلية‪.‬‬
‫‪ 6.‬إنشاء مراكز بحثية لتطوير القطاعات المختلفة بالدولة وتأهيلها الستقبال ضرورات الذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫‪7 .‬اتجاه المؤسسات التعليمية إلى تقنية التعلم بالواقع االفتراضي لتتماشى مع الذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫‪8.‬تطوير خدمات بعض الدوائر الحكومية الموجهة للجمهور في المملكة باالعتماد على تقنيات الذكاء‬
‫االصطناعي‪.‬‬
‫‪9.‬تخصيص مادة مستقلة للذكاء االصطناعي في المدارس والجامعات لترسيخ مفهومه بين الطالب‪ ،‬وتبني‬
‫كل ما يسهم في زيادة عدد الطلبة المتفوقين المقبولين بالجامعات وأولئك الذين يملكون الفهم‬
‫الحسي والمهارات اليدوية خالل السنوات العشر المقبلة‪.‬‬
‫ ‪10.‬إجراء أبحاث متطورة بمعرفة الباحثون بمراكز المملكة لبحوث تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت التابعة‬
‫للجامعات في مجال الذكاء االصطناعي‪.‬‬

‫استراتيجية المملكة للذكاء االصطناعي‬

‫أطلقت المملكة مؤخرا‪ ،‬استراتيجية وطنية للذكاء االصطناعي تهدف إلى جعلها «رائدا عالميا» في هذا المجال‪،‬‬
‫وجاء إطالق االستراتيجية الجديدة خالل أول أيام القمة العالمية للذكاء االصطناعي مؤخرا من أجل تحقيق الكثير‬
‫من المنجزات الوطنية المهمة حتى عام ‪ 2030‬وأبرزها أن تكون ضمن أول ‪ 15‬دولة في الذكاء الصطناعي‪ ،‬والوصول‬
‫إلى أعلى ‪ 10‬دول في البيانات المفتوحة‪ ،‬وأعلى ‪ 20‬دولة في اإلسهام لمنشورات العلمية‪ ،‬وتطوير األفراد ببناء‬
‫مورد مستدام للكفاءات ألكثر من ‪ 20‬ألف متخصص وخبير في البيانات والذكاء االصطناعي‪ ،‬وستنفذ السعودية‬
‫خطة متعددة المراحل واألوجه تشتمل على المهارات والسياسة والتنظيم واالستثمار والبحث واإلبداع وتطوير‬
‫النظام البيئي‪ .‬وأعلنت الهيئة مؤخرا عن تأسيس شراكة استراتيجية مع البنك الدولي بمجال الذكاء االصطناعي‬
‫من أجل تعزيز االقتصاد الرقمي في البلدان النامية‪ ،‬وتمكينها من تسريع تطوير تقنيات الذكاء االصطناعي‬
‫محركات للتنمية االقتصادية‪ ،‬ويشمل مشروع الشراكة‪ ،‬بين المملكة ومجموعة البنك الدولي أربع‬
‫ٍ‬ ‫وتحويلها إلى‬
‫ً‬
‫تباعا‪.‬‬ ‫مراحل ستنفذ‬

‫‪09‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫األولى‪ :‬تحسين جاهزية الذكاء االصطناعي‪.‬‬

