Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 40

‫كلية أصول الدين بالقاهرة‬

‫جامعة األزهر الشريف‬


‫قسم الدعوة‬

‫حول‬

‫أصول الفقه‬

‫الفرقة الرابعة‬

‫قسم الدعوة والثقافة اإلسالمية‬

‫‪2020 - 2019‬‬
‫‪ ‬تعريف أصول الفقه‬
‫‪ ‬لغة‪ّ :‬‬
‫عرفه العلماء بتعريفين‪:‬‬
‫‪ )1‬باعتباره مركب إضافي‪ )2 .‬باعتباره ً‬
‫علما على هذا الفن‪.‬‬
‫ً‬
‫أول‪ /‬باعتباره مركب إضافي‪ُ :‬‬
‫البد من تعريف املضاف (أصول) واملضاف إليه (الفقه)‪.‬‬

‫» تعريف األصول لغة‪:‬‬


‫جمع أصل وهو‪:‬‬
‫‪ )1‬ما ُي ٰ‬
‫بنى عليه غيره‪.‬‬
‫‪ُ )2‬منش ئ الش يء‪.‬‬
‫‪ )3‬الحسب والنسب‪.‬‬
‫‪ )4‬العقل‪.‬‬

‫» اصطالحا‪ :‬يطلق على عدة معاني منها‪:‬‬


‫‪ )1‬الدليل‪ :‬مثل األصل في وجوب الزكاة هو قوله تعالى {وآتوا الزكاة} أي دليلها‪ ،‬وهذا املعنى أقرب ش يء ٰ‬
‫إلى علم أصول الفقه‪.‬‬
‫م‬
‫‪ )2‬القيس عليه‪ :‬مثل الخمر أصل في تحريم النبيذ‪.‬‬
‫ً‬
‫منصوبا‪.‬‬ ‫ً‬
‫مرفوعا وقد يأتي‬ ‫‪ )3‬الستصحب‪ :‬مثل األصل في الفاعل أن يأتي‬
‫‪ )4‬الراجح‪ :‬مثل األصل في الكالم الحقيقة دون املجاز‪.‬‬
‫‪ )5‬القاعدة الكلية‪ :‬مثل (ال ضرر وال ضرار) أصل من أصول الشريعة‪.‬‬

‫» تعريف الفقه‪ :‬لغة‪ :‬اختلف العماء فيه فمنهم من أورده بمعنى الفهم مطلقا ومنهم من عني به الفهم الدقيق‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ )1‬الفهم مطلقا؛‬
‫ََ َ َ َ‬
‫فق ُهو َن َتسب َ‬ ‫دليل ذلك‪ :‬قوله تعالى { َوإن من ش يء إ اال ُي َسب ُح ب َ‬
‫يح ُهم}‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫مد‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ )2‬فهم الش يء الدقيق فقط‪.‬‬
‫َ‬
‫وم َيفق ُهون}‪.‬‬ ‫ق‬
‫َ‬
‫ل‬‫ِ‬ ‫ات‬
‫ِ‬
‫صل َنا َ‬
‫اآلي‬ ‫دليل ذلك قوله تعالى { َقد ف ا‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫مطلقا)‪.‬‬ ‫‪ #‬والرأي الراجح هو األول (الفهم‬

‫» تعريف الفقه اصطالحا‪ :‬له تعريفات كثيرة منها‪:‬‬


‫‪ )1‬معرفة النفس ما لها وما عليها؛ وهذا التعريف لإلمام أبو حنيفة‪.‬‬
‫‪ )2‬العلم باألحكام الشرعية العملية املكتسب من أدلتها التفصيلية‪.‬‬
‫‪ -‬شرح التعريف‪:‬‬
‫[العلم] جنس في التعريف يشمل العلم باألحكام والعلم بغيرها‪.‬‬
‫وال يراد بالعلم هنا‪ :‬االعتقاد الجازم املطابق للواقع الناش ئ عن دليل‪ ،‬وإنما املراد هنا إدراك يشمل الظن‪.‬‬
‫[باألحكام] قيد أول خرج به العلم بالذوات مثل‪ :‬زيد‪ ،‬والعلم بالصفات مثل‪ :‬سواده‪ ،‬والعلم باألفعال كقيامه‪.‬‬

‫‪ | 1‬الصفحة‬
‫[الشرعية] قيد ثاني خرج به العلم باألحكام الغير شرعية‪ ،‬مثل العلم باألحكام العقلية واألحكام الحسية واألحكام اللغوية‪.‬‬
‫[العملية] قيد ثالث خرج به األحكام العلمية وهي أصول الدين‪.‬‬
‫[الكتسب] قيد رابع خرج به علم هللا تعالى ألنه ذاتي قديم‪.‬‬
‫[من أدلتها] قيد خامس خرج به علم املالئكة والرسل ألنه حاصل بالوحى‪.‬‬
‫ّ‬
‫املقلد ألنه يكتسب من دليل إجمالي‪.‬‬ ‫[التفصيلية] قيد سادس خرج به علم ِ‬
‫ُ‬
‫ويرى الشيخ أبو النور زهير‪ :‬أن هذا القيد ذكر لبيان الواقع وليكون في مقابلة األدلة اإلجمالية في تعريف أصول الفقه‪.‬‬
‫» إطالقات الفقه عند الفقهاء‪ُ - :‬يطلق ٰ‬
‫على أحد معنيين‪:‬‬
‫(‪ )1‬القدرة ٰ‬
‫على استنباط األحكام الشرعية من األدلة الشرعية‪.‬‬
‫(‪ )2‬األحكام الشرعية املستنبطة من األدلة الشرعية‪.‬‬
‫إضافيا‪ :‬هو األدلة التي ُي ٰ‬
‫بنى عليها العلم باألحكام الشرعية العملية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ #‬تعريف الفقه باعتباره ً‬
‫مركبا‬
‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫‪ #‬تعريف علم أصول الفقه باعتباره ً‬
‫مدونا‪ :‬نكتفي بذكر تعريفين اثنين‪:‬‬ ‫لقبا أو فنا‬
‫إلى استنباط األحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية‪.‬‬‫‪ -‬التعريف األول‪ :‬البن الحاجب‪ :‬العلم بالقواعد التي يتوصل بها ٰ‬
‫‪ -‬التعريف الثاني‪ :‬لإلمام البيضاوي‪ :‬معرفة دالئل الفقهاء اجماال وكيفية االستفادة منها وحال املستفيد‪.‬‬

‫شرح التعريف‪:‬‬
‫• معنى أدلة الفقه‪ :‬هي األدلة اإلجمالية مثل األمر للوجوب والنهى‪ ،‬ويشمل األدلة اإلجمالية املتفق عليها مثل‪ :‬القرآن‬
‫والسنة‪ ،‬واملختلف فيها مثل‪ :‬االستصحاب‪.‬‬
‫• معنى كيفية االستفادة منها أي‪ :‬معرفة كيفية استخراج األحكام‪.‬‬
‫• معنى حال املستفيد‪ :‬هو املجتهد القادر على استنباط األحكام‪.‬‬
‫ً‬
‫مثاال لذلك‪ :‬قاعدة األمر للوجوب‪.‬‬
‫لو أخذنا قوله تعالى (وأقيموا الصالة) وهو أمر شرعي ولكن بحكم معين‪ ،‬وهو إقامة الصالة فنجعلها موضوعة في مقدمة‬
‫كبرى ونجعل القاعدة األصولية محمولة في مقدمة صغرى فيكون الحكم أقيموا الصالة أمر وهو مقدمة كبرى‪ ،‬واألمر‬
‫ً‬
‫للوجوب مقدمة صغرى‪ ،‬والحكم إذا أقيموا الصالة للوجوب‪.‬‬

‫‪ | 2‬الصفحة‬
‫‪ ‬موضوع علم اصول الفقه‪:‬‬
‫إلى أربعة مذاهب‪:‬‬ ‫اختلف األصوليين في ذلك ٰ‬
‫(‪ )1‬األدلة الشرعية من حيث ثبوت األحكام الشرعية بها {مذهب الجمهور}‪.‬‬
‫(‪ )2‬األحكام الشرعية من حيث ثبوتها باألدلة‪.‬‬
‫(‪ )٣‬األدلة الشرعية من حيث إثباتها لألحكام‪ ،‬واألحكام من حيث ثبوتها باألدلة‪.‬‬
‫(‪ )٤‬األدلة والترجيح واالجتهاد‪.‬‬
‫على أن املوضوع هو [األدلة اإلجمالية] وهي التي توصل ٰ‬
‫إلى األحكام الشرعية بعد‬ ‫‪ #‬والراجح هو ان املذاهب كلها متفقة ٰ‬
‫الترجيح وال يتأتى ذلك إال ملجتهد فجميعها هي موضوع لعلم األصول‪.‬‬

‫‪ ‬أركان علم األصول‪:‬‬


‫‪ )1‬األدلة الشرعية اإلجمالية‪ ،‬وهذا هو املثمر‪.‬‬
‫‪ )2‬األحكام الشرعية اإلجمالية‪ ،‬وهذه هي الثمرة‪.‬‬
‫‪ )٣‬استخراج األحكام من األدلة‪ ،‬وهذا هو الطريق ٰ‬
‫إلى االستثمار‪.‬‬
‫‪ )٤‬املجتهد‪ ،‬وهذا هو املستثمر‪.‬‬

‫‪ ‬استمداد علم األصول‪:‬‬


‫كما قال اإلمام الفتوحي‪ :‬هذا العلم مستمد من {علم أصول الدين‪-‬اللغة العربية‪-‬األحكام الشرعية}‪.‬‬
‫‪ُ )1‬يستمد من علم أصول الدين‪ :‬من جهة ثبوت حجية األدلة‪.‬‬
‫‪ُ )2‬يستمد من علم اللغة العربية‪ :‬من جهة داللة األلفاظ ٰ‬
‫على األحكام‪.‬‬
‫‪ُ )٣‬يستمد من علم األحكام الشرعية‪ :‬من جهة تصور ما يدل عليه‪.‬‬

‫‪ ‬ثمرة علم أصول الفقه‪:‬‬


‫‪ )1‬القدرة ٰ‬
‫على استنباط األحكام الشرعية من األدلة السمعية وفقه األولويات‪.‬‬
‫‪ )2‬فهم االحكام الشرعية التي استنبطها املجتهدون‪.‬‬
‫‪ )٣‬من أكبر الوسائل لحفظ الدين وصيانة أدلته وحججه‪.‬‬
‫‪ )٤‬أن ادوات االجتهاد الذي به يتأكد مبدأ استخراج األحكام الشرعية‪.‬‬
‫ّ‬
‫العامي‪.‬‬ ‫‪ )5‬يوصل ٰ‬
‫إلى العمل باألحكام الشرعية بعد معرفتها سواء مباشرة للمجتهد او غير مباشرة في حق‬

‫‪ ‬فضل علم أصول الفقه‪:‬‬


‫ً‬
‫هذا العلم عال قد ًرا وسما شرفا ملا كانت غايته هو العلم والعمل باألحكام الشرعية؛ وفى ذلك يقول‪:‬‬

‫اإلمام الغزالي‪" :‬إن أشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأى والشرع وعلم الفقه وأصوله من هنا"‬
‫ابن خلدون‪" :‬اعلم ان أصول الفقه من أعظم العلوم الشرعية وأعالها قد ًرا وأكثرها فائدة"‬

‫‪ | 3‬الصفحة‬
‫ُّ‬
‫‪ ‬حكم تعلم علم األصول‪:‬‬
‫ذهب جمهور العلماء ٰ‬
‫إلى أنه فرض كفاية كعلم الفقه‪ ،‬فإذا قام به البعض سقط عن الباقين‪ ،‬وفرض عين في حق املجتهد‪.‬‬

‫‪ ‬نشأة علم األصول‪:‬‬


‫الحديث ففي ذلك يستدعى بيان قواعد االجتهاد واستخراج األحكام في عصر النبوة والصحابة والتابعين‪.‬‬
‫ً‬
‫» أول‪ /‬عصر النبوة‪:‬‬
‫ّ‬
‫في هذا العصر كان الصحابة يجتهدون في استنباط الحكم الشرعي في حضرة النبي‪ ‬وغيابه؛ مثل الرجالن الذان كانا‬
‫في السفر وفقدا املاء وتيمما ثم صليا وبعد الصالة حضر املاء فتوضأ أحدهما وأعاد الصالة ولم ُيعيد اآلخر صالته‪،‬‬
‫إلى رسول هللا‪ ‬قال للذي أعاد الصالة مرتين‪ :‬لك األجر مرتين‪ ،‬وقال للذي لم ُيعد صالته‪ :‬أصبت السنة‬ ‫فلما رجعا ٰ‬
‫ُ‬
‫وأجزأتك؛ وكانوا يجتهدون في ذلك ولكن كانت لهم قواعد وأ ُسس يسيرون عليها‪ ،‬وعلى ذلك كان علم أصول الفقه‬
‫دون في علم مستقل‪.‬‬ ‫معروف لديهم ولكن لم ُي ا‬

‫انيا‪ /‬عصر الصحابة‪:‬‬ ‫» ث ً‬


‫ُ‬
‫وفى هذا العصر كثرت الفتوحات وكانت هناك أحداث ووقائع لم توجد في عصر النبوة‪ ،‬األمر الذي استدعى االجتهاد‬
‫في بيان األحكام الشرعية‪ ،‬فظهرت مدارس فقهية في هذا العصر؛ فكانت مدرسة "الحديث" بالحجاز وعلى رأسها‬
‫سيدنا عبد هللا ابن عمر؛ وكانت مدرسة "الرأى" بالعراق وعلى رأسها سيدنا عبد هللا ابن مسعود‪.‬‬
‫ً‬
‫» ثالثا‪ /‬عصر التابعين‪:‬‬
‫ُ‬
‫في هذا العصر كثرت الحوادث واتسعت رقعة الدولة اإلسالمية ودخلت شعوب غير عربية في إلسالم‪ ،‬وظهر األئمة‬
‫املجتهدون الذين اقتفوا أثر الصحابة رض ى هللا عنهم وكان مرجعهم في ذلك الكتاب والسنة واإلجماع والقياس وأقوال‬
‫الصحابة‪.‬‬
‫وعلى رأس هؤالء في عصر التابعين‪:‬‬
‫ُ‬
‫(سعيد ابن املسيب‪-‬عروة ابن الزبير ‪-‬ابو بكر ابن عبد الرحمن ابن الحارث‪-‬القاسم ابن محمد‪-‬سعيد ابن جبير‪-‬عطاء‬
‫ابن رباح‪-‬الحسن البصري‪-‬محمد ابن سيرين)‪.‬‬
‫ومن فقهاء عصر تابعي التابعين في الفقه‪:‬‬
‫(جعفر الصادق‪-‬أبو حنيفة‪-‬مالك ابن أنس‪-‬الليث ابن سعد‪-‬الشافعي‪-‬أحمد ابن حنبل) رض ى هللا عنهم أجمعين‪.‬‬

‫‪ ‬ظهور الذاهب الفقهية‪:‬‬


‫وأصلوا قواعد في اجتهادهم واستطاع تالميذهم حفظ‬‫إن هؤالء األئمة السابق ذكرهم وصلوا لدرجة االجتهاد املطلق ّ‬
‫قواعدهم بعد وفاتهم‪ ،‬فظهرت املذاهب الفقهية‪ ،‬وانحصرت في‪:‬‬
‫خمسة مذاهب عند أهل السنة‪( :‬الحنفي‪-‬الشافعي‪-‬املالكي‪-‬الحنبلي‪-‬الظاهري)‪.‬‬
‫ومذهبين عند الشيعة‪( :‬الجعفري والزيدي)‪.‬‬
‫ومذهب واحد عند الخوارج‪( :‬األباض ى)‪ .‬وهذه املذاهب موجودة إلى اآلن‬

‫‪ | 4‬الصفحة‬
‫ّ‬
‫‪ ‬أول من صنف في علم األصول‪:‬‬
‫لقد اعتبر الكثير أن أول من ّ‬
‫صنف في علم أصول الفقه هو اإلمام الشافعي في كتابه (الرسالة)‪ ،‬سمى بذلك‪ :‬ألن "عبد‬
‫الرحمن ابن املهدى" أرسل للشافعي أن يضع له ً‬
‫كتابا فيه معاني القرآن ويجمع فيه قبول األخبار وحجة اإلجماع وبيان‬
‫وسمى بالرسالة‪.‬‬‫الناسخ واملنسوخ من القرآن والسنة فوضع هذا الكتاب ُ‬

‫‪ ‬طرق التصنيف في علم األصول‪ :‬وهم خمسة طرق‬


‫(املتكلمين‪-‬املتأخرين‪-‬الفقهاء‪-‬تخريج الفروع على األصول‪-‬طريقة الجمع بين القواعد األصولية ومقاصد الشريعة والفروع الفقهية)‬

‫» الطريقة األولى‪ :‬التكلمين‪:‬‬


‫سميت بذلك‪ :‬ألن أول املشتغلين بها كانوا علماء الكالم‪ ،‬وتسمى أيضا بالجمهور‪.‬‬
‫تتميز بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫(‪ )1‬تحرير املسائل وتحقيق القواعد األصولية دون النظر ٰ‬
‫إلى تطابقها على الفروع الفقهية‪.‬‬
‫(‪ )2‬كثرة االستدالل العقلي‪.‬‬
‫(‪ )٣‬عدم االشتغال بتطبيق الفروع الفقهية على القواعد األصولية‪.‬‬
‫أشهر الكتب بها‪:‬‬
‫(اللمع وشرحه ألبى إسحاق الشيرازي)‬ ‫(العمد للقاض ي عبد الجبار املعتزلي)‬

