Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 158

‫جامعة حلب‬

‫كلية الهندسة المعمارية‬


‫برنامج تيمبوس (إعادة تأهيل المدن التاريخية اإلسالمية)‬

‫إعادة تشكيل الفراغات العمرانية في مدينة حلب القديمة‬


‫(حالة دراسية‪ :‬منطقة باب الفرج)‬
‫‪Reshaping Urban Spaces in the Old City of Aleppo‬‬
‫)‪(Case Study: Bab Al-Faraj Area‬‬

‫رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في الهندسة المعمارية‬


‫(إعادة تأهيل المدن التاريخية اإلسالمية)‬

‫إعداد‬
‫حبال‬
‫م‪ .‬أحمد رامي سمير ّ‬

‫‪1027‬م _ ‪2418‬ه‬
‫جامعة حلب‬
‫كلية الهندسة المعمارية‬
‫برنامج تيمبوس (إعادة تأهيل المدن التاريخية اإلسالمية)‬

‫إعادة تشكيل الفراغات العمرانية في مدينة حلب القديمة‬


‫(حالة دراسية‪ :‬منطقة باب الفرج)‬

‫رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في الهندسة المعمارية‬


‫(إعادة تأهيل المدن التاريخية اإلسالمية)‬

‫إعداد‬
‫حبال‬
‫م‪ .‬أحمد رامي سمير ّ‬

‫المشرف الرئيسي‬
‫د‪ .‬محمد عطاهلل شيخ محمد‬
‫أستاذ مساعد في قسم نظريات وتاريخ العمارة‬
‫كلية الهندسة المعمارية ‪ -‬جامعة حلب‬

‫‪1027‬م _ ‪2418‬ه‬
‫توثيق‬

,‫ من قبل لجنة الحكم‬3107 / 7 / 32 ‫نوقشت هذه الرسالة علناً وأجيزت بتاريخ‬


‫ المنعقد‬/0231/ ‫المشكلة بموجب قرار مجلس البحث العلمي والدراسات العليا رقم‬
.‫ في مجلس جامعة حلب‬3107/4/03 ‫بتاريخ‬

:‫لجنة الحكم على الرسالة‬

‫السيد الدكتور‬ ‫السيدة الدكتورة‬ ‫السيد الدكتور‬


‫محمد عطاهلل شيخ محمد‬ ‫لميس حربلي‬ ‫محمد صخر علبي‬
ً‫مشرفا‬

Conformation
This Thesis was discussed in public and approved on: 23/7/2017 by the academic
jury, established on 18/4/2017, according to the decision of Academic Research and
Graduate Study Council; No. /1386/, at the University of Aleppo.

Dr. Dr. Dr.


Mohammad Sakhr Olabi Lamis Herbly Mohammad Atalla
Sheikh Mohammad
‫الجمهورية العربية السورية‬
‫جامعة حلب‬

‫شهادة‬
‫ أحمد رامي ح ّبال‬:‫نشهد بأن هذا العمل الموصوف في هذه الرسالة هو نتيجة بحث علمي قام به المرشح‬
‫ محمد عطاهلل شيخ محمد في قسم إعادة تأهيل المدن التاريخية اإلسالمية من كلية‬:‫تحت إشراف الدكتور‬
.‫الهندسة المعمارية في جامعة حلب‬

.‫وأي رجوع إلى بحث آخر في هذا الموضوع موثق في النص‬

‫المشرف‬ ‫المرشح‬

‫ محمد عطاهلل شيخ محمد‬.‫د‬ ‫حبال‬


ّ ‫أحمد رامي‬

3107/17/32 ‫حلب‬

CERTIFICATE

It is hereby certified that the work described in this thesis is the result of the author’s
own investigations under the supervision of Dr. Muhammad Atallah Sheikh
Muhammad in the department of rehabilitation of old Islamic cities, facultu of
architecture, University of Aleppo.
And any references to other research work has been acknowleged in the text.

Candidate Supervisor
Ahmad Rami Habbal Dr. Mohammad Atalla Sheikh Mohammad

Aleppo 23/07/2017
‫الجمهورية العربية السورية‬
‫جامعة حلب‬

‫تصريح‬
: ‫أصرح بأن هذا البحث بعنوان‬

‫إعادة تشكيل الفراغات العمرانية في مدينة حلب القديمة‬

.‫ وال هو مقدم حالياً للحصول على شهادة أخرى‬,‫لم يسبق أن قبل للحصول على أي شهادة‬

‫المرشح‬

‫حبال‬
ّ ‫المهندس أحمد رامي‬

DECLARATION
It is hereby declared that this work
Reshaping of the urban spaces in the old city of Aleppo
Is not already been accepted for any degree, and it is not being
submitted concurrently for any other degree.

Candidate
Ahmad Rami Habbal

Aleppo 23/07/2017
‫لكمة شكر‬

‫بداية ال بد من التقدم بالشكر الجزيل والعرفان إلى األساتذة والدكاترة األفاضل لما قدموه من‬
‫رعاية واهتمام ومعلومات ساعدت على إغناء البحث بمعلوماتهم ومالحظاتهم فكانوا خير‬
‫معين في إنجاز هذا العمل‪.‬‬

‫وأخص بالذكر‪:‬‬

‫ادلكتور محمد عطاهلل ش يخ محمد‬


‫ادلكتور عامد الصاحل‬
‫ادلكتور صفوت ابراهمي ابشا‬
‫ادلكتورة مليس حربيل‬

‫فلهم مني جزيل الشكر واالمتنان‪.‬‬

‫م‪ .‬أمحد رايم حبّال‬


‫الإهداء‬
‫قلب مل ُأدرك بعد مدى وسعه ولن ُأدرك يوم ًا‪ ،‬اإىل من اكن يسعد مبا وصلت اإليه ومتىن يِل املزيد‪ ،‬اإليك ايمن‬
‫اإىل ٍ‬
‫اإليك أيب الغاِل‬ ‫شاب شعرك لتسعدان ‪...‬‬

‫لتخربك عيوين أ ينك أغىل ما‬


‫إليك ايمن حني تغمريين تزول مهوم ادلنيا بأرسها‪ ،‬ومتوت حروف الجبدية يف لساين ي‬ ‫ا ي‬
‫يف حيايت‪ ،‬اإليك ايمن اكن دعاؤك ملهامً لفاكري‪ ،‬ايمن حو ي‬
‫لت س نني ُع يرك اإىل عطاء ‪ ...‬اإليك اي روح حيايت أُيم‬

‫زهرة حيايت‪ ،‬مقري يف سام يء ُعري‪ ،‬ي‬


‫معك تقامست العمر حلظ ًة بلحظة ‪ ..‬رفيقيت دوم ًا‪ ..‬توأميت الغالية‪...‬‬
‫أخيت راما‬

‫مسافات طويةل‪ ،‬اإليك اي قلب يفيض حب ًا‪ ،‬س يخربك قليب يوم ًا أنك يف قليب دوم ًا ‪...‬‬
‫ٍ‬ ‫اإليك ايمن بيين وبينك‬
‫اإليك أيخ هاين‬

‫اإليك ايمن مشلح‬ ‫اإىل من أزرين دوم ًا‪ ،‬اإىل من اكن رفي دريب‪ ،‬صديق وأيخ ايذي مل تهد أيم ‪........‬‬

‫ا ي‬
‫إليك زين عالء ادلين‬ ‫رمغ البعد مل تفارقيين‪ ،‬اإىل قلب أبيض اكلثلج‪ ،‬أخيت الثانية ‪........‬‬

‫خفر ادلين‬ ‫فرحتنا الوىل‪ ...‬مصدر خفران ورسوران ‪ ...‬حضورك يف تفاصيل حيايت ملح أاييم‪ ،‬حفيدان الول‪...‬‬

‫ليا‬ ‫هيمس ‪ ...‬طفلتنا املدل ّةل ‪ ...‬حفيدة أل حبّال ‪...‬‬


‫يه أمرية ‪ ..‬يه عصفورة صغرية‪ ...‬صوتك يف أذين ْ‬

‫اإىل من ُأحب ويبين ‪ ...‬أهدي ُعيل هذا‪...‬‬


‫رايم‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫أ‬ ‫تمهيد‬
‫ج‬ ‫أ‪ -‬إشكالية البحث‬
‫ج‬ ‫ب‪ -‬أهمية البحث‬
‫ج‬ ‫ج‪ -‬هدف البحث‬
‫د‬ ‫د‪ -‬منهجية البحث‬
‫د‬ ‫ه‪ -‬مصادر المعلومات‬
‫ه‬ ‫و‪ -‬محتويات البحث‬

‫الباب األول‪ :‬مفهوم الفراغات العمرانية‬


‫‪0‬‬ ‫‪ -2-2‬الفصل األول‪ :‬مفهوم الفراغات العمرانية ضمن المدينة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ -2-2-2‬مصطلحات ومفاهيم‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ -1-2-2‬أهمية الفراغات العمرانية بالنسبة للمدينة‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪ -1-2-2‬متطلبات الفراغ‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪ -1-2‬الفصل الثاني‪ :‬تصنيف الفراغات العمرانية ضمن المدينة‪.‬‬


‫‪4‬‬ ‫‪ -2-1-2‬أنماط الفراغات‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ -2-2-1-2‬من حيث الشكل‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪ -1-2-1-2‬من حيث اإلستخدام‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪ -1-2-1-2‬نظام الحركة داخل الفراغ العمراني‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -1-1-2‬العناصر المحددة للفراغ العمراني‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -2-1-1-2‬الفراغات المحددة من خالل العناصر األفقية‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪ -1-1-1-2‬الفراغات المحددة من خالل العناصر الشاقولية‪.‬‬

‫‪00‬‬ ‫‪ -1-2‬الفصل الثالث‪ :‬أبعاد عملية تصميم الفراغات العمرانية‪.‬‬


‫‪00‬‬ ‫‪ -2-1-2‬البعد التشكيلي‪.‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪ -2-2-1-2‬تشكيل الفراغ العمراني‪.‬‬
‫‪07‬‬ ‫‪ -1-1-2‬البعد اإلدراكي‪.‬‬
‫‪07‬‬ ‫‪ -1-1-2‬البعد اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪03‬‬ ‫‪ -4-1-2‬البعد الجمالي‪.‬‬
‫‪03‬‬ ‫‪ -2-4-1-2‬النسب الجمالية للفراغ‪.‬‬
‫‪09‬‬ ‫‪ -1-4-1-2‬المبادئ الفنية للفراغات العامة‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -5-1-2‬البعد الزمني‪.‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪ -4-2‬الفصل الرابع‪ :‬التطور التاريخي للفراغات العمرانية وتخطيطها‪.‬‬


‫‪30‬‬ ‫‪ -2-4-2‬التطور التخطيطي للفراغات العمرانية في المدن‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -2-2-4-2‬الفراغات العمرانية في مدن بالد الرافدين‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -1-2-4-2‬الفراغات العمرانية في المدن اإلغريقية‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -1-2-4-2‬الفراغات العمرانية في المدن الرومانية‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -4-2-4-2‬الفراغات العمرانية في المدن في العصور الوسطى‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -5-2-4-2‬الفراغات العمرانية في المدن في عصر النهضة‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -6-2-4-2‬الفراغات العمرانية في المدن في العصر الحديث‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -1-4-2‬تخطيط الفراغات العمرانية في المدن اإلسالمية‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -2-1-4-2‬عناصر تخطيط المدينة اإلسالمية‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -2-2-1-4-2‬استخدام األفنية‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -1-2-1-4-2‬نظام الشوارع وعناصرها‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -1-2-1-4-2‬المقياس اإلنساني‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫خالصة الباب األول‬

‫الباب الثاني‪ :‬الفراغات العمرانية في مدينة حلب القديمة (تطورها – واقعها الحالي)‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -2-1‬الفصل األول‪ :‬مراحل تطور الفراغات العمرانية لمدينة حلب القديمة وتخطيطها‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -2-2-1‬المراحل التاريخية لتطور البنية العمرانية لمدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -1-2-1‬المخططات التنظيمية لمدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -1-2-1‬مشروع باب الفرج‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -4-2-1‬التعاون مع منظمة ‪ GTZ‬األلمانية لتطوير المدينة القديمة‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫‪ -1-1‬الفصل الثاني‪ :‬تحليل الفراغات العمرانية لمنطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -2-1-1‬موقع منطقة باب الفرج ضمن مدنة حلب القديمة‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -1-1-1‬عناصر المدينة القديمة المؤثرة على منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -1-1-1‬استعماالت األراضي ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪ -4-1-1‬ملكية األراضي ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -5-1-1‬الحالة الفيزيائية للمباني ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪ -6-1-1‬الحركة والمرور ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪ -7-1-1‬الكتل المبنية والفراغات ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬التحليل االستراتيجي للفراغات العمرانية في منطقة باب الفرج‪.‬‬ ‫‪-1-1‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -2-1-1‬نقاط القوة‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -1-1-1‬نقاط الضعف‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -1-1-1‬الفرص‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -4-1-1‬التهديدات‬
‫‪14‬‬ ‫خالصة الباب الثاني‬

‫الباب الثالث‪ :‬استراتيجيات تطوير واعادة استخدام الفراغات العمرانية في منطقة باب الفرج‬
‫في مدينة حلب القديمة‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -2-1‬الفصل األول‪ :‬أمثلة عربية ومحلية لعمليات تطوير الفراغات العمرانية في المدن‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -2-2-1‬تجارب عربية في التعامل مع الفراغات العمرانية في المدن القديمة‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -2-2-2-1‬مشروع إحياء تراث تونس حديث العهد‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -1-2-1‬تجارب محلية في التعامل مع الفراغات العمرانية في المدن القديمة‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -2-1-2-1‬مشروع تطوير األسس العمرانية إلحياء تراث مصياف‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪ -1-1‬الفصل الثاني‪ :‬تحليل د ارسات إلعادة تشكيل الفراغات العمرانية في مدينة حلب‪:‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪ -2-1-1‬ورشة عمل مفهوم التخطيط العمراني – مدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫‪71‬‬ ‫‪ 2-1-1-1‬المجموعة األولى‬
‫‪79‬‬ ‫‪ 1-1-1-1‬المجموعة الثانية‬
‫‪33‬‬ ‫‪ 1-1-1-1‬المجموعة الثالثة‬
‫‪35‬‬ ‫‪ 4-1-1-1‬المجموعة الرابعة‬
‫‪33‬‬ ‫‪ 5-1-1-1‬المجموعة الخامسة‬
‫‪93‬‬ ‫‪ -1-1-1‬مشروع باب الفرج‪.‬‬
‫‪013‬‬ ‫‪ -1-1-1‬ورشة العمل المشتركة للتصميم العمراني ‪1020‬‬
‫‪014‬‬ ‫‪ 2-1-1-1‬محور تطوير الفراغات العامة ودمج أنماط البناء المختلفة‪.‬‬
‫‪017‬‬ ‫‪ 1-1-1-1‬محور تصميم نمط أبنية جديد ضمن النسيج التاريخي‪.‬‬
‫‪001‬‬ ‫‪ 1-1-1-1‬محور استراتيجيات تطوير المنطقة المرتكزة على البعد االجتماعي‬
‫وتجديد النسيج التقليدي‪.‬‬
‫‪002‬‬ ‫‪ 4-1-1-1‬محور دمج األبنية الحديثة‪ ,‬تطوير اعادة االستخدام‪.‬‬
‫‪001‬‬ ‫‪ 5-1-1-1‬محور محددات التصميم العمراني‪.‬‬

‫‪031‬‬ ‫‪ -1-1‬الفصل الثالث‪ :‬مقترحات إعادة تشكيل الفراغات العمرانية في منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫‪031‬‬ ‫‪ -2-1-1‬المقترحات على صعيد الطرقات‪.‬‬
‫‪034‬‬ ‫‪ -1-1-1‬المقترحات على صعيد الساحات والفراغات العامة‪.‬‬
‫‪033‬‬ ‫‪ -1-1-1‬المقترحات على صعيد األزقة الغير نافذة والفناءات الداخلية‪.‬‬

‫النتائج والتوصيات‬
‫‪ -‬أ‪-‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تشكلت المدن منذ آالف السنين بعد انتقال اإلنسان من حياة التنقل إلى حياة االستقرار والتحضر‪ ,‬فحياة االستقرار‬
‫والعيش ضمن جماعة هي حاجة ومتطلب إنساني‪ .‬سكن اإلنسان في تجمعات سكنية صغيرة في بداية األمر‪ ,‬ثم‬
‫مالبثت أن تطورت هذه التجمعات لمستوى المدينة‪ ,‬ومنذ ذلك الحين وهذه التجمعات العمرانية صغيرة كانت أم كبيرة‬
‫ال يقتصر تكوينها على العناصر الفيزيائية فقط‪ ,‬بل كان اإلنسان والمجتمع المدني هما محور هذه التجمعات السكنية‪.‬‬
‫ومن خالل عالقتهم مع بعضهم البعض وممارساتهم المجتمعية والنشاطات المختلفة التي تحدذ يومياً‪ ,‬ارتبطت هذه‬
‫األنشطة بثقافة ومعتقدات السكان‪ ,‬التي بدورها أثرت على شكل المدينة‪ ,‬حيث أن " اإلنسان يشكل مسكنه والمسكن‬
‫‪1‬‬
‫بدوره يشكل المدينة‪ ,‬والناس يشكلون مدينتهم ثم هي تشكلهم بدورها"‪.‬‬
‫يتمثل المضمون الحقيقي للبيئة العمرانية بالعالقات االجتماعية والروابط المتبادلة بين األفراد الساكنين فيها‪ ,‬والمكونات‬
‫المادية لتلك البيئة من عناصر مبنية وغير مبنية‪ ,‬والتي تمثل اإلطار الذي تقع ضمنه تلك العالقات والتعامالت بين‬
‫‪2‬‬
‫األفراد‪.‬‬
‫لذا رأى لوكوربوزيه بأن المدينة هي خالصة تاريخ الحياة العمرانية‪ ,‬وهي الكائن الحي‪ ,‬فهي الناس والمواصالت وهي‬
‫التجارة واإلقتصاد‪ ,‬والفن والعمارة‪ ,‬والصالت والعواطف‪ ,‬والحكومة والسياسة‪ ,‬والثقافة والذوق‪ ,‬وهي أصدق تعبير‬
‫إلنعكاس ثقافة الشعوب وتطور األمم‪ ,‬وهي صورة لكفاح اإلنسان وانتصاراته وهزائمه‪ ,‬وهي صورة للقورةوالفقر والحرمان‬
‫‪3‬‬
‫والضعف‪.‬‬
‫ويرى ممفورد أنها "وحدة جغرافية وتسير كمنظمة اقتصادية من خالل عملية مؤسساتية‪ ,‬وهي مسرح للنشاطات‬
‫‪4‬‬
‫االجتماعية وهي رمز جمالي من الوحدة الجماعية للناس"‪.‬‬
‫من التعريف السابق للمدينة نرى أنها مسرح ألنشطة اإلنسان والتي تحدث من خالل عمليات توازي أو تضارب‬
‫للمصالح بين السكان‪ .‬لذا فإن المدينة لها دالالت اجتماعية واقتصادية إلى جانب الدالالت المعمارية‪ ,‬فهي جسم واحد‬
‫تتكامل فيه هذه الجوانب المختلفة مع الجوانب المعمارية ومن الصعب فصل جانب منها عن اآلخر‪ ,‬حيث أن الجوانب‬
‫‪5‬‬
‫الثالثة هي المكونات األساسية للمدينة‪.‬‬
‫فمن الناحية الفيزيائية والعمرانية فإن المدينة تتكون من عناصر عمرانية موجودة بنوعين‪ :‬العناصر الفيزيائية المبنية‬
‫التي نراها‪ ,‬والفراغات التي بينها ونتحرك خاللها‪ .‬هذه الفراغات تعتبر مسرحاً لألنشطة اإلنسانية كما ذكر ممفورد‪,‬‬

‫‪1‬عبد اهلل محمد أحمد‪ – 1891 ,‬تاريخ تخطيط المدن‪ .‬دار وهران للطباعة والنشر‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫‪ 2‬إبراهيم عبد الباقي‪ – 0992 ,‬المنظور اإلسالمي للتنمية العمرانية‪ .‬مركز الدراسات التخطيطية والعمرانية‪ ,‬القاهرة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Carmona & others. 2003 – Public Spaces-Urban Places. Scribe Designe, Gillingham.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Mumford L, 1996 - What Is a City? The City Reader, London.‬‬
‫‪ 5‬إبراهيم عبد الباقي‪ – 0937 ,‬تأصيل القيم الحضارية في بناء المدينة اإلسالمية المعاصرة‪ .‬مركز الدراسات التخطيطية‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫‪ -‬ب‪-‬‬

‫فهي ال تقتصر على كونها عناصر عمرانية فارغة‪ ,‬بل تحتضن هذه النشاطات االجتماعية‪ .‬وهذه‬
‫الفراغات تتبع التشكيل العمراني للمدينة والذي يتغير من مدينة إلى أخرى ومن عصر إلى آخر بحسب العوامل‬
‫الجغرافية أو السياسية أو االجتماعية‪ ,‬ولكن ما يميز الفراغات العمرانية بين مدينة وأخرى هي اقترانها بالعوامل‬
‫السياسية‪ ,‬فالسلطة المؤثرة في تكوين المدينة وبنيتها‪ ,‬والتي تتراوح بين أن يكون القرار في المدينة بيد سلطة قوية أو‬
‫أن يكون القرار بيد الشعب والمجتمع‪ .‬فتشكيل المدينة اليونانية أو الرومانية يظهر عليه بشكل واضح تأثير السلطة‬
‫الحاكمة‪ ,‬أو أن يكون القرار بيد سكان التجمع العمراني لوحدهم وبدون سلطة تسيطر على الشكل العمراني‪ ,‬ونرى‬
‫مثال ذلك العشوائيات واألحياء الفقيرة‪ .‬لكن في تكوين المدينة اإلسالمية نرى أن قرار التكوين العمراني للمدينة قد ترك‬
‫بيد المجتمع اإلسالمي في تحديد مساكنهم وطرقاتهم وفراغاتهم من خالل ما عرف ب "األعراف" في مجال البناء‪ ,‬وفي‬
‫نفس الوقت التقيد بضوابط "الشريعة اإلسالمية" للتحكيم بين السكان فيما اختلف بينهم‪ ,‬وفي نفس الوقت كان هناك‬
‫‪1‬‬
‫نظام مراقبة لعملية التطور العمراني من خالل ما يعرف ب "الحسبة"‬
‫وبهذا فإن الفراغات العمرانية من فراغات عامة وساحات هي من أهم العناصر الفيزيائية في المدينة‪ ,‬وفيها يظهر‬
‫تأثير المجتمع على شكل المدينة بصورة واضحة أكثر من المساكن والملكيات الخاصة‪ ,‬فمجتمع المدينة له الدور‬
‫المهم في تشكيل مدينتهم‪ ,‬فعاداته وتقاليده وثقافته التي يتبعها لها األثر الكبير في تكوين الخطوط األساسية للتكوين‬
‫العمراني الذي يعيشون فيه‪ .‬لذا فإن جميل أكبر ذكر أن المسالك التي استخدمها السكان ذهاباً واياباً لقضاء حاجاتهم‬
‫كالذهاب إلى السوق أو المسجد وما شابه‪ ,‬ونقاط إلتقائهم كالساحات‪ ,‬ومناطق لعب أطفالهم‪ .‬كل هذا أثر في تحديد‬
‫‪2‬‬
‫المعالم األساسية للمناطق العامة كمواقعها واتجاهاتها‪ ,‬أي أن الطريق هو ما زاد من إعمار الناس لألرض‪.‬‬
‫فالمدينة تشمل الشق العمراني والشق اإلنساني اللذان يكونان مرتبطين معاً‪ .‬ونجد أن الفراغات العمرانية هي من أكثر‬
‫العناصر التي تتجلى فيها العالقة بين اإلنسان والمدينة التي يعيش فيها‪.‬‬
‫من هنا يأتي هذا البحث متضمناً الخصائص العمرانية للفراغات مرتبطة بالخصائص االجتماعية والثقافية للمجتمعات‬
‫وذلك باعتبار أن الخصائص العمرانية هي انعكاس للخصائص االجتماعية والثقافية للسكان‪.‬‬

‫‪ 1‬أكبر جميل عبد القادر‪ – 1881 ,‬عمارة األرض في اإلسالم‪ .‬الطبعة الثانية‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيروت‪.‬‬
‫‪ 2‬أكبر جميل عبد القادر‪ – 1881 ,‬عمارة األرض في اإلسالم‪ .‬الطبعة الثانية‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬ج‪-‬‬

‫أ‪ -‬إشكالية البحث‪:‬‬

‫يطرح البحث عدة إشكاليات أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬ظهور فراغات عمرانية جديدة نتيجةً ألعمال التدخل والهدم التي تمت في بعض أجزاء المدينة القديمة‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور عقد مرورية نتيجةً لفتح شوارع اإلختراق وفق المخططات التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬تالشي وظائف العديد من الفراغات العمرانية نتيجة لخلط الوظائف ضمن النسيج العمراني لمدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫‪ -‬إهمال الفراغ ات العمرانية نتيجة قصور القوانين واألنظمة وهجرة العديد من سكان المدينة القديمة‪.‬‬
‫‪ -‬التحوالت النوعية التي طرأت على الفراغات العمرانية ضمن المدينة القديمة نتيجة توالي المراحل التاريخية التي‬
‫مرت على المدينة‪ ,‬والتي تقلصت لتصبح على ما نراه حالياً‪.‬‬

‫مجمل هذه المشاكل أدت إلى تراجع دور الفراغات العمرانية باعتبارها عنص اًر عمرانياً مهماً ضمن مدينة حلب القديمة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أهمية البحث‪:‬‬

‫تعتبر الفراغات العمرانية من أهم عناصر الشكل العمراني في المراكز التاريخية‪ ,‬فإلى جانب العناصر الفيزيائية للمدينة‬
‫‪-‬المباني‪ -‬نرى أن الجزء غير المبني من أي مدينة له أهمية في أي تكوين عمراني وخاصة في تكوين المراكز‬
‫‪1‬‬
‫التاريخية‪ ,‬حيث أنها تعتبر مكاناً يلتقي فيه السكان خارج نطاق بيوتهم وملتقى األنشطة باختالفها‪.‬‬
‫وتميزت الفراغات العمرانية في مدينة حلب القديمة بنشاطها‪.‬‬
‫وتكمن أهمية الدراسة في تسليط الضوء على الفراغات العمرانية كونها عنصر عمراني مهم من خالل تحليلها‪ ,‬وتحليل‬
‫عناصر القوة والضعف فيها‪ ,‬باإلضافة إلى وضع مقترحات لتأهيل هذه الفراغات وخاصة المهملة والغير مستغلة منها‪.‬‬

‫ج‪ -‬هدف البحث‪:‬‬

‫يقوم هذا البحث بشكل أساسي على دراسة وتحليل الفراغات العمرانية في مدينة حلب القديمة لما لها من أهمية على‬
‫صعيد الشكل العمراني للمدينة القديمة‪ ,‬ولما لها من أهمية على الصعيد االجتماعي‪ ,‬حيث أن هذه الفراغات العمرانية‬
‫يستخدمها كافة الناس الذين يمرون داخل المدينة‪ ,‬حيث تناول البحث عدة نقاط أهمها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المعاني محمد سالم صقر‪ – 1002 ,‬الهيكل الحسي المكاني وتطور وسط المدينة التاريخي‪ .‬مجلة دراسات الجامعة األردنية‪.‬‬
‫‪ -‬د‪-‬‬

‫‪ -‬دراسة الناحية الوظيفية للفراغات العمرانية وطرق استخدامها في المدينة القديمة‪.‬‬


‫‪ -‬تحليل الواقع الحالي للفراغات العمرانية‪ ,‬وابراز مدى تأثرها بعمليات التدخل‪ ,‬وابراز كافة عناصر القوة والضعف‬
‫وفرص تطورها وكذلك عوامل التهديد‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة مفهوم الفراغ العمراني للساحات والفراغات العامة في المدينة القديمة وذلك من خالل وضع مقترحات وخطط‬
‫لتطويرها واعادة استخدامها‪.‬‬

‫د‪ -‬منهجية البحث‪:‬‬

‫لتحقيق األهداف المرجوة من الدراسة فإن منهجية البحث ركزت على المحاور التالية‪:‬‬

‫‪ -‬المحور األول‪ :‬اتباع المنهج التاريخي‪ ,‬حيث تمت دراسة المراكز التاريخية للمدن بشكل عام والمركز التاريخي‬
‫لمدينة حلب القديمة بشكل خاص عبر الزمن وعملية تطور المدينة‪ ,‬ودراسة عملية التطور والتحول في الشكل‬
‫العمراني للمدينة القديمة وعناصره وخاصة الفراغات العمرانية‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الثاني‪ :‬عمل دراسة تحليلية لواقع الشكل الفيزيائي والعمراني للمدينة القديمة والتركيز على الفراغات‬
‫العمرانية‪ ,‬ويكون ذلك من خالل المسح الميداني والمشاهدات واستخدام بعض المخططات والبرامج ذات العالقة‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الثالث‪ :‬تقييم الفراغات العمرانية في المدينة القديمة من خالل استخدام األسلوب االستنتاجي ويدعمها‬
‫دراسة عناصر القوة والضعف وفرص تطوير الفراغات العمرانية والعوامل التي تهددها‪.‬‬

‫ه‪ -‬مصادر المعلومات‪:‬‬

‫تم جمع المعلومات التي اعتمد عليها هذا البحث من عدد من المصادر‪ ,‬أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬المصادر المكتبية‪ :‬وتشمل الكتب‪ ,‬المراجع‪ ,‬الدوريات والرسائل العلمية ذات العالقة بموضوع الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬المصادر الرسمية وغير الرسمية‪ :‬وتشمل الدراسات والوثائق والتقارير والنشرات الصادرة عن المؤسسات والدوائر‬
‫الحكومية مثل بلدية حلب‪ ,‬والمؤسسات والو ازرات ذات العالقة‪ .‬اما المصادر غير الرسمية فتشمل الدراسات‬
‫واألبحاث وأوراق العمل الصادرة عن مراكز البحوث‪ ,‬الجامعات‪ ,‬المنظمات األهلية والباحثين‪.‬‬
‫‪ -‬مصادر شخصية‪ :‬وتشمل المعلومات والبيانات التي قام الباحث بجمعها من خالل البحث والمسح الميداني‬
‫والمقابالت والمشاهدات والمالحظات‪.‬‬
‫‪ -‬ه‪-‬‬

‫و‪ -‬محتويات البحث‪:‬‬

‫في ضوء أهداف ومنهجية البحث المذكورة أعاله كانت محتويات الدراسة على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬مقدمة عامة والتعريف بمشكلة ومنهجية البحث وأهدافها ومحتوياتها‪.‬‬


‫‪ -‬الباب األول‪ :‬إطار نظري حول مفهوم الفراغات العمرانية في المدن (مفهومها‪ ,‬أسسها‪ ,‬أسباب وقواعد تكوينها‪,‬‬
‫النماذج والنظريات التي تتناولها)‪.‬‬
‫‪ -‬الباب الثاني‪ :‬الفراغات العمرانية في مدينة حلب القديمة (تطورها‪ ,‬واقعها الحالي)‪ ,‬تحليل وتقييم الفراغات العمرانية‬
‫في مدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫‪ -‬الباب الثالث‪ :‬استراتيجيات تطوير واعادة استخدام الفراغات العمرانية في مدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫‪ -‬النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫الباب األول‬

‫مفهوم الفراغات العمرانية‬


‫‪-1-‬‬

‫‪ -2-2‬الفصل األول‪ :‬مفهوم الفراغات العمرانية ضمن المدينة‪:‬‬

‫الفراغ هو المجال ثالثي األبعاد الذي تحدث األشياء واألحداث فيه ولها اتجاه في هذا الفراغ من أجل أداء غرض‬
‫معين أو حالة معينة‪ 1.‬بينما الفراغ العمراني هو كل فراغ بين المباني في المدينة‪ ,‬ويشمل كل ما يحيط من ممرات‬
‫‪2‬‬
‫وساحات عامة وميادين ومسطحات مائية ومالعب وحدائق خاصة وعامة ومواقف سيارات وطرق‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)1-1‬الفراغ العمراني ضمن المدينة (عمل الباحث)‬

‫‪ -1-1-1‬مصطلحات ومفاهيم‪:‬‬
‫يعرف الفراغ بأنه مساحة فارغة تحدها أشياء في بعض األحيان‪ ,‬ومفهوم الساحة تعرف بأنها أرض فارغة ال توجد بها‬
‫ٍ‬
‫مبان‪ ,‬بحيث تكون جاهزة لالستخدام‪ 3.‬والساحة (‪ )Square‬أو الميدان (‪ )Plaza‬هما فراغ تحيط بها المباني وصممت‬
‫‪4‬‬
‫لتظهر المباني المحيط بها لفائدتها العظمى‪.‬‬
‫وبشكل عام فإن التكوين العمراني للبيئة العمرانية يتكون من الناحية الفيزيائية من قطبين وهما‪ :‬الكتل المبنية واألجزاء‬
‫غير المبنية أي (الفراغ العمراني)‪ .‬فالبيئة العمرانية هي تعبير عن الكل الرابط والجامع لألجزاء والنظم واألشياء‬
‫تكون بمجموعها البيئة العمرانية‪ ,‬ويشمل كل تلك الفضاءات والقنوات التي توجد بين وحول األجسام‬
‫المختلفة والتي ّ‬
‫والكتل المتواجدة في تلك البيئة‪ ,‬فالفراغ هو جزء أساسي في البيئة العمرانية‪ ,‬ويتم تحديده من خالل عناصر فيزيائية‬
‫معينة باالستناد إلى مفاهيم االحتوائية واإلحاطة‪ ,‬وترتبط بوظيفة هذا الفراغ‪.‬‬