‫والثانية‪ :‬تطوير نموذج تجريبي يناسب الدول‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬تحديد آلية تفعيل الشراكة مع البنك الدولي‪.‬‬
‫أما المرحلة الرابعة فستشهد توسيع نطاق الشراكة‪.‬‬
‫ووقعت الهيئة مذكرة تفاهم مع شركة «علي بابا للحوسبة السحابية» بهدف تأسيس شراكة استراتيجية لقيادة‬
‫االبتكار في المدن الذكية في المملكة باستخدام تقنيات الذكاء االصطناعي‪ ،‬وستدعم الشراكة الجديدة مساعي‬
‫بمواصفات عالمية يمكنها االستجابة بفاعلية أكبر الحتياجات ورغبات السكان لالرتقاء‬
‫ٍ‬ ‫ذكية‬
‫ٍ‬ ‫مدن‬
‫ٍ‬ ‫المملكة لتطوير‬
‫ً‬
‫فضال عن تعزيز األمن والسالمة‪.‬‬ ‫ذكاء‬
‫ً‬ ‫بجودة الحياة‪ ،‬كما ستوظف البيانات والذكاء االصطناعي لجعل المدن أكثر‬
‫كما ستعمل ٌ‬
‫كل من «سدايا» و«علي بابا» على تطوير الحلول الرقمية وتطبيقات الذكاء االصطناعي في العديد‬
‫من القطاعات؛ بما في ذلك‪ :‬السالمة واألمن‪ ،‬والنقل‪ ،‬والتخطيط الحضري‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫عن االستراتيجية‪:‬‬
‫يتمثل دور الهيئة السعودية للبيانات والذكاء االصطناعي (سدايا) في قيادة التوجه الوطني للبيانات والذكاء‬
‫االصطناعي لتحقيق رؤيتها لالرتقاء بالمملكـة إلى الريادة ضمن االقتصادات القائمة على البيانات‪ .‬ويتطلب ذلك‬
‫توحيد الجهود الوطنية والمبادرات الخاصة في البيانات والذكاء االصطناعي ضمن توجه وطني لتحقيق االستفادة‬
‫المثلى‪ .‬ومن هذا المنطلق قامت «سدايا» بتطوير االستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء االصطناعي‪ .‬وقد صدرت‬
‫ً‬
‫حاليا على إطالق‬ ‫الموافقة من قبل المقام السامي على االسـتراتيجية في تاريـخ ‪١٤٤١/١١/٢٦‬هـ‪ .‬وتعمل «سدايا»‬
‫االستراتيجية وتفعيل مبادراتها مع الجهات المختلفة‪.‬‬

‫توجه االستراتيجية‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫الرؤية‪:‬‬
‫ً‬
‫واقعا‬ ‫حيث نجعل أفضل ما في البيانات والذكاء االصطناعي‬

‫منظومة‬
‫تطوير وخلق‬ ‫التطبيق‬ ‫اقتصادية جاذبة‪,‬‬
‫وتبني تقنيات البيانات‬ ‫المبتكر والمستدام‬ ‫بنية تحيتة بمستوى‬
‫والذكاء االصطناعي‬ ‫والعملي واالخالقي‬ ‫عالمي‪ ,‬بيئات اختبارية‬
‫في كافة مناطق‬ ‫للبيانات والذكاء‬ ‫حوكمة بيانات‬
‫المملكة‬ ‫االصطناعي‬ ‫فاعلة‬

‫أهداف وابعاد االستراتيجية‬

‫ترسيخ موقع المملكة كمركز عالمي لتمكين أفضل تقنيات البيانات والذكاء‬
‫االصطناعي (ضمن أعلى ‪ 15‬دولة في الذكاء االصطناعي)‬
‫الطموح‬

‫تطوير القوى العاملة في المملكة ببناء مورد مستدام للكفاءات الوطنية‬

‫في مجال البيانات والذكاء االصطناعي (تمكين أكثر من ‪ 20‬ألف متخصص وخبير‬ ‫الكفاءات‬
‫في البيانات والذكاء االصطناعي)‬

‫ً‬
‫تشجيعا للشركات والمواهب المتخصصة بالبيانات‬ ‫بناء البيئة التشريعية األكثر‬ ‫السياسات‬
‫والذكاء االصطناعي (ضمن أعلى ‪ 10‬دول في البيانات المفتوحة)‬
‫واألنظمة‬

‫جذب التمويل الفعال والمستقر للفرص االستثمارية المتميزة في البيانات‬

‫والذكاء االصطناعي (جذب استثمارات في مجال البيانات والذكاء االصطناعي‬ ‫االستثمار‬
‫بقيمة ‪ 75‬مليار ريال)‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫تمكين المؤسسات المتخصصة في البيانات والذكاء االصطناعي لقيادة االبتكار‬ ‫البحث‬