‫» الطريقة الثانية‪ :‬الفقهاء‪:‬‬


‫ً‬
‫سميت بذلك‪ :‬ألن األصوليين غلب عليهم فيها جانب الفقه‪ ،‬وتسمى أيضا بالطريقة الحنفية‪.‬‬
‫تتميز ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ّ‬
‫(‪ )1‬قلة االستدالل العقلي‪.‬‬
‫(‪ )2‬تقرير القواعد األصولية ٰ‬
‫على الفروع الفقهية‪.‬‬
‫(‪ )٣‬االهتمام بتفريع املسائل الفقهية وتطبيقها على القواعد األصولية‪.‬‬
‫أشهر الكتب بها‪:‬‬
‫(أصول البزدوى لعلى ابن محمد البزدوى)‬ ‫(أصول الفقه ألبى بكر الجصاص)‬

‫» الطريقة الثالثة‪ :‬التأخرين‪:‬‬


‫هي‪ :‬الطريقة التي جمعت بين املتكلمين والفقهاء فقررت القواعد األصولية وأقامت الدليل عليها مع تطبيقها على‬
‫الفروع الفقهية من خالل الربط بينها‪.‬‬
‫أشهر الكتب بها‪:‬‬
‫‪ )1‬بديع النظام الجامع بين اصول البزدوى واإلحكام لإلمام ابن الساعاتي‪.‬‬
‫‪ )2‬جمع الجوامع لتاج الدين السبكي‪.‬‬

‫‪ | 5‬الصفحة‬
‫» الطريقة الرابعة‪ :‬تخريج الفروع على األصول‪:‬‬
‫على بيان أثر القواعد األصولية وما ّ‬
‫تفرع عليها من فروع فقهية‪.‬‬ ‫هي‪ :‬الطريقة التي قامت ٰ‬
‫أشهر الكتب بها‪:‬‬
‫‪ )1‬تخريج الفروع على األصول لشهاب الدين الزلجاني‪.‬‬
‫‪ )2‬التمهيد في تخريج الفروع على األصول لجمال الدين اإلسنوي‪.‬‬

‫» الطريقة الخامسة‪ :‬الجمع بين القواعد األصولية ومقاصد الشريعة والفروع الفقهية‪:‬‬
‫وهذه الطريقة انفرد بها االمام الشاطبي املالكي في كتابه املوافقات في أصول الشريعة‪.‬‬

‫س‪ /‬علل‪ :‬عدم إدخال الفروق للقرافي في هذه الطريقة؟‬


‫ً‬
‫صريحا إال في الفرق بين قاعدة املقاصد وقاعدة الوسائل فال يقارن باملستوى‬ ‫ج‪ /‬ألن محتوى األخير من املقاصد لم يأت‬
‫ُ‬
‫الذي تجربه الشاطبي‪ ،‬وهذه الطريقة يميل إليها صاحب الكتاب ألنها ُتعطى أ ً‬
‫فقا أوسع ومدارك أشمل‪.‬‬
‫(وسنسير عليها هنا مثلما سار عليها (الشيخ عبد الوهاب خالف‪-‬الشيخ محمد أبو زهرة‪-‬والشيخ زكى الدين شعبان)‬

‫‪ ‬الفرق بين القاعدة األصولية والقاعدة الفقهية‪:‬‬


‫ً‬
‫» أول القاعدة‪:‬‬
‫ّ‬
‫ليتعرف أحكامها منه‪.‬‬ ‫‪ -‬اصطالحا‪ :‬حكم كلى ينطبق ٰ‬
‫على جزئياته‬ ‫لغة‪ :‬األساس‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف القاعدة الفقهية‪:‬‬ ‫»‬
‫عند الدكتور عبد العزيز عزام‪ :‬هي قضايا كلية يندرج تحتها جزئيات يعلم حكمها من تلك القواعد وهى منطبقة ٰ‬
‫على‬
‫معظم جزئياتها ً‬
‫غالبا‪.‬‬
‫التعريف الصواب‪ :‬حكم شرعي كلى يندرج تحته جزئيات يعلم حكم أغلبها منه‪.‬‬
‫ً‬
‫» ثالثا‪ :‬القواعد الفقهية الكبرى‪:‬‬
‫حصرها اإلمام السيوطي في خمس وهي‪:‬‬
‫(‪ )1‬األمور بمقاصدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬اليقين ال يزال بالشك‪.‬‬
‫(‪ )3‬املشقة تجلب التيسير‪.‬‬
‫(‪ )4‬الضرر يزال‪.‬‬
‫(‪ )5‬العادة محكمة‪.‬‬

‫‪ | 6‬الصفحة‬
‫» ر ً‬
‫ابعا‪ :‬الفرق بين القاعدة األصولية والفقهية‪:‬‬
‫[‪ ]1‬القاعدة األصولية‪ :‬أصل في إثبات حكم جزئيتها فهي تشمل جميع األوامر الشرعية التي وردت في القرآن والسنة‪،‬‬
‫أما القاعدة الفقهية‪ :‬فليست كذلك ألن حكمها مستمد من حكم جزئياتها‪.‬‬
‫[‪ ]2‬القاعدة األصولية‪ :‬كلية تنطبق على جميع جزئياتها‪،‬‬
‫أما القاعدة الفقهية‪ :‬كلية ال تنطبق على جميع جزئياتها بل ٰ‬
‫على أغلبها ولذلك يدخلها االستثناء‪.‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬الفرق بين علم األصول وعلم الفقه‪:‬‬ ‫»‬
‫علم الفقه‪ :‬هو العلم باألحكام الشرعية العملية املكتسب من أدلتها التفصيلية‪،‬‬
‫أما علم األصول‪ :‬هو العلم بالقواعد التي يتوصل بها ٰ‬
‫إلى استنباط األحكام الشرعية الفرعية‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬موضوع الفقه‪ :‬هو فعل املكلف لبيان حكم الشرع فيه‪،‬‬
‫أما موضوع علم األصول‪ :‬هو األدلة أو األحكام أو هما ً‬
‫معا‪.‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬الفرق بين الفقيه واألصولي‪:‬‬ ‫»‬
‫ً‬
‫العالم‬
‫الفقيه‪ :‬هو من صار له الفقه سجية‪ ،‬وهو من بذل وسعه لنيل حكم شرعي عملي بطريق االستنباط‪ ،‬وهو ِ‬
‫باألحكام الشرعية العملية والقادر على استنباطها من األدلة‪.‬‬
‫العالم بالقواعد التي ُيتوصل بها ٰ‬
‫إلى استنباط األحكام الشرعية الفرعية؛ وعلى ذلك فاألصولي غير‬ ‫أما األصولي‪ :‬فهو ِ‬
‫ً‬
‫أصوليا وال يلزم العكس‪.‬‬ ‫الفقيه‪ ،‬ولكن فكل فقيه أصولي وليس كل أصولي فقيه‪ ،‬ألنه يلزم من كونه ً‬
‫فقيها أن يكون‬

‫‪ ‬الحاكم‪:‬‬
‫تحرير محل النزاع في التحسين والتقبيح‪:‬‬
‫أطلق العلماء الحسن والقبح على ثالثة معان‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما الئم الطبع ونافره مثل‪ :‬إنقاذ الغريق واتهام البريء‪.‬‬
‫(‪ )2‬صفة الكمال والنقص مثل‪ :‬العلم حسن والجهل قبيح‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(‪ )٣‬املدح والذم الشرعيان عاجال والثواب والعقاب آجال‪.‬‬

‫‪ -‬وال شك أن األول والثاني عقليان أما الثالث فهو محل نزاع‪ ،‬بمعنى ورود سؤال في ذلك وهو‪:‬‬
‫س‪ /‬هل يستقل العقل بمعرفة الحكم الشرعي دون ورود الشرع؟‬
‫ج‪ /‬هناك ثالثة مذاهب في ذلك‪:‬‬
‫» الذهب األول‪ :‬مذهب األشاعرة وأكثر األئمة‪:‬‬
‫حس ُ‬
‫نه الشرع والقبيح ما قبحه ونهى عنه‪ ،‬وليس معنى ذلك أنهم‬ ‫وهو أن الحسن والقبيح شرعيان‪ ،‬وعليه فالحسن ما ّ‬
‫ُيعطلون العقل بل هو وسيلة الستنباط الحكم‪.‬‬

‫‪ | 7‬الصفحة‬
‫» الذهب الثاني‪ :‬مذهب العتزلة والخوارج والكرامية وغيرهم‪:‬‬
‫أن القبيح والحسن عقليان‪ ،‬فاألفعال عندهم حسنها وتقبيحها لذاتها؛ وليس معنى كالمهم هذا أن العقل هو املوجب‬
‫ّ‬ ‫او ّ‬
‫املحرم بل معنى ذلك أن العقل هو من أدرك أن هللا تعالى بحكمته البالغة كلف بترك املفاسد وتحصيل املصالح‬
‫فالعقل إدراك اإليجاب والتحريم‪ ،‬وقالوا بذلك ألن األصلح عندهم واجب عليه تعالى عندهم وليس عند أهل السنة‬
‫فال يجب عليه تعالى ش يء‪.‬‬

‫» الذهب الثالث‪ :‬مذهب الاتريديه وأكثر الحنفية وبعض الشافعية‪:‬‬


‫وهو أن العقل ليس مجرد آلة فهم الخطاب وإنما قد يدرك حسن األفعال وقبيحها قبل ورود الشرع بال نظر أو بنظر‬
‫وكذلك بعد ورود الشرع‪.‬‬
‫• أثر هذه القاعدة‪ :‬لقد ّ‬
‫تفرع عنها فرعين‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الفرع األول‪ :‬شكر املن ِعم ومعرفته تعالى‪ :‬فاملنعم هو هللا تعالى‪.‬‬
‫ومذهب أهل السنة‪ :‬أن شكر املنعم ومعرفته بالشرع دون العقل‪.‬‬
‫ومذهب العتزلة‪ :‬أن شكر املنعم ومعرفته بالعقل فقط‪.‬‬
‫» الراد بشكر النعم ً‬
‫شرعا‪:‬‬
‫اعتقاد املكلف أن ما به من نعمة هو من هللا تعالى وشكره بالثناء عليه بذكر آالئه وإحسانه وامتثال األوامر واجتناب النواهي‬
‫ً‬
‫» الراد بشكر النعم عقال‪:‬‬
‫تجنب املستقبحات العقلية وفعل املستحسنات العقلية‬ ‫أنه يجب على املكلف ُّ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حكم األشياء قبل ورود الشرع‪:‬‬


‫فهم‪:‬‬‫واملقصود بذلك‪ :‬من مات ولم تبلغه دعوة نبي وهم أهل الفترة‪ُ ،‬‬
‫قبحه‪.‬‬‫حسنه الشرع وما ّ‬‫(‪ )1‬غير مكلفين عند الجمهور‪ ،‬وذلك ألن هللا تعالى لم يرسل إليهم رسول ُي ّبين لهم ما ّ‬
‫(‪ )2‬أنهم مخاطبون عند اإلمام النووي ٰ‬
‫حتى ولو لم تبلغهم دعوة نبي‪.‬‬
‫ً‬
‫(‪ )٣‬أنهم يجب عليهم معرفة هللا تعالى بعقولهم ولو لم يبعث هللا تعالى إليهم رسوال‪ ،‬عند اإلمام ابو حنيفة‪.‬‬
‫‪ #‬والرأي الراجح‪ :‬هو رأى الجمهور لقوة دليلهم وموافقته ملا عليه اإلجماع‪ ،‬ولتطابقه مع قوله تعالى (وما كنا معذبين ح ٰتى‬
‫ً‬
‫نبعث رسوال)‪.‬‬

‫‪ ‬الحكم الشرعي وأقسامه‪:‬‬


‫ً‬
‫» أول‪ :‬تعريف الحكم الشرعي‪:‬‬
‫الحكم لغة‪ :‬املنع ويطلق على الفصل والقضاء‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬له تعريفان‪:‬‬
‫(‪ )1‬عند الفقهاء‪ :‬قالوا هو مدلول خطاب الشرع او األثر املترتب عليه‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )2‬عند األصوليين‪ :‬تعريف ابن الحاجب‪ :‬هو خطاب هللا تعالى املتعلق بأفعال املكلفين باالقتضاء أو التخيير أو الوضع‪.‬‬

‫‪ | 8‬الصفحة‬
‫» شرح التعريف‪:‬‬
‫(خطاب)‪ :‬توجيه الكالم للغير لإلفهام‪ ،‬سواء أكان خطاب الشرع او خطاب غيره‪.‬‬
‫(هللا تعالى)‪ :‬قيد يخرج خطاب غير هللا تعالى‪.‬‬
‫(التعلق بأفعال الكلفين)‪ :‬قيد يخرج به خطاب هللا تعالى املتعلق بغير أفعال املكلفين كالخطاب املتعلق بذاته تعالى‬
‫وصفاته مثل (آية الكرس ي)‪.‬‬
‫(التعلق)‪ :‬أي املرتبط‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(بأفعال)‪ :‬جمع فعل وهو ما يصدر عن اإلنسان ويدخل تحت قدرته وهو ما يعتبر فعال عرفا‪.‬‬
‫(الكلفين)‪ :‬هو البالغ العاقل‪.‬‬
‫(بالقتضاء او التخيير او الوضع)‪ :‬قيد خرج به نحو قوله تعالى {وهللا خلقكم وما تعملون} فإنه خطاب للشارع متعلق‬
‫ً‬
‫شرعيا‪.‬‬ ‫على سبيل االقتضاء او التخيير او الوضع‪ ،‬لذا ال يسمى ً‬
‫حكما‬ ‫بأفعال املكلفين ال ٰ‬
‫(بالقتضاء)‪ :‬معناه الطلب‪.‬‬
‫‪ -‬وهو قسمان‪ :‬إما طلب فعل وإما طلب ترك‪ ،‬وكل منهما إما أن يكون جاز ًما فيسمى " اإليجاب" وإما غير جازم وهو‬
‫طلبا غير جازم فهي " الكراهة"‪.‬‬‫طلبا جاز ًما فهو " التحريم" وإن كان ً‬
‫" الندب" أما طلب الترك ً‬
‫(أو التخيير)‪ :‬املراد به املباح وهو الفعل الذي تم فيه االختيار بين الفعل والترك‪.‬‬
‫ً‬ ‫(أو الوضع)‪ :‬هو جعل الشارع ش يء ٰ‬
‫على نحو خاص‪ ،‬كجعل الطهارة شرطا لصحة الصالة‪.‬‬

‫‪ ‬أقسام الحكم الشرعي‪:‬‬


‫ينقسم الحكم الشرعي ٰ‬
‫إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ )2‬حكم وضعي‪.‬‬ ‫‪ )1‬حكم تكليفي‪.‬‬

‫» الحكم التكليفي‪ :‬هو خطاب هللا تعالى املتعلق بأفعال املكلفين باالقتضاء او التخيير فقط‪.‬‬
‫ً‬
‫تكليفيا‪ :‬ألنه إلزام ما كلفة ومشقة‪.‬‬ ‫وسمى‬
‫أقسام الحكم التكليفي‪ :‬خمسة أقسام‪:‬‬
‫فهو باعتبار ما يتعلق به (واجب‪-‬مندوب‪-‬حرام‪-‬مكروه‪-‬مباح)‪.‬‬
‫وبعضهم جعل األقسام‪ (:‬إيجاب‪-‬ندب‪-‬تحريم‪-‬كراهة‪-‬إباحة) وذلك باعتبار ذاته‪.‬‬
‫ً‬ ‫» الحكم الوضعي‪ :‬هو خطاب هللا تعالى الذي اقتض ى وضع ش يء ً‬
‫سببا لش يء آخر او شرطا او رخصة او عزيمة‪.‬‬
‫ً‬
‫وضعيا‪ :‬ألن الشارع هو الذي وضع هذه األسباب للمسببات والشرط للمشروط وهكذا‪.‬‬ ‫وسمى‬
‫أقسام الحكم الوضعي‪ :‬سبعة أقسام‪:‬‬
‫(السبب‪-‬الشرط‪-‬املانع‪-‬الصحة‪-‬الفساد‪-‬الرخصة‪-‬العزيمة)‪.‬‬

‫‪ | 9‬الصفحة‬
‫» الفرق بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي والعالقة بينهما‪ :‬ثالثة فروق‪:‬‬
‫أول‪ /‬أن الحكم التكليفي املقصود منه طلب الفعل من املكلف او تركه او التخيير بينهما‪ ،‬أما الحكم الوضعي فاملقصود منه‬
‫ليس ما ّ‬
‫تقدم وإنما هو بيان أن الش يء سبب او شرط او مانع‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ /‬أن الفعل املطلوب في الحكم التكليفي ُ‬
‫ً‬
‫وتركا‪ ،‬أما الحكم الوضعي فقد يكون‬ ‫البد ان يكون في مقدور املكلف فعال‬
‫مقدو ًرا للمكلف كالسفر الذي هو سبب للرخصة وقد يكون غير مقدور كزوال الشمس لصالة الظهر‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ /‬ان خطاب التكليف لطلب أداء ما تقرر باألسباب والشروط واملوانع وأن الحكم في الوضع هو قضاء الشرع على‬
‫ً‬
‫شرطا او ً‬ ‫الوصف بكونه ً‬
‫مانعا‪.‬‬ ‫سببا او‬

‫» العالقة بينهما لها صورتان‪:‬‬


‫الصورة األولى‪ :‬اجتماعهما ً‬
‫معا‪:‬‬
‫ً‬
‫وضعيا‪.‬‬ ‫سببا للحد ومن هذا الوجه كان ً‬
‫حكما‬ ‫مثل الزنا فإنه حرام وهو حكم تكليفي وهو ذاته ً‬
‫الصورة الثانية‪ :‬انفرادهما‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مثال انفراد خطاب الوضع‪ :‬حوالن الحول شرطا لوجوب الزكاة والبلوغ شرطا للتكليف‪.‬‬
‫مثال انفراد خطاب التكليف‪ :‬ترك املنكرات واجتناب املحرمات‪.‬‬

‫أقسام الحكم التكليفي‬


‫‪ ‬القسم األول‪ :‬الواجب‪:‬‬
‫الواجب لغة‪ :‬الساقط ويطلق ً‬
‫ايضا على الالزم‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬الفعل الذي طلبه الشارع من املكلف على سبيل الحتم واإللزام‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ما ُيذم تاركه ُويمدح فاعله‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه‪.‬‬

