Professional Documents
Culture Documents
اصول الفقه
اصول الفقه
اصول الفقه
حول
أصول الفقه
الفرقة الرابعة
2020 - 2019
تعريف أصول الفقه
لغةّ :
عرفه العلماء بتعريفين:
)1باعتباره مركب إضافي )2 .باعتباره ً
علما على هذا الفن.
ً
أول /باعتباره مركب إضافيُ :
البد من تعريف املضاف (أصول) واملضاف إليه (الفقه).
» تعريف الفقه :لغة :اختلف العماء فيه فمنهم من أورده بمعنى الفهم مطلقا ومنهم من عني به الفهم الدقيق:
ً
)1الفهم مطلقا؛
ََ َ َ َ
فق ُهو َن َتسب َ دليل ذلك :قوله تعالى { َوإن من ش يء إ اال ُي َسب ُح ب َ
يح ُهم}. ِ ت ال ن ك
ِ لو هِ مد
ِ ح ِ ِ ِ ِ ِ
)2فهم الش يء الدقيق فقط.
َ
وم َيفق ُهون}. ق
َ
لِ ات
ِ
صل َنا َ
اآلي دليل ذلك قوله تعالى { َقد ف ا
َ
ٍ
ً
مطلقا). #والرأي الراجح هو األول (الفهم
| 1الصفحة
[الشرعية] قيد ثاني خرج به العلم باألحكام الغير شرعية ،مثل العلم باألحكام العقلية واألحكام الحسية واألحكام اللغوية.
[العملية] قيد ثالث خرج به األحكام العلمية وهي أصول الدين.
[الكتسب] قيد رابع خرج به علم هللا تعالى ألنه ذاتي قديم.
[من أدلتها] قيد خامس خرج به علم املالئكة والرسل ألنه حاصل بالوحى.
ّ
املقلد ألنه يكتسب من دليل إجمالي. [التفصيلية] قيد سادس خرج به علم ِ
ُ
ويرى الشيخ أبو النور زهير :أن هذا القيد ذكر لبيان الواقع وليكون في مقابلة األدلة اإلجمالية في تعريف أصول الفقه.
» إطالقات الفقه عند الفقهاءُ - :يطلق ٰ
على أحد معنيين:
( )1القدرة ٰ
على استنباط األحكام الشرعية من األدلة الشرعية.
( )2األحكام الشرعية املستنبطة من األدلة الشرعية.
إضافيا :هو األدلة التي ُي ٰ
بنى عليها العلم باألحكام الشرعية العملية. ً #تعريف الفقه باعتباره ً
مركبا
ًّ ً #تعريف علم أصول الفقه باعتباره ً
مدونا :نكتفي بذكر تعريفين اثنين: لقبا أو فنا
إلى استنباط األحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية. -التعريف األول :البن الحاجب :العلم بالقواعد التي يتوصل بها ٰ
-التعريف الثاني :لإلمام البيضاوي :معرفة دالئل الفقهاء اجماال وكيفية االستفادة منها وحال املستفيد.
شرح التعريف:
• معنى أدلة الفقه :هي األدلة اإلجمالية مثل األمر للوجوب والنهى ،ويشمل األدلة اإلجمالية املتفق عليها مثل :القرآن
والسنة ،واملختلف فيها مثل :االستصحاب.
• معنى كيفية االستفادة منها أي :معرفة كيفية استخراج األحكام.
• معنى حال املستفيد :هو املجتهد القادر على استنباط األحكام.
ً
مثاال لذلك :قاعدة األمر للوجوب.
لو أخذنا قوله تعالى (وأقيموا الصالة) وهو أمر شرعي ولكن بحكم معين ،وهو إقامة الصالة فنجعلها موضوعة في مقدمة
كبرى ونجعل القاعدة األصولية محمولة في مقدمة صغرى فيكون الحكم أقيموا الصالة أمر وهو مقدمة كبرى ،واألمر
ً
للوجوب مقدمة صغرى ،والحكم إذا أقيموا الصالة للوجوب.
| 2الصفحة
موضوع علم اصول الفقه:
إلى أربعة مذاهب: اختلف األصوليين في ذلك ٰ
( )1األدلة الشرعية من حيث ثبوت األحكام الشرعية بها {مذهب الجمهور}.
( )2األحكام الشرعية من حيث ثبوتها باألدلة.
( )٣األدلة الشرعية من حيث إثباتها لألحكام ،واألحكام من حيث ثبوتها باألدلة.
( )٤األدلة والترجيح واالجتهاد.
على أن املوضوع هو [األدلة اإلجمالية] وهي التي توصل ٰ
إلى األحكام الشرعية بعد #والراجح هو ان املذاهب كلها متفقة ٰ
الترجيح وال يتأتى ذلك إال ملجتهد فجميعها هي موضوع لعلم األصول.
اإلمام الغزالي" :إن أشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأى والشرع وعلم الفقه وأصوله من هنا"
ابن خلدون" :اعلم ان أصول الفقه من أعظم العلوم الشرعية وأعالها قد ًرا وأكثرها فائدة"
| 3الصفحة
ُّ
حكم تعلم علم األصول:
ذهب جمهور العلماء ٰ
إلى أنه فرض كفاية كعلم الفقه ،فإذا قام به البعض سقط عن الباقين ،وفرض عين في حق املجتهد.
| 4الصفحة
ّ
أول من صنف في علم األصول:
لقد اعتبر الكثير أن أول من ّ
صنف في علم أصول الفقه هو اإلمام الشافعي في كتابه (الرسالة) ،سمى بذلك :ألن "عبد
الرحمن ابن املهدى" أرسل للشافعي أن يضع له ً
كتابا فيه معاني القرآن ويجمع فيه قبول األخبار وحجة اإلجماع وبيان
وسمى بالرسالة.الناسخ واملنسوخ من القرآن والسنة فوضع هذا الكتاب ُ
| 5الصفحة
» الطريقة الرابعة :تخريج الفروع على األصول:
على بيان أثر القواعد األصولية وما ّ
تفرع عليها من فروع فقهية. هي :الطريقة التي قامت ٰ
أشهر الكتب بها:
)1تخريج الفروع على األصول لشهاب الدين الزلجاني.
)2التمهيد في تخريج الفروع على األصول لجمال الدين اإلسنوي.
» الطريقة الخامسة :الجمع بين القواعد األصولية ومقاصد الشريعة والفروع الفقهية:
وهذه الطريقة انفرد بها االمام الشاطبي املالكي في كتابه املوافقات في أصول الشريعة.
| 6الصفحة
» ر ً
ابعا :الفرق بين القاعدة األصولية والفقهية:
[ ]1القاعدة األصولية :أصل في إثبات حكم جزئيتها فهي تشمل جميع األوامر الشرعية التي وردت في القرآن والسنة،
أما القاعدة الفقهية :فليست كذلك ألن حكمها مستمد من حكم جزئياتها.
[ ]2القاعدة األصولية :كلية تنطبق على جميع جزئياتها،
أما القاعدة الفقهية :كلية ال تنطبق على جميع جزئياتها بل ٰ
على أغلبها ولذلك يدخلها االستثناء.
ً
خامسا :الفرق بين علم األصول وعلم الفقه: »
علم الفقه :هو العلم باألحكام الشرعية العملية املكتسب من أدلتها التفصيلية،
أما علم األصول :هو العلم بالقواعد التي يتوصل بها ٰ
إلى استنباط األحكام الشرعية الفرعية.
ّ
-موضوع الفقه :هو فعل املكلف لبيان حكم الشرع فيه،
أما موضوع علم األصول :هو األدلة أو األحكام أو هما ً
معا.
ً
سادسا :الفرق بين الفقيه واألصولي: »
ً
العالم
الفقيه :هو من صار له الفقه سجية ،وهو من بذل وسعه لنيل حكم شرعي عملي بطريق االستنباط ،وهو ِ
باألحكام الشرعية العملية والقادر على استنباطها من األدلة.