‫الكتل المبنية‬ ‫الفراغ العمراني‬ ‫البيئة‬


‫العمرانية‬

‫الشكل (‪ :)2-1‬العناصر المكونة للبيئة العمرانية (عمل الباحث)‬

‫ويتميز مفهوم الفراغ العمراني عن مفهوم الفضاء‪ ,‬فالخصائص المكانية للفراغ العمراني تتحدد نسبة إلى درجة إنغالقية‬
‫‪5‬‬
‫ومدى وضوح حدوده الخارجية المحيطة‪ ,‬في حين أن خصائص الفضاء تتحدد بدرجة استم ارريته‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ching F. 1996 – Architecture .Form, Space, and Order. Van Nostrand Reinnhold, 1stED, New York.‬‬
‫‪ 2‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ – 6002 .‬دليل معالجة وتخطيط الفراغات في المدن‪ .‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ ,‬الرياض‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Cambridge Dictionaries Online, 2009‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Moughtin C. 1992 – Urban Design: Street and Square. Butterworth Architecture, Oxford.‬‬
‫‪ 5‬عثمان محمد عبد الستار‪ – 1888 ,‬المدينة اإلسالمية‪ .‬الطبعة األولى‪ ,‬دار اآلفاق العربية‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫‪-2-‬‬

‫‪ -2-1-1‬أهمية الفراغات العمرانية بالنسبة للمدينة‪:‬‬


‫الشكل العمراني (‪ ,)Urban Form‬وبمفهوم آخر النسيج العمراني (‪ )Urban Fabric‬هو ما يمثل طبيعة التوزع المكاني‬
‫_ الزماني لفعاليات اإلنسان وللمكونات المادية لبيئته العمرانية‪ .‬من خالل هذا التعريف نلتمس أهمية الفعاليات‬
‫اإلنسانية في أي شكل عمراني‪ ,‬فال تقتصر هذه الفراغات على كونها تساعد اإلنسان على الحركة واإلنتقال من مكان‬
‫إلى آخر‪ ,‬بل على ما تحويه داخلها من نشاطات إنسانية‪ ,‬فهي متنفس اإلنسان من روتين البيت وضغط العمل‪ ,‬وفيها‬
‫‪1‬‬
‫يجد راحته ويلتقي بجيرانه وأهل حيه والناس في المدينة‪.‬‬
‫اء منها‬
‫فقد كانت الوظيفة األساسية للساحات العامة على مر العصور هي ممارسة األنشطة الجماعية للجماهير سو ً‬
‫‪2‬‬
‫الدينية أو التجارية أو االجتماعية أو السياسية‪.‬‬
‫وهذه الفراغات العمرانية تبرز أهميتها في كونها تحتضن النشاطات االجتماعية لسكان المدينة‪ ,‬ففيها يجتمعون‬
‫ويمارسون أنشطتهم في الفضاء العام بعيداً عن جو البيت الذي يقتصر على النشاطات الخاصة‪ ,‬حيث أنها المكان‬
‫‪3‬‬
‫الذي يسمح لمستخدميه بممارسة األنشطة والفعاليات الضرورية أو األنشطة االجتماعية االختيارية‪.‬‬

‫‪ -3-1-1‬متطلبات الفراغ العمراني‪:‬‬


‫يجب أن يكون الفراغ ذو معنى "يسمح للناس بالتواصل القوي مع المكان ومع حياتهم الشخصية ومع العالم الكبير‬
‫المحيط بهم"‪ ,‬وأن يكون ديمقراطياً "لحماية حقوق الجماعات المستخدمة ويكون مفتوح للجماعات ويعطي حرية‬
‫النشاطات"‪ ,‬وأن يكون متجاوباً "حيث يصمم الفراغ ويدار من أجل احتياجات المستخدمين"‪ .‬لذا فهناك أربع حاجات‬
‫أساسية يجب أن توجد في الفراغ ويرضى بها الناس وهي موضحة ضمن الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)0-0‬الحاجات األساسية الواجب توفيرها ضمن الفراغ العمراني (عمل الباحث)‬

‫الحاجات األساسية الواجب توفيرها ضمن الفراغ العمراني‬


‫االسترخاء‬ ‫الراحة‬
‫االستكشاف‬ ‫التواصل اإليجابي مع المحيط‬

‫‪4‬‬
‫والفراغ الجيد يخدم أكثر من هدف من األهداف السابقة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Lynch K. 1981 – A Theory of Good City Form. MIT Press, Cambridge.‬‬

‫إبراهيم عبد الباقي‪ – 1881 ,‬المنظور اإلسالمي للتنمية العمرانية‪ .‬مركز الدراسات التخطيطية والعمرانية‪ ,‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Woolley H. 2003 – Urban Open Spaces. Spon Press, New York.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Carr S, Francis M, Rivlin L, Stone A. 1992 – Public Space. Cambridge University Press, Cambridge.‬‬
‫‪-3-‬‬

‫‪1‬‬
‫والمواصفات التي تجعل الفراغ أكثر طلباً هي‪:‬‬

‫‪ -‬الموقع الجيد‪ :‬في الطرق ذات الحركة وسهلة الوصول إليها وممكن رؤيتها‪.‬‬
‫‪ -‬الفراغات المسيجة‪ :‬حيث أن الطرقات هي جزء من الفراغ االجتماعي‪ ,‬ويجب فصله بشكل جزئي عن الطريق‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون على مستوى أو تقريب ًا على مستوى رصفة الفراغ‪.‬‬

‫وهناك مواصفات أخرى مثل توفر المظالت ودرجة جمال الفراغ وشكل وحجم الفراغ ‪...‬‬

‫‪ -1-2‬الفصل الثاني‪ :‬تصنيف الفراغات العمرانية ضمن المدينة‪:‬‬

‫اء كانت‬
‫نالحظ أن الفراغات العمرانية في أي تشكيل عمراني هي ما تبقى من المدينة من مساحات غير مبنية سو ً‬
‫بطريقة مخطط لها مسبقاً‪ ,‬أو أنتجت بشكل عفوي‪ .‬وتشمل هذه الفراغات الطرقات والساحات العامة والمناطق الخضراء‬
‫‪2‬‬
‫والمالعب‪ ,...‬واستناداً إلى الخصائص الفيزيائية تصنف الفراغات العمرانية ألي تشكيل عمراني إلى‪:‬‬

‫‪ -‬الشارع‪ :‬وهو عبارة عن فراغ خطي ثالثي األبعاد‪ ,‬ويكون مغلقاً من جانبين من خالل المباني المحيطة‪ ,‬والهدف‬
‫األساسي منه هو حركة المركبات وتنقل الناس من مكان إلى آخر‪ .‬ويمكن أن يدمج وظائف أخرى بحيث يعطيها‬
‫مجال للتنوع بصرياً‪ .‬على العكس من الفراغات التي لها درجة من اإلنغالق التي تعطي اإلحساس بالسكون‪ ,‬فالشارع‬
‫‪3‬‬
‫يعطي حساً قوياً بالحركة‪.‬‬
‫‪ -‬الساحة (‪ :)Square‬وهي المساحة التي تحيط بها مجموعة من المباني‪ ,‬ويمكن التمييز بين الساحات التي تصمم‬
‫لتعظيم واظهار مبنى محدد‪ ,‬واألخرى التي تصمم كأماكن للناس (بما معناه جلسات غير رسمية للعامة)‪ .‬ولكن التمييز‬
‫ال يكون بالمطلق‪ ,‬حيث وظيفة العديد من الساحات العامة تجتمع فيها الوظيفتين كالهما‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)3-1‬تصنيف الفراغات العمرانية استنادا إلى الخصائص الفيزيائية – ‪)Google maps( Carnes Square, NYC‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Whyte WH. 1980 – The Social Logic of Small Urban Spaces. Washington DC Conservation Foundation,‬‬
‫‪Washington.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Krier R. 1988 – Urban Space. USA.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Carmona & others. 2003 – Public Spaces-Urban Places. Scribe Designe, Gillingham.‬‬
‫‪-4-‬‬

‫‪ -2-1-2‬أنماط الفراغات العمرانية‪:‬‬


‫الفراغ الذي نتحرك خالله‪ ,‬نرى فيه األشكال ونسمع األصوات ونلمس األشياء ونشم رائحة الزهور المزروعة بالحديقة‪,‬‬
‫فشكل هذا الفراغ المرئي‪ ,‬أبعاد هذا الفراغ‪ ,‬مقياسه ونوعية ا إلضاءة فيه‪ ,‬كل هذه الصفات تعتمد على إدراكنا للحدود‬
‫المكانية التي تميز العناصر المحيطة به‪ 1.‬هذه الحدود المكانية للفراغ تحددها ثالث عناصر أساسية‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)3-0‬العناصر المحددة للفراغ العمراني (‪)Carmona & others‬‬

‫العناصر المحددة للفراغات العمرانية ضمن المدينة‬


‫األرضية‬ ‫المباني المحيطة‬
‫‪2‬‬
‫المحيط التخيلي للسماء فوقنا‪.‬‬

‫ويعتمد تشكيل الفراغات العمرانية على أساس حركة المرور وتأثرها بطبوغرافيا المكان‪.‬‬
‫وعليه فإن الفراغات العمرانية تختلف أنماطها من حيث عدة أمور وهي‪:‬‬

‫‪ -2-2-1-2‬من حيث الشكل‪:‬‬


‫‪ -‬الفراغات العمرانية اإليجابية‪ :‬فهي مغلقة نسبياً‪ ,‬وهي فراغ خارجي محدد وله شكل مميز وممكن قياسه‪ ,‬وله حدود‬
‫محددة وغير متصلة‪ ,‬وشكلها مهم كما أنها محاطة بالمباني‪ ,‬كالميادين والساحات والمتنزهات داخل حدود المدينة‪.‬‬
‫الفراغات العمرانية السلبية‪ :‬ليس لها شكل محدد وال شكل متبلور‪ ,‬وهي متصلة ومن الصعب إدراك حوافها أو‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫شكلها‪ ,‬كالمحميات الطبيعية والمتنزهات خارج حدود المدينة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)4-1‬أنماط الفراغات العمرانية استنادا إلى الشكل (عمل الباحث)‬

‫‪1‬‬
‫‪Ching F. 1996 – Architecture .Form, Space, and Order. Van Nostrand Reinnhold, 1stED, New York.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Carmona & others. 2003 – Public Spaces-Urban Places. Scribe Designe, Gillingham.‬‬
‫‪ 3‬الموسوي هاشم عبود‪ ,‬حيدر صالح يعقوب‪ – 6001 ,‬التخطيط والتصميم الحضري‪ ,‬دراسة نظرية تطبيقية حول المشكال الحضرية‪ .‬دار حامد‪,‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪-5-‬‬

‫‪ -1-2-1-2‬من حيث االستخدام‪:‬‬


‫الفراغ هو عنصر من عناصر العمارة والتخطيط العمراني‪ ,‬ويختلف الفراغ بحسب عدد مستخدميه وطبيعتهم‪ ,‬هل هذا‬
‫الفراغ مخصص لعامة الناس أو خاص بفئة محددة‪ .‬لذا فإن تصميم هذا الفراغ يختلف باختالف استخدامه ومستخدميه‪.‬‬
‫وبشكل عام فان الفراغات العمرانية في المدينة تصنف إلى قسمين أساسيين هما‪ :‬الفراغ الخاص والفراغ العام‪ .‬وبين‬
‫‪1‬‬
‫هذين القسمين تتدرج الفراغات حسب خصوصيتها‪ ,‬حيث هناك فراغات شبه خاصة وفراغات شبه عامة‪.‬‬
‫آ‪ -‬الفراغات الخاصة‪ :‬هي الفراغات التي يستخدمها فئة محددة من الناس ولغرض محدد‪ ,‬وتتضمن الفراغ داخل‬
‫المنزل مثل الحديقة المنزلية والفناء الداخلي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفراغ العام‪ :‬ويستخدم من قبل فئات غير محددة من الناس وألغراض متعددة وعامة‪ ,‬والفراغات العامة في المدينة‬
‫تتعدد مثل الساحات والميادين العامة والمتنزهات‪.‬‬
‫ج‪ -‬الفراغات الشبه خاصة‪ :‬هي الفراغات التي يستخدمها عدد محدد من الناس ولكن في وقت ال يرحب بعامة‬
‫الناس‪ ,‬مثل حديقة المجمع السكني أو ملعب المجمع‪.‬‬
‫د‪ -‬الفراغات الشبه عامة‪ :‬وتتضمن الفراغات التي تكون مفتوحة لوقت محدود للعامة أو أنها تستخدم من قبل مجموعة‬
‫‪2‬‬
‫معينة من المجتمع لغرض محدد مثل مالعب المدارس‪.‬‬

‫فراغ شبه‬ ‫فراغ شبه‬


‫فراغ خاص‬ ‫فراغ عام‬
‫خاص‬ ‫عام‬

‫الشكل (‪ :)5-1‬تدرج الفراغات العمرانية حسب الخصوصية ضمن المدينة (عمل الباحث)‬

‫‪ -1-2-1-2‬نظام الحركة داخل الفراغ العمراني‪:‬‬

‫الحركة داخل الفراغ العام هو قلب الحياة المدنية‪ ,‬وعنصر مهم من عناصر الفراغ العمراني‪ .‬فبدون عامل الحركة‬
‫داخل الفراغ يفقد الفراغ حيويته‪ .‬ولتصميم فراغ عام ناجح من الضروري فهم الحركة الخاصة بالمشاة‪ ,‬فاالتصال بين‬
‫األمكنة هي قضية مهمة بالنسبة للمشاة‪ .‬والفراغ العام الناجح هو المتكامل مع نظام الحركة‪ .‬فالمسارات داخل الفراغ‬

‫‪1‬‬
‫‪Woolley H. 2003 – Urban Open Spaces. Spon Press, New York.‬‬
‫‪2‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ – 6002 .‬دليل معالجة وتخطيط الفراغات في المدن‪ .‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ ,‬الرياض‪.‬‬
‫‪-6-‬‬

‫هي بمثابة خطوط تربط الفراغات ببعضها البعض‪ ,‬فطالما نسير في الزمن وخالل سلسلة من الفراغات‪ ,‬فنحن نكتشف‬
‫‪1‬‬
‫بإدراكنا وحواسنا هذه الفراغات مرتبطةً بالوجهة التي نتجه إليها‪.‬‬
‫وتصنف األنماط األساسية للفراغات العمرانية استنادًا إلى طبيعة الحركة فيها إلى‪:‬‬

‫آ‪ -‬فراغات عمرانية مستقرة (‪ :)Static‬وهي فراغات تحفز اإلنسان على الوقوف وتعطيه الشعور باالنتماء المكاني‪,‬‬
‫وهي تكون فراغات شبه مغلقة‪ ,‬وتأخذ عادة األشكال الهندسية األساسية (المربع‪ ,‬الدائرة‪ ,‬المثلث) أو األشكال األخرى‬
‫القريبة منها (الغير هندسية) كما يظهر في الشكل (‪.)1-0‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)6-1‬أشكال الفراغات العمرانية المستقرة (‪)Static‬‬

‫ب‪ -‬فراغات عمرانية حركية (‪ :)Dynamic‬وهي فراغات تحفز اإلنسان وتدعم شعوره بالحركة واالستم اررية‬
‫واإلتجاهية‪ ,‬وغالباً ما تأخذ نمطاً شريطي ًا ممتداً‪ .‬وأحياناً تنتج عن فضاءات مستقرة ترتبط مع بعضها البعض مما‬
‫يعمل منها سلسلة مترابطة من الفراغات العمرانية‪ ,‬والفراغات الحركية تستخدم في الفراغات التي وظائفها األساسية‬
‫‪3‬‬
‫الحركة كالطرقات والممرات التجارية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الشكل (‪ :)7-1‬أشكال الفراغات العمرانية المتحركة (‪)Dynamic‬‬

‫العناصر المحددة للفراغ العمراني‪:‬‬ ‫‪-1-1-2‬‬


‫الفراغ بشكل عام هو مجال فيزيائي مرئي محدد بعدة عناصر فيزيائية‪ ,‬وتصنف الفراغات إلى‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ching F. 1996 – Architecture .Form, Space, and Order. Van Nostrand Reinnhold, 1stED, New York.‬‬
‫‪ 2‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ – 6002 .‬دليل معالجة وتخطيط الفراغات في المدن‪ .‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ ,‬الرياض‪.‬‬
‫‪3‬الموسوي هاشم عبود‪ ,‬حيدر صالح يعقوب‪ – 6001 ,‬التخطيط والتصميم الحضري‪ ,‬دراسة نظرية تطبيقية حول المشكال الحضرية‪ .‬دار حامد‪,‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ 4‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ – 6002 .‬دليل معالجة وتخطيط الفراغات في المدن‪ .‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ ,‬الرياض‪.‬‬
‫‪-7-‬‬

‫فراغات عمرانية (‪ )Hard spaces‬تتحدد من خالل الجدران العمرانية وغالباً تتركز فيها نشاطات مجتمعية مختلفة‪,‬‬
‫‪1‬‬
‫اء كان ذلك داخل المدينة أو خارجها‪.‬‬
‫أما الفراغات الطبيعية (‪ )Soft spaces‬التي تحددها البيئة الطبيعية سو ً‬
‫وهذه العناصر مختلفة ويمكن تصنيفها على النحو التالي‪:‬‬

‫الفراغات المحددة من خالل العناصر األفقية‪:‬‬ ‫‪-2-1-1-2‬‬


‫أ‪ -‬أن يكون الفراغ ضمن مستوى أفقي مالمس لمستوى األرض الطبيعية كما هو مبين في الشكل (‪.)3-0‬‬

‫الشكل (‪ :)8-1‬ساحة ضمن مستوى األرض‪ ,‬ساحة براندنبرغ‪ ,‬برلين‪-‬ألمانيا [عدسة الباحث‪]2212-‬‬

‫ب‪ -‬أو أن يكون ضمن مستوى أفقي مرتفع قليالً عن مستوى األرض الطبيعية ليعطي الساحة تمي اًز أكبر‪ ,‬كما في‬
‫الساحة المرتفعة عن األرض في المدينة المحرمة في الصين وتصل إليها من خالل أدراج‪ .‬الشكل (‪.)9-0‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)9-1‬ساحة مرتفعة عن األرض‪ ,‬المدينة المحرمة‪ ,‬بكين‪-‬الصين‬

‫‪1‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ – 6002 .‬دليل معالجة وتخطيط الفراغات في المدن‪ .‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ ,‬الرياض‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Great Buildings, 2009.‬‬
‫‪-8-‬‬

‫ت‪ -‬أو أن يكون مستوى الساحة منخفضاً عن مستوى األرض الطبيعية كما في الساحة المنخفضة في ميدان روكفلر‬
‫في مدينة نيويورك الشكل (‪.)01-0‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)10-1‬ساحة منخفضة عن مستوى األرض‪ ,‬ميدان روكفلر‪ ,‬نيويورك‪-‬الواليات المتحدة األمريكية‬

‫ث‪ -‬أو أن يكون هذا الفراغ محدداً من خالل مستوى مرتفع عن سطح األرض ويغطي مساحة الفراغ‪ ,‬كما في الشكل‬
‫(‪ )00-0‬لمبنى ‪ Sony Center‬في برلين‪ ,‬ألمانيا‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)11-1‬فراغ محدد من خالل مستوى مرتفع عن سطح األرض‪ ,Sony Center ,‬برلين‪-‬ألمانيا [عدسة الباحث‪]2212-‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Great Buildings, 2009.‬‬
‫‪-9-‬‬

‫الفراغات العمرانية المحددة من خالل عناصر عمودية‪:‬‬ ‫‪-1-1-1-2‬‬


‫أ‪ -‬أن يحدد الفراغ من خالل عنصر عمودي خطي واحد‪ ,‬كما في الشكل (‪ )03-0‬لميدان ديل كامبو في سيينا‬
‫إيطاليا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :) 12-1‬ساحة محددة من خالل عنصر عمودي‪ ,‬ميدان ديل كامبو‪ ,‬سيينا‪-‬إيطاليا‬

‫ب‪ -‬أن يحدد الفراغ مستوى عمودي واحد (واجهة تطل على الفراغ وتحدده)‪ ,‬كما في الساحة أمام القصر في بريطانيا‪,‬‬
‫الشكل (‪.)02-0‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)13-1‬ساحة محددة بواجهة عمودية‪ ,‬بريطانيا‬

‫‪1‬‬
‫‪Great Buildings, 2009.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Great Buildings, 2009.‬‬
‫‪- 10 -‬‬

‫ت‪ -‬أن يحدد الفراغ من خالل عنصرين عموديين يتخذان شكل حرف (‪.)L‬‬
‫ث‪ -‬أن يحدد الفراغ من خالل حصره بين مستويين متوازيين عموديين‪ ,‬كما في الطريق الذي يحصره من الجهتين‬
‫واجهتان عموديتان‪ ,‬أو كما في الشكل (‪ )04-0‬للفراغ في مبنى فاتيرو امانويل في إيطاليا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)14-1‬ساحة محددة بمستويين عموديين‪ ,‬فاتيرو امانويل‪ ,‬نابولي‪-‬إيطاليا‬

‫ج‪ -‬أن يحدد الفراغ من خالل ثالث مستويات عمودية تتخذ شكل حرف (‪ ,)U‬كما هو واضح في الشكل (‪)05-0‬‬
‫للفراغ المحصور في مبنى كامبيدوجليو في روما‪.‬‬
‫ح‪ -‬أن يحدد الفراغ داخل محيط محصور بأربع مستويات عمودية‪ ,‬الفراغ تقريبا مغلق ومحصور‪ .‬كما في الشكل‬
‫‪2‬‬
‫(‪ )01-0‬لساحة الفوروم في مدينة بومبي الرومانية‪.‬‬

‫الشكل(‪ :)16-1‬ساحة محددة بأربع جهات‪,‬‬ ‫الشكل (‪ :)15-1‬ساحة محددة بثالث جهات‪,‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫بومبي الرومانية‬ ‫كامبيدوجليو‪-‬روما‬

‫‪1‬‬
‫‪Great Buildings, 2009.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ching F. 1996 – Architecture .Form, Space, and Order. Van Nostrand Reinnhold, 1stED, New York.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Great Buildings, 2009.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Great Buildings, 2009.‬‬
‫‪- 11 -‬‬

‫‪ -1-2‬الفصل الثالث‪ :‬أبعاد عملية تصميم الفراغات العمرانية‪:‬‬

‫ارتبط التشكيل العمراني للمدن على مر العصور بالفراغات العمرانية وعملية تصميمها باختالف أشكالها واختالف‬
‫وظائفها‪ ,‬فنظام التشكيل العمراني في المدينة يرتبط بنظام تصميم الفراغات العمرانية‪ .‬ولتصميمها أبعاد وعناصر منها‪:‬‬

‫‪ -2-1-2‬البعد التشكيلي‪:‬‬
‫يتأثر التشكيل ألي فراغ عمراني في بنية المدينة بعدة عوامل مادية واجتماعية والتفاعالت المشتركة بينها‪ ,‬لترسم‬
‫‪1‬‬
‫صورة الفراغ الرئيسي في الحي أو القرية أو الميدان العام في المدينة‪.‬‬
‫‪ -2-2-1-2‬تشكيل الفراغ العمراني‪:‬‬
‫أ‪ -‬شكل المسقط األفقي‪:‬‬
‫بالنظر إلى الساحات والفراغات العامة في التكوين العمراني‬
‫نالحظ أن هذه الفراغات وعلى اختالفها ترجع إلى األشكال‬
‫‪2‬‬
‫األساسية الثالث‪ ,‬كما في الشكل (‪.)07-0‬‬
‫الشكل (‪ :)17-1‬األشكال األساسية الثالث للفراغات – عمل الباحث‬

‫(‪.)03-0‬‬ ‫وهناك عدد من االحتماالت الناتجة من هذه األشكال األساسية عندما تدخل في تحوالت هندسية كما هو مبين بالشكل‬

‫‪3‬‬
‫الشكل (‪ :)18-1‬االحتماالت الناتجة عن التحوالت الهندسية لألشكال األساسية‬

‫‪1‬‬
‫‪Krier R. 1988 – Urban Space. USA.‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع السابق‬
‫‪3‬‬
‫‪Krier R. 1988 – Urban Space. USA.‬‬
‫‪- 12 -‬‬

‫كما يمكن تصنيف الفراغات حسب النسب الجمالية للمسقط األفقي إلى صنفين‪:‬‬

‫‪ -‬الصنف العميق (‪ :)Deep Type‬حيث المناظر الرئيسية تتجه نحو المنشأة الرئيسية‪ ,‬والطرق الداخلة في الفراغ‬
‫تتجه نحو هذه المنشأة الرئيسية‪ ,‬وكذا األمر مع العناصر األخرى مثل فرش الشوارع والتماثيل وغيرها التي تترتب‬
‫وتتوجه نحو المنشأة ومثال ذلك كما هو واضح في الشكل (‪ )09-0‬لساحة ‪ Santa Corce‬في مدينة فلورنسا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)19-1‬مثال على ‪ ,Deep Type‬ساحة سانتا كورتشي‪-‬فلورنسا‬

‫‪ -‬الصنف العريض (‪ :)Wide Type‬حيث تكون فيه المنشأة على الضلع الطويل من الساحة‪ ,‬كما هو واضح في‬
‫الشكل (‪ )31-0‬لساحة ‪ Piazza Navona‬في مدينة روما‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)22-1‬مثال على ‪ ,Wide Type‬ساحة ‪-Piazza Navona‬روما‬

‫‪1‬‬
‫‪Moughtin C. 1992 – Urban Design: Street and Square. Butterworth Architecture, Oxford.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Moughtin C. 1992 – Urban Design: Street and Square. Butterworth Architecture, Oxford.‬‬
‫‪- 13 -‬‬

‫ب‪ -‬شكل الواجهات‪:‬‬


‫إضافة إلى تأثير المسقط على تشكيل الفراغ العمراني‪ ,‬فإن الواجهات المتوضعة على جوانبه تؤثر على طبيعة وتشكيل‬
‫الفراغ العمراني من خالل شكل وتصميم الواجهات وطبيعة الفتحات وحجمها ومادة البناء‪ ,‬إضافة إلى نسب الفتحات‬
‫في الواجهة إلى األجزاء المصمتة‪ .‬فكل هذه الجوانب تؤثر على طبيعة الفراغ وتشكيله‪ ,‬ما يترك انطباعاً معيناً على‬
‫مرتاديه‪ ,‬كما يظهر في الشكل (‪.)30-0‬‬

‫ت‪ -‬نقاط اتصال الطرق بالساحات‪:‬‬


‫من خالل مالحظة تأثير طبيعة نقاط إلتقاء الطرق بالفراغات العمرانية من حيث منطقة اإللتقاء وعدد الطرق الداخلة‬
‫والخارجة من الفراغ‪ ,‬يمكن تصنيف تأثير الطرق الداخلة بالفراغ حسب عدد هذه الطرق إما من خالل طريق واحد أو‬
‫‪1‬‬
‫إثنين أو ثالثة إلى أربعة مداخل‪ ,‬وكذلك مكان التقاء الطريق بالفراغ‪ ,‬كما يظهر في الشكل (‪.)33-0‬‬

‫‪3‬‬
‫الشكل (‪ :)11-2‬االحتماالت الناتجة عن نقاط اتصال الطرق بالساحات‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)21-1‬التصاميم واألشكال المحتملة للواجهات المالصقة للفراغات‬

‫‪1‬‬
‫‪Krier R. 1988 – Urban Space. USA.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Moughtin C. 1992 – Urban Design: Street and Square. Butterworth Architecture, Oxford.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Krier R. 1988 – Urban Space. USA.‬‬
‫‪- 14 -‬‬

‫أما من ناحية ترتيب المسقط األفقي للمنشأت المحيطة بالفراغ كونها عنصر مهم تؤثر على عنصري النوعية ودرجة‬
‫‪1‬‬
‫اإلنغالق‪ ,‬يمكن مالحظة النماذج التالية والتي تظهر في الشكل (‪:)32-0‬‬

‫أ‪ -‬مبنى منفرد وله شكل بسيط فهو ال يحدد وال يخلق فراغ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مجموعة المباني التي تكون منتظمة بشكل صف طولي أو ما شابه فتعطي التحديد األضعف للفراغ‪.‬‬
‫ج‪ -‬مبنى أو مبنيين مرتبة بشكل زاوية قائمة أو بشكل متوازي لبعضهما فتعتبر من الواسائل البسيطة لتشكيل الفراغ‪.‬‬
‫د‪ -‬مجموعة المباني المترابطة مع بعضها البعض بحيث تحيط بفراغ ولها شكل بنيوي قوي‪.‬‬
‫ه‪ -‬عدد من المباني تتراكب مع بعضها بصورة مرتبة بشكل كبير فتخلق فراغ موجب واحد‪ ,‬حيث أن أقوى الوسائل‬
‫لخلق اإلحساس للتوجة المكاني من خالل تجميع عدة مباني حول فراغ مركزي‪.‬‬
‫و‪ -‬واجهات المباني المحيطة بالفراغ المركزي تكون مع بعضها بزاوية قائمة فيعطي الفراغ والتركيب قوة أكبر‪.‬‬
‫نى نوعي ًا‬
‫ز‪ -‬الفراغ عندما يتصل بفراغات إضافية صغيرة يعطي تنوع ًا أكثر ومحيطاً معقدًا أكثر‪ ,‬بالتالي تعطي غ ً‬
‫ويعطي جانباً من الغموض والضياع‪.‬‬
‫ح‪ -‬الفراغ البسيط يصبح أكثر تعقيداً وهناك تخوف من تكون سلسلة من الفراغات الغير متصلة والمنفصلة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)11-2‬أنظمة اإلنغالق في الساحات وتصنيفها‬
‫‪3‬‬
‫وبشكل عام شكل الفراغات من حيث اإلنغالق يشتمل على ثالثة أنواع وهي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Carmona & others. 2003 – Public Spaces-Urban Places. Scribe Designe, Gillingham.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Booth N. 1990 - Basic Elements of Landscape Architectural Design. Waveland Press, Illinois.‬‬
‫‪3‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ – 6002 .‬دليل معالجة وتخطيط الفراغات في المدن‪ .‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ ,‬الرياض‪.‬‬
‫‪- 15 -‬‬

‫‪ -‬الفراغ المفتوح‪ :‬الذي يطلق على الفراغات الخالية من أي عنصر عمراني ذات وظائف خاصة‪ ,‬مثل مناطق‬
‫اللعب والحدائق العامة والمسطحات المائية أو أي تكوين خارج نطاق العمران‪.‬‬
‫‪ -‬الفراغات المغلقة‪ :‬وهي الفراغات المحددة من جميع الجهات بعناصر ثابتة‪ ,‬وتكون هذه الفراغات فراغات خاصة‬
‫أو شبه خاصة‪ ,‬حيث أن اإلنغالق يعطي الخصوصية واإلحساس باألمان‪ ,‬مثل الفناء الداخلي للبيت وتحيط‬
‫بالفناء غرف المنزل‪,‬أو مثل األزقة في المدينة العربية واإلسالمية حيث تتجمع حولها مجموعة من المنازل لها‬
‫نفس الرابط‪ ,‬ويستخدم هذا الفراغ من قبل القاطنين في هذه المنازل‪ ,‬كما يظهر الشكل (‪.)34-0‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)14-2‬األزقة في المدن العربية‬

‫‪ -‬الفراغات شبه المغلقة‪ :‬وتتكون نتيجة لتجميع عدة مباني حول الفراغ‪ ,‬حيث يندمج الفراغ هنا بعناصر طبيعية‪,‬‬
‫بالتالي فهو فراغ له عالقة بالفراغات المتجاورة بشكل غير مباشر‪.‬‬

‫أما من خالل تحليل شكل الفراغ من منظور كونه فراغاً للحركة‪ ,‬يمكن مالحظة عناصر لنظام الحركة داخل الفراغات‬
‫‪2‬‬
‫تؤثر في إدراكنا لألبنية والفراغات مثل‪:‬‬
‫‪ -‬توجيه المنظر من خالل ممر أو مسار (‪ :)Approach‬أي يوجه الحركة نحو هدف واضح‪ .‬والشكل (‪)35-0‬‬
‫يوضح تأثير التوجيه على الشخص المار من خالل الفراغ‪.‬‬
‫‪ -‬المدخل (‪ :)Entrance‬طبيع ة المدخل من الخارج إلى الداخل كما في الصورة (‪ )31-0‬التي تشير إلى وجود‬
‫عمودين من الغرانيت في ساحة ‪ San Marco‬بإيطاليا‪ ,‬والتي توحى للزائر بأنها مدخل للساحة من البحر‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الشكل (‪ :)16-2‬طبيعة مدخل إلى ساحة ‪ ,San Marco‬روما من خالل عمودين‬ ‫‪3‬‬
‫الشكل (‪ :)15-2‬العالقة بين مسار الحركة والفراغ‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Ching F. 1996 – Architecture .Form, Space, and Order. Van Nostrand Reinnhold, 1stED, New York.‬‬
‫‪ 3‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ – 6002 .‬دليل معالجة وتخطيط الفراغات في المدن‪ .‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ ,‬الرياض‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Great Buildings 2009.‬‬
‫‪- 16 -‬‬

‫‪ -‬شكل المسار الذي يؤثر على تشكيل نظام الفراغ‪ :‬فشكل المسار ممكن أن يتخذ األشكال التالية التي تؤثر على‬
‫نظام الفراغات‪:‬‬
‫المسار الخطي (‪.)Linear‬‬ ‫‪-‬‬
‫المسار المركزي (‪.)Radial‬‬ ‫‪-‬‬
‫المسار الحلزوني (‪.)Spiral‬‬ ‫‪-‬‬
‫المسار الشبكي (‪.)Grid‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬شكل الفراغ يختلف تبعاً ل ‪:‬‬