‫طلبا جاز ًما‪.‬‬


‫اإليجاب‪ :‬هو خطاب هللا تعالى الطالب للفعل ً‬
‫الوجوب‪ :‬هو األثر املترتب ٰ‬
‫على اإليجاب‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬قوله تعالى (وأقيموا الصالة) فهذا الخطاب إلقامة الصالة وهو اإليجاب‪ ،‬واألثر املترتب ٰ‬
‫على هذا اإليجاب هو‬
‫وجوب الصالة وفعلها من املكلف هو الواجب‪.‬‬

‫الفرق بين الفرض والواجب‪:‬‬


‫الفرض والواجب مترادفان عند الجمهور (غير الحنفية)‪ ،‬وأما عند الحنفية متغايران‪.‬‬
‫فالفرض‪ :‬ما ثبت بدليل قطعي مثل قراءة القرآن في الصالة‪.‬‬
‫والواجب‪ :‬ما ثبت بدليل ظني مثل قوله‪[ ‬ال صالة ملن لم يقرأ بفاتحة الكتاب]‪.‬‬

‫‪ | 11‬ا ل ص ف ح ة‬
‫» أثر هذا الختالف في األحكام‪:‬‬
‫‪ )1‬أن منكر الفرض عند الحنفية كافر إلنكاره ما ثبت عن الشارع بدليل قطعي مثل إنكار الصالة والزكاة‪ ،‬أما أنكر الواجب‬
‫فال يكفر ألنه ثابت بدليل ظني مثل صالة الوتر‪ ،‬أما غير الحنفية يرون ما رآه األحناف في حكم منكر الفرض والواجب‪.‬‬
‫‪ )2‬من ترك قراءة الفاتحة في الصالة فصالته ال تبطل عند الحنفية ألن قراءتها واجبة بخالف ترك قرائه القرآن فإنه‬
‫ُيبطلها لثبوتها بدليل قطعي‪ ،‬أما عند الجمهور فإن الصالة باطلة بترك الفاتحة‪.‬‬
‫وجمهور األصوليين‪ :‬يرون أن الخالف بين األحناف وغيرهم لفظي‪.‬‬

‫» صيغ اإليجاب‪:‬‬
‫‪ )1‬صيغة "أفعل" مثل قوله تعالى (واعبدوا هللا وال تشركوا به ً‬
‫شيئا)‪.‬‬
‫‪ )2‬املضارع املقترن بالم األمر مثل قول النبي (من ّأم الناس فليخفف)‪.‬‬
‫‪ )3‬املصدر الدال على طلب الفعل مثل (فكفارته إطعام عشرة مساكين)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ )4‬األلفاظ املوضوعة لإليجاب واإللزام مثل لفظ فرض ولفظ األمر ولفظ كتب‪.‬‬
‫ً‬
‫سعيرا)‪.‬‬ ‫‪ )5‬الوعيد على ترك الفعل مثل (ومن لم يؤمن باهلل ورسوله فإنا اعتدنا للكافرين‬
‫ً‬
‫» ثالثا‪ :‬تقسيمات الواجب‪:‬‬
‫• القسم األول‪ :‬باعتبار ذاته‪:‬‬
‫مخير‪:‬‬ ‫إلى واجب معين وواجب ّ‬ ‫ينقسم الواجب باعتبار ذاته ٰ‬
‫طلبا جاز ًما بال تخيير‪ ،‬مثل الصالة والزكاة والصوم‪.‬‬
‫الواجب العين‪ :‬هو الفعل الذي طلبه الشارع ً‬
‫مبهما ضمن أمور معينة‪ ،‬مثل التخيير بين خصال كفارة اليمين في قوله تعالى‬ ‫الخير‪ :‬هو الذي طلبه الشارع ً‬ ‫الواجب ّ‬
‫(فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثالثة‬
‫أيام) واتفق الجمهور على أن الواجب من هذه الخصال الثالث (اإلطعام او الكسوة او تحرير الرقبة) ولذا كان املكلف‬
‫مخير بين جواز الترك وعدمه في ش يء واحد ألنه التناقض بعينه‪،‬‬ ‫املخير أن املكلف ّ‬
‫مخي ًرا بينهما؛ وليس معنى الواجب ّ‬‫ّ‬
‫وإنما معناه أن الذي وجب مبهم لم ُي ّ‬
‫خير فيه‪.‬‬

‫• القسم الثاني‪ :‬باعتبار فاعله‪:‬‬


‫إلى واجب عيني وواجب كفائي‪:‬‬ ‫ينقسم ٰ‬
‫ّ‬
‫طلبا جاز ًما من كل مكلف بذاته او من واحد معين بخصوصه‪،‬‬
‫أول‪ /‬الواجب العيني‪ :‬هو الواجب الذي طلبه الشارع ً‬
‫كخصائص النبي‪‬؛ مثل‪ :‬أركان اإلسالم وصلة الرحم‪.‬‬
‫حكم الواجب العيني‪ :‬يجب اإلتيان به على كل مكلف به وال يسقط بفعل بعض املكلفين وإذا تركه املكلف أثم‪.‬‬

‫‪ | 11‬ا ل ص ف ح ة‬
‫س‪ /‬هل تصح النيابة في أداء الواجب العيني؟‬
‫ج‪ /‬التكليفات في ذلك ثالثة‪:‬‬
‫‪ )1‬قسم يقبل النيابة وهي التكاليف املالية كتوزيع الزكاة والكفارات‪.‬‬
‫‪ )2‬قسم ال يقبل النيابة وهي العبادات البدنية الخالصة كالصالة واالعتكاف‪.‬‬
‫ماليا وآخر ً‬
‫ماديا كالحج‪.‬‬ ‫جانبا ً‬
‫‪ )3‬قسم يقبل النيابة عند وجود العذر وهي العبادات التي تحوي ً‬
‫وأجاز الشافعية صوم الولي عن امليت‪.‬‬
‫حتما من غير نظر بالذات ٰ‬
‫إلى فاعله‪.‬‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الواجب الكفائي‪ :‬هو ما طلبه الشارع ً‬
‫مثل‪ :‬تجهيز امليت والصالة عليه ودفنه‪.‬‬
‫حكم الواجب الكفائي‪ :‬إذا فعله البعض سقط اإلثم عن الباقين وإذا لم يفعله البعض أثم الكل‪.‬‬
‫ومقصود األمر في الواجب الكفائي‪ :‬حصول الفعل بصرف النظر عن فاعله‪.‬‬
‫ومقصود األمر في الواجب العيني‪ :‬هو الفاعل ذاته ابتالء له بتحصيل الفعل املطلوب‪.‬‬

‫» تعيين الواجب الكفائي‪:‬‬


‫واجبا ً‬
‫عينيا في حاالت‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫الواجب الكفائي قد ينقلب ً‬
‫‪ )1‬إذا ظن املكلف أن غيره ال يقوم بالواجب الكفائي فيجب عليه القيام به سواء قام غيره به أم ال‪ ،‬أما إذا انفرد كل‬
‫واجبا ً‬
‫عينيا‪ .‬مثل‪ :‬وجود مكلف واحد للصالة على امليت‪.‬‬ ‫واحد من هؤالء فإنه يكون في حقهم ً‬
‫ً‬
‫كفائيا‪ ،‬فإن تركه أ ِثم‪.‬‬ ‫اجبا ً‬
‫عينيا ال‬ ‫ً‬
‫شخصا للصالة أو الجهاد أو القضاء فيصبح في حقه و ً‬ ‫‪ )2‬إذا ا‬
‫عين اإلمام‬
‫عينيا على جميع أهل هذه البلدة ووجب عليهم حمل السالح والدفاع‬ ‫واجبا ً‬‫‪ )3‬إذا دخل الكفار بالد اإلسالم كان الجهاد ً‬
‫عن دينهم وأرضهم‪.‬‬
‫» السنة العينية‪ :‬هي الفعل الذي طلبه الشارع ً‬
‫طلبا غير جازم من كل مكلف بذاته أو من واحد معين بخصوصه‪.‬‬
‫مثل‪ :‬سنن الصالة (سنن الوضوء) (سنن النفل)‪.‬‬
‫» السنة الكفائية‪ :‬هي الفعل الذي طلبه الشارع ً‬
‫طلبا غير جازم مع قطع النظر عن فاعله‪.‬‬
‫ّ‬
‫فسلم واحد من الجماعة على املقابل لهم كان ذلك ً‬
‫كافيا‬ ‫مثل‪ :‬ابتداء السالم بالنسبة للجماعة املقابلة لواحد‬
‫ألداء السنة‪ ،‬كذلك تشميت العاطس‪.‬‬

‫• القسم الثالث‪ :‬باعتبار وقت أدائه‪:‬‬


‫إلى واجب مطلق وواجب مقيد‪.‬‬ ‫ينقسم ٰ‬
‫الواجب الطلق‪ :‬هو الذي طلب الشارع فعله بغير تحديد وقت ألدائه وال إثم عليه في التأخير‪.‬‬
‫مثل‪ :‬كفارة اليمين والنذر الغير محدد بوقت‪.‬‬
‫الواجب القيد‪ :‬هو الذي طلب الشارع فعله في وقت محدد‪ ،‬فإن خرج عن الوقت بغير عذر كان ً‬
‫آثما‪.‬‬
‫والواجب املقيد إما أن يؤدى قبل وقته أو في وقته دون إعادة أو مع اإلعادة أو بعده‪.‬‬

‫‪ | 12‬ا ل ص ف ح ة‬
‫» أقسام الواجب القيد‪( :‬تعجيل‪-‬أداء‪-‬إعادة‪-‬قضاء)‪.‬‬
‫‪ )1‬التعجيل‪ :‬هو وقوع الواجب قبل وقته حيث أجازه الشارع‪.‬‬
‫ً‬
‫تقديما فيما رخصه الشارع وجواز تعجيل الزكاة‪.‬‬ ‫مثل‪ :‬جمع الصالة‬
‫‪ )2‬األداء‪ :‬هو الواجب الذي فعله املكلف في وقته ّ‬
‫املقدر له ً‬
‫شرعا‪.‬‬
‫ّ‬
‫وموسع‪.‬‬ ‫ضيق‬‫إلى ُم ّ‬
‫وينقسم وقت األداء ٰ‬
‫حتما في وقت ال يسع غيره من جنسه‪ ،‬مثل صيام شهر رمضان فهو‬ ‫ضيق‪ :‬هو الفعل الذي طلبه الشارع ً‬ ‫فالواجب الُ ّ‬
‫ضي ًقا‪.‬‬
‫صياما آخر ولذا كان ُم ّ‬
‫ً‬ ‫ال يسع‬
‫حتما في وقت يسع الفعل ويسع غيره من جنسه‪ ،‬مثل وقت صالة‬ ‫الوسع‪ :‬هو الفعل الذي طلبه الشارع ً‬ ‫ّ‬ ‫والواجب‬
‫الظهر (أداء الصلوات في أوقاتها املحددة ببداية ونهاية)‪.‬‬
‫ضيق من جهة ويشبه ّ‬ ‫ثالثا‪ :‬وهو الواجب ذو الشبهين‪ ،‬أي أنه يشبه املُ ّ‬ ‫ً ً‬
‫املوسع من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وزاد األحناف قسما‬
‫حجا ً‬
‫واحدا‪ ،‬ويشبه ّ‬
‫املوسع في أن أداء أركانه ال تستغرق‬ ‫ضيق في أنه ال يصح في العام إال ً‬ ‫ُ‬
‫ومثاله الحج‪ :‬فإنه يشبه امل ّ‬
‫كل أوقاته بل الوقت يسعها ويسع غيرها‪.‬‬

‫‪ )٣‬اإلعادة‪ :‬وهي إيقاع العادة في وقتها بعد تقدم إيقاعها على خلل في األجزاء‪.‬‬
‫مثل‪ :‬من صلى بدون ركن أو في الكمال كصالة املنفرد ثم أعادها مع الجماعة‪.‬‬

‫‪ )٤‬القضاء‪ :‬هو فعل العبادة بعد خروج وقتها‪.‬‬


‫ً‬
‫أمرا جديدا‪ ،‬فقضاء الصيام واجب بمقتض ى قوله تعالى (فعدة من أيام‬ ‫على أن القضاء يستلزم ً‬ ‫واتفق جمهور العلماء ٰ‬
‫ُ ّ‬
‫فليصلها إذا ذكرها فإن ذلك وقتها)‪.‬‬ ‫ُأخر)‪ ،‬وقضاء الصالة ً‬
‫واجبا بمقتض ى قوله‪( ‬من نام عن صالة أو نسيها‬
‫» ر ً‬
‫ابعا‪ :‬مقدمة الواجب‪( :‬ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب)‪.‬‬
‫ً‬ ‫مقدمة الواجب‪ :‬هي األمور التي تلزم لتحقيق الواجب قبل الدخول في حقيقته‪ ،‬وهذا الالزم قد يكون ً‬
‫سببا او شرطا‪.‬‬
‫عقليا أم ً‬
‫شرعيا كان أم ً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫واتفق الجمهور على أن مقدمة الواجب واجبة‪ ،‬سواء كانت ً‬
‫عاديا في كل منهما‪.‬‬ ‫سببا او شرطا‬

‫• أقسام مقدمة الواجب‪ :‬تنقسم ٰ‬


‫إلى قسمين‪:‬‬
‫ً‬ ‫القسم األول‪ :‬ماال يتوقف عليها وجود الواجب في الخارج ً‬
‫شرعا مثل‪ :‬توقف الصالة على الطهارة‪ ،‬أو عقال كتوقف‬
‫إلى تلك البقاع املخصوصة‪.‬‬‫الحج على السفر ٰ‬
‫القسم الثاني‪ :‬ما يتوقف عليها العلم بحصول الواجب‪ ،‬ولها صورتان‪:‬‬
‫‪ ‬الصورة األولى‪:‬‬
‫ملتبسا بغيره‪ ،‬فيجب اإلتيان بذلك الغير ليحصل العلم بحصول الواجب مثل‪ :‬من ترك صالة من الخمس‬‫ً‬ ‫أن يكون الواجب‬
‫ولم يذر عينها‪ ،‬فالواجب هنا الصالة املتروكة ومقدمته اإلتيان بالصلوات الخمس‪.‬‬

‫‪ | 13‬ا ل ص ف ح ة‬
‫‪ ‬الصورة الثانية‪:‬‬
‫ً‬ ‫أن يكون الواجب ً‬
‫مميزا عن غيره‪ ،‬لكن يمتنع اإلتيان بالواجب عادة إال مع اإلتيان بذلك الغير‪ ،‬مثل‪ :‬ستر الفخذ من ضمن‬
‫ستر العورة في الصالة فإنه واجب وال يمكن اإلتيان به إال بستر ش يء من الركبة فوجب ستر ش يء منها‪.‬‬

‫س‪ /‬ما الفرق بين مقدمة الواجب ومقدمة الوجوب؟‬


‫ج‪ /‬مقدمة الواجب سبق تعريفها‪ ،‬أما مقدمة الوجوب‪ :‬فهي التي يتعلق بها التكليف بالواجب‪ ،‬أو يتوقف شغل الذمة‬
‫عليها‪ ،‬مثل‪ :‬دخول الوقت بالنسبة للصالة‪ ،‬وهذه املقدمة غير واجبة على املكلف باتفاق ألنها ليست في مقدوره‪.‬‬

‫س‪ /‬اذكر أثر مقدمة الواجب على األحكام‪:‬‬


‫‪ )1‬إذا اختلط موتى املسلمين بموتى الكفار فيجب غسل الجميع وتكفينهم والصالة عليهم‪ ،‬والواجب هنا غسل موتى‬
‫املسلمين وتكفينهم والصالة عليهم‪ ،‬وال يتحقق أداء هذا الواجب إال بغسل وتكفين والصالة على من مات معهم من‬
‫الكافرين‪ ،‬ولذا كان فعل ذلك مع الكافرين ً‬
‫واجبا ألنه مقدمة للواجب وال يتم إال به‪ ،‬وينوى الصالة ٰ‬
‫على املسلمين‬
‫منهم‪.‬‬
‫‪ )2‬غسل جميع الوجه واجب في الوضوء‪ ،‬ويجب غسل جزء من الرأس وذلك ألن الواجب ال يتحقق عادة إال به‪.‬‬

‫‪ ‬القسم الثاني‪ :‬الندوب‪:‬‬


‫» الندوب لغة‪ :‬املطلوب والدعاء ٰ‬
‫إلى الفعل‪.‬‬
‫طلبا غير جازم‪.‬‬ ‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬هو الفعل الذي طلبه الشارع ً‬ ‫»‬
‫وقيل‪ :‬هو ما ُيمدح فاعله وال ُيذم تاركه‪.‬‬
‫خيرا} ُيعد ً‬
‫ندبا‬ ‫وأما الندب‪ :‬هو خطاب هللا تعالى الطالب للفعل ً‬
‫طلبا غير جازم؛ فقوله تعالى‪{ :‬فكاتبوهم إن علمتم فيهم ً‬
‫ً‬
‫مندوبا؛‬ ‫ملكاتبة الرقيق‪ ،‬وفعل املكاتبة نفسه يكون‬
‫ويسمى الندوب‪ :‬سنة ونافلة وتطوع ومستحب‪.‬‬
‫» أثر الندوب في األحكام‪:‬‬
‫يتفرع ٰ‬
‫على املندوب أنه‪:‬‬ ‫مما ّ‬
‫س‪ /‬هل يلزم بالشروع في املندوب أم ال؟ هناك قوالن للعلماء في ذلك‪:‬‬
‫الرأى األول‪ :‬أنه ال يلزم إتمام املندوب بعد الشروع فيه وال يؤاخذ بقطعه ألنه غير الزم (مذهب الجمهور والشافعي)‬
‫ودليلهم‪ :‬حديث {الصائم املتطوع أمير نفسه‪ ،‬إن شاء صام وإن شاء أفطر}‪.‬‬