العالم بالقواعد التي ُيتوصل بها ٰ
إلى استنباط األحكام الشرعية الفرعية؛ وعلى ذلك فاألصولي غير أما األصولي :فهو ِ
ً
أصوليا وال يلزم العكس. الفقيه ،ولكن فكل فقيه أصولي وليس كل أصولي فقيه ،ألنه يلزم من كونه ً
فقيها أن يكون
الحاكم:
تحرير محل النزاع في التحسين والتقبيح:
أطلق العلماء الحسن والقبح على ثالثة معان:
( )1ما الئم الطبع ونافره مثل :إنقاذ الغريق واتهام البريء.
( )2صفة الكمال والنقص مثل :العلم حسن والجهل قبيح.
ً ً
( )٣املدح والذم الشرعيان عاجال والثواب والعقاب آجال.
-وال شك أن األول والثاني عقليان أما الثالث فهو محل نزاع ،بمعنى ورود سؤال في ذلك وهو:
س /هل يستقل العقل بمعرفة الحكم الشرعي دون ورود الشرع؟
ج /هناك ثالثة مذاهب في ذلك:
» الذهب األول :مذهب األشاعرة وأكثر األئمة:
حس ُ
نه الشرع والقبيح ما قبحه ونهى عنه ،وليس معنى ذلك أنهم وهو أن الحسن والقبيح شرعيان ،وعليه فالحسن ما ّ
ُيعطلون العقل بل هو وسيلة الستنباط الحكم.
| 7الصفحة
» الذهب الثاني :مذهب العتزلة والخوارج والكرامية وغيرهم:
أن القبيح والحسن عقليان ،فاألفعال عندهم حسنها وتقبيحها لذاتها؛ وليس معنى كالمهم هذا أن العقل هو املوجب
ّ او ّ
املحرم بل معنى ذلك أن العقل هو من أدرك أن هللا تعالى بحكمته البالغة كلف بترك املفاسد وتحصيل املصالح
فالعقل إدراك اإليجاب والتحريم ،وقالوا بذلك ألن األصلح عندهم واجب عليه تعالى عندهم وليس عند أهل السنة
فال يجب عليه تعالى ش يء.
| 8الصفحة
» شرح التعريف:
(خطاب) :توجيه الكالم للغير لإلفهام ،سواء أكان خطاب الشرع او خطاب غيره.
(هللا تعالى) :قيد يخرج خطاب غير هللا تعالى.
(التعلق بأفعال الكلفين) :قيد يخرج به خطاب هللا تعالى املتعلق بغير أفعال املكلفين كالخطاب املتعلق بذاته تعالى
وصفاته مثل (آية الكرس ي).
(التعلق) :أي املرتبط.
ً ً
(بأفعال) :جمع فعل وهو ما يصدر عن اإلنسان ويدخل تحت قدرته وهو ما يعتبر فعال عرفا.
(الكلفين) :هو البالغ العاقل.
(بالقتضاء او التخيير او الوضع) :قيد خرج به نحو قوله تعالى {وهللا خلقكم وما تعملون} فإنه خطاب للشارع متعلق
ً
شرعيا. على سبيل االقتضاء او التخيير او الوضع ،لذا ال يسمى ً
حكما بأفعال املكلفين ال ٰ
(بالقتضاء) :معناه الطلب.
-وهو قسمان :إما طلب فعل وإما طلب ترك ،وكل منهما إما أن يكون جاز ًما فيسمى " اإليجاب" وإما غير جازم وهو
طلبا غير جازم فهي " الكراهة".طلبا جاز ًما فهو " التحريم" وإن كان ً
" الندب" أما طلب الترك ً
(أو التخيير) :املراد به املباح وهو الفعل الذي تم فيه االختيار بين الفعل والترك.
ً (أو الوضع) :هو جعل الشارع ش يء ٰ
على نحو خاص ،كجعل الطهارة شرطا لصحة الصالة.
» الحكم التكليفي :هو خطاب هللا تعالى املتعلق بأفعال املكلفين باالقتضاء او التخيير فقط.
ً
تكليفيا :ألنه إلزام ما كلفة ومشقة. وسمى
أقسام الحكم التكليفي :خمسة أقسام:
فهو باعتبار ما يتعلق به (واجب-مندوب-حرام-مكروه-مباح).
وبعضهم جعل األقسام (:إيجاب-ندب-تحريم-كراهة-إباحة) وذلك باعتبار ذاته.
ً » الحكم الوضعي :هو خطاب هللا تعالى الذي اقتض ى وضع ش يء ً
سببا لش يء آخر او شرطا او رخصة او عزيمة.
ً
وضعيا :ألن الشارع هو الذي وضع هذه األسباب للمسببات والشرط للمشروط وهكذا. وسمى
أقسام الحكم الوضعي :سبعة أقسام:
(السبب-الشرط-املانع-الصحة-الفساد-الرخصة-العزيمة).
| 9الصفحة
» الفرق بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي والعالقة بينهما :ثالثة فروق:
أول /أن الحكم التكليفي املقصود منه طلب الفعل من املكلف او تركه او التخيير بينهما ،أما الحكم الوضعي فاملقصود منه
ليس ما ّ
تقدم وإنما هو بيان أن الش يء سبب او شرط او مانع.
ً ً ثانيا /أن الفعل املطلوب في الحكم التكليفي ُ
ً
وتركا ،أما الحكم الوضعي فقد يكون البد ان يكون في مقدور املكلف فعال
مقدو ًرا للمكلف كالسفر الذي هو سبب للرخصة وقد يكون غير مقدور كزوال الشمس لصالة الظهر.
ً
ثالثا /ان خطاب التكليف لطلب أداء ما تقرر باألسباب والشروط واملوانع وأن الحكم في الوضع هو قضاء الشرع على
ً
شرطا او ً الوصف بكونه ً
مانعا. سببا او
| 11ا ل ص ف ح ة
» أثر هذا الختالف في األحكام:
)1أن منكر الفرض عند الحنفية كافر إلنكاره ما ثبت عن الشارع بدليل قطعي مثل إنكار الصالة والزكاة ،أما أنكر الواجب
فال يكفر ألنه ثابت بدليل ظني مثل صالة الوتر ،أما غير الحنفية يرون ما رآه األحناف في حكم منكر الفرض والواجب.
)2من ترك قراءة الفاتحة في الصالة فصالته ال تبطل عند الحنفية ألن قراءتها واجبة بخالف ترك قرائه القرآن فإنه
ُيبطلها لثبوتها بدليل قطعي ،أما عند الجمهور فإن الصالة باطلة بترك الفاتحة.
وجمهور األصوليين :يرون أن الخالف بين األحناف وغيرهم لفظي.
» صيغ اإليجاب:
)1صيغة "أفعل" مثل قوله تعالى (واعبدوا هللا وال تشركوا به ً
شيئا).
)2املضارع املقترن بالم األمر مثل قول النبي (من ّأم الناس فليخفف).
)3املصدر الدال على طلب الفعل مثل (فكفارته إطعام عشرة مساكين).
ُ ُ
)4األلفاظ املوضوعة لإليجاب واإللزام مثل لفظ فرض ولفظ األمر ولفظ كتب.
ً
سعيرا). )5الوعيد على ترك الفعل مثل (ومن لم يؤمن باهلل ورسوله فإنا اعتدنا للكافرين
ً
» ثالثا :تقسيمات الواجب:
• القسم األول :باعتبار ذاته:
مخير: إلى واجب معين وواجب ّ ينقسم الواجب باعتبار ذاته ٰ
طلبا جاز ًما بال تخيير ،مثل الصالة والزكاة والصوم.
الواجب العين :هو الفعل الذي طلبه الشارع ً
مبهما ضمن أمور معينة ،مثل التخيير بين خصال كفارة اليمين في قوله تعالى الخير :هو الذي طلبه الشارع ً الواجب ّ
(فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثالثة
أيام) واتفق الجمهور على أن الواجب من هذه الخصال الثالث (اإلطعام او الكسوة او تحرير الرقبة) ولذا كان املكلف
مخير بين جواز الترك وعدمه في ش يء واحد ألنه التناقض بعينه، املخير أن املكلف ّ
مخي ًرا بينهما؛ وليس معنى الواجب ّّ
وإنما معناه أن الذي وجب مبهم لم ُي ّ
خير فيه.
| 11ا ل ص ف ح ة
س /هل تصح النيابة في أداء الواجب العيني؟
ج /التكليفات في ذلك ثالثة:
)1قسم يقبل النيابة وهي التكاليف املالية كتوزيع الزكاة والكفارات.