‫حدوده الذي تعرف هذا الفراغ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شكله بالعالقة بشكل الفراغات التي ترتبط به‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صفاته كالمقاس‪ ,‬النسب‪ ,‬اإلضاءة والمناظر التي يبينها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المداخل التي تفتح على فراغ الحركة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التغيرات في مستويات الفراغ من خالل األدراج والمنحدرات‪ ,‬كما في الشكل (‪ )37-0‬الذي يبين األدراج التي‬ ‫‪-‬‬
‫توصل إلى ساحة ‪ Piazza del Campidoglio‬في روما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)17-2‬األدراج كمثال للتغير في مستويات الفراغ‪ ,‬ساحة ‪ ,Piazza del Campidoglio‬روما‬

‫‪1‬‬
‫‪Great Buildings 2009.‬‬
‫‪- 17 -‬‬

‫‪ -1-1-2‬البعد اإلدراكي‪:‬‬
‫نحن نؤثر في المحيط العمراني ونتأثر به‪ ,‬وحتى يحصل التفاعل بين اإلنسان وما يحيط به يجب أن ندرك هذا المحيط‬
‫من خالل حواسنا وأهمها النظر‪ ,‬السمع‪ ,‬الشم واللمس والتي تعطي إشارات عن المحيط الذي هو حولنا‪.‬‬
‫فالفراغات العمرانية يجب أن توفر بيئة لألنشطة الثقافية واالجتماعية من خالل مجموعة من المؤشرات الرئيسية‬
‫الحيوية‪ ,‬والتي تعزز عملية اإلدراك بالفراغ‪ .‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬اضافة التنوع في االستخدامات األساسية‪.‬‬


‫‪ -‬توفر الفراغات التي تمكن الناس من المشاركة بالنشاطات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬وجود أنماط لالستخدامات المختلطة والتي تساعد على التطوير الذاتي‪.‬‬
‫‪ -‬توفر درجة من اإلبداع والثقة في الهندسة المعمارية والتي تعطي تنوعاً في المباني واألنظمة والتصاميم المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬وجود شارع نابض بالحياة والمشاة‪.‬‬

‫‪ -1-1-2‬البعد االجتماعي‪:‬‬
‫كما ذكرنا فإن المدينة أ و أي تشكيل عمراني ال يكون إال بالمجتمع المستخدم لهذا التركيب العمراني‪ ,‬والذي يحيا‬
‫ويتفاعل داخل ساحاته وفراغاته وخالل طرقاته‪ ,‬حيث التأثير المتبادل بينه وبين تشكيل المدينة وفراغاتها العمرانية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وهناك حاجات ومتطلبات من الفراغات العمرانية يتطلبها اإلنسان ويمكن تحديدها ضمن المراحل التالية‪:‬‬

‫‪ -‬االحتياجات الفيزيزلوجية‪-‬الوظيفية‪ :‬للراحة البدنية والنفسية‪.‬‬


‫‪ -‬احتياجات األمن واألمان‪ :‬ليشعر باألمن من األذى‪.‬‬
‫‪ -‬احتياج االنتماء‪ :‬االنتماء إلى المجتمع على سبيل المثال‪.‬‬
‫‪ -‬احتياج التقدير‪ :‬أن يشعر بالقيمة من اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬احتياج تحقيق الذات‪ :‬من خالل التعبير واالنجاز الفني‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم النشاطات في الفراغات العامة إلى‪:‬‬

‫‪ -‬النشاطات الضرورية‪ :‬فهي نشاطات إجبارية مثل الذهاب للعمل أو المدرسة وانتظار الباص‪ .‬فهذا الحدث يتأثر‬
‫بشكل طفيف بالشكل الفيزيائي للفراغ‪.‬‬
‫‪ -‬النشاطات االختيارية‪ :‬أي عندما يسمح الوقت والمكان والطقس‪ ,‬مثل المشي الستنشاق الهواء العليل أو التوقف‬
‫لشرب القهوة في المقهى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Maslow A, 1954 – Motivation and Personality. Harper and Row, New York.‬‬
‫‪- 18 -‬‬

‫‪ -‬النشاطات االجتماعية التي تعتمد على وجود اآلخرين في الفراغ العام‪ :‬مثل المناقشات والنشاطات المجتمعية‬
‫والتواصل البصري والسمعي مع اآلخرين‪ ,‬وهي تحدث بشكل آني ونتيجة مباشرة لتنقل الناس وأن يكونوا في نفس‬
‫الوقت و المكان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وهذا يعطي هذه األنشطة الدعم إذا كانت ضرورية ويعطي النشاطات االختيارية البيئة المناسبة‪.‬‬

‫‪ -4-1-2‬البعد الجمالي‪:‬‬
‫كما هو دائماً فإننا نختبر الكل أفضل مما نختبر الجزء معزوالً عن بقية األجزاء‪ .‬ونقدر البيئة المحيطة ككل‪ ,‬وبنفس‬
‫المقياس نقيس األمور الجمالية على أي تكوين عمراني كما هو حال الفراغات العمرانية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وعامة فإن اإلدراك الجمالي له أربع مكونات بارزة تتجاوز الزمن والثقافة‪.‬‬

‫‪ -0‬اإلحساس بالقافية والنمط‪ :‬وجود تشابه في العناصر الموجودة ضمن الفراغ‪.‬‬


‫‪ -3‬تقدير اإليقاع‪ :‬يختلف عن القافية حيث يعتمد التكرار الصارم‪.‬‬
‫‪ -2‬ادراك اإلتزان‪ :‬شكل من الترتيب يرتبط باالنسجام ضمن المشهد البصري‪.‬‬
‫‪ -4‬التحسس من العالقات المتجانسة‪ :‬االنسجام يختص بالعالقة بين األجزاء المختلفة وكيف تتناسب مع بعضها‬
‫لتشكل الكل المتكامل‪.‬‬

‫النسب الجمالية للفراغ‪:‬‬ ‫‪-2-4-1-2‬‬

‫أبعاد الفراغ العمراني واإلحساس به من قبل اإلنسان تتحدد من خالل نسبة ارتفاع األبنية المحيطة باإلنسان إلى‬
‫اء كان ساحةً أو شارعاً أو ساحة المنزل وفق‬
‫عرض الفراغ المقابل‪ ,‬حيث تعتبر مقاييس اإلدراك الجمالي للفراغ سو ً‬
‫مايلي‪:‬‬

‫النسبة (‪ )4:2‬فأكثر‪ :‬تؤدي إلى عدم التحكم أو السيطرة على الفراغ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫النسبة (‪ :)1:2‬تحكم نسبي في الفراغ العمراني‪ ,‬والسيطرة عليه تكون محدودة مع اإلحساس ببعض التفاصيل‬ ‫‪-‬‬
‫الخاصة بالمباني المحيطة‪.‬‬
‫النسبة (‪ :)1:2‬تؤدي إلى إحساس بالسيطرة الكاملة على الفراغ واإلحساس الكامل بكل التفاصيل الخاصة‬ ‫‪-‬‬
‫بالمباني المحيطة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Gehl, 1987 – Life Between Buildings: Using Public Spaces. Van Nostrand, New York.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Smith P. 1974 – The Dynamics of Urbanism. Hutchinson, London.‬‬
‫‪- 19 -‬‬

‫النسبة (‪ :)2:2‬تعطي إحساساً بالضيق ورؤية التفاصيل بطيرقة غير مريحة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫النسبة أقل من (‪ :)2:2‬يشعر فيها اإلنسان بضيق كبير في المكان وال يمكنه اإلحساس بما حوله‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)28-1‬نسب االحتواء للفراغ من خالل العالقة بين العرض واالرتفاع‬

‫المبادئ الفنية للفراغات العامة‪:‬‬ ‫‪-1-4-1-2‬‬

‫يمكن مناقشة العالقة الجمالية للفراغات العمرانية على أساس العالقة الفريدة بين المنطقة المفتوحة للفراغ والمباني‬
‫المحيطة به وأيضاً العالقة بينه وبين السماء التي تعطي تجربة عاطفية فعلية بالمقارنة لتأثير أي عمل فني آخر‪.‬‬
‫وعلى أساس ذلك يمكن استخالص خمس أنماط جمالية للفراغات العمرانية كما يوضحها الشكل (‪:)39-0‬‬

‫الفراغات المغلقة (ذاتية اإلحتواء)‪ :‬وهي فراغات مغلقة بالكامل‪ ,‬فقط مفتوحة من جهة الطريق النافذة إليها‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتظهر الشكل المنتظم‪.‬‬
‫الفراغات المسيطرة (الفراغ الموجه)‪ :‬حيث تتميز من خالل توجه الفراغ نحو مبنى أو عدد من المباني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفراغات المركزية ( الفراغات التي تتشكل حول مركز)‪ :‬حيث يوجد عنصر مركزي يعطي إحساس بالمركزية‬ ‫‪-‬‬
‫وخلق الحس بالفراغ حوله‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Carmona & others. 2003 – Public Spaces-Urban Places. Scribe Designe, Gillingham.‬‬
‫‪ 2‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ – 6002 .‬دليل معالجة وتخطيط الفراغات في المدن‪ .‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ ,‬الرياض‪.‬‬
‫‪- 20 -‬‬

‫الفراغات المتجمعة ( وحدات فراغية متجمعة)‪ :‬هي مجموعة الفراغات المتصلة مع بعضها البعض‪ ,‬وتعطي‬ ‫‪-‬‬
‫رابط ذو معنى لسلسلة الفراغات المتصلة‪ ,‬وهذا ما يميزها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفراغات التجميعية (غير المحدودة)‪ :‬هذا النمط ال يتبع األنماط السابقة‪ ,‬حيث أنه غير منتظم وغير محدود‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)29-1‬العالقة بين الفراغ والعناصر المحيطة‬

‫‪ -5-1-2‬البعد الزمني‪:‬‬
‫من المعلوم أن أي تصميم معماري ينحصر في ثالثة أبعاد‪ ,‬ولكن ال ننسى أنه وخاصة في التصميم العمراني هناك‬
‫بعد رابع يجب أن نأخذه بعين اإلعتبار وهو عامل الزمن‪ ,‬فكلما مر الوقت تصبح الفراغات أمكنة نعيش فيها لفترات‬
‫كبيرة‪ ,‬ويجعلها مرور الوقت وتراكم الزمن عليها ذات معنى أكبر‪ .‬وعليه فإن اختبار مرور الزمن على البيئة العمرانية‬
‫يظهر بطريقتين‪ :‬من خالل التكرار اإليقاعي للنشاطات مثل نبض القلب ومرور الليل والنهار‪ ,‬ومن خالل التغيير‬
‫المتقدم وغير قابل للعكس مثل النمو والتلف‪.‬‬
‫الفراغ والوقت مرتبطان مع بعضهما البعض فهما " اإلطار العظيم الذي من خالله نطلب خبرتنا‪ ,‬فنحن نعيش في‬
‫فراغات وقتية"‪ ,3‬وكذلك نعتبر أن المدينة ليست فقط مكان في فراغ‪ ,‬وانما دراما في زمن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Zucker P. 1959 – Town and Square. Columbia University Press, New York.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Zucker P. 1959 – Town and Square. Columbia University Press, New York.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Lynch K. 1981 – A Theory of Good City Form. MIT Press, Cambridge.‬‬
‫‪- 21 -‬‬

‫‪ -4-2‬الفصل الرابع‪ :‬التطور التاريخي للفراغات العمرانية وتخطيطها‪.‬‬

‫عندما بدأ اإلنسان قديماً بالسكن في تجمعات سكنية قريبة من بعضها البعض‪ ,‬عمل على تحديد مناطق فارغة حول‬
‫هذه المساكن احتوت وضمت نشاطات السكان المحليين من نشاطات اقتصادية‪ ,‬سياسية أو دينية‪ ,‬وكذلك استخدمها‬
‫كمسارات وطرقات تسهل الحركة بين المسكن والمساكن األخرى والعناصر العمرانية المختلفة ضمن التجمع العمراني‪.‬‬
‫وبقي هذا النسق والنهج في تشكيل المدن والتجمعات العمرانية مستم اًر حتى عند تطور هذه التجمعات‪ ,‬وبقيت الساحات‬

‫والفراغات أبرز ما يعبر عن ثقافة المجتمع‪ ,‬فالمالمح العمرانية للمدينة كانت على مر العصور تعبر تعبي اًر صادقاً‬
‫عن مضمون الحياة اليومية للمجتمع‪ .‬فالمدينة اليونانية القديمة كانت تعبر عن ديمقراطية الحكم ومشاركة المجتمع‬
‫في تسيير أمور الحياة‪ ,‬األمر الذي انعكس على شكل اآلغو ار كمركز إداري وتجاري للمدينة يتوسط المناطق السكنية‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)10-2‬اآلغورا في المدينة اليونانية‬

‫كما كانت المدينة الرومانية تعبر عن ارتباط المجتمع بالقانون الوضعي الذي حددوه ألنفسهم‪ ,‬وانعكس ذلك على‬
‫القانون لضبط وتنظيم البناء والتعمير بحرية مقيدة بنظام قياسي موحد يحدد قطاعات المدينة التي تلتف حول المركز‬
‫اإلداري الرسمي (الفورم) في وسط المدينة‪ .‬أما المدن في العصور الوسطى فكانت أهم مالمحها أن استبدلت المعبد‬
‫بالكنيسة عند انتشار الديانة المسيحية وبقيت الساحة الوسطية أمام الكنيسة‪ ,‬وقل االهتمام واالرتباط بالنظام الروماني‬
‫المتعامد في تشكيل المدن وظهرت الشوارع المنحنية والمتعرجة‪ ,‬حيث أن االرتباط بالتكوين الروماني ارتبط بالثقافة‬
‫الوثنية التي كانوا عليها‪ ,‬والتحول الثقافي إلى المسيحية أدى إلى التخلي عن عناصر عمرانية اجتماعية في المدينة‬
‫‪1‬‬
‫الرومانية كالمعابد والمدرجات والمسارح‪.‬‬
‫أما المدينة اإلسالمية بمفهومها العقائدي تعبر عن الحياة اليومية للمجتمع الذي تغلغل في اإلسالم كدين وعقيدة في‬
‫‪2‬‬
‫كل عناصر حياته المادية والمعنوية‪.‬‬
‫إال أن روح الكالسيكية الحديثة ظهرت في عصر النهضة وراحت المدن تتجه من جديد لترجع بعض مالمح التخطيط‬
‫الروماني‪ ,‬فظهرت المحاور‪ .‬إال أن أبرز مظاهر تخطيط المدينة كانت الكنيسة وساحتها‪ .‬وبقي األمر كذلك حتى بدأ‬

‫‪1‬‬
‫‪Kostof S. 1985 – A History of Architecture. Oxford University.‬‬
‫‪ 2‬إبراهيم عبد الباقي‪ – 1881 ,‬المنظور اإلسالمي للتنمية العمرانية‪ .‬مركز الدراسات التخطيطية‪ ,‬القاهرة‪.‬‬
‫‪- 22 -‬‬

‫عصر سيطرة الملوك في نهاية القرن الثامن عشر وبدأ يظهر ذلك على تخطيط المدن وانتقال التركيز على قصور‬
‫الملك والساحات المرافقة له كما في أعمال المهندس الفرنسي (‪ )Haussmann‬الذي أعاد تصميم وتخطيط مدينة‬
‫باريس في القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫فالمدن على إختالف مواقعها واختال ف ثقافة سكانها تتكون من عناصر مبنية وفراغات غير مبنية‪ ,‬من المدن القديمة‬
‫حتى عصرنا هذا الزالت تلعب الفراغات العمرانية من ساحات عامة وأفنية وشبكات طرق الدور المهم والذي يميز‬
‫تركيب هذه المدينة عن تلك‪.‬‬

‫‪ -2-4-2‬التطور التخطيطي للفراغات العمرانية في المدن‪:‬‬

‫‪ .2-2-4-2‬الفراغات العمرانية في مدن بالد الرافدين‪:‬‬

‫مدينة أور من المدن القديمة في بالد الرافدين‪ ,‬نرى فيها اهتماماً بمركز المدينة الذي هو عبارة عن فراغ مستطيل‬
‫الشكل ويضم داخله المعبد (‪ )Temonos‬وقصر الحاكم وما بقي من شكل المستطيل هو ساحة امام القصر والمعبد‪,‬‬
‫كما يظهر في الشكل (‪.)20-0‬‬

‫مخطط عام لمدينة أور ‪ 2000-1200‬قبل الميالد‬


‫‪ :C‬المعبد (تيمونوس)‬ ‫‪ :A-B‬الميناء‬
‫‪ :X-X‬طريق يؤدي إلى المعبد‬ ‫‪ :D‬المحيط الخارجي للمدينة (المساكن)‬
‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)12-2‬مخطط عام لمدينة أور في العراق‬

‫‪1‬‬
‫‪Morris A.E.J. 1985 – History of Urban Form. George Godwin Limited.‬‬
‫‪- 23 -‬‬

‫ثم لو نظرنا إلى التفصيل الخاص بالمنطقة السكنية في المدينة الواضح في الشكل (‪ ,)23-0‬لوجدنا أنها تتكون من‬
‫طرقات داخلية غير منتظمة على عكس الطرقات الرئيسية المؤدية إلى المعبد (‪ ,)Temonos‬إضافة إلى البيوت‬
‫السكنية ذات الفناء الوسطي والمقابر ومن ثم جزء هام من المنطقة وهي ساحة الخبازين وهي ساحة فيها سوق صغير‪.‬‬

‫مدينة أور – مخطط تفصيلي للمنطقة السكنية في الفترة ‪ 2674-2000‬قبل الميالد‬


‫‪ :C‬معابد صغيرة‬ ‫‪ :B‬بازار‬ ‫‪ :A‬فراغ تابع (سوق صغير)‬
‫أفنية المنازل باللون المنقط الخفيف‬ ‫الطرقات باللون الغامق‬
‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)11-2‬مخطط تفصيلي لمنطقة سكنية في مدينة أور في العراق‬

‫‪ .1-2-4-2‬الفراغات العمرانية في المدن اإلغريقية‪:‬‬

‫أما في المدن اإلغريقية فقد ظهر التشكيل المتعامد في معظمها‪ ,‬ونرى ذلك واضحاً في مدينة ميلوتوس (‪.)Miletus‬‬
‫وبرزت الفراغات العامة في وسط المدينة بشكل واضح (األغو ار والمدرج واالستاديوم)‪ .‬وتوزعت األحياء السكنية حول‬
‫‪2‬‬
‫هذه الفراغات العامة بنظام شبكي‪ ,‬حيث تأثر اإلغريق في آسيا بحضارات بابل وآشور‪.‬‬
‫كما يظهر في الشكل (‪.)22-0‬‬

‫‪3‬‬
‫الشكل (‪ :)11-2‬مخطط مدينة ميلوتوس االغريقية‪ ,‬اليونان‬

‫‪1‬‬
‫‪Morris A.E.J. 1985 – History of Urban Form. George Godwin Limited.‬‬
‫عبد اهلل محمد أحمد‪ – 1891 ,‬تاريخ تخطيط المدن‪ .‬دار وهران للطباعة والنشر‪ ,‬مصر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Morris A.E.J. 1985 – History of Urban Form. George Godwin Limited.‬‬
‫‪- 24 -‬‬

‫‪ .1-2-4-2‬الفراغات العمرانية في المدن الرومانية‪:‬‬

‫وفي المدن الرومانية حصل تغير في مكونات الفراغات العامة وتحورت اآلغو ار اليونانية إلى الفوروم الرومانية‪.‬‬
‫والفوروم لغوياً هو مكان تجمع الناس‪ ,‬وقد أنشأ الرومان الفوروم في مدنهم وهو يشابه – مع الفارق – اآلغو ار اإلغريقية‪,‬‬
‫فكالهما مساحة مخصصة لتجمع الناس‪ ,‬ولكن اآلجو ار كانت تستعمل كسوق‪ ,‬بينما كانت الوظيفة األولى للفوروم أنه‬
‫ساحة القانون والدين‪ ,‬باإلضافة إلى كون مداخل اآلغو ار جانبية‪ ,‬بينما كانت مداخل الفوروم محورية خاصة المحورين‬
‫‪1‬‬
‫الرئيسيين أحدهما يخترق التكوين العمراني للمدينة من الشرق للغرب واآلخر من الشمال إلى الجنوب‪.‬‬
‫إضافة إلى أنه زاد التركيز على الفراغات العامة للمدينة وأضافوا إليها عناصر أخرى ليزيدوا أهمية األماكن العامة في‬
‫المدينة‪ .‬كما هو واضح في الشكل (‪.)24-0‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)14-2‬مخطط مدينة ‪ Timgad‬الرومانية‪ ,‬الجزائر‬

‫‪ .4-2-4-2‬الفراغات العمرانية في المدن في العصور الوسطى‪:‬‬

‫كانت الفراغات العمرانية في مدن العصور الوسطى تتمثل بساحة السوق التي تكون في موقع متوسط من المدينة وال‬
‫يخترقها مرور العربات‪ ,‬وكان لكل حرفة حارة أو قطاع من المدينة‪ .‬وكان مبنى البلدية يطل على السوق‪ ,‬أما الكنيسة‬
‫‪3‬‬
‫فهي تقع على جانب من ميدان خالي من مرور العربات‪.‬‬
‫وتالشت في هذا العصر الطرقات المستقيمة تقريباً‪ ,‬وظهرت الطرقات الضيقة والمتعرجة في تشكيل هذه المدن‪.‬‬
‫ويظهر الشكل (‪ )25-0‬أمثلة للعديد من الفراغات العمرانية والساحات لمدن من العصور الوسطى‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد اهلل محمد أحمد‪ – 1891 ,‬تاريخ تخطيط المدن‪ .‬دار وهران للطباعة والنشر‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Morris A.E.J. 1985 – History of Urban Form. George Godwin Limited.‬‬
‫‪ 3‬عبد اهلل محمد أحمد‪ – 1891 ,‬تاريخ تخطيط المدن‪ .‬دار وهران للطباعة والنشر‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫‪- 25 -‬‬

‫ب‪ -‬ساحتان مرتبطان مع بعضهما في مدينة بروجيس ‪.Bruges‬‬ ‫أ‪ -‬سلسلة فراغات مترابطة في مدينة لوكا ‪.Lucca‬‬
‫د‪ -‬ساحة السوق امام كنيسة في مدينة نورمبرغ ‪.Nuremburg‬‬ ‫ج‪ -‬ساحة السوق في مدينة روثبرغ ‪.Rothenburg‬‬
‫و‪ -‬مدينة بورغيا ‪.Perugia‬‬ ‫ه‪ -‬ساحتان مرتبطان في مدينة اراس ‪. Arras‬‬
‫ح‪ -‬ساحة امام كاتدرائية في مدينة تودي ‪.Tudi‬‬
‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)15-2‬تصنيف الفراغات والساحات العامة في مدن العصور الوسطى‬

‫‪ .5-2-4-2‬الفراغات العمرانية في المدن في عصر النهضة‪:‬‬

‫أما في عصر النهضة (‪ )Renaissance‬كون هذا العصر كان يتسم بانبعاث للروح الكالسيكية (‪,)Neo Classicism‬‬
‫فقد عادت بعض مالمح التخطيط الروماني إلى المدن‪ ,‬وعاد التقيد في المحاور في تصميم الشوراع والميادين‪ 2.‬كما‬
‫أنشئت الميادين التي تخص الكنائس مثل ميدان سان ماركو في فينيسيا وسان بيتر في الفاتيكان وغيرها‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫الشكل (‪ :)17-2‬ميدان سان بيتر‪ ,‬الفاتيكان‬ ‫الشكل (‪ :)16-2‬ميدان سان ماركو‪ ,‬فينيسيا‬

‫‪1‬‬
‫‪Zucker P. 1996 – Town and Square. Colombia University Press, New York.‬‬
‫‪ 2‬عبد اهلل محمد أحمد‪ – 1891 ,‬تاريخ تخطيط المدن‪ .‬دار وهران للطباعة والنشر‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Great Buildings, 2009.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Great Buildings, 2009.‬‬
‫‪- 26 -‬‬

‫‪ .6-2-4-2‬الفراغات العمرانية في المدن في العصر الحديث‪:‬‬

‫خالل فترة الثورة الصناعية في العالم منذ بدايات اختراع اآلالت ودخول السيارات والمركبات في حياة اإلنسان‪ ,‬أصبحت‬
‫متطلبات تخطيط المدينة معقدة‪ ,‬فقد كان تخطيط المدينة قديماً حتى فترة القرون الوسطى إلى ما قبل عصر الثورة‬
‫الصناعية كان تخطيطاً بسيطاً لعناصر معينة مثل تخطيط شبكة الشوارع والساحات والمعالم المهمة في المدينة‪ ,‬إال‬
‫أنه بتطور المدن بشكل سريع في عصر الثورة الصناعية ودخول السيارات وازدياد عدد السكان بشكل كبير‪ ,‬واجهت‬
‫هذه المدن مشاكل كبيرة من خالل ظهور األحياء السكنية الفقيرة والعشوائيات ذات المستوى الصحي والبيئي السيء‪,‬‬
‫وافتقارها إلى تخطيط وتنظيم‪ ,‬واستمر الوضع كذلك حتى ظهرت محاوالت إصالح وتنظيم المدن الحديثة إلزالة اآلثار‬
‫السيئة للثورة الصناعية‪.‬‬
‫ولم يقتصر تخطيط المدينة على تخطيط شبكة الطرق وبعض المعالم الهامة‪ ,‬بل ظهرت اشتراطات جديدة بخصوص‬
‫متطلبات اإلنسان الترفيهية واالجتماعية والبيئية والصحية من خالل إنشاء المساحات الخضراء والمالعب والمناطق‬
‫الترفيهية وفصل المناطق الصناعية عن المناطق السكنية‪.‬‬

‫‪ -1-4-2‬تخطيط الفراغات العمرانية في المدن اإلسالمية‪:‬‬

‫في المدينة اإلسالمية بشكل عام يحتل الحيز الفراغي أهمية أقل من مثيله في العمارة الغربية‪ ,‬باإلضافة إلى تميزه‬
‫ووضوحه عن مثيله في العمارة الغربية‪ ,‬رغم أنه ال يكتسب أهمية من حيث التشكيل الهندسي وغالباً ما ينتج الستيعاب‬
‫التغيرات المفاجئة في االتجاه أو الحركة والتي تحفل بها العمارة العربية التقليدية‪ .‬واذا كانت القصبة التجارية تعتبر‬
‫أهم المالمح العمرانية في المدينة اإلسالمية فإن الميادين العامة لم تظهر بنفس أهميتها في المدن الغربية‪ ,‬وذلك‬
‫باستثناء بعض األمثلة‪ .‬ويعود السبب إلى البيوت السكنية التي انتشرت على حساب الساحات العامة نتيجة للمرونة‬
‫‪1‬‬
‫في التشريعات البنائية المتبعة في المدن اإلسالمية التي شكلت األساس في تشكيل المدينة اإلسالمية‪.‬‬
‫وهذا لم يمنع ظهور ساحة عامة مرتبطة بالمسجد‪ ,‬حيث يحتل المسجد مركز المدينة في منتصف القصبة وتتبعه‬
‫المدارس اإلسالمية‪ ,‬كما يظهر في الشكل (‪ )9-3‬لساحة الجامع في مدينة مراكش في المغرب‪ .‬كما تتركز حوله‬
‫محالت مرتبطة باقتصاد هذه المدينة مثل تجليد الكتب والخطاطين وصناعة السجاد أو األنشطة الحرفية التي تسد‬
‫حاجة الريفيين فتتجمع حول البوابات الرئيسية للمدينة‪ 2.‬ومن القصبة التجارية الرئيسية للمدينة تتفرع الشوارع والطرقات‬

‫‪1‬‬
‫‪Al-Hathloul Saleh. 2002 – Legislation and the Built Environment in the Arab-Museum City. Center for‬‬
‫‪the Study of the Built Environment (CSBE), Riyadh.‬‬
‫‪ 2‬إبراهيم عبد الباقي‪ – 1881 ,‬المنظور اإلسالمي للتنمية العمرانية‪ .‬مركز الدراسات التخطيطية‪ ,‬القاهرة‪.‬‬
‫‪- 27 -‬‬

‫التي تتجمع حولها األحياء السكنية حيث الهدوء والسكينة والظالل والراحة النفسية واالرتباطات األسرية‪ .‬ارتبطت‬
‫‪1‬‬
‫الف ارغات العامة في المدينة اإلسالمية والعربية بالمرافق العامة في المدينة مثل المساجد والمدارس والخانات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)18-2‬ساحة الجامع في مدينة مراكش‪ ,‬المغرب‬

‫‪ .2-1-4-2‬عناصر تخطيط المدينة اإلسالمية‪:‬‬

‫تصنف المدن اإلسالمية بحسب أصل نشأتها‪ ,‬فإما تكون إسالمية النشأة‪ ,‬بحيث اتخذت طابعاً إسالمياً صافياً منذ‬
‫البداية‪ ,‬أو أن تكون مدن ذات نشأة غير إسالمية (رومانية أو فارسية أو غيرها‪ )..‬وعندما فتحها المسلمون تحولت‬
‫إلى مدن إسالمية‪ 3,‬ففي هذه الحالة فقد حافظ المسلمون على التشكيل السابق للمدينة ولكن تم تحويرها لتالئم الشريعة‬
‫والمعتقدات اإلسالمية‪ .‬فالمدينة اإلسالمية كانت إما امتداداً لمدينة قديمة نشأت قبل اإلسالم‪ ,‬واما كمدينة جديدة‬
‫تطورت بطريقة تلقائية أو عفوية في إطار محددات خاصة باستمالك األرض والبناء عليها وبالروابط االجتماعية بين‬
‫فئات المجتمع‪ ,‬األمر الذي انعكس في نسيج عمراني نرى فيه كثي اًر من القيم الفراغية التي أغفلتها النظرية التخطيطية‬
‫‪4‬‬
‫المعاصرة‪.‬‬
‫والنسيج العمراني للمدينة اإلسالمية يتصف بشكل عام بالطرقات الضيقة والمتعرجة‪ ,‬وبعدم وضوح الساحات بشكل‬
‫‪5‬‬
‫مستقل كما كانت في المدن اليونانية والرومانية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Bianca S. 2000 – Urban Form in the Arab World, Past and Present. ORL-Schriften, Zurich.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Wikipedia. 2012 – An-Nasr Mosque.‬‬
‫‪ 3‬أكبر جميل عبد القادر‪ – 1881 ,‬عمارة األرض في اإلسالم‪ .‬الطبعة الثانية‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيروت‪.‬‬
‫‪ 4‬إبراهيم عبد الباقي‪ – 1881 ,‬المنظور اإلسالمي للتنمية العمرانية‪ .‬مركز الدراسات التخطيطية‪ ,‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ 5‬القاضي حسن عادل‪ – 1881 ,‬أنماط الفراغات الحضرية في مدينة السلط‪ .‬الجامعة األردنية‪.‬‬
‫‪- 28 -‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)10-2‬طبيعة تخطيط مدن عربية واسالمية‬

‫يبين الشكل السابق عدة أمثلة عن المدن اإلسالمية‪ ,‬ويظهر فيها عناصر التخطيط األساسية والعوامل التي شكلت‬
‫المدينة اإلسالمية وهي‪:‬‬

‫‪ -2‬استخدام األفنية‪:‬‬

‫استخدم كنظام للبناء في البيوت واألبنية العامة‪ .‬ونسبة مساحة البناء إلى مساحة األرض هي ‪ 0:0‬شاملة الفناء الذي‬
‫يستحوذ على ما معدله ‪ %34‬من المساحة‪ .‬وعادة ما تتكون هذه األبنية من طابق لثالث طوابق‪.‬‬

‫‪ -1‬نظام الشوارع وعناصرها‪:‬‬

‫ملكيات األفراد الخاصة مثل المنازل شكلت وصاغت الملكيات العامة كالطرق‪ ,‬حيث أنه من المنطق أن تكون الطرق‬
‫والساحات والرحاب والدروب غير النافذة في المدن التقليدية هي ما بقي من إحياء األفراد كأماكن عامة تستخدم من‬
‫‪2‬‬
‫قبل غالبية الناس‪ ,‬بغض النظر عن المعالم المختلفة للمدن اإلسالمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Hakim B. 1986 – Arabic-Islamic Cities: Building and Planning Principles. KPI\Routledge and Kegan,‬‬
‫‪London.‬‬
‫‪ 2‬أكبر جميل عبد القادر‪ – 1881 ,‬عمارة األرض في اإلسالم‪ .‬الطبعة الثانية‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيروت‪.‬‬
‫‪- 29 -‬‬

‫وتصنف الطرقات في تخطيط المدن اإلسالمية إلى‪:‬‬

‫الطريق النافذ‪ :‬هو طريق للعامة‪ ,‬عريض كفاية بحيث يسير فيه جمالن محمالن باألمتعة‪ ,‬أي تقريباً سبعة‬ ‫‪-0‬‬
‫أذرع كحد أدنى‪.‬‬
‫الطريق غير النافذ‪ :‬هو طريق خاص بمجموعة خاصة من القاطنين على جانبيه ويخدم ملكيات مشتركة‪,‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ويكون ذو عرض أقل من الطريق العام‪ ,‬أي بما يسمح بجمل محمل باألمتعة‪ ,‬أي تقريباً ثالثة أذرع‪ ,‬وهذه الزقاق أحياناً‬
‫تدعى باألحواش السكنية‪ ,‬وتصنف على أنها فراغات شبه خاصة‪.‬‬

‫ويمتاز تخطيط الطرق في المدينة اإلسالمية بالطرق الغير النافذة والتي تمتاز عن الطرق النافذة باإلضافة إلى‬
‫خصوصيتها فهي‪:‬‬