‫والتأثير (ضمن اعلى ‪ 20‬دولة في المساهمة في المنشورات العلمية)‬
‫واالبتكار‬

‫تحفيز بتبني تقنيات البيانات والذكاء االصطناعي من خالل المنظومة األكثر‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫وتطلعا (تحفيز ريادة االعمال وخلق أكثر من ‪ 300‬شركة ناشئة في مجال‬ ‫تعاونا‬ ‫المنظومة‬
‫البيانات والذكاء االصطناعي)‬

‫وتتلخص المحاور األساسية لالستراتيجية في التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬الحوكمة‪:‬‬
‫تشكيل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء االصطناعي (سدايا)‪.‬‬
‫تكوين فرق عمل من الرؤساء التنفيذيين لالبتكار بالجهات الحكومية‬
‫تنظيم سلسلة مؤتمرات الستقطاب خبراء في الذكاء االصطناعي‬
‫تطوير بروتوكول عالمي مع الحكومات الرائدة في نفس المجال‬

‫‪ .2‬التفعيل‪:‬‬
‫تنظيم زيارات ميدانية للجهات الحكومية لفهم الذكاء االصطناعي‬
‫تنظيم ودعم ورش العمل في كافة الجهات الحكومية‬
‫تنظيم قمة عالمية سنوية للذكاء االصطناعي‬
‫إطالق المسرعات الحكومية للذكاء االصطناعي‬

‫‪ .3‬تنمية القدرات‪:‬‬
‫تطوير قدرات القيادات الحكومية العليا في مجال الذكاء االصطناعي‬
‫رفع مهارات جميع الوظائف المتصلة بالتكنولوجيا‬
‫تنظيم دورات تدريبية للموظفين الحكوميين في مجال الذكاء االصطناعي‬
‫تحديد نسبة من تخصصات المبتعثين خارج الدولة لدراسة الذكاء االصطناعي‬

‫‪ .4‬التطبيق‪:‬‬
‫توفير نسبة من خدمات الخط األول للجمهور من خالل الذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫دمج الذكاء االصطناعي بنسبة محددة في الخدمات الطبية‪.‬‬
‫زيادة االعتماد على الذكاء الصناعي في الوظائف الروتينية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫انجازات المملكة في مجال الذكاء االصطناعي‬