)2قسم ال يقبل النيابة وهي العبادات البدنية الخالصة كالصالة واالعتكاف.
ماليا وآخر ً
ماديا كالحج. جانبا ً
)3قسم يقبل النيابة عند وجود العذر وهي العبادات التي تحوي ً
وأجاز الشافعية صوم الولي عن امليت.
حتما من غير نظر بالذات ٰ
إلى فاعله. ً
ثانيا :الواجب الكفائي :هو ما طلبه الشارع ً
مثل :تجهيز امليت والصالة عليه ودفنه.
حكم الواجب الكفائي :إذا فعله البعض سقط اإلثم عن الباقين وإذا لم يفعله البعض أثم الكل.
ومقصود األمر في الواجب الكفائي :حصول الفعل بصرف النظر عن فاعله.
ومقصود األمر في الواجب العيني :هو الفاعل ذاته ابتالء له بتحصيل الفعل املطلوب.
| 12ا ل ص ف ح ة
» أقسام الواجب القيد( :تعجيل-أداء-إعادة-قضاء).
)1التعجيل :هو وقوع الواجب قبل وقته حيث أجازه الشارع.
ً
تقديما فيما رخصه الشارع وجواز تعجيل الزكاة. مثل :جمع الصالة
)2األداء :هو الواجب الذي فعله املكلف في وقته ّ
املقدر له ً
شرعا.
ّ
وموسع. ضيقإلى ُم ّ
وينقسم وقت األداء ٰ
حتما في وقت ال يسع غيره من جنسه ،مثل صيام شهر رمضان فهو ضيق :هو الفعل الذي طلبه الشارع ً فالواجب الُ ّ
ضي ًقا.
صياما آخر ولذا كان ُم ّ
ً ال يسع
حتما في وقت يسع الفعل ويسع غيره من جنسه ،مثل وقت صالة الوسع :هو الفعل الذي طلبه الشارع ً ّ والواجب
الظهر (أداء الصلوات في أوقاتها املحددة ببداية ونهاية).
ضيق من جهة ويشبه ّ ثالثا :وهو الواجب ذو الشبهين ،أي أنه يشبه املُ ّ ً ً
املوسع من جهة أخرى. وزاد األحناف قسما
حجا ً
واحدا ،ويشبه ّ
املوسع في أن أداء أركانه ال تستغرق ضيق في أنه ال يصح في العام إال ً ُ
ومثاله الحج :فإنه يشبه امل ّ
كل أوقاته بل الوقت يسعها ويسع غيرها.
)٣اإلعادة :وهي إيقاع العادة في وقتها بعد تقدم إيقاعها على خلل في األجزاء.
مثل :من صلى بدون ركن أو في الكمال كصالة املنفرد ثم أعادها مع الجماعة.
| 13ا ل ص ف ح ة
الصورة الثانية:
ً أن يكون الواجب ً
مميزا عن غيره ،لكن يمتنع اإلتيان بالواجب عادة إال مع اإلتيان بذلك الغير ،مثل :ستر الفخذ من ضمن
ستر العورة في الصالة فإنه واجب وال يمكن اإلتيان به إال بستر ش يء من الركبة فوجب ستر ش يء منها.
الرأى الثاني :أن النفل يكون الز ًما بالشروع فيه ،وبالتالي فمن شرع في نفل ثم أفسده يجب عليه القضاء (مذهب
األحناف واإلمام مالك).
ُ
ودليلهم :قوله تعالى {وال تبطلوا أعمالكم}.
#الذهب الراجح :هو املذهب األول لقوة األدلة فيه وألن املندوب ال يلزم بالشروع فيه.
| 14ا ل ص ف ح ة
ُ
القسم الثالث :الباح:
الباح لغة :االتساع. »
ً
واصطالحا :هو ما ال ُيمدح فاعله وال ُيذم تاركه. »
خير للمكلف بين الفعل والترك. اإلباحة :هي خطاب هللا تعالى املُ ّ »
أثر اإلباحة :هو املباح ويسمى املباح ً
جائزا.
شرعا ُ
فيع ّم غير الحرام ،ويطلق على املباح. والجائز :يطلق على ما ُيمتنع ً
مثال الباح في العبادات :التعجيل والتأخر في أيام التشريق في قوله تعالى {فمن ّ
تعجل في يومين فال إثم عليه ومن
ايضا قول النبي في حكم الوضوء من أكل لحم الغنم فقال (إن شئت فتوضأ وإن تأخر فال إثم عليه ملن اتقى}ً ،
شئت فال تتوضأ).
مثال الباح في العادات :أكل املباحات ولبس امللبوسات وذلك لعموم قوله تعالى (قل من ّ
حرم زينة هللا التي أخرج
لعباده والطيبات من الرزق).
والجمهور يرى أن اإلباحة حكم شرعي.
» صيغ اإلباحة كثيرة ،منها:
ُ )1لفظ ّ
الحل مثل قوله تعالى (أحل لكم صيد البحر وطعامه)
)2نفى ُ
الجناح أو اإلثم مثل قوله تعالى (فال ُجناح عليهما)
)٣سكوت الشرع عن الفعل مثل قوله( وسكت عن أشياء من غير نسيان فال تكلفوها رحمة من ربكم فاقبلوها)
» صيغ التحريم:
)1صيغة ل تفعل :مثل قوله تعالى (وال تقتلوا النفس التي ّ
حرم هللا إال بالحق).
حرم :مثل قوله تعالى (إنما ّ
حرم عليكم امليتة والدم ولحم الخنزير). )2صيغة ّ
ٰ
(وينهى عن الفحشاء واملنكر والبغي). )٣صيغة نهى :مثل قوله تعالى
الحل :مثل قوله تعالى (يا أيها الذين ءامنوا ال يحل لكم أن ترثوا النساء ً
كرها). ّ )٤صيغة نفي
| 15ا ل ص ف ح ة
» أقسام الحرام:
قسم الحنفية الحرام ٰ
إلى قسمين: ّ
)1األول :حرام لعينه :وهو الفعل الذي ّ
حرمه الشارع ابتداء الشتماله على مفسدة راجعة لذاته.
مثل :الزنا وشرب الخمر وأكل امليتة.
حرمه الشارع لعارض اقتض ى تحريمه. ً
مشروعا في أصله ثم ّ )2الثاني :حرام لغيره :وهو الفعل الذي كان
مثل :اكل مال الغير.
| 16ا ل ص ف ح ة
أقسام الحكم الوضعي
ّ
قسمها العلماء إلى ستة أقسام:
(السبب-الشرط-املانع-الصحة-الفساد-الرخصة-والغريمة).
| 17ا ل ص ف ح ة
القسم الثاني :الشرط:
الشرط لغة :العالمة.
ً
واصطالحا :ما يلزم من عدمه العدم وال يلزم من وجوده وجود وال عدم لذاته.
» شرح التعريف:
(ما يلزم من عدمه العدم) :قيد أول خرج به املانع ألنه يلزم من وجوده العدم ،كالحيض بالنسبة للصالة مثال.
(ل يلزم من وجوده وجود ول عدم) :قيد ثاني خرج به السبب ألنه ال يلزم من عدمه العدم.
(لذاته) :قيد ثالث لدفع توهم لزوم وجود املشروط إذا قارن السبب ولرفع توهم لزوم عدم املشروط لوجود الشرط إذا
قارن املانع.
مثال الشرط املقارن للسبب املشروط :تمام الحول شرط للزكاة.
مثال الشرط املقارن للمانع املشروط :تمام الحول مع الدين املانع للزكاة.
» أقسامه :قسمين:
)1مانع للحكم :وهو وصف وجودي ظاهر منضبط مستلزم لحكمة تقتض ي نقيض حكم السبب مع بقاء املسبب.