‫‪ -0‬تعطي شوارع أكثر هدوءًا وأكثر أمناً لساكنيها‪ ,‬بحيث يستطيع األطفال اللعب بأقل إحساس بالخوف من‬
‫مخاطر الحركة السريعة للمركبات‪.‬‬
‫‪ -3‬تحفز التفاعل السكاني‪ :‬فهي نظام طرق قصيرة وغير متصلة بعكس النظام الشبكي المتعامد‪ ,‬فهي تحفز‬
‫الجيرة واأللفة والتفاعل‪.‬‬
‫‪ -2‬تعطي الشعور بالهوية المحلية‪ :‬حيث مقاس الطرق الغير نافذة تعطي إحساس بالهوية‪.‬‬
‫‪ -4‬تخلق األزمات المرورية واالزدحام‪ ,‬حيث أن الحي يعتمد على طريق نافذ واحد‪ ,‬وأي شيء يعوق هذا الشارع‬
‫‪1‬‬
‫الوحيد فإنه يعوق النظام‪.‬‬
‫العناصر اإلنشائية‪:‬التي تستخدم في نظام الشوارع مثل السباط أو ما يعرف بالقناطر‪ ,‬وهي عبارة عن غرفة‬ ‫‪-2‬‬
‫‪2‬‬
‫تعلو وتغطي الطريق‪.‬‬

‫وفي تخطيط المدن اإلسالمية كانت هناك خطوط أساسية اتبعها المشرعون في عمارة هذه المدن ومنها‪ :‬منع األذى‪,‬‬
‫مبدأ التعاون‪ ,‬احترام خصوصية اآلخرين‪ ,‬احترام حقوق الساكنين القدامى‪ ,‬احترام حق عدم منع التهوية عن الجار‪,‬‬
‫احترام ملكيات اآلخرين‪ ,‬حق الشفعة للجار‪ ,‬ومبدآن يتعلقان بالطرق النافذة وهي السعة وتجنب وضع معيقات في‬
‫‪3‬‬
‫طريق العامة أو الساحة العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Carmona & others. 2003 – Public Spaces-Urban Places. Scribe Designe, Gillingham.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hakim B. 1986 – Arabic-Islamic Cities: Building and Planning Principles. KPI\Routledge and Kegan,‬‬
‫‪London.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Hakim B. 1986 – Arabic-Islamic Cities: Building and Planning Principles. KPI\Routledge and Kegan,‬‬
‫‪London.‬‬
‫‪- 30 -‬‬

‫وفي ظل هذا فإن الفراغات داخل المدينة العربية التقليدية تتدرج من الفراغات العامة وشبه العامة وشبه الخاصة‬
‫فالخاصة‪ ,‬ويلخصها الشكل (‪.)41-0‬‬
‫فالفراغات العامة داخل المدينة العربية التقليدية ترتبط مباشرة بمباني عامة مثل‪ :‬فراغ المسجد الجامع‪ ,‬فراغ األسواق‬
‫والمراكز التجارية‪ ,‬الساحات العامة األخرى‪ ,‬والقصبة أو الشارع الرئيسي‪.‬‬
‫أما الفراغات الشبه العامة وشبه الخاصة فهي ترتبط باألحياء السكنية الخالصة فالفراغات الشبه العامة تتفرع من‬
‫الطرق العامة وتكون ضمن األحياء السكنية‪ ,‬وتتفرع منها فراغات أخرى شبه خاصة غير نافذة (األحواش أو الزقاق)‬
‫والتي تخدم وتقتصر على المنازل المحيطة فقط بالحوش أو الزقاق‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫بينما الفراغات الخاصة فهي ترتبط بالبيت مثل الفناء الداخلي الخاص بالبيت‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)40-2‬تدرج الفراغات في الحارات واألزقة من العام حتى الخاص في المدينة العربية واإلسالمية‬

‫‪ 1‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ – 6002 .‬دليل معالجة وتخطيط الفراغات في المدن‪ .‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ ,‬الرياض‪.‬‬
‫‪ 2‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ – 6002 .‬دليل معالجة وتخطيط الفراغات في المدن‪ .‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪ ,‬الرياض‪.‬‬
‫‪- 31 -‬‬

‫‪ -1‬المقياس اإلنساني‪:‬‬

‫كان من أبرز مميزات المدينة العربية التقليدية هو عظم االهتمام بمكوناتها وعناصرها بما يالئم مقياس اإلنسان‬
‫ومتطلباته وذلك لخدمة اإلنسان‪ ,‬فهو األساس في كل شيء‪ .‬ويمكن التعبير عن مفهوم المقياس اإلنساني بأنه يمثل‬
‫مقياساً حقيقياً يستعمل أساساً لمقارنة ارتفاعات األبنية‪ ,‬عرض الشوارع‪ ,‬أبعاد الفراغات العمرانية والساحات وغيرها مع‬
‫أبعاد جسم اإلنسان والمخروط الضوئي الذي تشكله الرؤيا البشرية‪ 1.‬والشكل (‪ )40-0‬يوضح بعض هذه األبعاد‬
‫اإلنسانية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)42-2‬الطريق العام وعناصرها األساسية في المدينة العربية التقليدية‬

‫وقد كان للتنظيم العضوي المتماسك للمدينة العربية التقليدية تعبيرات ضمنية تعكس تماسك وتالحم أبناء المجتمع‬
‫الواحد وطبيعة العالقات االجتماعية والثقافية لدى ساكنيه‪ .‬ومن هنا بات واضحاً مدى الترابط بين المكونات المادية‬
‫‪3‬‬
‫والتعبيرية للبيئة العمرانية التقليدية وبين مقوماتها المعنوية والفكرية‪ ,‬وبصورة أقوى مما يالحظ في مدننا المعاصرة‪.‬‬

‫‪ 1‬الموسوي هاشم عبود‪ ,‬حيدر صالح يعقوب‪ – 6001 ,‬التخطيط والتصميم الحضري‪ ,‬دراسة نظرية تطبيقية حول المشكال الحضرية‪ .‬دار حامد‪,‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hakim B. 1986 – Arabic-Islamic Cities: Building and Planning Principles. KPI\Routledge and Kegan,‬‬
‫‪London.‬‬
‫‪ 3‬الموسوي هاشم عبود‪ ,‬حيدر صالح يعقوب‪ – 6001 ,‬التخطيط والتصميم الحضري‪ ,‬دراسة نظرية تطبيقية حول المشكال الحضرية‪ .‬دار حامد‪,‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪- 32 -‬‬

‫خالصة الباب األول‬


‫تضمن الباب األول تحديد مفهوم الفراغات العمرانية ضمن المدينة بشكل عام‪ ,‬وذلك من خالل توضيح العناصر‬
‫المكونة للمدينة بشقيها المبني والغير مبني (الفراغات العمرانية)‪ ,‬ويمكن الخروج بمجموعة من النتائج من الباب األول‬
‫للدراسة‪ ,‬وأهمها‪:‬‬

‫‪ -4‬ال تقل أهمية الفراغات العمرانية عن األجزاء المبنية األخرى ضمن المدينة‪.‬‬
‫‪ -5‬للفراغ العمراني العديد من االحتياجات والتي بتوافرها يمكن اعتبار أي فراغ عمراني فراغاً مرضياً لمستخدميه‪.‬‬
‫‪ -1‬يمكن تصنيف الفراغات العمرانية وفق الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)2-0‬تصنيف الفراغات العمرانية ضمن المدينة (عمل الباحث)‬

‫تصنيف الفراغات العمرانية ضمن المدينة‬

‫‪ ‬فراغات عمرانية إيجابية‬


‫‪ ‬من حيث الشكل‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية سلبية‬

‫‪ ‬فراغات خاصة‬

‫‪ ‬فراغات شبه خاصة‬


‫أنماط الفراغات‬
‫‪ ‬من حيث االستخدام‬
‫‪ ‬فراغات شبه عامة‬ ‫العمرانية‬

‫‪ ‬فراغات عامة‬

‫‪ ‬فراغات عمرانية مستقرة ‪Static‬‬ ‫‪ ‬من حيث نظام‬


‫الحركة داخل الفراغ‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية حركية ‪Dynamic‬‬
‫العمراني‬
‫‪ ‬فراغ عمراني ضمن مستوى مالمس لمستوى األرض الطبيعية‬

‫‪ ‬الفراغات العمرانية‬ ‫العناصر‬


‫‪ ‬فراغ عمراني ضمن مستوى أعلى من مستوى األرض الطبيعية‬
‫المحددة من خالل‬ ‫المحددة للفراغ‬
‫‪ ‬فراغ عمراني ضمن مستوى منخفض عن مستوى األرض الطبيعية‬
‫العناصر األفقية‬ ‫العمراني‬

‫‪ ‬فراغ عمراني مغطى بعنصر مرتفع عن مستوى األرض الطبيعية‬


‫‪- 33 -‬‬

‫‪ ‬فراغ عمراني محدد بعنصر خطي واحد‬

‫‪ ‬فراغ عمراني محدد بمستوى عمودي واحد‬

‫‪ ‬فراغ عمراني محدد بعنصرين عموديين متعامدين‬ ‫‪ ‬الفراغات العمرانية‬


‫المحددة من خالل‬
‫‪ ‬فراغ عمراني محدد بعنصرين عموديين متوازيين‬
‫العناصر العمودية‬
‫‪ ‬فراغ عمراني محدد بثالث مستويات عمودية‬

‫‪ ‬فراغ عمراني محدد بأربع مستويات عمودية‬

‫‪ -7‬لعملية تصميم الفراغ العمراني العديد من األبعاد‪ ,‬ويمكن تلخيصها ضمن الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)4-0‬أبعاد عملية تصميم الفراغات العمرانية (عمل الباحث)‬

‫أبعاد عملية تصميم الفراغات العمرانية‬


‫‪ ‬تأثير شكل المسقط األفقي‬

‫الصنف العريض‬ ‫الصنف العميق‬

‫‪ ‬شكل الواجهات‬ ‫‪ ‬تشكيل الفراغ العمراني‬ ‫البعد التشكيلي‬

‫‪ ‬نقاط اتصال الطرق بالساحات‬

‫فراغ شبه مغلق‬ ‫فراغ مغلق‬ ‫فراغ مفتوح‬

‫‪ ‬دور الحواس الخمس في إدراك‬


‫البعد اإلدراكي‬
‫الفراغ العمراني‬

‫‪ ‬احتياجات فيزيولوجية‬

‫‪ ‬احتياجات أمن وأمان‬


‫‪ ‬تأمين احتياجات اإلنسان‬ ‫البعد االجتماعي‬
‫‪ ‬احتياج اإلنتماء‬

‫‪ ‬احتياج التقدير‬
‫‪- 34 -‬‬

‫‪ ‬احتياج تحقيق الذات‬

‫‪ ‬نشاطات ضرورية‬

‫‪ ‬نشاطات اختيارية‬ ‫‪ ‬النشاطات ضمن الفراغ العمراني‬

‫‪ ‬نشاطات مشتركة‬

‫‪ ‬االحساس بالقافية والنمط‬

‫‪ ‬تقدير اإليقاع‬
‫‪ ‬االدراك الجمالي للفراغات العمرانية‬
‫‪ ‬إدراك التوازن‬

‫‪ ‬تحسس العالقات المتجانسة‬

‫النسب الجمالية للفراغ العمراني‬


‫البعد الجمالي‬
‫‪ ‬الفراغات المغلقة‬

‫‪ ‬الفراغات المسيطرة‬

‫‪ ‬الفراغات المركزية‬ ‫‪ ‬األنماط الفنية للفراغات العامة‬

‫‪ ‬الفراغات المتجمعة‬

‫‪ ‬الفراغات غير المتبلورة‬

‫دور الزمان ضمن أبعاد تصميم الفراغ العمراني‬ ‫البعد الزماني‬


‫الباب الثاني‬

‫الفراغات العمرانية في مدينة حلب القديمة‬


‫(تطورها – واقعها الحالي)‬
‫‪- 35 -‬‬

‫‪ -2-1‬الفصل األول‪ :‬مراحل تطور الفراغات العمرانية لمدينة حلب القديمة وتخطيطها‪:‬‬

‫تمتلك مدينة حلب القديمة ثروة عمرانية هامة‪ ,‬وتمثل الجانب المادي من النشاط االجتماعي لسكان هذه المدينة‪,‬‬
‫ففراغاتها العمرانية هي عنصر االتصال األبرز مع المحيط الخارجي والتعبير األصح عن فضاءاتها‪ ,‬ولها دور هام‬
‫في إظهار هوية المدينة‪.‬‬
‫ويبرز ضمن هذه الفراغات أثر الفترات التاريخية التي مرت بها المدينة القديمة عبر تاريخها‪ ,‬وما رافق كل فترة من‬
‫سمات ثقافية واجتماعية واقتصادية ان عكست على طبيعة تخطيط هذه الفراغات‪ .‬لذلك كان البد من دراسة التطور‬
‫التاريخي للفراغات العمرانية ضمن المدينة القديمة في حلب عبر الزمن واإلشارة إلى مدى تأثيرها على تخطيط المدينة‪.‬‬

‫المراحل التاريخية لتطور البنية العمرانية لمدينة حلب‪:‬‬ ‫‪2-2-1‬‬

‫تعتبر مدينة حلب إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم‪ ،‬و من أغنى مدن العالم اإلسالمي باآلثار العمرانية‪ .‬موقعها المسيطر‬
‫على تل مائل‪ ،‬مشرف على المدينة المأهولة منذ األلف الثالث أو الرابع قبل الميالد‪ ،‬عزز من قوتها كونها قلعةً حصينة منيعة‪.‬‬

‫خالل الفترة الهلينستية والتي بدأت منذ القرن الثالث قبل الميالد‪ ,‬أخذت مالمح المدينة بالتطور‪ ,‬كما تمت إحاطة‬
‫المدينة بأسوار‪ ,‬ويالحظ استخدام أسلوب التخطيط الشطرنجي في إنشاء المدينة‪ ,‬واستمرت عمليات تطوير تخطيط‬
‫المدينة في هذه الفترة على مدى ثالثة قرون‪ .‬الشكل (‪)0-3‬‬
‫ازدهرت مدينة حلب في الفترة الرومانية والبيزنطية‪ ,‬وفي هذه المرحلة ظهرت أولى مالمح توسع للمدينة خارج األسوار‪.‬‬
‫هنا تم توسع المدينة داخل األسوار وظهرت أربع أحياء رئيسية فيها كما هو مبين في الشكل (‪)3-3‬‬

‫‪ :B‬حي بحسيتا‬ ‫‪ :A‬حي األصفري‬ ‫‪ :C‬اآلغورا‬ ‫‪ :B‬المركز الديني‬ ‫‪ :A‬تل العقبة‬

‫‪ :F‬حي الفرافرة‬ ‫‪ :D‬حي الجلوم‬ ‫(األكروبول)‬

‫الشكل (‪ :)1-1‬مخطط مدينة حلب في الفترة البيزنطية‬ ‫الشكل (‪ :)2-1‬مخطط مدينة حلب في الفترة الهلينيستية‬
‫‪- 36 -‬‬

‫أما في الفترة األيوبية بين نهاية القرن الحادي عشر الشكل (‪ )2-3‬ومنتصف القرن الثالث عشر الشكل (‪ )4-3‬فقد‬
‫توسعت أسوار المدينة شرقاً وتوسعت مدينة حلب أكثر فأكثر داخل األسوار‪ ,‬وبدأت أول مالمح لمنطقة باب الفرج‬
‫بالظهور‪.‬‬

‫‪ :1‬باب المقام‬ ‫‪ :1‬باب السعادة‬ ‫‪ :2‬باب الفرج‬ ‫‪ :2‬باب الصغير‬ ‫‪ :B‬الجامع‬ ‫‪ :A‬مسجد‬
‫‪ :6‬باب القناية‬ ‫‪ :5‬باب األحمر‬ ‫‪ :4‬باب النيرب‬ ‫الكبير‬

‫الشكل (‪ :)4-1‬مخطط مدينة حلب في منتصف القرن الثالث عشر‬ ‫‪ :4‬باب إنطاكية‬ ‫‪ :1‬باب قنسرين‬ ‫‪ :1‬باب العراق‬

‫الشكل (‪ :)5-1‬مخطط منطقة باب الفرج في منتصف القرن الثالث عشر‬ ‫‪ :7‬باب األربعين‬ ‫‪ :6‬باب النصر‬ ‫‪ :5‬باب الجنان‬
‫الشكل (‪ :)1-1‬مخطط مدينة حلب في نهاية القرن الحادي عشر‬

‫وفي الفترة العثمانية بين بداية القرن السادس عشر وبداية القرن العشرون‪ ,‬أصبحت مدينة حلب ثالث أهم مدينة في‬
‫السلطنة العثمانية بعد إسطنبول والقاهرة‪ ,‬نظ اًر لكون مدينة حلب نقطة هامة على طريق الحرير التجاري‪ .‬وفي هذه‬
‫الفترة توسعت المدينة خارج األسوار بصورة كبيرة‪ ,‬حيث ظ هر حي الجديدة في بداية فترة الحكم العثماني كأول حي‬
‫بني خارج أسوار مدينة حلب بشكل كامل‪.‬‬
‫ومعظم النسيج العمراني المتبقي من مدينة حلب القديمة لهذا الوقت يعود للعهد العثماني في الفترة بين ‪.0903-0507‬‬
‫وقد حافظت مدينة حلب القديمة على طابعها العمراني التقليدي حتى منتصف القرن التاسع عشر‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)6-1‬مخطط مدينة حلب في منتصف القرن التاسع عشر‬


‫‪- 37 -‬‬

‫الشكل (‪ :)7-1‬مخطط منطة باب الفرج في منتصف القرن التاسع عشر‬

‫ومع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‪ ,‬وبشكل رئيسي خالل وبعد الحرب العالمية األولى‪ ,‬بدأت المالمح‬
‫األولى لتكوين مركز مدينة جديد وعصري بالتشكل‪ ,‬حيث كان األثرياء من أهالي مدينة حلب يبحثون عن فرص‬
‫وامكانيات جديدة لإلستثمار ضمن المدينة‪ .‬فبدأت المشاريع الكبرى بالتشكل في عام ‪.0392‬‬
‫المشروع األساسي كان عبارة عن تحويل الخندق المالصق للجزء الشمالي من سور المدينة القديمة إلى شارع بعرض‬
‫(‪ )04‬متر‪ ,‬محاط من جانبيه بأبنية سكنية‪ ,‬فنادق‪ ,‬ورشات حرفية ومحالت تجارية‪ .‬وفي هذه األثناء أخذ حي بحسيتا‬
‫ضمن منطقة باب الفرج بفقدان صفته السكنية تدريجياً‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)9-1‬شارع الخندق‬ ‫الشكل (‪ :)8-1‬مخطط يبين فتح شارع الخندق في عام ‪2801‬‬
‫‪- 38 -‬‬

‫أما مالمح مركز المدينة الجديد فأخذت بالتشكل في الجزء الغربي من منطقة باب الفرج (منطقة بستان كل آب)‪,‬‬
‫واحتوى هذا المركز الجديد على أنشطة مختلفة (فنادق‪ ,‬مسارح ودور سينما‪ ,‬مطاعم‪ ,‬ورشات حرفية)‪.‬‬

‫العزيزية‬

‫الجديدة‬

‫بستان‬
‫كل آب‬
‫الشكل (‪ :)22-1‬دور السينما في شارع بارون‬

‫الشكل (‪ :)21-1‬محالت تجارية في منطقة بستان كل آب‬ ‫الشكل (‪ :)10-1‬مخطط مدينة حلب في القرن العشرين‬

‫ومما زاد من أهمية هذه المنطقة في تلك الفترة كونها نقطة تقاطع خط الترام‪ ,‬حيث كان خط الترام يتألف من‬
‫شريطين أحدهما يمر على طول شارع الخندق‪ ,‬والشريطان يتقاطعان بالقرب من منطقة باب الفرج‪ .‬الشكل (‪)02-3‬‬
‫ونتيجة لذلك إنتقل مركز المدينة من األسواق القديمة قرب نواة المدينة القديمة إلى منطقة باب الفرج‪ ,‬والتي تعتبر‬
‫منطقة انتقالية بين المدينة القديمة والتوسع الجديد‪ ,‬ومن ثم إلى مركز المدينة الجديد خارج المدينة القديمة (منطقة‬
‫التلل‪ ,‬العزيزية وبستان كل آب)‪ .‬الشكل (‪)04-3‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ :1‬منطقة العزيزية‬ ‫‪ :1‬منطقة باب الفرج‬ ‫‪ :2‬منطقة األسواق‬


‫والتلل وبستان كل آب‬ ‫القديمة‬

‫الشكل (‪ :)24-1‬مخطط انتقال مركز مدينة حلب‬ ‫الشكل (‪ :)21-1‬مرور الترام من شارع الخندق‬
‫‪- 39 -‬‬

‫المخططات التنظيمية لمدينة حلب القديمة‪:‬‬ ‫‪1-2-1‬‬

‫مع بداية عام ‪ 0921‬بدأت عمليات مسح دقيقة للمدينة لتزويدها بمخططات دقيقة‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 0920‬تم تزويد مدينة حلب بمخططات كاداسترو (‪ )Cadastral Maps‬لتشكل هذه المخططات الركيزة‬
‫األساسية ألي عملية تخطيط مستقبلية لمدينة حلب‪.‬‬
‫وخالل فترة اإلنتداب الفرنسي لسوريا‪ ,‬تم تحضير مخططين تنظيميين رئيسيين لمدينة حلب‪ ,‬وهما‪:‬‬

‫‪ :The Master Plan by R.Danger -0‬وتم العمل على تجهيز هذا المخطط بين عامي ‪ ,0924-0923‬ولم‬
‫يتم تنفيذ هذا المخطط‪.‬‬
‫‪ :The Master Plan by Ecochard -3‬وتم العمل على تجهيز هذا المخطط في عام ‪.0923‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)26-1‬المخطط التنظيمي لمدينة حلب عام ‪2018‬‬ ‫الشكل (‪ :)25-1‬المخطط التنظيمي لمدينة حلب عام ‪2014‬‬

‫وتم استلهام المخططين السابقين من أسلوب تخطيط المدن األوروبية المعاصرة‪ ,‬ولحسن الحظ فإن المدينة القديمة لم‬
‫تتأثر بأي من هذين المخططين بسبب إيقاف العمل على تنفيذهما لرفض سكان المدينة القديمة لتطبيقهما‪.‬‬

‫‪:The Master Plan of André Gutton‬‬


‫في عام ‪ 0954‬تم العمل على تجهيز مخطط تنظيمي جديد لمدينة حلب على يد المهندس الفرنسي ‪,André Gutton‬‬
‫هذا المخطط وكما يالحظ أنه أخذ بعين اإلعتبار إلى حد ما النسيج العضوي المميز ألحياء مدينة حلب القديمة‪ ,‬ولكن‬

‫‪1‬‬
‫‪Bianca, Stefano: Urban Form in the Arab World, Past and Present. ORL-Schriften, Zurich, 2000.‬‬
‫‪- 40 -‬‬

‫المخطط اقترح شق طريقين للسيارات يمران خالل النسيج التقليدي للمدينة القديمة وفق محور (شرق – غرب)‪ ,‬الطريق‬
‫يصل دمشق في الطرف الجنوبي الغربي مع الرقة ودير الزور في الطرف الشمالي الشرقي لسوريا (طريق يصل بين‬
‫البحر والصحراء)‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)27-1‬المخطط التنظيمي لمدينة حلب (‪)André Gutton‬‬

‫وكنتيجة ل هذه التدخالت العمرانية‪ ,‬تم اقتطاع منطقة باب الفرج وعزلها عن النسيج العمراني التاريخي لمدينة حلب‬
‫القديمة داخل األسوار‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)20-1‬شوارع االختراق نتيجة مخطط غوتون‪.‬‬ ‫الشكل (‪ :)28-1‬مخطط يبين عزل منطقة باب الفرج عن مدينة حلب القديمة‬
‫‪- 41 -‬‬

‫مخططات )‪:Rovovski (1967) & Banchoya (1969‬‬


‫اقترح المخططان هدم النسيج التقليدي في منطقة باب الفرج واستبداله بأبنية حديثة وفق األسلوب الغربي‪ ,‬ولكن هذه‬
‫المخططات لم يتم تنفيذها‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)10-1‬مخطط ‪ Rovovski‬لعام ‪.2067‬‬

‫الشكل (‪ :)12-1‬مخطط ‪ Bunchoya‬لعام ‪ 2060‬والذي أدى لتدمير النسيج القديم‬

‫المخطط التنظيمي لمدينة حلب لعام ‪:2074‬‬


‫نتيجة لهذا المخطط تم عزل منطقة باب الفرج عن النسيج التقليدي لمدينة حلب القديمة‪ ,‬واعتبرت منطقة توسع بدون‬
‫شروط وبدأت عملية هدم المنطقة في عام ‪.0979‬‬

‫الشكل (‪ :)11-1‬المخطط التنظيمي لمدينة حلب لعام ‪2074‬‬


‫‪- 42 -‬‬

‫مشروع باب الفرج‪:‬‬ ‫‪1-2-1‬‬

‫قامت الوحدة الهندسية في كلية الهندسة المعمارية بجامعة حلب بين عامي ‪ 0973-0977‬بتجهيز مشروع جديد‬
‫لمنطقة باب الفرج‪ ,‬وفي عام ‪ 0979‬تم هدم المنطقة تجهي اًز لتنفيذ هذا المشروع‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)11-1‬صور توضح هدم النسيج العمراني لمنطقة باب الفرج‬

‫المشروع يتضمن العشرات من المباني البرجية (تتألف من خمسة عشر طابق) وتخدم هذه البرجيات بشبكة طرق‬
‫سريعة تخترق األحياء القديمة‪.‬‬
‫ان تنفيذ هذا المشروع سيخلق مشاكل مرورية جديدة‪ ,‬ويحتاج لشوارع خدمية جديدة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)14-1‬مشروع باب الفرج المقدم من قبل الوحدة الهندسية لكلية الهندسة المعمارية بجامعة حلب‬
‫‪- 43 -‬‬

‫الحقاً تم تأجيل األعمال لتنفيذ مشروع باب الفرج بسبب مساعي محافظ مدينة حلب آنذاك وبمساعي الخبراء العالميين‬
‫ومنظمة اليونيسكو ‪ UNESCO‬وذلك لحماية المدينة القديمة‪.‬‬
‫ومع نهاية عام ‪ 0930‬تم توجيه نقد كبير لمشروع باب الفرج من جميع األطراف‪ ,‬ونتيجة لذلك تم إيقاف العمل على‬
‫هذا المشروع بشكل مبدئي‪.‬‬
‫وفي صيف عام ‪ 0932‬قامت محافظة حلب بالتعاون مع جامعة حلب بعقد ندوة عالمية للمحافظة على مدينة حلب‬
‫القديمة‪.‬‬
‫كما في عام ‪ 0932‬تم إيقاف العمل بالمشروع بشكل نهائي وذلك لحماية معالم أثرية مهمة تم إكتشافها في منطقة‬
‫باب الفرج أثناء عمليات الحفر (بقايا السور األيوبي في الجزء الشمالي الغربي لمنطقة باب الفرج) (الشكل ‪,)27-3‬‬
‫مما أ عطى فرصة للبلدية ومديرية اآلثار إليقاف العمل بالمشروع وطلب مساعدة اليونيسكو لتجهيز إقتراحات جديدة‬
‫للمنطقة‪.‬‬

‫بناء على‬
‫ونتيجة لذلك تم إعداد تقرير جديد حول إعادة تطوير منطقة باب الفرج في مدينة حلب الشكل (‪ً )23-3‬‬
‫طلب و ازرة اآلثار السورية‪ ,‬وتولى مهمة إنجاز هذا التقرير ثالثة أشخاص وهم‪:‬‬
‫‪Dr. Peter Davies‬‬ ‫‪Dr. Stefano Bianca‬‬
‫‪Mr. Wolfgang Fülscher‬‬

‫الشكل (‪ :)16-1‬تقرير تطوير منطقة باب الفرج‬ ‫الشكل (‪ :)15-1‬بقايا السور األيوبي المكتشف أثناء الحفريات‬

‫وفي عام ‪ 0931‬تم تسجيل مدينة حلب القديمة ضمن الئحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو‪ ,‬وتم اإلعالن عن‬
‫مسابقة محلية الختيار مشروع جديد لمنطقة باب الفرج وفق برنامج مختلف عن سابقه بشكل جذري‪ ,‬وبالتعاون مع‬
‫مستشارين سويسريين‪.‬‬
‫‪- 44 -‬‬

‫‪4‬‬

‫‪7‬‬
‫‪1 2‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3‬‬

‫‪5‬‬

‫‪7‬‬

‫‪ :2‬فنادق‬ ‫‪ :3‬حديقة أثرية‬ ‫‪ :0‬حزام تقليدي في الجزء الغربي من السور‬


‫‪ :1‬مركز ثقافي جديد‬ ‫‪ :5‬اصالح النسيج التاريخي‬ ‫‪ :4‬أبنية جديدة محاذية لشارع الخندق‬
‫‪ :7‬مجموعة مباني جديدة‬
‫‪ :‬نقاط ربط المشاة‬ ‫‪ :S‬محطات باص‬ ‫‪ :P‬ساحات عامة‬
‫الشكل (‪ :)17-1‬اإلقتراح الجديد لمنطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)10-1‬المقترح المعدل لمنطقة باب الفرج‬ ‫الشكل (‪ :)18-1‬اإلقتراح الثاني لمنطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‬

‫‪1‬‬
‫‪Bianca, Stefano: Urban Form in the Arab World, Past and Present. ORL-Schriften, Zurich, 2000.‬‬
‫‪- 45 -‬‬

‫التعاون مع منظمة الـ ‪ GTZ‬األلمانية‪:‬‬ ‫‪4-2-1‬‬

‫في عام ‪ 0993‬حدثت نقطة تحول هامة وكبيرة أال وهي‬


‫دعوة الحكومة األلمانية للمشاركة في مشروع إعادة تأهيل‬
‫مدينة حلب القديمة‪ .‬وقد كلفت الحكومة األلمانية منظمة‬
‫ال ‪ GTZ‬إلدارة المشاركة األلمانية في هذا المشروع‪.‬‬

‫‪The Project for the‬‬


‫‪REHABILITATION‬‬
‫‪OF THE OLD CITY OF ALEPPO‬‬

‫الشكل (‪ :)10-1‬مشروع إعادة تأهيل منطقة باب الفرج بالتعاون مع مؤسسة ‪.GTZ‬‬

‫وقد تضمن هذا المشروع أربع مراحل رئيسية‪:‬‬


‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة التخطيط (‪.)3111-0997‬‬ ‫المرحلة األولى‪ :‬مرحلة التقييم األولي(‪.)0997-0994‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬مرحلة التدعيم (‪.)3111-3114‬‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة التدخل (‪.)3112-3110‬‬

‫وأما الهدف الرئيسي للمشروع فكان يتضمن النقاط األساسية التالية‪:‬‬

‫‪ -0‬المحافظة على النسيج المميز للمدينة القديمة‪.‬‬


‫‪ -3‬تخفيف عمليا ت تدمير المناطق السكنية عن طريق تشجيع عمليات التطوير االقتصادي واالجتماعي وتشجيع‬
‫عمليات رفع مستوى السكن والمعيشة‪.‬‬

‫وبعد عمل تحليل موسع بين عامي (‪ ,)0997-0992‬أصدر فريق المشروع خطة تطوير (‪development - DP‬‬
‫‪ .)plan‬أوجزت خطة التطوير توجه الدمج المتبنى إلعادة التأهيل الشاملة للمدينة القديمة‪ ,‬وهدفت إلى تأكيد إمكانية‬
‫الحد من األثر السلبي الختالف أساليب اإلستعماالت‪.‬‬
‫‪- 46 -‬‬

‫سكن‬ ‫إداري‬
‫أسواق‬ ‫سياحي‬
‫تجاري مختلط‬ ‫فراغات مكشوفة‬
‫‪Space‬‬
‫الشكل (‪ :)11-1‬مخطط تطوير مدينة حلب القديمة لعام ‪.2007‬‬ ‫الشكل (‪ :)12-1‬مخطط تطوير مدينة حلب لعام ‪.2007‬‬

‫وأصبحت خطة تطوير المدينة القديمة التي صدرت عام ‪ 0993‬هي األداة الرئيسية لتوجيه عملية تطوير المدينة‬
‫القديمة‪ .‬حيث ارتكزت على برنامج تخطيطي مرن مع التشديد على تحديد استراتيجيات وأهداف بدالً من األنظمة‬
‫والقوانين‪.‬‬
‫وبناء عليه تم تحديد أجزاء من المدينة القديمة التي تحتاج إلى اهتمام خاص وتدخل سريع للعمل‪ ,‬وتمت معالجة هذه‬
‫ً‬
‫بناء على برنامج العمل المقرر‪.‬‬
‫األجزاء ً‬
‫وتم وضع مخطط رئيسي الستعماالت األراضي (‪ )Master Plan‬لمدينة حلب القديمة في عام (‪ )0993‬والذي عكس‬
‫تبني منطقة باب الفرج كأولوية في عملية التدخل‪ -‬إعادة التأهيل وتم اعتبارها جزء من المدينة القديمة وتم تحديدها‬
‫كمنطقة دراسات خاصة ضمن مخطط استعماالت األراضي‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)14-1‬مخطط أولويات التدخل في مدينة حلب القديمة‪.‬‬ ‫الشكل (‪ :)11-1‬مخطط إستعماالت األراضي لمدينة حلب القديمة لعام (‪.)2008‬‬
‫‪- 47 -‬‬