‫تشكيل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء االصطناعي (سدايا)‪ ،‬وإطالق االستراتيجية الوطنية للذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫اإلعالن عن مدينة نيوم شمال غرب المملكة والتي ستقام على مساحة ‪ 26‬ألفا و‪ 500‬كيلومتر مربع‬
‫وتمتد إلى أراضي األردن ومصر هذه المدينة وغيرها تؤكد على عزم المملكة في دعم الصناعة بمختلف‬
‫أشكالها‪ .‬ويبلغ حجم االستثمارات المقدرة لمدينة نيوم ‪ 500‬مليار دوالر كما هو معلن وهي تعتمد على‬
‫مختلف التقنية الذكية من بنية تحتية ذات طابع ذكي كشبكات المياه والطاقة واالتصاالت الذكية وغيرها‬
‫من التطورات‪ ،‬وتأتي هذه المدينة متوافقة مع رؤية ‪ 2030‬والتي تقوم على تحفيز االبتكار وجذب األفكار‬
‫واالستثمارات الخاصة بالتقنيات الصناعية الحديثة‪.‬‬
‫عقد القمة العالمية للذكاء االصطناعي‪ ،‬والتي نظمتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء االصطناعي‬
‫(سدايا) في يومي ‪ 22-21‬أكتوبر ‪,2020‬حيث كانت منصة عالمية بارزة تجمع صناع القرار والخبراء والمختصين‬
‫واألكاديميين في القطاعات الحكومية والخاصة من مختلف أنحاء العالم‪ ,‬بما في ذلك الشركات التقنية‬
‫الرائدة والمستثمرين ورجال األعمال‪ ,‬تحت شعار «الذكاء االصطناعي لخير البشرية»‪.‬‬
‫ً‬
‫عالميا في مجال التكنولوجيا‬ ‫المشاركة في النسخة األربعين من معرض جيتكس‪ ،‬إحدى المناسبات الرائدة‬
‫والتقنيات الرقمية‪ ،‬الذي اقيم بمدينة دبي خالل الفترة ‪ -10 6‬ديسمبر‪ ،‬في مسعى إلبراز جهود ومنجزات‬
‫المملكة في االرتقاء إلى ريادة االقتصادات القائمة على البيانات والذكاء االصطناعي‪ .‬وتعد هذه المشاركة‬
‫األولى لـ«سدايا» كجهة عارضة في الحدث الدولي حيث استعرضت أبرز منجزاتها للجمهور من التطبيقات‬
‫اإللكترونية الخاصة بجائحة فيروس كورونا (كوفيد‪ ،)-19‬إضافة إلى المنصات المتقدمة المصممة لخدمة‬
‫احتياجات الجهات الحكومية‪ ،‬وتلبية المتطلبات االجتماعية‪ .‬كما استعرضت «سدايا» اإلستراتيجية الوطنية‬
‫للبيانات والذكاء االصطناعي‪ ،‬ومنظومة «توكلنا» ومنصة «بــروق»‪ ،‬باإلضافة إلى فعالية أرتاثون الذكاء‬
‫االصطناعي للفن‪ ،‬والقمة العالمية للذكاء االصطناعي‪ ،‬وغيرها من المنتجات والمنصات الوطنية التي‬
‫دشنتها الهيئة خالل الفترة الماضية‪ .‬‬
‫الروبوت صوفيا أثارت الروبوت صوفيا التي تم حصولها على الجنسية السعودية في سابقة هي األولى من‬
‫نوعها في العالم خالل مؤتمر مبادرة مستقبل االستثمار المنعقد في الرياض ضجّ ة كبيرة وثورة أخرى في‬
‫مجال الذكاء االصطناعي؛ حيث تمتلك صوفيا القدرة على تفسير المشاعر وبوسعها تعقب تعابير الوجه‬
‫والتعرف عليها كما بإمكانها إجراء حوارات كاملة مع البشر‪.‬‬
‫المملكة إلى المرتبة ‪ 22‬عالميا واألولى عربيا في المؤشر والتقدم ‪ 7‬مراكز خالل عام واحد‪.‬‬
‫‪ 143‬مقياسا لمستوى االستثمار واالبتكار وتنفيذ التقنيات‬
‫استثمار ‪ 75‬مليار ريال في الذكاء االصطناعي‬
‫إنشاء ‪ 300‬شركة للذكاء االصطناعي بحلول ‪2030‬‬
‫المملكة ضمن أول ‪ 15‬دولة بالمجال في ‪2030‬‬
‫‪ 43‬مليارا وفورات يحققها الذكاء االصطناعي خالل عام‬
‫تأهيل ‪ 20‬ألف متخصص بمجال البيانات والذكاء االصطناعي‬
‫توفير ‪ 40‬ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة‬
‫توقيع ‪ 3‬اتفاقيات دولية في القمة العالمية مؤخرا‬
‫توفير اإلمكانات المتعلقة بالقدرات االستشرافية‪ ،‬وتعزيزها باالبتكار المتواصل في مجال الذكاء االصطناعي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫التوجهات المستقبلية للمملكة بمجال الذكاء االصطناعي‬

‫يأتي من بين أهم توجهات المملكة المستقبلية في مجال الذكاء الصناعي من خالل الهيئة السعودية للبيانات‬
‫والذكاء االصطناعي (سدايا)‪ .‬هو االتجاه لتفعيل ما يلي‪:‬‬
‫وضع التشريعات والقوانين واألطر التنظيمية األساسية في المملكة من أجل حوكمة تقنيات الذكاء‬
‫االصطناعي‪.‬‬
‫تعزيز وتكثيف االستثمارات النوعية المرتبطة باالبتكار والتقدم التكنولوجي والبحث والتطوير‪.‬‬
‫توفير كافة الخدمات عبر الذكاء االصطناعي وتحقيق االندماج الشامل للذكاء االصطناعي مع الخدمات‬
‫الطبية واألمنية‪.‬‬
‫تعليم مليون مبرمج عربي على برمجة الذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫تعزيز وتضافر الجهود والشراكات العالمية في مجال الذكاء االصطناعي‪ ،‬وبناء الخبرات على الصعيد‬
‫الدولي بالتعاون مع الشركات العالمية الستقطاب المهارات‪ ،‬واالستفادة من الخدمات غير المسبوقة‬
‫التي توفرها تقنيات الذكاء االصطناعي‪ ،‬ودورها في تحسين حياة اإلنسان والتي تتجاوز الحدود الجغرافية‬
‫لتشمل العالم‪.‬‬
‫العمل على أن تصبح المملكة مركز الذكاء االصطناعي في العالم بحلول عام ‪2030‬‬