‫الرأى الثاني‪ :‬أن النفل يكون الز ًما بالشروع فيه‪ ،‬وبالتالي فمن شرع في نفل ثم أفسده يجب عليه القضاء (مذهب‬
‫األحناف واإلمام مالك)‪.‬‬
‫ُ‬
‫ودليلهم‪ :‬قوله تعالى {وال تبطلوا أعمالكم}‪.‬‬

‫‪ #‬الذهب الراجح‪ :‬هو املذهب األول لقوة األدلة فيه وألن املندوب ال يلزم بالشروع فيه‪.‬‬

‫‪ | 14‬ا ل ص ف ح ة‬
‫ُ‬
‫القسم الثالث‪ :‬الباح‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الباح لغة‪ :‬االتساع‪.‬‬ ‫»‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬هو ما ال ُيمدح فاعله وال ُيذم تاركه‪.‬‬ ‫»‬
‫خير للمكلف بين الفعل والترك‪.‬‬ ‫اإلباحة‪ :‬هي خطاب هللا تعالى املُ ّ‬ ‫»‬
‫أثر اإلباحة‪ :‬هو املباح ويسمى املباح ً‬
‫جائزا‪.‬‬
‫شرعا ُ‬
‫فيع ّم غير الحرام‪ ،‬ويطلق على املباح‪.‬‬ ‫والجائز‪ :‬يطلق على ما ُيمتنع ً‬
‫مثال الباح في العبادات‪ :‬التعجيل والتأخر في أيام التشريق في قوله تعالى {فمن ّ‬
‫تعجل في يومين فال إثم عليه ومن‬
‫ايضا قول النبي‪ ‬في حكم الوضوء من أكل لحم الغنم فقال (إن شئت فتوضأ وإن‬ ‫تأخر فال إثم عليه ملن اتقى}‪ً ،‬‬
‫شئت فال تتوضأ)‪.‬‬
‫مثال الباح في العادات‪ :‬أكل املباحات ولبس امللبوسات وذلك لعموم قوله تعالى (قل من ّ‬
‫حرم زينة هللا التي أخرج‬
‫لعباده والطيبات من الرزق)‪.‬‬
‫والجمهور يرى أن اإلباحة حكم شرعي‪.‬‬
‫» صيغ اإلباحة كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪ )1‬لفظ ّ‬
‫الحل مثل قوله تعالى (أحل لكم صيد البحر وطعامه)‬
‫‪ )2‬نفى ُ‬
‫الجناح أو اإلثم مثل قوله تعالى (فال ُجناح عليهما)‬
‫‪ )٣‬سكوت الشرع عن الفعل مثل قوله‪( ‬وسكت عن أشياء من غير نسيان فال تكلفوها رحمة من ربكم فاقبلوها)‬

‫القسم الرابع‪ :‬الحرام‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫الحرام لغة‪ :‬املنع‪.‬‬ ‫»‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬هو ما ُيذم فاعله ُويمدح تاركه‪.‬‬ ‫»‬
‫طلبا جاز ًما‪.‬‬
‫التحريم‪ :‬هو خطاب هللا تعالى الطالب لترك الفعل ً‬ ‫»‬
‫ُ‬
‫الحرمة‪ :‬هي أثر التحريم‪.‬‬ ‫»‬
‫ويسمى الحرام‪ :‬محظور وممنوع ومعصية ً‬
‫وذنبا ً‬
‫وإثما‪.‬‬

‫» صيغ التحريم‪:‬‬
‫‪ )1‬صيغة ل تفعل‪ :‬مثل قوله تعالى (وال تقتلوا النفس التي ّ‬
‫حرم هللا إال بالحق)‪.‬‬
‫حرم‪ :‬مثل قوله تعالى (إنما ّ‬
‫حرم عليكم امليتة والدم ولحم الخنزير)‪.‬‬ ‫‪ )2‬صيغة ّ‬
‫ٰ‬
‫(وينهى عن الفحشاء واملنكر والبغي)‪.‬‬ ‫‪ )٣‬صيغة نهى‪ :‬مثل قوله تعالى‬
‫الحل‪ :‬مثل قوله تعالى (يا أيها الذين ءامنوا ال يحل لكم أن ترثوا النساء ً‬
‫كرها)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ )٤‬صيغة نفي‬

‫‪ | 15‬ا ل ص ف ح ة‬
‫» أقسام الحرام‪:‬‬
‫قسم الحنفية الحرام ٰ‬
‫إلى قسمين‪:‬‬ ‫ّ‬
‫‪ )1‬األول‪ :‬حرام لعينه‪ :‬وهو الفعل الذي ّ‬
‫حرمه الشارع ابتداء الشتماله على مفسدة راجعة لذاته‪.‬‬
‫مثل‪ :‬الزنا وشرب الخمر وأكل امليتة‪.‬‬
‫حرمه الشارع لعارض اقتض ى تحريمه‪.‬‬ ‫ً‬
‫مشروعا في أصله ثم ّ‬ ‫‪ )2‬الثاني‪ :‬حرام لغيره‪ :‬وهو الفعل الذي كان‬
‫مثل‪ :‬اكل مال الغير‪.‬‬

‫القسم الخامس‪ :‬الكروه‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫الكروه لغة‪ :‬ما ّنفر منه الطبع والشرع‪.‬‬ ‫»‬
‫واصطالحا‪ :‬هو ما ُيثاب تاركه وال ُيعاقب فاعله‪.‬‬
‫ً‬ ‫»‬
‫الكراهة‪ :‬هي خطاب هللا تعالى الطالب لترك الفعل ً‬
‫طلبا غير جازم‪.‬‬ ‫»‬
‫أثر الكراهة‪ :‬املكروه‪.‬‬ ‫»‬

‫» صيغ الكراهة‪ :‬لها عدة صيغ منها‪:‬‬


‫ً‬
‫‪ )1‬مادة كره‪ :‬مثل قوله‪( ‬وكره لكم ثالثا‪ :‬قيل وقال‪ ،‬وكثرة السؤال‪ ،‬وإضاعة املال)‪.‬‬
‫‪ )2‬صيغة النهى املقترنة بقرينة تدل ٰ‬
‫على أنها للكراهة‪ ،‬مثل‪ :‬النهى عن صيام يوم الجمعة‪.‬‬

‫أقسام الكروه عند الحنفية‪ :‬قسمان‪:‬‬ ‫»‬


‫تحريما‪ :‬وهو ما كان إلى الحرمة أقرب وهو ما ثبت بدليل ظني‪،‬‬‫ً‬ ‫القسم األول‪ :‬املكروه‬ ‫‪)1‬‬
‫مثاله‪ :‬البيع على البيع املنهى عنه في قوله‪( ‬وال يبع أحدكم على بيع أخيه)‪.‬‬
‫وهذا القسم عند الحنفية مقابل للواجب لثبوته بدليل ظني‪.‬‬
‫ً‬
‫تحريما ثابت بدليل‬ ‫ً‬
‫تحريما‪ :‬أن الحرام ثابت بدليل قطعي ومنكر الحرام كافر‪ .‬أما املكروه‬ ‫الفرق بين الحرام والكروه‬ ‫•‬
‫ً‬
‫تحريما ال يستحق‬ ‫ظني ومنكره ال يكفر؛ وكالهما يشتركان في استحقاق العقاب والذم بالترك‪ ،‬غير أنه في املكروه‬
‫ّ‬
‫فاعله العقاب بالنار ولكنه يتعلق به محذور كحرمان الشفاعة‪.‬‬
‫إلى ّ‬
‫الحل أقرب‪.‬‬ ‫القسم الثاني‪ :‬الكروه ً‬
‫تنزيها‪ :‬وهو ما كان ٰ‬ ‫‪)2‬‬
‫مثاله‪ :‬أكل لحوم الخيل وترك السنن املؤكدة‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬ال يستحق فاعله الذم وال العقاب‪.‬‬
‫ورأى األحناف‪ :‬أن حكم هؤالء العلماء بكراهة تلك السنن إنما هو في حق من لم يداوم على تركها أما من داوم على‬
‫ترك السنة إنما هو رجل سوء َر ِغ َب عن هدي النبي‪.‬‬

‫‪ | 16‬ا ل ص ف ح ة‬
‫أقسام الحكم الوضعي‬
‫ّ‬
‫قسمها العلماء إلى ستة أقسام‪:‬‬
‫(السبب‪-‬الشرط‪-‬املانع‪-‬الصحة‪-‬الفساد‪-‬الرخصة‪-‬والغريمة)‪.‬‬

‫‪ ‬القسم األول‪ :‬السبب‪:‬‬


‫لغة‪ :‬الحبل؛ وهو‪ :‬كل ش يء يتوصل به ٰ‬
‫إلى غيره‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم لذاته‪.‬‬

‫» أقسامه‪ :‬باعتبارات مختلفة‪:‬‬


‫• العتبار األول‪ :‬باعتبار املشروعية وعدمها‪:‬‬
‫ينقسم إلى (مشروعة‪-‬غير مشروعة)‪.‬‬
‫‪ )1‬األسباب الشروعة‪ :‬التي وضعها الشارع لتحقيق مصالح العباد أو دفع املفاسد عنهم‪ ،‬مثل‪ :‬األمر باملعروف والنهى‬
‫عن املنكر‪.‬‬
‫‪ )2‬األسباب الغير مشروعة " المنوعة"‪ :‬وهي التي ُينشئها املكلف باختياره مخالفة ألمر الشارع‪ ،‬وهذه األسباب ال أثر‬
‫شرعا؛ مثل‪ :‬األنكحة الفاسدة فإنها ممنوعة ولو أدت ٰ‬
‫إلى إلحاق الولد وثبوت امليراث‪.‬‬ ‫لها ً‬
‫• العتبار الثاني‪ :‬تنقسم باعتبار القدرة للمكلف وعدمها ٰ‬
‫إلى‪:‬‬
‫‪ )1‬أسباب خارجة عن قدرة الكلف مثل‪ :‬زوال الشمس أو غروبها فى الصالة والصيام‪.‬‬
‫‪ )2‬أسباب داخلة في قدرة الكلف مثل‪ :‬عقد الزواج فإنه ً‬
‫سببا للوطأ‪.‬‬

‫» الفرق بين العلة والسبب‪:‬‬


‫ّ‬
‫العلة لغة‪ :‬املرض‪.‬‬
‫ً‬
‫وعدما‪.‬‬ ‫ً‬
‫وجودا‬ ‫واصطالحا‪ :‬الوصف الظاهر الذي ُبنى عليه الحكم وربط به‬
‫ً‬
‫ّ‬
‫ذهب البعض إلى أنه ال فرق بين العلة والسبب‪ ،‬وذهب البعض اآلخر إلى عكس ذلك‪.‬‬
‫ّ‬
‫العلة ُ‬ ‫ّ‬
‫البد أن يوجد بينها وبين الحكم مناسبة‪.‬‬ ‫من ذهب إلى القول بأن هناك فرق بين العلة والسبب‪ :‬قال بأن‬
‫ً ّ‬
‫وعلة ً‬
‫معا‪.‬‬ ‫أما السبب‪ :‬ال يلزم وجود مناسبة بينها وبين الحكم‪ ،‬وإن ُو ِجد كان سببا‬
‫ّ‬ ‫وسببا لقصر الصالة‪ ،‬وغروب الشمس ً‬ ‫ً‬ ‫ُ ّ ّ‬
‫سببا لصالة املغرب وليس علة‪.‬‬ ‫عد علة‬ ‫مثال‪ :‬السفر ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وعليه فكل علة سبب وليس كل سبب علة‪.‬‬

‫‪ | 17‬ا ل ص ف ح ة‬
‫‪ ‬القسم الثاني‪ :‬الشرط‪:‬‬
‫الشرط لغة‪ :‬العالمة‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬ما يلزم من عدمه العدم وال يلزم من وجوده وجود وال عدم لذاته‪.‬‬

‫» شرح التعريف‪:‬‬
‫(ما يلزم من عدمه العدم)‪ :‬قيد أول خرج به املانع ألنه يلزم من وجوده العدم‪ ،‬كالحيض بالنسبة للصالة مثال‪.‬‬
‫(ل يلزم من وجوده وجود ول عدم)‪ :‬قيد ثاني خرج به السبب ألنه ال يلزم من عدمه العدم‪.‬‬
‫(لذاته)‪ :‬قيد ثالث لدفع توهم لزوم وجود املشروط إذا قارن السبب ولرفع توهم لزوم عدم املشروط لوجود الشرط إذا‬
‫قارن املانع‪.‬‬
‫مثال الشرط املقارن للسبب املشروط‪ :‬تمام الحول شرط للزكاة‪.‬‬
‫مثال الشرط املقارن للمانع املشروط‪ :‬تمام الحول مع الدين املانع للزكاة‪.‬‬

‫» أقسام الشرط‪ :‬أربعة أقسام‪:‬‬


‫‪ )1‬شرط عقلي‪ :‬مثل الحياة للعلم‪.‬‬
‫‪ )2‬شرط شرعي‪ :‬مثل الطهارة للصالة‪.‬‬
‫‪ )٣‬شرط لغوي‪ :‬مثل التعليقات مثل إن تذاكر تنجح‪.‬‬
‫‪ )٤‬شرط مادي‪ :‬مثل الغذاء للحيوان‪.‬‬

‫‪ ‬القسم الثالث‪ :‬الانع‪:‬‬


‫املانع لغة‪ :‬الحائل‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬ما يلزم من وجوده العدم وال يلزم من عدمه وجود وال عدم لذاته‪.‬‬

‫» أقسامه‪ :‬قسمين‪:‬‬
‫‪ )1‬مانع للحكم‪ :‬وهو وصف وجودي ظاهر منضبط مستلزم لحكمة تقتض ي نقيض حكم السبب مع بقاء املسبب‪.‬‬
‫ُسمي مانع للحكم‪ :‬ألن سببه مع بقاء حكمه ال يؤثر‪ .‬مثل وجود النجاسة في بدن املصلى فإنه سبب لعدم صحة‬
‫الصالة‪.‬‬
‫خل وجوده بحكمة السبب‪.‬‬ ‫‪ )2‬مانع للسبب‪ :‬وهو وصف ُي ّ‬
‫ً‬ ‫ُسمي مانع للسبب‪ :‬ألن حكمته ُفقدت مع وجود صورته فقط؛ مثل الدين على من ملك ً‬
‫نصابا كامال‪.‬‬

‫‪ ‬القسم الرابع‪ :‬الصحة‪:‬‬


‫الصحة لغة‪ :‬ضد السقم‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬موافقة الفعل ذو الوجهين وقو ًعا الشرع‪.‬‬
‫صحيح‪ :‬هو الذي استوفى أركانه وشروطه الشرعية وتترتب عليه اآلثار املقصودة ً‬
‫شرعا‪.‬‬

‫‪ | 18‬ا ل ص ف ح ة‬
‫‪ ‬القسم الخامس‪ :‬الفساد أو الباطل‪:‬‬
‫لغة‪ :‬مأخوذ من فسد اللحم إذا أنتن‪.‬‬
‫ً‬
‫وقوعا الشرع‪.‬‬ ‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬عند التكلمين‪ :‬مخالفة الفعل ذو الوجهين‬
‫وهو عند الفقهاء‪ :‬عدم سقوط القضاء‪.‬‬
‫يستوف أركانه وال شروطه‪ ،‬فال تترتب عليه آثار شرعية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الفاسد‪ :‬هو الفعل الذي لم‬

‫» الفرق بين الفاسد والباطل‪.‬‬


‫عند الجمهور‪ :‬الفاسد والباطل بمعنى واحد في العبادات واملعامالت‪.‬‬
‫فرقوا بين الفاسد والباطل في املعامالت ولم ُي ّ‬
‫فرقوا في العبادات‪.‬‬ ‫عند األحناف‪ّ :‬‬
‫شرع بأصله دون وصفه كبيع صاع من قمح بصاعين‪،‬‬ ‫فالفاسد عندهم‪ :‬ما ُ‬
‫والباطل‪ :‬ما لم ُيشرع بأصله كبيع الخمر‪ ،‬والخالف هنا لفظي فقط‪.‬‬

‫‪ ‬القسم السادس‪ :‬الرخصة والعزيمة‪:‬‬


‫ً‬
‫أول‪ :‬الرخصة‪:‬‬
‫لغة‪ :‬التيسير والتسهيل‪.‬‬
‫ُ‬
‫واصطالحا‪ :‬ما ُشرع من األحكام ل ِعذر خالف حكم سابق مع قيام السبب امل ا‬
‫ً‬
‫حرم‪.‬‬

‫» شرح التعريف‪:‬‬
‫ُ‬
‫(ما شرع من األحكام)‪ :‬جنس في التعريف يشمل الرخصة والعزيمة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫( ُ‬
‫لعذر)‪ :‬قيد أول ُيخرج العزيمة ألنه ما شرع من األحكام ال لعذر بل ابتداء‪.‬‬
‫أيضا ألنه على وفق حكم سابق كالصوم في الحضر‪.‬‬ ‫(خالف حكم سابق)‪ :‬قيد ثاني خرج به العزيمة ً‬
‫حرم)‪ :‬قيد ثالث خرج به ما ُرفع فيه سبب التحريم وهو معنى العزيمة‪.‬‬ ‫(مع قيام السبب الُ ّ‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬العزيمة‪:‬‬
‫لغة‪ :‬القصد املؤكد‪.‬‬
‫ً‬
‫اصطالحا‪ :‬الحكم الشرعي الثابت بدليل يعارض بدليل شرعي آخر‪.‬‬

‫» أقسام العزيمة‪ :‬أربعة أقسام‪.‬‬


‫ً‬
‫مقطوعا به مثل شرب الخمر‪.‬‬ ‫األول‪ :‬فريضة‪ :‬إن كان الدليل‬
‫الثاني‪ :‬واجب‪ :‬إن دخل في الدليل شبهة مثل اللعب بالشطرنج‪.‬‬
‫الثالث والرابع‪ :‬سنة ونفل‪ :‬إن كان الدليل دون الواجب مثل ترك ما قيل فيه ال بأس‪.‬‬