‫في عام ‪ 3114‬وبعد عشر سنوات من بداية التعاون السوري األلماني إلعادة تأهيل مدينة حلب القديمة‪ ,‬تطلب‬
‫المشروع وضع إطار عمل استراتيجي لتغطية كافة التدخالت التي تمت في المدينة القديمة‪ ,‬متضمناً إرشادات لضبط‬
‫عمليات التدخل العشوائي‪.‬‬
‫وخالل فترة العشر سنوات تم تحديد وتحليل التغيرات العمرانية والتدخالت التي حصلت في مدينة حلب القديمة‪ .‬هذه‬
‫التغييرات (نقاط القوة والضعف باإلضافة إلى الفرص والتهديدات) تختلف بشكل جذري باختالف المواقع التاريخية‬
‫والمناطق اإلنتقالية‪ ,‬لهذا السبب وجب التمييز بين المناطق لتستجيب بصورة مناسبة للمشاكل والطاقات المحلية‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك تم تحديد مناطق انتقالية بين المدينة القديمة والنسيج العمراني المجاور لمناطق التوسع وتمت تسميتها‬
‫بالمناطق االنتقالية (‪ ,)Buffer Zones‬وتختلف شروط المناطق اإلنتقالية بشكل كبير عن شروط التوسع ونوعيته‪.‬‬
‫وتم تحديد سبع مناطق استراتيجية ضمن المناطق التاريخية والمناطق اإلنتقالية للمدينة القديمة في حلب‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)16-1‬مخطط المناطق اإلنتقالية‬ ‫الشكل (‪ :)15-1‬مخطط المناطق اإلستراتيجية‬


‫(‪ )Buffer Zones‬لمدينة حلب القديمة‪.‬‬ ‫(‪ )Strategic Zones‬لمدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫‪- 48 -‬‬

‫‪ -1-1‬الفصل الثاني‪ :‬تحليل الفراغات العمرانية لمنطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪.‬‬

‫منطقة انتقالية – استعماالت مختلطة‪ :‬باب الفرج‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)17-1‬صورة جوية لمنطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪.‬‬

‫تحتل منطقة باب الفرج الزاوية الشمالية الغربية لمدينة حلب القديمة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)18-1‬صورة جوية لمدينة حلب موضح عليها موقع منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫يحيط بمنطقة باب الفرج‪:‬‬


‫من الجهة الجنوبية‪( :‬شارع المتنبي) شارع عريض مع كتل مباني مؤلفة من (‪ )1-5‬طوابق‪ ,‬تم إنشاء هذا الشارع‬
‫في ثالثينيات القرن الماضي‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)10-1‬الواجهات المطلة على شارع المتنبي في منطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة (عدسة الباحث‪.)1020-‬‬
‫‪- 49 -‬‬

‫من الشرق‪ :‬مجموعة من المباني العالية (مباني عبد المنعم رياض)‪ ,‬أبنية إدارية‪.‬‬

‫الشكل (‪ :) 40-1‬المباني المطلة من الجهة الشرقية على منطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة( عدسة الباحث – ‪.)1022‬‬

‫من الشمال‪( :‬منطقة الجديدة) مجموعة من األبنية االنتقالية على طول جادة الخندق‪ ,‬بنيت أوائل القرن العشرون‪.‬‬

‫الشكل (‪ :) 42-1‬المباني المطلة من الجهة الشمالية (جادة الخندق) على منطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة (عدسة الباحث‪.)1020-‬‬

‫من الجهة الغربية والشمالية الغربية‪( :‬مركز المدينة الجديد) مبنى البلدية‪ ,‬بستان كل آب (فنادق وخدمات) ومجموعة‬
‫من المباني الهامة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)41-1‬المباني المطلة من الجهة الغربية على منطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة (عدسة الباحث‪.)1020-‬‬
‫‪- 50 -‬‬

‫عناصر المدينة القديمة المؤثرة على منطقة باب الفرج‪:‬‬ ‫‪2-1-1‬‬

‫يمكن من خالل دراسة دوائر تأثير نقاط العالم والعناصر الرئيسية ضمن مدينة حلب القديمة على منطقة باب الفرج‬
‫معرفة مدى أهمية هذه المنطقة ضمن النسيج العمراني العام لمدينة حلب القديمة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)41-1‬العناصر المعمارية الرئيسية في مدينة حلب القديمة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)45-1‬المباني الرئيسية ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬ ‫الشكل (‪ :)44-1‬المباني الرئيسية المحيطة بمنطقة باب الفرج‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)46-1‬العناصر المعمارية الرئيسية ضمن منطقة باب الفرج (عدسة الباحث‪.)1022-‬‬
‫‪- 51 -‬‬

‫استعماالت األراضي ضمن منطقة باب الفرج‪:‬‬ ‫‪1-1-1‬‬

‫من خالل دراسة الواقع الراهن لمنطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪ ,‬يمكن وضع مخطط آللية إشغاالت األراضي‬
‫ضمن هذه المنطقة‪.‬‬
‫وتتوزع استعماالت األراضي بين اإلستعماالت التجارية بشكل رئيسي على المحاور الرئيسية لمنطقة باب الفرج‪,‬‬
‫اإلستعماالت السكنية‪ ,‬اإلستعماالت المختلطة (حيث تحتوي بعض األبنية على فعاليات تجارية ضمن الطوابق السفلية‬
‫وبيوت سكنية ضمن الطوابق العليا)‪ ,‬اإلستعماالت اإلدارية مثل أبنية المكاتب‪ ,‬فعاليات ثقافية (المركز الثقافي والمكتبة‬
‫الوطنية)‪ ,‬األبنية الدينية (جامع العمري وجامع سيتا)‪ ,‬الفنادق والمرافق السياحية واألثرية (فندق الشيراتون ‪ +‬الجزء‬
‫المكشوف من السور األيوبي)‪ .‬باإلضافة إلى وجود العديد من الفراغات واألراضي الغير مستغلة (كراج الحجز‪,‬‬
‫األرض الفارغة أمام فندق الشيراتون‪.)...,‬‬
‫ويبين المخطط التالي توزع هذه الفعاليات ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)47-1‬مخطط إستعماالت األراضي ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)48-1‬صور بعض األبنية الشاغلة ضمن منطقة باب الفرج (عدسة الباحث‪.)1022-‬‬

‫وتشكل المساحات الفارغة نسبة (‪ )%11‬من إجمالي منطقة باب الفرج مقابل نسبة (‪ )%41‬للمباني الشاغلة لمنطقة‬
‫باب الفرج ضمن مدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫ويشكل النسيج التقليدي ضمن منطقة باب الفرج ما نسبته (‪ )%13‬من إجمالي المساحة المبنية ضمن هذه المنطقة‪.‬‬
‫‪- 52 -‬‬

‫ويبين المخطط التالي توزع المناطق السكنية ومناطق العمل ضمن منطقة باب الفرج‪ ,‬باإلضافة إلى الفراغات الموجودة‬
‫ضمن المنطقة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)40-1‬مخطط توزع أماكن السكن والعمل ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫ملكية األراضي ضمن منطقة باب الفرج‪:‬‬ ‫‪1-1-1‬‬

‫بعد دراسة ملكية المباني ضمن منطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪ ,‬يمكن مالحظة كون معظم المباني الموجودة‬
‫ضمن المنطقة هي من أمالك الدولة‪ ,‬وتختلف طبيعة استثمار هذه المباني وقفاً للجهة الشاغلة‪.‬‬
‫وتتوزع أشكال استثمار المباني وفق الشكل التالي‪:‬‬

‫مباني مستثمرة من قب ل الدولة مثل مديرية الثقافة والمكتبة الوطنية ومبنى غرفة الصناعة‪ .‬وتشكل هذه المباني‬ ‫‪-‬‬
‫ما نسبته (‪ )%31‬من إجمالي المباني ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫مباني ملك الدولة ومؤجرة ألف راد مثل كتلة النسيج التقليدي ضمن المنطقة وما تحوية من محالت تجارية‬ ‫‪-‬‬
‫وبيوت سكنية‪ .‬وتشكل هذه المباني نسبة (‪ )%13‬من إجمالي المساحة المبنية ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫مباني أمالك دولة ومستثمرة من قبل جهات خاصة‪ ,‬مثل فندق الشيراتون‪ .‬ويشغل الفندق نسبة (‪ )%3‬من‬ ‫‪-‬‬
‫مجمل مساحة المباني ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫مباني ملك أوقاف‪ ,‬وتشكل نسبة (‪ )%01‬من النسبة األجمالية إلشغال منطقة باب الفرج‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويبين المخطط التالي آلية توزيع الملكية للمباني ضمن منطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫‪- 53 -‬‬

‫الشكل (‪ :)50-1‬مخطط ملكية المباني ضمن منطقة باب الفرج (عمل الباحث)‪.‬‬

‫الحالة الفيزيائية للمباني ضمن منطقة باب الفرج‪:‬‬ ‫‪4-1-1‬‬

‫ضمن دراسة ميدانية للحالة الفيزيائية لألبنية ضمن منطقة باب الفرج‪ ,‬يمكن تصنيف الحالة الفيزيائية لهذه المباني‬
‫ضمن ثالث مستويات‪:‬‬

‫مباني ذات حالة فيزيائية جيدة‪ :‬وهي المباني الحديثة ضمن منطقة باب الفرج مثل مبنى مديرية الثقافة ومبنى‬ ‫‪-‬‬
‫غرفة الصناعة ومبنى فندق الشيراتون‪ ,‬ويعود سبب حالتها الفيزيائية الجيدة كونها مباني منشأة حديثاً ضمن‬
‫المنطقة‪ ,‬وتمثل نسبة المباني ذات الحالة الفيزيائية الجيدة (‪ )%05‬من مجمل المباني الموجودة ضمن منطقة‬
‫‪1‬‬
‫باب الفرج‪.‬‬
‫مباني ذات حالة فيزيائية متوسطة‪ :‬وتشمل المباني الموجودة في الجزء الغربي من منطقة باب الفرج‪ ,‬ويعود‬ ‫‪-‬‬
‫سبب حالتها الفيزيائية لكونها بالغالب مباني مستثمرة من قبل جهات إدارية مثل مبنى البلدية القديم وبناء‬
‫مؤسسة األقطان‪ .‬وتمثل نسبة (‪ )%32‬من إجمالي المباني الموجودة ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫مباني ذات حالة فيزيائية متدهورة‪ :‬وتشمل أبنية النسيج التقليدي ضمن منطقة باب الفرج‪ ,‬وتزداد الحالة‬ ‫‪-‬‬
‫الفيزيائية تدهو اًر كلما توغلنا داخل هذا النسيج لتصل إلى حالة يرثى لها ضمن المحور الواصل بين جامع‬
‫سيتا والجامع العمري‪ .‬وتمثل هذه الفئة من المباني نسبة (‪ )%13‬من إجمالي المباني الموجودة ضمن منطقة‬
‫باب الفرج‪.‬‬

‫ويبين المخطط التالي الحالة الفيزيائية لمباني منطقة باب الفرج ضمن مدينة حلب القديمة‪.‬‬

‫‪1‬النسب المدكورة سابقا ً تشمل األبنية الموجودة ضمن منطقة باب الفرج حتى عام ‪ 1021‬قبل االشتباكات المسلحة في الموقع‬
‫‪- 54 -‬‬

‫الشكل (‪ :)52-1‬مخطط الحالة الفيزيائية للمباني ضمن منطقة باب الفرج (عمل الباحث)‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)51-1‬تدرج الحالة الفيزيائية للمباني ضمن منطقة باب الفرج (عدسة الباحث‪.)1022-‬‬

‫الحركة والمرور ضمن منطقة باب الفرج‪:‬‬ ‫‪5-1-1‬‬

‫تمثل منطقة باب الفرج عقدة مرورية هامة ضمن مدينة حلب القديمة‪ ,‬وتعود أهميتها كون المنطقة هي منطقة إنتقالية‬
‫بين مدينة حلب القديمة والتوسع الجديد للمدينة‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم المرور ضمن منطقة باب الفرج إلى قسمين رئيسيين‪:‬‬

‫حركة مرور السيارات‪ :‬وتشكل العقدة األكبر في وجه تطوير المنطقة‪ ,‬حيث تخترق حركة السيارات المنطقة‬ ‫‪-‬‬
‫من أكثر من محور وبكثافة مرورية عالية‪ ,‬مما يسبب قطع لحركة المارة المتجهة للمدينة القديمة ويخلق‬
‫‪- 55 -‬‬

‫اختناقات على هذه المحاور في ساعات الذروة‪ ,‬واألهم من ذلك زيادة نسبة التلوث نتيجة الغازات المنبعثة‬
‫ار فيزيائية‬
‫من عوادم المركبات حيث أن حركة المرور غير المنظمة تسبب تلوث الهواء والضجيج وتلحق أضر اً‬
‫بالمباني في المدينة القديمة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)51-1‬مخطط اتجاه حركة المرور ضمن مدينة حلب القديمة‪ .‬الشكل (‪ :)54-1‬مخطط اتجاه حركة المرور ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)55-1‬الشوارع الخارجية المحيطة بمنطقة باب الفرج (عدسة الباحث‪.)1022-‬‬

‫الشكل (‪ :)56-1‬الشوارع الداخلية ضمن منطقة باب الفرج (عدسة الباحث‪.)1022-‬‬

‫حركة مرور المشاة‪ :‬وتمثل الحركة األهم ضمن المنطقة بسبب كون منطقة باب الفرج نقطة وصل بين‬ ‫‪-‬‬
‫المدينة القديمة والتوسع الجديد‪ ,‬وأيضاً كون منطقة باب الفرج عنصر ربط بين العديد من المناطق ضمن‬
‫النسيج العمراني العام لمدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫‪- 56 -‬‬

‫الشكل (‪ :)57-1‬مخطط حركة مرور المشاة ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)58-1‬حركة مرور المشاة ضمن منطقة باب الفرج (عدسة الباحث‪.)1022-‬‬

‫وبمقارنة الواقع الحالي لعناصر الحركة ضمن منطقة باب الفرج وبين عناصر الحركة الموجودة قبل عام ‪ 0931‬يمكن‬
‫مالحظة اختفاء القسم األعظم من ممرات حركة المشاة المخصصة لربط حركة المنطقة مع الجوار مثل منطقة الجديدة‬
‫ومنطقة الفرافرة بسبب اختراق الشوارع لنقاط اإلتصال هذه‪ .‬كما يالحظ اختفاء نسبة مرتفعة من ممرات المشاة‬
‫المخصصة لربط العناصر المعمارية والعمرانية ضمن منطقة باب الفرج وذلك نتيجة ألعمال الهدم التي تمت أثناء‬
‫البدء بتنفيذ مشروع باب الفرج الذي تم ذكره سابق ًا ضمن سياق هذه البحث‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك تم قطع نقط الوصل هذه مما أدى إلى تراجع في مستوى تخديم حركة المشاة ضمن منطقة باب الفرج‬
‫في مدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫ويبين الشكل التالي مقارنة بين وضع مسارات الحركة ضمن منطقة باب الفرج قبل عام ‪ 0931‬والوضع الراهن‬
‫لمسارات الحركة ضمن المنطقة والتغييرات التي طرأت عليها‪.‬‬
‫‪- 57 -‬‬

‫الشكل (‪ :)60-1‬مخطط الوضع الراهن لمسارات الحركة‬ ‫الشكل (‪ :)50-1‬مخطط مسارات الحركة ضمن منطقة باب الفرج‬
‫ضمن منطقة باب الفرج (قبل صيف ‪.)1021‬‬ ‫قبل عام ‪.2080‬‬

‫الشكل (‪ :)61-1‬مسارات الحركة ضمن منطقة باب الفرج حديثاً‬ ‫الشكل (‪ :)62-1‬مسارات الحركة ضمن منطقة باب الفرج قديماً‪.‬‬
‫(عدسة الباحث‪.)1022-‬‬
‫‪- 58 -‬‬

‫الكتل المبنية والفراغات ضمن منطقة باب الفرج‪:‬‬


‫كما ذكرنا سابقاً فإن الفراغات تشكل نسبة (‪ )%11‬من إجمالي مساحة منطقة باب الفرج‪ ,‬وتتراوح إشغاالت هذه‬
‫الفراغات بين مناطق مستعملة مواقف للسيارات‪ ,‬طرقات وممرات مشاة‪ ,‬ساحات وحدائق‪ ,‬وفراغات مهملة وغير‬
‫مستغلة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)61-1‬مخطط المبني والفراغ ضمن منطقة باب الفرج (عمل الباحث‪.)1022-‬‬

‫الشكل (‪ :)64-1‬الفراغات العمرانية ضمن منطقة باب الفرج (عدسة الباحث‪.)1022-‬‬


‫‪- 59 -‬‬

‫ومما ال شك فيه تأثير المباني المحيطة بالفراغات العمرانية على طبيعة هذه الفراغات‪ ,‬حيث تعتبر هذه المباني‬
‫محددات وجدران لهذه الفراغات‪ ,‬لذلك ممكن إدراك مدى تأثير إرتفاعات هذه المباني وعامل إشغالها باإلضافة إلى‬
‫قيمتها التاريخية على تحديد اتجاه تطوير الفراغات‪.‬‬
‫ونورد في األشكال التالية مخططات إلرتفاعات المباني المطلة على الفراغات العمرانية ضمن منطقة باب الفرج‬
‫وكذلك الفترة التاريخية التي تتبع لها هذه المباني‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)66-1‬مخطط الفترة التاريخية للمباني ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬ ‫الشكل (‪ :)65-1‬مخطط ارتفاعات المباني ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)67-1‬إرتفاعات المباني المطلة على الفراغات العمرانية في منطقة باب الفرج(عدسة الباحث‪.)1022-‬‬

‫وباإلعتماد على طبيعة إشغال المباني‪ ,‬يمكن تصنيف الفراغات العمرانية ضمن منطقة باب الفرج وفق الشكل التالي‪:‬‬

‫فراغات عمرانية تابعة للمباني العامة‪ :‬مثل الفراغات التابعة لمبنى مديرية الثقافة‪ ,‬الفراغات التابعة لمبنى‬ ‫‪-‬‬
‫غرفة الصناعة‪ ,‬والفراغ التابع لمبنى المكتبة الوطنية‪ ,‬ويعتبر اإلشغال األمثل لمثل هذه الفراغات بوظائف‬
‫مخصصة لعموم سكان المدينة مع ضرورة خلق عناصر جذب ضمنها‪.‬‬

‫ويوضح الشكل التالي الفراغات التابعة للمباني العامة المطلة عليها ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫‪- 60 -‬‬

‫الشكل (‪ :)68-1‬الفراغات العمرانية المطلة على المباني العامة في منطقة باب الفرج (عمل الباحث ضمن ورشة عمل باب الفرج‪.)1020-‬‬

‫فراغات عمرانية تابعة للفعاليات السياحية‪ :‬مثل الفراغ أمام فندق الشيراتون والمستغل حالياً كفراغ لركن‬ ‫‪-‬‬
‫باصات المجموعات السياحية المقيمة ضمن فندق الشيراتون‪ .‬ويعتبر اإلشغال األفضل لهذا النوع من الف ارغات‬
‫هو اإلستخدام السياحي والثقافي‪ ,‬مما يشكل إمتداد إلشغال المبنى المجاور لهذه الفراغات‪.‬‬

‫ويوضح الشكل التالي الفراغات التابعة للمباني العامة المطلة عليها ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)60-1‬الفراغات العمرانية المطلة على الفعاليات السياحية في منطقة باب الفرج (عمل الباحث ضمن ورشة عمل باب الفرج‪.)1020-‬‬

‫فراغات عمرانية تابعة لألبنية السكنية‪ :‬حيث تطل األبنية السكنية على هذه الفراغات بشكل مباشر‪ ,‬ويجب‬ ‫‪-‬‬
‫في هذه الحالة تجنب اإلشغاالت العامة لهذه الفراغات قدر اإلمكان وخلق إشغاالت تالئم المباني المجاورة‬
‫لها مما ال يشكل خرق لخصوصية السكان ضمن الماني المطلة على هذه الفراغات‪.‬‬

‫اء ضمن منطقة باب الفرج أو األبنية المطلة‬


‫ويبين الشكل التالي الفراغات العمرانية التابعة لألبنية السكنية سو ً‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪- 61 -‬‬

‫الشكل (‪ :)70-1‬الفراغات العمرانية المطلة على األنشطة السكانية في منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫وباإلعتماد على ما سبق يمكن وضع تصورات لعملية إعادة تشكيل الفراغات العمرانية ضمن منطقة باب الفرج في‬
‫مدينة حلب القديمة بما يتالء م مع الطابع العمراني للمنطقة ويتماشى مع كون منطقة باب الفرج نقطة اتصال هامة‬
‫وأساسية بين مدينة حلب القديمة والتوسع الجديد للمنطقة‪.‬‬

‫‪ -1-1‬الفصل الثالث‪ :‬التحليل االستراتيجي للفراغات العمرانية في منطقة باب الفرج‪:‬‬

‫تهدف عملية التحليل اإلستراتيجي إلى تحديد أولويات عمليات تنمية وتطوير الفراغات العمرانية في المستقبل‪ ,‬واعتمدت‬
‫بناء على المشاهدات وآراء سكان المنطقة وزوارها‪ ,‬وتقرم عملية التحليل على تحديد نقاط القوة‪,‬‬
‫في تقديم التحليل ّ‬
‫الضعف‪ ,‬الفرص والتهديدات التي لها عالقة بالفراغات العمرانية‪ .‬وتعتبر نقاط القوة والضعف عوامالً داخلية‪ ,‬بينما‬
‫الفرص والتهديدات هي عوامل خارجية جميعها تؤثر على الفراغات العمرانية بشكل مباشر أو غير مباشر‪.‬‬

‫‪ 2-1-1‬نقاط القوة‪:‬‬
‫‪ -0‬موقع مركزي ضمن مدينة حلب ونقطة وصل بين المدينة القديمة والتوسع الجديد‪.‬‬
‫‪ -3‬إمكانية وصول جيدة وربط طرقي رئيسي للمنطقة‪.‬‬
‫‪ -2‬قيمة تاريخية مميزة بسبب موقعها ووجود العديد من العناصر التراثية والتاريخية‪.‬‬
‫‪ -4‬نقاط فارغة كثيرة‪ ,‬مما يعني وجود متنفس للمنطقة‪.‬‬
‫عنصر مهماً في الشكل العمراني للمدينة القديمة‪ ,‬فهي الوجه الحيوي من التكوين‬
‫اً‬ ‫‪ -5‬تعتبر الفراغات العمرانية‬
‫الفيزيائي للمدينة‪.‬‬
‫‪ -1‬فراغات حركية تستخدم لإلنتقال من مكان إلى آخر ومن عنصر عمراني إلى آخر (ربط عناصر المنطقة)‪.‬‬
‫‪ -7‬يوجد بها العديد من النشاطات اإلقتصادية والتجارية والحرفية‪.‬‬
‫‪- 62 -‬‬

‫‪ -3‬تتوزع فيها عناصر معمارية وعمرانية مهمة‪.‬‬


‫‪ -9‬تعتبر أماكن للتواصل اإلجتماعي بين السكان ومتنفس ًا لكافة الفئات العمرية وخاصة األطفال‪.‬‬
‫‪ -01‬تتميز بعنصر التشويق والمفاجأة بسبب تكوينها المتعرج‪.‬‬
‫‪ -00‬مرونة في إمكانية إعادة التشكيل‪.‬‬

‫‪ 1-1-1‬نقاط الضعف‪:‬‬
‫حالة فيزيائية متفككة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تلوث عالي (هواء ‪ +‬ضجيج) نتيجة مرور المركبات وبكثافات كبيرة ضمن المنطقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أشكال وأنماط ملكيات مختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم وجود تخطيط متماسك يشتمل على خطط لرفع الحالة المتردية للمنطقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نقص في عمليات الصيانة لعناصر المنطقة بشكل عام‪ ,‬والفراغات العمرانية بشكل خاص‪ ,‬مما أدى إلى‬ ‫‪-‬‬
‫انحطاط القيمة التاريخية للمنطقة‪.‬‬
‫استعماالت تجارية متزايدة ضمن المنطقة‪ ,‬مما يعني تناقص في اإلشغال السكني ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود فراغات وساحات مهملة وغير مستغلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفراغات الموجودة من ساحات وطرق غير كافية لسكان المنطقة بكافة فئاتهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود مناطق خطرة وآيلة للسقوط أو متهدمة بالقرب من هذه الفراغات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود حركة مركبات داخل هذه الفراغات على الرغم من ضيقها في بعض المناطق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استخدام بعض الفراغات كمواقف للسيارات مما يسبب اإلزدحام في هذه الفراغات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم وجود الفرش العمراني المناسب لهذه الفراغات مثل المقاعد واإلنارة المناسبة والمظالت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشوه بصري في هذه المناطق من خالل رمي النفايات والتمديدات الغير مناسبة للكهرباء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود تدخالت معمارية غير مالئمة للنسيج العمراني في هذه الفراغات والتي تشوه المظهر العام‪ ,‬مثل‬ ‫‪-‬‬
‫استخدام المواد الحديثة في البناء بشكل عشوائي‪.‬‬
‫وجود تضارب في توزيع بعض اإلستخدامات في هذه الفراغات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التبليط الرديء والغير مناسب ألرضية بعض هذه الفراغات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود العديد من الفراغات المعتمة والمظلمة والتي تعطي إنطباعاً غير آمن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نقص في نقاط اإلتصال مع النقاط المجاورة والنسيج التقليدي للمدينة القديمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استخدام مؤقت للعديد من الفراغات العمرانية ضمن المنطقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪- 63 -‬‬

‫‪ 1-1-1‬الفرص‪:‬‬
‫إمكانية إعادة التقييم كمنطقة مركزية ضمن المدينة القديمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إمكانية إعادة دمج المنطقة مع المواقع األثرية والتراثية للمدينة القديمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إمكانية إعادة استخدام مالئمة لألبنية الفارغة ضمن المنطقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضبط عملية اإلستعماالت للمناطق الفارغة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشجيع السياحة من خالل وجود العديد من نقاط الجذب السياحية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إقامة شراكات عامة – خاصة لتطوير واقع الفراغات ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم برامج تمويل مناسبة لعمليات الصيانة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود قوانين وأنظمة خاصة تنظم أي عمليات بناء أو استمالك أو تدخل من قبل جهات رسمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود جهات تعنى بالحفاظ على المدينة القديمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هناك توجه عام لإلهتمام بالحفاظ على المدينة القديمة من خالل اإلهتمام بالساحات والفراغات العمرانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رغبة السكان بالتعاون في عمليات الحفاظ على المدينة القديمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األماكن الفارغة يمكن أن تصبح نقاط جذب للمنطقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ممكن تحويل المنطقة إلى متحف حي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحويل مواقف السيارات إلى أماكن عامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 4-1-1‬التهديدات‪:‬‬
‫غلبة اإلستعماالت التجارية ضمن المنطقة مع وجود جيوب سكنية محدودة ضمنها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انحالل البنية اإلجتماعية وغلبة أصحاب الدخل المحدود ضمن المنطقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فقدان الهوية المعمارية والقيمة المعمارية‪-‬التاريخية لألبنية الموجودة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تراجع الحالة الفيزيائية للبيئة المبنية وزيادة في نسبة المساحات الفارغة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة األماكن الغير مستثمرة ضمن المنطقة‪ ,‬مما يؤدي إلى تدهور الوضع اإلقتصادي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قلة أعمال التمويل الخاصة بعمليات الحفاظ في الفراغات العمرانية بسبب اإلعتماد على التمويل الخارجي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قلة الوعي لدى السكان بأهمية الفراغات العمرانية والفراغات العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صعوبة عملية توصيل الخدمات داخل المدينة القديمة بسبب ضيق بعض المناطق الفراغية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم اإلنتظام والعشوائية في عمليتي اإلضافة والترميم الخاطئ من قبل األهالي أو بعض الجهات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود العديد من تغير اإلستعماالت بطريقة غير مدروسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪- 64 -‬‬

‫خالصة الباب الثاني‬


‫تضمن الباب الثاني تتبع مراحل تطور الفراغات العمرانية ضمن المدينة بشكل عام وفي منطقة باب الفرج في مدينة‬
‫حلب القديمة بشكل خاص‪ ,‬وذلك من خالل توضيح أثر الفترات المتالحقة في تاريخ المدينة على تطور الشكل‬
‫العمراني للفراغات العمرانية ضمن المدينة‪ ,‬ويمكن الخروج بمجموعة من النتائج من الباب الثاني للدراسة‪ ,‬وأهمها‪:‬‬

‫‪ -0‬تلعب الفراغات العمرانية في المدن منذ القديم وحتى عصرنا هذا الدور المهم والذي يميز تركيب هذه المدينة‬
‫عن تلك وبالتالي يميز مدينة حلب عن غيرها‪.‬‬
‫‪ -3‬توالي المراحل التاريخية على مدينة حلب القديمة خلف آثا اًر كبيرة على الفراغات العمرانية ضمن منطقة باب‬
‫الفرج في مدينة حلب القديمة‪ ,‬ويمكن تلخيص أبرز هذه اآلثار ضمن الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)0-3‬أثر الفترات التاريخية على الفراغات العمرانية ضمن منطقة باب الفرج (عمل الباحث)‬

‫أث ر الفترات التاريخية المتالحقة على الفراغات العمرانية ضمن منطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‬

‫المخطط‬ ‫األثار المخلفة على منطقة باب الفرج‬ ‫الفترة الزمنية‬

‫الفترة األيوبية‬
‫بدأت أول مالمح لظهور منطقة باب الفرج بالظهور‬ ‫(بين نهاية القرن الحادي‬
‫في هذه الفترة‪.‬‬ ‫عشر ومنتصف القرن‬
‫الثالث عشر)‬

‫الفترة العثمانية‬
‫معظم النسيج العمراني المتبقي من مدينة حلب يعود‬ ‫(بين بداية القرن السادس‬
‫لهذه الفترة‪.‬‬ ‫عشر وبداية القرن‬
‫العشرون)‬

‫تحويل الخندق المالصق للجزء الشمالي من سور‬


‫عام ‪0392‬‬
‫المدينة القديمة إلى شارع بعرض (‪ )04‬مت ًار‪.‬‬
‫‪- 65 -‬‬

‫اقتطاع منطقة باب الفرج وعزلها عن النسيج العمراني‬ ‫‪The master plan of‬‬
‫‪Gutton‬‬
‫التاريخي لمدينة حلب القديمة نتيجة شق طريقين‬
‫عام ‪0954‬‬
‫للسيارات يمران خالل النسيج التقليدي للمدينة القديمة‪.‬‬

‫تم عزل منطقة باب الفرج عن النسيج التقليدي لمدينة‬


‫عام ‪0974‬‬
‫حلب القديمة‪ ,‬واعتبرت منطقة توسع بدون شروط‪.‬‬

‫تم هدم منطقة باب الفرج تجهي از لتنفيذ مشروع باب‬ ‫مشروع باب الفرج‬
‫الفرج‪.‬‬ ‫عام ‪0979‬‬

‫ايقاف العمل بمشروع باب الفرج نتيجة اكتشاف بقايا‬


‫السور األيوبي في الجزء الشمالي الغربي لمنطقة باب‬ ‫عام ‪0932‬‬
‫الفرج أثناء أعمال الحفريات‪.‬‬

‫تسجيل مدينة حلب القديمة ضمن الئحة اليونيسكو‬


‫عام ‪0931‬‬
‫للتراث العالمي‪.‬‬
‫تم وضع مخطط رئيسي الستعماالت األراضي لمدينة‬
‫حلب القديمة والذي عكس تبني منطقة باب الفرج‬
‫كأولوية في عملية التدخل‪-‬إعادة التأهيل وتم اعتبارها‬ ‫عام ‪0993‬‬
‫جزء من المدينة القديمة وتم تحديدها كمنطقة دراسات‬
‫خاصة ضمن مخطط استعماالت األراضي‪.‬‬

‫بقيت منطقة باب الفرج تعاني من اإلهمال وعدم وجود‬


‫مشروع متكامل العادة الشكل العمراني المميز لهذه‬ ‫الوضع الراهن‬
‫المنطقة المهمة ضمن مدينة حلب القديمة‬
‫‪- 66 -‬‬

‫‪ -2‬ضمن عمل إحصائي لمكونات الشكل العمراني لمنطقة باب الفرج أمكن الخروج بمجموعة من النسب‬
‫لالستخدامات المختلفة ضمن هذه المنطقة‪ ,‬ويبين الجدول التالي النسب المختلفة لمكونات الشكل العمراني‬
‫ضمن منطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)3-3‬نسب مكونات الشكل العمراني ضمن منطقة باب الفرج (عمل الباحث)‬

‫توزع نسب مكونات الشكل العمراني ضمن منطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‬
‫توزع النسب‬ ‫مكونات الشريحة‬ ‫الشريحة المدروسة‬

‫المبني وغير المبني‬


‫األجزاء المبنية‬
‫‪ -‬عناصر مبنية‬
‫‪40%‬‬ ‫األجزاء المبنية‬ ‫والفراغات ضمن‬
‫‪60%‬‬ ‫مساحات فارغة‬ ‫‪-‬‬
‫المساحات الفارغة‬
‫منطقة باب الفرج‬

‫النسيج العمراني ضمن منطقة باب‬


‫الفرج‬
‫النسيج التقليدي‬
‫نسيج تقليدي‬ ‫‪-‬‬
‫‪38%‬‬ ‫ضمن منطقة باب‬
‫نسيج تقليدي‬ ‫نسيج مستحدث‬ ‫‪-‬‬
‫‪62%‬‬
‫نسيج مستحدث‬ ‫الفرج‬

‫ملكية األراضي ضمن منطقة باب‬


‫مباني مستثمرة من قبل الدولة‬ ‫‪-‬‬
‫الفرج‬
‫‪ -‬مباني ملك دولة ومؤجرة ألفرد‬ ‫ملكية األراضي‬
‫‪10%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫أمالك دولة مستثمرة‬
‫‪8%‬‬ ‫من قبل الدولة‬ ‫‪ -‬مباني ملك دولة ومستثمرة من قبل‬ ‫ضمن منطقة باب‬
‫أمالك دولة مؤجرة‬
‫ألفراد‬ ‫جهات خاصة‬ ‫الفرج‬
‫أمالك دولة مستثمرة‬
‫مباني ملك أوقاف‬
‫‪62%‬‬
‫من قبل جهات خاصة‬ ‫‪-‬‬