ُسمي مانع للحكم :ألن سببه مع بقاء حكمه ال يؤثر .مثل وجود النجاسة في بدن املصلى فإنه سبب لعدم صحة
الصالة.
خل وجوده بحكمة السبب. )2مانع للسبب :وهو وصف ُي ّ
ً ُسمي مانع للسبب :ألن حكمته ُفقدت مع وجود صورته فقط؛ مثل الدين على من ملك ً
نصابا كامال.
| 18ا ل ص ف ح ة
القسم الخامس :الفساد أو الباطل:
لغة :مأخوذ من فسد اللحم إذا أنتن.
ً
وقوعا الشرع. ً
واصطالحا :عند التكلمين :مخالفة الفعل ذو الوجهين
وهو عند الفقهاء :عدم سقوط القضاء.
يستوف أركانه وال شروطه ،فال تترتب عليه آثار شرعية.
ِ الفاسد :هو الفعل الذي لم
» شرح التعريف:
ُ
(ما شرع من األحكام) :جنس في التعريف يشمل الرخصة والعزيمة.
ُ ( ُ
لعذر) :قيد أول ُيخرج العزيمة ألنه ما شرع من األحكام ال لعذر بل ابتداء.
أيضا ألنه على وفق حكم سابق كالصوم في الحضر. (خالف حكم سابق) :قيد ثاني خرج به العزيمة ً
حرم) :قيد ثالث خرج به ما ُرفع فيه سبب التحريم وهو معنى العزيمة. (مع قيام السبب الُ ّ
ً
ثانيا :العزيمة:
لغة :القصد املؤكد.
ً
اصطالحا :الحكم الشرعي الثابت بدليل يعارض بدليل شرعي آخر.
| 19ا ل ص ف ح ة
• العزيمة عند البيضاوي :تشتمل األحكام الخمسة.
اإليجاب :نحو وجوب الصالة.
الندب :نحو صالة الضحى.
التحريم :نحو تحريم الزنا.
الكراهة :نحو الصالة في مرابض اإلبل.
اإلباحة :نحو األكل والشرب.
| 21ا ل ص ف ح ة
إلى ثالثة أقسام:» أقسام الحكوم به :ق ّسمها األحناف ٰ
ً
تعظيما. القسم األول :حق هللا تعالى :وهو الفعل الذي يتعلق باملنفعة العامة دون اختصاصها ُونسبت ٰ
إلى هللا تعالى
القسم الثاني :حقوق العباد :مثل ضمان الدية.
القسم الثالث :ما اجتمع فيه الحقان :وله صورتان.
)1اجتماع الحقين وحق هللا تعالى هو الغالب مثل حد القذف؛ فحق هللا تعالى هو عدم إشاعة الفاحشة في املجتمع،
وحق العبد دفع العار عن املقذوف ولذا ال يجرى فيه إرث وإسقاط بالعفو لغلبة حق هللا تعالى.
)2اجتماع الحقين وحق العبد هو الغالب مثل القصاص؛ فحق هللا هو حماية املجتمع وحق العبد وقوع الجناية على
ّ
نفسه ،ولذا يجرى فيه إرث ألنه متعلق بالعبد أكثر.
ً
ثانيا :الحكوم عليه.
ّ ُ ّ
القصود بالحكوم عليه :هو املكلف الذي تعلق به التكليف.
» تكليف الكفار:
ال خالف بين العلماء في تكليف الكفار بأصول الشريعة فهم مأمورون باإليمان ،وإنما الخالف في الفروع مثل الصالة
ً
عقال ولكنهم اختلفوا في جوازه ً
شرعا. فهل مأمورون بها أم ال؟ واتفقوا في هذا على أنه جائز
إلى أنهم مخاطبون بالفروع ً
أيضا في األوامر والنواهي ،بشرط تقدم اإليمان مثل قوله تعالى (ما )1ذهب الجمهور ٰ
سلككم في سقر • قالوا لم نك من املصلين).
)2األحناف واملعتزلة قالوا إنهم غير مكلفين بها.
ّ
)٣قال البعض أنهم مكلفون بالنواهي دون األوامر.
| 21ا ل ص ف ح ة
» أثر تكليف الكفار في األحكام:
فرع على هذا الخالف أحكام منها:• لقد ت ّ
مطلقا أو ملصلحته أو إذن للمسلم أو غيرها ،فلو كان ُج ُن ًبا هل يجوز؟
ً جوزنا للكافر دخول املسجد سواء إذا ّ
ج /في املسألة وجهان:
داللة الخطاب على الحكم عند غير الحنفية:
ً
أول /تقسيم اللفظ املفرد إلى أربعة أقسام:
)1ما اتحد فيه اللفظ والعنى :وهو إما أن يمنع الشركة فيه مثل العلم أو ال يمنع ،وإن لم يمنع فإما أن يستوي في
محاله مثل الرجل وهو املتواطئ ألنه يتوافق في زيد وعمرو وسعد ،وإما ال يستوي في محاله وهو املشكك مثل النور
إلى السراج والشمس.
)2ما تعدد فيه اللفظ واملعنى :هي األلفاظ املتباينة مثل اإلنسان والفرس.
والحنطة. ُ
)٣ما تعدد فيه اللفظ واتحد املعنى :وهي األلفاظ املترادفة مثل القمح والبر ِ
)٤ما اتحد فيه اللفظ وتعدد املعنى :وهذا التقسيم تحته أقسام عدة كاملشترك والحقيقة واملجاز ،والتقسيمات
فردا ً
معينا ال يحتمل غيره. الثالثة األولى تسمى نصوص ألن كل لفظ منها ً
| 22ا ل ص ف ح ة
ث ً
انيا :النطوق والفهوم:
النطوق:
لغة :اسم مفعول من نطق أي تكلم.
ً
واصطالحا :ما دل عليه اللفظ في محل النطق.
مثل قوله تعالى (فال تقل لهما أف) فإنه يدل على تحريم التأفيف في حق الوالدين.
الثاني /الغير صريح :ما لم يوضع اللفظ له بل ما يلزم مما وضع له فيدل على االلتزام.
أقسام النطوق الغير صريح :ثالثة أقسام:
ً
تصحيحا ملعنى شرعي أو عقلي ،مثل {رفع عن أمتي الخطأ} أي )1دللة اقتضاء :اقتضاء الكالم تقدير كلمة في الكالم
رفع املؤاخذة عن ذلك.
ّ ً
)2دللة إيماء وتنبيه :أن يكون الكالم حاال على العلة كنا دل على املعنى مثل {من ّ
مس ذكره فليتوضأ}.
)٣دللة إشارة :أن يحصل الداللة بالتبعية ال ما يلزم عما وضع له اللفظ مثل {وحمله وفصاله ثالثون ً
شهرا} مع
{وفصاله في عامين} إشارة إلى أن أقل الحمل ستة أشهر.
الفهوم:
لغة :اسم مفعول من فهم أي الصورة الذهنية.
ً
واصطالحا :ما دل عليه اللفظ ال في محل النطق.
| 23ا ل ص ف ح ة
مخالفا للمنطوق في الحكم ً
إثباتا ً
ونفيا. ً الثاني/الفهوم الخالف :وهو أن يكون املسكوت عنه
أنواع مفهوم الخالفة:
)1مفهوم الصفة :مثل قوله" في سائمة الغنم زكاة" فإنه ينفى إثبات الزكاة في املعلوفة.
)2مفهوم الغاية :مثل (ثم أتموا الصيام إلى الليل) فال يكون ً
تاما إال ٰ
إلى الليل.
)٣مفهوم العدد :مثل (فاجلدوهم ثمانين جلدة) فال يجوز الزيادة أو النقصان.
حمل فأنفقوا عليهن) فغير الحامل ال يجب اإلنفاق عليها. )٤مفهوم الشرط :مثل (فإن كن أوالت ٍ
)5مفهوم الحصر :مثل (إنما املاء من املاء) أي :ال يجب الغسل إال عند رؤية املني.
)6مفهوم الستثناء :مثل (إال الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم) فإن لم يتوبوا فال يتم العفو.