‫‪ | 19‬ا ل ص ف ح ة‬
‫• العزيمة عند البيضاوي‪ :‬تشتمل األحكام الخمسة‪.‬‬
‫اإليجاب‪ :‬نحو وجوب الصالة‪.‬‬
‫الندب‪ :‬نحو صالة الضحى‪.‬‬
‫التحريم‪ :‬نحو تحريم الزنا‪.‬‬
‫الكراهة‪ :‬نحو الصالة في مرابض اإلبل‪.‬‬
‫اإلباحة‪ :‬نحو األكل والشرب‪.‬‬

‫المحكوم به والمحكوم عليه‬


‫ً‬
‫أول‪ :‬الحكوم به‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫هو‪ :‬الفعل املكلف به الذي تعلق به حكم الشارع‪.‬‬

‫» شروط الحكوم به‪:‬‬


‫ّ‬ ‫ً‬
‫معلوما الحقيقة للمكلف‪.‬‬ ‫‪ )1‬أن يكون‬
‫معدوما من حيث أنه يمكن حدوثه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ )2‬أن يكون‬
‫ً‬
‫‪ )٣‬أن يكون حاصال بكسب العبد‪.‬‬
‫ُ ّ‬ ‫‪ )٤‬أن يكون ً‬
‫تكليفا بالفعل‪ ،‬واملكلف به في النهى والكف " وهو الفعل"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً ُ ّ‬
‫للمكلف فال ُيكلف بما ال ُيطاق وهو ما يسمى التكليف باملحال‪.‬‬ ‫‪ )5‬أن يكون مقدورا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫» الفرق بين التكليف بالحال والتكليف الحال‪:‬‬
‫التكليف بالُحال‪ :‬هو ما كان التكليف فيه ر ً‬
‫اجعا ٰ‬
‫إلى الفعل املأمور به نحو صوم الدهر‪.‬‬
‫ً ٰ ُ ا‬ ‫ُ‬
‫إلى املكلف نفسه نحو تكليف املجنون‪.‬‬ ‫التكليف الحال‪ :‬هو ما كان التكليف فيه راجعا‬

‫» أثر شروط الحكوم به في األحكام‪:‬‬


‫يتفرع على القدرة على أداء الفعل‪ :‬نحو إذا دخل وقت الصالة وحاضت املرأة وكان قبل ُمض ي زمن يسعها فإنه ال‬ ‫‪ )1‬ما ّ‬
‫يجب عليها القضاء‪.‬‬
‫إلى ركعة زائدة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫يتفرع على علم الكلف بما كلف به‪ :‬نحو إذا قام املكلف ٰ‬ ‫‪ )2‬ما ّ‬
‫وسبح له اثنان لزمه الرجوع فإن لم يرجع‬
‫بطلت صالته مالم يتيقن صواب نفسه‪.‬‬

‫‪ | 21‬ا ل ص ف ح ة‬
‫إلى ثالثة أقسام‪:‬‬‫» أقسام الحكوم به‪ :‬ق ّسمها األحناف ٰ‬
‫ً‬
‫تعظيما‪.‬‬ ‫القسم األول‪ :‬حق هللا تعالى‪ :‬وهو الفعل الذي يتعلق باملنفعة العامة دون اختصاصها ُونسبت ٰ‬
‫إلى هللا تعالى‬
‫القسم الثاني‪ :‬حقوق العباد‪ :‬مثل ضمان الدية‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬ما اجتمع فيه الحقان‪ :‬وله صورتان‪.‬‬
‫‪ )1‬اجتماع الحقين وحق هللا تعالى هو الغالب مثل حد القذف؛ فحق هللا تعالى هو عدم إشاعة الفاحشة في املجتمع‪،‬‬
‫وحق العبد دفع العار عن املقذوف ولذا ال يجرى فيه إرث وإسقاط بالعفو لغلبة حق هللا تعالى‪.‬‬
‫‪ )2‬اجتماع الحقين وحق العبد هو الغالب مثل القصاص؛ فحق هللا هو حماية املجتمع وحق العبد وقوع الجناية على‬
‫ّ‬
‫نفسه‪ ،‬ولذا يجرى فيه إرث ألنه متعلق بالعبد أكثر‪.‬‬
‫‪ً ‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحكوم عليه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫القصود بالحكوم عليه‪ :‬هو املكلف الذي تعلق به التكليف‪.‬‬

‫» شروط الحكوم عليه‪ :‬سبعة شروط عند الزركش ي‪:‬‬


‫‪ )1‬الحياة فال تكليف مليت‪.‬‬
‫‪ )2‬كونه من الثقلين فال تكليف للبهائم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ )٣‬البلوغ فال تكليف لصبي‪ ،‬أما وجوب الضمانات عليه فإنها ليست متعلقة بفعل الصبي إنما متعلقة بماله أو ذمته؛‬
‫أما أمر الصبي بالصالة في سبع سنين فإنها موجهة ٰ‬
‫إلى الولي ألنه أهل التكليف‪.‬‬
‫‪ )٤‬العقل فال تكليف للمجنون‪.‬‬
‫‪ )5‬الفهم فال تكليف للغافل مثل النائم والناس ي والسكران‪.‬‬
‫‪ )6‬االختيار فال تكليف للمضطر‪.‬‬
‫مأمورا وهو أن يعلم بذلك قبل زمن االمتثال‪.‬‬‫ً‬ ‫‪ )7‬علم املخاطب بكونه‬

‫» تكليف الكفار‪:‬‬
‫ال خالف بين العلماء في تكليف الكفار بأصول الشريعة فهم مأمورون باإليمان‪ ،‬وإنما الخالف في الفروع مثل الصالة‬
‫ً‬
‫عقال ولكنهم اختلفوا في جوازه ً‬
‫شرعا‪.‬‬ ‫فهل مأمورون بها أم ال؟ واتفقوا في هذا على أنه جائز‬
‫إلى أنهم مخاطبون بالفروع ً‬
‫أيضا في األوامر والنواهي‪ ،‬بشرط تقدم اإليمان مثل قوله تعالى (ما‬ ‫‪ )1‬ذهب الجمهور ٰ‬
‫سلككم في سقر • قالوا لم نك من املصلين)‪.‬‬
‫‪ )2‬األحناف واملعتزلة قالوا إنهم غير مكلفين بها‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ )٣‬قال البعض أنهم مكلفون بالنواهي دون األوامر‪.‬‬

‫‪ | 21‬ا ل ص ف ح ة‬
‫» أثر تكليف الكفار في األحكام‪:‬‬
‫فرع على هذا الخالف أحكام منها‪:‬‬‫• لقد ت ّ‬
‫مطلقا أو ملصلحته أو إذن للمسلم أو غيرها‪ ،‬فلو كان ُج ُن ًبا هل يجوز؟‬
‫ً‬ ‫جوزنا للكافر دخول املسجد سواء‬ ‫إذا ّ‬
‫ج‪ /‬في املسألة وجهان‪:‬‬
‫داللة الخطاب على الحكم عند غير الحنفية‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ /‬تقسيم اللفظ املفرد إلى أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪ )1‬ما اتحد فيه اللفظ والعنى‪ :‬وهو إما أن يمنع الشركة فيه مثل العلم أو ال يمنع‪ ،‬وإن لم يمنع فإما أن يستوي في‬
‫محاله مثل الرجل وهو املتواطئ ألنه يتوافق في زيد وعمرو وسعد‪ ،‬وإما ال يستوي في محاله وهو املشكك مثل النور‬
‫إلى السراج والشمس‪.‬‬
‫‪ )2‬ما تعدد فيه اللفظ واملعنى‪ :‬هي األلفاظ املتباينة مثل اإلنسان والفرس‪.‬‬
‫والحنطة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ )٣‬ما تعدد فيه اللفظ واتحد املعنى‪ :‬وهي األلفاظ املترادفة مثل القمح والبر ِ‬
‫‪ )٤‬ما اتحد فيه اللفظ وتعدد املعنى‪ :‬وهذا التقسيم تحته أقسام عدة كاملشترك والحقيقة واملجاز‪ ،‬والتقسيمات‬
‫فردا ً‬
‫معينا ال يحتمل غيره‪.‬‬ ‫الثالثة األولى تسمى نصوص ألن كل لفظ منها ً‬

‫» تعريفات لكل مصطلح من هذه الصطلحات‪.‬‬


‫‪ )1‬الشترك‪ :‬اللفظ املوضوع لكل واحد من معنيين فأكثر كالعين‪ ،‬ولكل واحد احترا ًزا من أسماء األعداد فإنها ملجموع‬
‫املعاني ال لكل واحد‪.‬‬
‫‪ )2‬التواطئ‪ :‬اللفظ املوضوع ملعنى كلى مستوى في محاله كالرجل‪.‬‬
‫‪ )٣‬الشكك‪ :‬اللفظ املوضوع ملعنى كلى مختلف في محاله مثل النور بالنسبة للسراج والشمس‪.‬‬
‫‪ )٤‬الترادفة‪ :‬األلفاظ الكثيرة ملعنى واحد كالقمح ُ‬
‫والبر‪.‬‬
‫‪ )5‬التباينة‪ :‬ألفاظ املوضوع كل واحد منها ملعنى مثل اإلنسان والفرس‪.‬‬
‫‪ )6‬النص‪ :‬هو ما دل على معنى ً‬
‫قطعا وال يحتمل غيره كأسماء األعداد‪.‬‬
‫قطعا ويحتمل غيره كصيغ الجموع فى العموم‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬هو ما دل على معنى ً‬
‫وقيل‪ :‬هو ما دل على معنى كيف كان‪.‬‬
‫‪ )7‬الظاهر‪ :‬ما تردد بين احتمالين فأكثر هو فى أحدهما راجح‪.‬‬
‫‪ )8‬الحكم‪ :‬وهو الذي ال تتضح داللته على معناه كالجنس بالنسبة للنص والظاهر‪.‬‬
‫‪ )9‬التشابه‪ :‬وهو الذي ال تتضح داللته على معناه كالجنس بالنسبة للمجمل‪.‬‬
‫‪ )11‬الجمل‪ :‬هو املتردد بين احتمالين على السواء‪.‬‬
‫‪ )11‬الؤول‪ :‬هو املتردد بين احتمالين هو في أحدهما مرجوح‪.‬‬

‫‪ | 22‬ا ل ص ف ح ة‬
‫‪‬ث ً‬
‫انيا‪ :‬النطوق والفهوم‪:‬‬
‫‪ ‬النطوق‪:‬‬
‫لغة‪ :‬اسم مفعول من نطق أي تكلم‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬ما دل عليه اللفظ في محل النطق‪.‬‬
‫مثل قوله تعالى (فال تقل لهما أف) فإنه يدل على تحريم التأفيف في حق الوالدين‪.‬‬

‫» أقسام النطوق‪ :‬صريح وغير صريح‪.‬‬


‫األول‪ /‬الصريح‪ :‬ما وضع اللفظ له فيدل عليه باملطابقة أو التضمين‪.‬‬
‫الطابقة‪ :‬داللة اللفظ على مسماه كداللة البيت على مجموعه‪.‬‬
‫التضمين‪ :‬داللة اللفظ على جزء مسماه كداللة البيت على الجدار فقط‪.‬‬

‫الثاني‪ /‬الغير صريح‪ :‬ما لم يوضع اللفظ له بل ما يلزم مما وضع له فيدل على االلتزام‪.‬‬
‫أقسام النطوق الغير صريح‪ :‬ثالثة أقسام‪:‬‬
‫ً‬
‫تصحيحا ملعنى شرعي أو عقلي‪ ،‬مثل {رفع عن أمتي الخطأ} أي‬ ‫‪ )1‬دللة اقتضاء‪ :‬اقتضاء الكالم تقدير كلمة في الكالم‬
‫رفع املؤاخذة عن ذلك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫‪ )2‬دللة إيماء وتنبيه‪ :‬أن يكون الكالم حاال على العلة كنا دل على املعنى مثل {من ّ‬
‫مس ذكره فليتوضأ}‪.‬‬
‫‪ )٣‬دللة إشارة‪ :‬أن يحصل الداللة بالتبعية ال ما يلزم عما وضع له اللفظ مثل {وحمله وفصاله ثالثون ً‬
‫شهرا} مع‬
‫{وفصاله في عامين} إشارة إلى أن أقل الحمل ستة أشهر‪.‬‬
‫‪ ‬الفهوم‪:‬‬
‫لغة‪ :‬اسم مفعول من فهم أي الصورة الذهنية‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬ما دل عليه اللفظ ال في محل النطق‪.‬‬

‫» أقسام الفهوم‪ :‬مفهوم موافق ومفهوم مخالف‪.‬‬


‫ً‬
‫موافقا للمنطوق في الحكم‪.‬‬ ‫األول‪ /‬الفهوم الوافق‪ :‬هو أن يكون املسكوت عنه‬
‫أقسام النطوق الوافق‪:‬‬
‫‪ )1‬أن يكون املسكوت عنه أولى بالحكم من املنطوق‪ :‬مثل قوله تعالى (فال تقل لهما أف) فإنه دل على تحريم الضرب‬
‫ألنه أولى بالحكم من املنطوق‪.‬‬
‫ظلما‪ ).......‬فإنه‬ ‫ً‬
‫مساويا للحكم في املنطوق‪ :‬مثل قوله تعالى (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ً‬ ‫‪ )2‬أن يكون املسكوت عنه‬
‫ً‬
‫مساويا ألخذه وأكله وإتالفه‪.‬‬ ‫إحراق مال اليتيم‬

‫‪ | 23‬ا ل ص ف ح ة‬
‫مخالفا للمنطوق في الحكم ً‬
‫إثباتا ً‬
‫ونفيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الثاني‪/‬الفهوم الخالف‪ :‬وهو أن يكون املسكوت عنه‬
‫أنواع مفهوم الخالفة‪:‬‬
‫‪ )1‬مفهوم الصفة‪ :‬مثل قوله‪" ‬في سائمة الغنم زكاة" فإنه ينفى إثبات الزكاة في املعلوفة‪.‬‬
‫‪ )2‬مفهوم الغاية‪ :‬مثل (ثم أتموا الصيام إلى الليل) فال يكون ً‬
‫تاما إال ٰ‬
‫إلى الليل‪.‬‬
‫‪ )٣‬مفهوم العدد‪ :‬مثل (فاجلدوهم ثمانين جلدة) فال يجوز الزيادة أو النقصان‪.‬‬
‫حمل فأنفقوا عليهن) فغير الحامل ال يجب اإلنفاق عليها‪.‬‬ ‫‪ )٤‬مفهوم الشرط‪ :‬مثل (فإن كن أوالت ٍ‬
‫‪ )5‬مفهوم الحصر‪ :‬مثل (إنما املاء من املاء) أي‪ :‬ال يجب الغسل إال عند رؤية املني‪.‬‬
‫‪ )6‬مفهوم الستثناء‪ :‬مثل (إال الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم) فإن لم يتوبوا فال يتم العفو‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ )7‬مفهوم العلة‪ :‬مثل (كل مسكر حرام) فغير املسكر حالل‪.‬‬
‫‪ )8‬مفهوم الكان‪ :‬مثل (وأنتم عاكفون في املساجد) فال يجوز االعتكاف في غيرها‪.‬‬
‫‪ )9‬مفهوم الزمان‪ :‬مثل (قم الليل) فال يكون بالنهار‪.‬‬
‫البر صدقة) فال يكون في الشعير والذرة وغيرها‪.‬‬ ‫‪ )11‬مفهوم اللقب‪ :‬مثل (في ُ‬

‫‪ ‬األمر والنهى‪:‬‬
‫األمر لغة‪ :‬طلب الفعل‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬طلب الفعل بالقول على سبيل االستعالء‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬القول الطالب للفعل‪.‬‬

‫» صيغ األمر‪:‬‬
‫‪ )1‬افعل‪ :‬مثل (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم)‪.‬‬
‫‪ )2‬الفعل الضارع القترن بالم األمر‪ :‬مثل (لينفق ذو سعة من سعته)‪.‬‬
‫‪ )٣‬اسم فعل األمر‪ :‬مثل (مكانكم أنتم وشركاؤكم)‪.‬‬
‫‪ )٤‬الصدر الدال على الطلب‪ :‬مثل (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب)‪.‬‬
‫‪ )5‬الجملة الخبرية التي تضمنت ً‬
‫أمرا‪ :‬مثل (والوالدات يرضعن أوالدهن)‪.‬‬

‫» اتفق العلماء على أن األمر إن وردت قرينة على حمله على معنى من العاني ُحمل عليه‪.‬‬
‫مثاله في الوجوب‪( :‬وأقيموا الصالة) فاألمر للوجوب لقول النبي‪( ‬بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصالة)‪.‬‬
‫مثاله في الندب‪( :‬فكاتبوهم إن علمتم فيهم ً‬
‫خيرا) فاألمر للندب ألنه إرشادي‪.‬‬
‫مثاله في اإلباحة‪( :‬فانكحوا ما كاب لكم من النساء ٰ‬
‫مثنى وثالث ورباع) فاألمر لإلباحة‪.‬‬
‫• لكنهم اختلفوا‪ :‬هل األمر املطلق عن القرائن ُيحمل على الوجوب أو الندب أو غيرها؟‬
‫ثالثة أقوال‪ )1( :‬حقيقة في الوجوب ومجا ًزا فيما عداه وهذا عند الجمهور‪.‬‬
‫(‪ )2‬حقيقة في الندب وهذا عن عامة املعتزلة‪.‬‬
‫‪ )3‬حقيقة في القدر بين الوجوب والندب وهو الطلب‪.‬‬