‫االنعكاسات االقتصادية على المملكة عند تفعيل تقنيات الذكاء االصطناعي‬

‫تشير التوقعات إلى ان اآلثار واالنعكاسات االقتصادية المتوقعة لتفعيل تقنيات الذكاء االصطناعي بمختلف‬
‫القطاعات االقتصادية سوف تسهم بتعزيز العناصر الرئيسة التالية‪:‬‬
‫تقليل التكلفة وتغيير أنماط االستهالك واإلنتاج وتحسين اإلنتاجية‪ ،‬بل تمتد إلى تحقيق معدالت نمو‬
‫اقتصادي مرتفعة من خالل االستثمار الذكي في مختلف القطاعات‪ ،‬وطبقا لتقديرات بعض الدراسات‬
‫العالمية فان تقنيات الذكاء االصطناعي ستكون قادرة على تحفيز النمو في الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫للدولة‪ ،‬وخفض النفقات الحكومية سواء فيما يتعلق بخفض الهدر في عدد المعامالت الورقية أو توفير‬
‫ً‬
‫سنويا في إنجاز تلك المعامالت‬ ‫ماليين الساعات التي يتم إهدارها‬
‫من المتوقع أيضا أن تستفيد المملكة من تعزيز الذكاء االصطناعي ليس في تحسين أداء المشاريع لدى‬
‫الدولة فحسب بل لتقليص أعداد العمالة الوافدة ومن ثم تعديل الخلل بهيكل التركيبة السكانية وسوق‬
‫العمل‪ ،‬وبناء عليه تراجع حجم التحويالت المالية المتسربة للخارج من اقتصاد الدولة‪.‬‬
‫يساعد االستثمار الكفؤ في الذكاء االصطناعي على توفير تكاليف النقل‪ ،‬والحد من انبعاثات الكربون‬
‫والتلوث البيئي وتقليل الحاجة إلى المواقف وخفض كلفة إنجاز المشروعات‪ ،‬وتحقيق ارتفاع ملحوظ في‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬فضال عن تأثيراته اإليجابية في تقليل االعتماد على العنصر البشري والعمالة‪ ،‬مما‬
‫يرفع جودة المنتجات ويقلل من اإلنفاق‪.‬‬
‫رافدا مهما لبناء اقتصاد معرفي تنافسي عالي اإلنتاجية وقائم على االبتكار والبحث العلمي والتكنولوجيا‬
‫الحديثة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مركز البحوث والدراسات‬ ‫الذكـــــاء االصطنــــــاعي‬

‫المراجع‬
‫‪1 .‬الهيئة السعودية للبيانات والذكاء االصطناعي (سدايا)‬
‫‪2 .‬االستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء االصطناعي‬
‫‪3 .‬القمة العالمية للذكاء االصطناعي ‪ 22-21‬أكتوبر ‪2020‬م‬
‫‪/https://www.oracle.com/sa-ar/artificial-intelligence/what-is-ai4 .‬‬
‫‪5 .‬صحيفة الوطن – ‪ SDAIA‬تستعرض منجزات السعودية في معرض ‪ GITEX-6‬ديسمبر ‪2020‬م‬
‫‪6 .‬االقتصادية – د‪ .‬رشود بن محمد الخريف ‪-‬المملكة والريادة في الذكاء االصطناعي‪25-‬أكتوبر ‪2020‬م‬
‫‪7 .‬مؤسسة المدينة للصحافة والنشر – المملكة حاضنة الذكاء االصطناعي لرسم مستقبل العالم – ‪ 7‬ديسمبر ‪2020‬م‬

‫‪15‬‬