‫الحالة الفيزيائية للمباني ضمن منطقة‬


‫باب الفرج‬
‫مباني ذات حالة فيزيائية جيدة‬ ‫‪-‬‬ ‫الحالة الفيزيائية‬
‫‪15%‬‬ ‫حالة فيزيائية جيدة‬
‫مباني ذات حالة فيزيائية متوسطة‬ ‫‪-‬‬ ‫للمباني ضمن منطقة‬
‫‪23%‬‬ ‫أحالة فيزيائية‬
‫‪62%‬‬ ‫متوسطة‬ ‫مباني ذات حالة فيزيائية متدهورة‬ ‫‪-‬‬ ‫باب الفرج‬
‫أمالك دولة حالة‬
‫فيزيائية متدهورة‬
‫الباب الثالث‬

‫استراتيجيات تطوير واعادة إستخدام الفراغات العمرانية‬


‫في منطقة باب الفرج‬
‫في مدينة حلب القديمة‬
‫‪- 67 -‬‬

‫‪ 2-1‬الفصل األول‪ :‬تحليل تجارب عربية ومحلية لعمليات تطوير الفراغات العمرانية‪:‬‬

‫سيتم في هذا الفصل استعراض مجموعة من التجارب العالمية والعربية والمحلية للتعامل مع الفراغات العمرانية في‬
‫المدن القديمة‪ ,‬وتحليلها لالستفادة من إيجابياتها في معالجة المشاكل التي تم شرحها في الباب السابق‪.‬‬

‫‪ 2-2-1‬تجارب عربية في التعامل مع الفراغات العمرانية في المدن القديمة‪:‬‬


‫‪ 1-1-1-3‬إحياء تراث تونس حديث العهد‪:‬‬

‫الموقع‪ :‬تونس‪ ,‬العاصمة‪.‬‬


‫المعماري‪ :‬جمعية صيانة مدينة تونس‪.‬‬
‫اكتمل العمل‪.3101 :‬‬
‫الشكل (‪ :)2-1‬المخطط العام لمدينة تونس (‪.)Wikipedia‬‬
‫حجم الموقع‪ 11111 :‬م‪.3‬‬
‫يج سد التراث العمراني في مدن شمال إفريقيا والذي يعود إلى القرن التاسع عشر وأوائل‬
‫القرن العشرين نموذجاً عن التبادل الثقافي المهم والواضح بين منطقتي شمال حوض المتوسط وجنوبه‪ .‬وبينما تقع‬
‫مكونات هذا التراث على أطراف المدن القديمة وليس في قلبها‪ ,‬فإنها غالباً ما كانت موضع إهمال على اعتبار أن‬
‫مراكز المدن التاريخية في المنطقة تمثل الهدف الحالي لعمليات إعادة‬
‫اإلحياء‪ .‬يعود إنشاء مدينة تونس الجديدة بتاريخها إلى الفترة التي‬
‫ال من النماذج‬
‫كانت فيها المدينة محمية فرنسية‪ ,‬وتعكس إنتقا ً‬
‫العمرانية الخاصة بالمدينة القديمة إلى مخطط شبكي متعامد أضفى‬
‫على المدينة طابعاً عمرانياً جديداً‪ .‬وقد تم تخطيط المشروع حول‬
‫الجادة البحرية (جادة بورقيبة اليوم) بما فيها من معالم تاريخية بارزة‬

‫الشكل (‪ :)1-1‬صورة جوية للنقاط األساسية ضمن مشروع إحياء‬


‫مثل الكاتدرائية ومقر المحافظ‪ ,‬إضافة إلى المسارح والسوق‬
‫تراث تونس (‪.)Google maps‬‬ ‫المركزي‪ .‬ولقد أعاد مخطط اإلحياء العمراني‪ ,‬الذي استحدثته وقادته‬
‫جمعية صيانة تونس (‪ ,)ASM‬تنظيم الفراغات العامة وتحويل‬
‫‪1‬‬
‫معظمها إلى أماكن مخصصة للمشاة وادراج وترميم عدد من المباني واألوابد األساسية‪ ,‬ووضعها مجدداً قيد االستخدام‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)1-1‬المخطط العام لمشروع إحياء تراث تونس حديث العهد (‪.)akdn.org‬‬

‫‪1‬‬
‫‪www.akdn.org‬‬
‫‪- 99 -‬‬

‫االنتقادات لمشروع باب الفرج الجديد‪:‬‬

‫أوالً‪ ,‬بالنظر إلى المدينة الحديثة‪ ,‬كان وجود الساحة المركزية المفتوحة‪ ,‬المجاورة لنسيج عمراني قوي غير مقلقاً من‬ ‫‪-‬‬
‫الناحية التخطيطية‪ ,‬فقد كانت ساحات التجمع تقوم في فناء الجامع األموي الكبير قديماً‪ ,‬ومنطقة باب الفرج تقع‬
‫على المحور بين المدينة القديمة والحديثة‪ ,‬مما يجعلها مكاناً مثالياً لتقديمها كساحة عامة مفتوحة جديدة‪.‬‬
‫ثانياً‪ ,‬إذا كانت نسبة إشغال األرض‪ ,‬أي نسبة المباني في الطابق األرضي ‪ ,0.1‬والتي كانت من شروط المشروع‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫وذلك لتحقيق انفتاح كبير في الشكل العام‪ ,‬بحيث تسمح كثافة البناء في المناطق التي حول المشروع أن تكون‬
‫متناسبة مع الشكل العام للنسيج العمراني التقليدي‪.‬‬

‫إذن التضاد ما بين الشوارع العادية الضيقة نسبياً‪ ,‬والفناء المركزي المفتوح درس كخيار مفروض يتوقع منه تحسين‬
‫البيئة التخطيطية للمجمع الجديد‪.‬‬

‫إن المبنى حول الساحة‪ ,‬يبرز الساحة بشكل ملحوظ من خالل الشوارع المحيطة‪ ,‬ويظهر عدة ممرات مغطاة وأروقة‬ ‫‪-‬‬
‫في مستوى الطابق األرضي ليربط هذه العناصر مع بعضها‪.‬‬

‫إن الشكل الهندسي الغير منتظم للساحة‪ ,‬يتناغم مع أشكال المحاور المختلفة للمباني المحيطة‪ ,‬كما يعكس عدداً‬ ‫‪-‬‬
‫من األقسام المختارة ويبرر توضعها‪ ,‬من خالل اظهار تجانس الفكرة التصميمية‪.‬‬
‫إن الحافة الجنوبية لجادة الخندق كانت مصممة بشكل بيوت ذات الشرفات من العصر العثماني المتأخر على‬ ‫‪-‬‬
‫طول الشارع‪ ,‬وعلى الطرف الجنوبي من الخندق القديم‪ ,‬أوجدت أبنية خطية جديدة لتحل محل الجزء الفارغ من‬
‫الزاوية الجنوبية‪ ,‬ولتكمل فراغ الشارع المستقيم بأروقة ذات أبعاد مناسبة‪ ,‬دون تكرار عناصر البيوت المهدمة ذات‬
‫الشرفات‪.‬‬
‫من جادة الخندق هناك محو ار مشاة مغطيان يؤديا إلى الزاوية الجنوبية للساحة من خالل فتح بوابة جديدة للمساحات‬ ‫‪-‬‬
‫المخصصة للمشاة‪.‬‬
‫في الزاوية الشمالية الشرقية لتطوير المشروع الجديد‪ ,‬تم إتباع التوجيه القطري للشبكة اإلنشائية لمشروع باب الفرج‬ ‫‪-‬‬
‫القديم من خالل إعادة استخدام األساسيات اإلنشائية في المجمع الفندقي الجديد‪.‬‬
‫كان التقيد بارتفاع الفندق بطابقين فوق األرض وبالحدود األفقية للمبنى تتخلله ثالث باحات‪ ,‬مع عدد من ممرات‬ ‫‪-‬‬
‫المشاة المعلقة‪.‬‬
‫إن النسيج الغني في القرن الثامن عشر‪ ,‬ومثال عليه بيت إنطاكي الذي يحوي على إيوان وباحة رائعين‪ ,‬كان‬ ‫‪-‬‬
‫متصالً بأحد أجنحة الفندق إلقامة النزالء المتميزين‪.‬‬
‫إن الشبكة اإلنشائية المتعامدة للمركز الثقافي‪ ,‬المسرح والمقطع الشرقي للساحة أعطيت إلنعاش واجهة الباحة‬ ‫‪-‬‬
‫العائدة للقرن السابع عشر‪ ,‬حيث دمج المركز الثقافي مع بيت رجب باشا كعنصر تاريخي مدمج‪.‬‬
‫‪- 100 -‬‬

‫من الطرف الشمالي والغربي للساحة أوجدت ٍ‬


‫مبان تجارية لتحقق االستم اررية بشكل عضوي‪ ,‬وأخي اًر يمكننا القول‬ ‫‪-‬‬
‫أنه مجمع ثقافي‪.‬‬
‫األروقة في الطابق األرضي تحتوي دكاكين‪ ,‬مقاهي‪ ,‬مطاعم وممرات مشاة‪ ,‬الطابق الثاني يحتوي على مكاتب‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫والطابق األخير متراجع ويحتوي على شقق بغرفة واحدة (ستوديو)‪.‬‬
‫الساحة العامة مغلقة بهذه األبنية‪ ,‬واألروقة متصلة كسالسل من الفراغات المفتوحة المترابطة‪ :‬من الجهة الشمالية‬ ‫‪-‬‬
‫هناك فناء أمامي صغير يخترق البوابة الرئيسية من طرف جادة الخندق‪.‬‬
‫الفراغ المركزي البارز أمام المسرح والكتل المستطيلة (بلوكات عبد المنعم رياض) أمام المركز الثقافي‪ ,‬بينما‬ ‫‪-‬‬
‫الساحة غنية ومتبلورة بشكل شفاف‪ ,‬ومؤكد عليها من خالل بحرة مركزية بنموذج هندسي تقليدي‪.‬‬
‫ان تصميم مباني الساحة يوجد توازناً بين المباني المنفردة والشكل التخطيطي العام‪ :‬المركز الثقافي‪ ,‬المسرح‬ ‫‪-‬‬
‫والمباني التجارية المتعددة‪ ,‬كلها استخدمت شكل واحد من األقواس مع عدة متغيرات وامالءات مختلفة‪ ,‬هذا مما‬
‫أدى إلى توحيد طابع جميع المباني‪ ,‬من خالل إظهار صفة مشتركة موحدة بالواجهات‪ ,‬كما أن تخطيط الساحة‬
‫أعطى طابعاً متجانس التكوين للمشروع‪.‬‬
‫ربما الجزء األكثر حساسية من المشروع الجديد هو حافته الغريبة‪ ,‬منذ إيجاد مكان مالئم لبقايا سور المدينة القديمة‬ ‫‪-‬‬
‫التي عثر عليها‪ ,‬لذلك وبعد كل ذلك (أسباب البقاء)‪ ,‬ومن أجل إنقاذ مشروع باب الفرج الجديد‪.‬‬
‫إن إعادة إعمار كامل السور‪ ,‬لم تكن ممكنة بسبب عدم كفاية الدليل التاريخي‪ .‬وقد يؤدي ذلك إلى مزيج مشكوك‬ ‫‪-‬‬
‫به ومقاربة غير مرغوب بها‪ ,‬عندما يكون لدينا عدة أجزاء أصلية من السور‪ ,‬التي مازالت موجودة وتنتظر إعادة‬
‫الترميم‪.‬‬

‫وهكذا‪ ,‬الجزء المكتشف من أساسات السور القديم تركت في مستواها الحالي (خمسة أمتار تحت األرض) واعتبرت‬
‫كحديقة أثرية غارقة‪ .‬في الواقع‪ ,‬هذا يخلق االنطباع البصري للخندق الجديد بين شارع باب الفرج والمجمع الفندقي‪.‬‬

‫من أجل أفضل استخدام لخصائص هذه الطبوغرافيا‪ ,‬مسرح صغير في الهواء الطلق‪ ,‬منحدر من شرفة الفندق إلى‬
‫الحديقة األثرية الغارقة‪ ,‬أقترح وجوده لألغراض الثقافية أو كمكان للقاء غير رسمي‪ .‬الواجهات الغربية للمجمع الفندقي‪,‬‬
‫صورت كبديل بصري للسور السابق للمدينة‪ .‬الواجهات أعطت طابعاً عمرانياً قوياً للجدران مع فتحات نوافذ صغيرة‬
‫نسبياً‪.‬‬

‫إلى غرب الفنادق وعلى الجانب اآلخر للحديقة األثرية الغارقة‪ ,‬هناك مبني تجاري منخفض على طول الشارع‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫قً ّدم إلعادة توضع السلسلة المكانية الواضحة لشارع باب الفرج بعقدتيها المثاليتين‪ ,‬شمال وجنوب قناة الشارع‪,‬‬
‫تحتوي إحدى هذه الععد على برج ساعة باب الفرج‪ ,‬الذي مازال يعد معلماً وسط المدينة ونقطة تجمع عامة‪.‬‬
‫‪- 101 -‬‬

‫يتدفق المشاة من الشمال والجن وب على طول شارع باب الفرج ويعبرون السوق المغطى للمبنى التجاري الجديد‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫بدالً من التعرض لحركة مرور المركبات (السيارات)‪.‬‬
‫ينفتح الجزء المركزي من السوق المغطى على الحديقة األثرية الغارقة‪ ,‬شرفة كبيرة وعريضة أمام المسرح في الهواء‬ ‫‪-‬‬
‫الطلق‪ ,‬يكمالن ساحته الصغيرة المحد دة بممرين معلقين جانبيين للمشاة‪ ,‬مغطايين بعرائش خفيفة‪ ,‬هذان الممران‬
‫يصالن ببساطة مابين شارع باب الفرج وصوالً إلى شرفات الفندق‪.‬‬
‫إن الجزء الجنوبي للمشروع الجديد مكون من سلسلة متصلة من المباني التي يجب إصالحها‪ ,‬وانعاش محاور‬ ‫‪-‬‬
‫المشاة القديمة غير المستخدمة‪ ,‬والتي تصل باب الفرج بالمسجد العمري‪ ,‬وجنوباً إلى المسجد األموي واألسواق‬
‫المركزية‪.‬‬

‫النتائج‪:‬‬
‫إن المشروع الموصوف اآلن في الفقرات السابقة بدئ بتنفيذه بعد أن طلبت البلدية بعض التغييرات الثانوية عليه‪ .‬وقد‬
‫تم تقسيم أعمال تنفيذ المشروع إلى ستة أقسام رئيسية‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬بدأ التنفيذ بالزاوية الجنوبية الشرقية جنوب شارح بحسيتا والجامع العمري‪ .‬هذا الجزء أكمل تقريباً‪ ,‬ويحتوي‬
‫بشكل رئيسي على دكاكين في الطوابق األرضية‪ ,‬مكاتب وادارة في الطوابق العلوية‪ ,‬وحديثاً‪ ,‬برنامج جديد لسوق‬
‫مركزي مبني على نمط الخان المفتوح‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬إمالء النسيج الفارغ في شارع بحسيتا والطرف الجنوبي الشرقي من النسيج العمراني المعاد إحياؤه‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬سوق باب الفرج على الطرف الغربي للموقع‪.‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬الحديقة األثرية الغارقة ومجموعة الفنادق‪.‬‬
‫القسم الخامس‪ :‬المباني التجارية حول الساحة‪.‬‬
‫القسم السادس‪ :‬المسرح والمركز الثقافي‪.‬‬

‫إن تاريخ مشروع باب الفرج منذ بدايته في عام ‪ 0973‬وحتى ‪ ,0937‬يعكس التغيرات الهامة التي طرأت على المواقف‬
‫المتعلقة بالحفاظ على التراث‪ ,‬في هذه المرحلة الحرجة من تطور المدينة‪ .‬ويعتبر نهاية أنظمة التنمية البدائية‪ ,‬التي‬
‫عبر عنها هدم النسيج الت اريخي لمنطقة باب الفرج بشكل كلي‪ ,‬ليحل مكانها أبنية حديثة‪ ,‬تتبع حركة معمارية "حركة‬
‫الحداثة" ال تتالءم مع طابع المنطقة‪.‬‬

‫إن العمارة المحلية‪ ,‬تربط وتوحد آراء المواطنين والسياسيين على حد سواء‪ ,‬فنمو كافة أنحاء المدينة‪ ,‬حقق من خالل‬
‫الرأي العام الشعبي‪.‬‬
‫‪- 102 -‬‬

‫ورشة العمل المشتركة للتصميم العمراني ‪( 1020‬دمج المركز التاريخي مع مركز المدينة –‬ ‫‪1-1-1‬‬
‫حالة دراسية‪ :‬منطقة باب الفرج)‪:‬‬
‫‪The Joint Urban Design Workshop, Aleppo 2010 )Integration of the historic Town into‬‬
‫‪the Inner City - Case study Bab Al-Faraj(:‬‬
‫استضافت جامعة حلب عام ‪ 3101‬ورشة عمل مشتركة لدراسة منطقة باب الفرج كحالة دراسية لعملية التصميم‬
‫العمراني لتحديد متطلبات دمج المركز التاريخي مع مركز مدينة حلب‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)47-1‬صورة جوية لمنطقة باب الفرج مبين عليها حدود منطقة العمل‪.‬‬

‫وشاركت في ورشة العمل هذه خمس جامعات من دول مختلفة‪ ,‬وهي‪:‬‬

‫جامعة حلب‪ ,‬كلية الهندسة المعمارية (‪.)University of Aleppo, Faculty of Architecture‬‬ ‫‪-‬‬
‫جامعة بغداد‪ ,‬كلية الهندسة (‪.)University of Baghdad, College of engineering‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجامعة األمريكية في بيروت‪ ,‬كلية الهندسة والعمارة ( ‪American University of Beirut, Faculty‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)of Engineering and Architecture‬‬
‫جامعة القاهرة‪ ,‬كلية الهندسة (‪.)University of Cairo, Faculty of Engineering‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجامعة التقنية‪ ,‬كوتبوس‪ ,‬كلية الهندسة المعمارية‪ ,‬الهندسة المدينة والتخطيط ( ‪University of‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪Technology, Cottbus, Faculty of Architecture, Civil Engineering and Urban‬‬
‫‪.)Planning‬‬
‫‪- 103 -‬‬

‫ومن أهم أهداف ورشة العمل هذه هي العمل المشترك إلعداد حلول عمرانية لتطوير منطقة باب الفرج كمنطقة متاخمة‬
‫للمركز التاريخي لمدينة حلب القديمة‪ ,‬وتم اختيار الحالة الدراسية لورشة العمل هذه خالل االجتماع بين منسقي ورشة‬
‫العمل ومكتب إعادة تأهيل المدينة القديمة في حلب في نيسان عام ‪.3101‬‬
‫وقد تضمن منهاج العمل في ورشة العمل المشتركة للتصميم العمراني أربعة عناصر رئيسية‪ ,‬هي‪:‬‬

‫‪ -‬محاضرات‪ :‬عن مواضيع متعددة تصب ضمن اإلطار العام لمجال الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬عمل ضمن مجموعات العمل في االستوديو‪ :‬تم تنظيم العمل ضمن حلقات العمل في خمس فرق عاملة‪ ,‬كل فريق‬
‫يبدأ من نقطة اتصال مختلفة‪ ,‬ولكن كل المجموعات ستصب في هدف واحد وهو وضع مفهوم للتصميم العمراني‬
‫للمنطقة المختارة‪ ,‬من خالل العمل المشترك ومناقشة االستراتيجيات المختلفة للتعامل مع تحديات تطوير المنطقة‪.‬‬

‫وتمت الدراسة وفق خمس محاور رئيسية‪:‬‬

‫‪ -0‬تطوير الفراغات العامة ودمج أنماط البناء المختلفة‪.‬‬


‫‪Development of public spaces and the integration of the different building structures.‬‬

‫‪ -3‬تصميم نمط أبنية جديد ضمن النسيج التاريخي‪ ,‬تنظيم التصميم المعماري‪.‬‬
‫‪Design of new building typologies in the historic context, Architecture design‬‬
‫‪regulations.‬‬

‫‪ -2‬استراتيجيات تطوير المنطقة المرتكزة على البعد االجتماعي واستراتيجيات تجديد النسيج التقليدي الحالي‪.‬‬
‫‪Community based development strategies for the area and strategies for the renewal‬‬
‫‪of the existing tradition buildings.‬‬

‫‪ -4‬دمج األبنية الحديثة‪ ,‬تطوير اعادة االستخدام‪.‬‬


‫‪Integration of the modern buildings; adaptive reuse and infill development.‬‬

‫‪ -5‬محددات التصميم العمراني‪.‬‬


‫‪Urban design guidelines, the integration of traffic development and strategies for the‬‬
‫‪implementation of a sustainable development.‬‬

‫وبعد تحليل الواقع الراهن للمنطقة‪ ,‬قام كل فريق بوضع مجموعة من المقترحات لتطوير المنطقة مجال الدراسة‪ ,‬وتقديم‬
‫مقترحات الستراتيجيات متكاملة للتنمية المتكاملة‪.‬‬

‫‪ -‬رحالت ميدانية‪ :‬إلى أرض المشروع والعديد من األماكن المختلفة ضمن مدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫‪ -‬منتدى حواري لتعزيز نتائج ورشة العمل والتعاون بين الجامعات المشاركة‪.‬‬
‫‪- 104 -‬‬

‫وفيما يلي سيتم تحليل نتائج مجموعات العمل للوقوف على أهم النقاط التي تم التوصل إليها في مجال إعادة تشكيل‬
‫الفراغات العمرانية لمنطقة باب الفرج ضمن مدينة حلب القديمة‪:‬‬
‫‪ 2-1-1-1‬محور تطوير الفراغات العامة ودمج أنماط البناء المختلفة‪:‬‬
‫انطلق العمل ضمن محور تطوير الفراغات العامة من نقطة تحليل المناطق المحيطة بمشروع باب الفرج وخاصة‬
‫الفراغات العامة ضمن النسيج التقليدي لمدينة حلب القديمة‪ ,‬وذلك لدراسة مدى تأثير هذا الفراغات العامة على منطقة‬
‫باب الفرج‪.‬‬
‫وخلصت هذه المرحلة إلى وضع مخطط الوضع الراهن ألساليب الربط بين منطقة باب الفرج والمناطق المحيطة وفق‬
‫ما هو مبين ضمن المخطط المبين بالشكل (‪.)43-2‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)48-1‬مخطط نقاط االتصال واالنقطاع بين منطقة باب الفرج والمناطق المجاورة‪.‬‬

‫ونتيجة ألعمال التحليل تم تجهيز اقتراح لشبكة اتصال بما يضمن استم اررية الربط بين الفراغات العمرانية الموجودة‬
‫ضمن منطقة باب الفرج‪ ,‬والفراغات العمرانية األخرى الموزعة ضمن نسيج المدينة القديمة‪ ,‬وفق ما هو مبين في‬
‫الشكل (‪.)49-2‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)40-1‬مخطط اقتراح نقاط االتصال بين منطقة باب الفرج والمناطق المجاورة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪The Edge of the Old Town Joint - Joint Urban Design Workshop /JUDW Aleppo 2010.‬‬
‫‪- 105 -‬‬

‫كما تم عمل تحليل للوظائف المستخدمة ضمن األبنية الموجودة في منطقة باب الفرج‪ ,‬وباتباع اسلوب استبياني تم‬
‫تحديد الوظائف الممكن استخدامها ضمن المنطقة‪ ,‬بعد تحديد الفئات المستهدفة من كل فعالية مقترحة‪.‬‬
‫ويبين الشكل (‪ )51-2‬الوظائف المقترحة والفئات المستهدفة منها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)50-1‬مخطط الوظائف المقترحة والفئات المستهدفة ضمن مشروع تطوير منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫وباالعتماد على شبكة االتصال المقترحة ومخطط الفعاليات‪ ,‬تم تنظيم المخطط العام للمشروع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)52-1‬المخطط المقترح لتطوير منطقة باب الفرج وفق محور تطوير الفراغات العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)51-1‬الفراغات العمرانية لمقترح تطوير الفراغات العامة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)51-1‬محاور الحركة لمقترح تطوير الفراغات العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪The Edge of the Old Town Joint - Joint Urban Design Workshop /JUDW Aleppo 2010.‬‬
‫‪- 106 -‬‬

‫ومن الدراسة السابقة يمكن أن نستنتج أن االقتراح المقدم درس بشكل جيد نقاط االتصال مع الجوار وضمن حدود‬
‫منطقة باب الفرج‪ .‬أما بالنسبة للفراغات العمرانية الناتجة فيمكن اعتبار السمة األساسية لها تتجلى بكونها فراغات‬
‫عمرانية إيجابية محددة ولها شكل مميز ‪ ,‬وأيض ًا كون ها فراغات عمرانية حركية تحفز اإلنسان وتدعم شعوره بالحركة‬
‫واالستم اررية واالتجاهية‪ ,‬ناتجة عن فراغات مستقرة مرتبطة مع بعضها‪.‬‬
‫أما فيما يخص تدرج الفراغات العمرانية من حيث االستخدام ضمن هذا اإلقتراح‪ ,‬نالحظ استخدام ثالث تدرجات‬
‫رئيسية للفراغات العمرانية‪ ,‬بدءاً من الفراغات العمرانية العامة والمستخدمة لربط الموقع مع المناطق المجاورة‪ ,‬الفراغات‬
‫العمرانية الشبه عامة والمتمثلة بالساحات الرئيسية أمام مبنى الشيراتون والفراغات الملحقة بمبنى مديرية الثقافة‪ ,‬وأخي اًر‬
‫الفراغات العمرانية الشبه خاصة متمثلة باألزقة المخصصة لسكان المنطقة‪ ,‬ونالحظ غياب الفراغات الخاصة بسبب‬
‫عدم تقديم تفاصيل لطريقة البناء للوحدات السكنية المقترحة‪.‬‬
‫ويلخص الجدول التالي أهم السمات المميزة للفراغات العمرانية المستحدثة ضمن إقتراح تطوير الفراغات العامة لمنطقة‬
‫باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)3-2‬تصني ف الفراغات العمرانية الناتجة عن إقتراح تطوير الفراغات العامة لورشة العمل (عمل الباحث)‬

‫تصنيف الفراغات العمرانية الناتجة ضمن اقتراح تطوير الفراغات العامة في منطقة باب الفرج‬

‫‪ ‬فراغات عمرانية إيجابية‬


‫‪ ‬من حيث الشكل‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية سلبية‬

‫‪ ‬فراغات خاصة‬

‫‪ ‬فراغات شبه خاصة‬


‫أنماط الفراغات‬
‫‪ ‬من حيث االستخدام‬
‫‪ ‬فراغات شبه عامة‬ ‫العمرانية‬

‫‪ ‬فراغات عامة‬

‫‪ ‬فراغات عمرانية مستقرة ‪Static‬‬ ‫‪ ‬من حيث نظام‬


‫الحركة داخل الفراغ‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية حركية ‪Dynamic‬‬
‫العمراني‬
‫‪- 107 -‬‬

‫‪ 1-1-1-1‬محور تصميم نمط أبنية جديد ضمن النسيج التاريخي‪ ,‬تنظيم التصميم المعماري‪:‬‬
‫انطلق العمل ضمن محور تصميم نمط أبنية جديد ضمن النسيج التاريخي من نقطة تحليل شبكة المرور ضمن‬
‫بمشروع باب الفرج والمناطق المحيطة ضمن النسيج التقليدي لمدينة حلب القديمة‪ ,‬باإلضافة إلى دراسة وظائف‬
‫المباني والفترات التاريخية التي تم بناؤها ضمنها‪ ,‬وذلك لدراسة مدى تأثيرها على الشكل العام لعملية تصميم أبنية‬
‫جديدة ضمن موقع مشروع باب الفرج‪.‬‬
‫وخلصت هذه المرحلة إلى وضع مخطط الوضع الراهن ألساليب الربط بين منطقة باب الفرج والمناطق المحيطة وفق‬
‫ما هو مبين ضمن المخطط المبين بالشكل (‪.)54-2‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)54-1‬مخطط شبكة المرور ضمن منطقة باب الفرج والمناطق المجاورة‪.‬‬

‫كما تم العمل على ربط الفراغات الموجودة ضمن منطقة باب الفرج مع نقاط الجذب الرئيسية في مدينة حلب القديمة‬
‫إلعادة تشكيلها بالطريقة التي تضمن استم اررية التواصل بين منطقة الدراسة والنسيج القديم لمنطقة باب الفرج‪.‬‬
‫ويبين الشكل (‪ )55-2‬تأثير نقاط الجذب الرئيسية ضمن مدينة حلب على الفراغات العمرانية ضمن منطقة الدراسة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)55-1‬مخطط نقاط التأثير الرئيسية على الفراغات العمرانية ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪The Edge of the Old Town Joint - Joint Urban Design Workshop /JUDW Aleppo 2010.‬‬
‫‪- 108 -‬‬

‫وخلصت نتائج التحليل إلى وضع مخطط تحليلي لتوزيع الفعاليات ضمن الفراغات العمرانية في منطقة باب الفرج‪,‬‬
‫وقد توزعت الوظائف بين وظائف سكنية وتجارية وتعليمية‪ .‬ويبين الشكل (‪ )51-2‬توزع الفعاليات المقترحة ضمن‬
‫أرض المشروع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)56-1‬مخطط توزيع الفعاليات ضمن اقتراح تصميم نمط أبنية جديد في منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫ونتيجة أعمال التحليل السابقة تم التوصل إلى وضع مخطط عام لكيفية إعادة استخدام الفراغات ضمن منطقة باب‬
‫الفرج وفق أسس عملية تصميم نمط جديد لألبنية ضمن النسيج التاريخي لمدينة حلب القديمة‪ /‬منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)57-1‬المخطط المقترح لتطوير منطقة باب الفرج وفق محور تصميم نمط أبنية جديد ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪The Edge of the Old Town Joint - Joint Urban Design Workshop /JUDW Aleppo 2010.‬‬
‫‪- 109 -‬‬

‫ومن الدراسة السابقة يمكن أن نستنتج أن االقتراح المقدم درس بشكل جيد توزيع الفعاليات ضمن الفراغات الموجودة‬
‫ضمن أرض منطقة باب الفرج‪ .‬أما بالنسبة للفراغات العمرانية الناتجة فيمكن اعتبار السمة األساسية لها تتجلى بكونها‬
‫فراغات عمرانية إيجابية محددة ولها شكل مميز ‪ ,‬وأيضاً كونها فراغات عمرانية مستقرة تحفز اإلنسان على الوقوف‬
‫وتعطيه الشعور باإلنتماء المكاني‪.‬‬
‫أما فيما يخص تدرج الفراغات العمرانية من حيث االستخدام ضمن هذا اإلقتراح‪ ,‬نالحظ استخدام األربع تدرجات‬
‫الرئيسية للفراغات العمرانية‪ ,‬بدءاً من الفراغات العمرانية العامة والمستخدمة لربط الموقع مع المناطق المجاورة‪,‬‬
‫الفراغات العمرانية الشبه عامة والمتمثلة بالساحات الرئيسية أمام مبنى الشيراتون والفراغات الملحقة بمبنى مديرية‬
‫الثقافة‪ ,‬الفراغات العمرانية الشبه خاصة متمثلة باألزقة المخصصة لسكان المنطقة‪ ,‬والفراغات العمرانية الخاصة‬
‫المتمثلة باألفنية الداخلية للمباني الخاصة ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫ويلخص الجدول التالي أهم السمات المميزة للفراغات العمرانية المستحدثة ضمن إقتراح تطوير الفراغات العامة لمنطقة‬
‫باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)9-2‬تصنيف الفراغات العمرانية الناتجة عن إقتراح تطوير نمط بناء جديد لورشة العمل (عمل الباحث)‬

‫تصنيف الفراغات العمرانية الناتجة ضمن اقتراح تصميم نمط أبنية جديد في منطقة باب الفرج‬

‫‪ ‬فراغات عمرانية إيجابية‬


‫‪ ‬من حيث الشكل‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية سلبية‬

‫‪ ‬فراغات خاصة‬

‫‪ ‬فراغات شبه خاصة‬


‫أنماط الفراغات‬
‫‪ ‬من حيث االستخدام‬
‫‪ ‬فراغات شبه عامة‬ ‫العمرانية‬

‫‪ ‬فراغات عامة‬

‫‪ ‬فراغات عمرانية مستقرة ‪Static‬‬ ‫‪ ‬من حيث نظام‬


‫الحركة داخل الفراغ‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية حركية ‪Dynamic‬‬
‫العمراني‬
‫‪- 110 -‬‬

‫‪ 1-1-1-1‬محور استراتيجيات تطوير المنطقة المرتكزة على البعد االجتماعي وتجديد النسيج التقليدي‪:‬‬
‫انطلقت الدراسة ضمن محور استراتيجيات تطوير المنطقة المرتكزة على البعد اإلجتماعي من نقطة تحديد أهم الفعاليات‬
‫الوظيفية ضمن األبنية في منطقة باب الفرج والمناطق المحيطة بها‪ ,‬والى إجراء مسح اجتماعي للمنطقة لهدف معرفة‬
‫مكونات الشكل االجتماعي ضمنها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)58-1‬نتائج المسح اإلجتماعي ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫كما تم إجراء مسح لتحديد ملكية المباني ضمن منطقة باب الفرج وتحديد ارتفاعات المباني والحالة الفيزيائية لها‬
‫لمعرفة المباني التي من الممكن إزالتها من النسيج العام لمنطقة باب الفرج المباني التي يجب الحفاظ عليها‪.‬‬
‫وتم عمل جدول زمني ألولويات التدخل ضمن المنطقة مقسم على ثالث مراحل زمنية وفق ما هو موضح باألشكال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)50-1‬أولويات التدخل السريع ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪The Edge of the Old Town Joint - Joint Urban Design Workshop /JUDW Aleppo 2010.‬‬
‫‪- 111 -‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)62-1‬أولويات التدخل على المدى البعيد‪.‬‬ ‫الشكل (‪ :)60-1‬أولويات التدخل على المدى المتوسط‪.‬‬