‫‪ | 24‬ا ل ص ف ح ة‬
‫والرأي الراجح هو الرأى األول‪ ،‬ودليلهم‪:‬‬
‫‪ )1‬قوله تعالى إلبليس (ما منعك أن تسجد إذ أمرتك) فدل على أن أمر هللا له بالسجود للوجوب ولو كان للندب‬
‫الحتج به إبليس‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )2‬قوله تعالى (وإذا قيل لهم اركعوا ال يركعون) أى أن هللا ّ‬
‫ذم الذين ال يركعون والركوع جزء من الصالة‪ ،‬والذم ال‬
‫يكون إال على ترك واجب ّ‬
‫فدل على أن األمر للوجوب‪.‬‬

‫‪ ‬النهى‪:‬‬
‫لغة‪ :‬املنع والتحريم والزجر‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬استدعاء الترك بالقول ممن هو دونه‪.‬‬

‫» صيغ النهى‪:‬‬
‫‪ )1‬ل تفعل‪ :‬مثل (وال تقربوا الزنا)‪.‬‬
‫(وأحل هللا البيع ّ‬
‫وحرم الزنا)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ )2‬‬
‫حرم‪ :‬مثل‬
‫‪ )٣‬نهى‪ :‬مثل (إنما ينهاكم هللا)‪.‬‬
‫‪ )٤‬نفى الحل‪ :‬مثل (وال يحل لهن أن يكتمن)‪.‬‬
‫‪ )5‬صيغة األمر بالجتناب‪ :‬دع‪-‬ذر‪-‬أعرض مثل (فاجتنبوا الرجس من األوثان)‪.‬‬
‫مؤمنا إال ً‬
‫خطئا)‪.‬‬ ‫‪ )6‬صيغة الجملة النفية‪ :‬مثل (وما كان ملؤمن أن يقتل ً‬
‫‪ )7‬الجملة الخبرية التي تفيد النهى‪ :‬مثل (إن هللا ال يحب املعتدين)‪.‬‬

‫» مقتض ى النهى أو موجب النهى‪:‬‬


‫اختلف األصوليون في مقتض ى النهى‪ ،‬هل يوجب التحريم أم الكراهة؟‬
‫(‪ )1‬يقتض ي التحريم ما لم ترد قرينة " رأى الجمهور"‪.‬‬
‫(‪ )2‬يقتض ي الكراهة‪.‬‬
‫(‪ )٣‬منهم من وقف‪.‬‬
‫(‪ )٤‬مشترك بين التحريم والكراهة " الراجح"‪.‬‬

‫أدلة الرأى األول‪:‬‬


‫‪ )1‬قوله تعالى‪( :‬وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن هللا تعالى أمرنا باالنتهاء عن املنهى عنه‪ ،‬فيكون االنتهاء واجب ألن األمر للوجوب ّ‬
‫فدل على أن النهى يقتض ي‬
‫التحريم‪.‬‬
‫‪ )2‬والدليل العقلي‪ :‬أن السيد إذا نهى عبده عن فعل ش يء وفعله‪ ،‬فيستحق العبد الذم والتوبيخ والعقاب‪ ،‬وهلل املثل‬
‫األعلى في ذلك‪.‬‬

‫‪ | 25‬ا ل ص ف ح ة‬
‫» أثر النهى‪:‬‬
‫اتفق األصوليون على أن النهى يدل على الفساد إذا اقترن بذلك قرينة‪ ،‬وكما اتفقوا على أن النهى ال يدل على الفساد إال‬
‫إذا اقترنت بذلك قرينة تدل على ذلك فقد اختلفوا في مطلق النهى هل يقتض ي الفساد أم ال؟؟‬
‫هناك ثالثة مذاهب في ذلك‪:‬‬
‫‪ )1‬النهى يدل على الفساد سواء كان عبادة او معاملة أو تعلق بعينه أو بجزئه وهو مذهب الجمهور ولكنهم اختلفوا فيما‬
‫إلى وصف مقارن خارج عن املأمور به غير الزم فإنه ال يدل على الفساد عند البعض‪ ،‬ويدل على‬ ‫إذا كان النهى راجع ٰ‬
‫الفساد عند اآلخرين وهم الحنابلة واإلمام مالك في ذلك ومثال ذلك‪ :‬النهى عن البيع يوم الجمعة وقت النداء " وهذا‬
‫الرأى هو الراجح "‪.‬‬
‫‪ )2‬النهى ال يدل على الفساد بذاته بل البد من دليل آخر غير النهى‪.‬‬
‫‪ )٣‬النهى يدل على الفساد في العبادات دون املعامالت‪.‬‬

‫» أثر النهى في األحكام‪:‬‬


‫ً‬ ‫ُ‬
‫ما ذكر من صحة البيع وقت النداء‪ ،‬فهو صحيح عند الجمهور لكونه مقارنا غير الزم‪ ،‬وعند الحنابلة البيع فاسد وباطل‬

‫‪ ‬العام والخاص‪:‬‬
‫العام لغة‪ :‬الشمول‪.‬‬
‫ً‬
‫فصاعدا‪.‬‬ ‫واصطالحا‪ :‬اللفظ الدال من جهة واحدة على شيئين‬‫ً‬
‫العموم‪ :‬حصرها البعض ففي أربعة‪:‬‬
‫‪ .1‬لفظ البعض‪ :‬مثل املسلمين‪.‬‬
‫‪ .2‬لفظ الجنس‪ :‬وهو ما ال واحد له من لفظه مثل الناس‪.‬‬
‫‪ .٣‬األسماء املبهمة‪ :‬مثل من ‪-‬ما‪-‬أي‪.‬‬
‫‪ .٤‬االسم املفرد إذا دخل عليه األلف والالم‪.‬‬
‫‪ ‬وأضاف البعض النكرة املنفية واألسماء املوصولة وكل واملضاف ٰ‬
‫إلى معرفة‪.‬‬

‫» مدلول العام‪ :‬أنه محكوم فيه على فرد مطابقة في حالتي اإلثبات والسلب‪.‬‬
‫اختلف األصوليون في داللة العموم على األفراد‪ ،‬هل قطعية أم ظنية؟‬
‫الجمهور قال إنها ظنية‪ ،‬واألحناف قالوا انها قطعية‪.‬‬

‫‪ | 26‬ا ل ص ف ح ة‬
‫أنواع العام‪:‬‬ ‫»‬
‫ً‬
‫عام يراد به العموم قطعا‪ :‬وهو كل عام ال يحتمل التخصيص بقرائن تدل على ذلك‪ ،‬مثل قوله تعالى "وما من دابة‬ ‫‪)1‬‬
‫في األرض إال على هللا رزقها" لفظ العام هنا "من دابة" وحكم هذا النوع‪ :‬أنه قطعي الداللة على العموم‪.‬‬
‫قطعا‪ :‬وهو كل عام خصص بقرائن تدل على منع بقائه على العموم‪ ،‬مثل قوله تعالى "وهلل‬ ‫عام يراد به الخصوص ً‬ ‫‪)2‬‬
‫على الناس حج البيت" لفظ الناس ال يدل على العموم وإال دخل الصبي‪ ،‬وحكم هذا النوع أنه قطعي الداللة على‬
‫الخصوص‪.‬‬
‫ُ‬
‫عام مطلق‪ :‬وهو كل عام أطلق عن قرائن إرادة التخصيص‪ ،‬مثل قوله تعالى "واملطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة‬ ‫‪)٣‬‬
‫قروء"؛ وحكم هذا النوع‪ :‬أنه ال نزاع فيه أنه يدل على جميع األفراد التي يصدق عليها معناه وإنما النزاع هل صفة‬
‫هذه الداللة ظنية أم قطعية؟‬

‫» الفرق بين العام الخصوص والعام الذي يراد به الخصوص‪:‬‬


‫ان العام الخصوص‪ :‬لم تصاحبه قرينة تدل على أن املراد به بعض أفراده وهنا يبقى على العموم حتى يظهر دليل‬
‫على التخصيص‪.‬‬
‫أما العام الذي يراد به الخصوص‪ :‬فهو عام صاحبته قرينة عند النطق به تدل على أن املراد به الخصوص ال‬
‫العموم‪ ،‬مثل " وهلل على الناس حج البيت " فهو عام مخصوص‪.‬‬

‫‪ ‬الخاص‪:‬‬
‫لغة‪ :‬اإلفراد‪ ،‬كل لفظ وضع ملعنى معلوم على االنفراد‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬اللفظ الواحد الذي ال يصلح مدلوله الشتراك كثيرين فيه‪.‬‬
‫الراد بالخاص‪ :‬هو التخصيص وهو قصر العام على بعض أفراده‪.‬‬

‫» حكم التخصيص‪:‬‬
‫خبرا‪ ،‬وقصره البعض على الخبر‪،‬‬ ‫أمرا ام ً‬
‫نهيا ام ً‬ ‫ً‬
‫الجمهور اتفق على أن التخصيص جائز مطلقا سواء كان العام ً‬
‫والبعض قصره على األمر‪.‬‬
‫» أقسام التخصيص‪ :‬مخصص متصل ومخصص منفصل‪.‬‬
‫ً‬
‫أول‪ /‬الخصص التصل‪ :‬وهو خمسة أقسام‪:‬‬
‫‪ )1‬الستثناء‪ :‬مثل (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إال ما اضطررتم إليه)‪.‬‬
‫‪ )2‬الشرط‪ :‬مثل (ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد)‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ )٣‬الصفة‪ :‬مثل (ومن لم يستطع منكم طوال أن ينكح املحصنات املؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم املؤمنات)‬
‫فإنه أفاد إباحة زواج الحر املسلم من اإليماء لكن هذا العموم خصص بصفة وهي اإليمان ال الكافرة‪.‬‬
‫‪ )٤‬الغاية‪ :‬مثل (فاآلن باشروهن وابتغوا ما كتب هللا لكم‪ )......‬فيه إباحة الجماع واألكل والشرب ولكن خصص بغاية‬
‫وهي طلوع الفجر‪.‬‬

‫‪ | 27‬ا ل ص ف ح ة‬
‫ً‬
‫‪ )5‬بدل البعض من الكل‪ :‬مثل (وهلل على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال) فالناس عامة يشمل املستطيع‬
‫خص ُه باملستطيع‪.‬‬
‫وغيره والبدل ّ‬

‫انيا‪ /‬الخصص النفصل‪ :‬وهو ثالثة‪:‬‬ ‫ث ً‬


‫‪ )1‬دليل عقلي‪ :‬مثل قوله تعالى (هللا خالق كل ش يء) فإننا نعلم بالدليل العقلي أن هللا تعالى ليس ً‬
‫خالقا لنفسه‪.‬‬
‫‪ )2‬دليل حس ي‪ :‬مثل قوله تعالى (ما تذر من ش يء أتت عليه إال جعلته كالرميم) فنحن نرى أشياء لم تتأثر بهذه الرياح‬
‫مثل الجمال املشاهدة ًّ‬
‫حسا‪.‬‬
‫‪ )٣‬دليل سمعي‪ :‬يكون التخصيص فيه الكتاب بالكتاب والسنة بالسنة‪ ،‬والسنة بالكتاب والكتاب بالسنة‪.‬‬
‫مثال واحد لألول‪( :‬واملطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء) فإنه عام ولكنه خصص بقوله تعالى (وأوالت األحمال أجلهن‬
‫أن يضعن حملهن)‪.‬‬

‫‪ ‬الطلق والقيد‪:‬‬
‫الطلق لغة‪ :‬اسم مفعول من اإلطالق بمعنى اإلرسال والتخلية وعدم التقييد‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬ما دل على شائع في جنسه‪.‬‬
‫القيد لغة‪ :‬ضد املطلق‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬ما تناول معينا أو موصوفا بزائد على حقيقة جنسه‪.‬‬
‫ً‬
‫ومطلقا من وجه آخر‪ ،‬مثل قوله تعالى (رقبة مؤمنة) فإنها‬ ‫• وقد يجتمعان في وجه واحد فيكون اللفظ مقيد من وجه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ق ّيدت باإليمان ولكنها أطلقت فيما دون اإليمان من طول وبياض وغير ذلك‪.‬‬

‫حكم الطلق والقيد‪ :‬يرجع حكمهما وسببهما إلى أربع صور‪:‬‬ ‫»‬
‫ً‬
‫وسببا‪ :‬نحو قوله تعالى في كفارة اليمين (فصيام ثالثة أيام) وقوله (صيام شهرين متتابعين) فالحكم‬ ‫أن يختلفا ً‬
‫حكما‬ ‫‪)1‬‬
‫ً‬
‫مطلقا واملقيد يكون‬ ‫في األولى بدون تتابع وفى الثانية بتتابع‪ ،‬فالحكم هنا ال يحمل املطلق على املقيد فاملطلق يكون‬
‫مقي ًدا‪.‬‬
‫ّ‬
‫ً‬
‫وسببا‪ :‬مثل قوله تعالى (حرمت عليكم امليتة والدم ولحم الخنزير) وقوله تعالى (إال أن يكون ميتة أو‬ ‫حكما‬‫أن يتحدا ً‬ ‫‪)2‬‬
‫مسفوحا) فالدم في األولى مطلق وفى الثانية مقيد بمسفوح‪ ،‬وحيث أن الحكم والسبب واحد فالحكم هنا حمل‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫دما‬
‫ً‬
‫مسفوحا‪.‬‬ ‫املطلق على املقيد‪ ،‬فشرط تحريم الدم أن يكون‬
‫حكما ويختلفا ً‬
‫سببا‪ :‬مثل قوله تعالى في كفارة الظهار (فتحرير رقبة) وأما في كفارة القتل (فتحرير رقبة‬ ‫أن يتحدا ً‬ ‫‪)٣‬‬
‫إلى حمل املطلق على املقيد وذهب‬ ‫مؤمنة) فالرقبة مطلقة في األولى ومقيدة في الثانية؛ والحكم هنا‪ :‬ذهب الشافعي ٰ‬
‫إلى أنه ال يحمل املطلق على املقيد فال يشترط في رقبة الظهار عنده أن تكون مؤمنة‪.‬‬‫ابو حنيفة ٰ‬
‫سببا‪ :‬مثل قوله تعالى في التيمم (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه) فهي هنا مطلقة‪ ،‬وقوله‬ ‫حكما ويتحدا ً‬ ‫أن يختلفا ً‬ ‫‪)٤‬‬
‫في الوضوء (فاغسلوا بوجوهكم وأيديكم ٰ‬
‫إلى املرافق) فهي هنا مقيدة‪ ،‬والحكم هنا ال يحمل املطلق على املقيد‪.‬‬

‫‪ | 28‬ا ل ص ف ح ة‬
‫» أثر الطلق والقيد في األحكام‪:‬‬
‫‪ )1‬أن النكاح ال ينعقد بحضور الفاسقين عند الشافعي وعند ابو حنيفة ينعقد‪ ،‬ألن قول الرسول الكريم (ال نكاح إال بولي‬
‫وشاهدي عدل) فهو مقيد هنا بالعدالة وفى رواية أخرى (ال نكاح إال بولي وشهود) فهنا مطلق ولهذا أجازه ابو حنيفة‪.‬‬
‫‪ )2‬الخالف في إعتاق الرقبة في كفارة القتل كما تقدم‪.‬‬

‫» الفرق بين العام والطلق‪:‬‬


‫العام‪ :‬يدل على شموله كل فرد من أفراده‪.‬‬
‫املطلق‪ :‬يدل على فرد شائع وأفراد شائعة ال على جميع األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬الجمل ّ‬
‫والبين‪:‬‬
‫الجمل لغة‪ :‬املبهم‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬مالم تتضح داللته من قول أو فعل‪.‬‬

‫» أسباب اإلجمال‪:‬‬
‫‪ )1‬الشتراك اللفظي‪ :‬أي وضع اللفظ لحقائق متعددة بأوضاع مختلفة مع عدم وجود قرينة تعين املراد منها‪.‬‬
‫مثل‪( :‬واملطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء)‪.‬‬
‫‪ )2‬إرادة فرد معين من أفراد الحقيقة الواحدة مع عدم القرينة على التعيين‪.‬‬
‫مثل‪( :‬إن هللا يأمركم أن تذبحوا بقرة)‪.‬‬
‫‪ )٣‬تردد اللفظ بين محاذاته املتكافئة مع قيام الدليل على عدم إرادة الحقيقة‪.‬‬
‫مثل‪ :‬رأيت ً‬
‫بحرا في الحمام‪.‬‬
‫عمرا وأكرمني‪ ،‬فالضمير في أكرمني قد يرجع لزيد أو عمرو‪.‬‬ ‫‪ )٤‬تعدد مرجع الضمير مثل‪ :‬ضرب زيد ً‬
‫ً‬
‫وماهرا في غير الطب‪،‬‬ ‫‪ )5‬تعدد مرجع الصفة مثل‪ :‬زيد طبيب ماهر‪ ،‬فقد يكون ماهر يقصد بها زيد فيكون زيد ً‬
‫طبيبا‬
‫ً‬
‫وماهرا فيه‪.‬‬ ‫إلى طبيب فيكون ز ًيدا ً‬
‫طبيبا‬ ‫وقد يرجع ٰ‬
‫ً‬ ‫ُ ّ‬
‫‪ )6‬استثناء الجهول مثل‪( :‬أحلت لكم بهيمة األنعام إال ما يتلى عليكم) فإن ما يتلى قبل نزوله مجهول فكان مجمال‬
‫يحتاج ٰ‬
‫إلى البيان‪.‬‬

‫» أنواع الجمل‪:‬‬
‫‪ )1‬إجمال في الحرف‪ :‬مثل الواو في قوله تعالى (والراسخون في العلم)‪.‬‬
‫‪ )2‬إجمال في الفعل‪ :‬مثل ما ثبت من أن الرسول الكريم‪ ‬جمع في السفرين الصالتين‪ ،‬ألن مسافة السفر مجملة‬
‫فيجب التوقف حتى الوضوح‪.‬‬
‫‪ )٣‬إجمال في السم الفرد‪ :‬مثل العين املترددة بين الباصرة والجارية والذهب‪.‬‬
‫‪ )4‬إجمال في الركب‪ :‬مثل (أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح) فإنه يحتمل للولي او للزوج‪.‬‬
‫» حكم الجمل‪ :‬التوقف على البيان الخارجي‪.‬‬