ّ
)7مفهوم العلة :مثل (كل مسكر حرام) فغير املسكر حالل.
)8مفهوم الكان :مثل (وأنتم عاكفون في املساجد) فال يجوز االعتكاف في غيرها.
)9مفهوم الزمان :مثل (قم الليل) فال يكون بالنهار.
البر صدقة) فال يكون في الشعير والذرة وغيرها. )11مفهوم اللقب :مثل (في ُ
األمر والنهى:
األمر لغة :طلب الفعل.
ً
واصطالحا :طلب الفعل بالقول على سبيل االستعالء.
وقيل :القول الطالب للفعل.
» صيغ األمر:
)1افعل :مثل (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم).
)2الفعل الضارع القترن بالم األمر :مثل (لينفق ذو سعة من سعته).
)٣اسم فعل األمر :مثل (مكانكم أنتم وشركاؤكم).
)٤الصدر الدال على الطلب :مثل (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب).
)5الجملة الخبرية التي تضمنت ً
أمرا :مثل (والوالدات يرضعن أوالدهن).
» اتفق العلماء على أن األمر إن وردت قرينة على حمله على معنى من العاني ُحمل عليه.
مثاله في الوجوب( :وأقيموا الصالة) فاألمر للوجوب لقول النبي( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصالة).
مثاله في الندب( :فكاتبوهم إن علمتم فيهم ً
خيرا) فاألمر للندب ألنه إرشادي.
مثاله في اإلباحة( :فانكحوا ما كاب لكم من النساء ٰ
مثنى وثالث ورباع) فاألمر لإلباحة.
• لكنهم اختلفوا :هل األمر املطلق عن القرائن ُيحمل على الوجوب أو الندب أو غيرها؟
ثالثة أقوال )1( :حقيقة في الوجوب ومجا ًزا فيما عداه وهذا عند الجمهور.
( )2حقيقة في الندب وهذا عن عامة املعتزلة.
)3حقيقة في القدر بين الوجوب والندب وهو الطلب.
| 24ا ل ص ف ح ة
والرأي الراجح هو الرأى األول ،ودليلهم:
)1قوله تعالى إلبليس (ما منعك أن تسجد إذ أمرتك) فدل على أن أمر هللا له بالسجود للوجوب ولو كان للندب
الحتج به إبليس.
ّ )2قوله تعالى (وإذا قيل لهم اركعوا ال يركعون) أى أن هللا ّ
ذم الذين ال يركعون والركوع جزء من الصالة ،والذم ال
يكون إال على ترك واجب ّ
فدل على أن األمر للوجوب.
النهى:
لغة :املنع والتحريم والزجر.
ً
واصطالحا :استدعاء الترك بالقول ممن هو دونه.
» صيغ النهى:
)1ل تفعل :مثل (وال تقربوا الزنا).
(وأحل هللا البيع ّ
وحرم الزنا). ّ ّ )2
حرم :مثل
)٣نهى :مثل (إنما ينهاكم هللا).
)٤نفى الحل :مثل (وال يحل لهن أن يكتمن).
)5صيغة األمر بالجتناب :دع-ذر-أعرض مثل (فاجتنبوا الرجس من األوثان).
مؤمنا إال ً
خطئا). )6صيغة الجملة النفية :مثل (وما كان ملؤمن أن يقتل ً
)7الجملة الخبرية التي تفيد النهى :مثل (إن هللا ال يحب املعتدين).
| 25ا ل ص ف ح ة
» أثر النهى:
اتفق األصوليون على أن النهى يدل على الفساد إذا اقترن بذلك قرينة ،وكما اتفقوا على أن النهى ال يدل على الفساد إال
إذا اقترنت بذلك قرينة تدل على ذلك فقد اختلفوا في مطلق النهى هل يقتض ي الفساد أم ال؟؟
هناك ثالثة مذاهب في ذلك:
)1النهى يدل على الفساد سواء كان عبادة او معاملة أو تعلق بعينه أو بجزئه وهو مذهب الجمهور ولكنهم اختلفوا فيما
إلى وصف مقارن خارج عن املأمور به غير الزم فإنه ال يدل على الفساد عند البعض ،ويدل على إذا كان النهى راجع ٰ
الفساد عند اآلخرين وهم الحنابلة واإلمام مالك في ذلك ومثال ذلك :النهى عن البيع يوم الجمعة وقت النداء " وهذا
الرأى هو الراجح ".
)2النهى ال يدل على الفساد بذاته بل البد من دليل آخر غير النهى.
)٣النهى يدل على الفساد في العبادات دون املعامالت.
العام والخاص:
العام لغة :الشمول.
ً
فصاعدا. واصطالحا :اللفظ الدال من جهة واحدة على شيئينً
العموم :حصرها البعض ففي أربعة:
.1لفظ البعض :مثل املسلمين.
.2لفظ الجنس :وهو ما ال واحد له من لفظه مثل الناس.
.٣األسماء املبهمة :مثل من -ما-أي.
.٤االسم املفرد إذا دخل عليه األلف والالم.
وأضاف البعض النكرة املنفية واألسماء املوصولة وكل واملضاف ٰ
إلى معرفة.
» مدلول العام :أنه محكوم فيه على فرد مطابقة في حالتي اإلثبات والسلب.
اختلف األصوليون في داللة العموم على األفراد ،هل قطعية أم ظنية؟
الجمهور قال إنها ظنية ،واألحناف قالوا انها قطعية.
| 26ا ل ص ف ح ة
أنواع العام: »
ً
عام يراد به العموم قطعا :وهو كل عام ال يحتمل التخصيص بقرائن تدل على ذلك ،مثل قوله تعالى "وما من دابة )1
في األرض إال على هللا رزقها" لفظ العام هنا "من دابة" وحكم هذا النوع :أنه قطعي الداللة على العموم.
قطعا :وهو كل عام خصص بقرائن تدل على منع بقائه على العموم ،مثل قوله تعالى "وهلل عام يراد به الخصوص ً )2
على الناس حج البيت" لفظ الناس ال يدل على العموم وإال دخل الصبي ،وحكم هذا النوع أنه قطعي الداللة على
الخصوص.
ُ
عام مطلق :وهو كل عام أطلق عن قرائن إرادة التخصيص ،مثل قوله تعالى "واملطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة )٣
قروء"؛ وحكم هذا النوع :أنه ال نزاع فيه أنه يدل على جميع األفراد التي يصدق عليها معناه وإنما النزاع هل صفة
هذه الداللة ظنية أم قطعية؟
الخاص:
لغة :اإلفراد ،كل لفظ وضع ملعنى معلوم على االنفراد.
ً
واصطالحا :اللفظ الواحد الذي ال يصلح مدلوله الشتراك كثيرين فيه.
الراد بالخاص :هو التخصيص وهو قصر العام على بعض أفراده.
» حكم التخصيص:
خبرا ،وقصره البعض على الخبر، أمرا ام ً
نهيا ام ً ً
الجمهور اتفق على أن التخصيص جائز مطلقا سواء كان العام ً
والبعض قصره على األمر.
» أقسام التخصيص :مخصص متصل ومخصص منفصل.
ً
أول /الخصص التصل :وهو خمسة أقسام:
)1الستثناء :مثل (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إال ما اضطررتم إليه).
)2الشرط :مثل (ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد).
ً
)٣الصفة :مثل (ومن لم يستطع منكم طوال أن ينكح املحصنات املؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم املؤمنات)
فإنه أفاد إباحة زواج الحر املسلم من اإليماء لكن هذا العموم خصص بصفة وهي اإليمان ال الكافرة.
)٤الغاية :مثل (فاآلن باشروهن وابتغوا ما كتب هللا لكم )......فيه إباحة الجماع واألكل والشرب ولكن خصص بغاية
وهي طلوع الفجر.
| 27ا ل ص ف ح ة
ً
)5بدل البعض من الكل :مثل (وهلل على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال) فالناس عامة يشمل املستطيع
خص ُه باملستطيع.
وغيره والبدل ّ
الطلق والقيد:
الطلق لغة :اسم مفعول من اإلطالق بمعنى اإلرسال والتخلية وعدم التقييد.