‫وخلصت نتائج التحليل إلى وضع مخطط عام الستراتيجيات تطوير منطقة باب الفرج باالعتماد على البعد االجتماعي‪,‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)61-1‬المخطط العام لمقترح وضع استراتيجيات لتطوير منطقة باب الفرج باالعتماد على البعد االجتماعي‪.‬‬

‫ومن الدراسة السابقة يمكن أن نستنتج أن االقتراح المقدم قام بعمل مسح اجتماعي مفصل للعناصر االجتماعية المؤثرة‬
‫ضمن منطقة باب الفرج‪ .‬أما بالنسبة للفراغات العمرانية الناتجة فيمكن اعتبار السمة األساسية لها أنها تتجلى بكونها‬
‫فراغات عمرانية إيجابية محددة ولها شكل مميز ‪ ,‬وأيضاً كون معظمها فراغات عمرانية مستقرة تحفز اإلنسان على‬

‫‪1‬‬
‫‪The Edge of the Old Town Joint - Joint Urban Design Workshop /JUDW Aleppo 2010.‬‬
‫‪- 112 -‬‬

‫الوقوف وتعطيه الشعور باإلنتماء المكاني‪ ,‬باإلضافة لوجود بعض الفراغات العمرانية الحركية التي تحفز اإلنسان‬
‫وتعطيه الشعور بالحركة واالستم اررية‪.‬‬
‫أما فيما يخص تدرج الفراغات العمرانية من حيث االستخدام ضمن هذا اإلقتراح‪ ,‬نالحظ استخدام األربع تدرجات‬
‫الرئيسية للفراغات العمرانية‪ ,‬بدءاً من الفراغات العمرانية العامة والمستخدمة لربط الموقع مع المناطق المجاورة‪,‬‬
‫الفراغات العمرانية الشبه عامة والمتمثلة بالساحات الرئيسية أمام مبنى الشيراتون والفراغات الملحقة بمبنى مديرية‬
‫الثقافة‪ ,‬الفراغات العمرانية الشبه خاصة متمثلة باألزقة المخصصة لسكان المنطقة‪ ,‬وأخي اًر الفراغات العمرانية الخاصة‬
‫المتمثلة باألفنية الداخلية للمباني الخاصة ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫ويلخص الجدول التالي أهم السمات المميزة للفراغات العمرانية المستحدثة ضمن إقتراح استراتيجيات تطوير المنطقة‬
‫باالرتكاز على البعد االجتماعي لمنطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)01-2‬تصنيف الفراغات العمرانية الناتجة عن إقتراح استارتيجيات تطوير المنطقة باالرتكاز على البعد االجتماعي (عمل الباحث)‬

‫تصنيف الفراغات العمرانية الناتجة ضمن اقتراح استراتيجيات تطوير المنطقة المرتكزة على البعد‬
‫االجتماعي في منطقة باب الفرج‬

‫‪ ‬فراغات عمرانية إيجابية‬


‫‪ ‬من حيث الشكل‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية سلبية‬

‫‪ ‬فراغات خاصة‬

‫‪ ‬فراغات شبه خاصة‬


‫أنماط الفراغات‬
‫‪ ‬من حيث االستخدام‬
‫‪ ‬فراغات شبه عامة‬ ‫العمرانية‬

‫‪ ‬فراغات عامة‬

‫‪ ‬فراغات عمرانية مستقرة ‪Static‬‬ ‫‪ ‬من حيث نظام‬


‫الحركة داخل الفراغ‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية حركية ‪Dynamic‬‬
‫العمراني‬
‫‪- 113 -‬‬

‫‪ 4-1-1-1‬محور دمج األبنية الحديثة‪ ,‬تطوير اعادة االستخدام‪:‬‬


‫انطلق محور دمج األبنية الحديثة وتطوير إعادة االستخدام من التحليل االستراتيجي لمنطقة باب الفرج لمعرفة نقاط‬
‫القوة نقاط الضعف ضمن منطقة باب الفرج‪ ,‬وتحديد عوامل التهديد وفرص التطوير‪.‬‬
‫كما تم تحديد األبنية المستحدثة ضمن النسيج العمراني لمنطقة باب الفرج وتحديد تغيير الوظائف ضمن األبنية‬
‫الموجودة أصال ضمن هذا النسيج القديم‪.‬‬
‫وبناء عليه تم استنتاج الوظائف الجديدة الممكن إدخالها ضمن منطقة باب الفرج‪ ,‬بدون أن تؤثر على الوظائف‬
‫ً‬
‫األصلية لألبنية الموجودة ضمن المنطقة‪ .‬ويبين الشكل (‪ )12-2‬الوظائف الجديدة المقترحة ضمن المنطقة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)61-1‬الوظائف الجديدة المقترحة ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫وبناء عليه تم تحديد أماكن التدخل وفق محور دمج األبنية الحديثة وتطوير إعادة االستخدام في منطقة باب الفرج‪,‬‬
‫ً‬
‫ويوضح الشكل (‪ )14-2‬نقاط التدخل المقترحة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)64-1‬نقاط التدخل المقترحة وفق محور دمج األبنية الحديثة وتطوير إعادة االستخدام‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪The Edge of the Old Town Joint - Joint Urban Design Workshop /JUDW Aleppo 2010.‬‬
‫‪- 114 -‬‬

‫ونقاط التدخل المقترحة تتدرج ضمن خمس مستويات رئيسية موضحة ضمن الشكل (‪.)15-2‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)65-1‬مستويات محاور التدخل الخمسة األساسية ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫وبإسقاط نقاط التدخل المذكورة ضمن الشكل السابق‪ ,‬تم وضع المخطط النهائي لمحور دمج األبنية القديمة وتطوير‬
‫إعادة االستخدام‪ ,‬وهو ما يبينه الشكل (‪.)11-2‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)66-1‬مستويات محاور التدخل الخمسة األساسية ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪The Edge of the Old Town Joint - Joint Urban Design Workshop /JUDW Aleppo 2010.‬‬
‫‪- 115 -‬‬

‫ومن الدراسة السابقة يمكن أن نستنتج أن االقتراح المقدم قام بتحديد مستويات مختلفة للتعامل مع الفراغات العمرانية‬
‫الموجودة ضمن منطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪ .‬أما بالنسبة للفراغات العمرانية الناتجة فيمكن اعتبار السمة‬
‫األساسية لها تتجلى بكونها فراغات عمرانية إيجابية محددة ولها شكل مميز ‪ ,‬وأيضاً كونها فراغات عم ارنية حركية‬
‫تحفز اإلنسان وتعطيه الشعور بالحركة واالستم اررية‪.‬‬
‫أما فيما يخص تدرج الفراغات العمرانية من حيث االستخدام ضمن هذا اإلقتراح‪ ,‬نالحظ استخدام األربع تدرجات‬
‫الرئيسية للفراغات العمرانية‪ ,‬بدءاً من الفراغات العمرانية العامة والمستخدمة لربط الموقع مع المناطق المجاورة‪,‬‬
‫الفراغات العمرانية الشبه عامة والمتمثلة بالساحات الرئيسية أمام مبنى الشيراتون والفراغات الملحقة بمبنى مديرية‬
‫الثقافة‪ ,‬الفراغات العمرانية الشبه خاصة متمثلة باألزقة المخصصة لسكان المنطقة‪ ,‬وأخي اًر الفراغات العمرانية الخاصة‬
‫المتمثلة باألفنية الداخلية للمباني الخاصة ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫ويلخص الجدول التالي أهم السمات المميزة للفراغات العمرانية المستحدثة ضمن إقتراح دمج األبنية الحديثة وتطوير‬
‫إعادة االستخدام لمنطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)00-2‬تصنيف الفراغات العمرانية الناتجة عن إقتراح دمج األبنية الحديثة وتطوير إعادة االستخدام (عمل الباحث)‬

‫تصنيف الفراغات العمرانية الناتجة ضمن اقتراح دمج األبنية الحديثة وتطوير إعادة االستخدام في‬
‫منطقة باب الفرج‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية إيجابية‬
‫‪ ‬من حيث الشكل‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية سلبية‬

‫‪ ‬فراغات خاصة‬

‫‪ ‬فراغات شبه خاصة‬


‫أنماط الفراغات‬
‫‪ ‬من حيث االستخدام‬
‫‪ ‬فراغات شبه عامة‬ ‫العمرانية‬

‫‪ ‬فراغات عامة‬

‫‪ ‬فراغات عمرانية مستقرة ‪Static‬‬ ‫‪ ‬من حيث نظام‬


‫الحركة داخل الفراغ‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية حركية ‪Dynamic‬‬
‫العمراني‬
‫‪- 116 -‬‬

‫‪ 5-1-1-1‬محور محددات التصميم العمراني‪:‬‬


‫تم انطالق العمل ضمن محور محددات التصميم العمراني من عمل تحليل شامل للمباني الموجودة حالي ًا ضمن منطقة‬
‫باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪ ,‬متضمنة تحديد ارتفاعات المباني واستخداماتها‪ ,‬واجراء مسح اجتماعي لحالة‬
‫مستخدمي هذه األبنية‪ ,‬للوصول إلى وضع مخطط للوضع الراهن لمنطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪ ,‬وهي‬
‫موضحة ضمن الشكل (‪.)17-2‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)67-1‬تحليل الوضع الراهن لمنطقة باب الفرج وفق محور محددات التصميم العمراني‪.‬‬

‫وبناء عليه تم تحديد أهم االحتياجات الالزم توافرها ضمن منطقة باب الفرج‪ ,‬وهي موضحة ضمن الشكل (‪.)13-2‬‬
‫ً‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)68-1‬تحليل احتياجات منطقة باب الفرج وفق محور محددات التصميم العمراني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪The Edge of the Old Town Joint - Joint Urban Design Workshop /JUDW Aleppo 2010.‬‬
‫‪- 117 -‬‬

‫ومن المخطط السابق تم اشتقاق مخطط للفراغات العمرانية المقترحة ضمن محور محددات التصميم العمراني‪ ,‬ومحاور‬
‫الحركة ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)60-1‬الفراغات العمرانية المقترحة وفق محور محددات التصميم العمراني‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)70-1‬شبكة المرور المقترحة وفق محور محددات التصميم العمراني‪.‬‬

‫أما توزع الوظائف ضمن االقتراح موضحة وفق األشكال التالية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)72-1‬االستخدامات السكنية والتجارية والثقافية وفق محور محددات التصميم العمراني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪The Edge of the Old Town Joint - Joint Urban Design Workshop /JUDW Aleppo 2010.‬‬
‫‪- 118 -‬‬

‫ومن الدراسة السابقة يمكن أن نستنتج أن االقتراح المقدم قام بعمل تحليل شامل للمباني الموجودة ضمن منطقة باب‬
‫الفرج للوصول إلى وضع أسس عملية التصميم العمراني الجديد ضمن منطقة باب الفرج‪.‬اما بالنسبة للفراغات العمرانية‬
‫الناتجة فيمكن اعتبار السمة األساسية لها تتجلى بكونها فراغات عمرانية إيجابية محددة ولها شكل مميز ‪ ,‬وأيض ًا‬
‫كونها فراغات عمرانية حركية تحفز اإلنسان وتعطيه الشعور بالحركة واالستم اررية‪.‬‬
‫أما فيما يخص تدرج الفراغات العمرانية من حيث االستخدام ضمن هذا اإلقتراح‪ ,‬نالحظ استخدام األربع تدرجات‬
‫الرئيسية للفراغات العمرانية‪ ,‬بدءاً من الفراغات العمرانية العامة والمستخدمة لربط الموقع مع المناطق المجاورة‪,‬‬
‫الفراغات العمرانية الشبه عامة والمتمثلة بالساحات الرئيسية أمام مبنى الشيراتون والفراغات الملحقة بمبنى مديرية‬
‫الثقافة‪ ,‬الفراغات العمرانية الشبه خاصة متمثلة باألزقة المخصصة لسكان المنطقة‪.‬‬
‫ويلخص الجدول التالي أهم السمات المميزة للفراغات العمرانية المستحدثة ضمن إقتراح محددات التصميم العمراني‬
‫لمنطقة باب الفرج في مدينة حلب القديمة‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)03-2‬تصنيف الفراغات العمرانية الناتجة عن إقتراح محددات التصميم العمراني في منطقة باب الفرج (عمل الباحث)‬

‫تصنيف الفراغات العمرانية الناتجة ضمن اقتراح محددات التصميم العمراني في منطقة باب الفرج‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية إيجابية‬
‫‪ ‬من حيث الشكل‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية سلبية‬

‫‪ ‬فراغات خاصة‬

‫‪ ‬فراغات شبه خاصة‬


‫أنماط الفراغات‬
‫‪ ‬من حيث االستخدام‬
‫‪ ‬فراغات شبه عامة‬ ‫العمرانية‬

‫‪ ‬فراغات عامة‬

‫‪ ‬فراغات عمرانية مستقرة ‪Static‬‬ ‫‪ ‬من حيث نظام‬


‫الحركة داخل الفراغ‬
‫‪ ‬فراغات عمرانية حركية ‪Dynamic‬‬
‫العمراني‬
‫‪- 119 -‬‬

‫ويلخص الجدول التالي أهم نقاط القوة والضعف لإلقتراحات الخمسة لنتائج ورشة العمل التي ورد ذكرها سابقاً‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)02-2‬نقاط القوة والضعف لإلقتراحات الخمسة لورشة العمل لمنطقة باب الفرج (عمل الباحث)‬

‫المخطط‬ ‫نقاط الضعف‬ ‫نقاط القوة‬ ‫المحور‬


‫‪-‬نسبة بناء عالية‬ ‫‪-‬اتصال جيد مع المحيط‬
‫تطوير الفراغات العامة‬
‫‪-‬اختراقات للنسيج التاريخي‬ ‫‪-‬تنظيم الفراغات العمرانية‬ ‫ودمج أنماط البناء‬

‫‪-‬خلط الوظائف والفعاليات‬ ‫‪-‬محاكاة النسيج التقليدي‬ ‫المختلفة‬

‫‪-‬توزيع منظم لالشغاالت‬


‫‪-‬زيادة محاور االختراق‬
‫‪-‬الفراغات العمرانية المتبقية‬ ‫تصميم نمط أبنية جديد‬
‫‪-‬عدم تنظيم للفراغات العمرانية‬
‫يمكن اعتبارها ايجابية‬ ‫ضمن النسيج التاريخي‪,‬‬
‫‪-‬محددات عامة وغير مفصلة‬ ‫تنظيم التصميم المعماري‬
‫‪-‬تنظيم البناء على اطراف‬
‫للتصميم العمراني‬
‫الطرقات‬

‫استراتيجيات تطوير‬
‫‪-‬زيادة محاور االختراق‬ ‫‪-‬تقسيم جيد لالشغاالت‬
‫المنطقة المرتكزة على‬
‫‪-‬كثافة بناء عالية‬ ‫‪-‬فراغات عمرانية إيجابية‬ ‫البعد االجتماعي‬

‫‪-‬فراغات عمرانية مغلقة‬ ‫‪-‬تالؤم مع النسيج التاريخي‬ ‫واستراتيجيات تجديد‬


‫النسيج التقليدي الحالي‬

‫‪-‬ضياع هوية الفراغات‬ ‫‪ -‬تحديد نقاط اتصال مع‬


‫العمرانية‬ ‫المحيط‬
‫دمج األبنية الحديثة‪,‬‬
‫‪-‬تنافر مع النسيج األصلي‬ ‫‪-‬وظائف اشغال جديدة‬ ‫تطوير اعادة االستخدام‬

‫‪-‬خلط وظائف‬ ‫‪-‬تفعيل محاور المشاة‬

‫‪-‬فراغات عمرانية قليلة‬ ‫‪-‬وظائف اشغال متنوعة‬

‫‪-‬نسبة بناء عالية‬ ‫‪-‬محاكاة النسيج األصلي‬ ‫محددات التصميم‬

‫‪-‬غياب البعد التشكيلي‬ ‫‪-‬محددات فراغات عمرانية‬ ‫العمراني‬

‫للفراغات العمرانية‬ ‫واضحة‬


‫‪- 120 -‬‬

‫‪ 1-1‬الفصل الثالث‪ :‬مقترحات إعادة تشكيل الفراغات العمرانية في منطقة باب الفرج‪:‬‬

‫سنطرح عدة تصورات لتطوير وتنمية واعادة تشكيل العديد من الفراغات العمرانية ضمن منطقة باب الفرج في مدينة‬
‫حلب القديمة وذلك من خالل صيانتها واعادة تأهيلها‪ .‬وهذه التصورات تتباين تبعاً لطبيعة الفراغ‪ ,‬وهي على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪ -0‬على صعيد الطرقات‪ ,‬والهدف من عملية تنمية وتطوير هذه الفراغات‪:‬‬


‫تعزيز الدور اإلقتصادي في منطقة باب الفرج‪ ,‬كون معظم الطرقات في المنطقة كما هو الحال في كافة‬ ‫‪-‬‬
‫شوارع المدينة القديمة تلعب دو اًر مهماً في اقتصاد المدينة‪.‬‬
‫تعزيز وتطوير الحركة السياحية ضمن المدينة القديمة بشكل عام وضمن منطقة باب الفرج بشكل خاص من‬ ‫‪-‬‬
‫خالل إبراز القيم الجمالية لهذه الفراغات وخاصة لهذه الطرقات‪.‬‬
‫تأهيل هذه الطرقات وصيانتها إلعطاء صورة جمالية ومنظمة‪ ,‬ترسم البهجة والسرور والراحة في وجه المار‬ ‫‪-‬‬
‫فيها‪.‬‬
‫العمل على تسهيل الحركة داخل هذه الفراغات الحركية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ولتحقيق هذه األهداف كان البد من اتباع عدة نقاط‪ ,‬أهمها‪:‬‬

‫العمل على ربط الفراغات والساحات العامة بالطرق المجاورة لها واعادة استخدام هذه الفراغات بحيث تكون‬ ‫‪-‬‬
‫مكملة لفراغ الطريق العام إضافة إلى كونها نقطة اتصال بين الطرقات األخرى‪ .‬ومن هذه المقترحات مقترح‬
‫إعادة تأهيل الطريق الواصل بين جامع سيتا والجامع العمري‪ ,‬حيث يحف الطريق أبنية النسيج التقليدي‬
‫لمنطقة باب الفرج‪ ,‬والعمل على إعادة تأهيل األبنية على جانبي هذا الطريق وصيانة واجهاتها لما تملكه من‬
‫تأثير مباشر على الشكل العام للطريق‪ ,‬والعمل على تزويد هذا الطريق بعناصر الفرش العمراني المناسبة‬
‫من أعمدة إنارة وعناصر خضراء ومقاعد في األماكن الواسعة ضمن هذا الطريق‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)71-1‬تأهيل الطريق الواصل بين جامع سيتة والمسجد العمري‪( .‬وضع الباحث)‬
‫‪- 121 -‬‬

‫إعادة بناء األبنية المتهدمة والتي تكون على جانبي الطرق‪ ,‬وكمثال على ذلك إعادة بناء المنطقة المتهدمة‬ ‫‪-‬‬
‫من منطقة باب الفرج الواقعة في الجهة الشمالية للمنطقة‪ ,‬وبناء مباني تتماشى مع النسيج التقليدي لألبنية‬
‫الموجودة خلفها ضمن منطقة باب الفرج‪ ,‬وتشتمل األبنية على محالت تجارية في الطابق األرضي ومباني‬
‫سكنية سياحية في الطوابق األخرى وخاصة في الحزام المالصق لشارع الخندق‪ ,‬على أن ال يتجاوز ارتفاع‬
‫األبنية ضمن هذه المنطقة النظام العام الرتفاع المباني في المدينة القديمة‪.‬‬
‫ويراعى في تصميم هذه األبنية تأمين فناءات داخلية وفتحات سماوية تؤمن اإلنارة والتهوية المناسبة لطوابق‬
‫المباني كافة‪ ,‬كما يراعى استخدام مواد إكساء تتماشى مع واجهات المدينة القديمة من حيث استعمال الحجارة‬
‫في اإلكساء واستخدام العناصر الزخرفية المميزة لمدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫وقد أوصينا بربط هذا المقترح مع منطقة فارغة مجاورة والذي نقترح فيه إعادة استخدام هذه المنطقة كمنطقة‬
‫عامة تحتوي مناطق خضراء وجلسات‪ ,‬مع مراعاة تزويدها بعناصر الفرش العمراني المناسبة‬
‫ويبين الشكل التالي مقترح إعادة تشكيل المنطقة الشمالية مكان كراج الحجز الحالي ضمن منطقة باب الفرج‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)71-1‬نموذج لملء الفراغ العمراني في المنطقة الشمالية لمنطقة باب الفرج‪( .‬وضع الباحث)‬

‫العمل على تأهيل الساحات المالصقة للطرقات العامة من خالل إعادة استخدامها نحو استخدامات جديدة‬ ‫‪-‬‬
‫تحتاج إليها المدينة القديمة‪ ,‬إضافة إلى بناء مرافق تخدم المنطقة على أجزاء من هذه الفراغات‪ .‬كما في‬
‫المقترح الخاص بإعادة تشكيل الفراغ الموجود في الزاوية الشمالية الشرقية من منطقة باب الفرج المالصقة‬
‫لمبنى مديرية الثقافة‪ ,‬واع ادة تشكيل الفراغ الموجود في الزاوية الجنوبية الشرقية من منطقة باب الفرج‬
‫المالصقة لغرفة صناعة حلب المستخدم حاليا كمواقف للسيارات‪.‬‬
‫‪- 122 -‬‬

‫لذلك كان اإلقتراح للزاوية الشمالية الشرقية بإزالة المرافق العشوائية وتخصيص المنطقة كساحة عامة للمشاة‬
‫تتفق مع النسيج العمراني ا لتقليدي القديم المجاور لها‪ ,‬حيث تربط منطقة باب الفرج مع المدينة القديمة عن‬
‫طريق شارع عبد المنعم رياض ومنطقة الفرافرة‪ ,‬ومنطقة شارع الخندق والجديدة‪ ,‬باإلضافة إلى تأمين جلسات‬
‫ومناطق ظليلة ولوحات داللية تعريفية بالمدينة القديمة وأهم نقاط العالم فيها‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)75-1‬مقترح إعادة تشكيل الفراغ‬ ‫الشكل (‪ :)74-1‬صورة جوية‬


‫في الزاوية الشمالية الشرقية لمنطقة باب الفرج‪( .‬عمل الباحث)‬ ‫للزاوية الشمالية الشرقية لمنطقة باب الفرج‪.‬‬

‫أما الزاوية الجنوبية الشرقية فيقترح استخدامها كساحة للمشاة تربط منطقة باب الفرج مع المدينة القديمة عن‬
‫طريق شارع عبد المنعم رياض ومنطقة الفرافرة‪ ,‬باإلضافة إلى ربطها مع شارع المتنبي وما يجاوره من أبنية‬
‫وساحات للمدينة القديمة‪ ,‬مع إمكانية استخدام الفراغ كمواقف للسيارات في الساعات الليلية فقط‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)77-1‬مقترح إعادة تشكيل الفراغ‬ ‫الشكل (‪ :)76-1‬صورة جوية‬


‫في الزاوية الجنوبية الشرقية لمنطقة باب الفرج‪( .‬عمل الباحث)‬ ‫للزاوية الجنوبية الشرقية لمنطقة باب الفرج‪.‬‬

‫باإلضافة إلى تبني عدة نقاط وتوصيات عامة تخض الطرقات‪ ,‬وهي‪:‬‬

‫صيانة الواجهات والعمل على إزالة اإلضافات الحديثة المبنية بمواد حديثة أو العمل على إخفائها ودمجها‬ ‫‪-‬‬
‫بالمحيط العمراني للمدينة القديمة من خالل تدعيمها وتلبيسها بمداميك حجرية تتالءم مع المحيط‪.‬‬
‫‪- 123 -‬‬

‫تأهيل شبكة التمديدات الكهربائية وشبكة المياه والصرف الصحي وتجميعها واخفاؤها في الواجهات ومن‬ ‫‪-‬‬
‫خالل دفنها داخل مجارير تحت األرض‪.‬‬
‫سن قوانين مل زمة لكافة المحالت التجارية الموجودة على جانبي الطرقات في المدينة القديمة على إعادة‬ ‫‪-‬‬
‫تركيب أبواب لمحالتهم بألوان محددة وقياسات تتالءم وفتحات محالهم‪ .‬باإلضافة إلى إلزامهم بمواد محددة‬
‫قدر اإلمكان وبمقاسات محددة ألعمال التغطية‪ ,‬وكذا األمر بالنسبة إلعالناتهم لكي ال تحجب المظاهر‬
‫البصرية والجمالية للواجهات والمناصر المعمارية‪.‬‬
‫تبليط كافة الطرقات الغير مبلطة بشكل يتالءم مع النسيج التقليدي للمدينة القديمة‪ ,‬لتجعلها أكثر نظافة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تزويد هذه الطرقات بعناصر الفرش الخاصة بالطرقات مثل عناصر اإلنارة وخاصة في الطرقات المظلمة‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫وغيرها من عناصر الفرش العمراني األخرى مثل‪ :‬األشجار المنفردة‪ ,‬أحواض األزهار‪ ,‬سالت النفايات وغيرها‪.‬‬
‫تحديد أوقات دخول المركبات داخل الطرقات‪ ,‬بحيث تبقى حركة المرور داخل هذه الطرقات للمارة قدر‬ ‫‪-‬‬
‫اإلمكان‪ ,‬واستغالل الفراغات المحيطة بالوسط التاريخي للمدينة لعمل مواقف للمركبات‪ ,‬والعمل على تزويد‬
‫المدينة القديمة بمركبات صغيرة الحجم وقليلة العرض لتتناسب مع عرض الطرقات الضيقة من أجل‬
‫استخدامها في أعمال التخديم لهذه الفراغات‪ ,‬كأعمال توريد البضائع من والى المدينة القديمة وكذلك جمع‬
‫النفايات‪.‬‬
‫العمل على تجميع المحالت التجارية ذات اإلختصاص الواحد في منطقة واحدة قدر اإلمكان‪ ,‬وازالة المحالت‬ ‫‪-‬‬
‫ذات التخصصات الشاذة والتي تضر بالفراغات والطرقات داخل المدينة القديمة‪ ,‬مثل أعمال الحدادة وغيرها‪.‬‬
‫العمل على تطوير خط سياحي ضمن المدينة القديمة بحيث يمر من معالم مميزة وتراثية بحيث تتكامل مع‬ ‫‪-‬‬
‫الخط ال سياحي في مدينة حلب‪ ,‬والعمل على تزويد هذه الخط بالعناصر التي تخدم السياحة كالالفتات‬
‫اإلرشادية وبعض المحال التجارية المختصة ببيع التحف التذكارية والمصنوعات التقليدية والتي تشتهر بها‬
‫المدينة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)78-1‬مقترح لتطوير محاور المشاة ضمن منطقة باب الفرج‪( .‬وضع الباحث)‬
‫‪- 124 -‬‬

‫‪ -3‬من أبرز النقاط التي نسعى لتحقيقها من إعادة تشكيل الساحات والفراغات العامة التي تعتبر متنفساً لسكان‬
‫المدينة القديمة وملتقى األفراد بكافة فئاتهم هي‪:‬‬
‫إبراز القيم اإلجتماعية التي غابت عن هذه الفراغات والساحات باعتبارها األماكن التي يلتقي بها األفراد بكافة‬ ‫‪-‬‬
‫إعمارهم أثناء أوقات فراغهم خارج مساكنهم‪ ,‬فهي المكان الذي تتفاعل ضمنه عالقات السكان مع بعضهم‬
‫البعض‪.‬‬
‫إبراز القيم الجمالية والحضارية لهذه الفراغات‪ ,‬والتي تؤثر على مرتادي هذه الساحات من سكان المدينة‬ ‫‪-‬‬
‫القديمة أو الزوار‪.‬‬
‫المساهمة في الترفيه عن أفراد المجتمع وخاصة األطفال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بؤر لتجمع األوساخ‬
‫إعادة استخدام الساحات المهملة داخل أو في محيط الوسط التاريخي‪ ,‬التي تشكل اً‬ ‫‪-‬‬
‫والقاذورات‪.‬‬

‫هذه األهداف تتحقق من خالل بعض النقاط‪:‬‬

‫أ‪ -‬استغالل الفراغات المهملة مثل الساحات المتهدمة‪ ,‬بسبب أن الساحات الموجودة حالي ًا غير كافية قياساً‬
‫لمساحتها وعدد سكان المدينة القديمة‪ ,‬لغرض مرافق ترفيهية لحارات المدينة القديمة‪.‬‬
‫لذا نقترح العمل على رفد هذه الحارات بمرافق اجتماعية إدارية من خالل إعادة استخدام األبنية المهجورة‬
‫إلعادة التركيز على هذه الحارات المهملة والتي ال يعرف بها إال سكانها‪ ,‬وربطها بالساحات والفراغات القريبة‪.‬‬

‫ومن جملة اإلقتراحات التي نسوقها في موضوع الساحات العامة‪:‬‬

‫مقترح نركز فيه على إعادة تفعيل المنطقة الفارغة خلف مبنى غرفة الصناعة كفراغ عام مخصص لسكان‬ ‫‪-‬‬
‫منطفة باب الفرج‪ .‬هذه المنطقة تتوسط النسيج التقليدي لمنطقة باب الفرج ذات اإلستخدامات السكنية‪ ,‬ويوجد‬
‫في مركزها مبنى غير مستغل‪.‬‬
‫اإلقتراح يتلخص بترك الساحة فارغة كساحة ذات طابع سكني ونقطة تقاطع والتقاء عدة محاور تخرج منها‪.‬‬
‫والعمل على إعادة تأهيلها وتبليط أرضيتها لجعلها ساحة عامة لحركة المارة‪ ,‬فهي ال تستوعب إضافة أي‬
‫مرافق أخرى‪ ,‬واضافة فرش لهذه الساحة من مقاعد وأشجار مفردة وانارة مناسبة‪ .‬بينما المبنى المهجور يقترح‬
‫إعادة استخدامه كمرفق يخدم سكان منطقة باب الفرج ويقدم خدمات ترفيهية وثقافية للسكان وخاصة األطفال‬
‫والشباب‪.‬‬
‫‪- 125 -‬‬

‫الشكل (‪ :)70-1‬نموذج الستخدام الساحة المهجورة خلف مبنى مديرية الصناعة‪( .‬وضع الباحث)‬

‫مقترح إعادة استخدام األرض الفارغة أمام فندق الشيراتون‪ ,‬والتي تستعمل حالياً كموقف لباصات المجموعات‬ ‫‪-‬‬
‫السياحية المقيمة ضمن الفندق‪ ,‬كمتحف دمج التراث مع المستقبل في مدينة حلب‪.‬‬
‫وتفصيل اإلقترح االستفادة من أعمال الحفر المنفذة ضمن األرض الفارغة واستغاللها بإقامة متحف ضمن‬
‫منطقة باب الفرج‪ .‬أما سقف هذا المتحف يمكن استغالله كحديقة تراثية ومنطقة خضراء أمام فندق الشيراتون‪,‬‬
‫تكون كنقطة عالم لمنطقة باب الفرج بشكل عام وبشكل مالصق لساحة ساعة باب الفرج والجزء المكشوف‬
‫من السور األيوبي في الزاوية الشمالية الغربية من منطقة باب الفرج‪.‬‬
‫ويراعى ضمن هذه الحديقة تأمين مناطق خضراء‪ ,‬مناطق مخصصة لعرض الشواهد التاريخية لمدينة حلب‬
‫القديمة ضمن الهواء الطلق‪ ,‬منطقة لعرض المنحوتات والتماثيل التعبيرية ‪ ,‬مسطحات مائية‪ ,‬مدرج صغير‬
‫مكشوف‪ ,‬لوحات إرشادية ودليلية عن أهم المناطق التاريخية ضمن مدينة حلب‪ ,‬مع مراعاة تأمين الفرش‬
‫المناسب من مقاعد ومناطق ظليلة وأشجار منفردة وأحواض زهور وأجهزة إنارة مالئمة وسالت للنفايات‪. ...‬‬
‫ويمكن اإلستفادة من تجربة تسقيف متحف العلوم الطبيعية في كاليفورنيا تصميم المهندس رينزو بيانو لتسقيف‬
‫المتحف المقترح واستخدام السطح العلوي كحديقة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)80-1‬مقاطع تفصيلية لطريقة التسقيف ضمن متحف العلوم الطبيعية في كاليفورنيا‪.‬‬
‫‪- 126 -‬‬

‫الشكل (‪ :)82-1‬صور توضح طريقة اإلنارة الطبيعية للفراغات الداخلية ضمن متحف العلوم الطبيعية في كاليفورنيا‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)81-1‬صورة توضح تعديل المنطقة أمام فندق الشيراتون لتكوين سطح حديقة‪( .‬وضع الباحث)‬