‫‪ | 29‬ا ل ص ف ح ة‬
‫‪ّ ‬‬
‫البين‪:‬‬
‫ّ‬
‫البين لغة‪ :‬اسم مفعول من ّبينت الش يء أي أظهرته ووضحته‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬ما اتضحت داللته بالنسبة ٰ‬
‫إلى معناه‪.‬‬

‫» ما يقع به البيان‪:‬‬
‫‪ )1‬البيان بالقول‪ :‬مثل (ليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة)‪.‬‬
‫يبين بهذا الضرب والشتم وهو بالتنبه‪.‬‬‫‪ )2‬البيان بالفهوم‪ :‬مثل (فال تقل لهما أف وال تنهرهما) فإنه ّ‬
‫‪ )٣‬البيان بالفعل‪ :‬مثل أفعال الحج والصالة التي بينها لنا الرسول الكريم‪.‬‬
‫‪ )٤‬البيان باإلفراد‪ :‬مثل ما كان يضرب النبي‪ ‬أصحابه‪.‬‬
‫‪ )5‬البيان باإلشارة‪ :‬مثل قول النبي‪ ‬ألعرابي (الشهر هكذا وهكذا وهكذا)‪.‬‬
‫‪ )6‬البيان بالكتابة‪ :‬مثل الكتب التي كان يرسلها النبي إلى اليمن وغيرها‪.‬‬
‫‪ )7‬البيان بالقياس‪ :‬مثل قياس األرز على ُ‬
‫البر‪.‬‬
‫» تأخير البيان‪ :‬تأخير البيان عن وقت الحاجة اتفقوا على امتناعه‪ ،‬وأما تأخير البيان عن وقت الخطاب ٰ‬
‫إلى وقت الحاجة‬
‫فهو محل خالف‪.‬‬
‫» أثر الجمل ّ‬
‫والبين في األحكام‪:‬‬
‫ما إذا قال سيد لعبديه " أحدكما حر" فيجب عليه التعيين‪ ،‬فإن ّ‬
‫عين كان ابتداء وقوعه عند اإليقاع على الصحيح‬
‫وقيل عند التعيين‪.‬‬

‫‪ ‬النسخ‪:‬‬
‫النسخ لغة‪ :‬اإلزالة والرفع والنقل‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر‪.‬‬

‫» شروط النسخ‪:‬‬
‫ً‬
‫شرعيا‪.‬‬ ‫‪ )1‬أن يكون الناسخ واملنسوخ ً‬
‫حكما‬
‫‪ )2‬أن يكون الناسخ أقوى من املنسوخ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومتأخرا عن املنسوخ‪.‬‬ ‫‪ )٣‬أن يكون الناسخ منفصال‬

‫» أنواع النسخ في القرآن‪:‬‬


‫‪ )1‬نسخ التالوة مع بقاء الحكم‪ :‬مثل قول سيدنا عمر كان فيما نزل من القرآن "والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما‬
‫البتة"‪.‬‬
‫ً‬
‫وعشرا‪.‬‬ ‫‪ )2‬نسخ الحكم دون التالوة‪ :‬مثل نسخ اإلعداد للمتوفى عنها زوجها من حول ٰ‬
‫إلى أربعة أشهر‬

‫‪ | 31‬ا ل ص ف ح ة‬
‫‪ )٣‬نسخ الحكم والتالوة ً‬
‫معا‪ :‬مثل ما ُروى عن السيدة عائشة أنها قالت كان فيما أنزل من القرآن "عشر رضعات معلومات‬
‫محرمات" فنسخت بخمس معلومات ولم يبق ال هذه وال تلك‪.‬‬

‫» بين الناسخ والنسوخ‪ :‬له حالت‪:‬‬


‫‪ )1‬نسخ القرآن بالقرآن‪ :‬مثل آيات سورة األنفال من قوله (إن يكن منكم عشرون صابرون) وهذا النسخ محل اتفاق‬
‫ببن العلماء‪.‬‬
‫‪ )2‬نسخ القرآن بالسنة التواترة‪ :‬مثل نسخ الوصية للوالدين واألقربين في قوله تعالى (كتب عليكم إذا حضر أحدكم‬
‫خيرا الوصية) فنسخت بال وصية لوارث؛ وهذا النسخ جائز عند الجمهور ومنعه الشافعي‪.‬‬ ‫املوت إن ترك ً‬
‫‪ )٣‬نسخ السنة بالقرآن‪ :‬مثل نسخ استقبال بيت املقدس بالصالة إلى الحرم‪.‬‬
‫‪ )٤‬نسخ التواتر من القرآن والسنة باآلحاد‪ :‬وهو غير جائز عند الجمهور‪.‬‬
‫‪ )5‬نسخ السنة بالسنة‪ :‬مثل (كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور أال فزوروها فإنها تذكركم باآلخرة) وهو محل اتفاق بين‬
‫العلماء‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واحدا منهما ناسخا وال منسوخا وجوزه بعضهم باإلجماع‬ ‫‪ )6‬النسخ بالقياس أو اإلجماع‪ :‬الجمهور اتفق على أن‬
‫والبعض بالقياس‪.‬‬

‫» أنواع النسخ باعتبار البدل واألخف واألثقل‪:‬‬


‫‪ )1‬النسخ بال بدل‪ :‬مثل نسخ تقديم الصدقة عند مناجاة النبي بال بدل عن ذلك وهو جائز عند األصوليين‪.‬‬
‫‪ )2‬النسخ باألخف‪ :‬مثل نسخ عدة املتوفى عنها زوجها وهو متفق على وقوعه‪.‬‬
‫‪ )٣‬النسخ باألثقل‪ :‬مثل نسخ وجوب صيام عاشوراء بصيام شهر رمضان‪ ،‬وأجازه أكثر األصوليين‪.‬‬
‫‪ )٤‬النسخ بالساوي‪ :‬مثل نسخ استقبال بيت املقدس باستقبال الكعبة‪ ،‬وهذا النسخ متفق على وقوعه‪.‬‬

‫‪ ‬األدلة التفق عليها‪:‬‬


‫األدلة لغة‪ :‬جمع دليل وهو املرشد والكاشف‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪:‬‬
‫‪ )1‬هو ما يمكن أن يتوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خيري‪.‬‬
‫‪ )2‬هو ما يتوصل بصحيح النظر فيه إلى حكم شرعي‪ " .‬وهو الراجح"‬

‫» أقسام األدلة‪ :‬تنقسم بعدة اعتبارات وهي أربعة‪:‬‬


‫ً‬
‫أول‪ /‬تنقسم باعتبار القطع والظن إلى دليل قطعي ودليل ظني‪:‬‬
‫القطعي قسمان‪:‬‬
‫‪-1‬قطعي الثبوت‪ :‬وهو الدليل الذي نقل إلينا بالتواتر كالقرآن والسنة املتواترة‪.‬‬
‫ً‬
‫تخصيصا‪ ،‬مثل قوله تعالى (واعبدوا هللا وال تشركوا به ش ًيئا)‬
‫ً‬ ‫‪-2‬قطعي الدللة‪ :‬وهو الدليل الذي ال يحتمل تأويال وال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تخصيصا‪.‬‬ ‫فهذا نص قطعي الثبوت وقطعي الداللة ألنه ال يحتمل تأويال وال‬

‫‪ | 31‬ا ل ص ف ح ة‬
‫والظني قسمان ً‬
‫أيضا‪:‬‬
‫‪-1‬ظني الثبوت‪ :‬وهو الدليل الذي نقل إلينا بغير طرق التواتر مثل الحديث املشهور وخبر اآلحاد‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تخصيصا مثل (ال صالة ملن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) فهذا الحديث ظني‬ ‫‪-2‬ظني الدللة‪ :‬وهو الذي يحتمل تأويال أو‬
‫الثبوت ألنه خبر آحاد‪ ،‬وظني الداللة ألنه يحتمل التأويل على معنيين‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ /‬باعتبار النقل والعقل‪:‬‬
‫‪ )1‬دليل نقلى‪ :‬وهو الدليل الذي نقل إلينا مثل الكتاب والسنة واإلجماع وأقول الصحابة‪.‬‬
‫‪ )2‬دليل عقلي‪ :‬وهو ما يستخرجه العقل بواسطة النظر في املقدمات العقلية مثل القياس‪.‬‬

‫» ملحوظة‪ :‬ال يمكن أن يستغنى الدليل العقلي عن النقلي والعكس‪.‬‬


‫ً‬
‫ثالثا‪ /‬باعتبار اإلجمال والتفصيل‪:‬‬
‫‪ )1‬األدلة اإلجمالية‪ :‬هي األدلة الكلية التي ال تتعلق بمسألة بخصوصها وال تدل على حكم بعينه كمصادر األحكام‬
‫بنى عليها من قواعد أصولية‪.‬‬ ‫الشرعية وما ُي ٰ‬
‫‪ )2‬األدلة التفصيلية‪ :‬هي األدلة الجزئية التي تتعلق بمسألة بخصوصها وتدل على حكم بعينه مثل قوله تعالى (وأقيموا‬
‫الصالة)‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ /‬باعتبار الحجية وعدمها‪:‬‬
‫‪ )1‬األدلة التفق على حجيتها‪ :‬هي القرآن والسنة والقياس واإلجماع‪.‬‬
‫‪ )2‬األدلة الختلف في حجيتها‪ :‬هي شرع ما قبلنا والعرف واالستحسان‪ ......‬الخ‪.‬‬
‫الحجية‪ :‬معناها اإللزام ووجوب اإلتباع‪.‬‬

‫‪ ‬الكتاب‪:‬‬
‫الكتاب لغة‪ :‬يطلق على كل مكتوب ثم غلب في عرف أهل الشرع على القرآن‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬كالم هللا تعالى ّ‬
‫املنزل على سيدنا محمد لإلعجاز ولو بسورة منه املتعبد بتالوته واملنقول إلينا بالتواتر‪.‬‬ ‫ً‬

‫» دللة آياته على األحكام‪ :‬دللتين‪:‬‬


‫ً‬
‫‪ )1‬نص قطعي الدللة‪ :‬وهو ما ال يحتمل التأويل مثل (واعبدوا هللا وال تشركوا به شيئا)‪.‬‬
‫‪ )2‬نص ظني التأويل‪ :‬وهو ما يحتمل التأويل مثل (واملطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء)‪.‬‬

‫» أما دللة آياته من ناحية الورود فجميعها قطعية الثبوت والورود والنقل‪.‬‬
‫» مرتبته بين األدلة‪ :‬هو أول األدلة الشرعية ومصدرها‪.‬‬

‫‪ | 32‬ا ل ص ف ح ة‬
‫» أنواع األدلة القرآنية‪:‬‬
‫حصرها الشيخ عبد الوهاب خالف في ثالثة‪:‬‬
‫(‪ )1‬أحكام اعتقادية‪ :‬تتعلق بما يجب على املكلف اعتقاده في هللا تعالى ورسله‪.‬‬
‫ُ‬
‫(‪ )2‬أحكام خلقية‪ :‬تتعلق بما يجب على املكلف أن يتحلى به من الفضائل والتخلي عن الرذائل‪.‬‬
‫(‪ )٣‬أحكام عملية‪ :‬تتعلق بما يصدر عن املكلف من أقوال وأفعال وعقود وتصرفات‪.‬‬
‫ُُ‬ ‫وقد ّ‬
‫قسم األحكام العملية إلى قسمين (عبادات‪-‬معامالت)؛ ولكننا نرى أن األحكام الخلقية داخلة في علم أصول الفقه‬
‫ألنها إما اقتضاء فعل نحو الصدق أو اقتضاء ترك نحو الكذب‪.‬‬
‫وأما الشيخ محمد أبو زهرة‪ :‬فقد ّ‬
‫قسم األحكام القرآنية إلى أقسام كثيرة منها‪:‬‬
‫(عبادات ومعامالت واألسرة والعقوبات الزاجرة)‬
‫ويمكن رد جميع هذه التقسيمات إلى قسمين‪:‬‬
‫ً‬
‫تحريما أو كراهة‪.‬‬ ‫طلبا لترك فعل‬ ‫إيجابا أو ً‬
‫ندبا أو كان ً‬ ‫ً‬ ‫(‪ )1‬ما كان ً‬
‫طلبا لفعل‬
‫(‪ )2‬ما ال طلب فيه كاإلباحة؛ وهو التقسيم الراجح الذي ارتضاه العز ابن عبد السالم في كتابه اإلمام‪.‬‬

‫‪ ‬السنة‪:‬‬
‫السنة لغة‪ :‬السيرة والعادة والطريقة املحمودة املستقيمة‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬عند الفقهاء‪ :‬اسم ملا شرع زيادة على الفرض والواجب‪.‬‬
‫عند الحدثين‪ :‬كل ما ورد عن النبي‪ ‬من قول أو فعل أو تقرير أو صفة‪.‬‬
‫عند األصوليين‪ :‬ما ثبت عن النبي‪ ‬من قول أو فعل أو تقرير أو صفة‪.‬‬
‫وتطلق على ما يقابل البدعة وعلى ما يقابل القرآن ً‬
‫أيضا‪.‬‬

‫» حجية السنة‪:‬‬
‫حجة بإجماع املسلمين وهي في املرتبة الثانية بعد القرآن‪ ،‬ودليل ذلك حديث سيدنا معاذ ابن جبل عندما أرسله‬
‫النبي‪ ‬إلى اليمن‪.‬‬

‫» منزلة السنة من القرآن الكريم‪ :‬باعتبار ما ورد فيها من أحكام‪ :‬تنقسم إلى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ )1‬سنة موافقة للقرآن من حيث اإلجمال والبيان‪ :‬مثل حديث (بنى اإلسالم على خمس) مع ما وافقه من القرآن في آيات‬
‫الصالة والزكاة والحج والصيام‪.‬‬
‫‪ )2‬سنة ّ‬
‫مبينة للقرآن‪ :‬ولها أربع صور‪:‬‬
‫أ‪ -‬سنة مفصلة لجمل القرآن‪ :‬مثل عمل النبي‪ ‬في الصالة ومناسك الحج‪.‬‬
‫ب‪ -‬سنة مخصصة لعموم القرآن‪ :‬مثل منع القاتل من امليراث في قوله (القاتل ال يرث) فخصصت قوله تعالى‬
‫(يوصيكم هللا في أوالدكم للذكر مثل حظ األنثيين)‪.‬‬

‫‪ | 33‬ا ل ص ف ح ة‬
‫ت‪ -‬سنة مقيدة لجمل القرآن‪ :‬مثل تقييد الوصية بالثلث في قول النبي‪( ‬الثلث والثلث كثير) فقد فيد مطاق‬
‫الوصية في قوله تعالى (من بعد وصية يوص ى بها أو دين)‪.‬‬
‫ث‪ -‬سنة ناسخة للقرآن‪ :‬مثل حديث (ال وصية لوارث) فإنه ناسخ لقوله تعالى (كتب عليكم إذا حضر أحدكم املوت‬
‫إن ترك ً‬
‫خيرا الوصية)‪.‬‬

‫‪ )٣‬سنة واردة بأحكام سكت عنها القرآن‪ :‬مثل تحريم لبس الذهب والحرير‪.‬‬

‫» أقسام السنة باعتبار سندها‪ :‬إلى قسمين‪:‬‬


‫ً‬
‫أول‪ /‬التواتر‪:‬‬
‫وهو ما رواه عن النبي‪ ‬جمع عن جمع أحالت العادة أن يتواطؤوا على الكذب حتى وصل إلينا‪.‬‬
‫والتواتر قسمان‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪ )1‬متواتر لفظي‪ :‬وهو ما اشترك عدد رواته في لفظ بعينه مثل‪( :‬من كذب ّ‬
‫على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)‪.‬‬
‫‪ )2‬متواتر معنوي‪ :‬وهو ما تغايرت فيه األلفاظ مع االشتراك في معنى كلى مثل‪ :‬حديث الحوض‪.‬‬
‫ث ً‬
‫انيا‪ /‬اآلحاد‪:‬‬
‫وهو ما رواه عن النبي‪ ‬واحد أو اثنان أو جمع لم يبلغ حد التواتر‪.‬‬
‫واآلحاد قسمان‪:‬‬
‫‪ )1‬مشهور‪ :‬وهو ما رواه بعد الراوي األول جمع من الرواة بلغوا حد التواتر حتى وصل إلينا‪ ،‬مثل حديث (إنما األعمال‬
‫بالنيات)‪.‬‬
‫‪ )2‬خبر الواحد‪ :‬وهو ما رواه عن الراوي األول ر ٍاو واحد أو اثنان أو جمع لم يبلغ حد التواتر‪.‬‬

‫‪ " #‬هذا هو تقسيم الجمهور" أما األحناف فقسموها إلى (متواتر ومشهور وآحاد)‪.‬‬
‫‪ ‬ومنكر املتواتر كافر عند الجميع‪ ،‬ومنكر املشهور مختلف فيه‪ ،‬ومنكر اآلحاد ال يكفر عند الجمهور‪.‬‬

‫» السنة من جهة الورود‪ :‬قد تكون قطعية أو ظنية‪.‬‬


‫» ومن جهة الدللة‪ :‬قد تكون قطعية إن كان نصها ال يحتمل التأويل‪ ،‬وظنية إن كان نصها يحتمل التأويل‪.‬‬
‫» قد يخطئ البعض ويظن‪ :‬أن السنة مرادفة للمندوب وكل ما يأتي من السنة فهو مندوب وهذا فهم خاطئ ألنها تأتى‬
‫لجميع األحكام الشرعية واألمثلة على كل حكم كثيرة في السنة املطهرة‪.‬‬
‫فتأتى لإليجاب‪ :‬مثل (صلوا كما رأيتموني أصلى)‪.‬‬
‫وتأتى للندب‪ :‬مثل (إذا دخل أحدكم املسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس)‪.‬‬
‫وتأتى لإلباحة‪ :‬مثل الوضوء آلكل لحم الغنم (إن شئت فتوضأ وإن شئت فال تتوضأ)‪.‬‬
‫وتأتى للتحريم‪ :‬مثل (ال تنكح املرأة على عمتها وال على خالتها)‪.‬‬
‫وتأتى للكراهة‪ :‬مثل (ال يصومن أحدكم الجمعة إال يوم قبله او بعده)‪.‬‬