ً
واصطالحا :ما دل على شائع في جنسه.
القيد لغة :ضد املطلق.
ً ً ً
واصطالحا :ما تناول معينا أو موصوفا بزائد على حقيقة جنسه.
ً
ومطلقا من وجه آخر ،مثل قوله تعالى (رقبة مؤمنة) فإنها • وقد يجتمعان في وجه واحد فيكون اللفظ مقيد من وجه
ُ ُ
ق ّيدت باإليمان ولكنها أطلقت فيما دون اإليمان من طول وبياض وغير ذلك.
حكم الطلق والقيد :يرجع حكمهما وسببهما إلى أربع صور: »
ً
وسببا :نحو قوله تعالى في كفارة اليمين (فصيام ثالثة أيام) وقوله (صيام شهرين متتابعين) فالحكم أن يختلفا ً
حكما )1
ً
مطلقا واملقيد يكون في األولى بدون تتابع وفى الثانية بتتابع ،فالحكم هنا ال يحمل املطلق على املقيد فاملطلق يكون
مقي ًدا.
ّ
ً
وسببا :مثل قوله تعالى (حرمت عليكم امليتة والدم ولحم الخنزير) وقوله تعالى (إال أن يكون ميتة أو حكماأن يتحدا ً )2
مسفوحا) فالدم في األولى مطلق وفى الثانية مقيد بمسفوح ،وحيث أن الحكم والسبب واحد فالحكم هنا حمل ً ً
دما
ً
مسفوحا. املطلق على املقيد ،فشرط تحريم الدم أن يكون
حكما ويختلفا ً
سببا :مثل قوله تعالى في كفارة الظهار (فتحرير رقبة) وأما في كفارة القتل (فتحرير رقبة أن يتحدا ً )٣
إلى حمل املطلق على املقيد وذهب مؤمنة) فالرقبة مطلقة في األولى ومقيدة في الثانية؛ والحكم هنا :ذهب الشافعي ٰ
إلى أنه ال يحمل املطلق على املقيد فال يشترط في رقبة الظهار عنده أن تكون مؤمنة.ابو حنيفة ٰ
سببا :مثل قوله تعالى في التيمم (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه) فهي هنا مطلقة ،وقوله حكما ويتحدا ً أن يختلفا ً )٤
في الوضوء (فاغسلوا بوجوهكم وأيديكم ٰ
إلى املرافق) فهي هنا مقيدة ،والحكم هنا ال يحمل املطلق على املقيد.
| 28ا ل ص ف ح ة
» أثر الطلق والقيد في األحكام:
)1أن النكاح ال ينعقد بحضور الفاسقين عند الشافعي وعند ابو حنيفة ينعقد ،ألن قول الرسول الكريم (ال نكاح إال بولي
وشاهدي عدل) فهو مقيد هنا بالعدالة وفى رواية أخرى (ال نكاح إال بولي وشهود) فهنا مطلق ولهذا أجازه ابو حنيفة.
)2الخالف في إعتاق الرقبة في كفارة القتل كما تقدم.
» أسباب اإلجمال:
)1الشتراك اللفظي :أي وضع اللفظ لحقائق متعددة بأوضاع مختلفة مع عدم وجود قرينة تعين املراد منها.
مثل( :واملطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء).
)2إرادة فرد معين من أفراد الحقيقة الواحدة مع عدم القرينة على التعيين.
مثل( :إن هللا يأمركم أن تذبحوا بقرة).
)٣تردد اللفظ بين محاذاته املتكافئة مع قيام الدليل على عدم إرادة الحقيقة.
مثل :رأيت ً
بحرا في الحمام.
عمرا وأكرمني ،فالضمير في أكرمني قد يرجع لزيد أو عمرو. )٤تعدد مرجع الضمير مثل :ضرب زيد ً
ً
وماهرا في غير الطب، )5تعدد مرجع الصفة مثل :زيد طبيب ماهر ،فقد يكون ماهر يقصد بها زيد فيكون زيد ً
طبيبا
ً
وماهرا فيه. إلى طبيب فيكون ز ًيدا ً
طبيبا وقد يرجع ٰ
ً ُ ّ
)6استثناء الجهول مثل( :أحلت لكم بهيمة األنعام إال ما يتلى عليكم) فإن ما يتلى قبل نزوله مجهول فكان مجمال
يحتاج ٰ
إلى البيان.
» أنواع الجمل:
)1إجمال في الحرف :مثل الواو في قوله تعالى (والراسخون في العلم).
)2إجمال في الفعل :مثل ما ثبت من أن الرسول الكريم جمع في السفرين الصالتين ،ألن مسافة السفر مجملة
فيجب التوقف حتى الوضوح.
)٣إجمال في السم الفرد :مثل العين املترددة بين الباصرة والجارية والذهب.
)4إجمال في الركب :مثل (أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح) فإنه يحتمل للولي او للزوج.
» حكم الجمل :التوقف على البيان الخارجي.
| 29ا ل ص ف ح ة
ّ
البين:
ّ
البين لغة :اسم مفعول من ّبينت الش يء أي أظهرته ووضحته.
ً
واصطالحا :ما اتضحت داللته بالنسبة ٰ
إلى معناه.
» ما يقع به البيان:
)1البيان بالقول :مثل (ليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة).
يبين بهذا الضرب والشتم وهو بالتنبه. )2البيان بالفهوم :مثل (فال تقل لهما أف وال تنهرهما) فإنه ّ
)٣البيان بالفعل :مثل أفعال الحج والصالة التي بينها لنا الرسول الكريم.
)٤البيان باإلفراد :مثل ما كان يضرب النبي أصحابه.
)5البيان باإلشارة :مثل قول النبي ألعرابي (الشهر هكذا وهكذا وهكذا).
)6البيان بالكتابة :مثل الكتب التي كان يرسلها النبي إلى اليمن وغيرها.
)7البيان بالقياس :مثل قياس األرز على ُ
البر.
» تأخير البيان :تأخير البيان عن وقت الحاجة اتفقوا على امتناعه ،وأما تأخير البيان عن وقت الخطاب ٰ
إلى وقت الحاجة
فهو محل خالف.
» أثر الجمل ّ
والبين في األحكام:
ما إذا قال سيد لعبديه " أحدكما حر" فيجب عليه التعيين ،فإن ّ
عين كان ابتداء وقوعه عند اإليقاع على الصحيح
وقيل عند التعيين.
النسخ:
النسخ لغة :اإلزالة والرفع والنقل.
ً
واصطالحا :رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر.
» شروط النسخ:
ً
شرعيا. )1أن يكون الناسخ واملنسوخ ً
حكما
)2أن يكون الناسخ أقوى من املنسوخ.
ً ً
ومتأخرا عن املنسوخ. )٣أن يكون الناسخ منفصال
| 31ا ل ص ف ح ة
)٣نسخ الحكم والتالوة ً
معا :مثل ما ُروى عن السيدة عائشة أنها قالت كان فيما أنزل من القرآن "عشر رضعات معلومات
محرمات" فنسخت بخمس معلومات ولم يبق ال هذه وال تلك.
| 31ا ل ص ف ح ة
والظني قسمان ً
أيضا:
-1ظني الثبوت :وهو الدليل الذي نقل إلينا بغير طرق التواتر مثل الحديث املشهور وخبر اآلحاد.
ً ً
تخصيصا مثل (ال صالة ملن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) فهذا الحديث ظني -2ظني الدللة :وهو الذي يحتمل تأويال أو
الثبوت ألنه خبر آحاد ،وظني الداللة ألنه يحتمل التأويل على معنيين.
ً
ثانيا /باعتبار النقل والعقل:
)1دليل نقلى :وهو الدليل الذي نقل إلينا مثل الكتاب والسنة واإلجماع وأقول الصحابة.
)2دليل عقلي :وهو ما يستخرجه العقل بواسطة النظر في املقدمات العقلية مثل القياس.
الكتاب:
الكتاب لغة :يطلق على كل مكتوب ثم غلب في عرف أهل الشرع على القرآن.