‫مقترح إعادة تشكيل الساحة أمام ساعة باب الفرج وتخصيص المنطقة حول الساعة كساحة مخصصة للمشاة‬ ‫‪-‬‬
‫مع عدم امكانية دخول السيارات إلى داخل هذه الساحة‪ .‬واالستفادة من هذه الساحة كنقطة تجمع مركزية‬
‫ضمن منطقة باب الفرج ونقطة انطالق للقادمين إلى المدينة القديمة عبر هذه الساحة‪.‬‬
‫ويراعى ربط هذه الساحة مع الساحات والفراغات العمرانية األخرى الموجودة ضمن المدينة القديمة ومنطقة‬
‫باب الفرج عن طريق ممرات مشاة‪ ,‬وربطها مع العناصر المعمارية المميزة الموجودة مثل مبنى المكتبة‬
‫الوطنية أمام برج ساعة باب الفرج ومقترح الحديقة الثقافية ومتحف الدمج بين التراث والمستقبل المقترح ضمن‬
‫األرض الفارغة أمام فندق الشيراتون‪.‬‬
‫ويراعى ضمن هذه الساحة تأمين عناصر الفرش العمراني‬
‫المناسبة من مقاعد وأشجار منفردة واعادة دراسة مناطق‬
‫خصراء تضم نباتات بارتفاعات مالئمة بحيث ال تؤثر‬
‫على مجال رؤية المشاة لبرج الساعة‪ .‬كما يراعى تأمين‬
‫شواخص ولوحات داللية لتوجيه المارة نحو النقاط الهامة‬
‫ضمن المدينة القديمة‪ .‬كما يراعى االختيار الدقيق‬
‫السلوب اإلنارة لهذه الساحة واختيار عناصر إنارة جذابة‬
‫الشكل (‪ :)81-1‬تصور لتطوير محور السير أمام‬ ‫ومتالئمة مع بنية وعناصر الساحة المقترحة‪.‬‬
‫ساعة باب الفرج‪( .‬وضع الباحث)‬
‫‪- 127 -‬‬

‫مقترح إعادة استخدام األرض الفارغة خلف مديرية الثقافة كمنطقة ترفيهية لألطفال والعائالت تضم مناطق‬ ‫‪-‬‬
‫خضراء ومناطق ألعاب أطفال بحيث تخدم سكان المنطقة وترتبط مع اقتراح إمالء منطقة كراج الحجز بنسيج‬
‫مختلط يضم محالت تجارية ضمن الطوابق األرضية‪ ,‬ومكاتب وشقق إقامة سكنية ضمن الطوابق العلوية‪.‬‬
‫إعادة تشكيل الساحة أمام المبنى المرمم حديثاً في الضلع الغربي لمنطقة باب الفرج واستخدامها كساحة عامة‬ ‫‪-‬‬
‫لسكان المنطقة‪ ,‬ونقطة وصل للمشاة مع الجزء الغربي من مدينة حلب‪ .‬مع مراعاة تأمين الفرش العمراني‬
‫المناسب من مقاعد وأجهزة إنارة ‪...‬‬
‫ب‪ -‬إعادة استخدام عدد من الفراغات المحيطة بالمدينة القديمة كمواقف للسيارات من أجل تخفيف أزمة دخول‬
‫المركبات داخل حدود المدينة القديمة والذي يؤدي إلى اإلزدحام واإلعاقات على حركة المارة في الطرقات‬
‫الضيقة للمدينة القديمة‪.‬‬
‫ت‪ -‬إعادة استخدام بعض الفراغات والتي لها أهمية أثرية من أجل صيانتها واعادة استخدامها بما يلزم المحافظة‬
‫على اهميتها وتسويق هذه المكتشفات بطريقة حضارية وعدم إهمالها‪ ,‬كمنطقة الحفريات األثرية في الجزء‬
‫الشمالي من منطقة باب الفرج‪ ,‬والتي كشفت عن بقايا السور األيوبي‪ ,‬حيث يقتضي المقترح بعمل تسقيف‬
‫لمنطقة السور بمواد زجاجية بحيث يبقى السور المكتشف مرئي من األعلى‪ ,‬والعمل على ضم المنطقة السفلية‬
‫للسور بالمتحف المقترح بمالصقته‪.‬‬

‫كما نضيف بعض النقاط األخرى في مجال تأهيل الساحات العامة منها‪:‬‬

‫صيانة الساحات العامة وتبليط أرضياتها‪ ,‬وتزويدها بعناصر الفرش العمراني الخاصة بالساحات‪ ,‬كالمقاعد‬ ‫‪-‬‬
‫وعناصر اإلنارة وحاويات القمامة وزراعة األشجار المفردة‪.‬‬
‫صيانة وترميم الجدران المحيطة وتدعيمها وخاصة المتهدمة وازالة اإلضافات المبنية بمواد حديثة أو إخفاؤها‬ ‫‪-‬‬
‫ودمجها بالمحيط من خالل تلبيسها بمداميك حجرية‪.‬‬
‫صيانة فتحات النوافذ على هذه الساحات‪ ,‬باإلضافة إلى ترميم واعادة بناء المشربيات بمواد وتقنيات تحاكي‬ ‫‪-‬‬
‫الصورة التقليدية لها‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)84-1‬تصور إلعادة تشكيل الساحات ضمن منطقة باب الفرج‪( .‬وضع الباحث)‬
‫‪- 128 -‬‬

‫‪ -2‬أما على صعيد األزقة الغير نافذة واألفنية الداخلية‪ ,‬فهي الفراغات التي تخص بشكل عام ساكني األزقة والبيوت‪,‬‬
‫وأهم النقاط التي نقترح تحقيقها في تصورنا بالنسبة لهذه الفراغات‪:‬‬
‫توفير بيئة صحية داخل األزقة والفناءات الداخلية بحيث تكون خالية من المناطق المهملة والغير مستغلة‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫والتي تصبح مكاناً لتجمع النفايات والقاذورات‪.‬‬
‫المساهمة في تأهيل واعادة تشكيل هذه الفراغات وصيانتها وتدعيمها من أجل ديمومتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وتأهيل األزقة واألفنية الداخلية يتطلب القيام بالتالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إعادة تأهيل األزقة واألفنية الداخلية بشكل عام وتأهيل التمديدات الكهربائية وغيرها وتبليط أرضياتها وصيانة‬
‫جدرانها وازالة الطفيليات واإلضافات الحديثة ودمجها بالمحيط وتزويدها بعناصر فرش مثل عناصر اإلنارة‬
‫والمقاعد والالفتات التعريفية‪.‬‬
‫ب‪ -‬إعادة استخدام بعض الفراغات المجاورة لهذه األزقة كالمباني المهجورة والغير مستخدمة والفراغات المهملة‬
‫إلعادة تأهيلها واستخدامها كمرافق ترفيهية أو أغراض يحتاج إليها سكان هذه األزقة‪.‬‬

‫كما نضيف بعض التوصيات األخرى لتأهيل األزقة والفناءات الداخلية‪:‬‬

‫تأهيل التمديدات الكهربائية وغيرها الخاصة باألزقة واألفنية الداخلية‪ ,‬وربطها بالشبكة الرئيسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تبليط أرضيات األزقة وتدعيم الجداران المطلة عليها وترميم النوافذ والمداخل المطلة عليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استغالل المباني الفارغة والغير مستغلة لتوفير مرافق خدمية تخص أهالي الزقاق وغيرهم‪ ,‬مما يعزز ويدعم‬ ‫‪-‬‬
‫عملية التنمية والترابط اإلجتماعي لهذا المجتمع الصغير داخل الزقاق‪ ,‬وكون أن هذه األماكن المهملة والغير‬
‫مستخدمة تعتبر خطر على ساكني األزقة وخاصة األطفال‪.‬‬
‫استغالل الفراغات المهملة الموجودة بشكل مالصق لهذه األزقة وربطها بفراغ الزقاق واستغاللها كمناطق‬ ‫‪-‬‬
‫لعب وترفيه لسكان الزقاق‪.‬‬
‫النتائج والتوصيات‬
‫‪- 130 -‬‬

‫النتائج‪:‬‬
‫إن مدينة حلب القديمة بعناصرها المعمارية والعمرانية هي كنز تراثي وحضاري من الواجب المحافظة عليه‪ ,‬والفراغات‬
‫العمرانية فيها بجميع عناصرها وأنواعها هي الجزء الظاهر من المدينة‪ ,‬فاإلنسان الساكن في المدينة القديمة أو الزائر‬
‫أو المار بها يسير في فراغاتها وساحاتها وأسواقها‪ ,‬فيجب أن تكون هذه الفراغات مرآة تعكس القيمة الحضارية والتراثية‬
‫لمدينة حلب القديمة وتحكي قصصها من سالف الزمان حتى يومنا هذا‪ .‬لذا فإن هذه الفراغات يجب أن تحاكي هذه‬
‫القيمة وتكون بما يليق بالماضي العريق لهذا التكوين الحضاري‪.‬‬
‫وقد أثبتت تجارب اإلحياء التي أجريت على مراكز المدن التاريخية إمكانية تشجيع السكان على االستمرار في المعيشة‬
‫فيها من خالل رفع مستوى البيئة السكنية وتحديث البنى التحتية باإلضافة إلى اإلستفادة من النشاط التجاري والسياحي‬
‫في هذه المراكز عبر المزج المنطقي والمنسجم بين العمارة التقليدية والنسيج القديم والذي يشكل أحد أهم عناصر‬
‫الجذب السياحي وبين ما ينتجه العصر الحديث‪.‬‬
‫إن الحفاظ على المركز التقليدي يتم عن طريق الحفاظ على السكن من جهة‪ ,‬وتطوير الفعاليات اإلقتصادية والسياحية‬
‫(القلعة‪ ,‬المدينة القديمة بأسوارها وأسواقها وشوارعها وأبنيتها المميزة) من جهة أخرى‪.‬‬
‫وال تعني عملي ة الحفاظ والتطوير النسخ الحرفي للماضي‪ ,‬ذلك ألن إعادة النشاط إلى المركز التجاري للمدينة القديمة‬
‫يتطلب دراسة اإلمكانيات الحالية والخصوصيات المميزة لهذا المركز وتطويرها بإدخال عناصر عمرانية واقتصادية‬
‫حديثة ال تغير من روح النسيج التقليدي‪ ,‬بل تستلهم منه الحلول والمعطيات‪.‬‬
‫وفي ضوء الدراسة والتحليل لهذه الفراغات والمقترحات التي وضعت خالل الفصول السابقة يمكن الخروج بمجموعة‬
‫من النتائج‪ ,‬أهمها‪:‬‬

‫‪ -0‬تعتبر الفراغات العمرانية بإختالفها البنية األساسية للمجتمعات والمتنفس لسكان المدينة القديمة على إختالف‬
‫أعمارهم‪ ,‬والحفاظ عليها يؤدي إلى الحفاظ على سالمة المجتمعات وتطوير العالقات اإلجتماعية بين األفراد‪,‬‬
‫حيث تؤمن الفراغات العمرانية حياة إجتماعية سليمة وتؤمن المتطلبات الفيزيولوجية الرئيسية لإلنسان وخاصة‬
‫األطفال حيث يلعبون ويلهون في هذه الفراغات ساحات كانت أم طرقات عامة‪.‬‬
‫‪ -3‬إن أعمال التدخالت غير ال مسؤولة التي تمت ضمن المدينة القديمة خالل الفترات التاريخية السابقة‪ ,‬وعدم إيالء‬
‫الفراغات العمرانية اإل هتمام الالزم خالل دراسة خطط تطوير المدينة القديمة أدى إلى تدهور واقع الفراغات‬
‫العمرانية ضمن المدينة القديمة‪.‬‬
‫‪ -2‬الفراغات العمرانية في المدينة القديمة لها طابع خاص يبرز األثر الواضح الذي ورثته مدينة حلب القديمة وىالذي‬
‫يجمع بين تخطيط المدينة الشطرنجي في الفترة الرومانية وبين التدرج الفراغي الخاص بالمدن اإلسالمية من‬
‫الفراغ العام فالخاص‪.‬‬
‫‪- 131 -‬‬

‫‪ -4‬تتمثل مشاكل الفراغات العمرانية ا لحالية ضمن المدينة القديمة بالتعامل مع الناتج العمراني ضمن إنغالق فكري‬
‫ونظرة أحادية تخطيطية‪ ,‬دون إدماج العمران بالعناصر المتممة من فراغات محيطة‪ ,‬مما يؤدي إلى خلل تخطيطي‬
‫على مستوى النسيج العمراني مما يسيء إلى االستم اررية الوظيفية والبصرية والجمالية للمدينة القديمة‪.‬‬
‫‪ -5‬تنتشر على جانبي الفراغات العمارنية مداخل األزقة أو الطرق الغير نافذة والتي تربط الفراغات العامة بالخاصة‪.‬‬
‫‪ -1‬معظم الفراغات العمرانية في المدينة القديمة تحيط بها المباني بارتفاعات مرتفعة نسبياً‪ ,‬وتتراوح بالغالب من‬
‫مستويين أو ثالث مستويات‪ ,‬وتقل الواجهات ذات المستوى الواحد على جانبي الفراغات‪.‬‬
‫‪ -7‬تنتشر اإلستخدامات التجارية بشكل كبير ضمن المدينة القديمة‪.‬‬
‫‪ -3‬الفراغات العمرانية في المدينة القديمة تعاني من سوء أوضاعها ومن التشوهات الناتجة عن التمديدات الكهربائية‬
‫والصحية البارزة‪ ,‬وقلة النظافة في بعض هذه الفراغات‪ ,‬باإلضافة إلى وجود العديد من الفراغات المهملة التي‬
‫تتكدس فيها الركام والنفايات‪.‬‬
‫‪ -9‬تعتبر مفردات تنسيق الموقع ذات دور هام في عملية تنظيم الفراغات العمرانية‪ ,‬فضالً عن أهميتها الوظيفية إذ‬
‫تعد من المكونات األساسية والمهمة لساحات المدينة وشوراعها‪ ,‬وتفتقر الفراغات الحالية ضمن مدينة حلب القديمة‬
‫لوجود الفرش العمراني المناسب من أجهزة إنارة أو مقاعد أو إشارات توجيهية مناسبة‪.‬‬
‫العوامل البيئة الثقافية بما تتضمنه من عوامل إجتماعية وحضارية واقتصادية تأثير ال يقل أهمية عن عوامل‬ ‫‪-01‬‬
‫البيئة الطبيعية في تكوين الهيئة العمرانية للمدينة القديمة‪ ,‬فالعمران هو تعبير وناتج نهائي ألوجه حضارة أي أمة‬
‫بما تتضمنه من عوامل مادية وعوامل ثقافية‪.‬‬
‫إن أهمية دراسة الفراغات العمرانية في مدينة حلب القديمة تأتي من موقعها الهام في قلب مدينة حلب‪,‬‬ ‫‪-00‬‬
‫حيث تعبر هذه الفراغات عن هوية المدينة القديمة‪.‬‬
‫تختلف عمليات إعادة تشكيل الفراغات العمرانية ضمن مدينة حلب القديمة تبعاً لموقع هذه الفراغات بالنسبة‬ ‫‪-03‬‬
‫للمدينة القديمة وما يحيط بها من مباني وعناصر تاريخية وأثرية‪.‬‬
‫تعاني الفراغات العمرانية في مدينة حلب القديمة من ضعف وجود دراسات متكاملة لممرات المشاة ومواقف‬ ‫‪-02‬‬
‫السيارات‪ ,‬لما لها من دور هام في تشكيل الصورة العامة للفراغات العمرانية في تلك المنطقة‪ ,‬فشكل ذلك عبئ ًا‬
‫على المدينة القديمة من خالل استخدام حارات النسيج القديم كمواقف للسيارات‪.‬‬
‫إن حركة السيارات ضمن شوارع المدينة القديمة زاد من مشاكل التلوث والضجيج في تلك المناطق (بسبب‬ ‫‪-04‬‬
‫أدخنة عوادم السيارات وأزمة اإلختناقات المرورية)‪ ,‬مما أثر سلباً على الفراغات العمرانية ضمن المدينة القديمة‪.‬‬
‫انخفاض نسبة المساحات الخضراء ضمن المدينة القديمة بسبب زيادة نسبة البناء وتوظيف الفراغات‬ ‫‪-05‬‬
‫العمرانية كمساحات مهملة أو ساحات لركن السيارات‪.‬‬
‫‪- 132 -‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫في ضوء النتائج المذكورة أعاله باإلمكان وضع التوصيات التالية‪:‬‬

‫‪ -0‬خلق نظام بيئي يساعد في المحافظة على وحدة النسيج العمراني للمدينة ويتضمن أهم القوانين الناظمة ألعمال‬
‫البناء (وجائب‪ ,‬إرتفاعات‪ ,‬رخص هدم‪ ,‬رخص بناء)‪ ,‬ويضمن الحفاظ على ما تبقى من المباني التراثية وتطويرها‪.‬‬
‫‪ -3‬العمل على تطبيق القوانين واألنظمة التي تستهدف الفراغات العمرانية‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلستمرار في أعمال صيانة واعادة تأهيل الفراغات من ساحات وطرقات من خالل تبليط هذه الفراغات وتكحيل‬
‫الواجهات الحجرية وازالة الطفيليات عنها وتدعيم الجدران وخاصة اآليلة للسقوط‪ ,‬باإلضافة إلى إزالة العناصر‬
‫العشوائية التي ال تتناسب مع المضمون العام للمحيط‪.‬‬
‫‪ -4‬العمل على إنشاء مسار سياحي داخل المدينة القديمة يرتبط مع الخط السياحي لمدينة حلب‪ ,‬وتزويد هذا الخط‬
‫باإلعالنات الواضحة واألثاث المناسب وأكشاك تخص بيع إرشادات ونشرات عن المدينة القديمة‪ ,‬وتركيز بعض‬
‫المح ال التجارية التي تبيع تذكارات سياحية ومنتوجات محلية على جانبي المسار السياحي‪ ,‬مع ضرورة أن يمر‬
‫المسار بالمعالم المهمة في مدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫‪ -5‬تزويد الفراغات العمرانية ضمن مدينة حلب القديمة من ساحات وطرق بالفرش العمراني المناسب مثل المقاعد‬
‫واإلنارة وزرع األشجار المنفردة‪.‬‬
‫‪ -1‬العمل على تنفيذ مشاريع تستهدف الفراغات الناتجة عن تهدم المنشآت لخدمة سكان المدينة القديمة والزوار‪.‬‬
‫‪ -7‬العم ل على وضع مقترحات الستغالل األراضي الفارغة المحيطة بالمدينة القديمة كمواقف للسيارات والمركبات‬
‫التي تدخل المدينة القديمة‪ ,‬والعمل بشكل جدي على تنظيم حركة المركبات الداخلة إلى المدينة القديمة‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع خطة من الو ازرات المختصة لرفع وتعزيز الوعي واإلدراك بأن الفراغات العمرانية لها دور رئيسي في سير‬
‫عملية تطوير المدينة القديمة‪ ,‬وهي ليست مجرد فراغ مكمل وشكلي‪ ,‬وبذلك سيبدأ التعامل مع جدية خلف الفراغ‬
‫العمراني الهادف‪.‬‬
‫‪ -9‬رفع المستوى العمراني للمشاريع المستقبلية وذلك بخلق أبجدية معمارية (‪ )Guidelines‬تسنخدم كمرجع دائم‬
‫إلقامة أي مشروع جديد (تعديل أو إكمال بناء قديم) في المدينة بشكل عام وضمن المدينة القديمة بشكل خاص‪.‬‬
‫اإلعتماد على قاعدة معلومات نظرية في إعادة تشكيل الفراغات العمرانية ضمن مدينة حلب القديمة يتم‬ ‫‪-01‬‬
‫تطبيقها في مراحل تحليل التكوينات العمرانية ليتم الوصول إلى التوظيف األمثل للفراغ العمراني ضمن التكوين‬
‫العام للنسيج العمراني للمدينة القديمة‪.‬‬
‫اء باستخراجها من الطبيعة أو طريقة‬
‫العمل على اختيار مواد بناء صديقة للبيئة تسهم في توفير الطاقة سو ً‬ ‫‪-00‬‬
‫تصنيعها ونقلها وتركيبها‪.‬‬
‫‪- 133 -‬‬

‫السعي إلستخدام وسائل نقل صديقة للبيئة والحد من استخدام المركبات الخاصة للتقليل من اإلنبعاثات‬ ‫‪-03‬‬
‫الغازية التي تؤثر سلباً على البيئة‪ .‬وتحقيق التوازن بين وسائل النقل الفردية والجماعية‪.‬‬
‫دراسة مساحات وأماكن توضع المناطق الخضراء واألشجار بحيث تحقق اإلستفادة المثلى وذلك للحد من‬ ‫‪-02‬‬
‫التأثيرات المناخية‪.‬‬
‫العمل على زيادة الوعي لدى األهالي بأهمية الحفاظ على الساحات والطرقات العامة بجميع عناصرها‪,‬‬ ‫‪-04‬‬
‫والمحافظة على نظافتها وصيانتها‪.‬‬
‫العمل على إشراك أهالي المدينة القديمة في أعمال تطوير وتنمية واعادة تشكيل الفراغات العمرانية‪ ,‬كون‬ ‫‪-05‬‬
‫سكان المدينة القديمة هم المستفيد األكبر من هذه الفراغات‪ ,‬من خالل إشراكهم في المشاريع التي تخص إعادة‬
‫تأهيل الفراغات مثل المشاركة في إتخاذ القرار أو المساهمة في المعل من خالل الجوانب التطوعية أو المادية‬
‫وغيرها من األساليب‪.‬‬
‫توفير برامج توعوية تستهدف السكان وتعنى بطرق المحافظة على الفراغات العامة وصيانتها ونظافتها‪,‬‬ ‫‪-01‬‬
‫وعمل دورات ونشرات وندوات تعنى بزيادة الوعي‪.‬‬
‫تقديم دورات تدريبية تستهدف الفنيين داخل المدينة القديمة في مجال الترميم والحفاظ من أجل صيانة‬ ‫‪-07‬‬
‫منازلهم وخصوصاً الواجهات والنوافذ المطلة على الساحات والطرقات العامة‪.‬‬
‫ضرورة اإلستفادة من المساحات الفارغة في المدينة القديمة واعادة دراستها بإشغاالت تهم المدينة وساكنيها‪.‬‬ ‫‪-03‬‬
‫يجب إعتماد مجموعة من المحددات التشكيلية والتصميمية والتي تعنى بمحاكاة عناصر التشكيل المعمارية‬ ‫‪-09‬‬
‫التقليدلة عند دراسة الفراغات العمرانية ضمن مدينة حلب القديمة‪ ,‬لما تحمله من قيمة تعبر عن هوية المدينة‬
‫القديمة‪ ,‬للوصول إلى فراغات ذات طابع معماري متالئم ومستمد من المناطق التقليدية‪.‬‬

‫العمل على تشجيع التوظيف المعماري الذي يحيي القيم التراثية والبعد عن اإلشغاالت التي تشكل عبئاً‬ ‫‪-31‬‬
‫على المدينة القديمة ‪ ,‬عن طريق تعزيز الحرف التقليدية أو استعماالت وظيفية تحقق التطوير والتأهيل والتنمية‬
‫اإلجتماعية ونشر الوعي الثقافي‪.‬‬
‫عند إقتراح إقامة مباني حديثة ضمن النسيج العمراني لمدينة حلب القديمة‪ ,‬يجب أن يتكامل في دراسة هذه‬ ‫‪-30‬‬
‫المباني ا لمكونات األساسية للطابع العام الذي يتمثل في التشكيل المعماري العام والصورة البصرية وخط السماء‬
‫والطرق والممرات ومواد البناء المستخدمة واإلرتفاعات والمقاييس‪ ,‬كونها باجتماعها تشكل ما يسمى الطابع العام‪,‬‬
‫الذي يجب أن يتقارب مع طابع مدينة حلب القديمة‪.‬‬
‫التأكيد على الجهات الحكومية والخاصة بتقديم الدعم الفني والقانوني‪ ,‬وضرورة توجيه أعمال التدخل في‬ ‫‪-33‬‬
‫الفراغات العمرانية بما يتالءم مع النسيج العمراني التقليدي لمدينة حلب القديمة‪ ,‬حتى يتم الحفاظ على الهوية‬
‫العمرانية للمدينة القديمة‪.‬‬
‫‪- 134 -‬‬

‫ضرورة تأمين الدعم المادي من الجهات الحكومية ووضع برامج تشجيعية لتحفيز السكان وأصحاب المحالت‬ ‫‪-32‬‬
‫على الحفاظ على الهوية في الفراغات التابعة لمساكنهم ومحالتهم‪ ,‬من خالل (القروض الميسرة‪ ,‬تسهيالت قانونية‪,‬‬
‫إعفاء من الضرائب‪ ,‬تقديم مكافآت لألعمال الرائدة) تشجيع ًا لهم على هذا النهج‪ ,‬ألن تفعيل المشاركة السكانية‬
‫هي عملية أساسية‪.‬‬
‫دور و ازرة الثقافة في ترويج المنشورات الثقافية التي تعمل على زيادة الوعي بأهمية الفراغات العمرانية‬ ‫‪-34‬‬
‫ودورها في التعبير عن هوية المدينة القديمة من خالل المؤتمرات والمهرجانات واإلطالع على التجارب العالمية‬
‫في هذا السياق‪.‬‬
‫تشديد الرقابة من قبل البلديات بضرورة اإللتزام بتنفيذ ما تم اعتماده من مخططات للفراغات المدروسة‬ ‫‪-35‬‬
‫والتي تم اعتمادها من قبل قسم الرخص بالبلديات بعد الدراسة والتدقيق‪ ,‬بحيث يمنع تغيير ما تم اعتماده في‬
‫المخططات إال بعد مراجعة البلدية ألخذ موافقة أخرى على المقترح الجديد‪.‬‬
‫‪- 135 -‬‬

‫المراجع المعتمدة‬
‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -0‬إبراهيم‪ ,‬عبد الباقي‪ :‬النسيج العمراني للمدينة اإلسالمية‪ .‬القاهرة‪0991 ,‬م‪.‬‬


‫‪ -3‬إبراهيم‪ ,‬عبد الباقي‪ :‬المنظور اإلسالمي للتنمية العمرانية‪ .‬مركز الدراسات التخطيطية والعمرانية‪ ,‬القاهرة‪0992 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬أكبر‪ ,‬جميل عبد القادر‪ :‬عمارة األرض في اإلسالم‪ .‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيروت‪ ,‬الطبعة الثانية‪0995 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬السيد‪ ,‬عالء الدين‪ :‬تاريخ حلب المصور ‪ -‬أواخر العهد العثماني ‪0903-0331‬م‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬دار شعاع‬
‫للنشر‪ ,‬سوريا‪ ,‬حلب‪3100 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬الطويل‪ ,‬عبد المنعم‪ :‬إعادة تأهيل المراكز التقليدية للمدن العربية‪ ,‬التجربة اللبنانية حالة دراسية‪ ,‬جامعة بيروت‬
‫العربية‪ ,‬بيروت‪3110 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -1‬الموسوي‪ ,‬هاشم عبود – حيدر‪ ,‬صالح يعقوب‪ :‬التخطيط والتصميم الحضري‪ ,‬دراسة نظرية تطبيقية حول‬
‫المشاكل الحضرية‪ .‬دار حامد‪ ,‬مصر‪3115 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -7‬حجار‪ ,‬عبد اهلل‪ :‬معالم حلب األثرية‪ .‬الطبعة الثالثة‪ ,‬مطبوعات المركز الحديث‪ ,‬حلب‪3101 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬حجار‪ ,‬عبد اهلل‪ :‬إضاءات حلبية‪ ,‬تاريخ ومعالم وتراث‪ .‬الطبعة األولى‪ ,‬شعاع للنشر والعلوم‪ ,‬حلب‪3101 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬حريتاني‪ ,‬محمود‪ :‬أحياء حلب القديمة ‪ ,‬تناغم الذاكرة والحجر واإلنسان‪ ,‬شعاع للنشر والعلوم‪ ,‬الطبعة األولى‪,‬‬
‫حلب‪3115 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -01‬خضر‪ ,‬عبد المعطي‪ :‬تاريخ العمارة‪ ,‬العمارة في العصور الوسطى‪ ,‬العمارة اإلسالمية واألوروبية‪ .‬الجزء الثالث‪,‬‬
‫منشورات جامعة حلب‪ ,‬كلية الهندسة المعمارية‪3113 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -00‬دافيد‪ ,‬جان كلود – حريتاني‪ ,‬محمود‪ :‬المدينة القديمة في حلب – التدهور ومحاوالت اإلحياء‪ .‬شعاع للنشر‪,‬‬
‫الطبعة األولى‪ ,‬سوريا‪ ,‬حلب‪3115 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -03‬ريحاوي‪ ,‬عبد القادر‪ :‬العمارة العربية اإلسالمية خصائصها وآثارها في سورية‪ .‬و ازرة الثقافة‪ ,‬دمشق‪0939 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -02‬عبد اهلل‪ ,‬محمد أحمد‪ :‬تاريخ تخطيط المدن‪ .‬دار وهران للطباعة والنشر‪ ,‬مصر‪0930 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -04‬عثمان‪ ,‬محمد عبد الستار‪ :‬المدينة اإلسالمية‪ .‬دار اآلفاق العربية‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬القاهرة‪0999 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -05‬مديرية المدينة القديمة‪ ,‬الوكالة األلمانية للتعاون التقني ‪ ,GTZ‬استراتيجية المحافظة والتنمية لمدينة حلب‬
‫القديمة‪0993 .‬م‪.‬‬
‫‪ -01‬وزارة الشؤون البلدية والقروية‪ :‬دليل معالجة وتخطيط الفراغات في المدن‪ .‬و ازرة الشؤون البلدية والقروية‪,‬‬
‫الرياض‪3111 ,‬م‪.‬‬
- 136 -

:‫المراجع األجنبية‬

1- Alexander, D: Livable Streets. University of California, Berkeley, 1981.


2- Al-Hathloul, Saleh: Legislation and the Built Enviroment in the Arab-Musim
City. Center for the Study of the Built Enviroment (CSBE), Riyadh, 2002.
3- Banz, George: Elements of Urban Form. McGraw Hill Book Co, 1970.
4- Bianca, Stefano – David, Jean Claude – Chauffert Yvart, Bruno: The Conservation
of the Old City of Aleppo. Paris, 1980.
5- Bianca, Stefano: The Bab Al-Faraj Project, Aleppo, Adapted Redevelopmant in
historic urban context. Aleppo, 1986.
6- Bianca, Stefano: Urban Form in the Arab World, Past and Present. ORL-Schriften,
Zurich, 2000.
7- Ranch, Melville: Urban Planning Theory. Dowden, Hutchinson, 1975.
8- Carmona & others: Public Spaces – Urban Places. Scribe Design, Gillingham,
2003.
9- Ching, Francis D.K: Architecture. Form, Space and Order. Van Nostrand
Reinnhold, New York, 1996.
10- Crawford, J.H: A Brief History of Urban Form, street layout through the ages.
Carfree Cities, 2005.
11- Hadjar, Abdalla: Historical Monumens of Aleppo. 1st ed, Aleppo, 2000.
12- Hillier, Bill: Space in the Machine. Space Syntax, London, 2007.
13- Hillier, Bill: The Art of Place and the Sience of Space. 1995.
14- Gehl: Life between Buildings: Using public spaces. Van Nostrand, New York, 1987.
15- J.SUVAGET: ALEP. Librairie Orientaliste Paul Geuthner, VI, Paris, 1941.
16- Krier, Rob: Urban Space. USA, 1988.
17- Lynch, Kevin: The Image of the City. MIT Press, Cambridge, 1965.
18- Lynch, Kevin: What Time is this Place. MIT Press, Cambridge, 1972.
19- Lynch, Kevin: A Theory of Good City Form. MIT Press, Cambridge, 1981.
20- Maslow, A: Motivation and Personality. Harper and Row, New York, 1954.
21- Maslow, A: Towards a Psychology of Being. Van Nostrand, New York, 1962.
22- Morris, A.E.J: History of Urban Form. George Godwin Limited, 1985.
23- Moughtin, Cliff: Urban Design: Street and Square. Buttrtworth Architecture,
Oxford, 1961.
24- Mumford, Lewis: The City in History. Brace & World Inc, Harcourt, New York,
1961.
25- Mumford, Lewis: What is a City? The City Reader, London, 1996.
26- Wooly, Helen: Urban Open Spaces. Spon Press, New York, 2003.
27- Whyte, W.H: The Social Logic of Small Urban Spaces. Conservation Foundation,
Washingtom D.C, 1980.
28- Zucker, Paul: Town and Square. Cloumbia University Press, New York, 1959.
Abstract:

Urban spaces in the old city of Aleppo are considered as an important


component in the old city’s fabric, they are the complementary part of the other
built parts in the urban form which express the old city's identity. In order to
know how to deal with these spaces, we have to know how these formations are
produced in the urban spaces of the old city of Aleppo's fabric. No doubt that the
urban spaces forming in the old city of Aleppo have affected by many factors
which have left a lot of effects in different architectural formations. And as we
know that the Islamic architecture is the result of the interaction between the
spiritual values of the human being and the social rules of his life. In addition to
that, the surrounding environment of this human have a big role in the formation
of the urban spaces. Therefore it was necessary to study these spaces analytical
study based on defining the concept of Urban Spaces and the statement of
significance for the city through its contents inside of humanitarian activities, as
it embraces Urban Spaces social activities for the residents of the city. Down to
put the classification of these spaces and patterns based on the number of
parameters and controls that distinguish different spaces within the city from
each other. In the end, we come to determine the dimensions of the design
process of the Urban Spaces, modulation system of urban design in the city is
linked to Urban Spaces system, design and dimensions of Urban Spaces and
elements have been mentioned in the context of research.
University of Aleppo
Faculty of Architecture
TEMPUS program (Rehabilitation of Old Islamic Cities)

Reshaping the Urban Spaces in the Old City of Aleppo


(Case Study: Bab Al-Faraj Area)

A thesis submitted for Master Degree in Rehabilitation of Old Islamic Cities


Submitted by:
Architect:
Ahmad Rami Habbal

Supervisor
Dr. Architect Muhammad Atalla Sheikh Muhammad
Teacher. Dep. Of architectural thiories and history
University of Aleppo
Faculty of Architecture

Academic year
1027
University of Aleppo
Faculty of Architecture
TEMPUS program (Rehabilitation of Old Islamic Cities)

Reshaping the Urban Spaces in the Old City of


Aleppo
(Case Study: Bab Al-Faraj Area)

A thesis submitted for Master Degree in Rehabilitation of Old Islamic Cities

Submitted by:

Architect:
Ahmad Rami Habbal

Academic year
1027

You might also like