‫‪ | 34‬ا ل ص ف ح ة‬
‫‪ ‬اإلجماع‪:‬‬
‫اإلجماع لغة‪ :‬العزم التام على الش يء أو االتفاق‪.‬‬
‫ً‬
‫واصطالحا‪ :‬اتفاق املجتهدين من أمة النبي‪ ‬بعد وفاته على حكم شرعي في عصر من العصور‪.‬‬

‫» شروط اإلجماع‪:‬‬
‫‪ )1‬أن يكون املجمعون من املجتهدين‪.‬‬
‫ً‬
‫جميعا على الحكم الشرعي‪.‬‬ ‫‪ )2‬أن يتفقوا‬
‫‪ )٣‬أن يكون املجتهدون من أمة محمد‪.‬‬
‫‪ )٤‬أن يكون اإلجماع بعد وفاته‪.‬‬
‫‪ )5‬أن يكون هذا اإلجماع في عصر واحد‪.‬‬
‫‪ )6‬أن يقيموا على ما أجمعوا عليه‪.‬‬
‫‪ )7‬أن يثبت بطريق صحيح‪.‬‬
‫‪ )8‬أال يسبقه خالف مستمر‪( .‬أنكر البعض هذا الشرط)‬

‫» حجية اإلجماع‪:‬‬
‫اتفق العلماء على أن اإلجماع ممكن في نفسه وهو حجة شرعية‪.‬‬
‫دليل ذلك‪ :‬قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولى األمر منكم)‪.‬‬
‫وجه الدللة‪ :‬أن هللا تعالى أمر بطاعة أولى األمر وهذا يدل على حجية اإلجماع‪.‬‬
‫أيضا‪ :‬قول النبي‪( ‬ال تجتمع أمتي على ضالل)‪.‬‬ ‫ومن األدلة ً‬

‫» أنواع اإلجماع‪ :‬على اعتبارين‪:‬‬


‫العتبار األول‪ :‬باعتبار القطع والظن‪:‬‬
‫‪ )1‬إجماع قطعي‪ :‬وهو الذي أجمعت األمة عليه بالضرورة مثل وجوب الصالة‪ ،‬ومنكر هذا اإلجماع كافر‪.‬‬
‫‪ )2‬إجماع ظني‪ :‬وهو الذي يحتاج إلى استقراء وتتبع واجتهاد ودقة في األدلة‪.‬‬
‫ّ‬
‫مثل‪ :‬إجماع األمة على أن "الجد" له في امليراث السدس؛ منكر هذا اإلجماع‪ :‬فاسق وال يكفر‪.‬‬

‫العتبار الثاني‪ :‬ينقسم باعتبار الصريح والسكوتي إلى (صريح وسكوتي)‪.‬‬


‫ً‬
‫صريحا (وهذا النوع حجة‬ ‫‪ )1‬اإلجماع الصريح‪ :‬هو اتفاق جميع املجتهدين في عصر على الواقعة بعد وفاة النبي‪ ‬اتفاقا‬
‫باإلجماع)‪.‬‬
‫وينقسم إلى‪ :‬إجماع قولي وإجماع عملي‪.‬‬
‫ُ َ‬ ‫اإلجماع القولي‪ :‬هو أن ّ‬
‫يصرح كل واحد من جماعة املجتهدين بما يفيد قبوله للرأي املعلن عنه‪.‬‬
‫اإلجماع العملي‪ :‬أن يعمل كل واحد من املجتهدين بما أفتوا به‪.‬‬

‫‪ | 35‬ا ل ص ف ح ة‬
‫‪ )2‬اإلجماع السكوتي‪ :‬هو إبداء بعض املجتهدين رأيهم في واقعة بعد عصر النبوة وسكوت البعض اآلخر‪.‬‬
‫واختلفوا في هذا‪ ،‬هل هو إجماع أم ال؟‬
‫‪ )1‬ذهب البعض إلى أنه رأى وحجة‪.‬‬
‫‪ )2‬ذهب البعض إلى أنه ليس بإجماع وال حجة‪.‬‬
‫‪ )٣‬ذهب البعض إلى أنه حجة وليس إجماع‪.‬‬
‫حاكم فهو ليس إجماع‪ ،‬وإن كان فتيا فهو إجماع‪.‬‬ ‫‪ )٤‬ذهب البعض إلى أنه إن كان ً‬
‫حكما من‬
‫ٍ‬
‫» سند اإلجماع‪:‬‬
‫هل اإلجماع مصدر مستقل بذاته أم ال؟‬
‫(‪ )1‬ذهب البعض إلى أنه ال ينعقد إال عن مستند‪ ،‬ألن إنشاء األحكام هلل ورسوله‪.‬‬
‫(‪ )2‬وخالف البعض ذلك؛ والرأي الراجح هو األول‪.‬‬

‫» قطعية السند‪:‬‬
‫ً‬
‫قطعيا كنصوص الكتاب والسنة املتواترة‪.‬‬ ‫‪ )1‬قال البعض أن مستند اإلجماع البد أن يكون‬
‫قطعيا ويكون ً‬
‫ظنيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ )2‬قال األكثرون أن مستند اإلجماع يكون‬
‫ً‬
‫مستندا إلى خبر الواحد‪ ،‬كاإلجماع على حرمة بيع الطعام قبل قبضه‪.‬‬ ‫فقد وقع اجماع املجتهدين‬
‫قياسا على لحمه‪.‬‬ ‫ً‬
‫مستندا إلى القياس كاإلجماع على حرمة شحم الخنزير ً‬ ‫ووقع اإلجماع‬

‫» نماذج لإلجماع في باب الصالة‪:‬‬


‫‪ )1‬أجمعوا على أن وقت الظهر زوال الشمس‪.‬‬
‫‪ )2‬أجمعوا على أن وقت املغرب عند غروب الشمس‪.‬‬
‫‪ )3‬أجمعوا على أن الصالة ال تجزئ إال بالنية‪.‬‬
‫‪ )4‬أجمعوا على أن السنة أن تستقبل القبلة باآلذان‪.‬‬
‫‪ )5‬أجمعوا على أن من اقتصر على تسليمة واحدة جائزة‪.‬‬

‫‪ ‬القياس‪:‬‬
‫لغة‪ :‬املساواة والتقدير‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬مساواة فرع ألصل في علة حكمه‪.‬‬

‫» حجية القياس‪:‬‬
‫القياس حجه يجب العمل به في األمور الدنيوية اما في الشرع فإنه كذلك عند كافة العلماء إال من شذ كالنظام وبعض‬
‫املعتزلة ومرتبته الرابعة بعد القرآن والسنة واإلجماع‪.‬‬

‫‪ | 36‬ا ل ص ف ح ة‬
‫» األدلة على حجيته‪ :‬نذكر منها ثالثة فقط‬
‫‪ )1‬قوله تعالي‪ ":‬يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم"‬
‫ال شك أن في اآلية الكريمة إلحاق ماال نص فيه وهو إطاعة أولى األمر بما في النص وهو الكتاب والسنه لتساويهما‬
‫في علة حكم النص وهذا قياس‬
‫ً‬
‫‪ )2‬قوله تعالي‪" :‬قل يحييها الذي أنشأها أول مرة "جوابا" من يحي العظام وهيا رميم "‬
‫فاهلل تعالى استدل في هذه اآلية على إحياء املوتى بالقياس‬
‫‪ )٣‬أن الصحابة رضوان هللا عليهم قاسوا خالفة سيدنا أبو بكر الصديق علي إمامته في الصالة وقالوا رضيه الرسول‬
‫الكريم لنا في أمر ديننا أفال نرضه في أمور الدنيا فقاسوا خليفة الرسول علي رسول هللا صلي هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫» أركان القياس‪:‬‬
‫‪ )1‬األصل‪ :‬هو ما ورد النص بحكمه ويسمي املقيس عليه‪.‬‬
‫‪ )2‬حكم األصل‪ :‬الحكم الشرعي الذي ورد به النص في األصل وراد تعديته للفرع‪.‬‬
‫‪ )٣‬الفرع‪ :‬مالم يرد نص بحكمه ويراد أن يكون له حكم األصل بالقياس ويسمي املقيس‪.‬‬
‫‪ )٤‬العلة‪ :‬الوصف املوجود في األصل والذي من اجله شرع الحكم فيه وبناء على وجوده فى الفرع يراد تسويته باألصل‬
‫في هذا الحكم‪.‬‬
‫مثال توضيحي‪ :‬قياس ضرب الوالديين بالتأفيف‪.‬‬
‫األصل هو‪ :‬التأفيف الفرع هو‪ :‬الضرب‬
‫العله‪ :‬اإليذاء‪.‬‬ ‫حكم األصل‪ :‬التحريم‪.‬‬

‫» شروط القياس‪ :‬القياس ال يتم إال بشروط خاصه منها ما يتعلق باألصل ومنها ما يتعلق بحكم األصل ومنها ما يتعلق‬
‫بالفرع ومنها ما يتعلق بالعلة‪.‬‬
‫ً‬
‫شروط األصل‪ :‬اال يكون فرعا ألصل آخر‪.‬‬
‫شروط حكم األصل‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ )1‬ان يكون حكما شرعيا عمليا ثبت بنص من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ )2‬ان يكون معقول املعنى بأن يكون مبنيا على علة يستطيع العقل إدراكها فإن تعذر علي العقل إدراك العلة تعذر‬
‫القياس مثل القياس على األحكام التعبدية كأعداد الركعات فال قياس في ذلك؛ اما ان كان حكم األصل معقول‬
‫املعني فيصح القياس سواء كان فيما شرع ابتداء او ما شرع استثناء‪.‬‬
‫مثال لألول‪ :‬تحريم شرب الخمر‬
‫مثال للثاني‪ :‬أكل امليتة عند الضرورة‬
‫ً‬
‫‪ )٣‬أن يكون له عله يمكن تحققها في الفرع‪ :‬فإن كانت العله قاصره على األصل فال يكون قياسا‪ ،‬كقصر الصالة في‬
‫السفر‪.‬‬

‫‪ | 37‬ا ل ص ف ح ة‬
‫ً‬
‫‪ )٤‬أال يكون حكم األصل مختصا به‪ :‬الن االختصاص يمنع تعديته الي الفرع‪ ،‬مثل‪ :‬اختصاص نبينا الكريم ﷺ بالزواج‬
‫بأكثر من اربعه‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ )5‬أال يكون منسوخا‪.‬‬

‫شروط الفرع‪:‬‬
‫‪ )1‬أن يكون الفرع غير منصوص على حكمه‪ :‬الن القياس يكون فيما ال حكم فيه فال قياس على ان عتق الرقبة غير‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املؤمنة ال تجزئ في كفارة اليمين قياسا على الظهار الن للفرع حكما خاص به‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ )2‬أن تكون عله األصل موجودة في الفرع‪ :‬الن شرط التعدي للحكم تعدي العله فإن لم توجد كان هذا ما يسمونه قياسا‬
‫مع الفارق هناك مثال ص‪1٩5‬‬
‫‪ )٣‬أال يتقدم الفرع في الثبوت على األصل‪.‬‬

‫شروط العلة‪:‬‬
‫العلة‪ :‬هي أساس القياس وركنه العظيم وألهميتها البد من تمهيد يبين ما هي العلة والفرق بينها وبين الحكمة حتى نبين‬
‫شروطها‬
‫العله لغة‪ :‬املرض‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫العله اصطالحا‪ :‬الوصف الظاهر املنضبط الذي بني عليه الحكم وربط به وجودا وعدما‪.‬‬
‫» الفرق بينها وبين الحكمة‪:‬‬
‫الحكمة‪ :‬هي املصلحة التي قصد الشارع تحقيقها بتشريعه الحكم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والعله‪ :‬هي الوصف الظاهر املنضبط الذي بني عليه الحكم وربط به وجودا وعدما‪.‬‬
‫ً‬
‫مثال للحكمة‪ :‬الذي هو مقرر عند املحققين أن األحكام الشرعية ما شرعت عبثا بل ملصلحه العباد سواء في العاجل او‬
‫ً‬
‫اآلجل‪ ،‬فمثال‪ :‬قوله تعالي "ولكم في القصاص حياه" بين سبحانه وتعالى الهدف من القصاص وهو استقامة حياه البشر‬
‫واألمثلة كثيره في ذلك سواء قرآن او سنه‪ ،‬واباحه الفطر للمسافر في رمضان حكمته دفع املشقة اما سبب الفطر او‬
‫ً‬
‫علته هو السفر؛ واالحكام في الشريعة تربط غالبا باألمر الظاهر املنضبط وهو ما يسميه األصوليون بعله الحكم أو‬
‫مناطه أو مظنته؛ ولهذا يقول األصوليون األحكام تربط بعللها ال بحكمها‪ ،‬بمعني ان الحكم يوجد متى ما وجدت العلة‬
‫وإن اختفت الحكمة والحكم ينتفى بانتفاء العلة وإن وجدت الحكمة الن ربط األحكام بالعلة مظنة تحقق الحكمة‬
‫ً‬
‫والغالب تحققها وأيضا ربط األحكام بالعلل يؤدي إلى استقامة التكليف وضبط األحكام واستقرار أوامر التشريع‪ ،‬وعلى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هذا فمتى كان املسلم مسافرا فله أن يفطر وإن لم يجد مشقة ومن ما كان مقيما فليس له اإلفطار وإن وجد مشقة في‬
‫عمله‪.‬‬

‫‪ | 38‬ا ل ص ف ح ة‬
‫بعد هذا البيان عن العلة نذكر شروط العلة وهي‪:‬‬ ‫»‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أن تكون العلة وصفا ظاهرا‪ :‬بمعني أنه يمكن التحقق من وجوده في األصل والفرع‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫مثل اإلسكار في الخمر فالعلة وصف يمكن التحقق من وجوده في الخمر كما يمكن التحقق من وجوده في كل نبيذ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مسكر‪ ،‬اما إن كانت العلة وصفا خفيا فال قياس وأقام الشارع بدلها أمرا ظاهرا مثل‪ :‬حصول نطفة الزوج في رحم‬
‫املرأة بمالمسته لها‪ ،‬هذا يكون بعلة ثبوت النسب ولكن هذا األمر ش يء خفي ال سبيل لالطالع عليه ولهذا أقام بدله‬
‫الزواج الصحيح‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أن تكون وصفا منضبطا‪ :‬بمعني أن يكون محددا‪ ،‬مثل‪ :‬القتل في حرمان القاتل من امليراث فيمكن ان يقاس على‬ ‫‪)2‬‬
‫القاتل الوارث القاتل املوص ي له‪ ،‬وسبب هذا الشرط‪ :‬أن اساس القياس هو مساواة الفرع لألصل في الحكم وإن لم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يتوفر هذا الشرط فال قياس وأقام الشرع مقامه أمرا منضبطا مثل‪ :‬املشقة التي هي علة اإلفطار‪ ،‬وملا كانت أمر غير‬
‫ً‬
‫منضبطا أقام الشارع مقامها السفر واملرض‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أن تكون وصفا مناسبا للحكم‪ :‬بمعني مالئمة له مثل‪ :‬السرقة وصفا مناسبا لقطع يد السارق الن ربط القطع‬ ‫‪)٣‬‬
‫وبناء على هذا الشرط ال يصح التعليل باألوصاف الغير مناسبه وال املالئمة‬ ‫بالسرقة من شأنه حفظ أموال الناس‪ً ،‬‬
‫بينها وبين الحكم وهي ما تسمي باألوصاف الطردية أو االتفاقية مثل‪ :‬لون الخمر وطعمها فال يصح ش يء من ذلك أن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يكون وصفا مناسبا لتحريم الخمر‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أن تكون العله وصفا متعديا‪ :‬بمعني أال يكون مقصورا على األصل مثل‪ :‬اإلسكار‪ ،‬علة التحريم في الخمر ويصح‬ ‫‪)٤‬‬
‫ً‬
‫تعديته في كل نبيذ مسكر‪ ،‬أما إذا كان هذا الوصف قاصرا على األصل فال قياس النعدام العله في الفرع مثل‪ :‬السفر‬
‫الذي هو علة إلباحة الفطر للمسافر أو املريض‪ ،‬فهذه العله ال توجد إال فيهما فال تتعدي لغيره‪.‬‬
‫أن تكون العله من األوصاف التي لم يلغي الشارع اعتبارها‪ :‬أي لم يقم الدليل علي إلغاء هذا الوصف وعدم اعتباره‪،‬‬ ‫‪)5‬‬
‫ً‬
‫فقد يبدو الوصف للمجتهد ألول مرة يصلح أن يكون مناسبا لحكم معين ولكنه في الواقع يصادم النص ويخالف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الدليل الشرعي‪ ،‬مثل‪ :‬اعتبار اشتراك الذكر واألنثى في النبوة وصفا مناسبا للحكم بالتسوية بينهما في امليراث فهذا خطأ‬
‫ً‬
‫قطعا‪ ،‬ألن الشارع أهدر ذلك بقوله تعالي " يوصيكم هللا في أوالدكم للذكر مثل حظ األنثيين "‬

‫‪ ‬أخيرا‪ :‬الناسبة بين الحكم والعله‪:‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫أن من شرط العلة أن تكون وصفا مناسبا للحكم‪ ،‬بمعني أن تكون مظنة تحقيق حكمة الحكم والغرض املقصود من‬
‫تشريعه وهذه املناسبة ليست متروكه ألهواء النفس بل لها ضوابط محكمه‪.‬‬

‫هذا وباهلل التوفيق‪...‬‬

‫‪ | 39‬ا ل ص ف ح ة‬

You might also like