واصطالحا :كالم هللا تعالى ّ
املنزل على سيدنا محمد لإلعجاز ولو بسورة منه املتعبد بتالوته واملنقول إلينا بالتواتر. ً
» أما دللة آياته من ناحية الورود فجميعها قطعية الثبوت والورود والنقل.
» مرتبته بين األدلة :هو أول األدلة الشرعية ومصدرها.
| 32ا ل ص ف ح ة
» أنواع األدلة القرآنية:
حصرها الشيخ عبد الوهاب خالف في ثالثة:
( )1أحكام اعتقادية :تتعلق بما يجب على املكلف اعتقاده في هللا تعالى ورسله.
ُ
( )2أحكام خلقية :تتعلق بما يجب على املكلف أن يتحلى به من الفضائل والتخلي عن الرذائل.
( )٣أحكام عملية :تتعلق بما يصدر عن املكلف من أقوال وأفعال وعقود وتصرفات.
ُُ وقد ّ
قسم األحكام العملية إلى قسمين (عبادات-معامالت)؛ ولكننا نرى أن األحكام الخلقية داخلة في علم أصول الفقه
ألنها إما اقتضاء فعل نحو الصدق أو اقتضاء ترك نحو الكذب.
وأما الشيخ محمد أبو زهرة :فقد ّ
قسم األحكام القرآنية إلى أقسام كثيرة منها:
(عبادات ومعامالت واألسرة والعقوبات الزاجرة)
ويمكن رد جميع هذه التقسيمات إلى قسمين:
ً
تحريما أو كراهة. طلبا لترك فعل إيجابا أو ً
ندبا أو كان ً ً ( )1ما كان ً
طلبا لفعل
( )2ما ال طلب فيه كاإلباحة؛ وهو التقسيم الراجح الذي ارتضاه العز ابن عبد السالم في كتابه اإلمام.
السنة:
السنة لغة :السيرة والعادة والطريقة املحمودة املستقيمة.
ً
واصطالحا :عند الفقهاء :اسم ملا شرع زيادة على الفرض والواجب.
عند الحدثين :كل ما ورد عن النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.
عند األصوليين :ما ثبت عن النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.
وتطلق على ما يقابل البدعة وعلى ما يقابل القرآن ً
أيضا.
» حجية السنة:
حجة بإجماع املسلمين وهي في املرتبة الثانية بعد القرآن ،ودليل ذلك حديث سيدنا معاذ ابن جبل عندما أرسله
النبي إلى اليمن.
» منزلة السنة من القرآن الكريم :باعتبار ما ورد فيها من أحكام :تنقسم إلى ثالثة أنواع:
)1سنة موافقة للقرآن من حيث اإلجمال والبيان :مثل حديث (بنى اإلسالم على خمس) مع ما وافقه من القرآن في آيات
الصالة والزكاة والحج والصيام.
)2سنة ّ
مبينة للقرآن :ولها أربع صور:
أ -سنة مفصلة لجمل القرآن :مثل عمل النبي في الصالة ومناسك الحج.
ب -سنة مخصصة لعموم القرآن :مثل منع القاتل من امليراث في قوله (القاتل ال يرث) فخصصت قوله تعالى
(يوصيكم هللا في أوالدكم للذكر مثل حظ األنثيين).
| 33ا ل ص ف ح ة
ت -سنة مقيدة لجمل القرآن :مثل تقييد الوصية بالثلث في قول النبي( الثلث والثلث كثير) فقد فيد مطاق
الوصية في قوله تعالى (من بعد وصية يوص ى بها أو دين).
ث -سنة ناسخة للقرآن :مثل حديث (ال وصية لوارث) فإنه ناسخ لقوله تعالى (كتب عليكم إذا حضر أحدكم املوت
إن ترك ً
خيرا الوصية).
)٣سنة واردة بأحكام سكت عنها القرآن :مثل تحريم لبس الذهب والحرير.
" #هذا هو تقسيم الجمهور" أما األحناف فقسموها إلى (متواتر ومشهور وآحاد).
ومنكر املتواتر كافر عند الجميع ،ومنكر املشهور مختلف فيه ،ومنكر اآلحاد ال يكفر عند الجمهور.
| 34ا ل ص ف ح ة
اإلجماع:
اإلجماع لغة :العزم التام على الش يء أو االتفاق.
ً
واصطالحا :اتفاق املجتهدين من أمة النبي بعد وفاته على حكم شرعي في عصر من العصور.
» شروط اإلجماع:
)1أن يكون املجمعون من املجتهدين.
ً
جميعا على الحكم الشرعي. )2أن يتفقوا
)٣أن يكون املجتهدون من أمة محمد.
)٤أن يكون اإلجماع بعد وفاته.
)5أن يكون هذا اإلجماع في عصر واحد.
)6أن يقيموا على ما أجمعوا عليه.
)7أن يثبت بطريق صحيح.
)8أال يسبقه خالف مستمر( .أنكر البعض هذا الشرط)
» حجية اإلجماع:
اتفق العلماء على أن اإلجماع ممكن في نفسه وهو حجة شرعية.
دليل ذلك :قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولى األمر منكم).
وجه الدللة :أن هللا تعالى أمر بطاعة أولى األمر وهذا يدل على حجية اإلجماع.
أيضا :قول النبي( ال تجتمع أمتي على ضالل). ومن األدلة ً
| 35ا ل ص ف ح ة
)2اإلجماع السكوتي :هو إبداء بعض املجتهدين رأيهم في واقعة بعد عصر النبوة وسكوت البعض اآلخر.
واختلفوا في هذا ،هل هو إجماع أم ال؟
)1ذهب البعض إلى أنه رأى وحجة.
)2ذهب البعض إلى أنه ليس بإجماع وال حجة.
)٣ذهب البعض إلى أنه حجة وليس إجماع.
حاكم فهو ليس إجماع ،وإن كان فتيا فهو إجماع. )٤ذهب البعض إلى أنه إن كان ً
حكما من
ٍ
» سند اإلجماع:
هل اإلجماع مصدر مستقل بذاته أم ال؟
( )1ذهب البعض إلى أنه ال ينعقد إال عن مستند ،ألن إنشاء األحكام هلل ورسوله.
( )2وخالف البعض ذلك؛ والرأي الراجح هو األول.
» قطعية السند:
ً
قطعيا كنصوص الكتاب والسنة املتواترة. )1قال البعض أن مستند اإلجماع البد أن يكون
قطعيا ويكون ً
ظنيا. ً )2قال األكثرون أن مستند اإلجماع يكون
ً
مستندا إلى خبر الواحد ،كاإلجماع على حرمة بيع الطعام قبل قبضه. فقد وقع اجماع املجتهدين
قياسا على لحمه. ً
مستندا إلى القياس كاإلجماع على حرمة شحم الخنزير ً ووقع اإلجماع
القياس:
لغة :املساواة والتقدير.
اصطالحا :مساواة فرع ألصل في علة حكمه.
» حجية القياس:
القياس حجه يجب العمل به في األمور الدنيوية اما في الشرع فإنه كذلك عند كافة العلماء إال من شذ كالنظام وبعض
املعتزلة ومرتبته الرابعة بعد القرآن والسنة واإلجماع.
| 36ا ل ص ف ح ة
» األدلة على حجيته :نذكر منها ثالثة فقط
)1قوله تعالي ":يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم"
ال شك أن في اآلية الكريمة إلحاق ماال نص فيه وهو إطاعة أولى األمر بما في النص وهو الكتاب والسنه لتساويهما
في علة حكم النص وهذا قياس
ً
)2قوله تعالي" :قل يحييها الذي أنشأها أول مرة "جوابا" من يحي العظام وهيا رميم "
فاهلل تعالى استدل في هذه اآلية على إحياء املوتى بالقياس
)٣أن الصحابة رضوان هللا عليهم قاسوا خالفة سيدنا أبو بكر الصديق علي إمامته في الصالة وقالوا رضيه الرسول
الكريم لنا في أمر ديننا أفال نرضه في أمور الدنيا فقاسوا خليفة الرسول علي رسول هللا صلي هللا عليه وسلم.
» أركان القياس:
)1األصل :هو ما ورد النص بحكمه ويسمي املقيس عليه.
)2حكم األصل :الحكم الشرعي الذي ورد به النص في األصل وراد تعديته للفرع.
)٣الفرع :مالم يرد نص بحكمه ويراد أن يكون له حكم األصل بالقياس ويسمي املقيس.
)٤العلة :الوصف املوجود في األصل والذي من اجله شرع الحكم فيه وبناء على وجوده فى الفرع يراد تسويته باألصل
في هذا الحكم.
مثال توضيحي :قياس ضرب الوالديين بالتأفيف.
األصل هو :التأفيف الفرع هو :الضرب
العله :اإليذاء. حكم األصل :التحريم.
» شروط القياس :القياس ال يتم إال بشروط خاصه منها ما يتعلق باألصل ومنها ما يتعلق بحكم األصل ومنها ما يتعلق
بالفرع ومنها ما يتعلق بالعلة.
ً
شروط األصل :اال يكون فرعا ألصل آخر.
شروط حكم األصل:
ً ً
)1ان يكون حكما شرعيا عمليا ثبت بنص من الكتاب والسنة.
ً
)2ان يكون معقول املعنى بأن يكون مبنيا على علة يستطيع العقل إدراكها فإن تعذر علي العقل إدراك العلة تعذر
القياس مثل القياس على األحكام التعبدية كأعداد الركعات فال قياس في ذلك؛ اما ان كان حكم األصل معقول
املعني فيصح القياس سواء كان فيما شرع ابتداء او ما شرع استثناء.
مثال لألول :تحريم شرب الخمر
مثال للثاني :أكل امليتة عند الضرورة
ً
)٣أن يكون له عله يمكن تحققها في الفرع :فإن كانت العله قاصره على األصل فال يكون قياسا ،كقصر الصالة في
السفر.
| 37ا ل ص ف ح ة
ً
)٤أال يكون حكم األصل مختصا به :الن االختصاص يمنع تعديته الي الفرع ،مثل :اختصاص نبينا الكريم ﷺ بالزواج
بأكثر من اربعه.
ً
)5أال يكون منسوخا.
شروط الفرع:
)1أن يكون الفرع غير منصوص على حكمه :الن القياس يكون فيما ال حكم فيه فال قياس على ان عتق الرقبة غير
ً ً
املؤمنة ال تجزئ في كفارة اليمين قياسا على الظهار الن للفرع حكما خاص به.
ً
)2أن تكون عله األصل موجودة في الفرع :الن شرط التعدي للحكم تعدي العله فإن لم توجد كان هذا ما يسمونه قياسا
مع الفارق هناك مثال ص1٩5
)٣أال يتقدم الفرع في الثبوت على األصل.
شروط العلة:
العلة :هي أساس القياس وركنه العظيم وألهميتها البد من تمهيد يبين ما هي العلة والفرق بينها وبين الحكمة حتى نبين
شروطها
العله لغة :املرض
ً ً ً
العله اصطالحا :الوصف الظاهر املنضبط الذي بني عليه الحكم وربط به وجودا وعدما.
» الفرق بينها وبين الحكمة:
الحكمة :هي املصلحة التي قصد الشارع تحقيقها بتشريعه الحكم.
ً ً
والعله :هي الوصف الظاهر املنضبط الذي بني عليه الحكم وربط به وجودا وعدما.
ً
مثال للحكمة :الذي هو مقرر عند املحققين أن األحكام الشرعية ما شرعت عبثا بل ملصلحه العباد سواء في العاجل او
ً
اآلجل ،فمثال :قوله تعالي "ولكم في القصاص حياه" بين سبحانه وتعالى الهدف من القصاص وهو استقامة حياه البشر
واألمثلة كثيره في ذلك سواء قرآن او سنه ،واباحه الفطر للمسافر في رمضان حكمته دفع املشقة اما سبب الفطر او
ً
علته هو السفر؛ واالحكام في الشريعة تربط غالبا باألمر الظاهر املنضبط وهو ما يسميه األصوليون بعله الحكم أو
مناطه أو مظنته؛ ولهذا يقول األصوليون األحكام تربط بعللها ال بحكمها ،بمعني ان الحكم يوجد متى ما وجدت العلة
وإن اختفت الحكمة والحكم ينتفى بانتفاء العلة وإن وجدت الحكمة الن ربط األحكام بالعلة مظنة تحقق الحكمة
ً
والغالب تحققها وأيضا ربط األحكام بالعلل يؤدي إلى استقامة التكليف وضبط األحكام واستقرار أوامر التشريع ،وعلى
ً ً
هذا فمتى كان املسلم مسافرا فله أن يفطر وإن لم يجد مشقة ومن ما كان مقيما فليس له اإلفطار وإن وجد مشقة في
عمله.
| 38ا ل ص ف ح ة
بعد هذا البيان عن العلة نذكر شروط العلة وهي: »
ً ً
أن تكون العلة وصفا ظاهرا :بمعني أنه يمكن التحقق من وجوده في األصل والفرع. )1
مثل اإلسكار في الخمر فالعلة وصف يمكن التحقق من وجوده في الخمر كما يمكن التحقق من وجوده في كل نبيذ
ً ً ً ً
مسكر ،اما إن كانت العلة وصفا خفيا فال قياس وأقام الشارع بدلها أمرا ظاهرا مثل :حصول نطفة الزوج في رحم
املرأة بمالمسته لها ،هذا يكون بعلة ثبوت النسب ولكن هذا األمر ش يء خفي ال سبيل لالطالع عليه ولهذا أقام بدله
الزواج الصحيح.
ً ً ً
أن تكون وصفا منضبطا :بمعني أن يكون محددا ،مثل :القتل في حرمان القاتل من امليراث فيمكن ان يقاس على )2
القاتل الوارث القاتل املوص ي له ،وسبب هذا الشرط :أن اساس القياس هو مساواة الفرع لألصل في الحكم وإن لم
ً ً
يتوفر هذا الشرط فال قياس وأقام الشرع مقامه أمرا منضبطا مثل :املشقة التي هي علة اإلفطار ،وملا كانت أمر غير
ً
منضبطا أقام الشارع مقامها السفر واملرض.
ً ً ً ً
أن تكون وصفا مناسبا للحكم :بمعني مالئمة له مثل :السرقة وصفا مناسبا لقطع يد السارق الن ربط القطع )٣
وبناء على هذا الشرط ال يصح التعليل باألوصاف الغير مناسبه وال املالئمة بالسرقة من شأنه حفظ أموال الناسً ،
بينها وبين الحكم وهي ما تسمي باألوصاف الطردية أو االتفاقية مثل :لون الخمر وطعمها فال يصح ش يء من ذلك أن
ً ً
يكون وصفا مناسبا لتحريم الخمر.
ً ً ً
أن تكون العله وصفا متعديا :بمعني أال يكون مقصورا على األصل مثل :اإلسكار ،علة التحريم في الخمر ويصح )٤
ً
تعديته في كل نبيذ مسكر ،أما إذا كان هذا الوصف قاصرا على األصل فال قياس النعدام العله في الفرع مثل :السفر
الذي هو علة إلباحة الفطر للمسافر أو املريض ،فهذه العله ال توجد إال فيهما فال تتعدي لغيره.
أن تكون العله من األوصاف التي لم يلغي الشارع اعتبارها :أي لم يقم الدليل علي إلغاء هذا الوصف وعدم اعتباره، )5
ً
فقد يبدو الوصف للمجتهد ألول مرة يصلح أن يكون مناسبا لحكم معين ولكنه في الواقع يصادم النص ويخالف
ً ً
الدليل الشرعي ،مثل :اعتبار اشتراك الذكر واألنثى في النبوة وصفا مناسبا للحكم بالتسوية بينهما في امليراث فهذا خطأ
ً
قطعا ،ألن الشارع أهدر ذلك بقوله تعالي " يوصيكم هللا في أوالدكم للذكر مثل حظ األنثيين "
| 39ا ل ص ف ح ة